المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: العشق انفى للعشق
العشق انفى للعشق ....
:
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
:
:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الجزء الثاني ..
..
..
بعيدا هناك في ديار النخيل ..في مهبط الكرم ..
في غنى البداوه ..و الأصل ...في عطاء الرجال ..في ترف الفضائل والقيم ...في رائحه العود ..في فتنه رائحه قهوتها ...وعبق هيلها ..
..
..
في شمال موطني ..
..
..
في سكاكا – الجوف .....
..
..
في بيت على طرف سكاكا ...
الا انه الاكثر تميزا بها ...
اميالا من النخيل ...يطرفها بيتا عملاقا اصطبلات خيول عربيه..غرف صقور شامخه..
وكراجات بسيارت صحراويه ...
وخيمه بدويه كبيره تكاد تعادل البيت في كبرها ...وفخامه اللون البدوي يكللها بكرم اهلها ...
..
في اقصى شمالها كان يجلس امام المشب العملاق ...
..
..
مفكرا ...سارحا ...
بثوبه الشتوي الغامق ...
يشتد على منكبيه بوقار فاتن ...
وميله عقاله ..التي تميز كل شمالي مهما اغترب ..وعن ارضه ارتحل ...
..
..
لون عينيه الاسود الهادر وحدتها كعيني صقر ..
وعوارضه الرماديه ..
ليس بذاك الجميل الفاتن ..
ولا بالدميم القبيح تربع على عرش الرجوله ملكا ...
..
..
راقب سقوط قطع جمر ...من حطب الغضا امامه ...
..
..
تذكر خليلته وهي ممده على سريره تنتظر منه امل ...
لفته صوتا عند باب الخيمه ..الا انه كانت قطعه جليد من تكونات البارح سقطت من فوقه ...
..
..
شما ...شما ..ليست الحب ..شما ليست الغرام ..لم افكر بها يوما على انها حبيبه او عشيقه ...
الا انها حلم رجال منطقته ..لم تكن بذاك الجمال الهادر ..الا ان لها عقلا وقلبا يوازي اشد رجال قبيلته حنكه ..
يستشيرها في ادنى واعظم ...امور قبيلته ..التي يتزعم ...
..
..
شما ابنه الحجاز ..المسالمه ..
اللتي تزوجها رجل يصغرها بـ 8 سنوات فقط بدافع مرؤته ..
..
أتجاه ابيها وهو من معارف ابيه القدماء ..
..
كان يهمشها وهو منشغل مع زوجته الاخرى وابنائها وقبيلته وامورها ..
ألا أنها شيئا فشيء سبرته الى اغوارها ..
وعلقته بحمكتها ..
طوال 14 سنه زواج كانت له المستشاره والمرجع ..
..
..
حتى طلب ام أبناءه الطلاق منه لم يهزه ..
حتى ان علاقته القويه بأبنائه يعود ريعها ..الى شما التي شارت عليه باطلاق سراحهم ومرافقه امهم للقريات عندها سيعودون اليه وقد ازدادت محبته في قلبهم ..
..
..
شما التي تمنى لو كانت اخته كي ينتخي بها ..
..
..
لطالما رددها في قلبه لانها بالفعل اخته كان يردد في شدة استحكام اموره ..."وانا اخو شما .."
...
..
فتكون الكلمه مفتاحه نحو الخلاص...
..
..
..................................................
تحامل على همه واتجه الى بيته ..
..
..
كان خاليا من وجود امه وابناءه ..
فقد البيت صوته بعد مرضها ..
تذكر تشخيصها قبل 4 أشهر سرطان الدم في مرحله متقدمه جدا ..
مازال الموت مبكرا ..لايليق بها فهي في الـ52 الأن ..
...
..
فتح باب غرفتها وجدها مازالت مستيقضه ..
قبل رأسها ..
لمست وجنته بتعب ..
..
..
تفادى نظرات التساؤل بعينيها ..
سكت لبرهه ..
..
..
نطق بشماليته المميزه
"تروه ماترد من شين ..ان شاء الله مابوه الا العافيه..وشوله تخافين"
..
..
تنهدت بحزن "انا خايفه اموت ياثلاب انا ماشفتهم ...ابي استسمح منهم .."
..
..
اخذ نفسا يطمئنها .." ادري انتس متشفيتن على شوفتهن أبراعيهن لتس هالبنيوات واجيبهن في حضنتس ياملا العافيه ..."
..
..
أبتسمت له .."حدي بهن ف عزاء عبد الرحمن هن طيبات هن اكلات هن شاربات هي الدنيا ضامتهن ولا بعدها مرتحمتن فيهن ....والله اني مقصرة بهن.."
..
..
حضن كفيها وبوعد رجل .."ان ماجبتهن لتس باكر يانور المكان ...وجاري مايلع به ضو..."=كنايه عن اعتزاله الكرم ..
..
..
لم ترد عليه لان الما غزى جسدها ..تألم حتى قارب الفناء لحالها ..
تركها ..وخرج رغم تأخر الوقت إلا انه اعاد الاتصال مره اخرى ...
....
...
..
..
..
بعد مرور نصف ساعه من نوم هادئ ...
صدحت نغمتها تزيح النوم ليحل محله الرعب ....
..
..
وكرده فعل عاصفه ردت مسرعه ...
..
..
ليفاجئا احدهم بلهجه هجرتها منذ سنوات بعيده ...منذ 12 سنه ...
...............................
منذ وفاة امها لم تستمع لاحدهم يتحدث بها ...
..
صوت رجولي فخم أبتدأ .."سلام عليتس ....عسى ما ازعجانتس بتلا هاليلوله ...؟؟"
..
..
بصوتها النعس ...وبكسل .."أهااا...........مين معاي .؟؟"
..
..
استشعر النوم في صوتها فخجل ..
"معاتس ثلاب ...رجل اختس شما ..."
..
..
اعصار ذكريات غزا رأسها ..شما ..أختي لأبي الغائبه البعيده ....التي تزوجت شيخ قبيله امي ..ياه كدت انساها في محنتي ..بل انها غريبه علي حتى عزاء عبد الرحمن لبثته معي كغريبه ..كيف وهي تنبذ كل صله بنا ...حتى كادي لاتعرف من هي او كيف شكلها ..فقط تسمع بأنها عندي ... حتى مرضها تجهله...
..
..
تنهدت ..."والمطلوب ..."
..
شاركها تنهدها بحسره ..حاورته نفسه "اختس تحتضر ....بالسرطان ..وتبيكن يمها في اخر عمرها تستمح منكن على مابدر منها ...وش قولتس..."
كان بوده قول هذا الا انه همس بعد تنهده "أختس تعبانه ..وتبي تشوفتس......يعني ماهو شين كايد بس مرادها شوفتس.."
..
..
تأملت ظلام الغرفه .."سلامات .........والله يا أخ ثلاب هي تخلت عننا كل هالسنين ومير نستنا كلش ...يعني مافرق معها ...لكنها اختي من دمي ولحمي وهمها يطالني ..انا بشوف لي يوم ازورها ...بس أول اخذ لي اجازه..بس مو أكيد اجي "
..
..
أستغرب قسوتها كيف تكون اخت هذه الملاك وهي لم تتألم لحال اختها ...
..
..
تمسك بالأمل .."لو تبين باكر رسلت لتس تذاكر او حتى سواقي يجبتس لمنا ...هها وش قولتس...؟؟"
..
..
حاولت انهاء حديثها ..."راح ارد لك مع السلامه واغلقت هاتفها ..."
..
..
نفاها النوم ..
تقلبت في مهجعها كسيره ..."وش تبين يا شما ..بعد كل هالسنين وش تبين ....من بعد وفاه ابوي ماعدنا سمعنا منك خبر كان هو الصله الوحيده بيننا والدم ..والاسم ...وين راحوا ...بس انتي من يومك بعيده عننا يمكن هذا اللي زرعته فيك جدتك انك تكونين بعيده ..هه لايمكن اجيك ولا افكر اشوفك بعد السنين كلها ...قال تعبانه واللي فينا مو تعب مو ضيم مو ظلم وقهر ولا سألتي لكن يوم طحتي قلتي تبينا ..."
..
..
ايقضها صوت سلطانه القديمه ...."لاا وش هالقلب ياسلطانه ..شما اختك ووصلها وصلك لابوكي ..ما طلبتك الا وفعلا هي تحتاجك ...لا تنسين مقامها عند ابوك .."
..
..
لانت ملامحها ....حاولت تذكر كيف تبدو ..كانت تشبه جدتها ..قصيره ونحيله سمراء ..مليحه ..تزوجت عندما كانت في الـ38 ...من شيخ قبيله امي كان متوليا الشيخه لتوه ....وقد زاره ابي مع خالي ...بعد ذاك اللقاء فورا كان متزوجا اياها ...
لقد اشار خالي المحنك على ابي تزويج ذا الرجل شما ..فهو لن يرفض كما انه لن يضيمها ابدا ...
..
..
كانت مجرد صفقه لكنها تعالت كثيرا حتى نسيتنا ..
اتوقع بأنها كانت مصدومه ..
لأان أبي تزوج امي بالسر على امها ...ومكثت امي هناك بسكاكا ولم تنتقل الى المدينه ألا حينما تخرج اخي عبد الرحمن من الثانوي ...
..
..
لهذا الفرق بيني وبين عبد الرحمن كبير كانت امي تريد لي حياة مستقره عكس عبد الرحمن ...
تذكرت محيا ذاك السمح فغدرتها دموعها ..
..
..
عادت تدفن نفسها تحت غطائها الشتوي ...وعرفت دموعها من ألم تنحدر ...
أحمرت وجنتيها من جور دموعها ..
..
..
فرحم النوم جفنيها ..
..
..
.....................................
.......
أستيقضت الساعه السادسه والنصف لازالت الشمس لم تشرق..ومازادها غيوما تكونت في اخر الليل..
..
..
توجهت للحمام تستعد للصلاه ودوامها ..
الا انها وجدت كادي مستيقضه في المطخ..تعد الفطور..
.
.
أبتسمت لها ..."أش مصحيك ذحين ...؟؟في ذا البرد"
..
ردت لها بأرق ,,"لا بس كان ظهري يعورني ...وكمان في بوري ازعجني وصحيت ...صليت وجيت اسوي الفطور ...اليوم راجعه المغرب كمان ؟؟..."
..
..
أستشعرت تضييع كادي لموضوع المها ..."لا ماتوقع ....راح ارجع الساعه 3 ...اذ ما تأخر الاخ ومسكت مكانه ..."
..
..
سكبت الماء في احد الكوبين تصاعدت ابخره دافئه ...
راقبت فعلها سارحه ..
..
..
ايقضتها تلك ..."ياهووه ..عمه انتي معاي ...اقول كلمي الادارة عنه وانه مهمل ..."
..
..
تنهدت خارجه من المطبخ .."ياشيخه كيفه مابي اقطع رزق أحد .."
...
..
أعادت تصفيف شعرها ..
لبست بنطالا اسود وكنزه شتويه حمراء ..
..
أخرجت عبائتها المخصصه للعمل ..
وحجابها اطويل اللذي يغطي معظمها ..
..
..
جهزت حقيبتها وتأكدت ..من شحن هاتفها ..
تذكرت حادثه الأمس اللتي تناستها ..
..
..
توجهت للمطبخ ..وجلست على الطاوله القديمه وهي تضع عبائها بجانبها ..
..
..
ترددت في أخبار كادي عما يشغلها ..
تأملتها وهي مستغرقه في قراءه كتابها ..
..
..
وتختار لقمات عشوائيه ..
كانت ستهم بأخبارها لولا أنها ..
..
..
سمعت صوت هاتفها ينبهها وصول سائقها ..
توجهت للباب مودعه ابنه اخيها ...
..
..
أزاحت وردا مدينيا متراكم امام عتبت دارها من احتفال البارح ..
..
كانت ستهم بالخروج من مدخل المبى لولا ان فتحت جارتها المقابله الباب ...
وبدون مقدمات انهالات بشتائمها وتنقيصها ..."هيه ...أنتي اسمعي ترانا ناس عندنا بنات ونخاف عليهم ...زوجك هذا ما سارت كل شوي وهو ناط لنا ...حبيبتي انتي وهو بجهنم ان شاء الله لكن ابعدوا عن حياتنا حلو عنها سوو اللي تبون واغضبوا ربكم بعيد عننا ..."
..
..
عندها انفجرت وماعادت تطيق احتمالا ...لكن نبذت ردا قد جهزته واكتفت بقولها ..." الله كريم ..."
......
..
....................
.........
ركبت السياره وقد حاربت دموعا تبقت من البارح ....
..
..
جلست في مكانها يقلبها الملل ..المرضى اليوم قله ..طبع يوم الاربعاء دوما هكذا ..
صلت للتو صلاة الظهر ...
..
كانت مطرقه رأسها منشغله في ترتيب احد الملفات ..
انتباها الجزع ..وعادت لا أراديا للخلف ..
..
..
كان وجهه قريبا من الشباك ..
ارتعدت لوهله هامسه ...وهي تصر على اسنانها تراقب المكان ..."نايف .....اش جابك هنا ..؟؟"
..
..
أبتسم لها بتوتر ومازال العشق يعذبه بسياطه ...
"سلطانه ...ياروحي ياقلبي ارجعي لي ...الله يخليك ..."
..
..
تنهدت بتعب وهي تراقب مريضا يقترب ..."مالي كلام معاك .... "
..
..
تسارعت نبضات قلبها وهي تتوجه للمريض بالحديث ..."ايوه لو سمحت ...عندك ملف او حاب تفتح ...او زائر ....."
..
..
أبعد المريض بلا مباله ..."سلطانه انا اكلمك ناظري فيني ...طيب ...لو على الطلاق ...انا بزوجك واحد من خوياي ...هاه وبيطلقك وبتجوزين لي ..."
..
..
توترت ..وقد غضب العميل ...توجه له بالكلام ..."ياخي ابعد عني حلوا مشاكلكم برا ...جايين لحد الي هم مرضانين خلقه ..وتتناقرون ...أنا ماراح اسكت راح اوصلها للأداره ..."
..
..
عندها تدخلت ..."معليش اخوي حقك علينا ...."
ألتفتت لذاك مترجيه أياه بضعف ..."نايف الله يخليك ...أبعد ..."
..
..
حاولت بمهنيتها ارضاء المريض ...
وذاك يراقبها مبتعدا ...
..
..
ما أن توجه المريض بعيدا حتى ألتفتت لمكان وقوفه تنهدت ..لم تجده ..
..
..
لقد ضاع العشق معك ...منذ احببتك ..كانت غلطتي اني سمحت لك بأمتهاني ...
..
..
كانت تحدق بالمصعد بتوتر وترقب ..
خرج المريض ذاك أخيرا ..
لم يلتفت لها حتى ..
..
حينها انتظم سير نبض قلبها فأرتاحت ..
إلا ان رن هاتف المشفى امامها ..رفعته بعمليه ..
..
..
"مستشفى ..... معاك عامله الاستعلامات ..سلطانه طلال .."
..
أوقفها صوت د.طارق المسؤول عن الاداره ..الفخم .."انتظرك بمكتبي ياسلطانه ...".
..
..
لم يتصيد لها ردا بل اغلق الهاتف بعد ان انهى جملته التي ..
رمتها في وادي سحيق ..
..
..
أحست أن ممر المشفى العملاق ينحصر على صدرها ويضيق ..
..
أرتشفت من قاروره الماء امامها ..
..
جلست فوق كرسيها عل مضض ..
وبعد مده وقفت وهي تعدل حجابها ..تركت مكانها وتوجهت للمصعد ..
تحس بأنها وصلت باب مكتبه مسرعه ..ليت الطريق اكرمها بطوله ..
..
طرقت الباب ودلفت ..ساد الصمت وراقبت نظراته الصامته من خلف عدساته الزجاجيه ..
..
..
تأمل طولها سارحا ..."أتوقع تبرير ....؟"
..
..
عندها همست مدافعه ..."كان غلط ماراح يتكرر..."
..
..
هز رأسه ..."سلطانه مو انتي اللي غلطتي .."
راقبها تحتضن كفيها ..
سرح ببياضها ينكسر فوق الحجاب لاينكر ..رؤيتها في بدايه الدوام تشفي القلب العليل ..
لكنه أكمل بمهنيه .."سلطانه انا عارف انك شاطره ووفيه..لكن انا على أتم الاستعداد استبدلك بموظف مهمل ..لكنه بالمقابل مايجر مشاكله لمكان عمله ...أنا أسف ..مستحقاتك لهذا الشهر استلمتيها .أنتي مفصوله..."
..
..
حاربت الافصاح عن تزعزع بدنها وهي ..تشد من يدها على مقبض الباب التي كانت تقف بقربه طوال المقابله ...
..
..كانت ستجادل لولا ان الصدمه الجمتها ..لم ترى سوى شيئا واحدا ..
"كادي"
.....
الصدمه.....قيدت عطائها ...وكبلت حريتها ..أقلت ابواب الفرج في وجهها أجمع ..ونبذتها لجور الايام ..
..
..
عندها فتح طبيب أخر الباب ..ودلف الى المكان شاركت دخوله بخروجها مبتعده ..
..
........................
...........................................
عادت للبيت لتجد كادي تغط في نوم عميق ,,,والمكان يضج بالهدوء ...
مازالت بكامل حجابها عند جلوسها على الاريكه القديمه في الصاله ..وهي تتأمل فراغ الجدار ..وحسابات ..ارقام ...تتعملق داخل عقلها ...
كانت مغيبه تماما وهي تسمع جرس باب بيتها يلح بالرنين ..
كان اخر همومها ..وهي تستمع لتنكيله وتهديده من خلف الحاجز الخشبي ...بابها الذي تحمل معها الكثير ..
..
لايهمها شيء الأن كل مايشغلها فقدانها صمام امانها الوظيفي ..
أصبحت مكشوفه أمام اقدار الحياه السيئه ...
.
باتت تبحث في داخلها عن اسماء ..مدارس او مستشفيات تقبلها بشاهدتها في السكرتاريه ...
أو أي جهه اخرى ..
..
هه هي الدنيا كما عرفتها تبخل علي بسند ...
سند ..."خالي سند .....اكلمه يمكن بيده حل ..."
..
..
أنقطع ازعاجه خلف بابها ...تنهدت وهي تمسح محياها المتعب بكفيها ...وقد عانقت اطراف اناملها بلل محجرها ..
..
وبكلمه واحده رددتها منذ ان عرفته ..."حسبي الله عليك يانايف ..."
..
.
.
وغيبها حزنها لعوالمها التي عهدتها منه ..
تذكرت ايام الكرامه بجانب ابيها ..
..
طلاقي من نايف كان اخر قطره في سيل وقفاته بجانبي..رحمه الله..
..
تذكرت اخر محادثه بينهم هي وذاك العاشق القديم ...
كانت قد دخلت المجلس عليه وامام ابيها ..
تقدم منها مسرعا وشدد من أحتضانها ...وامطرها بقبلاته ..تأوهت تبعده .بضعف ...جسد ..وقلب.....فما زال جسدها يحمل نكايته بها ..ولازال رحمها يفتقد صغيرها الذي تكون فيه ..
..
..
راقبت محيا ابيها بتعب ....وذاك يترجاها ....وشفتيه ترتجف حسرة ..."تكفين ياسلطانه تكفين يالحب اخر مره والله العظيم اخر مره الا هالمره لا تطلبين الطلاق ...المرتين اللي فاتوا يكفون ...تكفين ياسلطانه ماقدر اعيش بدونك انا نايف ياسلطانه ترضين لي يمر يوم بدون لا اسمع صوتك حتى ..."
تأمل وجهها وقد سلبت ملامح حنانها التي تغفر له بها ...
..
أول صفعات الزمان لها كان نايف .....تعلمت كيف لاتثق أبدا ...
ألتفتت عنه وأحتضن وجهها بيديه ولفه بأتجهه ..
ليجد صنما كان يوما ...حوريه لسبع بحارا ..وكان يوما روح ناي حر ..كان يوما يدعى حبيبته ..
تذكر انتظاره لها وقت خروجها من المدرسه ..
لم تكن لتعطيه بالا ...وهو يراقب طولها ..وخطواتها الى بيتها ..وهي تعدل حقيبتها كل حين ...كان هذا يكفيه ..بأن يسبى في متاهات العشق..
...
أبعدت يديه وأستقامت واقفه بصعوبه وهي تتوجه له بالحديث .."ماراح ارضى بأقل من الطلاق يانايف انا تعبت منك..وسبب رجوعي لك قبل اربع شهور هو أنني اكتشفت اني حامل وقلت اعطيك فرصه ..لكن اللحين انت ياللي ضيعت فرصتك بيدك ..أتمنى أنك تتألم ...كل ماتذكرت انك سبب اللي حصل .."
..
..
نفضت يده التي حاولت عبثا ان تحتضن كفها ...
..
عندها نطق ابيها بحكمته ..." نبي الطلاق وانا عمك ....البنت عافتك ...الزواج احترام ...مو حب وضرب..."
..
..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
تذكرت أبيها عزائه ...فقده ...كانت تتمنى يدا تربت على كتفها عدا كادي ...التي امتهنها الضعف قبلي......
.
.
تذكرت ذاك الأتصال ..هه لن أغفر أبدا لأنسانه لم تحضر عزاء أبيها حتى ..وفوق هذا لم تفسر غيابها ...ألا بكلمه "كنت تعبانه ..."
..
..
حمدت الله حينها بأن أبي لم يسمعها كيف وهو اللذي كان لا ينقطع عنها أكثر من 3 أشهر فيحرص على وصالها ..
تذكرت حينها خجلي ..عندما لم يقف في عزاء أبي إلا خالي و زوج المدعيه ...تمنيت حينها أنني مازلت على ذمه نايف كي يقف في عزاء ذاك الطيب..
لأ أخفيكم أنني توقعت حضوره لأخر لحظه ...لكن هذا نايف يصعد بكـ ألى فوق السماء بهرجه المترف ...ويلقي بك من هناك بفعله الفقير....
...
..
أين وعوده ,,أين عشقه ..حمايته ..
شكه كان يؤرقني ..وجلده ينبذني من ذاتي ...
كنت أحتمي به ..عنه ..فيجازيني بقبله ..وبعدها سياطا تقطع جسدي الذي يملك ..
..
..
يبدوا بأن فصلي اليوم فتح لي عهودا و ألاما قديمه منسيه ...او بالأحرى مطموره ....
..
..
هوامش ..هوامش حياتي تمتلئ بالهوامش..
حتى بت أنثاها المدلله ...وأسيرتها ..
..
..
زواجي هامش..امومتي هامش..عائلتي هامش ..كفاحي هامش ..حتى حبي كان هامش..
كان مهمل ..لم يغذى بصدقه ..ولم يعزز بأحترامه ..
..
..
..
رحم النوم جفنيها ..لا تثقوا بالنوم أبدا ..ذاك الحميم الجائر الذي يضمك تحت كنفه ظاهره يريحك ..وباطنه يعذبك ...باطنه يجردك نحو الهاويه ..
لتستيقظ وقد غرقت شهيده وسادتك بدموعك ...بينما انت تستسلم له كان هو يغذي عجزك وحزنك ..
لاتستسلموا له ...
..
..
أستيقضت هلعه على طرق قوي يكاد يحطم باب البيت ...ألتفتت لغرفه كادي وقاد أستقامت هلعه في سريرها ...
مازالت ترتدي حجابها لم تنزعه ..
عدلته وهي تتجه مسرعه للباب ..
فتحته لتجد يقف على يمينه مالك المبنى الخمسيني وهو مطرقا برأسه ....بادرها بالسلام فردت بهمس ...
..
والقى عليها صدمتها الثانيه لا محاله احداث اليوم أنتداب من الجحيم
وبدون مقدمات وبخشونه شرقي نابذ"والله حنا يابنت طلال خلاص تعبنا ونبيك تخلين الشقه ...في اقرب وقت ...زوجك مأذينا واليوم ..سارت هواشه كبيره بينه وبين ولدي ...المهم انا نبهتك ....أخر الشهر مابي أشوفك هنا والأجار حق أخر 3 شهور مسامحه فيه والوجه من الوجه ابيض......."
تركها ..وصعد وكأنما لم يحدثها او يوجه لها اعصارا يزلزل ماتبقى من كيان تزعمه ...
جلست في مكانها على الأرض ...ألتفتت لتجد كادي تحدق بصمت ...ورمشها الكحيل يودع دمعه عجز ...
..
..
.................................................. ........
.....................
:
:
:
|