لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-18, 12:49 AM   المشاركة رقم: 141
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

لم تكن منى بأفضل حالا من الجميع , فقد باتت الليل بطوله تفكر فى ابنها وها هو قد عرف بالحقيقة الا أنه ما زال متمسكا بمقاطعتها هى وأبيه ,ترى أمن الممكن أن يغفر يوما ؟ تتمنى أن يأتى ذلك اليوم الذى تستطيع فيه ضمه الى صدرها مرة أخرى دون أن تقف شوائب الماضى حائلا بينهما ,وأخذت تدور حول نفسها بيأس وضيق قبل أن تجد زوجها مقبلا من الخارج ليقول بنبرة اسف:
-لا أعرف اين ذهب ذلك السائق الأخرف ؟ لا أصدق أنه قد خرج بالسيارة دون اذن.
-هل كنت تنوى الخروج الآن ؟
-لا فأنا يمكننى قيادة سيارتى القديمة ولكننى كنت بحاجة اليه ليقضى غرضا ولكنه غير موجود لا هو ولا السيارة.
قالت منى تهدئ من ثورة غضبه:
-ربما بعثه رفيق أو محمد الى مشوار قريب ,لماذا لا تسألهما ؟
ضرب عادل كفا بكف وهو يصيح بانفعال متزايد:
-وهل تظنين أننى لم أبحث عنهما , لا أعرف أين ذهبا على الرغم
من أن اليوم هو عطلة رسمية ولا يوجد ما يستوجب خروجهما باكرا هكذا ...
طفقت منى تنادى على سماح لتطلب منها أن تساعدها فى الاعتناء بهناء الا أن الصمت المطبق كان هو سيد الموقف ,فسارعت نحو المطبخ لتجد عم مصيلحى هناك واقفا يعمل على قدم وساق وهو يرغى ويزبد متوعدا هذه الفتاة المهملة فسألته منى عنها:
-اين هى سماح ؟
-لا أعرف يا سيدتى , لقد جئت فى موعدى بالضبط ككل يوم الا أننى فوجئت أنها غير موجودة , ربما تأخرت لظرف ما ...
-هكذا دون أن تتصل لتعتذر منا , يا ويلها عندما تأتى اذا لم يكن لديها عذر مقبول ... أمرى الى الله ...
وتركته متوجهة نحو غرفة هناء بعد أن طرقت الباب بخفة سمعت صوتا واهنا يسمح لها بالدخول فدلفت الى الداخل وهى تلقى عليها تحية الصباح باشراق مفتعل:
-كيف حالك يا هناء الآن ؟ هل استطعت أن تنامى جيدا ؟
حاولت هناء أن تعتدل فى فراشها دون اللجوء الى مساعدتها فتألمت بعد أن ضغطت على كاحلها المتورم فهمت منى الى جوارها تمسكها من تحت ذراعيها لتزيحها الى الخلف واضعة خلف ظهرها بعض الوسائد لتشعر براحة أكبر وهى تحذرها من هذه الحركة:
-اياك وأن تحاولى الضغط على نفسك مرة أخرى , لقد حذر الطبيب من اجهادك لهذا المفصل المصاب حتى لا يزداد سوءا.
أشاحت هناء بوجهها شاعرة بالعجز والاحباط فأنّت متأوهة وهى تقول:
-لا أريد أن أزعج أحدا معى .
ضربت منى بقبضتها على صدرها بانزعاج وهى تجلس بالقرب منها على حافة الفراش قائلة بعتاب:
-وهل أنا أى أحد يا هناء ؟ أنسيتى أننا كنا أصدقاء فيما مضى ؟
قال هناء بحسرة واضحة وهى تقاوم سيل الدموع الذى يغالبها :
-أنت قلتِ بنفسك يا منى ... فيما مضى أما الآن فـ ... أنتِ تعرفين.
ورفضت أن تتم جملتها حتى لا تجرح مشاعرها فقامت منى بمحاولة اتبتسم الا أنها باءت بالفشل فقالت باستسلام وهى تنظر الى الأثاث من حولها هربا من مواجهة عينى صديقتها :
-أعرف أننى قد صرت مصدرا للازعاج مؤخرا , الا أنه لم يكن بيدى يا هناء ... صدقينى .. لقد مررت بظروف قاسية لا يعلمها الا الله .. والآن أعدك بأننى قد تغيرت للابد ولن أعود مجددا الى مثل هذه التصرفات التى تضايقك , هل أنت مرتاحة الآن ؟
حملت هناء نفسها على الابتسام مجاملة لها وكان قلباهما مثقلين بهموم تزن جبالا .. وقالت تؤيد وجهة نظرها:
-أنا ايضا أمر بظروف عصيبة , فلا يخفَ عليكِ ما حدث لى مع كريم .. لقد ترك المنزل بسببى أنا يا منى ... أنا الملامة فى مغادرته .. لو يعلم فقط كيف اشعر وكم أتمنى لو عاد بى الزمان للوراء حتى لا أتفوه بكلمة واحدة تغضبه ...
-لا يهم هذا الآن , عليكِ أن تهتمى بنفسك من أجله , هيا سوف أقوم بعمل الكمادات الدافئة والباردة كما أمر الطبيب .. ويجب أن تتناولى طعامك حتى تتحملى العقاقير التى وصفها لكِ ... كما أنه علينا أن نجرى الاشعة المطلوبة على وجه السرعة ... سوف أحادث عادل حتى يصحبك الى مركز الأشعة القريب من المنزل.
تساءلت هناء بهدوء:
-ولماذا عادل بالذات ؟ اين هو رفيق أو سيف ؟ بمكن لأيا منهما أن يقلنى الى هناك فلا تزعجى زوجك بهذا المشوار المرهق.
تأوهت منى متحسرة وهى تقول بمرارة:
-سيف ؟ لا أعرف أين ذهب هو الآخر , هل تعرفين أنه وكريم يتشابهان كثيرا فى تصرفاتهما ...
-أليسا أبناء عمومة ؟ فما الذى يدعو الى العجب فى ذلك ؟
هزت منى رأسها نفيا وهى تشير الى الخارج:
-كلا , فرفيق لا يشبه أيا منهما على الاطلاق , دوما يتصرف بطريقة مغايرة لهما ,كانت له اليد العليا طوال الوقت حتى وهم أطفال صغار .
قالت هناء بمنطقية تدافع عن رفيق:
-نعم فهو الأكبر سنا منهما ...
-والحفيد الأول والمفضل من جانب جده وجدته ... والمحبوب من جميع أعمامه وعمته ...
قاطعتها هناء ممازحة:
-لا الا عمته ... فريال الآن تتعامل معه كحماة ,وهى تذيقه الأمرين من أجل أميرة ...
-لن يدوم الأمر طويلا حتى تعتاد على فكرة أن ابنتها متزوجة وترضخ للأمر الواقع الا أننى وعن تجربة .. أرى أن الحما والحماة يمكن أن يتشبثا برأيهما الى الممات ..
عرفت أنها تشير الى حماها الذى لم يرضَ عن زيجتها يوما وظل يعاملها بتكبر وصلف ... أما هى فلم تتخيل أن يكون له يد فى خلافها العميق مع زوجها بل اتضح أنه قد استغل الوضع لصالحه ودفعها نحو حتفها المقدر ,وكانت هى كالساذجة التى انخدعت بلطفه ومهادنته حتى سقطت فى الحفرة التى أعدت لها ببراعة منقطعة النظير .
-لم تخبريننى أين رفيق ؟ يمكنه هو أن يقلنى الى المركز وهو لن يتأخر عنى ... دوما يعرف قواعد الذوق واللياقة ومراعيا لمشاعر الآخرين .. هنيئا له صراحة بأميرة ابنة أخى فهو الأحق بها ...
-ليس موجودا لا هو ولا أبيه ... ولا تسأليننى أين ذهبا , فالغموض قد غلب على تصرفات الجميع هنا حتى سماح ... صارت تتغيب دون مبرر واضح أو حتى تحصل على اذن ..
رفعت هناء كتفيها كمن لا حيلة له وهى تقول متأثرة:
-ومن منا لم تتغير تصرفاته يا منى ؟ أنها لعنة أبدية تلك التى توصم كل من ينتمى الى عائلة الشرقاوية ..
واضافت منى مقررة:
-أو يقترب منها ... سأحضر الاناء الدافئ من الحمام وآتى اليكِ على الفور.
ثم أخذت تدلّك قدمها المصابة برفق ولين غير متأففة أو متضايقة على العكس كانت رحبة الصدر ومبتسمة على الدوام تلقى على هناء نظرات كلها دعم وتشجيع ...
ما أعجب ما يحدث الآن فقد انعكست الآية تماما وقالت هناء فى سرها : سبحان مغير الأحوال من كان يصدق أن منى هى من تساعدها وتؤازرها بصبر وثبات ... وتأملت فى نفسها أن يغير كريم من رفضه لها ويعود عن قراره ليرجع الى منزله والى أحضانها.

***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 12:51 AM   المشاركة رقم: 142
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

نهض صلاح من فراشه مبكرا فى موعده المضبوط ككل يوم وقد قرّر أن يعدّ طعام الافطار لابنته حتى لا يوقظها فى يوم عطلتها ثم تثاءب فى كسل وارتفع الى ذهنه ما صار بينهما بالأمس وحوارهما العاصف وقد انتبه الى جملة ألقتها على مسامعه وهو شارد , فهى أخبرته أنها لديها يوم عمل طويل .. تساءل كيف يكون وجميع العاملين بالشركة فى عطلة رسمية اليوم ؟ ألهذه الدرجة هى غير واعية لما تقول أم أنها بالفعل لديها عمل ؟ أم أنها على موعد معه ؟
نفض هذه الافكار المتخبطة عن ذهنه ,وهو يتأهب للدخول الى الحمام ,خلع ملابسه واندفع تحت شلال المياه الدافئة ليزيح عن رأسه الخيالات السوداء التى تتصارع حتى تكاد تفتك به ,حينما أنهى استحمامه شعر بأنه قد اصبح أفضل حالا ,وقادرا على التفكير بعقل صافٍ غير مشوش ,لا شك فى أنه قد تسرّع بمواجهته لهناء ,ولماذا يحملها هى الذنب فيما تفعله ابنته ؟ أنها هى الملامة .. ما الذى يجعلها تستسلم لمثل هذه المشاعر المراهقة نحو رئيسها بالعمل خاصة وأنه ابن وجدى .. لقد صارحها ببعض الحقيقة ولم يجرؤ على الاعتراف بمشاعره نحو هناء ,هديل لا تعرف سوى أنه كان صديقا لوالد كريم ,ربما هذا ما شجعها أكثر لتوطيد صلتها به .
توجه نحو المطبخ لاعداد الطعام فوجد ابنته قد سبقته الى هناك وقد ارتسمت على وجهها الملائكى القسمات بسمة مشعة وهى تقول:
-صباح النور على أفضل أب فى هذه الدنيا.
قبّل وجنتها قبل أن يجيب بزهو:
-وصباح الفل على أفضل ابنة فى الدنيا.
-هاه ماذا تحب أن تفطر اليوم ؟ بيضا مسلوقا أم مخفوقا ؟
-ومنذ متى وأنت تخيريننى يا ست هديل ؟ ألم تمنعيننى نهائيا من أية مقليات ؟
كشرت بأنفها وهى تداعب اباها قائلة بمودة:
-من أجل صحتك يا أحلى بابا ,, ولكن اليوم يمكن أن نقوم باستثناء صغير
-حسنا , فليكن بيضا مقليا , صحيح يا هديل ... هل أنتِ ذاهبة للعمل اليوم ؟
اندهشت هديل وقالت لوالدها تصحح له:
-ماذا جرى لك يا بابا ؟ اليوم هو اجازة رسمية للجميع فلماذا اذهب أنا ؟
-لا شئ , لا شئ مجرد سؤال أحمق , هيا فلأساعدك سأقوم أنا بتقطيع الخضروات.
وأزاحها برفق ليجلب السكين ويقوم بعمله فيما هى تعد له البيض بحرفية عالية.
تناولا افطارهما سويا وكلاهما مشغول البال لا يتبادلان الأحاديث الا فيما ندر ,وبعد أن انتهيا من تناول الطعام ساعدها لازاحة الصحون الفارغة فيما قامت هى باعداد كوبين من الشاى الساخن بنكهة النعناع الطازج ليحتسياه معا فى شرفتهما الصغيرة ,لم يجد بدا من مفاتحتها بالأمر هذه المرة وقد انتوى أن يصارحها بكل شئ دون أن يخفى أى تفصيلة ولو صغيرة حتى لا تتأذى بسببه واستمعت له بآذان صاغية وقد أدركت لتوها لماذا لن يجيب كريم على اتصالاتها الهاتفية مرة أخرى ؟
وتساءلت بقهر :
-هل كنت تعرف يا بابا كل هذا الوقت ؟
أومأ لها ايجابا ثم قال بلهجة حانية خالية من التأنيب:
-يؤسفنى انكِ لم تثقى بى كفاية لتحكى لى كما تعودتِ منذ صغرك لا تخفين عنى أى حدث ولو كان تافها بسيطا فما بالك بهذا ؟
قامت تدفت رأسها بصدر ابيها متوارية خجلا من نظراته العميقة وقالت من بين عبراتها المنسابة على خديها:
-لم تكن مسألة انعدام ثقة يا أبى , لم أكن بعد واثقة من مشاعره نحوى , أردت أن أنتظر لأتأكد وحينها كنت سأعلمك بالطبع , لم أشأ أن ترانى صغيرة فى نظرك ... آسفة يا بابا سامحنى.
ضمها الى حضنه وهو يقول:
-لا عليكِ يا صغيرتى , أنتِ تعرفين يا هديل أنه ومنذ وفاة أمك وأنا أحاول لعب الدورين الا أنه قد أفلتت منى بعض التفاصيل الصغيرة , لم أدرك أن ابنتى الصغيرة قد شبّت وصارت فتاة حلوة ومن حقها أن تشعر بالحب والعاطفة الصادقة ... ولكن يا ابنتى أن ماضىّ أنا وعائلته لا يبشر بأى خير ...
-هل تعلم يا بابا أنه قد تذكرك وأخبرنى بمعرفته لك ؟
-كيف هذا ؟ من أين له أن يعرفنى ولم أقابله من قبل ؟
-لا قابلته , هو بنفسه أخبرنى أنه يقدرك كأستاذ فقد درست له من قبل بالجامعة ...
-آه , هكذا الأمر اذن ...
-أنه يقدّرك ويحترمك ...
-لم يكن هذا واضحا فى لقائنا الأول , ألا تتذكرين كيف كان يعاملنا ؟
-لقد عرف بعدها .. أنا أخبرته حينما سألنى عنك.
قال وقد انتابه الفضول لمعرفة المزيد:
-وهل اهتم بمعرفة كافة هذه التفاصيل عنى ؟ لماذا يا ترى ؟
-ليس هذا فقط , بل سألنى عن الظروف التى دفعتنى لقبول هذا العمل بالرغم من دراستى لتخصص أعلى ... أرأيت أنه كان مهتما ؟
قالتها بصوت يقطر مرارة وندما على ما ضاع منها بسبب ماضٍ لم يكن لهما يد فيه ,فـجابها والدها بحزم:
-لا يهم الآن , انتبهى لنفسك فقط ولا تشغلى بالك بأى شخص آخر .. وتأكدى بأنه يستطيع تدبر أمر نفسه جيدا.
-أتمنى هذا يا أبى

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 12:52 AM   المشاركة رقم: 143
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

حينما استيقظت أميرة ضربتها البرودة بعنف فى أنحاء جسدها بعد أن حرمت من دفء جسده الذى كان يحتضنها طوال الليل حتى أثناء غفوته , لم يبتعد عنها بل شدّد من ضمه لثنايا جسدها وكأنه يذود عنها من أى خطر خارجى ,واستفاقت تتنسم هواء الصباح العليل وقد انتبهت الى غياب زوجها ,فنهضت لتغيّر ثيابها على وجه السرعة بأخرى مناسبة فانتقت سروالا قطنيا باللون الكحلى متسعا عند الكاحل وقميصا باللون الأصفر يصل طوله الى ردفيها وانتعلت حذاءا خفيفا مناسبا ومشطت خصلات شعرها البنى الناعم وربطته بشريط مطاطى من الخلف .
خرجت من غرفتهما المشتركة والتى هى فى الأصل غرفته الا أنها فى الآونة الأخيرة قد نقلت اليها بعضا من ثيابها وأغراضها ,بعد أن حصلت على رضا أمها وموافقتها الضمنية على ما تفعل ,بعد أن كانت تتسلل فيما مضى عندما تطل الشمس باشعتها متجهة الى غرفتها دون أن تثير انتباه أحد.
اتجهت الى غرفة الجلوس بالطابق الأرضى وقد وجدت منى جالسة هناك وهى تضع يدا على خدها ,قدّرت حزنها الدفين من أجل ما يحدث فتسللت على أطراف اصابعها برشاقة محاولة ألا تزعج المرأة الشاردة الا أنها قد حانت منها التفاتة فرأتها وقالت تحييها:
-صباح الخير يا أميرة.
-صباح الخير تنت منى , يا له من نهار !
-نعم أنه يشى بيوم حافل بالأحداث.
-ألم يستيقظ أحد غيرنا بالمنزل ؟
-كلا ,أمك ما زالت نائمة الى الآن وجدتك أيضا.
-وأين ذهب الباقون ؟ ألم ترى رفيق اليوم ؟
زمت منى شفتيها وهى تقول بتعجب:
-ألا تعرفين ؟ لقد خرج زوجك ووالده هذا الصباح ,فسيارته ليست بالخارج كما أن السيارة التى يقودها عم رياض اختفت هى الأخرى.
قالت أميرة بينما تجلس الى جوارها وهى تقلّب بجهاز التحكم الخاص بجهاز التلفاز تشاهد مختلف القنوات بملل واضح :
-أين ريم ؟ وتنت سوسن ؟ هل خرج الجميع فجأة ؟
- لا يا حبيبتى أنا باقية هنا عالقة مثلكما.
قالت سوسن التى توجهت هى الأخرى الى الأريكة المقابلة لهما وهى تهز رأسها اسفا:
-لا أعرف بالضبط الى اين ذهب رفيق ومحمد ,فقط أخبرنى بأن لديهما أمرا طارئا يستوجب الخروج مبكرا ...
قاطعتها أميرة بنفاد صبر :
-ولماذا لم يخبرنى رفيق بالأمر ؟
أجابتها حماتها بلهجة رقيقة:
-لا بد أنه أشفق عليكِ ولم يشأ أن يقلقك صباحا.
-ولماذا لا يتعامل معى مثلما يفعل خالى محمد معك ؟
كانت تتذمر الآن بطفولية مما أثار رغبة فى الضحك لدى المرأتين الأكبر سنا فقالت سوسن باشفاق:
-يا حبيبتى تحتاجين الى سنوات من العشرة حتى تصلى الى هذه المرحلة مع زوجك ,ولا تقلقى فهو يشبه أباه الى حد بعيد ... عندما كنا فى بداية زواجنا لم يكن محمد يثق بأى أحد على الاطلاق وكان سره لنفسه , أما الآن ...
وأكملت تشير بزهو فخورة الى نفسها:
-لا يخفى عنى شيئا ..
قاطعتها منى ولم تتمالك نفسها من تذكيرها:
-الا فى موضوع زواج رفيق من أميرة ... فقد أخفاه عنكِ كما فعل معنا جميعا.
ران الصمت عليهن ,بينما شعرت هى بمدى تهورها فلا بد أنها قد آلمتها دون قصد , حقا هذه المرة لم تكن تعنى اغاظتها فأخذت تسترضيها بشتى الطرق قائلة:
-أعنى أنه لا يخفى الا الأمور الخاصة جدا والتى قد تتسبب فى اثارة قلاقل ومشكلات.
كانت محاولتها سيئة فقد زادت الطين بلة كما يقولون ,وحينما اشاحت سوسن بوجهها غير راغبة فى تبادل الحديث معها التزمت بالصمت التام ,وحاولت أميرة أن تلطف من الأجواء المتأزمة فقالت عارضة بصفاء نية:
-ألا تريدان تناول الافطار ؟
خرجت سوسن عن صمتها موضحة:
-سماح ليست هنا ...
سألت منى باهتمام:
-أين راحت ؟
-لقد خرجت مع ريم.
قالت أميرة حتى لا تبدو فضولية:
-حسنا , سأذهب أنا لاعداد الطعام ,وبعدها سأصعد لأوقظ جدتى وأمى حتى نتشارك بالوجبة ,وأنت يا تنت منى هل يمكنك أن تبلغى خالى عادل حتى تكتمل لمتنا.
-لا أعتقد أن هذا ممكن فعليه أن يقل عمتك هناء الى مركز الأشعة ,وقد اتصلت بهم وحجزت موعدا فى حدود الساعة العاشرة.
-اذن سأرافقهما.
عرضت مساعدتها بصدر رحب الا أن منى أشارت لها نافية وهى تقول بلباقة نادرة:
-ابقى أنتِ مع سوسن لتتناولا الافطار سويا وأنا سأذهب معهما.
قامت أميرة لتتوجه نحو المطبخ وفى نيتها الانفراد بعيدا حتى تستطيع مهاتفة زوجها دون أن يسمعها أحد.



**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 12:54 AM   المشاركة رقم: 144
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

عادت ريم وسماح الى المنزل بينما استأذن سعد للانصراف فلم يكن لوجوده داعٍ فاليوم اجازة والعمل بسيط بالمطبخ وخاصة مع غياب معظم أفراد الاسرة عن البيت ,قررت ريم أن ترافق سماح وتدخل من الباب الخلفى للمطبخ وقد راق لها أن تفاجئ الجميع بعودتها ,وحينما خطت بقدميها نحو البهو وجدت أميرة منتحية بركن قصى تتحدث بصوت منخفض يكاد يصل الى حد الهمس:
-أنا لست غاضبة منك ,ولكننى كنت افضل لو تعلمنى بذهابك يا حبيبى.
أجابها رفيق بصوت ينم عن الارهاق:
-لم يطاوعنى قلبى أن أوقظ الملاك النائم الى جوارى , فتسللت خارجا دون أن اصدر صوتا.
-ولكن .. لا تكررها مرة أخرى والا ...
-والا ماذا يا اميرتى ؟ ماذا ستفعلين بى ؟ هل ستوقعين بى عقابك ؟
أجابته ممازحة بلهجة عنيفة:
-نعم ,سأكون قاسية جدا.
-لا تبالغى فى التحدى , فقد يروق لى نوع العقاب.
تنحنحت ريم فهى لم تعتد أن تتنصت على أحاديث الآخرين فى غفلتهم مما جعل أميرة تلتفت نحوها فابتسمت تلقائيا ,وهى تشير بيدها نحو الهاتف هامسة باسم رفيق ,فأشارت لها ريم أن تبلغه تحياتها فأومأت برأسها ايجابا فى حين أكملت ريم طريقها نحو غرفة الجلوس.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 12:56 AM   المشاركة رقم: 145
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

توجه عادل برفقة زوجته الى غرفة هناء حتى تقوم بعمل الأشعة التى طلبها الطبيب وحينما دلف الى الداخل اشار لزوجته حتى تهيئ زوجة أخيه ليحملها بين ذراعيه الى الأسفل وهى تشعر بحرج بالغ ولكن ما بيدها أن تعترض فلو كان ابنها موجودا لقام هو بهذه المهمة الخاصة ,قالت فى سرها : سامحك الله يا بنى حتى تعرضنى لمثل هذا الموقف الصعب ,وكانت خفيفة الوزن فلم يشعر عادل بأى جهد وهو ينقلها الى السيارة الواقفة أمام المدخل مباشرة ,وأراحها على الأريكة الخلفية بينما اعتلت منى المقعد الامامى وتوجهوا نحو المركز المشهور فى موعدهم المحدد ,وحينما وصلوا بادر عادل بالنزول أولا ليعود ومعه عامل بجر مقعدا بعجلات متحركة وقامت منى بمساعدة هناء لتجلس فوقه بأريحية حتى يتوجهوا نحو الغرفة المخصصة لاجراء الاشعة دونما انتظار.
انتظر عادل وزوجته بالخارج بعيدا عن غرفة الفحص حتى لا يتأثرا بجرعات الاشعاع الصادرة من الأجهزة بالداخل ,وانتظرا مدة ربع ساعة مرت عليهما ببطء شديد وقالت منى تفاتح زوجها بموضوع ابنهما المختفى:
-عادل .. أريد أن أحادثك بشأن سيف.
تأفف زوجها وهو يخاطبها بحدة:
-وهل هذا وقتا مناسبا بنظرك لنتحدث بهذا الشأن.
أجابته بتوتر ملحوظ وهى تغطى عينيها بيديها:
-واين أجد الوقت المناسب من وجهة نظرك ؟
-اذن تستطيعين تأجيله لما بعد حينما نكون وحدنا وليس فى مكان عام كهذا.
-وهل يمكن تأجيل موضوع يخص ابننا الغائب ؟ لن استغرق أكثر من خمسة دقائق بالضبط.
واشارت بأصابعها لتؤكد له فأطرق برأسه ليستمع اليها وهو يقول بلهجة أقل حدة:
-حسنا فلتأتِ بما لديكِ.
-ألا يمكن ان نعرف اين هو الآن ؟ يمكنك أن تتصل برفيق فلا بد وأنه على علم بمكان تواجده.
-سوف اقوم باجراء الاتصال من أجل عيونك أنتِ فقط , ولكن ألا يمكن ارجاؤه حتى نعود الى البيت بعد أن نطمئن على هناء.
كان بعينيها توسل وبعينيه رجاء هى تتوسله ليشعر باحساس الأم وقلبها المنفطر على فلذة كبدها وهو يرجوها أن تثق به وتصدق ندمه الخالص.
أشارت برأسها بايماء خفيفة تصديقا عليه وباللحظة التالية نادت عليهما الممرضة التى كانت قد اصطحبت هناء الى الداخل فتوجه عادل مسرعا تلحقه منى وقال:
-هل انتهت من اجراء الأشعة ؟
قالت الممرضة بعملية:
-نعم , يمكنك أن تنقلها على المقعد المتحرك الى قاعة الانتظار.
تساءلت منى باهتمام:
-وكم من الوقت سننتظر حتى نحصل على صورة الاشعة ؟
أجابتها الممرضة وهى متعجلة الرحيل:
-لن يستغرق وقتا طويلا قبل أن يوقع الطبيب على التقرير وتتسلموا الصور والاسطوانة معه.
شكرتها منى ثم لحقت بزوجها لتساعد هناء على الجلوس بالمقعد وقد كانت تنتظرهما بلهفة وقالت أول ما رأتهما باعياء:
-هيا يا منى تعالى وساعدينى ,فلتمسكى بالمقعد جيدا حتى لا يتحرك.
وحمل هناء بخفة الى الكرسى وعدّلت منى من ثيابها التى تجعدت بينما قام عادل بدفعها بقوة نحو الخارج.
انتظروا ربع ساعة أخرى ثم سمعوا النداء باسم هناء لتتسلم التقرير الخاص بحالتها فهرع عادل نحو موظفة الاستقبال يتسلم المظروف المطبوع عليه شعار المركز وهو يمد يده نحو الورقة بداخله يخرجها ليستعرض النتائج ,كانت مكتوبة باللغة الانجليزية التى يجيدها بمهارة ولكنه وصل الى النهاية ولم يفهم المصطلحات الطبية العسيرة النطق فعاد ليعرضها على الطبيبة المختصة التى أجرت الأشعة وكانت موجودة خارج غرفة الفحص فسألها وهو بشعر بالقلق:
-أريد فقط أن أطمأن على النتائج , هل يوجد كسر ؟ أم ان الأمر بسيط ؟
أخذت تنظر الى صورة الاشعة بدقة واتسعت ابتسامتها الجذابة وهى تشير له نحو المفصل المصاب لتشرح له ما حدث بالضبط مؤكدة على سلامة العظام والأربطة حولها الا أنها أشارت الى تجمع صغير موضحة له أن هذا ما يعرف بالأوديما وهو تورم نتيجة السقوط ,فتساءل مجددا:
-وهل له علاج ؟ فهى تتألم بشدة.
سألته الطبيبة بفضول:
-أنك تهتم كثيرا لأمرها , هل هى زوجتك ؟
أجابها نافيا:
-كلا , أنها زوجة أخى.
منحته ابتسامة أخرى أكثر جاذبية وهى تجيبه بحرفية:
-طبعا علاجها سهل وبسيط , مجرد كمادات دافئة وبعض العقاقير المضادة للالتهاب والتورم علاوة على المسكنات القوية ولن يصبح للألم أدنى وجود.
لم يكن عادل واعيا لجاذبيته الرجولية البحتة والتى تعاظمت بتأثير اختلاط شعيرات رأسه باللون الأبيض لتعطيه مظهرا ناضجا فى منتهى الروعة الا أن منى قد لاحظت أن حديثه مع الطبيبة الشابة قد طال أكثر من اللازم فتركت هناء وحدها لتنضم الى زوجها وهى مدركة لماهية هذه النظرات الحالمة التى ترمقها به الفتاة الأصغر سنا ذات القد الرشيق والذى اظهره معطفها الأبيض بدقة مفصلة ,ووضعت يدها على ذراعه بلمسة تملك واضحة وهى تسأل ببراءة مزيفة:
-لماذا تأخرت هكذا يا عزيزى ؟ ألم تفهم الطبيبة ما دون بالتقرير ؟
عقد عادل حاجبيه وهو يحدجها بنظرات متسائلة قبل أن يجيب بدبلوماسية:
-فقط كنت أطمأن على حالة هناء وأنها لن تحتاج الى تدخل جراحى , أليس كذلك ؟
-طبعا يا سيدى ,ولكن لا بد من عرض النتائج على طبيبها المعالج ليقرر الأصلح لها.
منحتها منى ابتسامة صفراء قبل أن تجيب نيابة عن زوجها:
-نشكرك كثيرا يا دكتورة ونعتذر لاشغالك عن متابعة عملك ولكنك مثل ابنتنا فأنتِ تقريبا بعمر ابننا ,فلا تتضايقى من رجل فضولى بعمر والدك.
انكمشت الطبيبة على نفسها من هجوم المرأة المباغت لها فابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تتمتم باعتذار هامس فأشارت لها منى وهى تقول بحماس:
-دعينا لا نؤخرك أكثر من هذا وهيا بنا يا عزيزى حتى لا نطيل الوقت على هناء فهى تشعر بالألم الشديد.
ثم أمسكت بمرفقه بحركة متسلطة تدفعه نحو هناء التى تنتظرهما على أحر من الجمر بينما هو مندهشا من تصرف زوجته المبالغ فيه بيد أنه شعر ببعض السعادة وهى تنهره بحزم:
-ألم يكن ممكنا أن تبحث عن أى طبيب لتسأله ؟ يبدو عليها عدم الخبرة فهى صغيرة السن .
-ولكنها ماهرة جدا كما أن صغرسنها يجعلها تسعى نحو اثبات ذاتها بدافع أكبر.
-أو اثبات أنها تستطيع لفت انتباه رجل يصلح أن يكون والدا لها.
-منى ... أتغارين علىّ حقا ؟
اشاحت بوجهها بحركة عصبية وهى تدافع عن نفسها قائلة:
-وما المانع ؟ ألست زوجى ووالد ابنى ؟ ألا يحق لى أن أتضايق وأنا أراها تكاد تلتهمك بنظراتها الوقحة.
-فقط ؟
-ماذا تعنى ؟
-هل أعنى لك فقط زوجا وأبا لابنك ؟
ترددت برهة قبل أن تجيبه بحرقة:
-وحبيبى , هل استرحت الآن ؟
ضحك من غضبها وهو يقول منتشيا:
-وما لك تقولينها هكذا ألا يهمك أن أكون مرتاحا.
كانت هناء متلهفة لتعرف بمحتوى التقرير فأزاح عادل الهم عن كاهلها وهو يؤكد لها أنها سليمة تماما وأن الأمر يحتاج فقط بعض الوقت لتتحسن حالتها كما أنه نصحها بالصبر وكان فى مجمل حديثه بعض التلميحات الأخرى , ربما أراد أن تتحلى بفضيلة الصبر وهى تتعامل مع ابنها الذى صار رجلا وليس مجرد طفل صغير تسيّره كيفما شاءت وقد اصبح له قراره الخاص.
توجهوا عائدين الى الفيلا وقد ملأتهم الأخبار السارة بطاقة ايجابية وانتعش الأمل مجددا فى نفوسهم.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية