اتخذوا طريقهم الى الداخل حتى يبدأوا سهرتهم , وشعر الجميع بالانسجام فى ظل جو هادئ من الموسيقى الخافتة التى تنبعث من المرقص البعيد نسبيا عن طاولتهم التى اختارها كريم بعناية حتى يستطيع تجنب الازدحام ,وقد سحب مقعدا لهديل حتى تجلس عليه وقد رمقته بنظرة شكر وامتنان رقيقة اخترقت شغاف قلبه ليتملكه احساس جديد نحوها ,فهو يراها بصفة يومية فى مكتبه تعمل الى جانبه تتلقى أوامره لتنفذها فى طاعة عمياء ,لم تجرؤ مرة واحدة على مناقشته مهما كلفها بأعمال لا طاقة لها بها ,وها هو الآن يراها بعيون جديدة بعيدا عن الشركة ,كأنه على موعد مع فتاة جميلة ,ما الذى دهاه ؟ كيف شطح بأفكاره لتسلك هذا الاتجاه الخطر ؟
لا بد أن ينتبه لمسار تفكيره والا أغرقه ببحر هائج لا قرار له.
فيما أزاحت مها المقعد المجاور لصديقتها قبل أن يحاول سيف أن يحذو حذو ابن عمه فنظر لها بسخرية مقيتة وهو يرفع حاجبا بطريقة استفزت مشاعرها وكاد لسانها أن يفلت بما يستحقه هذا المغرور المتعالى ,بيد أنها تغلبت على طبعها المتهور باللحظة الأخيرة مكتفية بالرد عليه بذات الابتسامة الهازئة على شفتيها.
بعد أن جلس الرجلين على مقعدين مقابلين لهما ,هرع ناحيتهم النادل ليتلقى طلباتهم وهو يرسم على وجهه ابتسامة دافئة قائلا:
-مرحبا,المكان ازداد نورا بقدومكم.
بدا عليه أنه يعرفهما جيدا ,وقد خمنت هديل أنهما يترددان على هذا المكان كثيرا ,انتبهت على صوت مديرها يسألها بلطف:
-ماذا تشربين يا هديل ؟
-أأ ... عصير أناناس.
والتفت سيف يحدث صديقتها بلهجة أقل ودية:
-وأنت يا مها ماذا تفصلين؟
تطلعت نحوه بنظرة ناعسة وهى تلقى باجابتها بصوت منخفض :
-سأترك لك الاختيار, ماذا تفضل أنت؟
حينما ألقت الكرة بملعبه لم يتردد باحراز الهدف قائلا بطريقة مباشرة:
-حسنا , ما دامت هذه هى رغبتك ,فلتجربى عصيرى المفضل ,أحضر لنا اثنين من عصير الفواكه الخاص.
وأعطاه كريم طلبه الخاص هو الآخر.
انكسر حاجز الصمت بينهم حين بدأت مها فى توجيه الحوار الى موضوعات عامة بلباقة تحسد عليها ,وشعرت هديل بنفسها تتجاوب مع الرجل الجذاب الذى كان يتأملها بوضوح محاولا استكشاف الجانب الغامض من شخصيتها ,وتخلى سيف عن صمته المقصود بعد فترة قصيرة ليدير دفة الحديث بشخصيته القوية موزعا اهتمامه على الجميع بلا استثناء .
بعد أن انتهوا من احتساء المرطبات ,صدحت الموسيقى بلحن غربى شهير ينتمى الى النوع الرومانسى الحالم ,فبدأت مها تنقر بأطراف أصابعها على المائدة متناغمة مع اللحن وجسدها يهتز ببطء وئيد مغمضة عينيها ,فوجئت بلمسة دافئة على ذراعها العارى ,فتحت عينيها متأملة سيف الذى وقف مبتسما بالقرب من مقعدها مادا يده الأخرى ليدعوها الى الرقص ,فبادلته البسمة بصفاء وهى تنهض لتلحق به فى استجابة فورية بدون أدنى تردد.
فيما لاحقتها نظرات صديقتها الحاسدة لها على انطلاقتها الودود بدون تحفز ,لم تغب هذه النظرات عن عينى كريم الثاقبتين ولكنه ظل يراقبها بكسل عاقدا ذراعيه أمام صدره دون أن يبد عليه أى رد فعل ,سألها بتراخٍ:
-أتودين أن ترقصى ؟
-لا ,فأنا لا أجيد الرقص مثل مها.
-حقا ؟
كان متعجبا من ردها الصادق وشعر بواجب نحوها فتملكته رغبة طائشة فى التسرية عنها ,تابعته وهو يتجه اليها ليسحبها من مرفقها مشجعا:
-اذن دعيى أعلمك , هيا.
حاولت الامتناع باصرار الا أنها أمام الحاحه المستمر انصاعت له دون أية مقاومة ,فما الجدوى من محاولة الجدال مع هذا الرجل الذى يبدو عليه أنه ينفذ ارادته دون التأثر بمن حوله.
انضما الى رفيقيهما الآخرين وقد غمزه سيف حين لمحه الى جانبه قابضا على كف هديل الرقيق فيما ذراعه الأخرى تحيط بخصرها النحيف بلمسة تملك ,ارتجف جسدها من جراء لمسته القوية فأشاعت موجات من المشاعر المتحررة من معقلها ,لتجتاح كل كيانها ,فأكثر أحلامها طموحا لم يكن ليصور لها مشاركته بالرقص فى مكان كهذا ,واستجابت لخطواته الخبيرة التى ترشدها بصبر وتأنٍ ,فوجدت نفسها تتقن الحركات فى فترة قصيرة.
أما سيف فقد شدد من احتضانه لرفيقته الفاتنة وقد وجدت مها نفسها مسجونة بين ذراعيه القويتين اللتين أسرتا خصرها بقبضة حديدية ,فأحاطت عنقه بيديها الناعمتين لتلمس الخصلات العسلية الناعمة أسفل رأسه ,شعرت بجسده يتصلب فجأة حين تلاعبت أناملها دون وعى منها بخصلة من شعره ,فحاولت الابتعاد قليلا عن أنفاسه الحارة المتسارعة التى لفحت جانب وجهها القريب من شفتيه ,كان يفوقها طولا ببضعة سنتيمترات على الرغم من ارتدائها لحذاء ذى كعب عالٍ ,منعها بتسلط من التحرك بعيدا عن حضنه الدافئ هامسا بأذنيها:
-اهدأى ولا تخافى , فلن يصيبك أذى من مجرد رقصة.
لم تتمالك نفسها من الاجابة ببرود حاد ,يتناقض مع خفقات قلبها المجنونة:
-ومن أخبرك أننى خائفة؟
شعرت به يبتسم ساخرا:
-ارتجافة جسدك ,أو ربما أنت ترتعشين لسبب آخر.
شعرت به ينتصر عليها مجددا ,ولم تكن تريد لغلبته أن تدوم فقالت بطريقة مدروسة:
-ربما هذا من تأثير نسمات الهواء الباردة.
كانا يدركان سويا أنها كاذبة ,ولكنه فضّل مجاراتها فى لعبتها حتى النهاية فأزاح يديه برفق عن خصرها , ليحيط بكتفيها مصطحبا اياها فى اتجاه طاولتهم بعيدا عن حلبة الرقص.
حينما لمحتهما هديل مبتعدين عن المرقص حاولت أن تنسل هى الأخرى الا أن كريم قد انتبه لمحاولتها اليائسة فأعادها الى جواره وهو يقول متسائلا:
-ماذا حدث ؟ ان الرقصة لم تنتهِ بعد.
أجابته محرجة من قربه البالغ منها وهى التى لم تخرج برفقة شاب من قبل:
-لقد رأيت مها تنصرف فأردت اللحاق بها.
-وتتركيننى وحيدا ؟
-أعتقد أن هذا القدر يكفى من الرقص.
قال لها متصنعا الأسى:
-وهل مللت منى بهذه السرعة ؟ لم أعتقد أننى معلم فاشل لهذه الدرجة.
حاولت التخفيف عنه دون أن تنتبه لمجرى حديثهما الذى جرها اليه:
-لا طبعا أنت بارع حقا فى الرقص.
-فى الرقص فقط ؟
بدت هديل حائرة لا تعرف كيف تجيبه ,فحاولت أن يكون ردها دبلوماسيا:
-أنت شخص ناجح فى حياتك العملية الى درجة كبيرة ,اضافة الى قدرتك فى التعامل مع الآخرين بطريقة استثنائية ,فلا أنسى حين استطعت بلباقتك أن تجنب الشركة خسارة كبيرة فى الصفقة الأخيرة حين نجحت باقناع الطرف الآخر بعدم جدوى الملاحقة القانونية,حينما تأخرت الشحنة بضعة أيام فى الجمارك,أنت تعمل لمدة ثمانِ ساعات يوميا دون توقف أو كلل ,ونادرا ما تحصل على اجازتك السنوية مثل الآخرين ,لم أرَ بحياتى شخصا يقدّس العمل مثلك ويتفانى باخلاص لانجازه,اضافة الى أنك تعامل مرؤوسيك بشكل محترم لائق وتقدّر الأكفّاء منهم وتعطيهم حقهم كاملا.
تأثر كريم من اطرائها الصادق ودفاعها الحار عن أسلوبه فى العمل , لم يهتم أى شخص آخر سوى والدته بالطبع بعمله يوما ما ,كان يشعر دوما بأنه مجرد ظل لابن عمه رفيق الذى يدير دفة المركب بكامل طاقته ,مجرد فرد فى طاقم الادارة يمكن استبداله بموظف عادى ,الا أنه فوجئ بسكرتيرته الفذة وهى تصوره على أنه بطل خارق يقوم بمجهود جبار لا يوازيه أى شخص آخر, لقد كان يحاول دفعها لمدحه على الصعيد الشخصى فاذا به يراها تقدر أدائه العملى الى حد بعيد.
-لم أكن أعرف أنك تريننى رئيسا جيدا.
-كيف استطيع انكار ما هو واضح كالشمس فى عين الكفيف !أنت بلا شك أفضل مدير تعاملت معه.
شعرت به يضمها متأثرا من قوة ايمانها بشخصه ,لقد كان فى أمس الحاجة الى أن يشعر بتفوقه وكفاءته ولو على الصعيد المهنى ,الا أنه أدرك أن اعجابها به يتجاوز الجزء العملى فقط متطرقا الى جانب شخصى جدا.
بعد أن انتهت الرقصة ابتعد كريم عنها فشعرت بالضياع يتملكها بعد أن لفها الأمان فى ظل وجوده الطاغى ,وأجبرت نفسها على الابتسام له دون أن يظهر عليها أثر الحرمان من دفء ذراعيه.
اتجها سويا حيث كانا ينتظرهما سيف ومها مرحبين بهما وبادرتها صديقتها بالسؤال :
-هل راقت لك الرقصة يا هديل ؟
أومأت برأسها بضعف غير قادرة على النطق حتى لا تفقد متعة الاحساس بالنشوة التى غلّفت لحظاتها الأخيرة مع كريم.
استطردت مها غير عابئة بصمت صديقتها:
-لقد أخبرتك من قبل بأنه عليك أن تتعلمى الرقص ,فهو متعة للعين والقلب.
أمّن كريم على قولها وبادرهم بطلب العشاء الذى ضم صنوفا غالية من أنواع الطعام قلما تناولتها هديل فأخذ هو على عاتقه مسؤولية تعريفها بمذاق كل نوع على حدة ,مرشحا لها أكثر من طبق لتستمتع بخبرته الواسعة فى هذا المجال , أما سيف فقد اكتفى بالنظر الى مها التى التقطت شوكتها بذوق وأناقة تنم عن تصرف سيدة من الطبقة الراقية وقد بدت أقل انبهارا من صديقتها بالجو العام للمطعم وروّاده الأثرياء.
لم تلق أيا من الفتاتين بالا لنظرات الفتيات الحاسدة لهما على رفيقيهما الجذابين ,فيما لم يعبأ سيف بنظرات الرجال المسلّطة على الفتاة الجالسة أمامه تتناول طعامها بصمت ,وان بدا عليه بعض الاهتمام حين لمح انحسار ثوبها القصير كاشفا عن ساقيها اللؤلؤيتين ,فقام بتنبيهها فى ملاحظة عابرة تعمّد أن يجعل صوته عاديا خاليا من أى تعبير:
-لمَ لا تعدّلين من جلستك قليلا حتى تصبحى أكثر راحة ؟
استوعبت تلميحه بسرعة خاطفة فيما تألقت نظراتها المتأنية على ملامح وجهه علّها تستكشف ما يوجد خلف قناع اللا مبالاة المصطنعة التى حاول الايحاء بها,وبدا أنها ستتجاهل طلبه للحظة ,فتناولت كوبا من الماء ترتشف قطراته ببطء ثم مسحت فمها بالمنديل على الطاولة لتهب واقفة تستأذنهم لاصلاح زينتها بالحمام , ثم التفتت توجه الحديث الى صديقتها التائهة فى بحر الهيام بلهجة واثقة:
-هديل ,ألا ترافقيننى الى الحمام ؟
فهمت دعوة صديقتها للابتعاد قليلا عن الرجلين فأزاحت شوكتها ونهضت مسرعة لتلحق بها:
-نعم ,هيا بنا , عن اذنكم.
أومأ الرجلين برأسيهما برشاقة فى ذات الوقت وفيما غابت الفتاتين عن أنظارهما التفت كلا منهما نحو الآخر ليتبادلا حديثا خاصا.
حينما دلفت مها وهديل الى داخل الحمام ,كان يبدو فارغا الا منهما فقامت مها باعادة طلاء شفتيها باللون الأحمر اللامع وهى تتأمل صورتها بالمرآة فى حين بقيت هديل تراقبها بهدوئها المعتاد ,سألتها صديقتها بمواربة:
-ألن تصلحى زينتك ؟ لقد أزيل طلاء شفتيك.
-هيا يا مها , أنا أعرفك حق المعرفة ,لماذا أردت أن نبتعد عنهما بهذا التوقيت بالذات ؟
كانت مها منزعجة جدا ولكنها لم تسمح لانفعالها بالسيطرة على تصرفاتها فهزت كتفيها بلا مبالاة وقالت تحاول الهروب من مواجهة هديل:
-لا شئ ,لقد أردت الذهاب الى الحمام فقط.
-هل ضايقك تعليق سيف على جلستك ؟
أطلقت ضحكة ساخرة قصيرة وهى ترتجف فعليا:
-أنه يرانى يوميا فى الشركة بثياب أقصر من هذه ,وأنا معتادة على نظرات الرجال لى فلم تعد تؤثر بى , الا أننى حقا لم أرَ نظرة احتقار كهذه من قبل فى عينى رجل !
ورغما عنها بدأت دموعها فى الانهمار لتهدد بافساد كامل زينتها فاحتوتها هديل بين ذراعيها مربتة على ظهرها لتواسى آلامها الظاهرة وقالت بموضوعية:
-ولمَ تعلقين أهمية على رأيه بك ؟
-لا أدرى , لقد ظننت أننى محصنة ضد هذه التعليقات ,وأخذت أحدث نفسى بأننى لا آبه بآراء الغير فى طريقة ملبسى وتصرفاتى ,حتى اصطدمت بهذا المتعجرف , ماذا يظن نفسه ؟
-اهدأى يا عزيزتى ,لا داعى لكل هذا التوتر ,كان يمكنك أن تتجاهليه تماما.
-صدقينى أردت أن أفعل هذا بشدة ,ولكن هناك ما يمنعنى حين أواجه نظراته الثاقبة أشعر بنفسى أعود كتلميذة صغيرة تواجه لأول مرة مشاعر الحب الأول.
-ماذا ؟ هل عدت لتتذكرى خالد ؟
اندهشت مها حينما سمعت اسم ( خالد ) يتردد على لسان صديقتها المقربة فعقدت حاجبيها مغمغمة بقلق:
-وما الذى جعلك تذكرين خالد الآن ؟
-أنت التى أوحيتى لى بذلك حين تحدثتى عن الحب الأول , ألم يكن هو حبك المراهق ؟
-هديل ... لقد سبق وأخبرتك بأننى قد أخرجت خالد من دائرة حياتى منذ زمن بعيد ,ولم يعد له مكان بتفكيرى.
-حقا ؟ ولم أشعر بأنك تتعمدين اخفاء مشاعرك ؟ ليس معقولا أن تنسيه بمثل هذه البساطة.
-بلى , لقد نسيته تماما وأخرجته من قلبى وعقلى.
لم تكن مها تكذب بهذا الشأن , فمنذ أن أخذت علاقتها تتوطد بهذا المدعو سيف رغما عنهما على اثر مواجهاتهم المتعددة والتى كانت تنتهى دوما بانتصاره عليها ,أخذ يحتل جانبا كبيرا من نطاق تفكيرها وبدأت تشعر بوجوده يطغى عمن سواه ,لا تستطيع أن تنكر ضيقها البالغ حين اضطرت الى انهاء علاقتها بخالد , حبيبها الأول الذى عرفت معه أروع المشاعر , المشاعر النقية البريئة , لقد أحبها خالد بدون أى غرض ,كل ما كان يتمناه أن يجمعهما بيت واحد ,أن تصير زوجة له مدى العمر ,ولشد ما كانت تؤمن بامكانية تحقيق هذا الحلم الغالى ,حتى أخبرها خالد ذات يوم بوجود فرصة عمل لها فى شركة الشرقاوى المعروفة ,وساندها حتى تلتحق بالعمل هناك ,ولم يعلما فى حينها أن هذه كانت بداية النهاية لقصتهما معا.
-أتمنى أن تكونى صادقة مع نفسك.
دفعتها كلمات هديل المخلصة لتتأمل حالها بمنظار جديد عليها , ما الذى سوف تجنيه من لعبة الانتقام الذى تحاول السعى اليه ؟ هل ستكون مستعدة فى النهاية لتحمل نتائجه الوخيمة على حياتها ؟ أفراد هذه العائلة ليسوا بالخصوم الذين يُستهان بذكائهم وقدرتهم الفائقة على التغلب على أعدائهم.
غسلت وجهها جيدا بالماء ثم أكملت زينتها مرة أخرى قبل أن تنظر لوجهها بالمرآة بثقة واعتداد لتطرح ضعفها جانبا وهى أشد تصميما على المضى قدما فى خطتها البديلة.
-هيا حتى لا نتأخر أكثر من هذا , لا نريد أن نسبب قلقا لسيف وكريم.
-ما أشد ما تلعبه المصادفة فى حياتنا , أليس كذلك يا مها ؟
-نعم ,بالتأكيد فأنا مؤمنة بالقدر وقدرته الغير عادية على صنع المعجزات.
وانصرفت الفتاتين عائدتين الى الطاولة وهما فى أبهى صورة.
**************