كاتب الموضوع :
جليلة الوصايف
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: روايتي سيهجر جمال موطني ليستقر في ثغرك اذا ابتسمت بقلمي زينب
صباح سعادة .. ودعواتكم مستجابة أحبتي ..
أ عتذر يا احبتي على تأخير في انزال جزئين ..
(14)
تلك الخجولة لم تشرق الى الآن .. ومازال السماء يتلبسها السوااد ..
دخل وقت الصلاة الفجر .. ونسمات بااردة تفلح جسد النحيل الأشجار والنخيل وتجعلهم تتمايل بخفة أحيانا وأحيانا بقوة .. وتترك اثارها برائحة الطاهرة .. رائحه العشب .. رائحة البرائة .. رائحة الجمال .. فالصبااح يبدأ بطهر ونقااء دون أنفااس المنافقين .. !! وما أجمل الصباح..
كان غارق فترة طويلة .. في النظر اليها ..! لا يعلم سبب.. فقط يريد ان يكون بقربها وينظر الى جمالها الغريب .. الطاهر نقي من أي رتوش تجميلية .. لسواد أهدابها ولكثافته .. وبيااض بشرتهااا وهنااك ندبة التي تركت أثارها بسبب ذكرى ويزيد جمال ولا يظهر الا من قرب .. واحمرار لذيذ ويزيد فتنة وجمالا وجنتيها.. وشفتيها التي اوجعتهم بغرسها بسنها .. مرر أنامله على شفتيها .. واقترب منها ببطئ .. وطبع قبلة رقيقة كرقة جمالها ناعم !!.. ابتعد بصعوبة .. وهو يعاتب نفسه على فعلته شنيعة !!.. والقى نظرة أخيرة الى وجهها .. ويشعر أن ستهلكه .. ستدمره !! ف قربها في حياة أي رجل دمآااار !! كره فكرة أن تكون بقرب غيرها .. تنهد وهو يخفي رغبته في جعلها أنثته َ!..
ابعد راسها بخفة عن ذراعه .. ورجع واخفى جسدها في غطااء دافئ .. وابتعد وهو يفكر جدياً في أمر يخصهما ..!! ولأول مرة يفكر .. يريد انهااء لقااء التي جمعهما سوى .. يريد لقااء التي اعدها القدر لهما .!
فهي ما زالت لا تعلم انها زوجته..
.
.
.
.
صرخت عليه وتطلب منه أن يترك معصمها الايسر .. وقف وصدم جسدها النحيل بسبب وقوفه فجأ .. ومسك من ذراعيها وافرغ غضبه عليها الذي كان يكبته بداخله..
.. " انخرسي والله والي خلقني لو سمعت حسك ما يحصل لك خير "..
ابتسمت بسخرية على كلامه .. وصرخت مرة اخرى .." خير!!.. أي خير من شوفتك جات خير .. لا والله ما لقيت خير .. أقول لك اترك يدي .. وبعدين معاك يا ادمي .. ايش تبغى مني .. اترك يدي .. مو كفاية خسرت وظيفتي بسببك .. الحين تبغى تخرب حيااتي.."
رجع وصرخ مرة اخرى عليها .. وكأنه وجد أمر يتخلص من وجعه ..
" ايوه ولا وظيفة ولا ذا ينااسبك"
لا تتمالك ضحكت بجنون .. كان يسمع صوت ضحكتها التي يدل انها تقاوم حزنها .. وأفعاال الحيااة التي تماارس بجور عليناا!.. وتطلبنا ان نلبي رغباااتها بصمت .. امسك هاتفه لكي يتصل على سائق الخااص لكي يأتي .. جلست على الارض وما زال هو يطوق معصمها الايسر بيده .. بعصبية وبأمر .. ليه تبكين ابغى اعرف؟!.. بطلي بزرنة حقتك واوقفي .."
رفعت نظرها اليه .. بضيق .. وما زال سائل مملح يذرف عيناها .." من تكون انت حضرة جناابك عشاان تتأمر علي وتتدخل في حيااتي الشخصية مو كفاااية بسببك انطردت من عملي ..حسبنا الله ونعم الوكيل .. خير شايف نفسك امير مدلل وتتامر على غيرك وينقال سمعاً وطاعة !! وكمان لا يكو.."
صفعها بقوة .. وتركها وضعت يدها على خدها.. تشعر أن قدميها ثقيلتاان جداً لكي يتحملو وقوفها .. ف لديها هبوط الضغط ايضاً وكانت تتمالك يوم كامل .. ولكن الآن لا تشعر أي قوة .. قبل أن تسقط سندها..
تنهد وهو يضعها بخفة في سيارة في مقعد الخلفي ويجلس ويضع راسها في حضنه .. اخرج منديله الشخصي من جيبه ومسح جروحها .. وارسل رسالة نصية لسكرتيره الخااص ويريد معرفة عنها كل شي قبل ان تستيقظ فهذا ليس صعب عليه .. بسبب نفوذ القوية التي لديه ..!!
.
.
.
.
.
.
التفت اليه وبغضب .. " نعم كيف يعني مو موجود في بيته .. وما يرد على مكالمة .. ايش الإهمال ده .. اول ما يجي خليه يجي عندي .."
ثابت دخل .. وهو ايضاً عاقد حاجبيه .." السلام .. خير ايش صاير "..
التفت اليه .." هلا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فااايز كلمته امس يعرف لي في المكان نفسه كان في اثاار اطار سيارة ثاني " وكأن تذكر أمر ما .. وخرج بخطوات سريعة متجه الى مواقف سياارت كيف نسى امر سيارة !!..
دخل مواقف سيارات خااص .. وبحث عن سيارة وثابت الذي لحق عندما راه يخرج بشكل مريب .. التفت الى ثابت .. " سيارة رقمها 366 ص ن ق .. كيا لون ابيض موديل جديد 2017 .."
بحثا ولم يجدا سيارة ..
ثابت .. " ممكن اعرف ايش حكاية سيارة دي كمان !؟.."
جنيد واخبر ما وجده ذاك اليوم في سيارة ..
ثابت ضرب جدار بقدمه بقوة .. وابتعد ومسح بكلتا يديه وجهه .. واسند ظهره على جدار .. واشعل سيجارة مفضلة لديه .. ووجه حديثه له .. ولكن كان صوت اشبه بالهمس .. وكأن يحادث نفسه .." في شي جالس يصير هنا !!.. "
التفت هو أيضا اليه .. تنهد .. وهو يكمل حديثه .." من بعد وفاة وردة في شي احنا غفلنا عنه .."
راى تفاصيل وجه ذاك الذي يسند نفسه على جدار وينظر لهاتفه وكأن قرأ شي ما وازعجه .. التفت وهو يبتعد خطوات ويلوح له بوداع ..
ذاك أيضا رجع الى مكتبه بعد ما طلب مازن ..
.
.
.
كانت ليست في مزاج يسمح لها أن ترى أحدما .. اليوم ستعيش لنفسها وستفعل ما تريد هي .. تذكرت بكائها امامه يجعلها تشعر بخجل .. صرخت وهي تكبت احراجها.. واقتربت من خزانة ملابسها ورمت جميع ملابس .. وبدئت ببحث ملابس تلبسها .. ولكنها لتو غيرت ملابسها .. أقفلت باب واحد بقوة .. وتشعر انها حمقااء لبكائها امامه .. بدئت ببحث عن هاتفها النقال .. ولكن لم تجد .. وقفت لكي تتذكر اين وضعتها .. تذكرت عندما كانت تريد الهروب .. ورمتها بين كفرات التي كانت موجودة في ركن ورشة السيارات .. بداخله تحتاج الى هاتفها .. تلك ذكرى زاد تعكير مزاجها .. عقدت حاجبيها وهي تنظر الى ما يطوق معصمها تنهدت لن تتجادل معه.. لن تجعل نفسها حبيسة الغرفة اكثر من ساعات التي قضتها .. فلما الان تعكر مزاجها لقد حصل ولن تستطيع تغيير شي ما !!..
نزلت الى اسفل بعد ما اخذت حجاب لكي تتستر إذا جاء هو ..
رات عزة تنظر بعمق لكتاب ما .. علبة بداخلها شي ما ..
اول ما لمحتها وضعت كتاب بداخل العلبه.. وغطت بغطااء علبة .. جلست بقرب بعد ما طبعت قبلة على راسها .. مهما كانت طائشة ويخجل من أفعالها التي يصدر منها .. ولكنها خلوقة! نقية ..!
قدمت فنجان قهوة لعزة .. ووجهت سؤال لها .. " مساء الورد .. ايش بها الحلوة اول ما شافتني .. وخبت الكرتون !!؟.."
عزة وهي تغير مجرى الحديث .. فهي لا تريد ابلاغها .. وباستفسار وبفضول تريد معرفتها لذهااابها هناك .. ما سبب الذي دفعها لكي تذهب .." يا هلا مسائك خير وبركة .. شكيلة امنتك بالله ايش كان سبب تواجدك هنااك "
كانت صامته .. تنظر الى فراغ بهدوء .. ارادات الوقوف.. ولكن شعرت أن الاكسيد الكربون يعيقها عن تنفس .. احمرت عيناها لمجرد حضور ذكرى في بالها .. جعلها ترتجف ولم تستطيع اخفااء امام عزة رجفتها .. واحمرار عيناها ..
ذعرت عزة لرؤية منظرها .. وقبل ان تقترب نهرتها وهي تمنعها من يدها .. وبهمس " أنا كويسه بس جيت ابغى أقول لك بما انا عندي إجازة مرضية خلينا ننزل مكة.. "..
دخلت بخطوات متعثرة .. فهي تشعر خطواتها لا تسندها الآن لكي تذهب الى غرفتها..
تنهدت بحزن .. أي وجع بداخلها لكي تتأثر .. كوني بخير يا عزيزتي .. دعت لها بصدق..
.
.
.
.
.
.
.
.
التفت اليه .. وهي تبتسم ..تشكره بصدق على وقوفه ومساعدتها.. كانت خائفة أن يحصل لها شي ما.. نظرت الى جرحه بقرب عينه الايسر.. ويده ملفوف بشاش ويحيط قطعة بيضا خفيف رقبته لكي يكون يده مرفوع .. بامتنان .. وبعفوية وبصدق .. شكرته مرة أخرى والقت عليه سلام ..
وخرجت من الغرفة التي كان بداخله هو وممرضة التي كانت تعالجه.. اقتربت منها موضي وعاتبتها وهي تحضنها التي اتت قبل عدة دقائق.." امنية انتي بخير .. خوفتني عليكي.. خفت افقدك"
وبامتنان .. وهي تبتسم لها .. " اكيد بخير وعندي صديقة مثلك .. الله لا يحرمني منك .. قد ايش عرفت اليوم اني ما غلطت يوم قضيت كل اوقااتي معاكِ.."
ابتسمت لها.." يا قلبي.. امشي حاتم راح يجي وياخذنا .. وعلى فكرة خالة ما تعرف سالتني عنك وتحسب انتي معاي وقلت لها ايوه .. ما حبيت اقلقها عليك"
مسكت زارع صديقتها .. " يلا قدام .. كويس اصلا هي انا او حاتم اذا يحصلنا شي بسيط تقلق مرة .. وتتعب اياام "
كان خلفها وينصت لحديثها مع موضي ولكن هما لا يعلمان بوجوده.. اتصل على رجل عينه لديه لكي يهتم بشؤونه الخاصة.." هداك الحيوان مع شرطة ابغااه في اقرب وقت يكون عندي"
.."ابشر طال عمرك .. بإذن الله راح يكون عندك خلال هاليومين "
اقفل هاتفه .. وجلس في سيارة وطلب من سائقة الاتجاه الى مكانه المعتاد..
.
.
.
.
.
علم عن مكان رجل الذي ذاق منه اقسى وابشع انواع العقااب .. بسبب مزاجيته متقلبه.. عااش معه ايام مرعبة .. يتذكر تلك ليلة عندما كان نائماً بسلام واقترب هو وغرز شي ما حااد في يدها الايمن .. واستيقظ هو ولم يتمالك الم الذي انهكه .. صرخ وبكى بوجع ولكن ذاك كان يضحك بهستريه عليه .. ولم ينزع تلك قطعة طويلة حاد بدبوس و برأس مدبدب .. من يده .. يااه وكأن فعل بي قبل قليل وليس وكأني كنت في عقد الاول .. وكأن من تلك الوجع جعلني أكبر عدة أعوام ..
ولكن لا اليوم اكتشفت ان وجعي اكبر مني .. فانه في عقد التاسع .. يكبرني جداً ..
لقد اصبح ابي وامي وصديقي واخ لي .. اصبح وحدتي الجميلة التي اعيش برفقته ..
توقف امام بيت طيني قديم .. في أي وقت سينهدم .. وباب ذا لون اخضر حديدي والذي مع مرور السنوات تغير لونه.. ونوافذ كبير ويحيط بها اعواد حديده التي كانت تمنع خروج صراخاته وبكائه الى خارج .. كانت ابواب نوافذ خشبية مكسورة من كل الجهااات وكأن تم ترميمها عدة مرات ..توقف امام الباب .. وينصت لصراخ طفل .. وبكائه ايضا وهو يستنجد بأحدما ما .. ولكن لم يمد له احدما يد المساعدة .. ورفق والحنان .. لقد كبر قاسياً.. لا يهمه أي شي .. سوى قتل ذاك رجل وسيروي من دمائه مقبرة والدته!!..
انزل نظراته الى اسفل .. تذكر عندما علم أن والدته غادرت الحياة كان يجلس ببراءة على عتبة المنزل ولا يعلم ماذا يحصل .. ولكن في ليل عندما احرق ذاك الرجل .. بل الوحش اطراف اقدامه بسيجارته لعينه علمااا من تمتماته انها غادرت ..
جلس على نفس العتبة .. ونظر الى شارع البسيط الرملي التي لا يمر منه احدما .. وكأن العالم غادر من هنآ منذ ولادته ..
منذ ما دخل هذه الحياة البائسة ..
لا يقوى لدخول ومقابلة ذاك الذي احزنه .. وجعل أن ينتمي الى قبيلة الوجع .. والذي لن يزول حتى لو مرى عليه دهر..
فتح الباب ودخل واقفل .. وشاهد انارة بسيطة التي تنير المكان والتي ليس لها فائده.. وشاهد قطار من نمل تمر الى حفرة مااا.. وبيت العنكبوت على اضاءه التي تعيقه الى انارة المكااان .. وطيور التي بنت في المنزل بيوت من عشها لكي تعيش هنآ بسلام من جبروت القطط .. والرياااح التي يتحرك معاها ابواب نوافذ البسيطة .. ويترك صوته كالصدى في المكاان الخاوية .. ومستنقع الماء البسيط التي بفعل الامطار التي سقطت التي لا يعلم تاريخ سقوطه ولكن تلك الحفرة عميقة ترابية جمعت بداخلها .. واحاطها زرع التي ولدت منهما.. رفعت نظره للسقف وشاهدها غيوم بسيطة التي تتشكل بأشكال مختلفة .. وتختفي بين حدود السماء .. نظر الى غرفتين غرفة التي شهد صرخته اولى لحضوره الحياة .. شهد على بسمته الاولى .. ووجوده لشي جميل .. وغرفة اخرى كان حاضر بكل عقااب التي عاناا منه هو .. كان شاهد على صراخه.. وبكائه بوجع .. واحاديثه التي كان يطلب منه العفو ..
مشى بخطوات متوازنة بالعكس خطواته صعغيرة متعثرة .. يحمل بخطواته خيبة .. وحزن والوجع .. من سيعيد ترميمه .. من سيجبره .. وقف عند الباب التي كانت مفتوحة .. وصوت المكيف القديم المزعج .. ورائحة الدم نتنة مختلطة براحة العرق وغبار .. ابتسم بسخرية لمنظره .. كيف لوحش أن يكون بتلك الشفقة .. تخلت عنه الحياة .. مثلما تخلى هو من انسانيته .. ذاك فتح عينيه .. والمرض محتل على جسده .. لم يتمالك استفرغ مرة اخرى دمااء ..
رفع نظره .. وبصعوبة .." من !؟؟"
اقترب ذاك وجر الكرسي وجلس امامه مباشرة .. راقبه لفترة طويلة لا يعلم كم مكث وهو ينظر اليه .. نظر لحدة العينين عسلي ويزيده فتنة كـ غروب الشمس .. ويحرسهم أهداب ثقيلة جميلة ..وسماره ملفت الذي يزيده فتنة ووسامه .. وخصلاته المرتبة الذي فقط ورث من اخته لون اسود كـ حظها البائس .. ذاك قطع مراقبته .. وهدوء في نبرته .. ليس تلك الخوف ورجفة كان يكون في نبرته .." أناا يا خالي .."
نظر اليه فتره .. وفتح عيناه بوسعه .. بدهشة وبصدمة .. ذاك رجع وحادثه مرة اخرى .." ما خيبت ظني اني راح الاقيك هنآ.." نظر الى الغرفة بنظرة سريعة .. ذاك انزل راسه ورفعه مرة أخرى وخاطبه بسخرية .." هه صدق كنت لعنة .. حتى بحظ مثله"
.." بااين مرة خذلك بدرجة اكون لعنة بحد ذاته!! " كان يحادثه عن والده ..
كان سيرد عليه .. ولكن تلك كحة اهلكت قوة التي جمعها .. استفرغ في سلة ذا لون ازرق بقربه دون كيس .. ورتوش يحمل الارض من دمائه .. فالحقيقة سلة كانت مليئة بدمائه .. ومناديل محمرة من دمه الفاسد ولعابه .. مسح من كفه الايسر شفتيه سوداء التي اصبحت بسبب تدخينه .. ورمى راسه على تلك قطعة ملفوفة بقطعة قمااس القديم .. فكل شي في هذا المنزل غير قابل للاستخداام!!..
اخرج من جيب زيه الرسمي ..منديل التي حفر عليه اسمه .. رمى بقربه وهو يتقدم بجسده للامام .. ويتشابك كلتاا انامله ويتكئ الكوع على فخذه .. ويسند ذقنه على انامله .. وبصدق وما زال يحمل نبرته الهدوء .. وشفقة عليه .." كان مفروض تموت بوحشيتك .. ولكن اعتقد خروجك من الحياة مو سهلة .. راح تعيشك بعذااب .. وراح تنهيك ببطئ "
سأله بفضول .. " توقعتك عند امك "
زاد ابتسامته .. وهو ينظره اليه .." عسى يكتب لنا ربي لقااء في الجنة ..أظن انت عارف وجودي هنآ لها سبب!؟؟"
.. " أكيد "
وجه نظراته الى فراغ .. وسأله الذي كان يثير فضوله منذ الصغر !!..
.
.
.
.
.
طبع قبلة رقيقة على راس تلك العجوز الجميلة .. وهو سعيد لمعرفة مكانها الآن .. لا يهم رقم هاتفها فقد عرف المكان وهذا يكفي ..
دخل الى غرفتها .. التي تحمل رائحتها الفاتنة.. حقاً اشتاق اليها ..
رمى نصف جسده على سريرها .. وهو ينظر الى دولاب خشبي صغير معلقه على جدار بشكل جميل .. والذي مكون بثلاث رفوف .. رف الاول كتب التي كانت تحب قراءتها وفواحة صغيرة ..ورف الثاني مليئة بشموع بمختلفة الاحجام والاشكال .. ورف الاخير ساعة وسلسلة .. عقد حاجبيه وهو يأخذ سلسلة .. وتذكر ذاك اليوم الذي ساعدته ..
كانا ما زال يدرساان في الجامعة .. دخل عليه وشاهدها تذاكر بجد .. راته وضحكت بسخرية .. " لا يكون لحد الان كانت تلاحقك "..
بحنق .." تخيلي حسبي الله عليها من البنت ..وجهها مغسول من ايش !!.."
غمزت له .." خف علينا يا مزه..ههههههههه" وبمشاغبه .. وهي تحرك حاجبيها الى الاعلى " خلها علي .. بس ابغى حق اتعاابي "
اقترب منها بحمااس .. واشبه بهمس لكي لا يسمعهم احد.." ايش في دماغك يا داهية .!! من عيوني الي تبغين"
.. وهي تكتب ما ذاكرته في الورقة.. بعفوية " لا يا روح امك اعرفك زي هداك المرة سحبت علي سحبة ابن كلب .. والله ما راح اقول لك الين باخذ عربون .. وحق اتعابي في الاخير"
ذاك بغضب .." بس كان حق اتعابك من فين جاء الحين عربون"
.. بدلع .. وهي تبتسم له .." نسيت وافتكرت .. والبركة فيك يا باشا" وصغرت عيناها وهي تنظر اليه .." كاني اشوف في وعيد لي .. خلاص غور من وجهي ما راح اساعدك .. خلها تخنقك وتهبل فيك "
باستسلام .. وهو يبتسم لها .." خلااص يا مصيبة .. أيش هو عربونك"
بحمااس جرت كرسيها لجهته .. وكان يجلس ذاك على كرسي التي مقابل طاولة مكتبتها .. وجلست امامه وضربت على كتفه .. وهي ترفع احدى حاجبيه" العربون هي انك راح تساعدني اخلص المرحلة الي صار ثلاث شهور ما قدرت .. والي رفض تساعدني فيه "
عض شفتيه.. يتذكر عندما كانت تطلبه من برجاء .. وهو كان يرفض .." منك لله يابنت"
بشقاوة .. وهي تعقد حاجبيها .. وتضربه على ذراعه .. " خير !.. والله مو وجه اساعدك اصلا يحصل لك اخت مثلي .. الي تنقذك دايما .. ولله اذكرك هداك اليوم ايش سويت لك .. اعتذر بس"
كانت ينظر اليها بحنق .. وتذكر عندما تأخر لرجوع المنزل .. هي غطت عليه بطرقها!..
.." كرامتي ما تسمح لي "
وقفت بعصبيه وبقهر .. ورجعت كرسيها ذا عجلات مدورة الى خلف بقليل .. " اجل احلم اساعدك"..
مسك معصمها الايمن .." خلااص يا مصيبة .. اسف وحقك علي .. يلا اخلصي قولي كيف راح اتخلص منها "
رجعت جلست على كرسي .. "اختباري راح ينتهي ساعة عشرة .. وبعدها انا ما عندي شي .. تعالي المبنى حقتي وبس.. "
هز راسه .." اوك ..اوك..طب ايش بتاخذي على اتعاابك يا آنسة "
وقفت وهي تجر كرسيها الى مكتبتها .. رمشت له بعفوية " اذا نجحت الخطة .. راح اقول لك .. يلا اتفضل قبل ما يجي بابا ويهزئنا "..
رجع ورمى نصف جسده مرة أخرى على سريرها .. وهو يبتسم حقاً انقذته .. وكان طلبها بسيط جداً .. ابلغته ذات مرة انها تريد قلادة بسيطة ولكن مصروفها لا يساعدها .. وطلبت منه المساعدة ولكنه رفض .. رفع الى الأعلى وهو يرى سلسلة بسبعة دوائر صغيرة جداً بسيطة بذهب اسود .. وسلسله بذهب .. كان طلبها أنها سعيدة لمساعدته ولكن اهدها هذه سلسلة في عيد الفطر.. حقاً كانت سعيدة .. تذكر قالت انه تريد البكاء .. ولكن الكرامة ومزاجها لا يسمح لها .. وضحكت له ..
حقاً قضى ايااام جميلة سوى .. ولكن هو أراد اكمال دراسته في تخصص المخ والاعصااب .. ولكن هي أصبحت ممرضة ..
يتذكر مرة بفضول سألها سبب أن تخصصت تمريض ..
دعست على رجله بغضب .. وبحنق " حط الصابون كويس .. نص المواعين لحد الآن مزيت .." ابتسمت " عشان راح تغطي علي !"
رفع احدى حاجبيه .. وبعدم فهم " يعني كيف ما فهمت ؟!!"
.." يعني يوم أكون ابغى العب ابغى اناام ابغى اتسوق انت راح تغطي علي بتعالج مرضاك بنفسك كمان وتنتبه لهم كمان على بال ما ارجع "..
ضحك على تفكيرها .." حلم الابليس في الجنة .. مو كفاية اشوف خشة العجوز في البيت .. اشوفها هنآك ليه ابغى اسد نفسي على هالصبح"
عقد احدى حاجبيها .. وضحكت وباشتفزاز .." أصلا يحصل لك اخت مثلي .. وبهالجمال وزين .. أقول طس بس واخلص سريع .. "
ابتسم وهو يتذكر عوقبا كلتا بسبب أراد تجهيز العشا هو .. وترك المكان أشبه غير قابل لدخول .. لمحاربتهم داخل المطبخ عند تجهيز وجبه أراد صنعه هو .. ولكن على مقادير اختلافا!!..
أنزل راسه وهو ينظر الى ارضيه الغرفة .. وابت تلك دموع من توقف ..
كان حزين لمعرفة حالة عمه .. لا يريد اخته ان تحزن .. خائف عليه من كل شي ..
.
.
.
.
خرج من المستشفى وهو غاضب .. لقد عرف أنها لم تمت .. كان يخطو خطواته الى خرج .. ويعض أظافره بتوتر .. ولقد وضع نفسه في خطر .. هو الذي لا يترك خلفه أي آثر .. الآن كيف الخلاص منك آيتها الانثى ..
عليه أن يبحث الى فكرة ما لقتلها .. قبل ان يعرف سيده !..
.
.
.
.
.
لم يجد سوى رسائل بسيطة .. ولم يكن محتواها غير انها اشتاقت له ولجدته .. وايضاً مكالمة صوتيه أيضا لا يوجد شي لشبهة .. ولم يجد سوى رقم والدها وانثى تحت اسم جود وعزة .. واستغرب بوجود رقمه لديهاا..
رجع راسه الى الخلف واتكأ بطرف الكرسي ذو عجلات مدورة .. فتح عينيه وهو يرى عزة وخلفها خادمة وضعت طعاام على طاولة ..
.. ابتسمت له .. بادلها الابتسامة وهو يقف ويختفي من امام نظراتها ويرجع ويجلس بعد ما جف يديه بمنديل .. رفع احدى حاجبيه .. وهو يشاهد خطوط طويلة عريضة مرسومة على جبينها .. وتهز رجلها بتوتر" خير يا عزة .. خفي علي نفسك شوي ايش بك متوترة كذا؟!."
رفعت نظرها اليه .. وبدون مقدماات " جنيد اظن كفايه كذا ابغى اعرف ايش الي صار .. ايش الي بينكم انتو اثنين.. وليه اسوارة المراقبة لقيت على يدها!!"
توقف عن الاكل .. وهو يضع كاسه ماء بعد ما شرب رشفتين منه على سريع ..
تنهد لا يعرف ماذا يقول لها .. ولكنها يوما ما ستعرف كل شي ؟!.. فهو مرهق من كل شي ويحتاج قليلا من راحة ..
(15)..
قدري لم تدعني أن أكون حرة من قيودها ..
ولكن كان باعتقادي إنني غير !..
فهذه القيود سأحطمها واكون حرة ..
سأبني اقداري بنفسي ..
هه .. لأنني مجنونة فدعوني على الأقل أتنمى أمنيااات التي ستبقى عالقة بين خيوط السمااء ..!
كم مرة سقطت .. ولكن وقفت
ولكن هذه المرة لـا استطيع الوقوف لأن تفائلي بتره هذا الرجل ساقه..
جعلني أنثى بائسة ..
لست انثى بل دمية متحركة ك دمى التي تحركها الحياة كيف ماا يشااء ..
إنني كـ لعبة تحت هذه السمااء ..
أردت الصرااخ ولكن وجدت هذا العالم لا يسع لي !..
مرت عليهما ساعة كاملاً .. وكلاهما غارقين في عالمها الخااص ..
التفتت اليه .. بعدما سمعته يتحدث مع احدما على جواله .. نظر اليها وهو يضع هاتفه بقربه.. بعدما انهى مكالمة .. ابتسمت وتحول ابتسامتها الى ضحكة الساخرة .. لم تتوقف عن الضحك .. وهو أيضا لم يمنعها .. مسحت دمعة عالقة بين اهدابها الايسر ..
.." انت أسوء وأفضل شخص قابلته في حياااتي!.. توقعت مستحيل الخلاااص منه.. بس بنفس الوقت كنت متفائلة إن قريب راح أكون حرة"
نظر الى كوب قهوته .. وابتسم على كلامهاا..
.." كنت نتيجة حبهما مؤقتة .. حسو هما ان أكبر غلطة الا انهما اجتمعوا سوى .. بابا رجع للسعودية .. وانقطع اخباره .. وماما تزوجت من رجل اعمال وكان طلبه إن تتخلص مني .. ولكن حنت لي كانت تقابلني في السر ساعدتني ادرس واحقق حلمي واصير مضيفة جوية .. كان افضل لحظاات حياتي .. بس انتهت سريع.. هو عاقبها إن ولده اخوه صار زوجي بين يوم وليلة صرت زوجة لشخص ما اعرف عنه شي .. قاومت وحتي هي برضو وقفت معايا .. بس هددها إن راح ينهي وجودي من الحياة .. تركتني وخلتني لوحدي .. تركتني بدون وداع .. بدون حضن.."
التفت الى يده .." كرهت كل شي في حيااتي .. رضيت بأمر الواقع .. عشت شهرين أفضل أيام معه .. او بالاصح بهالشي حسست نفسي ..إني سعيدة ومبسوطة .. اكتشفت يوم خسرتي وظفيتي إن مو ولد اخوه .. واحد متسول وكنت أعيله .. بس يوم اكتشف ان خسرت وظفيتي باان على حقيقته .. اعترف إن هو واحد متشرد .. وهو ساعده .. وإن ممتن له .. صار عنده بيت وزوجة وبيلاقي مصروفه"
وضعت كلتااا كفها على وجهها .. وبكت بوجع وحسرة .. وضع كوبه بقرب هاتفه النقااال ..ووضع ذراعه خلف ظهرها .. وقربها لناحيته .. وحضنها وهو يربت على ظهرها ..
كاان يعلم هو .. لقد بحث عنها .. ولكن لم يتوقع هذه الانثى ستبوح له بأوجعها ..
ابتعدت عنه .. ومن بين بكائهااا ..
" عمري ما كرهت وتمنيت الموت كثر الي أنجبوني وخلو الحياة تتكفل في .. الحب مو خطيئة !.. الخطئية إثنين من أوغااد يتجردو من الرحمة ويفكروا فقط في نفسهم .. في أوجع من كذا إنك تنعرض ك سلعة رخيصة للقذرين .. والي تدخل في مزاجهم يقضوا ليله معاك.. فكرت أقتله وأقتل اشخااص الي سبب تعاستي بس لقيت نفسي ضعيفة قدام ضميري.. كل شي يهون بس كيف اقابل ربي .. اخجل من نفسي بدرجة أتمنى تحرقوني بعد ما اموت .. اخجل اموت وأنا في حضن رجال غريب .. علومني القسوة والكره .. بس ما تعلمت !.."
مد يده ومسح بأنامله دموعها .. وحضنها مرة أخرى ..
وهمس لها .." آسف على اوجااع الي لقيتي من هالحياة .. آسف على كل شي "
مما جعلها يزيد من بكائها الجنائزي ..
.
.
.
.
فتحت عيانها بدهشة بما سمعته .. تشعر أنها تحتاج الى قلب آخر قوي لكي تتحمل ما تفوه ابن اخته ..
بعد صمت دام من طرفها بسبب صدمتهااا التي تلقت من اعترافه..
رفع حاجبه .. " عزة لا تخليني أندم إني فضفت لك"
رفعت نظرها له .. وسألته بفضول وبخوف .." وأمك تدري بالهشي !؟؟.."
تنهد وهو يرمي جسده على اريكة طويلة التي كان يجلس عليه.." تعرف وتعرف إن زواجي مؤقت"
بغضب .." خير ايش مؤقت .. انهبلت يا جنيد .. خير الزواج مو لعبه .. " ابتسمت له .." تصدق ما راح تندم إن هالادمية زوجتك .. بالعكس اعرف إنك محظوظ "
بادلها الابتسامة ويتذكر كلام ثابت .. الذي أيضا قال له " صدقني احسك محظوظ دائما هالاشياء التي تيجي صدفة بدون موعد مسبق يكون له طعم ثاني "
.." خير ايش بك متنح .. اسمعني يا حبيبي انت محتاج احد يهتم بك والكل شاف ان ما كان لك نصيب مع أمااني .. عمرها ما اسعدتك .. وما كنتو متوافقين سوى .. ايش ما كان تخفي انت.. بس كان يباان .. يا جنيد في حاجات نحبها ما يكون في نصيبنا .. مهما كان حبك لأماني .. كان من طرفك وبس .. كفاية خلاص تراك في الأربعين والعمر تمر سريع .. الى متى تعيش زي كذا .. من حقك تعيش بسعادة ويكون لك عائلة صغيرة .. محد ضامن عمره .. وصدقني زي شكيلة مرة راح تلاقي .. وهـ الشي راح اضمن لك .. مو شرط يكون بينكم حب .. يكفي يكون احترام وود وإخلاص متبادل بينكم .. ههههه .. بس مستحيل ما تحب هالبنت .. تخلي الواحد يحبها غصب !..بس انت اعطي لنفسك فرصة ثانية .. وإبدا معاها .. واكيد ما راح تخسر شي انت .. يلا تصبح على خير "
تركته .. غارق في أفكاره .. كيف بهذه سهولة يتنازل عن حبه للأماني .. ليس سهل فحبه لها كروح اذا نزعه من قلبه حتماً سيموت .. وتلك الانثى لا يشعر انه تليق به .. انها متمردة وعنيدة وصفاات كثيرة لا يشفع أن يجعلها زوجته.. ابتسم بسخرية على حاله .. اذا لم يكن ذاك الوقت نزعها من قلبها كان وشك في سقوط هاوية.. كانت كـ طفلة بريئة تنام بسلآم .. قبلة واحد كفيلة تجعله .. ان يريدها بشغف .. فكيف تكون طوال الوقت .. هي هلآك لقلبه..
لحظة هل أحببتها !؟ متى وكيف .. لا لم احبها فقط اشعر أنها طفلة وتحتاج لحماية ..
تذكر ذاك اليوم الذي اقترن بها ..
كان بداية صيف حارق ..
بإحدى محطات بقرب في طريق السفر نزل الى صيدليه صغيرة جداً وجدهااا بقرب سوبر ماركت كبير نوع ما .. ومحطة بنزين ومسجد وعدة محلات صغير شهيرة لوجبات السريعة .. ذهب لكي يجلب لنفسه ضماد .. فهو لديه جرح عميق في ذراعه .. يحتاج لتعقيمه وتغيير الجرح فهو لديه علبه اسعاف الأولية .. ولكن نفذ منه شاش ضاغط ..
ولكن عندما رجع لم يجد سيارته .. وتلقى بلاغاً أن وجدو أنثى بدون رخصة او هوية معهم .. كانت تسوق سيارة باسمه .. كان يحتاج لذهااب .. ولكن ليس لدية مواصلات .. ووجد سيارة فاخرة ذا لون ابيضا مرسيدس .. وبقرب رجل ذو جنسية اسيويه .. يحادث احدما على الهاتف ويبلغه انه لم يجدها .. بحثها في كل مكان .. وتارة يعتذر كان يحتاج الى قضاء حاجته .. واقفل خلفه الباب ولكن لا يعلم كيف خرجت هي من السيارة .. اقترب منه .. وساله وحقق معه .. وطلب منه ذهاب معه .. وعرف هنآك عند قدوم رجلاً في عقد نهاية ستينات أن والدته عمته .. وانه ارسل ابنته للمدينة لدراسة ولكن هربت .. وفاجأه امام والدته وهو يطلب منه أن يكون زوج ابنته .. وانه لن يجد افضل منه .. وانه يثق في تربية عمته .. وانه لن يخذله ابدأ .. كان في موقف صعب .. ولكن وافق بعد ماافصح له بسر ما ..
ولكن كان شرطه أن لا يريد هي تعلم !..
ولبى رغبته .. ولكن الآن يشعر كان عليه يرفض .. فهي تحتل على تفكيره طوال الوقت .. وليس سهل تعامل معاها .. ولكن أيضا لا يريد تخلي عنها فيشعر أنه يريدها ..
رن هاتفه .. نهض سريعا واتجه الى مكتبه ومسك هاتفه .. ويريد تخلص من افكاره.. وشاهد اسم رجل الذي عينه لمراقبة يومها .. وإعطائه تقرير وكل ما يحصل .. ترك لها مساحة ولكن مع مراقبة من دون علمها
.
.
.
.
.
كان يتوسل اليه أن يعفو عنه .. ولكن لـا يعلم أن رجلاً مثل قسوته .. لتا يرحمه غيره ..كان سيفقدها بسببه .. وكيف لهذا الرجل أن ينهي وجودها من الحياة .. وحرمانه من السعادة .. فلا يشعر أن حياته ستكون ذا جمال ويستحق للعيش الا معها .. لقد أحبها ويريدها .. وليس لديه مانع يستخدم اساليبه ملتويه لتكون بقربه ..
اقترب من رجل الذي يهتم لأموره ..
.." يا أستاذ قايد في مكالمة لك "
نهض من الكرسي الذي كان يجلس عليه .. مقابل رجل يرطيه بحبل ويضع حاوية حديده مليئة باسياخ .. أصبح لون اسياخ احمر لشدة حرارة التي تلقته من نار.. والتي غرز في ذراعه وأماكن بسيطة ..لكي يجلعه يموت ببطئ .. وترك خلفه يبكي ويتوسل أن يغفر .. وانه نادماً ..
نظر الى شاشة الهاتف .. ووجد اسم والده .. يعلم لما يتصل والده .. هو يشك به لوجوده في بريطانيا.. وانه ليس مقتنع باسبابه.. تنهد .. وهو يتحكم بأعصابه .. يعلم والده يجعله يفلت اعصابه .. ويخرج من سيطرة ويتعرف له ..
رد عليه باحترام .. والقى عليه السلآم ..
.." السلام عليكم .. كيف الحال يا أبو نادر .. "
.."وعليكم السلام .. عال العال بما سمو قايد بخير "
ذاك ابتسم وبروقان .." بخير ولله الحمد .. وعسى دوم بخير يا الغاالي .. "
.. " قايد أظن كذا كفاية لعب وفلتنه .. مفروض تساعد أخوك في العمل .. وعلى فكرة روحتك للبريطانية لحد الآن مو داخل مزاجي انك رايح لتغير الجو .. وأظن في هنآ يخليك مبسوط "
تنهد .. وبحب وهو يعترف لوالده .. الذي قريب منه .. بسبب أفكارهم مثل بعض .. وأنه لا يقل من ذكاء والده .. فهو أيضا الذي ساعده في بعض اعماله الفاسدة .. هو قريب من والده أكثر من أخيه .. وبهمس وخائف ان يسرق احدما اعترافه وحبه لها .. " بس مستحيل مثلها .. راح الاقي.. .. هي مالها أشبااه هي مثل سماء وحيدة تضم الكل بس مستحيل احد يوصل لها "..
سمع صوت ضحكات والدها .." ومن دي الي جابت راسك "..
عض شفته سفليه .. كيف اخبرك من هي .. فأنت لن ترحمها .. حتما ستنهي وجودها من حياااتي .. وأنا اشعر ااني من دونها لا شي .. يا ابي لقد أحببت انثى بدوية فاتنة .. ويصعب تخلص منها .. كالمرض مزمن لـا تغادر الا ان تقلع قلبك وتقتله .. لم اخااف من شي ماا .. ولكن خائف الآن أن الحياة تسرقها مني .. وتجعلني كـ يتيم يحرم من حبه ..كيف لي ابلغك اني اصبت بممرض لن استطيع تخلص منه .. ولا اريد افضل ان تنهي حيااتي .. ولا انحرم منها!.. انه زوجة عدوك يا ابي!!.. اتيت لكي اساعدك في تخلص من ذاك رجل .. ولكن لم اكن اعلم انني ساقع في فخ.. لقائي بهااا .. صورة فقط كفيلة لاسقاطي في هاوية عشقها..
نطق اسمه عدة مرات .. لكي يسمعه ..
.." باين حالتك مستعصية .. "
بنبرة الصدق .. " علمتني كيف يكون الحب .. علمتني أن الحياة من دونها بلا الوان .. ما اظن في حياة بدون صباااح .."
تنهد ذاك .. فهو أيضا احب مثله إمراءة بجنون .. ولكن لكي يصل أن يكون رجل الاعمال كبير .. جعله ان يتخلى عنها .. كان خائف بسبب اعماله ينهي وجودها فلديه أعداء.. كان يتنظر فرصة لكي يوفي بوعده وانه ياخذها معه خارج سعودية .. ولكن عندما وجد فرصة علماا انها ماتت.. وتركته خلفه .. يصارع اوجاعه في هذه الحياة لوحده ..
وهو أيضا يعترف لابنه .. " اذا في شي يعيق وجودك ويضعفك تخلص منها بيدك .. قبل ما تنهيك "
ذاك الذي لم يطل الحديث الاعترفاات مع والده .. وهو يغير مجرى الحديث .. ويلغه عن اخباار الذي لديه وان لديه رجال يراقب جنيد بقرب .. ويعلم عن كل تحركاته .. وانه لا يعلم عنه شي ما ..
.
.
.
.
شاهدت غروب الشمس .. لتو وصلا للحرم المكي.. سائت حالة والدة جنيد .. مما جعل عزة أن تكون برفقتها .. ولـا تريد تركها مع الخادمة .. خرجت من الفندق التي قريب من الحرم .. وقفت في ساحة داخليه للحرم المكي .. صلت ركعتين تحية المسجد .. ووقفت مرة أخرى صلت ركعتين .. وأطالت في السجود بكت .. بكاء جنائزي ..
ارادت خروج من أوجاعها .. ارادت تطهير ذاكرتها من كل امور يؤلمهاااا ..
علمني يا الله كيف أمضي في حياتي بعيداً عن أي ندبة عالقة في ذاكرتي .. علمني كيف أمضي بخفة ..وبصدر سليم ورحب ..
علمني يا الله كيف الخلاااص .. من أوجاع يرهق قلبي ..
اشعر إنني هشة .. لا أستطيع مقاومة ما يؤلمني ..
رفعت راسها .. ومسكت منديل مسحت كلتا طرف عيناها .. وأنفها .. ووقفت وشربت زمزم .. وتوضت .. تشعر بشعور طمأنينة .. تشعر براحة .. تشعر أن حالها أفضل الآن .. رددت خلف المؤذن .. ووقفت بين صفوف .. انتهى الصلاة المغرب .. حررت قدميها من حذاء .. ومشت حافية القدمين .. وهي تدخل بين مجموعة النسااء .. وبدئت بطوااف .. أفضل العلاج للروح هو قدومها للمكة ..
.
.
.
.
.
صعق بما سمعه للتو .. يثق في فايز ثقة عمياء .. وما زال ولم يوكله ببعض امور لأنه يعلم أنه الوحيد موثوق ..
كان في إحدى محلات صغير لتأجير السيارات .. كان يمسك بين يده ساعتها .. وورقة موقعة باسم فايز .. لا يصدق أن من خطف شكيلة كان فايز .. وهو قاتل ماجد ..
كان غاضب جداً .. وتم ابلاغ جميع ببحث عن فايز .. ومنعه من سفر الى خارج ..
.. عمر " بس يا طويل العمر .. بياخذ فترة عشان نعرف عنو "
مسكه من ياقة زيه الرسمي .. وصر على اسنانه .. وبغضب " أبغااه خلال اسبوع يا عمر .. لا والله ما راح يحصل الخير"
نفضه .. وخرج بخطوات سريعة غاضبة ..
بدل ما يخمد غضبه .. زاد أضعااف .. يحتاج الى تحقيق مع شكيلة حالاً.. ليس لديه وقت تركها وشأنها .. فهي الوحيدة تعلم من كان خاطف .. ومن قتل ماجد..
اوقف سيارة امام المنزل .. دخل واتجه الى غرفتها ولكن وجدها مغلقا .. نظرت الى بنظرات خوف .. لم تعتاد عليه وهي التي قضت عقدين من حياتها هنآ.. ولكن ما زال تشعر بخوف منه.. اقترب منها بخطوات سريعة ..
.." شكيلة فينها ؟!"
.. برجفة .. وتعلثمت وبنبرة خوف " شكيلة وميدم عزة وماما كبير يروح مكة "
رفع حاجبيه .. وصرخ عليها " متى !؟؟"
بكت بخوف .." اليوم صباح ساعة 11 "
عض شفتيه .. اعتاد على سفر والدته وعزة للمكة بين فترة وفترة .. ولكن الآن ليس وقت سفرهم لأي مكان . فهما في الخطر .. فالقاتل ما زال طليق.. ولـا يعرف ماذا سيفعل !..
انتهت جزئين 14 و15
ولي بكم لقاء قريب . بحفظ الرحمن ..
|