لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-18, 07:26 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل التاسع عشر




عادت ريم الى غرفتها وهى تحث الخطى مسرعة لتتحقق من هاتفها الخلوى ,فربما يكون جاسر قد اتصل بها وهى غافلة عنه مستمتعة بحديثها المبسط النابع من القلب مع سماح , تلك الفتاة البسيطة المتسامحة ,ان أقصى طموحاتها الغالية أن تضمها شقة صغيرة هى وسعد الذى عرض عليها الارتباط به حين تتيسر أموره ويستطيع أن يبتاع مسكنا مناسب لحياتهما الزوجية المقبلة ,وشعرت بالسعادة تغمرها لأنها وجدت فى الحياة من يتعامل بتلقائية وحسن نية , فما زالت الدنيا بخير طالما تواجد أمثال سعد وسماح ,انهما يكدان بعملهما الشاق يوميا ويحرمان نفسيهما من مجرد قسط بسيط من الراحة ,حتى يوفرا القرش فوق الآخر ,لينفقا على عائلتيهما فكما أصبحت سماح هى المسؤولة عن أمها واخوتها الصغار بعد وفاة ابيها فسعد ايضا يعد نفسه المسؤول عن أسرته على الرغم من وجود أبيه الا أنه قد أحيل الى المعاش وقل دخله الشهرى كثيرا فأصبح سعد كونه الابن البكرى مشاركا بهذا الحمل الثقيل ,ولم يمنعهما هذا العبء الذى ينوء بحمله الجبال أن تتفتح قلوبهما تتوق الى مشاعر الحب الطاهر ,وكان الشاب أكثر من مصمم على الدخول من الباب كما يقال ,فلا يحتمل أن يمس أحدهم سمعة حبيبته بحرف واحد ,ولم تملك ريم نفسها من أن تعد سماح بتوسطها لدى كريم ليفاتح صديق له يعمل بمشروعات اسكان محدودى الدخل حتى يصبح فى مقدورهما الاقتران سريعا وقد شكرتها الفتاة بحبور وهى لا تكاد لا تصدق نفسها.
يا ليت حياتها تكون بهذه القدر من البساطة والسعادة البدائية النقية التى لا يشوبها شائبة ,فالحياة جميلة تستحق أن نرتشف كل قطرة سعادة تهبها لنا , فمن يعلم ما سيأتى به الغد ؟
وجدت أن خوفها كان فى محله حاول جاسر الاتصال بها عدة مرات ويبدو أنه قد يئس من ردها فعندما عاودت الاتصال به وجدت هاتفه مغلقا.
تملّكها اليأس والاحباط فهى متلهفة لسماع صوته القوى المؤثر ,وهو يحادثها بشوق ليقص عليها ما دار من أحداث يومية ,فأصبحت تدمن على حكاياته الطريفة وهذا يعود الى أسلوبه البارع فى ادراة الحوار ,يمكنها أن تقضى ساعات تستمع اليه دون كلل أو ملل ,لقد اقتحم حياتها الخالية بدون استئذان وأصبح يمتلك كامل اهتمامها فى أيام قليلة ,أخذت تتذكر كيف تقابلا بهذا المكان الأنيق وسرحت الى حيث جلست تنتظره بلهفة غير مسبوقة ,وحيث كانت جالسة بمفردها الى منضدة بعيدة نسبيا عن الزحام والضوضاء التى تعم المكان ,سقطت سلسلة مفاتيحها من حقيبتها حيث كانت تعبث بمحتوياتها دون أن تشعر فانحنت لتلقطها ,وكانت لحظتها لم تشعر باقتراب شخص منها ليسبقها بثانيتين فيحتوى كفها والسلسلة سويا ,ارتجفت لدى اطباقه المحكم على أصابع يدها وأطراف المفاتيح الحادة تغرز بقوة فى لحمها الطرىّ ,فرفعت رأسها نحو هذا المقتحم الوقح ,سمعت صوته بدا مألوفا وهو يسألها:
-هل يمكننى أن أجلس على طاولتك أم أنك تنتظرين أحدا ؟
-أننى أنتظر صديقا ,ولكن لم لا تجلس على احدى الطاولات الشاغرة ؟
ناولها السلسلة بتمهل ويبدو عليه أنه غير متعجل للرحيل وتابع بأسلوبه الحيادى:
-كما ترين فجميع الطاولات مشغولة ,ولدى موعد هام مع فتاة رائعة ,ولا أريدها أن تأتى وترحل بدون أن أستطيع مقابلتها.
التقطت سلسلتها الفضية منه وهى تحاول أن تستعيد نبرات هذا الصوت
وسألته مستفسرة عن هويته وهى مندهشة من جرأته الكبيرة:
-من أنت ؟
شهقت وهى ترى ابتسامته الجذابة تتسع كثيرا وهو ينحنى نحوها ليلتقط كفها مرة أخرى ويلثمه برقة قائلا:
-جاسر محمود سلامة فى خدمتك يا آنستى.
سحبت يدها بسرعة وكأن نارا أحرقتها وقالت متلعثمة من أثر العاطفة المفاجئة التى غزت قلبها:
-ريم محمد عبد العظيم
قامت بالتعريف عن نفسها مقلدة أسلوبه الرسمىّ فاتخذ مجلسه على مقعد مقابلا لها وهو يقول بحبور:
-تشرفنا.
ابتسمت وهى تزيح خصلات شعرها الحريرية التى انسابت أمام عينيها بحركة عفوية ,فانقبض قلبه لرؤيتها بهذه الفتنة الطاغية ,لقد أيقن أن الأمر لن يمر بهذه البساطة ,ربما عليه أن يتراجع فعليا قبل أن يحدث ما يندم عليه ,لماذا لا يطاوعه قلبه على ايذاء هذه المخلوقة الرائعة التى لم يقابلها الا منذ بضعة دقائق وجلس محدقا بتقاطيعها الحلوة المحببة الى القلب , من يستطيع أن يراها ولا يقع صريعا لهواها ,بهدوئها وبرائتها ,بنظراتها الشغوفة ,بغمازتها التى تتراقص على جانب فمها ,تنحنحت ريم حتى تقطع الصمت المخيّم عليهما فاستوضحت الأمر منه متسائلة:
-ألن تخبرنى لماذا حادثتنى هاتفيا ؟ ولمَ طلبت مقابلتى هنا ؟
استفاق على صوتها الجذاب فأولاها كامل اهتمامه لينصت اليها وسألها مغيرا لمسار الحديث وهو يقود دفة الحوار بجدارة:
-أعتذر أولا عن تأخيرى ,واسمحى لى أولا أن أدعوك الى تناول مشروب.
ثم أشار للنادل فأقبل عليهما مسرعا وسألها جاسر بأناقة:
-ماذا تفضلين ؟
-عصير أناناس.
-فليكن اثنين من عصير الأناناس ,شكرا لك.
وانصرف النادل ليلبى نداء الزبائن.
-لماذا اخترت أن تطلب مثلى ؟
شعرت بابتسامته تنحسر لثانية ثم استعاد هيئته الباسمة بسرعة بالغة وان شعرت ببعض التهكم فى نبرة صوته:
-لأجرب ما تفضلينه أنت ,أريد أن أعرفك أكثر.
-أنت غامض جدا ,وحتى الأن لم تشبع فضولى نحو اتخاذك مثل هذه الخطوة فى علاقتنا الافتراضية على النت.
-لقد سبق وأخبرتك أننى أريد توطيد علاقتى بك.
-أننا نتحدث منذ شهور يا جاسر ولم تفكر وقتها أبدا أن تطلبنى هاتفيا , فكيف عرفت رقمى ؟
-كما يقول المثل ( لا يتيه من يسأل ) , لى صديق يعمل بشركة الاتصالات وقد أسدى لى معروفا صغيرا ردا على صنيعى معه.
أربكتها صراحته الغير معهودة ,كانت تظن أنه سوف يماطل فى اجابته أو حتى يكذب عليها ارضاءا لها.
-ترى هل أشبعت فضولك ؟
ضحكت بمرح متناسية ما تركته خلفها من أحداث جسيمة بالبيت واندمجت معه فى حوار استمر ساعة لم تنقطع خلالها الابتسامات ولا التلميحات حتى فوجئ بها تنظر الى ساعتها بقلق وهى تعتذر منه بدبلوماسية:
-حقا لقد أمضيت معك وقتا طيبا , ولكننى تذكرت أنه علىّ الرحيل الآن.
-هل أضجرتك بحديثى الممل ؟
-لا , أبدا , أنت محدث لبق ,ولا يشبع من الاستماع اليك ,يمكننى أن أبقى معك لساعات طوال دون أن يخطر ببالى كلمة ملل ,ولكننى مضطرة حقا الى الانصراف.
-حسنا ,لن أواصل الحاحى المزعج عليك ,لأنه أول لقاء لنا ولا أريد أن أترك لديك انطباعا أوليا غير مستحب , الا أننا فى لقاءاتنا المقبلة لن أسمح لك بالهروب منى.
-وهل سنلتقى ثانية ؟
هل كان فى صوتها رنة أمل أنه يتمنى مواصلة رؤياها ,كانت بداخله رغبتان تتصارعان الأولى أن يتركها وشأنها , والثانية أن يواصل ما بدأه ,حسم هذا الصراع الداخلى فى لحظتها ليقرر أنه لن يقوى على اخراجها من دائرة حياته , ليس بعد أن رآها وتملكه فضول قاتل ليعرف لماذا وافقت على مقابلته وهى لا تدرى عنه شيئا سوى أنه صديق وهمى فى عالم التواصل الاجتماعى الغير حقيقى , هل هى متهورة بطبعها ؟ أم أنه قد استطاع أن يثير فضولها لتتعرف عليه ؟
-طبعا , الا اذا رفضتى أنت , فلن أستطيع أن أفرض عليك رفقتى.
-لماذا تشعرنى وكأننى كنت مجبرة على هذا التصرف ,اذا أردت أن أرفض مقابلتك فمن كان ليقنعنى بالعكس ؟
-ربما ما حدث هو سوء تفاهم ,لقد التبس عليك الموقف ... ما أردت قوله هو ... أننى بعد أن رأيتك الآن لن أستطيع مقاومة مشاعرى التى تغلبت علىّ ,بيد أننى لم أعرف ما هو رأيك بى , هل توافقين على مواصلة صداقتنا ولكن فى عالم الواقع ؟
اختار كلمة ( صداقة ) بعناية شديدة ليوحى لها بأن غرضه بعيدا عن أى شبهة ,فاطمأنت بعض الشئ الى لهجته وأومأت برأسها موافقة ,فما كان منه الا أن تناول كفها ليطبع قبلة صغيرة وهو يقول بثقة:
-اتفقنا يا ريم.
-عن اذنك.
-هل يمكننى أن أقلّك الى المنزل ؟
-لا داعى لذلك , أرجوك دعنا نتعرف أولا على بعض قبل أن نقرر خطوتنا التالية.
بدأت تسلك منهج التعقل حتى لا تفضحها مشاعرها ,وعلى الأقل لا تفقد احترامها لذاتها ,وابتسم لها مؤمنّا على رجاحة عقلها فتركته وانصرفت لبعاود هو جلوسه الى المنضدة وهو شارد الذهن مشتت الفكر ... لقد قلبت هذه الفتاة موازينه من أول نظرة ,هل يتراجع أم يكمل مسيرته ؟
أيا كان قراره فلن يكن سهلا عليه أن يفصل العاطفة عن هذا القرار ,وهذا ما لم يضعه فى الحسبان.


***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 07:34 PM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



اتخذوا طريقهم الى الداخل حتى يبدأوا سهرتهم , وشعر الجميع بالانسجام فى ظل جو هادئ من الموسيقى الخافتة التى تنبعث من المرقص البعيد نسبيا عن طاولتهم التى اختارها كريم بعناية حتى يستطيع تجنب الازدحام ,وقد سحب مقعدا لهديل حتى تجلس عليه وقد رمقته بنظرة شكر وامتنان رقيقة اخترقت شغاف قلبه ليتملكه احساس جديد نحوها ,فهو يراها بصفة يومية فى مكتبه تعمل الى جانبه تتلقى أوامره لتنفذها فى طاعة عمياء ,لم تجرؤ مرة واحدة على مناقشته مهما كلفها بأعمال لا طاقة لها بها ,وها هو الآن يراها بعيون جديدة بعيدا عن الشركة ,كأنه على موعد مع فتاة جميلة ,ما الذى دهاه ؟ كيف شطح بأفكاره لتسلك هذا الاتجاه الخطر ؟
لا بد أن ينتبه لمسار تفكيره والا أغرقه ببحر هائج لا قرار له.
فيما أزاحت مها المقعد المجاور لصديقتها قبل أن يحاول سيف أن يحذو حذو ابن عمه فنظر لها بسخرية مقيتة وهو يرفع حاجبا بطريقة استفزت مشاعرها وكاد لسانها أن يفلت بما يستحقه هذا المغرور المتعالى ,بيد أنها تغلبت على طبعها المتهور باللحظة الأخيرة مكتفية بالرد عليه بذات الابتسامة الهازئة على شفتيها.
بعد أن جلس الرجلين على مقعدين مقابلين لهما ,هرع ناحيتهم النادل ليتلقى طلباتهم وهو يرسم على وجهه ابتسامة دافئة قائلا:
-مرحبا,المكان ازداد نورا بقدومكم.
بدا عليه أنه يعرفهما جيدا ,وقد خمنت هديل أنهما يترددان على هذا المكان كثيرا ,انتبهت على صوت مديرها يسألها بلطف:
-ماذا تشربين يا هديل ؟
-أأ ... عصير أناناس.
والتفت سيف يحدث صديقتها بلهجة أقل ودية:
-وأنت يا مها ماذا تفصلين؟
تطلعت نحوه بنظرة ناعسة وهى تلقى باجابتها بصوت منخفض :
-سأترك لك الاختيار, ماذا تفضل أنت؟
حينما ألقت الكرة بملعبه لم يتردد باحراز الهدف قائلا بطريقة مباشرة:
-حسنا , ما دامت هذه هى رغبتك ,فلتجربى عصيرى المفضل ,أحضر لنا اثنين من عصير الفواكه الخاص.
وأعطاه كريم طلبه الخاص هو الآخر.
انكسر حاجز الصمت بينهم حين بدأت مها فى توجيه الحوار الى موضوعات عامة بلباقة تحسد عليها ,وشعرت هديل بنفسها تتجاوب مع الرجل الجذاب الذى كان يتأملها بوضوح محاولا استكشاف الجانب الغامض من شخصيتها ,وتخلى سيف عن صمته المقصود بعد فترة قصيرة ليدير دفة الحديث بشخصيته القوية موزعا اهتمامه على الجميع بلا استثناء .
بعد أن انتهوا من احتساء المرطبات ,صدحت الموسيقى بلحن غربى شهير ينتمى الى النوع الرومانسى الحالم ,فبدأت مها تنقر بأطراف أصابعها على المائدة متناغمة مع اللحن وجسدها يهتز ببطء وئيد مغمضة عينيها ,فوجئت بلمسة دافئة على ذراعها العارى ,فتحت عينيها متأملة سيف الذى وقف مبتسما بالقرب من مقعدها مادا يده الأخرى ليدعوها الى الرقص ,فبادلته البسمة بصفاء وهى تنهض لتلحق به فى استجابة فورية بدون أدنى تردد.
فيما لاحقتها نظرات صديقتها الحاسدة لها على انطلاقتها الودود بدون تحفز ,لم تغب هذه النظرات عن عينى كريم الثاقبتين ولكنه ظل يراقبها بكسل عاقدا ذراعيه أمام صدره دون أن يبد عليه أى رد فعل ,سألها بتراخٍ:
-أتودين أن ترقصى ؟
-لا ,فأنا لا أجيد الرقص مثل مها.
-حقا ؟
كان متعجبا من ردها الصادق وشعر بواجب نحوها فتملكته رغبة طائشة فى التسرية عنها ,تابعته وهو يتجه اليها ليسحبها من مرفقها مشجعا:
-اذن دعيى أعلمك , هيا.
حاولت الامتناع باصرار الا أنها أمام الحاحه المستمر انصاعت له دون أية مقاومة ,فما الجدوى من محاولة الجدال مع هذا الرجل الذى يبدو عليه أنه ينفذ ارادته دون التأثر بمن حوله.
انضما الى رفيقيهما الآخرين وقد غمزه سيف حين لمحه الى جانبه قابضا على كف هديل الرقيق فيما ذراعه الأخرى تحيط بخصرها النحيف بلمسة تملك ,ارتجف جسدها من جراء لمسته القوية فأشاعت موجات من المشاعر المتحررة من معقلها ,لتجتاح كل كيانها ,فأكثر أحلامها طموحا لم يكن ليصور لها مشاركته بالرقص فى مكان كهذا ,واستجابت لخطواته الخبيرة التى ترشدها بصبر وتأنٍ ,فوجدت نفسها تتقن الحركات فى فترة قصيرة.
أما سيف فقد شدد من احتضانه لرفيقته الفاتنة وقد وجدت مها نفسها مسجونة بين ذراعيه القويتين اللتين أسرتا خصرها بقبضة حديدية ,فأحاطت عنقه بيديها الناعمتين لتلمس الخصلات العسلية الناعمة أسفل رأسه ,شعرت بجسده يتصلب فجأة حين تلاعبت أناملها دون وعى منها بخصلة من شعره ,فحاولت الابتعاد قليلا عن أنفاسه الحارة المتسارعة التى لفحت جانب وجهها القريب من شفتيه ,كان يفوقها طولا ببضعة سنتيمترات على الرغم من ارتدائها لحذاء ذى كعب عالٍ ,منعها بتسلط من التحرك بعيدا عن حضنه الدافئ هامسا بأذنيها:
-اهدأى ولا تخافى , فلن يصيبك أذى من مجرد رقصة.
لم تتمالك نفسها من الاجابة ببرود حاد ,يتناقض مع خفقات قلبها المجنونة:
-ومن أخبرك أننى خائفة؟
شعرت به يبتسم ساخرا:
-ارتجافة جسدك ,أو ربما أنت ترتعشين لسبب آخر.
شعرت به ينتصر عليها مجددا ,ولم تكن تريد لغلبته أن تدوم فقالت بطريقة مدروسة:
-ربما هذا من تأثير نسمات الهواء الباردة.
كانا يدركان سويا أنها كاذبة ,ولكنه فضّل مجاراتها فى لعبتها حتى النهاية فأزاح يديه برفق عن خصرها , ليحيط بكتفيها مصطحبا اياها فى اتجاه طاولتهم بعيدا عن حلبة الرقص.
حينما لمحتهما هديل مبتعدين عن المرقص حاولت أن تنسل هى الأخرى الا أن كريم قد انتبه لمحاولتها اليائسة فأعادها الى جواره وهو يقول متسائلا:
-ماذا حدث ؟ ان الرقصة لم تنتهِ بعد.
أجابته محرجة من قربه البالغ منها وهى التى لم تخرج برفقة شاب من قبل:
-لقد رأيت مها تنصرف فأردت اللحاق بها.
-وتتركيننى وحيدا ؟
-أعتقد أن هذا القدر يكفى من الرقص.
قال لها متصنعا الأسى:
-وهل مللت منى بهذه السرعة ؟ لم أعتقد أننى معلم فاشل لهذه الدرجة.
حاولت التخفيف عنه دون أن تنتبه لمجرى حديثهما الذى جرها اليه:
-لا طبعا أنت بارع حقا فى الرقص.
-فى الرقص فقط ؟
بدت هديل حائرة لا تعرف كيف تجيبه ,فحاولت أن يكون ردها دبلوماسيا:
-أنت شخص ناجح فى حياتك العملية الى درجة كبيرة ,اضافة الى قدرتك فى التعامل مع الآخرين بطريقة استثنائية ,فلا أنسى حين استطعت بلباقتك أن تجنب الشركة خسارة كبيرة فى الصفقة الأخيرة حين نجحت باقناع الطرف الآخر بعدم جدوى الملاحقة القانونية,حينما تأخرت الشحنة بضعة أيام فى الجمارك,أنت تعمل لمدة ثمانِ ساعات يوميا دون توقف أو كلل ,ونادرا ما تحصل على اجازتك السنوية مثل الآخرين ,لم أرَ بحياتى شخصا يقدّس العمل مثلك ويتفانى باخلاص لانجازه,اضافة الى أنك تعامل مرؤوسيك بشكل محترم لائق وتقدّر الأكفّاء منهم وتعطيهم حقهم كاملا.
تأثر كريم من اطرائها الصادق ودفاعها الحار عن أسلوبه فى العمل , لم يهتم أى شخص آخر سوى والدته بالطبع بعمله يوما ما ,كان يشعر دوما بأنه مجرد ظل لابن عمه رفيق الذى يدير دفة المركب بكامل طاقته ,مجرد فرد فى طاقم الادارة يمكن استبداله بموظف عادى ,الا أنه فوجئ بسكرتيرته الفذة وهى تصوره على أنه بطل خارق يقوم بمجهود جبار لا يوازيه أى شخص آخر, لقد كان يحاول دفعها لمدحه على الصعيد الشخصى فاذا به يراها تقدر أدائه العملى الى حد بعيد.
-لم أكن أعرف أنك تريننى رئيسا جيدا.
-كيف استطيع انكار ما هو واضح كالشمس فى عين الكفيف !أنت بلا شك أفضل مدير تعاملت معه.
شعرت به يضمها متأثرا من قوة ايمانها بشخصه ,لقد كان فى أمس الحاجة الى أن يشعر بتفوقه وكفاءته ولو على الصعيد المهنى ,الا أنه أدرك أن اعجابها به يتجاوز الجزء العملى فقط متطرقا الى جانب شخصى جدا.
بعد أن انتهت الرقصة ابتعد كريم عنها فشعرت بالضياع يتملكها بعد أن لفها الأمان فى ظل وجوده الطاغى ,وأجبرت نفسها على الابتسام له دون أن يظهر عليها أثر الحرمان من دفء ذراعيه.
اتجها سويا حيث كانا ينتظرهما سيف ومها مرحبين بهما وبادرتها صديقتها بالسؤال :
-هل راقت لك الرقصة يا هديل ؟
أومأت برأسها بضعف غير قادرة على النطق حتى لا تفقد متعة الاحساس بالنشوة التى غلّفت لحظاتها الأخيرة مع كريم.
استطردت مها غير عابئة بصمت صديقتها:
-لقد أخبرتك من قبل بأنه عليك أن تتعلمى الرقص ,فهو متعة للعين والقلب.
أمّن كريم على قولها وبادرهم بطلب العشاء الذى ضم صنوفا غالية من أنواع الطعام قلما تناولتها هديل فأخذ هو على عاتقه مسؤولية تعريفها بمذاق كل نوع على حدة ,مرشحا لها أكثر من طبق لتستمتع بخبرته الواسعة فى هذا المجال , أما سيف فقد اكتفى بالنظر الى مها التى التقطت شوكتها بذوق وأناقة تنم عن تصرف سيدة من الطبقة الراقية وقد بدت أقل انبهارا من صديقتها بالجو العام للمطعم وروّاده الأثرياء.
لم تلق أيا من الفتاتين بالا لنظرات الفتيات الحاسدة لهما على رفيقيهما الجذابين ,فيما لم يعبأ سيف بنظرات الرجال المسلّطة على الفتاة الجالسة أمامه تتناول طعامها بصمت ,وان بدا عليه بعض الاهتمام حين لمح انحسار ثوبها القصير كاشفا عن ساقيها اللؤلؤيتين ,فقام بتنبيهها فى ملاحظة عابرة تعمّد أن يجعل صوته عاديا خاليا من أى تعبير:
-لمَ لا تعدّلين من جلستك قليلا حتى تصبحى أكثر راحة ؟
استوعبت تلميحه بسرعة خاطفة فيما تألقت نظراتها المتأنية على ملامح وجهه علّها تستكشف ما يوجد خلف قناع اللا مبالاة المصطنعة التى حاول الايحاء بها,وبدا أنها ستتجاهل طلبه للحظة ,فتناولت كوبا من الماء ترتشف قطراته ببطء ثم مسحت فمها بالمنديل على الطاولة لتهب واقفة تستأذنهم لاصلاح زينتها بالحمام , ثم التفتت توجه الحديث الى صديقتها التائهة فى بحر الهيام بلهجة واثقة:
-هديل ,ألا ترافقيننى الى الحمام ؟
فهمت دعوة صديقتها للابتعاد قليلا عن الرجلين فأزاحت شوكتها ونهضت مسرعة لتلحق بها:
-نعم ,هيا بنا , عن اذنكم.
أومأ الرجلين برأسيهما برشاقة فى ذات الوقت وفيما غابت الفتاتين عن أنظارهما التفت كلا منهما نحو الآخر ليتبادلا حديثا خاصا.
حينما دلفت مها وهديل الى داخل الحمام ,كان يبدو فارغا الا منهما فقامت مها باعادة طلاء شفتيها باللون الأحمر اللامع وهى تتأمل صورتها بالمرآة فى حين بقيت هديل تراقبها بهدوئها المعتاد ,سألتها صديقتها بمواربة:
-ألن تصلحى زينتك ؟ لقد أزيل طلاء شفتيك.
-هيا يا مها , أنا أعرفك حق المعرفة ,لماذا أردت أن نبتعد عنهما بهذا التوقيت بالذات ؟
كانت مها منزعجة جدا ولكنها لم تسمح لانفعالها بالسيطرة على تصرفاتها فهزت كتفيها بلا مبالاة وقالت تحاول الهروب من مواجهة هديل:
-لا شئ ,لقد أردت الذهاب الى الحمام فقط.
-هل ضايقك تعليق سيف على جلستك ؟
أطلقت ضحكة ساخرة قصيرة وهى ترتجف فعليا:
-أنه يرانى يوميا فى الشركة بثياب أقصر من هذه ,وأنا معتادة على نظرات الرجال لى فلم تعد تؤثر بى , الا أننى حقا لم أرَ نظرة احتقار كهذه من قبل فى عينى رجل !
ورغما عنها بدأت دموعها فى الانهمار لتهدد بافساد كامل زينتها فاحتوتها هديل بين ذراعيها مربتة على ظهرها لتواسى آلامها الظاهرة وقالت بموضوعية:
-ولمَ تعلقين أهمية على رأيه بك ؟
-لا أدرى , لقد ظننت أننى محصنة ضد هذه التعليقات ,وأخذت أحدث نفسى بأننى لا آبه بآراء الغير فى طريقة ملبسى وتصرفاتى ,حتى اصطدمت بهذا المتعجرف , ماذا يظن نفسه ؟
-اهدأى يا عزيزتى ,لا داعى لكل هذا التوتر ,كان يمكنك أن تتجاهليه تماما.
-صدقينى أردت أن أفعل هذا بشدة ,ولكن هناك ما يمنعنى حين أواجه نظراته الثاقبة أشعر بنفسى أعود كتلميذة صغيرة تواجه لأول مرة مشاعر الحب الأول.
-ماذا ؟ هل عدت لتتذكرى خالد ؟
اندهشت مها حينما سمعت اسم ( خالد ) يتردد على لسان صديقتها المقربة فعقدت حاجبيها مغمغمة بقلق:
-وما الذى جعلك تذكرين خالد الآن ؟
-أنت التى أوحيتى لى بذلك حين تحدثتى عن الحب الأول , ألم يكن هو حبك المراهق ؟
-هديل ... لقد سبق وأخبرتك بأننى قد أخرجت خالد من دائرة حياتى منذ زمن بعيد ,ولم يعد له مكان بتفكيرى.
-حقا ؟ ولم أشعر بأنك تتعمدين اخفاء مشاعرك ؟ ليس معقولا أن تنسيه بمثل هذه البساطة.
-بلى , لقد نسيته تماما وأخرجته من قلبى وعقلى.
لم تكن مها تكذب بهذا الشأن , فمنذ أن أخذت علاقتها تتوطد بهذا المدعو سيف رغما عنهما على اثر مواجهاتهم المتعددة والتى كانت تنتهى دوما بانتصاره عليها ,أخذ يحتل جانبا كبيرا من نطاق تفكيرها وبدأت تشعر بوجوده يطغى عمن سواه ,لا تستطيع أن تنكر ضيقها البالغ حين اضطرت الى انهاء علاقتها بخالد , حبيبها الأول الذى عرفت معه أروع المشاعر , المشاعر النقية البريئة , لقد أحبها خالد بدون أى غرض ,كل ما كان يتمناه أن يجمعهما بيت واحد ,أن تصير زوجة له مدى العمر ,ولشد ما كانت تؤمن بامكانية تحقيق هذا الحلم الغالى ,حتى أخبرها خالد ذات يوم بوجود فرصة عمل لها فى شركة الشرقاوى المعروفة ,وساندها حتى تلتحق بالعمل هناك ,ولم يعلما فى حينها أن هذه كانت بداية النهاية لقصتهما معا.
-أتمنى أن تكونى صادقة مع نفسك.
دفعتها كلمات هديل المخلصة لتتأمل حالها بمنظار جديد عليها , ما الذى سوف تجنيه من لعبة الانتقام الذى تحاول السعى اليه ؟ هل ستكون مستعدة فى النهاية لتحمل نتائجه الوخيمة على حياتها ؟ أفراد هذه العائلة ليسوا بالخصوم الذين يُستهان بذكائهم وقدرتهم الفائقة على التغلب على أعدائهم.
غسلت وجهها جيدا بالماء ثم أكملت زينتها مرة أخرى قبل أن تنظر لوجهها بالمرآة بثقة واعتداد لتطرح ضعفها جانبا وهى أشد تصميما على المضى قدما فى خطتها البديلة.
-هيا حتى لا نتأخر أكثر من هذا , لا نريد أن نسبب قلقا لسيف وكريم.
-ما أشد ما تلعبه المصادفة فى حياتنا , أليس كذلك يا مها ؟
-نعم ,بالتأكيد فأنا مؤمنة بالقدر وقدرته الغير عادية على صنع المعجزات.
وانصرفت الفتاتين عائدتين الى الطاولة وهما فى أبهى صورة.


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 07:37 PM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

نهضت فريال من مجلسها الى جوار ابنتها لتغطيها جيدا بعد أن استسلمت لنوم عميق وهى فى أحضان أمها المشتاقة ,وتأملتها بقلب أم عاشقة تاقت لنظرة عين من وحيدتها ,ثم أغلقت الباب خلفها بهدوء راجية من الله أن يتم شفاء أميرة على خير ثم انضمت الى مجدى بغرفة المكتب حيث كان ينتظرها بلهفة بالغة ,وما أن خطت قدماها الى الغرفة المغلقة ورأت ظل الرجل الجالس الى جوار المحامى حتى كادت أن تعود أدراجها دون انتظار فلمحها عادل الذى كان يجلس متخاذلا منكس الرأس ,وأسرع يناديها بأسى:
-فريال , أرجوك انتظرى.
واجهته شقيقته بشجاعة وقد استمدت القوة من عودة ابنتها اليها فأجابته بصوت يقطر غضبا وانفعالا أعمى:
-لا تنطق اسمى على لسانك مرة أخرى ,ماذا تريد منى ؟ ألم يكفك ما قمت به ؟
-أستمحيك عذرا ,ابقى لتستمعى الىّ.
-أستمع لك ! عجبا لوقاحتك يا أخى العزيز.
تدخل مجدى بالوقت المناسب حتى يهدئ من الوضع المتأزم بين الشقيقين فقال بأسلوبه الجاد الرزين:
-تعالى يا فريال ,عليك أن تنصتى لما يقوله ,وبعدها افعلى ما يحلو لك ,فلا يجرؤ أحد على لومك.
استدارت لتواجه الرجلين معا وهى متأهبة للهجوم فقالت باستخفاف:
-هيا ,اسرد علىّ أكاذيبك اللعينة ,وحاول أن تقنعنى بسلامة تصرفك وحسن نيتك.
تردد عادل قبل أن ينقل بصره بين أخته والرجل الآخر مستنجدا به لمساعدته فى الحديث الا أن مجدى أشاح بوجهه بعيدا رافضا أية محاولة لمد يد العون له ,صحيح أنه قد استمع لمبرراته الواهية ولكنه لم يتعاطف معه أبدا ,فهو يكره الشخص الضعيف المهزوز ولا يلتمس له العذر لما اثمت به يداه ,ولكنه مدين لفريال بهذا الحديث وبعدها سوف تقرر ما تريده ,ولن يتدخل ابدا ليضغط عليها فى اتخاذ القرار الذى تراه مناسبا.
-حسنا ابدأ , كلى آذان صاغية.
ومنحته أسوأ ابتسامة هازئة يمكنها أن توجهها نحو شقيقها الذى يكبرها بخمسة أعوام ,فأطرق برأسه نحو الأرض ساردا ما حدث بذلك اليوم المشؤوم:
-كان أبى فى قمة غضبه بعد أن علم بزواجك السرى من ناجى وأصر على اصطحابك الى البيت ليعيدك الى الأمان كما ادّعى وقتها ,مبررا ذلك بمعرفته لنية ابن أخيه لاستغلالك على نحو سيئ حتى ينال منه ويجبره على اعطائه حصته من الميراث ,ثم حدث أن وضعتى طفلتك الصغيرة ذات يوم وجن جنون أبى فطالنى باخفاء الرضيعة فى احدى دور الايتام بصورة مؤقتة لايهامك بأنها قد ضاعت للأبد حتى يحررك من وهم الحب الذى عايشته مع ناجى ,فهو يعلم نيته جيدا ولم يكن ليتركه يستغل ابنتكما للحصول على مأربه وكنت وقتها أسعى لاثبات ذاتى وأننى جدير بثقة أبى فلم أكن أبدا الابن البكرى كمحمد الذى يستأمنه على اسراره ,ولم أكن شخصا لامعا كوجدى الذى يحبه الجميع ولم أكن الابن الصغير المدلل مثلك يا فريال الذى ينال رعايته ,كنت وحيدا فسعيت لأنال الحظوة لديه ,أوهمت نفسى بأننى لا أملك من أمرى شيئا وأنه علىّ اطاعة أوامره ,وحينما عدت بعد عدة أيام الى نفس الملجأ الذى تركت ابنتك أمامه ,لأسأل عن الطفلة التى قاموا بايوائها وأقوم باستردادها مرة أخرى نفوا أى صلة لهم بهذا الأمر وقالت لى مديرة الدار بالنص:
-لم نضم أى أطفال الينا منذ شهور عديدة ,ربما اختلط عليك الأمر مع دار أخرى , وعليك بالبحث فى مكان آخر.
أسقط فى يدى وشعرت بالرعب يجتاحنى فأخذت أردد أوصاف الطفلة وملابسها المميزة كما أننا كنا قد تركنا بلفافتها سلسلتك ذات اللؤلؤة حتى تكون علامة واضحة ,كل هذا ضاع هباءا منثورا فعدت أدراجى الى أبى لأخبره بهذه المصيبة ,أخذ يلقى باللوم علىّ ويحمّلنى مسؤولية ضياع ابنتك مرددا أننى شخص عديم الفائدة ولا أمل يرجى منى.
شعرت بعدها باحساس عميق بالذنب لم يفارقنى للحظة واحدة ,وكأن الله كان يعاقبنى على فعلتى هذه بحقك فلم أعد أرغب فى الحياة زاهدا فى كل ما أملك , حتى منى التى تزوجتها بعد قصة حب مشتعلة لم أعد أطيق حتى لمسها ,وتفاقمت المشكلات بيننا الى أبعد حد ,كانت تتمنى أن ننجب أخا أو أختا لسيف حتى يؤنسا وحدته ولكننى لم أعد قادرا على ممارسة حياتى بشكل طبيعى ,أخذت حالتى تتدهور يوما بعد يوم فأصابنى اكتئاب حاد ,أخذت أتردد على عيادات الأطباء النفسيين واحدا تلو الآخر ,وكل واحد منهم يصف لى نوعا من الأدوية المضادة للاكتئاب ,جربت كافة العقاقير الموجودة بلا طائل ,صارت حياتى مجرد خيالات أراها تتحرك كالأشباح أمام عينىّ ,وعرفت أن هذا عقابى على ما جنيته بحقك وحق ابنتك التى لا ذنب لها ,ان كنت قد تعذبتى بفقدانك لها فأنا كنت أتعذب بوجود الآخرين فى حياتى ,حتى ابنى الوحيد صار يكرهنى الآن ولم يعد يطيق رؤيتى بعد أن عرف حقيقتى الشنيعة ,ولا أقول أن هذا بكافٍ ,كلا فأنا أستحق المزيد من العقاب ,أنا ... أنا لا أستحق أن أحيا ...
وانهار باكيا بحرقة ثم هرول منصرفا الى الخارج دون أن تقوَ فريال على اللحاق به فقد تهاوت على أقرب مقعد لها وهى تشهد على عذاب أخيها المرير ,مرددة بأسى ومرارة:
-كيف طاوعك قلبك على ما فعلته بى يا عادل ؟ ما الذنب الذى جنيته بحقك ؟ سامحك الله يا أخى.
اقترب منها مجدى مهدئا وهو يحاول احتوائها بين ذراعيه لتدفن راسها بصدره وهى تبكى بحرقة ,,, تبكى جحود أبيها ,ولوعة فقدان طفلتها ,وأخيرا قسوة أخيها.
-ابكى يا حبيبتى ,ولكن لا تخشى شيئا بعد الآن فلن يؤذيك أحد ,لن يمسك بسوء أيا منهم لا أنت ولا أميرة ,أنا بجانبك ولن أتخلى عنك أبدا.
-أنا متعبة جدا يا مجدى ,لا أعرف كيف أتصرف ,من هو المذنب الحقيقى ؟ أهو أبى ,أم أنه كان يحاول حمايتى حقا كما ادّعى ,وممَ يحمينى ؟ من زوجى الذى كان يحبنى وكان ينتظر مولد طفلتنا بفارغ الصبر , آه يا ناجى , لو أعلم أين ذهبت ؟ لقد قيل أنك مت.
تشنجت يداه فوق كتفيها حينما ذكرت زوجها الراحل ,وأبعدها عنه بخشونة لتنظر له متسائلة عما فعلت لمضايقته:
-ما الذى ألم بك يا مجدى ؟
نظر لها متألما من قوة جرحها:
-على الرغم من مرور كل هذه السنوات الطويلة , وكل ما مررت به من أزمات بسببه ,ما زلت تشعرين بالحنين اليه , ما زلت تذكرينه بكل هذا القدر الهائل من الحب ,لا يمكن ,كيف تقدرين على ايلامى بهذا الشكل ؟
-أنا ؟ أنا يا مجدى , أؤلمك ! أنت الذى وقف بجانبى فى كل لحظة قاسية مرت بحياتى , أنت الذى انقذت ابنتى وحفظتها من الضياع ,أنت الذى اعادنى مرة أخرى الى الحياة بعد اعترافك بوجود أميرة على قيد الحياة ,كيف أؤلمك يا عزيزى ؟
حاولت أن تلمس وجنته بيديها لتزيح عنه آثار المعاناة القاسية فأزاحها بعنف لم تعتده منه ,وابتعد قائلا بجفاء:
-أنت تصرين على العودة الى الماضى ,لن تستطيعى أبدا التخلص من شبح ناجى الذى يحوم حولك ليهدد هذه الحياة الجديدة.
-ولم تريدنى أن أنساه ؟ انه والد ابنتى , لقد كنت زوجته ,ولم يكن خافيا على أحد ما بيننا من عشق ,ولكنك أنت مستقبلى فلماذا تقارن بينكما ؟
-لا لم يكن يحبك.
صرخ بعنف محاولا اقناعها للمرة الأخيرة بأنها تعيش فى وهم ,الا أنها هزت رأسها نفيا غير مصدقة ما تفوه به من كلمات مؤلمة لها, وقالت منتفضة بحدة:
-لماذا يجب على الرجل أن يكون أنانيا ؟ أنت فقط الذى احبنى بصدق , أليس كذلك ؟ علىّ أن أمحى الجميع من ذاكرتى ووجدانى ,حتى يخلو لك الجو ,لماذا لا تتقبل فكرة أنه كان يحبنى , هه أخبرنى ! واجهنى يا مجدى , لا تدر ظهرك لى .
نظر لها بألم وهو يغرز سكين الحقيقة عميقا بقلبها:
-لم يحبك أبدا , كنت مجرد وسيلة للانتقام من عمه , نعم فهو لم يكن الشخص الجدير بك ,لم يكن الملاك الذى تقدسين ذكراه حتى الآن ,كان شخصا حقيرا عابثا يهوى ملاحقة الفتيات ,وحينما بدأ والدك يمنع عنه المال الذى اخذ يبعثره يمينا ويسارا شعر بغضب هائل يتملكه وجاء اليه ذات يوم ليهدده اذا لم يعطه حقه بالميراث كاملا فسوف يجعله يعض على أصابعه من الندم ,وكان والدك قد اصبح هو المتحكم بكل أعمال العائلة بعد أن تخلى عمك عبد الرحمن والد هناء وناجى بكامل ارادته عن المشاركة فى الادارة قانعا بمصروف شهرى كبير يغطى كافة نفقاته هو وأبنائه ,فلم يرق ما قام به لناجى بعد أن تفاقمت ديونه الناجمة عن استهتاره وادمانه للقمار ,فأخذ يسعى الى خطته القذرة باستمالتك اليه حتى يقنعك بالزواج منه دون علم ابيك ,وقد اجاد تمثيل دور المظلوم الذى استولى عمه على ميراثه حارما ايّاه من حقه المشروع.
-أنت كاذب ! لا اصدقك .
-حسنا , لقد أخفيت عنك هذه الحقيقة حتى أجنبك الألم ,ولكن اذا كنت لا تصدقيننى فيمكنك أن تسألى محمد ,أعتقد أنك تثقين به أكثر من ثقتك بى ,سيخبرك بكافة التفاصيل التى تجهلينها عن ... زوجك الحبيب ,أما أنا فأعتقد أن دورى قد انتهى فى حياتك ,فلن أسمح أبدا بأن أبقى ظل الحبيب الغائب ,أو المفتاح الاحتياطى الذى تستخدمينه وقت الحاجة ثم تهملينه بعد ذلك , وداعا يا فريال !
كانت منهارة تحرق عينيها وخزات الدموع التى انسالت على خديها وهى ترفض تصديق كلماته الأخيرة على الرغم من أنه كان دائما الصديق والسند لها ولم يكن بحاجة الى اختراع الأكاذيب لاستمالتها نحوه ,فهى تشعر بعاطفة حقيقية تجاهه كانت تتمنى لو تدوم حتى نهاية العمر ,وقد اعتقدت أنها قد طالت النجوم بيديها ,وجدت ابنتها الضائعة وحبها الوحيد ,انها تعترف لنفسها بأنه قد أحبت مجدى فيما سبق ولكنها حوّلت مشاعرها نحو ناجى الذى كان يجيد فن المغازلة واكتساب القلوب , حين استجابت لوجهة نظر أمها بأنه عليها أن تختار زوجا يليق بمستواها الاجتماعى والمادى ,ومن كان أفضل من ابن عمها الوسيم ليحتل هذا المنصب ؟ ولكن هل كان حقيقة يتلاعب بعواطفها ؟ أكان على هذه الدرجة من السوء دون أن تشعر ؟ عليها أن تسأل أخاها ,فلا يمكن أن يكذب محمد عليها.


******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 07:40 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 




-اهدأى يا حبيبتى ,ودعينى أشرح لك.
كان محمد قد لحق بزوجته فى جناحهما الخاص يحاول اقناعها بالانصات له عله يستطيع التخفيف عن صدمتها التى واجهتها للتو ,فزوجها قد أخفى عنها أمرا هاما كزواج ابنهما البكرىّ ,ولم يكفِ هذا بل أنه زواجا سريا فى الظلام كما لو كانا يختلسان ما ليس حقهما ,والأنكى أن زوجة ابنها تعيش معهم تحت سقف واحد وقد عاملتها بأفضل ما يكون وما كان جزاؤها ؟
-اتركنى يا محمد ,لا أعتقد أنه بامكانك ايجاد تفسير لما قمت به ولا تحاول التأثير علىّ بطريقتك المعتادة , لقد تحمّلت فوق طاقتى طوال هذه السنوات ,كنت نعم الزوجة لك والأم المثالية لأبنائك ,أفنيت زهرة شبابى لراحتكم وتحقيق رغباتكم ,متنازلة عن حقوقى كامرأة لها متطلبات خاصة ,هل بحياتك سألتنى اذا ما كنت أفضل أن أنفصل بحياتى عن هذا المنزل ,هل استشرتنى قبل أن تورّط ابنك بزيجة كهذه , والله وحده يعلم ما تخفيه أيضا ؟
اقترب منها فى خطوات بطيئة وجلس بقربها فاتحا ذراعيه ليضمها اليه الا أنها أشاحت بوجهها عنه متصنعة عدم الاهتمام فقال لها بنعومة:
-أبدا , لم أخفِ عنك شيئا بحياتى الا موضوع رفيق ,فأنت لست فقط زوجتى وأم أولادى ,أنت تدركين أنك حبيبتى وشريكة عمرى.
-حقا ؟ أهكذا تكافئ رفيقة دربك على صبرها وعطائها بالكذب عليها ؟
أنكر التهمة الموجهة اليه بعنف:
-لم أكذب عليك ولا مرة واحدة منذ بداية تعارفنا منذ خمسة وثلاثين عاما ,كنت أنا أيضا الزوج المخلص والصديق الوفىّ لك ,لقد كان الزواج سريعا ,فاجأنى رفيق برغبته تلك فى محاولة منه لحماية الفتاة من مضايقات ابن خالتها ,ولم أكن أملك أن أفرض عليه شيئا فهو لم يعد فتى صغير وكان يمكن لهما أن يتزوجا بدون علمنا ,فأردت الاطمئنان بنفسى وحضرت عقد القران ,كنت أنوى أن أخبرك بالأمر , ولكن القدر لم يمهلنا فالحادثة التى فقدت على اثرها الذاكرة جعلت رفيق شخصا آخر وقد استأمننى على سره ,فطالبنى بكتمان الأمر حتى تسترد عافيتها ,أقسم لك أن هذا ما حدث يا سوسن ,أنا بعمرى ما أخفيت عنك أى سر حتى ولو كان متعلقا بالعمل ,فأنت الوحيدة التى الجأ اليها فى حيرتى وضيقى لأستشيرها ,أنت الصدر الحنون الذى يحتوينى وينسينى الماضى والحاضر ,معك أجد نفسى كالابن الصغير الذى يتعلق بأمه وهى لا تبخل عليه بحنانها وعطفها , هيا قولى أنك سامحتنى ,والا فلن أغفر لنفسى أبدا.
كانت كلماته كالبلسم الشافى لجراح قلبها فهى تعلم أن زوجها رجل حقيقى بكل معانى الكلمة ,وربما كان له العذر ,فلتلتمس له مئة عذر.
عاود محاولته للتقرب منها هذه المرة بجرأة أكبر وثقة أعظم فهو يعلم أن لها قلب من ذهب لا يستطيع تحمل الخصام ,واستسلمت له بدون عناد أو مكابرة على الرغم من أنها ما زالت تشعر ببعض الضيق من تصرف ابنها الكبير فأخذت تنتحب بحرقة وهى تبثه همومها:
-اذا كنت قد أخفيت عنى الأمر بطلب من رفيق , فلماذا لم يصارحنى هو ؟ والى الآن لم يأتِ حتى لرؤيتى ؟
ما أن أنهت جملتها حتى تفاجأت هى وزوجها بطرقات منتظمة على الباب فابتعدت قليلا عن محمد تحاول اصلاح هندامها ومسح دموعها التى أغرقت خديها وقالت بصوت جاهدت أن يخرج ثابتا:
-تفضل.
انفتح الباب كاشفا عن الرجل الذى كان محور حديثهما يحاول أن يستتر متخفيا بيديه حتى لا ترَ ملامح الخجل على وجهه ,ليس معقولا , ابنها رفيق ,الواثق من نفسه يتردد وهو يتساءل بقلق:
-هل تسمحين لى أن أدخل يا أمى ؟
حاولت تصنع الغضب وردت بلا مبالاة:
-ماذا تريد ؟
-اسمحى لى أولا أن أقبّل يديك.
وأقبل مهرولا ليجثو على ركبتيه أمام والدته محاولا تناول راحة يدها ليطبع عليها قبلات متتالية وهو يتمتم:
-أرجوك يا أمى أغفرى لى , سوف أخبرك بكل شئ ,ولكن لا تتركيننى هكذا , فأنا لا أحتمل أن أراك باكية فما بالك أن أكون أنا سبب آلامك .
حاولت سوسن أن تظل على جمودها لتعاقبه على فعلته بحقها الا أن قلب الأم لم يتحمل رؤية ابنها ضعيفا مقهورا حتى ولو فى سبيل ارضائها هى شخصيا ,فأحاطت رأسه بيديها لتحتضنه بقوة وهى تغمره بالقبلات وتضربه فى آن واحد لتنهره:
-ايّاك وأن تفعلها مرة أخرى , أفهمت ؟ تعالى هنا الى أمك.
ابتسم محمد وهو يشهد على هذا الموقف الملئ بالمشاعر المتناقضة ,فعلى الرغم من طيبة زوجته الا أنها أظهرت قوة شخصيتها بلمحة واحدة ,وأدرك وهو يتأملها لماذا أغرم بها على الفور من النظرة الأولى ,واستعاد فى ذهنه شريط ذكرياتهما معا على مدار خمسة وثلاثين عاما , عمر كامل انقضى بينهما مغلفا بالحب والاحترام والاهتمام المتبادل ,لم ترفع صوتها يوما فى أى جدال وقع بينهما ,لم تؤنبه على أى عمل قام به ,كانت تثق به ثقة عمياء وتركته ليقود قارب حياتهما تأتمنه على روحها وممتلكاتها.
-أعدك أننى لن أكررها , لم يعد هناك أى مبرر للكتمان ,كنت فقط أخشى من ثورتك هذه اذا ما جئتك لأعترف بذنبى , وهذا ما جعلنى أتغاضى عن واجبى نحوك يا ماما ,هل تباركين زواجنا أنا وأميرة ابنة عمتى ؟
ابتسمت بحنان وهى تشهده مرتبكا كتلميذ بيومه الدراسى الأول:
-وهل هناك فارق ؟ لقد تزوجت ووضعتنا أمام الأمر الواقع.
-لا يا أمى , فما يهمنى الآن هو رضاك ومباركتك لى , فبدونهما لن أعيد عقد القران مرة أخرى.
اندهشت من حديث ابنها وأخذت تنظر الى زوجها وكأنها تستنجد به فقلب شفته دلالة عدم الفهم وقام بسؤال ابنه عما يعنيه ,فأخذ رفيق يشرح لهما باستفاضة:
-أنسيتما أننى قد عقدت قرانى على لبنى وجدى الشرقاوى ؟ أما الآن فلا وجود لهذه الفتاة ,هذه المرة سنتزوج بعقد جديد ... سأتزوج من ابنة عمتى أميرة ناجى الشرقاوى.
-ربما علينا أولا أن نستشير عالما متفقها فى أمور الزواج ,هل يجوز أن تتزوج زوجتك مرة أخرى ؟
بدأ والده يفكر بطريقة منطقية كعادته كلما وجد نفسه فى مأزق ,وما أشد تعقيد الموقف ... فقد تزوج ابنه من فتاة ... أصبح وجودها الآن وهميا ,لتظهر باسم جديد وشخصية جديدة.
-وما الذى يمنع زواجى منها مرة أخرى ؟
-ربما عليك أن تطلقا أولا.
انزعج رفيق من كلمة الطلاق التى ذكرها والده فعقد حاجبيه مفكرا لبرهة قبل أن يتنهد وهو يقول متأففا:
-لا أعلم ما الذى يتعين علىّ فعله الآن ؟ كل ما يهمنى أن تستعيد أميرة كامل عافيتها ونطمئن على سلامتها من أثر الوقعة.
-هل أخبرك الطبيب أمرا تخفيه عنّا؟
-لا لم يخبرنى بشئ واضح , فقط علينا أن نذهب اليه غدا لنعرف نتائج الاشعة التى أجريت على المخ حتى نقطع الشك باليقين.
-هانت يا بنىّ , ان شاء الله سوف يتم شفاؤها على خير.
-دعواتك يا أمى ,استأذنكما الآن ,سوف أذهب لأطمئن عليها.
وانصرف بعد أن قام باصلاح ما أفسده فى علاقته الوثيقة بأمه تاركا والده معها ,لم يتخيل أن الأمر لن يستغرق أكثر من خمسة دقائق ,وابتسم لنفسه ... ان أمه حقا امرأة عظيمة.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 07:44 PM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل التاسع عشر

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية