لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-18, 07:30 PM   المشاركة رقم: 111
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل الثالث والعشرون

قراءة ممتعة



 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 11:07 AM   المشاركة رقم: 112
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الرابع والعشرون




بعد عناء طويل فى الجدال مع أمها نجحت أميرة أخيرا فى اقناعها بأن تسمح لها بمساحة من الحرية مع زوجها الذى ضاق ذرعا بتدخل عمته فى كافة شؤونهما الخاصة متعللة بحجج واهية فى كل مرة ,الا أن ابنتها لمست منها تصميما واصرارا عجيبين على تحطيم حياتها الزوجية قبل أن تبدأ خاصة بعد أن تكهنت أمها بقضائها الليلة السابقة فى أحضان زوجها حينما استجوبتها بعد عثورها على دليل الادانة من وجهة نظرها بخيانة رفيق لثقتها والأمانة التى حمّلتها له بحفظ ابنتها حتى يٌعقد قرانهما من جديد ,كانت عينا أميرة تلتمعان بصورة غامضة تبوحان بشتى الأسرار التى تشاركتها مع رفيق فى ليلة عشق جامحة انحرما منها منذ سنوات ,وجاءت أمها الآن لتنغص عليهما هذه السعادة المنشودة ,أحست أن رفيق قد أصبح على قيد أنملة من الانفجار غضبا حينما قابلته عمته بوجه جامد وهى ترمقه بنظرات فاضت بكافة المشاعر السلبية وقالت بتلميح تعاتبه:
-صباح الخير يا رفيق ,لماذا لم تمر على غرفتى بالأمس كما طلبت منك؟ أود محادثتك بأمر ضرورى.
-صباح الخير يا عمتى ,أستمحيك عذرا فأنا قد تأخرت على موعد العمل ولدى أشغال كثيرة اليوم.
أجابها بصوت متعب وهو يضع ظهر يده على فمه منعا لاظهار تثاؤبه ,وأميرة تتبادل معه النظرات المليئة بالحب حتى انتبهت على صوت أمها التى لم تتراجع عن استفزازها قائلة:
-عليك أن تنام مبكرا يا عزيزى اذا أردت ألا تتأخر فى الاستيقاظ هكذا ,ولتعلم بأن السهر سوف يؤثر على صحتك سلبيا.
فرك رفيق كفيه ببعضهما دلالة على استيائه الظاهر وهو يقول محاولا أن يبدى ولو قدرا ضئيلا من اللباقة :
-أتعلمين يا عمتى بما هو أسوأ من السهر ؟ الفراغ القاتل الذى يصيب الانسان بشتى أنواع الأمراض ,من راقب الناس مات كمدا ,عليك أن تحاولى ملء وقت فراغك ... لمَ لا تستثمرين وقتك ومجهودك لتجديد الديكور الخاص بجناحنا أنا وأميرتى الحلوة.
نظرت لها فريال ببلاهة وهى لا تصدق ما تسمعه من ابن أخيها فنقلت بصرها الى ابنتها تستنجد بها الا أن أميرة ابتسمت محاولة تصنع المرح وهى تؤكد على حديث زوجها:
-صح يا ماما لماذا لا نأخذ بعين الجد اقتراح رفيق ؟ أريد أن أستغل خبراتك الواسعة فى هذا المجال لتحويل الجناح الى جنة صغيرة تجمعنا أنا وحبيبى.
كادت فريال أن تتميز غيظا فعلى ما يبدو أن هناك اتفاقا خفيا بين هذين الاثنين على اصابتها بجلطة فورية أو على الأقل رفع ضغط دمها الى ما فوق المائتين ... هذا ما كان ينقصها أن تزيّن بيديها له عشه الهادئ حتى ينعم بابنتها كزوجة له ,ولكن ما باليد حيلة فأميرة تقف الى صفه تؤازره ضدها هى أمها التى حرمت منها عمر بأكمله ويأتى هو ليجهز عليها بابعادها عن أحضانها ,ارتسمت ابتسامة صفراء على محياها وهى تقول من بين أسنانها:
-ان شاء الله ,سيكون أمامنا متسع من الوقت لتجديد الديكور وابتياع الأثاث الجديد على ذوق أميرة فما الداعى للعجلة ؟
-لقد طال انتظارنا كثيرا ويكفينا ما ضاع من العمر , أليس كذلك يا حبى ؟
واقترب رفيق من زوجته ليضمها بين ذراعيه مقبّلا مفرق رأسها بعطف بالغ ليؤكد لعمته شكوكها بينما هزّت أميرة رأسها ايجابا متلهية عن رؤية ضيق فريال المتزايد.
-طبعا يا حبيبى.
-حسنا ,والآن أستودعكما الله الى اللقاء.
-لا تنسَ يا ابن أخى بأننا لم ننهِ حديثنا بعد.
ذكّرته فريال بقسوة فقال وهو يبتعد فما استطاعت رؤية تعابير وجهه:
-عندما أعود يا عمتى باذن الله.
-الى اللقاء يا رفيق ,صحبتك السلامة.
كان صوت زوجته الرقيق يرافقه وهو يتأهب لهبوط الدرج فتوقف ليلتف مواجها لها وقام بطلع قبلة على طرف اصبعه وطوح بها فى الهواء مرسلا ايّاها نحو أميرة التى كوّرت أنفها بحركة مداعبة ملوحة بيديها لتوديعه ,فاستدار مرة أخرى معاودا لمسيرته وهو يصفّر بشفتيه لحنا أثار حنق الحماة المتأججة بنيران الغيرة.
سحبتها أمها من ذراعيها وهى تقول بصوت كالفحيح:
-تعالى يا حبيبتى أريد أن أحدثك بشأن خاص.
ودفعتها نحو غرفتها حيث كان فراشها مرتبا دلالة على بقائه خاليا بالأمس.
-أريد أن أعرف ما الذى يدور بينكما بالضبط ؟
تصنّعت أميرة الدهشة وهى ترفع كتفيها استسلاما معلنة حالة من الصمت بينما عينا فريال تتابعان كل حركة وسكنة علها تصل الى الحقيقة فواصلت استجوابها:
-هل قضيت ليلتك بهذه الغرفة ؟
ازدردت أميرة ريقها وقد تصاعد بداخلها غضب وليد تجاه تصرفات أمها المتملكة لم تدرِ أن للأمومة جانبا مظلما أيضا بجانب الحنان والمودة ,بدأت تئن بخفوت معلنة عدم رضاها عن هذا التدخل السافر بشؤون حياتها الخاصة مع زوجها ,وقالت بقهر:
-لا أرى داعيا لكل هذه الاستجوابات يا أمى ,فأنا زوجة لرفيق وبعلم الجميع ,واذا أردت البقاء الى جوار زوجى وقضاء الليل فى أحضانه فلماذا تعتبين علىّ تصرفى هذا ؟
شعرت فريال بأنها قد تمادت فى اظهار عاطفتها المشبوبة نحو ابنتها وهى لا تريد لعلاقتهما المتنامية أن تتعثر بعقبات خارجية ,هذا كل ما فى الأمر وبالنهاية فما يهمها سوى سعادة ابنتها وراحة بالها ,فاقتربت منها لتصالحها وهى تجذبها الى أحضانها وتمسّد على شعرها الحريرى قائلة بنبرة أهدأ:
-أنا لا أعاتبك حبيبتى ,كل ما يعنينى فى هذه الحياة أن تنعمى بحياة سعيدة ,أنت ابنتى الوحيدة ولا أرغب فى أن أراك تتعذبين مثلى.
اعترضت أميرة بضعف:
-ماما ,لكن رفيق ليس مثل أبى ,أقصد أنه يحبنى حقيقة ولا يرغب بايذائى.
انغرست كلماتها كنصل سكين حاد فى صدر فريال وشعرت الأخيرة بأن أنفاسها تتلاحق مختنقة فلم يخطر ببالها أن تكون ابنتها على علم بحقيقة زواجها من ناجى , هل تعرف بأنه كان يستغلها لمصالحه الشخصية ؟ ومن الذى أمدها بهذه المعلومة ؟ أنها حريصة جدا على اخفاء هذه المسألة عنها ,انسابت العبرات من عينيها بألم فشعرت بها أميرة وانتفضت تحاول أن تمسح دموعها التى أغرقت وجنتيها وقالت بنبرة اعتذار تحاول التخفيف عن أمها بعد أن أدركت مدى قسوة هذا الاعتراف الذى أدلت به:
-ماما أنا آسفة لم أتعمّد ازعاجك بحديثى ,وأعرف جيدا أنك تحاولين اخفاء الحقيقة عنى , الحقيقة التى بات يعرفها الجميع ما عداى أنا...
ضحكت بمرارة مستطردة:
-لم يعد هناك سببا واحدا يجعلك تبكين بعد الآن ,أنا بجانبك ولن أبتعد عنك طوال حياتى ,فلا تخشى شيئا ,كما أريد منك أن تتروى فى حكمك على رفيق ,أنه رجل بكل ما فى الكلمة من معانٍ ... لم يتخلّ عنى لحظة واحدة حتى وأنا فاقدة للذاكرة وقد نسيت ذكراه تماما ظل يتبعنى من بعيد لحمايتى ,وأنا واثقة بأن مشاعرنا قوية وعميقة ,بمقدورنا أن نتغلّب على آلام الماضى وجراحه ,فقط أعطه فرصة ليثبت أنه على قدر المسؤولية ,من أجلى يا أمى العزيزة ... ممكن ؟
أومأت لها فريال برأسها وهى تشعر بالامتنان أن تساندها ابنتها فى محنتها الحالية ... لا تشعر بأنها على ما يرام ,فمجدى ومنذ وداعهما الأخير قد نفذ وعده بالخروج من حياتها نهائيا حتى أنه قطع جميع صلاته بأية أعمال تخص العائلة ,ألهذه الدرجة صار يكرهها ويتجنّب رؤيتها ؟ هل يمكن للحب العظيم أن يتبدّل بمثل هذه القسوة الشديدة ؟ ربما تفرغ شحنات غضبها المتنافرة بالكيل لرفيق ,وعليها أن تعيد تفكيرها كما طالبتها أميرة ... فلا تريد أن تحيل حياة ابنتها الى جحيم ,اتخذت قرار حاسم بعدم التدخل فى حياتهما الا فى الاطار المسموح به لها كأم ,ترقب من بعيد كافة الاحداث وتكتفى برسم بسمة على شفتيها ... هل تستطيع الابتسام من جديد ؟


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 11:08 AM   المشاركة رقم: 113
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

كانت ريم قد وعدت سماح بتقديم المساعدة لها ولسعد حتى يستطيعا الحصول على شقة تصلح للزواج ,ولكنها حين تأخرت فى الرد عليها لم تشأ أن تفاتحها هى فى الموضوع ظنا منها أنها قد نسيت أو انشغلت بشئ أكثر أهمية ,واصلت الفتاة القيام بأعمالها المنزلية العديدة تحاول أن تتلهى عن هذا الشئ الذى يزعجها ,هى تعلم أن هذه المساعدة كانت من باب الشفقة بحالهما وأنه ليس واجبا عليها أن تمد لهما يد العون ,ومع ذلك لا تملك الا أن تشعر بالضيق لانهيار أحلامها فى هوة سحيقة ,فالزمان وحده كفيل بمداواة جراحها ,يا ليت والدها كان حيّا الآن لوقف الى جوارها واستمدت منه الشجاعة والقوة لمواصلة الطريق الطويل.
-بماذا تفكرين يا شقية ؟ ألهذا الحد يشغل بالك حبيب القلب ؟
انتفضت سماح وقد ارتبكت حركتها وهى ترص الأطباق الخزفية الثمينة بالدرج الخاص بها والتفتت نحو مخدومتها التى كانت تفكر بها قبل ثوانٍ قليلة فاتسعت ابتسامتها بارتعاش واضح تحاول أن تخفى ضيقها عنها:
-لا شئ ,أفكر بالحياة ... والظروف.
اقتربت منها ريم وهى تغمزها بمودة وتقول بصوت مرح:
-ما لها الحياة ؟ انها وردية كما تقول سعاد حسنى فى أغنيتها الشهيرة.
وأخذت ترقص بخفة ورشاقة وهى تدور حول سماح مقلدة حركات الفنانة الراحلة فى أغنية الربيع ,ارتفع حاجبا الخادمة بدهشة وهى تتعجب من السبب وراء هذا التفاؤل والاشراق الواضحين على تصرفاتها كما أن وجهها كان ينضح بالسعادة التى تعتمل فى نفسها ,بقيت سماح فى مكانها منتظرة أن تنتهى ريم من وصلتها الغنائية فيما عادت هى لتنتبه الى عملها ,فاجأتها الفتاة أمامها بأن سحبتها من مكانها لتشاركها فى الرقص وقد تناغمت خطواتهما سويا فيما انتقلت عدوى البهجة بسرعة البرق الى سماح فرمت ما يشغلها وراء ظهرها وأخذت ترفع صوتها بالنغم الذى غطى على صوت اغلاق الباب الخلفى للمطبخ معلنا عن وصول القادم الذى أخذ يراقب ما يحدث بصمت مطبق بينما فغر فاه ببلاهة شديدة وأخذ يفرك عينيه بقوة لعله يحلم أم ترى أن ما يراه مجرد هلاوس بصرية ولكنه يسمع صوت غنائهما العالى ,هل تصاحبه هلاوس سمعية أيضا ؟
-سماح.
نجح سعد أخيرا فى أن ينطق باسم حبيبته بصوت خفيض مصدوم وتنحنح بقوة حتى تنتبه ريم الى وجوده ,فتوقفت بغتة وقد شعرت بالخجل يحاصرها فهذه هى المرة الأولى التى تتصرف بطيش وتهور فى مكان غير غرفتها التى تحوّلها الى مكان خاص بها لتظهر مواهبها الدفينة فى الرقص والغناء أمام جهاز التلفاز ,وقالت تحاول جذب انتباهه بعيدا عنها:
-أهلا يا سعد , كنت سأخبر سماح حالا بأن تهاتفك.
-أهلا بك يا آنسة ريم ,خير ان شاء الله.
أجابها الشاب بتهذيب بالغ وهو يطرق برأسه نحو الأرض حياءا وليس انكسارا ,طوال مدة تواجده بالخدمة لم يبدر منه أى تصرف طائش أو حركة غير لائقة.
نقلت سماح نظرها بينهما وهى مشدوهة بما تفوّهت به ريم أحقا أرادت منها أن تحادثه.
-انصتا الىّ أنتما الاثنان ...
وأشارت باصبعها نحوهما بالتتابع واستطردت بجدية:
-ألا تنويان الزواج قريبا ؟
ازدرد سعد ريقه بصعوبة وقد بدأت قطرات العرق تتسلل خفية الى جبينه معبرة عن حالة الارتباك التى سيطرت على أفعاله وأخذ يبحث فى جيبه عن منديل ورقى بلا جدوى ,لم يكن يعرف أن ريم على علم بنية الزواج من سماح ,وتيقن أنها لا بد قد أخبرتها والا فأن أمرهما بات مكشوفا للجميع.
أشاحت سماح برأسها بعيدا وهى تقول بقهر:
-كنا ... ولكن الظروف .. أنت تعرفين يا آنسة ريم ,وقد ... سبق وتحدثتى الى السيد كريم ,لكن ...
توترت الفتاة فلم تستطع انهاء جملتها , فبادرتها ريم وأكملت بحنو:
-أعرف أنه تأخر كثيرا فى الرد علىّ ,ولكننى أحمل لكما خبرا سارا للغاية ,اسمع يا سعد عليك أن تجهّز هذه الأوراق المطلوبة منك على وجه السرعة لتقدّم فى مشروع الاسكان لمحدودى الدخل.
وناولته ورقة صغيرة مطوية مدوّن عليها البيانات المطلوبة بخط يد جاسر ,وكان قد أعطاها لها فى آخر مرة قابلته بها ليؤكد عليها ضرورة اسراعه باحضار الأوراق المطلوبة وهو سيتكفل ببقية الاجراءات.
-لا أصدق نفسى يا أنسة ريم ,ولكن ...
عاد مرة أخرى الى تخاذله فاستطرد مترددا:
-ولكن ... هل سأنجح بالحصول على شقة فعلا فى وقت مناسب ؟ أم أنه علينا أن ننتظر أنا وسماح سنوات طويلة لنستطيع الاستقرار فى بيت صغير يضمنا سويا ؟
-لا تشغل بالك يا سعد ,لدىّ صديق مقرّب على استعداد لمساعدتك فى استكمال بقية الاجراءات لتحصلا على شقة أحلامكما فى وقت قياسى ,كل ما عليك أن تحضر أوراقك بسرعة حتى لا نضيع وقتا أكثر من ذلك.
-سوف تكون هذه الأوراق بحوزتى غدا ان شاء الله.
-حسنا فلتحضرها وسوف أخبر سماح حينما أتفق معه على الموعد لتقابله وتنهى هذه المسألة ,حتى تتفرغا للاعداد لعشكما الجميل.
انهمرت دموع الفرحة غزيرة من عينى سماح وفاضت منهما آيات الشكر والامتنان وقالت تثنى على تصرفها:
-لا نعرف حقا كيف نشكرك أنا وسعد , أنت ملاك حقيقى يا آنسة ريم.
فأسرعت ريم لتضمها بين ذراعيها وهى تربت على ظهرها وتقول:
-أنتما تستحقان كل خير.
-لولاك حقا ما كنا لنحلم بالزواج قبل مرور عدة سنوات.
-لا تقولى هذا ,كلنا مسخّرون لمساعدة بعضنا البعض , كما أننى لم أفعل شيئا يستوجب كل هذا الشكر.
-أنت تهتمين بنا أكثر من الاخوة بذاتهم.
اندفع سعد مؤكدا على كلام سماح ليهتف بحماس:
-ربنا يوفقك لما فيه الخير ويرزقك بأطيب الحلال.
فيما رفعت سماح يديها نحو السماء داعية من قلبها:
-ربنا يرزقك بابن الحلال الذى يقدرك ويسعدك قادر يا كريم , مثلما أدخلت السرور الى نفوسنا.
احمرّ وجه ريم بشدة وقد اندفع تفكيرها ليرسم وجها وسيما لرجل أشقر احتل أحلامها ليصبح الفارس المتوّج على عرش قلبها ... ونبض قلبها بخفقان شديد حينما استكملت الصورة بخيالها وهى ترفل فى ثوب زفاف أبيض فيما يتأبط هو ذراعها بتملك وثقة وعينيه الزرقاوين تقسمان بأروع العهود ... للعشق والسعادة الى الأبد.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 11:09 AM   المشاركة رقم: 114
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

بدأت العلاقة المتجمدة بينهما فى التغير بصورة وئيدة للأفضل ولو قليلا بعد مصارحتها له بحقيقة الأمر الذى أثار بنفسه الشكوك التى لا ترحم منذ سنوات طويلة ,وعكّر صفو حياتهما بل وامتد ليشمل تدمير حياة ابنهما الوحيد ,عليهما أن يستعيدا التوازن المختلّ فى حياتهما الأسرية قبل فوات الأوان ,ليحاولا معا مد جذور الثقة مجددا ليعيد سيف الى أحضانهما مرة أخرى ,هل سينجحان أم لا ؟ كانت منى أكثر من راغبة باصلاح ذات البين فقد تضررت كثيرا من جراء عنادها ,وعادل ... ماذا عنه ؟ أيعقل أنه كان صادقا معها حينما أخبرها بأنه هو الآخر يتمنى لو تعود المياه الى مجاريها ؟ أما زال يكن لها عاطفة أو حتى بقايا منها بعد كل مت حدث بينهما ؟ لقد أضفت الأحقاد والضغائن جفاءا ظاهرا فى تعاملهما البارد بينما الرماد يشتعل نارا من جديد ... تاقت روحها الى ملامسته ومعانقته كما كانا فى السابق ,هل تجازف بأن تبادر هى بالخطوة الأولى ؟ أخبرت نفسها ولمَ لا ؟ أنها على أتم استعداد لأن تدفع ما تبقى من عمرها حتى تنال نظرة واحدة من عينيه العاشقتين لها بجنون ,لو فقط لم يتدخل حماها بطريقة متلاعبة ليدفعها نحو الخطأ ... لما آلت حياتها الى هنا ,منبوذة من زوجها ومرفوضة من ابنها.
ابنها سيف الذى تغيّر كليا فى هذه الفترة القصيرة ,لم يعد نفس الشخص الذى تعرفه كظهر يديها ... تبدّلت أحواله الى النقيض تماما ,أصبح يهوى الخروج كثيرا ,ويمكث بالخارج ساعات طويلة لا تدرى أين يقضيها فهو كان معتادا على مرافقة أبناء عمومته أينما ذهبوا ,والحق يقال ... لم يكن سيف وحده الذى ذاق من هذه الكأس , أن أحوال الجميع انقلبت رأسا على عقب ... رفيق صار متباعدا بأميرته التى لم يعد خافيا على أحد أنهما صارا يتشاركان ذات الغرفة على الرغم من الاعتراض الواهن الذى أطلقته فريال بحجة انتظار العقد الجديد ,فقد أقنعها ابن أخيها بأن ابنتها زوجته شرعا ولا يجوز لها أن تفرقهما عن بعضهما ,أخيرا استسلمت لارادتهما ... أنها تراها طوال الوقت تجلس شاردة وحيدة حتى وهى وسط الآخرين ,نظراتها زائغة كمن تبحث عن شئ ما أو شخص ما ,وكريم ... هو الآخر زاد تغيبه عن المنزل بصورة مكثفة حتى أمه هناء صارت تتحضر بين الحين والآخر لقضاء الوقت بعيدا عن المنزل دون أن تهتم باعلام أيا منهم عن وجهتها ,وريم ... الفتاة المتعقلة المتزنة التى لم تكن تغادر المنزل الا لماماً ,كانت تأمل بأن تتزوج واحدا من اثنين سيف أو كريم ولكن يبدو عليها أن لها خططا خاصة بمستقبلها فقد أعلنت فجأة أنها تبحث عن فرصة عمل وقد بررت بهذا خروجها المستمر يوما بعد يوم ,فبعد خلافها الحاد مع رفيق بخصوص مسألة العمل بشركة العائلة أغلقت هذا الموضوع نهائيا ولم تعد تلمح له ولو من بعيد ,وحماتها السيدة شريفة .. لجأت الى مخدعها تجلس طوال النهار تائهة بعالم آخر ,ربما تستعيد ذكريات شبابها الهاربة ... وربما بدأت تستشعر أنه لا أهمية لوجودها بحياة أبنائها وأحفادها , فكل مشغول بحاله الخاص .
ترى ما الذى يدور فى حياتهم ؟ وكيف وصلوا لهذا الحال المرير ؟
لا تنكر أنها كانت تتسلّى بمناوشاتها مع هناء التى كانت تنتهى دوما بانتصارها عليها بعد أن تصل الى استفزازها بصورة مقيتة ,أصحيح أنها تفتقدها الى هذه الدرجة ؟ وتذكرت القول المأثور ( أن القط يحب خنّاقه ),هل تبادلها هناء هذا الشعور أم أنها تكن لها العداء والكراهية ؟ لا تملك أن تلومها اذا فعلت ,فهى كانت أبشع مثال للقسوة والأنانية المجردة من أية رحمة حينما اعترفت لحماها بزواج ابنته السرى دون علمه ,لم تدرِ أنها بهذا التصرف تؤذيها بدلا من أن تنقذها من براثن هذا الوحش الناعم الذى تسلل خفية ليلتف حولها مدمرا حياتها ,هى أدرى واحدة بأن فريال كانت واقعة تحت تأثير مخدر للمشاعر ,لم تقوَ على مقاومته وربما هى من سعت بقدميها نحو حتفها , كالهاربة من نار تلاحقها ألقت بنفسها فى الجحيم المستعر ,فى البداية تسترت على علاقتها بابن عمها ناجى كانت هى موضع سرها وائتمانها , وحينما فاجأتها بأنها قد تزوجت منه ولن تعود مجددا الى منزل العائلة أقسمت لها بالكتمان ,وعبثا حاولت أن تجادلها بشأن استقرارها فى منزل زوجها بعيدا عن العائلة فقد طالبتها مرارا أن تعود وتحاول اقناع والدها حتى لا يغضب عليها ,بيد أنها كانت متشددة فى انفعالها وأخبرتها حاقدة ( أنه لن يتزحزح قيد أنملة عن موقفه الرافض من اقترانها بناجى ) ,فاستسلمت منى وقد يئست من اقتناعها بالمنطق السليم فى هذا الوقت ,لقد غلبتها فورة الحب الذى أغرقها به ناجى بحديثه المعسول ومحاولاته للتصرف كرجل مهذب ابهر الشابة الصغيرة فى مقتبل عمرها والتى كانت تفتقر الى الخبرة الكافية لتفرّق بين الذهب النفيس والمعدن الرخيص ,هل كانت منى الوحيدة التى لاحظت اهتمام مجدى الواضح بفريال فى ذلك الحين كانت نظراته تلاحقها أينما ذهبت ,تراه يتلعثم فقط فى حوراه معها ,لماذا يا فريال تخليت عن هذا الحب الصادق البرئ ؟ لترمى بنفسك فى أتون الكذب والخداع ؟
لن تغفر لها فريال هذه الوشاية التى كانت بقصد الخير ,الجميع بمن فيهم عادل زوجها يعتقد أنها تحب اثارة الفتن والوقيعة بين أفراد العائلة الواحدة ,لا يعلم أنها تقدّر الجو الأسرى وتقدّس صلة الرحم ,هل يتذكر كيف كان مقدار سعادتها حينما أعلمها بعد شهور قليلة من زواجهما أنهما بصدد الانتقال الى فيلا العائلة ,انشرح صدرها أول ما وقع نظرها على حماتها .. تلك السيدة الفاتنة الأنيقة التى استقبلتها بترحاب بالغ وكأنها ابنة غائبة ,وقبّلتها هناء بحرارة وهى تحتضنها بقوة مؤكدة على قوة الصلة التى سوف تجمعهما مع الأيام ,ناهيك عن مؤازرة فريال لهما ومساندتها لاعلان هذا الزواج ,باختصار ضمتها نساء العائلة الى كنف الأسرة ولم يقض مضجعها وينقص من راحة بالها الا نظرات حماها الباردة تجاهها ,ببساطة تعمّد أن يقلل من شأنها بألا يوجه لها أى كلمة ,وظل على هذا الحال حتى أنجبت صبيا جميلا اعتقدت معه أن قلبه سيرق لها بعد أن أمّنت لعادل وريثا ,ولكن هيهات أن ينخ الجبل ... لم يسامحها طيلة عمره على خطيئتها من وجهة نظره ... استولت على لب ابنه الأصغر ... المدلل ... وكانت تمثّل له أسوأ ما يمكن أن يتجسّد بامرأة ... لأنها كانت تعمل لديهم كسكرتيرة ... تلك الفئة التى يحتقرها الى النخاع ... ولم تعرف حتى مماته ما السر وراء هذه الكراهية العمياء لها ؟
فجأة رفعت رأسها عاليا وقالت بصوت متقطع من البكاء:
-سامحك الله يا حماى ,وغفر لك ,لقد دمرتنى وحطّمت حياتى وزرعت بذور الشك بينى وبين زوجى بدون ذنب حقيقى جنيته سوى أننى وقعت فى حب ابنك وأردت أن أكون زوجة له وأما لأبنائه ,كنت أناشد أن نحيا جميعا سعداء بسلام.
تناهى الى مسامع زوجها نشيج بكائها المتزايد وسط ابتهالاتها الى الله ,كانت فى حالة صدق تام فهى وحيدة تناجى ربها ,أكان ظلمه لها بهذه القسوة محض صدفة أم هو مخطط مسبق من والده حتى يباعد بينهما لينتقم منها , وليته ما فعل هذا فانتقامه طاله هو شخصيا ومسّ سيف أيضاً.
تحركت رغبته ليخفف عنها بعضا من حزنها المتنامى ,فقد كان صوت نهنهاتها يقطع نياط قلبه يحرقه بسياط من لهيب ,أيمكن لهما أن يبدآ من جديد ؟
كانت منى جاثية على ركبتيها على الأرض تستند بمرفقيها على المقعد المخملى الوثير فيما تدفن رأسها بينهما ,اقتربت خطوات عادل منها دون أن تشعر به فصوت حذائه امتصه البساط السميك الذى يحتل الغرفة بأكملها ,وجدت من يفترش الأرض الى جوارها يحتضنها من الخلف وهو يربت على شعرها بحنان بالغ ,ارتعش جسدها بانتفاضة فقد أيقظها هذا الشعور الذى ظنت أنه قد ولّى الى الأبد ,هناك من يساندها ويقف بجانبها فى وقت محنتها ,ومن غيره ؟ أيمكن لها أن تنسَ دفء أحضانه ؟ أيمكن لها أن تتوه عن لمساته المميزة ؟ أيمكن لها أن تغفل رائحة أنفاسه العطرة ؟
-عادل ... أنت هنا.
شدد من ضمه لجسدها الهش بين ذراعيه القويتين لتستكين الى جوار نبضات قلبه الصارخة بعشق لا يمكن أن يموت ,وهو يهمس لها مؤكدا:
-ومن غيرى ؟ أنا هنا الى جانبك ,ولن أتخلّى عنك مرة أخرى.
شهقت بخوف وقالت:
-أتعدنى ؟
مسحت راحته على وجنتها برفق وهو يرسم ملامحها المحببة الى نفسه بطرف أنامله ليحدد كل معلم انحفر بذاكرته منذ لقائهما الأول وأخذ يقبّل يدها قبلات خفيفة متتالية :
-هذا قسم ,لن أعيد تكرار خطأى بحقك , كان علىّ أن أثق بك أكثر.
عانقت ذراعاها مؤخرة عنقه وهى تقول بوعد:
-وأنا لن أخفى عنك أى شئ مرة أخرى مهما كان ,لقد أخطأ كلانا.
وهكذا كان اعترافهما بالخطأ المشترك بداية جديدة لعلاقة كاد أن يجعلها الشك والحقد تذبل نهائيا ... وبقى فقط أمر اقناع سيف ابنهما بتجديد ثقته بهما وأنهما جديران بفرصة أخيرة لوصل حبل الوداد المقطوع.



*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 11:11 AM   المشاركة رقم: 115
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

حينما تتلاقى الأرواح لتحلّق فى سماء الحب لا يعود هناك معنى لقيود الجسد ,هذا ما أدركته أميرة أخيرا بعد أن تكلّل حبها العميق الأبدى لرفيق بالتنفيذ الفعلىّ ,ولأول مرة تستشعر حلاوة الاحساس بالأمان والألفة التى عادت تتغلل فى نفسها بعد أن استعادت كل الأجزاء المفقودة من ذاكرتها ,أجلى ذهنها بوضوح أحداث الماضى البعيد منذ شعرت بمرارة اليتم بعد أن فقدت أبويها فى حادث أليم ,واتسع الشرخ فى جدار حياتها بانتقالها الى منزل خالتها فهى لم تكن تعلم وقتها بأن السيدة مديحة لا تمت لها بصلة قربى حقيقية وان لم تشعرها ولا أحد من أفراد أسرتها بأنها دخيلة على حياتهم ,صارت الأمور على خير ما يرام ... حتى توفى زوج خالتها ذلك الرجل الوقور المحترم الذى عاملها كابنة غالية ولم يفرّق فى معاملته بينها وبين ابنه من صلبه ... حسام ذلك الشاب المغرور الذى احال أيامها الى جحيم فيما بعد ,حيث أحس بأنه قد صارت له السلطة المطلقة لتقرير مصيرها كيفما يشاء ,كان تودده اليها باصرار يثير اشمئزاز فى نفسها ,لم تملك أن تحبه ولا أن تشعر نحوه بأية عاطفة حتى الأخوة كانت مفقودة بينهما ,لم يرحم ضعفها وقلة حيلتها واستغل بدناءة حاجتها الى البقاء فى منزله حيث لا أهل لها سواهم ,حاولت التملّص من محاولاته المستميتة ليلين قلبها نحوه ,لم تدرِ لمَ كلما حاول التقرّب منها ازداد نفورها منه بشكل عجيب ,وكانت الطامة الكبرى يوم أعلن رغبته الصريحة فى الزواج منها ,لم تملك الا أن تسرح بخيالها تفكر فيمن أسر قلبها دونما استئذان ... رفيق ... كانت تعرف بأنه ابن عمها الذى يودها ويصل رحمها ,لكن مشاعرها الهادئة ثارت لتتحول الى حب نارىّ ,احتل كيانها بسرعة خيالية , أصبحت تقارن بينه وبين أى شاب تلقاه ,ولم تكن بحاجة الى مساعدة لتعرف بأن الغلبة كانت من نصيبه دوما ,تربّع على عرش قلبها البرئ الذى صار يخفق بقوة كلما مرّ طيفه بخيالها ,لم تكن متأكدة من استجابته لمشاعرها اذا ما أظهرت شيئا لتلمح له بعاطفتها الوليدة التى طغت على أى مشاعر أخرى تكنّها له ,بيد أنها حينما أعلمته بالورطة التى وقعت فيها برغبة حسام فى الاقتران بها ومطاردته المستمرة لها حتى ضاقت بها أرجاء المنزل ,كانت مجرد فضفضة لشخص ترتاح اليه وتثق به ثقة عمياء .. أرادت أن تزيح عن كاهلها هذا الجبل من الأعباء ... ففاجأها بعرض الزواج فقط بغرض انقاذها من هذا السمج الذى يلتصق بظلها أينما توجهت ,اعتبرت تصرفه هذا منبعه الشهامة والرجولة الطاغية التى يتمتع بها فكرامته أبت عليه أن يتخلّى عن قريبته اليتيمة ,حمل مسؤوليتها على عاتقه مؤكدا على اهتمامه الشديد بها فأملت أن يكون هذا دليلا على مشاعر من نوع آخر وربما تعمّقت نحوها أحاسيسه مع مرور الوقت ,ولكن القدر لم يمهلهما هذه الفرصة الذهبية فقد تعرّضا لحادث اصطدام وهما معا فقدت على اثره ذاكرتها القريبة وتلاشى كل أثر لوجوده بحياتها ... استعادت قدرتها على المواصلة واقترن حسام بأخرى أما هى فالتحقت بالعمل فى مكتب السيد فهمى للتسويق الـعـقارى ,وتذكرت كيف تعرفت على زميل العمل ... جاسر ... لا تذكر جيدا من الذى بدأ بالخطوة الأولى فى هذه العلاقة الغريبة ... ربما كان هو من سعى فعليا الى التقرب منها حتى احتل جزءا كبيرا فى حياتها , أما هى فقد استسلمت مشاعرها لم تعد تقاوم رغبتها بالهروب منه كما كانت فى بداية الأمر ,ربما كان عقلها الباطن يحذرها من مغبة توطيد علاقتها بهذا الرجل ,وتلاشت هذه النبضات التحذيرية مع لطفه ورقته فى معاملتها وكأنها أميرة مدللة ,حتى كان يوم صارحها برغبته فى الزواج منها ... وقتها لم تطر فرحا كما اعتقدت بل تقبّلت طلبه بعقلانية وأخذت تدرس هذا القرار عدة أيام فهى طالبته بمهلة للتفكير ,بعد ذلك ... تباعد عنها جاسر بصورة مفاجئة أثارت شكوكها وبدأ يعاملها بجفاء واستعلاء ,تأوّه كبرياؤها مطالبا بألا تعيره انتباها ... غريب كيف تقبّلت ابتعاده الغير مبرر وعدائيته الغير معلنة ,فقط مجرد نبضات ضئيلة من الشعور بجرح فى كرامتها والخزى ... نعم الخزى ممَ ؟ لم تعرف حينها لمَ هاجمها هذا الشعور الغريب ,باتت تعرف الآن ,,, فهى امرأة متزوجة ولكن بلا زوج الى جوارها ,قام عقلها بمحوه كليا من ذكرياته ,, رفيق كان مجرد سراب يتردد عليها بين الحين والآخر ساورتها الظنون به وأخيرا ارتاحت لتفسير .. أنه كان يتلاعب بعواطفها متعمدا ,ربما كان شخصا مستهترا سيئا ,ولكن جاسر كان مثال للأخلاق الطيبة والجميع يشهد له بحسن السلوك ,تألمت بعض الوقت ثم اعتادت على رؤيته يوميا دون أن يطرف لها جفن وان شعرت بأنها مدينة له .. ترى هل من الممكن أن تحاول مقابلته الآن لتفهم سر فتور مشاعره نحوها بذلك الوقت ؟ يكاد الفضول يقتلها لتفهم سر هذا التحوّل بين ليلة وضحاها ,طاف اسم ليلى برأسها متجليا ... هى همزة الوصل بينهما ... اتخذت قرارا متسرعا بمهاتفة صديقتها لتستشيرها فى نيتها باللقاء.
-آلو ليلى ,كيف حالك ؟
-بخير ,وأنت ؟
-فى أفضل حال ,الحمد لله.
-ما كل هذه الغيبة ؟ ألم تفتقديننى ؟
-طبعا يا ليلى , اسمعى أريد مقابلتك لأمر ضرورى ,هل أنت مشغولة ؟
-كلا يا عزيزتى وهل أستطيع الانشغال عنك !
-حسنا ,هل يمكننا أن نتلاقى بالكافيتيريا القريبة من المكتب , هل تذكرينها ؟
-بالتأكيد ,المهم أننى سعيدة للغاية باتصالك هذا فقد أثبتى أنك لم تنسى أصدقاء الماضى ,كما أننى أرغب باعلامك بأمر ما ...
وشعرت بارتباك ليلى الغير معتاد منها فهى منطلقة منفتحة على الدوام تتعامل بجرأة قد تصل أحيانا الى حد اعتبارها وقاحة فأجابتها بصوت ينم عن عاطفة حقيقية:
-وهل أجرؤ على النسيان مرة أخرى ! أراك بعد نصف ساعة.
-الى اللقاء يا أميرة.
وأنهت المكالمة , يا له من هم ثقيل انزاح عنها ,كانت تشعر بالتوتر الشديد وهى تحادث ليلى فهى مقبلة على خطوة لا تعرف مدى صحتها ,هل كانت حكيمة لاتخاذ مثل هذا القرار المتهوّر ؟ ستثبت لها الأيام ... صواب ما فعلته أو خطئه.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية