لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-18, 09:19 PM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الثامن عشر






كانت الفتاة فى ظروف أخرى ستطير فرحا من غمرة سعادتها ,لم تكن لتتخيل فى اكثر أحلامها وردية أنه سيتقدم طالبا يدها للزواج , فارس أحلامها الذى ملأ كيانها واحتل كل تفكيرها ,ولكنه يعرض عليها زواجا باردا خاليا من مشاعر الحب الجميلة ,مجرد حل لمشكلتها العويصة ,لو فقط يضيف كلمة واحدة ( أحبك ) لكان عالمها كله قد تغير ,ولدهشته العميقة رفضت عرضه بكبرياء واباء وقالت بلهجة قاسية:
-شكرا لعرضك للمساعدة يا رفيق , ولكننى لست يائسة لهذه الدرجة.
-ماذا ؟ أترفضين الزواج منى ؟
-نعم , فلا ضرورة للتضحية بحريتك الغالية على نفسك من أجلى.
-وماذا ستفعلين مع حسام ؟ كيف ستجابهين حصاره لك ؟
-لا شئ , سأجد حلا ما , لا تشغل بالك.
وهمت بالانصراف وهى تودعه فاستوقفها مجبرا اياها على العودة الى الطاولة مرة أخرى وقال مهددا:
-انتظرى يا لبنى , ما الذى يضايقك الآن ؟ لقد عرضت عليك الزواج منى , وها أنت تضربين بطلبى عرض الحائط.
-وماذا تنتظر منى ؟ لا أريد شفقتك ,كما أننى لست لحاجة اليك.
-ولكننى بحاجة اليك.
هل توهمت ما سمعته ؟ انها تشعر بأنه يكن لها مشاعر أعمق مما يحاول اخفائه ,ولكنها تتمنى سماع الكلمة صريحة حتى لا يكون هناك مجال للأوهام بينهما ,فاستوضحت الأمر ببراءة:
-ماذا قلت ؟ لم أسمعك جيدا.
-أقول أننى أحبك.
شعرت بالأرض تميد تحت قدميها كمن سحب البساط من تحته ,هل حقا اعترف لها بمثل هذه البساطة المحيرة بمشاعره دون أن يطرف له جفن أما هى لماذا تشعر كانها تلقت لكمة قوية ونبضات قلبها تتسارع مهددة بالانفجار فضغطت بيدها على صدرها لتحاول ايقاف هذه الخفقات المجنونة وتصرخ عاليا:
-هل قلت أنك تحبنى يا رفيق ؟ لا أصدق أنك قلتها أخيرا , أنا أيضا أحبك.
حاول تهدئتها بعد أن التفت اليهم أغلب رواد المطعم الشهير وقال من بين أسنانه مغتاظا من هياجها:
-طبعا أحبك أيتها المجنونة , اهدأى وأخفضى صوتك ,أتريدين أن تثيرى ضجة حولنا ؟
كادت أن تجيبه بأنها تريد للعالم بأسره أن يعرف بحبهما وأنها تود أن تصرخ من فوق الجبال بعشقها له ولكنها شعرت بخجل من نظراته المتفحصة القوية وارتأت أن تستمع له :
-اسمعى الآن علينا أن نسرع بعقد قراننا ودون أن يعلم أحد به ,هل معك بطاقتك الشخصية ؟
أجابته باستسلام:
-نعم , انها بحقيبتى.
-حسنا سوف نحتاج الى صور أيضا , لا يهم سوف أجد حلا.
واستأذنها بضعة لحظات ليجرى اتصالا هاتفيا مهما وقد أخذت ملامحه تتبدل بين العبوس والضيق وهو يجرى حواره الى أن أنهى المحادثة بصورة مفاجئة وتوجه ناحيتها فأشار لها بالنهوض وترك الحساب على الطاولة ثم انصرفا سويا دون أن تعلم الى أين سيتوجهان.
كان عمها محمد بانتظارهما ومعه المأذون ,وحين رآهما يقتربان منه بصمت انتحى بابنه جانبا بعد أن ألقى التحية على لبنى سريعا وأخذا يتناقشان بحدة وهى ترى رفيق محاولا فرض رأيه ليقتنع أبوه فيما بعد وأشار له بالموافقة ,ثم تم الأمر سريعا وكأنها فى حلم , تزوجت من رفيق وكان وليها هو عمها الذى عرفت أنه لم يكن راضيا عن هذه الزيجة أن تتم بمثل هذه السرية حتى ولو فى سبيل حمايتها .


*************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 09:20 PM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 




-ولماذا لم تقوما باطلاعنا على هذا السر بعد وفاة جدى ؟
طرح كريم سؤاله بهدوء وقد سيطرت مشاعر غامضة عليه ,فهل يشعر بالفرح لأن لبنى أو أميرة على الرغم من أنها ليست شقيقته ولكنها قريبة جدا له ,ربما أكثر من أى فرد آخر فصلة القربى بينهما مزدوجة ,أم يغضب لاخفائهم الأمر عنه وكأنه شخص غريب عنهم ,تضاربت الافكار برأسه فى انتظار رصاصة الرحمة التى أطلقها رفيق ليخرج الجميع من دائرة الحيرة فيجيب برصانة وهو يتأمل زوجته بحب صريح :
-لأن أميرة كانت فاقدة للذاكرة.
واستطرد بلهجته العقلانية الحازمة:
-تعرضنا لحادث سيارة أنا وهى ,وعلى اثره فقدت جزءا كبيرا من ذاكرتها القريبة ,ربما أخذ عقلها الباطن يلفظ كل ما يثير ضيقها ويمحو الذكريات السيئة التى عايشتها بعد وفاة والديها كما كانت تعتقد ,أما بالنسبة لى ... فيبدو أنها قد تأثرت كثيرا حتى تقرر أن تضعنى بركن بعيد جدا من ذاكرتها , فحينما رأتنى بعد الحادث نظرت لى باستغراب وسألت خالتها عنى:
-من هذا الرجل يا خالتى ؟
حين واجهت سؤالها شعرت بطعنة عميقة فى كبريائى ,واكننى حاولت التماسك لأسأل الطبيب عن حالتها فأخبرنى بضرورة مساعدتها بالابتعاد عن كل ما يزعجها حتى تستعيد ذاكرتها كاملة ,وألا نحاول الضغط على أعصابها المتوترة ,فاخترت الانسحاب بعيدا حتى يتم شفاؤها.
ونظر الى أميرة التى كانت تبحث عن أجوبة لأسئلتها الكثيرة وقال بمغزى مفهوم:
-وهذه هى اجابتى على استفسارك بشأن تركى لك بمفردك طوال هذه الفترة ,كما أن خالتك لم تكن تعلم شيئا عن ارتباطنا ولم أقدر على مواجهتها بالحقيقة بعد أن رجتنى أن أنساك الى الأبد ,ظنا منها أننى حين أعرف بحقيقة كونك ابنة عمى بالتبنى سأتخلى عنك ,كان لديها العذر لأنها تدرك كيف يفكر جدى وما كان بمقدوره أن يفعل اذا اشتم خبرا ,لقد سبق له أن أحال حياة عمى وجدى وزوجته الى جحيم حقيقى.
أمنّت أميرة على كلام زوجها حيث قالت بنبرة مصدومة:
-حينما عدت من زيارتى للفيلا لأول مرة وأوصلتنى أنت يا رفيق ,واجهت السيدة مديحة بحقيقة كون أمى ... مجرد خاطفة للرجال حين علمت بنبأ زواجه الأول الذى أخفاه عنى طوال حياته ,وحتى معرفتى القصيرة بكريم ورفيق توقفت لدى عمر صغير ,مجرد ذكريات ضبابية عن طفلين يكبراننى كثيرا ولطالما تمنيت لو أستطيع أن أرى وجهيهما بوضوح .
هز محمد رأسه ليؤكد صدق كلامها فقال بأسى:
-لقد نما الى علم جدك أننى أصطحب كريم لرؤية والده ,وبالتالى قام بحرمانه من مرافقتى وحيدا, فيما قلت زياراتى لوجدى كثيرا حتى لا أثير غضب جدكم ,وبعد فترة انتقل هو الى الاسكندرية هربا من بطشه حتى يعيش هو وأسرته بأمان.
تنهدت السيدة سوسن بمرارة وهى تنقل بصرها بين زوجها وابنها وتقول بأسف:
-كل هذه الخفايا لا أعلم عنها شيئا , أبعد هذه العشرة الطويلة يا محمد ولا تأتمننى على أسرارك ؟ وأنت يا رفيق تتزوج دون أن تعلمنى حتى ؟ لا أصدق نفسى , لقد عشت فى وهم سنوات طويلة أننى جزء من هذه العائلة لأفاجأ اليوم بأننى مجرد دخيلة.
ونهضت غاضبة لتنصرف بعد أن استأذنت من حماتها:
-عن اذنك يا ماما أنا متعبة وأريد الذهاب الى غرفتى.
أومأت لها السيدة شريفة برأسها مواسية للصدمة التى تلقتها للتو , هى نفسها تشعر بما قالته ولكنها لا تجرؤ على اظهار ضعفها وقلة حيلتها ,أيقنت هى الأخرى أنها مجرد صورة بهذا البيت , طوال فترة زواجها من عبد العظيم والحواجز ترتفع بينهما ,واحدا وراء الآخر حتى صار بنيانا ضخما يحول بين الوفاق المألوف بين أى زوجين ,تربطهما أواصر المودة والرحمة ويجمعهما الأبناء , الا أن الأمور انعكست تماما.
لحق محمد بزوجته ملهوفا عليها لا يلوِ على شئ , فهى محقة بضيقها وهو يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية , ما كان عليه أن يوافق على مثل هذه الزيجة وبهذه الطريقة المشينة وكأنهما يختلسان ما ليس حق لهما,فبما بقى رفيق غير قادر على الاتيان بأى تصرف ,فالخيوط قد تشابكت وتعقدت أكثر مما كان يتصور ,وكلما انحلت عقدة تكوّنت أخرى أكبر منها ,ربما اعتقد أن فى استرجاع أميرة لذاكرتها المفقودة ومعرفتها بأمها الحقيقية سوف يعيدان التوازن الى حياته , فانقلبت رأسا على عقب.
وحذت حذوها السيدة شريفة لتعلن أنها مرهقة وتود أن تنال قسطا من الراحة فعرضت عليها ريم مرافقتها الى غرفتها حتى تساعدها على هبوط الدرج ولكنها استوقفتها باشارة من يدها وهى تخبرهم بأنها بخير وقادرة على العناية بنفسها.
قالت فريال لتقطع الصمت المخيم على الغرفة بعد انصراف أمها وأخويها: -لا تتكدروا هكذا ,لا أريد أن أرى أحدا متضايقا بعد اليوم , يكفى أننا قد اجتمعنا سويا , شمل العائلة قد اكتمل بنا وبعودة أميرة الينا , أليس كذلك يا مجدى ؟
-هه ؟ هل تحدثيننى ؟
انتبه المحامى من شروده على صوتها الحبيب يناديه فأسرع يلتفت نحوها وهو لا يقوَ على مقاومة مشاعره الدفينة:
-أعتذر منك يا فريال , ربما سرحت بأفكارى قليلا , فما حدث اليوم كان مفاجأة لأغلبنا ,والله وحده يعلم ما الذى سوف تؤول اليه الأمور.
أجابته فريال وقد بدأ وجهها يشرق بالأمل والتفاؤل بعد أن أنطفأت ابتسامتها لمدة طويلة:
-لا يهم , كل شئ سيكون على ما يرام ,ولا تقلق يا رفيق فأمك قد تكون غاضبة منك الأن ولكنك تعرف أن لها قلب أم حنون رؤوف , لن تلبث أن تتقبل الأمر وتسامحك على ما أخفيته عن الجميع.
كانت كلماتها تحمل المواساة مع لمحة خفيفة من التأنيب , هى محقة فى لومها الموجه له فها هى ابنتها الوحيدة قد تزوجت دون أن تعرف عن ظروف زيجتها وقد حرمت من فرحتها برؤيتها ترتدى الفستان الأبيض وتسلمها الى عريسها كما تحلم كل أم ولكنها تشعر بارتياح بالغ لأنها اختارت رفيق ابن أخيها فهو بالرغم مما يبدو عليه من جمود ولا مبالاة الا أنه شخص يعتمد عليه وقادر تماما على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه اضافة الى أن مشاعره القوية نحو ابنتها قد أعلنت عن نفسها جلية حينما كانت راقدة بالغيبوبة ,وفجأة رنت برأسها نحوه وهى تسأله بفضول:
-رفيق , لم تجب عن سؤالى حين كنا بالمستشفى , كيف تصادف أن كانت فصيلة دمكما واحدة وكيف عرفت ؟
جذب هذا السؤال انتباه أميرة وهى غارقة فى حضن أمها لتمطره بوابل من الأسئلة بدورها:
-هل فصيلة دمنا واحدة يا رفيق ؟ ولماذا تسألك أمى عن هذا من الأساس؟
أشار الرجل بيده علامة التمهل وقال بهدوء:
-رويدكما أنتما الاثنتين ,اجابة على سؤال عمتى :فقد تكرر هذا الأمر من قبل حين وقع لنا حادث السيارة منذ أربعة سنوات واحتاجت أميرة الى نقل للدم ,ونبهتنى الممرضة وقتها أن فصيلة دم زوجتى تعد نادرة جدا وأنه علىّ سرعة التصرف , ولحسن الحظ فقد كانت هى نفسها فصية دمى ,أما عن سؤالك حبيبتى :فالاجابة هى نعم ,وقد احتجتى لنقل الدم مرة ثانية.
قالت أميرة بصوت حالم:
-أهذا يعنى أنك قد أنقذت حياتى مرتين ؟
اقترب رويدا من زوجته التى كانت تبدو كطفلة صغيرة وهى متعلقة بأمها وحركت مشاعر الحماية بداخله الى أقصى درجة فها هى تعود طفلته المدللة التى كان يحلو لها التشبث بملابسه خوفا من سخافات كريم وهو يحاول مضايقتها ,وتذكر يوم عقد قرانهما حين بدت ضعيفة تائهة الى أن أعلن المأذون أنهما قد صارا زوجين وبارك لهما والده فتألقت ابتسامتها الخجول وهى تتلقى تهنئته الخاصة عندما طبع قبلة دافئة على جبينها ,وجلس بقربها مكان جدته الخالى ,وأخذ يمسح على شعرها بحنان بالغ وقال بصوت ينضح بالمشاعر البدائية التى طالما قاومها فى الماضى حتى لا يؤلمها:
-لقد أخبرتك وأنت بعد صغيرة أنك أميرتى ,لقد اعتدت أن أدللك بهذا اللقب , هل تتذكرين يا حبى ؟
ابتعدت عن أمها قليلا لتميل الى زوجها وهى تنظر له بعشق كأنهما وحدهما فى المكان:
-لقد تذكرت يا حبيبى , كل شئ ,لا أعرف كيف احتملت طوال هذه السنوات ابتعادى عنك ؟ وكيف صبرت أنت على تجاهلى ؟
-لم يكن الأمر بيديك , فهو خارج عن ارادتك ,وكان الله بعونى حينما اتخذت قرار الابتعاد دونا عن رغبتى ولكنه كان لمصلحتك.
-وكيف سمحت لخالتى , أعنى السيدة مديحة أن تقصيك عن حياتى بهذه البساطة ؟ كان عليك أن ترفض وتبقى بجانبى.
-لم يكن ممكنا وقتها , ولكننى قايضتها .. نعم لا تتعجبى , لقد أخبرتها بكل مضايقات ابنها السخيفة لك ووعدتها بأن أبتعد عنك مقابل أن تكف يده عنك.
-لم أكن أتذكر شيئا عنه هو الآخر.
-وهل ضايقك بعدها ؟ هلا تخبريننى بالحقيقة.
كانت نبرته الغيور الغاضبة ونظراته النارية تنبئ بما لا يحمد عقباه اذا لم تسرع بتهدئته فطمأنته بقولها:
-فى الحقيقة كانت علاقتى به باردة الى أقصى حد فى هذا الوقت , كل ما كنت أذكره هو التجاهل من جهتى ونظرات البغض من جهته الى أن أعلن بعد فترة قصيرة من استلام عمله أنه بصدد اعلان خطبته على فتاة ما وحتى لم يستشر أمه فى الأمر , كأن مجرد اعلامها بموعد الخطبة كافٍ ولم تحضر حتى تفاصيل الاتفاق على الزفاف , أراد منها فقط أن تتصرف كصورة مكملة للمنظر العائلى.
-هذا أمر رائع ومثالى.
كانت سخرية سيف واضحة للعيان وقد أخذ يصفق بيديه وهو يستطرد هازئا:
-ها قد عاد الفارس الشجاع الى منزله حاملا بيديه أميرته المدللة والتى اتفق أنها هى ذاتها سندريلا ابنة عمتى المفقودة وليس هذا فقط بل كانت تمثل دور بياض الثلج التى أنقذها الأمير بقبلة من الساحرة الشريرة, هذا شئ عظيم , فلنصفق معا تكريما لابن عمى المغوار.
-كفى يا سيف , أنت لا تدرى ماذا تقول.
قاطعه كريم هادرا بصوت غاضب وهو بحاول السيطرة على انفعاله اللا ارادى ,فأسكته رفيق بيده وهو ينظر الى سيف بلوم:
-اتركه يا كريم يخرج ما بداخله ,هيا يا سيف قل ما بدا لك.
هز رأسه بعنف وهو يقول كمن يهذى:
-نعم سأخبرك بما يعتمل فى نفسى , لقد صار والدى هو الرجل الشرير بالقصة بعد أن قام المحامى الطيب بفضح أمر فعلته الشنعاء , أليس كذلك ؟ وسوف ينال السيد مجدى طبعا مكافأته من عمتى الحبيبة لأنه قد حافظ على ابنتها الغالية.
لم يحتمل مجدى سخريته واستهزائه المبالغ فيهما فقاطعه بحزم وصرامة:
-اياك وأن تمس عمتك أو ابنتها فى فورة غضبك مما قام به أبوك , اذا أردت أن تلقى بلومك على أحد فهذا الشخص قد انتقل الى رحمة الله ولم يعد باقيا له سوى عمله الطيب.
-وأى عمل طيب ؟ ما عرفته منذ وفاته يكفينى لسنوات أن أؤمن بأنه لا يوجد من هو أسوأ منه على وجه الأرض.
-الله وحده من يملك محاسبته على أفعاله , وما نحن الا بشر مثله ولسنا أنبياء , فكل منا له أخطائه وعيوبه , من منا طاهر برئ بلا خطايا !
لا أحد , أعيدها على مسامعك .. لا أحد يا سيف ,وقبل أن تحاسب اباك على فعلته , اسأله أولا لماذا تصرف هكذا , لا بد وأنه يملك تفسيرا.
شعر سيف بدوامة الحقد تبتلعه بداخلها وهو يلعن بمرارة:
-كفى ! لا يوجد مبرر واحد لمثل هذا التصرف ,وأرجو منكم ألا تلتفتوا لهذيانى ولا تدعوننى أقاطع احتفالكم البهيج بعودة الأميرة ,حمدا لله على سلامتك يا .. أميرة.
واندفع خارجا يتخبط بحيرته وشقائه فلحق به كريم وهو يطمئن الجميع:
-لا تقلقوا عليه , أنا سألحق به ولن أتركه وحيدا.
-نعم يا بنى , فابن عمك يحتاجك أكثر من أى وقت مضى , اذهب ولا تعد الا ويدك بيده.
كانت لهجة أمه المواسية والمشجعة له دوما هى خير معين له فابتسم لها بصعوبة وهو يقول مؤكدا:
-طبعا يا أمى لن أتخلى عنه فهو كأخى.
وهرول لاحقا بابن عمه المحبط.
تلجلجت هناء وهى تشعر بكونها دخيلة على هذا الجو الأسرى فقالت متمتمة:
-حمدا لله على سلامتك يا بنت أخى , مبارك رجوعها لأحضاننا يا فريال , استأذنكما لأذهب الى غرفتى , لم يعد من اللائق بقائى هنا.
-ابقى يا هناء , فأنت ابنة عمى ,وعمة ابنتى , لست بغريبة عنا , هذا هو مكانك وسطنا.
قالت فريال بصدق متمنية أن تعود المياه الى مجاريها مع ابنة عمها والتى كانت مقربة جدا منها وساهمت أفعال والدها ومصائب الزمن فى التفريق بينهما.
-وأين سأذهب يا فريال ؟ ليس لى مكان الا هنا ,ولكننى أشعر بتعب مفاجئ ,ساذهب لأستريح قليلا.
-هل أنت بخير يا تنت هناء ؟ أأستدعى لك طبيبا ؟
سألتها ريم بقلق وهى ترى شحوب وجهها وارتجافة يديها , فقامت هناء بمسح دموع ترقرقت فى عينيها وهى تغمغم:
-لا أنا بخير يا ريم , لا تشغلى بالك , مجرد حاجة الى بعض النوم , تصبحون على خير.
انصرفت ترافقها تمنياتهم القلبية لها بالسلامة والخير.


*************************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 09:21 PM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انسلت ريم بهدوء مستغلة فرصة اندماج عمتها فى حديث ودى مع المحامى لتفاجئ سماح فى المطبخ ,وجدتها واقفة تجفف الأطباق المغسولة وهى تائهة بعالم الأحلام فقامت بممازحتها بحركة تدغدغها فشهقت الفتاة فزعا وهى تنتفض برعب كادت أن تفلت طبقا من بين يديها وقالت بطريقة طفولية تنفس بها عن ضيقها:
-آنسة ريم ,لقد أفزعتنى , ألن تكفى عن هذه الحركات الصبيانية ؟
كانت دوما تتبسط معها فى الحديث ولم تكن ريم تمانع أبدا مثل هذه العفوية فى علاقتها بسماح وأخذت تضحك بسعادة وهى ترى ملامح الفتاة تتغضن من أثر حركتها المفاجئة وقالت بمرح:
-يا هنائه وسعادته ذلك الذى يشغل بالك ؟
أجابتها الخادمة وهى تعيد الأطباق الى الجارور الخاص بها:
-لا يوجد أحد يا آنسة ريم.
غمزتها ريم بمكر وهى تشاكسها:
-أتخفين شيئا عنى يا سموحة ؟
أجابتها وهى تتعلل بانشغالها بالعمل:
-أبدا ,أنا فقط كنت أفكر بـ ... بـ ..
- بـ ... سعد.
انتزعها الاسم من مكانها كمن قرصته نحلة وقالت بارتباك:
-س .. سعد من ؟
أجابتها ريم وهى تمثل كمن يحاول أن يقدح زناد فكره ليتذكر شيئا ما وأخذت تقلد لهجة سماح:
-س.. سعد ... سعد , أليس هذا هو مساعد عم ( مصيلحى ) الطباخ ؟ ذلك الشاب الوسيم قمحىّ اللون ,الذى يصفف شعره من المنتصف الى أعلى هكذا .
وأشارت بيدها الى قمة رأسها وهى تراقب سماح واللون الأحمر يغزو خديها فأجابتها بكسوف:
-يوووه يا أنسة ريم , وما الذى يجعلنى أفكر به ؟
-ما فائدة الانكار يا خبيثة ولقد رأيتكما بعينىّ صباح اليوم تتناجيان كزوجى العصافير قبل أن يلمحكما عم ( مصيلحى ) وينهركما زاجرا.
وانطلقت ضحكاتهما معا بعد أن انحلت عقدة الخجل لدى سماح فأجابتها معترفة:
-لا شئ , انه فقط مجرد اعجاب ,والله العظيم لم أخرج معه سوى مرة واحدة.
رفعت ريم حاجبيها دهشة من اعترافها السريع:
-هكذا وقعت فى الفخ ,خرجتى معه , يا سلام ؟ والى أين اصطحبك ؟ وماذا قال لك ؟ هل حاول أن يمسك بيدك ؟ هيا أخبرينى بكل شئ .
-آنسة ريم ! لا يصح هذا الكلام ,ثم أننى مشغولة الآن واذا جاء عم ( مصيلحى ) غدا ورأى أننى لم أنهِ عملى سوف يشوينى حية.
لم تتمالك ريم نفسها من الضحك لهذا التشبيه الساخر فلسانه الحاد أفظع من شواية الفحم ,ولكنها أصرت عليها أن تقص عليها كل ما دار بينهما , كانت بحاجة الى صحبة لذيذة تخرجها من جو الاكتئاب المسيطر على المنزل ولتلهيها عن تفكيرها بذلك الوسيم الساحر جاسر الذى قابلته بالأمس لأول مرة , وقد كان لقاءا يفوق أكثر تصوراتها خيالا.
-هيا يا سموحة , لا تكونى كتومة هكذا عن صديقتك , أريد أن أعرف كل التفاصيل المملة.
شعرت سماح بأهميتها المتزايدة لدى انصات الفتاة لها وهى تخبرها بما حدث بينهما من حوار محاولة اختزال اللحظات العاطفية فى اعترافه ,وحين أنهت روايتها أطلقت ريم تنهيدة حارة وتاهت بعالمها الخاص تسترجع لقائهما الخاص.


***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 09:39 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



استطاع كريم اللحاق بابن عمه الذى غادر المنزل فى خطوات سريعة متهورة ونجح بالامساك به قبل أن يركب سيارته وقال له بصوت متقطع من شدة اللهاث:
-يا الهى ! انتظر يا سيف , لقد تقطعت أنفاسى من الجرى ورائك ,انتظر!
نفض يده التى وضعها على كتفه بعنف وهو يتراجع الى الخلف مهددا:
-ابتعد عنى يا كريم , لا أريد أن أرى أحدا أو اسمع شيئا, دعنى لحالى.
-وكيف يكون هذا يا ابن العم ؟ ألسنا أصدقاء واخوة ؟
ابتسم سيف بسخرية مريرة وهو يتشدق:
-نعم نحن أصدقاء واخوة , ألم ترَ بنفسك أننا آخر من يعلم فى هذا البيت , لقد تزوج الباشمهندس رفيق من ابنة العم المنبوذ والتى اتضح فيما بعد أنها ابنة عمتك الضائعة والتى لم نكن نعلم أيضا بوجودها على قيد الحياة , والأدهى من ذلك الدور المشرف الذى لعبه والدى بهذه القصة , كل هذا وتريد منى أن أبقى ؟
-وما الذى يكدرك هكذا ؟ انه ليس ذنبك فعمى شخص بالغ ومسؤول عن تصرفاته ,والا فعليك أن تحاكمنى لما قام به أبى منذ سنوات طويلة حين هجر أمى وتزوج امرأة أخرى.
كانت نظرات كريم تطفر بالألم المرتسم بداخل أعماقه والذى طالما حاول أن يخفيه حتى عن أقرب الناس اليه متظاهرا بالقوة والقدرة على النسيان ,ولأول مرة يراه سيف بهذا الشكل ,ويبدو أن كريم قد أصابه الندم لاظهاره ضعفه الواضح وكشف عن غطائه الذى كان يستر به النقص الذى عانى منه طوال فترة طفولته وشبابه ,شعر سيف بالتعاطف يتعاظم نحو ابن عمه وهو الذى جاء ينشد مواساته فى حين أنه هو بأمس الحاجة الى مساندته ,فالتفت اليه محتضنا اياه بين ذراعيه القويتين ضاغطا على ضلوعه بقسوة كما اعتادا أن يفعلا منذ صغرهما لاثبات تفوق أحدهما على الآخر , مما جعل كريم يدفعه ممازحا وهو ينهره:
-كفى يا فتى , سوف تعتصرنى كالأفعى .
-اعترف بأننى الأقوى.
وكوّر قبضته فى الهواء مظهرا عضلة ساعده المنتفخة والتى تظهر قوة لا بأس بها.
-حسنا أيها المصارع ,تعالى لنذهب بعيدا فيبدو أننا نحتاج الى استنشاق هواء نظيف بعيدا عن هذا الجو الملوّث.
-هيا الحقنى بسيارتك ولنرَ من منا سوف يسبق الآخر.
تقبل كريم التحدى بصدر رحب وهو يهرع نحو سيارته ليديرها ببراعة لاحقا بابن عمه الذى انحرف بمهارة ليتجاوز البوابة الحديدية بلمح البصر ,فيما قام هو بملاحقته عن كثب سامحا له بالتفوق النسبى عليه فى البداية ,كانا يتجهان نحو مكانهما المفضل بوسط البلد ,ذلك المقهى الأنيق الخاص بأحد الفنادق الفاخرة والتى يطل على كورنيش النيل.
وباللحظة الأخيرة استطاع كريم انتزاع المكان الذى أراد أن يصف به سيف سيارته مشيرا له بعلامة النصر وشعر بنشوة الانتصار حين لمح نظرة سيف المغتاظة وهو يلعن سوء تقديره لقوة خصمه.
صف سيف سيارته بمكان آخر قريبا واستعد ليغادر مقعد القيادة وقام بصفع بابه بعنف وكأنه ينوى تحطيمه فمال عليه كريم الذى لحق به قائلا بصوت ساخر وهو يصفر لحنا غربيا معروفا:
-هل رأيت يا ابن عمى العزيز أن المسألة لا تحتاج الى عضلات , الأهم يكمن هنا.
واشار الى رأسه غامزا فأجابه سيف بضيق:
-حسنا أيها الذكى , لقد تركتك تنتصر علىّ مرة واحدة فلا تنسَ من هو صاحب المركز الأول دائما.
قهقه كريم عاليا وهو يغالب نفسه :
-صاحب المركز الأول ليس هنا الآن , لا بد أن يرتوى الآن من نبع الحب الذى تدفق فجأة.
كان يقصد رفيق بكلامه ,وشعرا هما الاثنين بأن ابن عمهما شخص محظوظ لأنه قد وجد الحب الحقيقى أخيرا وسط كل هذه الفوضى ,وقد كانا يغبطانه بداخلهما لأنه استطاع أن يتغلب على الصعاب ليجتمع بمن أسرت قلبه وان خالط هذا الشعور احساس بالخيانة لأنه أخفى عنهما هذه التفاصيل المهمة.
أخرجه سيف من شروده حين جذبه من ياقة قميصه هازئا:
-هيا بنا .
عدّل كريم من هندامه بحركة مازحة وهو يقول بغضب مصطنع:
-لقد أفسدت طلتى حقا , يا لك من مفسد للملذات , كيف سأوقع الفتيات بنظراتى الساحرة ان رأتك احداهن وأنت تجذبنى هكذا.
تشاركا فى الضحك وهما بالدخول الى الفندق حين لمحا فتاتين تديران ظهريهما لهما تقفان بارتباك على الرصيف القريب منهما ,واثنين من الشباب العابث يحاولان معاكستهما بكلمات خارجة عن اطار الأدب ويبدو أنهما كانا يحاولان قطع الطريق عليهما.
نظر كلا من سيف وكريم الى الآخر بمغزى مفهوم وانطلقا يخلصان الفتاتين من هذا الموقف السخيف فاقتربا بهمة من الشابين المفتولى العضلات فابتدرهما سيف بقوله برنة غاضبة ناهرة:
-ماذا تظنان نفسيكما بفاعلين ؟
وقام كريم هو الآخر بمناورة ليطبق غليهما من الجانب الآخر وهو يشيح بيده ليصرفهما:
-هيا ابتعد عن طريقهما , فلا يصح منكما هذا التصرف.
لم يبد على ايا من الشابين أنهما سوف يستمعان الى النصيحة وقررا بدء المعركة بقول أحدهما:
-وما شأنك أنت ايها التافه ؟
وقال الآخر وهو يشمر عن ساعديه بحركة مقصودة:
-ان هاتين البنتين صديقتان لنا.
وهمت الفتاتان بالاعتراض ولم تكن احداهما قد دققت النظر الى وجه مخلصها فشهقت احداهن وهى تقول غير مصدقة:
-كريم !
سماعه لنبرة الصوت المألوفة على أذنه جعلته يحدق بوجه الفتاة الجميلة التى أطلقت اسمه بهذه النغمة الرائعة من بين شفتيها فابتسم ببطء على الرغم من جسامة الموقف الذى يواجهونه وهتف متعجبا:
-هديل !
ثم استدرك موقفه فانطلق نحو الشاب الأقرب لها وأزاحه بعيدا فى حركة غاضبة وهو يهدده:
-ابتعد عنها فورا والا فلن تستطيع أن تتعرف على ملامح وجهك الوسيم بعدما أنتهى منك.
رد عليه الآخر مكابرا:
-ولماذا أبتعد أنا ؟ فلتذهب أنت من هنا فلن أترك قطعة البقلاوة هذه تفلت من بين يدىّ.
-أنها خطيبتى ايها الأبله , هيا اذهب من هنا قبل أن تنال عقابك منى.
فيما كان سيف يراقب وجه الفتاة الأخرى المصدومة وهى تشاهده يدافع عنها ببسالة وشهامة وانتهز الفتى الآخر فرصة انشغاله بالتحديق بها ليوجه له لكمة قوية فى فكه أطلقت الدماء من جرح بشفته السفلى فانتبه من شروده وتفادى لكمة أخرى برشاقة ثم قام بدفعه بقبضة يده ليلكم معدته فتأوه متألما ليعاجله بركلة بين ساقيه كوّمته أرضا وهو يئن محاولا الدفاع عن نفسه وهو يقول باستسلام:
-حسنا يا سيدى , سأنصرف , أرجوك لا تضربنى ثانية.
وقام صديقه بانهاضه من على الارض وهو يجره من ذراعه مبتعدين عن ساحة المعركة ويهمهمان باعتذارات كثيفة اتقاءا لشر هذا الرجل الضخم.
أسرع كريم نحو ابن عمه ليطمئن على سلامته وهو يرى جرحه ينزف بغزارة:
-سيف , هل أنت بخير ؟
أجابه سيف ببرود وهو لا يغفل عن نظرات مها المشدوهة وهى تقترب منه ببطء:
-نعم , أنا بخير , لا تقلق.
قامت مها باخراج منديلا مبللا من حقيبتها وسارعت لمسح خيط الدم الذى انسال من شفتى سيف ليغرق ذقنه بلمسة حانية وهى تقول باضطراب ملحوظ:
-أنا آسفة حقا لما أصابك بسببى .
كان لتناقض تأثير لمسة أناملها الناعمة على بشرته الخشنة بفعل ذقنه النابتة فعل السحر على قلبه الذى شعر به يخفق بقوة وهو يتنسم عبيرها الزكى فيما شعرت هى بتوتر فى أعصابها حين أمسك بالمنديل فى يدها فلامست أصابعه باطن كفها وأزاحه عن وجهه فى حركة عصبية ونظر الى عينيها بعمق مستفسرا:
-هل أنت حقا آسفة ؟
تبعثرت الكلمات على شفتيها محاولة الخروج لتبدى ندمها ولكنها ما لبثت أن خفضت بصرها بحياء فاحتار سيف لمرأى هذه النظرة الجديدة عليه , لقد كان يعتقد أنها كأى سكرتيرة أخرى عرفها فى حياته لا بد أنهن يتصنعن هذا الخجل الغير حقيقى لتبدو وكأنها ملاك يمشى على قدمين ,وحدثته نفسه بأن هذه الفتاة تختلف عن غيرها ,لا بد أنها تجيد التمثيل لتخدع شخصا متمرسا مثله بهذه السهولة.
فيما كانت هديل تردد عبارات الشكر وهى ممتنة لتدخل رب عملها وابن عمه فى اللحظة الأخيرة لانقاذهما من هذا الموقف المحرج وشعرت بنظرات كريم المقيّمة لها وابتسمت حين تذكرت كذبه المقنع حين أخبر الشاب أنه خطيبته ,وغالبتها رغبة عمياء لتحلق بعيدا متخيلة أنها فعلا مخطوبة لهذا الشاب البالغ الرجولة والأناقة ,وأنها سوف يدافع عنها لأنها تخصه هو وحده.
-ما الداعى لهذه البسمة ؟
-هه .
انتبهت من شرودها على صوته الآمر المسيطر ليخرجها من عالم أحلامها الوردية فأشاحت بوجهها بخجل فطرى وهى تردد كأنها تنفى عن نفسها تهمة خطيرة:
-لا شئ , فقط كنت أفكر أن الله أرسلكما بالوقت المناسب لنجدتنا , شكرا مرة أخرى , هيا يا مها ألن ننصرف ؟
كانت مها بعالم آخر واقفة تحملق فى عينى سيف الآسرتين لها وهى ما زالت غير واعية لسؤال صديقتها الزاجر فجذبتها بيعدا عنه وهى تحثها على الاسراع للمغادرة فحاولت مها الاحتجاج قائلة:
-ولكننا لم نبدأ السهرة بعد يا هديل !
تصرف كريم بسرعة بديهة قبل أن تضيع منه الفرصة التى قدمت له على طبق من فضة فقام بسؤالهما:
-هل كنتما تنويان قضاء السهرة هنا ؟
أجابته مها بصراحة :
-نعم ,لقد فكرنا أنه يمكننا أن نسهر ولو ليوم واحد بهذا المكان الراقى.
ورنت بنظرها الى المبنى الشاهق الارتفاع من خلفهم.
قامت هديل بتعديل جملة صديقتها:
-ولكن يبدو أن الوقت قد تأخر ,هيا يا مها لننصرف , لا نريد أن نعطل السيد كريم والسيد سيف عن سهرتهما.
قلّد كريم لهجتها الرسمية ضاحكا:
-السيد كريم !
ثم اقترب ليهمس بأذنها بطريقة مازحة لا تتناسب مع الوقار الذى حاول اظهاره وهو يقول:
-لقد كنت كريم فقط منذ خمسة دقائق ,ثم أنسيت أنك خطيبتى ؟ وهل يعقل أن يترك المرء خطيبته وحدها ؟
وقام بتقديم عرض لا يمكن رفضه :
-هيا بنا لنستكمل السهرة معا , الا اذا كنتما تنتظران أحدا؟
-حقا ؟ لا , لا يوجد أحد بانتظارنا , لقد قررنا الخروج بمفردنا.
اندهشت مها من عرضه الغريب وشعرت باللوم تجاه صديقتها لتسرعها بنفى وجود رفقة لهما وتمنت لو استطاعت أن تتعمد المماطلة فى الموافقة فها هما قد تورطتا بهذا الاجتماع المفاجئ.
شعر سيف بالحنق من دعوة ابن عمه للفتاتين دون استشارته , فما كان ينقصه الا الخروج مع احدى السكرتيرات اللاتى تعملن فى شركتهم ,لقد أقسم ألا يقع بنفس الفخ الذى سبق لأبيه بالسقوط فيه ,ولكنه وجد نفسه متورطا فى هذه السهرة وما باليد حيلة , فليكن اذا أردت هذه الحرب فمرحبا !
قطع الصمت أخيرا بقوله بلهجة حاسمة:
-هيا بنا حتى لا نضيع المزيد من الوقت.
ومال نحو مها ليتأبط ذراعها وهو يواجهها بقوله وكأنها تهمة:
-أتعلمين لم أكن أعرف أنكما صديقتان ؟
أجابته بلهجة ذات مغزى:
-أنت تجهل الكثير عنى.
-ولمَ لا نصحح هذا الخطأ الجسيم ؟
كانت دعوة غامضة تشى بمغامرة غير مضمونة العواقب ربما هى أكبر من طاقتها على التحمل.
وتوجه الأربعة الى الداخل وكل منهم يحس بمشاعر متضاربة.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 09:44 PM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل الثامن عشر


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:05 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية