لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-18, 07:15 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل السادس عشر





حينما أتم الطبيب كشفه على أميرة كانت تشعر بضيق بالغ من جو الغرفة المعبق برائحة المطهرات القوية كما أنها تألمت حين أزالت الممرضة سن المحقن الخاص بالمحلول الذى كان يمدها بالعقاقير اللازمة حتى تستقر حالتها ,هز رأسه برضا وهو يقول ببشاشة:
-ما شاء الله لقد تحسنت كثيرا فى خلال فترة بسيطة والدليل على هذا هو نقلها الى غرفة عادية ,والحمد لله أننا قد عوضنا الفاقد من الدماء التى نزفتها .
ثم التفت محدقا بوجه رفيق المضطرب وهو يهنئه على سلامتها ثم استطرد بفضول:
-أليست مصادفة غريبة أن تكون فصيلة دمكما واحدة ؟ هذا لأن هذه الفصيلة أصلا نادرة جدا !
ابتسم رفيق مجاملة للطبيب الشاب وتملص من الاجابة على سؤاله بدبلوماسية حين باشر بسؤاله:
-متى يمكنها أن تخرج من المستشفى يا دكتور؟
لم يكف الطبيب عن توزيع ابتساماته وهو يمارس عمله فى تسجيل بعض الملاحظات عن الحالة ويضيف أسماء العقاقير الجديدة المطلوبة ولكنه أجاب بسماجة:
-لا يمكن , ليس بهذه السرعة يا سيد رفيق , لا تنس أن الوقعة ربما تكون قد تركت آثارا غير واضحة الآن فعلينا أولا أن نتأكد من سلامتها قبل السماح لها بالمغادرة.
أنّت أميرة بخفوت حين غرست الممرضة محقنا فى ذراعها المكشوفة طبقا لأوامر الطبيب المعالج , فالتفت اليها رفيق متعاطفا وهو يقترب من فراشها محتويا كفها الرقيق بيديه حتى يلهيها عن الألم ,وانتهت الممرضة من عملها وبقيت تنتظر تعليمات الطبيب الجديدة بخصوص المريضة وكانت تهز رأسها بدون أن تناقشه فانشغلا عما يدور بين أميرة ورفيق,ثم تبعته الى الخارج.
كان رفيق ما زال على وضعه وهو يعتصر أصابعها حتى يتأكد من أنها حقيقية أمام عينيه وتبتسم له بحب كما كانا بالماضى البعيد قبل أن تنهال عليهما الحوادث الواحدة تلو الأخرى ,كان بعينيها الكثير من التساؤلات الصامتة ,وظلت متعلقة به كطفل صغير وجد أمه التى ضاع منها ,جذب كرسيا معدنيا ليستقر الى جوارها قريبا منها ولم يكن يجرؤ على افلات يديها ,ويبدو أنها كانت سعيدة بتمسكه هذا وبدأت تتساءل عن كيفية وقوع الحادث وكأنها لا تتذكر:
-ماذا حدث يا رفيق ؟ هل وقعت أم تعثرت ؟أنا أكاد لا أتذكر شيئا ... سوى أننى كنت أتحدث مع ريم و...
لم تكمل جملتها فقاطعها رفيق هائجا:
-ريم ؟ وما دخلها بما حدث ؟
توترت أميرة وخشيت من انفعاله الواضح فانكمشت على نفسها وهى تردد بأسى:
-لا أدرى ,كانت تقول .. لا يهم .. فلست أتذكر ولكنها كانت غاضبة منى أو من شئ ما ,وبعدها سقطت فى ظلام دامس ... رأسى تؤلمنى بشدة, آه.
هدأ من لهجته الثائرة فلا مجال لها بهذا الوقت وربت على كتفها بحنان وهو يحاول بث الطمأنينة فى نفسها:
-حبيبتى , أرجوك لا فائدة ترجى من محاولة استرجاع هذه الذكرى المريرة ,انسها ,يكفينا أنك عدت لنا سالمة معافاة.
لم يبد على وجهها دلائل الانفراج من أزمتها الدائرة بعقلها فهزت رأسها لتبعد عنها ذكريات محزنة أخرى فقالت بقلق:
-ولكننى أتذكر أحداثا أخرى مختلطة بهذا الحادث , سيارة ,,, ارتطام وكنا سويا, أليس كذلك ؟
حاول أن يتجاهل حديثها وهو ينبهها الى ضرورة التزام الهدوء وعدم تحريك رأسها بعنف فالطبيب ما زال غير متأكدا من عدم اصابتها بارتجاج بالمخ كما أن الجرح قد توقف عن النزيف ولكنه قد يعاودها مرة أخرى ,فاستسلمت لارادته وهى حائرة ثم سألته عن خالتها:
-ولكن أين هى خالتى مديحة ؟ ألم تخبرها بعد , لا بد أنها قلقة على غيابى.
أسقط فى يده بعد ذكرها للخالة مديحة وأخذ يحاور نفسه: ما الذى يتعين عليه القيام به الآن ؟ يبدو أنها ما زالت مشوشة التفكير من اثر الحادث ,فقد بدأت الاحداث تختلط عليها ,مرة تتذكر ريم , وتارة أخرى تفكر بالحادث الأول الذى تعرضا له منذ أربعة سنوات مضت وفقدت على اثره ذاكرتها القريبة فقط ,أخبره الطبيب النفسى وقتها الذى تولى علاج حالتها أنها تتذكر ماضيها جيدا وكل الأحداث التى مرت على حياتها منذ وعت على الدنيا الا أنها أسقطت من ذاكرتها البضعة سنوات القريبة ,وكان هذا معناه أنها لا تستطيع أن تتذكره ولا ظروف زواجهما السرى الذى لم يعلم به أحد ولا حتى خالتها ,وحين عرفت السيدة مديحة بأنها كانت معه بسيارته أثناء وقوع حادث الاصطدام قامت بتوبيخه بعنف وطردته من حياتهما شر طردة وخاصة أنها كانت تحاول حماية الابنة التى تركتها أختها وزوجها بعهدتها ,ولم يكن هناك مفرا من الابتعاد المؤقت عنها حتى تسترد ذاكرتها المفقودة ,وظل يتابعها من بعيد حتى يطمئن على سلامتها ,وبدأت بعمل جديد كان هو من قام بتوفيره لها بمكتب السيد فهمى الذى كان على معرفة وثيقة به ,ودون أن تعرف طبعا فقد كان بالنسبة اليها مجرد رجل غريب لا تعرفه ,وطال انتظاره حتى تتحسن حالتها ويبدو أنها مارست حياتها بشكل طبيعى فتعرفت على زميل لها , جاسر ,ذلك الشاب الذى كان يعمل معها بذات المكان وتوطدت أواصر العلاقة بينهما ,لم ينس أبدا السكين التى انغرزت بصدره حين رآها تخرج برفقته أكثر من مرة وهو غير قادر على التدخل لمنعها ,الا اذا أراد أن تنتكس حالتها الصحية أو يتسبب لها بفضيحة علنية اذا ما أعلن خبر زواجهما ,وفى وقتها لم يكن مستعدا لمجابهة جده ورفضه القاطع لأى صلة بوجدى أو ابنته حتى بعد وفاة عمه لم يتزحزح عن موقفه الرافض لها لأنها ابنة المرأة التى اختطفت ابنه من بيته وأسرته ,فأخذ يراقبهما بعين لا تغفل خشية تطور العلاقة بينهما الى أمر آخر .
-رفيق ... أين سرحت بأفكارك ؟
-هه ... لا شئ , آخ.. لقد نسيت أن أطمئنهم على حالتك , لا بد أن القلق قد استبد بهم.
-من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم ؟ وأين هى خالتى ؟
-حبيبتى , لا تشغلى بالك ,سأذهب لأخبرهم بأنك قد استعدتى وعيك ,واذا أردت أن أخبر السيدة مديحة فسوف أفعل ولكن ليس الآن لأنها اذا رأتك على هذه الحالة فسوف تنهار لن تتحمل أبدا , صدقينى.
-لا تذهب وتتركنى وحدى , أنا خائفة.
كان صوتها المرتعش وقسمات وجهها الجميلة التى تغضنت بفعل تكشيرها أكثر مما يحتمل فعاد الى جوارها وهو يحتضنها برفق حتى لا يؤلمها من فورة مشاعره التى انفجرت بعد طول كتمان فلم يعد قادرا على السيطرة عليها وهمس لها بعشق:
-أميرتى ,أنت تعرفين أنك أغلى وأقرب الناس الى قلبى , ولا يمكننى أبدا أن أتخلى عنك ,فقط ثقى بى يا حبيبتى ,دعينى فقط أذهب لبرهة قصيرة وسوف أعود سريعا.
تشبثت به وهى تشعر بالأمان الذى افتقدته طويلا بعد أن ناداها باسم التدليل المحبب اليه ( أميرتى ) وكأنها تعود الى منزلها بعد غياب سنوات وترددت قبل أن تتركه يغادر وهى تسأله باستعطاف:
-هل تعدنى ؟
-أعدك يا ملاكى.
ثم كوّر أصابعه أمام شفتيه وألقى لها بقبلة فى الهواء ,ثم انصرف تاركا الفتاة حائرة مرتبكة .

*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 07:16 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



كان كريم قد عاد ومعه طبيب متقدم بالسن ليفحص عمته بناءا على رغبة عمه محمد ,الذى ما أن رآهما قادمين حتى أشار لسيف أن يلهى فريال عن حديثه مع الطبيب ,وشعر كريم بأنهم يتصرفون بغرابة شديدة فما الداعى لكل هذه الاجراءات التمثيلية ؟وحين انتهى عمه من الكلام حيث شرح للطبيب باستفاضة عن قلقه على صحة أخته النفسية اثر تعرضها لصدمة قوية فتفهم ظروفها وقام بتقديم نفسه الى السيدة الجالسة والتى كانت ملامحها تشى بجمال رائع متناسق وملابسها تنم عن ذوق رفيع ثم بدأ يبقى عليها بضعة أسئلة عن صحتها فأعربت عن دهشتها مما يحدث وهى تحاول الاستنجاد بأخيها:
-أليس غريبا أن تسألنى عن حالتى أنا , من المفترض أن تذهب لترى ابنتى فهى المصابة بالحادث ولست أنا.
ضرب محمد كفا بكف وهو ينظر للطبيب نظرة ذات مغزى بمعنى ألم أقل لك أنها تخرف ؟ثم أخذ يحوقل بمرارة:
-فريال , انها لبنى ابنة وجدى وليست ابنتك.
صرخت بهستيرية وهى تهب واقفة:
-لا ليست ابنته , انها أميرة ابنتى أنا , ألا تصدقوننى ؟
كانوا ينظرون اليها وكأنها مختلة عقليا ويحاول كلا من سيف وكريم أن يحيطا بها لتهدئتها الا أنها أزاحتهما بعيدا عنها وهى تصيح:
-كلا , ابتعدا عنى , أقسم لكم أنها ابنتى , أنا لست مجنونة.
فى هذه اللحظة استدعى الطبيب ممرضتين قويتى البنية وأشار لهما بنقل السيدة الهائجة الى غرفة خاصة حتى يستطيعا التعامل معها فى المكان المناسب ,أما فريال فقد حاولت مقاومتهما كثيرا ولكنهما شلتا حركتها بسهولة ودفعاها بخشونة وهى تردد محاولة الاستنجاد بأقاربها:
-محمد , أخبرهم أننى لا أخرف , سيف , كريم ,,, لا ,, لا أحد يلمسنى ,ابعدوا أيديكم القذرة عنى.
كانت حالتها سيئة للغاية فقد بدأت تهلوس من فرط انفعالها وهى تضرب بقدميها ويديها لتفك أسرها فتم استدعاء ممرضات أخريات للمساعدة حتى لا تؤذى نفسها وحينما حاول محمد وسيف وكريم اللحاق بهم استوقفهم الطبيب باشارة من يده وهو يقول بحزم:
-لا ابقوا أنتم هنا , فسوف نتولى علاجها بحقنة مهدئة ولن يسمح لكم بالتواجد معها الآن.
ثم غادرهم مسرعا الى عمله.
أخذ محمد يمسح على وجهه بباطن كفيه وهو يردد بأسف:
-لا حول ولا قوة الا بالله ,لقد ساءت حالتها جدا ,لا بد أن صدمة الحادث قد أعادت لها ذكرياتها الأليمة فتوهمت أنها ابنتها.
لم يتوقف عقل كريم عن تحليل ما حدث ,وقد بدأ ينتبه الى تردد اسم أميرة كثيرا على لسان الجميع ,رفيق , عمته ... لا بد أن هناك أمر غامض لا يستطيع كشفه ,وتذكر أن غياب رفيق عنهم قد طال وقرر السؤال عنه ,وحين هم بالذهاب اقترب منه سيف الذى بدا عليه هو الآخر دلائل التفكير العميق وبادره بقوله:
-ألا ترى معى أن الجميع يردد اسم أميرة بلا توقف منذ الصباح الباكر ؟ من هى أميرة هذه ؟ هل تعرفها ؟
-لقد كنت أفكر بذات الأمر ورأيت أن أسأل الشخص الخبير فى هذا الموضوع ولكنه ما زال غائبا.
-أتعنى رفيق ؟
-ومن غيره يملك مفاتيح حل هذا اللغز الصعب ؟
-صحيح , لقد تأخر كثيرا , أتكون حالة لبنى قد ساءت ؟
قاطعه كريم بقوة :
-انها ليست لبنى .
-ماذا تقول أنت الآخر ؟ هل تأثر عقلك أيضا مثلما حدث لعمتى ؟
قال كريم بغموض:
-أعتقد أن عمتك ربما تكون مصيبة فى قولها أكثر مما نتصور.
-لماذا يتحدث الجميع بالألغاز ؟وهل أنا الوحيد الذى يمثل دور الاطرش بالزفة ؟
ابتسم كريم بدون مرح وهو يقول مشيرا الى عمه الصامت:
-لست وحدك , أعتقد أن عمى لا يدرى شيئا عن هذا الموضوع.
ولمحا رفيق قادما يحث خطاه مسرعا حتى وصل اليهم فقال بحبور:
-لقد استفاقت وهى الآن أفضل حالا.
-حمدا لله.
ترددت هذه الكلمة على لسان الرجال الثلاثة فيما أخذ رفيق يطوف بعينيه باحثا عن فريال المختفية عن الأنظار ثم سأل بلهفة:
-اين هى عمتى ؟ هل ذهبت لتستريح ؟
ساد الصمت بينهم ولم ينبس أحدهم ببنت شفة فاثار هذا التصرف العجيب دهشته وأخذ يستحثهم على الاجابة:
-ماذا هناك ؟ لماذا أنتم صامتون ؟ هل حدث مكروه لها ؟
-ان عمتك قد أصابتها نوبة من الهستيريا وأخذت تردد اسم ابنتها وهى تصر على أنها بالداخل.
كان والده يقوم بالتفسير موضحا له أنها قد نقلت الى غرفة ليستطيع الأطباء تهدئتها ,فلم يتمالك نفسه من الغيظ وأخذ يعنفهم بقوة:
-ماذا فعلتم ؟ انها لا تهذى , أف , أين ذهبوا بها ؟
-لا ندرى عنها شيئا بعد.
أجابه كريم مترددا خشية اثارة غضبه الواضح على قسمات وجهه الصارم فزفر رفيق بضيق وهو يوضح الأمر ببساطة:
-أنها محقة , فالراقدة بالغرفة هنا هى أميرة ابنة عمتى.
وكان ما نطق به حقا خطيرا ,الى درجة أثارت توتر الجميع ودهشتهم على حد سواء.


*************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 07:17 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

فى غرفتها تجلس هناء وحيدة بعد أن استأذنت بالانصراف متعللة بوجع رأسها وحاجتها الى الاسترخاء الا أنها كانت تحاول ايجاد وسيلة للهرب من فضول منى الذى لا ينضب فهى مصرة على معاودة استجوابها عن سر المكالمة الهاتفية ,تجتر شريط ذكرياتها المريرة ,لماذا تعاودها الذكرى وتأبى أن ترحمها ؟ ألا يوجد سبيل للهروب مما كان ,أيضع القدر صلاح مرة أخرى فى حياتها وبهذه الطريقة العجيبة ,أخذت تتخيل مسار حياتها لو اختارت أن تتزوج منه بدلا من ابن عمها وجدى ,اذا قررت مجابهة عمها فقط كانت ستوافق حتما على طلبه للزواج منها وقد سبق صديقه وجدى الى قلبها , يا لغرابة الأحداث فوجدى وصلاح صديقان منذ الطفولة وكان دائما ما يتردد على زيارة هذا المنزل ليقضى الوقت برفقته متناسيا وجود الآخرين الا وجودها هى يركز نظراته الهائمة الى عينيها محاولا اختراق الحجاب الذى تضعه حولها حتى تحمة قلبها ونفسها من الدخلاء, وفى بعض الأحيان كانت تراقبه بصمت حين يكون غافلا عن تأملاتها الفضولية وتأبى عيناها أن تروى ظمأ عينيها للحظة لقاء ,فتبعدهما مسرعة قبل أن تُمسك متلبسة بالجرم المشهود اذا ما التفت نحوها ,ولتكن منصفة بحق نفسها انها تشعر كما لو أنها اعتادت على وجود أبناه عمها الى جوارها ومنذ نعومة أظفارهم نشأت فى نفس البيت وان كانت فقدت مصدر أمانها وحنانها بموت أمها ,الا أن تعاطف وجدى واهتمامه الفائق بها قد عوّضها جزءا من الاحتياج الذى كان ينقصها ,فربما شعرت نحوه بالامتنان لا الحب العاصف الذى تهيّأ لها أنها تكنه له ,ورفضت الاقتران بصلاح متعللة بحاجتها الى رد الجميل الى من وقف بجانبها فى محنتها ولكنه لم تفلح حتى فى اقناع نفسها بهذه التضحية الغير ضرورية ,فها هى الآن تحصد ثمار ما بذرته بيديها ,ولكنه عاد مرة أخرى , لتصدق القول أنه اقتحم حياتها الخاوية الباردة فملأها فى ثانية واحدة بوجوده القوى واثار بعواطفها شجنا قديما ظنت أنه مات واندفن مع موت زوجها ووالد وحيدها ,ونفضت عن رأسها سيل التخيلات الوهمية التى صارت تتشبث بها , فليس بالضرورة من لقاء واحد أن تصنع منه احياء لمشاعر قديمة لا بد أنه هو أيضا قد قام بوأدها بعد أن تخلت عنه حتى تتزوج من صديق عمره ,ولكنها تحمد الله أنه قد تزوج وعثر على السعادة الحقيقية وأكبر دليل على هذا الود والحب اللذان يملآن بيته الصغير المتواضع ,لقد شعرت بالألفة والراحة فى وجودها معه ومع ابنته اللطيفة الرقيقة التى تشبه زهرة أقحوان متفتحة , يا لها من فتاة رائعة الجمال كما أنها تمتلك قلبا صافيا كالماء ,وشطحت بأحلامها تود لو يتحقق المستحيل ويرتبط ابنها بهذه الشابة الحلوة المعشر ,بالتأكيد سوف تعوّضه عن سنوات الجفاء والحقد التى عايشها فى ظل جده الظالم ,وتمنت لو يهربا معا من هذا الجحيم المسمّى منزل العائلة ,حتى ولو كان مآلهما الى بيت صغير قديم كبيت صلاح وابنته هديل ,لم يتغيّر ولا قيد أنملة ما زال يزهد بالمال والجاه على الرغم من عبقريته الفائقة فى مجال تخصصه الا أن روحه الطيبة نأت عن مغريات الحياة وزوائلها ,يا ليتها أحسنت الاختيار وقتها, وما أسوأ الندم على أشياء لم نفعلها وكلمات لم نقلها لأحباب فرّقتنا عنهم الحياة أو الموت.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 07:19 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


بعد نزهتهما القصيرة على ضفاف كورنيش النيل ,عاد سعد وسماح الى مقر عملهما مبتسمين متشابكى الأيدى فما أحلى الاحساس بهذه المشاعر البريئة التى تنسج خيوطها بين قلبين نقيين لتجمعهما برباط أبدى هو أمتن من كل القيود التى يفرضها المجتمع عليهما ,فسماح قد نشأت ببيئة فقيرة بأسرة متواضعة الحال فى حى شعبى لا يعترف بمثل هذه المشاعر ويضعها دوما فى اطار الفسق والانحلال ,ولكن سعد الذى استغرق عاما كاملا حتى يبوح لها بمكنونات صدره راضيا بالاكتفاء بنظرات هائمة وبسمات خفية يتبادلانها بين الحين والآخر قد تمرد على واقعهما ونطق الكلمة السحرية التى اذابت الجليد ووعدها بحمايتها من القيل والقال عين عبرت له عن بالغ قلقها من هذه العلاقة الجديدة عليها ,فهو ينتظر حتى تتحسن أوضاعه المالية قليلا بعد سعيه فى ايجاد عملا اضافيا آخر الى جانب عمله الأساسى ومساعدته لعم ( مصيلحى ) فى بعض الأوقات ,وأخبرها بحماس مفعم بالعواطف الصادقة أنه سيتقدم لخطبتها على الفور دون تلكؤ ووقتها لن يقف بينهما أى عائق ,وصلا الى باب المطبخ الخلفى فسحبت سماح يديها سريعا من بين قبضته التى أفلتتها على الرغم من اعتراضه ,ثم دلفا الى الداخل ليصطدما بعينى حمراوتي اللون من جراء تقشير البصل فنظر لهما مقطبا جبينه ليصيح بصوته الجهورى مغضبا وهو يشير الى الساعة المعلقة على الحائط:
-ها قد جئتما أخيرا , لقد تأخرتما ....ثلاثين ..
ووقع قلباهما فى أقدامهما وتطلعا سويا الى الساعة ليجدا أنهما عند موعدهما.
-ثانية بالضبط.
واندفع الرجل العجوز مقهقها بسعادة قلما أظهرها فى أثناء تواجدهما معه ,ثم غمز لسعد بعينيه وهو يلمح الى ما أشار عليه به:
-هل كانت النزهة مثمرة ؟
أطرق سعد برأسه خجلا حين التفتت اليه سماح مؤنبة اياه بصمت على كذبه المتعمد عليها واندفعت غاضبة الى حيث تركت مريولها معلقا ,فأخذ عم ( مصيلحى ) يهز رأسه نحوها فى اشارة لسعد حتى يصالحها وشفتاه تتحرك بلا صوت:
-جمّد قلبك.
فانصاع الشاب صاغرا الى توجيهات الرجل الأكثر خبرة منه ,فتوجه الى حيث كانت واقفة تحاول عقد رباط المريول بلا جدوى فقد كانت العبرات تنساب على خديها ماتعة ايّاها من الرؤية.
-هل تسمحين لى ؟
وقبل أن تدرك مقصده كانت أصابعه تحكم الرباط حول وسطها النحيف وهو يحاول اخفار ارتباكه المفضوح ,هامسا باذنها برقة بالغة:
-أنا آسف ,ولكننى كنت بحاجة الى التشجيع ,وهذا الرجل الطيب نصحنى وقد استمعت له الا أن مشاعرى كانت واضحة منذ البداية , أليس كذلك ؟
أدارت وجهها اليه وهى تحاول مسح دموعها بيديها ثم تمررهما على مريولها الأنيق ,وقالت متشنجة :
-حسنا , لم يكن عليك اخفاء الأمر عنى , أنا لا أحب الكذب أبدا.
-سماح هذه المرة يا سماح ,لن أكررها مرة أخرى , هل تسامحيننى ؟
وقام بوضع كفيه متلاصقين اسفل ذقنه بلمحة مرحة وهو يمثل اسفه فلم تتمالك نفسها من الانفجار بالضجك وقد شاركهما المرح رئيسهما الذى نهرهما معاودا سيرته الاولى:
-هيا الى العمل ...
ثم استطرد بخفة وهو يبتسم:
-كسالى !


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 07:20 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



-ما بالكم اليوم يا عائلة الشرقاوية ؟ أتهذى أنت الآخر يا بنىّ !
أطلق محمد هتافه عاليا وقد وصل الى حافة الجنون من كثرة المصائب التى أصبحت تنهال على عائلته ,ولم يعد عقله قادرا على تحمّل المزيد من الأعباء التى يخرّ من حملها الجبال ,فمسؤولية الأعمال والمنزل وقعت على عاتقه وحده دونا عن الجميع حتى أخيه عادل يتخاذل عند أول مشكلة صعبة يواجهونها فقد امتنع عن الذهاب معهم الى المستشفى بعد حادثة لبنى التى يصر كلا من أخته وابنه على أنها ليست لبنى ,مفضلا البقاء بالمنزل بدلا من توجهه الى شركتهم لادارة سير العمل متخليا عن لعب أى دور له قدر من الاهمية فى حياتهم مكتفيا باغلاق الباب على نفسه وكأنه بهذا يهرب من المواجهة فهو يتصرف كالنعامة التى تدفن راسها بالرمال حتى لا ترى الخطر المحدق بها ,وصار هو وحيدا بساحة المعركة حتى ولو كان رفيق يسانده ويقف الى جواره مؤديا دورا حيويا بكل جدارة ويحمل على عاتقه جزءا لا يستهان به من المسؤولية بكل رجولة ,الا أنه يتمنى بأعماق نفسه لو كان شقيقه هو من يقوم بمؤازرته ويعضد ساعده ولطالما اشتاق الى أن يقفا متلاصقى الأكتاف فى وجه العواصف التى تهدد استقرار حياتهما ,وهيهات أن يتغير عادل للأفضل ,كان هذا هو دأبه منذ كانوا صغارا فهو الولد المدلل أصغر أبناء الشرقاوية الذكور وحظى بالكثير من المميزات التى حرم منها هو وشقيقه وجدى - رحمه الله - بحجة أنهما الأكبر سنا وعليهما أن يتعلما الاعتماد على النفس حتى يشتد عودهما فيما ظل عود أخيه عادل غضا طريا الى وقتنا الحالى.
-أبى استمع الىّ جيدا , أنا ابنك وأنت تعرفنى خير المعرفة ,هل أبدو لك كمن يهذى ؟
حاول رفيق أن يقنع أباه بلهجته الواثقة المتأنيّة ,وأضاف بعد برهة ليرى مدى تأثير كلماته:
-أعرف أن الأمر يبدو غريبا ومعقدا فالأمور تشابكت كثيرا بالآونة الأخيرة ,ولكن الأهم أن نلحق بعمتى قبل أن يؤذوها بشكل أو بآخر فهى لا تحتاج لمهدئ , انها بحاجة لرؤية ابنتها سالمة ليطمئن قلبها ويهدأ بالها.
لم يكن أمامهم الا أن يرضخوا لرغبة رفيق على أمل أن تنكشف الحقيقة وتظهر جميع الأسرار التى أصبحت تحيط بهم من كل جانب.
-هيا اذن ماذا نتتظر فلنذهب للبحث عنها.
قالها كريم وقد كان لديه قدرا من المعرفة منذ أن اعترفت له بنفسها فبدا له تبرير رفيق منطقيا أكثر من سيف الذى دارت رأسه بفعل الصدمات المتوالية عليه وظهر على وجهه علامات عدم التصديق فكأنما يشهد فيلما سنيمائيا مثيرا مع الاختلاف أنه جزء من هذا الفيلم بل يلعب به دورا هاما ,ولم يلبث أن تبعهما مستسلما فيما بقى العم مشدوها لا يلوى على شئ.


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية