لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-18, 12:39 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

..الجزء الثاني عشر ..
:
:
:
"الحياة الجديده.."
:
:
لم تكن مقتنعه في المكان لتتخذه مكان لمعيشتها الدائمه ..
خرجت مع عذبى من الغرفه ..بادرتها ..."ألبس بس واعدل حالي وأنزل أسلم على عمتي ...."
:
:
أبتسمت لها عذبى بحماس ..."ألبسي من جهازتس طيب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ..."عذبى الخلا ..أنا في وادي وانتي في وادي ...."
:
:
ترجتها ..."الله يخليتس ....ياعمري ...جعلني فدا وجهتس ....ألبسي من جهازتس ..أصلا لو تقابلينا بدون ذهبتس بتقوم الدنيا مو مقعدتا ..."
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها ...."عن جد العيله هاذي غريبا ....والله ماهمني بلبس من لبسي ..ولاذهب ولا شيء ..."
:
:
كشرت عذبى تمثل الحزن ..."ترفضين هديتي ياعمتي الشيخه ..."
:
:
ضحكت سلطانه لقولها ..."على شانك بس ....تعالي اش البس ..."قالتها وهي تعيدها الى الغرفه ...
:
:
فتحت سلطانه الخزانه فقط مرضاة الى عذبى فهي لا تريد مدها بشعور أن كل مابذلته من جذه لا يهم ..
:
:
تأملت الخزانه وجرت قطعه عشوائيه ..."خلاص هذا أش رايك .."
:
:
كانت عذبى تقف امام التسريحه تنسق قطع ذهب ...رفعت رأسها لفستان ضيق أسود بفتحه صدر كبيره ونقوش على اطرافه بألوان غامقه...."بيطلع على جيدتس يهوس ..هيا البسيه ...بسرعه زمان المجلس أمتلى عند عمتي ..."
:
:
توترت لقول عذبى ..."طيب لحظه بس اروح اجيب داخلي من شنطتي ..."
:
:
أبتسمت عذبى بخبث ...ضحكت سلطانه لردة فعلها ..."عذبى مو من جدك حتى الداخلي ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."أنا ملقفه وكادي رفلا ...لو أسق شنطتس بكبرا قداما مو ب رافعه راسا من الكتاب بيدا ..."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الطرف الأخر من الخزانه فتحته ...فكشف عن ثياب ذاك الغامقه الفخمه مصفوفه بترتيب ..تذكرت ..."آآه صح موب هنا ...."أغلقت الخزانه ولازالت تلك تراقب ماخلف بابها ...فتحت الابواب في الجهه المقابله ...
أبتسمت .."تنااااا ...أش رايتس جميلا .....؟؟"
:
:
راقبت الخزانه الغارقه بشيء لن تفكر تلبسه ..فهي بالكاد أحتملت ان لاتفقد وعيها امامه وهي شبه عاريه ..
:
أتسعت حدقتيها وهي تغلق بابها من وراء عذبى .."ولاتفكرين ....أش هذا ...أستحي اطالع ...."
:
:
ضحكت عذبى ...."والله لا تلبسينها ان جا وقتا ...نبي لنا شيوخ صغار اربعه مايكفون ....مقاسس مديم ولا .."
:
:
أتسعت حدقتيها ...وهي تنهرها .."والله ما البسها ...ومالك وما مقاسي ..."
:
:
كشرت عذبى ..."حرام عليتس والله كنت مبسوطه وانا اشتريها لتس..."
:
:
تنهدت سلطانه وهي تبتسم ..عذبى حقا كريمه وشفافه الا انها محمله بألم وحسره غريبه ..."علشانك بس راح البس من اللي اشتريتيه ومن الذهب طيب ..لكن هالاشياء أحلمي ألبسها ..."
:
:
زمت شفتيها بعدم أقتناع ...."حرام عليتس ..كسرتي بخاطري ..."
:
:
ثنت الفستان على ساعدها وهي تفتح باب الخزانه ..هزت رأسها ببديهيه .."أستقبل البس هاذي الاشياء اللي صراحه جميله ...لكن مو في وضعي هذا ..."
أخرجت زوج من الملابس الداخليه ...أبتسمت لعذبى تجاريها ..."بس كمان ممكن البسها اذا كان عندي مصلحه معلقه ...."
:
:
:
ضحكت عذبى لقولها ..."هذا اللي اقصدوا يابنت الناس والله ما البسا والله مدري وشو سنعي عمرتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه بتشمت ..."شر البلية مايضحك ...طيب اروح انا البس عشان الحق انزل تحت ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها ..."صراحه المجموعات جبت لتس اللي احبن ماعرف غيرا ..."
:
:
رفعت سلطانه حاجبها بأستغراب أي نشاط وحماس التزمها هذه الايام القليله تأثث جهاز عروسه كامل ...."عذبى والله انتي تخجليني اش هذا ..راح تتعبيني معاكي ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ....و ببساطتها المحببه .."سلطانه انتي ريحة شما ..و انا شما غاليه علي واجد ..وانا والله احبتس من حوبا ...وهذا اعتبريه ولا شيء ياشيختنا الين ربي يفرجها وتجهزين عمرتس أحسن من تسذا ..."
:
:
راقبت ملامح سلطانه الخجله الممتنه وهي تبتعد متجهه الى الباب ..."زاد أسيبتس انا اللحين على راحتس لا نهجتي انا تحت عند عمتي ..."
:
:
راقبت غيابها مبتسمه وقد أخجلها كرمها ..انها لم تعرفها سوى منذ شهر ...وهذا مافعلته كيف لو عرفتها لسنوات ...
:
:
تأملت الغرفه حولها غريبه على روحها تماما كغربتها عن كل مايحدث لها وحولها ..
أتجهت الى دورة المياه ..فتحت بابها كانت ولاتريد ان تبالغ ربما اوسع من شقتها في المدينه في قاع عمارة قديمه متهالكه بالكاد يغلق بابها لشدة صدءه ..
:
:
ألتفتت للمستحضرات المصفوفه بأناقه ...أقتربت منها..جرت ازاحت المرآه لليمين ..فبانت لها مقتنايته ..حتى في هذه رسمي وغامق ..روائحها قويه ورجوليه ..
مدت يدها لزجاجة العوده ..هناك شيء غريب دفعها لفعلها ..
رجولته صاخبه و راقيه وهادره ...وجوده في زمن مضى في المكان فقط ..جعل منه له ألق خاص لا يشبه به مكانا آخر ..
لم يلتزمها الا ان تفتح الغطاء .. تسربت الرائحه في المكان ..أرتجفت متخيله قربه ..أغلقتها و أعادتها الى مكانها ..
توترت لمجرد وجود رائحته في المكان ..
:
:
راعت الا تبتل ضمادتها تحت سير المياه الساخنه ..
لفت جسدها بالمنشفه ..وقفت أمام المرآة الضخمه الملتحقه بالخزانه ..
تأملت جسدها و آثار المعارك القديمه عليه ..
آثر طولي باطن فخذها الايسر ..شاهدا على عقاب ارداها به مستخدما عقاله لأنه شك به يوم العيد أن تكون قد قابلت أخيه ..
:
:
أبعدت طرف المنشفه ..
آثر عرضي أقصى أسفل يمين بطنها ..شاهدا على أرتطامها في طرف ديكور سريرها الحديدي ..عندما دفعها بعدما أنهال عليها ضربا عند شكه بأنها قد تكون خرجت في غيابه ..
:
:
:
هدها الحزن للذكر المؤلمه ..لماذا ...أنا شاكره لك ياربي
:
:

..تراها كيف كانت ستكون حياتي لو كانت ممله واعتياديه و أمنه ..أمنه ومستقره ..يومها مثل امسها مثل غدها ...
:
:
حياه بلا نايف او ثلاب او كل هذه الذكريات التي تخنقها ..بدون عجز كادي و بدون وحدتها ..بدون يتمها ..بدون كل حياتها الماضية وما يحدث الان ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تبعد نظراتها عن ندوبها ..
جففت شعرها ..أرتدت الفستان ..توقفت للحظه تتأمل نفسها نسيت أن جسمها جميلا لهذه الدرجه ..
:
:
فتحت الخزانه ..راقبت الاحذيه الانيقه مصفوفه بترتيب ..أختارت كعب أبيض ..فهي انيقه وذوقها عالي الا انها لم تعد تهتم بنفسها مؤخرا ..فلا اهل ولا اصدقاء وهمها همان ..
:
:
أبتسمت وقد أكتشفت للتو بأن عذبى حتى أقتنت لها عباءات فخمه ..وبعضها بألوان غامقه غير الاسود ..سحبت طرحه فخمه وناعمه من الجوبير الاسود الداكن ..وضعته على كتفيها ففتحة الفستان واسعه ..حتى وان كان كمه محتشما ...
:
:
وقفت أمام المرآه ..سرحت شعرها بطريقه كلاسيكه ...ارتدت خاتما و سلسال ..وأسورة أستغلتها لتكون خلخال ..فلا تقتنع بكمال أناقته الا به..
أعادت على أحمر الشفاه التي جربته مسبقا ...رسمت عينيها بكحل باهض الثمن ..لم تكن تقوى ميزانيتها على شراءه ..ماسكرا ..مدت يدها الى عطر جذبها شكله ..
كانت رائحة خفيفه ..وصباحيه ...رشت منه القليل ..نظرت حولها ..ومن ثم خرجت من الغرفه ..أستوقفتها جميله مرت من امام المرآه في الصاله ..
عادت لتقف مجددا ..لم ترى نفسها هكذا منذ مده ..لطالما كانت اجمل حزينه ...الا انها نست كي تبدو ..
أ حقا من تقابلني على المرآه هذه أنا ...؟؟
يبدوا بأن هذا شكلي عندما اتجرد من الفقر الذي عرفته وعرفني منذ زمن...
:
:
فتحت الباب ..أتجهت لغرفة كادي ..فتحتها كانت كادي لازالت تغط في نومها يبدو بأنها متعبه للغايه ..
:
:
تأملت الدرج الضخم الطويل ..نظرت الى كعبها ...طلبت المصعد في أخر الممر ..
:
:
ما ان فتح باب المصعد حتى اختنقت برائحة البخور المميزه ..
وضعت الطرحه على رأسها ..
توجهت الى المجالس البعيده عن المصعد ..
:
:
دخلت وهي تلقي السلام ..ألتفت الجميع أليها ..أي نعم تزوج شيخنا لكن لم يتوقعون بأنه ارتبط بأخت زوجة السابقه الفاتنه ..التي لفتتهم في ايام العزاء..
:
:
يبدو بأن هذه الشقيه ثبتت نفسها في هذا المنزل ..ومن لاتفكر بأن ترتبط بشيخ القبيله ..
فتعيش في كرمه حتى وان انفصلت عنه ..
:
:
أبتسمت ام عياد لدخولها بفخر ..فهي تليق بمقام أبنها ..
كان المجلس يعج بالضيوف وكن أجمعهن من طبقات مرموقه كما يبدو ..
لايبدو بأنه اجتماع القبيله التى حكت لها شما عنه ..جلست بجانب عمتها صامته ..دخلت حينها عذبى بألقها الشمالي الذي لا يليق الا بها ..
حتى وان كانت عذبى اكبر من سلطانه في العمر الا ان ملامحها طفوليه ..وعيناها كبيره بالمقارنه ببقية ملامحها ..وتحمل عزه بنفسها فلا يهمها احدا ....بمكانه اجتماعيه ساميه وبشهادات من جامعات مرموقه بل انها عضو تدريس في الجامعه هنا ..
عذبى تماما كما تبدو للرائي منذ اول وهله ...انا ومن بعدي الطوفان ..يبدوا بأن هناك درسا علمها أن تكون هكذا ..
:
:
جلست بجانبها مبتسمه ..
ألتفتت اليها ..."أش هالجمال ...؟؟والدليل الكل معطيتس طاف ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي ترفع احد حاجبيها ...سلطانه ايضا لمن لا يعرفها تبدو أنثى تبطن الشر دائما ..بينما هي لا يهمها احدا ولاتفكر ان تحتك بأحدا ..
:
:
حتى نظراتها الخاطفه تبدو وكأنها تقييم شديد ..بل انها تحمل فخامه خاصه بها وملامح حاده قد لاتريح من يلتقيها اول مره لضنه بأنها تضمر فكرا عدوانيا ..
:



:
أنفض المجلس وبدين ينقصن شيئا فشيء ..ولم يبقى سوى عذبى و سلطانه وام عياد في المجلس ...ألتفتت لها ام عياد مبتسمه ..."مبارك يا شيختنا ..."
:
:
خجلت لقولها ..."الله يخليكي ياعمه ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي محذره ..."يمه ..."
:
تلعثمت ...وهي تراقبها غير مستوعبه ..."نعم؟؟"
:
:
كررتها لتؤكدها ..."يمه ...ناديني يمه ..."
:
أم عياد لاتبدو أبدا بأنها عجوزا ..طويله وعريضه ..وبيضاء بملامح جمال قديمه ..تغرق عينيها ذات النظرات الحاده في الكحل ..وتصف بناجرها الثمينه اللامعه حتى ثلث ساعديها ..و تترك طرحتها الكبيره مفتوحه فوق رأسها دون ان تلفها ..وأنيقه بطريقه تليق بعمرها ..وتضع الحناء في باطن كفها كمن يستعد لمناسبه ..لونها احمر قاني وملفت للغايه ..وتقتني عصاة في يدها ..لا لحاجتها اليها الا لغرض في نفسها ..
:
:
وقفت عذبى مستأذنه .."طيب اطلع انا اللحين ..ألم اغرضي ..يمكن الرحله تكون اليوم ..أو باكر ..."
:
:
أبتسمت لها أم عياد ..."الله معتس ياوليدي ...."
:
:
أتعست حدقتيها وأمتلئت بدموعها أ سترحل عنها كادي بهذه السرعه ..
:
:
ألتفتت الى أم عياد ..راقبتها تلك بتقييم ...همست لها ...وبطريقه متسلطه غريبه ...."الشيخ ثلاب دخل عليتس ..."

هزت رأسها بالايجاب ..الا انها فهمت ماتقصده رمشت جفنيها من هول وقع قولها
:
:
تلعثمت ..."أأ ...أممم ..لا.."
:
:
:
:
تغيرت ملامحها وهي تراقبها ...بطريقه غريبه ..."لا تقصرين في حق الشيخ ياسلطانه ...ولدي للحين صغير ..جيبي له الضنا وبيشيلتس عن عزاز الارض شيل ....ام جسار حتى بعد ما طلقا عايشا بنعمتو ...وانتي مكسب مانفرط فيتس أبد ..."
....
:
:
مالذي تقصده بقولها ..تهددني اولا ومن ثم تعرفني بقيمتي ..
هذه العجوز قويه للغايه ..
أبتسمت لها وهي تراقب الباب .."قابلتي الشيوخ ...واخوان عيالتس ان شاء الله ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي لها وهي تبلع ريقها تحول نظرتها من العجوز الى الباب ...
:
:
ما ان لبثت حتى دخلوا ثلاثه شبان سدو المكان بمناكبهم ...أرتجفت اطرافها وهي تشعر بوجود ذاك ..
الا ان دخل اخرهم ...وسبحان من خلقه كان لايشبههم ..واعرض واطول منهم ..انه حتى مخيف اكثر من ابيه ..
:
:
وقفت جدتهم مبتسمه فخوره بهم ...كانت قد تعلقت نظراتها بهم وارتجفت اطرافها فهي لم تكن مع اكثر من رجلين من قبل في غرفه ..بالكاد من رأوها قبلا يعدون على الاصابع ..وفجأه كل هذه الهيبه تزحم مكانها ..
:
:
عرفتها أم عياد بأخر من دخل منهم ...لاحظت توتر غريب ...وتلك تربت على كتف من قبل يديها ...وتنظر الى اول من دخل ..."هذا الشيخ جسار ...بكر ثلاب ..."
:
:
رفع ذاك عينيه لها وكان يرفع احد حاجبيه أرتجفت لشر وجبروت في عيينه...
مد يده اليها ...ترددت وهي تمد يدها اليها ..شدد على اناملها وهو يجرها اليه ..همس لها ...وهو لازال يرفع حاجبه وبتهديد غريب ..."شيختنا...نورتينيا ..."قالها وهو يبتسم بطريقه غريبه ....
:
:
:
انه كمن يقول انا اراقبك ووجودك هنا مؤقت ..أبتعد عنها وقف بجانب جدته ولم ينظر اليها ..
أقترب ثانيهم كان وقورا للغايه ويشبه لأبيه الا انه حتى هو رمقها بنظرات استحقار ....قبل رأس جدته ....أبتسمت جدته له وهو يمد طرف يده لتلك ..."وهذا الشيخ عياد ..."
:
:
اومأت برأسها اليه ...لحقه شبيهه في فعله ...الا انه كان مبتسما بود خلافا لهم ..."وهذا الشيخ معتاد سمي جدو وشبيهو ..."
:
:
أبتسمت له بدورها فهو يبدو ودودا ...أقترب اخيرهم خجلا ...مد يده لها وهو لاينظر اليها ...مررت جدته كفها على خده ..."وهذا تربية رحمن ...هذا الشيخ طالب ...."
:
:
:
:
رمشت بعينيها وهي تجلس صامته كانت تشعر بهم يراقبونها ..
:
:
كانوا يتبادلون احاديثا بينهم متجاهلينها ..لكن اغربهم جسار كان صامتا يراقب الوضع ناقما ..
:
:
وقف فجأه ..رفعت جدته رأسها اليه ...سألته بحنان ..."وين ياعين أبوي ...؟؟"
:
:
رفع عينيه بطريقه غريبه لسلطانه خلفها ...."راجع الرياض يا جِدتي ..أرجع لتس أخر الشهر ...سلموا لي على شيخكم ..."
:
:
شيخكم ..هذا الشاب غريب ..يضمر الكثير ..ونظراته لأخوته غريبه خصوصا لمن يكنى عياد ..
ولماذ قد يطلق على ابيه هذا اللفظ بهذه النبره ..
أنه ناقم للغايه ..
:
:
:
وما خصني انا ..فليذهب الى الجحيم ..لكنه كما يبدو غير مقتنع بي ..ماهذه النظرات ..
وبدون ان تلاحظ كانت تبادله نظرات الاستحقار ..
خرج من المجلس ..اللعنه انه اكثر رجل مغرور رأيته في حياتي ..ان كان غرور أبيه جاذبي فهذا غروره منفر ...
:
:
:
وقفت مستأذنه فهي تريد قضاء يومها مع كادي ليس مع هؤلاء العمالقه ..
:
:
التفت الجميع لوقوفها حتى خروجها ..سبحان من سواها انها جميله ومفلته ..
أنها تليق بمقام ثلاب و جاذبيته للغايه ..
أنها كمقتنى ثمين و مميز لا يشاركه غيره به ابدا ....
:
:
:
صعدت السلم بهدوء وهي تتأمل الواجهه الزجاجيه العملاقه ..الجو صحو في وقت متأخر فقد بدأ مغيب الشمس ..
:
:
دخلت غرفة أبن أخيها لم تكن موجوده ...وقفت أمام نافذة الغرفه الضخمه ..
مغيب الشمس ترك لمعانا ذهبيا على المسطحات الخضارء بجوار المكان ..
همست نفسها لنفسها ..."لربما ما اعيشه حاليا هو استجابة الله لدعواتي ..بوسعة الرزق والسند القوي ...يبدو بأنني دعيت كثيرا حتى أحضى كل هذا ..."
:
:
فُتح باب دورة المياه فألتفتت اليه كانت كادي ويبدو بأنها للتو أنهت استحماها حيث انها مجهده للغايه ...
:
:
أبتسمت لها فبادلتها تلك أبتسامة الاعجاب ..."اش هالحلاوة ياعمه ..."
:
:
تأملتها بصمت ...ألفتت تراقب الغروب ...
أستغربت صمتها ..تأكدت من خلو ذهنها ...."عمه ...أكلمك ...عمه؟؟"
:
:
ألتفتت اليها بعدما ايقضتها تلك من سرحانها بأصرارها ....
أبتسمت بشرود ...ومن ثم همست وهي تعيد نظرها الى الافق الذهبي ...."اليوم كان موقعي غريب ...الكل عاملني اني كبيرة قومهم ...وانا قبل ..."
:
:
سكتت وهي تسرح بنظراتها ....وقد عرفت كادي ماكانت تقصده وهن من همشهن المجتمع منذ مده طويله ...
:
:
راقبت سياره تقترب ...عرفتها لمن ..الا يمل من كثرة الترحال في نفس اليوم يذهب الى حائل ويعود في هذا الوقت الموجز ...
:
:
أبتعدت عن النافذه وهي تقترب من كادي ..جلست على السرير ...أخذت فرشاة شعرها من يدها ..ومن ثم همت في تسريح شعر أبنة أخيها فلطالما اعطتها الامومه رغم فرق السنوات القليل بينهن ...
:
:
كانت تحرك رأسها سارحه لتسهل على عمتها تصفيف شعرها الرطب ..
:
:
همست لها ..."عمه ..تعرفين انه في خوف وحماس في قلبي ..."
:
:
صمتت تلك ولم ترد ...وعنت بصمتها الانصات ....
أكملت تلك .."خوف من العمليه والمستشفيات والعلاج ...وحماس لتغيير ..للحياة الجديده ...فهمتيني ياعمه .."
:
:
همست تلك لها .....وقد شاركتها شعورها ...."تعرفين لو كان في ظروف نفسيه غير ...كان وضعنا هذا جيد ومرضي .."
:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ...."صحيح ..عمه بس المكان هنا يخوف مليان أسرار وسكوت ...عكس بيتنا في مكه وبيتنا في المدينه ...كانت جدراننا صغيره و بذكريات بس بدون اسرار..........صح؟؟"
:
:
رفعت عمتها احد حاجبيها ...."قابلت اكبر اولاد ثلاب ....وكان غريب وناقم ...وحتى انا مارحمني وهو توه يعرفني ...وواضح هو واخوه عياد بينهم قصص كبيره ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ...."غريبه كيف يجي ذا الوقت ..."
:
:
سألتها عمتها بأستغراب .."ليه ...؟؟مو بيته ؟؟"
:
:
هزت كادي رأسها بالنفي ...."عذبى قالت لي هو منفي من الشيخه ويعيش في الرياض...."
:
:
أقشعر جسدها لقسوة حساتهم الفارهه ..."أعوذ بالله احد بهالزمن ينفي ولده ..."
:
:
قالتها وهي تفكر في ذاك الجليدي الغامض ..من ينفي ولده أي حنان يحمله في قلبه ...لكن يبدو بأنه ليس ذاك المنفي للغايه فكيف يشارك اخوته وجدته الجلوس ..وكيف يأتي للمنزل ان كان منفيا يبدو بأن كادي لم تفهم الموضوع ....لكنه قال قبيل خروجه" سلموا لي على شيخكم "
لماذا يرسل السلام لأبيه بهذه الطريقه ..
غريب ..ولماذا ثلاب رفع سماعة هاتفه لعياد في ساعه واحده ثلاث مرات ...لماذا ليس له ؟؟يبدو بأن هذا جواب لتساؤلي ...؟؟وما علي أنا؟؟المطلوب مني هو أن اتأقلم مع ما علقت فيه ...؟؟تماما كما تأقلمت مع مصائبي القديمه ....هذه الوضع وهذه الحياه رفاهيه عند ما عشته سابقا لكنها متعبه نفسيا للغايه ..
:
:
كانت قد سرحت شعر أبنة اخيها في جديله طويله ..وقفت وهي تقبل رأسها ..
"حبيبة عمتها ....ربي يحرسك وين ماتروحي ..."
:
:
أتجهت الى الباب ..و كأن لتمايل خصرها مالت الحيطان تنهدا وضعفا ...
أبتسمت قبيل خروجها ....وبتشمت غريب.."دحين صار عندي مسؤليات ...اتوقع ثلاب وصل ..أروح اشوفه لعل وعسى اعرف اتفاهم معاه لحظه ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ....وبوجع ..."حتى ثلاب ياعمه ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..."ياعمري الرجال مو صعبين لكنهم اقوياء ...الله يعيننا ...وثلاب تعب بطريقه ثانيه ...واصلا دوبني عرفته لازم لي شهور عشان اعرف اتكلم عنه ..."
:
:
أبتسمت لها كادي ...وبثقه ..."عمه انتي قويه انا ما اخاف عليكي ...وان شاء الله بس يعرفك على حقيقتك بيعشقك ما ؟؟"
:
:
أبتسمت تلك ...لحالمية ابنة اخيها ..."حبيبتي العشق اخر المطالب ...نبي احترام بس.."

:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."عمه لا تكابرين العشق روح جديده ..."
:
:
هزت رأسها بعدم اقتناع ..."العشق وجع قلب ....اروح لثلاب اوجع قلبي وارجع لك ....سلام ..."
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::
نزع ثوبه ما أن هم بدخوله الغرفه ..فتح باب مكتبه ..الملحق بصالة الغرفه ..
فتح جهازه المكتبي ..ومن ثم توجه الى دورة المياه ..أخذ حماما سريعا فهو لا يتأني في أي شيء حتى لايفوته ركب حياته واعماله وشؤؤن قبيلته ..
:
:
ترك باب مكتبه الواسع مفتوحا ..حتى لم يكلف نفسه اكمال ارتداء ملابسه ..أكتفى ببنطلون المنامه ..و وضع المنشفه على كتفه الايسر ...ولازالت خصلات شعره الرماديه تتسرب المياه منها على رقبته ...
:
:
محدقا في شاشة جهازه الكبيره ..لفته صوتا في المكان ..رفع رأسه ..كانت أخر من توقع وجودها هنا ..فهي كما يبدو كانت تنتظر اللحظات لتفارقه ..
:
:
راقب رقتها ونعومتها التي لم يرى لها مثيلا ..
تأملها وهي تنحني لترفع ثوبه الاسود من على الارض ..
:
:
كان موقعه يسمح له بتأمل تحركاتها داخل غرفة النوم ..
نظفت جيوب ثوبه ..واخرجت مستلزماته واضعتها على طرف التسريحه ..
:
:
أختفت عنه للحظه..ومن ثم عادت بكامل ملابسه التي نزعها في يدها ...
دخلت دورة المياه ومن ثم خرجت خاليه اليدين ..
أختفت للحظه اخرى ..
ألا انها عادت وفي يدها ثوبه البني وغتره سكريه ..علقتها قريبا من الباب لتسهل عليه خروجه ..
:
:
أستغرب فعلها فلم يفعلها احدهم من قبل له ..بينما هي قد اعتادت هذا الفعل مع ابيها وزوجها ..
:
:
وقفت أمام المرآه ..فتحت دبابيس شعرها ..وتركته لينهمر على ظهرها فحجب عنه أنحناء خصرها ..
مسحت الروج ..وأستبدلته بلون أخف ..هي تعلم بوجوده هنا لكنها لم تلمحه بعد ..
جمعت شعرها وازاحته على كتفها الايسر ..جرت سحاب فستانها ..ومن ثم اتجهت الى الخزانه ...وقد كان يراقبها متناسيا مابيده ..
أنه فضولي اتجاها ..وكأنه لم يرى انثى قبلها ..ناهيك عن الاربعة عشر سنه عزله ورهبنه ..لقد كان لايجد للانثى وقت في حياته ..الا ان هذه غريبه و مدلله بشكل مترف ..في كل حركاتها وصوتها ..
من من نساءه الثلاث قبلا ...لبست يوما امامه قصير ..او كشفت عن كل ما رأه من هذه ..فربما هو يرى كل هذا للمره الاولى ..من من زوجاته كانت تملك كل هذه المقومات ..كن خجولات وتقليديات للغايه ..أي نعم هذه خجوله لكن بطريقه فاتنه..
فهي بالكاد ترفع جيبها لتغطي صدرها بأطراف أناملها فيشتعل جسده ...يالجمالها ليته شاعرا ..كان لن يبخل في حقها ابدا ..
ألا انها غامضه وصامته ..كلما تذكر فورتها عندما لم يسمح لها بالسفر مع كادي ..من تجرأ يوما ورفض طلبه ..
هي ..
من تجرأ يوما و أزعجه في السرير ..
هي ..
من تجرأ هو يوما ونزع له ملابسه ..
هي ..
في هذه الايام القليله كسرت له ثلاث من قواعد كان يسير عليها طوال حياته ..
هذه الجميله متعبه ..
:
:
تأمل الفراغ وهو يرتشف من قارورة الماء أمامه ..
بانت له مره أخرى ..تأملها للحظه فشرق بالماء ..تنالك نفسه ..
بينما هي انتبهت لوجوده ...
فبانت له ملامحها أكثر وهي تقترب منه ..مالذي تنوي فعله لماذا تظهر بهذا الشكل امامي ...لربما لانها زوجتك او شيءمن هذا القبيل ؟؟....
:
:
أعاد نظره الى شاشته بأقترابها ..
وقفت في الجهه المقابله للمكتب وقد غرق برائحتها الرقيقه ..
حدثته ولم يرفع عينيه ...
راقبته محاوله الترقب منه ..الا انه حصينا ومهيبا للغايه ...سألته بود ..."الحمد لله على السلامه ...كيفك؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وهو لازال محدقا بجمود في الشاشه ..
همست له بخجل من وضعهها معه ..."تبي شيء؟؟قهوه أي شيء..؟؟"
:
:
رفع عينيه لها تأملها دون ان يرفع عيينه لعينيها ...ومن ثم هز رأسه بالنفي ....."سلامتس ..."
:
:
هزت راسها له بالايجاب وهي تعطيه ظهرها مبتعده ...كره ابتعادها ..فناداها ...
:
:
"سلطانه ......"
:
ألتفتت اليه .."هلا ..."
:
:
كادت ان تنسى وجوده وهي غراقا بالتحديق فيها الا انه نطق مؤخرا ..."اليوم ان شاء الله الساعه ثلاثه رحلة البنيوات ..بلغي بنية اخوتس ..."
:
:
لقد أستسلمت من ناحية سفر كاد لولا شوقها الذي تأجج منذ الان ..
همست له ..."حاظر ..تبي شيء ثاني ..."
:
:
هز رأسه لها بالنفي ...تسائل ..."انتي تبين شيء؟؟"
:
:
أبتسمت له بطريقه كاد قلبه يذوب لها ..."سلامتك ..."
:
خرجت من المكان شدد على قبضته ..أخذ نفسا عميقا وتمالك نفسه وهو يعود مشتتا لما كان يحاول التدقيق به ..
فقميصها الاسود الطويل كاد يوقف عقله ..
:
:
لم تعرف ماذا تصنعه ..ولن تعود الى كادي الأن ..فقط ستمارس السكون والصمت ...لفتها باب لم تلاحظ وجوده قريب من باب الجناح الرئيسي ..فتحته كان مطبخا صغيرا ومتواضعا فقط لأعداد القهوه وحفظ المرطبات ..
تحتاج الى قهوه حقا ..
أعدتها سوداء مره ..واعدت كوبا اخر لا اراديا ..
:
فكرت للحظه ..بدل ان تمارس السكون والصمت لوحدها في الصاله امام التلفاز لماذا لاتذهب عنده ..لتعوده على وجودها الذي لم يستوعبه على مايبدو ..
:
:
دخلت مكتبه ..كان محدقا في شاشته لم ينتبه اليها ..تأملت المكان البني الرسمي حولها ..
أقتربت من مكتبه واسعه قد غطت الحائط ..الكتب هنا كلها سير شخصيات مهمه ..وأصدارات الارشاد في الادارة البشريه ..واحصاء ..واشياء ممله .الا اخر الركن الايمن ..كانت كتب أدبيه قديمه ..
ومؤلفات شعراء شبه الجزيره العربيه ..
كانت تحمل هاتفها في يدها .وهي تقف امام المكتبه ..ألتفتت اليها ..كانت تعطيه ظهرها عدلت شعرها ففضحت ستر ظهرها من فتحة القميص الواسعه ..
:
:
رفع رأسه وأغلق نافذة عمله ..وتركه على شاشة التوقف ..
تأمل هدوءها المترف الجارف حوله في المكان هذه اول انثى تكون في مكتبه ..
و أي أنثى حجازيه تغزل بها أمرؤ القيس قبلا ..
وضعت هاتفها على طرف مكتبه وهي تجر مؤلف بدوي لفته غلافها ..
جلست أمامه بصمت ..
:
:
مدته بكوب القهوه قريبا منه ...وفتحت الكتاب اعتدلت في جلستها بهدوء وفتحت الكتاب ...
أخذ كوب القهوه وهو يبتسم لملامحها وهي تقرأ ..
أستغربت للحظه ..رفعت رأسها كان يتأملها ..
أبتسمت له ...رفعت الكتاب ..."عمري ماقرأت أو سمعت قصيده للسديري ..ماتوقعت هذا اسلوبه ..؟؟"
:
:
أبتسم لها بأيجاز ..لا يعرف ماذا يرد عليها ..أنها تتكلم بطريقه وكأنه تحيط من امامها علما فقط وترفض النقاش ..وكأن الحديث لا يليق الا بها في حضره وجودها .....
:
:
أعادت نظراتها للكتاب ..ألتفتت الى هاتفها الوردي المهترئ بالقرب منه ..
:
أعاد نظره اليها ..
كانت تغلل أناملها في شعرها وهي مستغرقه في القراءه ..
شعرها جميل و ملفت للغايه ..أسود حالك و بتموجات قريبه من بعضها ...انها بدويه بكل مافيها الا ان مازادها كل هذه الرقه والدلال الفطري الا انها حجازيه ..
وما نساء الحجاز الا فتنه رجال المملكه أجمعها ..فقد ضرب المثل بجمال روحهن وعفوهن ..
:
:
لعبت في ورقه بين اطراف اناملها ..ألتفتت اليه ..."الفاظه صعبه ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب .."مهجورة .."
:
:
تمتمت ..وهي تعيد نظرها للكتاب ..."أمممم .."
:
:
سألها بود غريب ..."سلطانه تروحين معاي قطر ؟؟"
:
رفعت رأسها اليه مستغربه ...."مو هاذي الخطه ؟؟"
:
:
أبتسم لها بطرف شفتيه انه حتى لايفصح عن ابتسامه كامله ...
ارتشف من قهوته والازال يتأملها ....
"مهرتس يسد ؟؟"
:
:
رفعت رأسها اليه وقد تغيرت ملامحها ...تلعثمت..."مبالغ فيه .."
:
هز رأسه بالنفي مقتنعا بأعتقاده ..."مهر مرة الشيخ ثلاب ...وباقي مهرتس مابعد وصل ..."
:
:
هزت رأسها له بالنفي ..."ثلاب انا مايهمني أي من هاذي الماديات الحمد لله وبتعالج كادي ...في احسن من كذا ..ولا اغلى من كذا ..."
:
:
حدق في همسها الرقيق والراضي مشدوها ..هز رأسه بالنفي مبتسما لنفسه ..."لا والله حرام فيتس هالماديات مهر ...حقتس وزن روحتس ذهب .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..وقد تغيرت نظراته اليها تغيرا تاما ...كيف يبوح بهذا التغزل فجأه ..
ماهذا الرجل الغريب للتو لم يطق وجودي معه ..
أعاد نظره لشاشة جهازه وكأنه لم يقل شيئا ..أو يصدمها بقول لم تتوقعه منه أي ثقه تعتريه ..
:
:
وقفت لتعيد الكتاب لمكانه ..وهي تحيطه بنظراتها ..
سألته بهمس ...وكأنه اصبحت تخاف من ردات فعله فقد ذابت قدميها لقوله توا ..."ثلاب ..أستأذنك اروح لبنت اخوي اللحين .."
:
:
تجاهلها بنظراته كالعاده ...وببرود ..."اول زهبي أغراضتس رحلتنا الساعه 11 بالليل ....وخذي راحتس بعدها ..."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..يعني بأنها ستذهب قبل كادي ولن تستطيع توديعها ..
:
:
أشارت بسبابتها بأستغراب ..."اليوم في الليل ..؟؟"
:
هز رأسه لها بالايجاب ..."أن شاء الله ..."
:
خرجت من المكان وهي تتناول هاتفها وكوبها دون ان تتحدث او تعترض ..كره خروجها وأحس المكان خاويا ..
:
:
أرتدت معطف قميصها الاسود الطويل بعدما جهزت حقيبتها وحقيبته ..دون أن تسأله ..خرجت من المكان بهدوء ..
:
:
دخلت غرفة كادي ..كانت كادي تجلس على كرسيها مقابله النافذه وقد خجت صلاة المغرب للتو ..
لماذا لم يصلي ذاك اتراه قصرها في طريقه وما دخلي انا ..حاقده عليه مجددا ..
:
:
همست لها .."كادي حياتي اليوم الساعه 3 بالليل رحلتكي .."
:
رفعت رأسها لها بأستغراب ..."دحين ..اليوم ...؟؟"
:
دخلت عذبى مبتسمه ...."مساء الخير ..."
:
بادلنها الابتسام لروحه العذبه كأسمها ..
أبتسمت لهن .."تدرون طيارتنا اليوم ..؟؟ماكنت متوقعه الامر يتم بهاذي السرعه انا ابدا دراسه الاحد الجاي ...؟؟"
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها بأستغراب .."طيب ..احس في امور كثير لسى الواحد ما انجزها ...."
:
:
هزت كتفيها بعدم مبالاه ..."يابعد روحي عايدي ...قدامتس انا متعوده على تورنتو قضيت فيها اربعه سنين دراسه ومايحتاج وفياض ارسلي لي لوكيشن البيت لاني بعت شقتي اللي هناك ..وارسلي لوكيشن المستشفى والمعهد اعرفه درست فيه قبل كذا ..."
:
:
أتيعت حدقتي سلطانه بخوف ..."وفياض مو رايح معاكم ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لا فياض اكيد مو رايح ما عمر فياض سافر معاي ..هو بس زبط امور المستشفى والعمليه ...واكيد بيطل علينا كل مده ..يطمن ..شغله مايقدر يا في السفاره في لندن يا وزارة الصحه في الرياض ..."
:
:
:
وضعت يديها على قلبها ..."ياويلي بنات لحالكم هناك ...بلاد غرب تخوف ..."
:
:
أبتسمت لها تطمئنها ..."ياعمري والله امان لا تفكرين كذا ..وبعدين وجود فياض ماراح يريح كادي.."
:
:
أبتسمت كادي ..."ياعمه عادي ماعمرنا كله راح وحنا لوحدنا في المدينه ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."بعدين معا انا ..وكثير عوائل عربيه وهنديه بعد بنيت معا علاقه اجتماعيه هناك وماراح نضيع ...ان شاء الله ..."
:
:
دمعت عينا سلطانه ..."وعمليتها متى ؟؟ طيب انا مو معاها ؟؟"
:
:
أحتضنتها عذبى ...وبحنانها .."لاتبكين يالشيخه ..عمليتا يوم السبت ان شاء الله ومعا انا ومعا جاملا مو تاركينا لحظه لاتصعبينا ياسلطانه والله كادي بتنبسط هناك ...وان شاء الله بترجع لتس واقفا وطيبا ومعافيا ..."

:
:
:
أنهمرت دموع سلطانه التي تجلدت بالقوه كثيرا ..لكنها لم تفارق ابنه اخيها يوما ...أقتربت منها كادي واحتضنت كفها ..
وقد أعترى كادي برود غريب ..وكأن الموضوع لايخصها ..
لقد أعتادت على اعاقتها ولم تكن تتوقع بأنها سوف تتحرر منها يوما ...
وتأقلمت مع كل هذا ..
كل الايام متشابهه وكل الاحداث متماثله ..
:
:
شددت سلطانه على يد كادي وهي تمسح دموعها ..تركتها عذبى فأحتضنت كادي وهي تهمس لها ...."ياروحي ...ياروحي ياريحه اهلي ..."
:
:
أنتصبت واقفه وهي تمسح دموعها ..."عذبى اقولها كثير بس ما امل من قولها ...كادي امانتك ياعذبى ...أنتبهي لها ولاتخرج من البيت الا للمستشفى وفي المستشفى لا تقعد لحالها ..انتبهو لها ..طيب..الله يخليك لك كل غالي ياعذبى بنت اخوي امانتك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ...."من عيوني ياروحي والله لا انتبهلا ..والله بيحرسها ان شاء الله ..."
:
:
تأملت كادي ...ومن ثم همست ..."أن شاء الله ...."
:
:
التفتت حولها .."وينها جاملا بوصيها ...."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياعمه لا تصيرين كدا ..الفرق الوحيد انه راح ابعد عنك وبس مافي شيء جديد ..."
:
:
دمعت عينيها ..."انا بروح مع ثلاب قطر الساعه 11 رحلتنا ...]عني لازم امشي على القليل عشره ...ما اقدر اروح معاكي للمطار .."
:
:
أبتسمت لها كادي ..لتطمئنها ..."لحظات ماراح تفرق صح ياعمه ..لاتخافين عليا ياعمه ..ان شاء الله امري كله خير ومعايا جاملا وعذبى ..وبالعكس حروح مكان جديد وجو جديد ..اكيد حأكون بخير ان شاء الله .."
:
:
مسحت دموعها أخذت نفسا عميقا وقد تغيرت ملامحها.."والله مو قادره اسيبك ياعمري ...مو قادره ابعد عنك ..ياربي صبرني ...من ذحين بدأ البكا .."
:
:
حاولت عذبى ان تهدئها ..."سلطانه ان شاء الله اذا فضي ثلاب بياخذتس يمنا ..وبتشوفينا و بتقر عينتس ..وبتطيب وبتاقف على راستس ..."
:
:
تسألت بحزن ..."طيب هناك برد ..؟؟اش الم لها اغراض .."
:
:
مالت عذبى رأسها بقل حيله ..."يا سلطانه حنا نبا نروح تورنتو ..مدينه اش كبرها مو قطعه ...الله يصلحتس .."
:
:
ألتفتت حولها تشتت نظراتها لتوقف دموعها..."بس لازم الم اغراضها .."
:
:
عارضتها "خلاص عمه انا الم اغراضي ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي ..نهرتها بلطف ..."أسكتي قلت انا بلمها .."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الى باب الغرفه .."اجل انا اترككم اللحين بروح انا بعد ازهب عمري و أكلم اهلي .."
:
:
أتجهت الى غرفتها وقد ألمها قلبها على سلطانه للتو ..
فتحت غرفتها المرتبه بأتقان واعتياد ..لقد مرت احد عشر سنه منذ دخلت هذا المنزل ..ولازالت الغريبه حتى الأن ..
المكان الذي لم تقتنع يوما في وجودها داخله كل ماتمنته حياه بسيطه ..
انها سعيده للغايه بمراتب علمها التي وصلت لها لم تكن يوما تحلم بأكمالها دراستها ..
:
:
وفياض ...من فياض ؟؟...
متى قضت معاه اكثر من يومان ..متى جلست معه ؟؟متى حدثها أو سألها ؟؟
متى أبتسم لها ..؟؟متى رفع عينيه لها ...؟؟متى أبتسم لها ..؟؟
متى أحتضنها ..؟؟متى أستوعبها ..؟؟فياض مجرد رجل تكشف وجهها له ..؟؟وتعيش مع اهله ..؟؟
:
:
:
تذكرت عندما نهاها يوم زفافها عما لبسته وحذرها الا تلبس أمامه شيء كهذا ابدا وان هذا اخر مطالبه منها ..
:
:
كانت صغيره وحمقاء وألمها ذاك ..الا ان كل هذا لا يهمها الان وتحمل لا شيء في قلبها بأتجاه فياض ..
سوى أصرار امه على الخلفه الا انه عصيا شديد العناد ..
وصامت ...صامت حتى الخوف ...صامت حتى الحزن .. وغامض للغايه ..
بلا أي شعور او اختلاجات او ردات فعل ..
بارد و وحيد ..
لا يرفع عينيه لغير كتابه ..
ولا احد سوف يصدقا عندما ستفصح عن سرها معه ولما عساها ان تفصح ..
انها بالكاد تراه ما لا يتعدى مجموعه يومان في سنه واحده ..
فياض شخص لا يفسر في حياتها ابدا ..
فياض لا شيء ..
ولا حتى أخ لم ترزق بها امها وابيها ابنا ..
:
:
و ان لم يكن لديها ذكرى ..؟؟لم تكن لتصبر على هجر فياض ابدا ...؟؟الذكرى القديمه ...الروايه القديمه التي لن يعرفها احدهم يوما والهجران الاكبر ...؟؟
:
:
:
حزمت حقائبها وجهازها المحمول و اوراقها ..تحممت ومن ثم اندست في سريرها الضخم الوثير الذي لم يضم سواها يوما ..
وذاك يعيش في عزلته في الرياض ..منذ 11 سنه ..انها حتى لاتعلم طبيعة عمله او حتى تخصص دراسته ..
وفياض الان في مشارف انتهاء السابعه والثلاثين ولا زال يتحلى بصمته و بعده ..وكأن الارتباط اجمعه لايهمه ..
:
:
:
صلت العشاء لتوها ولا بأس في القليل من الراحه ..
مدت يدها الى مفتاح الاضاءه بالقرب من رأسها ..وبحركتها التي اعتادت عليها ..
كانت تفتحه وتغلقه مرات عديده متكرره وهي تحدق في الفراغ حتى يداهمها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أزعجها ما ترتديه في نومها ..الا انها اصرت على التكاسل ..
فجأه أستقامت جالسه بهلع كان الخارج مظلما ..والمكان هادي وكادي تستريح في نومها ..
رفعت هاتفها ..أنارت شاشته في الظلام ..كانت العاشره الا ربع ..
لم يتبقى سوى ساعه عن موعد طائرتها ..وقفت مسرعه وهي تقبل خدي كادي ..
أنارت تلك الاضاءه بجانبها ..."عمه سلطانه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها بين دموعها ..."مع السلامه ياروحي ..أنا خلاص ماشيه ذحينا ...أنتبهي لنفسك ياكادي ..وكوني طيبه وبخير وسعيده وعيشي ...لاتفكرين في احد غير نفسك طيب ..."
:
:
أمسكت كفها تمنعها ...."عمه انا طيبه وتمام والامور ماشيه معايا احسن من ما اتوقع ...انتي يا عمه لاتفكرين كثير وعيشي ياعمه اللي فات يكفي والله يكفي ..."
:
:
أبتسمت لها وهي تقبلها وتحتضنها ..."مع السلامه ياروحي في أمان الله .."
:
:
قالتها وهي تختفي عن نطاق ضوء المصباح متجهه الى الباب...
فتحت الباب ..رتبت هندمها ولازالت تحاول ان تكفف دموعها ..
دخلت الغرفه ..كان ذاك يهم بأرتداء ثوبه ..
ألتفتت لدخولها الهاديء...
همست له ..."أسفه تأخرت ..."
:
:
أختفت عنه متجهه للخزانه ..سمع شهقة بكاءها المكتومه ..
راقبها تخرج ملابسها ..وقد تغيرت ملامح وجهها ..أكمل أرتداء ملابسه بهدوء ..خرجت من دورة المياه ولازال وجهها يحمل بقايا بكاءها ..
:
:
فتحت الخزانه واخرجت عباءه ..أرتدتها في هدوء وقفت أمام المرآه اغلقت باقي ازرار كنزتها ..عدلت بنطلونها الجينز ..ومن ثم اغلقت عباءتها ..
:
:
أخرجت حقيبه وحذائها الذي يبدو مريحا ولا يفضح طولها ..
جمعت فيها اغراضها المتفرقه ..
:
:
وكانت تمسح دموعها كل حين ..
همس لها..."أنتظرتس في السياره ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ...كره بكاءها ..من الغير لائق ان تكون انثى مثلها حزينه ..
:
:
راقبته ينزل السلم بخفه ..فتحت باب الغرفه ..كانت كادي تغط في نومها وقد تركت الاضاءه بالقرب منها مضاءه كما تركتها ..
راقبت ملامحها الجميله هادئه ..أبتسمت هذا ماتريد ان تحتفظ به في ذاكرتها ..
أغلقت الباب بهدوء وهي تحيطها بدعواتها في صدرها ..
:
:
لحقته ..كان للتو يهم بالركوب للسيارته ..
ركبت بجانبه ..عدلت فتحة نقابها المبلل بدموعها ..
أخرجت مرآتها ..مسحت بقايا كحلها ..ورتبت هندامها ..
كان يتأمل هدوءها الجارف ..
توقف في اشاره ..ألتفت الى المقعده الخلفيه ..ومن ثم مدها بهاتف فخم وثمين عرفت قيمته قبلا ويستلزمها راتب اربعه اشهر لتشتري هاتفا كهذا ..
همس لها ..."جوالتس ..شريحته وسطه ..عاد بتغيرنها كيفتس مشي حالتس فيه اللحين ..."
:
:
تناولته منه بهدوء ..تأملته بصمت ..قلبته بين اناملها ..انه غريب بين يديها تماما كحياتها الجديده ..
ألتفتت اليه كان مركزا على طريقه ..
لم تفهمه للحظه ..انها حزينه ووحيده للغايه ..وقد جربت من قبل مايعنيه حنان الرجل ..الا ان نايف قد دمره سريعا ..
وتعرف ان لا حنان هناك يوازي حنان زوج صالح ..
فلقد راقبت حنان ابيها على امها طوال تلك السنوات ..
:
:
ألتفتت اليه هامسه ..."ثلاب ..قولي ؟؟"
:
:
أبتسم لها ...أبتسامته لاتشبه ابتسامة البقيه ..فقط بسيطه وجانبيه وتخفي الكثير ..."أمريني ؟؟"
:
:
هزت رأسها بقل علم ..."قولي أي شيء ...ثلاب ..شما ..قبيلته ..أي شيء .."
:
:
صمت للحظه مراقبا الخط ...انها تطلب منه ان يتحدث انها تفاجئه بكل ما ينم عنها ..."ثلاب شيخ ..شما جنته ..قبيلته عزوته .."
:
:
هزت رأسه بالايجاب لايجاز قوله ..."الله يرحم شما .."
:
:
ترحم عليها هامسا ..تذكرت للحظه محور حديث جديد ...."قابلت اولادك اليوم ..ماشاء الله يخليهم لك ..جسار مشي بدري..بس ..قابلتهم ..."
:
:
راقبت اختلاج محياه عند قولها جسار فلم يفصح عن أي شيء ...هز رأسه لها بالايجاب ..."وكيف ؟؟"
:
:
أبتسمت تحت نقابها بتشمت .."ماعجبتهم .."
:
:
هز رأسه بالايجاب مجددا "بيتعودون على شيختهم ..قبلتس شما ..."
:
:
تأملت الطريق مطولا بعد قوله ومن ثم همست بما يخنق صدرها ...."شما صعبت عليا أي شيء ..صعب اني اخذ مكانها ..."
:
:
سكت سارحا في في طريقه ومن ثم اعقب لقولها ..."الله يرحما ..لاتقارنين حالتس فيها ياسلطانه ..لو بتقارنين نفستس فيها قارنيها بأم جسار و هدى قبلها ...كل وحده منكن وضعها معاي غير .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..لقد ارتبط بثلاثة قبلها ..ومن هدى هذه ؟؟
:
:
الا انه اراحها بقوله ..ان لاتقارن نفسها بشما ..ولكنها زوجته واختها هذا يكفيها ليوترها ..
:
:
شاركته صمته المهيب طوال الطريق ..وكلما حاولت التقرب منه كلما صدها بطريقه اقوى ..فالحديث معه صعب بالكاد يرد عليها بكلمه ..
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت لازالت نعسه وهي تراقب السائق يدير محرك السياره ..الجو بارد للغايه الا انه هاديء ..
لقد اشتاقت لعمتها منذ هذه اللحظه ..ألتفتت لعذبى التي تعلقت عينيها بشاشة هاتفها ..ومن ثم الى جاملا ..أبتسمت لها بدفء الامومه الذي تنشره حولها اينما كانت ..
عدلت من لفة غطاء شعرها فهي على عكس مذهبها و عادات منطقتها لا تغطي وجهها وقد اعتادت على هذا ..
:
:
تأملت ساقيها العاجزه ..أ تراي سأتخلى عن كل هذا وأبدأ في تحقيق احلامي مجددا .. أتراي سوف أعود الى ماكنت عليه ..أتعلم ؟؟أتحرك بحريه ؟؟ارقص ..؟؟واعيش كما ارادت امي وكما أوصتني عمتي شما ..
:
:
:
وغدا سيكون غدا مهما فعلنا ... علينا فقط ان نفعل كل مانسطيع فعله اليوم ...
لنتعلم ان غدا يوما أخر وحياه أخرى ..
:
:
:
:
:
تمت بحمد الله ..
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..
الجزء الثالث عشر ..
:
:
"أهديتها قبله .."
:
:
لقد أتخذت أطول رحله بأمكانها ان تفكر فيها يوما ..كانت الطياره متعبه للغايه ..ووضعية الجلوس التي حتمها عليها المكان ..
:
:
يبدو بأن عذبى معتاده على كل هذا ..جاملا أيضا تغط في نوم عميق ..
الا هي راقبت الطياره المظلمه ..الا من اضاءات خفيفه ومؤشرات لا تفهمها ..
:
:
عدلت الغطاء فوق رجليها ..فتحت غطاء شعرها وأعادت ترتيبه ..
أرتشفت قليلا من قارورة الماء امامها ..ملل غريب ..
وترقب اغرب ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تشدد من احتضانها الغطاء ولا سوى النوم مؤنسا لها ..
وقد كانت الرحله متعبه من الجوف حتى الرياض ومن الرياض حتى ابو ظبي ومنها الى تورنتو ..
من ابو ظبي الى تورنتو قد يستغرقها اربعة عشر ساعه ونصف ولم يمر منها سوى تسعه ساعات ..
:
:
تشتاق الى عمتها للغايه ..أ ترى ماللذي تفعله الان ...أتمنى لو أنها بقربي حقا ..
لكنني سأستغل طريق سفري في الدعاء اليها عمتي لا تستحق سوى هذا ..
الدعاء ..الكثير منه ..
:
:
:
أستسلمت للنوم الممل وهي تراقب انعكاس الانوار الصغيره على زجاجة نافذة من يقابلها ..
:
:
:
:
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
تقلبت في سريرها الفاره متضايقه ..ألتفتت الى مكانه لم يكن موجودا ايعقل بأنه لم يعود حتى الأن ..
:
:
خرجت من الغرفه ..كان يجلس كعادته عاريا الصدر يقلب اوراقا في يده ..
والتلفاز أمامه مختوم الصوت يشير الى ارقام في شاشة زرقاء ممله ..
:
:
راقبته يدلك جفنيه بتعب...رفع شاشة هاتفة يبدو بأنه ينتظر شيء ما ..
لم يلحظ وجوده بل عاد ليحدق مدققا في اوراقه التي لاتفارقه ابدا ..
:
:
ظلت تتأمله ..أنه الاسمر البدوي الاكثر وسامه ..لطالما كان رجال الشمال غرباء في موطني خليط بين العراقيين والاردنيين ..
هاماتهم مميزه ..أصواتهم جهوريه لايشابههم سواهم فيها ..
وهذه الهيبه الاميريه الغريبه التي يحملونها وميلة عقالهم ..
..
..
أغمض عينيه لوقت طويل يبدو بأنه منهكا للغايه ..
فتح عينيه على حركه بجواره منذ عودته كانت نائمه ..
تأمل جمالها بقميصها العودي الفاتن..
كانت تبتسم له ..مدته بكأس عصير في يدها ..
جلست بجانبه ..
ولازال مشدوها لقربها ..
هي لاتعلم لماذا تفعل كل هذا ..أنه تنفر منه ومن وضعه ..لكنه كشخص يجذبها للغايه ..
بحركه سريعه أعتادتها في عملها ..أغقلت اوراقه التي امامه ورتبتها بين اناملها الطويله زز
نقرت بها على الطاوله لتسويتها وابعدتها لأقصى الطاوله ...
نهرها بلطف ..."يابنت ..."
أبتسمت له وهي ترفع أحد حاجبيها ...."ياتنام ..ياتجلس معايا شويا ....برى شغل وجوى شغل مايصير كذا ........"
:
:
و ما همها..؟؟لماذا تفعل كل هذا لماذا تتقرب مني انا حتى لا اعرفها وكل هذا يضعفني كل هذا التميز و والافعال التي لا يبادرني بها غيرها ..
تضعفني ..
:
:
ألتفتت اليه وهي تعدل شعرها ..
أعتدلت في جلستها ..وبلكنتها الجميله ..."ايوا ياسيدي ؟؟...."
:
:
رفع احد حاجبيه بأستغراب ......لقولها ..."سمي .."
:
:
أبتسمت للكنته بدورها ..."أقصد بأيوا ياسيدي يعني اترك دفة الحوار لك ..."
:
:
مرر يده في شعره بشبه أبتسامه ....سكت للحظه .."أبد مامن جديد ..على حطة يدتس .."
:
:
أشارت على اوراقه تحاول سحب الحديث منه ...."أش فكرة مشروع جبل عمر ..؟؟"
:
:
نظر الى اوراقه ...رد عليها بهدوء..."جبل عمر مشروع شبه منتهي لي "
:
:
لعبت في طرف شعرها وهي تراقب حركة شفتيه عندما يتحدث بأقتضاب وكما يبدو بأن الحديث غير مريح له ...همست متسائله ..."في غيروا مشاريع في مكه ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب وطغت عمليته عليه ..."في شعبين راح نحولها ...لمباني حديثه .."
:
:
رفعت احد حاجبيها متفكره ..."شعاب مكه اثريه ..وبدون الشعاب مكه مو مكه ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وقد كانت هذه فكرته منذ البدايه ...
أكملت ...بطريقة تفكير ناضجه .."بس ..نحنا نقدر نستنسخ فكرة دبي ...هما سوو فنادق و مباني حديثه بطريقة مدنهم زمان ..نحنا اش نسوي نزيل العشوائيات ..طيب ..والتراثي نرممه ونحافظ عليه في جزء وسط هذا المبنى الحديث ..ممكن نحوله متحف ..مزار...سوق ..قرية ثقافيه ..أي حاجه صح يا ثلاب ؟؟"
:
:
بهت لتفكيرها الانمائي والعقاري الذي يشابه فكرته التي يود طرحها على المستثمرين ..
سألها بفضول والاعجاب يعلو محياه .."أش دراستس أنتي ؟؟"
:
:
هزت رأسها بلا مبالاه ..."ثانوي ودورة أكسل ..."
:
:
سألها متحسرا .."وليه ماكملتي ..معدلتس ناقص ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تحدثه بريقه بديهيه تتذكر بها الماضي .."ماقدرت ابوي وكادي و نايف ...واشياء كثير ..كان احمد ربي اذا قدرت اطلع لابوي ..."
:
:
يبدو بأنها اسهبت في حديثها دون قصدها ..
راقبته يتأملها بشيء من غضب ..
غللت اناملها في شعرها وهي تعض طرف شفتها السفلى ... شتت نظراتها في المكان..أي حماقه ارتكبتها كيف تذكر سابقه امامه ..
لن يرضاها ابدا ..
:
:
تنهدت وهي تشعر بقربه لقد فقدت هذا الشعور منذ زمن ..
أزاح شعرها عن رقبتها..قبلها بهدوء كادت تذوب له ..
:
:
ألا ان رن هاتفه فجأة ..تجاهله ..وهو يغرق بقربها ..
أصر هاتفته بالرنين ..
تلقفه ليصمته ..الا انه وقف فجأه وهو يرد ..أبتعد عنها ..
:
:
:
كانت لازالت تحت تأثير قربه وقد اضطرب نفسها و يالقربه ..
كاد ان يوقف قلبها ..
:
:
سمعته يهدد ...."دور لي اقرب وقت رحله للجوف ولا بعود بالسياره ...."
:
:
أغلق هاتفه ومن ثم اعاد طلب رقم ما ...لم تفسر غضبه و وهيجانه ....انتظر لحظه ومن ثم أمر ..."انا رايح للانبار زهب لي اللي قلت لك ..وجسار ...جسار لا يدري ..."
:
:
صمت للحظه ومن ثم نهره ..."أقهرهك بالله باخذ الشيوخ كلهم معي ..معتاد وبس ودقي على فياض طلعه من تحت الارض ..قله الشيخ علي جاله ولد والشيخ ثلاب يطلبك اللحين تجيه ...تسمع ..."
:
:
:
أعاد طلب رقم أخر ...أجابه ذاك سريعا ...حدثه بأستعلام ..."دريت ياعياد؟؟"
:
:
صمت لبرهه .."جسار لا يدري ولا اومي تسمع ..."
:
:
سكت للحظه ومن ثم شدد على فكيه ..."اومي مين قالا ..كيف وصلا الهرج ...؟؟على العموم قريب وانا عندكم في سكاكا ...لا وصل جسار امسكه ..."
:
:
أغلق هاتفه ..وقف في مكانه للحظه وهو يدلك جفينه بيده محتارا ..
ألتفتت اليها كانت حدقتيها متسعه تراقب انفعاله ..
همس لها ..."زهبي اغراضتس يا سلطانه ...راجعين يم سكاكا..."
:
:
كاد ان يمنعها ارتجاف رجليها من ان تقف لتلبي أمره ..
الموقف منذ بدايته كان غريبا ..
من اقترابه المفاجيء منها حتى ثورة غضبه ..
كان يتحرك حولها بسرعه وهو يجمع اغراضه وحاسبه واوراقه ..
:
:
رن هاتفه ..رفعه للحظه ومن ثم التفتت اليها ..أمرها بهدوء يعكس دواخله لكن كره ان يشركها في ثورة غضبه وهي تجهل كل مايحدث ...
"أذكري العجله ياسلطانه رحلتنا بعد نص ساعه .."
:
:
شعرت بأنهاك يفتت ساعديها وظهرها وهي تجلس بجانبه في مقعد الطياره ..
لقد كان كل هذا في لحظه ..للتو كانت تستلقي في سريرها مرتاحه ..
لقد قضت معظم وقتها معه في الرحلات الجويه ..
:
:
فتحت مصحفها وهي تحيطه بنظراتها ..حركة ساقه الايسر المتكرره تزعجها ..
أيا كان ما يحدث يبدو بأنه مصيري بالنسبه له ..وما هو الشيء الذي يخفيه عن جسار وامه بهذه الطريقه ..
:
:
تكاد لا ترفع عينيها اليه خجله مما بادرها به ..لم تكن تعرف كيف ستكمل لولا ان انقذها الاتصال ..
الاتصال الذي قلب كيانه وهدوءه ..
:
:
:
وجدت نفسها لا ارديا تلهج بالدعاء الى كادي ..
الا انها سهت وذكرت اسمه في دعاءها ..
التفتت اليه قبلته الخاطفه اجتاحتها وبعثرت تفكيرها ..
انه ند قوي لعنادها كان الله في عونها ..
:
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
سيأخذ فياض ومعتاد معه العراق فقط لن يغامر بأخذ عياد لا لو حدث شيءلكلاهما ستضيع المشيخه ..وان اخذ جسار لن يضمن فعله ابدا ..
:
:
انه منهك للغايه ولكن ليس هذا وقتا للراحه ابدا ..
دخل المجلس كانت امه تجلس اقصاه وقد استحضرت حرقة قلبها القديمه ..
همست له بأمر .."جسار اولكم يا ثلاب ..."
:
:
رفض بعناده ...."والله مايتبعني يوما الكلمه كلمتي والامر بيدي ..."
:
ضربت بعصاءها على الارض ....وبحنق حزنها "الكلمه كلمتي انا ...انا اللي عشت مكلومه على ثلاث شيوخ ..انا اللي راقبت معتاد ينكسر يوم بعد يوم ..الكلمه لي ياثلاب و جسار عيني بينكم ...و والله لولا الحيا كان انا اولكم في المجالس اخذ بحقي من علي ..."
:
:
رفع حاجبه وهو يكتم غضبه فمهما كان هذه امه ...من علمته ان يكون صخرا ..على نفسه قبل غيره ..."يوما الله يخليتس ويبقيتس لا تكسرين لي كلمه ولا ظهر تعرفين انه رضاتس جنتي ..."
:
:
رفعت احد حاجبيها ..وبعينا قويه بلا دموع ...."اموت عليك غضبانه ياولد معتاد ...ان ما قدمتو جسار ..."
:
:
أقترب منها وهو يشدد على قبضتيه حنقا ..."باخذه ..وبيتقدمنا مثل قولتس يمه ...لكن يهبى يكسرني والكلمه لي ..لو كان قوله اللي كان ..وهذاني قلتها يمه ..."
:
:
لامته بتشمت ...."بتعفي عن دم اخوانك ياثلاب ...دم شيوخنا ..."
:
أستغفر بصوت عالي ..."يوما انا اسعى في قضايا الصلح بين القبايل سنين و يوم جا دوري قلت ابا قصاص ...يوما قبايل هاذي ..قبيلتوا وش كبرها من بيمسكا بعدو ...انا ما انام ليلي افكر بقبيلتي ... وما ارضى على غير قبيلتي ..باعفي لاجلي ولاجلتس يوما ولاجل ابوي ..وعقاب الدم عند رب العالمين واقف ليوم الدين ...وحسابوه بيلاقيه عند ربوه..."
:
:
تنهدت بتعب ..."جسار اولكم يا ثلاب ..جسار اولكم ..هذا ولدي اللي ماعرف وجع قلبي غيرو .."
:
:
جلس بجانبها ..رمى جسده بتعب ..لقد علمته الا يضعف ابدا لقد علمته الا يلجأ لحضنها ابدا ..
لقد اتعبته ..
لقد جعلت منه رجلا قويا وجلدا منذ كان في الثالثه عشر ..لقد جعلت منه شيخا وابا منذ كان في التاسعه عشره ..
لقد سلبت حنانها منذ زمن ..
دلك جفنيه بتعب ..
همس ..."كلميه ..بروح العراق بعد اربع ...لا يتأخر الله مير يعينا على ما نلقى على الحدود ...."
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::
راقبت دخوله المتعب ..كانت للتو قد أتت من غرفة كادي الخاليه ..
لا تعلم لماذا مرتها فقط ارادت ان تطمئن على ذكراها ربما ..
رمى غترته بتعب وهو يفتح ازرار ثوبه الرمادي العلويه ..
نزع حذائه وهو يتجه الى السرير ..
كانت قد تحممت للتو ..لازال قميصها رطبا متأثرا لبلل جسدها شعرها ..
تجلس بهدوء تراقبه في جهتها من السرير ..
جلس على طرف السرير في مكانه ..يدفن رأسه بين يديه ..لطالما ارهقته مسألة الثأر هذه وضغط امه ..وما زرعته في بكره ..
وكل العقبات التي زرعتها الفكره بينه وبين ابنه وعضيده ..
:
:
حزنت لمنظره ..أقتربت منه بهدوء ولازال يعطيها ظهره ..مررت كفيها على كتفيه بحنان ..سألته ...بهمس ..."ثلاب اش فيك ..شيء مكدرك ؟؟"
:
:
هز رأسه الذي كان مطرقه بين يديه ..بالنفي ..وهمس بتعب .."مصدع .."
:
:
انها رقيقه للغايه لاتحتمل وجع احدهم يقابلها ..نايف القاسي والشكاك كانت تتوجع لوجعه غصبا عنها ..
:
:
همست له بأهتماام وهي تغلل اناملها في خصلاته الرماديه ...."طيب اجيب لك مسكن ولا بس تنام ..."
:
:
رفع رأسه وهو يأخذ نفسا عميقا ..."منين يجيني النوم ..."
:
:
ربتت على صدره بنعومه .."لا لاتقول كذا ...تمدد بترتاح وتنام ..."
:
:
سرح بنظراته لركن الغرفه ..كان مشغول العقل والقلب كما بدى لها ...
مدت اناملها لازرار ثوبه ..فتحتها بخفه ...جمعت شيئا من ثوبه ناحية ايمن صدره في يدها ..."نزل ثوبك وتمدد واجيب لك مسكن ترتاح ان شاء الله ..."
:
:
أستجاب لأمرها وهو ينزع ثوبه ..أبتسمت له وهي تأخذه منه ..
خرجت من السرير من جهته وهي تربت على كتفه تشجعه للراحه .."تمدد ذحين اجيب لك مسكن .."
:
:
راقبها تتجه الى حقيبتها ..غابت للحظه ومن ثم عادت تحمل كأس الماء في يدها مدته بها مبتسمه بدفء ..
انها ترى انه من ابسط واجبتها ان تؤازره في تعبه ..
أن يعتني به أحدهم في موقف كهذا عاشه دوما وحيدا رغم صغره ..
لقد اعتاد ان يعتني بالجميع ..نسي ..او لم يجرب قط معنى ان يعتني به احدهم ..ومن انثى غامضه استيفض يوما ليجدها في سريره ..
:
:
جلست بجانبه في السرير ..تأملته صامته ..
رفع الغطاء عنها ..شهقت تكتمها لقربه وهو يدفن رأسه في حجرها ..
حاوط خصرها بذراعيه ..وانغمس في حجرها الدافيء الرقيق ..
في الواقع كانت هذه اول انثى يطلبها حنانها بعدما طلبه من امه طفلا ..
هذه انثى متغيره ..هذه لا تشبه سابقاتها ابدا ..
مررت اناملها في خصلاته الرماديه مؤخرة عنقه ..
ومسحت على مابين كتفيه بيدها الاخرى تطمئنه وتهدئه في صدرها ..كمن يروض مفترسا عنيدا تماما ..
كأنثى حنونه تحتوي رجل محتاج لها ..
لم تفكر ابدا في كل العقبات التي صنعها كلاهما وهي تشعر بنفسه ينتظم في حجرها ..
:
:
:
قربه لايشبه قرب غيره ابدا ..قربه فخم ومكتفي ..قربه كرم ..
والكثير من اختلاجات الصدر الغير مفسره والارتجاف الضعيف ..
:
:
تذكرت كيف كانت تكره وتخاف من قرب نايف ..
و من نايف حتى اقارنه بأب وقور وشيخ محترم ..
:
:
داهمها النوم وهي تحرسه بذراعيها في صدرها ..أثباتا لقربه وخوفا غريبا لبعده ..
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::

أحست بيد تربت على كتفيها بلطف وصدى بعيد ينادي اسمها ..
فتحت عينيها بكسل كانت الطائره هادئه وتغرق بضوء الشمس ..
كانت عذبى مبتسمه ..
"صح النوم هيا قومي وصلنا ..والحمد لله .."
:
عدلت من وضعية جلوسها بكسل وقد تصلب ظهرها ...همست .."طيب خلي الكل ينزل بعدين انا انزل راح احشر الممر بالكرسي ..."
نظرت من النافذه بجانبها ..
كانت الارضيه الرماديه مبلله ..وقد جرفت الثلوج لطرف الطريق ..
للمره الاولى ترى الثلج في سكاكا ..لكن الكميات هنا اكبر وتغطي المكان ..
لقد كان المطار دافئ نسبيا ..
الا ان عظامها المتها ..في المسافه القليله التي فصلتها عن البوابه وسيارة الاجره ..
في لحظات فقط ..تأملت عاصفة الاجانب التي تحيط بها ..
سير الحياه المتداخل والاجساد العجله للرحيل ..
علمت حينها بأن كل شيء قد يتغير في لحظه وفي مسافه فاصله ..
:
:
أكثر مالفتها هي عائله هنديه تودع ابنتهم العروس ..
تذكرت لحظات زفاف اقارب امها الجميله والمفعمه بالرقص والالوان ..
:
:
تأملت المباني الشاهقهه وبقايا الثلوج والصقيع ..
بدأت المباني تخف حدة تطورها ..عندما تعمق السائق في الشوارع وبان لها شارعا ..
بأشجار تكسوها الثلوج ومنازل قديمه بأسطح قرميديه و جدران من طوب وابواب خشبيه بيضاء ..
بدت متناسخه ..
كانت تبدو ضيقه من منظرها الخارجي ولربما كان عمر احدهم اكثر من مئة عام ..
مباني كلاسيكيه قديمه وتقليديه ..
ترجلن من السياره وكانت عذبى بشخصيتها القويه تسير الامر كله بعد الله ..
تأملت المنزل امامها وقعت في غرامه برقمه المييز على الباب ..101
:
:
وجدار سلم حديديى اسود صفت اسفله اواني جصيه للزرع ..
ولم يتبقى سوى جذوعه الرماديه ..
وقع كعب عذبى على الارضيه بالصدى الشتوي ..نفضت التربه المبلوله ..في طرف الاناء حتى سحبت المفتاح ..
:
:
تغضن جبينها ..."مايترك عادتو دايم يحط المفتاح في هالاماكن ..."
:
:
نفضت يدها من بقايا الطين ..فتحت الباب ..
أصدر صريرا مكتوما ..
فتحته على مصراعيه ..وهي تجر حقيبتها لتدخلها ..
شاركتها جاملا فعلها ..ومن ثم عادت لتساعد كادي على رفع كرسيها فوق درجات السلم الثلاثه ..
:
:
دخلت المنزل ..الدافئ للغايه ...
يمين الباب كانت هناك مساحه صغيره بخزانه قديمه كثيرة الادراج ..
يواجهها يمينها مصعد ضيق وصغير وذو طابع مصنع قديم ..ويسارها سلم يؤدي للأعلى ..
يسار الباب كانت هناك غرفه مؤصده ..بباب ابيض يختلف عن الجدران بنقوشها الزيتيه الكلاسيكيه ..
:
:
طلبت عذبى المصعد ..أشارت لها بأبتسامه ..."من عقبتس ..."
:
:
كان المصعد ضيقا بالكاد حمل كرسيها وجاملا تقف بجانبها ...
فٌتح على صاله بسيطه بأثاث محلي و انيق ونافذتين زجاجيه بان من خلفها حديد سلم الطوارئ الاسود ..
ويمين المكان كان هناك مطبخ متواضع بلون ابيض ..
:
:
لم يكن هناك غرف استغربت المكان ..
دخلت عذبى للتو المكان وقد استقلت السلم ..
أبتسمت .."فوق الغرف ...وحده لي ووحده لجاملا ولتس ..واللي تحت لفياض لو حب يطل علينا ..."
قد يبدو المكان ضيقا ولكنه مريح نفسيا للغايه ..
أستلقت على سريرها بتعب ..
في الغرفه الورديه والبيضاء المتواضعه بحمام ملحق بها وخزانه صغيره ..
شاركتها جاملا المكان بخجل ..
بينما كانت الغرفه الاخرى بسرير واحد وتشبهها في التصميم لعذبى ..التى نشرت اغراضها وكتبها بسرعه في المكان ..
:
:
دخلت الغرفه وهي ترتب شالها الصوفي حول عنقها ..
أبتسمت ..."بروح اقضي من السوبر ماركت و أجدد بطاقات الترام ..واشتري لنا شريحه غير اللي اشتريتها من المطار ...ماراح اطول ..تبون شيء....؟؟"
:
:
تفاجئت كادي ..."عذبى من جدك دوبنا واصلين ولسى ماتعرفي المكان ..."
:
:
أبتسمت لها ..تطمئنها.."ياحبيبتي شقتي القديمه بيننا وبينا شارعين ..و السوبرماركت اخر الشارع ..والترام والشريحه هينه ...من أي مكان ...تبون شيء محدد .."
:
:
تسائلت ..."تجون معاي ..ولا مكسلين ..."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ودي صراحه بس حركتي صعبه ..خذي جاملا تساعدك ...أنا بتحمم و ارتاح ..."
:
:
أبتسمت لجاملا ...التي لاتفهم حديثها جيدا .."جاملا ..ونا كوم وذ مي تو سوبرماركت ...؟؟"
=جاملا هل تودين مرافقتي للسوبرماركت
:
:
التفتت تلك الى كادي تراقبها ..أبتسمت لها كادي ..."قو أي ويل بي فاين "
=اذهبي سأكون بخير ..
:
:
ابتسمت تودعهم ..أختبرت حراره المياه فجاملا قد فتحت السخان للتو ..
أخذت حماما مريحا ودافئ ..
فرغت حقيبتها ..
أخرجت كنزه شتويه رماديه كانت جدتها قد اشترتها لامها من كشمير ..
لبستها فشعرت بدفء جدتها وامها يغمرها ..
جدلت شعرها وكحلت عينيها ..
رتبت اساورها على معصمها ..ومن ثم شالها الحريري الابيض ..الذي يتناغم مع نقوشات تنورتها الربيعيه الفاتحه ..
خرجت من غرفتها التفتت الى سلم حديدي لولبي يؤدي للأعلى في نهايته باب حديدي اخضر مؤصد ..
:
:
استقلت المصعد بصعوبه وهي تطلب الدور الثاني ..حيث المطبخ والصاله ..
:
:
أقتربت من النافذه الزجاجيه بستارتها البيضاء المخرمه ..
أزاحتها ..تأملت الشارع المصفوف بدقه تحتها ..كان تسوقيا كما يبدو بأبواب المحلات المتشابهه والاطفال ..ومقاعد المقاهي ..
الحياة كانت تجري على وتيره طبيعيه بالرغم من قسوة الشتاء ..
تأملت لافتتة محل كتبت بالابيض في لوحه خضراء ..
كان اسم المحل .."جنة كشمير .."
:
:
كاد ان يذوب قلبها للذكرى ..يبدو بأنه مخصص لبيع بضاعه يجلبها من هناك ..
تألمت أمرأه عجوز تخرج منه بساري اصفر وكنزه بيضاء ..وقد قادها شاب وسيم من بني جلدة جدتها ..
أبتسمت لمنظر العجوز ..وهي تتفقد الحقيبه في يد الشاب ..
:
:
عندما دققت النظر كان الشارع قد طغت عليه الثقافه الهنديه ...فكما يبدو بأنه شارع للجاليه الهنديه ..
أبتسمت للقدر الذي جلب بأمر الله هذه الالفه لنافذتها ..
محل اخر لفتها بلوحته الحمراء والنقوش الذهبيه كان اسمه "سندور "وهو رباط الزفاف المقدس في الهند ..
كان يبيع كما يبدو مستلزمات الانثى الهنديه ..
:
:
:
لم تعلم كم استغرقها تأمل الشارع حتى احست بصوت عذبى وجاملا في المكان ..
أبتسمت لهن وهي توجها حديثها لجاملا..."جاملا جي ..اب يهي ديكا هي ؟؟"
=جاملا هل رأيتي هذا ؟؟
:
:
قالتها وهي تشير على الشارع من النافذه ..تقدمت جاملا لترى مايحدث أبتسمت بحبور .."اري ...ماشاء الله.."
=انظري ماشاء الله..
قالتها وهي تتأمل الشارع ..فهمت عذبى مايدور بينهن ..
كانت ترتب الاغراض التي اشترتها ...
أبتسمت وهي تقترب منها ..."تقصدون الشارع الهندي تحت ....حليله كنت اقضي بوه ساعات يعجبني هو واهلو..ومحلاتو ...ترى بوه مسجد بنهايتو .."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."وربي احس بأنتماء بكرا انشاء الله انزل ..."
:
سألتها عذبى بأهتمام ..."جبتي معتس جوالتس مثل ماقلت لتس ...شريت لتس شريحه ..وشريت لجاملا بعد ..."
:
:
ضربت رأسها كمن تذكر شيئا للتو ...فتحت حقيبتها وهي تمدها بظرف بطاقة بنكيه..."ايه وهاذي عطتني ايا عمتي تقول مصروفتس من ثلاب .."
:
:
تناولتها منها مشدوهه ...."ايوا بس انا ما احتاجها ياعذبى ...."
:
:
أبتسمت لها ...."يابعد عيني ماتدرين كود يعجبتس شيء تحتاجين شيء ...خذيها بلا دلع ..."
:
:
أبتسمت لها ...ولروحها الجميله ..."بالله ياعذبى زبطي لي الجوال بكلم عمه بشوف كيفها ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل الشارع اسفل النافذه ...."بعد بكرا عمليتي ....صعبه تكون مو بجنبي ياحياتي ياعمه .."
:
:
:::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تشعر بوجوده في الغرفه عند استيقاضها ..
وقد احست بثقله في حجرها ينزاح اثناء نومها ..
أيعقل بأن يكون قد ذهب ..
توجهت الى الحمام ..لم تستغرق الكثير حتى خرجت تجفف وجهها ..
سمعت صوت باب مكتبه يغلق ..اتجهت الى الصالة مسرعه ..
وكان قد خرج من المكان ..لمحت طرف يديه وهو يغلق الباب ..
بحثت عن معطفها الحريري الخاص بقميصها ...
وجدته اخيرا شدته على خصرها وهي تفتح الباب ..
نزلت السلالم بسرعه.زلتحلقه كان المنزل هادئ الا من صوت خطواتها المستعجله خلفه ..
.
.
.
نادته وقد بان لها قبيل خروجه ...
ألتفتت اليها ...
أقتربت منه لاهثه ...همست بأسمه .."ثلاب ..أنتبه لنفسك ..وارجع لنا طيب ..."
:
:
:
تأملها بشوق جديد ...بشعرها المبعثر وصدرها اللاهث ..
رفع نظره للمكان حوله فكان خاليا ..
لم تسوعب مافعله لخفة حركته ..
شدها اليه وهو يرفعها بأتجاه الجدار خلفها ..
ضاع الهواء حولها ..وهو يبعد خصلاتها عن وجهها مقبلها بعمق ..
شهقت لفعله ..وهو يحررها لتقف ..قبل جبينها ومن ثم ابتعد ..
أحست بأن نبض قلبها هاجر الى شفتيها ..
أستندت على الجدار بيدها وقد خارت قوى رجليها فبالكاد حملتها ...
لقد اهداها روحها في قبله ...
لقد اعاد لها انوثتها القديمه بلمسته ..
:
:
:
وضعت يدها على صدرها تهدئ قلبها وهي تراقب اختفائه ...
همست لصدرها بدعاء قد اقتصته له ...."الله يحفظك ..."
:
:
وقد انتظرت منذ هذه اللحظه عودة ثلاب آخر ..
:
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::


وبعد تعب وجهد جهيد على الحدود ..
هاهو ثلاب واخيه وابنه وابناء عمته ينتصفون المجلس ..
لم يكن بعض من في المجلس مرتاح لوجود جسار بينهم ..
وقد عرفوه فيما مضى ..
دخل علي المجلس وقد كان لازال فتيا يحمل الكثير من الوسامه ..
ومن بعده دخل رجاله ...
:
:
شدد ثلاب على قبضته بحنق وهو يراقب دخوله ..بينما رمقه جسار بنظرات كادت ان تقتله ..
وفياض ..الغريب البارد الذي ربما زيارته للعراق تهدد سير عمله ..ومسماه الوظيفي ..
كان لايشارك احدهم النظرات ..
وقد بدى صغير العمر وكأنه اخا لجسار ..
:
:
بدأ اكبرهم بالحديث وقد كان شيخا وقورا بلحيه بيضاء وبلكنه عراقيه محببه ..
وبعد السلام والسؤال عن الحال وشرح القضيه لمن يشاركهم المجلس ..
ومن بعدها ترك دفة الحوار لأكبر ابناء عمتهم الشيخ ناهر ..فألقى ذاك السلام ...ومن ثم أطرق رأسه ...."لو راح النا حبيب ..فهو اخ واحد رحمة الله الله عليه ..لكن هاي ابن خالي راح اله ثلاث اخوان ..شيوخ ماشاء الله..اني لو اقول ما اقول لا يمكن راح اتعداه والشور شورا ..."
:
:
أبتسم له ثلاب ..."ماعليك زود ياولد عمتي ..ورايتك بيضا من يوما ..وعفونا صعب ..لكننا شيوخ ...وان ما جودنها غيرنا مو مجودها ابد ...لكن ... "التفتت الى ابنه الذي كان يراقب الموقف ببرود مخيف ..
تذكر حلفان امه ..
عندها ابتسم أبنه وهو يرمق علي بنظراته ....وقال بثقه ابيه واجداده ..."نبيها غره ...."
:
:
غص المجلس بألفاظ المفاجأة ...لقد اندثر هذه الحكم منذ زمن بعيد ...
ألتفت اليه ابيه بحنق ..وقد كره أن يكسر كلمة ابنه ..وامه ..ويبدو هذا حلا مرضيا ..غره تعوض ما فقدته امه ..
لكن لمن ...
لجسار اكيد ..
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
تغير وجه علي لقول جسار ..فقد يلتزم العفو عنه غره ..
غره في هذا الزمن من ؟؟
من أين ؟؟
:
:
:
:
:
ولازالت كلمة جسار تدور حول المجلس .."نبيها غره .."
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قادم قريب أن شاء الله ..
:
:
الجزء الرابع عشر ..
:
:
:
"أنجبي لي ثلاثه"
:
:
ما ان اختلى به حتى نهره ...بل تمالك نفسه حتى لم يد يده عليه فهو لم يعاقبه بالضرب يوما ولن يفعل لطالما عامله كرجل ..."أنت جنيت ياوليد ...جنيت ..انت مين ...مين ...و مروى و بنتا ....تبي غره ...انا طلبت غره ...طلبت ديه حتى ...انا كنت بأعفي ...الله يكسر ظهرك انت وامي مثل ماكسرتوا ظهري .....ماهو انا اللي اثني كلمة لعيالي في مكان ....تقوم تقول بها دوك يبه هاك في وجهك وتكلم لا كنت شاطر ....شيوخ انتم يامال الهلاك ...شيوخ ...كلمتكم بألف حساب ...."
:
:
:
رفع احد حاجبيه بحنق ...."يوبا تدري انوه مروى ما بيوم جازت لي ...وشيوخ خلها لعياد ...وهذا مطلبي كلوه مابي غير غره تخلف لي ثلاث اولاد احطهم بين يدين جدتي ..."
:
:
مسح وجهه بتعب ..."جدتك ياملا الماحي ماطلت بعمك فياض ولدا من دما ولحما ...بتطل فيك ولا بولادك ....عمرا جدتك قالت لك اشوف بنتك ..مرتك ...وانت لانا مو راضيا على مروى مارضيت با ابد ولا دخلتا بيتنا ...اش ناقصا مروى ..اش ناقصا..."
:
:
هز رأسه بعدم اقتناع ....هامسا ..."عمرك ماتفهمني يا يوبا ..."

:
:
نظر اليه بحسره ..."يابيي انت دمي ...دمي بعروقي مايفهمك غيرير ليوم الدين ...وهه هاك وجهي لا رجعت ندمان محد واقف معك غيري ..وهاتها الغره عساها تخلف لك كود بنات ...وتشوف غلا الضنا ان ماشفتو في بنتك الضعيفه ..."
:
:
عندها نطق عمه الذي ان تحدث أسكت ....وجهه حديثه الى ثلاب .."ياثلاب خلك منه ...كل مين يتحمل نتيجة اخطاءه ...الزواج مو لعبة وبيوم راح يتحسر ويموت من الندم ...جسار وانا عمك ..عمر للي حولك مايدوم لك ..."
:
:
رفع يديه كنية عن ما يفعله ...."هه رفعت يدي من الموضوع ...لكن اول من تجري له ندمان هو انا ابوك ياجسار ...وفوقنا رب ....فوقنا رب وانا ابوك ..."
:
:
:
نظر الى ابيه ببرود وهو يخرج الى المكان ...."دوك مروى طلقتا وراحت بعثه ...وبنتا عند اوما ...واللي ما ارضا عليه لايمكن بيوم ارضى عليه يبه ..."
:
:
غضب وهو يرمي ما امامه مكان وقف ذاك الذي اختفى وهو يهمس بغضب ...."اقهرك بالله يامال الوجع ...يامال الهلاك ..."
:
:
نهره اخيه ..."ثلاب ...انت والد لاتدعي ..."
:
:
دلك جفنيه بتعب ...."اللحين نرد سكاكا ...والله ماعاد لي طبه للانبار ليوم الدين ماعاد لي وجه ...."
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تعدل من لفة صغيرها وهي تراقب اكبر خلفتها واصغر خلفته ..ومن بعدها قد أتى الولد المنشود ..لطالما كرهت ان تترك الكوفه لتأتي وتعيش معه هنا ..
لكن ضحت من اجل ابنتها ...وهي زوجته الرابعه ..وقد تعلق قلبه بها ..
همست لها بحنان ...انها جميله للغايه بملامح طفوليه وشعر اسود ناعم ....بيضاء بجسد ممشوق انها عراقيه جميله كما ينبغي ...
"يومه حبيبتي ..قومي ناديلي خالتش ميمونه ..برضاي عليش .."
:
:
وقفت ...وهي تمثل عدم الرضا .."هاي خالتي ميمونه شو عندا ..هسا خارجه منا ..شو امي؟؟ قررتي تشترين لي الايباد .."
:
:
غضبت امها .."همينه على السالفه يابنتي ...هسه انقلعي نادي لي خالتش ..عسى ما ميمونه عسى ماعلي ...."
:
:
أستغربت انفجار امها ...حاولت تهدئتها .."على الهونه يومه ما كولنا اشيء الله يصلحش ..."
:
:
وقفت لتخرج لولا دخول خالتها ثاني زوجات ابيها بملامح وجه لاتفسر ...
:
:
أبتسمت للجميله امامها بتوتر ..."بنتي حبيبتي ...روحي هسه شوفي لتش شغله منا ولا منا ...اكولش روحي يم ابوش شوفي يريد اشيء لولا يحتاج اشيء..."
:
:
نظرت لها ولامها ..."حاظر ...على راسي ..اني شنو هني لولا خدامه ..سودا ..."
:
:
قالتها وهي تخرج من المكان ...لم تتمالك امها نفسها وهي تغرق في دموعها ..."شكد كلبي ضايج يا ميمونه ...خذوني اني بدالها ...خذو ولدي بدالها هاي بنتي ...الله لا يوفقك ياعلي ..اكو واحد عقله براسه يوكتل ثلاث رجال اخوان ..اني لولا شو مايسوي هاي بنتي مو معطيتها احد بنتي صغيره ياميمونه ماتفتهم سوالف حريم وشيوخ وثار ومدري شو ..هاي اقصاها تناجر تبغي ايباد ...والله حرام ..عمرها 18 بس ..."
:
:
نهرتها من تبحث عن مصلحة زوجها وقبيلته ...."هسا كل لحظه تكولين صغيره مش عارفه ايش ...دخلتش هوايا نحنا كم كان عمرنا يوم دخل علينا هاي علي...؟؟دخلتش كنا نفتهم اشيء...؟؟ريلنا علمنا كل اشيء...هسا اللحينا منو اهم رقبة ابوها وقبيلتا ولا اهي ..والله ابوها وقبيلته اهم ...معليه ضنا بتروح سنه... سنتين ....عشر ...بترجع غره هاي ...اني والله لو باقي لي بنات فدوه لابوهم مابقى غيرها ..."
:
:
غضبت تلك بين بكاءها ..."شو لاتكولين غره كلبي ينشلع ...بنتي لا يا ميمونه الله يخليكم ....شوفوا الكم حل ...ديه ..رقبة علي ..اي اشيء الا بنتي ...والله لا ادعي على ابوها ليل نهار .."
:
:
عندها دخلت ابنتها كعاصفه ..."امي ..هاي شنو غره ما غره ....اني اللحين اريد ارد الكوفه ..اللحين ...مدرستي ..صديقاتي كول اشئ هناك ..هانا اني وانتي وهاي المسودن ولدش غرب ..غرب يا امي ..شو غره ما غره وسعوديه ومدري شو ..انا حدى الانبار هه حولنا حولينا ..مكه الله وكيلتش عمري مازرتا كعبه ما باوعتها...تكولين لي سعوديه وغره ومره ..."

:
:
عندها انفجرت امها ببكاءها ...نهرتها خالتها ...."سودا على هالوجه ....بنتي هاي ابوك ...قبلتك ...شو ماتفتهمين ...عيب مره انتي هاي كبرش ما شاء الله ..امتش يوما كبرتش كان عمرتش 4 سنوات ..."
:
:
لازالت في ثورة غضبها ولم تفهم أي مما يحدث ..."خالتي شكد انتي ماتفتهمين ..اكولتش اني اريد ارد الكوفه هسه ...اريد خوالي ...انتو بدو صكه ...كرهتوني عمري ...."
:
:
:
دخل ابيها بثورة غضب عارمه ..جرها من شعرها الحرير يلفه حول يده ...
"شو بنت فطيم ...شو اشوف كلش مو على مودك حنا ...عيال تشلب في عينك حنا ..."
:
:
وقفت بتعب وقد ولدت منذ يوما فقط لتذود عن ابنتها العقاب..."الله يخليك لالنا يا علي ماتمد ايدك عليا بنت صغيره ماتفتهم هاي ..."
:
:
ازاحها عن طريقه ..."أبعدي ...هاي نهايتش دلالتش ..باوعي ...هاتش ..هاي بنتش ...مره بعقل جاهل ...الله شاهدي ...هسا بهدوما ارميها بحضن ثلاب وعياله ..هسه..."
:
:
مسحت دموعها وهي تراقب ابنتها تتلوى تحت بطش يد ابيها ...
اقتربت منه ..."ابوس القاع تحت ريلوك ياعلي ..الله وكليلي و وكيلك ماتاخذ بنتي والله صغيره هاي ماتفتهم الله يخليك ..اني اروح ..خذو هاي الولد معليه بداله ولد ...بنتي ضعيفه مسكينه ماتفتهم ..."
:
:
كانت تستنجد بأمها من بين بكاءها ...وهي تمسك يدا ابيها التي التفت خصلاتها حولها ...
"والله لو على موتي ما اروح ..الله ياخذها قبيله وياخذك ابو ...."
:
:
حينها لم يستطع منع نفسه من ضربها ..كيف سمحت نفسها بالدعاء على اغلى مايملك ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كانو يقفون امام سيارتهم يستعدون للرحيل ..لولا ان التفت ثلاب لبكاء ..لم يستطع غض بصره وهو يراقب علي يتجه اليهم بانثى بين يديه لم ترتدي عباءتها حتى ببنطلون جينز وكنزه ورده وقد تبعثر شعرها السود ...تذكر لوهله سلطانه ..أخر ما يوده رؤيتها في هذا المنظر ...
:
:
ومن خلفه لحقته اخرى ترتدي عباءه على رأسها دون ان تغطي وجهها ..
رماها عليهم ..فأبتعد فياض عن الموقف ..
أحتضنتها امها ..فأزاحها عنها..."عوفيها اكولش..."
:
:

نظر الى ثلاب بعين مكسورة ..."هاي غرتكم والوجه من الوجه ابيض ..."
:
:
لازال ثلاب مشدوها بما يحدث امامه ..جر ذاك امها وهي ترفض تتشبث بصغيرتها لاخر لحظه ..
أخرج من جيبه ظرفا ..."هاك هاي اورقها ...ولازم حد يتزوجها حتى تخرج من الحدود .."
:
:
سحب زوجته لاخر مره ..تشبثت ابنتها بها ...جرها وهو يبتعد فلم يتبقى سوى عباءه امها في المكان ..وقفت لتسقط نادت .."امي ما اريد اروح ..امي اريد ارجع الكوفه هسه .....امي ..."
:
:
كانت ستلحق امها ..لولا هم ذاك الطويل بمنعها وهو يجرها مع عضدها ...
حاولت ابعاده عنها ..فشلت وهي تحاول ان تتحرر من قبضته فلم يتبقى سوى اثار اظافرها الداميه على ظاهر كفه ...
شدها بخفه وهو يحملها ...
وضعها في السياره ومن ثم ابعدها ركب واغلق الباب ..
بركوب ابيه تحرك عمه ..
:
:
:
وهي تراقب المنزل يختفي خلفها باكيه تحتضن عباءة امها المغبره...
وقد نزفت شفتها لحدة ضرب ابيها ..علمت انها منذ هذه اللحظه ستنسى كل دلالها القديم ..وحضن امها ..
أحست بكسره غريبه تجتاح قلبها ..
غرقت في صمت ولازالت دموعها تتحدث عنها ..
راقبت من جرها الى السياره بثوبه الاسود وغترته البيضاء لم يكن وجهه يبين لها وهو يتأمل الطريق من نافذته ..
كان يحرك قبضته لتخلص من وخز الجروح التي تسببت بها ...
حقدت عليه ..
كرهته تمنت انها تقتله هذه اللحظه ..
:
:
:
التفتت اليها بوجه لاينوي الا شرا ...همس لها ...من بين اسنانه ..."تغطي لا اكسر هالراس ..."
:
:
مسحت دموعها وهي تنظر اليه بخوف لم يهددها احد قبلا ..لم يضربها احد قبلا سوى اليوم ...
استترت بعباءه امها تحتضنها ..تستنشق رائحتها......
فلا يبقى سوى رائحتها ..
:
:

اطالوا المكوث حتى ينهون اوراق خروجها ...شهقت وهي تستلم لنومها ..
او لاغماءه تعب شعرت بها ..
لم تبتعد عن امها لحظه في حياتها ..
وهاهي بين ثلاثه رجال يسدون المكان بوسع هاماتهم لاتفهم ماذا يريدون منها ..
تمنت ان تستيقض بالقرب من امها كالعاده ..
لولا انها فتحت عينيها على اسوار شائكه ..وجنود ببذلات عسكريه تراها للمره الاولى حملوا أسلحتهم بأيديهم ..
وجهاز امني مكثف ..يبعد الراحه ..التفتت للصخري بجانبها ..كان يعدل غترته ..
وهو يفتح نافذته ليحدث رجل الامن في الخارج ...
شددت من على عباءه امها وهي تراقب المشهد بهلع ...دعت في قلبها كثيرا ان يعيدوها للعراق ..
الا ان عينيها غصت بدموعها وهم يبتعدون عن المعبر ..
:
:
:
التفت اليها الوقور بالشعر الرمادي في كرسي الراكب ...تأملها بشيء من حزن ومن ثم اعاد نظره للطريق ..
:
:
:
غطت في نومها او غيبوبتها المتفاجأه ..
:
:
أستيقضت على احدهم يربت على كتفها بقسوه ....كان الطويل ذا الثوب الاسود الذي ابعدها عن امها ..
مدها بوجبه في يده ..تركتها واخذت الماء فقط ..
شربته دفعه واحده ..أحست بصداع والم في بطنها يغزوها ..
مسحت شفتيها المتشققه فنزف جرها الذي سببه لها ابيها ...مسحته بعباءة امها وقد اختلط بدموعها ...
:
:
شعرها الاسود الحريري لازالت اطرافه تحافظ على جديله شدتها لها امها صباح اليوم ..
تبادلوا اماكن القياده بعدما اراتاحوا قليلا ...
راقبت الذي يبين انه اصغرهم سنا وقد قاد لمده طويله يجلس في مقعد الراكب ويغطي وجهه بساعده الايمن ...
ركب بجانبها الوقور الهاديء ..الذي يبدو بأنه لايحبذ شيئا من كل هذا ..
والطويل ذو العينا السوداء استلم المقود ..
انها لاتستوعب ايا مما يحصل وكأنها ستعود الى حضن امها الأن ..
وكأن كل ما كان كابوس ..لولا الم رأسها وبطنها لصدقت كليا بأنها في كابوس ........
انها من قو صدمتها بالكاد تفتح عينيها لنصف ساعه متواصله ..
لاتعلم مالذي ينتظرها ..او ما المطلوب منها ..
هي تعلم فقط بأن ابيها استغنى عنها لانها فتاه ....
لديها اخوات من ابيها كثر الا ان اخرهن قمر قد تزوجت منذ شهرين وهي تصغرها بثلاث سنوات ..
ولم يتبقى في وجه المدفع سوى هي ..
مالذي يلزمه ليضحي بأبنته ...أي ابوه هذه التي يدعي ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::
جالت المجلس بكل الاتجاهات وهي تراقب الخادمه ترتب المكان ..
لماذا لا يرد عليها ...أ مكروها قد صابه ...؟؟ لا معاذ الله لقد احاطته بدعواتها منذ ان خرج ....
لماذا اذا لا يرد ...عسى ن تكون شريحته لاتقبل فقط ..انه بخير ان شاء الله ..
لقد اطال الغياب حقا ..
خرجت الخادمه من المكان ...التفتت الى ام عياد ..وكانت ترتشف قهوتها ببرود ..
لقد غاب ابنها ليومان ولم يتكلم او يتصل ليبرر ..الا تشعر ..ان كنت عروسته فهذه امه أي قلب تحمل ...
:
:
لقد تمللت وعصفت بها الهواجيس من طول الخط ...لإكرت كثيرا ان تهرب عندما يتوقفون للصلاه او لاي غرض اخر ...لكن اين ستذهب ...اين تختفي ...
انهم جنتها في جحيم الغربه هذا ...
كما انها تشعر بالبرد وهي في المركبه كيف لو خرجت ..
توقفوا في محطه ضخمه ومتطوره ...نزلت لتصلي العصر والظهر وقد المتها رجليها ولفح البرد جسدها المتعب ..كانت لاتزال بحذاء المنزل ..و عباءه امها تحميها دون غطاء رأس كانت حالتها مزريه للغايه كدمات ضرب ابيها تحولت للون البنفسجي ...
بكت في صلاتها بكاء المظلومين ..تمنت لو تتمدد على ارضية المسجد وتفارقها روحها لترتاح من هذه الحرب المخيفه الصامته ..
:
:
عادت الى السياره بخطوات متردده وكسوله ..
ما ان استقامت جالسه حتى فتح الطويل الباب من جهتها ..ورماها بعباءه وغطاء جديده ...
:
:
بدون ان يحدثها او يشرح لها ..أخذت غطاء الرأس فقط ولفته ..لن تترك عباءه امها ابدا ...
يبدو بأن المغرب قد اقترب عندما دخلت السياره منطقه زراعيه بارده والغيوم تكسو سماءها ..
لم يلبثو كثيرا حتى دخلو الى ملكيه فخمه توفرت فيها الخصوصيه والعمران المنسق فبدت كقصرا او منزلا ضخما لأحدهم ..
أيعقل بأنها لهم ؟؟
:
:
:
توقفت السياره امام الباب الضخم..اخذو لحظه قبيل ان يترجلوا ...لازالت تراقب المنظر مستفهمه ...لولا ان فتح ذاك الذي كرهته الباب وجرها ...لتقف بجانبه ...خافت لفعله ...أستكون معهم في منزل ..لا ...
ارجوك ياربي هناك شيء مغلوطا يحدث هنا ..
:
:
بكت وهي تحاول ان تتحر من يده ..الا انه جره بخفه ليقتحم بها مجلسا كبيرا ..رماها في منتصفه فوقفت عجوزا في اخره ..
أشار اليها بأستحقار ..."غره ياجدتي ...من يمناتس ليسراتس ..."
:
:
وقفت وهي تراقب منظر محيا ثلاب بهلع ..وقد جر اينه الذي لا يطيقها في يده انثى ..
كاد ان يتوقف قلبه لما نطقه ..
أتجهت لا اراديا الى ثلاب ..
مسحت على كتفه وهي تقبله ...خافت من ملامحه ..التي لاتفسر ..قبلت كتفه مره اخرى وهي تهمس لها ..."ثلاب انت طيب ؟؟"
:
:
راقب منظر امه المتشفيه بحزن ..وهو يحاوط كتفها بذراعه ...
كانت تلك تبكي على الارض وقد ارتطم ساعدها بقوه عندما رماها ذاك ..
أقتربت منها الجده بهدوء ..وكزتها بعصائتها بلؤم ...."غره لنا تسمعين ...هذا رجلتس ..وراعيتس ..."
قالتها وهي تشير على جسار الذي يقف بالقرب منها يكتف يديه ببرود ...
"غره بثلاث اولاد شيوخ ولا انسي ترجعين لاهلتس وبتظلين خدامه لوه ولاهلوه ...سامعه ..."
:
:
تسارعت ضربات قلبها وهي تراقب الصغيره المتألمه على الارض ...
أتجهت اليها ...
لتتفحصها لربما تأذت كثيرا ...
رفعت وجهها الذي اطرقته باكيه ..وهي تزيح خصلاتها السوداء عن محياها الطفولي الجميل ..
همست لها بلطف ..."طالعيني ...طالعي ياروحي ...تحسين حاجه تعورك حاجه .."
:
:
كانت لازالت دموعها تعميها وشهيق بكاءها يكاد يوقف قلبها ...
نهرتها عمتها ..."سلطانه ابعدي عنها لاتوطين نفستس لها الاشكال ..."
:
:
غضبت امومتها حينها ..."حرام مسكينه هاذي شزفي وجهها كيف ..اش اشكال ما اشكال انسانه هاذي ..؟؟"
:
:
نهرتها بغضب ..."سلطانه انا الكبيره هنا وانا اللي امري مسموع ...انتي نسيتي انتي من ؟؟"
:
:
رفعت سلطانه احد حاجبيها وقد اضهرت قوتها التي اخفتها كثيرا ..."انا الشيخه سلطانه ...انا مرة الشيخ ثلاب وكلامي مسموع واعرف من انا و اشهو مقامي ...."
:
:
همس ابنه بتسلطه ..."خليها ياجدتي ترتاح ....باقي سواد وجهها ماجا ...."
:
:
كانت ام عياد تراقب الموقف بعينا تتطاير شررا وقد بان لها ند جديد قد يكسر كلامها ..
وهذه الجميله لها اقوى ظهر هنا ثلاب ..
:
:
رفعت نظراتها الى ثلاب تستنجيه همست بأسمه .....وقد غمرت عينيها نظرات الا تخذلني ارجوك....
"ثلاب ساعدني ارفعها حرام مسخنه وتعبانه .."
:
:
أنها انسانه هذا مابدر في قلب ثلاب قبل عقله ...
انها مترفه بأنسانيتها فرأت ضعف هذه الصغيره الذي لم يره احدا غيرها ..
و وقوفها في وجه امه متشبثه برأيها ..
انها ليس كما ضن حقا ..
:
:
تقدم منها ساعدتها لرفعها ولكنه حملها بخفه ...
وجه حديثه لامه وابنه .."دخيل بيت الشيخ ثلاب ماينضام سمعتوا ....وهاذي الضعيفه تتعامل مره لولد الشيخ لا خادمه والا غره ...وانا لها ضيموها وتعرفوني يوما ...."
:
:
قالها وهو يغيب عن نظرهم ..
آزرته وهي تضع يدها بين كتفه ..انها رجلها الان ستحميه وتحمي معتقداته بدمها ..
يكفيها انه لم يثني كلمتها امام امه وابنه ..
وهذه الصغيره ياحسرتي ما قصتها ...
تقدمته وهي تفتح غرفة كادي ..."هاتها هنا ياثلاب ..."
:
:
وضعها على السرير وهو يراقب الموقف بأرهاق ..
نزعت عباءتها ورتبت السرير حولها لتريحها ..
لقد شعرت بالكثير من المسؤلييه بأتجاه هذه الدخيله ..
لاتكاد تستوعب شيئا من المشهد الدرامي السريع الذي حدث في المجلس ..
كرهت ام عياد كرها جما على فعلتها ..وجسار هل هذا انسان ؟هل هذا يعيش بقلب شاب ..؟؟
ماللذي هيئة له نفسه ليجلب هذه الريحانه الصغيره بهذه الطريقه ..
ألتفتت الى ثلاب يقف خلفها...همست ..."نايمه ..بس ياعيني تعبانه ...اتوقع مسخنه .."
:
:
قالتها وهي تقف بجانبه تراقبها مدفونه في السرير الوثير ..
ألتفت اليها بأمتنان.."يجزاتس بالخير ياسلطانه انتبهي لها بروح انام ...طول طريقي انود ...وشغلي وقف ..."
:
:
أبتسمت له بدفء وهي تحتضن عضده لقد رأت الكثير من التعب والارهاق يعلو هندامه ومحياه ..
:
:
"روح ارتاح تكه والحقك ..تامر شيء ..تبي تاكل تبي شيء..؟؟ناقصك شيء.."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يبتعد عنها صامتا ..
راقبت خروجه لقد عاد لصومعته التي كرهت قبلا ..
ألتفتت لها تأن وقد دمعت عينيها ..
سمحت لنفسها ان تعتني بها ..نزعت ملابسها المغبره ..و مسحت اطرافها بمنشفه مبلوله بماء بارد عسى ان تخف حرارتها ..
البستها احد ثيابها القطنيه القديمه ..
اعادت ترتيب شعرها الناعم ..الذي كان يندسل من بين اناملها فيصعب تحكمها به لشدة نعومته ..
نادت الخادمه الخاصه بها أمرتها بلطف ...
"أيجا انتبهي لها ..هيا مسخنه ...بس تصحى قولي لي ..أي أحد يدخل الغرفه قولي لي طيب ..."
:
:
أشارت على ملابسها ..."وقولي لعابده تغسل ملابسها ..وشوفي كم مقاس ...بكرا بدي الصبح مع رياض تطلعين سيتي ماكس هنا قريب وجيبي لها ملابس طيب .."
:
:
أيجا خادمة سلطانه المخصصه لن يأمرها احدا غيرها ..ولن يفتقدها احد غيرها ..
مؤخرا باتت سلطانه تجد محاسن هذه الخدمه و اولها العنايه بهذه الصغيره ..
وهي ليست حمقاء او جاهله ..عرفت كيف تستفيد من موقعها ..
:
:
خرجت من المكان بهدوء ..أتجهت الى غرفتها ..كان يخلد في نومه وحتى لم يستقيم في استلقاءه بل كان شبه جالسا ..وقد القى بمنشفته المبلوله على الارض ..
:
:
كانت الغرفه بارده وهو عاري بخصلات رطبه ..
أغلقت النوافذ ..وفتحت التدفئه ..
لم تطيل حمامها ..خرجت تلف جسدها بالمنشفه ..راقبته وهي تجلس على كرسي التسريحه ...تشعر بمسؤؤليه اتجاهه ...وكأنه زوجها منذ ان عرفت الحياه ..وكأنه ابنها ..
:
:
ارتدت قميص حريري بلون اللافندر بقصه ناعمه ..
جلست بجانبه في السرير ..
أقتربت منه بهدوء ..كانت ستدفن رأسه في حضنها لولا انه شعر بوجودها ..فتح عينيه يحارب تسرب الضوء الخفيف لها ..
أبتسمت له بحنان لم يجربه قبل ..همست له .."تمدد زين ياثلاب بتعورك رقبتك كذا...."
:
:
جال بنظره في الغرفه لم يتسوعب وجودها ..دلك عينيه بطريقه ارهقت قلبها ..كطفل يبحث عن امه وسط نومه ...
ومن ثم دفن رأسه في حضنها ...المكان الذي بات يريحه مؤخرا ..
رتبت خصلاته الرطبه وهي تجر الغطاء فوقه وفوقها ...
انها انثى تعطي كل هذا بدون طلب ..كيف وهي تراقب الحيره والتعب في عينيه وهو لا يستحق ..
قبلت جبينه وهي تشدد على وجوده في حضنها ..
أغمضت عينيها ببطء وقد غرقت بوجوده قربها ...
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس مع عذبى وجاملا في طاولة مقهى وقد انهت كوبها للتو بسعاده بالغه وهي تراقب الجمع حولها ..
:
:
أبتسمت عذبى وهي تبدي رأيها ..."تدرين انوه فكرة الخلق عن الهنود مغلوطه ....."
:
:
أقتربت منها كادي مبتسمه لحوارتها الجميله التي تفتحها ...."ليه قلتي كذا ؟؟صحيح كلامه بس ليش أستنتجتي هالفكره...؟؟"
:
:
تحدثت عذبى بألق حديثها الجميل المنمق ...."مانعرف عنهم الا افلامهم ...وهي اكيد ماتنقل لنا ثقافتهم ولا تفكيرهم ...يعني علاج سينمائي خيالي لحياتهم ...

:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ..."تمام هذا اللي احاول اوصله لصديقاتي قبل ....انه زي ما احنا مانعرف عن الهنود الا افلامهم زي لمن العالم مايعرف عن السعوديه الا نفطها ..."
:
:
شددت عذبى على كنزتها تحتمي من نسمة شتويه ...."صحيح شعوب كثيره مانعرف عنا الا اللي يوصلوه الاعلام لنا ...والاعلام ماعندوه أي مصداقيه .....لكن اللي انا مستصعبتوه انوه انتي بخليط هالثقافات الشمال ومكه والمدينه والهند كيف قادره توفقين ..."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا تشرح لها ...."تعودت وبعدين انا اخذه من كل حضاراتي جزء ولا احس بأي تشتت ..وبالعكس قربي كل هالسنين من عمة سلطانه نساني اشياء كثير من اللي كنت اعيشه مع امي وجدتي الله يرحمهم ..."
:
:
شاركتها الترحم عليهم ..عادت للتأمل الشارع الذي يعج بالوفود ..القصص المتداخله بين الخطى ..الذكريات التي لا تبارح العقول السارحه ..وبقايا ثلوج الاسبوع الفائت ...
:
:
عدن الى البيت ..قد تركت عذبى التدفئه مفتوحه فكان دافئا و حميميا للغايه ..
أبتدأت جاملا بهدوءها في تحضير العشاء ..
بينما جلبت عذبى كتابها وجلست بجانب كادي ..التي تشاغلت في برنامج قومي يعرض على التلفاز ..
:
:
ألتفتت اليها تؤازرها ...."كيف نفسيتس لبكرا ...؟؟"
:
هزت رأسها بالرضا مبتسمه ..."الحمد لله ...متوتره بس الحمد لله ...راح تزوريني كل يوم صح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."أكيد يابعدي ...واتركتس وحدتس .."
أبتسمت لها كادي بأمتنان ..عذبى انثى قويه للغايه ان دل فقد يدل على انها كانت مسلوبه الاراده فيما مضى ...تخجل من أن تسألها اين فياض من الصورة وهي التي لاتذكره بتاتا في سير حديثها العفوي ...
أين هي من الخلفه ...أنثى كعذبى ستكون اما رائعه ولكنها كما يبدو تهمش موضوع الاطفال انها تحدثت اكثر من مره انها لاتستطيع التأقلم مع الاطفال ..
عذبى تسرح كثيرا بحزنها رغم قوتها ..
عذبى لها قلب مكلوم ..
عذبى لها ملايين القصص في عينيها ..
عذبى انثى تتحلى بالصمت لتنسى ..لتتأقلم ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::
كان مرهقا للغايه حتى بعد عودته من صلاة الفجر ..عاد للنوم على غير عادته ..
:
:
لبست فستان ابيض قصير زادها انوثه قررت الا تكحل عينيها اكتفت بالماسكرا واحمر الشفاة الوردي ...
:
رشت كثيرا من عطرها الرقيق ..
جهزت الفطور بالقرب من النافذه ..ومن ثم اتجهت اليه يستسلم لنومه ..لديه مشكله مع اكمال ملبسه ..
أبتسمت وهي تقترب منه ..
رفعت الغطاء عنه ..وهي تجلس بجانبه ..همست بأسمه برقتها ..
همهم لها بكسل ...أكملت .."ثلاب قوم افطر معايا ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ومن ثم فتح عيينه بنعاس ...راقبها بصمت ..كانت تبتسم له بطريقه لا تليق الا بها وبمواقفها ..
وقفت وهي تجر يده ...أشارت له برأسها على مكان السفره ..."قوم افطر هيا ..."
:
:
سبقته للسفره رتبت المكان لأخر مره ..احست بقلبها تعلو نبضاته وهو يقترب منها يرتب خصلاته الرماديه ..جلس قبالها صامتا لازال يغرق في ملكوت نعاسه ...
مدته بكوب الحليب ....قربت منه طبقه وهي تراقبه مبتسمه ...
في الواقع هو يشعر بتوتر كبير ..لقربها لكل الافعال التي تحيطه بها ..
الافعال التي يشهدها لاول مره ..
:
:
بادرها بفتح الحوار ..سألها بأهتمام مقتضب ..."كيفها ضيفتنا ..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."الحمد لله بس للحين مو راضيه تصحى من النوم ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهي ينظر الى ماوراء النافذه ..
سألته متردده ...."ثلاب هاذي مين ؟؟و اش حكاية الغره ؟؟"
:
:
الفتت اليها متأملها بصمت ..."هاذي جاهده ...اعتبريا زوجة جسار وبدون كلمة غره ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..انه لا زال فتيا بغض النظر عن سنوات عمره ...لاتستوعب ان يكون له ابن متزوج ...تخيلي يرزق بأحفاد ..
:
:
نظر الى افق السماء الصحوه على غير عادتها أخر اسبوع ....ألتفتت اليها وقد وقف ..."ألبسي بنطلون و تذري عن البرد والحقيني ..."
:
:
وقفت مستغربه طلبه ..."حاظر ..."
:
:
ارتشف من كوبه وهو يتجه الى خزانته ..وبيد واحده اخرج ثوب اسود شتوي و جاكيت بني فاتح ..
:
:
لبسها بخفه بينما كانت هي مشتته من قربه لتختار ما ترتديه ..
تناول غترته ..واخرج حذاء طويل العنق مخصص لما سيفعله من خزانته..
:
:
استعجلها متسألا ..."يالله ياسلطانه ...؟؟"
:
:
همست له ..."طيب هيا ..."اخرجت جينز و حذاء شتوي وكنزه عوديه ..أرتدها على عجل ..
وهي تتناول شال كشميري بيج ..لحقته في خطواته الواسعه ..
فتح باب المنزل فترددت في لحاقه ..
الفضول يخترق نبضات قلبها وتفكريها ..
مد يده يستحثها ..."يابنت ما هنا احد تعالي ..."
:
:
سارعت خطاها وهي تقترب منه ..سمحت لنفسها ان تحاوط عضده ..بكفيها ..لتجاري خطاه الواسعه ..
رفعت رأسها للتأمله ..على طولها الفارع الا انه اطول منها ..نايف قبله كانت في نفس طوله ..
الا هذا الشامخ الفخم ..لا يشابهه رجل ..
اطال المشي وهو صامت ..قطعوا مسافه طويله ..كادت ان تفتر رجليها ...
لولا انه اشار لها على مبنى بني ذو وتيره بنائيه واحده..."قربنا ..."
:
:
تحمست مبتسمه لقوله ...ما ان اقترب ..حتى توقفت تراقب مايفعله ..
ادخل رقما ما وفتحت البوابه البيضاء الضخمه ..
أبتسمت وهي تقترب وقد بان لها صفوف لا منتهيه من ما اخفته البوابه وحافظ عليه برقم سري ..
كانت اسطبل لخيولا عربيه ..يقف كل منهم شامخا ابيا في مقصورته ..
:
:
لفت حول نفسها وهي تتأملهم ...أقتربت منه وهي تحاوط ذراعه وقد اقترب من خيلا بنيه بخصلات غامقه وعينا مرسومه ..
:
:
كان يمسح على مابين عينيها السوداء ..مدت يدها بتردد أخذ يديها يستحثها ..."اقربي عادي مهوب ماكلتس ..."
:
:
أبتسمت وهي تمسح على ملمسه الناعم ..همست .."سبحان الله ما اجملها ...."
:
:
جرها مع يدها يستحثها للحاقه ..
اوقفها امام اخر مقصورة ..همس لها .."وهاذي كمالة مهرتس ...."
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
:
...
:
:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:40 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 295614
المشاركات: 280
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليل الشتاء عضو على طريق الابداعليل الشتاء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليل الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

لا لا الروايه اتفتحت الف ااف مبروك فين الفصول السابقه عشان استرجع الاحداث

 
 

 

عرض البوم صور ليل الشتاء  
قديم 12-04-18, 12:41 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء الخامس عشر ..
:
:
:
"صغيرتان في ذمتي "
:
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
التفتت لتقبل خده برقه ..كاد ان يذوب لها وكأنها فراشة ربيع مرت مستعجله ..
سألها بأهتمام وهو يفتح الباب ليدخل بجانب تلك ..."تركبينا ..ترى شاريا مروضه ..."
:
:
أبتسمت وهي تنظم اليه ...وبتردد .."لا ما اعرف اخاف اطيح ..."
:
:
تأملها وهو يربت على الفرس حتى لاتجفل من قربها ...
مد يديها لها وهو يستحثها ..."اقربي يالشيخه ..."
:
:
لم تفهم مايقصده وهي تقترب منه حاوط خصرها بكفيه بخفها رفعها فأبتعدت الارض عنها فجأه ..
وضعها فوق الفرس بلا لجام ...أمرها ..."باعدي بين رجولتس ..."
:
:
كانت خائفه وهي تشعر بحركة تلك اسفلها ..خافت وهي لازالت تتشبث بكتفيه .."يمه ثلاب لا بطيح ..."
:
:
نهرها بلطف ..."لاتجفلينها ياسلطانه ....دنقي عليا ...كلميها بأذنا ..تسنها صديقتس ...بتتعود عليتس وبتعرفتس .."
:
:
كانت لازالت تتشبث بكتفه ...وفي حيره هلعه ..."أش اقولها ...ثلاب بنزل ..."
:
:
همس ..."لاحول ولاقوة الا بالله ....أصبري ..."
:
:
قالها وهو يرفع ثوبه ...ومن ثم بخفه رفع نفسه على جدر المقصوره واذا به يستقيم جالسا خلفها ..
:
:
حاوط خصرها بذراعه وهو يعدل جلوسها ليرتاح خلفها ...أرتجفت اطرافها وهي تستلم لها فهو يبدو خبيرا فيما يفعله ...
مال الى الامام بصده فمالت لميله ...ربت على رقبة الفرس ..همس لها ..."سميها ..."
:
:
نظرت اليه وهي تغلل اناملها بخصلات شعرها الرماديه ....سكتت لبرهه وهي تتأمل لمعانها ..."جوزاء ...لانها مثل النجمه ..."
:
:
أبتسم لرقة الاسم ....أمرها ..."هيا قولي لها بأذنا وش سمييتها ..."
:
:
مالت متردد لصعوبة وضعها في حجره ..همست لها بأسمها الجديد ..
لاحظت هدوء حركة تلك وانصاتها لها ..أكملت ..تعرفها على نفسها ..وكأنها تحدث عاقلا ..
:
:
مسحت على رأسها وهي تقبلها ..لقد وقعت في غرامها ..
سمعته يضحك للمره الاولى ...ألتفتت اليه مستغربه ..همس لها وهو يشير على الفرس بعينيه "عجبتها الحركه ..."
:
:
أستغربت ...وهي تعيد مافعلته قبلتها مره اخرى ..فرفعت تلك رأسها ورمشت بعينيها وهي تميل ناحية شفتي سلطانه ...
ضحكت بعذوبة لردة فعلها ..."والله صح ...طالع .."
أعادت كرتها مرتين ...
:
:
فكانت ردة الفعل واحده ..شدها الى حضنه وهو يأخذ نفسا عميقا همس الى نفسه وسمعته ..."ماتنلام ..."
:
:
شد شعر الفرس في يده بخفه وهو يضربها بساقه ..فتحركت تلك فاهمته الى الامام ..
تمسكت في ساعديه بخوف ..."لا ثلاب بنزل ..."
:
:
هدئها ...."يابنت الاجواد هاذا وانا ناويه لتس..بتعودين عليا ..."
:
:
هدئت لقوله وهي تحاول ان تتمالك نفسها ليس هنالك مايخيف ..
انها جميله للغايه ولكنها لم تعتاد على هذا بل تجربه لاول مره ..
وقربه لهذا الحد يسكرها ويخلق جوا شغوفا حولها ..
تعودت على حركة الفرس الهادئه ...أخذها حتى مساحه نائيه وهادئه ..مرتفعه نسبيا عن بقية المكان ...
ترجل عن الفرس ..أنتظرته يساعدها في النزول ....
نهاها ..."لاتنزلين ..خلتس فوقا ...."
:
:
أمتثلت لأمره ...وبدلالها الجديد عليه ..."ثلاب الله يخليك اخاف تمشي ..."
:
:
أبتسم لها ...."خلا اتعود عليتس ..."
:
:
سكنت للحظه تتأمل ظهره وقد سرح بما امامه وقد تشاغل عقله ...
مدت يديها اليه بأحتياج ..."خلاص ثلاب نزلني ...بدونك ما اعرف ..."
:
:
اقترب منها محاوطا خصرها بقبضتيه ...وبخفه رفعها وأذا بها تقف بجانبه ..
أبتعدت الفرس عنهم وهي تتفقد ماحولها بفضول ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمله ..أرتجفت لا اردايا وهي تكتف ساعديها ..
جرها لحضنه في خطوه مفاجأة منه ...ان قربه يوترها و يضعف اطرافها ..
وقربها ومراقبتها كبلسم بالنسبه له ..الا ان هنالك سؤال وحيره تنفره منها ..
وجد نفسه يسألها بدون قيود ..وهو يرتب شعرها وقد التصق ظهرها بصدره ..قبل رقبتها بخفه ...
همس لها بسؤاله ..."سلطانه ...يوم صار ماصار بعد عزى المرحوم ابوتس ..من اللي مايذكر ...؟؟"
:
:
صمت للحظه ..شعر بها تتصلب بين ذراعيه ..الفتت اليه ..وهي تضع يديها على ساعديه ...رغم مرارة الذكرى الا انها تفهمت فضوله ..
مرتت يدها على ساعده الايمن عدلت وقوفها وهي تحتضن كفيه بأناملها ..عضت على شفتيها السفلى تراقب منظر كفيه السمراء بين اناملها ..
رفعت عينها له ...وقد غرقت في الماضي ...."كنت ضعيفه ..وكنت وحيده ..وتعبانه ..وماكان لي سند الا رب العالمين ...واللي نواه و بداه ماتم ..وحماني ربي منه .."
:
:
راقبت نظراته تجول في محياها ...فسرت له بدون خجل ..."يعني ماكمل اللي ....انت فاهمني ..."قالت كلمتها الاخيره بعجز و أشمئزاز بأن تنطق اللفظ ..
:
:
كره ضعفها وقلة حيلته ..تمنى لو انه يذود عنها الذكرى ...ومال النسيان الا قربه ..
دفنها في حضنه وهو يقبل جبينها ..لم تمنع دموع عينيها وهي تشعر بدفء صدره ..
لقد شعرت بأمان لم تشعر به منذ زمن قديم ..بشعور قد نسيته ..بشعور لم تجربه قبل ..
بحزن لذيذ لقربه ..
أستنشقت رائحته وهي تقبل صدره ...
همس لها .."بوجهي امسحيها ياسلطانه عسى ماينقصتس شيء بقربي ابد ..."
:
:
أبتسمت بين دموعها لوعده وهي ترفع نفسها لتقبل رقبته ..
شكرت شما في سرها ان اهدتها اياه ..الا ان قلبها قد انقبض وهي تبتعد عنه ..في ذكرى قبلاته لشما ..
:
:
أستغرب نفورها المفاجيء وقد ذابت للتو على صدره ..
شبك انامله بأنامله يمنعها الابتعاد في سيرها ..وزعت خطوتها في المكان حوله وهو يراقبها ...رفعت عينيها له ...سألته بسؤال مبطن ..."كيفها معك شما الله يرحمها ياثلاب ...؟؟"
:
:
:
راقبها تعض شفتها السفلى تراقبه ..تنتظر جوابه ..لطالما كره ان يطلع احدهم على طبيعة حياته مع شما الا ان جميع افراد عائلته على المام بها ..
نظر اليها بثقه .."شما ..اخت ..وعضيده .. وشريكة حياة ..لكن ..."
:
:
همست بأخر كلمه تستنطقه ..."لكن ...؟؟"
:
:
سكت يراقبها ...ومن ثم اكمل ..."لكن ما كان بيننا حق شرعي براضاها وطلبها ..."
:
:
بلعت ريقها بخجل وهي تشتت نظراتها لقوله ...لم تعرف ماذا تقول له الا انه ازاح حملا ثقيلا عن كاهلها ..
زمت شفتيها بأبتسامه ..وهي تتسائل بغيره مبطنه ابتسم لها ..."و هدى ...؟؟"
:
:
جرها اليه ...حاوط خصرها بذراعه وهو يزيح خصلاتها ...."هدى من ؟؟"
:
:
عضت على شفتها السفلى تمنع أتساع ابتسماتها ...لم يتمالك نفسه وهو يقبلها بشغف لقد اغرته فيما فيه الكفايه ..
:
:
أبتعدت عنه وهي تسرق نفسا قد غادرها لقربه ..أبتسمت تتأمله ..
سألها بنظراته .."علامتس ..."
:
:
راقبت خلو المكان حولها انها كمراهقه تجرب الحب لاول مره ..
انه فاتن وموجع للغايه ...فتحت ذراعيها مبتسمه وهي تقترب منه حاوطت رقبته فرفعها له ..قبلت خده وهي تسأله ..."نرد جوزاء للأصطبل برد صح .....؟؟"
:
:
أبتسم لتفكيرها وقد هجر ماتنويه منذ سنوات طويله ..."نردها لعيونتس يالشيخه ..."
:
:
همست له بخجل ..."حياتي تسلم ..."
:
:
ألتفتت اليها مستغربا اللفظ الذي خصته به ..راقبها تربت على فرسها وتقبلها وكأنها لم تقل شيئا ..
لديها كل هذا الكيد الجميل المغري الذي يوقع رجلا بنظره في شباكها ..
انها ناضجه و قد مرت في علاقه من قبل ...وتعرف جيدا ماتفعله ..
:
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بوهن وهي تراقب المكان الذي فضحته اشعة الشمس حولها ..
لم تستوعب بعد اين هي ..وهي تراقب الادوية المصفوفة قريبا منها ..
المكان الضخم بأسقفه البعيده يقبض قلبها و يضيق نفسها ..
تذكرت كل ماحدث فأنهمرت دموعها تبلل الوساده وهي تسرح في الفراغ ..
اذا كانت كل كوابيس الحمى تلك واقعيه ..
:
:
حاولت الوقوف لولا ان خذلتها قدميها ..عادت الى الوقف مجددا انها حتى لاتملك علما اين هي ..اخر لوحه حفظت ما ذكر فيها كانت الجوف 90 كيلو ..
لا تعلم مواقيت الصلاة التي فاتتها ..
انها وحيده الان بدون امها ..امي اين عباءتها ..
جالت في المكان حولها ولم تجد أثر لها ..حينها شهقت بتعب وهي تجلس على الارض بعجز ..
تكورت على نفسها تحمي ضعفها ..
لقد كنت اخطط للعودة الى الكوفه ..لقد تخرجت من الثانوية للتو ..أخطط للالتحاق بالجامعه ..
:
:
اريد امي الان انا لم ابتعد عن امي ولو للحظه ..كيف يفعل ابي بي هذا ..لم اعصيه يوما ..سأعود للعراق مهما كلف الثمن ..لن اضعف ..سأعود للعراق ..
كل ماحولي غريب حتى الهواء لا يكاد يدخل رئتي ..
:
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بكسل وهي ترفع ساعتها ..كانت تشير للرابعه عصرا لقد اطالت النوم ونسيت ان تتفقد ضيفتها ..
:
:
ابتسمت للذكرى الرقيقه وهي تراقب ملابسها الملقاة على طرف السرير ..
ألتفتت حولها لم تجده ..
مهلا لحظه ..
ماهذه ..؟؟من هذه ..؟؟
اعتدلت في جلوسها وهي تغطي صدرها بالملاءه ..وقد اتسعت حدقتيها خوفا ..
ذكرت اسم الله كثيرا فالبيت كبير وخالي ..
جف حلقها وهي تناديه بهمس ..."ثلاب ..."
:
:
تحركت تلك فصرخت بأسمه بخوف .."ثلااااب.."
:
:
فتحت عينيها الواسعه الناعسه وهلعت لصراخ الغريبه بجانبها ..فأستسلمت للبكاء ..
:
:
لم يرد عليها ذاك ..يبدو بأنه ليس موجود ..وقفت تذكر اسم ربها وتسمي وهي تتناول معطفها الحريري ...شدته على خصرها ..وهي تخرج من المكان وبكاء تلك يلاحقها ...
واجهتها ايجا ..فسألتها بخوف ..."ايجا انتي تسمعين صوت بيبي يبكي .."
:
:
تأفتت ايجا بتعب .."يالله مدام ليش يصى هاذب بيبي ...هي كل يوم يلف في بيت ويبكي ..بعدين اختفى انا يدور ...يدور مستر ثلاب قال هي في غرفه مع انتي نوم ...."
:
:
أتسعت حدقتيها بأستغراب من هذه الصغيره الجميله ...أيعقل ان تكون ابنة ثلاب ...
تبدو في منتصف سنتها الثالثة ..ترتدي منامه ورديه وقد تبعثر شعرها الاسود في كل الاتجاهات ..
جميلة وطفوية للغايه ..
أقتربت منها سلطانه بخوف وقد احزنها حالها الضائع ..مدت يدها لها مبتسمه وهي تهمس لها تهدءها .."لا ياروحي ...تعالي ..تعالي .."
:
:
وبخطوة لم تتوقعها سلطانه اقتربت منها الصغيره ترفع يديها بأحتياج ..
حزنت سلطانه الام وهي ترفها لتحتضنها اطرقت الصغيره رأسها على كتفها ..انها خفيفه للغايه ..
ما ان حملتها حتى عادت لتخلد في نومها ..سألت الخادمه بفضول ..."بيبي مين هذا ..؟؟"
:
:
هزت الخادمه كتفيها بجهل ..."ما ادري مدام كبير قالت شيلي هاذي علة ..."
:
:
رفعت حاجبها بحنق ..وهي تهمس ..."اللي هاذي عله ...ماتحس على دمها ..."
:
:
سألتها ..."سويتي اللي قلت لك عليه مع بنت في غرفة ثاني ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب .."كلو تمام مدام بس بنت هاذي مسكينه بس يبكي اكل لا كلام لا ...."
:
:
دخل ذاك المكان حينها ...فخرجت خادمتها ...أبتسم لمنظرها ..
أقترب منها بهدوء وهو يتمعن محيا الصغيره ..."اش قوما ..."
:
:
كانت تلك قد فتحت عينيها وهي تراقب المكان بعينا دامعه ..
سألته بأستغراب ..."ثلاب هاذي مين ؟؟فين امها ؟؟"
:
:
أبتسم وهو يقبل خد الصغيره بأبوه تراقبها في عينيه للمره الاولى فخشى قلبها صدق توقعها ...الا انه اكمل ..."هاذي موجعه بنت جسار ...حفيدتي ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..."بنت جسار منين جات ؟؟"
:
:
انصرف الى ما اتى لطلبه من الغرفه ..."من مرتوه الاوله ...وجابها يمنا يوم دريت انوه طلقا ...."
:
:
لاحظت انه يبعد نظراته في الحديث معها ..يحاول ان يتجاوزها في الموقف ..
اتراه نادم عما شاركني اياه اليوم والخطوة الكبيره التي اتخذناها ...
لكنه هو من بادرني ..لم اغصبه ..
سألته ...ولازالت تحمل الصغيره ..."ثلاب طالعني ....في شيء ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالنفي وهو يتألمها ...ابتعد عنها متجها الى الخزانه وقد هم بتغيير ملابسه ...سألها يضيع توتر موقفها منه .."كيفها جاهدة ...؟؟"
:
:
جاوبته بأقتضاب وهي لم تفهمه ..."اللحين اغير واروح اطل عليها ..."
:
:
وضعت الفتاه من يدها على السرير وهي تعدل منامتها ....أحست بغضب يعتريها لتجاهلها ...
"ثلاب لاحظ انه انا اسوي كل اللي تبيه بدون اسأل ..اش قصة جاهده وغره وطفله ما اعرف مين هيا اقوم الاقيها على سريري...انت ما تتكلم وانا ما اسأل شوف لنا حل ..."
:
:
:
التفت اليها ...موقفها لاتحسد عليه حقا لكنه مشتت فقط لما شاركته مؤخرا تغير موقعها في حياته ..لاول مره يتغير موقع احد نساءه في حياته ..
همس لها ..."حقتس علينا ...و جاهده غره في اخواني الثلاث اللي انقتلوا ..."
:
:
تقشعر جسدها لجملته الاخيره ...هي تعلم ان توفي له اخوه لكن لا تعلم أي شيء اكثر من هذا ..
ثلاثه وقتلوا أي حسره هذه ..
همست بالترحم عليهم ..لم تحبذ ان تسأله اكثر ..لكن تمنت ان يفرغ كل مايهم قلبه لها لتحمل عنه ولو جزء صغيرا ...
:
:
:
اكملت ارتداء ملابسها ....همست له بهدوء ...."بروح اشوف البنت تامر شيء...؟؟"
:
:
هز رأسها بالنفي وعيناه معلقه في شاشة حاسبه ..
لماذا عاد لصمته الم يكن الحنون الدافئ صباحا ...الا تظهر مشاعره ورقته الا في ذاك الموقف ..
:
:
خرجت من الغرفه ..كان المكان يغرق في هدوءه المميت كالعاده ..
فتحت باب الغرفه بهدوء ..
راقبت الصغيره الدخيله تقف امام النافذه سارحه بوجوم ..
همست لها بأسمها ..
ألتفتت تلك هلعه ..هذه الشابة الجميله هي من بادرها بحسن المعامله الا ان ملامحها لاتحمل السلام ابدا ..فملامحها حاده غير مريحه ..
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."كيفك ذحين يا جاهده ..؟؟"
:
:
سكتت تراقبها ..أشارت للقهوه التي وضعتها الخادمه للتو ..."تعالي تقهوي معايا .."
:
:
لم تجاوبها تلك ...جلست سلطانه بهدوء وهي تسكب لها فنجالا من القهوه..ففاحت رائحتها الفاخره في المكان ..
:
:
أبتدأت سلطانه في حديثها ...لتريحها قليلا .."انا سلطانه ..زوجة الشيخ ثلاب الجديده ..قبلي كانت اختي شما زوجته ..انا جديده مثلك في المكان ..يعني افهم جزء قليل من مشاعرك ...وان شاء الله انا والشيخ ثلاب بنكون سندك في هذا المكان ..."
:
:
راقبتها ومن ثم همست .."اني ما اعرف لا ثلاب ولاغيره ..أريد امي ..."
:
:
أبتسمت لها .."جاهده ياروحي ..الامور ماتسير على هوانا ...لازم نتعلم نتأقلم ..وحتى لو كان في حل ماراح يجي بالساهل ..وبما انك غره زي مايقولون وانا كارهه هاللفظ ...عشن تتحررين منهم لازمك تخلفين ثلاث اولاد ...انا ما اعرف اش القصه ولا اش اللي صار وانا اشوفك مظلومه وراح اوقف معاكي لاخر لحظه بس ابغاكي تعرفين انه انتي مو لوحدك هنا ..."
:

:
:
هزت جاهده رأسها بعدم اقتناع وهي لاتثق فيمن حولها ..."عيني انا ما اعرف لا ثلاب و لا سلطانه ولا غيره اريد هسا تردوني العراق اشتريدون بي حابسيني بهاي الغرفه ..."
:
:
نفثت سلطانه نفسا عميقا وهي تقف بأتجهاها ...التعامل مع الصغيره سيكون صعب انها لاتستوعب مايغعله الجميع حولها ..
في الواقع كل مايحل بها وعليها صعب للغايه ..ما الذي يكفي شر جسار عنها حتى هذه اللحظه ..
:
:
اقتربت منها وهي تضع يديها على كتفها ...أبتسمت لها ناصحه ..."جاهده من اللحين الحياة بدت تصير صعبه عليكي ...من اللحين كل شيء تغير خليكي قويه ولاتستسلمين واستعدي لاي توقع يغير مجرى حياتك ...أقولك قصتي ...انا انا تزوجت وانا صغيره لزوج شكاك مايخاف الله اوهمني انه يحبني فقدت امي واخوي ...ومن بعدهم سندي ابوي لقيت نفسي مطلقه ومهدده ومحتاجه وضعيفه وفوق ذا كله اعتني ببنت اخو مقعده ...بس ما ضعفت رغم انه كل يوم يكسرني زياده وكل يوم مشاكلي تزيد ....فجأه القى نفسي هنا في بيت اختي اللي نسيتني من سنين وابدا ما ارتحت لوجودي وتزوجني زوجها بعد وفاتها وكرهت هالمبادره ..بستعرفين كل يوم من بعد ماتزوجت ثلاب اصحى من النوم واقول ..هذا مو يوم سيء وصعب مريت بأخس ..معليه اليوم راح اكون راضيه اليوم راح اتأقلم ..."
:
:
:
التفتت لها جاهده بحزن ..."بس اني كانت حياتي حلوه ومثاليه ..فجأة هيج اغمض عيني افتحها الا و هاي اللي ما اعرف منو يرميني ع قاع رجلين جدته ..اني ابوي يكتل هالثلاث مساكين قبل امي تعرفه حتى الاقي عمري محذوفه بين اهلهم غره ....دخلتش عيني يعني شنو هاي غره ...؟؟اعتبروني جاهله فهموني ...شنو غره ؟؟"
:
:
:
عضت سلطانه على طرف شفتها السفلى بحيره ...سكتت لتجيب بعدها ......."الغره زيها زي الديه والقصاص تكون من اهل القاتل تنجب لاهل المقتول ولد او ولدين او ثلاثه عواض اللي راحوا ..."
:
:
تلعثمت تلك ..."يعني شنو مرة لولا جارية مافهمت ...يعني هسا تريدوني احبل ..."
:
:
غصت سلطانه بكلماتها وهي تراقب محياها الهلع المتفاجئ ..
كرهت العادات والتقاليد والفكره ..كرهت كل حضارة ومعتقد وضع هذه الصغيره هنا ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب ...
اكملت تلك هلعه ..."أي اشلون ...؟؟والله ما اعرف ولا اشئ من هاي اللي تقولون وتريديون ..."
:
:
رمشت عينها للصدمه ...في الواقع هذه الفتاه اصغر مما يضن الجميع انها حتى لاتعرف الاساسيات ..
:
:
تحركت حول نفسها ..حاولت ان تشتت الحديث ..اقسمت لدواخلها ان تحمي هذه الصغيره لكن ليس الان لن تشرح لها كل هذه الصعوبات الان ..
وليس وهي بهذه الحاله ..وبالتأكيد جسار لن يأخذ هذه الصغيره على الهون ..
اشارت لها على الخزانه ..وقد اضطرب نفسها ...لقد اقحمت نفسها في كل هذا ..
لكنها لن تتراجع .."وصيت ايجا تشتري لك اغراض ما ادري عن ذوقها ..بما انه خروجنا صعب ...لكن أي شيء ينقصك قولي لي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالامتنان ..."مشكورة سلطانه ..اعتقد ماكو انسان في هالخرابه غيرتج ..."
:
:

أبتسمت لها سلطانه تقاوم حزنها ..."الله كريم ياجاهده ...أسيبك ذحينا ترتاحي اللي تحتاجيه اطلبي ايجا او كلميني ...ان شاء الله مايكون ناقصك شيء ....و انتبهي للباب قفليه ولاتفتحي لاي احد يا روحي ....طيب ..."
:
:
:
هزت تلك رأسها بالايجاب ...اقتربت وهي اطول منها بأشواط قبلت جبينها ومن ثم غابت عنها ..
:
:
ما ان اغلقت الباب حتى ارتكزت عليه تتمالك نفسها ضنت ان العبوديه انتهت مع عهد تولي الملك فيصل للحكم ..
لكن بين القبائل العرقيه هنالك الكثير من الاسرار والعادات القديمه ..
وماقصة المغدورين الثلاثة هؤلاء ..
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه لغرفتها ..
اتجهت لمكتبه ..كانت الصغيره تجلس عن رجليه وقد اعطاها ورقة وقلم ..
أبتسمت لها وهي تجلس ..راقبتها تلك بفضول وهي تدلك انفها الصغير ..
انها جميله للغاية ستكبر ملكة جمال ..بوجنتين ورديه ورموش طويله وعينا سوداء ..
:
:
همست لها بأبتسامه لاتجيدها الا الاناث في حضرة الاطفال ..."يسعدو ياناس القمر ...."
:
:
أتجهت لمكان جلوس الصغيره بهدوء ..سألتها ...بلغة يسهل فهمها ..."أكلتي ...تبغين ننه ؟؟"
:
:
وكل هذا وذاك يراقب ...وقفت ومن ثم اطالت الاختفاء ..
عادت بعصير وكيك في يدها للصغيره ..
راقبتها تلك بعينا حائره ...مدتها بها وهي تفتحه ..رتبت شعرها وهي تراقبها تهم بالاكل ..
:
:
رفعت رأسها متسائله له ..."ثلاب مو صعبة تبعدونها عن امها ...؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."هذا مكانا من اول لولا عناد امي وجسار ...وان كان ربي ماكتب لأوما تكمل مع ولدنا هي بنتنا ...."
:
:
رفعت حاجبها بأشمئزاز فلمح حقدا على امه وابنه في عينيها ..."وليه ان شاء الله استاذ جسار معند على هالصغيره ..وبعدين اول مره ادري انه متزوج .."
:
:
هز كتفيه بأرهاق .."زوجتا اياه انا وشما الله يرحما والله ابوها رجال اجودي بس اومي ماعجبتا تقول جسار تبي تزوجو من القبيله هي معرضة زواج الغربيات كله ..."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."طيب وانا ؟؟مو غريبه ...؟"
:
:
أبتسم لها ..."انتي على مزاجي ..وسكتا قبل سنين بأم العيال ..."
:
:
أبتسمت له .."مزاجك ياسيدي ...على الله ..."
:
:
أستغرب .."هرجتس احسوه كلا نقد ..."
:
:
اصابها الغرور ..."ولا راح تعرف نقده من ايجابه ...حجازيه حبيبي نلعب بالهرج لعب ..."
:
:
راقبها متأملا صامتا تذكر الفاظ الغرام بين الحديث ذكرا خاطفا فتتركه حائرا ..
اطالت الصمت ومن ثم رفعت عينيها مهتمه ..."ثلاب ..جاهده اش وضعها مع جسار ...يعني كتب كتابه عليها خلاص ...؟؟هيا غره بدون كتاب كيف دخلها السعوديه ..؟؟"
:
:
غضن جبينه وهو يدقق في ورقه بين يديه ..."كتبه غصبا عنه في العراق ..."
:
:
سألته بتردد وقد تركتت حرية الاجابه له ...."اش هالقصه ياثلاب ...ثلاث اخوان وغره ..."
:
:
لقد كانت حياته هي دية ابيه وامه فصنعوا منه ابا ورجلا قبل اوانه ..وعوضهم بأربعة ابناء اشداء في اول اعتاب شبابه ..
لكنه لن يشكو أبدا فهو رجل وهذا ماكان المفترض منه ان يفعل ...
سكت لبرهه ثم رفع عينيه لها .."قبل 25 سنه عليى قتل اخواني الكبار الثلاث في خلاف بينه وبين ولد عمتي ...وهذا وقت الثار ..وامي وجسار نووها من قبل والله اعلم ..."
:
:
غضنت جبينها بحزن ..."يالله ...بريئة مسكينه ماتفهم شيء ...صغيره ياثلاب عمرها 18سنه ..."
:
:
نظر اليها نظره ذات معنى ..."يومك كبرا كنتي متزوجا ..."
:
:
تشاغلت مع الصغيره .."كنت ...ومو معناته هذا شيء زين ...ومن زين حياتي يعني الحمد لله بس دفعت ثمن اني تزوجت صغيره ...اللي قدي توها تنخطب ..."
:
:
:
لم يستشف من حديثها شيئا سو الندم ..."افهم من كلامتس ..."
:
:
رفعت عينيها اليه وقد التمعت نظراته بتحدي غريب ...ضن بأن حديثها تنمر عن فرق العمر بينهم ..."ما ابي اتكلم في الموضوع زياده ..فكري مشغول مع هالبنت وكادي ..."
:
:
أنهت النقاش بطريقتها ...تأملت الصغيره التي لوثت المكان بأكلها ...."أش اسمها الحلوة ؟؟"
:
:
همس بأسمها وهو يقلب بين اوراقه .."موجعه ...."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."نعم ..بيبي هاذي تسمونها على اسم امك ليه ...اش ذنبها .."
:
:
لم يعيرها اهتمام ..."كلمي جسار هو من سماه..وبالشمال مابه اسما دلع ..."
:
:
النقاش معه صعب ...حنقت ..."انا مسيت شمالك بحاجه اقولك بيبي حرام تتسمى بأسم ...لها نصيب من امسها ترى ....موجعه حتى قبل كان اسم مهجور ...انا بسميها بكيفي .."
:
:
رفع عينيه لتحديها ..."مالتس ومالا يامره ...انيت اوما ولا ابوا ..."
:
:
رفعت حاجبها بتحدي بشيء من غرور لذيذ ...وهي ترفع الصغيره عن الارض ....وقلدت لهجة منطقته فذاب لحلاوة قولها ...."انا مرة جدا وشيختا ...اسميه اللي ابي ..."
:
:
راقب خروجها ..فتعثرت يديه بما اراد ..انها تشتته ..وتوتره وتشده وتضيعه ..
لقد كان مرتاحا طوال كل هذه السنوات ..
لقد كان مرتاح البال خالي العقل ..و مصون القلب ولم يفكر ان يلتفت لانثى او يبحث عن انثى ..وقد جرب حضه كثيرا ..
من اين اتت هذه المدلله ...؟؟
:
:
:
اهمل اصرارا فتيا في قلبه يحثه للحاقها وتوزيع القبلات على محياها وان ينشد القرب العذب منها ..
:
:
لكنه جلدا صعبا قديما ..لن يستسلم بسهوله ..
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد جوله على الاماكن التي ستزوها في المستشفى وقصص الامل المشجعه وصلت لغرفتها البيضاء الصغيره الخاوية اخيرا ..
بدون مساعده احدهم استلقت على السرير الابيض الذي يبدوا بأنها ستلزمه كثيرا ..
كل من مر عليها باطراف صناعيه ..ووجه مبتسم متفائل ..احدث ثقبا في قلبها ..
وحمدت الله كثيرا عندما طمئنتها طبيبتها المسؤله عنها بأنها ستحافظ على اطرافها الطبيعيه وفقط سيعالحزن المفاصل شرحت لها شرحا طويلا ومملا بمصطلحات لم تفهم معضمها ..
اللهجه الكنديه صعبه ..والمصطلحات طبيه بحته ..
الا انها احبت طبيبتها القصيره البشوشه ..وقد اكتسى شعرها باللون الابيض واثرت برودة الجو على خديها المتجعده ..
استغربت كثيرا من ان كادي ليست هنديه ..وقد احبت كادي لانها ذكرتها بأبنة ابنها من ام هنديه ..
ما لاحظته كادي بأن العرق الهندي هنا ضارب ..وهذا شيء غريب ..
فهمت من اسئله يلقيها الماره على الطبيبه بأنهم يسألون عن طبيب وكيف حاله بعدما انتهى من جلسات علاجه الكيميائي ..
:
:
أبتسمت لها الطبيبه .."يو ار ماي لاست كايس بيفور ريترمينت ..اي دو ذات فور دكتور جاي ...هي از قود مان قارد ول بي ويذ هم ..هي از ا كانسر فايتر فروم سكس يير ناو ...هي از سترونق اند هي ول بي اوكي ان شاء الله..."
:
:
=انتي اخر حاله لي قبل تقاعدي افعل هذا لاجل دكتور جاي انه رجل جيد الله سيكون معه انه محارب للسرطان منذ سته سنوات الان انه قوي وسيكون بخير ان شاء الله ..."
:
:
أبتسمت كلدي لاخر لفظ قالته ..."يو ناو وت ان شاء الله مين ..دزنت يو ؟؟"
:
:
= انتي تعرفين معنى ان شاء الله اليس كذلك ..؟؟
:
أبتسمت تلك ببشاشه .."يس أي نو ذات أي هاف الي كيس بيفور 20 يير هي از اولد ايجين مان هي تولد مي وات ان شاء الله مين فور موسلمز..."
=نعم اعرف معنى هذه الكلمه مرت علي حاله لرجل اسيوي قبل عشرين سنه و اخبرني ماذا تعني ان شاء الله للمسلمين ..
:
:
:
بتسمت كادي لها ..."ان شاء الله يور فرندز ول بي اوكي ..."
:
:
=سيكون صديقك بخير ان شاء الله ..
:
:
دخلت عذبى المكان مبتسمه تحاورت قليلا مع الطبيبه ..توجهت لكادي مبتسمه ..."ها ياروحي كيف النفسيه ؟؟..يقولون اليوم كله بيروح اشاعات وهالكلام ...وبكرا ان شاء الله الظهر العمليتين الاولى .."
:
:
أبتسمت كادي برضا ..."ان شاء الله ..دوبي كلمت عمه سلطانه الله لا يوريكي بكيت بكاء ...ياحياتي ياعمه ...انتي متا دوامك ؟؟"
:
:
أبتسمت عذبى ...."ياروحي ياسلطانه الله يكون بعونا ...اليوم كان اول يوم دوام ...قابلت ثنتين من صديقاتي من عمان ..والحمد لله الامور ماشيه ...وان شاء الله بزورتس كل يوم ...وجاملا بترافق معتس ..بتتركوني لحالي ...ياعزتي لكم العيشة لحالي مو حلوه ..."
:
:
مدت كادي يدها لها ...."حياتي ياعذبى ربي يحقق لك كل احلامك ويريح قلبك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ابتسامه ذات معنى ...."ربتس كريم ..."
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
بعدما شددت التوصيه على الصغيره لايجا ..كرهت ان تتركها لكن كما يبدو بأن الصغيره قد اعجبتها ايجا وملامحها الهادءه ..
:
:
تحممت ومن ثم خرجت تجفف شعرها ..
كان تفكيرها يكاد يتمزق من شدة تشتته بين كادي والجديده جاهده ..
:
:
كانت سارحه بنظراتها بعدما ارتدت قميصها الابيض الطويل وهي تصفف طرف شعرها الذي بلل قميصها ..
دخل الغرفه للتو واستلقى على السرير بتعب ..
بدون ان تشعر كانت دموعها تنهم وقد هدها الشوق الى ابيها وكادي ..وامها واجمع اهلها السابقين ..
:
:
راقب هدوءها العاصف الفاتن ..وجمال كل ماتقوم به ..
أرتجفت لروده المكان فأستفاقت من سرحانها ..
وقفت وهي تنشر منشفتها الرطبه ..
تعطرت ..و من ثم وضعت مرطب على شفتيها ..وهي تتجه لمفتاح الاضاءه اغلقتها ..
ومن ثم اتجهت الى السرير مسترشده بضوء الارطان الخافت ..
ألتفتت اليه لم يكن كما توقعت نائما بل كان يراقبها بأهتمام ..
اوجعه ركنا في قلبه لمنظر عينيها الدامعه ..اخذت نفسا عميقا تتمالك نفسها ..
:
:
أبتسمت له بين دموعها ..."نصبح على خير ..."
:
:
قالتها وهي ترتب المكان حولها لتخلد لنومها الحزين ..
وبادره استغربها هو ..لم تبخل عليه عندما احتاج حضنها...فتح ذراعه ..بدون ان يتحدث فهمت مايريد وقد تمنته منه ..
اقتربت وهي تندس في حضنه ..دمعت عينيها اكثر عندما احست بدفئه ..
اعتدلت في استلقاءها وهي تدفن رأسها مابين رقبته وكتفه ..
لم يسألها مايحزنها لم يعرف كيف يصوغ حديثة معها حتى ..فكما قال الحديث في حضرتها صمت ..
اختار ان يحتضنها ....يحتضنها حتى تنسى كل حزن وفقد قبله ..
يحتضنها حتى يفهمها ويوصل حديث قلبه لها ..
واحاديث القلوب صادقه دوما ..
:
:
:
:
:
الجزء السادس عشر ..
:
::
:
:
:
"ندوب الذكريات "
:
:
:

تأملت الغرفه المظلمه حولها الا من اضاءة خفيفة ..عدلت الغطاء فوقها وهي تلتفت لجاملا الغارقه في نومها الهادئ...
غدا هو اليوم المنشود ..الا انها لاتشعر بأي شعور سوى الفراغ ..
:
:
تفتقد عمتها اليوم للغايه وقد تغير صوتها عليها اليوم عندما حدثتها ...
حتى ان النوم جفا عينيه ..
لقد قالت لها طبيبته لن يكون هناك آلم ..فقط ستشعر في ثقل في اطرافها ريثما تعود لعملها الطبيعي ..
وستكون معها اولا بأول حتى علاجها الفيزيائي ..
تنهدت وهي تعدل من وضعها في السرير..
الحل هو الانتظار الممل حتى الظهر ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
نظرت في ساعتها لم يتبقى عن دوامها سوى ساعه ..
اخرجت ماسترتديه فالطقس اليوم يبدو صعبا ..
لازالت تلف جسدها بالمنشفه ..أعدت لها كوبا من القهوه ..
فتحت ايميلها تتصفحه ..نظرت في المنزل الفارغ حولها بحزن ..
وما انتي سوى رديفة الوحده ياعذبى ..
تفتقد امها واخواتها للغايه ..تستغرب انها لم تفتقد ابيها يوما ..
ابيها زمن القسوة والتحجر الذي ورثه اعمامها وابناءهم ...
تذكرت عمتها صفيه فأبتسمت لطالما كانت نسمه في هذه العائله الصخيره الجاهله ..
خافت من ان تغرق في الذكرى وقفت لتجهز نفسها ..
حرصت ان يكون وجهها الجميل خالي من أي مساحيق للتجميل ..صففت شعرها ومن ثم ارتدت بنطولنها الجينز وكنزتها الشتويه الطويله ارتدت فوقها كنزه مفتوحه اطول واثقل منها ومن ثم ارتدت معطفها الاسود الذي يغطي حتى بداية ساقيها ..ارتدت حذاءها الشتوي ..لفت غطاء رأسها ومن ثم الشال الصوفي ..تناولت حقيبتها وهاتفها ...قد يبدو ما ارتدته خانقا الا انه بالكاد يحميها من جور الشتاء في الخارج ...
:
:
اخذت كوب قهوتها الذي اهدتها اياه ابنة اختها قبل مده ..
أحكمت اغلاقه تمنع تصاعد ابخرة قهوتها المره ..
اتجهت بخطوات تحفظها الى اقرب محطة ترام ..توقفت للحظة حتى وصل ..ركبت واقفه فالمشوار لا يستحق وهي تشعر ببروده تغزو اطرافها لن تجلس وتستسلم لها ...
راقبت الحياه تدب في الشوارع ..توقف قريبا من وجهتها ..قطعت الحديقة العامه ..ومن ثم بان لها معهدها الاستقراطي الهادئ ..
:
:
وصلت قبيل الوقت المحدد بربع ساعه ..جلست في مكانها العهود بالقرب من النافذه ..
اخرجت مصحفها فتحته وهي ترتشف من قهوتها ..
قرت صفحاتها الاربعه التي تبدأ يومها بها دوما ..
بدأ الصف في الازدحام وكانوا عشرين طالب لا غير ..
عندها دخل دكتور الماده ..
اصغت اليه بملل وهي تفتح دفتر ملاحظاتها ..
استمر في حديثة الدقيق في الماده ..
كانت تسرح للحظات تتأمل الخارج ..ومن ثم تعود لتدون ماقاله ..بأنهاءه كانت قد أملت عددا لا بأس به من الصفحات ..
:
:
أحست بشوق غريب وهي تفتح استديوا صورها ..لتذهب لملف قديم ..راقبت صورها واخواتها في طفولتهم كانت قد صورتها من البوم تحتفظ به اكبر اخواتها ..
مرت بصورة عابره ...الا ان عيناها دمعت و تكدر خاطرها وهي تقف مستغفره ..
كانت صورة ايقضت الوعود القديمه في قلبها المتناسي ..
:
:
:
نظرت الى ساعتها تشغل نفسها ..لم يتبقى عن موعد عملية كادي سوى ساعتين ..
بدون قصد فوتت اتصالين لسلطانه ..
:
:
طلبت رقمها هي تخرج من المكان ..طمئنتها انها في طريقها الى المشفى ..وستكون هناك حتى خروج كادي و الاطمئنان عليها ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::
دخلت عذبى الغرفة مستعجله ....أبتسمت كادي لها بهدوء ..."هلا الحمد لله شفتك قبل ادخل ..."
:
:
أبتسمت لها بدورها ..."فاتني الترام ..على ما انتظرته والمشي...كيف حالتس ..؟؟كيفها النفسيه ...؟؟"
:
:
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله دوبني مقفله الجوال من عمة سلطانه ..."
::
ربتت على كتفها ...."قدامتس العافيه ياروحي ..."
:
قالتها وهي تنظر للمرضة التي اقتربت لتسحب كرسي كادي ..
همست لها كادي ..."نو ثانكس أي ويل دو ذات ..."
كانت تود الاعتماد على نفسها لاخر لحظه ..
يكفيها ما سيأتيها من استناد على غيرها طوال مدة علاجها ..
:
:
ودعت عذبى مبتسمه ومن ثم اتجهت لغرفة العمليات التي دلتها عليها الممرضه بعد خروجهم من المصعد ..
كان الطابق هاديء بنوافذ كبيره ..تسمح لاشعة الشمس بأختارق المكان ..
:
:
تسارعت نبضات قلبها وهي تراقب الغرفة الكئيبه بمعداتها الضخمه وسريرها الصغير الغير مريح..
قابلتها طبيبتها البشوشه ......ساندها بألفاظ التشجيع ..
للمكان رهبة يفرضها عليها فيزرع فيها خوفا ..
:
:
الا انها استعانت بالله وهي تستلقي على السرير ..قرأت سورة الرحمن فهي تريحها نفسيا للغايه ..
وتجعلها تتأمل في كلمة فيها ..
بدأت ملامح الغرفه حولها تتلاشيء ومن ثم غرقت في هدوء و راحه ..
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
بفرق توقيت ثمانية ساعات ..الا انها تعلم بأن كادي ترقد على سرير العمليه الان سلمت من صلاتها ..وجلست مطولا على سجادتها ..
الساعه العاشره مساء الان ..
التفتت حولها في الغرفه لم يظهر بعد وقد استيقضت اليوم صباحا بدونه في السرير علمت لاحقا بأنه قد سافر الى مكه ..
ولن يطيل الغياب زز
لن يأخذني معه ..اعجبني بأنه ولاني خليفة له للحفاظ على احداث المنزل مستتبه ..
ان احمي جاهده من أي اشتباك مع امه او جسار ..
جسار اين جسار من الصورة حتى ابناءه لم اشاهد سوى طالب مؤخرا ..
:
:
التفتت للصوت في الغرفه كانت الصغيره تعبث بأحد ادراج التسريحه ..أبتسمت لها وهي تنهيها ..
"لا يا ......"
سكتت لبرهه انها تكره اسمها للغايه ما موجعه هذا ..
ولا تعرف بماذا تناديها او تتوجه لها ..
تذكرت دلع ابيها واخيها وامها لها في صغرها لصعوبة اسمها هي ايضا ...."لا يا توته احه ...تعالي عند خاله ..."
:
:
قالتها وهي تفتح يديها لها ...توقفت تلك عما تفعله واتجهت لها مبتسمه ...
رتبت شعرها الاسود ..كرهت ضعفها وبراءتها وضياعها ..
لا ام ولا اب ..وان لم اكن اهتم بها من سيهتم ..
وقفت وهي تنزع رداء صلاتها ..
أمرتها للحاق بها ..."توته تعالي ..."
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه للغرفه حيث جاهده ..
لم تشتبك مع ام ثلاب حتى الان لكنها تعلم بأنها ستقابلها حتما في اجتماع القبيله بعد غد ..
فتحت باب الغرفه بهدوء فسبقتها الصغيره في الدخول ...
راقبت جاهده تجلس بهدوء امام التلفاز الذي يعرض برنامج علميا في قناة للاطفال ..
:
:
حزنت وهي تراقبها وقد خفت الكدمات في وجهها ..
مسكينه جاهده الصغيره بأسم كبير ..
جلست بجانبها مبتسمه ويبدو بأن تلك لم تنتبه حتى ..
أتت الصغيره محاولة الصعود والجلوس بينهما ..
عندها التفتت جاهده لها مبتسمه ...رفعتها لتجلسها وهي تقبل خدها ..."ياروحي هاي الحلوه منو ...لايكون بنتج ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وهي تهز رأسها بالنفي ...أبتسمت جاهده بحزن تتأملها ..."تشابه اختي وسام ..بس اختي اكبر منه ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه محاولة فتح حديث معها ..."ماشاء الله عندك كم اخت ..."
:
:
نظرت للشاشه بحزن ..."اني عندي غيري 11 اخت كلهم من ابوي الا وسام ...و ولد واحد اخوي من امي وابوي .."
:
:
أبتسمت لها تشجعها للاكمال.."طول عمري نفسي يكون عندي اخوات كثير .."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."اني ما اعرفهم ..كنت بالكوفه ..من شهرين بس رديت لديار ابوي ..."
:
:
أحست سلطانه بوجعها ...ألتفتت لها كادي تتسأل .."سلطانه هسا اني هيجي مثل الوقف في هاي الغرفه ...ما اعرف شتريدون مني والله ما محتاجيني خلاص رودوني لامي..همينه على سالفة الغره هاي ...والله ما ما مستفيدين مني اشئ..."
:
:
أبتسمت تخفي عجزها ...."ياروحي انا لو عليا ذحين ارجعك لامك ...بس مو بيدي ..كل الامر بيد جسار ...."
:
:
غضنت جبينها ..."هاي جسار اللي رماني ع القاع ما؟؟"
:
:
هزت سلطانه رأسها بالايجاب ...اكملت تلك ..."شيريد مني ...ياخذ اللي يريد بس ارد ..؟؟"
:
:
تلعثمت سلطانه ....ومن ثم تنهدت ..."ياروحي يعني جسار يبغاكي حلاله ...يعني مرته .."
:
:
هزت كتفيها بعدم استيعاب ..."أي هم اني مرته هساس خلاص وهو مو موجود ...انتي ماقلتي غره يعني مره ؟؟خلاص يردني ..."
:
:
شتت نظراته حولها ومن ثم همست ..."يعني مره مو كلام ..تعرفين ياجاهده لاتصعبين عليا الله يخليكي ..."
:
:
ضاق ذرعها ...."عيني اش اصعب ..اني مو مفتهمه اشيء والله تاركيني هبلا بينتكم .."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ..."يعني ياروحي انتي جيبتك هنا كلها المطلوب منها انك تخلفي ...فهمتي ..."
:
:
:
سكتت جاهده لبرهه احست بأن الموضوع يتعقد ويشبه المواضيع التي تخرجها امها من الغرفه عندما تفتحها خالتها ميمونه ..
سألتها بقل حيله ..."هاي يعني أشئ صعب ...الخلفه ...وهالحتجي ...؟؟"
:
:
لم تعرف سلطانه ماتقول ...عدلت شعرها بتوتر ...ومن ثم همست بخجل ..."يعني لازم يكون بينك وبين جسار يعني انتي عارفه ..."
:
:
:
عضت على طرف ظفر سبابتها اليسار وهي تلتفت للجهه الاخرى بهدوء ...بان لها شيء مجهول لكنه يبدو بأنه صعب وقد تجاوزت امها ذكره امامها طوال هالسنوات ..
لم تكمل سلطانه حديثها بل تشاغلت مع الصغيره وهي ترفعها لتبعدها عن اطباق وجبة العشاء التي وضعتها الخادمه امامهم ..
وجود سلطانه والصغيره حولها شجعها لأكل القليل لكن حديث سلطانه المنقطع ..الذي لم تكمله القرار المصيري الكامن وراء نهاية حديثها ..
خجلت من أن تسألها ..وهي تشعر بالغربة تخنقها ..
:
:
راقبت سلطانه الجميله للغاية المشبعه بجمال روح وجسد غريب عليها ..
وهي تحتضن الطفله التي لايبدو بأنها ابنتها ..وتحيط مسمعها بتهوديه هادئه وتوزع القبلات على وجناتها ..
سكنت الطفله في حجرها وتغلل اناملها الصغيره في شعر سلطانه حتى استسلمت جفنيها الواسعه للنوم ..
:
:
:
كانت الساعه تشير للثانية عشر صباحا ..
همست لها ..."بحطها على سريرك ..."
:
:
هزت لها رأسها بالايجاب ..راقبتها ترتب السرير حولها ..غطتها وهي تقبلها وتطفئ الاضاءة ..
:
:
جلست بجانب جاهده التي سألتها بفضول ..."هسه هاي مو بنتج ..ليش تعاملينها هيتجي .."
:
:
أبتسمت سلطانه تراقب الصغيره نائمه ..."لانه انا وكل انثى أم ...وهاذي الصغيره مسكينه مين لها ..وبتصرفات سهله و ماتتعبني اوفر لها حضن شخص تتطمن له ..والاطفال نعمة من رب العالمين واللي فاقد هو اللي بيحس واللي مجرب برضوه بيحس..يعني هي مشاعر انسانيه ماتتفسر ..."
:
:
هزت جاهده رأسها تأيد حديثها ....أكملت سلطانه تراقب سرحانها ..."جاهده اذا في شيء لا يردك الا لسانك ياروحي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي رغم تزاحم الاسئله في ذهنها ...أبتسمت لها سلطانة وقد قرأت خجلها ..
"جاهده ترى انا كبيرة ومتزوجة مرتين عايدي اشرح لك ...ومافيها خجل ..."
:
:
سكتت جاهده تتأمل الشاشة في ظلمة المكان النسبيه ..."ايام الدراسه كانوا في بنات يحتجوا بهاي الاشياء بس امس حذرتني اماشيهم ...وهم امي ماتكول لي أشئ ...انا ادري ان بيه اشئ يصير بين المره و زوجها بس تاعرفه لازم اكبر عكولة امي .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وقد فهمت حماية امها لها لطالما ضنت الشريقه بأن الحديث في هذه الامور خطر محتم قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه ..بينما يبحث المراهق عن هذه الامور بطريقه خاطئه ..
:
:
اخذت سلطانه نفسا عميقا ...حاولت تبسيط عبارتها ..."اولا هو الكلام عن هذا الشيء صعب ليا ولك ..بس حاتكلم .."
:
:
راقبت جاهده المنصته بشيء من خوف وارتجاف ..شرحت لها الامر بشكل مبسط ..أقشعر بدن تلك ..
أحست بالهواء يختفي من حولها ..."هاي يعني شر لا بد منه ...يعني انتي هاي اشيء عادي عندتج ..."
:
:
خجلت سلطانه حتى كادت عينيها ان تدمع ...همست ..."حبيبتي هذا شيء طبيعي ..ومن حق أي اثنين مرتبطين ..يعني هوا صعب اول حاجه بعدين ..عايدي ...."
:
:
:
سرحت جاهده و هي تعض اسفل شفتيها وقد سلبت الصدمه ملامحها ..همست بخوف ..."اني هسه اصر أكثر على رجعة العراق عوفتها هاي مسألة ولدكم ياخذ حقه ..."
:
:
في الواقع هي تجرحها بكلا طرفي السكين لا تعرف ما يطلب منها ليت امها افهمتها وخففت صدمتها ..
راقبت عينها الواسعه تدمع ..وهي تشد على جيب كنزتها السوداء ..
جرتها الى حضنها تواسيها ..همست لها ..."ياروحي انتي كبيره بدال ما تكونين قويه وفاهمه تسوين كذا ..."
:
:
لمعت في رأسها فكرة أبتسمت لأجلها ...ستباغت مخطط العجوز القبيح بمخطط اسمى ..في الواقع هي ايضا تحمل كيدا وشرا ..ولن تطيق بها العجوز صبرا ..
:
:
بعدما واست جاهده وتأكدت من نوم الصغيره المريح اتجهت لغرفتها ..
سرحت شعرها الذي لازال رطبا من استحمامها المغرب ..
أرتدت منامه حريريه حمراء من قطعتين انه ليس موجود لا تبالي بقصر شورت المنامه..الذي يفضح ندبتها ..
:
:
و زعت الكريم المرطب على جسدها سارحه ..أخذت هاتفها وجلست على الاريطة في نهاية السرير ..ممدت رجليها وفتحت مصحفها ..تحاول ان تهدي تفكريها وتصفيه من التفكير الموجع في كادي ..و التخطيط لما ستفعله لتنتصر لجاهده ..
:
:
اغلقت مصحفها على ابهامها وهي تغرق في التفكير ..
لم تتنبه لوجوده يراقبها منذ برهه ...
سمح له وضعها الكاشف لندبتها في فخذها تأملها وكان قد نسيها وقد لمحها في مكه دون ان يدقق ..وقد اخفى جلوسها حينها ثلاث ارباعها ..
:
:
أقترب منها بهدوءه ...كانت شهيه ورقيقه للغايه بلون يراها للمره الاولى فيه ..لولا ان شدته ندبتها ..
ألتفتت لوجوده هلعه وهي تضع يدها على صدرها ...همست بأسمه ..."ثلاب خوفتني .."
:
:
راقبها تطبق رجلها اليسار و تغطيها بطريقة جلوسها بفخذها الايمن ..
نظرت تتأكد من اخفاءها ..ومن ثم رفعت عينيها اليه مبتسمه تخفي توترها ..
لم تستطع الوقوف احتراما له بل تصلبت اطرافه تراقبه وقد رفع أحد حاجبيه مستنكرها ..
راقبته يختفي ليبدل ملابسه ..وقفت بسرعه متجهه الى معطفها الحريري الاسود ..
ما ان مدت يديها حتى جرها اليه ..متى اقترب منها ..
أرتجف
قلبها وهي تراقب الارض لقربه ..جرها بخفه ليوقفها امام المرآه الضخمه الملحقه بالخزانه ...وبطريقة المصمم كانت توفر خصوصية للمكان وكأنها غرفة ارتداء ملابس مفتوحه ..
اوقفها أمامها والتصق بظهرها يمنع نفورها ..
أشار لها على الندبه الممتده باطن فخذها الايسر .."وش ذا ياسلطانه ...؟؟"
:
:
خطتها بكفها ولم تخفيها ...همست بكسرة قديمه..."بقايا ذكريات .."
:
:
اوجعه قلبه لطريقة نطقها ..."بوه غيرا ...؟؟"
:
:
عضت على اسفل شفتها تمنع دموعها ...انها ذكرى ورحلت لكن بقاياها تحزنها ...رفعت القميص ..وسحبت مطاط الشورت لتكشف ندبتها العرضيه اسفل يمين بطنها ..همست .."وهاذي ..."
:
:
رفعت قميصها لتريه تحت يسار صدرها ..مسحت دموعها ..."وهاذي ..."
:
:
أشارت له على الندبة التي خلفها اصطدام خشبة الباب بكتفها قبيل مده ولازالت حمراء ..."وهاذي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ونفثته بين شفتيها التي كتمت بكاءها ...رفعت شعرها و ازاحته اجمعه على كتفها الايسر وهي تكشف له بأناملها أثر ندبه بيضاء بين شعرها .."وهذي .."
:
:
تنهدت ..."وكسر مضاعف في اليد اليسرى ..وخلع كتفي الايمن ..و نزيف ..و أجهاض في الرابع ..."
:
:
كل هذا وهو يتوه بآلمها ..أحس بأنه ولأول مره عاجز ..و ضعيف..لأنه لم يذود كل هذه عنها ..كره كل هذه الكسره وهي تكشف له عن ندوبها ..
بل انها فقدت طفلا ..منه ..من اعتداءه عليها هذا مافهمته من صيغة حديثها ..
أبتسمت لأنعكاسة التائه ..وكأنها تطمئنه بأن كل ماحدث لن يعود ..
أخذت كفه اليمين وقبلت باطنها ..وكأن شيئا لم يكن سألته ..."كيف كان يومك عسى ماتعبت ..."
بوجوم رد وهو لازال يتأملها .."الحمد لله ...."
:
:
انه صعب للغايه ..صعب هذا الثلاب ..لا تعرف من أين تأتي به ..
حاولت ان تثنيه عن بعده وهي تبتسم له .."وحشتني ..."
:
:
رفع حاجبة الايسر وقد توجه احدهم ولاول مره له بهذا اللفظ ..
أنها صغيره تجيد الاغراء واختيار الاحاديث التي تجذب قلب اعتى رجل ..
ليست كمثيلاتها القديمات ..انها لاتقارن بهم حتى ..في الواقع عند التفكير لم تتوجه احداهن له يوما بلفظ غرام ..
حتى ولو من بين سائر حديثها بالغلط..
أبتسم بأستغراب ان يكون الشوق له ..."تقولينها صادقه ..."
:
:
عضت طرف شفتها السفلى تمنع أبتسامها وهي تبتعد عنه ..."أنت اش تشوف ...؟؟"
:
:
أبتسم لابتسامتها محذرها ..."بنت ياسلطانه ...وش هالحركات ؟؟"
:
:
:
هزت كتفيها تتصنع الجهل ..."أي حركات ..؟؟وه ما سوينا حاجه ..."
:
:
غضن جبينه ..لحلاوة قولها وطريقة لهجتها ..
نهاها ..."سلطانه مصدع تافل العافيه فكينا دلعتس بنام ..."
:
:
رفعت حاجبيها ببرأه ..."يعني حتعبك انا مثلا ...لاء حرام ياثلاب والله انا نسمه ..."
:
:
لمس تحديها وشقاوتها الانثويه كل ماتفعله غريبا عليه ..فهو لم يعش ايا من هذه المواقف قبل ..
ويشهد لنفسه سرا بأنها تشده للغايه ..
أبتسم لها ....ياللذتها ..
:
:
اقتربت منه وهي تحاوط رقبته بذراعيها ..."شوف الاتفاق ادخل اتحمم وارتاح ..انزل انا اسويلك عشا خفيف ..وقهوه ..ونجلس ونروق ..وماحسيبك تنام لانك وحشتني طيب ..."
:
:
ذاب لرقتها لن يرفض لها طلبا ابدا ومتى وجد كل هذه الرقه في حياته و المغامره كي يبتعد عنها ..
:
:
:
راقبها ترتدي معطفها الاسود وتشده حول خصرها ..اختفت عن نظره ولازال يقف مكانه ..يتمعن دخولها الغريب في حياته ..
الا ان هناك وجعا غزاه لكل ندبات جسدها التي يراها للمره الاولى ..
كل الذي يعرفه بأنها سيحميها جيدا بكل ما اوتي من قوه وسيطبطب على ندبات قلبها حتى يخفيها ..
لم يجرب العاطفه لانثى من قبل لكنها كما يبدو جارفه و مؤلمه ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::
صعد مع السلم في هدوء وخطوات ثقيله العوده الى هنا هذه المره ستكون ممتده وطويله كما يبدو ..
:
:
لم يمر على مكان اخوته المعزول ..سأل الخادمه عن مكانها ودلته ..
لم يقابل جدته بعد ..
قاوم صداع قويا قد لازمه منذ يوم ..
لا يعرف كيف يتعامل معها وقد تركتها امها ومن بعدها جدتها له ..
يجد نفسه محتاجا الى ابيه كلما اقنع نفسه بالابتعاد عنه ..
دفن رأسه بين يديه بتعب وهو يفتح باب الغرفه ..هنالك الكثير من الامور تزدحم في رأسه...يشعر بنفسه مشتت ..
لقد كانت الغرفه هذه له قبل عودة زوجة عمه الى سكاكا ..
تمدد بتعب ..وهو يراقب صغيرته التي دلته الخادمه على وجودها تغط في نومها ...
بخفه نزع ملابسه العسكريه ..وهو يلعنها في سره ولا ينوي ان يلبسها مره أخرى ..
بقي شبه عاريا وهو يرمي نفسه بجانب ابنته بتعب ..وقد دمعت عينيه لا اراديا لقوة آلم رأسه ..
:
:
حركك الغطاء ليغطي جسده ..فلفته ثالثه على السرير ..خجل للحظه توقعها قريبة خالته شما ..كانت تعطيه ظهرها لولا انه عرف شعرها وقوامها الذي شفه عندما قضى ساعات بقربها ..
:
:
تأجج غضبا في صدره ..رفع احد حاجبيه حنقا وهي يضربها على كتفها بخفه وأشمئزاز ...
:
:
هوى قلبها هلعا ..وهي تجلس فزعه ألتفتت لوجوده عاريا بجانبها ..
فأرتجفت جسدها وبردت اطرافها ..لم يكن ينوى خيرا من نظراته ...نهرها بلا رحمه ...."قومي منا ...عساتس للهلاتس .."
:
:
بلعت ريقها وقد فقدت القدرة على تحريك قدميها لشدة رعبها من طريقة ايقاضه لها ومن قربه ...
:
:
نهرها من بين اسنانه مهددا ..."أقهرتس بنيه اقولتس قومي لا يجيتس سواد وجهتس اللحين .."
:
:
رفعت الغطاء وهي تعدل قميصها القطني اسفله ...لم تنطق بكلمه وهي تحاول الخروج من السرير ..
:
لمعت في رأسه فكرة وهو يراقب ارتعادها ..لقد نسي وجوده هذه الايام ..
في الواقع هو رجل ايضا وقد طلق زوجته منذ ستة أشهر ..
وهذا كل غرضه من جلب هذه ..الا انه احس بآلم رأسه يشتد فقد لازم لمدة يوم ونصف في دوامه القاسي ولم ينم منذ يومان ..
:
:
لم يستطع رفع صوته ..همس لها ..."أبعدي و أستتري .."
:
:
قالها وهو يطرق رأسه على الوساده ويغطي رأسه بوسادتها التي كانت تحت رأسها ...
:
:
أقشعر بدنها ووهي ترفع جيب قميصها القطني ...ولم تلاحظ بأنه فضح ملامح جسدها اجمع ..
:
خرجت الى الصالة مبتعده عن مكان وجوده ولا تعرف كيف حملتها قدميها ..
لن تعود الا الغرفه بوجوده بها ابدا ..
كان المكان باردا للغاية ..جلست على الكنبه وهي تحتضن نفسها ..ألتفتت لم تجد حولها شيئا ..
راقبت باب الغرفة وقد انهمرت دموعها لخوفها ..
لهجتة صعبه للغايه ..ونظراته كانت مخيفه ..تذكرت ضخامته جانبها في السرير فأرتجف قلبها ..
:
:
ألمتها معدتها لاتدري خوفا او بردا ...
تذكرت شال كشميريا تركته لها سلطانه بجانب الباب ..أتجهت اليه بسرعه وهي تفرده على كتفيها و تحتضنه ..عضت على شفتها تمنع ارتجافها متأثرة ببرد المكان ولازال شعرها الطويل رطبا ..
:
:
لن يهنأ لها نوما ولا راحه بوجوده ..وما شرحته لها سلطانه يمزق تفكيرها ..
:
:
:
عادت الى مكانها تجلس ..وهي تراقب الباب خوفا من خروجه أي لحظه ..هي لاتعرف رجلا سوى ابيها وخالها ..
ولم تحتك برجلا من قبل ..وفجأة يظهر هذا بكل ما يتعلق به من امور مخيفه ..
كيف لم تقفل باب الغرفه كما امرتها سلطانه كيف نسيت ..
:
:
عادت لتحتضن جسدها وهي تدفن شفتيها بين قبضتها وقد بللت وجهها دموعها ...وكل ماتمنته الان دفء حضن امها ..لم تكن وحيده من قبل حتى هذه اللحظه ...
شعرت بأنها اضعف من هشيم حقل قديم في وجه رياح عاتيه ..
:
:
أغمضت عينيها تتذكر فناء منزل جدها في الكوفه ..حيث امضت طفولتها واجمل ايام حياتها ..
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تراقب هاتفها و وهي تدفن نفسها في حضنه ..وقد غرق في نومه المنهك ..كرهت ان تبتعد عنه ..
:
:
راقبت هاتفها يهتز منذرا بمكالمه ..ألتفتت اليه ..أنسلت من بين يديه بخفه ..
لقد اطالت كادي البقاء في غرفة العمليات حقا ..
أخذته وهي تتجه الى دورة المياه وتغلق الباب عليها ..
:
:
أبتسمت وهي تستمع لصوت عذبى التي طمئنتها بأن كادي قد خرجت منذ ثلث ساعه تقريبا الا الاتصالات كانت مزحومه ولم يكتمل معها أي اتصال بها..
:
:
هدئت خوفها وهي تقول لها بأن العمليتان قد سارت على احسن مما يرام ..وكادي بخير ..ولحسن الحظ لن تحتاج الى غيرها ..وبعد اسبوه من التأم الجرح سيبدأ العلاج الفيزيائي ..
:
:
اغلقت منها وقد ضرب قلبها فرحا ..تمنت وجود ابيها هذه اللحظه ..
انسابت دموعها فرحا ..
أخذت حماما سريعا ..ومن ثم قامت ليلها شاكره ..
ودعت الله ان يحفظ كادي ..ويعينها على انجاح مخططها الذي تنوي عليه ..
حان الان من يقلب اللعبه ويملك كل اوراقها الرابحه ..
:
:
:
:
التفتت تراقبه في السرير ..الوافد الجديد الى قلبها ..من اكتشفت انها تحتاج وجوده ..
العاصف الهادئ ..
شيخها الفاتن ..
:
:
:
:
:
:

الجزء السابع عشر ..
:
:
:
:
"خطوات واثقه "
:
:
تخطى ما مداه اخويه على الارض وهو يحمل غطاءه في يده ..
أستلقى على الاريكه خلفهما ..وهو يحتضن غطاءه فتح هاتفه وتعلقت عينيه بأيميل قد ارسله له ابيه ليدقق في ما فيه ..
:
:
لم يستطع التدقيق من شدة الازعاج حوله ..ضرب اخيه على ظهره وهو ينهره ..."اقصر حسك يامال الوجع ..."
:
:
لم يلتفت اخيه اليه ولازال مدققا في الشاشة رمى يد الجهاز من بين كفيه وهو يصطنع الفرح ..
:
وقد سجل هدفا في اخيه الاكبر للتو ..
:
نهره معتاد وهي يرمي اليد بحنق ويستقيم جالسا ..."والله غشاش يالدب ...."
:
:
بادلوا بعضهم التنقيص والشتائم ..كان الجزء الذي يعيشون فيه في صغرهم مخصص للضيوف لكن بعد عودة زوجة عمهم للسكن معهم جسار ارتحل للرياض وهم سكنوا هذا المكان ..
ولم يعودا للسكن في القريات عند امهم كما توقعت جدتهم مكانهم هنا الان ابيهم يحتاجهم بجانبه ..
:
:
رفع عياد رأسه بملل ..."تعرفون وش اللي قاهرن ..جسار متزوج مرتين وانا على قعدتي مقرود من يومي ...حسرتي من يزوجن ولا يطالع بوجهي ...."
:
:
كان معتاد يقلب في هاتفه بملل ..."خل امي تزوجك من بنات خالتي ..."
:
:
أشمئز ..."عوذا اخذ وحدا انا ازين منها ...شفت مرة ابوك ...هذيلا البنات ...ابوي لجله رضي والدين خذا وحدا مثلا ...لولا انو ماينعرف خيرا من شرا ..ليتني انا كنت يم ابوي بالعراق ونقزت بهالغره ...بنات العراق جرح ......"
:
:
رفع معتاد رأسه نظر لاخيه برهه ...."مالك الا نورة بنت خالتي سميه و انت تافل العافيه ها ...وخل عنك جرح وما جرح اللي ينق بالحريم ربي يرزقوا مرة شينه ..."
:
:
تدخل طالب ..."والله محد يعرف لعياد ..كل يوم براي...نهايتة بيتزوج من بنات خالاتي ...."
:
:
نهره ..."نهايتي بتوطا ببطنك يالفقمه ....اقولها لكم صريحه ابي حجازيه ولا اردنيه من ربع خوال ابوي ..."
:
:
مثل معتاد الغثيان ..."تتذكر هدى ...مال الوجع ياهدى ....ابوي جاه ضغط وسكري واكتئاب مزمن منا ..."
:
:
رفع حاجبه مدافعا ...."ترى مو كل بنات خالة ابوي مثلا تذكر مها ...مال الوجع وجهك ...مها لولا انها مو اكبر مني كانت شفت ثلاث زلمات منا هنا اللحين ..."
:
:
:
رد عليه بقل حيله ..."انت من يوم عمرك 13 وانت صجيتنا بالعرس وهاك حطت يد ابليس....بيعرس طالب وانت تتشرط ...."
:
:
سألهم طالب بأهتمام ...."شفتوا موجعه ....يابعد حيي يابري حالي وش زينا ..ماكن ابوا جسار ...."
:
:
سأله عياد عاشق الاطفال وخصوصا البنات لانه قد حرم من نعمة الاخت ..."اشهدك بالله زينه ....ياعمري يالبنيوات ...
:
:
لم يشاركهم معتاد الحديث وهو يحدق بهاتفه ..."يابعد حيي ياحايل ..شوفوا لنا يومين ابوي فاضي نروح المحميه ...بدون ابوي شينه ..."
:
:
تنهد عياد بحزن ..."ابوك طيرت عقلوا غزالة الحجاز ...انا ماعدت اشوفوا .."
:
:
رفع حاجبه بأهتمام متذكرا شئ ما ..."سيارة جسار عند الباب ...ماهو ملازم اللحين وش جابوا ..تصدقني بيترك الشغل و بينشب لك ياعياد ..."
:
:
تأفف عياد ..."خلوه يشيل الحمل تروه اشطر مني ...بس ابليسوه مقوي ..."
:
:
تفكر للحظه ..."بعد عمرن طويل اخوي بيعقل ويعرف اغلاطو والشيخه والله ما اخذها عنوه لو على رقبتي ...."
:
:
هز معتاد رأسه برضا ..."الله يسامح جدتي ويسامح امي اللي تركت جسار لافكار جدتي ...ولا امنا وابونا واحد ...مايبعد عننا بشئ...."
:
:
:
سكت عياد وهو يدلك جفنه بتعب ...."على الله ..."
:
أزره معتاد ..."عياد لو تبي تتزوج كلم ابوي وجدتي ..والله ماحد بيقصر ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالنفي وهو يقف ..."بدري و انا اخوك خلها ليومها ...."
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::
النعاس يثقل جفنيها واحلام بعيده وغريبه تتزاحم في ذهنها ..
تنهدت بتعب ..وقد شعرت بوخز في اطرافها ..فتحت عينيها بكسل ..كانت الغرفه تغرق في الظلام النسبي ..
:
:
تذكرت ماحدث ..التفتت لجاملا التي كانت تراقب التلفاز الصامت وتشد شالها على كتفيها ..
نظرت الى رجليها التي وضعت من منتصف فخذها في دعامات بيضاء بلاستيكيه ..
:
:
همست بتعب و ظمأ لها .."جاملا جي ..."
:
:
ألتفتت تلك لها مبتسمه أقتربت تقبل جبينها وهي تهمس لها بالدعاء ..
طلبتها .."ميري صلاة بهوتا هي ..."
:
:
=لقد فوتت صلواتي ..
:
:
ساعدتها تلك وقد احتاجت لمساعدتها في الوضوء في مكانها دون مغادرة السرير ..
من حسن حضها بأن القبله لا تحتاج لأن تميل كثير ..
أدت صلواتها و انهتها بوتر لتشكر الله على نعمته ..
كانت تشعر بأنهاك شديد ..طبعت رسالة لعمتها تطمئنها ارسلتها ومن ثم خلدت الى نومها العميق مجددا ..
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
لم تنم حتى خروجه من المنزله التاسعه صباحا ..انها الان مطمئنه على كادي ومرتاحة القلب جزئيا ..بعدما صلت الظهر عادت الى سريرها بتعب ..حتى انها مطمئنه على الصغيره في وجود ايجا وجاهده لن يحدث لها شيئا ..
:
:
زحفت في السرير بكسل وهي تحتضن وسادته وتنام في في مكانه ..تنهدت وهي تشعر بوجوده القديم في المكان وعبق عودته القويه ..
:
:
لقد غزاها من حيث لاتحتسب وقد كرهت جنسه لسنوات ونفرت منه ..
:
:
أستيقض هلعا وقد خف آلمه ..رفع ساعته لقد خرجت صلاة الظهر للتو ..
كانت ابنته تجلس على السرير وتمد جذعها الصغير فوق صدره نائمه كعادتها ..
رتب شعرها رفعها وهو يقبلها ..مهما كان انها قطعة قلبة لكنه لا يعرف كيف يعتني بها ..
أظهرت الانزعاج وهي تبحث عن الوساده بكسل ..
توضأ على عجل ليصلي ما فاته ..
:
:
توجه الى الصاله ..كان قد نسيها مجددا ..راقبها تستلقي بغير ارتياح على الكنبة تغطي نفسها بشال كشمير ..
:
:
أقترب يتأملها ..بغض النظر عن غرضه منها وموقفها وكرهه لها يشهد بأنها جميله كنغمة ولحن عراقي ..
كل هذا الشعر و براءة الملامح ..نهى نفسه عن الانجراف ..
سحب الشال عنها بهدوء ,,فكشف اجزاء جيدها الغض جزئيا ..
أحست بحركة حولها ..فتحت عينيها بكسل وهاهو الطويل القديم يقف بالقرب منها ..
نظر الى ابنته في السرير ثم نظر اليها ..
كل شيء يجري لصالحها ..جلس على طرف الكنبة بملل ..
أمرها بجفاف .."قومي سوي لي قهوه..."
:
:
راقبته بعينا خائفه ..همست له بخوف..."ما اعرف .."
:
:
رفع حاجبه بغضب ...."ما سمعت ...؟؟"
أستندت على ظهر الكنبه وهي تقف بأطراف مرتجفه ...تلعثمت .."هسه تريدها ...."
:
:
سكت للحظه يتأمل الفراغ ...تحاشى النظر اليها ...همس بين اسنانه "انقلعي سوي لي قهوه ...بسرعه ..."
:
:
خرجت بسرعه من الصالة لم تفكر حتى ان تغير ملابسها ..
لممره الاولى تخرج من المكان منذ قدومها ..
لا تعرف من اين تذهب او اين تتجه ..
تمنت لو انها ترى سلطانه هذه اللحظه ..
التفتت لباب الغرفه الشبه مغلق خلفها ..
جالت بنظرها في المكان الخالي الواسع حولها ..
أتجهت الى السلم ..وبرودة المكان تزعجها وهي لازالت بقميصها القطني الخفيف ..
:
:
ارتجفت لبرودة المكان ولتوترها وهي تنزل السلم بتردد و هدوء ..
شعرت بأن الحظ يبتسم لها وهي تراقب اتجاه ايجا للسلم ..
ألتفتت تلك لها ..أستغربت وجودها وهي تقترب منها .."مدام يبغا شيء..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."عيني ايجا اريد كهوه .."
:
:
خفتت ابتسامة ايجا ولم تفهم ماتقصده ...بل رددت .."كهوه ...يبا قهوه بن حق سأودي ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."ايه هاي هيا كهوه قهوه سم ...اريد هاي .."
:
أبتسمت لها ايجا بمهنية تتقنها ...."كلاص مدام شويه جيب قهوه ..."
:
:
تمسكت بها ..."اني راح اجلس هني ها ...بس تجيبي الكهوه اني اخذها منك ..أنزين ..."
:
:
كشرت أيجا وهي بالكاد تفهم لغة اهل البيت الا لغة سلطانه السهله ..وهذه لاتكاد تفهم منها شيئا ..
:
:
جلست على اريكه قريبه منها تراقب المكان بتوتر وهي تهز قدمها ..برودة المكان صقيعيه ..
:
:
فتح باب المصعد القريب منها ...أخذت القهوه من الخادمه..نفثت نفسا عميقا وهي تتجه الى الغرفه ..
لم يكن موجودا وضعت القهوه على الطاولة ومن ثم اتجهت الى الغرفة بتردد وشيء من خوف..
فتحت الخزانة وهي تجر لبسا عشوائيا ..مراقبة باب دورة المياه بخوف ..
أحتضنت ملابسها وهي توزع النظرات حولها لا تعرف اين ترتديها ..
فتحت باب الخزانه وبدلتها خلفه بسرعه وبيدا مرتجفه ..
ما ان اغلقت الباب الا وقد كان يقف بالقرب منها ..
تعلقت نظراته بطوله وقد اجتمعت الدموع في حدقتيها ..
سمعت الصغيره تنقذها وهي تنادي غير مصدقه .."بابا .."
:
:
تركها متجهه لتلك ..رفعها بخفه بين يديه وهو يقبلها بشوق ..راقبت وحشا قد انكسر وهو يوزع القلبات على وجنتي ابنته المبتسمه المطمئنه لوجوده ..
:
:
كان يرتدي ملابسه الداخليه شورت اسود وقميص رمادي اشتد على عضلات صدره ووسع منكبه ..
:
:
وجوده يوقف قلبها هلعا ..راقبته يتجه الى ثلاجة القهوه ..
شرب فنجالين على عجل ولازالت ابنته في حضنه ..
انه يهمشها للقاء اكبر ..ليس بمزاجا له ..
حمل ابنته ومن ثم خرج من المكان ..
:
:
:
عندها فقط نفثت نفسا عميقا براحه لحمل وجوده ينزاح من فوق صدرها ..
وان تكن نظراته حانقه وبمعني لاتفهمه ..لكنه لم يفعل ماقالته لها سلطانه لربما تنازل عن فكرته و سيعيدها لامها ..
:
:
:
كره ان يقابل جدته فتحيطة بالأسلة بالرغم من انه يشتاق اليها ..
أتجه الى باب اعتادوا على ايصاده في طرف الصالون الداخلي للمنزل ..من حسن حضه انه كان غير مقفل ..
فتحه وهو يتفقد المكان الهادئ ..قبل خد ابنته وهو يصعد السلم ..
فتح اول باب على يمينه ...اضأ المكان وهو يتجه الى المنزعج في السرير ..
جر غطاءه ....امره بطريقه قد نسيوها في بعده وهو المهووس بالسيطره ..."قم يامال الهزيمه ..."
:
:
فتح عينيه بكسل غير مصدقا لمن يقف بجانبه وبيده صغيره يبدو بأنها ابنته ..
نهره ..."ياجسار انزح وراك ..مصلين ياخوي خلنا ننام ابوك بيزهمنا العصر بدري ..."
:
:
وكأنه لم يستمع لتبريره ..."قم يامعتاد ...عسى العافيه ماتعودك ...قم ..."
:
:
ترك ابنته من يده فجالت في المكان فضوليه ..أتجه الى غرفة طالب ..فعل مافعله مع معتاد واقوى ..
تأمل غرفه عيا دالا انه لم يفتح الباب ..لكن ذاك من سمع صوت اخيه فتح الباب ..كانت الصغيره تقف بالقرب من الباب ..
ألتفتت اليه مستغربه وهي ترى للمره الاولى احدهم يشبه ابيها الى هذه الدرجه ..
رفعت يديها اليه مبتسمه ..
كان يراها للمره الاولى ..تجاهل اخيه وهو يرفعها مبتسما ...."يابري حالي يالزينه ..."
:
:
أبتسمت لقبلاته ضنا انه ابيها ..حرك رأسه بطريقة كيف حالك ..
هز ذاك رأسه بالايجاب وهو يصر على ايقاض اخويه ..
:
:
وجود جسار مطمن لأجمع اخوته لطالا كان سندهم واغلى مايملكون بعد ابيهم لكن لولا قصة الثار قبل سنوات التي كانت سببا في نفيه ..
لطالما جدته التي لا يرفض لها طلبا تعرف من أين تأتيه بطلبها نخوته وتحديها شهامته ..
لصغر عمر ابيه وانشغاله حينها ..ولدراسة امه تعلق بجدته وهي من ربته منذ كان رضيعا بل رأت فيه الامل والفخر ..لأطالما كرهت ان يبكر أحد ابناءها بفتاه ..فوهبها الله اربعة احفاد دفعه واحده ..
فياض صعب وعصي وعلاقته بأمه متوتره لطالما كان متعلقا بكساب وابيه ..
بل هي من اهملته متأثره بفاجعة اخوته..ومن ربى فياض هو ذاك القديم المختفي ..الذي لاتعرف له ارض بل وصلهم بأنه توفي منذ سنوات ..
لكن فياض لازال لا يتحدث عن اختفاءه المفاجيء ..
بالرغم من انه يكبر فياض بثلاث سنوات الا انه كان يعني له كل شيء ..
وفي لحظه انهدم كل الذي كان وبقي فياض صامتا حتى هذا الحين ..
:
:
:
أستيقضت بمزاج عالي جدا ..وهي تبتسم وتدندن اغنية لطلال شماليه كانت امها تحبها ..
فتحت ابواب خزانتها وهي تبحث عن اشد فساتينها قصرا ..
تجربه تشده فوق فخذها ثم تعيده ..
اخرجت احدهم بلون سكري واكمام ضيقه وقماش جوبير فخم ..
كان قصيرا للغايه عليها بحيث انها لو جلست سيفضح كل شيء ..
:
:
كملته بأكسسوار يليق به لولا انها توقفت للحظة وهي تتأمل صفوف الاحذيه ..
رفعت احد حاجبيها بكيد وهي تطبع رساله لثلاب أتها الرد عليها من حينها ..أبتسمت بأنتصار وهي تتجه الى غرفة جاهده ..
كانت تلك تغط في نوم متعب على الاريكه ..غطتها جيدا وهي ترفع حذاءها البسيط الذي اختارته لها أيجا..حفظت مقاسه ..ومن ثم خرجت بهدوء كما دخلت ..
نادت ايجا بأستعجال ..."أيجا ..بسرعه كلمي سواق ولبسي توته ..نبا نخرج ..."
:
:
أحتارت تلك ..."توته مع مستر جسار .."
:
:
أتسعدت حدقتيها خوفا ..وهي تعود مسرعه الى غرفة جاهده ..
راقبت ملابسه العسكرية التي لم تلحظها ملقاة على الارض قريبا من السرير ..
ألتفتت الى جاهده ..كرهت ان توقضها ...لكن قلبها تأجج قلقلا عليها ..
:
:
أقتربت وهي تهمس لها ..."جاهده انتي طيبه ياعمري ...؟؟؟"
:
:
همهمت تلك بكسل و يبدوا بانها لم تنم جيدا ...وقفت وهي تعض طرف شفتها السفلى وكيف ستذود رجلا عن زوجته ..
رفعت حاجبها بقلق ..وهي تخرج من الغرفة ..توقفت للحظة وهي تشعر بعجزها ..لكنها ستمضي قدما في خطتها مهما كلف الامر ...
نزلت السلم وهي تنادي خادمتها ولازالت عباءتها في يدها ..
لا تتجول في المنزل كثيرا لكن ترى بأن هذه سيء بأن لاتثبت وجودها الفعلي فيه ..
كما انها لم تحتك في ام ثلاب بعد وتؤجل اللقاء الى المواجهه الحاسمه ..
ناولت ايجا الواقفه بجانبها حقيبتها ..همت بلبس عبائتها ..
لولا انها التفتت لصوت ام ثلاب خلفها ........"ماشاء الله هاذي شيخة ثلاب اللي ماتنشاف ...."
:
:
أبتسمت لها تخفي اختلاج صدرها من طريقة نطقها ...
أقتربت هي تقبل جبينها بأحترام ..."كيفك ياعمه اعذريني مقصره ..."
:
:
سكتت تلك تتفحصها بلا مبالة ..."على وين العزم ..."
:
:
كرهت سلطانة التحكم الذي تبديه ....لكنها لها ...أبتسمت لها .."مشوار خاص ..."
:
:
هزت رأسها لها بالرضا ...."قلتي لرجلتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه تخفي دواخلها فمهما كام هذه سيده بعمر امها ويكفيها بأنها امه ..."أكيد ياعمتي هو انا لي شور غير شوره ...."
:
:
رضيت تلك بكلمتها التي قالتها فيكفيها كنة لاتحشر انفها في قرارتها وتطيع ابنها ..
:
:
ركبت السيارة بتملل وكان كل شيء عكس ما توقعته ...
لم يكن السوق ماقد تخيلته لكن ذوقها حكمها ولم تحتاج الكثير ..
وقد مرت لتشتري هاتف و شريحه..لم تطيق حماسا وهي تفتح الحقيبة الورقية الفخمه في يدها وهي تتأمل الفستان الوردي التي اشترته للصغيره التي شغفت قلبها حبا وكأنها ابنته وليس حفيدته ..
:
:
:
لم تطل الغياب ..دخلت ومن خلفها ايجا محمله بما اشترته ..نزعة عبائتها وهي تناولها اياها ..عدلت شعرها واخرجت هاتفها من حقيبتها وهي تتجه الى المجلس الداخلي وقد عرفت بأن هذا وقت اجتماع افراد العائلة الصغيره ..
ما ان دخلت المكان حتى قد سكت اجمعهم ..الا الصغيره اتجهت لها بفرح ..حملتها من على الارض بخفه وهي تقبلها ..سألتها بحنان ..."اكلتي ياتوته ..."
أبتسمت تلك الصغره لها وهي تهز رأسها بالايجاب ..."حمالله ..."
:
:
قبلت خدها وهي تتجه لصدر المجلس وقد عشقت الفاظها المتلعثمه ...
:
:
بادلوها السلام ببرود ..الا ذاك كان قلبه قد فز لدخولها وطولها وشعرها ورائحتها وبساطة ماترتديه ..
كانت ترتدي بنطلون رسمي اسود و قميص حريري ابيض وكنزة بيج ..رغم بساطته الا انه مع طولها اظهرها كعارضة ازياء..
بهت الجميع وهم يراقبونها تنحني لتقبل خده وكتفه وتجلس بجانبه وهي تتأمله بتعلق دون من حولها ..
رفع حاجبه يمنع ابتسامته ..بينما لم يعجب فعلها امه ابدا ..وقد تفهمها ابناءه الا انهم لم يتخيلوا الموقف ابدا ..
راقبت ابنه يلتفت هامسا لتلك ..التي كانت تجاوبة بأبتسامه وهي تعدل عقالة ..
رفع هامته يعدل عقاله لتعديلها ..وهو يكمل حديثه الهامس لها ..
:
:
رفع عياد احد حاجبيه وهو يراقب ابيه ..كل ما كان ينتظره هو نظره من ابيه كهذه النظره ليعفو عن سلطانه و يستقبلها ..
رفعت عينيها في المكان تخفي قلقها وقد افتقدت كبيرهم ..كادت عينها ان تدمع من شدة قهرها بأنها لا تستطيع حماية جاهده منه ..
لابد بأنه استفرد بها ..
:
:
الا انه دخل فهدأ قلبها ,,رمقها بنظرة من انتي حتى تكوني هنا ..
قبل رأس جدته وجلس بجانبها ..كان المجلس يغرق بأحاديث سطحيه ...
مد يديه لأبنته فأنسلت من حضن سلطانه وهي تتوجه اليه ..
رفعها وقبلها ..راقبت سلطانه حنانه الا انها حنقت لنظره رمقته بها جدته وكأنه فضحها بأنه بكر بفتاه ..
:
:
للحظه حزنت على جسار لولا انه امتداد قاسي ومخيف لجدته ..تسائلت مالذي صنع منه هذا وهؤلاء اخوته امتداد لجمال ابيهم ..
هناك الكثير من الاحاديث المستورة ..وكأن كل واحد منهم ينتظر خروج احدهم ليفضي بقوله ..
موجعه الكبرى تدق بعصاتها الارض بصمت تنتظر ان تستفرد بجسار لتسأله عما كان ..
جسار ينتظر ان يستفرد لابيه ليفضي أليه برغبته ترك مهنته واللحاق بركب ابيه الذي لطالما كان مكانه وليحمل عن ابيه القليل ..
عياد ينتظر ان يستفرد يجسار لفهمه موقفه من كل هذا وانه لازال اخيه ولينسى ما كان ..
:
:
بينما سلطانه قد غرقت في خيالات الغد ...وعن مايخفيه الغد ..
:
:
أنفضت الجلسه ورحل كل من الى مطلبه ..الا سلطانة التي صعدت السلم بهدوء خلف جسار ..
توقفت تراقبه يتجه الى الغرفه تمنت ان تحدثه لكن مالذي ستقوله لها في الواقع ليس هنالك مايشتركان فيه من حديث ..
فقط حصنت جاهده في سرها ..
مالفتها بأن أبنته ليست بيده اتراها لازالت مع خادمتهم القديمه عابده ..
تمنت لو انها تعطيها اياه هذه اللحظه ..لكن مابيدها حيلة لفتها صوت ذاك خلفها وهو يحدث هاتفه بأنسجام ..
شعر بتشتتها وهو يلتفتت لأبنه يغلق باب الغرفه ..
أبتسمت له ومن ثم اتجهت الى غرفتها وهي سارحه ..قلبها مع جاهده ..
لم يتبقى الكثير من الوقت عن صلاة العشاء التي بخروجها ينتهي كل نشاط في المنزل ..
اختارت ان تطبخ اليوم ..فالطبخ ينسيها دوما ما تفكر به ..كما ان ثلاب لم يذق يوما طبقا من يدها ..
:
:
كما ان الاكل هنا لايعجبها ..فهي تشعر انها في وليمه كل يوم ..
راقبته وهو يفتح حاسبه المكتبي ..أنسلت من المكان بهدوء مراقبه باب غرفة جاهده ..
:
:
أتجهت الى المطبخ الذي يقبع في أخر ركن في المنزل ..
بدخولها صمت الجميع ..
كادت ان تفقد صوابها لكل الاعداد هذه هي لاتعرف سوى عابده و أيجا و احداهن لا تعرف اسمها ...من اين ظهرن كل هؤلاء ..
أبتسمت وهي تسأل عابده .."عابده فين اغراض الطبخ ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."في المطبخ الخارجي عند الطباخ .."
:
:
عابده خادمه باكستانيه مخضرمة كانت قد تواجدت هنا منذ حياة الاخوه الثلاث الكبار ..اتقنت اللهجه والعادات حتى باتت لا تطيق البعد عن ارض الكرم ..
:
:
كشرت سلطانه ...فهي تعلم بأنها لاتستطيع اعداد عشاء لكل هؤلاء ...سألتها بأدب ..."طيب ياعابده معليش ابغا اغراض بسوي عشاء لزوجي ...."
:
:
:
سكتت تلك لبرهه ...جركت كتفيها بقل حيلة مبتسمه ..."اللحين اطلبها لك قولي وش تبين ؟؟"
:
:
أبتسمت سلطانه للهجتها الجميلة ..فهي تتحدث لغة المنطقه بلهجة لغتها الام ..
:
:
رفعت حاجبها بأهتمام ..."بسوي سليق ...جيبي لي اغراضه ..."
:
:
سكتت تلك جاهله ما تطلبه سلطانه ...."سليق نعم اش هذا ..."
:
:
عضت سلطانه شفتها السفلى لن تفهمها بل حتى ان لا احد خارج الحجاز يطبخ هذا الصنف ..
شرحت لها ماتريده بأيجاز ...هزت تلك رأسها غير مقتنعه للوصفه الغريبه ..."حليب مع ملح يامدام كيف ...مع لحم في فرن استغفر الله ..."
:
:
نهتها سلطانه مبتسمه ...."عابده جيبي الاغراض ..بعدين فين الصغيره ..."
:
:
أبتسمت تلك لها لأهتماها وهي تحتك بشيختهم الجديده لاول مره ويبدو بأنها متواضعه للغايه ..."مع ايجا عشتها و بتنومها ..."
:
:
راقبت خروجها من المكان وهي تلتفت بكل من حاوطنها يراقبنها بفضول ...زمت شفتيها تشتت نظراتها ...لكن حقا من سيهتم بهكذا مكان سوى هذا العدد ..
:
:
أبتسمت لهن شاكره بعدما صففن الاغراض التي طلبتها ...نسيت كل شيء وهي تهم بتحظير وجبة ابيها المفضله ..
من دون ان تشعر كن قد تحلقن حولها مستغربات ماتعده ...
أنهته على اكمل وجه ومن ثم امرت عابده مبتسمه ...."بعد ربع ساعه ..اغرفي لي فوق ولجاهده وجسار ..وللاولاد ولأم ثلاب طيب ...."
:
:
فعلا الطبخ انساها شيء من توترها صعدت لغرفتها مسرعه ..
لم يقابها أي كان دلفت ولم يكن موجودا يبدوا بأنه لم يعد بعد منذ خروجه للصلاة ..دخلت لتأخذ حماما يريحها ..
:
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::
كانت تقف بالقرب من النافذه حيث المكان الذي ضم تساؤلاتها والحنين الى ارض العراق ..وقد تناولت اطراف شعرها الحريري تلفها على اناملها الطويله ..
قد تحممت للتو وارتدت منامه شتويه باللون الوردي .....ذوق ايجا حقا بسيط ورسمي ..لكنها تشكرها حقا فقد كرهت ان ترى ماقدمت به من منزل ابيها وقد جمع لها الذكرى كلها ..
:
:
لم تنتبه للواقف بالثوب البني يتأملها بشيء من هدوئها ..
التفتت اليه جزعه وهي تبحث بنظراتها عن الصغيره في الغرفه ..
راقبته يزيح نظره عنها وهو يجلس على الكنبة امام شاشة التلفاز ..أخرج هاتفه وانشغل به ..
كانت عابده وقد اعتادت طقوسه قد جلبت القهوه للمكان للتو ..
راقبت روقانه الفاخر وهدوئه المخيف وهو يرتشف من فنجان قهوته ويعلق عينه بشاشه الهاتف وكأنها ليست موجوده ..
:
:
ابتعدت عن النافذه وهي تجلس على كنبه قريبه منه ..رفع نظراته اليها بشيء من حقد قديم ..."مكان انا بوه ما تطبينوه الا يوم اطلبتس قومي لا هنتي يالشيخه لا اشوف رقعة وجهتس ..."
:
:
أحست بمرار في صدرها وهي تتجلد تخفي دموعها وقفت بهدوء ..لم تسأله اين تذهب ...انها لا تعرف مكان في هذا المنزل سوى هذه الغرفه ..
لن تبين له ضعفها لقد انتشلها من بين اهلها ضعيفه ويريد بها شرا لن تخنع له ابدا ..
مرت من اماه بغرورها العراقي الموجع ..تناولت جاكيت منامتها الرياضي القريب منه ..
وهي تكمل طريقها للخروج ..فلتلعنه بهدوئها ..فلتصب عليه جحيم جمالها لن ترحمه ابدا لازال ابنا لأدم يذوب لصوت خطوات انثى بالقرب منه فضولا ..
:
:
ارتدته وهي تغلق الباب خلفها وكأن شيئا لم يكن الا ان عينها دمعت بمجرد ما تأملت المكان الخالي حولها لم تعرف الى اين تتجه ..
جالت في الطابق الذي كان معظمه ابوابا مؤصدة اعجبها ركن زجاجي ..بؤمن لها الخصوصيه عند جلوسها به ..
لكنها فضلت ان تجول مكملة المكان الواسع ..
هناك باب كبير قد فتحت احد ظرفاته ..أقتربت بفضول فأعجبها ماخلفه كان صالة فخمه مجهزة بمسرح منزل ..أبتسمت وهي تدخل المكان وقفت في منتصفه التفتت حولها وقد جاز لها ملاذا غير غرفتها ..
:
:
كانت اجهزة التحكم قد صفت بترتيب فوق الطاولة الزجاجيه الضخمه ..
جلست براحه وهي تفتح الشاشه والرسيفر ..أبتسمت واتيعت حدقتيها متحمسه لأشتراك القنوات الذي لطالما ترجت امها ان تشتريه لها ..
نسيت كل شيء وهي تتصفح مرشد البرامج بحماس ..لفتها وقوفا عند الباب ارتجفت لأوله ..كانت خادمة سلطانه ايجا تقف مبتسمه .."صاله هنا مره حلو بس مافي احد يجلس هنا غير مدام عذبى ..."
:
:
لم تعرف الاسم كانت جائع هالا انها خجلت ان تطلبها ...سألتها تلك بحماس ...."يبغا سناك مدام ...."
:
:
أبتسمت لها بخجل ...الا ان تلك بادرتها ..."انا دهين يرسل سناك هنا مدام ...هاف ا قود تايم ..."
:
:
أبتسمت بعد خروجها غير مصدقه وهي ترتاح في جلستها اكثر ..
صحيح ان شوقها لامها هد قلبها ..لكن مرارته قد توقف قلبها ..فلتتعلم ان تتأقلم كما يبدوا أن وجودها هنا سيطول لكنها لن تتكاسل يوما في حث الخطي لطريق العوده الى أمها ...وتبا لجسار مع اشتراك القنوات هذه ...
:
:
:
:
كانت قد خرجت من الحمام للتو جففت شعرها وسرحته للاعلى ..كحلت عينيها واحمر شفاتها الوردي الفاتح و اغدقت من عطرها وفستان شتوي شد على قوامها بألوان غامقه تليق بالموسم ..وكعب اسود ..
:
:
راقبت السفره بملل وقد طال انتظارة ..تأكدت من اشتعالي اشمعه اسفل الطبق فالمكان بارد ..
هزت رجلها بتوتر ..تذكرت بأنها تركت خلخالها في الحمام ..ذهبت لترتديه....عند عودتها كان قد فتح الباب داخلا للتو ..راقبها تقف مبتسمه ..أي نعيم هذا ..
أقتربت منه ..تناولت كفه بين اناملها الناعمه ...أبتسمت له بطريقه قد ادمنها منها ....انها اول من يتجرأ ويأمره بهذه الطريقه الا ان لها لذة محببه الى قلبه ...
"غسل يدك ..وغير ملابسك ..والعشاء يستنى ..اليوم انا طابخه لك .."
:
:
رفح حاجبه الايسر مستغربا ان تكون مدلله كهذه قد دخلت مطبخا ..."عجيب ..طابختن لي بنفستس .."
:
:
أبتسمت له بعذوبه ...."دحين انت سوي اللي قلت لك عليه ...هيا .."
:
:
جلست تنتظره ..على المائده وهي تتأكد للمره الالف من ترتيبها ..
خرج وهو يحمل منشفته في يده ويجفف شعره جلس امامها مبتسما بأبتسماته الغريبه الجانبيه ..التي لاتليق بسواه ..
سألته بحنان يقتله منها ..."كذا مو برد يا ثلاب .."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يراقب نظراتها القلقه التي لم يصدقها .."متعود ..شمالي يابنت ..."
:
:
أبتسمت له وهي تهم بغرف طبقه ..."يسعدلي الشمالي ..."
:
:
طريقتها في الثناء عليه او التوجه له بألفاظ الغرام ..غريبة و شهيه فهي لاتنظر اليه وتهمس بها حتى تحيره فيبحث عن معناها بنفسه ..
أستغرب مما وضعته امامه ..رفع رأسه لها وهي مبتسمه..قالتها بطريقة طفوليه وانجازيه وهي تشير على الطبق ..."سليق ..."
:
:
همس وهو ينظر الى الصحن وقد نسي بأنها تسمعه وقد يجرح مشاعرها ..."كرم النعمه ..."
:
:
ضحكت لقوله ..فتأملها مبتسما ...أكملت مبتسمه وهي تقترب منه .."انت لا شفته تقول كذا لكن لمن تاكله مع السلطه واللحمه المتبله وربي غير ...جرب ...ولا اقولك انا أأكلك لحظه ..."
:
:
خجل لقولها ونهاها ..."بنت انا اكل ...جاهل قبالتس ..."
:
:
قبلت خده وكأنها تعامل صغيرا ..."والله انا أأكلو ...حلفت خلاص اسكت وكل ...."
:
:
وضع وجهه بين كفه هازا رأسه بعدم الرضا ...
رفع رأسه كانت مبتسمه بشيء من تحدى وهي تزم شفتيها تمنع وسع ابتسماتها ...همست له ترضيه ..."جد يعني ثلاب انا زوجتك عادي ياروحي ...."
:
:
سكت وقد تذكرها فعلها اليوم امام ابناءه وقد تجاهلت الكل ..وقد توجهت اليه بفظها الاهير وهي تنظر الى ما تأخذه بالملعقه هذه الانثى اشهي من أي طعم ..
كانت تمد له الملعقة مصره ...هزت رأسها بنظره ان يهم بالاكل ..
أزاح نظره عنها وهو يأكل مافي طرف الملعقه فذوقه في الاكل صعب للغايه ..
فلا يأكل سوى اطباق منطقته حتى عند سفره بالكاد يفطر ويترك وجبات بقية اليوم ..
أبتسمت له ..."كيف ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."يطلع منوه..."
:
:
كشرت له ..."سطلع منوه حبيبي هذا سليق..وسوته بنت من المدينه تقولي يطلع منه ..خلص صحنك مالي شغل طعم مو طعم تخلصو ..."
:
:
:
أبتسم لها دون ان يحدثها وهو يتناول ملعقته ...بعد اول ثلاث لقمات استساغ الطعم ..وبالعكس كان طبقا شهيا ..
كانت تراقبه بسعاده ..كانت تمارس سعادتها به ..وقد نسيت كل سعاده قديما وبقيت مطلقه مكلومه ووحيده محتاجه وهاهو هذا الجميل معنا ووصفا يطهر في حياتها هي لا تعرف ان كانت تحبه ...لكنه حقا يصنع يومها ..
:
:
سألها بأهتمام .."تعرفين بكرا اجتماع القبيلة ان شاء الله .."
كان يرمي لها محور الحديث ف تقود دفته وقد اكتشفت بأن هذه طريقته في الحوار ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب بمشاعر عدم رضا ..."ان شاء الله ..بالرغم اني مو عرافه اش اقول او اش اسوي ..."
:
:
سكت لبرهه وهو يتأملها .."كوني على طبيعتس ..."
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفلى ....تذكرت ..."اخر مره قبل تروح كادي ما استقبلوني ...وكتن من بين هرجهم انه انتي اجنبيه عننا ...."
:
:
هز رأسه لها بعدم اقتناع ..."ماعليتس من ضعاف النفوس ...لدي يم ضعاف الحال ....بكرا ماعليتس من الاكابر ولا من شرهات عرستس ...ابيك تهتمين للطلابه وللي لهم حقوق ...تم ..."
:
:
أبتسمت له ...."تم ..."سكتت وقد تذكرت حالها قديما ..."اكيد راح التفتت للضعوف والمحتاجين ...شعور الحاجه والضعف والكسره والعجز ...اتمنى ما احد يجربه بيوم ..."
:
:
يكره ان تتحدث عن ماضيها بالرغم من انها تذكر دوما الذكريات الجميله الا انها تسهي بأحزانها ...مد يده اليسار ليحتضن كفها ...شددت علي قبضته وهي ترفع رأسها له مبتسمه ..
نسيت ان تخبره بمخططها للغد وهي تغرق معه في احاديثه الناضجة الموجزه ..
:
:
نسيت كل شيء لا يتعلق به مر في يومها ...نسيت شعور الا تكون بجانب ثلاب ...الجديد الفاتن ..
:
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
الساعه الثانية عشر ظهرا ..ولا زال النوم يسيطر عليها ..كانت تراقب دخول الاطباء عليها بملل ..وهي تلتفت لجاملا التي انشغلت بمصحفها ..
:
:
رقبت دخول عذبى بباقة ورد احمر جميل وفاتن ...ومن بعدها اتى احدهم بصندوق هديه وضعه ثم اختفى ..
أبتيمت لها وهي تقبلها ..."ليه ياروحي كلفتي على نفسك ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."و الله قل الكافه حقتس وزنتس ذهب والماس ياجعلني ما ابكيتس ..."
:
:
أخذت جاملا باقة الود مبتسمه وهي تفتحها لتضعها في الاناء الزجاجي الملحق بالغرفه ..
:
:
أبسمت عذبى بحماس وهي تفتح الصندوق لتشير لكادي عما بداخله ...."23 كتاب اصدار 2014 لكتاب سعوديين وخليجيين ومترجمه راح تحبينهم وتوصيه مني كلا قريتا قبل ..."
:
:
أبتسمت كادي بأمتنان وهي تتناول اول كتاب ..."ياروحي يا عذبى كذا كثير والله ..حيريني كيف اعوضك ..."
:
:
أبتسمت لها ..."شدي حيلتس و اظهري من المستشفى وتعالي ونسيني طقيت من الوحده ..."
:
:
كانت تقلب في الكتاب بين يديها رفعت نظرها لها ..."حاظر ياعمري ربي يقدرني وارد لك الجميل ..."
:
:
كشرت عذبى بقل حيله ..."تعرفين انه راح انقطع عنتس فتره لاجل اختبارات تحديد المستوى عسى ما اختبارات ....همانا كربنا قلنا بنوقف مذاكره ..لكن لا في جبهتس المذاكره ..."
:
:
ضحكت كادي داعيه ..."ياروي الله يوفقك ويفتحها عليكي ويزيدك علم ...."
:
:
أبتسمت تلك وهي تمدها بظرف طبع عليه شعار المملكه العربيه السعوديه ..."هديه بسيطه اتمنى تقبلينا بصدر رحب ..."
:
:
غضنت تلك جبينها وهي تتناول الظرف منها ..فتحته وهي تقرأ الاوراق داخله بأستغراب ...دمعت عينها"من عمه سلطانه صح ...؟؟"
:
:
كانت اوارق اكمال الدراسة انتساب من السفارة السعوديه ...
وقد كان هذا حلم سلطانه منذ زمن ان تعيد كادي لمقاعد الدارسه ..لتحضى بشهاده معترف بها ..
الا ان كادي كانت تصر بالرفض لعلمها بأن هذا سيزيد المشقه على كتف عمتها ومع السنوات فترت رغبتها بأكمال الدراسه وقد اشبعت عقلها بعلم علمته نفسها وكأن احدهم يأخذ جامعيا ليعلمه القراءة والكتابه ..
:
:
بقيت عذبى ساعتين بجوار كادي لولا ان غلبها النعاس وكانت قاد وصلت امسها بيومها ..
وقفت بكسل ..."يالله اللحين ياروحي ابروح انااام لبكره ..امرتس ان شاء الله لا قدرت .."
:
:
أبتسمت تلك لها بأهتمام ..."ارتاحي ياعسل ولاتفكرين بالأختبارات كثير بتمر ان شاء الله على خير ....وانتبهي لنفسك ياعذبى الله يخليكي احس برا خوف ..."
:
:
أبتسمت لك بلها مستشعره خوفها ..."خلاص تعودت وبعدين اعرف متى اخرج ومنين امشي واي طريق لاتخافين ..."
:
:
:
بعدما ودعتها راقبت خروجها وهي تدعي هلا في سرها ...لإعذبى فعلا عذبى ...لا يخالط وجودها ولا مشاعرها التي تظهرها شائبه متصالحه مع نفسهما ومع من حولها ..
:
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
أستيقضت في يومها المنشود ..بعدما خرج من عندها وقد استعد ليومه ..نادت ايجا مستعجله...
أمرتها بأن تجلب مع الصغيره و جاهده ..
:
:
بعد برهه دخلت جاهد المكان منذهله وقد اشتاقت لسلطانه التي غابت عنها يوما كاملا ...
:
:
راقبت سلطانه التي غطت توترها بأبتسماه وهي تمدها بهاتف لم تكن تحلم بأ امها سترضى ان تشتري مثله ..
شكرتها بخجل وهي تراقب حركتها في المكان وقد تأنقت بالكمال ورسمت عينيها بكحل دون شعورا منها قد زاد شرا نظراتها وحدتها اضعافا ..
وجهت سلطانه لها الحديث امره وهي تمدها بفستان في يدها ..."بسرعه البسيه ياجاهده ...انا بلبس توته ..."
:
:
اخذته منها مستغربه ..."أي انزين ليش البس هاي الفستان والله ما اريده قصير هاي اناي بقابل احد لا سمح الله هسه ..."
:
:
هزت رأسها لها بالايجاب ..."البسيه واسمعي كلامي وسوي اللي اقولك عليه بالحرف الواحد ...بسرعه ياجاهده ..."
:
:
راقبت دخولها وهي تأخذ الصغيره من يد ايجا لتلبسها ما اشترته لها بالامس ...."ايجا هاتي الكعب اللي اشتريته امس .."
:
:
بعد وهله وهي تسرح شعر الصغيره وقد البستها على عجل ...طلت تلك من وراء حاجز الخزانه ..."سلطانه والله قصير عيب هيتجي اظهر بيه قدام الاوادم .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه ..."أنتي وريني هوا ذحين ..."
خرجت تلك بكامل جسدها خجله من وضعها ...وقد زادها خجلها جمالا ..
كان الفستان جميلا عليها وليس بالقصير الفاضح وقد اشتد على انحناءات جسدها الفاتنه ..
:
:
وقفت سلطانه وهي تجرها لتقف امام المرآه ...شجعتها ..."وربي عسل يجنن ماشاء الله ..."
:
:
قالتها وهي تكمل الباسها الاكسسوارت التي جهزتها ...مسكت تلك العقد بأستحياء ..."كثير ياسلطانه هيتجي ..."
:
:
نهتها ..وهي تفرد شعرها الاسود الذي يصل حتى منتصف فخذها كان بطبيعته ناعما منسابا فلا يليق به الا ان يكون على طبيعته ..نظرت اليها بتمعن ...فرقت مقدمته بسرعه ...أخرجت مقصا وقت مافرقته ..
صرخت بها وهي تراقب خصلاتها تلتف على الارض ..."سودا عليتج ..هاي شعري مربيته سنين ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تلفها لتواجه المرآه مره اخرى ..."ماقصيت كثير طالعي ........"
قالتها وهي ترتب بأطراف اناملها الغره التي زادتها جمالا وبراءه ..
أبتسمت تلك لتغير شكلها..جاهده جميله ب ملامحها الطبيعيه الطفوليه ولاتحتاج للكثير من الزينه ..
اكتفت سلطانه بماسكرا واحمر شفاة وردي لتزينها ...
أمرتها بأن ترتدي الكعب الاسود ..
:
:
:
أفهمتها ما تنويه بالتفصيل ..." شوفي حبيتي ...انا راح ادخل المجلس طيب ..وانتي خليكي قريبه بس لا احد يشوفك ..اول ما ارن عليكي رنه ..تدخلي طيب لايهمك الكلام حولك والا النظرات ركزي عليا ...تجلسي بحنبي تعدين الين خمسين وتطلعين ...طيب ..."
:
:
:
توترت تلك ..."هاي المجلس مليان نسوان عيني ......صحيح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."ياروحي والله عادي اسمعي كلامي ..راح تشكريني بعدين ...."
:
:
هزت تلك رأسها بعدم اقتناع ..
نظرت سلطانه الى ساعتها كانت قد تأخرت ...
عدلت من فستانها الوردي الرسمي الضيق القصير نسبيا بأكمام طويله وفتحه صدر واسعه ...وكعب ابيض ..عدلت من طريقة رفعها لشعرها الكلاسيكيه .....
تناولت كف الصغيره الجميله في فستانها الوردي الناعم ...وجهت حديثها لجاهده ..."هيا بسم الله ياروحي ..."
:
:
:
اقتربت من المجلس الذي خصص لهكذا اجتماع ..أخذت نفسا عميقا وهي تتفقد وجود هاتفها في يدها ....
:
:
دخلت المكان تتهادى في مشيتها بهامتها الجذابة وخطواتها الواثقه ..
التفتت الجميع اليها مرحبا وفضوليا وناقدا ..
وقفت بجانب عمتها اخرى ولم تعرفها ....أبتسمت تلك لها معرفه .."أنا دلال اخت حامد وكل اجتماع راح اكون يتمس واساعدتس .."
:
:
أبتسمت لها شاكره ..وهي تستقبل هدايا من حولها وتبريكاتهم ...
شيئا فشيء توافد المغلوب على امرهم ..وهم يناولونها اوراقا تبرر حالتهم ..كانت تبتسم بوجع وهي تعدهم بحل قريب ...
لم تتوقع يوما بأنها ستقف في هكذا مكان وهكذا موقف ..
راقبت اقتراب امتلاء المكان ...غرقت مع طلبات الوفود الجدد حالات كثيره من المطلقات ذكرتها بها ..وبوجعها القديم ....
:
:
بعد ان امتلأ المجلس الضخم الواسع ..
وهدأ الجميع وباتوا يتبادلون الاحاديث ..كان هذا كله تحت نظر ام ثلاب التى راقبت سلطانه بشيء من فخر وردودها المتزنه الرزينه ..
وقد اقصت نفسها منذ زمن من هذا المنصب في الاجتماعات وقد ولته شما رحمها الله ...
:
:
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم تلك الجديد بخفه لم ينتبه لها احدا ..
:
:
كانت قد اطالت الجلوس خيفة وتملل ..ارتجف قلبها بنغمة الاتصال المنشود ...
أخذت نفسا عميقا وهي تتجه حيثما دلتها سلطانه ...أغمضت عينيها وهي تتخيل فناء منزل حدها وشجرة التوت ..نفثت نفسها وهي تدخل للمكان المكتض وقد ركزت على سلطانه .....
كيف وهي التي لم تدخل مجلسا يوما وقد منعتها امها من ان تخالط البالغين ..وان تجلس بمجالس النساء ..
:
:
:
التفتت الجميع لها مستغربا بل حتى ان ام ثلاب لم تعرفها ..وقفت سلطانه مبتسمه وهي تشير الى جاهده ..."هاذي جاهده زوجة الشيخ جسار ....."
:
:
:
غص المجلس بالحديث ...والاستغراب والاستهجان ..وقد انتصرت سلطانه على نوايا العجوز التي كانت ستعلن بأنها اقتادت غره ثارا لابناءها وقد جهلت اجمع القبيلة هذا الخبر ...
غصت موجعه بكلماتها وحقدها ينمو ولا طاقة لها بتحدي هذه الجديده التي كما يبدوا بأنها تستغل منصبها خير استغلال ..
التفتت لأم ثلاب التي رمقتها بنظرات الغضب والحقد...
أبتسمت لها وكأنها لم تفعل أي شيء وهي ترفع حاجبها اليسار ..
:
:
جلست جاهده المرتجفه بجانبها و وهي تطرق رأسها وقد احست بدوار من شدة زحام المكان ..
:
:
وقد اخذ المجلس بجمال خجلها الهاديء وراح يثني عليها لام ثلاب التي بلعت قهرها صامته فقد كسرت الحجازيه ظهرها ...
:
:
دخلت ايجا تحمل الصغيره التي استفاقت للتو من النوم ..وقد تعلقت بسلطانه ما ان رأتها ...
سألتها قريبه منها بفضول وهي تراقب الجميله تجلس في حجرها ..."هاذي بنتس من زوجتس الاول ..."
:
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."لاء هاذي حفيدة شيخنا بنت جسار من مرته الاولى ..اميرتنا توته .."
:
:
ضج المجلس مره اخرى قدوم هذه الحجازية الغريبه كزوجه لشيخهم ومن قبيله لاتقطن نفس المنطقه وبعادات مختلفه ..قدوم هذه الناضجه الجميله القويه من نظره حمل معها اخبار كثيره وجديده ..
:
:
وقفت جاهده وقد انهت ما امرتها سلطانه بعده ...مدت يدها للصغيره التي تعلقت بها ..شددت على كفها الصغير وهي تخرج من المكان بهدوء ..
:
:
بهدوء يسبق العاصفه ..
:
الجزء الثامن عشر ..
:
:



"بعد الموقعه "

:
:
راقبت خروج جاهده من المكان وهي تشعر برضا تام عما خططت اليه فبهذه الطريقه ستحمي جاهده من جور جسار وجدته ..انهم ينبذونها الان لكن الخوف من الحرب النفسيه القادمه ..
ان عاملهم اجمع من حولهم على اساس انها زوجته سيخضع هو ويقتنع بها زوجه و ليست ديه وانتقام مغلف ..
:
:
ألتفتت لأم ثلاب التي كانت تراقب مكان غياب جاهده بعينا تتلظى حقدا وقهرا ..
في الواقع هي لم تعش كل قهر تلك السنوات وظلمها لتبقى ضعيفه ومغلوب على امرها وتسمح لان يصل القهر لغيرها ويضيمه لقد جربت يوما ان تكون زوجه صغيره لرجل لا يفهمها ..
لقد جربت الغربه والشوق والعجز التي تعتري جاهده الان انها تفهمها اكثر من أي احد ...
:
:
:
دخل الجميع على سفر الغداء المصفوفه بأتقان وان دلت دلت على كرم مضيفهم و مقامه ..
:
:
وقفت سلطانه بالقرب من الباب تراقب ضيوفها ومن قد يحتاج شيئا فهي لن تنظم اليهم بالاكل حسب عادات المنطقه ..
سلطانه كان الوضع سيصعب عليها لو لم تكن امها ابنة سكاكا وقد احاطتها علما بكل عادات المنطقه القديمه ..
:
:
دخلت ام ثلاب تتكيء على عصاتها وهي تحيي بهم بألفاظ كرم القبيلة المعروفه ..
توترت سلطانه وهي تراقب السلم ولا اثر لجاهده ..اتراها قد اذتها ام ثلاب وقد غابت مطولا ..
هناك تشفي غريب في نظرات ام ثلاب لم تفهمه سلطانه ..
سمعت كلمات كثيره سلبيه لكنها لن تؤثر عليها بينما اثنى الكل على جمالها الا ان الفاظ كـــ"غريبه .......مقويه .....ناويتن الشر ....ياخذ من غير قبيلتو ....لو تزوج فلانه بنت فلان ....ماتريح ....شما الله يرحما احسن منا ...."
:
:
:
الا انها كانت تقابلها ببرود و أبتسامه لا مباليه وهي ترفع احد حاجبيها في الواقع ثلاب لي وهذا الحديث لايهمني ابدا .....ولا يهمني رضاهم ولا حبهم..
سأكون ما اريد ..
:
:
عدلت وقوفها وهي تطلب رقم جاهده ...لم ترد تلك ...
راقبت حتى خروج اخر ضيف من صالة الاكل ..هزت رجلها بملل تفرغ توترها وهي تنتظر ان تجول المبخره في المكان اكثير من مره حتى خرج اجمع الضيوف ....
:
:
وقفت بسرعه ...وبخطوات واسعه صعدت السلم الا ان تلك اوقفتها ....بصوتها المتسلط ...."سلطانه ...."
:
:
ألتفتت اليها تلك بدون أي تعبير ....وبدون ملامح تذكر وبجمودها القديم ...."لا تنسين ياسلطانه ثلاب ولدي وكلمتي سيف على رقبتو ...لاترفعين رأستس فوق يابنت طلال تنكسر رقبتس ...."
:
:
أبتسمت سلطانه ببرود ...."عمتي انا ظهري ثلاب....و انتي اكثر وحده تعرف ثلاب وعناده ...."
:
:
:
قالتها وهي تعطيها ظهرها صاعده للسلم بلا اهتمام بينما اصابت الكلمة شيئا في صدرها هل سيستغني عنها ثلاب يوما ,,,لم يبين على حقيقته بعد ..في الواقع هو مستعد لبيع نفسه مقابل مصلحة قبيلته ...
:
:
:
لكنها تعرف كيف تثبت قدميها ستحمي مكانها بكل شرها لو التزمها الامر ان تتحول الى وحش ليس بعدما وجدته لن تتركه ..
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::
دخلت غرفتها والازال قلبها يرتجف مما اجبرتها سلطانه على فعله ..
نظرت الى الهاتف في يدها فخطرت في رأسها فكرة.....طلبت رقم امها ...مرارا ولم تجب تلك ..
عندها لم تتمالك دموعها باكيه حزينه على ان يكون قد الم بأمها مصاب ..
:
:
اطرقت رأسها على ركبتيها وقد احتضنت نفسها تمنع وحدتها وهي تراقب الصغيره تلعب حولها في المكان ..
لاتدري كم مضى وقد جفت دموعها على وجنتيها ..وقفت تمدد رجليها بتعب وقد اتت ايجا للتو أخذت الصغيره ..
الا ان فتح الباب ودخلت اخر من تود مقابلتها ..كانت ترمقها بنظرات حقد وشر وانتقام ووجع وحسرة وكل مشاعر الفقد مجتمعه ..
تصلبت للحظه هذه المرأه مرعبه حقا اشد رعبا من جدتها ام ابيها ..
اقتربت تلك بهدوء وهي ترفع احد حاجبيها ..هددتها بنبردتها الباره ...."عمرتس ماتطولين جسار سامعه ..وتخسين يرتبط اسمتس بوه انتي غره خدامه عله ...انتي شرب دمتس مايكفيني ..لعن الله ابوتس وطاري ابوتس النجس قتل عيالي بدموه البارد ولا تحسبين يوم جريتس غره انتهيت منه ...الا بديت لا احرق قلبه على ضناه ..."
:

أتسعت حدقتيها لكمية الحقد الذي وصلها الا انها نطقت ..."الله يحرك ابوي و كبيلته ويحرك ثاركم ويحرك عقولكم عسى ما ديه عسى ماثار ..أن شاء الله اموت هسه وارتاح ...لكن يوم القيامه الله شاهدي و الله سندي وبياخذ حقي منكم ...حسبي الله فيكم ..."
:
:
أقتربت تلك منها ترفع احد حاجبيها ...وبخفه تناولت شعرها الحريري وهي تلفه حول يدها ...."انتي بوجودي تبلعين لسانتس وتسكين ...سمعتي .."
:
:
:
قالتها وهي تدفعها بعنف اصطدم جبينها بطرف الطاولة الزجاجيه ..
أغمضت عينيها ومن ثم فتحتها بصعوبه تحاول استيعاب ما حولها وقد جالت الغرفه بها ..
رفعت رأسها بوهن ولم تكن تلك في الغرفه ..لقد المتها حقا لدرجه ان حواسها قد تضررت من قوة الضربه ..
:
:
::::::
:::::::::::::::
ولم يزدها هذا سوى عنادا وقوه و اصرارا على العوده ..
:
:
:
صعدت السلم مسرعه أتجهت الى غرفة جاهده فتحت الباب ولم تجدها ..نادت عليها فزعه ..فخرجت لك من دورة المياه وهي تضع منديلا طرف جبينها ....
هلعت لمنظرها وملامحها وجهها الغير مفسره ..."جاهده اش في ...؟؟"
:
:
رفعت تلك حاجبيها بتعب ..."هاي عجوز النار تريد تكتلني .."
:
:
أقتربت سلطانه منها اكثر وهي تزيح يدها لتعاين جرحها ..."جات هنا عندك ...."
:
:
أستسلمت للمسات سطانه التي تنظف الجرح وهي تغمض عينيها بألم ..."أني في هالمده انضربت عن العمر كله ..."
:
:
:
بينما سلطانه قد سرحت وهي تنظفه لها ..ماذا لو جلبت بما فعلته شرا اكبر لجاهده وحقدا اكبر ..
ماذا سيقول ثلاب الذي لم اجد فرصه لاشرح له وجهة نظري وما سأقوم به ..
:
:
بينما هي تعتني بجاهد هالا وفتح باب الغرفه بعنف ..كان ذاك العتيد الصخري قد دلف الى المكان و لا ينوي خيرا ابدا ...
:
:
وقفت سلطانه لقربه البارد ..رفع احد حاجبيه حنقا متسائلا ..."بسألتس بس ...انتي من ...؟؟ترى وجودتس وصيه لاغير ...لاتصدقين عمرتس ...."
:
:
:
أقتربت منه سلطانه بشموخ وهي ترفع احد حاجبيها ...انثى قويه كسلطانه لرجل مكتمل الرجوله ماهي الا تحدي وجمال بينما يخافها اغلب الرجال ..
همست وثقه وكأنها تشرح له ...."أنا شيخة هالمكان غصب على الكل ...واذا انتوا كنتوا انانيين وتشوفون في راحة ابوكم واستقراره تحدي وعقبه ..اجل بانشب في حلوقكم غصه وبسود عيشتكم ..طيبين معايا انا اطيب منكم ..تلعبون من تحت انا عقرب الله لا يوريك كيدي ...وخاف ربك في هالضعيفه ولاتكون اجهل من اللي اجهل منك انت متعلم ...عيب ولد الشيخ ثلاب يفكر بمخ ناقص ...صح ؟؟انا بكلمتي اليوم كبرتك في عين قبيلتك وعرفوا من انت... بدال ماكنت مدسوس كانك خادم لجدتك ..."
:
:
:
شدد على قبضته وقد لمست وترا حساسا قد اوجعه لسنوات ...لم يكن يوما ليضرب انثى او يؤذيها لكن هذه مستفزه للغايه وصريحه ...همس لها بين اسنانه ..."لاتنسين انتي مين ...؟؟"
:
:
أبتسمت له تدعي اللا مبالاة ...."لاتنسى انت مين ؟؟انا عارفه انا مين ومقامي وسندي ...انت عارف مقامك ...لاترخص نفسك ياجسار.."
:
:
حنق حقا وهي يبتعد عنها ...."الرخص مقابلتس يالحيه ..."
:
:
:
مثلت الحسره وهي تهز رأسها بالنفي ..هامسه بكيد "تو ..تو ..تو ...انا مو حيه ياجسار انا ابغا مصلحتك ..."
:
:
:
نفث نفسا عميقا وقد داهمه الم رأسه مجددا....همس "اخرجي ..."
:
:
كل هذا وجاهده تراقب ....وقد رأت شرا اقوى وكيدا اعظم مصدره سلطانه ...
تهادت في مشيتها المغريه ...ألتفتت اليه مذكره ..."بعدين احد يسمي طفله موجعه ...لهدرجه مسيطرة عليك ...انتبه وشوف موجعه الكبيره كيف تعامل الصغيره وانت تقنع ....سلام .."
:
:
:
قالتها وهي تغلق باب الغرفه بهدوء خلفها ..
فلتكن الحرب وهي اقوى ند لقد كانت ضعيفه فيما فيه الكفايه في بيت الوحوش هي ستكون اشرسهم وتحافظ على مكانها وسلطتها ...تستمد قوتها من ثلاب الغامض قليل الحديث ...لكنها لن تجد رجلا يوازيه يوما ابدا ..
و تضن بأن قلبها بدأ ينبض حقا به ..
:
::
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
ما ان اغلقت الباب حتى اتجهت الى غرفتها سارحه فتحت الباب في هدوء متجهه الى الغرفه لكن لفتها ارتياح ذاك في جلسته على الاريكه في الصالة وهو يسند رأسه مغطيا شفتيه يتأملها بهدوء ..
اعتدل في جلسته وهي يتقدم بجذعه الى الاما سألها بهدوء ..."ممكن اعرف وش ناويتن عليه......؟؟"
:
:
:
رفعت احد حاجبيها تبرر لنفسها ....."كنت بقول لك ونسيت ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."هالمره عدت على خير ...وياسلطانه انا ما اعرفتس ولا اعرف وش يدور ببالتس لاجل اقول ماراح تغلطين ابد ...لكن مره ثانيه تقولين لي كل اللي تنوين عليه قدام قبيلتي وبمجلس ومجلستس ......سامعه....؟؟"
:
:
:
كرهت لغة تهديده و تحذيره لها وكأنها تعمل لديه ....حقا غضبت لا تقبل بأن تكون مهدده منه ......."بالناقص قبيلتك ماهمتني ولا أي احد همني غير المسكينه هاذي اللي في وجهك ووجه ولدك اللي مايفهم ...اش موقفك وموقف اسمك لو قالت امك وسط المجلس والله جبنا لولدنا غره ثار و انت ياثلاب ياللي الامر بيدك عفوت عنه من طيب اصلك و لوجه الله ..."
:
:
كان يراقبها بصمت وهو يرفع احد حاجبيه ........"سلطانة انا محد يكلمني تسذا ..."
:
:
أعتدلت في وقوفها مصره ..."وانا اتكلم كذا ....ما ادري ياهلبيت اللي الكل ماشي وحاط رقبته في السم اوانا محد يكلمني كذا انا محد يكلمني كذا ياخواني لاتغلطون وتاخذكم العزة بالاثم ومحد مكلمكم كذا ......."
:
:
:
سكت وهو يتركز بظهره على الكنبه انها حقا اغضبته هذه اللحظه........"وش تقصدين....؟؟"
:
:
اقتربت منه تفسر نفسها ......"ثلاب انا انسانه بسيطه ومو بكل كلامي تقولي اش تقصدين كاني ارمي هرج ولا دسائس بين الكلام ....انا ماليه في امور مجتمعكم المتوحش ذا اللي في قلبي على لساني وانا سبق وانظلمت وعلى جثتي ينظلم احد قدامي ....بس تصدق الحق عليا انا اخذت قوتي منك .....ماكنت اتوقع انك تهاجمني كذا ....."
:
:
:
رفع احد حاجبيه ..."سلطانه انا ماهاجمتس...."
:
:
اغمضت عينيها من شدة حنقها وهي تشدد على قبضتها ...همست وهي تقترب منه بتوتر ..."نظراتك هاذي اكبر هجوم ....ليش تطالع فيا زي كذا ..لأعلمك انا اشوف للي سويته عين العقل وبرجع اسويه وبطلع جاهده قدام هالقبيلع بكل اجتماع انها زوجة جسار وبنته المدسوسه طللعتها والكل عرفها اول حفيده لثلاب وتتخبى كانها عار ولا اثم اش فيهم البنات ...."
:
:
قاطعها ...."سلطانه دام تشوفين انتس مو غلطانه اش هالهجوم ..."
:
:
حركت رقبتها بتنمر .."اللحين الحقيقه هجوم ...الواقع هجوم...."
:
:
لم يتجادل مع زوجة قط حتى من طلقهن فعل ذاك بتفهم ورضا كلا الطرفين ..
:
تنهد ....."سلطانه بس ....."
:
:
اخرجت نفسا عميقا ..."انا هاديه مارفعت صوتي حتى ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يزيح نظراته عنها انه جاهل فيما يتعلق بالانثى تماما لم يعرف كيف يتصرف وهي كانت قويه وهجوميه...
:
:
سكتت تراقبه وقد احست بأنها حمقاء ولم تتمالك نفسها وانفجرت في وجهه هو اكثر من يهمها ...
:
:
انسحب للغرفه لتغير ملابسها ..فتحت شعرها وهي ترمي دبابيسه بعنف على التسريحه ..فتحت سحاب فستانها و خلعته ..وقفت تسند رأسها على باب الخزانه ...
شعرت بندم ...سلطانه لقد انفجرتي في وجه اكثرهم حبا الى قلبك ومن فضائله تغرقك ..
أغلقت باب الخزانه وفتحت الاخر ليست بمزاج حقا لتبقى مستيقضه تنوي النوم فهي متعبه ...
أخرجت قميص حريري بلون بحري فاتح ..لبسته وهي تتجه الى السرير بكسل ..
استلقت فأتاح لها مكانها رؤية مكانه في اصالة لم يكن موجودا غترته لازالت هنا مما يعني بأنه لازال موجودا لربما في مكتبه يغرق نفسه بالعمل كعادته..
:
:
:
تقلبت في السرير بتملل وهي تفكر فيه ..وقفت غير متردده وهي تتجه اليه ..
كان سارحا في شاشة حاسبه ولم يبدو بأنه يدقق على شيء ما بينما قد غرق عقله بتساؤلات تخصه ..
:
وقفت تسند كتفها على الباب وهي تتأمله ..لم يلحظ وجودها ..
كرهت نفسها بأنها اغضبته للتو ..
اتجهت اليه بهدوء وهي تضع كفها على كتفه ..
رفع رأسه اليها لم يكن ينتظر منها شيئا الا انها همست له ..."ثلاب بلاها حضوري هالاجتماعات اذا كان كل ما انتهى واحد بنسوي كذا ..والله انت عندي بالدنيا ولا ابغا ازعلك ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يعيد نظراته الى الحاسب ..باغتته بأن جلست في حجره فكانت كنسمه تمر بصدره ..
:
:
قبلت رقبته وهي تشاركه النظر في شاشة حاسبة الممتلئه بأرقام ممله ..
:
:
همست له ..."زعلان ...."
:
هز رأسه بالنفي وهو يحرك مؤشر الملف امامه ...سكتت لبرهه ...مصره على ان ترضيه ..."طيب طالع فيا ...."
:
:
اخذ نفسا عميقا ومن ثم التفتت اليها أبتسم لقبلتها الرقيقه على شفتيه..
عضت طرف شفتها السفلى وهي تراقبه مبتسمه ..."زعلان الى ذحين ...."
:
:
هز رأسه بالايجاب يكتم ابتسامته ...لخلاف الازواج لذه يجدها للمره الاولى بدلا عن حياته الرتيبه القديمه ..
وقفت بهدوء ...تكتم هي ابتسامتها بدورها "طيب ..كذا خلاص انتا ارضى من نفسك انا بروح انام ..."
:
:
جرها مع يدها بخفها ليدفنها في صدره وهو يقبلها ..
في الماضي كانت نقاشاتها تنتهي بشوط مؤلم من انهيال الضرب الجائر عليها ..والا ن تنتهي بقبله وحضن عامر أمن ..
لقد عوضها الله حقا ..
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تستلقي على بطنها على الكنبة التي تقابل التلفاز الذي كان سعادتها في الامس وقد سرحت غير منتبهه لدموعها التي انحدرت دون مقصد منها او اراده ..
تفكر في امها ..كيف حالها ؟؟ كيف يومها ؟؟ أ تراها راضيه عليها اليوم؟؟ ..أ تراها قد احاطتها بدعوه ام نسيتها ..؟؟
تمنت لو ترى ظلها للحظه فتقبل مكان قدميها ..
لم تنتبه للذي أستند على الباب يراقبها ..
كانت لا تزال ترتدي الفستان الذي اهدتها اياه سلطانه وقد تبعثر شعرها حولها في المكان ..
اضطرب نفسها ومن ثم اخذت نفسا عميقا غارقا بدموعها ..
..
لم تنتبه بعدا لصمته المتأمل الهادئ ..أرتجفت لصوته يناديها .."بنت ..."
:
:
رفعت رأسها وهي في شدة حنقها ردت عليه هامسه تدعي الا مبالاة ...."جاهده...."
:
:
سكت لبرهه ومن ثم امرها ...."قدامي على الغرفه ..."
:
:
جلست بهدوء وهي تعدل شعرها ..." ما اريد ..مكان انت فيه اني ما اطبه ...مو هيتجي قلت قبل ؟؟"
:
:
رفع احد حاجبيه .."واللحين ابيك تجين الغرفه انتي هنا بأمري ........"
:
:
رفعت رأسها اليه تمرقه بنظرات حاقده ..."شتريد ...تريد حقك .."
:
:
وقفت تقترب منه ..."اخذ اللي تريد دام وراها رده لأمي ..."
:
:
رفع احد حاجبيه حنقا ...."أنا بعرف انتي على وش شايفة حالتس ...؟؟"
:
:
جابهته بشيء من قوته ..."هسه اني انولدت خدامه لولا رضايه عيني لفخامتج ...حبيبي انا عراقيه انولد راسي عالي بالسما ...شو مفكر مافي خلق لله غيركم ...عيني الك الجنه و النا النار ...اني مقامي مقامتج وراسي راستج لاتتكبر ولاتشوف نفستج علي كلنا عيال شيوخ وكلنا ابائنا ظالمينا بشيختهم ..."
:
:
جرها اليه بعنف وهو يحاوط ذراعه فكان قربه اوجع من الم فعلته على جسدها ...همس لها من بين بين اسنانه محذرا ..."كنتي بنت شيخ ..ويخسى على اللي يدوه ملطخه بدم عماماي ينحط راسوه براس ابوي ..."
:
:
حررت نفسها من يده بصعوبه وهي ترمقه بنظرات تصغير .."أي هد ايدي ..مع هالحتجي الجاهلي الفارغ ...ابوي وكتل لكم عمان هسه انتوا تعفوا عنه ليش ..عفيتوا خلكم قدها وبلاها هاي النقصان العقل وغره ماغره ما عارفه شو ..هي ثلاث اشيا قصاص ديه عفو ..منين يابدو جهال انتو طلعتوا النا بهاي الحتجيه الماصخه ...."
:
:
:
لقد استفزته هذه الصغيره حقا فندم للحظه على جلبه اياها بل على تأجيل اللقاء الاكبير بينهم الذي جلبت لأجله ..
أقترب منها وق كره ان يطول لقاءه بها هذه اللحظه حقا ..لم يكن يدوما ليمد يده على انثى مابال الاناث اليوم يهاجمونه ..اعاذه الله من شر زوجة ابيه ..
تقدم وهو ينظر الى مكان خطواته حتى كاد ان يلتصق بها ..احاطها بنظراتها وقد بانت كطفله مقابلة ضخامته المبالغ فيها ..
رتب شعرها مبتسما ....قرب جميله مثلها عافيه لكن ليس لجسار ..
كانت تراقبه بنظرات تحدي ..حاوط كفيه خصرها فكادت ان تتلاقى..لازال وجهه يحمل ابتسامته الشامته ..."هالعزة اللي بعينتس بكسرا لتس ...انتي مجرد جاريه بالنسبه لي ...لاتحدين تبكين دم ..."
:
:
اصرت على نظراتها المتحديه له ..رغم ارتجاف جسدها لقربه ..
بادر بفعل لم يفسره لنفسه الا انها فتنته و هز قربها رجولتها ..
قبلها بعنف حتى انقطع نفسها ومن ثم دفعها بخفه على الكنبة خلفها وهو يخرج من المكان هادئا ...
شهقت تستجمع قواها وهي تعتدل في جلوسها ..لقد كانت قبلتها الأولى ..
لقد سرق حلاوتها منها ..
تبا له ..و لقربه ..و لفكره ..و لنواياه ...
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::

رفعت رأسها بكسل وهي تتفقد هاتفها ..كانت هناك خمس اتصالات لم يرد عليها من امها ..
يالشدة قلقها ..
والكثير من رسائل اخواتها وبناتهن أثقلت حركة الجهاز ..
أخرجت شريحتها ووضعتها في جهاز أخر ..
تثاوبت وهي تنسل من السرير بثقل ..تريد حقا ان تنام لكن اليوم اجازة وسيكون الوقت المثالي لتقضي يومها مع كادي التي لم ترها لأسبوع كامل ..
:
:
صلت ومن ثم لبست مايقيها برد الخارج الجائر ..أعدت قهوتها ..ومن ثم سلكت طريقها الروتيني للمشفى ..
طريقها دوما مزحوما ..وهي لا تخرج او تقضي حاجتها الا في وقت ممارسة الجميع نشاطة الخارجي ..
كان اليوم مشمسا لكنه بارد كالعاده ..أستعلمت من كادي عن مكانها ..
وكانت تلك في الحديقه الملحقه بالمشفى ..
لفتتها حين دخولها فهي المحجبه الوحيده وقد غطت ساقيها بشالها الكشمير ..واستغرقت في قرأة كتابها بين يديها ..
لم يزدها شعاع الشمس الا جمالا و نقاوة ..
أقتربت منها مبتسمه ..احتضنتها تلك وقد اشتاقت لمؤنستها الوحيده ..كانت جاملا قد استأذنت اليوم لزيارة عائلة ابن اخيها.....
:
:
أبتسمت للرائحة التي انتشرت في الجو وهي تتناول الفنجال الذي مدته لها عذبى ...."يارويح يالقهوه العربي ..ريحتها ترد الروح ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تناولها قطعة حلوى ..."بالعافيه على قلبتس وروحتس يابعد عمري .....ها كيف ؟؟وش تحسين بوه ...؟؟"
:
:
:
أبتسمت كادي بتفاؤل ..."اولا الحمد لله ..اليوم اول يوم يسمحون لي اجلس واثنيها ..أحس بألم في ركبتي قبل ما كنت احس فيها ...
لمن سوو الاختبار على الساق وبطن الرجل حسيت بكل اللي سووه بس كان وخز بسيط يعني مو مره ....ومن بعد بكره راح يبدأ العلاج الفيزيائي ...أنتي كيف ؟؟"
:
:
:
أبتسمت عذبى بسعاده ..."الحمد لله ياروحي عقبال ما اشوفتس واقفه ....الحمد لله تمام ...المعهد مضيقين علينا واجد قلتس التخصص نادر ..وزعلانه امس كانت ملكة بنت اختي ولا رحت ولا شيء كنت متحمستن له.....يالله اعوضه بالعرس ...."
:
:
:
أبتسمت كادي وهي تلاحظ دوما ارتباط عذبى القوي بأخاوتها وبناتهم الكثيرات فلا ترى الدنيا ونشاطاتها الا بهم ..
"ماشاء الله ربي يتمم لها على خير ..."
:
:
ابتسمت عذبى ..."ياعمري وياتس عقبال مانفرح بتس قريب ..."
:
:
أبتسمت لها بالمثل تقنعها ..."لا ياروحي انا ماحسبت على الله الامل يرجع لحاتي وارجع امشي اقوم اتزوج على طول باقي اشياء كثير ما سويتها وبعدين معليش ...ماراح ارتبط الا بعد قصة حب ......"
:
:
:
لم تلاحظ خيبه وحزنا غطت محيا عذبى الجميل وهي تهمس لها ..."الله يرزقتس الزوج الصالح ...اهم من الحب ...الحب يجي بعد الزواج ...الحب اللي قبل الزواج يوجع و مامنه فايده .."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا وهي تشعر بدفء الشمس الذي بدأ يداعب وجنتيها ..."الحب اساسه الوجع..مافي حب يجي بالساهل لكن اعرفي انه لو حبك ربي كتبه لك بتجتمعون بيوم ....صدقيني ....القلوب تدل بعضها ..."
:
:
:
أبتسمت عذبى لحديث كادي الحالمي وهي ترتاح في جلستها للتأمل شحوب الاشجار وقد تغللته اشعة الشمس ..
:
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لا تنساني ..اتذكر يوما قلت لي بعض الاحيان يضيع الحب ..
لكن احيانا يبقى و يكون مؤلما و جائرا و ظالما ...
و أن خذلتيني لا تنسي الحب ياصغيره وسأعود ..
لأن لا شخص مثلك ..
لأن لا وجع مثلك ..
لأن لا حب مثلك ..
"
"
"
"
"

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:43 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء الثامن عشر والنصف ...
:
:
:
:
:
:
"طبيبها ..."

:
:
تتقلبت في سريرها بأنزعاج ..نظرت الية نائما يعطيها ظهره ...
لقد كرهت نفسها اليوم قبل ان يكرهها أي احد ..
كيف بادرت بفعل كهذا .. أ لخوفها من ان ترى جاهده تعاني ماعانته قبلا من زوج جاهل قاسي ....من غربه ...من حاجه ...؟؟
:
:
لقد كانت شرسة وضنو هم بأنها تحاول ان تفرض سيطرتها ..
وهذه ام ثلاب لاتعرف من أين تأتي بها ..لقد كانت ودوا حكيمه ..ما ان عدت زوجة لأبنها حتى شنت علي حربا غير مفهومه ..من قبل دخول جاهده لهذا المنزل وهي تسمعني كلاما يمس مكانتي ..
فكان ردي عليها اليوم ...لكن حقا انا استمد قوتي من رجلي ..
وهو ماباله صامت لايتحدث ..لايناقشني ولا يتكلم وكأنه يؤجل كل شيء وكأن كل شيء لا يهمه ..
اتمنى لو امي هنا هذه اللحظه فأخذ بقولها وشورها ..
هذه العائله عدائيه وغيبه وتخرج أسواء ما بأحدهم ..
أحست بتجمع دموعها في عينيها وهي تتذكر موقفا ماضي بادرتها به أمه ..
لقد عاملتها بتعالي في مجلس قريباتها ..ولم تأبه لمكانة ابنها المتصله بها ..
عاملتها مره اخرى بنفس المنطق أمام أبناءه ...
ليت شما شرحت لي قبل ذهابها كيفية التواصل مع هذه العتيده ..
:
:
فأنا بت لا اعرف كيف تفكر وما تقصد ...ولا اعرف كيف اكسبها واتقرب لها انها منفرة للغايه وعتيده ..
وبتفكير صخري ولا يفسر ومنقرض منذ زمن ...
لقد كانت وديعه ايام حياة شما ..
وهذا من بجانبي اقسم انني لا افهمه اجد نفسي في دوامه اوسط هذه العائله ..
و أبنه الاخر .......لقد اخرجت فيه كل ما كنزته في صدري قهرا من مواقف جدته المتتاليه ..
لكن حقا انا حمقاء انفجر في وجه من لا اقصده ..كان يفترض بي ان اكسبه ...
كيف وانا لم اعرف بعد كيف اتواصل مع ابيه ...
احاول تذكر حوار كامل معه لا استطيع ...وامتلأ وجودي بأسئله فلا اجد منفذا الا جاهده و الصغيره اعتني بهم ....لقد اعتدت ان اعتني بأحدهم ..
:
:
في الطرف الاخر كان ذاك يغرق في تفكيره بأكبر ابناءه ..من حمله مقدمه من الشباب الى الرجوله ...لقد سعد حقا بعودته ...تى وان لم يتكلم لكنه يعرف ماينوي ..وقد كلفه مسبقا بعمل ما وكأنه قد رضي عنه ..ما يفعله جسار بأن يجاري امي وكل افكارها وماتنويه يحز في خاطري فعلا فجسار اكبر من كل هذا وانسان عاقل ومتعلم لكن حبه لأمي لا يدفعه للتفكير ..
و امي ...الى متى هذه القسوه ..سلطانه تضن انني لا اعرف كيف تعاملها امي لكنني اعرف كل مايحدث هنا ..
امي تضن بأن الحياة لن تسير الا بقسوتها وقد حرمتنا منذ مولدنا أي حنان منها فكان ابي الرجل احن منها ..
لقد كانت قاسيه و بلا مشاعر وحتى الان و كل هذا في ازدياد ..
في الواقع لم تمارس امومتها يوما ...لقد مارست تدريبا عسكريا علينا ضنا منها انها تخرج رجالا ..
:
:
سامحها الله و اعانني على برها الذي لا تراه شيئا ..
:
:
وكأنه يشعر بها ...انقلب يواجهها بمحياة ..كانت سارحه وقد التمعت عينيها متأثرة بأنعكاس الاضاءة الخافته على دموعها ...
هذه الانثى تعيش الكثير من الصراعات ..
وبالكاد هو يفهمها ...لقد هجر الاناث زمنا ومن ارتبط بهن قبلها لا يوازينها ابدا ..
انها تجذبه لغموضها وحزنها وتصرفاتها ..
تحاول دوما الترقيب منه ..لكنه حتى وان اراد ان يتفاعل معها الا انها تثير تساؤله دوما من وراء ما تنويه ..
وماهي الا جميلة فاتنه بماضي يجههله تثير تساؤل كبير في حياته ..
:
:
أبتسمت له وهي تتأمله حزينه ...."ثلاب انا غلطت اليوم صح ...انا كنت اتوقع اني احمي جاهده لكن غلطت على غيرها ....."
:
:
انتظرت رده تعقيبا لكنه سكت مطولا ....غصت وتلعثمت بحديثها ..."انا احاول افهمك الله يخليك ساعدني ...ثلاب انا لو ما بادرتك بهرجه طويله مالقيت منك كلمه ..تواصل معايا كلمني شاركني أي شيء ياثلاب والله تعبت وانا اتقرب منك وانت كذا ..."
:
:
انه بطبعه قليل الكلام ..وابنه جسار من بعده يشابهه ..يجهل كيفية التعبير وقد غرق منذ مراهقته في امور العمل و الشيخه ومواقفها والرجال الاشداء حوله ..
:
:
الحرب التي شنتها امه عليها امامه لن تؤثر به ..هو لا يعامل من حوله الا بمنظار عينه ..
لن يأخذ احدهم بحديث غيره ..وقد التمس لها كما التمس لغيرها الف عذرا ..
التصرفات التي يراها غيره باردة ماهي الا حكمة السنوات تجتمع داخله ..
صمتك في وجه من امامك سيخرج كل مايفكر فيه ..
كرمك لمن امامك سيملكك ولاءه ..
وهيبتك لن تكسبها ابدا بكثرة حديثك او تبريرك او اظهار مشاعرك ..
بل بعقلك و تفكيرك الذي سيقودك الى هذه الشخصيه الصلبة التي لن تسمح لأحدهم ابدا بفهمها ..
:
:
لكن يبدوا بأن كل هذا لا يرضي سلطانه ويصعب عليها كل شيء فهي تحتاج شريك لحياتها الوحيده يشاركها اكثر من حقوقه بها ..
:
:
راقب بوحها المحتار ..مد يده ليحتضن كفها ...أبتسمت بين دموعها وهي تقبل كفه ..
لا احد هنا يفهمها انها متعبه للغايه ...
هزت له رأسها بالنفي وهي تقترب لتدفن رأسها في حضنه ...هامسه ..."ولا يهمك ...الله يخليك ليا ..."
:
:
لا تفهمني يكفيني حضنك الأمن ..و الايام بيننا ..
:
:
::::
::::::::::::
تقلب في سريره بأنزعاج ..اليوم جلب ابنته لتنام معه ..فهي روحه التي يعيش بها ..
من شدة فرح ابيها بقدومها جهز لها غرفه طفوليه تليق بها ..
وقد اعتادت هذه الصغيره ان تنام وحيده وقد سعدت جدا بها ..
لكنه اليوم مشتاق اليها للغايه ..
مؤخرا حالته بدأت تزداد و باتت تصعب عليه عمله ..
لقد ورثه عن امه ..
شدد على اغماض جفنية بتعب وقد أحس بأن نبض قلبه يزعجه في منطقة ألمه ..
لازال يحتضن انامل صغيرته في كفه ..
تركها خوفا من ان يزجها وهو ينقلب للطرف الأخر من السرير ...
شد عرق ما في رقبته فأرتجفت كتفيه لألمه ...
لقد شخص بأصابته بالشقيقه منذ سنتان لكن هذه الالأم اعتادها من قبل التشخيص ..
أحس بأبنته تستند على كتفه فضولا لترى ان كان مستيقضا التفتت اليها مبتسما وهو يقبلها ..
خرج من السرير وحملها بين يديه ..
فتح باب الغرفه بهدوء لا يعلم لماذا اطال النظر لباب الصالة في اخر الطابق ..
مكان اخر مواجهه مع تلك التي باتت في وجوده تلازمه ..
الانثى الذي لا يفسرها ..
:
:
نزل السلم وهو يداعب ابنته محاولا تجاهل ألمه ..
أتجه الى مكان جدته المعهود كانت تجلس في هدوء كعادتها بكل ملامحها الصارمه وقد مرت سنوات العمر من جانبها ولم تترك الاثر الكبير على ملامحها انها امرأه قويه و بصحه جيده و بأس شديد..
أبتسم لها وهو يقترب منها رفعت احد حاجبيها مستهجه وهي تشير بنظراتها لأبنته على كتفه ..."لا تعودا على الدلال تضيع ..."
:
:
أبتسم وهو يقبل خدها بحنان ابوته المبتدئه .."ليه ياجدتي الله يخليني له ولا تحتاج لغيري ..."
:
:
لم تهتم لحديثه وهي تشيح نظرها متجاهله ابنته ..."أممم ..أقول اللم اتسمى اللي ضافه ثلاب بيننا وحاط مقاما بمقامنا هالغريبه ...لا وبيعيطا مهر بعد ...هاذي حق ذبح هي و اوبوا وعشيرتو موب مهر...ابوك ما عاد بوه عقل ...والنسره اللي معرس عليا ...سواد وجهتس ياشما هالقشرا اللي ما ينعرف اولا من تاليا ...."
:
:
أنزعج وهو يترحم على زوجة ابيه الراحله ...
بالفعل سلطانه اليوم لم تكن ضعيفه ابدا وهذا يزعج جدته ...
بل يزعجها أي شيء لا يخضع لسيطرتها ..
بينما ابيه سيعجبه أي شيء لا يخضع لسيطرة امه التي لا يؤيد افكارها ابدا ..
لا ينكر ابيه بارا بها للغايه لكنها تؤذيه بتصرفاتها القاسيه جدا ..
وكل رجلا مهما بلغ فقير الى امه دوما ..
وان كان هو لا تعجبه سلطانه ابدا الا انثى قويه مثلها ماهي الا كمال لرجل كأبيه ..
قد يراها البعض وقح هوا اولهم هو ..لكن لاينفع لأيقاض صخر كجدته الا قويه ومجابهه كالجديده ..
من تجرأ يوما حتى وتكلم بما قالته امامه ؟؟..وما قالته ماهو الا واقعه الذي يؤرقه ..
سألته جدته مستفسره بشيء من تشفي ..."وش زينت مع العله اللي جينا ..."
:
:
أنزعج وهو يراقبها تنهر ابنته للأبتعاد عما تلهو به ..."مافضيت لى ياجدتي ..."
:
:
ألتفتت اليه حنقه ...نهرته بلا احترام ......"وش مافضيت لى ..هاذي ابيك تذلا وتكسر راسا بعد ..لاتخليني اندم على يوم ربيتك بوه ..."
:
:
لطالما منت عليه بتربيتها له ..أعقبت تنهي الموضوع ..."يوم فزع ابوك زوجك اللي تولد لنا بنيه ...بيض وجه جدتك وخلي هاللي ماينقال اسمه تخلف لك رجال ...ان جابت لك بنيه هي وبنيته خدامتين بذا المكان "
:
:
همس بما يكتنز صدره ..."ياجدتي نقاصتس خدم .."أكمل حنقا ..."وشيوخ من غره ياجدتي كيف ؟؟..."
:
:
نهرته مقاطعه.."خوال جدك امهم غره ...لك بالرجال مالك بأمهم .."
:
:
أعقبت تشحنه كعادتها ....."تراضاها ياجسار لأسم جدك ولي ينقتولن عيالنا من غريب ونسكت ...لا ياوليدي ...ان ماقدرنا علية من سواد وجه ابوك نقدر على قلبوه ..ونحرقوا على بنته وعلى ضناها تسمع ...."
:
:
:
هذه المره كان عقله حصينا ضد ترهاتها ..سكت وهو يحمل أبنته ينوي الخروج من المكان لكنها اوقفته ...."تذكر من هي وكيف جبتا يمنا ...وبتقنع منا ...هاذي غره لا اسم و لا مكانه جاريه تحت رجلك ...وبكرا بزوجك شيخه تكسر راسها وراس الحيه اللي لافتن حول ابوك ..."
:
:
:
كانت لاتهمها سلطانه ابدا وقد ارتئتها عمل انساني لابنها كما فعل دوما ..
وكما ان جمالها شفع لها ..ممتلك مميز وثمين أخر يحضى به ابنها ...
لكن بعدما رأتها تثبت وجودها وكل هذه الشخصيه الحصينه ..
وبوادر تعلق ابنها بها هدد سيطرتها القديمه ..
فذلتها كثير كلما اجتمعت بأهلها وشاركتهم تلك الاجتماع ..
كانت تسكت وكأن الامر لا يهمها ..
ولكن انتقامها كان اكبر اليوم ..
مالا تعرفه بأن سلطانه لم تتنتقم وقد تحملت اسوأ من اهناتها كل ما كانت تريده هو حياه افضل لجاهده ..
وخوفا على اسم ثلاب من ان تذكر هذه بأن تحت سقفه غره فيشك احمع الخلق بتفانيه وطيب معدنه ...
:
:
بينما رأت العجوز العفو ذله و نقصا في ابنها ..الذي عظمت مكانته ونيته فأختار أشد انواع الانتقام وهو العفو ..
فأختار الأخره ..لأبيه وامه ..
وكما نعرف اجمع ان عفا واحدا فقط من أهل القتيل سقط حكم القصاص ...
فعفا هو بغية استمرار الحياه وقد كانت هذه نية ابيه منذ زمن ..
ولا يستطيع ان ينقص من شأنه امام ابناء عمته الذين عفوا بدورهم ..
وقد سعى منذ زمن للصلح بين قبيلته لحقن الدماء ماهو موقفه وهو يطلب قصاصا ..
ليت امه تفهم كل هذا ..
وهي من ترى مافعله ضعفا و استسلاما ..
:
:
:
جلس امام شاشة التلفاز التي كانت تبث مشهدا مباشرا للطواف حول الكعبه ..
وهو يراقب ابنته تلهو بهاتفه في حجره..
اليوم فقط رأى كيف جدته تعامل صغيرته ..وكأنها عار او خطأ ..
وهذه الجاهده التي يضغط ابيه وجدته عليه لأجلها ليته لم يجلبها ..
كيف سيكون مظهره امام ابيه وجدته ان اعادها لا لن يعيدها ابدا ......سيرضي جدته مهما كان لقد ربته سنوات ليرد لها الجميل ..
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
صباح اول يوم للعلاج الفيزيائي هو اليوم انها تشعر بأرتجاف السعاده بين جنبات قلبها اليوم ستقف مره أخرى ...
:
:
دلتها الممرضه على الطريق وهي تسحب عجلات كرسيها المريح عكس القديم الذي لازمها لسنوات ...
مرت من قسم العظام والمفاصل المسؤول عنها كانو يقيمون حفله خفيفه بكيكه صغيره بيضاء وكاسات العصير الملونه والاطباق الورقيه ..
والزينه المتواضعه ..
أبتسمت لمنظرهم السعيد المستعجل للأنصراف الى اعمالهم ...
تتمنى ان يكون يوما لديها كل هذا الشغف الجميل ..
:
:
أبتسمت الممرضه لها وهي تفتح الباب ..."توداي دكتور جاي از ا بريف كانسر فايتر اند ذا كيمو ووز قون فور ايفر اند هي ويل بي اوكي ...توداي ذا فيرست دأي فور هم انتو ذا هاسبيتل افتر تو ييرز بريك ...هي از قوود مان اند قارد لوف هيم .."
=اليوم الدكتور جاي محارب شجاع للسرطان و جلسات الكيمو انتهت للابد وسيكون جيدا اليوم اول يوم له دوام بعد سنتان كأجازة انه رجل جيد والرب يحبه ...
:
:
:
أبتسمت بسعاده داخليه لنجاح رجل على صراع ست سنوات للسرطان اذا ستنجح هي في كل هذا الذي تمر به ويعتبر بسيطا للغايه فيما يمر فيه ذاك ...
:
:
:
دلفت الى داخل الصاله البيضاء الواسعه ..
المليئه بسندات ومساعدات للعلاج الفيزياء لم تفهم كيف يعمل معضمها ...
:
:
دخلت جاملا بعدها مبتسمه أرتاحت لوجودها بجانبها ...
:
:
كانت هناك ممرضتان في المكان حولها ...تقدمتا لتساعدانها عن على الوقوف تخوفت في الاول ..
الا انها ساعدتهن ...أمرتها احداهن ان تضع يديها حول المقبضين الطويله البارد التي اوقفنها بينهما ...
:
:
أحست بنفسها تسقط عندما تركنها الا ان عاد اخرى واسندتها ...
فتح باب الغرفه الصالة فجلب معه برودة الممر ..
دخل أحدهم كان يضع كمامه يغطي بها انفه وشفتيه ..
وقد غرقت عيينها المشعه املا بهالات جائره حولها ...
رغم نحوله الملاحظ الا انه طويل وضخم للغايه ..
شعره يكاد يكون ابيضا بالكامل الا من خصلات سوداء عشوائيه ...
:
:
كان يستند على عصا في يده اليسار معتمدا عليها في مشيه ..
كادت ان تغص برائحته عند اقترابه منها اتباع انواع العوده هذه هنا ...
وقف فسد الضوء والهواء عنها ..
سكت للحظه متأملها ..نظر الى الملف التي ناولته اياه الممرضه ...
نطق بلكنه انجليزيه وليست كنديه ..."اوكي بيوتي ليدي ...ام يو دوكتور ناو ...از يو سي أي هاف بروبلوم ان ماي ليق ..بيكوز ذا كانسه ..اي هاف ايرون ذيه ..."
:
=حسنا ايتها الاسه الجميله انا طبيبك الان كما ترين لدي مشكله في ساقي بسبب السرطان املك حديدا فيها .."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب وهي تزيح نظرها عنها حمدت ربها ان حجابها مشدود جيدا ولن ينسلق في أي لحظه فيديها مشغوله والقه الغريب بالقرب منها لايبدو أنجليزيا ابدا ..
:
:
نظر الى الملف في يده لمح اسمها فقط لم يدقق في جنسيتها فهيئة لباسها تبدو كعنديه لكن ملامحها لا تحمل الكثير من هذه الجنسيه ..
نطق اسمها بدون أن يسأل كبقية الاطباء كيف ينطق ...."أوكي مس كادي ...ناو أي ونت يو تو يوز يوه ليق ..موفت ليتل بيت فوه مي ...ترست مي يو كان دو ذات ..."
:
:
=حسنا انسه كادي الان اريدك ان تستخدمي ساقيك حركيها قليلا لاجلي ...ثقي بي تستطعين فعل هذا ....
:
:
فعلت مايأمرها لولا انها فقدت توازنها ...فجر كفها ليسندها واقفه ..
سحبت كفها من يده بسرعه ..
لأول مره يلمسها رجلا حتى وان ضن هوا بأن كل هذا عمل تضنه هي تعدي على خصوصيتها ..
فهم نفورها لأنها مسلمه ولم يكن يقصد هذا ...
أبتعد عنها خطوات وهو يجلس على الكرسي بصعوبه مادا رجله اليسار سند عصاته على الجدار وهو يوجه ممرضتيه للعمل ..ولم يأتي الاخصائي بعد ..
عشرة دقاقئق كانت صعبه عليها وهي تشعر بكل ثقل في جسدها يجتمع في ساقيها الضعيفه ..
:
:
:
وقف بصعوبه وهو يعلن انتهاء الجلسه ...."فور ناو ذاتس انف ...تمورو ذا بيق داي ..."
:
:
=الى الان هذا يكفي غدا اليوم الاهم ..
:
:
سمح لنفسه على غير عادته تأمل هذه الغريبه ...سألها بعمليه ..."أر يو انديان ...؟؟"
=هل انتي هنديه ؟؟
:
:
تغضب دوما من هذا الحكم ...هزت رأسها بالنفي ..."نو أي أم ساودي ..."
= لا انا سعوديه ..
:
:
أزاح كمامته وهو يبتسم ....ارتجف قلبها لكامل ملامحه ..تشعر بأنها تعرفه من مكان ما ...
:
:
:
:
:
:



وبلكنه اسكرتها ..."من اليوم انا طبيبتس
:
:
:
:
:
:
كايد جوهر اليوسف ...."
:
:
:
قالها وهو يرتكز على عصائته متجها الى الباب خرج فترك لها الغياب وكف مشتعل من قربه ..
وقد ايقنت لكنته الشماليه عن ظهر قلب فهي لكنة جدتها ...
:
:
:
أيعقل بأن يكون هو ذاك ..
:
:
:
الماضي يعود في الوقت الغير مرحب فيه بعودته ..
عليك فقط ان لا تنجرف معه ..
الماضي حزين مهما حدث فيه لأنك لم تعد نفس الشخص ..
:
:
:
:
:
الجزء التاسع عشر ..
:
:
"القادم الغريب .."
:
:
:
:
أنزعجت في سريرها وهي تشعر بحر خانق رغم برودة الجو لقد نامت ببيجامتها الشتويه والكنزه وكتابها في يدها ...
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تفتح النافذه قليلا لفحتها البروده القارصه ..
الا ان النفس عاد الى رئتها ..أعادت اغلاقها وهي تتأمل الشارع الخلفي تحتها وقد بدأت المحلات في اغلاق ابوابها ...
:
:
صلت ركعتان لترتاح ومن ثم توجهت للمطبخ لتعد لها عشاء خفيف ..
انها تشتاق حقا لكادي ..لم ترها منذ يومان ..
ولن تراها هذا الاسبوع كله ..
:
:
:
جلست تراقب طبقها بسرحان وهي تقلب ملعقتها بعشوائيه ..
الفقد في قلبها بات يكبر أكثر ونسيان السنين كاد ان ينفذ و العمر يمر في طرد السراب ..
سراب اسمه فياض لا يفسر ولن يفسر يوما ..
أي شئ في حياتها الا ان يكون زوجها ..لم تشعر يوما اتجاهه بذاك الشعور الذي يرواد النساء حيال رجالهن ..
فياض صمام امان لحياة كريمه لا غير ...
فأنا اول جامعيه في عائلتي ومن بعدي بنات اخواتي وقد تحررن من لعنة المرأه للمنزل والخلفه فقط ..
:
:
اتكأت على يدها التي سندتها فوق الطاولة ..
اغمضت عينيها تمنع بكاءها ..
وقفت تنهر نفسها ...كما نهرتها لسنوات ..."لا ياعذبى لا لاتضعفين اللحين ...امتس واخواتس يحبونتس ...ايه يحبوني ...طالباتي يحبوني ...انا تخطيت كل شيء وجالسه اعيش حياتي بالطول والعرض ..."
:
:
:
غطت جفنيها بكفيها تمنع دموعها ...الا انها انفجرت فقد استحملت كل هذا منذ زمن بعيد ....
رمت الطبق فأنكسر وتناثر مابه ..رمت كل ما على الطاولة امامها ...
جرح معصمها من بقايا كأس زجاجيه قد حطمتها ..
زاد بكاءها ونحيبها حينها وهي تشدد على جرح معصمها الذي يحرقها ..
جلست وهي ترمي ظهرها على الخزانه الخضراء خلفها وقد تلوثت بدماءها وغرق وجهها الجميل بدموعها الحزينه ...
ضربت نفسها على فخذيها وكأنها توبخ احدهم وتلقنه درسا ....."لاتضعفين ...مهوب بعد هالسنين ..."
:
:
لطالما كانت قويه ليس الان لقد مرت السنوات وكل ماحدث اصبح ذكرى مندثرة ...
اخذت منشفه بيضاء قريبه منها وهي تلفها على جرها بعد ان وضعته اسفل سيل المياه البارده ..
كان سطحيا ولم يكن غائرا ...
رتبت المكان ونظفته وهي ترفع احد حاجبيها سارحه وكأن ماكان للتو لم يكن ..
لقد اعتادات على نوباتها الحمقاء عندما تكن بمفردها ..
لكنها حدثت لها هذه السنه اكثر من ثلاث مرات ..
وقد تأجج قلبها بالغضب على وحدتها ..
رفعت شعرها للأعلى وفردت كتبها وغرقت كعادتها بمذاكرتها الدقيقه التي تنسيها ..
نظرت الى هاتفها ....
فتحته واخرجت الذاكرة وضعتها بين اسنانها و حنتها بين اظافرها بصعوبه فأنكسرت ...
رمتها بعيدا ..
وقفت وهي تأخذ معطفها من غرفتها ارتدت حذائها الشتوي واخذت شالها وهاتفها نزلت السلم مسرعه ..
فتحت باب المنزل فلفحتها برودة الخارج القارصه...
شدته على صدرها وهي تغلق الباب اكملت سيرها في الشارع الشبه خالي ...
مشت وهي تقاوم البرودة تحنط ملامحها ودموعها الساخنه تحرقها ...
أخذت نفسا عميقا وهي تدخل المتجر الضخم الذي قد تزين بزينة موسم ما ..من حسن حظها انه لم يغلق ...
:
:
جرت عربه معدنيه من صفها الممتلئ لقلة المتسوقين ...
واتجهت الى قسم الاواني ..
مرت فيه سارحه وهي تتأمل الاطباق حولها ..
كان ليكون لي بيت خاص واستقرار والكثير من المشاكل ..
كان سيكون لي اطفال ..
كان سيكون لي حياة ممله وغير مرضيه لكن بأنجاز و اشخاص حولي و اسرة قد كونتها ..
استغفر الله لا يجوز قول هذا ...لقد قدر الله لي كل هذا وعلي الصبر فقط وستكون النهاية مرضيه ..
هذا ما عودت نفسي عليه ..
وجدت نفسها تخرج من المتجر عائده الى البيت وهي سارحه دون ان تشتري شيئا ..
:
:
أقتربت من باب المنزل الا انها كرهت الدخول حقا فالمكان يخنقها ..

وقفت للحظة على باب المنزل تراقب زينة الشارع استعدادا لموسم عيد ما ..
الاحمر والاخضر يطغى على المكان ...
وما اجمل عيد موطني وديني ..
انخفضت درجة الحراره وهي تراقب هاتفها ..
لقد مر اسبوع كامل مع احتمال سقوط الثلوج ...
شدت على معطفها وهي تراقب السماء لفتها نشاط ما حول اضاءة الشارع انها تثلج حقا ....
مدت كفها للسماء وقد قرصتها برودة رقاقات الجليد المتباعده ...
فتح باب جيرانه وخرج طفلا في السادسه يصرخ بحماس ..."داد اتز سنونغ ...."
:
:
=ابي انها تثلج ..
:
:
التفتت اليه مبتسمه وقد نهاه ابيه بمحبه ليكون حذرا في خطواته ..
لتساقط الثلوج في هذه الوقت قيمه عاطفيه لعيدهم هذا ..
:
:
خرج اجمع قاطني الشارع واناروا مداخلهم وباتو يوزعون على بعضهم الكاكو الساخن ..
فتحت باب منزلها ودلفت اليه تفتقد حقا سكاكا ومنزل ابيها القديم ..
مؤخرا قد اشترت هي بدخلها لامها منزلا في حي جديد صغير فخم ومرتب ويليق بها ...
راقبت هدوء المنزل حولها وهي تصعد للطابق غرفتها ...
رمت بجسدها على السرير تأملت نقوش الحائط الكلاسيكه بعقل شارد بلا تفكير ..حتى رحم جفنيها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد انهى للتو اخر عمل كلف به ..
لطالما استغرب من حوله منصبه وعزاه لمكانة اخيه القبليه والتجاريه ..
الا انه وصل الا هنا بمجهوده وتعليمه ..حتى ان لم يكن يبين عليه عمره فهو يبدوا بسن جسار وبل اصغر الا ان عمره 37 عاما ..
يشبه اخيه في كل شيء الا في ملامحه ..فيشترك معه سماره وضخامة هامته الا انه يبدو كأعادة احياء ونسخه اجمل من اخيه كساب الراحل ..
:
:
وبعد ان يأس من الامل في لندن ..ترقى مؤخرا لمنصب في السفارة السعوديه في كندا ..
لبى عزومة غداء كان قد خصه به قسمه ...وعاد الى مكتبه ليجمع بقية اغراضه ...
ابرد كائن قد تحتك به ..قد يأخذ صمته اسبوعان دون ان يلاحظ لكن لا شيء جدير بالكلام هنا ..
لطالما كان هادئا في كل مايقوم به وفي منظره الفخم المرتب ..
وهندامه الانيق ..
ماديا يملك تجاره و اصطبلات تغنيه عن كل هذا لكنه يريد ان يعمل فأعطى كله لوزراته ..
حمل حقيبة جهازة المحمل على كتفه وكتابن كان قد تركها في مكتبه في يده ..
وقف في المصعد يتأمل الارقام تنقص..
لطالما كان عقله خاليا من أي هم وتفكير لقد اقصى نفسه منذ زمن من كل اساليب الحياة وصراعاتها فعاش هادئا بعيدا ..
وكدبلوماسي سعودي هدد ذهابه للعراق منصبه الا ان الترقيه كانت لصالحه فهو يليق تماما بالمنصب ..
كأسم و كدراسه و كمكانة عائله ومنصب ..
:
:
وضع ما يحمله بجانب بقية اغراضه مؤخرة السياره السوداء الضخمه التي يكلف شرائها ثروة ..
عدل من غترته التي لا يغير شخصيتها يميل عقاله كعادة ابناء منطقته التي مهما ارتحلوا لا يبدلونها ويتركها منسدله ويضع طرفها الايسر على كتفه الايمن ..
:
:
بثوبة الاسود وساعته الرماديه وكل هذه الاناقه الصاخبه وهدوءه المؤلم ..
بكل الفراغ في نظراته و قلبه ..
بكل القرابين القديمه المعلقه على عتبات صدره ..
كان فياض لا يعرف عنه شيء ابدا كشبح يغرق بين الناس ..
كأستفهام في صفحة بيضاء ..
تعرفون ان هناك اشخاص يتممون الامور لكن لا تعرفون من هم ..اشخاص مهمين لا يعيشون مثلنا يسكنون الشقق الفاخره في الابراج السكنيه المطورة ....الشقق العصريه المرتبه وبدون عائله و اهل وحياة ..يقتونن السايرات السوداء الفارهه المظلله ..
آلات العمل الفخورة ..المتفانيه ..
:
:
:
فتح باب شقته الرمادي أمر العامل خلفه ان يدخل اغراضه ..اعطاه اكراميه ومن ثم نزع غترته ..
عدل شعره الاسود الفاحم ذو القصه الاعتياديه النظيفه ..
وهو يجلس بقرب الواجهه الزجاجيه الضخمه التي اطلت على وادي الاسمنت مدينة الرياض الرتيبه ..
لطالما احب الواجهات الزجاجيه الصامته التي لاتخبئ شيئا لم يكن هناك مايخبئة والجدارن تخنق خياله ...
:
:
كتب ..كتب ..كتب ..كتب ..اكوام منها ..الكثير منها ...امواج وجبال وعوالم منها ..
مالا يعرفه احدهم انا هذا العتيد يمتلك شركة نشر عصريه تساند الشباب المبتدئ ..
المسودات حوله تغطي المكان والطاولة الضخمه امامه وتحتها وجميع جوانبها ..
فهو لا يرضى بالكتابه الرقميه ابدا عليهم ان يطبعوا المسوده و يتحسس الورق بين يديه ليبدي رأيه ...
فتح اعلى زر في ياقة ثوبه فحرر جلوسه ..
استند على الواجهه الزجاجيه وهو يوجه ريموت التحكم لمشغل الصوت ..فأطلق ذاك صوت صديق وحدته طلال مداح ..
لا يطيق الجلوس على المقاعد فهي تقيده فيقرأ بالساعات و يغير وضعيته كل لحظه ..
قلب مسودة كتاب في يده الا ان الملل هده ..
تثاوب وهو يتركها من يدها ..تناول كتاب قديم بغلاف عودي و اخضر وخط رقعه ذهبي تعود الطبعه لخمسينيات القرن ..
فتح حيث توقف وبدأ شغفه المعتاد تلخيص الكتب للأقل خبره ..
تناول جهازه اللوحي وفتح مدونته التي عرفت بأسم دار نشره ...
كتب ما لخصه اليوم ومن ثم اغلقه تذكر انه لازال يرتدي عدساته ..
اخرج علبتها من جيبه وبتمرس ودون مرآه أخرج واحده تلو الاخرى ..
فضعفت رؤيته وتداخلت حدود الاشياء امامه واختفت ..
مد يده لنظارته على الطاولة بين الاوراق وقد حفظ مكانها ...
ارتداها فتغيرت ملامحه ..و اختفت حدتها ..
متعايشا مع نظارته وعدساته لم يفكر يوما في العلاج الا انه مؤخرا بات ينساها في عينيه ..
:
:
تنهد وهو يغلق كتابه ....نزعها مدلكا جفنية بتعب ..وقف يمشي مترنحا واستقام بعد ان اعادها على عينيه ..
نزع ثوبة و بقية ملابسه ..
الجو دافيء نسبيا اليوم ...رمى بجسده على السرير ..
سريره الوافر الضخم ..في شقته التى لم يطأها ادهم يوما سوى خادمه و اخيه و ابناءه ...
ما ان اغمض عينيه حتى استغرق في نومه ..
وكل الاحزان المنسيه تداهمنا وقت نومنا فلا تشكو سوى الوسادات ..و شكواها الصمت..
:
:
رجل مكتمل في السابعه والثلاثين بشخصية منعزله وغامضه لم يشارك يوما انثى اهتمام او جسد ....
أي الوعود هذه التي تقيده ؟؟....اي وفاء هذا الذي يمتهنه ؟؟..
:
:
أي فياض هذا...؟؟ فياض الاسم الحاظر والوجود المعدم المستثنى وقد ابتعد عن حياة الجميع الا حياة اخيه الوحيد الذي تبقى اليه ..
حتى امه ...لم يكن يوما صديقها ..وبعد حربها عليه ..لقد اقنعها بطريقته التي انتقصته في عينها لكنه قد اقنعها لن يثنيه احدهم عن وعد قطعه ابدا ولو كان الثمن موته ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم فقط شقته خاليه من أي عقاقير قويه و أي احتياطات مشدده ..
عليه فقط اني يبقى المكان نظيفا ومعقما فلا زالت مناعته ضعيفه وعليه ان يتغذى جيدا ..
غيابه اجل تقاعد زميلة عمله الا ان عودته للمستشفى اعادت الحياة الى روحه ..
فقد انتدب الى الجحيم اخر 6 سنوات استسلم و ضعف و نهشته وحدته الا انه قاوم ليعيش بعدها لازال هناك الكير لم يفعله لازالت هناك اشياء جميله يتشاركها مع هذا العالم لقد تولد في قلبه شغف وبات قويا وهزم مرضه ...
:
:
لقد شخص يوما بسرطان الرئة ..الذي اثر على عظمة ساقه كان استئصال العظم هو الحل ..
لم تساعده صحته للتمرن بعد على طريقة مشيته واكمال علاج رجله ..
الا انه يشعر الان بأنه بخير بات يستطيع ان يعيش يوما بنشاط طبيعي دون الانهاك المرهق المبالغ فيه ..
وقف امام المرآه الضمه في ركن غرفته البيضاء النقيه ..
نحول جسده في تحسن وقد كان في يوما لا يستطيع الوقوف لشدة ضعفه ..
لقد زاد ثلاثة كيلوات في اسبوع واحد فقط وهذا دليل على شهيته التي باتت مفتوحه ..
شحوبه المخيف ..الا انه بدأ الدم يدب الى ملامحه مؤخرا ...هالات عينيه السوداء التي تغطي محاجره وحول رموشه السوداء الكثيفه ..
بدأت تتلاشى ..
شعره نما مجددا منذ ستة أشهر ..
واختفى ارتجاف اطرافه ..
حرقة قلبه ودمه و احشاءه الآلم القاتل المستمر ..
النزيف ..حالات الاغماء وفقد السوائل ..ملازمة السرير لأشهر والعجز ..
لقد اختفت ...فقط من كان جانبه بعد الله كانت روحه الوحيده ..
لم يكن يتوقع يوما ليعود واقفا على رجليه...بعد ان فقد الامل في شفائه قبل سنتان ..
وقد عاد انتشر المرض حينها في أجزاء من رئته..
لم يكن يوما مدخنا ولا مدمنا للكحول وقد عاش في منطقه نظيفة طوال حياته لكن سبحانه ربي ان احب عبدا ابتلاه ...
لقد شهد الماضون بصحته وقوة جسده وضرب به المثل يوما ..
لكن الحمد لله ..
بخطوه عرجه واسعه القى بنفسه على سريره ..وقد تحرر من ماضيه الذي لاحقه مطولا ..
لكن قلبه احمق لن ينسى بكاءه يوما ..
فالقلب الباكي لن يتمالك نفسه يوما ابدا ..
:
:
:
جر غطاءه فوق صدره ..بسرير منفرد لم يقتنع يوما ان يقتني سريرا مزدوجا كتبت عليه الوحده منذ ان ولدته امه ..
الماضي ..آه منه ..النقص ..الاحتياج ..الشباب ..الرغبة .. و الانهزام ..
انه في منتصف الاربعين الان ..
لقد ودع شبابه منذ ان اصيب بهذا المرض المميت ..
امله بربه كبير لكنه هناك احتمال ان يعود له يوما مباغته وينهي حياته حينها سيكون مستعدا وقد انهى اماله و طموحاته و انجزها ..
سيخدم الانسانيه التي عذبته ..ليس هنالك شيئا يعيش لأجله ..لا عائله ولا ذوي قربى ..فقط هو و وحدته التي سخرها لمساعدة من يمرون في نفس حالته ..
:
:
هل تعرف تلك الايام التي تعيش فيها سوى ليمارسك الآلم كانت تلك كل ايامه ..
كانت سعادته في شيئين فقط و غادرته منذ زمن ..
تعلم ان لا يأتمن لأحد ..
انه اكثر انسان اسود وحزين ومحمل بعقد الماضي..
لكن تعلم ان يتجاوز كل هذه القباحه ..
تعلم ان ينقي قلبه ..
ان يمارس الجمال في كل نواحي حياته وينسى ما كان ..
وبالفعل نسي ما كان لكن لازالت دموع قلبه تنهمر ..
القلب لا ينسى ابدا ..
:
:
:

أرتجف رغم دفء المكان لازال جسده ضعيفا يحتاج للمراعاة ..
لقد اعتاد على الاعتناء بنفسه ..
فرد غطاءه الثاني الذي احتفظ به في طرف السرير فوق جسده النحيل الضخم ...
أغمض جفنيه المنهكه ..فلمح طيف ملامحها ..
:
:
لم يفتح عينيه يهرب منه ..بل ابتسم بحسرة ..
هناك مايبلل وسادته..
و اعوذ بالله من دموع الرجال ...
من حزن الرجال و كمدهم ..
:
:
:
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::::
على غير عادتها استيقض فلم يجدها بجانبها ..
رفع معصمة كانت الساعه الثامنه صباحا ..
لقد مر اسبوع منذ الحادثه ولازالت حزينه بل ان انغلاقها اشتد ..
مع وجود جسار خف قليل من الحمل عن عاتقه ..
فذهب بدلا منه الى مكه ..
لقد كان هذا مكانه من الاصل .....
:
:
:
جال الغرفه فلم يجدها غريب ان يمكن ان تكون ..
راقب قميصها الاسود معلقا ..وجودها الانثوي يغمر كل حواسه ومحيطه ..
:
:
ان يمكن ان تكون وقد تركت هاتفها هنا ..
:
:
:
:::::::
::::::::::::::::::
لقد عرف دوما بأن يومي الاربعاء والخميس ماهي الا ايام عائليه يخلو المنزل الكبير من ايا من رجاله ومساعديه ..
:
:
وقفت امام باب الاسطبل الضخم ..
تذكرت الرقم الذي ادخله بسهوله فهي تحفظ كل مايتعلق به ..
طوال الطريق من المنزل حتى الاسطبل احست بنقاء يداهم عقلها وقد ابتعد عن المنزل و جوه المشحون الغير مفسر ..
:
:
دخلت الاسطبل وهي تحس برهبه ..
أي شيء يخص ذاك المثالي يشعرها برهبه أي مكان و وجود قديم له يسقط على قلبها اشعة حضورة المهيب..
:
:
لا زالت ترتجف لمنظره بكامل اناقته ..لا زالت تشعر بأنها لا ترضيه ..
ولا تليق به ..حتى وان نسيت نفسها معه للحظتين الا ان ما ان ينتهي كل شيء وتراقبه نائما بطريقته الغريبه بجانبها حتى تبدأ الوساوس تباغت عقلها ..
أ يعقل بأنها بدأت تحبه ..؟؟فأصبحت تخاف من وجهة نظره ناحيتها ...؟؟
لا ..لم تحبه فقط انه فاتن للغايه ولا تتمالك نفسها في وجوده ..
اقتربت من فرسها ..لولا انها لمحت خيلا اسودا وضخما وعربيا للغايه ..
اسود تماما ولامع وقد اشتدت عضلاته دليلا على قوته وتمرسه ..
لا يبدو أليفا وهو يصد عن حركتها في المكان ..
اقتربت متطفله منه ..
هذا الكائن الاجمل على وجه الارض سبحان من سواه ..
وما الخيل العربية الا امتداد لأصالة وشعر وقهوه وحميه ..
و ما الخيل الا هوية عربي وصلة بالصحراء ..
ترددت في ان تمد يدها له ..
وقد ابتعد ذاك لاقصى مقصورته ..فكما يبدو بأنه عدائي للغايه ..
:
:
وكأنها تحدث نفسها همست له بأحتقار .."أحسن برضك ...رجال ..."
:
:
قالتها حنقه وهي تتجه لفرسها الفضيه ..مدت يدها فعرفتها تلك مقتربه ..
قبلت ما بين عينها وهي تمرر كفها على رقبتها ..
رفعت رجليها على باب المقصورة وهي ترتب شعر تلك الناعم ..
حدثتها وكأنها تحدث صديقه كما وجهها ذاك ..
" وحشتيني يا جوزى .. يا جمالك ..بس طبعا ماراح اركب عليكي خلينا كذا حلوين ...نفسي اخرجك اعرف شعور الخنقه ..بس ما اعرف كيف ...جوزى انا تعبانه بجد ..كادي وحشتني ...جاهده هم على همي ..."
:
:
ركستت للحظه وهي تسرح في ما تفعله بشعر تلك ...همست بشيء من حيرة .......تنهدت "و ثلاب ...ثلاب حنون انتي شفتي كيف يضمني ..احس ما ودي اطلع من صدره ...لكن ..مكاني ..احس بأي لحظه ممكن يقولي خلاص مع السلامه ..احسه زي ...امممم ..كيف اقولك ...يعني كأني ..ما ادري ...يعني كأني تسلاية وقت محدد وبعدين خلاص ينساني واقعد في غرفتي يوم كامل يومين لحالي ..تعرفين لو نايف سوى هالحركه بالعكس بالطقاق ويوم المنى عندي يخرج و ينساني ...بس ثلاب ..لا ..زي جرح لانوثتك انه في رجال زي ثلاب وما يهتم لك ..
يعني انا ما اشوفه الا سته ساعات بالكثير في اليوم ..وكلها تروح نوم ..يقوم يصلي افطره يخرج ...يرجع اخر الليل و ينام ..انا في حيرة مع ثلاب وامه وبيته واموره وعياله مو فاهمه شيء احس فجأة من بعد يومي اللي ما اقابل فيه الا كادي ..اقابل كل ذيلا ومحد راضي يستقبلني ...وانا اللي مايستقبلني اصير شرسه معاه لا اراديا ...بعدين ياجوزى لاحد يلومني انا سنين عمري كيف قضيتها غصب راح اكون شرسه..بس وربي كلمة وحده من طرفهم وانسى كل شيء ..انا بأمكاني اقول اش عليا منهم وبالطقاق ..لكن كمان هما اهل ثلاب ..وانا نفسي ارضيه في حاجه ..وكمان هوا مايترك لي مجال ارضيه في شيء او اتواصل معاه قيادي جدا ...حتى في الامور العاطفيه ...."
:
:
تأملتها تراقبها بأهتمام ..وكأنها تفهم وجعها وشكواها ..
ضحكت مع نفسها برقتها المعتاده .."وانا اكلمك ليه ...هو انت تفهميني ..."
:
:
سمعت صوتا ذابت له قدميها ..وقد نهر ذاك احدهم خلفها بصوته الجهوري المميز ..."عساف ...."
:
:
لقد كان هنا منذ البدايه ولم تنتبه له ..يالحماقتها ..راقبتها بخوف ..أ تراه سمع ما باحت به ..
ل يلقي لها بالا وهو يحاول التفاهم مع الخيل السوداء العدائيه تلك ..
يليق به حقا ..
ألتفت اليها ..أشار بعينيه على فرسها ...."ماتبين تركبينا ...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..."لا بس ابا اطلعها .."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."زين طلعيه ...."
:
:
التفتت لفرسها ..."كيف ؟؟"
:
:
خز كتفيه ببديهيه .."فكي الباب وكلميه وهي تلحقتس ..."
:
:
قالها وهو ستند بخفه بأحد رجليه على الجدار وهو يثبت خيله بيديه رفع نفسه واستقام فوقه ..
انه يتجاهلني كعادته ..راقبت خروجه من المكان فوق خيله ..
شامخا و وقورا ..و غامضا صامتا حتى النخاع ..
:
:
:
فتحت باب مصقورة فرسها الثقيل بصعوبه ..لم تحتج تك وقتا لتفهم بأنها تريد ان تلحقها ..
خرجت من الاسطبل وهي تضع يدها على رقبة فضيتها الثمينه ..
لم تجد له اثرا يذكر ..
هل يعقل بأنه سمع كل ما قلته انا الحمقاء التي افضي بسري لفرسي ..
أ لهذه ادرجه بت وحيده ..اريد حقا ان اتخلص من كل هذا ..
وكلما طلبته الذهاب الى كادي بادرني بصمته..
وكأنه يقول لي الامر كله بيدي ..
:
:
:
كانت سارحة تمرر يدها في شعر فرسها وتحدق الى اللاشيء..
حينها وقف بالقرب بجانبها على خيله الضخمه السواء ..
سألها ..."تبين رسن لاجل الفرس ...؟؟"
:
:
راقبت هدوء ملامحها العملي ...قبلت فرسها فأمالت تلك رأسها ..."لا ما ابا اركبها بس كذا حقضي وقت معاها ..."
:
:
:
لم تفهم بما همس وهو يتجه بخيله الى الاسطبل فهرولت ورأه فرسها خانعه ..
مما يعني ان هو من روضها ...
لم تلحقه وفضلت وحدتها وهي تتأمل المكان الشاسع والبرودة تقرص أطراف جسدها ..

تكتفت وهي تأخذ نفسا عميقا ..نفثته باردا ..دمعة تحدت خارجا عن ارادتها ..
عن كل الامور التي تعاكسها ..
التفتت الى قدومة وهو يمسك رسن فرسها بيده ..
ولازال على خيله السوداء مستقيما ..
أمرها بهدوء .."أركبي يا سلطانه ...."
:
:
:
لم تحتاج لمساعدته هذه المره وهي ترفع رجلها على مكانها المتصل بالسرج بخفه ..
عدلت من جلوسها فوق فرسها ورائحة ملمع الجلد تفوح مع كل نسمه تهب ..
:
:
نظر الي يدها يأمرها ان تقلده وهو يشد رسن خيله بين كفيه بتمرس ..."شديه بين يدتس ..وين ماتبين تروحين شدي ..يمين ولا يسار ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تطبق ما قاله لها ...
راقبت صمته وهو يتقدمها ..لم تتقن كيف تتعامل مع فرسها الا انها لحقته تلك بهدوء بدون الحاجه الى امرها ....
لقد سمع كل ما قالته ..
انها لا تعرفه من قبل لتيقن بأن هذا طبعه ..
أحزنته غربتها ..فالغربة شكل من اشكال الهزيمه ..
:
:
التفتت اليها كانت تحدق بالافق التي تنذر عن هطول امطار قريبه ..
وقد اسودت السماء ..للتو كان الجو صحوا لكنه موسم لا يتنبىء به ..
كانت الريح تحمل شعرها عابثة ..
كاد ان يقسم بأنه لم يرى شيئا اجمل من هذا يوما ...
:
:
:
عجز حقا عن التحدث معها انها حصينه ...... كما انه لا يعرف ما يقول.........
:
:
ساعدها في النزول عن فرسها وقد بدأت زخات المطر تصدر صوتا طفيفا مصطدمة بصفائح سطح المكان ..
:
:
راقبته يعتني بخيله الخانعه له ..بينما هي تمرر كفها على جبين فرسها الناعم ..
:
:
تأملته للحظه المسافه تتباعد بينهم مع كل موقف جديد ..
احيانا كثيرة تشعر بأنها منبوذه منه ..
لا تنكر بأن هنالك لحظات عاطفيه بينهم تذيب قلبها كأنثى ..
:
:
لكن هذا لا يكفي ..لاتفسر شعورها ابدا ..هذا رجل صعب حقا..
:
:
ازعج همسها لدواخلها تساقط المطر الغزير ..ألتفتت الى البوابه ومن ثم التفتت اليه كان لازال يعتني بخيله الضخمه ..
متجاهلا ما يحدث حوله وقد انعدمت الرؤيا في الخارج ..
:
:
جفلت فرسها لصوت الرعد المدوي في الخارج ..
أبتعدت عنها لم تعرف كيف تتصرف معها وقد هدأت تلك بعد لحظه ..
:
:
ألتفتت اليها يراقب الوضع ...همست له وهي تشير للخارج ..."كيف حنرجع البيت..؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."ننتظر لين يخف .."
:
:
قالها وهو يتجه الى لوح التحكم بالاضاءه والتدفئه ليضبطه بما يناسب خيوله الثمينه ..
فتح الاضاءة البيضاء القويه فأنار المكان في لحظه ..
أنزعجت حدقتيها التي ارتاحت في الظلام ..اغلق الباب حتى نصفه ..
ومن ثم جلس على كرسي خشبي طويل بالقرب من صفوف أسرجة خيوله ..
:
:
راقبت صمته كان بعيدا عنها للغايه مكانا و قلبا ..
وجدت نفسها تتأمله لمده طويله بينما هو سكونه اغرق المكان فحتى ضجيج هطول المطر بدا كخلفيه لهدوءه الهادر ..
:
:
التفتت لصوت خطوتها تقترب منه..كانت الارضيه قد ابتلت بالقرب من الباب المفتوح نصفه ..
:
:
لم تكن تنظر اليه وقد اقتربت منه تأملت انعكاس الاضواء على بقعة مياه على الارض ..
:
:
رفعت عينيها اليه كان يتأملها بلا تعبير يقرأ ..
مدت اناملها الطويله تلمس كفه التي اسند على رؤوس اناملها جبينه ..
عبثت في انامله قليلا ..شدد على قبضته يحتضن كفها ..
:
:
:
في الواقع سلطانه انثى شاعر .. لاتليق بكتوم مثله ابدا ..
ففي كل حركاتها وهمساتها بيوت غزل يتيمه ..
تنتظر من يكملها ..فيؤلفان موقفهما قصيده ..
:
:
كانت تعض طرف شفتها السفلى في حيره وهي تتأمل يده السمراء ..
أغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا ..أقتربت لتجلس في حجره لم يبدو متفاجئا وقد اعتاد قربها مؤخرا بل ادمنه ..
:
:
أطرقت رأسها تدفنه مابين رقبته وكتفه ..أغمضت عينيها وهي تغرق برجولته الأخاذة ..
:
:
مازال محتضنا كفها فوصلها سحر وقربها جنه ..
سهلي الممتنع ..الرجل الذي لا يبخل على بأي شيء الا بمشاعره فهو شحيح منقطع ..
:
:
:
حاول فتح حوار ..."القابله وعدت العيال نروح حايل ..تخاويني...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..وهي تمرر سبابتها على حاجبه الايمن ..."يتضايقون الاولاد بقربي بعدين ما اقدر اترك جاهده ....بس بجد ودي اخرج معاك ..."
:
:
في كل لحظه يضن بأنه يراها لأول مره ...تأمل جمالها القوي ..."ناخذ جاهده بعد ..أشقولتس ...؟؟"
:
:
أبتسمت لأصراره الكريم ..."و اولادك ...؟؟"
:
:
رفع حاجبه ..."أشنوهحم ؟؟"
:
:
أبتسمت للهجته التي تعشق ...فهي صله قويه بأمها والماضي الجميل ..."سلامتهم ..بس مايستحملوني خصوصا جسار ..."
:
:
هز رأسه بالنفي بشيء من ابتسام لا تعلم هذه الجديده أي من مكنونات ابناءه ..."لا توهمين ....قلتها وان شاء الله القابله بتباتين في حايل ..ها ؟؟"
:
:
عدلت شعرها بيدها الحره ..."قلت لا اله الا الله ...ونشوف حايل أخيرا ..."
:
:
انها فخمه معتزه بنفسها للغايه فتتحدث عن نفسها بصيغه الجمع انها سلطانه بالفطره ..لا تليق الا بهذا المقام ...
:
:
وبعد لحظه صمت همست متسائله..."وعمتي بتروح ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."اكيد بنات اختا فيذاك ..."
:
:
تغيرت ملامح منذره عن عدم الارتياح .."أجل بلاها الجايات اكثر ..صعبه اخذ جاهده معانا وكمان عند اهلها ..خلا هي ماترتاح في وجودنا ..نعوضها ..."
:
:
خجل للحظه من قسوة امه الغير مبرره ..."ما بوه خلاف ..اومي عند اهلا وحنا بالمحميه مالتس ومالا ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأعجاب وهي تعض طرف شفتها السفى من الداخل مبتسمه ..."تقولي محميه ...اممم ...لا وجبت الروحه بس اوعدني ما حتتضايق عمتي ...طيب ..."
:
:
هز رأسه برضا ..."طيب وطيب خاطرتس فوقا طلبه ماترد ..انتي اطلبي ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي تهيم به ..."ابغي سلامتك ..وسلامتك ..وسلامتك ..و فوقها قربك و رضاك ...ولا ابغى غيرها طلب ..."
:
:
أعجبه ردها وهو يغير الموضوع ...."دمتي سالمه ....وزاف بيت "قالها وهو ينظر للخارج ..
:
:
غضنت جبينها لم تفهم ما قاله ...أبتسم لها ...شارحا مقصده"المطر ...وزاف بيت ...عنيت ان المطر غزير ...."
:
:
:
وصل المعنى لها ..."آآها ...ملاحظتك تتكلم معايا بألفاظ سهله ...عكس عمتى واولادك ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."لاجل اعرف اوصل لتس هرجتي ..تعودت من كثر ما احتكيت بالخلق ابسط الحتسي ...لكن والله لو هرجتس بهرج ابوي وجدي ما هنالتس علم ..."
:
:
:
أبتسمت له فسعادتها في جمله مكتمله يحدثها بها بعد طول صمت ..."يابعد حيي ..جعلني ما ابكيك ..."
:
:
رقة لهجتها وبساطتها السمحه تلفته ..لكن ما يعشقه هو عندما تفلت منها عبارات امها القديمه دون قصد ..
هذه الانثى هم محبب..و حمل جديد ..
هذه الانثى مغامره لم يتوقعها يوما ولم ينتظرها ..
هذه أنثى على هيئة هديه ..
:
:
لم يتمالك نفسه وتجاهل المكان و هو يقبلها فما أصعب البعد عن شفتيها ..
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::
:
:
:
كانت تجلس في الاريكه الملحقة بالنافذه الضخمه وقد راقبت انعكاس ضوء الشمس المتسلسل بين الغيوم على قطرات المطر الملتصقه بزجاج النافذه ..فتترك ظلا وضوءا على ساقيها العاريه ..
:
:
هاتف امها مغلق وهي لا تحفظ غيره ..فليحفظها القدير ..أسأل الله ان تكون بخير ..اريد فقط ان أطمئنها بأنني قويه وسأجابه كل هذا ..
الا ان الحزن تمكن مني واشعر به يخنق قلبي ويشد قبضته على روحي ..
البعد عن امي ما هو الا قطعه من جهنم تزرع داخلي ..
:
:
تركت الهاتف من يدها بعد ان ضعفت بطاريته وهي تطلب رقم امها منذ الفجر ..
رتبت شعرها وهي تصففه في جديله طويله لن تشبه ماتصنعه امها به ابدا ..
:
:
:
لم تعد تراه منذ اسبوع في المكان ...أ تراه نساها ورحل ..؟؟
:
:
منذ ان وجدت لها غرفه خاصه بها في الطابق لم تعد تغادرها ابدا ..
لم يعد لشيء طعم وفقدت الحياة الوانها ..
واليأس سيطر على مشاعرها ولم يعد بالقلب حيله ..
البعد والغربه بدأت تنهشها صامته ..
و افتقدت انفاسها ارض العراق و هوائها ..
والارتحال عن العراق اكبر غربه و أشد مصيبه ..فهي أم تشد ابناءها لحضنها مهما ابتعدوا ..ماذا لو كان رحيلها غصبا ..
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لقد مر اسبوع العلاج ولم تره بعد غير تلك المره ..لم تحتك سوى بالأخصائية المسئولة عن حالتها ..التي ذكرت بأن طبيبها المدعي سيقيم الحاله بأنتهاء الاسبوع القادم ..
:
:
:
نهت نفسها كثيرا عن التفكير به ...من الممكن ان يكون تشابة اسماء لا غير ..
وما ادراني انا بكايد هذا ..
لكن لهجته من اصل سكاكا الجوف ..وملامحه ...نعم ملامحه الجميله التي نحتت في ادراكها منذ اول صورة لمحته فيها ..
من يكون هذا الرجل ما قصته ..
و ما علاقته بفياض زوج عذبى ...؟؟
لن اخبرها حتما بوجوده ...لربما هي لا تعرفه وان كانت تعرفه ما موقفها مني ان اكون اعرف عنه وانه صديق لعائلة زوجها ..
وما دخلني انا في كل هذا سامحك الله ياطبيبي ..
لقد اقتحم كل تفكيري وشغلني ..
يالوقاره الساطي ..
كلما اقترب موعد لقائي المقرر به يعترني توترا وخوفا لذكرى قربه ورؤيته ..
فهو من ذاك النوع من الناس الذي لا تود ان تراه مرتين كي لايضعف قلبك ..
:
:
:
قلوبنا محتاجه ..و ضعيفه منقاده..علينا فقط ان تعلم كيف نسيطر عليها..علينا فقط ان نوبخها ..
لكن لنتذكر أنها عنيده للغايه ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:44 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء العشرين ...
:
:
:
:
:
"بين ضلوعي مقبره .."
:
:
:::::::
لقد مرت سنه منذ زواجها ..كانت مزدحمه بسنتها الدراسيه الاولى في قسم صعب كالفيزياء ..
وتغيرت حياتها جذريا ودمرت أحلاما وبنت احلاما ..
الا ان الوضع اصبح لا يطاق ..من ناحية كرامتها لأن قلبها لم يعد يأبه لأحد ابدا ..
:
:
:
وقد توصلت للقرار هذا وبات يكبر في عقلها منذ اربعة أشهر ..
راقبت ابيها اكبر اعمامها يحدث عمها من يليه مباشرة في السيطرة و تشابه العقول ..
رفعت عينيها للتلفاز الضخم الذي كان افخر الانواع أنذاك ..
كان الصوت مختوما الا انها قرأت شفتي الفنان بالاغنيه التي لها ذكريات كثيره في حياتها ..
قالوا ترى ..
:
:
قالوا ترى مالك أمل في قربها لو يوم
أبعد وجنب دربها وهذا هو المقسوم
قلت اتركوني واسكتوا خلوا العتب واللوم
قدني غرقت في بحرها ولا عاد يفيد العوم
قالوا تروا في حبها ويل وأسى وهموم
قلت إن قتلني حبها حسبي تقول مرحوم
قالوا لي أنسى ذكرها منت بها ملزوم
قلت ابشروا يا عاذلين بنسى لذيذ النوم
قالوا بتلقى غيرها واترك هواها اليوم
قلت العفو يا حاسدين ما أبدل قمر بنجوم
قالوا لي لغيرك حبها. قلت الجواب مفهوم
دام إنها متهنية شلون أصير محروم
بقضي الليالي انتظر صابر على المقسوم
متعلقٍ بطرف الأمل يمكن يجيني نوم .....
:
:
:
انهمرت دموعها وهي تراقب مكانا من المجلس حمل وجوده يوما ..
لقد نسي عمها و ابيها وجودها لشدة هدوئها وصمتها همست فجأه بما كاد ان يوقف قلبيهما ...
"يوبا ..أبي اتطلق ..."
:
:
لم تستوعب صفعة قويه حركتها من مكانها ...
وابيها ينفجر بها غضبا ..."وشو ...تتطلقين ...منهو انتي لاجل تحتسين بالطلاق ...نسب شيوخ ذا ماحسبنا يوصلنا تقولين بأتطلق ...والله ان هوجس بها خاطرتس ...هوجس ها...لأدفنتس حيه ..طول ما راسي يشم الهوا ماحدن متطلق منكم ابد ....تبين تلبسنا عارتس ياقليلة الحيا ..."
:
:
:
كانت عينيها قد تحجرت بدموعها محدقه بأبيها و جسدها يرتجف بلا هواده ..
هنا تدخل عمها ..."والله يابنت امتس كان طلقتس لا ازوجتس صبيي ابوتس مثل مازوج ابوتس عمتس صفيه صبيه ...تسمعين .....قليلة الحيا ...نسب شيوخ ذا .. تجيهم الحريم في المجالس عطيه عمرهم ماخطبوا ..ويوم خطبوتس ونفعتنا مره في دنيانا تقولين ابي اتطلق ...تموتين هاه ..تموتين يقتلتس يمريتس للكلاب ويحط فوقك ثلاث ولا تفتحين ثمتس سامعه ...أقهرهتس بالله جعلني اعزي بتس ...."
:
:
:
لم يكفيه هذا بل شدها من شعرها لتقف ...هددها ..."أنا وراتس ياحزينه ...ان شاء الله ليوم ربي ياخذ روحتس طلاق تحلمين بوه ..."
رماها بكل قوته على الارض ..ارتطمت بها متألمه ..
رفعت عينيها الكسيره لأبيها يرمقها بنظرات غاضبه ملتهبه ..
تكرههم للغايه ..تكرههم وتتمنى فنائهم لقد انهوا حياتها وحياة اخواتها وعمتها من قبلها ....
وكانت لعنة ابيها ان لا يخلف سوى فتيات حتى مع محاولات زواجه المتكرره كان لا يخلف ابدا وهي اخر من خلف ..
ويصب كل سخطه عليها ..
كانت لعنته في الدنيا بما يكره ...و لا يدري ان في خلفته للاناث الجنه ...
:
:
هي الوحيده من نجت من الزواج من ابناء عمومتها مع الخطبه الغريبه هذه..والزواج الملكي الذي كان اعمامها و ابيها يحلمون به ..
و اكمالها دراستها لم يكن سوى طلبه ..وتعلق ببشت من قبل جدتها رجت بها ابيها ..
:
:
:
لكن حياتها تدور وتعود لنفس البدايه تسلطهم المريض يكبلها حتى لو كانت في منزل زوج ..
:
:
:
مرت السنوات لتتأقلم مع حياتها ..فجهنم فياض ..ولا جنتهم ..
على الاقل هي حره الان ..لقد طلق ابيها امها ورزق اخيرا بالصبيه ..
تتواصل مع المجتمع بأريحيه ..بل هي من يعتمد عليها اخواتها وبناتهم في كل امور حياتهم التي تحتاج لمعجزة لتلبيتها ..
:
:
تبدل الزمن وتغيرت الافكار ولازال ابيها وعمها يمارسون تسلطهم الجاهل ..
قد تكون بنات اخواتها الاربعه فقط هن من اكملن دراستهن لكن تحت تشدد مخيف من اهلهم ..
الوحيده من نجت هي "رها " ابنة اختها راجيه التي سكنت جده بعد زفافها فأبتعدت قليلا عن كل هذا ..
:
:
:
تنهدت وهي تمسح دموعها اليوم متعب حقا ..وكل الفقد القديم يعود لها ..
عدلت من غطاء رأسها ..اليوم التعب يبين على وجهها لذا ستؤجل زيارة كادي ..التي كانت ربما تنويها اليوم ...
نزلت السلم وهي تعدل من حملها حقيبتها الثقيله ..
أخر من توقعت رؤيته اليوم هو هذا ..
مصدر مللها وسجنها وعذابها وكرهها ..
تكرهه للغايه ..
لاتطيق رؤيته او سؤاله او حديثه ..
المخيف ان هذا الفياض لا تخطو خطوة الا وقد علمها قبل الكل ..
مسيطر على امور حياتها بشكل مخيف ..
:
:
كان يهم بفتح باب غرفته رفع عينيه اليها تقف اعلى السلم ..
القى السلام عليها ببرود ومن ثم دخل غرفته ..
:
:
كانا معتادين على كل هذا ..دوما ما يأتي ويلبث معها مده اثناء دراستها ..
لكنها لاتعلم عنه أي شيء ..ولم تكن تعلم بأنها سيبقى في تورنتو طوال مدة حياته العمليه التي سيقررها ..




:::::
:
:

::::::::::
كانت سارحة طوال طريقها الى محطة الترام نهاية الشارع ..
اليوم الذكريات تحملها الى الماضي مصرة ..
:
:
:
دخلت اختها راجيه اجملهن الغرفه وكانت لازالت غارقه في حرقة بكاءها ...
تحسرت لمنظر اصغر اخواتها ..أحتضنتها تؤازرها ...انها اكبر منها واعلم منها ...وقد امتهنتها الحياة قبلها ....حاولت تهدئتها ..."ياعمري يا عذبى ترى مابوه أي ارتباط كامل ..أصبري ياوخيتي ..وش لنا الا الصبر ...ناظريني انا صح بعدت ورحت جده ...لكن ربي بلاني برجل مسخر لأومه و اومه عجوزن منكده الله وكيلتس ...لكن اقول الحمد لله وربي يخلي لي بناتي يعوضوني ان شاء الله ...ودامتس ظهرتي من هالسجن الحمد لله و فياض ولد شيخ ..مو بضايمتس ابد ..ويكفيتس انوه خلاتس تكملين دراستس ...."
:
:
:
لا يفهمها احدهم ...هي بالكاد تفهم مايحصل من رجل هجرها منذ ليلة زفافها ..
هو من يضعها في موقف تفكر فيه بحياة غير حياتها معه ...فتستغفر الله كثيرا ..
:
:
:
بدون ان تشعر وبمرور السنوات بنى فياض شخصيتها وصقلها ..فياض الذي لم تحتك به ابدا او تقترب منه او تلمس ولو حتى كفه ..
لم يراها يوما في غير لباس محتشم ..
فياض اخ او وصي بأسم زوج امام المجتمع ..
في الماضي كانت تتمنى لو تعرف لماذا يفعل هذا بها الا انها مؤخرا يئست ولم يعد يهمها ابدا ..
الا ان الذكرى القديمه تعود لها أقوى وهي من قطعت وعدا على نفسها ان لا تفكر بالغد ابدا ..
:
:
:
نزلت من الترام ..وقطعت الحديقه المركزيه للأتجاه الى معهدها ..
فهي تسكن في طرف تورنتو وهو بسيط وقديم واشبه لأن يكون ضاحيه مستقله ..
مبتعده عن كل صخب المدينه المتطورة ..
شددت على جيب معطفها ترجو الدفء ..
دخلت الى المبنى القديم الاثري الدافئ نسبيا ..
أتجهت الى غرفة درسها ..نزعت معطفها الازرق و رتبته بجانبها ..
كان معها في نفس الصف شاب عماني يقضي نصف الدرس يتأملها ..
هادئ للغايه بالكاد يكون له تفاعل ..
بل يجلس برزانه أخر الصف يتأمل الجمع ساكتا ..
التفتت لدخوله مستغربه فقد كان يرتدي زيه الوطني ..
فاليوم كما يبدو يوم عمان الوطني ..
:
:
انتبه الى نظراتها فأبتسم ..
رفعت عينيها عنه وهي تفرك اناملها ببعضها بخجل ..
تمنت لو انها تملك دبله فترتديها لتحميها ..
لا تنكر بأنه مهذب لكنه يضن بأنها بنت ...
في الواقع هي بنت ..
لكن ..
يا لسخرية وضعها ..
:
:
ثوبه الاسود ذكرها بأحدهم ..فهو يشاركه شيء ما ..لربما هو من اشباهه الاربعين كما يبدو ..
:
:
دخل البروفيسور الصف وبدأ بحديثه الممل عن قانون يستحمل الخطأ ..
لم تشعر بنفسها تسرح ناظره الى الفراغ ..وكانت عينيها تغرق بحزنها ..
ولا يحتاج احدهم لأن يعرفها لكي يشعر بهالة حزنها تحيطها ..
سد عنها الضوء ...رفعت عيينها اليه ...كان مبتسما ..."سلام عليكم اختي ...كيف حالش ؟؟"
:
:
اتسعت حدقتيها تراقبه صامته ...اكمل ..."البروفيسور قال انا و انتي نفس المجموعه ..نشتغل على القانون الثالث .."
:
:
:
فتحت فمها لترد الا انها تلعثمت ...لم تحدث رجلا عربيا من قبل غير فياض و ابيها ..و لربما ثلاب احيانا ...جمعت شتاتها ..."أوكي ...يصير خير ان شاء الله ....ايميلي مع المشرفه ..."
:
:
كانت ستهم بقول اسمها وهي تقف وتجمع اغراضها بين يديها بتوتر اكمل بأسمها ...."عذبى سيار ..."
:
:
سكتت للحظه ..."ايه ...حدد اللي علي و انا اسويه .."
:
:
هز راسه بالنفي ..."اول نبحث بالموضوع و يوم الثلاثاء نحدد ..."
:
:
اتجهت الى باب الصف ..."ان شاء الله .."
قالتها وهي تسرع بخطاها متجهه الى السلم ...وقد سد ذاك بحضورة الفتي الهواء عنها ...خرجت قاطعه المدخل الخاص بالمعهد ومن بعده الحديقه التي قد اكتضت بالمتنزهين ...
:
:
شعرت بالهواء يأبى الدخول الى صدرها وقد غرقت عينها بدموعها تعميها ..
جلست في مكانها ..
مسحت دموعها بأطراف اناملها ..خذت نفسا صعبها وهي تفتح سحاب معطفها ..لتسمح لعنف اختلاج صدرها بالراحه ..
اتكأت على جذع الشجره البارد الرطب خلفها ..
محاولة تهدئة روع نفسها ..حالات الهلع القديمه بدأت تنتابها كثيرا مؤخرا ..
لربما لانها قضت وقتا طويلا لوحدها فوجودها بالقرب من امها و اخواتها من سكاكا يخفف عنها كثيرا ....
:
:
:
لا طاقه لها بحظور فترة الدرس الثانيه ..
سيكون اول غياب لها ..
فليكن انها مرهقه ..
:
:
:
:
لقد تطورت حالتها كثيرا ..
للتو اغلقت من اتصال مطول مع عمتها سلطانه التي هدها الشوق لها ..
تركتها الاخصائيه تنهي شوطا من المشي حول المكان معتمده على نفسها وعلى القضبان الجداريه المثبته حول المكان ..
:
:
كانت خطواتها صعبة ومؤلمه ..
الا انها توقفت للحظه متأمله وقوفها في مرآه مقابله ترى نفسها واقفه للمره الاولى بعد كل تلك السنوات ..
دمعت عينيها تراقب طولها ..
يا الله ..
لم اتوقع يوما في أنني سأقف مجددا ..
كم هذا شعور جميل ..بعد الملل من طول الجلوس تقف لا اراديا ..
عندما احتجت هذا في ما مضى كنت اكبت كل هذا واستمر بالحمد ..فعلى الاقل لازلت احتفظ بساقي..
و اليوم حمدي اجدى ..و عوضني الله وقوفي..
:
:
فتح الباب ..ولم تتوقع الداخله خلف جاملا ..
توقفت تلك للحظه متفاجأه ومن ثم اسرعت خطاها نحوها ..
فتحت ذراعيها ..وقد بكيت بدون قصد ..."ياعمري ...يابعد روحي ..."
:
:
احتضنتها ولازالت تتمسك في القضيب الحديدي..كانت رغم انحناءها اطول منها ..
ابتعدت تلك عنها ولازالت ممكسه يدها ...."ياروحي انا يابعد عمري ...الحمد لله ياعمري الحمد لله على سلامتس ربي يسعتس لا يبيلتس صورة مستعجله نرسلها لسلطانه ...."
:
:
نهتها مبتسمه ..."لا ياويلك ياعذبى ..."
:
:
فتح الباب ..رفعت كادي عينها للطويل الاعرج ..غيابه اسبوعان غير منه الكثير لقد زاد وزنه ..وقد شذب شعره ..وخفف لحيته وخفت الهالات السوداء تحت عينيه ..
:
:
التصاق السكراب الازرق النيلي بصدره وعرض منكبيه زاده وسامة ..
وقد ارتدى سترة شتويه رياضيه باللون الرمادي والابيض ..
:
:
وقفاز يغطي فقط باطن كفه وظاهرها ليحيمه من شدة الاحتكاك بعكازة السوداء ..
:
:
تجاهل من تعطيه ظهرها وهو يبتسم بعمليه لمريضته ,,فبانت انيابه البيضاء ..و رسمة اسنانه المتقنه ..
تأملت ابتسامته فقد زاد جماله اضعافا في مدة غيابه ..
ورجولته قد ملئت المكان ..
سألها بصوته المميز ...وهو ينظر للملف في يده "السلام عليكم ...كيفتس هالاسبوع ياكادي ..."
:
:
:
ذابت قدميها لصوته ..
كانت قد فتحت طرحتها الرماديه وقد ترتكتها على رأسها تعدل شعرها تحتها ..
:
:
ارتعد قلبها وهوى الى حيث لا نبض ..ارتجفت كفيها ..اغمضت عينيها تمنع دموعها ..
قوه عجيبه تخنعها ان لا تلتفت للداخل ..كل امل السنين والنسيان تزاحم يمنعها ..
فلتفت من اخر التوقعات ان يكون هو ..
:
:
عضت على شفتيها ومن ثم التفتت ..
كانت نظراته معلقه بالاخصائيه التي تشرح له التطورات في الملف ..
اصابته رجفه والتفت مسرعا لصاحبه المعطف الازرق ..
:
:
راقبت جانب محياه وهو يدقق في الملف في يده ..صمت غزى حواسها وصخب نبضات قلبها المتباعده تنخر سمعها ..
لم يكن ..
:
:
:
:
سوى هو ..همست متردده وقد التفت لتوه معلق حدقته بشيء من دمع بها ..كان يحتضنها بنظراته ..
:
:
اخر من توقع ان يراها بعد كل تلك السنوات ونكث العهود كانت هي ..
الجميله القديمه ..التي لم تزدها السنوات سوى نضوجا وفتنه ..
:
:
وكأنها تعلمت النطق لتوها ..."كـ...كا...."
لم تستطيع اكمال قولها وقد فقدت السيطره على نفسها وذابت قدميها فقدت وعيها قبل ان تصل الى الارض ...
:
:
ترك عكازه وبسرعه كان اقرب لها من الارض البارده ..
لم يعي لنفسه وهو ينادي اسمها بغير تصديق ...
"عذبى ....عذابي....."اعتاد ان يدللها بهذا الاسم ...
:
:
كانت تراقب المنظر بحدقتين غير مصدقه وقد ذابت رجليها هي ايضا فجلست في مكانها ...
.
.
كانت تستلقي في حضنه ..و كأنها نائمه..وقد خلى محياها من أي شعور ..
ازاح شعرها عن جبينها ..وهو يغلل انامله فيه ..احتضنها وهو يقبل خدها ..هامسا بعدم تصديق .."ياعمري ...ياعمري ....يابعد حيي وروحي ..."
:
:
لقد نسي كل السنين ..لقد نسي كل الفقد ..ونسي الآلم والبعد ما أن رأها ...
:
:
تذكر من تكون وهو يتنفسها ..
ابتعد عنها هلعا متناولا عكازه من الممرضه خلفه ...
وضع كفه المرتجف على جبينه و بدون ان يتحدث وعكس ما دخل خرج يقاوم دموعه ..
يقاوم كسرته وحنينه ..
بعد كل الحرب القديمه مع قلبه ..
عادت ..
:
:
:
ان سمحت له بالعودة مره واحده فقط لن يغادرك ابدا ..
و ان ضعفت له سيتخذك عبدا ..
و ان هزمته ..لن تهزمه فردا ..
تحتاج لمن يؤازرك ..ولصدر تلجأ اليه ..وحب تقتات منه..
:
:
انه الماضي ومن غيره ..
:
:
:







نبذه عن ...
الجزء الواحد والعشرون ..
:
:
:
"من سمح لك ان تعود ..."

:
:
:
شعر برئته تحترق وهو يستند على باب غرفة الاطباء ..مسح بطرف باطن كفه المرتجفه شفتيه ...تأمل مابيده ومن ثم اعاد كرته ..
وقد لوث نفسه بدمائه ..
اتجه الى الحمام ينظف نفسه ..لقد عاد اليه ألمه القديم ..
سعل وهو يتند بكلا يديه على طرفي المغسله البارده..
فتلوث سير المياه بخيوط حمراء ..
غسل وجهه وشعره ونزع تشيرت السكراب الملوث ومن ثم اعاد سترته و احكم اغلاقها ..
لوث حتى قفازه بدون قصد ..نظر الى وجهه المبلل كانت شفتيه لازالت حمراء وبين اسنانه توزع دمه ..
اعاد تنظيف فمه من الطعم المعدني الكريه ..
رئته الجديده عنيده للغايه ..
نظر الى المرآه مطولا ..لقد تمنى ان يكسر يديه ..
كانت اول مره يلمس فيها انثى بهذه الطريقه ..وهو من عرف عنه في وسطه انه لا يصافح النساء حتى ..
الا ان قلبه وشوقه من سيره تلك اللحظه ..
التمعت حدقيته منذره عودة قهره القديم لقد كانت حياته صعبه و مؤلمه و مجحفه وغير مريحه ..
الا ان فقط هي من ابكته ..وجودها يعني وجود ذاك ...و ماصلتها بمريضتي ...
وبعد 11 سنه اراها وليتني لم ارها ..لقد اعادت نزف الطعون في قلبي ..
وقد تضاعف جمالها ..وتضاعف الالم والحسرة معه ..
تلك الحسرة والعجز والنقصان القديم ...
:
:
لقد جرحتني ..رمتني خلفها ما ان اتى من يفوقني منصبا ومالا واسما و نسبا ..
النسب علتي القديمه ..
وهو كيف فعل هذا بي ...كيف غدر بي ...لا اسامحهما ليوم الدين ..
لماذا فقدت وعيها اهو خوف من ان اعود الى حياتها واهدد وجودها مع ذاك ...
لطالما عرفت من أول مره نبض قلبي لها بأني سأخسر ...
كايد انت قوي لقد تجاوزت السرطان بأمكانك تجازها ...
لا انا كاذب وحيد ...لن اتجاوزها الا بموتي ...
الحب الاحمق الذي دمر جسدي قبل قلبي لن اسمح له ان يعود ابدا ..
و تبا لها و له ...من غدرا بي و اختارا رضا المجتمع ..
لطالما اوهماني بأننا سواسيه ...
:
:
:
:
:

الا انني لازلت صبيا ..
ابن صبي..
حكم عليه منذ مولده الا يمارس سوى الخدمه ..لشاكلتهم ..


:
:

و تجرأت اليوم لألمس اميره مبجله منهم ...فلسحق جهنم ياقلبي ..
:
:
:
:
الجزء الواحد والعشرون ..
:
:
:
"من سمح لك ان تعود ..."

:
:
:
شعر برئته تحترق وهو يستند على باب غرفة الاطباء ..مسح بطرف باطن كفه المرتجفه شفتيه ...تأمل مابيده ومن ثم اعاد كرته ..
وقد لوث نفسه بدمائه ..
اتجه الى الحمام ينظف نفسه ..لقد عاد اليه ألمه القديم ..
سعل وهو يتند بكلا يديه على طرفي المغسله البارده..
فتلوث سير المياد بخيوط حمراء ..
غسل وجهه وشعره ونزع تشيرت السكراب الملوث ومن ثم اعاد سترته و احكم اغلاقها ..
لوث حتى قفازه بدون قصد ..نظر الى وجهه المبلل كانت شفتيه لازالت حمراء وبين اسنانه توزع دمه ..
اعاد تنظيف فمه من الطعم المعدني الكريه ..
رئته الجديده عنيده للغايه ..
نظر الى المرآه مطولا ..لقد تمنى ان يكسر يديه ..
كانت اول مره يلمس فيها انثى بهذه الطريقه ..وهو من عرف عنه في وسطه انه لا يصافح النساء حتى ..
الا ان قلبه وشوقه من سيره تلك اللحظه ..
التمعت حدقيته منذره عودة قهره القديم لقد كانت حياته صعبه و مؤلمه و مجحفه وغير مريحه ..
الا ان فقط هي من ابكته ..وجودها يعني وجود ذاك ...و ماصلتها بمريضتي ...
وبعد 11 سنه اراها وليتني لم ارها ..لقد اعادت نزف الطعون في قلبي ..
وقد تضاعف جمالها ..وتضاعف الالم والحسرة معه ..
تلك الحسرة والعجز والنقصان القديم ...
:
:
لقد جرحتني ..رمتني خلفها ما ان اتى من يفوقني منصبا ومالا واسما و نسبا ..
النسب علتي القديمه ..
وهو كيف فعل هذا بي ...كيف غدر بي ...لا اسامحهما ليوم الدين ..
لماذا فقدت وعيها اهو خوف من ان اعود الى حياتها واهدد وجودها مع ذاك ...
لطالما عرفت من أول مره نبض قلبي لها بأني سأخسر ...
كايد انت قوي لقد تجاوزت السرطان بأمكانك تجازها ...
لا انا كاذب وحيد ...لن اتجاوزها الا بموتي ...
الحب الاحمق الذي دمر جسدي قبل قلبي لن اسمح له ان يعود ابدا ..
و تبا لها و له ...من غدرا بي و اختارا رضا المجتمع ..
لطالما اوهماني بأننا سواسيه ...
الا انني لازلت صبيا ..ابن صبي..حكم عليه منذ مولده الا يمارس سوى الخدمه ..
:
:
:
:
:
:
:
بعد محاولات بسيطه افاقت تلك ..كانت نظراتها مخطوفه ولم تنطق بكلمة واحده ..
وكأن لا يحيطها سوى الفراغ متجاهله سؤال كادي وجاملا الملح لمعرفه كيف حالها ..
اعادت ترتيب حجابها و وهي تحمل حقيبتها وما انتثر منها ...
كانت تهمهم لنفسها بأقوال غير مفهومه ..
وقفت متعثره ..الا انها سندت طولها اخيرا وقد خلى وجهها من أي ردة فعل سوى التوهان الغير مبرر..
:
:
لم تكن يوما في هكذا موقف غريب ومحاط بالغموض ..راقبت خروج عذبى المتخبط من المكان أمرت جاملا بأدب أن تذهب معها اليوم الى المنزل ..
كيف ستعود وهذه حالتها ..
و ما علاقتها بهذا الكايد الغريب ..منذ أن رأيت صورته عرفت بأنه يخبئ سرا كبيرا ..
:
:
:
تجاهلت سير جاملا بجانبها وهي تقطع المسافه سارحه بقلب مرتجف..
لقد توفي ..لقد مات ..لقد دفنته في قلبي منذ يوم دخولي منزل فياض ..
كيف سمح لنفسه بالعوده ..
وطبيب ..
هنا في تورنتو طوال هذه السنوات كنا في نفس المكان ..
سارت كالأموات متخذه الطريق مشيا متجاهله سكة الترام فعقلها قد توقف لتبدي أي فعل مع ما حولها ..
:
:
:
وصلت الى باب منزلها توقفت للحظه ..
سقط المفتاح من يدها المرتجفه التقطته جاملا لتفتح الباب ..
قابلها ذاك وعلى وجهه ملامح لاتفسر وهو يرتدي معطفه بسرعه ..
نظر الى وجهها ...لم يرها يوما هكذا ..
سألها مستعجلا ...."اشنوحتس ...؟؟بلاه وجهتس....؟؟"
:
:
تجاهلته وهي تصعد السلم متكئه على جدره ..
لم يحاول ان يسأل اكثر وهو يخرج الى ما اتى اليه ...
وفاته كانت غلط ..
لازال عائشا ..
صديقي من نقل وفاته الى قبل سنوات كان قد وجد صعوبه في فهم لكنه جاره الارلندي ...
لم يمت ..
اليوم استعلمت وكان هناك رقما كنديا بأسمه ...
:
:
:
ادار محرك سيارته ...
هز رجله بملل وتوتر ينتظرها أن تسخن ..
ما ان أحس بجهوزيتها حتى انطلق مسرعا يشق صوتها صمت شتاء الحي الهادئ ..
:
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
راقبت ابنها وثاني خلفتها يقبل اخيه الاصغر بعنف ...
نهرته ..."ياوليدي لا تعطلوه تحبحب فيه ...عيب رجل ذا ..."
:
:
بالكاد توازن ذاك عندما دخل اخيه الذي يسبقه وأذاه حتى سقط ...
نهره اكبرهم ..."ثلاب قص رجلك ....اتركوه عنك ..."
:
:
كشر ذاك ..."طالع وجهو ...يقطع الارزاق ..."
:
:
أسقطه ظافر مره اخرى ما ان وقف ..."ابو اربعه عيون ...الشين ....بيكبر رخمه باااارد وجهو ...."
:
:
مسحت على رأسه ترتب شعره ..."عوذه ....ولدي بيكبر شيخ ...و بينخطب لوه ست البنات...وبزوجه اربعه موب وحده ...."
:
:
اعقب ثلاب في غيره .."أول زوجي عياد و كساب وظافر وهو وبعدوه انا ..."
:
:
كشر ظافر له بحنق ..."شين وجهو ...من يوم عرفتوا وهو سقيم ...كان المفروض امي تجيب لنا اخيه بدالو ...."
:
:
كشرت امه بغير رضا ..."وجيعه بعين العدو ..باقي ولدين غيروه ثم اجيب لكم اخيه ...و ثنتين وثلاث ..."
سمعوا صوته الوقور فأستقامو في جلوسهم صامتين ..."ياموجعه ...."
:
:
كان يعشق ان يناديها بأسمها ...وقفت مبتسمه ..."ياعمرها وروحها ...."
:
:
:
دخل المكان نظر الاى اصغر ابناءه ..."هذا اللي شاق الارض ..لبسيه باخذوه لم الشيخ سيار ..."
:
:
ابتسم ظافر ......"أي والله خلي ام سيار تقرا عليه كود يهجد و يفكنا ..."
:
:
كانت انذاك مشهوره بممارستها الطب الشعبي في اوساطهم ..
:
:
ضحك ثلاب ..."بوه قبيلة جن ....قال شيخ قال ..."
:
نهره ابيه ..مهما كان ثلاب اقرب ابناءه له بطريقه غريبه بالرغم من ان ثلاثتهم الكبار كأصدقاء له .."قوم شغل السياره ...يافاتح الفم ..."
:
:
وقفت خلفهم تحيطهم بدعواتها ...وهي تمسح على ظهورهم ...فهم جمال حياتها ومنيتها وسندها و كل وجودها ..
:
:
:
قد صابه الملل وهو جالس بجانب ابيه فهو صغير كثير الحركه ..
تثاوب يراقب اخوته الذين انصتوا لحوار ابيه بأهتمام اولهم ثلاب ..
رفع عينيه للرجل القصير ضعيف البنيه الذي كان يمدهم بفناجيل القهوه ..
نادى الرجل "ياكايد هات الدله الثانيه ...."
دخل احدهم يعرفه من مكان ما كان رغم صغر سنه الا ان بنيته صحيحة ..
ناولها ابيه مسرعا ثم خرج ..
التفتت الى ابيه المنشغل بالحديث انسحب بهدوء وطفوله حتى خرج من المكان ..
التف حول الخيمه ليجد ذاك مقابل نار موقده يزن الدلال فوقها بأحترافيه ...
أبتسم له ..
رفع ذاك رأسه بصمت ..بادره ..."انت معنا في الفصل صح دوم تجلس ورى ....ليه بس تغيب ....؟؟"
:
:
سكت ذاك وهو يمارس ما اسند اليه بتفاني ....اجاب بعد وهله بنبرة كبير ..."أساعد ابوي ..."
:
:
أبتسم له ذاك فبان الفراغ مقدمة فكه ...."تبي اساعدك .."
:
:
رفع عيينه لثوبه الابيض الناصع ..
وكان قد ارتدى هو بدورة ثوبا اسودا ثقيلا ورثا ...."لا ..."
:
:
دار حوله مصرا .."تبي تنقل من كتبي الواجبات اللي راحت عليك ..."
:
:
رفع رأسه له ...."لا ..."
:
:
جلس بجانبه ..."علمني كيف اصب القهوه ..اخوي ثلاب دوم يهاوشني لاجلي رخمه ..."
:
:
أبتسم ذاك فهو اكبر منه عمرا ...بثلاث سنوات تقريبا ..
شرح له الفعل مبتسما ..هذا اول طفل يتواصل معه ..هو ايضا طفل وحيد ومنبوذ ..
يعيش مع اب عجوز وام مريضه ...
ابتسم قلبه لصديقه الجديد المرح ..هذا ماكانت طفولته تحتاج ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
نهر اصراره ....وهو يرتب الجمل اسفل الدله بالملقط الساخن وقد احمرت خديه لدفئها ....
"ياخيي وش طبوه ....الثانوي يادوب خلصتى مع مجلس خالي مقدر ...وطب ..ياعضيدي المنهج بأربع ميه ...أبد ...فكنا منوه ..."
:
:
أصر ذاك كعادته ..."ياكايد ياخوي ...طب والله يأمن لك حياة مستقبل حلوه وانت نسبته 98 محد بسكاكا جابها غيرك ..هذا وانت ما تذاكر ويومك كله بمجلس خالك ...اسألك بالله راضي بحالك وحال امك ...ترى راسك من راس خالك ..قبيلتكم وحده وامك اختوه ...وانت ياخيي تستاهل الخير ...وفكر بفرحة امك لا دخلت الطب .....والمناهج علي وعليك لاتخاف انتقاسمها ...وانا يمك والله ماتنقصك محاظره ...."
:
:
سكت مبتسما هو اشد علما بأن ذديقه يهوى قسم الكيمياء ..لكنه قدم اوراقه للطب فقط ليكون بجانبه متناسيا نفسه ليحقق كايد حلمه الاكبر ويصبح ذو شأن ويكتفي بنفسه ...
الا ان مايقوله صعبا ..
طريقة سير حياته لا يناسبها هذا القسم ...
:
:
:
:
كان للتو قد اخذ الفنجال من يد خاله ..وقد اكتض المجلس بأبناء اخواله ..
وغرق بحديثهم ..
سأله اصغر خال له ...لا يعاملنه انه منهم ابدا ..."الا ياكايد تخرجت يقولون ماشاء الله وش لك بها دامك فكيت الحرف .."
:
:
أبتسم هو ..."العلم زين ياخال ...."
:
:
نهره خاله سيار ..."علمك الدله ...بلا هروج فاضيه بتحط راسك براس ولد الشيخ "
:
:
عندها ارتجف قلبه انفه ...واصر خينها على قسم الطب اكثر من أي اصرار قد سبق ...
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
لقد الغيت محاظراته اليوم ....رغم تجرح اخواله له لن يترك قسمه ابدا فهو تذكرته للحياه الكريمه ...
كان يفتح كتابا في يده يستذكر اخر ما درسه ...
عندها اطلت زوجة خاله الرحيمه ...."ياوليدي ياكايد ...كيف حالها امك ان شاء الله بخير .."
:
:
أبتيسم لرقتها .."بخير ياخالتي توصل لتس سلامها ..."
:
:
وعدته بصدق ..."أن شاء الله وانا خالتك يوم الخميس عصير بسير عليها جعلني ما ابكيها بيوم وحشتنا ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ...
"ان شاء الله وانا اللي بوصلتس ..."
:
:
ضربت على رأسها متذكره ..."ياحزينه يا ام جازي نسيت ...يا وليدي رح جب عذبى من المدرسه ...اليوم ابو صلاح موب فاضي لها سرح مع خالك بدري ...انا مدري هالرجل متى بيظهر لوه قلب ..."
:
:
:
وقف متأهبا فهو يحترم هذه الرقيقه فهي وحدها من يهتم به ..
"لا تشلين هم ياخالتي اللحين بأجيبها ....بس هي تدري ..."
:
:
أبتسمت له ..."جزاك الله خير ورزقك بنت الحلال والضنا الصالح وعوضك ...اللحين ادق على مدرستها ....واقول لها ..."
:
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
نهاية الترم الثاني من اول سنه في الثانوي ...
كانت الثلاث الحصص الاخيره فراغ ..
وقد تناثرت طاولات الصف وحقائبه بعشوائيه ..
وغرقت بضحكاتهن وحكايا مغامراتهن واخر ما حدد في الكتاب ..
:
:
ضحكت صديقتها وهي تجر قلم الكحل منها ..."هاتيه بتركبين مع سواق ابوتس كذا ...وقف قلبه العجيز ..."
:
:
نهرتها .."دسي القلم ولا جاتس استاذه سميه كسرتوه بعينتس ...."
:
:
نظرت لها صديقتها بعدما رفعت عينها من المرآه المتهالكه في يدها ..
"سبحان الله ياعذبى من يصدق انتس وصلتي لسنة اول ثانوي ..."
:
:
كشرت لها ..."ياحزينه ..عوذه منتس ..لا يجي ابوي اللحين يتلني من شعري ..."
:
:
دخلت طالبه ..متسأله ..."عذبى سيار ...كلمي الاداره ..."
:
:
ضحكن صديقاتها بصوت عالي ...اعقبت صديقتها "جا ابوتس يتلتس من شعرتس ..."
:
:
:
حاولت مسح الكحل ..الا انه ابى ولوث يديها فقط ..
دخلت مطرقه رأسها ...مدتها المديره بسماعة الهاتف ..."كلمي امك ..."
:
:
بلعت ريقها بخوف وهي تأخذ السماعه ليست من عادة امها ..
يمعت صوتها الحنون يوصيها في الطرف الاخر بأن من سيقلها اليوم هو كايد ابن عمتها ..
:
:
:
لم تأبه للامر وهي تعود للصف ضاحكه ..
مرت الحصه مسرعه ..
و اطلن في لبس عبائاتهن ..
عدلت فتحة برقعها وهي تمسح ماتبقى من الكحل ..
وضعة عبائتها على رأسها وحملت حقيبتها الشبه فارغه على كتفها ..
:
:
خرجت لتقف بجانب الباب ..توجهت بالحديث لصديقتها .."اللحين انا وش يدريني منهو كايد ذا ...."
:
:
تنهدت صديقتها وهي تراقب احدهم فتح باب سيارته المتواضعه و وقف مستندا بيده على سقفها مرتديا ثوبا اسودا وغتره حمراء فتحها ليعدل من وضعها الغير رسمي فوق رأسه ..
:
:
كان مطرقا رأسه لم يرفعه ...
همست لعذبى ..."ابوي بينقلنا الرياض ياحسرتي الرياض بوه مثل جمال هالخضيري ..."تقصد بها منعدمي القبائل الذين سكنوا المنطقه ...وقد كانت ملامحه الجميله تدل على انه واحدا منهم..
:
:
رفعت رأسها لقول صديقتها .....سكتت للحظه تتأمله وقد كانت مرتها الاولى في تأمل رجل ...لو علم ابيها او حتى امها لدفنوها في مكانها حيه ..
:
:
اشاحت نظرها عنه ...
بدأ ازدحام الطالبات يخف وقد علق معضمهن على وجود هذا بالقرب من المدرسه ..
توجه اليه الحارس يحمل غضبه في عصاته ...
"ياولد وش تبي ...؟؟"
:
:
رفع رأسه له ..فعرفه فهو صديق لأبيه المرحوم ...بادله التحيه ...وبخجل ..."ابي اخذ بنت خالي بس ماعرفه ولا ترفني اومه موصيتن عليه ...."
:
:
سأله ..."وش أسمى ..؟؟"
:
:
حاول التذكر ..."عنود ...ع....والله ناسي بنت ساير وخلاص ..."
:
:
اقترب ذاك من باب المدرسه ينادي ..."بنت سيار وينه ..."
:
:
سمعت اسمها فرفعت رأسها لحارس المدرسه ..."هنا ياعم ...."
:
:
نهرها كعادة من بعمره ..."أسنوحتس راصه مع البنيوات ذبحتكن الهروج ...ولد عمتس صكتوا السمش ينتظر ....عله أي والله عله ...."
:
:
ضحكن على تهزيئه لها ....التفتت الى من اشار لها عليه ..
ارتجف قلبها ان يكون هذا ابن عمتها وصبي ابيها الوفي ..
اتجهت الى السايره متجاهله حديث صديقاتها التي كن بدورهن ينتظرن من يقلهن ..
ما ان لمح احداهن تقترب ..حتى استقل سيارته ...
ترددت في فتح الباب خلف الراكب ...للمره الاولى تتواجد مع احدهم وحيده وقد اعتادت الذهاب للمدرسه مع ابنة جيرانها وسائق ابيها الطاعن في السن الا ان تلك غائبه طوال هذا الاسبوع ..وهذا الشاب لا تعرف عنه شيئا لربما كان احدهم يحاول خطفها ...
صوت ناداها ..."من زود زينتس اركبي لا تصكتس الشموس.."
:
:
ركبت معتدله في المقعد ..اخرجت نفسا متوترا وقد احست بنفسها تغرق في عالمه ..
وقد ترك بجانبها اكواما من الكتب الدراسيه باللغه الانجليزيه ..
عقاله وزجاجه عطره الفارغه ..
لم يحدثها فقد ادار محرك سيارته بصمت..
كانت كلما رفعت نظراتها كلما اعادتها لا اراديا اليه ..
التفتت للخلف فجأة ليخرج سيارته من المكان ..
ارتعدت وتعلقت عيناه بها ..
للمره الاولى في حياته يتأمل عينا احدهم ..دون قصد منه ولا تخطيط ..
ازاح عينيه ..يكمل ما بدأ
:
:
يجزم بأنه لابد ان يكون احدهم ثالثا لهم لكن ماهي الا ثقه من خالته ..فهو أأمن على بناته من أي احد فهو من يتكفل بمشاوير اكبر بناتها جازي وابناءها ..
:
:
لكن من غير الصواب ان تترك معه بلا محرم او حتى ابنة جارهم التي تشاركها السياره يوميا ...
تنهد بصمت مدققا في سير طريقه ..
الشرف العاليه في المجتمع تجرده من قيمه ..
فلقد نظروا له على انه خادم و أجير لا كشاب مكتمل الرجوله ....
فمثله في نظر عين مجتمع دون الارض كسير لا يرفع عينه فيقع أعمى ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
نفض الغبار عن ثوبه الاسود الشتوي ..وقد فتح له سائقه باب السياره ..
القى نظرة على المقبره الهادئة خلفه وقد خلت تدريجيا من المعزين ..في أخر رجال زعامة القبيله القدماء ...
:
:
اليوم يدفن اخر عم تبقى له ..وقد دفن منذ شهر أبنته ..
المشيخه صعبه وقد تولاها فعليا منذ اخر 9 سنوات بعد وفاة ابن عمه و وهن عمه ...
:
:
تأمل الطريق المكتض بالسيارت فقد تزامنت عودته مع وقت انصراف المدارس..
توقفت السياره في اشاره ..
مع عمله الصعب والنادر الذي يتمناه كل من حوله ومشيخة قبيلته ..
يتمنى حقا لو يجد له عضيدا ..
ولن يتنازل عن الشيخه ابدا وقد احتفظت بها عائلته منذ الازل ..
لكنه اخر رجل تبقى يحمل اسم جده المرحوم ..
و أخر امل لأسم لم يندثر يوما ..
لكن الايام قادمه ..
مهما كان سيترك هذا المكان يوما ...
كل ما حوله يضغط عليه لترك عمله الذي امتهنه منذ 17 عاما ...
عقيد في الحرس الملكي ..
بفعل اسم ابيه وجده وصل الى ما لم يصل اليه غيره ..
فأختلط بالعائله الاكثر تحصينا ...
العائله المالكه ..
لكن هذا كله لم يشتري له ..لا عضيدا ..و أبنا ..ولا سندا ..
:
:
عائلته ايضا صعبه بحيث يحرم بتاتا عليهم ان يرتبط احدهم من خارج القبيله او دائرة ابناء العمومه ..
وفاءه للتقاليد القديمه المتحجره جعل منه وحيدا ..
:
:
الان فليستقبل التعازي في عمه الاخير ..
وليترك ما يشغل باله منذ سنوات لما بعد ...
الرياض كلها ستكون في مجلسه خلال هذه الايام الثلاثه ...
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
نظرت الى هاتفها في يدها ..لا زالت لا تستطيع الوصول الى امها وهذا مايضعف قلبها و ارادتها ..
سمعت صوتا باتت تجهل الاصوات التي لا تشبهه...
ارتجف قلبها خيفه ..
وهي تتحصن خلف باب المكان تحتضن هاتفها وتحدق بلا هدف في ما تعرضه الشاشه الضخمه في ابعد جدار عنها ...
:
:
ابتعد صوته الجهوري مختفيا ..
نظرت من خلف الباب ..
لم يكن متواجدا حينها ...
نفثت نفسا عميقا ...
:
:
:
ودعت قريبتهن التي عاتبتها على حال زوجة شيخهم الجميله التي رزقت لتوها بأبن بعد طوال انتظار ...
وانها حاولت مرارا الاتصال بهاتفها عبثا ...
دخلت متأملة حال زوجه اخيها ..التي غطى الحزن والوحدة محاياها و اسودت محاجرها ونحل جسدها ..
و هد صغيرها البكاء ...
:
:
تنهدت بقل حيله فهذه حالها منذ غادرتها صغيرتها ...
او خطفت منها بالأحرى من قبل منظومه مجتمع متحجره ...
لم تعرف ماذا تفعل وهي تحمل الصغير المنزعج الى حضنها ...
بان لها طرف هاتف تلك من اسفل السرير ...
رفعته ..و بعد مهمه بحث طفيفه اوصلته بالشاحن ..
:
:
جلست بالقرب منه وهي تلقم الصغير رضعته ..فهي أمه بالرضاع الان ..
لولا الله ثم هي كان هذا الصغير سينسى ..
:
:
ازعجت نغمات اشعارت الهاتف الغرفه ...رفعته بلا مباله ..
لفتها عدد الرسائل والمكالمات الفائته ...
اتسعت حدقتيها بتفاجئ وهي تقرأ فحوى الرساله ....التفتت الى زوجة اخيها غير مصدقه ...."عيني ....هاي مكالمات و رسيال من رقم سعودي ...."نظرت الى الهاتف في يدها مره اخرى غير مصدقها ..."هاي جاهده ..اي وربي هاي من بنتج ....باوعي.."
مدتها بهاتفها ...
وكأن غريق الايام من اذابت ملوحة البحر جسده واحرقت الشمس ملامحه ...تشبث بطوق نجاة مجهول ....
:
:
قفزت من مكانها تتناول الهاتف منها ...
ارتجفت شفتيها الجافة مقاومة بكاءها ....
جلست منهاراه على الارض وهي تحتضن الهاتف بقوة فوق صدرها وكأنها تحتضن ابنتها ...
تأملت رسائلها المناجيه للرد ....اعادت طلب الرقم بسرعه ...
:
:
:
وضعت الخادمه للتو الطعام امامها ..الا انها قاومت شعورا بأفراغ ما بمعدتها لمنظره ...
باتت ترفض كل اشكال الحياة مؤخرا وقد شغلت روحها بوصال امها المنقطع ..
رن الهاتف ..كان يرن للمره الاولى برقم غير رقم سلطانه ...
ذاك الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب ...
تلقفته بسرعه الا انه سقط ...
جرت متعثره الى حيثما توقف ...
لم ينقطع الاتصال ....اجابت على الخط ...
:
:
:
:
:
لحظة صمت ...شهقات بكاء مكتوم من الجهتان ...
صعب نفسها و هي تشدد على جيب فستانها ..وتبلل وجهها بدموعها في غربتها ...
فالحنين الى العراق اقوى من أي شعور ...وحضن امها منيتها الاخيره ...
:
:
:
من بين شهقتها نادتها ...." أمي ..."
:
:
انفجرت تلك ببكاءها .."عين امتج حبيبتي انتي روحي بنتي ...ضنياي ...شلونج ياروحي كيفها دنياتج..."
:
:
تنهد ....تأوهت من وجع قلبها ..."آه يا أمي شكد تعبانه ...اني ما اعرف منين ابتدي لجل احتجي لج...اني لا اني خدامه مع الخدم ولا سيده مع الاسياد ...جدر الله وكيلتج يا امي ...جدر لولا قطعة مرميه دون قيمه ....اني هني مو اني يا امي ...اني هني بدون لا اسم ولا قيمه ولا شعور ..."
:
:
:
تشاركن البكاء والوجع مع كل هذا البعد ....تمالكت نفسها بصعوبه .."بنتي ...حبيبة قلبي ...خلتج صابره واحتسبي ....امي اني وكلت امرتج لألله ...سبحانه ما بعده وكيل بهاي الدنيا ...حسبي الله ونعم الوكيل يا الله اقتص لألنا حقنا ...اني والله مكسورة ما بأيدي حيله ...اني والله ما...."
:
:
قاطعتها ابنتها لا تحملها اللوم ..."امي لا تخافين انا الله معاي ...لكن والله مشتاقه ..اريدتج واريد حضنج هسا ...امي ليش ماعلمتيني ..ليش ماعودتيني ...اني كل يوم اراقب جيته وروحته وخايفه يا امي خايفه هاي عيونه تجتل كيف وصله ....يكرهني يا امي ..اني بكل يوم ادعي على ابوي هم استغفر ..للي رماني فيه ...هاي الريال يا امي لو عليه كان يكتلني اليوم قبل باجر ..وجدته مره قاسيه حتجيها سم ...ومدت يدها علي ..لولا الله ثم مرة ابوه كان اني هسا ميته مكتوله ما ادري شنو وضعي ...ابوه ريال طيب أي والله طيب لكن ما اله حس...هاي لو يكتلني و يدفني ما حد يمي ....بس لا تخافين امي الله وياي "
:
:
لم تستوعب لمن كان يقف على باب سادا بهامته النور المتسلل من الخارج للمكان طفيف الاضاءة ...
:
:
لم تستوعب بعد منظر الهاتف الذي تحطم الى قطع بألتقاءة مع الجدار ....
رفعت عينيها هلعه لوجوده القريب منها ....
كانت عينيه تتأجج شرا ..وغضبا ...
ومع فرق اشوط الطول بينهما ..غلل اناملهه في شعرها ولفه حول كفها وهو يجره لتقف متألمه ..تمسك يده بكل قوتها محاولة تخفيف ماتشعر به ....
:
:
:
وبتعاليه الذي لا يطاق ..."انا لا سمح الله سمحت لجنابتس ...تستخدمين جوال ..ولا تتواصلين مع اهلتس ...."
:
:
حررها وهو يدفعها بكل قوته على الارض ...خفف من نبرته ...تسلطه متفنن فلا يصرخ ابدا ...اقترب منها ...."اهلتس الله يرحمهم سامعه ...ماعاد لتس اهل انتي غره انتي مولوده من يوم انا اخذتس لمي ...ولا اقولتس انتي اصلا مالتس وجود ولا قيمه ...انتي ولا شيء ...انتي ديه فاهمه ...."
:
:
:
رفع عينه لابنته التي كانت تقف امام الباب مشدوهه ...تغيرت ملامحمه ...وهو يتقدم منها اكثر فهلعت مبتعده ...."فكتس الله ....انا كل ما افضى لتس يحبسني عنتس شيء ....بس ثقي المره الجايه بعلمتس قدرتس ..."
:
:
:
انسحب بهدوء عكس ما دخل وهو يحمل ابنته عن الارض ويقبلها ...
كانت لا زالت مطرقه رأسه وهي تغطي ملامحها بكفها و اهتزت كتفيها باكيه ...
انها ضعيفه لا تقدر عليه وقد كسرها بكل ماحولها ...
كسر كيانها وسحب انسانيتها منها ...
:
:
:
و انسانياتنا يا سادتي ...اغلى ما نملك...
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجزء الثاني والعشرين ..
:
:
:
" مواجهات مؤجله .."

:
:
:
أغمض عينيه بشده مقاوما الام وهو يضع ابنته في سريرها الحصين ..
ما ان وضعها حتى فقد توازنه وجلس على الارض ...
ضرب طرف السرير الخشبي القاسي بيده التي مدها عليها ...
لم يكن يوما ليضرب انثى او يؤذيها ..
حتى ام ابنته مع كل المشاكل بينهما لم يتجرأ يوما ليمد يده ..
فتنقص رجولته في عينه ..
الا ان جدته كانت قد أملته حقدا و تحريضا قبل ان يراها ...
تجاهل الالم القاتل في يده وهو يغلل انامله في شعره و يشده مفرغا حدة الآلم ..
:
:
كانت ابنته تراقبه فزعه ..مالت من سريرها تقبل رأسه بحنانها الصغير المبتدئ..
رفع رأسه لم يكن ليستطيع ان يفتح عينيه فالضوء يزعجه ..
الا انه ابتسم لها مغمضا عينيه وقد تسللت من بين جفنيه دمعة آلمه الذي لازمه منذ سنوات ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
تعلقت بصغيرها تحتضنه والابتسامه المتردده تداهم محياها الجميل ..
لا تكاد تصدق بأن ابنتها بخير ..تواصلها معها بحد ذاته يعني بأنه بخير ..
وهناك شعور في قلبها يقول لها بأنها ستراها قريبا ..
و ستحتضنها ..حينها لن يفرقها عنها الا خالقها ولن تسمح لمخلوق كان بلمسها او التعدي عليها ...
:
:
صغيرتها الجميله ...جاهدتها ...جمال حياتها ومهجة روحها ..
كان يكفيها ان تسمع صوتها لتدب الحياة الى اطرافها ..
تجاهلت الحزن في صوتها وانقطاع الاتصال ..لانها تود ان تكون متفائله وسعيده ..
تحتاج للتفاؤل لتستمر بالعيش ...و لاحيلة لها سوى الدعاء ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::
أبتسم لابنته السارحه كعادتها ساكنه في مقعدها ..
التفت لأبنة عمه التي دلفت للغرفه للتو وقد اكتست باللون الغامق ..
وخلت طلتها من أي زينة (http://www.liilas.com/vb3/f11) ...
:
:
سألها بهدوءه المعتاد ..."وينها ام يوسف ..؟؟"
:
:
اشارت له برأسها هامسه ..."تنوم ولدها ...."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وهو يعاود تأمل ابنته امامه ..
جمع قبضتيه وهو يسند ذقنه عليها ..وعينيه تغرق بأفكاره ...
كانت نظراته وكما اعتادت كعينا صقر ...لقد كان حلمها ان ترتبط به منذ كانت مراهقه لكن ارتباطها به لم يجر عليها سوى الحياة الرتيبه والنسيان المؤلم ...
:
:
لم تكن يوما لتفتح اسرار مقلتيه او تفهمه او تصل الى قلبه ..
التفتت لأبنة عمها الداخله ..تكبرها بخمس سنوات فقط الى ان ملامح الكبر واليأس كانت قد بدأت تتسلل اليها ..
لم يكن ليجتمعن في أي مناسبه الا ان وفاة عمهن اكبر من أي مناسبه ..
وهن يعلمن ماذا يجر هذا من حمل على هذا العسكري المتزمت ..
:
:
سألته تلك بأدب ....
وقد حولت سنوات زواجهم ال22 علاقتهم لأخوه محضه ...." أمرني يا ولد عمي ...."
:
:
نظر الى من تشاركهن الغرفه وقد تواجدت بجسدها فقط ويبدو بأنها قد داهمها النوم جالسه ...
أشار برأسه بنبرة لم ولن يفسرنها فهو لم يشتكي يوما ..."نوف نامت ...."
:
:
التفتت اليها امها ...وبحسرة ..." اليوم اتغير جدولها ..."
:
:
راقبها تخرج من الغرفه مع ابنته ..
ألتفتت الي تلك بجانبه ............." كيفك يا ام يوسف ؟؟مبطي ما قابلتك ..."
:
:
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله ..كيفك انت الله يسلمك..؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وغرق في صمته ..
برود المشاعر والحياة المنزوعه تسيطر على هذا المنزل ..
دخلت تلك تلبس عباءتها ....سألته برسميه ..."ابو يوسف ..توصلني بطريقك امدي السواق نام اللحين ...."
:
:
فهم انها تود ان تختلي به فهو لم يراها لأسبوعين وقد كانت عينيها تزدحم بالاحاديث ...
:
:
ارخت عينيها خجله من النظر في عين ابنة عمها الوقورة التي اختارتها العائله لتكون ضرتها ...
وقف وهو يلتفتت لزوجته الاولى ...."تامرين شيء يا ام يوسف ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."سلامتك ....ايه صح ..عمتي نايمه عندي .."
:
:
هز رأسه بالايجاب وهو يشير لتلك لتسبقه ...."زين قلتي لي كنت بمرها ....زين ..بكرا ان شاء الله بمركم ..."
:
:
ما ان رأته الخادمه مقتربا حتى ابتعدت عن طريقه بخفه رفع ابنته حذرا واجلسها في المقعد خلفه ...
:
:

استقام جالسا في مقعده ...التفتت اليه من بجانبه ...سألته ..."أخذت اجازة ...."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."احتمال اخليها تقاعد ..."
:
:
اتسعت حدقتيها هلعه ...."لا يا ابو يوسف الا التقاعد ...تنازل عن الشيخه ولا تتقاعد ..."
:
:
التفتت اليها بهدوء وقد ارتفع احد حاجبيه محذرا ..."مها ...."
:
:
تلعثمت وقد نسيت نفسها معها طول هجره انساها من يكون ...
همست نادمه ..."أسفه ..."
:
:
وقد توتر جو السياره ...في الواقع أي مكان يتواجد به هذا الصعب يلفه الصمت والتوتر ..
التفتت لأبنتها بجوار خادمتها ..تنهدت وهي تعيد نظراتها الى الطريق ...
:
:
في الواقع الفجوة بينهم كانت متواجده منذ ان ارتبط بها قبل 15 سنه ..
الا انها اتسعت وكبرت حتى قد هوى كلاهما الى هاوية الهامش والنسيان والتجاهل ...
محمد اول خلفتها قد توفي بعد اربع سنوات من ولادته بفعل شدة اعاقته ...
نوف ثاني خلفتها لا زالت صامده ..وقد فقدت منذ سنتين طفلها في ولادته لأعاقته ..
:
:
ابنة عمها سارة زوجته الاولى فقدت ابنتين ولازالت تحتفظ بيوسف اهون اعاقة مرت بعائلتهم ...
:
:
هذا الرجل دفن اربعه من ابناءه ..غير تجارب الحمل الفاشله التي لا تحتسب ..
ودفن ابيه و اخيه و اعمامه الاثنين وابني عمه ..
قلبة العسكري وشخصيته القياديه تمنعه من الوقوف على الاطلال ..
رجل مثله يرقد على الكثير من الاسرار ولا يفكر بالامس ابدا ...
:
:
اوقفها امام بوابة منزلها الفخم المترف الذي خصصه لها ..
لم يحدثها وهو يفتح الباب ليخرج ابنته من السياره ...
راقبته بصمت وهو يضع ابنه في مقعدها المتحرك ويتركها للخادمه ..
سألته ...بتردد"بتنام هنا ...؟؟"
هز رأسه بالنفي واجما ...وهو يعود ادراجه الى سيارته السوداء الفارهه الضخمه ..
:
:
تعلم بأنه لن يتحرك حتى تغلق باب منزلها ...
لم تلفتت الى الخلف وقد اعتادته ...حكم قدرها ان ترتبط بأقسى واصعب شرقيي ..
كانت خطيبه لأخيه رحمة الله ..
لكنها مشيئة الله تسيرنا ...
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
حتى سكاكا في هذا الوقت من السنه جوها شديد الحراره ..
اغلق باب سيارته التي بالكاد اوقفها في الشارع الضيق ...
توجه للباب الذي يختفي ربعه تحت الارض بظرفتين خضراء صدءه ..
كان منزله افضل منزل في المنطقه الشعبية القديمه ...
دفعه بكتفه وهو يدير المفتاح في القفل ..
:
:
واجهته برودة المنزل القديم المرمم ..بدورين وسلم طيني بالي ..
طلاء الجدار الابيض واسلاك توصيل الكهرباء الخارجيه ..
فرشه المرتب ورائحة امه في المكان ..
الدور الاسفل صالة وغرفه ومطبخ وحمام ..و الاعلى غرفته وحمامه و السطحوح الذي عدله ليمضي فيه معظم وقت فراغه النادر..
:
:
سمع صوتها الذي يعشق يناديه من غرفتها ..
"كايد ..."
:
:
ابتسم يمحي وعثاء يومه من على هيئته ...اتجه الى غرفتها ..."ذاني يمه ...."
:
:
كان يحمل علبة علاج في يده ..انكفأ عليها يقبل يدها ورأسها ويغرق في رحمتها وحنانها ..
أمطرته بدعواتها ..أبنها الجميل العاقل ..
ابنها وسعادتها في الدنيا واعظم انجازاتها منذ ان خلفته اختفت مع قدومه كل هموم الدنيا وحزنها وشعورها بالنقص ..
وباتت الدنيا في عينها كايد ..
لقد كان ابيه فقيرا معدما لا انه شيخ الكرماء وعظيم الاخلاق وكريم النفس ابي الروح ...
فقد ربى هذا الشاب على الفضائل و العفه رغم كل حياة المترفين التي تحيطه لم ينجرف يوما ..
:
:
عاتبته ...."ياوليدي ..بعده باقي علاجي ما قضى ...."
:
:
أبتسم لها وهو يجلس على فراشها بجانبها .."يمه اليوم اول مااخذت المكافأة شريته هو اهم من أي مقضاه ..."
:
:
ابتسمت له تقبل باطن يده .."يافدى عمر امك انت ...."
:
:
قالتها وهي تقف ..تعلقت عيناه بها ...تسائل"يمه ...وين ؟؟"
:
:
ابتسمت بحنانها .."الغدى من ضحى وانا احتريك بوه ..."
:
:
وقف يمنعها ..."اجلسي يمه خليه علي ...."اكمل قلقا عليها ..."يمه الله يخليتس لو علي ما ابي غدى ..مابي الاسلامتس خلاص يمه ..اجلسي وارتاحي ...يمه قلبتس ما يحتمل كل ذا ...و انا ابيتس يمي يمه لا غديت دكتور و خرجنا من هالعيشه واستغنيت عن خالي ..."
:
:
غصت بمناجاته ..فهي قد نجت من جلطه بأعجوبه ...ولم تكن لتخلف ورائها سواه ...تخاف عليه من حزن الايام وجور الدنيا ...
بالكاد تمالكت نفسه وهي تتأمل منكبيه الواسعه يخرج من الغرفه ..
همست بكل كسرة السنين القديمه .."ياعين امك ..ياروحها ..."
:
:
مد السفره المتواضعه وهو يجلس امامها يجبرها على الاكل ..
تأملته انه امير بهيئة خادم ...لا يشبه ابيه او امه ...
فترت يدها وهي تراقب شعرات رماديه غزت شعره ..
أ شاب أبني في ريعان شبابه ؟؟حسبي الله على الدنيا ..؟؟حسبي اياه وكفى سيعوضنا بمشيئته جنته الخالده ...
:
:
بعدما تأكد من نومها وراحتها ..
صعد الى غرفته ..
لم تكن تحوى الاخزانه خشبيه صغيره وفراشه على الارض وتلفاز صغير في ركنها ...
وباب غطاه بستار يؤدي الى السطح الذي احتفظ فيه بكل عدته وادواته ومحركاته ...
لطالما امه نهرته من حمل الاثقال ..
الا انه لا مكان لممارسه هوايته الا هنا ..
حورة ليناسب اهتماته برفوف حديده جمعها ورتب عليها اغراضه ..وغطاه بصفائح معدن وخشب ..
:
:
بالكاد تحمم ورمى نفسه على فراشه تبقي ساعه عن صلاة العصر ..ليرتح قليلا ومن بعدها سيتوجه الى مجلس خاله ...
غدا الجمعه ولن يكون هناك مجلسا سيسافر خاله اليوم المغرب ...
الحمد لله ...
سيتسنى له قضاء نهاية الاسبوع لنفسه ..
:
:
:
:
للتو انتهت من رفع السفره فبالرغم من حياة ابيها الفارهه الا انه يرفض دخول أي خادمه للمنزل ..
استلقت امام التلفاز بملل ..
اليوم الجمعه مما يعني بأن الفروسيه ستبث حتى صلاة العشاء ...
راقبت اشكال الامراء بفضول مراهقهه ..
حتى ظهر احدهم ...
فازت فرسه للتو ..جلست متأمله ملامحه تشعر بأنها رأته قبيل هذه المره ...
نطق المذيع بأسمه ..."الشيخ عساف منصور الــ ..."
:
:
لم تسمع اسم قبيلته وهي تلتفت لامها تستعد للخروج ...نادت عليها ...وقد رأت في خروج امها انتهاء مأساة الملل ..."يمه ...... يم وين رايحه ؟؟.."
:
:
بأستعجال ردت ...."يم عمتس صفيه ...."
:
:
ترجتها ..."يمه الله يخليتس بروح معتس ضايقتن بي وزمان عن عمتي ..جدتي بتروح ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."جدتس ف القريات ...اعجلي علي ..."
:
:
وقفت بحماس ..."توني متحمهه يمه البس عباتي بس ...الله يخليتس لا تروحين عني ..."
:
:
ابتسمت امها لحماسها ..."زين خلصيني ...لا تروح علي العصريه ...."
:
:
للمره الاولى تكن في هذا المكان تأملت الشارع القديم الاثري ...
بعض المنازل لا زالت طينيه ...
توقفت السياره في اقصى مكان استطاعت ان تصل اليه ...
ترجلت منها بعد امها ..
انتابها الماس وقد فتح الباب ودلفت بعد امها ...
كمية الحميميه في المنزل الصغير تجعل منه قصرا ..
لم ترى عمتها منذ 6 اشهر ..
لقد تغيرت جذريا وفقدت وزنها ...وبانت ملامح الكبر عليها ..
رحبت بها ترحبيا حارا وهي تحتضنها ..كانت كريمه بمشاعرها و ضيافتها ...
احاديث النساء لاتهمها الا انها تحب عمتها للغايه ...لديها عقليه جميله ..وشابه ..
ومنزلها يبعث شعورا ايجابيا وسعيدا بها ...
سألت امها عمتها فتذكرت بدورها ...."وينوه كايد ...موجود ابي اسلم عليه ياحبيبي ياهالولد تربية رحمان ....؟؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي مبتسمه .."ماتقصرين ياحبيبتي ...لا والله اليوم طلعتوه مع فياض اخوه وصديق عمره..."
:
:
غضنت جبينها .."الا بسألك يا ام كايد فياض مهوب اصغر منوه ...حول الثلاث سنين ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."الا والله اصغر منوه لكن كايد دخل المدرسه متأخر ..."
:
:
غرقن في الحديث عن الاعمار و تواريخ الميلاد ..
لم يكن الحديث يهمها تأملت في سقف الغرفه المعاد ترميمه ..
:
:
احست بفضول عما يدور في انحاء المنزل الصغير ..
وقفت مستأذنه لدخول دورة المياه ..
خرجت من باب الغرفه قابلتها صاله صغيره بفرش ازرق شبه تراثي ...تلفاز مغطى بمفرش تريكو ابيض ...
ورائحة البخور قد تشبع بها المكان ...
دورة مياه اقصى يساره بمغسله خارجه ..وبجانبها باب مغطى بستار يؤدي للمطبخ ...
رفعت الستار بفضول نظرت في انحاء المطبخ المتواضع المرتب ..
أبتسمت لمنظره الجميل و اشعه الشمس تضيئه ..
ألتفتت للسلم المؤدي للأعلى بالقرب من باب المطبخ ...
:
:
شدها الفضول وهي تنظر الى باب غرفة عمتها التي استقبلتهن فيها ...
ابتسمت وهي تخطو بحذر نحو الاعلى ...
لم تتوقع ماذا تجد ..
كان الباب مفتوح حتى نصفه ..دفعته بهدوء ..
تأملت المكان للحظه ..تذكرت من اوصلها ..المكان يغرق بوجوده وشخصيته ..
جالت في الغرفه قليلا وهي تراقب الباب ...
رفعت الستار في منتصفها بلا مبالاه ..
فأتسعت حدقتيها لما خلفه ..
ذبلت اطرافها خيفه وتعلقت عينيها بما ترى ...
كان ذاك يجلس على الارض معطيها جانبه الايمن وقد انشغل بما بين يديه بحرفيه ..
وقد اتسخت انامله بسواد ما ينشغل به ..
كان عاري الصدر فالحر خانق هنا ..كان المكان قد نضح بجماله ..
سبحان من سواه فجمال الرجال مخيف ..
كان يدندن مع نفسه ..
" قالوا ترى ..ما لك امل في قربها لو يوم .."
:
:
توقفت يديه للحظه عما يفعل يفعل وهو يحس بوجود غريب ..
لم يكن يوما في هذا البيت سواه و امه و ابيه ..
رائحته وجودها رقتها غطت المكان ..
رفع عينيه ..فتعلقت بها ..
كانت نظراتها هلعه ..كطفل فضح أمره ..
توقف الكون حوله ..
وكانت جميلته اول انثى يراها في حياته ..
غللت اناملها في مقدمه شعرها واعادت ترتيبه وهي تعود للوارء بخطوات متعثره ..
وقف بعينان متعلقه فيها أخر مالمحه شعره وهي خارجه من الباب ..
راقب مكانها الخالي متنهدا ..
لقد عرفها ..عرفها من عينيها التي لمحها مره واحده ..
:
:
كادت تتعثر في درجات السلم وهي تحاول تمالك نفسها وقد اعلن نبض قلبها الانتفاضه العشوائيه ..
و بردت اطرافها و تهمشت حواسها وهي لا ترى سواه عاري الصدر محدقا بها ...
:
:
ما ان انهت السلم حتى استندت على الجدار محاوله تمالك نفسها ..
محاوله تجميع شتاتها بلا جدوى ..
كانت عينيه وحدها اكبر مواجهه في حياتها ولن تواجه مثلها يوما ..
تبا لها ولفضولها الذي اوقع بها ...
:
:
اتجهت الى الغرفه حتى لا يشك احدهم بغيابها ...
دخلت الغرفه تمثل الاسترخاء وبداخلها حروب عاتيه ..شنتها حدقتيه بقلبها...
:
:
لم تعرها امها اهتمام بينما ابتسمت لها عمتها تحي بها مره اخرى ...
وبعد الاحاديث بينهن وصمتها السارح ...
وقفت عمتها ..
سألتها امها .."وين يا أم كايد ..."
:
:
ابتسمت تلك .."الشاهي ..."
:
:
نهتها .."ارتاحي هذاهي عذبى تقوم عنتس ..."
:
ابتسمت معترضه بلطافه ..."لا يابعد حيي خلى ترتاح ضيفتنا ...اقوم انا بالمره اراعي كايد كوده جا اناديتس تسلمين عليه ..."
:
:
:
:::::
::::::::::::
ارتجفت لذكره ..وحرائق اللقاء لازالت تضرم فيها بلا هواده ...
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::
احمر وجهها وغارت حدقتيها من شدة بكاءها ...استلقت على سريرها وحرائق قديمه تشتعل بها ..
تماما كمرتها الاولى باللقاء به ...
كانت هذه ثاني مره يلتقيان دون حجاب ...
بعد كل هذه السنوات هذه اول مره ..
تحفظه عن ظهر قلب ..تصم وصفه كما اسمه ..
لقد نسيت كم كانت تعشقه ..
كم كانت متيمه به لا تبكي الا لغيابه ولا تفرح الا لقربه ..
جميلها المنبوذ ..
والان هي في علاقه لاتفسر مع فياض ...
:
:
صديقه المقرب بل اخيه ..كم تأملته دون قصد تبحث عن أي شيء فيه كان قد تشاركه مع ذاك ..
لا وصفه ..ولا اسمه ..ولا خلقه ..ولا فكره ..يشبه ذاك ..
ومن يشبه كايد ..
من ..؟؟
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::
جمعت اجزاء الجوال المبعثره في يدها ..
سكنت وهي تحتضنها بين كفيها وكأنها تحتضن اخر صدى لصوت امها ...
ارتجفت لا ارديا ..متأثره ببرد المشاعر حولها ..
"بيمن يعني اعتز هسا لاجل اعيش بهالدنيا ...الماعرف منهو ...يمسح بكرامتي الارض ...اني شنو سويت ..ياربي هاي الابتلاء منك واني راضيه ..ارحمني يارب واكتب لي الاجر .."
:
:
التفتت الى الباب ..كانت جميلة المكان التي طالها اجحاف مشاعره ..
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها ...رتبت شعرها وهي تتأمل دموعها بحزن ...
أنتبهت للحطام في يدها ...غضنت جبينها .."جاهده ..اش هذا ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..لقد كبرها الهم حقا .."هاي بركات الشيخ جسار ..."
:
:
عضت تلك على شفتها السفلى لائمه نفسها ...ليس بيدها شيء حقا ..
لحظات مواجهة جاهده معه دائما ماتكون غير متواجده ..
احتضنتها لتحسسها بالامان ..
الا ان تلك مات في داخلها أي شعور ...
:
:
تواجدها في مكان يحمل قصد كقصة جاهده اكبر عجز ..فهي تراقب بلا أي مبادره ...
فحتى لو وعدت نفسها فهي في موقع لا يخول لها التصرف ..
لا تملك سوى الوقوف بجانب هذه الصغيره ..
:
:
همست لها .."جاهده ...حبيبتي الغرف كثيره انتي بس اختاري ..ووعد مني ان شاء الله ماراح تشوفين وجهه .."
:
:
جسار غريب ومخيف ...فهو شخص متناقض ..يؤجل كل شيء الى وقت في حين خطئه لن يصلح بعده شيء ابدا ..
فلا يكلف نفسه عناء الاعتذار او الوقوف على الاطلال ...
:
:
:
بعدما تطمنت على استلقاء جاهده على سريرها في غرفتها الجديده انها صغيره ولكنها حميمه بنافذه تغطي اغلب جدار الغرفه ..
و بسرير فردي ..وقطع اثاث على الرغم من فخامتها الا انها قليله ..
:
:
عادت الى غرفتها ..القصر في وسط قصر ..
اغلقت الباب خلفها ..
كانت خاليه منه كالعاده ..جلست على الكنبه في منتصفها ..
راقبت باب مكتبه المغلق ..وما ثلاب الا باب مؤصد ..
احيانا تذم نفسها لانها تشتكي من بروده وبعده ..وكانت د جربت كل تلك الحياة القاسيه .
الا انها انثى تحتاج مشاعره اكثر مما تحتاج أي شيء ..
فهي منسيه بالنسبه له لكن عندما يتذكرها لا يزيدها سوى ألما وتعلقا به ..
لحظات كثير تنتبه اليه بأنه قد نسيها فعليا ..
تنهدت وهي تتمدد في جلستها تراقب تجمع السحب مجددا في الخارج ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
راقبت دخول رأس مال سعادتها في الدنيا ..قبل رأسها ويدها ..
جلس بجانبها بهدوءه الوقور..كان لازال مرتديا بذلة عمله السوداء المهيبه واحزمة اسلحتها المضاعفه وشارت انجازاته ..
في ثاني ايام العزاء لازال يؤدي واجبه ..
فهو موقن بصعوبه و اهميه وظيفته النادرة التي لا يلتحق بها أي من كان في هذه المملكه ..
:
:
راقبها تمده بفنجال القهوه ..تناوله وهو يفتح اعلى زر في الياقه ..
نزع قبعته العسكريه السوداء مرر يده على شعره القصير المسرح بطريقه عسكريه لا تتغير ..
:
:
هي تعلم بأنه ينوي التحدث ولكنها عادته يتحلى بالصمت طويلا قبل ان يلقي بحديثه المنمق ..
:
:
"لا اله الله يمه ..."
:
أبتسمت له .."محمد عبده ورسوله ...أمر يا وليدي ..."
:
:
"عمي .."
:
اغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا ..."كانت هذه فكرته منذ سنوات والان حان وقت تنفيذها ...هي تعلم عن أي عم يتحدث ...عم له من ام جاريه اختفت اخباره منذ سنوات عندما نفاه اكبر اخوانه ....وحرمه من أي ميراث او شيخه ..
هزت رأسه بالنفي .."والله ياوليدي ما اعرف عنه أي شيء ..هي قصه و اعرفها صحيح ولد عمي لكن القصه قديمه ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."يمه له ابن خاله حول الحجاز ..تعرفينه .."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لاء والله ...ياوليدي مالك وماله وش تبي به يمكنه مات و الله يرحمه ...منين بتطلعه اللحين بعد كل هالسنين ...وشيختك لك ...مايحتاج ..."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."لا يمه ..و اذا لي اولاد عم ..لهم حقن علي ..وهذا حق لهم من شرع الله ..برده لهم عسى ابوي وعماني يرتاحون بقبورهم ...يمه انا مالي ولد ولا وريث ...وذاك شايفه الحمد لله ..ابي منهو يشيل اسمنا بعدي ...و منيب متنازل عن الشيخه ابد ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي تمنعه ..."ياروح امك وشهوله هالهرج...لو يريحك روح دور عن ولد خالته اسأل ..مانيب موقفتك ابد ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وهو يهم واقفا بأصرار ..."لعمي جوهر حق برقبتي لا يمكن يضع ..."
:
:
تأملته مفتخره ...لقد ربت ابنة الصحراء شيخا وقورا رغم سنوات عمره الاربع و اربعين ..
شيخا يكنى بـ"عساف بن منصور اليوسف ..."
:
:
:
اغلقت كتابها وهي تنظر للنافذه الواسعه التى احتلت معظم جدار الغرفه ...
تعبت من الوقوف ..
يا الله ...سبحانه ..من لا يصعب عليه اعجازا ..
منذ شهور كانت بالكاد تستطيع تحريك نفسها ..
و الان تتعب من الوقوف ..
لقد ملت من كل هذا حقا ..تود بشده العودة الى المدينه المنورة ...
بعد اخر مواجهه مع عذبى والموقف الغريب الذي لا يفسر لم تستطيع التفكير بشيء ...
عداه ..
عدى عذبى والالتقاء الغريب بطبيبها ..
طبيبها السعودي الغامض ..كيف وصل الى هذا المكان ..ماقصته ..؟؟ما ماضيه ؟؟
ماحزنه ؟؟
ماصلته بعذبى ؟؟
:
:
وما شأنها هي ...وما اللذي ادخله لكل هذه الدوامات بعد غرفتها الصغيره في شقتهم القديمه ..
:
:
:
وهل يبنى حاضرنا الا على اضغاث الماضي ..
لماضي هو ما نكون ..
:
:
:
:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للعشق, العشق, انفى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية