لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-18, 03:52 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



شعر رفيق بالامتنان لمرافقتهما له فقد كان حقا غير قادر على السيطرة على أعصابه ومشاعره أصبحت تخونه ,فقد تاهت منه الكلمات ولم يعد مسيطرا على تصرفاته بل أخذ يعبث بسلسلة مفاتيحه بعصبية ونفاد صبر وهو يلح على سيف فى الاسراع بالسيارة حتى يصلا سريعا الى المستشفى:
-هيا يا سيف , أنت تسير كالسلحفاة بالضبط , لم لا تزيد من سرعتك ؟
احتد سيف وهو يراه منفعلا بلا داعى:
-هل تريد منى أن أطير فوق السيارات مثلا أم أصدم المارة ؟
لا تنس أننا نسير فى وسط البلد وليس على الطريق السريع ,لا تقلق سنصل قريبا.
زفر بحنق وهو يحدث نفسه بأن سيف على حق وعليه ألا يسمح لمشاعره بالانفلات هكذا والا فلن يقدر على التصرف بطريقة سليمة , ولكنها هناك راقدة بالمستشفى تحتاج اليه وهو بعيد جدا عنها , لقد وعدها بالحماية ,وها هو منذ البداية قد قصّر برعايتها والنتيجة أنها قد تدفع حياتها ثمنا لذلك ,وأخذ يفكر كيف سقطت من فوق الدرج أن أباه لم يشرح له ما حدث تفصيليا فقط لخّص الموقف فى كلمات قليلة غير وافية , هل يعقل أنها قد أصيبت بدوار جعلها تفقد توازنها , بالاضافة الى مسألة الصداع القاتل الذى يصيبها من حين لآخر , الوحيدة التى كانت ستفيده كثيرا بهاذ الشأن هى السيدة مديحة ولكنه لن يجرؤ على الاتصال بها الآن لاعلامها بما حل بالفتاة ,لا ينقصه استجواب آخر وتوتر لا لزوم له ,سيصبر حتى يعرف بالضبط ما هى حالتها ,وفى غمرة انشغاله وجد أنهما قد وصلا الى باب المستشفى فهدّأ سيف من سرعة السيارة قليلا حتى يصفها فلم ينتظر رفيق أكثر من هذا وفتح الباب الجانبى وقفز منه بخطوات رشيقة متعجلة ولم يعبأ بهتاف سيف من خلفه وهو يتهمه بالجنون والطيش:
-أيها الأرعن كان يمكنك أن تتأذى.
وضاعت كلماته فى الهواء هباءا فهز رأسه يمنة ويسارا علامة عدم الرضا وركن سيارته بمحاذاة الرصيف بدقة مدهشة تنم عن مهارة قائد بارع وأسرع للحاق برفيق فوجد ابن عمه كريم قد سبقه الى الدخول متلهفا فقال لنفسه متضايقا:
-الجميع يتركوننى وحيدا ,ألا يوجد أحد يهتم لأمرى فينتظرنى ؟
أتاه صوتا أنثويا أنيقا يقول:
-بالطبع يوجد من يهتم.
التفت مذهولا لأنه يعرف هذا الصوت جيدا ويحفظه عن ظهر قلب ,فوجدها واقفة تتأمله وهى تقترب منه ببطء واضعة يدا على ذراعه العارية:
-كيف حالك يا سيف ؟
تلاعبت ابتسامة ساخرة على جانب فمه وهو يجيبها بحيادية:
-بأفضل حال , وأنت كما أرى ...
ثم تفحصها بعناية وقحة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها متمهلا عند ياقة فستانها المنخفصة كاشفة عن عنق مرمرى ناعم , واستطرد ببطء:
-لم تتغيرى أبدا.
-ماذا تفعل هنا؟ لا أعتقد أنك تتنزه بالمستشفيات!
كانت تهزأ منه ويا لجرأتها ووقاحتها فأشاح بوجهه بعيدا حتى يلتقط أنفاسه دون أن يبدو عليه التاثر لمرآها:
-وماذا يفعل الجميع بالمستشفى ؟ أتيت لزيارة قريبة لى.
-يا للمصادفة ! أنا أيضا أتيت لرؤية صديقة لى هنا.
-عن اذنك , أنا مضطر للحاق بابن عمى الذى سبقنى.
استوقفته متأملة أن تلفت انتباهه كما كان فى السابق وعرضت عليه البقاء معها :
-لم لا تنضم الىّ لاحتساء فنجان ساخن من القهوة ؟ فاذا كانت قريبتك محتجزة هنا فان موعد الزيارة ليس الآن.
وعندما وجدته متشككا هزت كتفها بلا مبالاة وهى تشير نحو موظفة الاستقبال:
-يمكنك أن تسألها لتتأكد من صحة أقوالى.
وجد أنه لا مفر منقبول دعوتها وعلى كل حال فهو سوف يثبت لها أنه على قدر التحدى الذى ألقته اليه ستتفاجئ كثيرا بتغيره وعدم تأثره برؤيتها فقال ببرود مصطنع:
-ولم لا ؟ أحتاج فعلا الى جرعة من القهوة المركزّة , هيا بنا.
وسأل العامل عن مكان تواجد الكافيتريا فأشار له بيديه على التجاه وكانت قريبة جدا منهما ,فدفعها بلطف لتتقدمه ,كان دائما محافظا على قواعد الذوق واللياقة حتى مع من لا يستحقونها , وهى حتما أكثر واحدة لا تستأهل مثل هذه المعاملة الحسنة.

****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 03:54 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



لم يكن رفيق صبورا أبدا بحياته ولكن فى هذه اللحظة بالذات شعر بنفاد صبر رهيب وهو يرى أباه وعمته يقفان وقد ظهرت على وجوههم علامات اليأس ولم يجرؤ على سؤالهما عن حال أميرته فقد ظن أنه سوف يسمع خبرا لن يسره أبدا ,فقام كريم بهذه المهمة نيابة عنه وسألهما بقلق:
-كيف حالها الآن ؟
ما أن رأته فريال حتى ارتمت فى حضنه وهى تشهق بالبكاء وكانها كانت تنتظره لتفضى بما فى داخلها وتنهار بسرعة, فشدد من احتضانها بذراعيه وهو يمسد على خصلات شعرها المتناثرة باهمال محاولا بث الطمأنينة فى نفسها:
-اهدأى يا عمتى , كل شئ سيكون على ما يرام باذن الله.
قام عمه محمد بالرد عليه وهو يشعر بتوتر لا مثيل له:
-يقول الأطباء أنها فى حالة خطرة جدا كما أنهم يحتاجون الى نقل دم الها لأنها نزفت كثيرا.
بدون أى تردد ولا تفكير توجه رفيق نحو غرفة التمريض واختفى بداخلها فى حين أثار تصرفه هذا انتباه الجميع فوقفوا ينتظرون ما سيحدث ,بعد أقل من دقيقتين وجدوا رفيق متجها نحو غرفة أبعد تصطحبه ممرضة رشيقة وهى تشير بيدها الى الطبيب الذى كان واقفا يدّون بعض الملاحظات الهامة وهو الذى كان يشرف على متابعة حالة لبنى ,تحدث معه رفيق بضعة كلمات سريعة وأومأ براسه وهو يختفى مرة أخرى بالغرفة وتبعته الممرضة .
تساءلت فريال بفضول وهى لا تدرى ما الذى يجرى:
-ماذا يحدث ؟ ولماذا توجه رفيق نحو هذه الغرفة ؟
أبعدها كريم قليلا عنه وقال بهدوء:
-سأذهب أنا لأرى ما الذى يحدث , اطمئنا فرفيق يعرف جيدا كيفية التصرف.
أجهشت فريال بالبكاء مرة أخرى ,وقالت من بين دموعها الغزيرة:
-أتمنى أن تكون محقا يا كريم , فلم يعد لدينا وقت لنخسره اكثر من هذا و ان حياة أميرة فى خطر داهم.
انعقد حاجبى أخيها وهو يراها تهذى فهذه هى المرة الثانية التى تردد فيها اسم أميرة , حينما اصطحباها بداخل سيارة الاسعاف متوجهين نحو المستشفى اصرت على مرافقتهما بالرغم من اعتراضه على هذا وحينما سؤلوا عن اسم المريضة أعطتهم هى اسما غير حقيقيا ولم يحاول وقتها اثنائها عما تفعله حتى لا يثير أعصابها المنفلتة فقد كانت فى حالة يرثى لها ,وبدأ يتشكك فى سلامة عقلها لأن الاسم الذى دونت به الحالة كان اسم ابنتها المفقودة أميرة , هل بدأت تنفصل عن الواقع ؟ وتتخيل هلاوسا ؟ لا بد أن يطلب من الطبيب مراجعة حالتها فربما أثرت عليها الصدمة.
بعد أقل من نصف ساعة رآهما محمد قادمين من الغرفة المغلقة وكريم يحاول أن يسند رفيق الذى كان مشمرا عن ساعده الأيسر ولكنه أزاحه بلطف وهما يسيران الهوينى حتى اقتربا منه فبادره محمد بالسؤال وهو يشعر بنبضات قلبه تتزايد وهو يرى ابنه فى حالة غريبة من الضعف:
-ما الذى حدث لك ؟
ابتسم كريم بحنان وهو يطمئن عنه:
-لا تقلق يا عمى , رفيق بخير لقد تبرع بالدم للبنى ,للمصادفة أنهما يمتلكان نفس فصيلة الدم النادرة ,هيا يا بطل استرح قليلا.
وحاول اجباره على الجلوس الا أن رفيق رفع كفه معترضا وهو يقاوم آثار دوار بسيط يلف رأسه:
-لا تجعل منها قضية تستحق المناقشة , أنا بأفضل حال , ليس لمجرد نصف لتر من الدم تعاملنى كمريض يستحق الرعاية.
سألته فريال وهى شبه تائهة فى دوامة أحزانها وكانت قد انتبهت من شرودها على صوت كريم:
-وكيف عرفت فصيلة دمها يا رفيق؟
تجاهل الرجل سؤال عمته عن عمد وحينما وجدها محمد مصرة على استجوابه ,قام بتغيير الموضوع بذكاء:
-لماذا لم يأتِ أيا من الأطباء ليخبروننا عن آخر التطورات فى حالتها ؟
كان الجميع يتشاركون بهذه اللحظات من القلق والتوتر الا أن كريم انتبه فجأة لغياب سيف فأطلق تساؤله باندهاش:
-رفيق , ألم تكن مع سيف حينما جئنا الى المستشفى ؟ أين اختفى ؟
لم يحاول رفيق أن يجهد ذهنه أكثر من اللازم فأجاب ببساطة وكأن الأمر لا يعنيه:
-ربما خرج لتدخين سيجارة أو احتساء مشروب ,فلتتصل به على هاتفه.
-نعم انها فكرة جيدة , كيف غابت عنى ؟
-ان هاتفه خارج نطاق الخدمة.
لم تمض خمسة دقائق حتى جاءت الممرضة التى رافقته من قبل وهى تحدثه بلهجة معاتبة:
-يا سيد رفيق لماذا غادرت الفراش ؟ هذا لا يجوز أبدا كما أننى قد أحضرت لك عصيرا طارجا عليك أن تنهيه كله.
-لا ضرورة لكل هذه الاجراءات المعقدة , فأنا لا أشعر بتعب.
اعترضت الممرضة وأصرت عليه بضرورة اتباع التعليمات حتى لا تنتكس حالته:
-أعرف أنك رجل قوى , ولكن لا بد من الالتزام بما أطلبه منك , هذا لصالحك أولا وأخيرا.
على مضض تقبل منها العصير وأخذ يرشف منه ببطء ثم سألها:
-هل هذه الكمية القليلة سوف تكفى لانقاذها ؟ ألم يكن ممكنا أن نضاعف الكمية فى حالة أنها احتاجت الى المزيد ؟
ابتسمت الممرضة باشفاق عليه فقد كان يبدو قلقا جدا على الفتاة المصابة أكثر من نفسه,وحسدتها بداخلها على هذا الاهتمام المبالغ فيه ,وحاولت الهائه عن هذه الاسئلة الغير منطقية :
-أنت تهتم لأمرها كثيرا ,هل هى خطيبتك ؟
- كلا انها زوجتى.
خرجت من شفتيه الاجابة عفوية ,بدون ارادة أو سيطرة وكأنه لم يعد قادرا على اخفائها فى طيات نفسه , وشعر بأنه لم يعد مهما أى شئ الا بقائها على قيد الحياة , فاذا قدر لها النجاة لن يتركها مجددا ولو للحظة واحدة ستكون الى جواره طوال العمر وحتى آخر نفس يتردد بصدره.
لم ينتبه للخمسة أزواج من العيون التى حدقت به وتكاد تخرج من محاجرها أما فريال فقد تدلى فكها السفلى ببلاهة وهى تصرخ:
-مستحيل ! مستحيل !

*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:03 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الخامس عشر



بعد أن أنهت مكالمتها التليفونية مع السيدة هناء واطمأنت الى سلامتها ,شعرت ببعض الراحة الا أنها استشعرت فى صوتها بعض الحزن مختلطا بالقلق وان كانت تحاول التظاهر بغير ذلك ,وطالبتها فى نهاية المحادثة أن ترسل تحياتها الى الوالد ,وأنها تود شكره بنفسها على حسن ضيافته لها ,تذكرت أنها قد رأت مع كريم باليوم السابق فتاة لأول مرة تراه يصطحبها الى مكتبه وقد تأخرا بالداخل لفترة طويلة ثم جاء رفيق ثائرا واندفع الى حيث كانا سويا ولم تمض دقائق حتى طلبوا منها احضار القهوة لهم ,فيا ترى هل لهذه الفتاة علاقة بغيابه اليوم ؟ هل هى حبيبة ؟ أم ربما خطيبة محتملة ؟لقد بدا لها أنهما متآلفان جدا وكان هو يحيطها بذراعه بلمسة حنون وتطل من عينيه نظرات الحب ,واعتصر الألم قلبها هل تشعر بالضيق لأنه يوجه اهتمامه الى فتاة أخرى وما الذى يعنيها من أمر غرامياته , انه مجرد رئيسها بالعمل وهى مهما بلغت فلن تتجاوز منصب السكرتيرة بنظره ,حاولت أن تشغل نفسها بالانكباب على عملها حتى تنجز أكبر قدر ممكن ولكنها بقيت مشغولة البال تستعيد كلمات تهديده المبطن لها , وكانت رحمة الله واسعة فأنقذها من مواجهته الغاضبة ,وتأجلت الى يوم آخر , ومن يدرى بشروق شمس يوم جديد ماذا يتغير .

************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:05 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



بعد عذاب الانتظار الذى طال لساعات انطلق هاتف المنزل معلنا عن مكالمة هامة استقبلتها السيدة سوسن بنفسها وكان المتصل هو زوجها يطمئنها على حالة الفتاة وأخبرها بأنها قد تلقت تعويضا عن الدم المفقود وأنهم بانتظار قرار الطبيب وحينما حاولت تمرير المكالمة الى حماتها رفض محمد بطريقة قاطعة وكان يبدو عليه الهم فأخبرها بأن تبلغ الجميع بما عرفته وقطع الاتصال بدون انتظار اجابتها.
وتنهدت السيدة شريفة ارتياحا وهى تحمد الله وتشكر فضله الذى أسبغه عليهم ,ثم شدت على كتف حفيدتها ريم وهى تنهرها لتكف عن البكاء الذى جعل عينيها الجميلتين تنتفخان متورمتين ,وقالت بصوت آمر:
-كفى يا فتاة عن النحيب , لقد اطمأنت قلوبنا بعض الشئ ,ونحن بحاجة الى قوة العزيمة والقدرة على مواجهة الأسوأ ,لا يمكن أن تستسلمى لدى أول مشكلة تواجهك , وبدلا من بكائك المزعج هذا حاولى أن تفكر كيف سنعالج ما حدث بعد عودتها سالمة الينا باذن الله.
كانت كلماتها المؤازرة التى تنم عن قوة وسيطرة توارثتها الأجيال فى عائلة الشرقاوية تؤتى مفعولها فى نفس الفتاة الصغيرة السن والتى أطاعت جدتها على الفور وبدأت تمسح عينيها وأنفها بمنديل ورقى ناولته لها سماح التى تقف دائما الى جوراها فهما مقربتان من بعضهما البعض فى حدود المساحة التى تسمح بها الفوارق الطبقية بينهما ,ثم قالت بلهجة رسمية:
-سوف أصنع لك كوبا من الليمونادة حتى تهدأ أعصابك.
ولم تنس أن تسأل بقية السيدات عن طلباتهن فاختارت منى أن تحتسى فنجانا من الشاى فيما عبرت كلا من سوسن وهناء عن رفضهما بطريقة مهذبة لا تخلو من لباقة فيما ذكرتها السيدة شريفة بمشروبها المهدئ فأومأت الفتاة برأسها دلالة الفهم وهى تجيبها بمهارة:
-لا أنسى أبدا موعد مشروبك يا سيدتى , اسمحن لى بالانصراف.
فأشارت لها السيدة شريفة بطرف يدها وهى تغالب نفسها لترسم بسمة ضعيفة على شفتيها.
قطعت منى الصمت المخيم عليهن بأن وجهت سؤالا يبدو بريئا بظاهره الى هناء التى سبق وتلقت مكالمة تليفونية منذ بضعة دقائق فاستأذنت لتستقبلها بعيدا :
-من الذى كان يحادثك يا هناء ؟ هل هو كريم ؟
شعرت هناء بالخبث المبطن فى طيات استفسارها وتضايقت من فضولها المتزايد الا أنها اصطنعت المرح وهى تجيبها بهدوء:
-كلا , انها صديقة لى .
ولم تصل الاشارة واضحة من اجابتها المبتورة الى منى بأن تلزم الصمت فاستطردت متصنعة الاشفاق:
-صديقة لك ؟ عجبا منذ سنوات طويلة وأنا لا أرى لك صديقات تتصلن بك أو حتى تقمن بزيارتك ولو لمرة واحدة.
تأففت هناء هذه المرة بتبرم واضح وأجابتها بحدة:
-وهل يجب علىّ أن أستشيرك قبل أن أتصل بصديقاتى , أم علىّ أن أخبرك بلائحة تحركاتى ,أرجوك يا منى نحن لسنا فى وضع يسمح بمثل هذه التفاهات.
شحب وجه منى بعد هذه الاهانة النى وجهت اليها وقالت تتصنع الأسى:
-هل هذا هو جزائى وأنا التى تريد الاطمئنان على حالك.
-أصبحت لا تحتملى يا منى , اهتمى فقط بشئونك الخاصة ولا تدسى أنفك فيما لا يعنيك.
حذرتها لهجة حماتها القوية من أن تحاول الرد عليها فاستسلمت بخنوع:
-حسنا ,أنا دائما المخطئة بنظرك , سألزم الصمت نهائيا.
ولولا كآبة الموقف لانفجرت السيدات الجالسات فى الضحك على طريقتها التمثيلية المصطنعة وهن يعلمن طبعها لن تحتمل البقاء صامتة لأكثر من خمس دقائق حتى يتفتق ذهنها عن سؤال جديد.

*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 04:07 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



بعد أن قامت بتحضير المشروبات وتقديمها الى السيدات المجتمعات بالقاعة , أخذت سماح تروح وتجئ بالمطبخ وهى غير منتبهة لعينى سعد اللتين تراقبانها بتعاطف ومودة فيما أخذت الدموع تتجمع فى مآقيها ثم تمسحها بظهر يدها وهى تكتم شهقات أنين على حال المسكينة التى ترقد بالمشفى ,على الرغم من قصر المدة التى رأتها فيها الا أنها فطنت الى طيبة قلبها ومعدنها الأصيل كما أنها كانت تعاملها ببساطة وليونة مغايرة لكل التكبر والاستعلاء الذى يتعامل به كل قاطنى هذا البيت الكبير ,حتى ريم التى تحبها وتعتبرها ليست مجرد خادمة تعمل لديهم فى بعض الأحيان يعلو صوتها لتنهرها عن فعل ما أو تتضايق من تكاسلها فتوجه لها تقريعا عنيفا ,بدأت تميل الى لبنى فهى كالبلسم الشافى للجراح وأشفقت على ما أصابها بعد مكوثها فقط ليومين وسط هؤلاء الحيتان كما يسمونهم المنافسون فى السوق ,تذكرت أبها - رحمه الله - وهو يقص عليها حكايات لا تخطر ببال ولا يصدقها عقل عن مدى جبروت وسيطرة السيد عبد العظيم الشرقاوى والذى توفى تاركا خلفه ثروة هائلة تكفى أن تقسم على حى بأكمله وليس مجرد عائلة واحدة .
حتى عم ( مصيلحى ) الذى لم يكف يوما عن الصراخ فى وجهها واتهامها بالكسل والبلاهة صار ألطف وأكثر مودة معها منذ الحادث المأسوىّ فكأنما يشاركها أحزانها ,وأخذ يعمل بجد ونشاط حتى يلهى نفسه عن التفكير فيما حدث , أنه يعرف جميع أفراد هذه العائلة فهو فى خدمتهم منذ عشرات السنين ,وقد شاهد أحفادهم وهم يكبرون يوما بعد يوم حتى صاروا شبابا ,فلم يصدق ما يشاع من أن ريم قد دفعت لبنى من فوق الدرج ,حتى ولو أقسموا له بأغلظ الأيمان ما اقتنع أبدا بهذا السيناريو ,لا يمكن لهذه الفتاة الرقيقة أن تقوم بعمل اجرامىّ كهذا .
قررت سماح الاستئذان من رئيسها حتى يسمح لها بفترة راحة قصيرة , فلا فائدة ترجى من عملها وهى مشتتة الفكر, وكانت خائفة من أن يثور بوجهها كعادته ,فتقدمت منه برهبة وصوتها يهتز من أثر البكاء:
-عم (مصيلحى ) , هل يمكن أن تأذن لى .. أريد أن أستريح قليلا ويمكنك أن تحتسبها من فترة الراحة الخاصة بى.
لأول مرة ترى ملامحه ودية وفى لهجة أبوية حنون أجابها:
-طبعا يا سماح ,يمكنك أن تذهبى الى الحديقة لتستنشقى بعضا من الهواء النقى ليساعدك على الاسترخاء,هيا اذهبى.
وقبل أن تنصرف الفتاة ,استطرد وهو يبتسم متلاعبا:
-ولا تقلقى فلن أخصمها من فترة راحتك المقررة , فقط هذه المرة.
رنت له بنظرة امتنان حقيقى وهى تقول وقد تهدج صوتها من أثر عطفه:
-شكرا , شكر يا عم ( مصيلحى ) , أنت أفضل طباخ فى الدنيا.
خلعت مريولها الخاص بالعمل وعلقته على مشجب خاص بالقرب من باب المطبخ الذى يطل على الحديقة الخلفية وانصرفت مسرعة.
لم يخف على الرجل العجوز نظرات مساعده الشغوفة والذى ظل يراقب الموقف من بعيد دون أن يجرؤ على التدخل بكلمة واحدة خوفا من تعنيف رئيسه ,فابتسم عم ( مصيلحى ) وأشار لسعد وهو يغمزه بخبث:
-هيا , يمكنك أنت أيضا أن تأخذ قسطا من الراحة ,وأنا سأحتسى كوبا من الشاى , فلا فائدة من محاولة التركيز بالعمل فيما نحن جميعا شاردون بمكان آخر.
كان الشاب كمن ينتظر فرصته للهروب بعيدا عن الجو الخانق للمطبخ ولكنه ظل يحملق بالرجل الأكبر سنا ليتأكد من أنه لا يمزح ,فلكزه فى ظهره بمرح وهو يشير الى الخارج:
-هيا يا فتى , أسرع قبل أن أغير رأيى.
واستطرد بصوت خافت دون أن يرفع عينيه نحوه:
-يمكنك أن تدعوها للتنزه على الكورنيش ,فهى بحاجة الى تغيير الجو.
كان سعد قد احمر خجلا من تلميح الرجل الصريح ولكنه هرول خارجا من المطبخ وكادت قدمه أن تنزلق لولا أن قام بموازنة ثقله فى آخر لحظة واختفى من الباب المفتوح فيما تبعته ضحكات الطباخ وهو يشهد على ارتباكه الواضح بعد أن أعلمه بأن مشاعره كالكتاب المفتوح , فلم يغفل يوما عن نظراتهما الشغوفة المتبادلة والابتسامات اللا نهائية التى يوزعانها أثناء عملهما سويا ,وقال يحدث نفسه:
-أتمنى فقط ألا تحرجه الفتاة , فسعد هذا يغرق فى شبر مياه.
ملأ الغلاية بالماء وأخذ يعد لنفسه كوبا من الشاى الساخن عله يضبط خلايا دماغه ليستطيع انجاز عمله بهمته المعهودة.


******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية