لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-18, 09:19 PM   المشاركة رقم: 131
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل السابع والعشرون




هائما على وجهه يقود كريم سيارته على غير هدى بلا خطة محددة برأسه ,لا يدرِ أين سيذهب ؟ ولا يعرف أين سيبيت ليلته ؟ كل ما يتردد بذهنه الآن كيف يهرب من شلال ذكرياته المريرة الذى يتدفق بعنف بلا توقف ,لا تفارقه كلمات والدته تلازمه نظرات عينيها كظل ملاصق له ,أين المفر ؟
لم يخطر له ببال أن يكون صلاح عاشقا لأمه ومنذ صغرهما يرتبطان بعلاقة وثيقة ,والأنكى أنه كان صديقا لوالده الراحل ,وما زاد الطين بلة ... علاقته الحديثة العهد بابنته هديل ,الجيل الثانى ينضم الى قافلة الحب .. وأى حب هذا الذى يغلّفه البؤس والاحباط بشريط لاصق لا يسمح له بالتحرر من معقله ,أيعترف لنفسه بأنه قد انجذب لسكرتيرته اللطيفة التى كانت عيناه لا تلتفتان اليها الا لماما ,وسمح لغبائه أن يقوده الى الفخ سائرا مغمض العينين الى حتفه ,صرخ صوت بداخله مدافعا بقوة : وما ذنبها هى ؟
طبعا هى مذنبة هتف يكتم هذا الصوت المزعج ,هى تعرف من هو ؟ ولا بد أنها على علم بعلاقة الآباء حينما زقعت الحادثة لأمه ,بل ربما كانت تعرف منذ زمن أبعد وتخطّط بمهارة لنيل اهتمامه وربما تسعى لشئ أكبر ,ما أدراه بأنها بريئة النوايا ؟ كل الدلائل تشير الى ادانتها مع سبق الاصرار والترصد.
حاكمها بدون أن يترك لها خيار الدفاع عن نفسها أو حتى معرفة التهمة المنسوبة اليها ,وأصدر قراره الأخير ... لا بد وأن يدفع صلاح وابنته الثمن ... ثمن الخيانة والتآمر ... لن يشفى غليله الا بعد أن يحطمها الى أشلاء متناثرة ولن تأخذه بها أية شفقة أو رحمة ... ولكن عليه أن ينتظر قليلا ليستعيد شتات نفسه ويفكّر كيف ينتقم ممن أساءوا اليه والى والده على حد سواء .. وشملت أفكاره هذه الأم الغير مثالية .. كيف يعاقبها وهى من دمه ,كيف يحاسبها وفى حكمه عليها ادانة لسمعته ,ربما تأجل دورها لبعض الوقت ,ولكنه آتٍ لا محالة.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 09:21 PM   المشاركة رقم: 132
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

أطلقت ريم نداءا بصوت منخفض لتفيق سماح من شرودها وهى جالسة فى المطبخ الفسيح تقشّر بعضا من حبات البطاطس لتعد حساءا خفيفا من أجل هناء المصابة ,فقامت ناهضة لترى القادمة وهى تقول مرحبة:
-أهلا يا آنسة ريم ,تفضلى.
-ما بك يا سماح ؟ ولمَ أنت حزينة هكذا ؟
-ألا ترين معى أنه ليس مكتوبا لأهل هذا البيت أن يفرحوا ؟ هل من المقدر عليهم فقط التعاسة ؟
-حبيبتى يا سماح , كل هذا من أجل اصابة تنت هناء ,لا تشغلى بالك فالطبيب أكّد لنا أن الأمر لن يطول باذن الله بعد اجراء الأشعة ومعرفة مدى الضرر الذى أصاب العظام ,ربما لن تحتاج الى اجراء العملية.
مصمصت الفتاة شفتيها بصورة مستفزة وهى تقول وكأنها خطيب مفوّه:
-ألا تعلمين ؟ لم يحدث هذا فقط للست هناء ,بل رأيت الأستاذ كريم وهو مندفع الى الخارج وكان ... يبدو على وجهه سيماء الغضب الشديد ,أما الأستاذ سيف ...
قاطعتها ريم مضجرة من حديثها الذى سوف يتحول فى لحظة الى غيبة ونميمة:
-سماح ,توقفى عن سرد الأحداث أمامى , فأنا لم آت الى هنا من أجل سماع الأقاويل ,واحذرى أن يعرف أحد بأنك تعلمين بما أخبرتنى به من قبل ,المهم الآن لقد أردت رؤيتك من أجل اصطحابك أنتِ وسعد لمقابلة الشخص المعنى بتسهيل الاجراءات من أجل حصولكما على الشقة.
تهللت أسارير الفتاة التى كانت مقطية الجبين تنعى سوء الطالع لأفراد العائلة التى تعمل فى خدمتهم ,وقالت منتشية بسعادة وحبور:
-أتتحدثين جديا يا آنسة ريم ؟ أشكرك ... أشكرك من كل قلبى , لن ننسى معروفك معنا أنا وسعد ,سنظل مدينين لكِ الى آخر العمر ,ولو ظللت طوال حياتى أدعو لكِ فلن أوفيكِ حقك ,كيف يمكننى أن أرد لكِ جميلك؟
ربتت ريم على كتف الفتاة السعيدة وهى تقول بصوت مهتز من أثر العاطفة التى تملكتها من جراء الشعور بالارتياح لأنها مدت يد العون لمن يحتاجها:
-اذا أردتِ حقا أن تشكريننى بعمل ما ,فعليكِ أنت وسعد أن تحافظا على حبكما وأن تسعدا بحياتكما.
انطلقت الفتاة مغردة بصوت جميل:
-افرح يا قلبى لك نصيب ...
ثم استطردت بمرح وهى تتعهد لريم قائلة بعد أن غزا الاحمرار وجنتيها:
-اذا ما رزقنا الله بفتاة .. أنا وسعد سوف نسميها على اسمك ( ريم ).
ابتسمت ريم متنهدة وهى تخاطبها بلهجة جدية:
-اذن لا تضيّعى وقتا واتصلى بسعد حتى يعد نفسه للقاء غدا ,هيا أسرعى يا كسول.
-تحت أمرك سيدتى.
وانحنت ممسكة بمريولها تبسطه فى حركة مسرحية وتناست أحزانها لتجرى اتصالها الهاتفى بحبيبها تبشره بالأخبار السارة.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 09:34 PM   المشاركة رقم: 133
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

لم يجد من يلجأ اليه بوحدته خاصة وبعد اعتراف أبيه الصادم بخطئه فى حق أمه طوال هذه المدة ... ظل يحاسبها بداخله على ذنب لم تقترفه يداها ,كانت مثالا للزوجة المخلصة الشريفة وهو نبذها كأم محبة وأذاقها الأمرين باحتقاره لها وابتعاده عنها ,, كان ابنا عاقا ,, ولكن هل يلتمس لنفسه الأعذار ؟ منذ ما يربو الى عشرين عاما ... وفى يوم صيفى حار كان يلهو بحديقة الفيلا مع أقرانه .. ثم شعر بالارهاق والتعب فقرر الصعود الى غرفته لينال قسطا من الراحة كأى طفل صغير يلجأ الى جناح والديه اذا ما استبد به الشوق الى أحضان أمه ,فوجئ بأن الجناح خاليا منهما فاعتلى الفراش الوثير المتسع والذى طالما كان يحلم بأن ينام فيه الى جوار أمه بيد أن والده كان دوما ينهره ليصرفه الى غرفته الخاصة بحجة أنه قد كبر ولا يصح أن ينام مع والدته ,كان فقط مجرد طفل فى التاسعة من عمره ,كان النعاس يداعب جفنيه وبمجرد سماعه لضجة آتية من باب الجناح بالخارج أدرك ورطته فهذا هو صوت أبيه واذا ما رآه فسوف تثار المشكلات التى لن تنتهى فهب من رقاده يبحث عن مكان يختبئ فيه فلم يجد نفسه الا وهو قابع تحت الفراش يكتم أنفاسه مع شعور غامر بالترقب والاثارة.
-ادخلى ,وايّاكِ وأن تحاولى اثارة الفضائح يا امرأة.
كان صوت والده الممتلئ قسوة وغضبا بينما اخترقت أذناه أنّة متأوهة تصدر بضعف من أمه التى قالت متضرعة:
-أرجوك ,فلتهدأ قليلا ,واترك ذراعى فأنت تؤلمنى .
-أؤلمك ؟ وهل رأيت ألما بعد ؟ ماذا سيحدث أكثر بعد أن ضبطتك مع هذا الفاسق اللعين , أتستغفليننى يا منى ؟
-أنا ... أنا ...
ترددت كثيرا وهى لا تعرف بمَ تبرر لزوجها وجودها بمكتب خطيبها السابق كمال ودون علمه ,فأخذ عادل يكرر مهددا وهو يلوى ذراعها بصورة أشد:
-هيا اعترفى بذنبك ... ربما يغفر الله لكِ خطيئتك ,ولكن عليكِ أن تعرفى أننى لا يمكن أن أسامحك أبدا ,ستتمنين الموت كثيرا قبل أن تدركى أن للعفو ثمنا باهظا لن تكون حياتك كافية تسديدا له.
وصفعها مرتين قبل أن يدفعها جانبا لترتطم بحافة السرير الخشبية فتصيح متألمة وهو يقول بصوت كالرعد:
-من حسن طالعك أن لكِ ابن أخاف عليه ولا أريد لحياته أن تنهار بسبب فعلتك الدنيئة.
قالت منى وقد استعادت بعضا من كبريائها الجريحة لتواجهه بضعف ملحوظ:
-اذن فلتطلقنى ... طلقنى يا عادل.
قهقه عادل هازئا وهو يقول بحقد:
-ولن أطلقك يا منى , هل تسمعيننى ؟ لن تنالى حريتك حتى تزحفى اليه مجددا ,كما أننى سأضطر الى تبرير سبب الطلاق الى عائلتى ,وبالطبع لن أكون فخورا باعلان خيانتك لى على الملأ , أيتها الخائنة ... ستنالى ما لا تستحقينه حقا من احترام فى هذا البيت ,ولكن أنا ... لن يكون لكِ أى وجود حقيقى فى حياتى.
وخرج صافقا الباب خلفه فيما جرت هى نحو الباب المغلق تضربه بكلتا يديها تنوح منهارة:
-ومنذ متى ولى وجود بحياتك ؟ لقد أخرجتنى منها منذ سنوات ... هل تسمعنى ؟ أنا زوجة بالاسم فقط.
وتكومت على الأرض تجهش ببكاء يمزق نياط قلب ابنها الا أنه برغم صغر سنه فقد فهم بادراكه العفوى أن أمه أتت بفعل مشين للغاية ,فقد تلفّظ والده بكلمة ( الخيانة ) وهى كلمة معيبة فى عرفهم ,سمعها عدة مرات عندما شاهد فيلما قديما بالأبيض والأسود وكان الرجل يضرب امرأة بقسوة وهو يردد هذه الكلمة مرارا حتى وقعت المرأة فاقدة للوعى.
تذكر سيف كيف ظل مستكينا بمكانه حتى انفتح الباب محدثا صوتا عاليا ليسمع صوت دقات كعب حذائها مبتعدة فى خطوات مترددة حتى شعر بنفسه حرا طليقا ليبتعد عن هذا المكان الكريه والذى شهد أسوأ موقف يمكن أن يراه طفل بعمر الزهور ليتهاوى على فراشه يتلمس احساسا مفقودا بالأمان وبرغم ازدياد درجة الحرارة ارتفاعا فقد مد يديه الصغيرتين نحو الغطاء الخفيف يبسطه على كامل جسده المرتجف خوفا وألما عله يهدئ من روعه ,وغفا بعد وقت طويل ,وحينما استيقظ من نومه لم يعد عالمه كما كان من قبل ,شعر بشرخ عميق فى نفسه ولم يلتئم الجرح من يومها.
تأهب للذهاب الى المكان الوحيد الذى طالما شهد أكثر أوقاتهم فرحا وترحا ,لم يذهبوا الى هناك منذ مدة طويلة ولا بد أن البيت الريفى غير مهيأ لاستقباله ولكن ما باليد حيلة لا يجد مكانا آخر يلجأ الى فى ضيقه ,عليه أن يقود بأقصى سرعة حتى يصل قبل أن ينتصف الليل فالطريق الداخلى الى العزبة غير ممهد ,كما أن الأجواء تنبئ بوجود شبورة كثيفة لن تزول الا مع أنفاس الصباح ...
واتصل بكريم للمرة التى لا يعرف عددها وقد جاءته نفس النتيجة , ما زال هاتفه مغلقا , ألقى بهاتفه الخاص على المقعد المجاور بحركة طائشة وقد تصاعد القلق بداخله : ترى أين أنت الآن يا كريم ؟


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 09:35 PM   المشاركة رقم: 134
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

كان محمد جالسا بغرفة المكتب متوسدا المقعد الجلدىّ خلفه وهو يتحدث بالهاتف الأرضىّ قائلا بلهجة جدية:
-لا يمكنك أن تخاطر الآن ,عليك أن تنتظر بعض الوقت ... فات الكثير وما تبقى الا القليل كما يقولون.
استمع لبرهة الى محدثه على الجانب الآخر ثم انعقد حاجبيه بشدة وهو يردد محذرا:
-أنا لا أتهرب منك أبدا ,ولكن كل ما فى الأمر أننا نمر بظروف صعبة هذه الايام ,وحتى رفيق مشغول للغاية بمسائل شخصية فليس فى وسعى مطالبته بالمزيد.
تطلع الى الهاتف بنفاد صبر وكأنه يلومه بدلا من محدثه ,ثم هزّ رأسه وهو يقول بصوت محايد:
-حسنا , اتفقنا , مجرد مهلة يومين لا أكثر , لا أريد لأحد أن يتضرر ... طبعا أنت محق ,مع السلامة.
وأغلق الهاتف وهو يطلق زفرة عميقة أودعها كافة همومه وأحزانه ,ما كان ينقصه هذا الا الآن ؟ ماذا ستكون ردة فعل ابنه على حديثه هذا ؟ وكيف سيطالبه بما يريد من الاساس ؟
وما هى الا دقائق حتى قطع عليه خلوته صوت زوجته الحنون التى دلفت الى الغرفة لترى زوجها دافنا لرأسه بين يديه وهو مستند بذراعيه الى المكتب :
-محمد ... ما لك ؟
-هه ؟ سوسن ؟ متى أتيتِ ؟
-حالا لقد طرقت الباب عدة مرات ولما لم أتلقّ اجابة منك ... قررد الدخول.
-لم أسمعك ... كنت شاردا.
توجهت نحوه وهى تقف وراء مقعده لتمسّد عضلات عنقه المرهقة بيدين شافيتين لهما تأثير السحر عليه ,وهى تقول باشفاق:
-لقد تأخرت بالمكتب فانتابنى القلق عليك ,ما بك يا حبيبى ؟ أخبرنى ما الذى يزعجك بهذا الشكل ؟
صاح عاليا وهو يتأوه:
-آآآآآآه يا سوسن , آآآآآه أننى متعب للغاية ,وبرأسى تضج آلاف الأفكار تتضارب وتتصارع فيما بينها ... أشعر بأننى بحاجة الى الراحة , راحة طويلة ابدية.
انتفضت زوجته وهى تقول مؤنبة بينما أصابعها ما زالت تقوم بعملها على أكمل وجه:
-بعد الشر عنك , أدامك الله لنا وأطال فى عمرك يا حبيبى.
ابتسم لها مترفقا بحالتها المنزعجة وهو يوضح شارحا:
-لم اقصد هذا المعنى , ألا تتمنين معى أن نستريح ؟ أن نذهب الى مكان بعيد أنا وأنتِ فقط لنتمتع بهذه الفترة المتبقية من حياتنا فى هدوء وسلام؟
قالت بمنطقية تجيدها:
-وكيف سنترك أولادنا ؟ ألا ترى معى أنهما بحاجة لنا ؟
أمسك بيديها فى قبضته الفولاذية ليطبع قبلات متعددة على أطراف أناملها وهو يقول مغازلا:
-وأنا بحاجة اليكِ يا حبيبتى ,لقد اشتقت لجلوسنا سويا نحتسى الشاى الساخن بالشرفة كالأيام الخوالى دون أن يقاطعنا أحد .. أليس كذلك ؟
ارتعشت سوسن تأثرا وهى تردد بصوت حالم:
-طبعا أتمنى من كل قلبى أن أتفرغ لك فقط ونقضى معا أحلى الأوقات كالسابق ,ولكن ما زال أمامنا واجبات تجاه رفيق وريم.
أجابها محمد وقد شدها الى حضنه بالرغم من اعتراضها وتمنعها وهو يقول دافنا وجهه فى صدرها:
-رفيق وقد تزوج واستقر ,فما ينقصه أما عن ريم فلا بد أن يأتيها نصيبها قريبا وتتزوج هى الأخرى فلا يعد لك أى حجة يا حبيبة القلب.
ابتسمت خجلة وهى تقول بعد أن أراحت خدها على رأسه:
-لا أدرى لمَ أشعر بالقلق نحو زيجة رفيق من أميرة ,فأختك لا يهنأ لها بالا الا اذا أزعجته بتعليق قاسٍ أو تصرف غير معقول.
ابتعد فجأة عن حضنها وهو يتأملها لثوانٍ قبل أن يكرر مردفا بعدم تصديق:
-فريال ! هل فعلت هذا ؟
-لن تصدق أيضا أنها دعتنى بزوجة أخى حينما كنا بانتظار الطبيب وهو يفحص هناء لنطمئن عليها.
استقام محمد بجلسته وهو يسألها باهتمام قلق:
-وما هى أخبار صحتها ؟ ماذا قال الطبيب ؟
ارتسمت معالم الضيق والحزن على محياها وهى تجيبه بعد أن سارت مبتعدة لتجلس على مقعد آخر مقابلا له من الجهة الأخرى من المكتب:
-طالب باجراء العديد من الأشعات قبل أن يتخذ قراره النهائى باجراء العملية من عدمه.
تأسف محمد لحال زوجة أخيه وهو يقول بأسى:
-مسكينة يا هناء , لا تفتأ تقع بحوادث غريبة .
استطردت سوسن بلهجة مريرة:
-وليس هذا فقط ... فكريم ... لقد تشاجر معها وترك المنزل منذ ساعات ولا يعرف أحد له طريقا.
-ماذا ؟
هب محمد على الفور هائجا وهو يصيح بانفعال:
-كيف يحدث كل هذا دون علمى ؟ لماذا لم تخبريننى مبكرا يا سوسن ؟
حاولت هى أن تهدئ من ثورته العارمة بصوتها اللطيف الحنون قائلة:
-لم أعرف الا منذ قليل , هى بنفسها أخبرتنى بخلافهما الحاد ورجتنى أن أفاتحك بهذا الشأن قبل فوات الأوان .
-ماذا تعنين ؟ أوضحى.
-سبب الخلاف بينهما .. شخصى للغاية ,وهى تخشى أنه ربما لن يرغب بالعودة مجددا الى المنزل.
-ألهذه الدرجة وصل الخلاف ؟ أيترك بيته من أجله ؟ وما هو هذا السبب الشخصى للغاية ... هيا يا سوسن لم أعد أحتمل أكثر.
-سأخبرك بكافة التفاصيل , فقط اجلس واسمعنى بهدوء ,,, وأتوسل اليك ألا تنفعل ,فالطبيب حذرك مرارا من ارتفاع ضغط دمك ,أرجوك.
تنهد محبطا وهو يجلس مضطرا بناءا على نصيحة زوجته وقال:
-ومن يمكنه العيش هنا ولا تصيبه أمراض الدنيا جمعاء ؟ تحدثى كلى آذان صاغية.
وبدأت سوسن تعيد على مسامعه كل كلمة وحرف تفوّهت بها هناء ,وفى كل لحظة يزداد ارتفاع حاجبيه تعجبا واندهاشا مما يقال.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 09:37 PM   المشاركة رقم: 135
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

قال رفيق مخاطبا المرأتين اللتين تنصتان له باهتمام وترقب:
-ان شاء الله يعد أن نطمئن على صحة تنت هناء وتستقرالأحوال بعض الشئ ,سوف أحضر المأذون حتى نعقد القران الجديد ,ما رأيكما ؟
اتسعت ابتسامة أميرة وهى تناشده بعينين يملأهما الامتنان والسعادة فقالت لا تخفى سعادتها :
-أنه خبر جيد جدا بل أفضل خبر سمعته على الاطلاق منذ مدة طويلة , أليس كذلك يا أمى ؟
كشرت فريال قليلا حتى سقط قلب ابنتها فى قدميها وهى تنظر لها بتساؤل عميق فانفرجت أساريرها مرة واحدة وهى تقول منتشية بحب:
-طبعا أفضل خبر على الاطلاق ,فما ينقصنى سوى أن أراكما سعيدين تنعمان بالحب سويا وقلبى مرتاح لشرعية وقانونية هذه الزيجة.
صفقت ابنتها بجذل وهى تصيح مرددة:
-تعيش ماما , تعيش ماما ...
وأحاطهما رفيق بذراعيه معا وهو يضمهما الى أحضانه الدافئة ليقول بلين مقلدا زوجته:
-تعيش حماتى , أقصد تعيش ... عمتى ,تعيش ...
ثم انفجر ضاحكا عندما لكزته أميرة برفق فى خاصرته بينما فريال تبتسم ملء فيها كما لم تشعر من قبل بهذه السعادة العارمة ونسيت كافة مرارات السنين وعذابها المهين ... لم تعد تهتم سوى بهذين الزوجين المتلاءمين الى حد بعيد وهى ترمقهما بنظرات العطف والحنان فيما استأذن منها رفيق وهو يقول محاذرا اغضابها من جديد:
-يا عمتى , سوف أصطحب زوجتى معى ,, اذا لم يكن لديك مانعا طبعا ... تصبحين على خير.
قالت فريال وهى تعتمد محاولتها الأخيرة قبل أن تعلن استسلامها التام:
-أأنت مطمئن لما تفعله قبل عقد القران ؟ أعنى أنت متأكد من أنه لا توجد شبهة حرام بـ ...
قاطعها رفيق حتى لا تتأذى أميرة من تساؤلها الحائر وهو يقول متيقنا :
-قطعا لا توجد أدنى شبهة حرام فى زواجنا , فهو فعلى الآن , كل ما ينقصنا هو توثيقه من جديد ,لا تقلقى لم أكن لأغفل عن أمر كهذا ... ولا أجرؤ على الحاق الأذى بحبيبة قلبى وروحى أميرة عمرى.
وقبّل أرنبة أنفها مداعبا حتى زحف الاحمرار يغزو وجهها وهى تشاهد أمها مرتاحة قانعة البال بما اتخذاه من قرار بشأن حياتهما سويا فتنهدت فريال أخيرا وهى تشير بيدها استسلاما قائلة:
-حسنا فلتذهبا ...
واستطردت بينما تؤشر بسبابتها بتحذير واضح:
-هيا ... قبل أن أغيّر رأيى.
أمسك رفيق بمرفق زوجته وهو يدفعها أمامه بقوة حائلا بجسده بينها وبين أمها قائلا باندفاع:
-هيا يا حبيبتى قبل أن تستعيد قدرتها على المجادلة ,وحينها لن يغمض لنا جفن قبل شروق الشمس.
قالت أميرة بسرعة:
-ماما تصبحين على خير.
-تصبحان على خير أنتما أيضا.
لأول مرة تشملهما معا بردها فى اشارة واضحة نحو تغير مجرى الأحداث نحو الاستقرار بينهما بعد حرب ضروس كاد فتيلها ان يشتعل بينها وبين زوج ابنتها.


**********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية