لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-18, 03:10 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الثالث عشر




حينما عاد رفيق من مشواره الى المنزل كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا , وكان الهدوء مخيما على أرجاء البيت الفسيح , فاختطف درجات السلم الرخامى سريعا بخفة ورشاقة غير متوقعة بالنسبة لضخامة حجمه وهم بالولوج الى غرفته الا أن هناك من استوقفته بحركة يديها التى جذبت طرف كم قميصه وهمست باسمه برقة:
-رفيق , انتظر.
تراجع الى الخلف ليرى لبنى واقفة أمامه مرتدية ثوبا قطنيا فيما يلتف حول قدها النحيف معطفا منزليا أنيقا قامت بعقد حزامه حول خصرها باحكام,وهى تنشد اهتمامه الذى تصاعد بقلق ,وهو يسألها بهدوء وجمود:
-ما الذى يبقيك مستيقظة حتى هذا الوقت المتأخر ؟
تطلعت نحوه متعجبة وترددت بضعة لحظات قبل أن تجيبه:
-وما الذى يجعلك تخرج فى مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
أخذ ينظر لها وهو يحاول سبر أغوارها وتساءل بنفسه ما الذى يجعلها تهتم لأمر خروجه , وهل كان تحت قيد المراقبة ولم يشعر بها , تنحنح قبل أن يبتسم بخبث:
-وهل كنت تراقبيننى ؟
-أنا ؟ ولماذا أراقبك ؟
-اذن كيف عرفتى أننى خرجت ؟
نظرت اليه واشارت بصمت الى ملابسه , ثم خرج صوتها متهما:
-أنت ترتدى ملابس الخروج كما أننى قد سمعت باب غرفتك وهو ينفتح من قبل وكنت ساهرة فعرفت أنك تستعد لمغادرة المنزل.
ارتفع حاجباه بسخريته المعتادة قبل أن يقول بمرح:
-اذن أنت تراقبيننى كما قلت , لماذا يا لبنى ؟
تراجعت خطوتين الى الوراء من جراء تحديقه بها حتى اصطدم ظهرها بالحائط البارد من خلفها وشعرت بالتهديد الماثل أمامها , وسألت نفسها لم تهورت هكذا ؟ وأخذت تنظر الى الرواق الخالى الا منهما فقد كانت بقية الغرف تبعد عن غرفتيهما المتجاورتين وبدأت تشك فى حماقة تصرفها الأرعن ,وخاصة حينما بدا على رفيق التسلية بما يحدث لها وهو يتقدم منها وفى عينيه نظرة احتارت فى تفسيرها , الا أن موجة شجاعة فارغة قد سرت بعقلها محاولة شن الهجوم بغرض الدفاع:
-هل كنت فى موعد مع فتاة ؟
جلجلت ضحكته القوية فى حلقه ,وأخذ يتمعن فى النظر الى الفتاة الواقفة أمامه تستجوبه وكأن لديها الحق فى ذلك ثم أجابها ببرود أغاظها كثيرا:
-وان يكن ؟ هل لديك مشكلة ما ؟
-لا ليس لدى مشكلة , فأنت حر فى تصرفاتك , ولكنك لست محتاجا لأن تقابل حبيبتك فى منتصف الليل هكذا وكأنكما تسرقان , هل تخشى شيئا ما ؟
-أنت حقا فتاة غريبة الأطوار ,لماذا تهتمين ان كنت على موعد مع ... حبيبتى ... ليلا أو حتى فجرا ؟
اشاحت بوجهها بعيدا عن نظرات عينيه المدققة بعناية والتى لا تفوتها شاردة ولا واردة كعينى صقر قنّاص ,ولكنه أجبرها على النظر اليه بطرف اصبعه تحت ذقنها بتسلط واضح وهو يستطرد بخفوت:
-هل تغارين ؟
تلاقت أعينهما فى نظرات طويلة متألقة وكأنها رسالات صامتة تعبر عن مدى التوتر المتنامى بينهما ,ولم تستطع الافلات من حصار عينيه الفضيتين اللتين أسرتاها بقيود غير مرئية ,فحاولت الهروب من الاجابة عن سؤاله المفاجئ فقالت بتوتر :
-رفيق , لقد تأخر الوقت ,ولم يعد مريحا بقاؤنا هكذا فى الرواق على مرأى ومسمع من أى عابر.
كانت تعنى أن الوقت متأخر وأنها تود الذهاب لتنام الا أنه قد اساء تفسير كلماتها عن عمد فقال بغموض:
-معك حق .
وسحبها ورائه عنوة الى غرفته التى فتح بابها بتمهل ثم أغلقه بذات الطريقة فوجدت الفتاة نفسها فجأة حبيسة ذراعيه القويتين بداخل الغرفة المظلمة ,الا من صوء القمر الخافت الذى يتسلل على استحياء من النافذة الزجاجية وقد كان القمر بدرا مكتملا فاستطاعت أن ترى انعكاس الضوء على ملامح مرافقها الحادة وقد جعلته اشبه بقرصان من الأزمنة الغابرة يتمسك بصيده الثمين ,وابتلعت ريقها بخوف وهى تتساءل ماذا يريد منها ؟ وهل من سبيل للنجاة ؟
لم يتردد رفيق طويلا قبل أن يضع اصبعه على زر الاضاءة لتغمر المكان بلمحة سريعة فأعادت الى نفس الفتاة بعض الطمأنينة وهى تؤكد لنفسها أن رفيق غير قادر على ايذائها فقد وعدها بالحماية ؟ ولكنها لم تكن تخشى الأذى البدنى ,بل كانت تدرك جيدا أن مشاعرها المتضاربة نحوه هى أسوأ ما يمكن أن تواجهه بهذه اللحظة كما أنها لا تعرف ردة فعله المتوقعة فى مثل هذا الموقف وهى وحيدة معه.
ثم أدار المفتاح فى قفل الباب مغلقا اياه فأصدر التكة المعروفة والتى انبأتها بأن اسوأ كوابيسها قد بدأ يتحقق امام عينيها المذهولتين ,وأخفى رفيق المفتاح بجيب قميصه وأخذ يتجول بغرفته بحرية مشيرا لها بالجلوس فلم تجد مفرا من الاستجابة له وسمعته يقول بعد أن أولاها ظهره :
-سوف أتوجه لأخذ حماما ساخنا ولن أتأخر عليك , نصيحتى لك أن تبقى ساكنة وديعة وألا تثيرى ضجة فالجميع كما تعرفين نيام.
وتركها تتخبط بحيرتها متوجها نحو غرفة الحمام الملحقة بغرفته والتى يفصلها عنها جزء صغير مغلق بباب خشبى آخر مما أتاح لها فرصة للانزواء بعيدا عن نظراته الأخيرة لها قبل أن يختفى تماما .
لم يستغرق رفيق أكثر من عشرة دقائق قضتها الفتاة فى تفكير عميق بتخمين ما سوف يحدث لاحقا ,ووجدت من يشغل محور تفكيرها ماثلا أمامها مرتديا بنطلونا أسود اللون فوقه قميص قطنى بلون مماثل ,وتقطر المياه من خصلات شعره المبلل فيما تسللت رائحة عطره القوى الى أنفها ,كان مثالا للوسامة المدمرة والجاذبية المميتة.
جلس الى جانبها وأخذت يداه تتلاعب بخصلات شعرها المتناثرة على ظهرها فارتعشت بدون ارادة منها لتسأله عما يدفعه ليتصرف معها بطريقة غريبة:
-ماذا تريد منى يا رفيق ؟
حدق بها باعجاب واضح وهمس لها:
-أنا من يتعين عليه سؤالك , ماذا تريدين أنت منى ؟
لم تستغرق أكثر من ثانية لتجيبه بخفوت:
-أنا لا أريد شيئا الا الابتعاد عن هنا , فلا أشعر بالراحة فى وجودى بغرفتك.
-لا تشعرين بالراحة فى غرفتى أم بسبب تواجدك معى ؟
-لا أنكر أنك تربك تفكيرى ,وأشعر بعدم التوازن فى حضورك ,كما أننى أجهل نواياك تجاهى فبعد أن عرفت أنك تخفى حقيقتى عن العائلة خاصة وأنك لم تتفاجئ بما حدث فى الشركة ,أود أن أفهم سبب تصرفك نحوى.
-أود حمايتك , ولا أريد لك أن تتأذى أبدا , هل تصدقيننى ؟
-جزء منى يؤمن بك ويصدق كل ما تتفوه به , ولكن ... دوافعك هى التى تحيرنى.
ابتسم لها برقة وما زالت اصابعه تتغلغل بعمق فى شعرها الحريرى الطويل متلاعبة بعواطفها الأسيرة:
-أنا نفسى أشعر أحيانا بأننى لا أفهم سر تعلقى بك ,على الرغم من تأكدى بتآمرك علينا , الا أننى أراك ضحية ولست جانية ,أتفهم سبب رغبتك بالانتقام .
حاولت مقاطعته لتوضح له سرها:
-أنا لا ...
-دعينى أكمل حديثى : الانتقام ليس هو السبيل للراحة , بل أؤكد لك أنه سيؤذيك أنت أكثر مما سيؤذى الآخرين , لا أريد لبرائتك ونقائك أن يتلوثا بمثل هذه الخطط القذرة ,اذا كان الماضى يعنيك أكثر من الحاضر والمستقبل فلا ضرورة لمتابعة هذا الحوار.
فجأة شعرت بضباب كثيف يشوش عليها التفكير السليم ,وأخذ رأسها ينبض بألم قوى فأمسكت بجبينها براحة يدها وهى تتأوه بخفوت مما جعل رفيق يحنى رأسه نحوها ليسألها عما ألم بها:
-ما الذى حدث ؟
أجابته بصوت مهزوز من أثر الألم:
-لا .. لا شئ فقط هذا الصداع الذى يباغتنى بين الحين والآخر.
وأخذت تتسارع الصور فى خيالها ,مخيفة ,مقلقة ,متباعدة ,حتى صارت تحاول الفرار منها بتحريك رأسها يمينا ويسارا كأنها تنفضهم عنها ,فقام رفيق بضمها الى أحضانه ليستقر رأسها الصغير على صدره وهو يضغط بكفه على جبينها محاولا ايقاف الدق المؤلم كأنه طبول زاعقة فى حفل صاخب ,وسألها برفق:
-هل أحضر لك قرصا مسكنا ؟
هزت رأسها بالنفى فلم تقو على الرد ولكنها استطاعت أخيرا أن تنطق:
-ليس مجديا مع هذا النوع من الصداع ,كل هذا بسبب الحادث.
بدأ يجرى لجبهتها تدليكا باصابعه القوية مثيرا بداخلها نوعا من الارتياح المؤقت وكانت أصابعه خبيرة دقيقة تعرف طريقها بدون ارشاد فتناغمت مع حركاتها الدائرية العميقة وبدأت ضربات قلبها المتزايدة تهدأ وانتظم تنفسها حتى بات عميقا وانهار رأسها متهاويا على كتفه فتطلع نحوها بفضول ليجدها قد استغرقت بنوم عميق ,فلم يتردد كثيرا وحملها بين ذراعيه فأرقدها بسريره وقام بتغطيتها بدثار سميك ووقف ينظر لها بشوق أخذ يقاومه ممنيا نفسه باقتراب اللحظة الموعودة ولكن عليه أن يصبر قليلا حتى تستقيم الأمور وتصير له كما أراد,وفيما بعد استلقى على الأريكة الوثيرة واضعا وسادة قطنية تحت رأسه ولم يطل بها المقام حتى غلبه الارهاق فغط فى النوم غافلا عما حوله.

*************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 03:11 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



فى الصباح الباكر لليوم التالى ,بدأ النشاط يدب فى أنحاء المنزل الكبير وقد أخذت سماح تنتقل من غرفة لجناح تنظفه وتعيد تنظيمه حتى وصلت للطابق العلوى وطرقت باب غرفة لبنى عدة طرقات الا أنها لم تتلق أى اجابة فهمت بالانتقال الى الغرفة المجاوة ,ولكنها تذكرت القاء اللوم عليها صباح الأمس بعد اختفائها المفاجئ ولم تنس بعد النظرات النارية التى تلقتها بعد العصر حين اكتشفوا أن السيدة هناء لم تكن بغرفتها ,فقررت أن تكثف من طرقاتها حتى تطمئن الى استيقاظها قبل أن تفتح باب الغرفة فوجدتها خالية وسريرها كما هو بأغطيته فى موقعها لم تمس ,وتعجبت الخادمة هل استيقظت الفتاة مبكرا ونهضت بدون أن تسمع وقع خطاها كما أنها لا بد قد قامت بتسوية سريرها بنفسها وأشادت بداخلها بهمة ونشاط هذه القريبة الغريبة الأطوار فهى تختلف تماما عن أفراد العائلة كلهم ,وقامت بفتح النوافذ الزجاجية جاذبة الستائر حتى تدخل أشعة الشمس القوية الى الغرفة ويتجدد الهواء بداخلها ,وأسرعت بعدها الى غرفة رفيق وتمهلت لبرهة قبل أن تدق الباب ثلاث دقات يفصل بين كل واحدة والأخرى ثلاثين ثانية كما أمرها سيدها من قبل حتى يتنبه الى دخولها الى الغرفة.
استفاق رفيق من نومه وهو يتثاءب فوضع ظهر يده فوق فمه وأخذ يتمطى حتى تستعيد عضلاته قدرتها على الحركة بعد أن شعر بتنميل غريب فى أطرافه جراء نومه فى مساحة ضيقة وهو الذى اعتاد على سريره الواسع وقد ظل طوال الليل على ذات الوضع فتيبست مفاصله ,وتذكر بغتة معنى الدقات الثلاثة على الباب ونظر الى زائرته الليلية بتحفز وهى تتقلب فى مكانها وقد انحسر الغطاء عن جسدها كاشفا عن ساقين جميلتين أطال تحديقه بهما ثم سمع مقبض الباب يتحرك متحشرجا بسبب اغلاقه الباب بالمفتاح ثم تناهى الى مسامعه صوت سماح الرفيع وهى تستأذنه للدخول:
-سيدى , لقد صارت الساعة الثامنة والنصف صباحا.
وانتظرت أن تتلقى جوابا منه ,الا أنه كان منشغلا بالفتاة التى بدأت تفتح عينيها ورأى الصدمة متجلية بداخلهما وفى ثانية كان بجوارها واضعا يده على فمها ليكتم صيحة اعتراض كادت تفلت منها وتثير معها فضيحة علنية بالبيت الهادئ ,فيما رد على الخادمة بصوت عالٍ ليصرفها:
-انتظرى ريثما أخذ حماما يا سماح ,هيا اذهبى.
وانتظر حتى تردد وقع أقدامها المنظم وهى تبتعد عن باب الغرفة بعد أن قالت بمهنية:
-أمرك يا سيدى.
وكانت لبنى تقاتل فى ذلك الوقت باستماتة وهى تحاول الافلات من بين ذراعه التى أحاطت كتفيها لتبقيها مستلقية بالسرير وهمس بأذنها ليهدئ من روعها:
-اهدأى ,فلم يحدث شئ .
وما أن أزاح يده عن فمها حتى اصدرت صرخة مكتومة غاضبة وهى تبعد ذراعه عن بشرتها العارية بعد أن تهدل معطفها المنزلى كاشفا عن بشرتها قمحية اللون وهى تشير له باصبع الاتهام:
-كيف نمت هنا ؟ وماذا فعلت بالأمس؟
زفر رفيق بضيق كاشفا عن توتره البالغ:
-لم يحدث شئ , سبق واخبرتك بذلك ,لقد كنتى مرهقة جدا بالأمس وقد هاجمك صداع قوى فنمتى بمكانك ولم يكن بمقدورى أن أحملك الى غرفتك فتركتك تنامين هنا على سريرى.
صمت بعدها وكأنه بهذا قد أشبع فضولها الا أنها قد سألته بطريقة استجوابية لم ترق له:
-وأين نمت حضرتك؟
أشار بهدوء الى الاريكة التى ما زالت تحمل آثار جسده الضخم والى الوسادة التى انبعجت تحت ثقل رأسه:
-هنا.
-وهل تريد منى أن أصدق أن هذا ما حدث فقط ؟
-أنا لا أطالبك بالتصديق ,ولكن بالله عليك أخفضى صوتك فلا نريد أن نثير ضجة بلا مبرر.
-بلا مبرر ؟ وبماذا تسمى هذا ؟ وماذا سيكون ردة فعل الجميع بعد معرفتهم بأننى قد قضيت ليلتى فى غرفتك ؟ وهل سيصدقون براءة نيتك وأننا قد نمنا بمكانين مختلفين ؟
قاطعها بحدة:
-أتقصدين أنهم لن يصدقوا أننا لم نتشارك فى الفراش ؟
تضاربت الحمرة فى خديها منتشرة بطريقة رائعة أضفت عليها جمالا طبيعيا ,وأخذت تحاول اخفاء خجلها فيما قام رفيق بالاستطراد:
-يمكننا تجنب مثل هذا الموقف بقليل من الذكاء واذا ابتلعت لسانك الحاد وانصتى الىّ , لقد صرفت سماح ولكنها حتما ستعاود المجئ .
أخذ يشرح لها خطته بهدوء أعصاب حسدته عليه فهى كانت تغلى بداخلها قلقة متوترة ,فتح رفيق باب الغرفة بهدوء وحينما تأكد من خلو الدور أشار لها فتسللت على أطراف اصابعها الى غرفتها.
وما أن دخلت الى غرفتها حتى هاجمتها موجة هواء باردة متسللة من النافذة المفتوحة على مصراعيها فتوجهت لتغلقها ثم انسلت الى الحمام لتنسى همومها مع انسياب الماء الساخن على جسدها المنهك متمنية أن تغسل المياه ذكرى ما حدث بالأمس.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 03:13 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



عندما استيقظ كريم على صوت جرس المنبه بجوار سريره أخذ يبحث عنه متأففا بعين نصف مفتوحة وهو يسكته للأبد حتى يشبع نوما الا أنه أراد أن يتوجه الى غرفة والدته للاطمئنان على صحتها ولغرص آخر فى نفسه ,بعد أن قام بالاستحمام وارتداء ملابسه على عجل فتح باب غرفته قليلا ثم تذكر أنه قد نسى هاتفه المحمول فعاد للبحث عنه وعاد ليتوجه خارجا حينما تناهى اليه صوت باب يفتح فرأى مشهدا لا يصدق كان رفيق يتلفت يمينا ويسارا فتوارى هو بعد أن قام بمواربة بابه ووجده يفسح مجالا لخروج لبنى من غرفته حيث خرجت مسرعة لتتوجه صوب غرفتها المجاورة فاختفى كليا بالداخل ثم سمع صوت بابين يغلقان على التوالى وبالنهاية ران الصمت على الطابق بأكمله,فيما أخذت دقات قلبه تنتفض داخل ضلوعه وهو يحاول فرك عينيه جيدا حتى يتأكد من أنه ليس حلما ,لا يمكن أن يكون ما رآه حقيقة ؟ رفيق ولبنى معا , أو من تدعى أنها لبنى , هل رفيق متواطئ معها بلعبتها الدنيئة ؟ وما الذى يجمعهما حتى تقضى الليل بغرفته ؟ والأهم ألا يستحى أيا منهما ؟
بعد قليل أعاد ضبط هندامه على الرغم من عدم الحاجة لهذا وشد قامته باعتدال ثم توجه الى غرفة والدته فى آخر الرواق وطرق على بابها حتى سمع والدته تطالبه بالدخول ,فابتسم لها أول ما رآها وانحنى نحو يدها ليقبلها بحب :
-صباح الخير , كيف حالك يا ست الحبايب ؟
ردت له ابتسامته بأخرى أكثر اشراقا من العادة وهى تربت على رأس ولدها الحبيب لتجيبه بمودة:
-صباح النور يا حبيبى , أنا بخير, فاطمأن ولا تشغل بالك.
كانت برأسها تدور عشرات الأفكار كما كانت تدور برأس ابنها عشرات التساؤلات وكلا منهما يخفى ما يفكر به ويصطنع البهجة والمرح ,ولكنه كان كريم من بدأ الاستجواب بطريقة بدت بريئة:
-ألم يحن الوقت لتخبريننى بما حدث بالأمس؟
أشاحت هناء بوجهها بعيدا عن مرمى بصره وهى ترد بصدق:
-لم يحدث أكثر من أننى كنت شاردة حين عبرت الطريق فكادت سيارة صلاح تصطدم بى ولكنه نجح بكبح فراملها فى آخر لحظة فلامسنى طرف مقدمتها وتهاويت أرضا ,هذا فقط ما حدث.
-وما الذى جعلك تغادرين المنزل وبدون اخبار الموجودين ؟ والى أين ذهبتى يا أمى ؟
انفعلت هناء بدون مبرر:
-وهل هذا استجواب يا سيد كريم ؟ هل تحقق معى ؟
أخرج كريم كل انفعاله بجملته الغاضبة:
-أنا لا أحقق معك ولكن ألا ترين أنه من حقى أن أعرف اين كانت أمى ؟ ومن هو صلاح هذا ؟ لماذا أشعر بأنك ولأول مرة بحياتك تخفين عنى شيئا ؟
-أنا لا أسمح لك يا كريم , فأنا أمك ولست سكرتيرة تعمل عندك حتى تقومى باستجوابى , كما أننى لست مضطرة للاجابة على تساؤلاتك.
توتر كريم لدى ذكرها كلمة ( سكرتيرة ) فقد تذكر هديل , وما الذى كان ينوى أن يقوم به ,اذا كانت والدته تحاول اخفاء الأمر عنه فلا بد أن هديل سكرتيرته تملك بعضا من الأجوبة التى يسعى الى معرفتها وهو لن يتوانى عن الضغط عليها حتى تقر بما تعرفه هذه الفتاة الماكرة التى كان يعتقد أنها مجرد فتاة بريئة ساذجة وأثبتت له بالأمس أن كل تصوراته عنها كانت أوهاما غير حقيقية.
-كما تريدين يا أمى , سأعرف الحقيقة بطريقتى الخاصة , فلا تشغلى بالك.
قالها وانصرف مسرعا دون أن يلتفت لوالدته التى تنادى باسمه فى لوعة.
ولم يقم حتى بالقاء تحية الصباح على ريم وتوجه الى الباب الخارجى وأغلقه ورائه بعنف أرعب الفتاة التى كانت تجلس باسترخاء فى الطابق السفلى وتعجبت من أمره فرفعت حاجبيها وزمت شفتيها ثم أخذت تفرك جبهتها مفكرة بعمق عن سبب الانقلاب الذى تغلغل فى كيان هذه العائلة وجعل افرادها يتصرفون على غير طبيعتهم ,وعادت لتشغل نفسها بمشكلتها الخاصة ,فلها قضية معلقة مع أخيها وعليها ألا تتركه ينصرف اليوم الى عمله دون مناقشة ,ولكنها ارتات أن تنتظره بمكانها بدلا من أن تفاجئه بغرفته ,وأخذت تتلاعب بهاتفها الملقى باهمال الى جوارها وكانت تنتظر مكالمة هامة تلهفت على سماع صوت محدثها الجذاب الا أن الهاتف بقى على صمته فنظرت الى الساعة التى اشارت الى التاسعة الا ربع فتثاءبت ببطء وهى تحادث نفسها : ما زال الوقت مبكرا , فموعدنا بالعاشرة تماما,وابتسمت بجذل.

*************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 03:14 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

استيقظ الجميع بالمنزل مبكرا وتسابقوا للنزول الى القاعة الواسعة بالدور الأرضى ,وألقوا تحية الصباح ببشاشة على السيدة شريفة التى كانت جالسة الى جوار حفيدتها ريم تتبادلان أطراف الحديث بينما كان رفيق يسارع بالخروج وهو يعقد ربطة عنقه ويغلق أزرار كمى القميص وهو فى عجلة من أمره وكأنه كان يهرب من شئ ما , الا أن أخته قد استوقفته وقد نوت على اثارة مشكلة بعد أن أعادت التفكير مرارا بما صار بالأمس ورأت أنه من الأنسب ألا تؤجل المواجهة المحتومة فاستجمعت كامل شجاعتها وقالت:
-انتظر يا رفيق , أريد أن أحادثك بأمر ضرورى.
أوقف تقدمها نحوه باشارة جافة من يده وكان واضحا أنه متعكر المزاج ولا ينبغى مراجعته بالأمر فى هذا التوقيت الا أنها كانت تسعى بغباء نحو الشجار فحينما رد عليها بتجاهل:
-ليس هذا هو الوقت المناسب , أنا مستعجل.
زمت شفتيها بغضب وصاحت:
-أريد أن أذهب الى الشركة معك.
عقد حاجبيه وهو يتطلع نحو الجالسين الذين بدأوا يراقبونهما بصمت فى انتظار نتيجة هذه المناقشة التى أوشكت على التحول الى صفعات متبادلة بينهما حين حذرها رفيق من مغبة تصرفها:
-اياك وأن ترفعى صوتك مرة أخرى اثناء حديثك معى ,ثم ما الذى تعنيه بذهابك الى الشركة ؟ ألك عمل هناك ؟ أم أنك تظنين أنها رحلة للهو ؟
شعرت ريم بالاهانة خاصة فى وجود الكثير من الشهود على ما دار بينها وبين أخيها الحانق عليها فردت بكبرياء:
-أنا أعرف أنها ليست رحلة , أريد أن أعمل معكم.
-أنت تعرفين رأيى سابقا بخصوص مسألة عملك , وقد انتهينا منها , فلماذا تعيدين فتح هذا الموضوع مرة أخرى ؟
تنامت بداخلها رغبة حمقاء باثارة زوبعة وألا تستسلم لصوت العقل الذى يرجح انهاء مناقشتها مع رفيق فأكملت بتبجح:
-وما الذى يميز لبنى عنى حتى تصحبها للشركة للعمل هناك ؟
-لبنى تختلف كليا عنك , ولا شأن لك بما يدور فى مجال العمل ,اهتمى بشؤونك الخاصة فقط.
لم تفتها نبرة التحذير الواضحة بصوته المنفعل ولكنها ضايقتها لأنه يدافع عن لبنى بحرارة فيما هى شقيقته الوحيدة يعاملها بمثل هذا الجفاء فتخلت عن تعقلها نهائيا ورفضت الاستسلام فى الوقت المناسب حتى فات أوان التراجع:
-ولماذا تختلف لبنى ؟ على الأقل أنا أختك فالأولى أن تشركنى بالعمل بدلا من بقائى وحيدة بالساعات فى البيت لا أقوم بعمل نافع ,أنا هى فليست سوى صائدة ثروات , كيف تأمن لها ؟
هوت صفعة قوية على خدها رمتها أرضا وقد خارت قواها لتتحمل هول المفاجأة والألم الذى سرى بخلايا وجهها الملتهب فيما انفجر رفيق بغضب أعمى :
-اخرسى , واياك والتطاول عليها مرة أخرى , أفهمت ؟
ولم ينتظر لحظة أخرى فقد اندفع خارجا وصفق الباب ورائه بعنف شديد مما جعل أصدائه ترج فى المكان بينما قام كريم بالاندفاع نحو ريم ليساعدها على الوقوف على قدميها فاستندت الى كتفه بمرارة وأسى وهى لا تصدق ما حدث لها , لم يكن شقيقها ابدا من النوع العنيف الذى يستخدم يديه للتعبير عن مكنونات صدره ,وبحياته لم يمد نحوها أصبعا فكيف بهذه الصفعة المؤلمة التى أصابتها بالوجوم ثم أجهشت بالبكاء وكانت الجدة هى أول من استطاع استعادة السيطرة على الألسن التى ألجمتها الصدمة فأخذت تتحدث بانفعال والكلمات تتزاحم على شفتيها للخروج:
-لا أصدق عينىّ , ما الذى اصابكم يا أحفاد الشرقاوى ؟ كيف وصلنا لهذا الصدام ؟ ورفيق ... لا يمكن أن يكون بوعيه .
ثم وجهت حديثها خاصة نحو ابنها البكرى معاتبة اياه على تخاذله:
-وأنت يا محمد كيف سكت عن فعلة ابنك الشنعاء ؟ هل ظن نفسه قد أصبح كبير العائلة بعد وفاة جده ؟ صار يتصرف على هواه بدون الرجوع الى أحد ,لا بد من وضع حد لتهور هذا الولد.
لم يتمالك محمد نفسه من الابتسام برغم من جسامة الموقف وعدم احتماله لرؤية ابنته وهى تبكى بحرقة متألمة الا أن أمه ترى أن رفيق ما زال ولدا فى حين أنه رجل قد تخطى الثانية والثلاثين من عمره, وتأمل زوجته وهى تحتضن ابنتها بحنان محاولة تهدئة شهقاتها الباكية وهى تواسيها ,فرأى أن الحل الأمثل هو مواجهة ابنه بما فعله وهو يعلم أن رفيق أحيانا يتعامل بغلظة حينما يستفزه أحد ولكن لا يمكن السكوت عن هذا الموقف خاصة وأنه يرى أن ابنته لم تتجاوز حدودها معه ,وكانت هذه هى أول مرة يرفع فيها يدا على أخته ,وآثر أن ينتظر لفترة حتى تهدأ الأوضاع وتستقر ثم يتوجه اليه فى الشركة ليعرف سر عصبيته الغير مبررة تجاه ريم المسكينة.
-لا تشغلى بالك يا أمى , لن يمر الأمر مرور الكرام ولكن علينا أن نتروى قبل الاقدام على أى تصرف قد يزيد من احتدام الوضع.
هكذا دائما كان ابنها يفكر بعقلانية وهدوء مهما كانت درجة الغليان من حوله وفى أحلك الظروف استطاع تجاوز المحن التى مرت عليهم وهذا ما يميزه عن اخوته فهى تثق به ثقة عمياء وتستأمنه على كافة الأعمال الخاصة بالعائلة.
خرج كريم عاصفا بعد هذا الموقف السخيف الذى شهده بمرارة ,فقد بدأ يستشعر بأن هناك أمرا ما يدبر فى الخفاء , وبات يشعر بأن ابن عمه ورفيق صباه قد تغير للأسوأ وباتت أفعاله غريبة تستوجب التفسير ,صدمه بداية من معرفته بحقيقة أخته المزعومة وسعيه للحيلولة دون افتضاح أمرها أمام العائلة ,ثم رؤيته لها خارجة من غرفته فى الصباح الباكر وهى ترتدى ملابسها المنزلية مما يؤكد بقاءها بالغرفة طوال الليل , ولا يوجد داعِ للتخمين بما جرى فهذا أوضح من قرص الشمس الساطعة فى وضح النهار ,واختتمه رفيق بصفعه لأخته ريم وهو الذى كان دائما مثالا للحب والود فى معاملتها وكأنها أميرة مدللة ,ما عليها الا أن تشير ببنانها فينفذ فى الحال ,لا ينقصه الآن سوى زيادة الطين بلة بموضوع والدته وسر معرفتها بوالد هديل ,سكرتيرته الهادئة الرصينة والتى كان يعتبرها مثالا للبراءة النقية فلم يتصور يوما أنها تخبئ أسرارا ,ودوره أن يعمل على استخراج هذه الأسرار ولو بأى ثمن حتى ولو كانت الطريقة غير انسانية فأمه خط أحمر وقد تجاوزت هديل هذا الخط وآن أوان دفع الثمن , وقد عزم على جعلها تدفعه بكل سرور , فلا مانع من التسلية قليلا.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 03:19 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

تأخر سيف فى التوجه الى عمله بعدما عرف بالحادث الذى ألم بريم ,وأخذ قراره بعد صراع مع النفس بالتزام الصمت التام وألا يحاول الانحياز الى أى جانب حتى يشرح له رفيق سر تهوره ,ثم تذكر لبنى وأنها ما زالت بغرفتها ولم تلحق بهم الى الشركة كما فعلت بالأمس ,وحاول أن يربط بين سر الخلاف الذى نشب بسببها وانعزالها بعيدا عنهم بعد أن كانت منفتحة تحاول الاقتراب منهم واذابة الحواجز الجليدية بينهم ,وعاد فهز راسه بعنف لينفض عن رأسه هذه الأفكار وقال بصوت مرتفع قليلا عله يقنع حاله : وما شأنى أنا بكل هذا ؟ لا يعنينى الأمر من قريب أو بعيد , فليقوموا بحل مشكلاتهم بعيدا عن نظرى لم يكن ينقصنى سوى القيام بدور المصلح الاجتماعى .
نادته والدته وهر تراه يحدث نفسه كالمجنون وقالت تنهره:
-ماذا دهاك يا بنى ؟ أتحدث نفسك ؟
انتبه على صوتها العالى فرد ببرود اعتاد معاملتها به منذ آخر مرة فاتحته بشأن زواجه من لبنى :
-ان الحال فى هذا البيت أصبح يدعو الى الجنون ,وأنا لست حالة استثنائية ,ولكن ماذا يهمك من أمرى ؟
شهقت منى وهى تضرب على صدرها:
-أنت ابنى الوحيد يا سيف , فكيف تحادث أمك هكذا ؟
ابتسم ساخرا بمرارة:
-ابنك الوحيد , ولكنك تسعين الى استغلاله لنيل مآربك ,وفى هذا تتساوين مع الجميع , عن اذنك يا ... ماما.
أمسكت بذراعه تستوقفه باستجداء وقد تغيرت نبرتها الواثقة تماما:
-يا حبيبى , كل هذا من أجل مصلحتك أنت , صدقنى.
-نعم , أصدقك.
استمر بالتحدث هازئا من محاولتها الفاشلة لاقناعه بأن ما تسعى نحوه هو لصالحه وليس لصالح طمعها ورغبتها بالسيطرة على مجريات الأمور وأموال العائلة.
-أرجوك , لقد مللت من هذا الحديث , فدعينى أخرج بسلام , لدى عمل ينتظرنى.
-وهل تسمى وظيفتك هذه عملا ؟ فيما يستأثر رفيق بالادارة وحده ؟
استشاط غضبا من تقليلها المستمر من شأنه وعمله بالشركة وتناست أن هذا المنصب يسعى نحوه الآلاف والذين يفوقونه خبرة وسنا ومعرفة وجدارة ,وأنه بلمح البصر صار مسئولا عن كل ما يتعلق بأمور الموظفين الذى يتجاوز عددهم المئات ,وأن عمله ليس هيّنا أبدا ولا يجوز مقارنته بمجال واختصاصات ابنى عميه رفيق وكريم.
نظر لها بكراهية وهو ينفخ سمومه بوجهها:
-اتركينى لحالى , أتمنى لو لم يسامحك أبى ويبقيك بالمنزل , فلما كنا قد وصلنا لهنا.
وأزاح يدها المرتعشة من فوق ذراعه وخرج تتنازعه الأفكار تلقيه بجب عميق لا قرار له ,وقد شعر بأنه يختنق من شدة الكراهية التى صار يكنها لأمه ,فمهما عرف عنها من الآخرين فقد رأى بنفسه مدى الشر بداخلها واستعدادها للتحالف مع الشيطان اذا ما كان هذا هو الثمن لنيل غرضها.
كل النساء متساويات...كلهن يتجملن ويرتدين الأقنعة المزيفة فقط ويتصنعن الاهتمام للايقاع بالرجال,ولا واحدة حتى الآن حادت عن هذا المسار...كلهن بلا استثناء !

*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية