لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-18, 03:21 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


كانت ريم مستشيطة غضبا ومصدومة من أثر الصفعة التى ما زالت آثارها محفورة بلون محمر على خدها وقد بدأ فى التورم قليلا ,وبدأ النبض المتزايد يضايقها حتى قطع الثلج لم تفلح فى تهدئة صدغها كما فشل الليمون المثلج الذى أعدته سماح خصيصا لها أن يهدئ أعصابها ,وقد شعرت بالذل نتيجة رؤيتها للخادمة وهى تقدم لها كوب العصير باشفاق على حالها ,لا بد أن جميع المتواجدين الآن قد عرفوا بالحكاية وتزايد شعورها بالغضب على تلك الدخيلة التى قلبت أخيها ضدها فى أقل من يومين ,لا بد أن تلقنها درسا تلك الفتاة اللئيمة وهى التى تصنعت الاهتمام بها ورغبتها فى أن تجمعهما الصداقة والأخوة , وكانت من السذاجة بدرجة أنها قد ابتلعت الطعم ببساطة ,وأقسمت أنه لن يغمض لها جفن قبل أن تنتقم ,وحين رن هاتفها المحمول أغلقته نهائيا بدون الالتفات لرقم محدثها فهى الآن مشغولة بما هو أكثر أهمية , يمكن له أن ينتظر قليلا حتى تستطيع استجماع قواها المنهارة لتجيب عليه.
وفيما اتخذت قرارها بالخروج من مخبأها حتى تفاتح والدها بما أرادت من أخيها أن يوفره لها فهى لن تتراجع عن تصميمها , اصطدمت وهى تستعد لهبوط السلم بالتى كانت محور أفكارها السوداء , وحين التفتت نحوها لبنى بمحبة ثم شهقت لدى رؤيتها الخطوط الحمراء الظاهرة بجلاء فانحنت نحوها لتلمس صدغها بحنان وهى تستفسر ببطء عما حدث:
-ريم , حبيبتى ما الذى ألمّ بك ؟
أزاحت أصابعها بعنف وهى تتراجع الى الخلف مبتعدة عنها ونظرت لها بكراهية متجلية وهى تتكلم بوعيد:
-شئ لا يذكر , ولكننى أعدك بأن من فعلها سيدفع الثمن غاليا ... غاليا جدا ... وأنت أيضا لن تفلتى من العقاب.
-عم تتحدثين بالضبط ؟ اهدأى واشرحى لى الأمر.
-أما زلت تتصنعين هذه المشاعر الزائفة وهذا الاهتمام الوهمى ؟ ولكننى لست رفيق لأصدق ألاعيبك وأكاذيبك.
-ريم لماذا تحادثيننى هكذا ؟وما دخل رفيق بالأمر ؟
-لا يليق بك لعب دور الملاك البرئ ,لقد انكشف أمرك.
بدأت الشكوك تساور الفتاة هل أخبر رفيق شقيقته بأمرها ؟ لا يمكن لقد وعدها بالحماية هل يمكن أن يكون هو الذى افشى سرها لريم ؟
-لا أفهم.
-ستفهمين ولكن الآن ابتعدى عنى.
ودفعتها ريم بقوة حتى يتاح لها المجال لهبوط درجات السلم الرخامية ,وفى لحظة كانت لبنى تسقط أرضا لتصطدم رأسها بحافة السلم وهى تشهق برعب فيما واصل جسدها التدحرج بعنف على الدرجات الرخامية الباردة حتى استقر هامدا بلا حراك أسفل الدرج ,وقد أخذت ريم الصدمة فوضعت يدها على فمها تكتم صرخاتها المتقطعة ,وتتابع بنظراتها جسد لبنى المتكور ثم وجوه المتابعين للموقف منذ بدايته والتى تجلت على معالمها آثار الذهول فيما كان أول من خرق حاجز الصمت وأسرع نحو الفتاة الفاقدة الوعى هو محمد الذى اخذ يصيح بانفعال:
-أحدكم يطلب سيارة الاسعاف بسرعة .
أسرعت سماح التى جاءت مسرعة من المطبخ بعد أن سمعت الجلبة الصادرة من البهو الى الهاتف دون أى لمحة تردد وقد استوعبت ما حدث فى جزء من الثانية وقامت بالضغط على الأزرار برشاقة وسرعة فيما أخذت تتمتم :
-سترك يا رب , اللهم أنقذها واحمها من أى شر.
وأخذت تملى عنوان المنزل باستفاضة وهى تتعجل وصول المسعفين لخطورة الحالة.
فيما نهى محمد الجميع الذين تجمعوا فى حلقة حول الفتاة المسكينة عن محاولة تحريكها من مكانها خشية أن تكون مصابة بكسور فى عمودها الفقرى,ولكنه لاحظ بقلق بقعة الدم التى انتشرت على الأرض تحت رأسها وتيقن أن الأمر أخطر مما يتصور.
جثت فريال على ركبتيها بجوار جسد ابنتها المسجى وأخذت تنوح بصوت يقطع نياط القلب:
-بنتى ! بنتى , أرجوك لا تتركيننى ,لا يمكن أن أفقدك مرتين , ليس الآن.

****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 03:46 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الرابع عشر



لم يكد أبناء العم الثلاثة يصلون الى مقر الشركة متتابعين حتى اجتمعوا سويا فى مكتب رفيق بناءا على رغبة منه ,وفيما اكتفى كريم بالصمت وهو يشعر بالثورة تكاد تتفجر من عينيه اللتين تقدحان شررا وهو يكتم غيظه بقوة هائلة وقدرة عظيمة على السيطرة على النفس ,وأخذ سيف يعبث بالسلسلة الفضية الرفيعة التى تحيط بعنقه والتى يختفى معظمها تحت قماش قميصه الناعم ,استقام رفيق فى جلسته خلف المكتب الخشبى الأنيق وهو ينقل بصره بين ابنى عميه وصديقى طفولته ويفكر هل يستطيع ائتمانهما على سره الخطير ؟لقد فاض به الكيل وبدأ يشعر بالانزعاج من تصرفات أفراد عائلته الغير معقولة وفى نفس الوقت لم يعد قادرا على تحمل المشكلات التى تنبثق من العدم وتأخذ فى التضخم حتى تصير معضلة عويصة ,واكن أكثر ما يزعجه هو تصرفه تجاه أخته الوحيدة , لم يشعر بنفسه الا وكفه يهوى على خدها الرقيق فى تهور أحمق لم يكن عليه الانجراف اليه ,هى من بدأت باستفزازه متعمدة وأثارت موضوعا من لا شئ وأنهت تحديها له باهانتها لأميرة ووصفها لها بأنها صائدة ثروات حقيرة , كان هذا فوق طاقته على الاحتمال وانفلت زمام السيطرة على الأمور من بين يديه ,والنتيجة أنه يشعر بالاحتقار لذاته فهو مؤمن بمبدأ أن من يضرب امرأة لا يعد رجلا.
تنفس بعمق وهو يحاول أن يسترخى بلا جدوى فقلبه منقبض لسبب ما , لا بد أن يصالح ريم فور أن تهدأ وتستقر الأوضاع التى تركها مشتعلة بالمنزل فقد كان مشهد الصفعة على مرأى ومسمع من أبيه وجدته التى لن ترحمه ولن تغفر له أبدا ,أخذ الاثنان كريم وسيف يتبادلان نظرات ذات معانى فقد بدآ يتساءلان عن الغرض من حضورهما الى مكتبه فيما هو غارق بأفكاره الخاصة بعيدا عنهما مئات الأميال ,تنحنح سيف متعمدا وهو يلوح بيديه أمام عينى رفيق اللامعتين كالفضة الشائلة ويقول :
-نحن هنا , رفيق فيما أنت شارد ؟
انتفض رفيق من ذهوله وهو يتساءل بتعجب:
-ماذا هناك يا سيف ؟
-أنت الذى طلبت منا المجئ الى مكتبك لأمر ضرورى , ولا أعتقد أنك تريد أن نشهد على أحلام اليقظة الخاصة بك ,هل تود التحدث بخصوص ريم ؟
-لماذا ؟ هل هناك ما يخصها ؟
توتر سيف قليلا وهو يشعر بأنه قد تورط بأمر غير محمود:
-ربما أردت الفضفضة أو تفسير سبب تصرفك الغريب نحوها
نظر له رفيق بعدائية واضحة وهو يكتف ذراعيه أمام صدره , ثم قال بنفور:
-ليس هذا هو وقت التسلية ولعبة الصراحة ,كما أننى لست بحاجة لمن يحاسبنى على تصرفاتى , وبالتأكيد لن يكون ايا منكما.
كان كريم يحاول السيطرة على انفعالاته المتضاربة وانسلت منه الكلمات بدون أن يعى:
-حتى قضاؤك لليل مع لبنى المزعومة بغرفتك لا يستحق التفسير ,وتسللها صباحا الى غرفتها بدون علم أحد لا يستوجب التبرير,وصفعك لشقيقتك الوحيدة لمجرد أنها قد تجرأت وتطاولت عليها لا يستدعى الشك.
تفجرت الصدمة فى وجه سيف الذى كان لا يصدق ما تسمعه أذناه وهو يضرب كفا بكف متعجبا ويردد متمتما:
-لا حول ولا قوة الا بالله , لا حول ولا قوة الا بالله , ما الذى يجرى ؟
أشعر كأننى فى حلم سخيف !
أجابه كريم بطريقة استفزازية وهو يحاول أن يرى رد فعل رفيق على كلامه:
-الأوقع أن تقول أننا نمثل فيلما سخيفا من الدرجة الثالثة ,فقد استحالت حياتنا الى جحيم منذ دخلت هذه المخلوقة المزيفة الى بيتنا مدعية أنها ابنة عمنا.
-اخرس !
قاطعه رفيق بعنف وهو ينهض من مقعده بخفة النمر ليصل اليه فى ثوانى معدودة ويمسك بتلابيبه بقسوة مهددا اياه والشرر يتطاير من عينيه , فيما حاول سيف أن يهدئ الوضع المشتعل بينهما وهو يبعدهما الواحد عن الآخر واضعا جسده الطويل حاجزا بينهما ,أما كريم فلم يفلح تهديد رفيق فى اسكاته بل استطرد بصوت أعلى:
-لا , لن أصمت بعد الآن , فى البداية كنت أثق بك ثقة عمياء فآثرت السكوت حتى أدع لك الفرصة لتوضح لى ما يجرى من ألاعيب ولكنك تماديت هذه المرة يا ابن عمى العزيز وأصبحت تتصرف بغرابة شديدة ,وكل هذا ولا تريد أن تعطينا اجابات شافية على الأسئلة التى تدور بأذهاننا.
وجه سيف نظرات اتهام الى رفيق منتظرا أن ينفى عن نفسه التهم التى يلقيها بوجهه كريم فى اندفاع وكان صمته الدليل الكافى على صدق هذه الادعاءات.
-لا أصدق ما يحدث ! وما الذى يعنيه بأن لبنى مدعية كاذبة ؟ هل هذا صحيح ؟
-أنا لا أكذب يا صديقى ,فهى التى اعترفت لى بنفسها منذ اول يوم لها بالشركة بل وطالبتنى بالتعاون معها فى خطتها الحقيرة للنيل من العائلة , انها تسعى فقط للانتقام ,ولا أعرف حتى سبب رغبتها هذه.
-فقط اهدآ وسوف أشرح لكما كل شئ.
تهالك رفيق على أقرب مقعد وقد ظهرت على ملامح وجهه آثار التعب والارهاق ,فلم يعد هناك بدا من الاعتراف بالحقيقة , الحقيقة الكاملة ,ربما آن الآوان لأن يأخذ كل ذى حق حقه ,وهذا أفضل للجميع.
فيما كانا الرجلان الواقفان الى جواره يستعدان للجلوس حتى يستمعا اليه بصدر رحب , رن جرس هاتفه المحمول , كاد أن يتجاهل رنينه المتواصل أو يغلقه فى وجه المتصل الا أنه أدرك هويته فأجاب بصوت منخفض يشوبه آثار من الارهاق :
-آلو , نعم يا أبى .
أنصت باهتمام الى صوت أبيه الحزين وهو يخبره عن الحادث الذى ألم بابنة عمه , ولم يتمالك رفيق نفسه من الانزعاج وهو يهتف بأسى:
-ما الذى تقوله ؟ كيف حدث هذا ؟ ومتى ... أين هى ؟ بأى مستشفى ؟
سأكون حالا عندكم.
ألقى بالهاتف فى جيبه وأسرع نحو سلسلة مفاتيحه يلتقطها برشاقة وهو يسارع بالخروج الا أن كريم استوقفه بقلق:
-ماذا جرى ؟ هل عمى بخير ؟
-نعم , انه بخير , ولكنها أميرة ... سقطت من فوق الدرج , علىّ أن ألحق بهم فى المستشفى.
هم سيف باللحاق به وقد بدا متوترا منزعجا:
- هل اصابتها خطيرة ؟
-لا أعرف , ولكنها فاقدة للوعى.
-حسنا , هيا لنذهب جميعا.
هم رفيق بأن يرفض مرافقتهما له الا أنه وجد كل كيانه ينهار دفعة واحدة وتيقن بأنه لن يقوى على قيادة السيارة , فما أخبره به والده غير مبشر بالخير , فحالتها غير مستقرة سقطت من على الدرج وأصيبت بنزيف فى الدماغ ,هل ستكون هذه هى النهاية ؟ لا يمكن , ليس بعد دخولها الى حياته مرة أخرى , ألن يمهله القدر فرصة للاعتراف بحقيقة مشاعره نحوها ؟
خرجوا من غرفة المكتب مسرعين الى الخارج ولكن سيف التفت الى مها التى كانت جالسة تنهى بعد الأوراق المطلوبة على جهاز الكمبيوتر ونظر لها مطولا ثم أخبرها بصوت عادى:
-الغى كل اجتماعات السيد رفيق لليوم ,وأبلغى السيد منير بغيابنا لأمر طارئ فعليه أن يتولى هو زمام الأمور.
شعرت بحاستها السادسة أن لغياب مديرها سبب خطير فحاولت أن تعرفه بفضول المرأة الذى لا ينضب:
-هل كل شئ على ما يرام ؟ أعنى أتمنى ألا يكون غيابكم ...
وتوترت شفتاها بعد أن اخترقتها نظراته المدققة بشغف حاول أن يشغل نفسه بالقضية الأهم فابتعد عنها متجاهلا:
-لا عليك , فقط أبلغيه بما أخبرتك به .
وتركها وعلامات الاستفهام تتطاير برأسها الجميل , كانت تتمنى لو تستطيع أن تغير من مبادئها التى تربت عليها وتحاول أن تسلك طرقا ملتوية لتحقيق غاياتها , ولكن هيهات فمن شب على شئ شاب عليه , وان غدا لناظره قريب , انتظروا انتقامى يا عائلة الشرقاوية.
واعتدلت بجلستها لتجرى اتصالا هاتفيا بمكتب السيد منير كما أمرها سيف بنبرته المتسلطة التى تشع سيطرة وعنفوانية.

***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 03:48 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



أخذت دموعها تتساقط على خديها حارقة بشرتها الناعمة وهى تقف مستندة على الجدار البارد للمستشفى الاستثمارى الشهير الذى استقبل ابنتها الفاقدة الوعى وهى تنزف بغزارة ,لا تنسى هذا المشهد الدامى وهى تستمع الى صرخات وحيدتها قبل أن تستقر هامدة بلا حراك ,وتتمنى لو تتسنى لها الفرصة للعودة الى الوراء لكانت اعترفت لابنتها بالحقيقة وضمتها الى صدرها مهما كانت ردة فعلها ازاء هذا الاعتراف ,لقد جبنت عن اخبارها بأنها الأم التى تبحث عنها وهى على قيد خطوات منها ,وأخذت تدعو الله أن ينقذ أميرة وينجيها من الخطر ,هى مستعدة للتنازل عن كل شئ تملكه , لا تريد ثروة ولا بيتا ولا تأبه لما يخططه أفراد عائلتها , اذا أرادوا الاستيلاء على نطيبها من الميراث فهنيئا لهم سوف تتنازل عنه بطيب خاطر فى مقابل استعادة لحظة واحدة تعيشها مع ابنتها التى فقدتها منذ خمسة وعشرين عاما ,لا تفارق مخيلتها صورة الرضيعة وهى فى يومها الأول يعد أن أرهقتها الولادة المتعسرة وكادت أن تودى بحياتها ,شعرت بأنها كانت على أتم استعداد لتحمل الآلام والصعاب لترى وجه فلذة كبدها وتضمها الى صدرها , ثمرة فترة عشقها القصير هى وناجى ,آه يا ناجى فقط لو كنت الى جوارى ,لو لم تهرب بعيدا ,لو لم تختفى عن الأنظار ,لعشنا بسعادة كأسرة صغيرة هانئة البال يظللها الحب والمودة ,ولما تربت ابنتنا فى كنف والدين آخرين ,فقط يقينها بأن وجدى وزوجته - رحمهما الله - قد اعتنيا بها وعاملاها أفضل معاملة كأنها ابنتهما الحقيقية خفف عنها بعض الوجع ,وها هى الآن تصارع مصيرها المحتوم ... هل ستفقد ابنتها هذه المرة الى الأبد كما فقدت والدها ؟
والى جوارها جلس أخوها محمد على المقعد المعدنى بغرفة الانتظار وهو يستشعر عدم الراحة فى نظرات الأطباء الذين يتولون رعاية ابنة أخيه ,وقد فطن الى أن حالتها تعد خطيرة جدا بسبب كمية الدم التى فقدتها اضافة الى أن سقوطها كان عنيفا فاحتمالية تأثر مخها بالصدمة كبيرة ,ولم يجد ما يفعله سوى أن قام بالاتصال بابنه , فهو سنده وظهره فى الحياة لطالما اعتمد عليه منذ أن كان شابا صغيرا فى تولى زمام الأمور بادارة الشركة وسائر الأعمال الخاصة بهم ,وكان مخلصا قادرا على التعاطى مع مختلف الأزمات ,وذكيا لاستيعاب كافة التفاصيل الدقيقة ,أنه رفيق الذى لا يعترف بالاستسلام ولا الهزيمة...
رن هاتفه المحمول أكثر من مرة وهو لا يتمكن من الرد فهو يعرف قلق أمه الفظيع على حفيدتها ,وما باليد حيلة بم يجيبها ؟ يقول لها لا أعرف أم يصدمها بحقيقة خطورة حالتها ,الأفضل بهذه الحالة أن يلتزم الصمت ,وينتظر رحمة الله التى وسعت كل شئ.

******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 03:49 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



ظلت ريم على حالها منذ رأت المسعفين وهم يحملون جسد لبنى على المحفة ,تبكى بحرقة متأثرة بما حدث وفى وسط عبراتها تشهق بكلمات غير مفهومة ثم تردد بصياح مرتفع:
-لم أفعل شيئا لها , أنا لم أدفعها ,أنا لم ...
وفيما بقيت السيدات الأكبر سنا تحاولن تهدئتها بشتى الطرق ,حتى جدتها التى كانت تموت رعبا على حفيدتها المصابة أخذت تربت على كتفى ريم وهى تحتضنها بذراعيها فتجد ملجأ للأمان من أحزانها ,وقد أخذت تعيد على مسامعها هذه الجملة بصوت قوى ثابت حتى تخرجها من دوامة تأنيب الضمير:
-لا يتهمك أحد بشئ يا عزيزتى , ليس ذنبك ما حدث , انه قضاء وقدر.
-ولكننى ... ولكننى أخبرتها بأشياء فظيعة ,لقد ...
وانفجرت باكية حتى بللت دموعها وجهها بالكامل وهى ترتجف بشدة وبدا كأنها تهذى من وطأة الموقف على أعصابها:
-أنا لم أقصد أن أؤذيها ,فأنا ... لا أضمر لها شرا.
-اهدأى حبيبتى , سوف تصبح بخير ,ولم يكن بيد أى واحد منا الوقوف فى وجه المكتوب.
كانت هذه هى أمها التى انفطر قلبها وهى تشهد ابنتها تنهار أمام عينيها ,وهى واثقة من براءتها من هذا الجرم الفظيع.
أخذت منى تقلب شفتيها وهى غير راضية ثم انطلقت تتحدث وكأنها تكلم نفسها:
-ولكن أليس هذا غريبا ؟ انها مصادفة أن تكون واقفة بجوارك وقد بدأ صوتك يعلو وقد سمعناك جميعا ,هل كنتما تتشاجران ؟ ويا ترى لأى سبب انقطع حبل الود بينكما ؟ أكيد بسبب ما قام به رفيق هذا الصباح عندما صفعك لأنك تطاولت عليها , أتعرفين عندك حق فهى شخصية غير مريحة أبدا.
-كفى , لا أريد أن أسمع أى كلمة بخصوص هذا الموضوع , أفهمتن ؟
صاحت السيدة شريفة بكل ما تملك من قوة وهى تحاول التماسك حتى لا تخور قواها فتنهار مقاومتها ويتهاوى بنيان هذه العائلة التى ما زالت تحاول احكام السيطرة عليها بعد رحيل زوجها الذى لم يكن يجرؤ أيا منهم على الاتيان بمثل هذه الأفعال وهو على قيد الحياة ,لكم تغير هذا المنزل بعده , لم تكن تعتقد أنها سوف تشتاق لوجوده ولم تظن يوما أنها ستبكى على فراقه بهذه الحرقة كما تتمنى اليوم ,لقد انفرطت حبات العقد المنظوم الذى كان يمسك به بين اصابعه يشكّله كيفما يشاء,وبدأت المآسى والمصائب تتوالى عليهم واحدة تلو الأخرى وكأن أحدهم قد تلى عليهم لعنة أو ربما هى دعاء مظلوم , فكم من شخص قام زوجها بظلمه ,وهى شاهدة على الكثير والكثير فلم يسلم منه حتى أبناءه ,وهى أيضا , ألم يظلمها ؟ بلى وأساء اليها على مر السنوات التى قضتها معه ,بيد أنها بقيت بالبيت من أجل ترابط أسرتها ,تخلت عن توقها الشديد للحرية والهروب من سجنه الضيق وتنازلت عن كرامتها المهدرة وظلت ساكنة صامتة لا تقوى على الحراك , لم تفكر فى المقاومة بل تقبّلت تعذيبه لها باستسلام عجيب , نعم لقد عذبها حينما حرمها من الحب الحقيقى بحياتها وأجبرها على الاقتران به ,ولم يكتف بذلك بل أبعده نهائيا عن حياتها وطرده من منزل العائلة حتى لا تراه ولو مصادفة ,ولقد تعلمت بمرور الوقت أن تحيا مع الذكريات لتنسى مر واقعها وبقيت محتفظة بصورته القديمة المتهالكة والتى طبع عليها الزمن بصماته ,عندما يضيق بها الحال تلجأ بصمت الى غرفتها لتنعزل عما حولها وتخرج صندوق ذكرياتها بما يحمله من صور لأعز الناس الى قلبها فتتأملهم وكأنها تستنجد بهم ,ولا معين لها سوى الصبر على البلاء.
وما يشغل بالها الآن هو سر عدم اجابة ابنها لمكالماتها المتعددة والتى لا تتوقف بلا كلل أو ملل ,فالقلق يتآكلها على حفيدتها الغالية ,وتدعو الله أن ينجيها وأن وتراها مرة أخرى سليمة معافاة , وقد نذرت أن تتصدق بمبلغ مالى كبير اذا ما مرت هذه الأزمة على خير.

****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 03:50 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


شعرت هديل ببعض القلق لتأخر رئيسها بالعمل عن موعده ساعة كاملة وهو الذى يلتزم بمواعيده بدقة متناهية وخلال سنوات عملها الثلاثة معه لم يتغيب يوما بدون عذر الا اذا كان مسافرا فى اجازة ,وأخذت تؤنب نفسها على اهتمامها بأمره فما يعنيها اذا كان بخير أم أن مكروها أصابه ,لن تشغل بالها بالتفكير فيه ,فبعد صدامهما الفجائى بالأمس لن تتحمل مواجهته ,كما أنها كانت قد بدأت تحن لرؤيته ,وطمأنت نفسها بأن هذا بحكم العادة لا غير فهى تراه يوميا وتقضى برفقته ساعات طويلة أثناء العمل ربما أكثر مما تمضيها مع أبيها الحبيب ,وتذكرت الحادثة التى جمعت أباها ووالدة كريم بمصادفة نادرة الوجود ,أليس غريبا من بين جميع البشر أن يتلاقى الاثنان ,ولم تظفر من والدها بأى معلومة ذات قيمة عن طبيعة علاقته بهذه السيدة التى أحضرها الى منزله وأمر ابنته أن ترعاها وتساعدها كأنها شخص عزيز عليه وليست مجرد امرأة صدمها بسيارته ,ثم تذكرت كيف كان يعاملها كريم حينما عرف بالصلة التى تربطها بالرجل الذى انقذ والدته ,ولم تنس نظراته المحتقرة التى آلمتها فى الصميم ,فماذا يظن بها ؟ لا يهم , فليفكر كيفما شاء , وأجابت على نفسها بصدق : يا لك من كاذبة ! أنت تهتمين لشأنه كثيرا , ولا تريدين أن تتحطم صورتك أمامه ولا أن تسقطى من نظره ,هيا اعترفى بالحقيقة ,فأغلقت عينيها حتى تهرب من ذكرى عينيه الجذابتين اللتين تأسران قلبها بصمت وتجعله يهوى فى بئر عميق من المشاعر الرقيقة , فهى تحلم به دون أن تدرى.
يا له من حلم بعيد المنال ! وقد صار أبعد من النجوم بالسماء ,لقد تصاعدت الحواجز بينهما وقد زاد عددهم واحدا جديدا بعد لقاء البارحة.
-هديل ! هل تحلمين نهارا ؟
تطلعت نحو الصوت المألوف لصديقتها وزميلتها بالعمل مها ,ولكنها تعجبت كيف غادرت مكتبها قبل موعد الراحة المخصص لهم فالسيد رفيق لا يقل صرامة وحزما عن رئيسها القاسى وتبسمت بمرح تحاول أن تجعل صوتها مبتهجا:
-مرحبا مها , أى ريح طيبة ألقت بك الى هنا ؟
أجابتها مها وهى تتخذ مجلسا بقربها وتحاول أن تتصنع الجدية فى حديثها حتى تلفت انتباه رفيقتها:
-لن تصدقى ما لدىّ من أخبار , لقد غادر الوحوش الثلاثة الشركة وهم على عجلة من أمرهم تاركين ادارة الشركة فى عهدة السيد منير.
-لا يمكن !
كانت هديل تعرف بماذا يسمى الموظفون بالشركة رؤساء الأقسام الثلاثة والذين يمتلكون معظم أسهمها وهم أبناء عمومة ولم تطل حيرتها فقد أراحتها مها بدون علم من السؤال الذى كان يتملك عقلها ,ولكنها ظلت تفكر يا ترى ما الذى حدث ليقوم الثلاثة بترك أعمالهم , لا بد أن الأمر ضرورى وخطير , هل أصاب مكروه والدة كريم ؟ وقررت بعد انصراف مها من غرفتها أن تطلب رقم هاتفها الذى تبادلته معها بالأمس حينما حلت ضيفة على منزلها لتطمئن على صحتها.

****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية