لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-18, 04:09 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

فى الحديقة لحق سعد بسماح التى وجدها جالسة على أحد المقاعد الخشبية بركن بعيد وكانت تنتحب بقوة غير قادرة على السيطرة على انهمار الدموع من عينيها ,فاقترب منها وهو متردد يخشى أن يقتحم عليها وحدتها فى هذه اللحظة الخاصة من الضعف ,ولكن مشاعره تغلبت عليه فأكمل نحو هدفه مصمما على ما يفعله ,فهمس باسمها:
-سماح , هل تبكين ؟
انتفضت الفتاة بخوف والتفتت اليه وهى تغالب دموعها فقالت ببطء:
-لقد أفزعتنى , منذ متى وأنت واقف هكذا تتلصص علىّ ؟
تراجعت همته كثيرا بعد هذا الهجوم الغير متوقع من جانبها فأجابها بتردد متلعثما:
-أنا .. أنا آسف ,,, لم أقصد ,, أعنى .. أننى لم أكن أراقبك , لقد خرجت للتو ورأيتك منهارة فلم أستطع .. أن أمنع نفسى من مواساتك.
أخذت تنظر له سماح متشككة من تصرفه فلزم الصمت برهة ثم ازدرد ريقه بصعوبة واعتذر منها:
-أنا أكرر أسفى ,, واذا كنت ضايقتك فسوف أنصرف الآن.
قالها وهم بالابتعاد عنها وهو يلوم نفسه على تسرعه فيبدو أنها غير راغبة بصحبته ,فاستوقفته بصيحة عالية:
-سعد , انتظر.
توقفت خطواته حين سمع نداءها والتفت نحوها بسرعة وهو يجيبها بلهفة:
-نعم , هل تريدين شيئا ؟
أخفضت بصرها وهى لا تقو على تحمل الموقف فقالت بخجل:
-أنا التى يجل أن تعتذر منك , أنا أشعر بأننى لا أتصرف على سجيتى , بعد الحادث الذى وقع للآنسة لبنى وأنا حائرة أشعر بالضياع , هل تسامحنى على انفعالى وتسرعى ؟
اتسعت ابتسامته بلمح البصر وهو يسمع اعتذراها الخجول فهز رأسه موافقا وقال متلهفا قبل أن تخونه شجاعته مرة أخرى:
-لا عليك , أنا مقدر لموقفك ,واذا ... رغبت , يمكننا ,, أعنى ..
وعاد الى تلعثمه والكلمات تتراجع على لسانه ثم أشاح بوجهه بعيدا حتى يقدر على استعادة سيطرته على كلامه فأكمل دفعة واحدة وكأنه انسان آلىّ:
-هل تسمحين لى باصطحابك الى نزهة قصيرة , مجرد تمشية على الكورنيش , فأنا مثلك فى فترة راحة .. ولكن اذا كنت لا ...
-لا أمانع أبدا.
ابتهج مستبشرا وهو يراها لا تقل لهفة عنه الى مرافقته فى هذه النزهة ,ولكنها عادت لتشير نحو المطبخ وترسم شاربا فوق شفتيها فى اشارة الى عم ( مصيلحى ):
-ألن يمانع حين يلاحظ غيابنا ؟
-لا تقلقى , فقد أخبرته بأننا سوف نتأخر كيفما نشاء ,وحينما نعود سيكون عليه مواجهتى أنا اذا ما تفوّه بكلمة واحدة بحقك.
اندهشت سماح من جرأته الغير متوقعة ولم تقل دهشته هو نفسه عنها فكأنما الحب قد أعطاه جرعة زائدة من الشجاعة فصرّح لها بما قد يعجز حقا عن فعله , كما أنه أوهمها بأنه لا يهاب شخص رئيسهما القوى وكذب عليها حين أخبرها أن فكرة التنزه هى من بنات أفكاره ,ولكن ما يهمهما الآن سوى أن يجتمعا سويا ولأول مرة خارج نطاق عملهما المشترك ,وهى بحاجة الى هذه الفسحة حتى تتغلب على الكأبة المسيطرة على أجواء المنزل ,وأشار لها حتى تتأبّط ذراعه بطريقة مسرحية فأطاعته ضاحكة بسعادة وهى تشعر بلذة الاحساس بمشاعر جديدة لم تختبرها من قبل.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:10 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



-اهدأى قليلا يا فريال , لا يصح ما تفعلينه هذا.
حاول أخوها أن يقنعها بضرورة التروى والتزام الهدوء , فكل ما يشغلهم الآن هو الاطمئنان على صحة الفتاة الراقدة بالداخل.
لمح كريم ابن عمه سيف واقفا مذهولا وفتاة رائعة الجمال بصحبته ,فغمزه مشيرا باصبعه ليختلى به لحظات وما أن أصبحا على مسافة بعيدة كافية عن الموقف المشحون حتى سأله بفضول:
-أين كنت يا سيف ؟ لقد اتصلت بك أكثر من مرة ولكن يبدو أنك كنت تدبر أمرك بطريقة رائعة ,من هذه الفتاة الجميلة التى جئت بصحبتها؟
تنهد سيف بمرارة وهو يشعر بأن راسه تكاد تنفجر من هول الصدمات المتوالية عليه فى هذا اليوم بدءا بصفعة ريم مرورا بجدالهما مع رفيق وحادثة لبنى أو أيا كانت فما عاد يعرف لها اسما أو صفة ,انتهاءا بمقابلته لليلى مصادفة على باب المشفى , لم يتخيل أنه سيراها بعد فراقهما الأخير ,وكما هى لم تتغير لم تفقد ذرة واحدة من جمالها ,هو يدرك أنها ليست كملكات الجمال ولكنها تمتلك جاذبية خاصة وسحر مثير ينتشر فور تواجدها بأى مكان ليدير رؤوس الرجال حتى ينهلوا من متعة النظر اليها ,والأسوأ أن عليه الآن تبرير تواجدها معه لابن عمه الذى ينتظر اجابته بفارغ الصبر ,فهز رأسه بقوة وهو يقول بطريقة عادية:
-لقد كنت فى اثرك عندما قابلت ليلى مصادفة فى الاستقبال واضطررت الى اصطحابها الى الكافتيريا ,وما أن أنهينا احتساء مشروباتنا حتى لحقت بكم الى هنا.
قال هذا وكأنه يكفى لتبرير اصطحابها معه ,فقلب كريم شفتيه استياءا بعد أن أدرك هوية الفتاة فهذه المدعوة ليلى كانت فى يوم ما مثار اعجاب وحب سيف الذى لم يبخل عليها بشئ من عواطفه ولا أمواله حتى اكتشف حقيقة خيانتها ,كانت من صنف النساء اللاتى تعرفن كيفية اصتغلال جاذبيتهن للنيل من الرجال والاستحواذ عليهم حتى تحقق مآربها ثم تنتقل لرجل آخر ,ويحمد الله أن ابن عمه قد كشف زيف قناعها قبل أن يتورط بزواجه منها ,وتعجب من مرافقتها له فاستطرد بغضب:
-ولكن هذا لا يفسر وجودها هنا ؟
-لن تصدق فهى آتية لزيارة لبنى , انهما صديقتان.
فى هذه اللحظة كانت ليلى تراقب رفيق وهو غارق بأفكاره شاردا عما حوله متناسيا ما قام به من اعتراف مثّل صدمة للجميع ,ولم تضيع ثانية واحدة فاتجهت الى جواره وربتت على كتفه بلمسة مدروسة فانتفض جسده بعنف ورفع رأسه اليها وبدا أنه لا يتذكرها فنظر له مستفهما ,فابتسمت بطريقة ساحرة تتقنها بمهارة:
-أنت لا تتذكرنى , أنا ليلى زميلة لبنى بالمكتب.
لم تترك له مجالا للتراجع فأضافت بدلال:
-لقد رأيتك منذ عدة ايام عندما جئت برفقتها الى العمل , أنا سكرتيرة السيد فهمى.
أومأ برأسه بفتور فلم يكن مهتما بمحاولاتها لتذكيره بنفسها , ثم ما لبث أن قطب جبينه وسألها باهتمام:
-آنسة ليلى , ما الذى جاء بك الى هنا ؟
-هذا واضح تماما , أتيت لزيارة لبنى والاطمئنان عليها , كيف حالها الآن ؟
تجاهل تماما محاولاتها اليائسة للفت انتباهه وكان مدركا لما تحاول القيام به, وتابع استجوابه بطريقة تقريرية:
-وكيف عرفت أصلا أنها بالمستشفى ؟
لم تتخل عن ابتسامتها الساحرة وهى تتابع حديثها:
-للمصادفة اتصلت بها هذا الصباح لأسأل عن أحوالها فأجابتنى فتاة لا أعرف من هى تقريبا هى تعمل لديكم ,وأخبرتنى بما حدث للبنى حين أخبرتها أننى صديقتها المقربة ,وعرفت اسم المستشفى وهكذا أتيت.
-آه , فهمت.
كادت تبدأ معه حوارا جديدا الا أن عمته لم تهدأ ولم تلتفت الى محاولات أخيها لابعادها عن ابنه ووجدها تزيح الفتاة بخشونة من طريقها وهى تطالبه بالانفراد به :
-أريد أن أحادثك يا رفيق.
نظر الى الجهة الأخرى وهو يتحاشى التقاء عينيه بعينيها:
-ليس هذا هو الوقت ولا المكان المناسبين يا عمتى.
-سوف نتحدث الآن , هيا.
قالتها وهى تدفعه من كتفه لينهض واتجها سويا الى ركن بعيد وما أن رأت أنهما ابتعدا مسافة كافية حتى وجهت له الهجوم بدون هوادة:
-ما الذى قلته عن زواجك من ابنتى يا رفيق.
-ابنتك ؟ ومن قال أننى متزوج من ابنتك !
فاض بها الكيل من طريقته فى اللف والدوران فثارت بحدة فى وجهه:
-رفيق , كف عن هذه الألاعيب , أنت تعرف وأنا أيضا أن لبنى هى أميرة ابنتى التى اختفت منذ خمسة وعشرين عاما.
جاء الدور على ابن أخيها ليثور بدوره وهو يتهمها:
-اذن كنت تعرفين طوال هذا الوقت وفضلت اخفاء الحقيقة عنها ؟
رفعت سبابتها باتهام وهى تشير اليه:
-انت أيضا اخفيت هذه الحقيقة ولا بد أنك كنت على علم بها كما أنك الآن تتلاعب بأعصابنا وتقول أنها زوجتك , يا لك من كاذب.
انتفض بعنف وهو يرفض اتهامها الكاذب وقال يدافع عن نفسه بضراوة:
-أولا لا تتهميننى بالكذب مرة أخرى فأنا لا أجيده ,ولا يوجد لدى ما أخاف منه فأحاول اخفائه ,كما أنه لدى أسبابى الخاصة للسكوت ,ولكننى فضلت الصمت لمصلحة أميرة.
-بأى حق تقرر الصالح لها ؟ من أنت حتى تتخذ القرار نيابة عنها ؟
أجاب بقوة:
-أنا زوجها.
-كيف ؟ فقط لو تخبرنى بالحقيقة كاملة .
وخفت حدة صوتها وهدأت نبراتها الى درجة كبيرة وهى تتهالك على مقعد قريب منها:
-أرجوك , أرجوك.
أشفق عليها رفيق وشعر بتعاطف قلبه معها فمهما كان هى والدة أميرة الحقيقية ولديها كل الحق لمعرفة كافة التفاصيل.
جلس بجانبها ثم قام بضمها الى صدره بحنان بالغ وهمس لها :
-لا تقلقى على أميرة , فأنا لن أسمح لأى مخلوق منذ الآن أن يمسها بسوء , فقط ندعو الله أن تقوم سالمة من غيبوبتها.
واضاف بنبرة وعيد:
-ووقتها اذا ما تجرأ أيا كان سيكون عليه أن يواجهنى أنا , اطمئنى يا عمتى لست عدوا لك , فأنت غالية عندى ليس فقط لكونك عمتى ...
وأزاحها عن حضنه حتى يجبرها على النظر اليه فابتسم لها وأضاف:
-لأنك أم أميرة , حبيبتى وزوجتى , وفى الوقت المناسب ستعرفون الحقيقة كاملة.


******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:13 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

-من منكم السيد رفيق ؟
جاءت ممرضة أخرى فى زيها الوردى المميز وهى تسأل بلهفة , فأشار محمد لابنه حتى يحضر فاستوعب رفيق الأمر وأسرع خطاه نحو الممرضة.
سألته مرة اخرى:
-هل حضرتك السيد رفيق ؟
-نعم , أنا هو , خير ان شاء الله .
-يمكنك أن تأتى لرؤية الآنسة أميرة.
صحح لها خطأها بجدية:
-تقصدين مدام أميرة.
ارتبكت الممرضة وطأطأت برأسها وهى تشير له أن يتبعها ,وحاولت فريال أن تذهب معهما الا أن أخوها منعها برفق وقال:
-انتظرى يا فريال , سنعرف كل شئ بعد أن يعود رفيق.
-ولماذا لم تطلب منى أنا الذهاب معهما؟
تعجب محمد من لهفة شقيقته على لبنى فهى لم تحاول يوما أن تتقرب منها بالرغم من حبها القوى لشقيقهما وجدى, وبدأت الشكوك تعاوده تجاه تصرفاتها فأجلسها بتمهل على المقعد واتجه نحو الشابين ,وبادرهما بحديثه قائلا بصوت منخفض لكيلا تنتبه فريال:
-انصتا الىّ , أريد أن أطلب من الطبيب أن يفحص عمتكما , أعتقد أن صدمة الحادث قد أثرت على أعصابها كثيرا فصارت تتصرف بغرابة شديدة ,أيا منكما يذهب بهدوء ليحضره , هيا.
-أنا ساذهب يا عمى.
قام كريم بالاسراع لتنفيذ طلب عمه وهو متحير مما سوف يخبر الطبيب به حتى يقنعه بالكشف على عمته فهى تبدو له سليمة ومتوازنة,ولكنه لا يملك الى الطاعة.
,ثم تذكر أن عليه الاتصال بوالدته حتى يطمئن على صحتها فاسرع بالابتعاد قليلا حتى يصل الى مكان تقوى به اشارة الشبكة الخاصة بالاتصالات وأتم مكالمته فعرف من والدته أن هديل قد هاتفتها لتسأل عن حالها ,لم يجرؤ على التفكير فيما كان ينوى القيام به اليوم مع هديل الا أن الحظ كان حليفها فنجت من بين يديه ,ولم يدر بنفسه الا وهو يعقد مقارنة بين الفتاتين : ليلى وهديل ,كلتاهما تشتركان بالمهنة وجمال الوجه الا أن هديل تتميز ببراءة صافية وقد نجحت فى أن تنال ثقته المطلقة بعد أن أظهرت مهارة وحماسا للعمل أذهله فصار يعتمد عليها فى عمله ,حتى كان يوم حادثة أمه فتبدل الحال تماما وصار يراها ليلى أخرى,مجرد فتاة انتهازية تسعى لصيد الفرص.
بقيت ليلى واقفة الى جوار سيف الذى تضايق من حوارها مع رفيق ,وشعر باحساس غامض يوخز صدره فهو يتساءل : كيف تعرفت ليلى على رفيق ؟ وهل لعلاقته الغريبة بلبنى أو أميرة صلة ؟
-فيم شرودك؟
كان هذه هو صوت ليلى الذى تسلل من جانبه وهى تضع يدها بطريقة بدت عفوية على ذراعه ,فأشار برأسه ايجابا ثم قال بتسرع:
-لم لا تجلسين بدلا من الانتظار واقفة هكذا , فقد تطول المدة قبل أن تستطيعى رؤية لبنى , هذا اذا سمحوا لك بالزيارة أصلا.
ابتسمت بذكاء وهى تتصنع الاهتمام:
-وهل يهمك أمرى ؟أما زلت تخاف علىّ ؟
-ما دخل كلامى بهذا الموضوع ؟ أنا فقط مشفق عليك من التعب , فالانتظار مرير.
كانت كلماته مبطنة بمعان أخرى فهمتها على الفور الا أنها احتفظت بابتسامتها وكأنها بريئة ثم سألته فجأة:
-صحيح , لماذا تدعو الممرضة لبنى باسم أميرة ؟
واحتار سيف نفسه فى اجابتها على هذا السؤال فهو لا يملك جوابا حتى يشبع فضولها المتزايد فمط شفتيه وهو يقول بلا مبالاة مصطنعة:
-لا أعرف ربما أخطأت ,بالتأكيد يوجد الكثير من المرضى هنا فتلخبطت باسمها.
لم يقنعها هذا الجواب الغير وافى فرفعت حاجبا غير مصدقة وقالت بملل:
-أكره أوقات الانتظار هذه , هل يمكننا أن نذهب معا للجلوس بالخارج , فجو المستشفى خانق جدا.
-لا , أقصد يمكنك أن تذهبى اذا أردت بالطبع , أما أنا فأفضل البقاء هنا معهم.
-كما تشاء .
وسارت بضعة خطوات قبل أن تلتفت بحركة اغراء واضحة وشعرها الناعم الطويل يتطاير حولها وهمست:
-هل يمكنك أن تهاتفنى عندما يعود رفيق ؟
تعمدت أن تنطق اسمه مجردا من الألقاب وألقت بالونة الاختبار لتعرف اذا ما زال محتفظا برقم هاتفها فأشار لها بالايجاب فشكرته ثم انصرفت تتمايل كأنها عارضة ازياء وصوت كعبى حذائها يطقطق على الأرضية الرخامية للردهة.
تنفس سيف الصعداء بعد مغادرتها العاصفة فأيقن أنها لم تتغير قيد أنملة , أنانية ,متبخترة ,وتعرف كيف توقع الرجال بحبائلها ,ولكنه أفلت من شباكها ولا ينوى مطلقا العودة مجددا اليها ,وغاب عنه نظرات عمه الغير راضية عن اصطحابه لهذه الفتاة الرقيعة من وجهة نظره وارتأى تأجيل لفت نظره الى سوء تصرفه بعد أن تنزاح الغمة ,وهذا هو واجبه تجاه ابن أخيه المتوفى فلطالما لعب هو هذا الدور بحياته ولم يقصر يوما نحوه.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:15 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



تبع رفيق خطوات الممرضة الرشيقة وأخذ يتساءل هل أميرة بخير ؟ ربما أراد الطبيب أن يخبره بأمر سيئ ولم يجد سواه لأنه سبق وتعرف عليه حينما تبرع بالدم وسأله عن صلة قرابته للمريضة فلم يكذب خبرا وصارحه بحقيقة كونها زوجته ,وبدا الأسوأ يتشكل فى ذهنه هل أصبحت حالتها أخطر مما توقع ؟ ماذا لو خطفها الموت من بين أحضانه قبل أن يصارحها بحبه لها ,أخذ يلوم نفسه على صبره الذى طال فضيّع أحلامه معه ,وما بيده الا أن يتماسك حتى يقطع المسافة الباقية وهو لا يعرف الى أين يتجه بالضبط.
توقفت الممرضة أمام غرفة الرعاية المركزة وأشارت له بالدخول الى غرفة التعقيم وطالبته بارتداء الأدوات العازلة للشعر والقدمين فامتثل لها بهدوء واستسلام نادرا ما يجيده ,وتأهب للدخول الى الغرفة ,وأول ما وقعت عيناه على جسدها الصغير وهو ملفوف برداء المستشفى الأخضر ,شعر بغصة فى حلقه جعلت من المستحيل أن يبتلع ريقه بسهولة ثم أخذ يتفحص وجهها الملائكى بملامحها الرقيقة التى طالما حفظها وعشقها منذ صغره ,وقطع تأملاته صوت الممرضة وهى تنبهه الى ضرورة الالتزام بالهدوء والمكوث معها لفترة قصيرة ثم تركته غارقا بحيرته وانصرفت بخفة ,فوجد فى نفسه الجرأة ليتقدم نحوها وهى مستغرقة بالنوم أو ربما ما زالت بغيبوبتها ,فلم يطلعه أحد من الأطباء على تحسن حالتها بعد ,شعر بالفراش ينخفض قليلا تحت ثقل وزنه حين جلس على حافته محاولا منع يديه من لمسها ,لقد أخفق فى وعده لها برعايتها وحمايتها من أى أذى ,وبدأ يصارع رغبة دفينة أن يضمها الى صدره حتى يمتزج كيانها به ,وتسللت اصابعه القوية نحو يدها فاحتضنت أصابعها النحيفة فى عناق حميم ,وكان يهمس بخفوت محاذرا أن يزعجها :
-لؤلؤتى الغالية , لكم اشتقت لك ,ما كنت أعرف أننا سوف نصل لهذا الحد , لم أتصور يوما أن أراك هكذا وأنا عاجز عن التصرف ,وجودك بهذا المكان يشعرنى بالعجز والاحباط ,لم أكن جديرا بك ...
أخذت ذكرياتهما المشتركة تنساب بمرونة متخذة شريطا للعرض أمام عينيه ,كيف كانت تحتمى به وهى طفلة صغيرة من محاولات كريم لاخافتها ,وكيف كان يدللها واضعا اياها على كتفيه ليجرى بها فى ممرات النادى حيث كانوا يلتقون معا ,فوالده دائما ما كان يصطحبه وكريم لرؤية عمه وجدى ,وكان حريصا على مد أواصر الصلة بينه وبين ابنه ,فلم ينقطعا يوما عنه الا بعد أن قرر عمه السفر الى الاسكندرية للاستقرار هناك ,وفى آخر مرة تقابل معه قبل الحادثة التى أودت بحياته انفرد به وصارحه بحقيقة كون لبنى فتاة متبناة وطالبه برعايتها وكتمان الأمر حتى عن أقرب الناس اليه , فأقسم له بالمحافظة على السر, واعترف بأن مشاعره نحوها تفوق حد العطف والشفقة وصارحه برغبته فى الارتباط بها حين يصبح سنها مناسبا فقد كانت مجرد مراهقة بالخامسة عشرة من عمرها ,أما هو فكان شابا فى مقتبل العمر تجاوز العشرين بقليل ,وقد نال مباركته لهذا الزواج حيث كان دائما يستشعر بميل الفتاة الى ابن أخيه ,تنهد بعد أن عاد الى دنيا الواقع حيث اختلطت الذكريات السعيدة بمرارة الأحزان.
-لقد حنثت بوعدى لعمى , تركت الجميع يتلاعب بك وبمصيرك ,وصدقت لوهلة أنك انسانة طامعة ساعية نحو الثروة ,أنا آسف يا حبى , هل تسامحيننى ؟
سرت قشعريرة بجسده لدى احساسه بلمسة خفيفة على أصابعه الملتفة حول يدها ,ونظرة تائهة فى عينيها تحاول أن تتلمس طريقة العودة الى حضن حبيبها الذى انفصلت عنه ,وابتسامة ضعيفة تلاعبت على شفتيها الشاحبتين ,لم تكن بأفضل صورة لامرأة لكنها فى عينيه وقلبه وعقله كانت أجمل نساء الدنيا ولم يصدق الفرحة التى أطلقت زغاريدها حين نطقت باسمه فى حب:
-رفيق ... أين أنا ؟
تأملت المكان حولها ببطء ورهبة ثم شعرت بانقباض حين هاجمتها الآلام العنيفة برأسها ,فمنعها من محاولة التحرك وهو يهدئ من روعها بحنان بالغ:
-لا عليك , فقط ابقى ساكنة ولا تتحركى ,حمدا لله على سلامتك ,سوف أستدعى الممرضة فورا.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:16 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



كما توقعت ريم لم يخيب ظنها وارتفع رنين هاتفها المحمول بنغمته الصاخبة معلنا عن اتصال لحوح وان كان متأخرا عن موعده المعتاد ثلاثة ساعات ,وشعرت بحاجتها الماسة لأن تستمع الى صوته الهادئ الذى يثير بنفسها شتى الأحاسيس المختلفة من اعجاب وشغف وحماس فقد اعتادت أن تجلس بالساعات أمام شاشة الكمبيوتر لتحادثه عبر برنامج ( الماسنجر ) ولم تمل من قصصه الشيقة التى لا تنتهى ومخيلته الواسعة التى لا تنضب ,ولكنه فاجأها ذات يوم بالاتصال على هاتفها الخاص ولم تدر كيف توصل الى هذا الرقم وما الذى دفعه للاهتمام بالتواصل معها صوتيا مشيرا الى عدم اكتفائه بلقائها فى عالم الخيال الافتراضى راغبا فى المزيد من المعرفة ,وقد أسرها صوته الدافئ بلهجته الواثقة واصبحت تنتظره بلهفة طفل صغير يتشوّق للتنزه فى يوم العطلة ,فأجابت متسرعة قبل أن يتوقف الرنين:
-مرحبا , جاسر .. كيف حالك ؟
-أنا فى أفضل حال ... ماذا عنك ؟ لماذا أشعر بأن صوتك يبدو غير طبيعيا ؟
-لا .. لا شئ أنا بخير.
-ريم , أرجوك لا تخفى عنى شيئا , أستطيع أن أتبين ملامح الخوف واضحة فى نبرات صوتك.
كان خبيرا بالأصوات ويدرك مدى التغير الذى طرأ على لهجتها وطريقتها فى الحديث ,فأصر عليها أن تقص عليه ما يقلقها ليحاولا معا ايجاد حلا مناسبا أو ربما يهديها نصيحة مفيدة.
بقلة خبرتها فى الحياة وصفاء نيتها وجدت نفسها تخبره بكل ما صار معها فى هذا الصباح ,عله تجد لديه النصح والارشاد اللذين تحتاج اليهما ,فهو يمتلك خبرة تفوق بكثير سنوات عمرها الخمسة وعشرين التى قضت معظمها محاطة بالحماية الزائدة عن اللزوم ,ولم تختبر قط مواجهة البشر بسبب عدم خروجها للعمل ,وقلة احتكاكها بالأصدقاء حيث كان جدها رجلا متشددا فيما يتعلق بتربية البنات, فضيّق عليها الخناق وقد التزم والدها بطاعته التامة ومن بعده سار رفيق على نفس المنوال.


*********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية