لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-18, 09:38 PM   المشاركة رقم: 151
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

فى صباح اليوم التالى تجمع كل أفراد العائلة على مائدة الافطار كما تعودوا فى السابق وحتى هناء خرجت من عزلتها بمساعدة كريم وسيف اللذان قاما بمساندتها حتى تنزل الى البهو بسلام وهى مبتسمة بانشراح بعد أن تصالحت هى وابنها ,فيما قامت منى بمناولة زوجها صحنا من القشدة لتضعه فى متناول يده بمحبة أطلّت من نظرات عينيها اللامعتين ,وكانت فريال جالسة تراقب ابنتها وزوجها خلسة حتى تطمئن الى عودة الانسجام كاملا الى علاقتهما التى تنمو وتتوطد يوما يعد يوم كأى زوجين عاشقين ,بينما أخذ سيف يناوش ريم بحركاته المشاكسة حتى قامت هى بازاحة يده ممازحة ايّاه وضحكاتها تنطلق مجلجلة متناسية ما كان بالأمس ,بقيت الجدة شريفة تتناول طعامها بصمت وهى تفكر فى القادم وما ستؤول اليه حياتهم بعد عودة الغائب الى بيته.
مسح رفيق فمه بمنشفة الطعام الصغيرة وهو ينهض متمتما برضا:
-الحمد لله , سفرة دائمة ان شاء الله.
كانت أميرة تعترض على سرعته الفائقة فى المغادرة فقالت بتأنيب:
-لم تأكل جيدا , لماذا أنت متعجل للرحيل ؟
منحها أجمل ابتساماته على الاطلاق وهو يقول مغازلا:
-أننى اشعر بالشبع لمجرد رؤيتك الى جوارى ... ريم ,هل انتهيتِ ؟
أومأت برأسها ايجابا فأشار لها بأصبعه حتى تتبعه وهو يقول:
-بعد اذنكم ,لدىّ حديث مع ريم يجب اتمامه.
قام محمد بتأييده لابنه مشجعا:
-طبعا يا بنى , كما اتفقنا ... اذهبى مع أخيكِ يا ريم.
وربّت على ظهرها حينما مرّت بجانبه وهو يقول بصوت خفيض:
-سوف تصير الأمور على خير ما يرام باذن الله يا حبيبتى.
قالت ريم وهى تنحنى لتطبع قبلة على خده:
-طالما أنت وأمى راضيان عنّا فكل شئ آخر يهون يا بابا.
-ليكتب الله لكما كل خير.
وسارت ريم مبتعدة تتبع أخيها وهو يتجه نحو غرفة المكتب.
أغلق الباب خلفهما ثم جلس على الأريكة الجلدية وهو يشير لشقيقته حتى تجلس الى جواره مبتسما بحنانه المعهود قائلا:
-تعالى هنا يا ريم , أريدك هنا بالقرب منى.
أطاعته الفتاة بصمت فى انتظار ما يسفر عنه هذا الحوار المؤجل منذ فترة ,واقترب هو منها معدّلا من جلسته ليصير مائلا الى جانبه الملامس لها فابتدرها بقوله:
-أرى أن عاداتك تغيّرت كثيرا فى الآونة الأخيرة ,ترى ما الذى بشغل بال أختى الصغيرة ؟
تنهدت ريم بعمق وقد توترت أعصابها بفعل سؤاله البسيط وهى تتساءل فى أعماقها : هل يلمح الى خروجه المستمر ؟ أم أنه يقصد شيئا آخر ؟
فحركت كتفيها وهى تقول :
-لا شئ مجرد أننى أحاول تمضية وقتى بدلا من الجلوس فى المنزل ,أنت تعرف أننى أشعر بملل رهيب ..
قاطعها بتسرع قائلا:
-وما رأيك اذن فى أن تقومى بعمل مفيد ومسلٍّ بذات الوقت ؟
-وما هو ؟
ابتسم ابتسامة جانبية وهو يرفع حاجبيه متلاعبا ثم قال بلهجة ودية:
-ألم تطلبى منى من قبل أن تعملى ؟
أشاحت بوجهها وهى تتذكر موقفه منها وصفعته التى أهانتها فقالت بخنوع:
-وما زلت أتذكر رفضك وما فعلته يومها.
أمسك بذقنها وهو يجبرها على النظر الى عينيه اللتين امتلأتا بمشاعر العاطفة والندم قائلا بصدق:
-ريم ... أنا أعتذر منكِ مجددا ,بهذا الوقت كنا على حافة الجنون جميعا وأنت وضعتِ الوقود بجانب النيران , لا تنسى أنكِ قد أهنتِ أميرة وهى زوجتى فلا طاقة لى بأن أراكما على خلاف , أحبكما أنتما الاثنين وأتمنى أن تصبحا صديقتين علاوة على أنها ابنة عمتنا فلا يجوز ما قلته بحقها .. ولكننى تسرعت حينها فليس من عادتى أن أمد يدى أبدا لا عليكِ ولا على غيرك ,وأنت تعرفين هذا يقينا ,, أليس كذلك ؟
رنّت منها نظرة رضا وهى تقول مؤمنة على كلامه:
-لديك كل الحق ,ولكننى شعرت بأنك تعاملها بصورة أفضل منى وكأنك تثق بها ولا تأتمن أختك فتضايقت.
-حسنا ,المهم ... نحن الآن بحاجة الى مساعدتك فى العمل معنا كما كنتِ ترغبين , فهل أنتِ مستعدة ؟
صفقت بيديها فرحة كطفلة صغيرة وهى تغرقه بالأحضان والقبلات لتقول بجذل:
-شكرا شكرا لك يا رفيق.
صاح بصوت مختنق وهو يحاول ابعادها عن عنقه الذى تعلّقت به:
-اهدأى يا ريم , سوف تقتليننى ,آه.
سارعت فى الابتعاد عنه وهى تقول بامتنان:
-آسفة لم أقصد ,,, ولكننى حقا أشعر بسعادة بالغة , لا أستطيع أن أصف لك مدى حاجتى لهذا العمل وخاصة الآن.
ضاقت عيناه بصورة لا ارادية وقد استشف من لهجتها أنها واقعة بورطة فسألها بفضول:
-ولماذا الآن بالذات ؟
شعرت ريم بأنها تسرّعت وكاد اعترافها يفلت من بين شفتيها فأخذت تعض على شفتيها كمن يخفى ذنبا وتكاد عيناها تقول : كالمريب خذونى
فقالت وهى تحاول اخفاء ارتباكها:
-لأنك سوف تتزوج من أميرة وستنشغل عما قريب بحياتك الخاصة ,وأبى بحاجة الى أن يرتاح بعد عناء طويل.
ابتسم لها مجاملا وهو يقول مصدّقا:
-أنت محقة فقد ألمح لى كثيرا أن يريد أن يتقاعد تماما ,وقد سنحت له الفرصة الآن فنحن جميعا سنتشارك فى ادارة الشركة أما بقية الأعمال الأخرى فقد ظهر لنا شركاء وأعتقد أنهم سيكونون أكثر من سعداء باستلامها.
سألته باهتمام:
-صحيح ... هل قابلت فعلا هذا الرجل الذى يقول أبى عنه أنه أخا لجدنا ؟
ضحك مقهقها وهو يجيبها مقررا:
-اسمه عبد الله وعليك أن تعتادى على مناداته بجدى.
كشرت بأنفها وهى تقول بعدم رضا:
-ولماذا أناديه بجدى ؟
-لأنه بمثابة جد لنا ,وبالمناسبة هو شخص لطيف للغاية وجذاب أيضا , لا أصدق أن هذا الرجل يقترب من الثمانين فهو يمتلك طاقة وحيوية كشاب فى الأربعين من عمره ,وحينما تقابلينه ستقعين بحبه ..
-كيف تعرّفتم عليه ؟
-كان أبى هو الواسطة التى ربطت بيننا وبينه من جديد ,أعتقد مما فهمته من حديثه أنه كان على اتصال به منذ وفاة جدنا .
-ولماذا هذه الغيبة الطويلة عن العائلة ؟
-هذه أمور يطول شرحها , فهى بغاية التعقيد ونحن لا ينقصنا الاثارة بهذا الوقت , فقد مررنا بأوقات عصيبة جدا ,,, ألا تريدين أن تنالى قسطا من الراحة من هذه المشكلات ؟
-بلى ,سوف أؤجل أسئلتى الفضولية لما بعد ,منذ متى تريدينى أن أبدأ فى ممارسة عملى ؟
أشار بكفه مشجعا وهو يقول :
-منذ الآن لو أحببتِ.
-أحقا ؟ هيا اذن لا أريد أن أتأخر عن العمل بأول يوم , دقائق وسأكون جاهزة , لا تغادر من دونى رجاءا.
ابتسم لها وهو يقول باسترخاء:
-سوف أنتظرك طبعا فأميرة ايضا سوف تأتى معنا .
ثم نظر الى ساعته مضيقا عينيه ليقول بلهجة تحذيرية رافعا سبابته فى وجهها:
-ولكن لا أريد أن أنتظركما طويلا , فأنا أعرف النساء جيدا .. لا داعٍ للبهرجة والوقوف أمام المرآة لساعة كاملة ... فأنتِ ذاهبة للعمل وليس الى حفلة خاصة.
-ومن هذه التى ستقف أمام المرآة أصلا ؟ لن أستغرق أكثر من خمسة دقائق , فاضبط ساعتك على موعدى.
-حسنا يا حلوتى الصغيرة سأفعل.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 09:40 PM   المشاركة رقم: 152
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

التقت هديل بمها التى كانت ترتقى درجات السلم الجانبى الذى يؤدى الى هذا الجزء المعزول عن بقية أنحاء الشركة ولكن حركة جسدها افتقرت الى رشاقتها وحيويتها المعتادة وكأنما تحمل على كتفها هموم الدنيا بأسرها ,فأخذت صديقتها تناديها بصوت مرتفع حتى تنتبه من شرودها لتقف متصلبة فى انتظارها وهى تبادرها بالقول:
-مها ... انتظرى ,ماذا بكِ ؟
اقتربت منها هديل وهى تلتقط ذراعها فى حركة ودية وتدسها تحت ابطها لتستكملا طريقهما فى الرواق الضيق وهى تسألها باهتمام:
-ما الذى أتى بكِ الى هنا يا مها ؟
أجابتها مها دون أن تصدر عنها أى اشارة طفيفة لتغيّر مواجها النكد:
-أننى متوجهة الى قسم شئون العاملين.
ابتهجت هديل قليلا وهى تقول بصوت يفيض عذوبة ورقة:
-يا للمصادفة ! فأنا أيضا متوجهة الى ذات القسم.
لم تحرّك مها ساكنا والتزمت الصمت التام ,بينما قادتها هديل الى الغرفة المعنيّة وكأنها تُساق الى موتها وتوقفت كلتا الفتاتان لبرهة قبل أن تقوم هديل بالطرق على الباب عدة مرات لتسمع صوتا قويّا يدعوها للدخول.
أطلّت الفتاتان برأسيهما من فتحة الباب الضيّقة قبل أن تدلفا الى الداخل فى مواجهة للرجل القوىّ الشكيمة والذى كان مكلّفا بتولّى مهام اخبارهما بما فى انتظارهما وقد بدا على مها الاستسلام فيما استولى الذهول على ردة فعل هديل.
-تفضلّا بالجلوس.
جلجل صوت الرجل الأربعينى بوضوح فى فراغ الغرفة على الرغم من ضيقها ,فقد تردد صوته برنين الصدى فى أذنيهما وهو يتابع قوله باحترافية بالغة دون أن تهتز شعرة فى رأسه:
-بالطبع يا آنسة مها أنتِ تعرفين لماذا أنتِ هنا , هذه هى الأوراق التى تم تجهيزها لتوقّعى عليها قبل أن تغادرى.
وصمت يلتقط أنفاسه فقاطعته هديل مندهشة وهى توّجه الحديث الى صديقتها متسائلة:
-تغادرين ! الى أين يا مها ؟
أشاحت مها بوجهها حتى لا تضعف ويلتمع الدمع بعينيها الخضراوين ,فيما استطرد الموظف بلهجته العمليّة قائلا بثبات:
-لقد رأى مجلس الادارة أنه من الأفضل لكِ أن تتقدمى باستقالتك بدلا من القيام بفصلك من العمل حتى لا تتضاءل فرص حصولك على عمل بمكان آخر.
وقام بدفع الأوراق باتجاهها وهو يعد قلمه الأنيق لتقوم هى بالتوقيع دونما أية مقاومة أو محاولة للرفض , فما الفائدة من محاولة تأخير الحسم بهذه المسألة وهى تدرك أنها النهاية بلا شك ,وكانت تسخر بداخلها من محاولته جعل الأمر يبدو انسانيا بهذا البرود وكأنه آلة طرد يقذف بها كالكرة خارج الملعب ,وبدأت تضع توقيعها وصوته يرن بأذنيها منبها ايّاها حتى تقرأ جيدا التفاصيل:
-ألا يهمك أن تعرفى علام توقعين ؟ أن هذا يعد تهورا من جانبك آنسة مها .
ابتسمت له باستهزاء وهى تقول بصوت يقطر مرارة وانهزام:
-وهل هذا يشكّل فارقا ؟ فالسيد رفيق أعدّ عدّته لالقائى خارج الشركة ببساطة متناسيا سنوات خدمتى السابقة ...
حاول الرجل أن يدافع عن رب عمله بواقعية وهو يقول بآلية:
-الا أنه سوف يدفع لكِ تعويضا مناسبا بالرغم من أنه لا يحق لك قانونيا مطالبته بهذا الشئ لأنكِ أنتِ من تقدمتى بطلب الاستقالة.
أكملت ما كانت تفعله دون أن يبدو عليها التأثر لما يحاول أن يقوم به هذا الرجل ,فهى الوحيدة التى تعرف تفاصيل قضيتها ... ولا جدوى من محاولة تحسين صورتها أمام هذا الرجل فهو مأمور ليقوم بهذه المهمة بهذه الطريقة السمجة ... أنه من يقوم باجراءات الفصل والتسريح من العمل ,باختصار يتركون له المهام القذرة المتعلّقة بالموظفين ,فلا يواجهون نظرات البشر المنكسرة بذل وقهر ,حتما لسيف دوره الاساسى بكل ما آلت اليه الأمور,ولم تستطع أن تلومه بصراحة فهى تستأهل الجزء الأكبر من التأنيب ,وبينما هى على حالها ابتسم الرجل ابتسامته الصفراء وتوجه نحو الفتاة الأخرى التى بدا على وجهها دلائل الذهول والدهشة وكأنه يشعر بالسعادة لأنه يستمدها من تعاسة الآخرين قال بشكل وقح:
-أما أنتِ يا آنسة هديل ... فسوف تنتقلين الى قسم آخر ... السيد كريم قرر الاستغناء عن خدماتك كسكرتيرة خاصة له.
أسقط فى يدها ... هل ما تسمعه يمت الى الحقيقة بصلة ؟ ستنتقل الى مكان آخر لأن كريم استغنى عن وجودها الى جواره ,لماذا تضخّم من الأمر وتجعله يبدو حقيقيا ؟ لا بد أنها تعانى من هلاوس فما كان بينهما ... لا شئ باختصار شديد ,مجرد علاقة عمل وهو قد استنفذ الغرض من بقائها للعمل معه ,لم تلتفت الى بقية الحديث وهو يملى عليها تفاصيل عملها الجديد وطبيعة الظروف المحيطة به ,لم تعد تهتم ... فلن تعمل مع كريم ثانية , لن ترى ملامحه الوسيمة وهو يمنحها أجمل ابتساماته ولن تستمع الى ترنيمة صوته وهو يلقى عليها أوامره الصارمة ,لن تغرق بعالم أحلامها الوردية وهى تتصور أن اهتمامه بها يفوق حدود العمل ويتخطى حواجز الفروقات المتعددة بينهما ,عادت وبقسوة شديدة الى أرض الواقع .. لقد أزاحها عن طريقه بجرة قلم ,تراجعت الى الوراء بمقعدها لتستند على ظهره الجلدى الأنيق والذى ينم عن ذوق من طراز رفيع كما تشى كل تفاصيل الشركة من أبسطها الى أكثرها تعقيدا بدقة مالكيها ورغبتهم الدفينة فى الحصول على الأفضل فى كل شئ فهم لا يرضون الا بدرجة تكاد تقرب الكمال ,وشعرت بأنها قد استمدت قوة اضافية بجلستها المعتدلة ونظرت له بكبرياء وشموخ لتنساب الكلمات من بين شفتيها بيسر وسهولة كأنما لا تعانى من تنطق بها بأى احساس بالضعف أو التردد لينطلق صوتها على غير عادته قويا واثقا مجلجلا بأصدائه فى أرجاء المكتب:
-أرى أنه لا داعِ لكل هذه الاجراءات المعقدة ,,, فلن أنتقل الى أى قسم آخر.
نظر لها الرجل بتشفِ واضح وكأنه يعى صدمتها القوية فيبتسم ببطء وبطريقة مدروسة ليقول بطريقته الآلية:
-أعلم أنكِ ربما لا تودين مغادرة مكانك ولكن يؤسفنى اخبارك بأنه لا محالة من تنفيذ قرار السيد كريم ... فهو من استغنى عن خدماتك ...
ودنا بوجهه أكثر ليقترب منها على الرغم من عدم حاجته لمثل هذا التصرف ليستطرد بطريقة أكثر الحاحا وسماجة:
-ولكنه قد أوصى بخبرتك وحسن سلوكك حتى تستفيدى بالقسم الجديد , وهذه لعلمى شهادة تقدير لا ينالها الكثير من الموظفين لا سيما السكرتيرات.
تنهدت هديل بعمق قبل أن تغتال رغبة ملحّة بأن تنشب أظفارها فى وجه هذا المتحذلق البغيض لتضيف بعد فترة صمت قائلة:
-أظن أنك لم تعِ ما قلته للتو , فقد سبق وأخبرتك أنه لا حاجة الى انتقالى الى قسم جديد ... فسوف أغادر الشركة نهائيا.
حاول الرجل أن يكتم دهشته البالغة وقد ظهرت على ملامحه دلائل الغيظ المكتوم فقال يغالب ضيقه:
-لا ضرورة لمغادرتك للشركة فكل ما فى الأمر أنك سوف تعملين بمكان آخر ,وان لم يرق لكِ سوف نبحث عن حل وسط يرضيكِ.
هل لمحت فى صوته رنة فزع سيطرت عليه بعد أن كان يتلاعب بهما كدمى خشبية دون رحمة أو شفقة , أيقن أن خيوط اللعبة تنفلت من بين أصابعه فلم يعد هو السيد المسيطر على ادارة دفة الحوار.
رفعت رأسها عاليا بصورة سافرة للتحدى الماثل أمام عينيه الجاحظتين وهى تقول بشكل عملى:
-دعنا ننهِ الأمر بصورة أسرع وأنظف دون أن نترك آثارا وراءنا ,فلتجعل الاستقالة اثنتين واحدة لها والأخرى لى .. هكذا لا تتركون دليلا واحدا على قذارة ما تقومون له.
رأت أنها قد اثارت به هلعا وهو يحاول اثنائها عن هذا القرار الذى لا تراجع فيه وهو يقول بصوت مضطرب وقد بدأت قطرات العرق تتسلل على جبينه ليجففها بمنديل ورقى سحبه من احدى العلب أمامه:
-أرجوكِ أن تراجعى نفسك قبل اتخاذ مثل هذا القرار ,فأنا مفوّض لنقلك وليس لاقصائك عن الشركة ...
-لا تخشَ شيئا فأنا من سوف تتحمّل نتائج قرارها وليس أنت , فما الذى سوف تخسره اذا ما وافقتنى على اقتراحى ؟
-لا بد من استشارة السيد كريم اولا قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.
ارتفع حاجباها دهشة وهى تقول بصورة ساخرة:
-وما الذى يدفعنى الى انتظار رأيه ؟ كما سبق وأخبرتنى أنه لم يعد مديرى فقد صرفنى من خدمته ,ربما عليك أن تسأل الريّس أو على أسوأ تقدير تعلم السيد سيف لأنه المسؤول الأول عن شئون الموظفين , أما السيد كريم فلا حاجة الى استشارته فهو ليس معنىّ بالأمر من قريب أو بعيد.
هزّ رأسه نفيا بشدة وهو يوضح الأمر باسهاب غير معتاد:
-لا أستطيع أنا آسف فقد كلفّنى السيد كريم بالأمر حتى يتم بالصورة التى يرغبها دون أية تعديلات واذا ما طرأ هذا التغيير فلا بد من اعلامه أولا قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة.
هبّت واقفة وهى تنتفض غضبا لتقول بعنف:
-لن أنتظر أوامر السيد فلم أعد موظفة أعمل تحت امرته ,ولهذا فسوف أقابل السيد رفيق بنفسى لأشرح له الوضع كاملا ولنرَ قراره الأخير.
حاول أن يستوقفها قبل أن تقدم على التصرف بتهور ولكنها أفلتت منه بسرعة قبل أن يلحق بها فما كان منه الا أن أخذ يضرب كفا بالآخر وهو يتمتم باستسلام:
-لا فائدة ,علىّ أن أتصل به هاتفيا لأعلمه بالأمر ولا أعرف كيف سيتقبّل هذا الخبر.
بينما ظلّت مها ساكنة بمقعدها تنتظر التوقيع على ورقة استقالتها وكأنها بعالم آخر لا تتفوّه بكلمة واحدة تعليقا على ما حدث لصديقتها.
أخذ وجهه يتلوّن بالأحمر القانى وهو يستمع الى صوت محدثه على الطرف الآخر ويبدو أنه ينال تقريعا قاسيا فقد أخذ يحاول الدفاع عن نفسه بتخاذل وهو يقول يائسا:
-أعتذر منك يا سيدى , لا ... لم أستطع ايقافها , هى فى طريقها الى مكتب السيد رفيق ... حسنا , آسف مرة أخرى.
وبعد أن أعاد سماعة الهاتف الى موضعها فتنفس الصعداء وكأنما نجا من موقف عصيب فبدأ يستعيد ذات سمات شخصيته الباردة السمجة وهو ينظر الى الضحيّة الماثلة أمامه وكأنه يفرغ فيها شحنات غضبه المكبوت فقال بلا ابطاء:
-والآن يا آنسة مها سوف توقعّين على الورقة كما اتفقنا.
وضغط باصبعه على زر الطبع فى انتظار الورقة المجهّزة سلفا لتظهر جزءا بعد جزء ثم تستقر أخيرا فى الجارور الخاص بالطابعة وقد التقطها بخفة ومهارة ليضعها بين يدى الفتاة المسكينة وهو يخرج من جيبه قلما من الحبر ليقدمه لها وكأنه يحتفظ به خصيصا لهذه المناسبات السارّة الى قلبه وأخذ يشرف عليها من علوٍ كنسر ينتظر الانقضاض على فريسته ولكن بعد أن تخرج روحها تماما وماذا يكون قرار فصلها بهذه الصورة الوضيعة الا حكما بالاعدام صدر ضدها وللاسف لا يوجد استئناف.
خطّت بأصابعها المرتعشة على وثيقة اعدامها وقد أعمتها الدموع التى غشيت عينيها الخضراوين فسقط القلم من يدها التى خارت قواها وتسابقت دمعتان لتبللا الورقة قبل أن يسحبها الرجل وكأنها كنزه الثمين الذى لا يفرط فيه ثم قال بلا رأفة:
-الآن يمكنك أن تتسلمى هذا الشيك ,, أنه مبلغ جيد كتعويض لكِ.
ثم مدّ يده اليها لتتراقص الكلمات أمام عينيها فتلمح بصعوبة الرقم المطبوع فوقه وقد شهقت من صدمتها ثم أخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا تعبيرا عن رفضها لاستلامه وهى تبحث عن المخرج من هذا الجحيم الذى وقعت فيه بينما تعجب هو من رفضها لمثل هذا المبلغ من المال الذى لا يحلم به أى موظف فى الشركة فأصرّ على أن تقبله وقد خفّف من حدة لهجته قليلا تعاطفا مع انهيارها ولكنها ثبتت على موقفها وهى تقول بكرامة:
-لا أقبل أن أبيع كرامتى ولا مقابل كنوز العالم , ولا أمد يدى الى احسان أبدا ,وأبلغ رؤساءك أننى لا أريد شفقتهم ولا عطفهم ولا أحتاج اليهم.
زم شفتيه غير قادر على التعليق على ما شاهده بنفسه وان كان لا يصدّق أنه يوجد شخص عاقل يرفض أن يتقبّل مثل هذا التعويض الذى يراه هو من وجهة نظره مبالغا فيه , فهى مجرد سكرتيرة بالنهاية.
لم يكن هو وحده الذى يرى مهنتها بهذه النظرة الدونية فالغالبية يحكمون على الفتاة من مظهرها دون الالتفات الى جوهرها.
ما عادت تهتم ,ولماذا تثور لكرامتها المهدرة على يد أمثاله من الرجال الذين يسعون الى اكمال عقد النقص لديهم بافراغها فى أمثالها من الضعفاء.
باختصار ... لم يعد لديها ما تخسره ,ولهذا فعودها قد اشتد وصار أكثر صلابة , وعليهم أن يحسبوا لها ألف حساب ... لن تنعموا بالراحة يا آل الشرقاوى ... بعد الآن.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 09:44 PM   المشاركة رقم: 153
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

اندفعت هديل نحو مكتب رفيق دون أن تنتبه للفتاة الجديدة التى حلّت مكان مها وهى تنهض مسرعة لتحاول ايقافها قبل أن تنجح الأولى فى أن تتخطاها لتطأ بقدميها أرض الغرفة اللامعة بحذائها ذى الكعب المرتفع الذى يصدر رنينا متواصلا فانتبه الرجل الجالس خلف مكتبه وكان منشغلا بالحوار مع فتاتين أنيقتى المظهر ولم تلتفت الى أنها تعرف احداهما وكان كريم قد اصطحبها الى مكتبه من قبل مرة واحدة ,قطّب رفيق جبينه بشدة وهو يراقب تحركات سكرتيرة ابن عمه التى ولجت بدون أدنى قدر من اللباقة وتبدو على وجهها سيماء العواصف التى تهب منذرة فى فصل الربيع فقطع حديثه وهو يخاطبها بلهجة واثقة لا تخلُ من حزم وصرامة :
-كيف تدخلين هكذا الى مكتبى دون استئذان أو حتى على الأقل تطرقى الباب ,ألا تعرفين أبسط قواعد الأدب ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وقد أدركت أنها قد خطت الى عرين الأسد وهو غاضب الآن بل فى قمة هياجه ولكنها ما عادت تهتم مقدار ذرة بما يمكن أن يؤول اليه مصيرها فقالت بلهجة من نُزع منه جميع أسلحته ووجد نفسه محاصرا وظهره الى الجدار:
-سيد رفيق ,,, أعتذر عن الطريقة التى دخلت بها ولكننى أشعر بحاجة الى محادثتك لأمر ضرورى للغاية.
قاطعها رفيق باشارة من أصبعه وهو يقول محذرا:
-انتبهى ,فلا يوجد عذر لديك لمثل هذا الأسلوب الهمجى فى التعامل معى ومن الأفضل لكِ أن تكون أسبابك وجيهة حتى أستطيع النظر فيما تطلبينه والا ... فلن تكون عواقب فعلتك محمودة.
كانت أميرة وريم تتابعان الموقف بصمت مترقبتين ردة فعله على تصرف هذه الموظفة الجريئة الا أن ريم ضيّقت عينيها عندما تأملت ملامح الفتاة الهادئة الجمال وهى تشعر بشئ مألوف فيها ولكنها آثرت التزام السكوت حتى لا تثير أعصاب أخيها أكثر فهى تشعر بتوتره الملحوظ وهو على وشك الانفجار فى وجه هذه المسكينة.
اعتدلت هديل فى وقفتها وهى تقول بصوت بدا فى أوله ثابتا حتى غالبها التأثر فارتعش صوتها متهدجا:
-سيدى أنت تعرف أننى أعمل سكرتيرة للسيد كريم منذ فترة ليست بقصيرة وقد أثبت كفاءة ومهارة لا بأس بهما بشهادته شخصيا فلست أحاول أن ألمع صورتى أمامك ,وفوجئت اليوم بأننى سوف أُنقل الى قسم جديد ... فجئت أشكو اليك هذا الظلم البيّن الواقع علىّ.
حينما أنهت عبارتها كانت تشهق بنشيج بكاء متقطع فزفر رفيق بحرقة كارها لاستخدام المرأة هذا السلاح المزعج فهى ان لم تصل الى مرادها لجأت الى دموع القهر والضعف فصاح بها دون مراعاة لمشاعرها:
-كفى ... لا داعٍ للبكاء ,اذا كنتِ تشعرين بالظلم من قرار النقل فيمكنك أن تلجأى الى الطريق المعروف ... أن تقدمى شكوى مكتوبة الى السيد حسن وهو سوف يتولى أمر النظر فيها ثم احالتها الى مجلس الادارة للبت فيها اذا كان القرار سليما فلا تراجع فيه أما اذا كانت هناك أدنى شبهة للظلم فتلقائيا سوف ينصفك قرار المجلس دون الحاجة الى مثل هذه الحركات الهزلية التى قمتِ بها لتوك.
كان يشرح وجهة نظره الى جانب تعنيفها بأسلوب متحضر بجعله فى مصاف الكبار حقا فهو يرأس شركة من أكبر الشركات فى مصر ويعمل لديه مئات من الموظفين ولم يُعرف عنهم يوما أنهم قد اساءوا الى أحد منهم دون وجه حق ,فبدأت هديل تهمهم بصوت مختنق وهى تضع أصابعها على طرف شفتيها لتمنعهما من الارتجاف حتى تقول ببطء:
-ولكن يا سيدى , أنا قادمة من مكتب السيد حسن وهو من أخبرنى بأنه لا مجال للتراجع فى القرار لأن ... ل..
قاطعها رفيق بنفاد صبر واضح:
-لماذا ؟ أخبريننى ... أوه , لا يمكن احتمال المزيد من البكاء ... يا فتاة كفى عن دموعك هذه التى تذرفينها بلا حساب .
كفكفت دموعها بظاهر يدها حتى مد اليها رفيق منديلا ورقيا فى لمحة بسيطة من اللياقة التى يتمتع بها على الدوام حتى فى أحلك الظروف فالتقطته الفتاة وهى تشكره قبل أن تتابع حديثها:
-لأن السيد كريم هو من اتخذ هذا القرار.
تراجع رفيق بمقعده وهو يحك ذقنه مفكّرا , وأخذ يدير الحوار كله فى رأسه ليتساءل بينه وبين نفسه :كيف فعلها كريم ؟ ولماذا دون أن يخبره بالأمر من اساسه ؟ كيف يمر قرار مثل هذا دون استشارته ؟
سعل متعمدا ليعطى لنفسه مساحة من الوقت قبل أن يقول برزانة:
-حسنا , لا بد من أن أسأله بنفسى عن الأمر , فلا بد أن لديه سببا وجيها لمثل هذا التصرف.
ثم أخذ يراقبها ويتابع أدق تعبيرات وجهها المنكمش والذى تصاعد اليه اللون الأحمر جراء بكائها المستمر قبل أن يستطرد بلهجة ذات مغزى:
-هل قمتِ بأى تصرف خاطئ ؟ أعنى هل أزعجته بمخالفتك لأمر ما ؟
ازداد انكماشها داخليا وهى تحاول دفع النهمة عن نفسها فقالت ببؤس:
-أبدا , أنا لم أخطئ فى عملى ولا مرة واحدة.
وكانت محقة فهى تعمل بجد والتزام ويشهد لها الكثيرون بهذا فلم يلفت انتباهها مرة واحدة ولم تحصل على أية جزاءات ,ثم تذكرت صديقتها مها وما حل بها على يد هذا الشخص الذى يدّعى العدل والصدق فقالت بنبرة أقوى وأكثر حدة:
-ربما هو قرار الادراة لتغيير طاقم السكرتيرات جميعهن ,,, فيبدو أننا لم نعد ملائمات للمنصب حتى سكرتيرتك الشخصية قررت طردها من العمل.
قال بنزق وقد استفزه تلميحها الصارخ وهو يهب من مقعده ليواجهها فتراجعت هى الى الخلف خطوتين وقد أرهبها رؤية الشرر يتطاير من عينيه :
-هكذا اذن , ماذا تعرفين أنتِ عن هذا الموضوع ؟ ها ,,, تكلمى .
ارتعدت فرائصها وقد ايقنت أنها تجاوزت كافة الحدود مع عقلانيته ومحاولاته للبقاء هادئا دون انفعال الا أن أميرة هبت لنجدتها فأنقذتها من هذا الموقف الرهيب بأن أمسكت بذراع زوجها لتجذبه نحوها وهى تهدئ من ثورته بلهجة رقيقة:
-رفيق , اهدأ فالأمور لا تَعالج بالانفعال , هيا ... أرجوك.
فى حين دمدمت هديل مرددة:
-أنها صديقتى هذا كل ما فى الأمر.
استسلم لها أخيرا بعد أن كاد أن يرفض الانصياع لرجائها المتوسل ,ولكنه ظل على نبرته المهددة:
-ايّاك أن تدسى أنفك فيما لا يعنيكِ , هل تسمعين ؟
أومأت هديل برأسها عدة مرات وهى فى قمة فزعها ولم تصدق أنها أفلتت من قبضته فى حيت استطرد حديثه بلهجة أخف حدة:
-ولو أن الأمر لا يخصك , الا أن صديقتك هذه خائنة لا تستحق الوثوق بها فاحذرى منها ربما تلدغك بالمرة القادمة فسم الحيّة لا يميّز بين عدو وصديق ,ويحسن بك أن تذهبى الى مكان عملك الجديد قبل أن أنظر فى شكواكِ ,ولا تجعليننى أندم على تسامحى مع تهورك .. التزمى طريق الصواب.
أومأت مرة أخرى بهزة من رأسها فلم تعد تجرؤ على النطق من شدة روعها فأشار لها برأسه نحو الباب:
-هيا اذهبى.
فغادرت الفتاة مسرعة تتعثر بخطواتها فى حين ضغط هو على زر استدعاء السكرتيرة التى جاءت تهرول الى الداخل فحذرها بلهجة متوعدة:
-وأنتِ أنكِ ما زلتِ قيد الاختبار ... اذا تكرر مثل هذا التصرف منكِ فلن أرحمك.
اعتذرت الفتاة منه وهى تنتفض قائلة:
-آسفة سيدى ولكنها أسرعت دون أن أستطيع ايقافها ثم ...
قاطع تلعثمها دون هوادة:
-لا أريد لهذا أن يحدث مجددا والا لن تجدى مكانا لكِ لا بشركتى ولا بأى شركة أخرى فى العالم العربى بأسره.
ولم يكن يطلق مجرد فقاعات فى الهواء يل كان قادرا على تنفيذ تهديده حرفيا , ثم صرفها وهو يشيح بيده.
قالت ريم بصوت خفيض وكأنها تحادث نفسها:
-أشعر وكأننى أعرف هذه الفتاة.
نظر لها رفيق دون اهتمام حقيقى وقال ببساطة:
-ربما رأيتها هنا من قبل فهى كانت تعمل سكرتيرة لدى كريم.
-لا , ليس هذا ما أعنيه ... أليس اسمها هديل ؟
-نعم.
ثم ضربت براحتها على جبهتها برفق وهى تقول بلهجة انتصار:
-نعم , أنا أكيدة أنها هديل صلاح.
سألها وقد أثارت فضوله هذه المرة:
-وكيف عرفتِ اسمها كاملا ؟
-لأنها كانت زميلة لى بالكلية , ولكنها تسبقنى بعام.
ثم اضافت بتعجب:
-حقا العالم صغير , ولكن كيف لم تنتبه لرؤيتى ؟
قالت أميرة بصدق:
-لأنها كانت مرتعبة لدرجة الموت , ألم ترى كيف كان يعاملها أخوكِ ؟
هل كانت زوجته تشكو من طريقته فى معاملة موظفيه أم أنها كانت تضخ الحقيقة واضحة أمام ناظريه ؟
تأفف رفيق بصوت مرتفع وهو يقول متبرما:
-يا للنساء ! لا بد أن تؤازر الواحدة الأخرى فقط لمجرد أنها أنثى مثلها دون أن تعى حجم الموقف.
قالت أميرة ساخرة:
-نوّرنى يا سيد رفيق , ما الذى فاتنى من هذا المشهد ؟
ابتسم بهزل وهو يقول :
-فاتك الكثير يا سيدة أميرة ,ولكن ليس هذا هو الوقت ولا المكان المناسب لايضاح الأمر , كما أننى أنا أيضا متفاجئ من قرار كريم فهو لم يخبرنى مسبقا برغبته فى استبدال سكرتيرته ,و علينا أن ننتظر سماع أقواله فلا بد أن لديه مبرر قوى لمثل هذا القرار.
قابلته أميرة بذات الحجة وهى تقول بعدم رضا:
-كما لديكِ مبرر قوى لطرد مها ؟
حدجّها بنظرة غاضبة دون أن يحاول شرح موقفه ورفع سماعة الهاتف ليطلب رقما داخليا قبل أن يلقى التحية على محدثه على الطرف الآخر ثم يضيف بجدية:
-أريد أن أراك بمكتبى حالا يا كريم , لا , لا يمكن للأمر أن يؤجل .. نعم أنا فى انتظارك.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 09:51 PM   المشاركة رقم: 154
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل التاسع والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-11-18, 03:56 AM   المشاركة رقم: 155
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الثلاثون والأخير ج1




حينما أنهى رفيق اتصاله السريع وضع سماعة الهاتف بعنف مما أصدر ضجيجا مزعجا أثار توتر ريم التى رأت أن الأمر لن يمر بسلام حتى وهى جاهلة بالتفاصيل كلية فيبدو على شقيقها معالم نفاد الصبر بجلاء شديد ,بينما أصرّت أميرة على فتح النقاش مرة أخرى دون أن تنتبه لأنها تضغط على أعصاب زوجها المنفعل فقالت بصوت عالِ تحادثه معلنة عن رأيها الخاص:
-أظن أن كليكما قد تسرّع بقراراته فمثل هذه الأمور لا تُعالج الا بالصبر والحكمة بدلا من التهوّر ...
قاطعها رفيق بصيحة غاضبة وهو يزفر بضيق:
-أميرة .... كفّى عن هذا الحوار , فلا طاقة لى بمناقشة مثالياتك التى لا تُمسّ مهما أخطأ من حولك تصرّين على تجاهل هذه الأخطاء ...
أردفت أميرة بحدة وهى تقوم من مجلسها لتتمشّى فى غرفة المكتب الفسيحة حتى تعطى لنفسها مجالا من الحرية حتى لا تستلم لغضبها من طريقته اللا مبالية فى معاملة موظفيه من وجهة نظرها:
-هذا ما يٌسمّى بالتسامح والغفران , ألا تعنى لك هذه الكلمات شيئا فى قاموسك؟
قال محاولا السيطرة على انفلات أعصابه الوشيك وهو يعاملها بهدوء كمن يهدّئ طفلة صغيرة غير راغبة فى التفاهم:
-أميرة ... لا يوجد لهذه الكلمات مرادفا فى مجال عملنا , من يخون أو يخطئ عن عمد فعليه تحمل وزر عمله ,وقد سبق وأخبرتك مرارا أننا لا نظلم أحدا أو نسئ الى موظف لدينا أبدا , ويمكنك أن تسألى بنفسك لتتأكدى.
لم تتوقف عن هذا الحد بل تمادت بارادتها القوية لتمس وترا حساسا فى القضية بسؤالها المترفع عما قامت به هديل لتستحق مثل هذا التعسّف فى قرار نقلها فأشاح هو بوجهه بعيدا عن نظرات عينيها اللائمتين وهو يغمغم بصوت خفيض:
-لا أعرف سبب قرار كريم ,ولهذا فقد استدعيته لأفهم الموضوع برمته قبل أن أتخذ أى قرار بشأن الفتاة , أرجوكِ أميرة كونى فقط موضوعية وعادلة حين توجهّين لى أصابع الاتهام بدون وجه حق.
استشعرت مدى الألم الذى ينضح فى صوته العميق بالرغم من قوة شخصيته وسيطرته على الموقف فقد استشفت حساسيته الواضحة لأى تصرف يبدر منها تجاهه ,هو يهتم حقا برأيها الخاص فيما يفعل حتى ولو كان قرارا يتعلّق بادارة الشركة فهما الآن ليس مجرد زوجين أو قريبين بل شريكين فى الحياة بكل تفاصيلها ,,, وانتقلت نبضات الألم تلقائيا الى قلبها فهى لا تتحمّل رؤيته هكذا ,وتساءلت فى قرارة نفسها : هل تسرّعت حين اتهمته بالقسوة حين اتخذ قراره بانهاء عمل السكرتيرة الخاصة به , ونفت أن يكون ظالما لها , هو أعلم بما فعلت ... ابتسمت له ابتسامة أذابت ثلوجه المتجمّدة على وجهه الحاد القسمات فأشعّ الدفء مطلا من نظرات عينيه الفضية وهو يلمح اعتذارها الصامت بعينيها فرقص قلبها طربا لتفهمه السريع لها ,هو من بين جميع الرجال ... رجلها الواثق المحب العطوف الذى يمكنها أن تلجأ اليه فى كافة حياتها ومهما كان اختلافهما فهو لا يتنمّر عليها بل يحاول جاهدا أن يجعلها ترى ما يفوتها ببصيرته الحادة وخبرته الواسعة ,وثقا به فى الماضى وسلمته زمام ادارة حياتها حين وافقت على الزواج منه ,وقد أثبت لها بالقرائن العملية أنه رجل أفعال وليس مجرد أقوال ,تولّى حمايتها ووقف الى جانبها حتى استعادت عافيتها وميراثها المستحق دون أن ينتظر مقابلا وهو الذى تخلّى عن كافة حقوقه عليها لسنوات طوال راضيا بالبقاء فى الظل حتى تهم هى بالخطوة الأولى نحوه دون أن يتعجلها أو يتأفف مللا ,, أنه رفيقها ,, رفيق دربها الى آخر العمر.
-من فضلكما أنتما الاثنان , هل يمكن ارجاء أية مناقشات مصيرية تتعلّق بالصراع الدائم بين الرجل والمرأة حينما أغادر أنا فأعصابى لم تعد تحتمل هذا الاستفزاز.
قالتها ريم بتوتر ملحوظ حتى بعد أن لمست الهدوء الذى سيطر على الموقف بينهما مما جعل رفيق يرفع حاجبا متسائلا وهو يراقب وجه أخته الصغيرة بتمهل وامعان قبل أن يعلن هجومه قائلا:
-وهل لنا أن نتشرف بمعرفة السبب الذى يجعلك حساسة تجاه مثل هذه المناقشات العادية ؟ ثم ما علاقة حديثنا هذا بالصراع بين الرجل والمرأة يا ريم ؟ هل تريننى أنا وأميرة نتقاتل لاثبات شئ ما ؟
هزّت ريم برأسها نفيا وهى تقول بصراحة:
-كلا لم أقصد هذا المعنى , أعرف أنكما متفاهمان بدرجة كبيرة بل أحيانا أشعر وكأنكما خلقتما الواحد للآخر بتناغم رهيب فى ردة الفعل ولا يخفى علىّ مدى اهتمامك بها ودفاعك المستميت عمّا يخصّها ,الأمر وما فيه أننى أشعر بترقب لما سوف يحدث الآن حينما تتبارز أنت وكريم شاهرين أسلحتكما الفتّاكة فى النقاش حتى ليصل الأمر بى الى درجة الرعب مما يمكن أن يؤول اليه الوضع بينكما.
اقتربت منها أميرة وهى تعود الى سابق جلستها قبل أن تطلق سؤالا فضوليا:
-ألهذه الدرجة يمكن أن يشتعل الوضع هنا ؟
أومأت لها ريم بأسف وهى تقول معترفة:
-لقد سبق لى أن شهدت على شجاراتهم المنزلية وقد كانت كارثية بحق فما بالك حين بتعلّق النقاش بأمور العمل ؟ فأخى كالقطار ... لا يرى أمامه فى الحق.
وأشارت بحد يدها علامة السير المستقيم فهزّت أميرة رأسها تفهما وخصلات شعرها الحرة تتراقص بأريحية ما جعل رفيق يحاول جاهدا أن يظل على تركيزه بدون أن يسمح لوجودها أن يشتت انتباهه عن متابعة العمل بنفس الأسلوب الحازم والجاد ,ولم يعلّق على حديث شقيقته فهو يدرك أنها لم تتفوّه سوى بجزء يسير من الحقيقة العارية ... لن يفلت كريم من تأنيبه لعدم استشارته قبل الاقدام على هذه الخطوة ما سوف ينقذه من غضبه المتصاعد بأعماقه أن يكون لديه سببا قويا.
فى اللحظة التالية كان الشخص المنتظر حضوره يدخل الى اجتماعهم بعد أن طرق على الباب مرة واحدة ودلف بهدوء وثقة وخطواته المتمهلة تشى بمحاولته لمنع التهوّر من افساد الأمر ,وزرع بسمة مجاملة قبل أن يقول مرحبا للفتاتين:
-أهلا وسهلا بكما يا بنات الشرقاوية فى عرين الأسد وأخيرا سوف نجتمع سويا لنضع العمل نصب أعيننا بدلا من البحث عن غرباء لا يسعنا وضع الثقة فيهم , لا بد أن نحتفل قبل أى شئ.
كان حواره موجهّا نحوهما الا أن رفيق قد التقط طرف الخيط فكريم سعى نحو هذه البداية وقد كان مقصده أن يصل بالمعنى الى ابن عمه دون أن يتعمّد مخاطبته فقال مقاطعا ترحيبه الحار بهما فى لهجة قاسية بعض الشئ:
-هل لنا أن نرجئ هذه الاحتفالات لبعض الوقت ريثما ننتهى من مناقشة أمر هام يخص ادارة هذه الشركة يا ابن العم.
نفض كريم يديه مستسلما وهو يقول ببساطة:
-أمرك يا ريّس كما تشاء , أنا طوع بنانك.
فانتحى به رفيق جانبا قصيّا بعيدا عن مجال السمع للفتاتين وان كان مهيئا لهما أن تشاهدا ملامح وجهيهما واستشعرت أميرة بمدى التوتر الغاضب الذى يغلب على ملامح وجه زوجها بينما كان كريم متخذا لهيئة المدافع عن نفسه الذى قال بصوت هامس:
-ولماذا تتضايق من مثل هذا القرار ؟ ألم تتخذ أنت قرارا أشد قسوة بطرد مها ؟
أخذ رفيق يحاول أن يهدئ من غضبه بحوقلة وهو يتمتم:
-يا بنى آدم ما علاقة هذا بذاك ؟ ثم لماذا تتخذ أنت موقفا مماثلا , هل أخطأت الفتاة فى شئ ؟ أخبرنى لأعاقبها بما تستحق , وربما تنال مثل معاملة صديقتها اذا لزم الأمر.
سارع كريم بنفى هذه التهمة عنها فان كان غير قادر على تحمّل رؤيتها لأسباب ليس لها ذنب فيها فعلى الأقل عليه أن يدفع عنها سوء الظن فيها ... هذا ما هو مدين لها به بعد ما قام به من اقصائها من حياته حتى ولو مجرد وجودها بمكتبه للعمل فقد حرم نفسه قبلها من هذه المتعة الجميلة وحرّم على نفسه التعلّق بها فقال بثبات:
-لا , لم تقم بشئ خاطئ حتى تفصلها , أنه مجرد استبعاد من محيط عملى أنا ... لا شئ أنا فقط لا أستريح لوجودها ولا أرغب برؤيتها فقررت نقلها الى قسم آخر وربما تنال به ترقية تستحقها أو تجد عملا أخف وطأة فهذا يعد مكافأة لماذا تتعامل مع الأمر وكأنه عقاب لها ؟
فرك رفيق جبينه براحة يده ببطء وهو يمعن التفكير فيما قاله ابن عمه حتى بادره بسؤال لم يكن متوقعا:
-هل للأمر علاقة بأية مشاعر تكنها لهذه الفتاة ؟
قطب كريم حاجبيه بشدة وهو يقول بلهفة:
-لماذا ؟ هل عرفت شيئا أو رأيت منى ما يدل على هذا ؟
ارتخت قسمات وجه رفيق المتصلبة فجأة وقد ضربته معرفة الحقيقة فقال متبسما:
-اذن فالأمر كما خمّنت بتعلق بالعواطف وليس بالعمل يا سيد كريم.
ثم لكزه بمرفقه فى جانبه بمرح جعل كريم يتصنّع الدهشة وهو يسارع لينفى:
-كلا , ثم ما الذى يجعلك ناقما هكذا علىّ بسببها , ألأنها لجأت اليك لتشكونى ؟
أجابه رفيق بهدوء:
-نعم , فهى تعترض على مثل هذا الظلم الواقع عليها ...
ثم أضاف بمكر:
-الفتاة لا ترغب بترك العمل معك , فلماذا تحرمها من هذه النعمة , هه ؟
قال كريم بعبوس واضح:
-لا أريدها بمكتبى , ولن أبدى اسبابا مرة أخرى ولن أوضح لها شيئا , عليها أن تلتزم بالقرار اذا أرادت أن تكمل عملها بشركتنا والا ...
قاطعه رفيق بضيق:
-والا ماذا يا حضرة المحامى ؟ والا طردتها ! أنا لا أفهمك لماذا تتعامل معها وكأنها مجرمة وأنت تقاضيها , على الرغم من اعترافك السابق بأنها لم تخطئ , اذن هى محقة بشكواها منك.
-لااا , هى كلمتى واحدة لن أعيدها ولن أتراجع فلن تجبرنى على استخدامها كسكرتيرة خاصة مجددا , كما أننى أرسلت فى طلب واحدة أخرى.
لم يشأ رفيق أن يزيد الأمور تعقيدا مع ابن عمه بدون داعِ فحتى ولو كانت مظلومة بقراره هذا فهو لن يجبره على اعادتها الى موقعها , فبالنهاية مسألة نقلها لن تضرها أبدا على الأقل من الناحية العملية وان كان للقلب رأي آخر فهو لا يحب خلط أمور اللهو بالجد , عليها أن تتحمّل وجع قلبها بل ربما هذا أفضل لكليهما حتى لا يتورطا أكثر بمسألة العواطف ,وقد استقر رأيه على أن يخطرها بضرورة تنفيذ الأمر وقرر أن يضيف لها مكافأة مالية سخيّة حتى لا تظن أنها معاقبة منهم , ثم تنهد ارتياحا بعد أن استقر على ما يفعله ولكنه ظل حائرا قلقا فيما يتعلق بكريم نفسه ... لم يعجبه حين رآه فقد ظهر على محياه علامات الارهاق الواضح اضافة الى بعض الدوائر السوداء التى تحيط بعينيه مما فضح قلة نومه ...
-حسنا والآن يمكننا متابعة أمر الاحتفال يا كريم بعد أن انتهينا من أمر هديل .
كان رفيق قاصدا للممازحة مع ابن عمه حتى يخرجه من مزاجه النكدىّ الا أن الأمر انقلب عليه حينما رأى زوجته تقلب شفتيها امتعاضا وهى تقول بمرارة:
-هكذا اذن اتفقتما على المسكينة , كان علىّ أن أعرف أن الرجال يقفون الى جانب بعضهم.
- الأمر ليس كما تتصوين عزيزتى , لقد فهمت حقيقة الوضع وتأكدت بأنه لا يوجد شبهة ظلم لها.
بقيت ريم على صمتها وهى تتلاعب بأصابعها على شاشة هاتفها الذى قبع ساكنا هو الآخر بدون أى اتصال قادم ,الا أن جملة رفيق الأخيرة التى أطلقها أخرجت الشيطان من معاقله الحبيسة بداخلها حين قال:
-ألا تدعوننا لديك بمكتبك يا كريم ؟ على الأقل حتى نتأكد أن السكرتيرة الجديدة على قدر من الكفاءة لتتولّى عملا هاما كهذا ؟
انتفضت ريم غاضبة وهى تهب على قدميها بصورة خرقاء لتقول مشيرة بأصبعها نحو كريم:
-لماذا تؤذى فتاة رقيقة مثل هديل بهذه الصورة المجحفة ؟ ماذا فعلت بحقك ؟
ضرب كريم كفا بالآخر متعجبا وهو يجيبها :
-وما شأنك أنتِ بها ؟ هل تعرفينها ؟
-وهل يجب أن أعرفها حتى أدافع عنها ؟ حسنا يا سيدى الفاضل , الاجابة هى نعم أعرفها فقد كانت زميلة لى بالكلية.
-لهذا أنت تقاتلين من أجل الدفاع عنها , ولكننى أحذرك فأمور العمل لا تتم بهذه الصورة , ولا وجود للمجاملات هنا .
اتجهت بنظرها نحو أخيها باستفسار واضح ما جعله بهز رأسه ببطء وهو يقول موضحا:
-هذا صحيح يا ريم , ولا تغضبا هكذا لأمرها فسوف أتأكد بنفسى أنها لن تعانى من أى مشكلات بمكانها الجديد.
-حسنا قرر السيدان وعلى الجميع السمع والطاعة.
ثم انحنت ريم بحركة مسرحية ساخرة قبل أن تتراجع مطلقة الرياح لستاقيها حتى تهرب من رؤية نظرات الانتصار والتشفّى فى أعينهما كما كانت تخشى ,هبّ كريم مندفعا ليلحق بها وقد ساءه ما رآه من علامات البؤس مرتسمة بحدقتى عينيها المتسعتين فلم يحاول رفيق أن يمنعه وقد بدأت ظلال الشكوك تتلاعب بخياله بحرية وفوضوية ... ماذا ألم بأخته ؟ ولماذا صارت حساسة الى هذه الدرجة تجاه أية كلمة تصدر عنه أو عن أبناء عمومتهما؟
لا بد أن يعرف اجابة لحيرته ... سينتظر حتى تهدأ وتستعيد صفاء ذهنها قبل أن يواجهها , ولن تفلت من استجوابه ... هكذا وعد نفسه.
-ما بالها ريم ؟ أراها شاردة على الدوام كما أنها تتضايق لأتفه الأسباب ؟ هل تعرف ما بها ؟
أسئلة زوجته المتتالية أكّدت على ضرورة الاسراع نحو معرفة الحقيقة فكما يبدو أنه الأمر بات واضحا للجميع ,, فزفر بضيق قبل أن يستعيد جموده وثباته الانفعالى بلمح البصر قائلا:
-سوف أعرف , أعدك بذلك ... فلنتركها حتى تهدأ , ولا تخشى شيئا فكريم لديه قدرة سحرية على اذابة جمودها وتليين عقلها الحجرى ,سوف تكون بخير.
وتمتم لنفسه : أرجو ذلك.


***********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية