لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-18, 01:37 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



بعد دقائق استرخى فيها جسدها من مشقة اليوم وأحداثه المتلاحقة , تناثرت ذكريات الأيام السابقة فى مخيلتها وهى ترى نفسها بعين ناقدة : هل كانت مجحفة بحق خالتها التى ربتها ؟ وتنازلت من أجلها عن الكثير ؟ ولكن لم أخفت عليها أمر طلب الجد برؤيتها سابقا ؟ كان هذا ليوفر عليها الكثير من السنوات ويختصر المسافات البعيدة بينها وبينهم.
لا مجال لالقاء اللوم عليها فهى موقنة بحب خالتها لها وخوفها على مصلحتها , عندما تهدأ ستحادثها لتعتذر لها عما بدر منها بالأمس أمام ابنها حسام , أنه ذلك السمج الذى يستفزها دائما ولولا وجوده وقت الانهيار الذى حدث فى علاقتها بخالتها لما آلت الأمور لما هى عليه الآن.
كانتا ستتصالحان وكل واحدة منهما تنام قريرة العين , ولكنها تعلى ضوء المصالح الجديدة لها عليها أن تبتعد لفترة حتى تحقق ما تخطط له.
ثم تذكرت أنه عليها أن تسرع بارتداء ملابسها ولقاء العائلة قبل أن يفكر أحدهم بالصعود ليرى سبب تخلفها.
كانت تخشى من شخص بعينه وتهتز كلما رأته أو سمعت صوته العميق , ولها كل الحق فى خوفها منه فيبدو عليه أنه قد اعتاد القاء الأوامر وعلى من حوله السمع والطاعة بدون مناقشة.
كيف ستكون المواجهة بينهما , لن تفكر به ولن تهاب لقائه بعد الأن , قامت لتفرغ حقيبة ملابسها فى الدولاب الكبير ( البلاكار ) الخشبى ذى اللون البنى الغامق واحتارت فى ضلفه الكثيرة فهى ان تحتاج سوى ثلاثة أرفف فقط لتضع فيهم كل حاجياتها المنقولة.
ارتدت كنزة خضراء بلون ورق الشجر متسعة من عند كتفيها وتنحدر بضيق حتى وسطها النحيف وتنسدل باهمال من جانب واحد حتى تصل لردفيها , واختارت معها بنطلونا من الجينز الأزرق يظهر رشاقة ساقيها الطويلتين وانتعلت خفا فضيا مريحا, وتركت شعرها البنى الناعم منسدلا بعد أن طوقت مقدمته لتمنعه من ملامسة وجهها البيضاوى.
وعدلت من زينة وجهها فجددت أحمر الشفاه بلون وردى وكحلت عينيها الواسعتين بالقلم الأخضر ولم تضع حمرة على خديها الموردين.
تطلعت الى صورتها بالمرآة الكبيرة ذات الاطار الذهبى برضا وثقة , كانت الآن قادرة على مغادرة غرفتها لتواجه عائلة الحيتان.
وكان هذا هو الاسم الذى يطلقه عليهم المنافسون لهم بسوق الأعمال التجارية , حيث أنهم يحتلون المرتبة الأولى بلا منازع وقد تشبهوا بالحيتان التى تبتلع الأسماك الصغيرة بدون رحمة أو هوادة ففى هذا العالم لا حياة للضعفاء.
هبطت الدرجات الواسعة الرخامية وهى تتعجب من مدى ثراء العائلة التى حرمت منها لسنوات بدون ذنب جنته الا أنها ابنة وجدى الابن الضال كما يبدو , وها قد حانت الفرصة لاستلام نصيبها الشرعى من ميراث والدها المحروم , واختارت وهى واقفة عند نهاية السلم تنظر يمينا ويسارا علها تلمح أحدا يدلها على الطريق الى الخارج , ما أشد حيرتها وهى تحاول ألا تبدو متأثرة بشدة من نمط الحياة التى يعيشها أقاربها , حتى وجدت نفسها وجها لوجه مع أخيها كريم والذى بدا متعاطفا معها منذ اللحظة الأولى فها هو يبتسم لها بمودة :
-هل كنتى تائهة تبحثين عن شئ ما ؟ أو ربما أحد ما ؟
-أنا أبحث عن الطريق الى الشرفة
-لم تتح لى الفرصة بالأمس حتى أرحب بك كما يجب , فنحن اخوة ... ولم نر بعضنا أبدا
بدا عليه الارتباك , وهو يحاول جذب طرف الخيط بينهما حتى ينسج أول غرزة فى حلة علاقتهما.
ولم تكن هى بأقل لهفة منه فى التعرف وابداء المشاعر الودية كدليل على حسن النية والاستعداد لمحو الماضى الأليم كله بضربة قلم عندما تم ذكرها بالوصية.
-أنا كنت مصدومة أكثر منك لأننى لم أعرف بوجودك ولا ...
أدرك بدون أن تكمل عبارتها أنها تلمح الى والدته السيدة هناء.
-انه ليس ذنبك ولا ذنبى , فلا ترهقى نفسك باللوم . هيا معى لننضم الى العائلة فهذا هو موعد جدتى المنضبط لاحتساء فنجان شاى ما بعد الظهيرة , ويليه بعدها بساعتين موعد الغداء.
أبدى استعدادا لتعريفها على كل بقعة بالفيلا فيما بعد , وتأبط ذراعها وسارا نحو اللقاء المرتقب , تصاعدت دقات قلبها , وتساءلت ترى هل ستنجح فى مخططها ؟
كانت الشرفة كلمة ضيقة لتصف مدى روعة واتساع هذه المساحة التى تصلح لأن تصبح شقة كاملة يعيش فيها عشرة أشخاص على الأقل .
كانت تتوسط الشرفة الفخمة منضدة مستطيلة مصنوعة من الخوص الفاخر بلون العاج ومجدولة لتصنع فراغات مدورة على مسافات متساوية ويستوى فوقها لوح زجاجى وقد استقرت على سطحه اللامع مزهرية خزفية مزينة برسومات ونقوش فرعونية جميلة ويفوح من زهورها الملونة رائحة عطرة عبقت المكان ويحيط بالمنضدة عدد من المقاعد المشابهة عندما حاولت أن تحصى عددهم وجدت أنه يطابق عدد أفراد العائلة كلهم ويشملها معهم فوججها كريم نحو المقعدين الفارغين ليجلسا جنبا الى جنب بعد أن ألقت التحية على الجميع وقبلت يد جدتها السيدة شريفة فى اجلال كما يفعل رفيق بالضبط.
تفاوتت ردات فعلهم ما بين مرحب ومتجاهل وممتعض , كان الجميع بلا استثناء حاضرا لهذا الاجتماع العائلى , يبدو أنهم مترابطون بصورة أو بأخرى وربما كان الخوف من الخروج عن التقليد العائلى مسيطرا على أغلب تصرفانهم فلم يكرر تمرد أبيها أحد من بعده.
جاءت جلستها فى وسط أبناء عمومتها وأخيها الذى أحاطها برعايته واهتمامه وقد انصبت معظم الأحاديث الجانبية فى ثنائيات وقد تكوّنت لديها فكرة عامة عن الأحزاب المتوقع مواجهتها بالفترة القادمة , كانت زوجة والدها (هناء) تثرثر مع زوجة عمها عادل فى تفاهم لا يخلو من نظرات مختلسة توجهها نحوها بين الحين والاخر لترى كيفية تعاملها مع أقرانها .
ولم يفتها التعبير اللائم على وجهها عندما رأتها تأخذ حريتها فى الحديث الى أخيها اللطيف الذى أشعرها بأنها فى بيتها حقا .
بينما كانت جدتها تحتسى الشاى من فنجانها الصغير برضا وهناءة بال بعد أن اجتمع كل أحفادها تحت جناحها كما كانت تتمنى .
أخذ سيف وريم يتشاكسان كالقط والفأر ولكنها لمحت ما وراء الستار اهتماما خفيا يسرى كالتيار بينهما , وبينما هى غارقة فى أفكارها رأت رفيق واقفا بالقرب من جدته يعتذر منها :
-أنّا ...علىّ أن أنصرف الآن فالعمل ينتظرنى وقد تكدست المناقصات التى تحتاج الى مراجعتى فقد تأخرت اليوم كثيرا بسبب انشغالى ...
ولم تستطع أن تخمن بقية كلماته فقد انحنى على أذن الجدة يهمس لها وهو غير عالم بمراقبة لبنى لكل لمحة منه, الا أن طرف يعينه ناحيتها فأدرك ما كان حتى أشار لها :
-لبنى , أريد أن أتحدث اليك دقيقتين.
وانصرف دون أن ينتظرها متوقعا سرعة لحاقها به , وجدت أنها صارت فى بقعة الضوء المسلط عليها من الجميع , فلم تجد بدا من أن تنهض من مجلسها وهى غير راغبة بالانفراد به.
-ماذا أيضا؟
سألته بعصبية غير مبررة فتجاهل هو لهجتها التى لم تعجبه وقال:
-أعطنى شريحتك الآن فلا وقت لدىّ
ومد يده اليها فى ترقب متعجل لم يتح لها الفرصة لاعتراضها الواهى
-ولكننى أحتاجها
-لن يستغرق الأمر سوى اليوم , هيا فلا وقت لدى أكثر من هذا
أخرجت الشريحة من هاتفها بدون كلمة أخرى فهى تعرف متى تنسحب من معركة خاسرة بكل المعانى
-تفضل ولا تدعنى أعطلك أكثر من هذا
وهمت بأن تعود حيث ينتظرها الآخرون فقبض على معضمها بقوة أجبرتها على الالتفات نحوه
-لم أنهِ حديثى معك , فلا تعطينى ظهرك مرة ثانية
-اترك يدى , فأنت تؤلمنى بلا داعٍ , كان يكفى أن تطلب منى بهدوء.
ترك يدها لتسقط بجانبها وهو يبدى استياءه :
-أنت تضطريننى الى مثل هذه المعاملة بتكبرك وعنادك الذى لا يلين , ما الضرر من أن تبادرى لمعاهدة سلام بيننا , فى الأول والأخير نحن أبناء عمومة ونعيش تحت سقف واحد.
كانت تتمنى لو أن هذا يدوم للأبد , وألا يكون فقط الرابط العائلى هو ما يجمعهما معا , وآثرت أن تركن للحل الوسطى فتبدأ هدنة جديدة معه.
-هكذا تكون فتاتى المطيعة المهذبة , الى لقاء قريب هذا المساء.
وتبخرت صورته التى كانت تملأ المكان وتسبغ عليه هالة وضاءة من السيطرة وارتأت أن تعود من حيث أتت , فلا قبل لها بالمواجهة الحاسمة , حينما ينتهى الأمر ستغادر محطمة الفؤاد.

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-09-18, 01:38 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 12:58 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



الفصل السادس






رنة هاتف محمول مميزة دوّت فى أرجاء الغرفة الصامتة الكئيبة لتعلن اسم المتصل بوضح على الشاشة المضاءة , ألقت نظرة ثم ارتبكت فما الجدوى من محاولة احياء الماضى ؟ لماذا يصرّ على الاتصال بها بعد عودتها الى مصر؟لقد رآها يوم اعلان الوصية ولم يحاول أن يقوم بجهد زائد لمواساتها بالكاد قام بتعزيتها ببضعة كلمات باردة لا توحى بالتعاطف حقا , ولكن هل كانت هى متأثرة بموت والدها لهذه الدرجة , لم تفكر كثيرا فى هذا الموضوع , وكادت أن تغلق جهازها فى وجه المتصل , الا أن سبابتها ترددت على الضغط على زر الالغاء .
وعوضا عن هذا استقبلت المكالمة
-آلو ,كيف حالك يا فريال؟
-بخير , وأنت؟
-أعيش وأتنفس كما ترين
ابتسمت بمرارة لقوله المؤسف
-ما الذى جعلك تتذكرنى؟
-وهل نسيتك يوما يا عزيزتى؟
لن تسمح لنفسها بالوقوع مرة أخرى فى هذا الفخ , لقد عانت بما فيه الكفاية فى الماضى ولم تعد الفتاة الغريرة التى تحلم بكلمات الحب والعشق الزائلة.
-ماذا تريد يا مجدى ؟ ألم تحقق انتصارا باحضار هذه الفتاة الى المنزل؟
-انه الشرع , وعلى كل أن يعطى ذى حق حقه!
-وهل كان مشروعا ما لحق بى من أذى ؟
-لم أوافق يوما على تصرف والدك نحوك, ولكنك عنيدة تتشبثين برأيك.
أغمضت عينيها لذكرى الألم التى مرت فى ذهنها واجتاحت كيانها لتطيح بالاستقرار الهش الذى تحتمى به .
-آلو , فريال ... هل ما زلت معى؟
يا ليتها تستطيع أن تكون معه , ولكنها سرعان ما طردت هذه الأفكار الخيالية , فلا مجال لها فى حياتها بعد الآن.
-نعم
أجابته بصوت مرتعش , ألقى بظلال الأسى عليه فلو كان باستطاعته لحماها من أى مكروه حتى ولو كان من ذاته التى تهفو اليها .
-أريد أن أقابلك , بعيدا عن نطاق البيت والعائلة , هناك أمر هام جدا لا يمكن تأجيله.
-أرجوك يا مجدى , ابتعد عنى واتركنى بسلام.
-عزيزتى , أؤكد لك أنه سيهوّن عليك كثيرا
-هيهات ما تقوله , ولا يهمنى الآن مليما واحدا من هذه الثروة المشؤومة , التى ندفع ثمنها من نبض قلوبنا وراحة بالنا.
عاد مرة أخرى ليترجاها حتى توافق على لقائه , ويبدو أنه قد نال مأربه فى النهاية , واتفقا سويا.

************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 12:59 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



جلست لبنى مع أخيها كريم فى غرفة الجلوس الواسعة التى تشمل جميع وسائل الراحة والرفاهية, حيث أخذا جانبا من الأريكة الجلدية السوداء الوثيرة وبقيا يتحدثان وكأنهما صديقان افترقا وعادا ليلتقيا بعد طول غياب وشوق واهتمام , لم يكن كريم رجلا معقدا يستعصى فهمه مثل رفيق بل كان أمامها كالكتاب المفتوح ولديه فلب من ذهب , أخبرها بأنه يود نسيان الماضى وبدء صفحة جديدة فالحياة لا تحتمل الخصام .
وقد أسعدها تفهمه لوضعها الدقيق فى هذا المنزل وأشاد بموافقتها على الانتقال للسكن معهم حيث يكون بمقدورهما التعويض عن الأيام الماضية التى حرما فيها من نعمة الاخوة ورابطة الدم القوية التى تجمع كل أفراد العائلة.
كادت لبنى أن تشعر بالذنب لأنها لم تبح له بكل أسرارها مثلما فعل هو , كانت ماكثة فى ركنها البعيد تحمى نفسها من العيون الفضولية وحب الاستطلاع الذى لا يتجزأ من النفس البشرية.
فى حين استلقى سيف على الأرض فوق البساط العجمى ذى النقوش الجميلة والذى كان يعد تحفة فنية ساندا ظهره الى البف الذى كانت ريم جالسة فوقه تشاهد التلفاز الموضوع على طاولة منخفضة من الطراز الحديث للأثاث .
كان الجو عائليا دافئا مريحا بالنسبة للغريبة التى كانت متوترة بشأن علاقتها بهؤلاء الشباب , وقد أبدوا استعداد واضحا لضمها الى الفريق العائلى بدون تحيز أو تنمر, فى حين شعرت هى بابتعادهم عن وجهات نظر الأمهات فى تواجدها بالبيت الكبير.
كانت الوحيدة التى رحبت بها بحرارة هى زوجة عمها السيدة سوسن – والدة رفيق وريم – وكأنها تنتظر لقاءها على أحر من الجمر, على عكس عمتها فريال التى بدت متباعدة غير راغبة فى رؤيتها ولكنها ليست عدائية بقدر زوجة والدها , ولا متعالية مثل زوجة عمها السيدة منى.
بدأ فتيل الشجار يشتعل بين ريم وسيف بعد أن أصرّ هو على أن يحوّل القناة التى كانوا يتابعون معها المسرحية الكوميدية الى قناة رياضية حيث كانت تذاع مباراة لفريق الأهلى – الذى يشجعه بحرارة – وهى يتأهل لنهائيات دورى أبطال أفريقيا.
رفضت ريم – التى تكره كرة القدم بعنف – أن ترضى بسياسة الأمر الواقع التى يبدع سيف فيها , وقد حاول كريم أن يهدئ من هذا الوضع المحتدم بينهما بلا جدوى
-ريم , انتظرى قليلا , فهذه هى المبارة النهائية ولا يمكن تفويتها أما المسرحية فسوف تعاد عشرات المرات فيما بعد.
-واذا كنت أتابعها الآن , لم لا يخرج هو لمتابعة المباراة فى الخارج مع أصدقائه كالعادة؟
لم يكن كريم متابعا شغوفا لمباريات الكرة , الا أنه كان يبذل قصارى جهده للحيلولة دون وقوع مشاجرة تثير الأعصاب , فالتفت الى سيف راجيا:
-ألا يمكن التنازل قليلا ولو لربع ساعة حتى تنتهى المسرحية بأمان؟
-لا يمكن تفويت ردقيقة واحدة من الماتش , اذا أصرت على رأيها فلتتابع المسرحية فى غرفتها فلديها جهاز تلفاز هناك , ولتصطحبى معك لبنى فهى لا بد ستوافقك الرأى بالنسبة لمشاهدة المباراة.
ولدهشتهم جميعا , أبدت لبنى اهتماما بالمباراة وارتأت أن تغلف الجو بروح التسامح فقالت:
-لا يمكن , أريد أن أتابع النهائى فهو لا يتكرر كثيرا , وأنا أشجع فريق الأهلى منذ صغرى.
-أنت تشبهين أبى فى هذا.
كان هذا هو كريم الذى ألقى بجملته التى أثارت استغرابها فكيف عرف هو بهذه المعلومة , زلم تستطع اخفاء فضولها بداخلها فسألته:
-كيف عرفت أنه كان شغوفا بالأهلى؟
تردد قليلا فقد كانت هذه الذكرى تؤلمه وتهز كيانه كلما مرّت طيفها:
-ان هذه العادة متوارثة بالعائلة , فكلنا هنا نشجع الأهلى , ما عداى طبعا فأنا غير مهتم بهذا النوع من الرياضة ولكننا أعضاء بهذا النادى منذ قديم الأزل .
ومضت برأسها صورة تتكرر باستمرار ,والداها يسيران فى التراك وأبوها يدفع بدراجتها الصغيرة الى الأمام وهى متشبثة بمقبض جادون العجلة وكأنها هى التى تقود , ويأتى طفل صغير أطول منها قليلا ليدفعها بقوة وهى تصيح مذعورة , فيقبض على ذراعه صبى آخر ويوقف استمراره بهذه المزحة فى حزم عجيب لا يليق بسنه الصغيرة ويتلقفها بين ذراعيه حاملا اياها فوق كتفيه ليطوف بها فى أرجاء ملعب كرة السلة القريب من مضمار الجرى.
وهى تهلل بسعادة , وكان يناديانها بلؤلؤة , اسم التدليل هذا الذى صار مرتبطا بها بعد ذلك, كان أبواها لا يحرمانها من أى متعة , وقد كانت مسرورة بهذه الصداقة الا أنها بعد الحادثة التى أودت بحياتهما لم تطأ أرض هذا النادى من جديد.
لن ترحمها الذكريات فباتت تتحسر على سعادتها الضائعة الى الأبد , لن يهنأ بالها الا بعد أن تحقق ما سعت اليه ,حتى تحظى بلحظات النوم العميقة التى تجافيها فى عتمة الليل البهيم .
عندما استفاقت من شرودها وجدت أن الوضع المشتعل الذى اندلع منذ قليل قد أخمدت نيرانه بمهارة من أخيها كريم والذى كان يبدو دبلوماسيا عتيدا, ودفعها هذا الخاطر لسؤاله عن طبيعة عمله:
-أود أن أسألك عن عملك ؟ هل أنت فى ذات الشركة التى يعمل بها رفيق ؟
لم تكن قد اعتادت على نطق اسمه فبدت خائفة من شئ ما وهى تجمع الحروف , وانتظرت بفارغ الصبر اجابة أخيها.
-أنا أشرف على كافة الاجراءات القانونية التى تتعلق بالشركة بحكم دراستى , فقد تخرجت فى كلية الحقوق , وليس لى اختلاط مباشر بمجال ادارة الأعمال من الناحية التجارية البحتة , فهذا هو مجال الريّس
ثم غمز بعينه وتابع : رفيق
اذن فرفيق هو الريّس كما خمّنت ولذلك فهو يتعامل معها من هذا المنطلق .
-ولكن أليس عمى محمد هو الريّس كما سمعت من المحامى ؟
-بلى عمى هو رئيس مجلس الادارة ولكنه ليس المدير الفعلى للشركات.
-الشركات ؟ أليست هى شركة واحدة ؟ أقصد هل يدير رفيق وحده هذا الكم الهائل من الشركات التى ترجع الى العائلة ؟
-لا بالطبع , ليس وحده فهناك عمى عادل وابنه سيف , لا تنسى أنهما الطرف الآخر للخيط , أما أنا ... فلست طرفا بالمنافسة.
وأخفض صوته أكثر فصار همسا.
كان صوته يقطر مرارة وأسى فشعرت بقلبها يميل نحوه فى عطف فطرىّ لا تتخلله شوائب الكره والحقد والحسد التى زُرعت بداخلها طوال السنين الماضية , أدركت معنى جملته المبتورة أنه بسبب تصرف والدها وتخليه عن حقه منذ خمسة وعشرين عاما لم يعد كريم قادرا على الدخول الى هذا السباق العائلى.
اذن فالعائلة منقسمة , وكل فريق يحاول السيطرة وفرض مبدأه الخاص على سير الأعمال هكذا استشفت من حوارهما.
عليها أن تنتبه لهذه النقطة وتستغلها لصالحها , قالت لكريم وقد بدأت فكرة تتبلور وتتشكل أمامها حتى صارت كاملة مكتملة.
-علينا أن نتحدث , ولكن بعيدا عن هنا , فالجدران لها آذان.
وأشارت بمغزى للخارج , وقد أدرك كريم تلميحها بألمعية وذكاء متقد فرفع حاجبه متفهما وأومأ لها رافعا سبابته للأعلى دلالة التأكيد.
وتابعا ما فاتهما من المباراة التى كانت تشير الى خيبة أمل فى فريقهم المفضل الذى فشل فى تسجيل هدفا فى مرمى الخصم الشرس .
ولم يكف سيف عن التذمر أو القاء اللوم على كل لاعب فى الفريق بما فيهم اللاعبين الاحتياطيين , والمدرب ,المدير الفنى وحتى عامل غرفة تغيير الملابس.
بينما انسحبت ريم بهدوء من بينهم بعد أن يئست من أن يلاحظها أحد من المتابعين المهتمين بالمباراة التى أخذت تلفظ أنفاسها الأخيرة بدون تحسن.
وكانت داخليا ناقمة على سيف وأنانيته اللا معقولة بنظرها فهو لا يهتم الا بشيئين لا ثالث لهما : العمل, والكرة ,وان كان يشبه رفيقا فى شئ فهو شدة حرصهما على أعمال العائلة المتعاظمة.
وحينما أحرز اللاعب الأفريقى المحترف بصفوف النادى المصرى هدفا مفاجئا بآخر دقيقة محققا النصر المشرف لناديه الذى فاز بالبطولة , قام سيف بالصراخ عاليا وهو لا يكاد يصدق ما رأته عيناه وأخذت لبنى تصفق بيديها جذلا وهى تحتضن أخاها بسعادة ممزوجة بفرحة النصر, ثم قامت لتطوف بأرجاء الغرفة وهى تنشد بصوت مغرد :
-وااااااو أخيرا هدف, وكسبنا ..كسبناا
كانوا على حالة من الفرح الغير طبيعى ربما كان مرده لاجتماعهم بهذا المكان وليس فقط لفرحة الانتصار واحراز التقدم , ثم رأت رفيق واقفا على المدخل ويبدو عليه أمارات الارهاق والتعب بيد أنه عندما تشابكت نظراته بنظراتها شعرت بخجل غير مبرر ثم بدأت ابتسامة بطيئة تظهر على جانب شفتيه وهو يراها منتشية بسعادة طفولية
-هل انتهت المباراة ؟ أم أنه ما زال متبقيا الوقت بدل الضائع؟
ألقى رفيق السؤال عليهم وهو يأخذ مجلسه بالقرب من كريم بينما عيناه ما زالت متعلقة بها لا يخفى عليه أى تفصيلة منها , وكانت قد عادت الى الأريكة تستند عليها بقوة بعدما شعرت بعمق نظرته تخترقها حتى الأعماق وتجردها من الغطاء الذى تستر به مشاعرها.
-لا يا أخى لا زال باقيا ثلاثة دقائق , يمكن أن يحدث خلالها الكثير .
أجابه سيف وهو منشغل عنه بالتلفاز لا يرفع بصره عن المباراة.
-ما أخبار سير العمل بشركة التصدير ؟
بدأ كريم فى القاء الأسئلة على رفيق , وهو يجيبه بألغاز لم تستطع لبنى فك شفرتها فهى تجهل كليا عالم التصدير والاستيراد فمجال خبرتها كان منحصرا فى التسويق الxxxxى حيث كانت تعمل بمكتب السيد فهمى قبل أن ينهى رفيق مشوارها هناك بيده.
لم يلاحظ الاثنين أنها قد استعدت لمغادرة المكان بدون اثارة الازعاج من حولها , وهيهات أن يمر هروبها مرور الكرام على الرجل الذكى الذى لا تفوته شاردة ولا واردة , فأرسلت لها عيناه سهاما تحذيرية من أن تحاول الهروب منه, فقد اعتذر من كريم بحجة أنه مرهق ويريد أن يستريح بعد يوم عمل شاق متجاهلا سيف الذى كان منشغلا بمتابعة الاستوديو التحليلى للمباراة, لمحت اشارته الخاطفة ولم تخيّب أمله أبدا فتعللت هى الأخرى بحاجتها الى الراحة , فأبدى كريم تفهمه لها :
-سنتكلم غدا كما اتفقنا.
ابتسمت له باشراق وانحنت على كتف سيف لتهنئه بالفوز فى مشهد لم يرق كثيرا لأخيها الذى قطب جبينه مفكرا وان لم يقم بما يشير الى اعتراضه.
تطلعت حولها فلم تجد أثرا له بالصالة الواسعة فارتقت درجات السلم ببطء وقررت بالأخير أن تنفض عن نفسها هذا الخاطر الملح وهمت بأن تفتح باب غرفتها فتذكرت أن رفيق قد أخذ منها شريحة الخط الخاص بها ليقوم بتبديلها بواحدة جديدة وهى بحاجة اليها لتهاتف خالتها اليوم.
انفتح فجأة باب الغرفة المجاورة لغرفتها ورأت رفيق واقفا هناك يتطلع اليها وقد كان ما يزال مرتديا ملابسه التى خرج بها منذ الصباح الا أنه قد أرخى ربطة عنقه وتركها معلقة بياقة قميصه وقد فك أول أزراره العلوية ,بينما تهدلت خصلة من شعره الناعم الأسود على جبينه مما أعطته مظهرا صبيانيا محببا جعلها تشعر بقلبها يرفرف خافقا بقوة وهى تكتشف أنه جارها بنفس الطابق , ولم تدر لم ساورها الشك بأن هذه لم تكن من قبيل المصادفة البحتة.
-تأخرت كثيرا فقد ظننت أنك لن تأتى أبدا.
-لقد أسرعت بعد خروجك فلم أجدك بانتظارى.
تنهد وهو يزيح خصلة الشعر الشاردة :
-وهل كنت تظنين بأننى سأقف على الدرج بانتظارك كتلميذ صغير يقف على باب مدرسة حبيبته ذات الضفائر.
أرادت أن تشاكسه حتى تروى بداخلها رغبة دفينة
-ربما كان هذا سيضفى عليك بريقا من الانسانية التى تفتقر اليها , كما أننى قد تركت المدرسة منذ زمن بعيد, ولم أعد اضفّر شعرى.
حذرتها نظراته الداكنة من أن تتمادى أكثر فقررت الدخول الى لب الموضوع
-أين هى شريحتى ؟ ألم تخبرنى بأنك ستعيدها الىّ اليوم؟
أخرج من جيب قميصه الشريحة الجديدة وناولها للبنى
-كنت أنتظرك لهذا السبب , فلم أكن أنوى سرقتها , للتمتع برصيدك التافه.
وأدركت أنه يرد لها الصفعة انتقاما من سخريتها منه.
-شكرا , هل أصبحت الآن على النظام الجديد؟
-تأكدى بنفسك
وكادت أن تتوارى بداخل الحجرة الا أنه أجبرها على البقاء بقوله:
-لدىّ ما أريد أن أعطيكِ اياه
غاب قليلا وعاد حاملا علبة أنيقة مغلفة بورق مفضض لامع
-هيا خذيها وافتحيها
-أهى لى أنا ؟
تلفت حوله كمن يبحث عن أحد ما
-هل ترين أحدا سوانا؟
-ما الذى يوجد بداخلها؟
أمرها بحدة:
-افتحيها فانها لن تعضك
امتثلت لامره الغاضب فوجدت هاتفا محمولا من أحدث طراز لهذا العام يتألق لامعا بداخل العلبة, لم يكن لديها الخبرة فى أحدث الاصدارات من الهواتف ولكن يبدو أن قد كلفه كثيرا
-أنه ملكك الآن.
-لم يكن عليك اهدائى شيئا غاليا كهذا
وهمت برفضه , الا أنه أسكتها :
-انه ليس منى , فسوف تحتاجين اليه بالعمل لان هاتفك القديم لم يتوافق مع النظام الجديد , وكل هذا مضافا لفواتير الشركة.
-آه , فهمت
وشعرت بأنع قد حط من قدرها عندما انتقد طراز هاتفها المحمول ولكن خطرت لها فكرة فصارحته:
-وهل تقوم الشركة بلف العلب التى تحتوى على الهواتف بهذه الأغلفة التى تخص الهدايا؟
-لا بد أنها السكرتيرة الحمقاء من قامت بتغليفها , ربما ظنت أنه هدية الى صديقة.
شعرت بغيرة قاتلة حينما قام بذكر صديقته , ولامت نفسها على غبائها انه يمتلك خطيبة فلم تشعر بالضيق من وجود أخرى بحياته ؟
-حسنا , تصبح على خير
-انتظرى , عليك أن تطلعينى عندما تصبحى مستعدة حتى تتسلمى وظيفتك الجديدة بالشركة
-هكذا ! هل تنتهى الأمور بمثل هذه السرعة ؟
-عندما تصبحين شريكة فى امبراطورية عائلة الحيتان , عليك أن تتوقعى أى شئ وكل شئ.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:07 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



كان رجل وامرأة جالسين على طاولة أنيقة باحدى المطاعم المعروفة بالعاصمة المزدحمة فى مثل هذا الوقت من آخر النهار , وقد كانا متقابلين يحدق كلا منهما فى وجه الآخر بصمت ولوعة حتى خرج الرجل من محراب صمته :
-حمدا لله على سلامتك يا فريال.
-الله يسلمك يا مجدى.
-لقد طالت غيبتك لسنوات , ألم تفكرى يوما بالرجوع؟
-لا كنت أحيا بسلام بعيدة عن كل ما يٌحاك من مؤامرات ودسائس ولولا الوفاة ما كنت جئت.
أطلق مجدى زفرة حارة وهو يتأمل فريال التى كان يهيم بحبها فى الماضى , ويكتشف كم تغيرت هذه المرأة الجالسة معه عن الفتاة الشابة التى تعلق بها قلبه ورفض أن يسكن غيرها فيه, وعلى الرغم من تقدمها بالعمر خمسة وعشرين عاما عن آخر لقاء لهما الا أنها ما زالت تحتفظ ببقايا جمالها الذى انهار تحت وطأة معاناتها وحزنها العميق .
-ما هو الأمر المستعجل الذى كنت تريد رؤيتى لأجله ؟
تنحنح محرجا قبل أن يجيبها:
-ألا نتناول شيئا مرطبا ؟
اندفعت تهاجمه بغير هوادة كما هى عادتها فى معاملته منذ الأزل:
-أنا لم آت الى هنا لأجل التسكع معك.
أسقط فى يده اهانتها الجارحة له , وقد ندمت على الفور ما أن نطقت بكلماتها فحاولت أن تلمس يده معتذرة الا أنها سحبها بسرعة وهو لا يحتمل لمستها الساحرة:
-أنا آسفة حقا يا مجدى , فلا ذنب لك بكل ما يحدث, لا ادرى لم أعاملك بهذه الطريقة, فأنت الصديق الوحيد الذى وقف بجانبى.
لم يخف انزعاجه من وصفها له بالصديق , أكثر مما أزعجه انفجارها فى وجهه.
-لا يهم , أردت أن أقول لك : أن تهتمى بلبنى وتحاولى التقرب اليها , فنحن بحاجة لدعمها فيما تواجهه.
اندهشت فريال من مطلبه فلم تعتد منه على انتهاج أسلوب التخطيط الخفى , ودمج القوى للوقوف فى جبهة ضد أخرى بالنسبة للعائلة.
-أنا لا أصدق ما تقوله , أنت يا مجدى دونا عن الجميع تريد أن تقسم العائلة الى جبهتين , والى أى جبهة تنتمى ؟ لا تخبرنى , دعنى أحرز , بالنظر لعلاقتك التى توثقت بأخى محمد فأنت حتما تشجع رفيق.
وأكملت منفعلة بحقد كامن:
-ألم يحن الوقت لوقف هذا النزيف من الكراهية المتبادلة بين الأشقاء ؟ ألم أكن ضحية لهذا التصرف المشين من قبل , وقد طال وجدى -رحمه الله -أيضا.
واغرورقت عيناها بالدموع التى فاضت رغما عنها , حين تذكرت مأساتها الماضية والضرر الذى لحق بها وبأخيها المفضل والذى كان أقرب اخوتها لها حيث أنها كانت الابنة الصغرى المدللة لعائلة الشرقاوى , وكانت تُعامل كأميرة ... أميرة عائلة الشرقاوى التى جرحها الزمان ووطأ فوق ألمها فأدمى قلبها المكسور.
لم يتحمل مجدى دموعها وآلامها التى عادت من جديد , فحاول تهدئتها بكلماته الحانية ولهجته المواسية
-لا فائدة من العودة الى الماضى الا أن تنكأ جراحنا .
-لا تقلقى يا عزيزتى فأنا الى جوارك ولن أتخلى عنك أبدا.
-فات الأوان يا مجدى , فريال القديمة قد ماتت الى الأبد يوم ... ذات يوم ربما أستطيع التغلب على أحزانى المريرة ولكننى لن أنساها أبدا , ألست محقة؟
-ومن قال لك أنه عليك نسيانها؟ أنا اليوم جئت أطالبك بالذكرى.
واندهشت فريال من غرابة طلبه واستوت فى جلستها تنصت له فى اهتمام متزايد فقد كان ما أخبرها به صادما وغريبا جدا.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية