لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-18, 12:26 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء الثالث...
بسم الله الرحمن الرحيم ...
..
..
أيام قالوا عشتها ! دورت ولا حصلتهــــا!حاظر مع العالم وأنا مكتوب جنبأسمي غياب!ياوقت خذ صفحةوقلم وأحسب لي بالضبط الألمدور سنيني اللي مضتوأسألهآ تعطيك الجوابوأسألهآ تعطيــكالجوآبـــ
::
لازالت تجلس على الأريكه وهي تسند رأسها بين يدها بتعب...
وشعرها ينهي معزوفه يومه ويتحرر على كتفيها ...
::
::
ضنا منها أنها تخفف تلك الصغيره همست مطمئنه ..."كله خيره ياعمتي كله خيره ...دام الوظيفه موجوده بعدها كل شيء يهون "
..
:
.
عندها اطلقت العبره التي كانت تكتم ...وأنخرطت في بكاء موجع ....
ورفعت رأسها برجاء ...لسيد الرجاء ومولاه ....وقد مالت دموعها على وجنتيها ....."يارب والله تعبت ...ياربي أبي أرتاح ...."
..
..
شاركتها تلك الحزن وتقدمت بجسدها فوق كرسيها بصعوبه ..وأحتضنت رأسها ..."الله كريم ياعمه مايضيع أحد........"
..
:
:
تنهدت ..."أنا لازم م أسكت لازم ادور لنا بيت ....و وظيفه ..."
..
أتسعت حدقتيها ..."وظيفه ليه ياعمه ....الحمد لله وظيفتك ثابته ودخلها حلو ......"
..
حاربت دموعها ...."هو نايف بيتدخل بشيء إلا ويخربه ...الله ينتقم منه اللي لا وانا على ذمته بخير ولا دونه بخير......."
..
..
أرتجف صوتها ..."يعني ...حتى الشغل رااح ..."
..
صمت سلطانه الحزين أكد لها مخاوفها ..كادت أن تلعن عجزها ..وضعفها ..
..
..
جمعت كفها أمام شفتيها تمنع أرتجافها ."انا مو مقيدني ولا قاهرني ...إلا انه ماعرف احد والله مانعرف احد يساعدنا ولا يعني يدور لي وظيفه ولا يعني سكن .."
..
"المشكله أنا لين قبل ثلاث اسابيع رحت للمدارس الخاصه مالقيت شيء..."تنهدت ...."مافي إلا أني اتوظف في محل ...لين ربك يفرجها ..."
:
:
طرحت خيارا أصعب ..."طيب كلمي خالي سند ...يمكن عنده حل ..."
..
..
ضحكت بعجز ساخر ..."خالي هو يذكرنا حتى أخر مره شفناه بعزى أبوي ..وكان مستعجل كمان ......حتى سندنا الوحيد مانهمه .."
..
..
أدلت برأي أخر أشد وقعا من سابقه .."طيب عمتي شما ....إلا ما تساعدنا انا عارفه انو ربي فاتح عليها أبوي قالي زمان ..."
..
::
..
هززت رأسي بالنفي ..."مافي مخرج ياكادي ...الحل بيدنا حنا وبس أنسي أنه لنا أهل ..الظاهر بنجلس كذا لأخر العمر ..."
وقفت بتعب وهي تربت على رأس أبنه اخيها الوفيه .."بكرا بتنحل الأمور ...تعبانه وأبي أنام ....".
:
:
على غير عادتها قضت يومها في السرير لم تغادره ..حوالي الساعه التاسعه..
توجهت لرئأسه مجمعين لم تجد وظيفه ...وفي المجمع الثالث خرجت يائسه من غرفه الاداره ..جلست بتعب على كرسي يقابلها ..
تأملتها أخرى بجانبها ..."رفضوكي..؟؟."
ألتفتت لمصدر الحكي ...كانت شابه فاتنه لا تغطي وجهها وتتزين بأناقه ملفته ...
هزت رأسها بالأيجاب ..
أكملت تلك "اصلا ولا حيقبلوكي ...لانو شكلك يعني مرا محجبه هما مايبوا ستايلك ...انتي تنفعي للحرم .."




لمعت برأسها فكره ..وهي تطلب سائقها أن يوصلها للحرم ..

لم تعرف كيف تقدم على وظيفه ..

حينها وجدت أحداهن تقف على الباب وهي توجه رهطا ..

توجهت أليها مستنجده ..

وبعد السلام .."لو سمحتي أختي كيف أقدم على وظيفه حارسه هنا .."

نظرت تلك تتأمل محياها .."والله يا أختي هالحين اكتفاء ..لكن فتره المواسم تقدري تقدمي على مكتب الأمن ...."

..

..

راقبت الحزن يعتريها ..."اقلك عطيني اوراقك وانا بحط اسمك بالمكتب يعني لو احتاجوا ماراح اوعدك ...."

..

..

أبتسمت تخفي حزنها وتبعث العرفان لهذه التقيه .."جد الله يسعدك ويفتحها عليك دنيا واخره ...اوراقي معاي ..."أبتسمت بحزن "مجهزتها دايم ......."

..

..

أعطت الحارسه اوراقها وهي تطلب المولى بقلبها الفرج ...

لم تحبذ أن تخرج من الحرم وقد أقتربت صلاه الظهر ..

..

..

أستندت على أحد الأعمده البارده وهي تسحب مصحفا من جانبها ...قرأت حتى قطعها الأذان ...فصلت ركعتان ودعت ربها

"أن ربي قدم لي مافيه خيرا وصلاح ...وجنبني السوء واهله يا أرحم الرحمين ..."

..

صلت الظهر ..وأنتظرت الجموع حتى يفيضوا ...

تأملت الغيوم خارجا ..

من مكانها القريب من الباب ..

عندها رن هاتفها برقم غريب ..فردت لعل به فرجا ..

سمعت صوتا قديما يطلبها لكن الوهن طاله ..

"ألو ...السلام عليكم ...سلطانه .......كيفك ..."

ردت بأقتضاب ..."الحمد لله ..."

أحست تلك بجمود هذه والبعد يعتريها ..."سلطانه ....أبي أشوفك ياختي ...أبوي لو عايش ..ماكان راح يرضيه قطاعتنا ..."

تنهدت تذكرها ..."بس أنتي حتى عزاه ماجيتي ولا وقفتي بجنبي ياشما ..."

تنفست بصعوبه ..."افهميني ياسلطانه موتت ابوي أثرت فيني ...ماكنت ابي اجي ..كنت بأثبت فعقلي انه لسى موجود وبيجيني بأي وقت ..أخر مره شفته كان قبل موته بأسبوعين كان طيب..وفرحان ...ماكنت ابي اشوفه بغير هالحاله ........"

:

.

:

هزت رأسها بعدم أقتناع .."طيب وانا مافكرتي فيني اوقف بعزاه لحالي..."

.

.

حاربت دموعها ...لكن عندما تذكرت وضعها اطلقتها بهدوء .."سلطانه انا عزاء عبد الرحمن تعذبت اجل كيف عزاء ابوي ...انا اكره الفراق ياختي افهميني .."

..

.

.

ردت لها بهدوء .."أللي يكره الفراق يا شما مايصنعه .."

..

..

تألمت تلك .."سامحيني ....."

و إنتظرت الصفح ...

:

:

تأملت الغيوم تثقل بالمطر .."تدرين بي ياشما مو انا اللي اشيل بقلبي ..وانت غلاك من غلا أبوي ...لكني نسيتك ..نسيت كل شيء حتى نفسي نسيتها .."

:

:

أحست بألما يهاجر من وراء جبال الحجاز ويستقر بقلبها .."أنتي طيبه ياسلطانه .."

..

..

ضحكت بسخريه .."طيبه ..هه ..إلا قولي ..أنتي مسجونه ..انتي مظلومه ..انتي عاجزه ..انتي مقهوره ...يابنت ابوي مابقا طيب بالهدنيا الا وهجرني وش ابي بعد ...خلاص الحمد لله راضين بنصيبنا ..ننتظر ملك الموت يجي وبس ..لا علاج نقدر نتعالج ..ولا سكن ولا وظيفه ...ان كان هذا الطيب اللي تقصدين فأنا مو طيبه ..."

:

:

لعنت اختياره للكلمات .."انتي تدرين لو بيدي اكون جنبكم للأبد .."

..

ارتجف صوت تلك .."شما ..لا تبررين نفسك اجل بيد من ..قولي لي ؟فهميني أنتي هجرتينا كأننا عاله ...انا مطلقه وحالتي بالبلا بنت اخوك معاقه ماتتحرك الا بالعافيه ..والحمد لله على كل لا طلبنا منك ولا سألناك نبي وصلك بس...وانتي بعتينا ولا كانه في أي صله بيننا ...انا مابي منك شيء الله المغني ...لكن بس قوليلي ليش؟؟ليش؟؟أستغنيتي عنا..بس"

:

:

هالها ماعترفت تلك به ....كيف ...كادي معاقه ..هه وكيف لي علم وانا لم المحها ولو لمرة واحده ...وسلطانه مطلقه من حب حياتها كيف ..."سلطانه هي كلمتين ...عشان ابوي ...عشانه بس أبيك جنبي ...عشان ارضى عن نفسي عشان اكفر هالبعد ...ابيك لو ساعه قدامي ...اعوض بها العمر كله ......."

..

..

لم تكن يوما قاسيه القلب..ولم تبخل يوما بحنان يحتاجه أحد إلا أن نوائب الدهر جعلت منها جلده ........"شما انا حاليا في ظروف صعبه... ماقدر اسيب اللي بيدي واجيك ........."

..

..

جادلتها مجهده .........مصره ..."طيب وشهي الظروف ...قوليلي اعطيني فرصه أساعدك ..."

..

وقفت تعدل من عبائتها ...وهي تهمس بحزن .."للأسف شما ...هالظروف بالذات ماتقدرين تساعديني فيها ...مضطره أقل...."

..

..

قاطعتها لاهثه ...."سلطانه ...طلبتك لاتقفلين الا وانتي عندك قرار ...الله يخليك أن ماشتك هذا الأسبوع بيسير لي شيء....مستعده ارسلك التذاكر هاللحين بس أشوفك ....."

..

..

أباحت لها بهم صغير يؤرقها .."بس انا ياشما والله ماقدر مالك المبنى معطيني فرصه لأخر الشهر أخلي الشقه ...وانا لازم أدور على ثانيه بحدود شهر وذا شيء صعب وكمان لآزم أعزل العفش ...والوظيفه ........."

..

..

عندها أدلت برأيي تمنت سطانه أن اختها بقبالها كي تقبل رأسها ......

...

"خلي الموضع علي بكلم ثلاب يدق على المالك ويمدد معاه ........"

..

تنهدت بحزن مكمله .."ماضنتي أني بجلس لأخر الشهر......."

..

..

فهمتها سلطانه أنه وجع انتظار بينما تلك كانت تقصد الاحتضار . .....

..

..

وبقل حيله نفثت نفسا .........."اذ وافق المالك ..أنا أن شاء الله اجي ...بس غير كذا والله ماقدر..."

..

..
تمت...
.
.
الجزء الرابع...

:

:

على الوساده شرايد نوم

.

من ما ترك خلي الجافي

.

لعل تالي سهرك اليوم

.

يا عين و اللي مضى كافي

.

هجرت هم و طويت سقوم

.

و دخلت في المخدع الدافي

.

و ساعة غفى جفني المحروم

.

و رميت حملي على اكتافي

.

حلمت باللي هواه حلوم

.

يصب جمرٍ على اطرافي

.

و انا احترق يالله المقسوم

.

و اطفي النار بلحافي

.

يا زين للعاشقين سلوم.

.

و غاديك تحكم بالانصافي

.

هو ينعدل لا شقى مظلوم

.

او يشكي السقم متعافي

.

ما شفت جرحٍ عليه هدوم؟

.

هذا انا البيٌن الخافي..

..

..

كعادتها منذ 6 سنوات تلازم غرفتها معظم وقتها .......تعيد ترتيب كتبها ......ترمم كتب امها القديمه ....و ترسم على هوامشها رسوما صغيره تعطيها الأمل ..................وتنفث الفرح روحا فيها .............

..

..

ثبتت عجلات كرسيها ومنعتها من الحركه ...أخذت نفس عميقا كمن يستعد لشوط تحت الماء.........

..

أسندت نفسها بيديها الناعمه .....على سطح الصندوق الخشبي على الارض ...

..

وضغطت بكل قوتها وهي تجر جذعها لتجلس بجانبه ..

....

القت نفسا مجهدا وهي تعدل ...رجليها وتبعد الكرسي عنها ....

..

كتب صغيره ..كبيره قديمه ..ممحيه ..واخرى مترفه ملكيه من كثره القراءه .......

رغم عجزها الا انها كانت تهب الكتب جزء من روحها عندما تقراءها ....

عطرها ...وبقايا دموع ...ورسومات دقيقه بقلم رصاص تلتف حول الكلمات .......

...

كانت قد أبتدأت في تعزيل مقتنياتها وجمعهم بحزن ..

الرحيل من هنا يعني الأنحدار إلى بؤرة الحزن أكثر ..

يعني ان المفصل الصدئ الذي كان يحمل باب الامان بضعف قد انكسر ...

..

..

راقبت دخول عمتي الكسير بعد ان لفتني صوت الباب .....

لااتوقع انها تريد الحديث ........او حتى النظر بوجه أحدهم ...

منذ أن حدث ماحدث ....عندما توفي ابي وفقدت ساقي كنت في الـ16 ..حتى الأن وأنا لا أصدق مايحدث لي ...

..

..

ألا ان ثقتي بالفرج تغلبني ..

فأصبحت مسيره نحو ممارسه التجاوز والنسيان ..

..

..

وكأن القلب قد أعتاد على تلقي الصدمات وأكتسب حصانته ضدها ...فتعامل معها كمسلمات .......

..

..

تذكرت أمها ...كيف أستسلمت وتصافت مع مرضها عاشت خلاله اجمل ايام حياتها ..

..

تعلمت التصافي منها فهي نعم المثال ..

وورثتني كتبها ....كما تركت روحها فوقها سأترك انا روحي فوقها ..

لكن لمن ....

..

..

ألتفتت لشعاع الشمس بعد زخات المطر يكتسح غرفتها الصغيره ....

مدت يدها وداعبته باطراف اناملها .......

.........

ضحكت بطفوله وهي تغمض جفن وتفتح أخر ...

ولو راقبها احدهم لأحتضر بفعل فتنتها ...

...

فتحت ذراعيها كأنها تضم الضوء ...

..

ألا أن الألم تسلل لمحياها ..وهي ترفع ثوبها عن ساقيها ..الطويله ..

وتراقب انعكاس الضوء فوقها ........

تذكرت امجاد هذه الساقين .....

رفعتها جاهده ...لم تتحرك ......

مثلت المشي لنفسها ...مثلت الركض ...

ركضت ...ركضت حتى وصلت للنهايه ...واستلقت ....

..

فتحت عينيها كانت تستلقي على ارضيه غرفتها القديمه ...

زاد من زخم حزن دمعتها ..ضوء النهار الذي امتصته ...

لتستلقي بهذا الوضع وتغط في سباتها الحزين ..

..

كانت تشبه زهره خانها الخريف ....فباغتها قبل ان تكمل دوره حياتها ....

..

..

كانت كادي حصيله ادبيه غنيه لما تركته امها فيها من انطباعات ...كانت لديها اجمل طفوله او اكثر طفوله مثاليه بالنسبه لقرنائها .....

...

...

الا ان سنوات عمرها الست الاخيره مابرحت تخونها ...وتمتص سعادة طفولتها وتترك لها الذكريات فقط ...

..

..

طفله ككادي تربيت في بيت يعنى بالادب والطرب في احد اغنى شعاب مكه تراثيا ...

..

كان ليكون القدر منصفا معها اكثر ..

لكن حكمه الله تبطن الخير دوما ..

..

..

فطفله في ال12 تتقن المقامات على اوتار العود ...وتحفظ ابتهالات الصوفيه ..وموشحاتهم ....وكسرات الحجاز الاكثر رومانسيه ..

..

فهي التي راقبت جدها من مذهب صوفي وهو يصدح ..

بأبتهال مولاي ...لسيد نقشبندي

وجل المنادي ..لنصر الدين طوبار

وغيرها من سحر النغمه الصوفيه....

..

..

...

وجدتها المتحدره من اصول هندوسيه قديمه تحولت للأسلام منذ ربع قرن ...غذتها بروحيه الهند ورقه أناثها وغموضهن ...وخطوات الرقص التقليدي ..لمغامرات رادها وكريشنا .....

ورقص الماخور التراثي ...

...

فمارسات كل جماليات الفن وكلاسيكيته ...

واتقنتها ...

..

ومازالت تحتفظ بخلاخيلها للرقص ..ألا انها اعتزلته بعد وفاة امها ..

لقد كانت جدتها فخوره بها ..فتجمع نساء بني جنسها كل مساء اول يوم سبت في الشهر....

فتبهرهن بأصوليه التراث في حفيدتها الجميله ....

فقد اجتمع فيها ..صوفيه جدها ...وروحانيه هند جدتها ...واغراء حجاز ابيها ..وكرم شمال جدتها لأبيها ...

..

..

فكانت بحد ذاتها روايه يصعب لأي أديب مجارات زخمها و تفاصيلها ...

ليختفي هذا في لحظه واحده ..

الا انها مازالت تختلس الوقت وتمارس سعادتها القديمه ...

في مداعبه اوتار عود جدها بمقام الحجاز الذي كان يعشق ..

او بمقطوعه عدنيه ..

او تلبس اساور الفضه السبعين اللتي ورثتها عن جدتها التي ورثتها بدورها عن جدتها .....

فتحرك يديها ورقبتها ...وتغازل بعينيها ماتتقنه لكنها باتت عاجزه عنه ...

حتى أنها تحادث نفسها احيانا بحصيلتها من لغه جدتها البنجابيه....

..

..

الخروج من ذاك البيت برواشينه الضخمه ونقوشه الصوفيه على السقف ..

كان بدايه الفقد الادبي لها ..وعدم تفهم غيرها لما تحب ..

حتى انها لاتمد يدها لعودها ولا تحرك اناملها بلغتها الراقصه الا اذا كانت وحيده ...بينما في الماضي..كانت جدتها توجهها ..وتعدل من وضعيه رقبتها وتباعد ساقيها ..

وجدها يعدل من العود بين ذراعيها ويعيد عليها الاجزاء الدقيقه التي يستحمل فيها سقط المقام وفقدانه ..

..

..

ومع تمرسها اصبحت تعزف نغمات الأثنيه وهي الاداه الاكثر شعبيه في الهند ...

لجدتها وهي تجلس في روشانها القديم ..

الجميل في حياتها السابقه وسبب ثرائها بالادب هو البعد عن تصنع الحياه ..وتطورها الجارف ..

حتى الان مع نهضه التكنولوجيا لم تمتلك هاتفا ذكيا ولم يهمها اخر صيحات الموضه ..

.......................................

...

الا ان لم يعد الادب صالحا اليوم ...ولم يعد" يوكل عيش"

..



...............

جفاها النوم وهي تتأمل سقف غرفتها ...بجصياته القديمه ..أبتسمت لا أراديا عندما تذكرت قول امها ..

"من يومتس صغيره وانتي تحبين تبحلقين بالسقوف ..."

..

باغتها الحنين ...وسقط قلبها للماضي ...

لقد توفيت عندما كن عمري 18 سنه ..

كانت وفاتها فجائيه بل انها خلدت الألم في قلب أبي ..

..

كيف وهي الحبيبه ..وهي العشيقه ..وهي الماضي الابيض ..

لقد اثرتني ...وورثتني ..

الطاعه والشهامه ..ورثتني كرم الشمال ..ورثتني الرزانه ..والكلمه الموزنه ..وثرتني ترف البدو ..كيف لا وهي من عاشت طفولتها في بيت شعر ...

ورثتني .."الصقاره "كما كان يقول أبي ..

لكن لم تكن لتكفيها ابنه واحده لتورثها فضائل الصحراء التي تأصلت بداخلها ...

..

..

ورثتني الصبر ..ورثتني الجمال ..وعلمتني كيف أعشق الرجل ..وكيف اتولع به ..واعطيه كلي ..

..

..

وفاء ابنه صحراء كامي لأبي كان في محله ..

لكن وفائي لنايف والعشق الذي اهديته لم يكن في محله يوما ...

....

..

سمعت صوتا فوق رأسها يهمس لها ...

...

"كاني

:

كانمني

:

كن نورنقا

بهوفي

:

كاني

:

مايلو توقاي مايلو

:

كويلو قوفوم كويلو

:

نيلافو نيلفن أوليو

:

أيمايو أيماين كانافو

:

مالرو مارلينا أمدو

:

كانيو سنقاني سوايو ...

:

"

...

ومدت يدها لتلمس خدي وتضع قفى يديها على جنبات وجنتيها وتهمس "الله بركات هي ..."

..

..

عندها أبتسمت وانا أتأمل بهجه حياتي والمتبقيه لي ..."هه أش قصدك ؟؟"

..

..

تنهدت ..."قصدي الله يحفظك ...."

..

هزيت رأسي بالنفي ...:لاقصدي في الكلام اللي قلتيه قبلها..."

..

سرحت بهيام قديم ..."كانت جدتي تقوله لي لا جفاني النوم ...

معناه ..

ياحبيبي ..

.

يافرحه عيني

.

هل هجر النوم عيناك..؟

.

هل انت الطاؤوس؟؟أم ريشه؟؟

.

هل أنت الحمام؟أم نواحه؟؟

.

هل أنت القمر ؟؟أم ضوءه؟؟

.

هل أنت الرمش؟؟أم الحلم ؟؟

.

هل أنت رحيق الزهره؟ام حلاوة الفاكهه...؟

................"

..

..

وأصبحت تدندنها بصوتها العذب وانا أتأملها وهي سارحه في ملكوتها البعيد ...

...

مديت يدي وعانقت يدها ...همست لها ..."سامحيني يا كادي..."

..

..

هزت رأسها بالرفض ...وبقناعتها اللتي احسد .."انا سامحت الدنيا ياعمه ....الدنيا هي اللي غلطت علي مو انتي .."

..

..

يبدوا بان الحنين قد حملها اليوم ..."أذكر جدي حسين كان يلحن مولاي اني بباك قد بسطت يدي من لي ألوذ به إلاك ياسندي ....

ويقعد يدور ويدور ....حول نفسه ويرتاااح ...

انا بدون لا ادور وبدون لا ألحن انا عارفه انو مالي الا سيد الكون سندي و راح ينصفني ....وكل اقداره خير ... ‘مر العيش خير‘ ... الحرمان خير.‘.والحزن خير ‘ الفقر خير ‘اليتم خير ‘ المرض خير وكل شيء خير ...حنا بس علينا نقول الحمد لله وهو يصرفنا ....هل يرحم العبد بعد الله أحد ...."

..

..

الله لقد برد قلبي وانا اراقب هذه الصغيره المتشبعه بقناعه الصوفيين وزهدهم ...

..

..

لو تعلمت شيء منها فانا سأتعلم الصفح اكيد واترك خلفي كبر وغرور البدو وعزة نفسهم ....

..

كنت سأرد عليها لولا ان رن هاتفي ..

فكان الفرج في الرقم الذي تلقيته ...فقد كان رقم المالك......

............................

.................................................. .................

ردت سلامه على أستحياء ...

ماباله وقد تغيرت نبرت صوته الخشنه وخجلت ..وببادرة أعتذار ...

..

"والله يابنتي أني خجلان منك خلقه...ومكالمة اخوك لي هاذي ماكان لها دعي عشان افهم ضروفكم ...ويابنت طلال العماره واهلها تحت امرك جميله ..لين مابيتكم يخلص ...."

..

..

اغلق السماعه مودعا لها ..

ومازالت علامات التعجب تكسي محياها وتتلبسه ..

كيف ؟أخي .....وبيتنا .....

وأسلوب جميل من بدوي خشن....

..

..

شاركتها كادي ملامح الأستغراب ..وهي التي حضرت المكالمه..

..

ما أن همت بالسؤال ...حتى قطعها اليقين ..

ورن هاتفها ..

اجابت مسرعه ..."ألو ..........."

..

واجهها صوت اختها اللاهث المشتاق ...."الو السلام عليكم ...."

تمتمت ترد سلامها ..

"ايوا ياسلطانه ثلاب كلم المالك ورضي ....تكفين ياخيتي ...بحجز لك ولكادي رحله لسكاكا تعالوا لي انا تعبانه بالحيل ..."

..

..

تأملت ملامح كادي المتفاجئه ...

"بس صعبه على كادي اجيبها ياشما ...حاولي انتي تجين .."

..

ردت تلك ..."ياسلطانه والله ماقدر لو قدرت كاني اللحين يمتس.."

..

..

راقبت كادي ...تهز رأسها بالأيجاب ..وهي تشير بأناملها الطويله ..

وتهمس ..."بس يومين ........."

:

تنهدت ....."اوكي ..جايه لكن بس يومين ......ماقدر اطول وضع كادي مايسمح ...."

..

..

سعلت تلك بقل حيله فالمرض ينهش طاقتها على البقاء ........"انتي بس تعالي ونتفاهم ...وايه ...جهزوا اغراضكم كلها ...لان ثلاب بيعطيك شقه حلال لك في وحده من عمايره ....

"

...

اعترضت بكرامه ...."لا يا شما انا ماقدر اقبل ..."

..

قاطعتها ...تنهي النقاش..."سلطانه ...ثلاب مايرجع عن كلامه فكينا من حنته ...يوم درى انتس رضيتي تجيني ...اهادك الشقه لاترفضين الله يخيلك......"

..

..

أبتسمت بحالميه ...وفي جزء بعيد من قلبها تحسد اختها على هكذا رجل ....لاتعرف كيف ترد الجميل اليه...خصوصا قوله بأنه اخيها ..

أن تضع ذاتك الذكوريه في موضع الاخ لأنثى ضعيفه ...فهذا يعني ان رجولتك قد اكتملت....

..

..

وبمحاوله للبت في القضيه ..."شما والله صعبه ....ماقدر اوافق بدون مقابل ..."

..

..

ضحكت تلك ..."لا حول يابنت الشمالي اهداتس ...لا اهدى الشمالي ...مايهدي أي شيء...احمدي ربتس ماعطاتس العماره كلها ..."

..

..

شاركتها الضحك..."اوكي ياشمالي ....حقه عراسي من فوق ....والله مانسى له جميلته هاذي...ونردها له بالافراح ....."

..

..

اطلقت نفسا ..."فرحته وفرحتي أني اشوفك اخر الاسبوع....واتمنى انك تضلين عندي اسبوعين مو يومين ...اشياء كثير بقولها لك ياسلطانه ......"

..

..

لمحت كادي لمعه وشيكه في عيني عمتها ....

فأنتابها الحزن لهذه الانثى الكادحه ...

تحدث أختها الوحيده بلهفه وكأنها طوت سنين البعد بكلمه واحده ..

..

..

أنهت سلطانه المكالمه وقد ارتفعت معنوايتها ..وداهم قلبها المكسور الأمل ..

..

همست بأبتسامه ..."عمه ....... أنتي مستوعبه ..أنو ازمه السكن فرجت ........"

..

..

رفعت ليلها الغجري وشددت عليه ........"مابي افكر ........مو مصدقه .....أبي شي يشغلني عن التفكير....أبقوم اعزل عفشنا زي ماقالت شما..."

قالتها وهي تصطنع علامات التعجب بضحكه ...

..

شاركتها كادي الضحكه ..

..

..

ألا أن تسألت تلك ......"اتمنى انو ورى رجعه شما لحياتنا خير ...وفرح نسينا من زمان .........بس لو اعرف ليش هي مصره علي اني اسافر لها ...أش هالتعب اللي يعطيها كل هالاصرار .........."

دفعت عجلات كرسيها للأمام .......وهي تبتسم ..."كلو خيره ياعمه ........عيشي اليوم وبكره بيجي مايحتاج تفكرين كيف بيكون ....."

..

..

أبتسمت تقنع نفسها ......"ونعم بالله ......أجل قومي نلم كل شيء بس اول نلم شناط السفر .........لكن احسبي حساب اسبوع على الاقل طيب ......."

..

..

تنهدت ........"عمتي مو قلنا يومين بس........"

..

..

عندها اتسعت حدقتيها تقنعني بأبتسامه ..."سفره وجت لحدنا ..خلينا ننبسط........."

..

..

..........................................

............

تمت ..
...

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:31 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء الخامس..

عن كل نجم ظهر بسدل أجفاني

:

لعل ما عيش حزني لحظة غروبه

:

وعن كل خل طويل الصمت كفاني

:

الصاحب اللي قليل الهرج عذروبه

:

وعن كل ثوب جديد بالبس أكفاني

:

وأدله ولا ألقى رسايل هم في جيوبه

:

أنا الجفا ليه أخاف الناس تجفاني

:

وأنا الحبيب الذي من يعشق عيوبه

:

راعي الوعد وأن صدق مرة ولاقاني

:

يحتار بين السراب وقلب محبوبه

:

يامن عذابه يشققني ويرفاني

:

فرقاك غصب علي بالحيل مكتوبه

:

خبرت نصف تعب من نصفه الثاني

:

بعضي الرماد وبعضي نار مشبوبه

................................

.................................................. .....

كانت تتدثر بشالها الكشمير ..وتندس في سريرها العملاق ..

الاإطيه مرتبه ..والديكور برجوازي ..

ألا أن كآبة المستشفيات تغللتها ...بمحلول يتدلى على يسار السرير ..

وجهاز متصل في يدها يقيس ...شيء ما يخاف من نقصانه او زياده ..

احتراز للنظافه و وسواس من جرثومه متطفله ..

..

..

همست للمرضه ...من جنسيه عربيه ..."لو سمحتي ...؟؟معليش اشيل الجهاز ...بكره او نهايه الاسبوع..."

..

..

ردت تلك بعمليه يغلفها ود ..."إن شاء الله بس كذا لما تستقري وتريحي نفسك حتبئي كويسه ..وحنسحب القهاز ...أوكي ......"

..

..

هزت رأسها بالأيجاب .....وقد أنتابها اليأس ...

..

الموت أقترب ...لقد صفيت حساباتي مع الدنيا ..وبقيت أختي ...

عند رؤيتي لها ...سأسلمها عهدتي ...وسأرتاح أخيرا .......

..

..

دخل الغرفه مبتسما .....رؤيته بلسما لقلبها العليل ...كيف وهي ...حاميها ..وسيدها ..ورجلها الذي تثق به ...

علاقتهما لاتفسر .........سيطر عليها الأحترام وتملكها ...فأصبحا كجسد واحد ...كمكملا لبعضيهما .......الغريب في الأمر هنا ......أنه لاحب .......تشبه علاقه طالب العلم ...بشيخه ..

تشبه علاقه خيل بفارسها ..

وفاء ...والكثير من الأحترام ...

..

قبل رأسها بخفه وجلس بجانبها ........

وهو يتأملها بصمت ...

هذا الرجل الغامض ....سيد الغموض ومولاه ...الصامت حتى إشعار أخر ...ملك المتاهات وسلطان الرزانه ......

..

:

تأملها لوهله ....لم تكن بذاك الجمال الفاتن ....كانت اقرب لأن تكون عاديه الملامح..سمراء ...ازداد نحلها ..مؤخرا ..

لطالما كانت تحافظ على طول شعرها لحد رقبتها فلايزيد ولاينقص ..وتحافظ على لونه الطبيعي ..

..

..

ألا انها كانت تملك عينان طفوليه ...تريح دواخل من يحادثها ..

ليست مميزه ابدا ان رأيتها مره من المحتمل أن تنساها بعد مده....

..

..

لكن ان تجلت لك حكمتها ...وغصت في عذب صفاتها ..

لن تنساها مهما حييت ...

فمثلها نادر جدا ...

..

..

قطعت تأمله للبعيد ........وهي تبتسم بطريقه يحببها قلبه..."ثلاب.....ها قولي وش صار على موضوع الارض ....؟؟"

..

كانت كعادته تستفسره عن اخر نزاعات وخلافات قبيلته اللتي كان يجزم فيها ...

فهو المتزعمهم بعد الله ...

وقد ساندته هذه على الكثير من القضايا المشابهه...

..

..

أبتسم لها ........"خلنا من الهم ...بشريني عنتس...؟؟"

..

تنهدت بسعاده...."أخر الأسبوع أختي بتكون يمي ....مدري كيف بتعدي المواجهه بيننا........."

..

أطرق برأسه متمهلا وهو يتأملها ويحارب أبتسامه ....

..

أستفهمته بملامح وجهها...

..

حرك كتفيه..."سلامتس ...لكن وشوله حنوكتس ألتون..."

الترجمه"لاشيء لكن مابال لهجتك التوت..."

..

ضحكت ........."ما من لويه.... "

الترجمه"لم تتغير ... "

..

مدت يديها تنشد كفه...

:

فهمها وهو يقترب منها ....وبتسأل محاولا ان ينسيها الحزن ........"إيه ...وخطارتس =ضيوفك -متى بيشرفونا ........."

..

..

أخذت نفسا عميقا وأغمضت عينيها كانت تستعد للنوم ......ربتت على كفه..

"أحجز لهم على اخر الاسبوع.........يوم الثلاثاء او الاربعاء..وانا ببلغهم ..."

..

..

وقف وهو يقبل رأسها ويهمس..."تأمرين يالغاليه........."

..

..

خرج وهو مازال ملقي نظره على جسدها المتعب......

ستترك مكانا كبيرا ..

..

..

.................................................. ...........

يوم الأثنين الساعه الـ8 والنصف صباحا ...

..

كانت قد انتهت نسبيا من ترتيب المنزل وتجميع الصناديق في المجلس الضيق...

..

عندها سمعت صوتا عذبا هادئا يخرج من غرفه كادي...

عندما اتجهت اليها ...

كانت قد تحت صندوقها الخشبي المطعم بنقوش هنديه ويبطن بجوخ احمر ...

..

وقد لبست أساورها لجدتها على يديها ....

..

..

أبتسمت عندما لمحتني اقبل عليها...

:

وبراحبه من تمرس على العرض...

.......

أشارت لمسجلها الذي يصدح بنغم يحفظه جسدها..

"زمان مارقصت لأحد على هالاغنيه..........أسمها سلام ..."وحركت يديها بطريقه هنديه للتحيه ...وأكملت بغرام..."من فيلم أمرؤ جان لريخا .........امي كانت تحب هالفيلم....أجلسي..."

..

..

قالتها وهي تشير على طرف سريرها....

...

..

كنت أتأملها وهي تحرك جذعها ويديها بحرفنه ...واحاول تخيلها واقفه..كم كانت لتكون جميله...

..

..

كانت تحرك أناملها بحركات كانت لتكون مفهومه لي لو كنت من بني جنس جدتها ....

..

..

أنهت مقطوعتها ....وهي تتنفس الصعداء مبتسمه ...

..

..

لولا عجزها لحلقت من فرط فرحها ...كادي ككتاب مفتوح امامي ....فهي تمارس سعادتها بهذه الطريقه بتذكرها للماضي ..ومحاوله العيش فيه ...لأن مستقبلها مجهول تماما ..

..

..

.................................................. ..........

..............................

الشمس غابت وكلن دور سراجه**والشوق جمر ما حر الشوق لا جمر ..

:

وانت تعرف يا بعد حيي مـن تواجـه** بيضان الافعال لا مـن الزمـن سمّـر

:

انضاقوا اعنف من البحر ومن امواجه ** وان راقوا اركد من الخرمان لا عمّـر

:

بيت عتق في الباب مزلاجـه ** وكم شيخ امـارة قبـل تعينـه مؤمّـر


:

وكـم حاتمـي تكفـي فلـة حجـاجـه ** وشلون للضيف لو عن ساعـده شمّـر

:

وان مـر تاريخهـم متلبـس تـاجـه ** كم عاشق كيٍـف وكـم حاسـد زمّـر

:





:
>>>



...

كانت تجلس في اقصى مجلس استقبالها الفخم ..وقد ارتدت ثوبا فاتحا بكنزه شتويه افتح عله يخفي شحوبها المخيف ...

وغطت مقدمه شعرها المتساقط بأسكارف ذو الوان زاهيه ...

..

::

التوتر سيدها والترقب مولاها ....

كيف ومن تنتظر وصولها كلمتها للتو لتخبرها بمكان وجودها.....

وتطلب رقم سائقها كي تتواصل معه...

..

وجهت حديثها للخادمه.........."أيجا .......جيبي قهوه بسرعه............."

..

..

قطع انصياع الخادمه دخول من يشبه اباه ....ويجاريه في زخم ترفه .....وطول قامته ...حتى يسرق ملامحا منه الا انه اجمل من أبيه ...حيث مازال شابا ..وذاك سحر الاربعين يغطيه........

..

..

أبتسمت له ........وهو ينحني ليقبل رأسها بدأ لها على عجله .

...فتسألت ........"على وين العزم أن شاء الله....؟؟"

:

:

تلقف من صحن الشوكلاته امامها واحده ...وهو يحرك حاجبيه ..."حايل يابعد حي....."

..

..أخذت حبه أخرى وهي تفتحها له بأمومه .......

..

..

لتتأكد......"مع مين؟؟ومتى راجعين؟؟ومن بيسوق.....؟؟"

..

..

اخذها منها ........"مع خوالي ...واطمني معتاد مو بسايقن أبد بعد هاك المره .........."

..

..

أبتسمت له وهي تحرك رأسها تنذره بأنها كشفـت كيده ....."نشوف ياسي عياد ...مادري من عطاه المفتاح ........."

فهددته ........."والله ياعياد لو دريت ان معتاد بيسوق ...لا الكلام كله يوصل لجسار ودبر عمرك........أنت ابلش فيه"

..

..

جلس بجانبها عندما شعر بطول الحديث معها كيف لا وهو يعشقها من عشق ابيه لها ......

"ياذا الجسار اللي مثل مكافحة التسول نسمع بوه لكن مانشوفه ....ابد ومايطيح عليك الا لا زانت ..........أبد ينقز لك مثل ابليس....."

..

..

ضحكت تجاريه ..."نشوف عاد لا جاء الشهر الجاي .......الكلام ذا يطلع قدامه ولا لاء.......؟؟"

..

..

وبفكاهته المعتاده ...."خلنا منه ذا الحديدي خله يطس.....أقول يابري حالي ....ابيتس تزوجينن هاك الحجازيه المزيونه شرواتس...."

..

..

لا تعلم كيف يدخلون ابناءه الاربعه البهجه على قلبها ......."اول خن نزوج جسار ثم نزين علومك ..."

..

..

مثل الصدمه ..."انا لانتظرت جسار ذا المعنس مانيب معرسن الا لاصكيت الثلاثين ........ابوي يومه كبره كان معرس"

..

..

ضحكت ...بأمومه أنثى ..."حرام عليك جسار تو 24 ........باقي له العمر فديته يازينه ..."

..

..

تنهد ..."اخ بس هالحين جسار زين والحلا ذا كله الي جالسن لمك ...وش ....المهم دوري لي حجازيه نبا نعررس ..."

..

..

رفعت احد حاجبيها تتسأل بمرح..."قول لامك تدور لك ....."

..

..

عندها نفى الفكره بقوه ..."عوذه ...امي ..ابد صاملتن معا على بنات خالتي نوير هالمخافات ...كلن معلقه كامرتن كانون كبر راسا على صدرا .."

وتموضع مقلدا لصوت الكميرا ...

"اللي يشوفا يقول محترفه ...ويوم زرفتا منا ولا كلاااا صور ورق عنب عوذه ....وش ذا احد ياكل ورق برز ........"

..

ضحكت حتى دمعت عيانها لديه طريقه مضحكه في الحديث تشبه في نقدها طريقه جدته لأبوه ....

..

قالت وهي تضربه على كتفه ..."قوم ...قوم يا عياد ما وارك الا شين العلوم ...قوم روح حايل فكنا ...."

::

::

وقف وهو يتصنع البرأه ...."طب ياخالتي عطين من ذا الكاكو صحن خلني احر فيه طالب ابو كرش...."

..

..

عندها تذكرت ...."يوه طالب ياحبيبي ماشفته من متى ...قله يمرني ....ولا بيروح معكم ..."

..

..

وبأستهزاء..."طــــــــــــالب تلقينه هالحين منبطح تسذا ...في الجمس وينتظرن ...هاه بتعطينن من الصحن ولا كيف ...؟؟"

..

..

تنهدت .."لا اله الا الله ....طس ياعياد للمطبخ دور هناك ودقوا لا وصلتوا طيب موب تقفل الجهاز مثل هاك المره مع معتاد ..."

..

..

ناظرها بحزم مصطنع ..."خلاص ياخالتي ترا سفلتي بنا على ذا الموضوع ...."

..



..

انهى جلوسه معها بقبله على رأسها وهي تطلب الحفظ من الله له ولأخوته الاربعه ...

مقام ابناءها ..."جسار الرزين ..وعياد المنتقد..ومعتاد المتهور..وطالب الحنون .."







:

:

:

ركب السياره يستعد لقيادتها ...وجه حديثه بعدم رضا لأخيه بالخلف ...معاتبا ..."تروا خالتي كاسرتن بخاطري من تسثر ما تسأل عنك وانت مطنش ياطالب........"

..

..

كان مجرى الحزن جليا على محيا ذاك اليافع ..."مقدر اشوفا بذا الحال قلبي يتقطع ......"

:

:

عندها تدخل معتاد الذي كان يجلس بجانب اخيه .."يعني حنا اللي قلوبنا ماتقطع ...عليا لكن نبي نشوفا ونجلس معا اليوم هي موجوده باتسر لا....مانبي نندم على لحظه ممكن اننا كنا فيها معا ....فهمت ...."

:

:

:

.................................................. ..

.................................................. ..........................

كان يوما شاقا ..

يشبه ايام السبت في ثقله ..

..

خرجت وهي تدفع عربيه كادي امامها .......

..

والعامل يدفع عربيه اخرى بحقيبتيهما المتواضعه ...

.

..

اخرجت هاتفها تطلب رقم السائق خجله ..

فقد حدثتها شما وقالت انها ارسلته منذ مده يكون فيها قد وصل ...ومدتها برقمه ..

..

انكمشت على نفسها ..وهي تسمع صوتا بلهجه اهل المنطقه البدويه يخرج من سماعه هاتفها ..

يبدو بأن شما اخطأت في ارسال الرقم لكن ما الضير من السؤال ...

.."السلام عليكم ...آآ..انا قدام البوابه الرئيسيه للمطار ...؟؟"

كانت تستشعر رده وفعله من طريقه نطقها بصيغه السؤال الا انه فاجئها برده المؤيد ..."ايه أبد الله يطول بعمرتس قفي عند الباب هذاني بالمسار ...جمس اسود موديل 2011 ..."

..

..

انهت الحادثه وهي تمتم لنفسها ...

"كاني بعرف الفين واحدعش من الفين وثمنيه يعني ....."

...

القت نظره على كادي اللتي كانت تطرق برأسها بين يديها ...

فتسألت جزعه ...."كادي؟؟ تعبانه ...مصدعه ...دايخه ..."

..

..

هزت تلك رأسها بالنفي ...."لا ياعمه نمت في الطياره مو صاع بس أحس ظهري بينقسم نصين ...."

..

..

تنهدت حزينه منذ مده طويله اصبحت جلسه الكرسي المتحرك لا تناسبها فتمضي معضم يومها على السرير او على اريكتها الصغيره .....

..

..

ربتت على كتفها تصبرها ..."ماعليه حبيبتي ذحين بمدد لك رجولك في السياره ..."

..

..

عندها رن هاتفها رفعت رأسها لتجد سياره سوداء قريبه ...

الا انها اجابت تنهي الشك ...

فلم يعطيها فرصه ..."انتي اللي معتس وحده على كرسي متحرك ..."

اجابته بصوت مكتوم من نبره شفقته ..."ايه ..."

..

..

عندها راقبت احدهم في مقتبل العمر يترجل من السياره السوداء ...

كان ذو هيئه مرتبه وملامح حاده ...

عندها اشارت للعامل على السياره فسبقها اليها ...

..

فتحت باب السياره الخلفي وساعدت كادي على النهوض ...

لقد اعتادت على كيفيه وضعها داخل السياره ..

أشارت للعامل وهي تطوي كرسي كادي ...ناولته اياه مع ورقه نقديه ...اغلقت الباب وركبت من الجهه الاخرى ..مددت ساقي كادي ..ونزعت عنها حذائها ..

همست لها خجله ..."أرتاحي ياعمه ..."

..

:

:

كان ذاك قد انطلق في شوراع يحفظها ...ومزارع تخالط البيوت ..

بروده الجو قرصت كلتيهما الا ان سحر سكاكا لا يوازيه سحر ..

:

:

كانت تزورها للمرة الألى ترأى لها وجهه امها ..حتى ضنت بأنها تشم رأئحتها في هذا المكان ...

هوت سكاكا وسقطت في اعمق نقطه داخل قلبها ..كيف لا وهي ارض امي ..

..

..

قيمه عاطفيه تربطها بالمكان ..جعلتها تعشقه وكأنها جزء منه عاش الصبا والشباب فيه ...

تساءلت ...أي البيوت بيتك يا أمي ........

..

..

أهو في أوجه هذه القصور البراقه وبواباتها العملاقه ...المترفه ...ام خلف احد هذه المنازل الطينيه البسيطه القديمه ..

..

..

:

كانت السياره تهم بالدخول الى ملكيه فخمه ...تليق بأن تكون ملكا لشيخ قبيله ...وابن لأسر عرفت بمزاوله التجاره لعقود...

..

:

في الواقع كبير هذه الضياع وعملقه هذه الاعمده الجصيه والنوافذ الزجاجيه البراقه بنقوش ذهبيه ...

كانت تدخل الضيقه لقلب الفتاتين ..فمثلهن من تربي علي بساطه البيت الحجازي ...وخلو الحياه من المجاملات الاجتماعيه بغية المال ...كن سعيدات بفقرهن اللذي يجعل من حياتهن بسيطه فيجدن انفسهن براحه وتفاهم ..

..

..

نزل السائق قبلهن ...سمعنه يرفع صوته بأتجاه باب بعيد بأسم الخادمه ...

ليناول احادهن الحقيبه واخرى تقدمت من السياره تمد يد العون ..

لم تحبب كادي الفكرة وانزعجت مناحدهم يساعدها غير عمتها ..

..

فطلبتها سلطانه ان تمدها بالكرسي من الخلف ...

..

..

ما أن استقرت كادي في كرسيها حتى همست بحزن يشوبه بعض من الضيق ..."اكره الاماكن هاذي ..."رفعت رأسها لعمتها لتكمل بأيجاز ...."أتمنى مانطول ...."

..

..

سرعان ماتفهمتها سلطانه ففتاه مثلها تربيت على حياه التقشف والبساطه لن يعجبها ابدا مكانا هكذا ...

دلفن الى الداخل مشدوهات بحسن تصرف الخادمه وادبها ..التي دلتهن على مجلس قريب بعد ان تلقفت عبائتيهن بأحترام وعنايه ..

..

..

كانت بساطه ملبسهن انيقه ..كادي بلباس يبلغ عليه اللون الابيض جعل من حزنها الفتي يتضح اكثر ...

وسلطانه بفستان كحلي طويل بأكمام محتشمه وقماش منسدل يفضح انحناءات معالمها .....

.....

....

..

دخلن المجلس كبير اللذي طغت عليه نقوشا مغربيه فخمه ..

.

.

وقفت احداهن في صدر المجلس بمساعدة ممرضتها ..التي انسحبت في خضم الموقف..

..

..

التساؤلات ..الغضب ..الجرح والحزن ...والالم ...كله تلاشى من قلبها عندما لمحت اختها الوحيده بحال ..لا تسر حالة وقد كشر الموت عن انيابه يقتنصها ..لم تكن في حاجه لأن تتكلم كي تحدد مرضها الذي كان جليا عليها ..

كانت تشبه التماثيل الشاحبه في حديقه مهجوره ..عظام فكيها قد برزت ...و كتفيها انحنت فوق نحرها ..وعروق خضراء متعرجه تغطي كفيها المرتجفه ...

..

..

وعيناها ..أجمل مافيها ..ذابله لاتقوى على رفعها ...وكأن هموم العالمين اجمع ....أتكئت على جفنيها ...

..

..

سرق شوقها والاعتذار عجلات كرسي ابنه اخيها التي تراها للمره الاولى ..

هوى في قلبها ركن ..وهي ترى الحزن والانكسار يتجسد على شكل ملاك ..

..

..

رغم تميز جمالها ..الا ان هاله العجز سطت عليه...

..

..

رفعت عينها لأختها الوحيده ...يالله لم يزدها الزمن الا جمالا ..باتت تشبه لأمها ..نضجت ..و ازدادت حدة ملامحها ..

..

..

كانت ستتقدم بضعف ..لولا ان سبقتها سلطانه مسرعه ...ووقفت أمامها ...

..

..

الكثير من الدموع كانت تغزو مقلتي سلطانه ..وبعضها قد نجح في غزو وجنتيها ....

..

لا أراديا وجدت نفسها تزرع اختها في صدرها ....

..وتجهش باكيه عل الروح تنفس عن حزنها القديم ..

..

..

الفراق دوما مؤلم ......في كل حالاته يؤلم احدهم ..

أحست كلاهما بقطعه من ابيها تعود الى حضنها ...تعود للوجود بجانبها ..

..

:

:

بللت صدر اختها بالدموع ...طلبا للغفران ...

:

:

أبتعدت تعدل شالها على مقدمه رأسها وهيي تحاشى النظر الى عيناي اختها ...

أعادت سلطانه الحنون كرتها ...وكأنها تقول مازال القليل ..في صدري أحتاج ان اخرجه ...

..

..

أحتاج ان اسامحك كليا ..

.

:

:

كانت تراقب بعينان دامعه ...اذا هذه عمتها لاتشبه ابي وسلطانه ابدا...

ألا ان وجعا غزى قلبها الفتي ان كنت مريضه بأعاقه ..فعمتي مريضه بالموت ..

.

:

.

توجهت بحديثها الي وقد حاوطتها عمتي سلطانه بيديها واجلستها بجانبها ...

..

..

"كيفك كادي ....اخبارك ؟؟........"

:

تمتمت لها بخجل ارد عن تساؤلها ...

:

تأملتني مطولا ..."سبحان الله اللي خلقكي..."

..

..

لا اعلم مؤخرا بات ثناء الناس على خلقتي يشعرني بألم ...



لا يستطيع قلبي تفسيره الا انه يزعجني ...

..

..

قاطعت تأملها عمتي سلطانه ...وهي تحتظن كفيها ........وتساؤل حزين يملأ عيناها "من متى يا شما ؟؟......"

..

..

أبتسمت بأنزعاج ..."قبل 12 سنه كنت أراجع عشان تأخر الحمل ...اكتشفت اني مصابه بسرطان المبيض ....والحمد لله على كل حال سويت عمليه ازاله ...ورجع لي قبل سنه سرطان دم .......اراده الله"

..

..

تقوست شفتي عمتي الحنون ........وهي تعتذر بوجع....." أنا أسفه ياشما والله ماكنت ادري ...والله لو كنت ادري كان ماتركتك لا لحظه لحالك ....."

..

..

تنهدت عمتي الاخرى اللتي اراها للتو وهي تبرر لعمتي سلطانه ...."لا ياسلطانه ...انا ابعدتك عن حياتي بدون لا ادري كنت اعتقد اننا غير مهمات لبعض ..........يوم كنتي صغيره ..كان ابوي يأخذني عنده كم يوم ..ونت اراقبه كيف مقرب منك ويلعب معاك وينومك بصدره ..وكيف كان يسولف مع عبد الرحمن بأريحيه واسترسال...وكان كل بعد شوى يتأكد من مكان امك الله يرحمها في البيت .....وانا اراقبه بسكوت وأسأل نفسي انا المره الكبيره ...ليش اغار من طفله عمرها سنتين وانا عمري 29 ليش ..اللي في سني بناتها اكبر منها ...بس انا كنت اغار من معامله ابوي ...لكم وهل يوم عامل امي مثل ماعامل امك ...انا احب ابوي ياسلطانه لكنه كان بعيد عني ومايعرف كيف يعبر لي ...حتى يوم قرر يرجعني لحياته كان يجيبني عندكم في البيت كنت ادخل ساكته واخرج ساكته معرف وش اقول ...ما انكر خالتي كانت تتقرب لي وتحاول تتداخل معاي ..بس انا كان فيني كره غيره كان داخلي مشاعر مو حلوه اتجاهها ...يوم بعدت ...وتوفت امك وسمعت خبرها ما حسيت بشيء غير الندم وقتها كان مرضي الاول ..كان عذر شكلي اني ماحضر عزائها انا الندم عليها والخجل منها خلاني لايمكن اتواجد في مكان كانت هي فيه والله عمري ماشفت احد بطيبتها ولا بأخلاقها ..........زرتكم بعدها بسنتين ...اذكر نظراتك بس اتذكر نظراتك ..كأنك تقولين مو مرحب فيك انتي شخص مو مهم ..أما عبد الرحمن طول عمره كان بعي وما كنت اشوفه الا نادر لكن حتى هو يبين لي اني ما اهمه ....عندها قررت انو ما راح اتواصل الا مع ابوي ....انت وتزوجتي بعدها بكم سنه عبد الرحمن مستقر ببيته وابوي اشوفه كل مده ......ومشيت على هالنهج طول هالسنين لكن كبرت ....والحمكه اللي امارسها على الناس مارستها على نفسي ...عرفت انا االي كنت السبب السبب كله مني لو من اول مره شفتكم لميتكم لحضني وتقربت منك ماكان هذا حالنا ............"

:

:

قاطعتها سلطانه ...جازمه في الامر منهيته ........"شما هذا كله كلام والله لك مقام كبير بيننا ابوي ربانا على احترامك ...بس انا بعد عزاء ابوي مدري حسيت كل اللي كان لك بقلبي راح ...وثقتي فيك واملي انهدم ,,,,,,لكن انا مسامحتك لان كلنا بنات طلال .....حتى وان اختلفوا امهاتنا .........."

..

..

عندها دخلت الغرفه عجوز نشيطه ...تحمل القا جميلا وشخصيه خلابه ...وهي تعلي من نبره صوتها مرحبه .."هلا ياهلا .....والله ان بيتنا نور ...بنوركن ....ماحسبنا على الله نراعي احد من اهل شما ......."

:

:

توقفت للحظه بعدما تضحت لها ملامحهن ...اكبرتهن في نفسها ...سبحان خالقهن .......

..

تبادلت السلام معهن بترحيب ,,,قابلتها سلطانه برزانه ...وكادي كالعاده سيطر عليها خجلها ....

.

:

:

وضعت يديها على كتف كادي ..تبدو عليها السعاده جليه ...مقدار حب شما يتضح على وجهها ....."والله يأن دخلتكن علينا بالدنيا ...الله يسعدكن يارب ويخلكن لبعض .,...ولا نشوف بعدها قطاعه ......"

.

:

"أمين .."تخرج من كل واحده منهن على حدى ...

:

:

تأملت محيا سلطانه ..التي كانت تلتهم ملامح اختها بحزن ...

وجهت حديثها لشما ..."راعي وجسههن ياشما ..مسيكنات مصفره من التعب ...."

..

..

كانت تقوم لتباشرهن بالقهوه ..."تقهون ..."

..

..

الا ان سلطانه سبقتها ...وهي تبتسم لها بما عودتها امها وزرعته بداخلها منذ زمن ..."افا ياخاله ...محنا بغرب ....

أرتاحي بس........"

:

:

علا على محيا شمه الفخر وهي تتأمل اختها تباشر عمتها بفنجال ....

:

:

تسألت بحيره ...."يمه .....عذبى وينا فاقدتا ...........؟؟"

..

..

جاوبتها ..."فياض وصل امس واخذها لم اهلا ولا عاود من حينها ......."

..

..

أبتسمت .......فلمحت فيها سلطانه اهتمامها الواضح بعائلتها ..."ما شاء الله فياض هنا ......اشوف ثلاب مختفي ...اكيد رايحن لهم مكان هنا ولاهنا ........"

..

..

..

..

مر عصر ذاك اليوم سراعا ..مع وليمه غداء كبيره تليق بأهل الشمال ...انضمت لهن فيها احدى القريبات ....

..

..

زخم الرفاهيه والترف لم يناسب ابنتينا ..

الا ان سحر السرير الملكي لم يستطعن مرواغته ...

..

..

..

ايا كان مايخبي غدا ......فلا زال هو غدا ..لايهم ...

..

..

وان غدا لناظره قريب...

..

..

..


:

:


..

..

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:34 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء السادس ..

:

:

يوم شافوني انا بقربك ابعدوني عنك يالغالي
مادروبي كم انا احبك يا سعادة عمري وفالي

من غلاك اخترت انا دربك دون لا افكر ولا ابالي
صرت احبك صرت مغرم بك صرت عمري اول وتالي

مهجتي وعيوني اتحبك ونتشي لي شفتك اقبالي
وانسى من حولي وافكربك كني في كوني لحالي
:
دامني عايش وسط قلبك وانته في قلبي وفي بالي
مايفرقنا سوى ربك الكريم الواحد العالي

:

:

:

دخل عليها ..بدخوله خرجت ممرضتها ..أبتسمت له ...شاركها دفء ابتسامتها ..

.

.

وكعادتها تراجع احداث يومه ......"كلمت عياد ومعتاد ؟"

.

.

هز رأسه بالايجاب ....

"وجسار ....متى بيجي ......؟"

..

..

تنهد ..."بعد اسبوعين .........."

:

:

في محاوله لها ان تبعد حزنه ......."شفت فياض ؟؟"

..

..

استغرب .."فياض ...وينهوبه ...؟؟"

..

:

شاركته استغرابه ..."عمتي تقول انه في القريات من امس في الليل ..أستغربت قلت اكيد هو وثلاب راحو لحائل ..مع العيال وخوالهم ..............."

..

..

هز كتفيه بضجر ......"مدري عنه .مير اني غاسلن يدي منه ...........قولي لي كيفهن البنيوات ......؟؟"

..

..

تأملته سارحه ...حدثته مسيره ......."وجعوا لي قلبي .......حالهم ماتسر وفوق كذا راضيات ......."

..

..

قطع سرحانها بنبرته التي تطمئنها ......"الله بيعوضهن ...."

..

..

وجع غزاها عندما تذكرت صغيره اخيها وحفيده ابيها الوحيده.....

حاربت دموعها التي باتت تسترسل بغزاره هذه الايام ..."كادي ياثلاب تقطع القلب ......احسها لو تمشي بتطلع اكمل بنت ...سبحانه عمر الزين مايكمل ..."

:

:

قضب حاجبيه ......"عوذه ..وشوله هالكلام ......؟؟"

:

:

غطت وجهها بكفيها وهي تأخذ نفسا ......"معاقه من 6 سنين........ولازم لها اربع عمليلات وعلاج فيزيائي وهما ماهم قدرته ..."

:

:

انصدم ....."أفا أي والله افا ياعيباه ..ابك يالفشيله ......بنتنا هاذي ومهملينها تسذا ...والله في وجهنا ياشما ...من باتسر اكلم فياض ويتمم امورها .."

:

:

............

........................

حاوطت وجنته اليسار بيدها ....ممنونه هي لهذا الملك ....همست له ..."بتوحشني ياثلاب ......"

:

:

شدد على كفها فوق وجهه ...."اه يا شما ..باتسر بدونتس وشوله يجي ......."

:

:

تنهدت ........"احلى شيء كان في حياتي انت و عيالك يا ثلاب ....انتوا عطيتوني نفسي .........."

:

:

زرعها في صدره فأختفت ...تأوهت بخفوت من ضغطه عليها علها ...تدخل وسط الروح ولاتنتهي الا بنهايتي .....

:

:

"سامحيني ياشما اني حرمتس من الضنا ......."

:

:

أبتسمت بحزن تذكر فيه الماضي .."ماعليه ياثلاب هاذي ارادة رب العالمين ..."

:

:

حاول التبرير بحزن ..."بس انا اللي ضعيت اول سنتين كان يمديتس حملتي وولدتي ............"

:

:

ناظرته تقنعه ...."ثلاب لنكن صريحين ...انت ماتبيني ...."

:

:

تغيرت ملامحه ...عندما فهم قصدها جيدا ..

أبتسمت له ..."مو ذنبك انا مرؤتك فرضتني عليك ......انا اعرف انك ماتشتهيني زوجه ...انت تقدسني حكيمتك الخاصه ......"

:

:

بهت صوته ..."شما ......أنا ...مو قصدي ..........."

.

:

هزت رأسها بالنفي

..."انا ياثلاب مو عاتبه عليك انا مثلك كمان اشتهيتك اخو لا غير ....فكرة طفل منك كانت ....ما اقدر استسيغها ..."

:

:

سند جبينه على كفه بأنزعاج ....."خلين نسكر السالفه ......."

وخرج يجر خطواته الى غرفته ...افكاره تثقله.....وقلبه الخاوي يزعجه ...

:

........................


أبتسم لها وهي تناوله فنجان شاي امام المشب الضخم ...وتحاورة بأمومه .....

:

:

كانت تلك في اخر المجلس تدعي أنشغالها ...بغزل تراثي في يدها ..الا انها تسرق النظر اليه ..

هذا الكاذب المدعي ..

بدون ارادتها كانت تتأمله بضحكه شماته على شفتيها ........

:

:

مسكين كتب عليه ان يعيش بقناعه ...مسكين كثرت اقنعته مؤخرا ...جحيم 11 سنه معه يؤرقني ...

:

:

كان يبتسم برزانه ..على كلمات عمته ....كفهد ....كوحش بري فخم ...العنفوان اللذي يخبئه بداخله ....لا يراه غيرها ..

حتى في طريقه جلسته ...يراه الغير راكزا عاقلا ...وتراه يقتنص فرصه لينقض على فريسه امامه ...

:

:

لم يكن جميلا ....الا ان لديه زخم المثقف الشمالي الذي يجعل منه سيد قومه ......لا يلبس الثوب الابيض الا نادرا اقترن فيه اللون الاسود والعماه العنابيه ...ساعته وكبكه اللامع ونظارته ذات العدسات الداكنه يخفي تحتها مقلتي وحش ..

:

:

تكرهه فوق الكره بأضعاف ...تتمنى ان تمحي وقار شعره الرمادي من الوجود ..ان تمحي كل شيء يتصل به او يدل عليه ..

:

:

:

سبحان الله يعكس اسمه تماما يناقضه ...ذا الشحيح ..البارد المتعالي الصامت ...طوال 11 سنه لم يشاركها بحوار سوى في مشاجره ولا سريرها سوى في غيابها ....كيف وهو اللذي لم يجمعني به مكان واحد منذ 8 اشهر ...

:

:

والمشكله اصراره علي متعب ..كأني قربانه ..كاني ملكيته الخاصه كيف وهو الذي لايسمح لاحدهم بمحادثتي او حتى النظر الي ...يحرمني علي غيره ..وعلى نفسه ..وحتى على نفسي يحرمني ...

تملكه مزعج ...يحافظ على كتحفه يحرص على تعليمي وعلى وظيفتي ..يحرص على صحتي على مظهري ولا يحرص على قلبي ...

:

:

يحرسني كل اللذي اعرفه يحرسني ..لكن لا اعلم من ماذا ..

بت اشتهي غيابه ...واسعد في سفره ..

:

:

طالباتي اخواتي وامي ..هن كل حياتي خيري لهن ..وان همشني هو ..سألعنه الي مدن الغياب ...وسأنفيه هناك ..

اصبح لا شيء بالنسبه لي..عندما يتفوه احدهم بلا شيء ..

::

::

حينها انا اقول ...................."فــــيــــاض....."

..

..

.............................

جفاه النوم ...ونفته الراحه مؤخرا ...اصبح يلوم نفسه كثيرا ..بدل ثوبه الابيض بثوب بني شتوي ....لم يرتدي عمامه ...واكتفى بترتيب خصلاته .

:

:

كان الهدوء يعم البيت ...مر على غرفه امه ..وقد استغرقت في نومها ..

أبناءه ..كبروا و أبتعدوا عنه اصبح لكل منهم هم شاغل ...من يلازمه دوما هو عياد ليورثه امور المشيخه ...فجسار تنازل عنها ...كيف لا وهو نسخه عمه فياض ...

:

:

معتاد فوق طيشه الا انه منشغل بدراسته ..طالب ايضا متعلق بأمه وبحياة القريات هناك ....

:

:

...........................

.............................................

شتاء محرم هنا قاتل ..الا ان الثلوج لم تعد تتكون هذا الاسبوع فقط بقايا صقيع الاسبوع الفائت ...

:

:

قطع مسافات اراضيه مشيا حتى الجنوب منها ..كانت غرفه العامل مظلمه فتيقن نومه ..

:

:

دخل الاصطبل الكبير ..حتى الخيول تنعم بهدوء الشتاء فتزيد ساعات نومها ....

توجه لمفتاح التدفئه ووزنه ..

الا ان لفتته حركه في اخر المكان ....أبتسم ..وهو يتوجه لمكانه ..

كان جواد ابيه ...العجوز ...

ربت على رقبته وداعب شعره ....قبل مابين عيانه ...حتى هذا المسكين لم يسلم من الهموم التقدم في العمر يرهقه ...

..

..

همس له بوفاء ...."كيفك يالشيخ ...مبطي ما ركبتك ...."

..

..

بدون سرج ...شدد من قبضته على شعر الجواد رفع نفسه برشاقه ..وانتصب على صهوته بتمرس ..

..

..

عندها ألفه ذاك الخيل القديم فوق ظهره ....وتذكر امجاده مع ابيه ...

..................................

.................................................. ...................
.



.

.

لا زالت تلف جسدها بمنشفه فخمه وجدتها في دورة المياه ...

اعتمدت على الاضاءه الخافته ..

وهي تجذب خصلا عشوائيه من ليلها المبعثر ...رغم تدفئه المكان الا ان خصلاتها كانت بارده ....وفي جهد مهدر كانت تحاول تصفيفه ..ولها ملكوت اخر تسبح فيه ..

:

:

فتحت الباب بهدوء ...لفتتها الاضاءه الخافته ..كانت كادي تستلقي على السرير بتعب ةقد سندت ساقيها على وسادتين ترفعهما ..

:

:

وتلك كالأثم مغريه تقف امام المرأه بهدوء ...مقياس انوثه كانت ..سواء التفافات جسدها ..او بياض بشرتها التي كانت المنشفه تفضح معضمها ....

:

:

أرتجفت تغطي نحرها بهلع .....بدون مساحيق التجميل بدأ وكأن جمالها تضاعف .....

همست بخفوت ...........تبرر هلعها .."شمااا........"

:

:

أبتسمت تلك تكسر نظراتها بخجل ..........ألا ان غزاها سؤال في قلبها ..."لو شافها وش بيسوي ...؟؟"

:

:

همست بمحاوله منها عدم ازعاج كادي ...وهي تشير على صالون صغير ملحق بالغرفه ......"انتظرتس فيذا ........"

:

:

هزت تلك رأسها بتجاوب ..وهرعت لتسحب لها قميصا ......

:

:

انظمت لها في جلوسها ...وهي تغلق الباب بهدوء على كادي .

:

:

أبتسمت لها شما بود ..وهي تبدأ الحديث ...مستبشره ..."ثلاب ...بيكلم اخوه يتكفل بعلاج كادي ......"

:

:
اقتربت حاجبيها بأستغراب ..."أخوه ....كادي ...؟؟"

:

أستوعبت متأخره ..."بس ياشماا ..........."

:

:

قاطعتها شما ....تقنعها ..."ثلاب يشوف ان هذا واجبه اتجاهكم ...بالعكس هو محرج منكم المفروض يسويه الشيء من زمان ......"

:

:

بذره احراج والكثير من الكرامه ..."لا يا شما بكذا نثقل على الرجال ..وكادي علاجها مو هين فوق انه يصرف يبي له متابعه ..."

:

:

هزت رأسها بعناد اكبر ..."سلطانه انتي اشفيك ....احنا اهل هذا واجبنا ....وبعد فياض راح يكون الامر عليه اكثر من سهل خصوصا ان هذا مجاله هو شغال في وزاره الصحه في الرياض ...وراح يحط كادي بأيدي امينه ............"

:

:

تنهدت سلطانه ...وبقل حيله ..."شما ثلاب وزوجك ...يعني شوي هذا يلطف من اصراره على مساعدتنا لكن تلزمون الرجال فينا وتثقلون عليه ليه ........؟؟"

:

:

بحزم الاخت الكبرى ..."سلطانه .........فياض انا بحسبه اخته ...طيب وكادي بنت اخوي انا بعد لي الحق اني اتخذذ قرارات بأسمها مثل ما انتي تتخذين ..."

:

:

نظرت الى عيني اختها ببؤوس لاول مره بعد كل هذه السنين هناك احدهم يتخذ القرارات بدلا عنها .........احدهم يعد نفسه مسؤولا عوضا عنها ..

:

:

دمعت عينها وهى تؤيدها ......"اللي تشوفين يا شماا .........اللي تشوفين ..."

:




تلقفت يدها بحنان تحمد ربها في سرها وفي علنها ........"والله انك جوهره ياسلطانه ...ونايف هو الخسران ..الحمد لله انك طلعتي من هالارتباط بدون طفل ......"

:

:

هزت سلطانه رأسها بحزن ..."الحمد لله ...لو اكتمل الحمل ..كانت بنت ...سقطت في الرابع ....."

:

:

تغضن جبين تلك تستحثها الحديث ..فأكملت المكلومه بحزن ..." الحب مو اساس الارتباط ...الشك ...عدم الاحترام ..الضرب ...كل هالامور الحب بجنبها صفر...والشك يعم الحب في قلبك ...مشكله نايف شكاك حتى من اولاد اخواته ...جنني ...اذكر ضربني ..وماترتكت له فرصه ورحت لبيت ابوي مشي تخيلي ..من الحره للسيح ..مشي ...المهم وصلت بيت ابوي وانا تعبانه ومصفره طحت عليه ووداني للمستشفى طلعت حامل ...كانت صدمه ...ابد مو فرحه ...لاني كنت ناويه اتركه للأبد كان مطلقني قبل كذا مره ...المهم ...درى ووعدني انه ابد ما راح يأذيني وانه راح يبدأ يفكر جدي بعد ماربي رزقه طفل مني ...كان يعاملني طيب ...طول هالاربع شهور ويراجع معاي وانا اتابع الحمل ...لكن في ركن في قلبي ماكان مرتاح ...الامان انعدم ناحيه نايف من هواجسي اتجاهه واتجاه مستقبل هالطفل حتى وحام ماجاني ...ولانوم ولا راحه ...لكن الحمل كان ماشي تمام ....لكن انتكس ...لانه دخل العماره وكان ولد اخته وزملائه متجمعين على الباب وجالسين يضحكون ....

العماره كانت فاضيه كالعاده ...مراهقين ومجتمعين على الباب انا وش ذنبي ...في بيتي مستوره ...دخل و رمى علي كلام مثل السم مد يده كالعاده ...وانا حلفت ان مد يده مرة ثانيه بتركه ...لكن هالمره حتى طفلي تركني كنت البارح بس عارفه انها بنت ...المهم كان هذا اخر حدي بنايف ...الله لا يعيد ايامه ......"

:

:

بنبره حزن ...."وطلقك ابوي منه بائن ..."

:

:

هزت رأسها بوجع ..."وليتني افتكيت من شره اللي لاحقني ........"

:

احست بالنقص عند علمها بحال اختها المؤلم ..."يأذيك للحين ياسلطانه ......"

:

:

هزت رأسها بحزن وهي تهمس تحارب بكاءها ..."انا ما اقول لكادي عشان ماتخاف ...بس ..."

اهتزت كفها اللتي تغطي شفتيها ..."بعد مامات ابوي ....جاء وقال انه بيعزيني ....لكن ................"

:

:

سكتت تذكر الماضي بوجع ...

:

هزت الصدمه شما ..وهي تفغر فاها بدهشه ........"سلطانه لا يكون .........؟؟"

:

هزت سلطانه رأسها بهدوء تؤيدها ......وقد اهلت دموعها بصمت ..."انا اسكت ....ما اتكلم ....موقعي كان ضعيف لو بتكلم ...اش مصيرنا انا وكادي ...حتى بيني وبين نفسي اسكت ما اتكلم .... اكثر من مره حاول يسويها بعد هاك المره...."

ضاق تنفسها تذكر مشاهد قبيحه كتمتها لاربع سنوات في قلبها ..."ابوه يوم درى رده عني .....و دفع لي ودخلني هالدوره حقت السكرتاريه ....وسفره عند اخوانه في الطايف ...لكنه رجع بعد وفاة ابوه ...يوم اني نسيت رجع ...هذا اللي خايفه منه ...لين قبل لا اجي هنا ....جاء ...وو ..كسر الباب علينا ......بس الجيران طردوه .."

:

:

أسندت رأسها على يدها بوجع ....أي مصيبه تسترين يا أختي حتى عرضك انتهك ومن ضعفك كتمتي ...........

مسحت دموعها التي ابت الا ان تنهمر ..."وش اسوي ياشما رجوعه ...يخوف ...المشكله انه مصر على الزواج ...يقولي ازوجك واحد من خويا ويطلقك وترجعين لي ...انا خايفه على كادي لا يأذيها ..."

:

:

بغضب وحميه ..."الله يلعنه ...ويلع امثاله اللي مايخاف ربه ....خليها علي ...يا اختك ...انا بحلها بطريقتي ...."

:

:

توترت ورفضت مسرعه ..."لا يا شما الله يسعدك لا حد يدري يكفي الكلام اللي يجيني من وراه ...محد درى غيرك "

:

:

شدتت من قبضتها على كفيها تساندها ...."محد راح يدري ...والحل ماهو بيد حد غيري ..."نظرت للبعيد ....."لكن عليكي تنتظرين عندي ...لين يتم الحل ........"

:

:

احتاجت حقا لتفصح هذا السر بقوه ...كان يضغط على قلبها ويجعل منها كتله ألم ..واحتاجت اكثر لقوة تستمدها من شما ...

قالت وهي تذرف اخر دموعها وتعدل ارتفاع رمواشها بأناملها الطويله ....."انا اسفه ياشما اللي فيك مكفيك ..."

:

:

تأملتها لوهله وقد قررت واصرت والدنيا لن تدوم ابدا ........."سلطانه من اليوم ....اللي طبيتي فيه سكاكا انتي صرتي من مسؤوليتي خلاص انسي كل الايام اللي راحت ............"توقفت لتكمل .. بحزن ........"الفرج قريب ......"

:

:


أستئذنت بعدما سمعت اذان الفجر.....باحت لها بالكثير ...والابواب التي غلقتها منذ زمن فتحتها فوق صدر اختها الوحيده ..

أبتسمت لها وهي تربط اسكارفا بسيطا على رأسها تمنع ليلها الغجري من اقتحام حرم ملامحها الفاتنه ...

:

:

تأملت اختها جمالها العربي ..."سبحان الله ياسلطانه شبهك من امك مع السنين بدأ يختفي اول كنتي نسختهاا ...."

:

:

أبتسمت بحزن على مافقدته من ملامح سرقتها من تلك الطاهره ....."نفس كلام ابوي ....الله يرحمه ......."

راقبت وجه شما المتعب ..

..

..

فبادرتها بحنان ..."شما انا سهرتك وتعبتك وانتي شكلك مانمتي .....انا نمت من العشاء صحيت 3......"

..
::

شاركتها حنانها ....."انا نمت ....بعدين تعبت وانا في سريري ...انا ماحسبت تجين اهج عنك ...ان كان مافيك نوم ...اروح اصلي ونجي نفطر مع بعضنا ...هاه اش رايك ...؟؟"

::

::

هزت رأسها متحمسه بالأيجاب ...اين كنتي مختبئه يا اختي ...اين .."بس خفايف لاتكلفين .......غير خفايف ماراح اكل ...ابرحم بطني ...."

:

:

ضحكت ...وهي تتوجه للباب ..."تكه صغيرونه بس........."

:

:

راقبت خروجها مبتسمه ..مرت بمرأه تتأمل شكلها بقميصها القطني الرمادي ...وربطه شعرها البيضاء ...رغم جمالها الا انها كانت رماديه ..واقترنت به ....تأملت وجهها محاوله تذكر ملامح امها ...لنتنحت على محياي كي احفظها ..تقبع ملامحها داخل صدري ..وتقيم مؤبده في عقلي ..في وهج تفكيرها بأمها نذكر خالها سند ..لو علم بوجودها مالذي سيفعله ....لا شيء اكيد ..




:

التفتت على السرير لتجد كادي مستغرقه في كتاب صحبته من مكتبتها المتواضعه في المدينه ..

استغربت سلطانه ..."كادي ...من متى صاحيه ....؟؟"

..

نظرت في ساعتها بملل ..كادي من النوع الذي لايستسيغ التغير في المكان او في الوجوه ابدا ....

:

:

وبرتابه ..."من اربعه تماما ..توني صليت "

..

..

قالتها وهي تعيد نظرها الى كتابها ....الا ان نظرهحزن وابتسامه انكسار على شفتي عمتها لم تفتها ...

راقبت دخولها لدورة المياه عندها لعن دواخلها الانانيه ...اتستكثر فرحه على هذه المسكينه من نذرت عمرها لي ...ولطالما داست فوق حقوقها من اجلي ..

:

:

سكنها الندم واللوم ...على مافعلته وجفائها وفضاضتها اتجاه عمتها ..

:

كانت قد انهت صلاتها ..ولازالت تجلس على السجاده ..

التفتت لكادي التي حدثتها ...."شكلك مبسوطه هنا ياعمه ....؟؟"

:

:

...هزر رأسها بالايجاب بعد تردد ..."الدم يحن ...ماتوقعت اني ارتاح بس امس اول مره احط راسي على مخدتي بدون هموم ......"

:

:

طعنها اعتراف عمتها الشفاف الحزين .......ان كنت قد فقدت قدرتي على الحركه ولازمت عالمي الوردي وندبت الماضي ..فعمتي من واجهت العالم الخارجي كي تؤمن هذا البؤوس الملطف لي ..واحتوت هي كل البؤوس وظلم الوحوش ..من حقها الفرح ..وانه لمن الفضاضه وقلة الادب والمرااة ان الومها ...او حتى ازعجها ...

:

:

بمبادرة سلام تريح بها قلب سلطانه ..."عمتي شما بترجع ...؟؟"

:

هزت رأسها بفرح ..."ايه بتفطر هنا ....تفطرين معانا ...؟"

:

:

أومئت بموافقه ...وهي تقرب كرسيها من مكان تمددها ....."بقوم البس ....ماراح اقابلها ببيجامه ..."

:

:

تفهمتها سلطانه ..لكادي طبع غريب في طريقه ملبسها ...فهي تلبس بطريقه تراثيه بحته ...بنكهه وروح بنجابيه ...

..

فمعظم ملابسها كانت تقتنيها من بائعوا الساري الهندي بالقرب من الحرم ...وتعطيها عمتها كي تفصلها لها ...

:

:

لبست تنورة اوف وايت بنقوش هنديه ناعمه مفرقه ...وقميص ضيق وردي بكم طويل ...وطرقت شالا على صدرها يشبه تنورتها الواسعه ..

:

:

مشطت شعرها الليل اللتي وان وقفت كان سيغطي منتصف فخذها وجدلته بطريقه تبين غزراته ..اخيرا تزينت بأساورها الذهبيه الرنانه ...

::

::

لم يكن هذا غريبا على سلطانه ففي يوم عادي كانت هذه طلة كادي المعتاده ...

الا انها زادتها بخط كحل عريض يزيد من وقع جمال عينيها وزخم رموشها ..

::

::

توجهت للصالون وجلست فيه ...نادت عمتها ....وبأمر متضرع ..."عمه شيلي الكرسي ....بعدين لاقمت باطلبه منك ......"

:

:

كانت تنظر للشاشه سارحه ...تتأمل جموعا تخرج من ابواب حرم مكه ...تشتاق لها جدا ..كيف وهي ابنة شعابها ...:

:

اربع مدن زارتها فقط في حياتها..

مكه :المدينه : شانديقار :دلهي

:

:

لقد مكثت في الهند 6 اشهر من عمرها 3 وهي في الثامنه و3 وهي في الـ11 ....

:

:

سكاكا مكان جديد ..جو جديد وبذخ جديد ...

لم تعي للتي تتأملها بصمت ..تسرق من جمالها لحظه ..سبحان من صورها ...

ألتفتت لها ...وانتباها الحنين ...يالله ..كيف يحدث هذا ...ايعقل ما أرى ...يبدو بأن شبيهات جدتي ال39 تجمعن لتكن هذه ..

هزت رأسها لها بخنوع وهي تهمس ...محركه يدها بطريقه السلام الاسلامي في الهند ..."خدافس ....ميري نام كادي هي ..."=مرحبا اسمي كادي ..

:

:

هلعت تلك وهي ترد لها الحركه ..."آداب ....ميري نام جاملا هي..."= لكي ادبي ..اسمي جمالا..

:

ابتسمت لها بود .."كيسي بوهي بروفا سي..؟؟"=من أي مدينه انتي ..

مازال الاستغراب يعلوها ...والحنين يدفعك تلك للتحدث اكثر ..الا ان جمالا بادرتها بفضول ..."اتشا باشا...؟؟ماشاء الله.."= لغتك جيده ماشاء الله ..

:

:

اشارت لها ان تقترب ..."شانديغار كي دادي .."=جدتي من شانديغار..
:

:

اقتربت تل بحركه هنديه يعتقدون بأنها تبعد العين ...عندما يقومون بمسح ظاهري او موازي لرأس من يقابلهم ويجمعن كفهم بالقرب من وجنتيهم مع ترديد .."الله بركات هيه ..."

..

..

واكملت فخورة .."توم بهي ساندورا هو.."= انتي جميله جدا ..

:

:

همست لها كادي بخجل وقد انتباها الحنين وتلبسها الشوق لم تحدث احدهم بحصيلتها من هذه اللغه منذ وفاة جدتها ..

"شوكريا ..."= شكرا

......

راقبتها توزع المائده بأتقان .." جب ابكي يهام كما كرتي هيم ؟؟"=منذ متى وانت تعملين هنا؟؟..

..

رفعت تلك رأسها تعد سنواتها بفخر.."كي كير اللاه ..."= خير الله كثير .......حركت يديها كنايه عن زمن قديم .."باي سال .."=22 سنه

::

::

قالت لها في محاولة كسر الاحراج .."كيريبيا ميري دادي فيدي موجهي لدو..."=جدتي هل اعددتي لي بعض اللدو ..

:

:

:

انتباها الفرح من طريقه نطقها المؤدبه..فقرصت احد خديها .."شوتا سونديورم..."=صغيرتي الجميله..

:

:

عندها دخلت شما الغرفه ...فأوقفتها ابتسامه كادي في مكانها وهي تحادث الخادمه بأخر جمله ...

:

:

أستئذنت الخادمه خارجه وهي تمسح على رأس كادي ..

:

أطلن السكوت امام المائده ينتظرن سلطانه اللتي تأخرت بالداخل ..

محاوله منها لكسر الصمت ...وبدء علاقه حسنه ..اشارت للباب بخجل ...طحبيتها ...تشبه جدتي الله يرحمها ..."

:

:

نظرت شما للباب .."اها ...الله يرحمه .."أكملت بتساؤل ..."هي هنديه صح ..؟؟"

::

::

أومئت برأسها ان نعم ..."ماتت وهي هنديه كانت ترفض الجنسيه مثل اهلها من قبل..."

:

:

أثنت بنبرتها .."ما شاء الله عليها ..."

:

:

طال الصمت بعدها...فوقفت شما ..على غير عادتها تبدو نشيطه اليوم لربما لان الروح عادت حره ...وهمست ذاهبه للغرفه .."انا بروح اشوف سلطانه ......"

:

:

دخلت الغرفه لتجد سلطنه قد تكومت على نفسها ...زهي تشهق بصعوبه ..والهواء قد حاربها من محاولتها كتم نشيجها الحزين ..

:

:

هلعت شما .."سلطانه ...؟خيير عسى ماشر...؟؟"

::

::

رفعت رأسها تحاول التبرير الا ان صوتها خانها واستمرت تبكي ...تمالكت نفسها ...وبكلمات متقطعه ..."دقت ...دقت علي جارتي ..تتقول ..ان امسس ..أمم ..نايف جاااء الشششقه ..اووو مالقاني ....قام ..قام ..زوجها بيفتك مننه قاااله اني...اني ..جيت عندك هنا ...اللي يقهر ..انه يعرف بيتكم قد جاء مع ابوي قبلل......."اكملت بطريقه تدميريه تماما ..."الله يكافيه الله يشغله في نفسه ...انا ..ذحين يجي هنا يكللم خالي وخالي يردني له ..ويخيلني اتزوج اي احد وارد له ..انا اعرف خالي ....."

:

:

لربما مادفع عاطفة سلطانه بالانفجار هنا ..هو الامان اللذي شعرت به ..فحطت برواحها من قوه عند اول دمعها ذرفتها امام شما ..

عندها نطقت شما بحزم ..
"قومي اغسلي وجهك ...ناظري كيف صاير ..لو شافتك كادي وش بتقول ...ودامك عندي ...محد بيوصلك ...هذا بيت ثلاب بن معتاد اللي يدخله برضاه ..مايخرج منه الا برضاه ...قومي سمي بالرحمن ..وخلينا نفطر ونجلس مع بعض..وانتحرى الساعه تسع ثمن انزلكن تحت تفلن حجاجكن ونلع بالوجار ضو وقهوه وعلومن سنعه ...هاه هيا قومي برضاي عليتس .."

:

:

هنا ضحكت سلطانه ...بن شهقاتها ...تقلد لهجة شما الشماليه المكتسبه ..."مثل هروج امي ...الله يرحما .."

:

: ضحكت تلك وهي تخفف عنها بمسحها على رأسها .."هاكي تعرفين تنومسين بحكينا ..يالبااك .."

:

:

كانت ترتقب الغياب في الصاله ...كرسيها كان بعيدا والا لاستطاعت اللاحق بهنفي عزلتهن خوف ...يسيطر عليها ناحيه عمتها سلطانه ..

:

:

انسحبت من امامهن موعد خروجه ...وهي توعدهن بالذهاب في الساعه التاسعه الى مجلس الرجال الكبير ...فهي تعرف انه لن يتواجد اليوم ..فيوم الخميس يهرع هو لمشاغله ولا يلازم مجلسه مثل يومي الاربعاء والاثنين ..

:

:

النشاط اليوم بانت بواكيره على وجه شما حتى ممرضتها لم تضطر لملازمتها مثل باقي معضم الايام الصعبه ..

خرجت من غرفه اختها ...كان يخرج هو من غرفته في الجهه المقابله ...لمحها فقطع نصف الطريق اليها ...اثنى على مزاجها وصحتها ...

:

صبحت عليه ونوهت .."ثلاب اليوم العصر ابيك ضروري هاه..؟؟"

:

رفع حاجبه بأهتمام ...يعرف كيف يحتوي هذا الرجل ..."أبشري ..افا والله تركت اللي بيدي هاللحين وتفضيت لتس يابعدي..."

:

:

هز رأسها بالنفي مبتسمه .."لا ثلاب شوف اشغالك ...الموضوع يبي له جلسه طويله ..."

::

::

::

::

وان غدا لناظره قريب.

..................................
الجزء السابع..

:

:

جمرة غضى .. أضمها بكفي
أضمها حيل . .
أبي الدفا .. لو تحترق كفي
وأبي سفر لليل
بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا
لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى
جيتك من الإعصار .. جفني المطر .. والنار
جمرة غضى
والله الجفا برد .. وقل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب

.................................................. .....

.................................................. .......................

كانت تجلس بجانبه في السياره قريبه هي منه كجسد نائيه عنه كروح ....

رفعت عينها من كتاب كانت تقرأه تمهيدا لتدريسه ..

تأملت كثبان الشمال الرمليه ...اوكار من مطر الاسبوع الفائت وبوادر ربيع ..وغيوم تغطي شمس الشتاء..

:

:

كان الجو مغرم بالارض ..ألتفتت اليه ..تتأمله يقود سارحا ...الا يعيش الا سارحا هذا الرجل ..لم تراه يوما يعبر ولو بنظره عن جمال ما امامه او قبحه ..فارغ هذا الرجل تماما عباره عن اهدار هواء ..

:

:

11 سنه ولا زالت لا تستيغه ابدا ..

:

:

شدها الفضول تماما ماللذي يؤرقه حتى يأتي من الرياض ..الى سكاكا الى القريات ويعود في يومان فقط ..ربما كنت مخطئه لربما يحمل في داخله شيء..او شعور واحد فقط يسيره لان يعيش..

:

:

راقبت يده بالكاد تلمس المقود لكنه متحكم فيه ..هو هكذا ..مجرد التفكير بالسيطره في عقله يجعله مسيطرا على كل شيء..فكيف بافعاله ..

:

:

ايضا هو مهووس بالكمال ..بل يجعل من الكمال هدف حياته ..

.....................

.......................................

ايضا الصمت ..لو كان الكمال هدف حياته ..فالصمت حياته ..غريب فياض ..لا يتبادل الحديث مع احدهم ابدا يوقن هو بأن لن يوازي عقله عقل ..

:

:

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

عدل بأبهامه اليسار خاتما على بنصره لايفارقه ابدا ..حتى في نومه ..نزع نظارته الشمسيه ....ودلك جفنيه بخفه ..

يبدو بأن العدسات ألمته ..الكمال موجع فهو لا يرتدي نظارته الطبيه امام احدهم سواها ..

..

:

::::::::::::::::::

لم تبادره بالحديث ولن تحدثه تفضل الصمت عليه حتى وصلا الى البيت الكبير..

رغم ذلك ممتنه هي له بتعليمها العالي ..فلو بقيت في بيت ابيها لكانت لم تكمل ابدا ...كيف وهي دكتوراه في فيزياء الجوامد ..من بولندا اخذتها مرافقه له ..

:

قبل ان تفتح الباب لتنزل احاطها علما ..."انا رايح للندن 8 شهور ....تامرين شيء............."

:

:

هزت رأسها بأعتياد..."سلامتك ......."

:

:

نزلت تكمل خطاها ..وكأنه قال لها سأغيب لنصف ساعه ..ليس غريبا منه ابدا ...قرين الغياب هذا ..

:

:

لمحت احدى الخادمات تتجه الى المجلس الكبير ...غريبه ..لاتتوجه الخادمات الى هناك الا في حال المناسبات الكبرى ...

:

نادتها ...متسائله ..عندها اخبرتها تلك بوجود ضيوف منذ الامس ..

:

:

ناولتها حقيبتها للسفر ...جلست على كرسي قريب وهي تعدل هندامها ..

اخرجت مرآه من حقيبتها..

فتحت شعرها الكثيف الاحمر القاني الواصل لمنتصف ظهرها نثرته وعدلت مقدمته..واعادت على احمر شفاتها الفاتح ...وخط الكحل الذي يسبح على اطراف عينها بعشوائيه ...

فتحت عبائتها لتكشف فستانها الزرعي القصير الذي يحدد مفاتنها باغراء..

امرأه في اوج فتنتها في اول سنوات الثلاثين ..نسيبه القمر ..واخت الثريا ...طويله ..بجسم كما يجب ان يكون وبشره فاتحه جدا ..ملامحها صغيره مقارنه بعينها الواسعه ..لها من الجمال حظا وفير تظنه انه سبب لقلة او انعدام حظها في غيره ...

:

:

اخرجت دبلتها و اسوارتين ..تزينت بها ..وخلخال ذهبي فوق كعبها الاسود..

:

:

وقفت وهي تتأكد من ترتيب شعرها ..

:

توجهت للمجلس تتمايل بغنج اقترن بها ..

:

كانت عمتها وسلفتها واثنتين يجلسان في اقصاه بالقرب من المشب ..

اقتربت اكثر ..وبثقتها المعتاده رفعت صوتها ....."ماشاء الله وش عندكن فيذا ...؟؟"

:

:

لا اردايا تعلقت عيناها بسلطانه وكميه الشبه التي تسرقها من اختها الكبيره جازي ..بينما نظره شزر توجهت لها من كادي ..فهي تكره هذه الاشكال ..المتعجرفه المتكبره ..

دارت عليهن تبادلهن السلام ...نظره ناريه منها حرقت كادي ..وملامحها ..

عندما لم تقف لها ...مدت عذبى يدها بأهمال ..

:

طرقت تلك برأسها بعدم راحه ..

:

:

جلست مبتسمه ...وهي ترد شعرها عن وجهها وبمرحها المعتاد وانسياب حديثها ...عذبى لها قلب طيب الا ان شخصيتها القويه تغلبها احيانا ...وهوسها بسلوم وعلوم البدو...يجعل منها متزمته احيانا..

:

:

اخذت نفسا ..."تصدقين ياشما من اليوم وانا اراعيا .."قالتها وهي تشير على سلطانه ...."تقل اخيتي جازي ..جماهوو= اليس كذلك...؟؟

..

..

لديها طريق كلام غريبه ترفع احد حاجبيها وتلوي طرف شفتها السفلى ,,,تبدو مخلوقه من الكبر ..

:

:

تدخلت ام زوجها هنا ...وشرحت صله القرابه.."يا مسودنه ايه وربي ..اوما بنت خالت امتس ..."=يامجنونه امها ابنة خالة امك

:

:

تفاجئت تلك ..."أي وربي ...ياجعلا الجنه ..تذكرتا اللحين ...ياربيه ,,ام عبد الرحمن ولا ...."

:

:

هزت سلطانه رأسها بأبتسامه ..."ايوه هاذي امي الله يرحمها ..."

..

..

ترحم الجميع ...فتعذرت بخفه دمها المعتاده تبعد الجو الحزين .."ترين نعسانه ...فياض ..جاء وانا منجضعه ابي انام ...وقال قومي يامره سكاكا ..تراعينن انود بالطريدز ..اصلا ماعرفتا كيف تسفتتا بالسياره ..والباب أجفته ما صكيته ..ويومني صكيته ولا على شليل عباتيا ..."

:

:

ضحكن شما وعمتها تحت استغراب الفتاتين ..

دخلت جمالا فأمرتها عذبى ..."جمالا ...دونتس الفيد بشنطتي اللي توي عطيتس هاتيا ..."=جمالا اتيني بالشيء الذي في حقيبتي

..

توجهت لهن بالحديث .."ياهي هاك الكليجا ..شغل اوميمتي ...يذبح ..."

:

:


عندها توجهت كادي لجاملا بالحديث متجاهله من حولها .."جاملا ...ميري مدد كي جي ..."=ساعديني ياجاملا...

.

.

قالتها وهي تقترب من طرف طاوله بجانبها وترتكز على طرفها ..

:

أستغرب الكل اللغه التي تحدثت بها رغم ان جاملا هرعت تسحب كرسيها المتحرك من مكانه وتفتح طياته ...

:

كتمت دموعا حتى انعدمت رؤيتها وهي تستقيم جالسه على كرسيها ..

أستأذنت دون النظر اليهن ..

::

غطى الحرج عذبى..وكيف انها لم تقدرها وارسلت لها نظرات مشمئزه ...من جلوسها متمدده القدمين اما نساء اكبرمنها

:

:

راقبت شما الحسره على وجه عذبى فأنتشلتها .."هاذي بنت اخوي كادي .."

:

أبتسمت عذبى بحزن .."سبحان من كملها ..."

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

خرجت ..من المجلس تدفعها جاملا ..تأملت المكان ..كان في كلمه واحده اخضر ...اخضر حتى البهجه ...وتماثيل مائيه متوزعه بأتقان تزيده جمالا ...

:

وجهت حديثها لجاملا.."موجي يهام شورا دو ...."=اتركيني هنا ..

:

:

دفعت كرسيها بهدوء فوق الممرات المرصوفه ....حتى لمحت سدرة كبيره ...رصف ماتحتها بعنايه فجعل منها مكانا مناسبا للجلوس..تجاهلت مقعدا جصي ...واوقفت كرسيها بوضع يؤمن لها السريه والوحده ..

اخرجت كتابها الذي كانت تحتفظ به في كرسيها ..واكملت حيث توقفت ..

..

ومعها قلمها الرصاص تزخرف كلمات اعجبتها ..

بل تميل اكثر الى كلمات تصف حالتها الان ..حيث ..حزن ..الم ..موجع ....

:

:

عكس ظلا قريبا على كتابها رفعت عينيها لتجد عمتها الجديده ..

أبتسمت لها بأمومه ...وبادلتها اياها بخجل ..

:

:

جلست بجانبها شاركتها الصمت لوهله ..لكنها سألتها اخيرا .."كادي ..لو قلت لك انك راح تمشين قريب ...وش شعورك ..؟؟"

:

:

صمتت للحظه ...ثم اكملت بعدم اهتمام .."كأني اقولك انتي اللحين جالسه بس راح توقفين بعد شوي .....شيء مو مهم بالنسبه لي ...اميل الى الاعتقاد بأني ولدت مقعده ..."

:

:

سكتت تتأملها بصمت ...سبحانه ..من يراها لا يرفع عينه ابدا .."تتكلمين الهنديه بطلاقه ..ماشاء الله .."

:

:

أبتسمت تعدل مقدمه شعرها بخجل...كم تحب الحديث عن الماضي ..وكانها تعيش فيه ..."انا وامي ما كنا نتكلم مع جتي الا كذا ...."ابتسمت مكمله بحبور ..."اسم جدتي شاندراموخي ...وامي بالهندي اسمها مهامانجا ...بس بالعربي اسمها مها بس...انا اسمي بوهولاكادي ..."

شاركتها شما الابتسامه ..تغيرت ملامح وجه كادي تبدو تماما وكأن الحنين قد حملها الى مكان بعيد..عندما فاضت بسرها لعمتها التي تريح الناظر اليها ..."من عمري 5 سنوات كي دادي علمتني اداء بهاراتاناتيام...جدي رفض ..لكنه قالت له احترمتك لمن قلت لي لاتعلمين مهامأنجا انت دورك تحترمني في رغبتي تعليم حفيدتي تراثها ...هنا جدي كمان غار .."ضحكت بسعاده قديمه ..."كانو كبار وبس يتهاوشون ...وتقعد جدتي تقول توم بقل هيه نهي ادب هي نهي مطلب هي ..قصدها انه انت غبي مو مؤدب ومامنك فايده ...عاد جدي كان مكاوي وحمقي ...يقولها هيا انقلعي ياعجوزه ياخرفانه ..."

شاركتها شما ضحكتها ...أكملت ضاحكه تتذكر طفولتها .."هنا علمني جدي على العود ...والمقامات ..بما انو ابوي سني وجداني صوفيين ..حتى امي كانت متسننه ...جدي ماعلمني الموشحات ..رغم اني حافظتها منه ..امي هنا غارت وعلمتني اهوى الكتب..ابوي الوحيد اللي ماغار ..و كان يلبي لي كل شيء برحابه صدر كان همه الوحيد اني ما انجرف تماما ناحيه جداني في مكه وانسى جداني في المدينه ..."

هزت رأسها ..كانها تتحسر على الماضي .."فجاءه تفقدين قواعد حياتك الاربعه ..اول شيء امي بعدين جدي بعدين جدتي بعدين ابوي ...جدتي ماتت في كشمير ...بعد وفاة جدي راحت هناك ..كانت تتمنى انها ترجع وفعلا اخذها ولد اختها هو سياسي هناك ..ماتت في احمد اباد محل ولادة امها ..."

:

:

اكل حنينها الحزن فأكملت بروح اخرى..."عالمي انهار ...ماكنت متعوده على عمتي سلطانه وجدي طلال ...وفوق هذا كانت اعاقتي جديده ..تركت الدراسه وانا عمري 16 ...اكتفيت باللي تعلمته منهم والتزمت بيت جدي ...بعدها بسنتين مات جدي ...و ضلينا انا وعمتي لحالنا ...هي تكدح وتتعب وتروح وتجي وعمرها بس 24 ..وانا اجلس اقلب في الماضي لوحدي في البيت ..انا سعيده ...سعيده بقسمتي من الحياه ...والحمد لله والعجز عن علاجي مو بيدي "

:

:

اخذتها عمتها يدها من فوق الكتاب وقد هالها كمية ايمانها ..."كادي ....تعرفين انو انا كل يوم في حياتي عمر جديد وكل يوم كمان اخر يوم ..انا حاليا ..بما اني اعرف انه ماراح اصوم رمضان...جالسه اوزع هدايا على الغالين على قلبي روحيه هي اكثر ..تقبلين هديتي ياكادي .."

:

:

تقوست شفتي كادي بحزن وهي تهز رأسها بالأيجاب ...

:

اكملت شما مبتسمه بأيمان .."بعطيك ...هبة المشي خاصتي ...انا لسى في اماكن مازرتها ..واشياء ماسويتها ..اذا اعطيتك هبتي في المشي ..بتكملين عني صح ...ماراح ترفضيني ولا ..؟؟"

:

:

دمعت عينها وهي تحدق في عمتها ...ثم انهالت لتتحول الى نشيج مبحوح ...

ضمتها شما بضعف وهي تهدئها ..

"قريبا راح يبدأ علاجك .....اقصد اني اعطيك هبتي ..."

:

:

رفعت رأسها من حضن عمتها وهي تمسح دموعها محاوله انهائها ..بأناملها الطويله ..واساورها تصطدم ببعضها بلحن جميل ..

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::

بعد الغداء قبيل العصر في غرفة الفتاتين ..

انتاب كادي خجلها المعتاد وهي ترفض .."لا عمه ..مرا شكرا انا مالي في هالحركات ......"

:

:

اصرت عمتها عليها بحنان ..."كادي انتي زي بنتي ...هذا مو هجيه هذا شيء انا اعطيك اياه وانتي توافقين غصبا عنك .."

::

نظرت الى الهاتف الذكي الفخم في يد عمتها .."بس يعني ..لو جبتي لي كتاب مو احسن .."

:

سحبت يد كادي ووضعته بداخلها ..."حطي عليه الكتب اللي تبن ..انا جسار شراه لي ..وانا مالي بالهحركات ...يعني لكم انتوا الشباب ...."

:

:

ازداد خجلها وهي تمسكه بيدها ..."شكرا ياعمه ..."

:

:

طرقت عذبى الباب وهي ببيجامه حريره سوداء ...تزيد من حده بياضها وحمرة شعرها ..."عادي اتستفت فيذا ...."

:

:

هجرت الراحه كادي ...بينما ابتسمت لها شما ..."بسك ياعذبى بناتنا مايفهمن حكيك تكلمي مثلك في الجامعه ..."

:

:

ضحكت ..وهي تدخل وبيدها صندوقا خشبيا ...

.

:

وكعادة شما التي لاتستغرب بساطة روح عذبى .."اوه اشوف جايبه شغلك معاك ...."

:

ابتسمت وهي تنظر لكادي.."اي والله بوريا البنات ...."

توجهت بحديثها لكادي..."غوايشتس من اليوم اراعيا ....ياحلوها ..."

.

:

:

نظره استغراب علت وجه كادي ...فضحكت عذبى تقترب منها ...وبيدها صندوقها تفتحه ..."أقصد بنجارتس حلوه اعجبتنيا ..."



:

أبتسمت لها كادي لربما اخطأت الحكم ...مدت لها صندوقها كان محملا باكسسورات يدويه الصنع ...وكان يجري في دم فتاه ذات عروق سنديه ...حبها لهذه الاشياء ..

:

:

بادرت عذبى بالاعجاب ..."ماشاء الله مره حلوه ..."قالتها وهي تتناول سلسالا ذهبيا ...بتعليقه سوداء خلابه ..

:

بحماسه ..."والله ..اجل ماتبخل عليتس ...."

لم تترك لها مجالا وهي تسحبها من يدها .."هاتي ..."

فتحتها وقلدتها اياها ....

عادت تدفن رأسها في صندوقها ....."سويت مثلها فيونكه للشعر .....هو كبك لفياض جدعو وانا اخذته .........."

:

:

مدت يدها بالفيونكه السوداء المخمليه لكادي ..."هاك يالمزيونه.."

:

الا انها قطعت تأمل كادي فيها ..فأنتاب كلتيهما الخجل ..حاولت التبرير ...

"بس ماشاء الله مدري كيف جاتك الجرأة تصبغين شعرك هاللون ...

مسكت خصله من طرفها وبوجع حاولت ان تخفيه ....."تغيير عن الروتين .....بس برجعه لونه الطبيعي الشهر الجاي ......"

:

:

كانت شما قد انسحبت من بينهن بهدوء ..انظمت لهن سلطانه ..راقبت كادي عمتها وتغيرها ...توتر يعلوها حتى في محاولتها الفاشله في مجاراة عذبى وحديثها ..

:

لمرة بعد شهور طويله تدخل غرفته ...كان قد يقف امام مكتبه ...الملحق بها ...ويرصف اوراقا ويتخلص من اخرى ..

أبتسم لها ..."فديت نورتس ..."

:

:

شاركته الابتسامه وهي تجلس على اريكه ملحقه بمكتبه ...

"

راقب حديثا في عينها ....همس لها من بين اوراقه ..."أسمعتس .."

.

.

مسحت محياها بكفيها واخرجت تنهيده ..

"ثلاب .....أأأ ...كيف اقولها ....."

:

:

رفع عينه ومازال رأسه مطرقا بين اوراقه ..." شما وشوله هالتوتر....قولي فديتس ..."

:

:

أخذت نفسا عميقا ثم تنهدت ..."ثلاب انا عارفه انك بعدي راح تتزوج ..."

:

توقف عن الحركه ...تاركا اوراقه من بين يديه ...

حينها اكملت ..."ثلاب انا عارفه الزواج بالهمنطقه من المملكه مثل شربة المويه ....."

فرك جفنيه بتعب ....

:

:

"شما انا موب رايق لمثل ذا الحكي ...عيالي بعمر زواج افكر فيهم اولى ..."

:

تأملته متشاغلا باوراقه ..."امك وفياض ..وعيالك هم من بيغصبونك على العرس ..."

:

:

رفع رأسه واستند على ذراعه ....وبملل ..يحاول انهاء الحديث المزعج ..."شما ...حكيتس موب مريحن ....انجزي ..."

:

:

اخذت نفسا عميقا لما ستلقيه......"اختي ....ان رحت ماراح تتأمن حياتها ...ولنكن على بينه هي زوجها القديم تعرض لها قبل وتحرش فيها ....وانا ماراح اتركها بعدي بيد واحد انا ماعرفه ...وانا اعرفك زين واعرف من انت ....وعارفه انك مارح تردني لو طلبتك .."

:

:

أستشاط غضبا ..."شما ....البنت عمرا 24 ....يعني ولدت يومي معرس على ام جسار .....بزر ...بزر ..."

:

:

تنهدت ...مصححه له "26 ... ثلاب لاتكون سلبي ..."مسكت رأسها تحارب وجعا ...

"ممكن تهدا بأقنعك بمنطق ..."

:

:

:

:

اكمل غاضبا ..."بعدين كيف تخططين وتجزمين والبنت حرامن علي انت اختا على ذمتي ...."

:

عندها رن باقتراح اغضب شما ..."بزوجا ...جسار ...."

:

دلكت طرفي رأسها بتعب ..."جسار مو بأنت ...انا ابيك انت تتزوجها دون غيرك ...وبعدين كلنا عارفين اني شهرين بالكثير ومودعه....حرام عليك ثلاب ...ابي اطمن انا ...عليها وعليك ..وعلى الكل ...وجود سلطانه بحياة جسار اكبر غلط ..وكلنا عارفين جسار وتفكيره وعناده ...واخر شيء ابيه شما ثانيه ..اخت زوجها مب زوجته ........اختي تعبت كثير انت بعد تعبت كثير .........."

:
:

نظرت الى العناد في عينيه وسطوة الرفض ..

:

:

عندها عرفت كيف تلوي ذراع هذا الشمالي العنيد العتيد .."ثلاب .........طلبتك ...انخاك ياولد معتاد......."

:

:

وقف من مقعده ...في صدمه الرفض ...وصدمه النخوة والطلب ...كيف يرفض وهو من لم يرفض رجلا فكيف بأمرأه ...وكيف يقبل بها زوجه وهي بعينيه طفله...

:

:

تحشرج صوته بضيق .....اطرق برأسه تعبا من سطوة الفكر.........وبخفوت الانكسار..

"لتس ماطلبتي يابنت طلال ........"

..

..

أبتسمت له براحه موادعه ........"ثلاب ..ادري انك ماتضيم احد ...واختي انضامت كثير ...انا عندها ولا شيء وهي بزر عقولتك ...لكنها سنعه عطاها الله ورضيت ...كن لها سند....مثل ماكنت لي.."





:

لايعلم مالذي يحدث حاليا كل الذي يعرفه انه يمر بعصف ذهني مؤلم ..كل الذي يعلمه ان هذه الصغيره لن تكون له يوما ...شما كانت اجازه طويله مقابلة مؤجله له مع النساء ..فتره نقاهه منهن ..لدرجه انه نسيهن...

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::

مر الشهر بسلام..الا من اختفاء ثلاب ..عن الانظار وعن الالسنه ايضا ..

سلطانه يمارسها الفرح بعنف حتى ان قلبها يؤلمها من شدته ..

لازالت كادي منطويه قليلا تدعي الراحه وهي العكس ..

عذبى لديها سطوه بساطه ملفته تجعل من الحجر صديقا ودودا ..

ودواخلها عوالم قسوه لاتنتهي...

:

:

اتت الخادمه تطرق الباب خجله ..

فتحت لها سلطانه اعتبارا بنوم كادي ..

أمرتها بخفوت ..."مدام شما يبا انتي ...."

:

:

هزت رأسها بالأيجاب ..

وهي تعدل من وضع بيجامتها البنفسجي امام المرأه ..

توجهت للمره الاولى لغرفه ..شما ..في اخر الرواق ..

هالها ما رأته كان عباره عن مشفى مصغر ..

طوال الفتره الماضيه لم تكن تتوقع ابدا بأن هذا حال اختها الوحيده ..وان كل هذا الالم الجسدي يعتريها ..على سريرها العملاق كانت تستلقي بتعب وقد شحب وجهها ..وهزل جسدها ..واشتدت عليها الحمى ....مدت يدها لها بضعف ..

تقدمت سلطانه تجر الخطى جزعه ..واستوت بجانبها على السرير متلقفه يدها ..همست ......."شما ..ليش وجهك كذا ؟؟تحسين شيء.....؟؟"

:

أبتسمت لها مربته على خدها ..."سلطانه ....انا لي رضا عليك ..."

:

:

تقوست شفتيها .."افا بس والله رضاك من رضا الوالد الله يرحمه....."

:

حاربت جفاف حلقها ..."تذكريهالكلام زين ياسلطانه ...انو انا لي رضا عليك ........"

:

:

تقوست شفتها اكثر والتمعت عينيها بالحزن الذي الفته ........."شما لاتقولين هالكلام والله انتي طيبه ...."

:

:

حركت شما رأسها بالايجاب وهي تتلقفها بضعف كي تستلقي في حجرها ...

أستجابت لها كادي بخنوع وهي تدخل اكثر في حضنها ..مسحت على شعرها بحنان امومي افتقدته تلك ..

اخذت يدها وحاوطتها بها ..

واسترسلت كلتاهما في نوم عميق ...عوضا عن ايام قديمه مؤلمه لاتزال تخدش القلب...

كانت تسقي نفسها بعبير شما الحنون ..رغم ارتفاع درجه حراره جسمها ..تسرب الى مسمعها ..صوت أذان بعيد ينادي لنفي النوم وتركه ...

:

:

رفعت جسدها كان جنبها الايسر متأثر بحراره نجمه ..

جالت بنظرها حول المكان ...باحثه عن مقياس الحراره وجدته اخيرا على طاوله غريبه ..كانت حراره شما تصل لاربعين درجه ..

هلعت وعينانها تسقط على جهاز استدعاء كما في المستشفيات ضغطته بقوه تنفس عن توترها ..

:

لحظات ودلفت الممرضه مسرعه .."أيه في ايه مالها...؟؟"




:

:

بلعت سلطانه ريقها بهلع ...."حاره مرا زي النار اربعين درجه حرارتها ......."

:

:

تغيرت ملامح الممرضه ..وانتابها حزن عملي اعتادت عليه ..

وهمست بقل حيله .."دي حاقه طبيعيه ..الرجه دي مش حتتغير ابدا مهما حاولنا .....لوعندك حاقه عايزه تؤليها ليها ...استعقلي ...مش حتطول كتير ..."

:

:

سكتت لوهله تتأمل وجه الممرضه ببصدمه ...حزن ..فقد اخر ...وتباشير ألم قادمه من بعيد ...

رائحة ابي القادمه من الجنه ...سترحل عما قريب ..

:

:

جثت على ركبتيها على طرف السرير الايسر..تلقفت يد شما وقبلتها ..كما لم تقبل يد احدهم قط ...

مسحت على رأسها بحنان ينم عن كل من فقدتهم شما في حياتها وارادوا حقا ان يكونوا بجانبها ..

صعدت على السرير بهدوء ..وهي ترفع رأس نجمه وتضعه داخل حضنها ..لاتدري لماذا واو ماللذي اعتراها ..في قدوم يوم جمعه جديد محمل بفرج وبأسى ..

:

:

قرأت بصوتها الخافت سورة الكهف التي تحفظها عن ظهر قلب ..

ودموعها تنهمر حتى بللت غطاء رأس شما تقريبا ..

قرأت وقرأت حتى غفت ..

فاتتها الصلاة ..كانت الممرضه تراقب اخر لحظات حياة احهمكما راقبت من قبل اول لحظات احدهم ..

:

:

أخرجت هاتفها من جيب بذلتها الورديه ..

طلبت رقمه ...

وبعمليه .."ألو مستر تلاب ...انا مش عارفه أئولها أزاي بس اتوقع وقودك انت واللي بتحبوها حوالي ادي الؤتي ...هي محتاقتكو ...عايزه تروح خلاص ..."

:

:

كان يصعد الى غرفته عائدا من صلاه الفجر بعد اسبوع عمل شاق ...لقد تجنب ملاقاة شما طوال اسبوعين سةى من لحضات عابره تجمعهم...

:

كاد الهاتف يسقط من يده الا انه شدد عليه بكل قوته ...حتى تصدعت احد اركان شاشته ...

:

اول شخص خطر على باله امه ..

نزل عائدا الى غرفتها فتح الباب وجدها لازالت على سجادتها ترفع يدها ..

لم ينتظر لها ردا او انتهاء مما تفعل القى عليها قنبلته ...وبصوت ينم عن ألام بطل ميثولوجيا قديم ..."يمه ...دقي على العيال .....خللهم يجون ضروري .....شما .........."

:

:

وتلك العجوز من فقدت 3 من ابناءها ....من فدقت زوجا ..اخوان ..ام واب ....اعتادت على سماع الموت ..من المسلمات قد اصبح ..

ابنها عياد ..وابنها كساب..وابنها ظافر...ابوهم معتاد ..واخوتها الاربع ..

الموت اصبح لطيفا ..وجاهزه هي لتسمع خبر زيارته لأي احد ..

:

:

هزت رأسها بأستسلام ..."ان لله وان اليه راجعون ...بدق عليهم ...وانا امك .....الحمد لله على كل حال..."

:

:

أستيقضت على صوت الممرضه ..."لو سمحتي قوزها عايز يشوفها .."

:

لم تستوعب ....عندها فقط تذكرت بأن بين يديها اخت تحتضر ..

:

مسحت دموعها بظاهر كفها ..وسحبت يدها بهدوء من تحت رأس اختها ..وهي تقبله ..

عدلت من غطاء رأسها الذي يغطي مقدمته ..

رتبت هندامها ..تلقفت ماء من جانبها ومسحت به وجهها ..

:

:

خرجت بهدوء حتى وصلت غرفتها ..أغلقت الباب ..لتنهار باكيه ..متشنجه ...

سمعت صوت كادي يتسأل بهلع ..

"عمه ....اش فيك .."

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تنحى في جهه من الدرج لا يراها فيها ..الا ان وجعه ازداد اضعافا عند سماعه نحيبها قبلان تغلق الباب بلحظه ...

:

:

خرجت عند دخوله الممرضه ..كانت تلك تستلقي بهدوء..

جلس صامتا ..امامها تأبين لها ..تقديرا على ايامها القديمه معه....

تلقف يدها ..وهمس لها ........"الله يرضى عليتس ياشما ....الله يرضى عليتس .."

تنهد محاولا محي الحزن ..حديث كثير يجول في خاطره ..وعود واشياء كان ينبغى له قولها ........اعتذارات ....نذور ........واشياء جميله اخرى اكثر من الحزينه ...مدين هو لها بالكثير من الحديث بالكثير من الشكر ...

نهض ..وأستلقى على السرير بجانبها ..

مرته الثالثه هذه في مشاركته لها السرير طوال 14 عام شاركها السرير لمرتين فقط ...

:

:



ادخلها في حجرة ...وهمس لها ..."ادري ياشما انتس عجزانه عن الحتسي ..لكنتس تسمعيني ...كل اللي بخاطرتس وبتقولينه لي عارفه ...واللي تبينه يسير بسويه ...ارقدي وامني فيذا يالغلا ..."

:

:

ردد لها بنبرة يائسه الا انها توعدها بشيء غريب.."أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ....."

:

:

رددها كثيرا ..

حتى رفعت سبابتها بضعف .

:

:

أحس بحراره جسدها تخفت تدريجيا ..حتى تحولت لصقيع ..

::

::

.........................................

هنا فتحت الباب بهلع ...

وهرعت لأختها ..

الا انها راقبت احدهم يبتعد عن السرير مقبلا جفنيها ..

ويرفع الغطاء على وجهها ..

::

هنا صرخت به ..."وقف ....وقف ...

لا شماا ...."

ركضت تستلقي فوق خصر اختها الحنون اللتي لم تعرفها سوى مؤخرا ..

من بين بكائها رفعت كفيها تحاوط بها محيا شما المرتاح اخيرا... .

اصبحت تتوجه لها بعبارت غير مفهومه ..."شما ...شما تكفين قومي ...لسى ياشما مو اللحين مو اللحين باقي ماقلت لتس كثير"

..

قبلت محياها بشوق ..

هنا لم يستطع ..حاوط خصرها بذراعه ..ورفعها بسرعه ...

محاوله فاشله منها ..أن تفك اسرها من ذراعه ..

وبين نحيبها .."أبـــــــــــعد ...أبعد ...ابي اكلم شما ...اصحي ياشما..."

:

:

ابعدها عن صدره ولازال متحكما بها في يده وغطى محيا شما الابيض ..

:

:

محاوله فاشله منها لتحرير نفسها تكللت بأنه حاوطها بكلتا يديه ..

:

محاوله اخرى فاشله ...واستغرقها بكاء موجع ..

دفنت رأسها بين يديها ....ودخلت في حجره اكثر ...كانها تقول له ..احتويني انا احتاج الاحتواء حاليا ولو من صخر ...

شدد بذراعيه اكثر عليها ..رفع بظاهر كفه رأسها وطرقه على كتفه ..مالت اكثر للدخول في حجرة ..

جلس على الارض ولازالت في حضنه ..ترتجف ..راقب جسد شما ..على سريرها للمره الاخيره .

:

راقب ذكريات ..مواقف ..ارواح تنسل مع شما للبعيد ..

وجسد تلك في حضنه يرتجف كل لحظه ..

:

:

حقا لو تأملها اكثر كان سيدمع ..وان ادمع لن ينسى هذه اللحظه مهما حيي..

دفن رأسه مابين رقبه وكتف تلك اليسار ....

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::





متحاشيا النظر الى وجهها ...رفعها من حجره ..وحملها ..لغرفه جلوس ملحقه بغرفه شما ..

وضعها على الاريكه الواسعه ..وعاد ادراجه ..

طلب ممرضتها ..واخرج هاتفه ليقوم بأجراءات وداعها

:

:

يوم الجمعه الصباح ..خبر وفاة شما انتشر ..

لا حاجه لوصف الموت كلمته تكفي ..

:

:

أكثر المتأثرين كانت سلطانه حتى انها الحقت بمشفى خاص بحالة انهيار عصبي ..

:

:

صلوا عليها المغرب ..وأبتدأت الوفود ..

ألتزمت كادي بغرفتها ..

الموت يخنقها وقد التقت منه مايكفي ..

حاربت كل شيء بالنوم..

...................................

جسار اتى متأخرا لم يحضى برؤيتها ..لقد كان يفتقدها كثيرا التحاقه بجامعة الامير نايف تجعل منه مغيبا دوما........

:

:

حتى فياض سيعود غدا ..

...

استيقظت بعد العشاء ..كانت ممرضه شما تلازمها ..

تأملت المكان الابيض بحزن ...

غطت وجهها بكفيها ..في طرف كمها رائحه تذكرها بأحدهم ..

في اقسى لحظاتها كان يلازمها كالجسد ..

لم ترى وجهه شعرت بعرض منكبيه فقط ..

لم يكن لديها وقت لينتابها خجل ..

حدثت الممرضه بتعب..وحلق جاف"مويا......."

:

هرعت تلك تساعدها ...

بعدما شربت كادت ان تغص بعبرتها ..حتى الماء ثقيل عليها..

وجهت لها امرا ......"بارجع البيت ...خليهم يكتبون لي خروج......."

:

في محاوله يائسه من الممرضه ان تقنعها ..

ردت بحزم .."انا مافيني شيء ومافحالي اناقش ...ردوني للبيت ..."

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

دخلت المنزل المكتظ بسيارات ...وجموع تقدم العزاء..

:

:

جمعت عبائتها الرأس تحت ذراعها الايسر ..ولازالت تلف حجابها ..

التعب قفز بها سنوات عجاف للأمام ..شحوب وانكسار يغطي وجهها ..

:

تقدمت بصمت لتجلس على مكان فارغ بجانب ام عياد بعد انا بادرتها بالعزاء ..اسندت رأسها على كفها فوق مسند الاريكه ..

:

:

همست لها عذبى التي احمرت ملامحها من اثار البكاء ..

"سلطانه ..ماودك ترتاحين اليوم ياعين ابوي .."

:

هزت رأسها بالنفي ..."كادي وينها ...؟؟"

:

:

الا ان قطعت عذبى احد النسوة تقدم تعزستها لسلطانه بعد ان عرفت عليها ام عياد ..

:

راقبتها تبتعد ..."توني مارتن عليا نايمتن المسيكينه ..حيل تأثرت ..."

:

:

هزت رأسها بالايجاب ..."كلها يومين ونرجع للمدينه ...سكاكا بعد شما ..."قالتها وهي تحارب دمعه ..الا انها انحدرت بعناد..

:

هنا ضمتها عذبى بأقوى ماعندها وهي تهمس .."ياريحة الغاليه ...."

:

:

تفرقت الجموع ..ولا الت شما غائبه تلك المرأه التي لم يخلق مثلها في حكمتها ووصلها وروحها وكرمها ..

:

:

صعدت لغرفتها متعبه ..القت نظره على باب غرفة شما بحزن ..

:

:

دلفت الى غرفتها ..

كانت كادي تفتح مصحفها تتلوه بهدوء ..

رفعت عينها ستحدثها ..

أشارت لها بيدها أن كفى ..

تفهمتها كادي ..التي احمرت اطراف جفنيها من كثرة مسحها للدموع..

دخلت الحمام بعبائتها ..

خلعت ماترتديه خارج حوضالاستحمام ..

ودخلت تحت هدير الماء الساخن ..

هنا فقط ..أرعدت في الخارج واضطربت السماء ..كانها تواسيها بالبكاء..

راقبت ضوء البرق ينعكس على زجاج نافذه الحمام الكبيره المرتفعه ..

حبات البرد ارتطامها يحدث صدى في قلب سلطانه الحزين ..

لفت جسدها بمنشفه بيضاء..

خرجت بشعرها يتقطر ماء ..لاتقوى حتى على تجفيفه ..

فتحت خزانتها ..واخرجت ثوبا شتويا غامق اللون ..لبسته وسحبت المنشفه من تحته ..

استلقت على سريرها ببللها ..

..

..

هنا طرق الباب عدة مرات لم تفتحه وتجاهلته ..وهي محدقه بسقف الغرفه ..

رن هاتفها بجانبها ملح ..

شاركته هو ايضا التجاهل ..

هنا اقتربت كادي بجسدها ..وتقلفته من الكمدينو بجانب عمتها ..

ردت عليه ..

كانت ممرضه شما تطلب عمتها ..

قالت لها بعجز .."افتحي الباب وادخلي ......"

:

:

دخلت مرتديه عبائتها وتحمل حقيبتها ..

وبحزن ..."ست سلطانه انا مروحه خلاص ...مهمتي هنا انتهت ..انا كنت بحب الست شما أوي ..كانت طيبه ...هي تركت عندي وصيه ليكي ئالت يوم مانا اروح اعطيها لاختي .."

:

:

نظرت اليها سلطانه بحزن ....مقدره وفاءها .."شكرا ..يا نرمين ..."

:

:

وضعت نرمين الظرف بجانب سلطانه ..

وهمست لها "ألائيكو على خير ان شاء الله ......."

:

:

ودعتها كادي بدماثة خلق ..عوضا عن عمتها التي لاتبدي أي تفاعلا..

:

:

مدت يدها للظرف الابيض تفتحه ...الا انها احست بأنامل شما تمسكه..

هنا تركته ...

وغطت في نوم عميق

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::

و إن غدا لناظره قريب....

:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:36 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء الثامن

.........................

اثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه
جاورت عقب الحدايق حفره ماقسى لحدها
حفره ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه
للحزن فيني مثل ماللطهاره في جسدها
خرجت من الحمام لتوها ..تجفف شعرها وتعلن بدايه يوم أسي جديد



..


راقبته يقف أمام المرآه ..وهو يخرج العدسات من عينه بتمرس..


..


ويخرج نظارته من علبتها السوداء ..


لبسها ..رفع رأسه ثم تأملها امامه لوهله ...


بدون أي تعبير ..


رجل اللاشيء...


..


وقفت بجانبه ..نجفف شعرها ..


كانت قد غيرت لونه الصارخ ..للتو قبيل استحمامها بلون طبيعي ..


لحرجها الشديد من نظرات الناس لها في اول يوم عزاء..


كان يفوق طولها بأضعاف ..


راقبها في المرأه تمشطه ..


لايتقن هو سوى تأملها المشكله حتى في تأمله لها لا يراها ..يرى الاشياء عبرها فقط ..


..


..


شاركته نظراته عبر المرآه..


غلل انامله في شعره الرمادي نسبيا واعاده للوراء..


توجه لغرفته الحبيبه تاركا اياها تدخل سريرها لوحدها كما فعلت طوال 11عام..


:::::::::::::::::::::::::::


فتح باب الغرفه بهدوء ...ظلام يحيكها ..وسواد يتلبسها ..


مد يده لمفتاح الاضاءة ..


..


تأمل السرير من مكانه ..كانت الغرفه مكلله يحزن وفقد لايشبه شما ابدا ..


توجع لفكره دخول هذه الغرفه مجددا ...


..


سحب المفتاح من خلفيه الباب ...


اغلق الاضاءه ..اقفل الباب ..


سحب المفتاح ..وادخله من تحت الباب معيده للغرفه ..


...............


في غرفه بعيده في اخر ركن للرواق بباب يكاد يلاحظ من بعده ..


سبح في عوالمه ..و لجاء للكمال الذي عاش ينشده ..


تاركا وراءه عذراء محمله بـ11 سنه نشوز ..


::


فياض ..يا فياض أي الاسرار لديك في هذا الصندوق المنسي ملقيا في ابعد البحور السبع ..


القابع هناك منذ عقودا ..بنى المرجان فوقه مملكات حتى نسي تماما واختفى ..


أي كان مايحدث في داخل ذاك الصندوق ..لقد محي تماما ونفي من جسد صديقنا العزيز ..المكلل بالصمت ..المحجل بالغموض ..


::


::


لم تكن عمتها بجوارها عند استيقاضها ..أبعدت الغطاء عنها ..جمعت ليلها الناعم من حولها ووضعته على كتفها اليسار ..


سحبت كرسيها وفتحته .....بيديها عدلت من وضع رجليها على الارض ..رفعت جذعها والقت به فوق كرسيها ..


كانت الساعه تشير للتاسعه صباحا ..وهي لم تنم الا بعد ان صلت الفجر ..


ينتابها حقا الحزن على فقدانها عمتها شما .....لم ترها الا منذ مده الا انها احتلت مكانا كبيرا من قلبها ..ايضا هي غير مصدقه بأنها لن تراها ثانيه ..


مؤخرا وعد عمتها لها اصبح يتردد بكثره على ذهنها ..


الا ان عمتها ذهبت ..والموتى لا يفون بالوعود...


:


:


اخرجت ملابسها ودخلت الحمام جسدها منهك تحتاج الى حمام ساخن...


:


:


متمدده كانت فوق الاريكه وترفع رجليها على مسندها ..


ابتدأ يومها سيئا بالحمى وبموعد دورتها المضطربه..


برد كوب الاعشاب بجانبها اللتي اعدته لها جاملا..


كانت تلهو بأحد خصل شعرها ..وملامحها قد تغيرت تماما التعب ..وقلة الغذاء وفوقها الألم النفسي الذي تعيش..


:


:


مدت انامها للظرف مجددا ..


كانت تبدل بين اطرافه في يدها بحركه دائريه ..قربته من وجهها كان حقا يحمل رائحه شما ..


:


:


دمعت عيناها جفنيها ومقدمه وجنتيها قد غزتها قروحا ورديه من كثرة البكاء و فوقه حراره جسمها المرتفعه..


تذكرت اخر لقاء لها مع شما ..كان يشاركها فيه احدهم ..


لعنت نفسها كثيرا ..


لكن روحها من حكمتها تلك اللحظه ..


استاعدت ذكرايتها ..


من لحظه دخولها الغرفه حتى سؤال كادي لها ماللذي يحدث ..


كانت تشرح لكادي من بين دموعها ..كادي المسكينه اخذت على عاتقها تهدئه الوضع ولا اضعف منها ..


احست بسكينا تنغرز في قلبها وهي تستمع لكادي تهدئها احست وكان شما رحلت ..لتفتح الباب راكضه نحو غرفتها ..


لم تكاد تصل الى شما حتى سحبها احدهم ..


وكانت اخر ذكرى لها ...


:


:


دفنت وجهها بين كفيها ..وقد حرقت دموعها كل مامرت عليه من محياها...


:


:


لاتعلم هناك شيء يعجز منها لفتح هذه الظرف تشعر بمسؤوليه كبيره داخله ..تجعله ثقيلا في كفها ..


.


.


قررت اخيرا ان تفتحه وكان الله في عونها ..


:


وبلهجه شديده البساطه والحنان كان مكتوبا ...


"السلام علكم ورحمة الله وبركاته ....


اختي الوحيده سلطانه :


رغم انني جامعيه الا انني لست جيده بتصفيف الحديث المنمق,تحدثنا كثيرا في الفتره الاخيره .سعيده انا جدا بذهابي الان اشعر باننا تصافينا اخيرا.اشياء كثيره وعدت نفسي بتحقيقها لك انتي و كادي ..الا ان يبدو بأن الوقت يداهمني .ان قرأتي هذه الورقه الباليه كروحي .فأنا قد انتصفت حفرتي فقيره .لديك الكثير لتحقيقه صغيرتي لازال الزمن امامك .حان الوقت لترفعي كل تلك الهموم القديمه عن عاتقك .صدقيني لا يوجد من يساعد احدانا على تخطي كل الالام سوى رجل ..ولا يصنعها سوى رجل ..لذا اسمحي بخطتي المتواضعه لتأمين مستقبلك انت وكادي ان تتحقق..


كادي سوف تبدا رحلة علاجها قريبا ..اما انتي ستبدا رحله الراحه لك قريبا ستنسي كل شيء ..الضعف .الوحده .الفقر .نايف .مع سيد قومه وجميل الفضائل الرجل الذي اخترته لك ..لانه أب ..لن يضيمك ابدا .الاباء لا يؤذون احدا ..وسيقدرك في حياته مهما اخطئتي او اهملتي ..


كان بأستطاعتي ان اكون لئيمه واشرط ان لا يبدأ علاج كادي الا بزواجك ..الا انني اقدر منح المرء خياراته ..


دعيني اختار عنك هذه المرة ..ان كان لي رضا عليك. عليك ان تقبلي ..بذلك سوف ترتاح كادي بوجودك خلفها في هذه العائله القائمه على علاجها ..والاهم هو ان الامر يصب في مصلحتك تماما ولا احد غيرك ..


دعيني احبك بطريقتي ..احبك وسيطا هو لي ..


ثلاب رجل جيد حقا سيحارب وجودك في البدايه الا انه سيعتادك حتى الادمان ..كوني له ..."


..


..


لمست حروف اختها الشفافه بسبابتها ..كأنها تطمئنها تواسيها على صانعتها اللتي رحلت ..


:


:


تقوست شفتها السفليه تنذر بموجه بكاء جديده ..


رفعت عينها للسماء تمنع سقوط دموعها لتعود الى مقلتيها فتحرقها اكثر ..


احيانا حتى القلوب تعجز عن الحديث..والالسنه تعجز عن مجاراة الروح ..


لان الروح في هذه اللحظه لا تعرف ماللذي تريده ..


اخر ما تحتاجه قيد اخر يكبلها يمتهنها حتى تفقد نفسها من وجودها ..لكنها اشد احتياجا للراحه ...يكفي ما كان من ألم ..


..


..


اراحت جفنيها الواساعه واغمضت عينها ..


ضوء خاطف وذكرى صغيره في طرف العقل ..


نايف و أخر لقاء ..واحدهم يقبل جفني شما ..


لتفتحها هلعه ..


..


..


كانت تلك بكرسيها امامها تستفهم حالها بنظراتها الواسعه ..


تأملت سلطانه جمال كادي كانها تراها للمره الاولى ..تخيلتها تقف يالله ما اجملها ..


أبتسمت لها بحزن رافعه ذقنها أي ماللذي يحدث..


هزت سلطانه رأسها بالنفي ..


:


:


اعادت الرساله الى ظرفها ..


رحماك ياربي على روح اختي ..وكأن وعودها ستتحقق ..مجرد اخت زوجة ابنهم القديمه وابنه اخيها المعاقه ..


وكأنه امر جلل سأنتظر حتى انتهاء العزاء وسأعود للمدينه ..


:


:


في اليوم الثالث ظهرا ..


كانت تلبس فستانها الكحلي الذي اتت به فهو غامق ومحتشم ..


جدلت شعرها على كتفها اليسار ووضعت طرحتها على رأسها ..


اخذت هاتفها معها ..


وهي تلقي نظره اخيره على حقائبها اللتي حزمتها ..


:


أنتهاء الامل كان يكسو كادي الا ان املها كبير بالله سبحانه ..


تحتاج حقا الى العوده للمدينه ..


:


حدثتها بهدوء.."برضك اليوم مو نازله ..."


بنبره تنم عن عدم الارتياح ردت لها كادي .."لا ..تعرفين اني ماحب اتواجد مع اكثر من شخصين ..."


..


..


هزت رأسها بالايجاب .."على راحتك.."


همت بفتح باب الغرفه الا انها عادت ..


كان احدهم يعطيها ظهره متجها للسلم محدثا هاتفه ..


لا ...حقا وجودي هنا صعب ..


::


:


:


حسنة سكاكا الوحيده في نظره كادي هي عذبى وشما ..


كادي ليست بالاجتماعيه مما لاحظنا ..الا انها احبت عذبى جدا لربما هناك سحر خاص بعذبى ولربما كادي كانت تود في دواخلها حقا ان تقيم حياة اجتماعيه طبيعيه مع احدهم غير عمتها ..


:


:


ازاحت الستائر الفخمه عن النوافذ العملاقه وسمحت للشمس ان تتسلل لغرفتها ..


كانت تجلس على الارض في منتصفها ..


وتقلب بيدها كتابا.....


:


:


دخلت عليها الغرفه ..راقبتها قليلا وجلست بجانبها بادرتها الحديث..."تعرفين ياكادي ...انا اخاف من السعاده ...."


:


رفعت كادي رأسها بأستغراب ...


أكملت تلك تتأمل انعكاس الشمس على الطاوله الزجاجيه ..والوان تشبه الارواح تعبرها الى الارضيه الرخاميه ...


"احيانا الحزن باطنه سعاده ...والسعاده باطنها جروح ..عشت ايام جدا جميله مؤخرا معاك ومع سلطانه وشما الله يرحمها ...ما اقدر استغني عنكم ابدا ..تعرفين ابوي كان شديد جدا ...وماعنده غير انا وجازي وراجيه و منى ..انا اصغر العنقود طبعا ..كانن خواتي من يجيهن رجال يزوجهن ..وعاد هن يهجن و لايرجعن للبيت ابد ..كان شديد بمبالغه الله يهديه ..ويالله يالله وحده منا تنهى الثانويه ببيته ...


اذكر ولد عمتي خطبني وانا باول ثانوي .." تنهدت بحسره غريبه للذكرى وكأنها تخبئ حقيقه ما ...أكملت " خفت انه يعطيني هو ...وماكمل دراستي خصوصا ان ولد عمتي ذا ..على قد حاله يشتغل على سياره ويدرس بالجامعه بس مدري وش كان يدرس حينها ..اللحين من يوم ماتت عمتي ماسمعنا بوه ..المهم ابوي رفض انا هنا تنفست الصعداء ع قولتهم ...الا ما تخرجت من الثانوي وابوي يقولي بعد شهرين عرستس من ولد شيخ القبيله ..انا مدري وش جاني ..لكنه فرح ...باخرج من هاك السجن وافتك ...بعدما خذيت فياض ...احن لذاك السجن تصدقين ..رغم انه طيب مايضيم احد ..لكن الحزن والحرمان احيانا سعاده ............."


..


..


تأملتها كادي وادلت برأيها برزانه ......."فعلا الاشياء الجيده احيانا مؤلمه ...والاحزان هي افراح ما عرفنا نفهمها...."


:


:


هزت تلك رأسها بالأيجاب ..."عاد انا بروح كندا باخذ ماجستير في تخصص ثاني....بجانب الدكتوراه ..ابي انشغل ...ان شاء الله لا رجعتا بزورتس في المدينه ..والله مدري كيف مانيب مقابلتك بعد مره..."


..


..


أبتسمت لها كادي بفخر ..."ماشاء الله ...الله يزيدك ...متى رايحه ؟؟"


..


..


أخذت نفسا عميقا ...تقنع نفسها بالسعاده ...." شهر 4 ان شاء الله باقي معي شهرين فيذا ....بعدها سنتين بكندا ...."


:


:


أبتسمت لها كادي ..نطقت بما كانت تفكر فيه ......."احسدك......."


:


:


أستغربت عذبى ..."وشوله ياحسرتي ......"


أبتسمت كادي بأنكسار ..."تعرفين انا عندي علم ...انا مو جاهله الحمد لله يكفي انه معاي ثلاث لغات...انا تلقيت تعليمي بالبيت ..عن طريق اهلي بعدهم الله يرحمهم كملت انا تعليم نفسي وهذا احسن نوع من التعليم ...اللي هو تلقين الذات ..صح وصلت الين اول ثانوي ...لكن كانت مجرد شهادات شكليه لا غير ..انا كل اللي ابيه ..اني اشارك غيري علمي ..اني اعطيه غيري..علمي لي لوحدي ما ابيه ..."


..


..


نظرت اليها عذبى بأبتسامه .."كادي اقولها لتس صادقه ..انتي راح يكون لك شأن بيوم من الايام صدقيني ....."





في ذاك اليوم المغرب ..




كانت حالتها حقا يرثى لها بجانب انهاك جسدها نفسيتها في تدهور مع قرب العوده للمدينه ..




كيف لا وهي التي حزمت حقائبها في الامس ..




كانت بحاجه لان تغسل وجهها المتعب ..وقفت تسند نسها بيدها على مسند الاريكه و هي تعيد ترتيب حجابها ..




لتقف احداهن عائقا بينها والطريق..




:




:




قدمت لها التعازي ..انتظرتها لتذهب الا انها لازمتها في خطوه خطتها ..




لتفاجئها .."ولو ياسلطانه ماعرفتيني ؟؟..."




توتر علا محيا سلطانه وهي تلتفت حول نفسها متأكد هالا يراقبها احدهم ..




وهي تنهي الشكوك لنفسه لا لغيرها.."لا ما عرفتك ...."




:




:




رفعت تلك حاجبها بتعجب ......."انا مرتو لخالك سند ........"




:




:




جمود كسى ملامحها .."وخير ...من زود الزين الي فيك وفي رجلك.....ياختي ابعدي كل مين بهمه ....."




:




:




قالتها وهي تبعدها عن طريقها اخر شخص تود رؤيته هي هذه الانسانه ..فما فعلته في حق امها ليس بقليل ...




وعالمه هي بطباعها وطباع خالها المزعوم..




وان كانت قد صفحت في حياتها عن اناس كثير ليس امالثها من يستحق الصفح ...




:




:




في المقابل كان هو في مجلس الرجال ...يستقبل العزاء في اخر يوم ..




راقب ذاك يهم بالخروج ..اطرق برأسه موجها الحديث لأبنه عياد ...فهو يلازمه كالظلال .."قول لسند اني ابيه باتسر في مجلسي الضحى ...."




.




:




هز رأسه بالايجاب دون سؤال وهو يتوجه للمدعو سند ..




:




كان المكان شبه خالي..




توجه بالحديث الى فياض بجانبه .."لا تروح لندن لا وانت قايلن لي ..بوه اوراق ابيك تزينهن لي ....."




:




:




ببروده المعتاد وافتقاره لاختلاجات الوجه من تعابير ...هز رأسه بالايجاب ..




:




:




:




وفي الساعه التاسعه مساء من ذاك اليوم الماطر ..




اغلقت هاتفها بعد ان اكدت حجزها لغدا في الساعه الواحده ظهرا ..




كانت تجلس في صاله بعيده عن المكان اللذي استقبلت في العزاء في اختها ..




همت في الوقوف الا ان ام معتاد كانت متوجهة نايحتها ..




استغربت توجهها لها بالحديث كأستغرابها من نظراتها منذ الامس ..




"خلاص راجعتن للمدينه ياوليدي.....؟؟"




::




هزت تلك رأسها بالايجاب..."أي والله ياعمتي خلاص ...يابخت من زار وخفف......"




:




:




قالتها بحنين..."لا والله ..انتن ريحه الغاليه الله يرحمها ......."




ازداد الحزن في محيا سلطانه وهي تهمس ....."الله يرحمها ......"




:




:




اقتربت منها اكثر ..وخفضت من صوتها ...."تعاي ياوليدي ...أبيتس بحتسي في قلبي......."




..




..




وقادتها مع يدها الى احدى الصالونات المغلقه ..واغلقت خلفها الباب ..




لتجلس عنده ..




وقفت سلطانه قبالها وفزعا يتحينها ..الا ان العجوز لم تحدثها ..واشارت لها على قاع المكان لتجلس فيه .




"اجلسي يامتس في ذاك ...علمتس بيجيتس......"




:




:




استغربت سلطانه ..وجلست في مكانها ..




فتحت حجابها ومن بعده شعرها ..وهي تتوجه للعجوز بالحديث .. تخفي توترها بنبره جديه ..




"خير ياعمة ...؟؟وشوله مناديتني .؟؟"




ردت عليه بأن الصبر جميل ..




هنا تلبسها التوتر وغزاها الخوف ..




رن هاتفها ..




رفعته لتجد رقما غريبا ..لقد اعتادت على الارقام الغريبه ..




كانت تهم بالرد ..لو ان لفتها نظرات ام ثلاب لمكان اخر في ركن الصاله الزجاجي ...




رفعت عينها ..




:

:





:




لتتجمد اطرافها وكأنها حبست في قالب ثلجي..اتسعت حدقتيها بصدمة ..وهي تقف مسرعه ..




متجهه للباب ..منعتها ام ثلاب بأن وضعت يدها على مقبضه ..




كان يجلس بجانب الباب الذي دخل منه وملامحه غير واضحه ..وهو متموضعا بجلسته الارستقراطيه ..




:




:




بثوبه الرمادي وغترته البيضاء..




زاحم المكان بهيبته ..عرفت رائحته ..




عرفت سطوته التي اختلستها منه ذاك اليوم ..




:




:




كان يراقب ساقيها بصمت ..وهي ترتدي خلخلا بلون فضي ,,لا يميز الا لمعته ..




كان يبدو وكأنه خلق مع ساقها ..




رفع عينه اكثر ..




ليتجلى له حسن ارض الحجاز بهيبه الشمال..




لطولها لخصرها لجيدها لليلها ..ولعيناها ..




ركز بداخلها حتى ضن بأنه لن يعود أبدا...




:




:




أرتج جسدها بتوتر وهي تبعد عيناها عن ذاك الكهل بملامح وسامه قديمه ..




وارتجف صوتها ..."عمه ابي اخرج...."




حينها نطق يكمل اسطورة سطوه رجولته ...




"اجلسي يابنت الناس بيننا كلام ...."




.




.




ارتجفت اقاصيها وهي تطرق رأسها وتشد على طرف حجابها ...لتكتشف انها كانت تضعه على كتفيها ..




رفعته تغطي رأسها .... وتجلس بتردد تميل جسدها فتعطيه ظهرها ...




:




:




طال صمته ..رجل مثله ..تقاس كلمته ميزانا ..يحتاج لأن يصمت دهر ..كي يتحدث بها ...




:




:




"شما الله يرحما ....وصاتا لي كانت انتي ......وانا رجالٍ ما ارد أحدٍ طلبني ....هي موب وصاة هي طلبه ...."




:




:




رفعت ملقتها تمنع دموعا ..




باغتها ..."أفهم سكوتس رضا ...."




:




:




انتظر حديثها طويلا فلما لم تفصح عن دواخلها ...




"انا يابنت الناس ...رجلن تسبير لي طلبات واجد ولي واجبات علي وعلى قبيلتي منتس ...شما الله يرحما كانت شايلتا على راسا ....يعني ..انا ابي مرة لي ....قلتا لتس انا رجلن تسبير ..تبين تحطينن اول اولوياتس....قلتي تم ...قلتي لا...معرسن عليتس ..هذا وصاة شما وطلبتها ....لكن علمتس يهمني ..انا رجلن موب مثل غيري ابي اجيتس برضاتس ..."




:




:




رفعت رأسها ترمقه بنظره متفاجئه ...ماكان منه الا ان نظر اليها ببرود ...




"كل اخبارتس عندي ...وصاة شما تقول اني اعرس عليتس بعد وفاتا بأسبوع ...




"




وقف ينهيها يحطمها يقيدها ...




"زهبي عمرتس..."




..




..




هب خارجا مع الباب الذي تجلس وامه بجانبه ..خيل لها انه توقف لحظه عندها ..قبيل خروجه ...




:




:




الاعاصير اقترب موسمها ..وجذورها ضعيفه ..وجسدها منهك غض...




:




:




ربتت العجوز على كتفها تؤازرها ..




عجزت قدميها حتى ان تحملها لغرفتها ...




:









شهقت فجأه تمنع بكاءها رحماك ايها المتعالي ما بال قلبي ضعف....






:






:






رمشيها اكتست ببلل ..وخطواتها ثقلت ..






دخلت الغرفه ..كانت كادي تغط في نوم عميق ..






وقفت امام المرآه وقد تسلل نور الصاله للغرفه ..






خلعت حجابها ورمته بجانبها ومن بعده فستانها ..تأملت نفسها لوهله ..






جسدها و اثار معارك قديمه ..






:






:






من مكان قريبا منها ....تلقفت كنزتها الشتويه الطويله وشدتها على بدنها الفاتن ..






:






:






رمت نفسها في الفراش الوثير بجانب ابنه اخيها ..






تفكرت ..الامور سيئه في كل احوالها ...هنا وفي المدينه ..مايميز السوء هنا انه مصحوب برفاهيه...






في الواقع لو احتسبت الامر بعقلانيه فهو يصب في مصلحتها ومصلحة كادي تماما ...






:






:






لكن كيف ...كيف ...لا تستسغ الامر بتاتا...كيف وهي رأته بعينها يقبل شما على جفنيها ..وكيف وهي التي استشعرت حب شما له وتعلقهما ببعضيهما ..رجل مثله يصلح لأن يكون اب ...لا يصلح للزواج ابدا ...






..






غصون شوك احاطت بدنها ..وارتجفت متوجسه قربه منها ..






:






:






في وقت لاحق ..كانت تستمع الى همس حولها ...واشعه الشمس تلبست المكان ..






رفعت الغطاء وغطت وجهها ....






..






عندها انسحب عنها وظهر لها وجه كادي القلق ...






"عمه قومي اللحين الساعه 11 ونص والرحله 1 متى نلحق نلبس ونروح المطار..."






:






:






لا اراديا شاركت عذبى في اخر الغرفه بجانب النافذه نظرات ذات معنى معرف بينهن ..






وكأن عذبى تهمس لها بالنظر ...انا عالمه بما يحدث...






:






:






هنا تداركت عذبى الوضع ..."يووووه ياكادي ...بيقولون 1 وهم من جنبها ...ولسى معاكم وقت قبل الاقلاع ...تعالي بس افطري معي وداعيه ...وخلي عمتس تنام شوي ..."






:






:






انسلت كادي مستغربه ...ونفسها تحدثها بأن شيء حتما يحصل ..






أبتعدت عن عمتها متجهه لكرسيها ...






وهي تتمتم ..."على راحتكم ........"






:






:






سحبت الغطاء فوقها مجددا ..غاصت في الظلام ..وتجلت لها الصور ..






كل مايشغلها حتى في نومها شاركته الحلم ..






هو ذاك الكيان الاشيب المهيب ...






كيف لا وهو في الـ44 من عمره ..له هيبه الكهول المخيفه يزيدها منصبه في الحياة ..






وطريقه نطقه الرصينه ..






:






:






وان غدا لناظره قريب..






:

:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....


:
:
:
شرح مبسط لتساؤل البعض ..
"العشق انفى للعشق" مقتبسه من مقولة الجاهلية الاولى "القتل أنفى للقتل" التي كانت تعتبر مبلغ بلاغتهم ..فأتى القرأن جاذبهم بما فصحو به..... فقال الله تعالى ..."القصاص حياة"..المقصد ان لا يجازى القتل الا بمثله..

اما معاني أسماء الابطال فهي بدويه محضه لن تجد تفسيرها في مرجع للأسماء
"ثلاب"أسم بدون معنى كُني به الحبيب المجهول والسري في قصائد البدو الغزليه فأتخذها الشعار عاده ومن بعدهم تسمى الأمراء بهذا الاسم وأنتشر بين العامه ..
"سلطانه"رفيعة المقام في عشيرتها ..
"شما "العاليه المميزه المنزهه..
"كادي" نسبة الى النبته العطره التي وصف البدو بها رائحة المحبوبه..
"عذبى "أي صافيه الخاليه من أي شائبه فيقال "المياه عذبى "..
"فياض" هو من فاض كرمه و طيب اخلاقه ..
" جسار" أي الشخص الجشاع الجسور..
"عياد ومعتاد.."اسماء لأشخاص لايغيبون ..
"طالب .."أسم تواضع لأي عبد طلب الله ..
وبقية الاسماء سترد معانيها مع ذكرها ..بما أنني وجدت ان كثيرا لايفهم معاني الاسماء التي تمر به ..
:
:
:


:
:
الجزء التاسع ..
:
"أبواب محطمه .."
:
:
:
في وقت لاحق ..كانت تستمع الى همس حولها ...واشعه الشمس تلبست المكان ..
رفعت الغطاء وغطت وجهها ....
..
عندها انسحب عنها وظهر لها وجه كادي القلق ...
"عمه قومي اللحين الساعه 11 ونص والرحله 1 متى نلحق نلبس ونروح المطار..."
:
:
لا اراديا شاركت عذبى في اخر الغرفه بجانب النافذه نظرات ذات معنى معروف بينهن ..
وكأن عذبى تهمس لها بالنظر ...انا عالمه بما يحدث...
:
:
هنا تداركت عذبى الوضع ..."يووووه ياكادي ...بيقولون 1 وهم من جنبها ...ولسى معاكم وقت قبل الاقلاع ...تعالي بس افطري معي وداعيه ...وخلي عمتس تنام شوي ..."
:
:
انسلت كادي مستغربه ...ونفسها تحدثها بأن شيء حتما يحصل ..
أبتعدت عن عمتها متجهه لكرسيها ...
وهي تتمتم ..."على راحتكم ........"
:
:
سحبت الغطاء فوقها مجددا ..غاصت في الظلام ..وتجلت لها الصور ..
كل مايشغلها حتى في نومها شاركته الحلم ..
هو ذاك الكيان الاشيب المهيب ...
كيف لا وهو في الـ44 من عمره ..له هيبه الكهول المخيفه يزيدها منصبه في الحياة ..
وطريقه نطقه الرصينه ..
:
:
نظرت عذبى للجو الصحو خارجا على غير عادته ....."ان شاء الله الجو يساعد اليوم على رحلة طيران ..
:
:
راقبت ابنة اخيها بتوتر وهي تهمهم ..."أهممم ...."
:
:
حركت لها عذبى شفتيها بكلمه صامته وهي تشير على كادي الغارقه في قراءه كتابها ...."اكلمها .."
:
:
هزت سلطانه رأسها بالنفي مبتسمه بأنكسار ..
رن هاتفها بنغمة رساله ..
تناولته وهي تراقب كادي التي يبدوا بأنها شعرت بوجود مؤامره ..
:
:
فتحته كانت رساله من رقم غريب عرفته بعدها بلحظات مفادها ...."اليوم راح تنزلين انتي و شغالتك المدينه جيبي الاوراق المهمه لك ولكادي لبدايه العلاج في اقرب فرصه وسلمي الشقه.."
:
:
:
أسلوب جاف وغريب من ذاك الذي هاجم حياتها في الامس ..
ومن يضن نفسه حتى وان كان شيخا لقبيلته العريقه و ان كان ممنوحا لقب الامير ..
و انا ماخصني ليعاملني هكذا ..ماله ومال حياتي البائسه ..
لازالت تتدثر في سريرها حتى مع التدفئه الغرفه بارده للغايه بل وهي خجله من ان تقف بمنظرها هذا في وجود كادي وعذبى والخادمتين ..
:
:
:
:
لا زالت عذبى تقف بالقرب من النافذه تراقب الوضع ...تود بأي طريقه ان تساعد سلطانه لايصال الامر الى كادي ..
:
:
بينما سلطانه تشعر بأنها مكبله تماما وقد توقفت عن اتخاذ القرارات كعادتها ..
:
:
عدلت شعرها تفرغ فيه توترها ..أخذت نفسا عميقا وهي تراقب المكان ..
همست .."كادي ....حياتي ..."
:
:
ألتفتت تلك لها وقد أستشعرت من صوت عمتها بأن ما تخبئه صعبا عليها ..
:
لم تتحدث فقط راقبتها بعينيها كقطرتا قهوه في شتاء كشمير ..
:
أخذت نفسا عميقا تقوي نفسها ..."كادي انتي ماراح تنزلين معايا المدينه ..الامر تعبك المره اللي فاتت .."
:
دلكت جفنيها وهي ترتجف محاولة تجميع ماتقوله ..."راح انزل انا وبس اجيب اغراضنا المهمه واسلم الشقه ..و اوراقنا الثبوتيه واوراقك وكل مايخص علاجك ...عشان راح تبدأين فيه قريب ..."
:
:
همست لها تلك متسائله ..."وانتي ..؟؟"
:
:
تنهدت ..."ما ادري ...؟؟"
:
:
همست عذبى ..."خطبها ثلاب ...و مصر يتزوجها ..."
:
:
قاومت دموعها هامسه..."شما وصته ..."
:
سكتت كادي تراقب مالذي يحدث..."بتوافقين ياعمه .؟؟"
:
:
شتت نظراتها ...محاوله التهرب من السؤال ..
أكملت كادي ...بهدوءها الجميل ...."عمه انا ما بأسألك أنا انصحك .."
:
:
رفعت سلطانه رأسها لها بتفاجئ ...
أبتسمت لها كادي من بين حزنها ..."عمه ...بس ..يكفي ...تعبنا كثير ..الدنيا هنا بدون رجال ماتمشي ..اذا كنتي لحالك ولوحدك الكل راح يتكالب عليكي ...واولهم الرجال .."
:
:
مسحت تلك دموعها .........متنهده بكلمه واحده ..."بس شما ..."
:
:
رفعت تلك حاجبها بأستغراب بين دموعها ......"اعتبريها تركت لك سعادتها ....اعتبريها أي شيء ياعمه ووافقي الله يخليكي كل يوم قلبي يتقطع عليكي من القهر ..لو انا حزينه ووحيده انت احزن مني واكثر وحده منه وانتي اللي تواجهين الناس والمجتمع لوحدك ..عمه انتي عمرك 26 بس ...مستوعبه .."
:
:
رفعت جفنيها تمنع تساقط دموعها التي اختلطت ببقايا كحلها القديمه ..
رمت يديها على الغطاء بقل حيله .."انا مالي رأي يا كادي كلمه وهو قاله .....وانا ما ادري اش هالتسلط الغريب اللي هو فيه ...مافكر في رأيي او شعوري .."
:
:
أوقفتها عذبى .......وبحسره غريبه.."سلطانه ثلاب شمالي ..ثلاب من سكاكا ..وشما طلبته طلبه لايمكن يردها لو على حساب روحه ...و راح يتجاوز أي شيء ويدمر أي شيء لجل يلبيها لها ....أخر شيء ممكن يفكر فيه شعورتس.."
:
:
تنهدت انها تزيد الطين بله ...كيف اقتنع برجل يرتبط بي بغية الوفاء لمطالب اخرى ..
كيف أتخطى كل هذا الامر الذي طرفيه قاتلان ..
ان رفضت سأرتبط به .. غصبا ..
:
وان وافقت سأرتبط به ايضا مع الكثير من مشاعر النقص ..
ومعاذ الله من النقص الذي لازمني كثيرا ..
:
:
:
:
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
دخل مجالس استقباله الضخمه ..ولازال احدهم يلازمه بأوراق في يديه همس له ثم انسحب ذاك ..ومن بعده دخل ابنه الذي يشابهه في ضخامته كثيرا ..
:
:
ابنه الذي يلازمه في كل تحركاته امام العامه ليجهزه للمشيخة بعده ..
:
:
هذا الرجل لا يعجبه..يقولها صريحه هذا الرجل لا يعجبه ابدا..
وان استحمله في مواقف قديمه وساعده ماديا بكثره فهو لاجل صداقته مع ابو شما ..
والان هو خال تلك الصغيره انا مجبور بالاحتكاك به ..
:
:
جلس أمامه ..راقب احاديثه الحمقاء بملل ..
فجرها في وجهه ...."ابي سلطانه حليلة لي ..."
:
:
غضن ذاك جبينه ...بشيء من حنق وحسره ...دافع مسرعا مستغل الموقف ..."ياشيخنا مالك ومالها ..البنت ماهي مقام ابو جسار ..دوك بنيتي بنت العشرين اللي تخدمك وتخدم اهلك ..."
:
:
رفع احد حاجبيه بأشمئزاز ..."طلابه ياسند ..بنيتك اسمها سلطانه ....أنا مابي اراحم الا ابو عبد الرحمن الله يرحمه ..هاك العلم دامك ولي امرها اللحين البنيه لي ..ولا طلبتك اسرع ...تسمع ..."
:
:
:
حنق ذاك لحظوظ بنات طلال ...."تامر ياطويل العمر ..."
:
:
همس أبنه لغياب ذاك ..."تفيه ما اخس وجهك ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ثم نهره ..."عياد ..."
:
:
راقب غضب ابنه ....فسأله .."أشنوحك ..؟؟"
:
:
هز أبنه رأسه بالنفي ..."يا بيي هالبنيه مالنا علم لا بخيرا ولا بشرا ..بتليق بنا قدام الناس ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ..."أنت تعرف انه اللي ابي الخلق تعرفه ..يعرفونه ..غير تسذا مايخرج من بيتي بالساهل ....طيبه شينه انا لها ...سمعت ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..
دخل ذاك المجلس بصمت كعادته ...وجهه نظره لأخيه ..
:
:
مسح ذاك وجهه بتعب ..."دوك وصاتي يافياض ..."
:
:
همس له ..."وصاتك على رقبتي ..."
:
هز رأسه بالايجاب ...."بكلفك ببنيه اخو شما الله يرحما ..البنيه مريضه ..يومين واعطيك اوراقها ..والباقي عليك .."
:
:
هز رأسه له بالايجاب .."أزهلها يالشيخ ..."
:
:
همس له .."ونعم ...انا نازل مكه بباشر مشروع جبل عمر ..أعتمد عليك والاوراق برسلها لك وين ماكنت ...تم ..."
:
:
وقف ذاك لوقوف أخيه ...."تم .."
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
أرتدت عباءتها بيد مرتجفه ..وقد غرقت في بكاءها ..
تشعر بعجز غريب يقيدها ..
:
:
انها مسيره بطريقه متسلطه وغريبه وكأنها علقت بجبروت ذاك ..تمنت انها لم تترك المدينه ولو للحظه ..
الغريب ان كادي لا تبدي أي رده فعل ..كيف وهي لم يعجبها المكان منذ البدايه ..
أ تراها تضغط على نفسها من اجلي ..
لكن لأفكر قليلا الموضوع كله يصب في مصلحة كادي ...ستتعالج ...وستكمل حياتها وانا في استعداد تام لأن اعلق هنا الى الابد دام ان هذا يبني سعادتها ..
:
:
وذاك الغريب المتعالي ..كان الله في عوني لأستحمله ..
هل تراه سيطالب بكل ما قاله ..
هذا صعب سيضعني كوصيفه كما فعل بشما امام قبيلته ..
:
:
:
هذا صعب للغايه كيف سأفهم رجلا بعمره ومكانته ..وتفكيره وانا التي لم تحتك برجل سوى بذاك المدعي نايف ..
أ أنا لها ياترى ..؟؟
:
:
أبتسمت للتي كانت تراقبني منذ مده ...همست لي ..."عمري ماجلست في مكان لوحدي ..."
:
:
بانت الحسره على محياي ..."الظاهر انه بيكون مكاننا لفتره طويله ..."
:
:
حركت عجلات كرسيها وهي تنظر الى خارج النافذه الزجاجيه الضخمه ..."المكان هنا مو مريح ...رفاهيته مزعجه ..."
:
:
عدلت عبائتي ...أفضي بما افكر به.."تحسينه سجن ....؟؟"
:
:
رفعت رأسها لي مبتسمه ...."ممكن نقدر نخليه جنه ..السجون في عقولنا ..صح؟؟"
:
:
هزيت رأسي لها بالايجاب ...."صح ...أنتبهي لنفسك يا كادي..مو عارفه كيف حاقدر اتركك هنا ...لو مو الرحله والعوده في زمن قصير تتعبك كان اخذتك معايا .."
:
:
أبتسمت لها بدفئها ..."لاتخافين ياعمه الله يحرسني في كل مكان ....."
:
:
قبلت رأسها وهي تراقب الخادمه تستعجلها ...
:
:
غضنت جبينها لها ...."فكرة الخدامات الكثار توتر ..."
:
:
رفعت كادي حاجبيها بأنزعاج ..."خصوصا بعد ماخلو جاملا لي لحالي ...اكره علاقة الخدم والاسياد ...."
:
:
أخذت نفسا عميقا .."بجد العيشه هنا صعبه ...تعودنا على بساطتنا ...بس اللي يقهر انه شلنا كرف شقتنا السنين هاذي كلها لحالنا ولمن جينا نعزلها تدخلها خدامه ...."
:
:
ضحكت كادي ..."كله ولا غسيل النحاس مأساة .."
:
:
أبتسمت لها وهي تعاود تقبيل جبينها واحتضانها ..."ياعمري ياكادي ان شاء الله الفرج قريب .."
:
:
راقبت خروج عمتها المتردد لفراقها مع الباب ....
:
:
كانت لاتحمل شيئا سوى حقيبه كتفها ..دلتها الخادمه على طريقها ..
::::
:::

بخروجها ..
واجهها ذاك مترجلا من سيارته السوداء الفارهه الضخمه ...وترجل ابناءه الاربعه معه بنفس الوقت ..
قد حشروا المكان بهاماتهم الفارعه واجسادهم الضخمه ..يشبهونه في كل شيء ..
و عقلهم المائله لم تكن وحدها ما يدل على شماليتهم العريقه ..
:
:
باعينهم الكحيله بطبيعتها وبياض بشرتهم عكس أبيهم ..
لمحه واحده فقط كانت كفيله بأن يرتجف قلبها ..
لم يرفع احدهم عينه بها الا واحدا منهم كان يقف بجانب ابيه ويراقبها بنظرات اشبه منها للتحقير من الانتقام ..
:
:
تبا لك انا لم ازج نفسي متربصه في عائلتك المخيفه ..
:
ركبت السياره وهي تلقي جسدها بتعب وقد القت قلبها في هاوية قبله ..
:
كان السائق قد سمح لصوت "شيله"شماليه بالتسرب الى باقي المقاعد في السياره الضخمه ..
:
:
الفن الشمالي جميل ومعتز و رومانسي للغايه ومتشرب بالبداوه ..
:
:
كانت السياره بارده للغايه متأثره بالجو الخارجي ...ولازالت الشوارع مبلله من امطار الامس ..
والغيوم بدأت تتلبد مجددا ...ولم يمر يوما منذ وصولها لسكاكا دون زخات مطر ..
:
:
وصلت الى المطار ..لم تلبث حتى ركبت طائرتها المتوجهه الى طيبه ...
:
حدثت سائقها تطلبه الحضور ..ركبت السياره وهي تلقي السلام عليه ..
ولازالت الخادمه تلازمها كظلها ..طلبته بأدب ..."مررني الحرم ياعم ..."
:
:
تراءت لها منابره الناصعه المضيئه ..فأبتسمت لرؤيته وكأنها رأت أهلها بعد سنوات هجران ..
وجهت الحديث اليه ..."تسلم ياعم راح ارجع مشي ..."
:
:
أبتسمت للخادمه المنبهره بقربها من ساحات الحرم الخلفيه ..
"يالله ننزل الحرم .."
:
:
أستجابت تلك بأن فتحت الباب بحماس ..
كانت تتأمل الحرم مبتسمه وقد كان ملاذها طوال كل سنواتها الحزينه تلك ..
ولم يبخل عليها يوما بأن يحتضنها و يخفف عليها ..
صلت ركعتين ...دعت من كل قلبها ان يساندها ربها لما هي مقبله عليه ..
تأملت الجموع التي تغرق بروحانيه المكان وهي تقف ..همست ..."يا المدينه ...يا ديار ابوي ..انا بنتك لا تنسيني ..."
:
:
كان بيتها قريب نسبيا من الحرم في اقدم حواريه ..التي هجرها المحليين نسبيا واستقر فيها الوافدين بينما لازال بعضهم متمسك بها..
:
:
كانت معتاده على طريقها الذي سلكته طوال تلك السنوات للحرم ..
توقفت على باب بقاله متواضعه ..اعتادت على الشراء منها ...
اشترت ما تحتاجه لتعيش هذان اليومان به حتى تعود الى رفاهيتها الجديده التي لم تعتاد عليها..
:
:
رفعت اكياسها بصعوبه ..وهي تعدل عبائتها لترفعها عن المياه التي كما يبدو خلفها احدهم وهو يغسل منزله المتواضع ..
كانت العماره القديمه تعج بأصوات قاطنيها ..
والسلم المتهالك قد نٌشر عليه بساط متواضع ليجف من احد الشقق ..
:
:
فتحت قفل الباب وهي تدفعه بطريقتها للدخول ..
كانت الشقه تغرق في الظلام ..
متواضعه وصغيره للغايه ..
:
:
:
الكثير من الذكريات على جدرانها بلونها السكري واثاثها البسيط ..
:
اضاءت المكان ..وهي تتأمل كل غرفه ..
:


::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
وقف امام نافذة جناحه من برج سكني شاهق يجاور الحرم ..
كان علوها يسمح له بكشف تفاصيل الحرم ..
راقب الطواف حول الكعبه ..
:
:
كم الانسان مادي ..قد استغل من مشعر هبه من الله ليبني حوله ابراجا صماء ..
تنهد لفكرته ..وقد باغتته ذكرى غريبه لتلك التي سترتبط به ..
:
:
أحس بصحوه غريبه ...كيف لم يرسل معها سائقا او احدهم ليلبي طلباتها ..
وهل تحتاج هي حقا لي و لطاقمي ..لقد عاشت طوال سنواتها تعتمد على نفسها ..
لربما بني جنسي يخافون من المرأه القويه المعتمده على نفسها بينما انا تريحني امرأه مثلها..
:
:
الا انها مازالت استفهام بالنسبه لي ..وما قالته لي شما بشأن طليقها مافعله ..
كيف تجرأ ليلمسها بعدما طلقها ومن يرغب بأنثى قد طلقها بائنا ..
:
:
اين السر في القصه ..لكن شما لن ترضي علي ابدا بأن ارتبط بأنثى لا تليق بي أليس كذلك ..؟؟
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لم يكن هنالك الكثير من العمل في المنزل تحممت وخلدت الى سريرها مبكرا ..
رفعت مرآه صغيره في يدها لتزيل بقايا الكحل التي لاتفارق عينيها ابدا ..
فهي نسيت اخر مره رأت نفسها بها بدون كحل ..انها متشربه ببداوتها ولن تستتغني ابدا عن مقومات انوثتها في الثقافه البدويه ..خلخالها وكحلها وطول شعرها ..
:
:
:
تنهدت وهي تتأمل في سقف غرفتها الجصي المتواضع ..
تذكرت الماضي ..
و أي ماضي ..
:
:
من أين تبتدئ حتى تنتهي ..
نايف حطم الكثير في حياتها ..لم تستطع اكمال دراستها الجامعيه بسببه ..أبيه من تفضل عليها وادخلها معهد على حسابه ..
بشهاده تافهه بالكاد وظفتها ..
يالكسرتي و وحدتي ..
:
:
شكرا لك نايف على كل الجراح وكل الندوب التي خلفتها بقلبي قبل جسدي ..
لقد وفيت لك ..فأمي ربتني عن كيف تقتات مشاعر الانثى على عشق رجل ..
:
:
تنهدت وهي تتذكر كل مابذلته لترضيه ..أ كانت ضعيفه في علاقتهم ياترى ؟؟....أهي من تركت له المجال في الشك والطعن فيها ..؟؟
..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تعدل غطاءها لتندس تحته اول ما اسدلت جفنيها باغتتها ذكرى ذاك وهو يترجل من السياره ويرمقها بنظره واحده وكأنه يقول ..
"أنا أراكي .."
:
:
تنهدت بصوت مسموع وهي تغرق في نومها بتعب ..
ما اجمل الرجوع الى السرير..
:
:
أحست بيدين تضغط على باطن كتفيها ثم تهزها .. استيقظت بكسل وهلع تراقب وجه الخادمه المستنجد بها بخوف ..
لم يصل الصوت الى ذهنها بعد ..جالت بنظرها في الغرفه ..
ومن ثم استوعبت استنجاد الخادمه والصوت الذي يأتي من خلفها ..
:
:
جلست هلعه ..
ثم هرعت الى الباب كان صوت ذاك كالعاده وهو يهدد ويتوعد خلف الباب ..
بل ان الباب من ناحية مقبضه الصديء القديم قد تصدع خشبه من قوة دفعه للباب ..
غلطتها انها تركت نور المجلس مضاء ..
كانت تلزمه دفعه واحده فقط ليكون في منتصف البيت ..
نهرت الخادمه .."ادخلي الغرفه بسرعه ..."
:
:
ومن ثم أسرعت الخطا بعدها ..وكانت غرفها الوحيده في المنزل التي يمكن اقفالها بمفتاح يخصها ..
:
:
دفعت حقائبها التي حزمتها من على باب الغرفه ..
الا ان أوقفها صوت تحطم باب الشقه ..
فأغلقت باب غرفتها مسرعه وهي تلمح وقوفه في الصاله ..أدارت المفتاح مرتين بسرعه ..
وكأنها تغلق عليها صندوق ذكرياتها بأحكام صرخ بها وهو يدفع باب غرفتها ..
"سلطانه ...أفتحي ما ابي منك شيء .."
:
:
تغير صوته المكتوم خلف الباب ....يبدو بأنه يبكي .."سلطانه أنا نايف ياعمري ..لاتسوين فيني كذا ليه قسيتي علي ياسلطانه.."
:
:
ترجاها.."سلطانه انا احبك افهميني ..فكي الباب ياحبيبتي ..سلطانه مستعد اسوي أي شيء بس ارجعي لي "
:
:
لا اجابه منها ..
صرخ وهو يدفع الباب .."سلطانه افتحي احسن لك ..."
:
:
كانت تقف وهي تدفع الباب بكل قوتها ..خوفا وصدا من رجوعه الى حياتها ..
كانت تراقب المكان بقلة حيله لولا انها امرت الخادمه وهي تشير على الهاتف ..
"هاتي الجوال ..."
ناولتها تلك اياه مرتجفه ..
تلعثمت اناملها الطويله وتاهت في ما تطلبه ..حمدت ربها بأن هناك رصيد في هاتفها ..
طلبت الرقم من آخر رساله وصلتها ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
كانا ابنيه يجلسان في صالة المكان وقد انهيا اعمالهما معه وسيسافرون فجرا الى جده ..
بينما هو جلس على طرف السرير الضخم ..يقلب مسودة خطاب ارسلت له على هاتفه ..
:
:
رن هاتفه برقم لم يحفظه الا انه يصم لمن هو ..
:
:
رد مسرعا ..سمع صراخا ..غير مفهوم ..
سمعها تهدد .."نايف اطلع الله يخليك انا مره متزوجه اللحين ..."
:
:
سمع صراخا مكتوما ..وكأنه بينهم ..وقد فضحت السماعه اصواتهم ..
:
:
تآوهت وهي تحدثه ..."ثلاب الله يخليك الحقني ...ألحقني مو عارفه اش اسوي نايف دخل الشقه وحبست نفسي في غرفتي ..ومحد في في العماره .."
:
:
توقفت وهي تبكي .........متآوهه ...يبدو بأنها تأثرت من شيء ما ...
:
:
جلست مكانها وهي تلمس كتفها ببكاء ..
رفعت الخادمه الهاتف الذي سقط منها مسرعه ..
:
:
أخذته منها ...
أمرها ذاك وهو يقف في غرفته بشيء من غضب "..قفلي بدق عليتس من جوالي الثاني ..."
:
:
لم تستوعب مطلبه ...نقل الرقم مسرعا الى هاتفه الاخر ....أتصل بها فردت ...
كان يبدوا واضحا من صوتها الآلم ...كانت تشهق بأسمه ..."ثلاب ..الحقني ...الله يخليك .."
:
:
أمرها بهدوء ..."سلطانه لاتقفلين الجوال خلتس معاي طيب ..."
:
:
رفع هاتفه الاخر وهو يبحث عن رقم مالك العماره التي تسكن ......طلبه ..تمنى ان لاينتظر مع تأخر الوقت ,,
:
:
من حسن حظه ان رفع ذاك الهاتف في حينها عندما عرف من يطلبه ..
:
:
أبعدتها الخادمه عن الباب ولازال ذاك مصرا على فعله ..
يتوقف برهه ليعود بضرب اقوى ..
:
:
كان يصرخ بها ..."سلطانه لا تتزوجين غيري ...والله اقتلك واقتله سامعه اقتلك ياسلطانه ..."
:
:
كانت تبكي متألمه وهي تلمس كتفها اليسار بأناملها ..
هلعت لمنظر الدماء تلطخ اناملها ..
:
:
هي شعرت فقط بوخز وضربه ..نظرت الى مكان ماكانت تستند على الباب ..
كانت احد ديكورات الباب الخارجيه قد كسرت من قوة دفعه واصابت كتفها ..
:
:
سمعت صوته يناديها من الهاتف ...همست له" ..نعم ..."
طمئنها .."سلطانه ابعدي قدر ماتقدرين و راعي الباب الشرطه في طريقهم ولاتقفلين الجوال فاهمه.."
:
:
لم يصله سوى نحيبها ..تأكد من وجودها ..."سطانه ...؟؟"
:
:
تآوهت وهي تبعد يد الخادمه عن كتفها ..نطقت بصعوبه ..."حاظر ..."
:
:
تسأل .."سلطانه وصلتس ..؟؟"
:
:
شهقت ..."لاء ..الباب عورني في كتفي ..."
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::
سمعت اصواتا تتداخل خلف باب غرفتها ..وقد جال المكان بها ..لقد تمالكت نفسها كثيرا ..
توقف ذاك عما يفعله الا ان كان هناك طرق على الباب من صوت امرأه ..."أفتحي يا اختي ...خلاص خرجوه من المكان .."
:
:
أمرت الخادمه بفتح الباب ..التي ترددت بدورها لتفتح الباب ..
دخلت تلك ..فبانت لها الاضرار التي تعرض لها الباب ..كانت كما يبدوا أتت بصحبة الأمن ..من ضخامه جسدها وطريقة حجابها ..
:
:
سألتها .."تحسين شيء ؟؟أذاكي ..؟؟"
:
:
مسحت دموعها بخوف وهي تراقب الباب همست ..."كتفي .."
:
:
حركتها تلك بعمليه وهي تعاين جرحها ....نادت بعمليتها .."نبي الاسعاف ..."
أمرتها ..."تغطي ..."
:
:
لم يكن يلزمها سوى التطهير و خياطه الجرح ..
من حسن حضها بأن كتفها لم يتأذى رفضت الادلاء بأي اقوال او الشكوى فقط همست ..."حسبي الله ونعم الوكيل فيه .."
:
:
الا ان جارها لم يتنازل وهو يقدم شكواه كما وصاه ذاك ويبدوا بأنه ينوي كثيرا ..
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::
فتح باب غرفته بملامح وجهه الجديه كالعاده أمر اولهم ..
"عياد ارسل السواق للمدينه اللحين ضروري وبسرعه ..معتاد أحجز مستعجل لسند على مطار جده وقله اول ما يوصل ينزل مكه و يمر هنا ضروري ..بسرعه ..."
:
:
أمتثلا لأمره دون سؤال ..وكما يبدوا بأن هناك مايزعجه ..
لكن لن يسألانه ابدا ..
أمر ابنه ..."عياد احجز تذكره من جده لسكاكا للخدامه ..."
:
:
أستغرب ابنه ..."عسى خير يبه ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب..."الامور كلها تحت يدي ..."
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::
كانت تغرق في نومها المتعب وقد كان الامس صعبا ..ربتت الخادمه على كتفها ..."مدام سواق ...هيا روح .."
:
:
أستغربت قولها ..
وقفت متجهه الى باب المنزل المهشم لولا ان انتابها الدوار ...
تمالكت نفسها ..
كان ذاك يقف معطيا اياها ظهره وكما يبدو ينزوي وراء ماتبقى من الباب ادبا ..
سألته ..."انت مين ؟؟"
:
:
جاوبها بأقتضاب ..."الشيخ ارسلني اخذتس مكه مستعجل .."
:
:
غضنت جبينها بأستغراب.."ليه مكه ؟؟ "
:
:
هز رأسه متجاهلا سؤالها .."طال عمرتس الشيخ مستعجل ..ومشغول مايقدر يترك مكه ..انجزي علينا .."
:
:
:
طال عمرك مابالك يارجل انا افقر منك وتناديني بهذا اللقب ..
يا الله كن عونا لي في الحياة التي تنتظرني والتي يبدوا بأنها اصعب مما فات ..
:
:
أستوقفها .."طال عمرتس الشيخ قال ارسل للشيخ فياض اوراق علاج بنت اخوتس الله يحفظا ..."
:
:
أتسعت حدقتيها مستغربه اسلوبه ....همست له ..."حاظر ..لحظه بس نتجهز ...طيب واغراضنا ؟؟...."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ...."عطين اياه بوديا سكاكا معي .."
:
:
ألتفتت للخادمه خلفها تقف مرتديه عباءتها وقد جرت الحقائب حتى باب المنزل ..
وجهت حديثها لذاك ...."لحظه اللي يسعدك بس ...."
:
:
كانت ستجر حقيبتها لولا ان ألم كتفها منعها ...
أمرت الخادمه ..."سكري الباب .."وهي تشير على الباب العازل الذي يأتي بعد باب الشقه عازلا المجلس وحمامه ...
:
:
انها حقا لاتملك الكثير من الاغراض ...لكن فكرة الذهاب الى مكه باغتتها ..
أخذت من احد الصناديق التي قررت تركها هنا في غرفتها حقيبه متوسطه ...رتبت فيها بعضا من ملابسها المتواضعه التي رتبتها في الحقيبه الكبيره ...ووضعت الاوراق التي طلبها منها و اوراقهن الثبوتيه في احد جيوبها الخارجيه ..
وجهت امرها لها ..."خلاص طلعيها له ..."
:
:
خرجت من الحمام وهي تجفف وجهها ..
وقفت امام تسريحتها الصغيره المتهالكه التي هي فارغه بطبعها ..
لانها تحتفظ بزينتها المتواضعه في حقيبة كتفها ..
:
:
رتبت شعرها في جديله طويله كي يريحها اسفل عبائتها ..
مسحت بقايا متمرده من كحل الامس ..
أخرجت كحلها من حقيبتها السوداء الرسميه ..رسمت عينيها بدقه زادت من جمالها ..
:
:
واحمر شفاه رخيص بلون وردي يتميز بقوة ثباته ..فلا طاقة لها بشراء مستحضرات التجميل الفارهه ..
زاد جمالها اضعافا ..
تنهدت وهي تتأمل انعكاسها والغرفه الفارغه خلفها ..لازال سريرها مبعثرا ..
لقد فقد المكان قيمته العاطفيه منذ وفاة أمها ..
لايهمها ان تركته ابدا ..
بل ستتحرر من كل الذكريات التي تحملها اركانه ..
:
:
لبست عبائتها المحتشمه التي فضحت طولها ورقة اناملها ..
عدلت فتحة نقابها ....التقاء حدقتيها العسليه بكحلها وكثافة رموشها يبدوا ملفتا للغايه ..
:
:
حملت حقيبتها وارتدت حذائها البسيط ..
تأملت المنزل بنظره واحده فقط ..
وقفت في منتصف الصاله ..
"شكرا لك يا الايام ..ابوي امي عبد الرحمن شما ..بكرا يمكن احلا ..تركتونا وتعبنا كثير .."
:
:
اسدلت طرحتها الكبيره الخفيفه على فتحة نقابها وهي تخرج من المكان ..
:
:
ركبت السياره الضخمه..وهي تسند رأسها على مقاعدها الوفيره المريحه ..
أبتسمت بينها وبين نفسها انها مريحه اكثر من سريري..
:
:
مدت لها الخادمه قارورة ماء ..
يا الله و ايضا مزوده بخدمة غرف ..اي ترف يعيشون به ..
:
:
اول مافعلته ان بحثت في حقيبتها ..اخرجت مسكن قوي وتناولت منه قرصين عل الالم في كتفها يتوقف ..
:
توقف السائق عند مكتب ما ...طلبها ..."الاوراق طال عمرتس .."
:
:
التفتت حولها متفقده الحقيبه ..التي يبدوا بأنه وضعها في مؤخرة السياره ..
أبتسمت لها الخادمه التي يبدوا بأنها تتقن ماتفعله ..."انا يأرف وين اوراق مدام .."
:
:
هزت رأسها لها بالايجاب ..."اعطيه هيا ...الملف الازرق بس "
:
راقبتها تترجل من السياره ..ما لبثت حتى مر ذاك مسرعا يحمل الاوراق في يديه ..
:
أخرجت هاتفها ..تتمنى لو بأمكانها الاتصال لتطمئن على كادي لكن لا تعرف كيف ؟؟....فكادي لا تمتلك رقما و لاتعرف رقما لعذبى حتى تطلبها ..
:
:
كانت الالوان في شاشة هاتفها الوردي الصغير قد بهتت وتصدع طرفه لسقوطه منها البارحه ..
:
حسنا لقد وفيت ياجهازي فأنا اقتنيك منذ ثلاث سنوات ..
راقبت أتجاه السائق لطريق الخروج من المدينه ..
:
:
فغفت بتعب فالمسكن ترك تأثيرا قويا عليها ..
:
:
صعب تنفسها ..وقد بلل انخفاض حرارتها عبائتها ..تشعر بحراره تعتري جسدها ..
بعد برودة ارتجفت لها اوصالها كانت قد اعترتها الحمى و وزالت دون ملاحظه احدهم ..
:
:
كما يبدو بأن اذان المغرب أقترب ..مرت لوحه بجانبها ..مكه 90 كيلو ..
:
:
اعتدلت في جلستها بتعب ..أ قد سلك الطريق بهذه السرعه ؟؟ التفتت للخادمه المشغوله بهاتفها وقد وصلت به سماعات الاذن كان هاتفها يساوي الفين ريال أي راتب شهر بالنسبه لها بعد عمل شاق في المشفى..
:
:
تأملتها بتعب عاجزه عن قول أي شيء..ألتفتت لها الخادمه وكأنها احست بها ..
راقبت ارتجاف يديها ..
كان السائق منشغلا بطريقه ..بينما كان للسماعات الموزعه حول اركان السياره همس لبث برنامج ديني على الراديو ..
:
:
مسكت يديها المرتجفه فأيقنت سريعا مرضها ..
فتحت المبرد بينهما ومدتها بعصير برتقال وهي تفتحه..مبتسمه ..
:
:
كان تنفسها صعبا و متسارعا تشعر بمجهود وكأنها مشت الطريق كله على قدميها ..
أخذته منها ..ارتشفت القليل منه وهي تتأمل الطريق الذي بدت شمسه تغرب بحزن..همس في السماعات جوار اسفل قدميها.."دخل الان وقت صلاة المغرب بتوقيت مدينة الرياض .."
:
:
و تلاها اذان لشيخ قديم قد توفي منذ زمن ..
:
:
غفت قليلا ..ومن ثم تسرب الى مسمعها صوت الشيخ السديس يأم لصلاة المغرب ..
أستيقضت كان ماحولها قد غرق في الظلام ولم يبقى سوى انعكاس مؤشرات القياده ..و هاتف تلك على زجاج السياره ..
:
:
:
غفت مره اخرى ..لتستيقظ على توقف مفاجيء للسياره ..وهمس انتقاد غاضب من السائق ..
التفتت لتجد جهة المشروع الجديد من الحرم يسارها ..
لقد تغيرت مكه كثيرا منذ اخر مره زارتها قبل اربع سنوات ..
وقد اتجه المصلين الى ساحاته ..فكما يبدو بأن صلاة العشاء اقترب وقتها ..
:
:
رفع ذاك هاتفه هامسا فيه بعمليه ..
اعتدلت في جلوسها وهي تعدل حجابها ونقابها الذي انحل ..
:
:
كان الحرم قريبا للغايه عندما اوقفها ..
:
:
همس لها .."وصلنا طال عمرتس .."قالها وهو يفتح الباب أمرا العامل المتجه اليه بملاقاته لأخذ الحقائب ..
:
:
ألتفتت الى الخادمه المبتسمه لها ترجوا منها تأزيرا ...
:
أبتسمت تلك لها ..."مع السلامه مدام يشوف في سكاكا ان شاء الله ...انا دهين ودي مطار جده مع شنطه سواق يجلس هنا مع انتي.."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."شكرا .."توقفت فهمست تلك بأسمها ..
"أيجا .."
:
:
اعادت الهمس خلفها بأسمها وهي تنظر الى بوابه الفندق الفخمه التي لم يتراءى لها نهايتها ..
:
:
فتح ذاك الباب لها وهو مطرقا رأسه ...
:
فهمت مايقصده ..ألمتها قدميها من طول جلوسها وهي تترجل من السياره ..
:
:
همس للعامل برقم الجناح لايصالها وهو يعطيه عمله نقديه كبيره ...
:
:
أبتسم ذاك لها وهو يشير لها على الطريق ..
ألتفتت للسائق الذي حرك السياه من مكانها ..
:
:
أحست بنفسها طفله ضائعه مره اخرى ..
كانت تمشي مطرقه رأسها في الارض خلف ذاك ..
الذي استقل بها المصعد ..توقف عند دور معين ومن ثم أخذها الى مصعد آخر ..
كانت ستسقط من طولها من شدة تعبها لولا انها تمالكت نفسها ..
فتح لها الباب الضخم من ظرفتين مبتسما .."تفضلي مدام ..."
ناولها البطاقة التي أخذتها منه وهو يضع حقيبتها في مكان الحقائب المخصص في غرفة النوم ..
أبتسم لها وهو يخرج مغلقا الباب خلفه ..كانت مشدوهه بضخامة المكان و ترفه ..
انه غير مريح البته ..
كانت هناك شاشه كبيره تنتصف الصاله تعرض ..أرقاما واسهما غير مفهومه ..
:
:
نزعت نقابها وعبائتها بتعب وهي تتنفس براحه ..
تركتها على الآريكه المذهبه بجانبها ..
:
انها تكاد تفقد وعيها تذكرت بأنها قد مرت 12 ساعه دون أن تأكل شيئا ..
على الطاولة الزجاجيه الكلاسيكه في منتصف الصاله قد صفت ضيافه ..
تناولت قارورة ماء ..وقطعة شوكولاته ..
أكلتها وهي واقفه ..رمت تغليفها ..لازالت جائعه الا انها لا تشتهي طعاما ..
أكلت قطعة من الموالح على مضض ..
:
:
دخلت غرفة النوم ..تأملت السرير الملكي ..بملاءاته البيضاء و تراكم وساداته ..
:
هذه الاماكن لاتشعرها بالراحه حقا ...رغم تعبها الا انها خرجت من الغرفه وهي تغلق بابها ..
:
:
أتجهت الى الواجهه الزجاجيه..شعرت بدوخه وهي تتأمل المكان تحتها ..الا ان مالفتها اكثر هو أتضاح صحن الحرم من هنا..
أنهمرت دموعها دون قصد منها وهي تتأمل الكعبه والجموع الطائفه حولها ..
:
:
طرقات على باب الغرفه أفزعتها ..
تناولت عبائتها ..لبستها مسرعه وهي تتجه الى الباب ...أخذت نفسا عميقا .."مين ..؟؟"
:
:
ناداها ذاك .."أفتحي يابت انا خالتس سند..."
:
هي لم تعرف صوته حتى اخر مره رأته في عزاء ابيها ..
انه شخص غريب وغير مهم في حياتها ..فتحت الباب وابتعدت عنه دخل ..
وبدون ان يلقي عليها السلام ..انها لا تعنيه أي شيء الا أشمئزازه منها ان الحظ أبتسم لها ..
"عطين اثباتتس بسرعه .."
:
:
بلعت ريقها غير مستوعبه مايقوله ...صرخ بها .."اثباتس يابنت ماتسمعين .."
:
:
رفعت حاجبها بحنق .."لحظه ..."
:
توجهت الى غرفة النوم مكان ماوضع العامل حقيبتها ..
تناولته منها مدته به ..وهي لاتنظر اليه ..
:
:
جره منها ...ما الذي فعلته له كي يعاملها بهذه الطريقه ..أمرها ..."خلتس يم باب الغرفه اللي داخل ..تغطي ..اللحين ارجع .."
:
:
لبت ما يأمرها به ...فيبدوا بأن وقت الادانه والقيود قد حان ..
أختفت وراء باب الغرفه ..دخل أحدهم وقورا بدفتر ضخم في يده ..
ناداها ذاك ..."يابنتي انتي سلطانه طلال عبد الرحمن الــ..."
:
:
همست له ..."ايوه انا هي ..."
:
سألها ..."يابنتي هل توافقين على الشيخ ثلاب بن معتاد بن جسار الـ.... زوجا لك بكامل ارادتك ..اذا موافقه قولي نعم اقبل "
:
همست وهي تمسح دموعها ..."نعم أقبل ..."
:
لم يكن ذاك الذي ذكر اسمه موجودا ...و بتقياه ردد...."...اذا الحمد لله ومبارك ان شاء الله وقعي أمام أسمك .."
:
:
ناولها خالها الدفتر ....بالكاد تمكنت من تمالك نفسها لتوقع امام اسمها ..
:
:
عم الصمت ارجاء المكان بعدما اخذ منها الدفتر ..
الا انها سمعت صوت اغلاق الباب ..
أبدت رأسها فكان المكان خاليا ..
:
:
أستغفرت ربها بين بكاءها عندما قبضها قلبها وهي تتذكر انها لم تصلي عصرها ومغربها وعشاءها ..
باغتتها ذكرى ضبابيه بنزول الخادمه من جوارها في احد المحطات كما يبدوا ..
توضت ومن ثم صلت ..
:
:
جلست على السجاده بعدما اوترت ..كانت عينيها لاترى الا ما امامها وقد تحاشت النظر الى أي مكان في الغرفه ...
:
:
خرجت الى الصاله ..جلست على الكنبه أمام الطاوله الضخمه ..
طرق الباب ..ارتجفت اوصالها أ قد يكون ذاك ...؟؟ولماذا قد يطرق الباب ؟؟.....
أتجهت الى الباب ...سألت ..."مين ؟؟"
:
:
صمعت صوتا ينادي بعمليه ..."دينر ..."
:
:
فتحت الباب ..وهي تبتعد معدله غطاء راسها ..
راقبته يرتب الاطباق على طاولة الطعام ..
:
:
سألها قبيل خروجه ..."أني مور ثينغ؟؟"
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."نو ثانكس .."
:
أغلق الباب بخروجه ..أقتربت من طاولة الطعام ..
أ تراه سيأتي قريبا ...؟؟
سأدخل لأتحمم فقد كرهت نفسي ..ان خرجت ولم يكن موجودا سأكل حينها ..
:
:
نزعت كنزتها السوداء الخفيفه وبنطلونها الجينز وهي تدخل تحت سير المياء الدافي الهاديء ..
:
:
أزاحت شعرها عن وجهها ..وهي تمسح بقايا كحلها بأطراف اناملها ..
راقبت المعطفان المعلقه بجانب صفوف المناشف البيضاء ..
و كأنه سيأتي الى هنا ..كما يبدو بأنه يحاول الاختفاء من الصوره ..
ألمها كتفها تحت المياه وكما يبدو بأن الضماده الكبيره قد أبتلت ..
أنهت استحمامها ..لبست احد المعاطف وتركت شعرها المبلل منسدلا ..
:
:
أتجهت الى حقيبتها ..أخرجت ضماده واحده قد تركها لها الممرض من الاسعاف ..
:
:
جلست على طرف التسريحه الخشبيه الضخمه ..
رتبت شعرها وهي تجمعه بيديها القته على كتفها الايمن ..
أزاحت المعطف عن كتفها ..حتى بدى منتصف ظهرها ..
جرت الضماد المبتله بهدوء بأطراف اناملها وهي تميل ظهرها ليتبين لها ماتفعله ..
تألمت عندما بدى لها جرحها الذي تحمل اطرافه لون المطهر وغرزه السوداء الثلاثه ..
لمست اطرافه المتورمه فآلمها اضعافا ..عضت على شفتها السفلى ..
وبصعوبه وضعت الضماده الجديده ..
:
:
توجهت الى طاولة الطعام لايبدوا بأنه سيأتي ..جلست تتأمل الطعام بملل ..
شربت العصير و اكلت شيئا من السلطه ..
غصبت نفسها وهي تأكل من طرف الطبق الرئيسي ..
:
:
تنهدت وهي تترك الملعقه ..الشوق الى كادي يقطع قلبها ..
وذكرى محيا شما لا تكاد تفارق رأسها ..
:
:
أتجهت الى الغرفه غسلت اسنانها وهي ترمي بنفسها الى السرير بتعب ..تناولت مسكنا ومضاد حيوي ..تركتها عند رأسها مع هاتفها الذي يكاد ينفذ شحنه ..
:
:
:
وخلدت الى نومها العميق المتعب ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::
رن هاتفها بأصرار مكتوم مزعجها ..
فتحت عينيها انها حتى لم تغلق الاضاءة الطفيفه في الغرفه لشده تعبها ..
:
:
رفعت رأسها ..تفقدت هاتفها ..كان مغلقا ولم تكن هذه رنته من الاساس ..
:
أتسع حدقتيها ..و هي تفتح اخر درج بجانبها متبعه الصوت..كان يحتوي على قلم ..و ساعه رجاليه رياضيه هاتف وملف ..
وكان الهاتف الفخم مصرا بالرنين..
:
:
تفقدت الغرفه حولها بنظراتها ..
كانت هناك دلائل على وجوده لم تلاحظها ..
و وجود رجالي غزى الغرفه لم تلاحظه قبلا لشدة تعبها ..هناك حقيبه جهاز محمول أسفل الطاوله في منتصف الغرفه ..
وبجانبها اوراق قد صفت بترتيب ..
بل الادهى ..باب الخزانه الجداريه الضخمه الذي فتح ربعه فاضحا اصطفاف ثيابه داخلها ..
:
:
و لتو تسرب الى انفها رائحة العوده القويه التي تغرق الوساده ..
جمعت طرفي المعطف على صدرها ..وهي تراقب المكان بخوف ..اتراه موجود هذه اللحظه ..
توقف الهاتف عن الرنين القت نظره عليه كانت الساعه الحاديه عشر والنصف مساء ..
دلكت جفنيها بتعب ..طال ترقبها حتى استسلمت الى النوم مره اخرى ..
:
:
:
تذكروا بأن الاستسلام الى النوم احيانا يعني الاستسلام الى الاحزان ..
:
:
أستيقضت مره اخرى الساعه الثانيه فجرا ..
كانت الغرفه خاويه كما توقعت ..
عدلت الملاءه ومن فوقها الغطاء الثقيل الغرفه بارده للغايه ..
ولازال شعرها مبلولا ..
غطت رأسها بالملاءه فتسرب النور من خلفها ..
لازالت كسوله لتقوم لأطفاءه ايا كان فهو ليس قويا ليزعج نومها ..
:
:
أخرجت نفسا عميقا للذكرى ..
:
:
كانت في غرفة نومها التي فتحت ستائرها لتسمح لشعاع الشمس بأعادة احياءها ..
كان ذاك مستلقيا على السرير يراقبها سارحا ..
وجع قلبها حزن نظراته ..
أقتربت منه مبتسمه وهي تجر الملاءه من طرف السرير ..
باعدت بين ساقيها وهي تجلس على فخذيه ..أبتسم لها بين سرحانه..
غطت كلاهما بالملاءه ..
تأمل جمال غموض عينيها ..و نقاء بحور العشق في نحرها ..
عدلت من وضع جلوسها لتقترب منه اكثر قبلت جفنيه وهي تهمس له ..."كلهم راحوا ...مابقى الا نايف وسلطانته .."
:
:
أبتسم لها وقد انعكس الضوء من خلف الملاءه ليوفر لهم فراغ مشع ..
ابتسمت له ..."هذا عالمنا انا وانت بس ..لا غضب ابوك ولا زعل امك ..ولا وظيفه تهم فيه و لادخل ولا كلام ناس ولا اصحاب ولا حاجه ولا تعب ....انا وانت بس ..."
:
:
كانت تحاول تواسيه من نظرة النقص التي ينظر بها دوما الى نفسه ..
أبتسم لها وهو يقبلها مغللا انامله في شعرها الليل الذي غطى ظهرها ..لكم هو يعشقها ويخاف من اللحظه التي تتركه فيها فيحميها من كل احتكاك خارجي ويكسر اجنحتها ليحبسها في قفصه الضيق..
:
:
تنهدت وهو يقبل نحرها ..قاطعهم نقر مصر على باب المنزل ..
:
أبعدها وهو يتجه الى الباب ..كان ابن اخيه يطلبه شيئا ..
عاد ..اليها كانت تجلس على السرير مبتسمه الا انه راقبها بنظرات غريبه ..
همس لها ..."سكري الستاير ...ولا عاد مره اشوفك فاتحه شباك فاهمه ...سكريها ..."
:
:
خاب املها وهي تقف لتغلقها ..لم تكن كاشفه ابدا وقد اغلقت النافذه ولم يتسرب سوى ضوء الشمس و شكه ..
نهرها ...."لاعاد تلبسين قصير وانا مو في البيت فاهمه ..."
:
:
نظرت الى قميصها الوردي القصير .."نايف هذا بيتي وانت تعرفني انا ما البس عريان او قصير قدام احد غيرك .."
:
:
رفع احد حاجبيه ..."أحد زي مين .."
:
:
حركت كتفيها ببديهيه .."أمك اخواتك ابوي وعمي وكادي ..هذا قصدي ..."
:
:
أقترب منها وهو يجرها مع ساعدها .."والله ياسلطانه لو تفكرين بس انك تلعبين من وراي لا ادفنك مكانك حيه ....سامعه ..."
قالها وهو يرميها ارتطمت بطرف الخزانه فتألمت ..لمست طرف جبيتها ..فتبللت أناملها بسائل دافيء ..
نظرت اليه يخضب يديها ..وقد عانت من تسرب دماها قبلا منه في مواقف عده ..
:
:
جلس على الارض وهو يحتضن خصرها ويدفن رأسها في بطنها ..باكيا ..."سلطانه سامحيني ....أنا تعبان انتي ماتفهميني ؟؟ انتي تكرهيني ..."
:
:
لقد اعتادت على مايفعله ..يشك بها ..يضربها ..يعتذر لها ..ومن ثم يجرح مشاعرها ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::
مسحت دموعها ..وهي تأخذ نفسا عميقا ..أبعدت الغطاء عن رأسها ..وهي تتأمل المكان الضخم حولها ..وقفت متجهه الى الواجهه الزجاجيه في الغرفه ..
:
:
:
تأملت حركة الطواف الطفيفه حول الكعبه ..فهذا الوقت من السنه العمره داخليه فقط ..
ولازال الشتاء يعصف بالمملكه الا ان مكه دافئه نسبيا مقارنه بالمدينه وسكاكا ..
:
:
تمنت لو بأمكانها النزول ..لكنها لن تعرف طريق عودتها ابدا ..فطريق الوصول الى الغرفه معقد للغايه ..وما ادراها عن ذاك فلزمها الان استأذانه في كل تحركاتها ..
أنها الثانيه والنصف الأن وقد ألمتها رجليها من طول الوقوف ...
جمعت اطراف المعطف وهي تتجه الى حقيبتها ..
أخرجت قميص نوم شتوي سماوي فاتح قصير بأكمام طويله ..نزعت المعطف ولبسته في مكانها ..
:
:
وقفت متفقده التحكم بنظام التكييف بجانب الباب ..اطفأته ..
فالغرفه تحولت الى قطب متجمد ..
الوقت يمر ببطء..
فتحت باب الغرفه ..جلست امام الشاشه الضخمه ..تأملت الارقام والمؤشرات والرسوم البيانيه تغطي الشاشه وقد غلب عليها اللون الازرق ..
:
:
فتحت قطعة شوكلاته اخرى ..وقد ألمها رأسها من كثرة النوم ..
و نغزات في غرزات جرحها تؤرقها ..تبقت ساعتين ونصف عن اذان الفجر ..
:
:
:
دلكت جفنيها بكسل ..وهي تتجه الى السرير بملل وكل تفكيرها اللقاء المؤجل وكادي..
:
:
أستلقت على بطنها فوق الغطاء ..تأملت المكان الهادئ ..تناولت منشور ما من فوق الكومدينو يصف مميزات الفندق ويذكرها ,,
:
:
داهمها النوم وسقط من يدها ..
يبدو بأن مضاد التهابات الجروح الذي اخذته بالامس من المسعف ...هو ما يجبرها على النوم الغير مبرر..أو انها متعبه لم تأخذ قسطا من الراحه هكذا منذ زمن ..فهي بالكاد كانت تنام سويعات في يومها وقد ارهقها عملها وكثرة التفكير ..
:
:
:
وهل هناك اجمل من سرير مريح لنهاية يوم شاق ....

:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::

تمت ..
:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 12-04-18, 12:38 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: العشق انفى للعشق

 

الجزء العاشر
:
:
:
:
:
"في سريري فاتنه.."
:
:
:
لقد اطال الجلوس اليوم في المكتب لأتخاذ القرارت النهائيه للبدء في المشروع ..
منذ العشاء حتى الساعه الرابعه فجرا ..
صلى الفجر في الحرم ثم صعد الى غرفته ..وقد ودع عياد ابنه لتوه ليلحق بمعتاد الذي ذهب مبكرا لجده ..
لقد هزه الشوق الى بكره جسار فلم يتبقى الكثير حتى يتم الرابعه والعشرين ..عياد ذراعه الايمن سيتم ايضا الثانيه و العشرين قريبا ومن بعده معتاد في العشرين وطالب في التاسعه عشر ..
:
:
:
مرر الكرت وهو يأخذ حقيبة جهازة المحمول ومغلف ملفات أسود ممتلى من بالاوراق من العامل بجانبه ..
مده بعمولته ..وفتح الباب..
كانت الغرفه تغرق في سكونها كما تركها ..
نظر الى الطعام البارد على الطاوله ..رفع سماعة الهاتف يطلب خدمة الغرف للتنظيف..
:
:
بعدما اغلق الهاتف لفتته عباءتها وحقيبة كتفها على الكنبه ..
:
جلس على الكنبه وهو يدفن رأسه بين كفيه ..
:
راقب العامل ينظف المكان أمره ...."وي دونت وونا بريكفاست ثانكيو ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالطاعه وهو يغلق الباب خلفه ..تنهد وهو يراقب تلبد السماء بالغيوم مانعه أِشعة الشمس من الانتشار في الافق..
:
:
نزع غترته البيضاء ..وضعها فوق عبائتها ..وقف وهو يفتح أزرار ثوبه الاسود الفخم ..
:
:
أتجه الى الغرفه المردود بابها دون اغلاقه ..
فتحها ..كان الضوء من الخارج يتسرب لها مع اضاءة الاركان الجانبيه ..
شدد من قبضته على الباب وهو يراقبها تستلقي على السرير ..وقد فضح قميصها المتواضع اغلب جسدها ..من منتصف فخذها حتى ساقيها الطويله ..وانسدلت فتحته لتفضح رقبتها و طرف ضمادتها ..
كانت تنام في جهته من السرير ..حركت خصرها لترتاح في استلقاءها وهي ترفع شعرها ..
اقترب بهدوء وهو يجلس على طرف السرير من جهة الباب ..
كان يعطيها ظهره فما رأه كان كفيلا أن يشعل جسده ويشغل عقله لباقي عمره ..
حركت يدها اليسار التي كانت تمدها لمنتصف السرير ..يبدو بأن جرحها قد آلمها ..ألتفتت متأملا اناملها الطويله الرقيقه ..وساعتها البسيطه السوداء بتصميم رسمي وناعم ..لم تزد ساعديها سوى جمالا ..
:
:
تحركت في السرير تعطيه ظهرها يبدو بأنها منزعجه ..عندها لم ينهى نفسه عن تأملها ..
شعرها المنتثر حولها في السرير ورائحتها الرقيقه ..وخصرها اه من خصرها ..أ بأمكان جسد ان يخلق بهذه الانحناءات النافره ..؟؟
أطال التأمل فيها وفي نقاوة بشرتها ..دفن رأسه بين يديه ..همس .."أستغفر الله ..."
:
:
كانت تستلقى على الغطاء رفعه من جهته وغطاها ..
دخل دورة المياه دون ان ينظر اليها ..
دخل تحت تيار المياه الدافيء ..زاد من حدته وهو يدلك رقبته بتعب ..
تفادى اغماض عينيه حتى لايغزوه شكلها في السرير ..
كيف وهو الذي لم يشارك احداهن السرير منذ اربعة عشر سنه ..
لن يستسلم بسهولة ..انه لا يعرفها حتى ..تذكر خلخالها الفضي ..فتح عينيه ..وهو يزيد من حدة حرارة المياه ..
ألتفت يساره فلمح ملابسها ملقاة على الارض بجانب الباب..
أبتسم وهو يغمض عينيه ....للون صدريتها وموديلها المغري ..اللعنه لقد هرمت على كل هذا ..
وجودها سيكون مؤلما لرجولتي ..
:
:
:
خرج يجفف شعره وهو يتفادى النظر لها ..الى انه التفت دون قصد منه ..
كانت كما يبدو تشعر بضيق ما ..وهي تشدد على أغماض جفنيها الواسعه ..يالجمال الحجازيه البدويه بشفتيها النافره ...نسي جمال الاناث منذ زمن ..في الواقع هذه زوجته الرابعه بعد أم جسار وشما و من طلقها منذ زمن ولم يطول ارتباطه بها سوى لحاجه في نفسه لوضعه مع شما وام جسار حينها ..
تآلمت وهي تبعد شعرها عن رقبتها ..
كشفت عن ستر نحرها وصدرها الذي غطاه شعرها ..
تأفف بقل صبر وهو يتوجه الى الخزانه ليرتدي ملابسه ..
بعدها اتجه الباب وضع لافتة عدم الازعاج ...
أغلق باب الغرفه و التسائر العملاقه الثقيله فوق الواجهه الزجاجيه ..
أطفأ الاضاءه الخافته وهو يتجه الى السرير غرقت الغرفه بظلامها ..
أستلقى بهدوء وهو يغطي نفسه بالملاءه التي تركها حره ..
سمعها تأن ..ومن ثم ابعدت الغطاء عنها متأففه..تآوهت ثم سكنت بعدها ..
يبدوا بأنها غير مرتاحهه البته ..انه متعب وكان يومه طويلا مليئ بالاحداث يتمنى ان يخلد الى النوم بسلام فهو يحتاج لان ينهي اعماله هنا بأسرع وقت ممكن لازالت اعماله في قطر عالقه فعياد بالكاد يستطيع انهاء ما كلفه اياه في جده..
:
:
:
كانت تتنهد كل فتره ..يبدو بأنها متعبه حقا ..وما بال هذه الضماده ........أ هي ماسببه ذاك الشقي لها قبل امس..؟؟
:
:
وجودها مرهق حقا ..كيف وانا رجل الانعزال و ملك الاستقلاليه ..
:
:
همهمت وهي تتحرك في السرير بملل ..فتح عينيه بأنزعاج لملمس على خده لم يشعر به قبلا ..
ألتفتت الى جهتها من السرير كانت قريبه منه للغايه ...أضطرب صدره وهو يبعد شعرها عن كتفه ,,
:
:
تردد وهو يمد يده ..الا انها اعتدلت مبتعده قليلا عنه ..ماهذا النوم الذي لاتشعر بوجود من حولها به ..
:
:
كانت لاتزال اطراف خصلات شعرها الرطبه ملتصقه بصدره العاري ..أبعدها ..الى اين ينتهي شعرها الكثيف وقد توزع في ارجاء السرير ..
:
:
من حسن حظه ان الغرفه كانت تغرق في ظلامها رغم تطفل اشعة الشمس من بين جنبات الستائر ..
تأففت وهي تهمس ..."حر ..."
:
:
تحركت في السرير بملل مبتعده عنه ..نفث نفسا عميقا لأبتعادها اين كان تفكيره عندما نام بجانبها ..وان كانت الغرفه ظلام فذكرى استلقاءها تنير عقله ..
:
:
:
استغرق في نومه وقد تسرب الى مسمعه تآلمها وأنينها الغريب ..ولأول مره منذ سنوات طويله يزعجه أحدهم في السرير ..
:
:
كانت تتقلب متممله من طول نومها الذي يأبى أن ينتهي ..فتحت عينيها أكثر من مره كانت الغرفه تغرق بظلامها فلم تميز مايحيط بها ولم تذكر ماحدث في الأمس حتى من شدة تعبها ..
:
:
أزعجها الحاح هاتف بالاتصال ..لابد بأنه هاتفه الذي تركه بالغرفه ..
الا ان صوتا ناعس ثملا بالنوم وفخم مسكر تسرب الى مسمعها ..
ألتفتت كان يجلس معطيها ظهره العاري ..وقد فتح الاضاءة القريبه منه ..
كان منهمكا بحديثه عن اوارق ما واستبدال لندن بتورنتو ..
:
:
أغلق هاتفه ومن ثم طلب رقما آخر ...وأنخرط بحديثه ..كان يصمت طويلا مجرد همسه والقاء امر ومن ثم يغلقه ..فعل هذا اكثر من أربع مرات ..
:
:
وقف فأتضح لها طوله وعرض منكبيه ..توجه الى النافذه ..غطت نفسها جيدا يا الله منذ متى كان هنا أ تراه لاحظ نومي المتملل ..مالذي فعلته ياترى ..
فتح الستائر ..كان الجو غائم نسبيا ..أغلقت عينيها بأنزاعاج وهي ترتب شعرها ..
:
:
توقف للحظه وهو يتأملها ..
كانت فتحته قميصه الواسعه تنسدل لتفضع كتفها الايمن ونحرها وشيء من صدرها ..
رفعت الملاءه وغطت مابدا منها ..وهي تراقب وجوده بخجل ..
جلس على طرف السرير معطيها ظهره ..بدون أي حديث يذكر وهو يجر حقيبة حاسبه اخرجه وفتحه ..
:
:
راقبت انكسار الضوء على صدره و وجهه ..كانت ملامحه صارمه للغايه ..
و منشغله بشاشه جهازه التي تحمل جداول و كتابه سوداء دقيقه تملىء الشاشه ..
:
:
سمحت لنفسها بتأمله ..سرحت في ملامحه الرجوليه ..
تتمنى لو تقف كي تصلي ..
الا ان خجلها من منظرها منعها ..وهي لابد ان تمر به كي تأخذ عباءتها ..
:
:
وفوق هذا وهنها الغير مفسر يقيدها ..فهي بالكاد تستطيع رفع الغطاء عنها ..

:
:
رفع هاتفه وطلب رقم ما أسترسل في حديثه عن أرقام وأحداث ممله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تقاوم ارتجاف جسدها تعبا..
وقفت وهي تستند على ظهر السرير النافر ..
ضعطت على يدها اليسار بالغلط اثناء اتكأها على السرير لوقوفها ..
:
:
ألتفت الى صوتها ..راقبها ترفع خصلات شعرها السوداء عن وجهها ..
لازالت ملامحها تحمل التعب وقد على خديها أحمرار و أرتجفت شفتيها .
رفعت عينيها المتعبه له ..كان يستمع الاى مايقوله الطرف الآخر وهو يغرق في تأملها ..
صداع يكاد يقسم رأسها ..كادت أن تسقط من طولها لكنها قويه لن تستلم ..
ولازال ذاك يحيطها بنظراته بصمت وهو يهمهم للطرف الاخر في هاتفه ..
:
:
حمدت ربها أن حملت قدميها حتى باب الحمام ..لجظة انزوائها عنه أنهار جسدها لتجلس بتعب خلف الباب ..
الهواء من شدة وهنها بالكاد يصل الى رئتيها..
..
..
تمالكت قليلا من عزمها و قفت مستنده على مقبض الباب ..
توضأت لتصلي ..
تسارعت نبضات قلبها ..وجال المكان بها ..ألا انها شددت قبضتيها على رخام المغسله البارد..
:
:
فتحت الباب ولا زالت مبلله بالمياه ..ألا يرحمني ويرتدي ملابسه ..
جلست على طرف السرير بتعب ..أنه لا يراها ولا يلقي لها بالا ..بل يحاول أن يشغل نفسه بأي شيء حوله لأن ما أن تقع عينيه عليها لا يستطيع رفعها ..
:
:
التفت اليها كانت تطرق رأسها وقد جمعت شعرها أسفل رأسها بطريقه عشوائيه فلم يزيده هذا الا كثافه مظهره ..
:
:
فضح جلوسها ثلاثة ارباع جسدها ..
توقف عما يفعله وكان قد هم بأخراج ثوب للقاء الغداء الذي ينتظره بعد ساعه ..
أنها صامته للغايه الا أن كل تصرفاتها ملفته ومزعجه ومشتته ..
:
:
لمست جبينها بكفها المرتجف وهي تحاول ان تسرق الهواء من حولها ..
:
:
و من ثم وضعتها على صدرها المرهق ..انها تفقد أي قوة قد تتحلى بها ..
يبدوا بأنه لم يتبقى شيء عن اذان الظهر ..أمهلني ياربي القوه لأصلي ..
:
:
لم يستطع منع نفسه من السؤال وقد هوى قلبه لمنظرها ....همس وهو يقترب منها "بوه شيئن ياجعتس؟؟.."
:
:
رفعت عينيها له بوهن وهي تحاول التنفس ..ربتت على صدرها بضعف ..لم تستطيع تجميع حديثها ...همست ..بشفتين مرتجفه..."صدري..."
:
:
نظر اليها بجزع لم يتعامل مع احداهن هكذا قبلا ..."علامو صدرتس ..؟؟أشنوحتس ؟؟"
:
:
لم تستطيع الحديث فقط جرت كفه ليلمس جبينها ....
لقد اصابتها الحمى و غادرتها أكثر من مره في يوم ونصف فقط هناك مسبب لهذا ..
:
:
لمس جبينها بظاهر كفه ..تكاد تتقد من شدة حرارتها ..مالذي اوقع نفسه به ...رفع معصمه ليراقب الساعه يلزمه الرحيل حالا ..وايضا مرؤته تمنعه من تركها بهذا الوضع ..
:
:
كان ريبا منها للغايه حتى التصقت فخذيها بصدره وهو يجلس على الارض مقابلا لها ...
جر الغطاء ليفصل بينهم وهو يغطي فخذيها حذرا متفاديا لمسها ...
:
:
قد أبتلي بها حقا ..سيتأخر لامحاله ..لازالت رجليها على الارض ..ألقت جذعها بتعب على الوساده بجانبها ..
:
:
توجه الى المبرد الملحقه بالغرفه هذا كل ماسيقدر عليه لن يتسطيع ملازمتها ..
:
:
فتح عصير برتقال ناولها ايها ..رفع المسكن من على الارض ومدها به ..
كانت تراقبه بتعب وصمت عاجز ..
لم تأخذه منه فيديها لاتقوى على رفعها ..
أصر عليها .."دوك اياه .."
:
:
وضعه قرب رأسها على طرف الكومدينو ..وهو يقف ...نظر حوله لم يرتب اوراقه بعد ..ولم يتأهب للموعد ..
:
:
ألتفت اليها ..."أخذتس المستوصف ...؟؟طيب اجيب لتس طبيب هنا ؟؟"
:
:
هزت رأسها له بالنفي ...وهي تراقب اهتماما حتى وان كان سطيحا فقد هجرها منذ زمن طويل ..
:
:
نظر في ساعته بتردد .."متأكده معي وقت لين أخرج ...؟؟"
:
:
أبتسمت له بين وهنها شاركه اهتمامه وهي تهز رأسها بالنفي ...همست "بخف ان شاء الله ..."
:
:
أرتجف شيئا بداخله لجمال حزن أبتسامتها التي فضحت غمازتيها ..
راقبها بصمت ...نطق وهو يبتعد الى الخزانه ليرتدي ملابسه .."راجع لتس بعد ساعتين ...اللحين الغدا يب يجي كلي ها ..؟؟"
:
:
أعطاها ظهره ..تأمل ثيابه المصفوفه سارحا ..
ألتفتت اليها كانت تهم بشرب العصير على مضض ..اعني يا الله انها مشتته للغايه ..
:
:
في عيناها مؤلفات قصصا غامضه و أطنان من الأسرار .. و جيدها شاهدا كما يبدو على تاريخا حزينا..
بل حتى لفته قبلا أثرا قديما باطن فخذها الأيسر ..عندما غطاه يمنع احتكاكه بها ..
أنثى الأسرار لا طاقة لي ببنات جنسك فلقد أعتزلتهم منذ زمن وحاجتي منهن كانت ابناءي الاربعه دية أبي لفقده اخوتي لا غير ..
:
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::
راقبها تستغرق في نومها وقد التصقت خصلات هاربه بجبينها المحموم ..
من هذه اللحظه عرف أنه قد أقحم نفسه في الكثير من الاحداث القادمه ..الله يشهد بها أنها جميله وفاتنه للغايه حتى في بساطة مظهرها ..لكن دواخلها مجهوله بالنسبه لي تماما ..
ولن أحكم عليها أبدا ..الا بمعرفتي أجمع دواخلها وطريقة تفكيرها ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
تأمل الطبق الذي أمامه سارحا وقد أنصت الى مايقوله من حوله ..متناقشين في قرار قد يتخذ يصب في مصلحتهم لأكمال المشروع في اقرب وقت ممكن ..
:
:
عدل غترته وهو يرفع رأسه مدليا برأيه ....أيده من حوله ..راقب حديثهم وسرح للحظه ..ما باله ..؟؟أ يفكر بها حقا ..؟
يارجل من حقك ؟؟أنها زوجتك ...؟؟ثلاب انت لم تتفاهم يوما مع زوجه من قبل سوى شما وكانت استثناء وهل ستفرق هذه الصغيره التي تكبر بكره بسنه واحده فقط ...
:
:
بل ستكون اصعب من سابقاتها ..انه لم يشاهد طليقته ام جسار طوال ارتباطه بها بهذا الشكل ..وقد رأى كل ذاك من اول ليله يرقد بجانبها ..
:
:
وكيف اقارن هذه الجميله بأي ممن ارتبطت بهن قبلا ..
وابنة خالته زوجته الاردنيه التي لم تلبث معه سوى سنه تلك حتى بالكاد يذكرها وقد أتى أرتباطه بها عرضا ..
:
:
لكن هذه وما أدراك ما الحجازيه...؟؟ لقد شهد الرجال بالحجازيه قبلا لكن لم يصدقهم حتى لمح رقتها ذاك اليوم الذي اكتنفها في صدره يحميها من الفراق ..
:
:
أنفض اجتماعهم حول السفره في نفس الفندق الذي يقيم فيه ..
وقف متبادلا الاحاديث الجانبيه معهم ..
:
:
:
وقد استغرقه الغياب ساعتين ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::
كان في يده ملف واحد لاغير ..عدل من ميلة عقاله وه يقترب من جناحه ..كان الغداء قد ترك أمام الباب ..
:
:
فتح الباب مراقبا الهدوء في المكان ..دخل الغرفه كان السرير فارغا منها ..
أقترب أكثر متأملا لونا لفته على الوساده البيضاء ..كانت بقعه دم باهته ..
رفع حاجبه جزعا وهو يقترب كان العصير الذي تركه لها أنسكب باقيه على الكومدينو وسقطت قارورته الزجاجيه على الارض ..
:
:
أتجه الى دورة المياه مسرعا ..كانت وجهها مجفيا على الارض وقد أمتد جسدها بطريقه توضح بأنها فقت وعيها ..
:
:
وقد تغير لون ضمادتها الابيض فتشرب بلون داكن مفزع ..
أتجه اليها فزعا وهو ينزع غترته ..رفعها عن الارضيه البارده ..
كانت خفيفه للغايه و ومستسلمه لضعفها تخلو ملامح وجهها من أي شعور ..
أزاح شعرها عن وجهها ..أنتشرت الهالات حول محاجرها و أبيضت شفتيها ..
:
:
جسدها ساخن للغايه ..ويتصبب عرقا ..احاط خصرها بذراعه و رفعها بخفه يقف بها أمام المغسله ..فتح صنبور المياه البارده ..غسل وجهها ..وهو يناديها مصرا ..."سلطانه ...سلطانه ..."
:
:
لايبدوا بأن مايفعله يجدي نفعا ..وقد أبتل صدره ..أنحنى محاوطا فخذيها بذراعه الاخرى ..حملها الى السرير ..وضعها ببطء ..رتب المكان حولها لترتاح ..أتجه الى الهاتف الملحق بالغرفه وهو يراقبها جزعا ...طلبهم طبيب في أسرع وقت ..وبحكم مكانة المكان الاجتماعيه المرموقه واهمية نزلائه توفر طلبه سريعا حرصا على رضاه ..
:
:
جلب غطاء رأسها من الصاله ..ستر جسدها بغطاء السرير ..وغطى شعرها ..قبل ان يفتح الباب للطبيب ..
:
:
دخل ذاك متسائلا عما تشكي منه ..جاوبه بقل علم .."فاقدا وعيا ومسخنا وجرحا ينزف ..."
:
:
فحصها ذاك ..نبهه بأن ضغطها منخفض للغايه ..وهو ما ادى لفقدها وعيها ..وردجة حرارتها مرتفه أستأذنه لرؤية الجرح ...طلب منه بأدب مهنته .."ممكن توريني الجرح ..؟؟"
:
:
تنهد وهو يقترب منها ..رفعها الى صدره ..رفع رأسه الى الطبيه الذي ازاح نظره ..غطى باقي شعرها ..شدها الى صدره بحميه لم يفهمه وهو يبعد جيب قميها الذي تلوث بدمها ..
:
:
كان الجرح ملتهب فكما يبدو بأنه لم ينظف جيدا ..فسبب لها الحمى..
اتخذ الاجراءات اللازمه ..تركها بمحلول ملحي في يدها ليرفع ضغطها للمعدل الطبيعي ..
:
:
رافقه الى باب الجناح ..عاد ليراقبها لازالت تغط في نومها العميق المتعب الذي برره ذاك له بأنها الان نائمه وقد تجاوزت الاغماء ..
:
:
راقب بقعة الدم تلوث الوساده تحت رأسها ..تذكر منظر قميصها الملوث بالدماء ..أقترب منها ..أزاح غطاء رأسها ..رتب شعرها ....كانت فتحة قميصها كبيره وتسهل عليه ما هم بفعله ..هزلت يا ثلاب ..بعد كل هذا العمر تعتني بطفله ..ومتى نزعت ملابس احداهن من قبل ..
أخرج يديها من اكمام ملابسها ..عدل الغطاء وهو يهمس لها .."كان كملتي هدومتس الله يصلحتس...."
:
:
أدخل يديه تحت الغطاء و سحب ملبسها الى الاسفل ..خرج في يده بسهوله ..
:
:
رماه في دورة المياه ..راقب المحلول الذي يكاد ينقص ..عدل الغطاء فوقها خوفا من يكشف شيئا من جسدها ...
:
:
لقد فاتته صلاة العصر وهو يعتني بها ..صلى في نفس الغرفه ..
أنه مرهق للغايه فلم يأخذ كفايته من النوم ..نزع ثوبه وهو يستلقي بجانبها ..غفى وهو يراقب خصلات شعرها تتمرد على اطراف السرير ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
و كأن الروح أنسلت الى جسدها عائده بعد هيام متعب دام طويلا ..
:
:
كانت تشعر براحه غريبه بعد كل ماعانته ..الا انه جسدها مرهق كأنها بذلت مجودا طويلا وعضلات بطنها تؤلمها ..
:
:
أزعجها تقل في ظاهر كفها اليسار ..كانت أبرة المحلول ..رفعت رأسها اليه وقد شارف على الانتهاء ..
فتحت الضماده وسحبت الابره بألم وهي تعض على شفتيها..أعادت الضماده ..
أستقامت في جلوسها الا انها احست بخفه غريبه وهي تراقب غطاء شعرها الذي تميزه بأطرافه المشغوله بنعومه ..
رفعت الغطاء بسرعه تغطي صدرها ..لفته حول خصرها ..ألتفتت الى مكانه ..
كان يغط في نومه بطريقه غريبه .....و كأنه مستيقض وسيفتح عينيه بأى لحظه حتى في نومه مهيب و وقور ..
:
:
نظرت الى ساعتها كان قد تبقي عن المغرب نصف ساعه ..
كيف ستقف وهذه حالتها ..جرت الملاءة ...لم تستطيع كان يستلقي فوقها ..
:
:
سحبت طرحتها ..التاى كانت خفيفه للغايه وبالكاد ستسترها ..
لمحت طرف غترته الحمراء ..وقفت مبتعده خطوتين جرتها وهي تراقبه ..
غطت جسدها ..ولازالت عينيها عليه ..يبدو مستيقضا ..حتى أنه يرفع حاجبه الايسر وكأنه ينصت الى حديث أحدهم ..
تسللت الى حقيبتها ....كان صوت سحابها في كل هذا الهدوء مزعجا ..
سحبت اول فستان قابلها ..رفعت رأسها لتعود أدراجها ..كان يراقبها بصمت ارتجفت له اطرافها هلعا ..
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يرفع عينيه ..وقد هوى قلبه أسفل صدره ..و أشتعل جسده لمنظرها ..مهما كان وكابر انه رجل ..
وهذه حاجة كل رجل ..و هذه الحزينه جميله للغايه وملفته ..
:
:
سمع صوت باب الحمام يغلق بهدوء ..
أستقام جالسا وأخرج هاتفه طلب رقم ذاك ..
لم يلبث حتى رفعه ..
وبعد السلام و السؤال ..
أجابه ذاك بما توصل أليه .."أبشرك قدرت أحول اوراقها لتورنتو ..لقيت بيت هناك قريب من المستشفى و شارعين عن معهد عذبى ...حددوا موعد العمليه بعد أسبوع ..الطبيب اللي كان مفروض يمسك حالتها ماخذ اجازة لانه يتعالج كيماي الله يحمينا..لكن حولها على طبيب معو في نفس القسم أشتغل معو قبل كثير .."
:
:
همس ..."زين الله يجزيك عنا بالخير ..يعني البنت بترافقا عذبى ..كم يبا يجلسن فيذاك...؟؟"
:
:
أجابه ..."حول الثمان شهور ..ان شدت عذبى حيلا ..انا بعد احتمال أنقل تورنتو معهد لندن قفل ..مو أكيد لكن لزوم هالشهاده للترقيه ..."
:
:
رفع عينه للتي خرجت تجفف شعرها ..مرتديه فستان أسود ضيق يشف انحناءات جسدها بنقوش بيضاء وصفراء كلاسيكيه..
:
:
همس لأخيه ...."يجزاك بالخير يافياض ...أبطلع قطر بعد يومين ..أنت متا تبا تاخذ البنيوات ....؟؟"
:
:
رد ذاك وقد خطط قبلا ..."الاوراق اللي وصلتني امس جهزتا بأطلع للبنيا جواز سفر كلمت سند ..وبكره بالكثير طالع ..لزوم ارحلا لكندا بدري ترتاح قبل العمليه ..."
:
:
تأملها وهي تنحني على حقيبتها تبحث عن شيء ما ..."يعني عمتا ماتقدر تقابلا قبل تأخذا ..."
:
:
رفعت رأسها وقد فهمت حديثه ...فهي تستطيع فك شيفرات حديثه فأمها كانت تسهو بلهجتها احيانا ...فتشرح لها ماتقصد ..
:
:
فالمؤنث في لهجتهم مذكر ..و كاف الملكيه للأنثى لاينطق ..
الالف تضاف كثيرا الى نهاية الكلمات ..و شيفرات كثيره تفهم من سياق الحديث ..أشنوحتس ؟؟معناها مابك؟؟
لهجتهم غريبه الا انها جميله لا يفهمها سواهم ..حتى ان الفاظ التغزل بها كثيره ..
فلا يكاد احدهم يطلب طلبا من احدهم الا وقد سبقه بدعوه أو غزل ..
:
:
أغلق هاتفه ...لم يحدثها ..بل فضل تأملها صامتا ..كانت تمشط شعرها بهدوء وقد غابت عنه للتو لتحظر حقيبة كتفها من الصاله ..
وترها تأمله الغير مفسر ..بل وصمته المهيب لا يزيد اطرافها الا ارتجافا ..
انها خجله منه فكما يبدو عندما لمحت قميصها اثناء استحمامها وقد تلوث بدماء جرحها أنه هو من جردها من ملابسها ومن غيره ..
:
:
أخرجت كحلها ..وقف وهو يراقبها ترسم عينيها بأتقان وخفه ..
لحظتها تمنى لو أنه شاعرا بقلبا جزل فلا يفوت هذا الموقف الا وقد نظم بها معلقه ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ثم حدثته ....ترددت متسائله..."أش صار على موضوع كادي ..؟؟"
:
:
كان يتأمل انحناء خصرها ..رفع رأسه اليها ..."الحمد لله ..بيتم قريب ان شاء الله ....."
:
:
:
غزت وجهها ملامح فجأة ..."متى طيب؟؟"
:
:
مسح وجهه بتعب ...وهو يتجه الى دورة المياه ..."بعد بكره انشاء الله ..."
:
:
دمعت عينيها لا اردايا ..حزنا على ابنة اخيها التي ستبتعد عنها ....."طيب مين بيروح معاها ...أنا ...؟؟"
:
:
أخذا نفسا طويلا ويبدو بأن حديثه سيطول ..."بتروح مع عذبى وخدامتا ..وفياض حولهم مو مقصر ...."
:
:
تلعثمت بحديثها وهي ترمش تمنع سقوط دموعها كي لاتفضحها ..."ثلاب انا ما اقدر أبعد عن كادي ..."
:
:
تلعثمت مجددا ..محاوله التبرير ..."كادي ماتقدر تعيش بدوني ولاترتاح لأحد غيري ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه ..."أنتي تعرفين بأرتباطتس بي لازم تكونين بالصوره دوم ...شلون شيخ قبيله يراعي أمور قبيلته بدون مره ...."
:
:
أرتجفت يديها ...."و امك ...هاذي مو قبيلتي حتى وانا هالشكليات ماتهمني ماعمر قبيلتي ولا قبيلتك فادتني وقت حاجتي ...انا ماراح اترك كادي ..."
:
:
همس ....مخفيا حنقه .."أفهمي يابنت الناس كان بينا اتفاق ...تراعيني ..اراعيتس واراعي بنت اخوتس ..روحا معا مافي انا رجلتس وهذا أمري ..طاعتي واجبتس ..."
:
:
مسحت دموعها ..."بس ياثلاب ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه مسكتا اياها ..."طلابه ..يابنت طلال ..."
:
:
كان يعني بكلمته ان توقف الحديث ...أكملت مصره ..."أنا ابي اكون بجنب كادي ثلاب انت افهمني ...أنا من البدايه وكل هالارتباط ضد رغبتي .... و واضح انه ضد رغبتك بعد "
:
:
شدد على قبضة يديه ...." انا مايغصبني الا موتي يا سلطانه ....انا ماغلطت عليتس ليه الغلط ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأستغراب ..."بس انا ماغلطت عليك قلت اننا مغصوبين ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ولا زالت ملامح حنقه تعلو محياه ..."طلابه ياسطانه ..."
:
:
أقتربت منه ..."لا ياثلاب ابي اتكلم لازم نوضح كل مواقفنا من بعض ...احنا خلاص ارتبطنا ببعض ...مر يومين وانت متجاهلني معليش عايدي ...كل هالارتباط غريب علينا وضد راغباتنا وحنا اغراب ..بس نتقرب نتكلم نفهم بعض ..وواضح انه ما اهمك ليه ماتخليني اروح مع بنت اخوي ..."
:
:
همس حانقا بين اسنانه ..."سلطانه ان قلت لتس قبل عن حاجتي ورغبتي ..."
:
:
أقتربت من السرير غاضبه فهي بالكاد تفهمه ...رفعت الاغطيه بعنف ..والوسادات الزائده ..همت بالاستلقاء ..."هاذي رغبتك هاذي حاجتك ...خذها اطلبها ..هذا اللي تبيه ..أنا مو فاهمتك انت نافر مني ومانعني من بنت اخوي مافي سبب يبقيني عندك ...."
:
:
كان يراقبها بصمت وقد اشتعل منها غضبا ...ليست سهله ابدا ..
اضطرب صدرها ..وهي تراقبه لاهثه من مجودها ...هزت رأسها بالايجاب ..."هاذي رغبتك ..."قالتها وهي تسدل كم فستانها ..
:
:
مد يده اليها ...جرها بقوه مخرجها من السرير ..تألمت لفعله وهي تقف أمامه ..."هالشئ أخر همي ....انا شيخ قبيله افهميني قبيله ..قبيلتي من العراق للأردن ..لازم يكون ظهري مره ...فهمتيا للحين ..أمي ..أمي مو مرتي ...شما الله يرحما كانت قايما بالواجب ولا قالت قبيلتي ولا قبيلتك ..شافت اللي تسويه مساعدا لخلق الله ..."
:
:
أنهمرت دموعها ..."ثلاب الله يخليك ..اعفيني ..انا كل همي بنت اخوي ...شما الله يرحمها كانت هاذي شخصيتها انا ما اقدر ...والله ما اعرف ..انا حتى اقارب ماعندي ماعرف أي من اللي تطلبه ويطلبونه مني ...صدقني حتى لو بذلت كل جهدي بقصر "
:
:
هز رأسه لها بالنفي مصرا ...."بتتعلمين ....وعساني اراعيتس عدتي اللي عدتيه ...لابغيتتس جيتس وانتي طيبه ..سامعه ..."
:
:
خجلت حقا لتصرفها الا انه فعله مادفعها لهذا ..مسحت دموعها وهي تراقبه يبتعد عنها ...ألتفت اليها فجأه ...محذرها ..."سلطانه ماحد مننا مغصوب سامعا ....لكن انا أجهلتس استحمليني ...ماراح اخذ عليتس بدري...أستحمليني ...."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي ترتب هندامها ..تأملها للحظه .."تبين تشوفينا قبل تسافر ....؟؟"
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تمسح دموعها .."الله يخليك ..."
:
:
مسح وجهه بكفه بتعب ..."أحاول اخلص بدري اليوم ..."
:
:
كان احتكاكها به متعبا ولا يتنبأ أبدا بردة فعله فيبدوا بأنه معتزا بنفسه للغايه فلا يرضى لأحدهم بتأويل تصرفه او الحديث بشعوره ..
صلت مافتها من فروض ..جلست في الصاله ..
كانت هناك قهوه عربيه لم تقومها على الطاولة..تناولت قطعه من الشوكولاته معها ..
ويبدوا بأنه أطال الغياب في الغرفه ..خرج مرتديا ثوبا أسود وغتره بيضاء ويحمل في يده أيباد وملف رمادي ..
:
:
العقال وميلته به عزة وهيبه غريبه ..جلس بجانبها فغرقت برائحة عودته القويه ..
رفع هاتفه الذي لايفارق يده ..كان يحدث أحدهم ويتأمل قربها منه ..
من باب أدبها مدته بفنجال قهوه ...همس لها "تسلمين ..."
:
:
أبتسم للحظه وهو ينصت للطرف الآخر .."كبرنا على هالكلام يا ابو رغد ..مرتي يمي بس..."
:
:
أنصت للحظه رد بجديه .."الله يبارك بك ويرحما ويرحم موتى المسلمين ...."
:
:
لقد ذكرها بأريحيه أمام من يحدثه ولم يستصعب وفاة شما القريبه ..
لم يجعل منها سرا يعلنه لاحقا ..انها حقا تائهه ..تصرفاته تناقض اقواله ..
:
:
يطالبها حقوقا تعجز عن تلبيتها لصعوبتها وهو بالكاد يدثها ..وما قصده ذاك اليوم عندما قال لي أنه يأخذ مايريده برضاي ..أكان ياترى يقصد ماحصل مع نايف ..؟؟
:
:
قطع تفكيرها السارح بصوته الرجولي الفخم ..."أن شاء الله اليوم الليل الساعه 1 طيارتنا نرد سكاكا ...زهبي عمرتس ..."قالها وهو يقف متجها الى الباب ..
:
:
أبتسمت له وهي تهمس "شكرا .."
:
:
لم يلقي لها بالا وهو يختفي خارجما من المكان هذه نقطه تحتسب له وفي صفه ..لقد أرضى مطالبها ولبى رغبتها في رؤية أبنة اخيها على الرغم من ذكر اهمية ذهابه الى قطر كثيرا في محادثاته التي لا تتوقف ..
:
:
:
انها في مزاج يسمح لها بالاكل ...وجائعه للغايه ..
:
لم يلبث ماطلبته حتى وصل سريعا .... عند رؤيتها الطعام تذكرت كم لبثت بدون أكل كم هي حمقاء عندما يتعكر مزاجها تفقد القدرة على استقبال أي شيء ...
:
:
ومن بعدها
حزمت حقيبتها المتواضعه ..جلست في الغرفه بعد أن صلت العشاء ..
وهي تتأمل المكان حولها واغراضه الكثير التي تزحم الغرفه بطابع رجولته ..
أ تحزمها له ...؟؟وما أدراها بما يرضيه .....لا لتحزمها امتنانا لقبوله الذهاب لرؤية كادي ...لأعتبرها مبادرة مصالحه مني .....لكنني لم أغلط ماهذا الظلم ...
لا سلطانه لتحوري هذه العلاقه لصالحك من الواضح انك ستعلقين معه عمرا ..افعلي تماما مافعلته مع نايف ..وقد كان اسوأ رجل ممكن ان ترتبط به امرأه شكاك وانهزامي ولم تبخلي عليه بحقوقه ...
لاتكوني هكذا ..
:
:
:
:
وصلت هاتفها المتواضع الذي فرغت بطاريته منذ ان اتت من المدينه بالشاحن..
ومن ثم همت بترتيب اغراضه ..
رتبت اوراقه التي ابقاها أسفل الطاوله ..وضعتها في ملف فارغ بجانبها..
رتبت ملابسه في حقيبة سوداء فارغه نسبيا تركها داخل الخزانه ..
كان هناك ملف ورقي ..سقط منها فأنتثرت أوراقه أعادت ترتيبها مسرعه ألا أن هناك ورقه لفتتها ..
كانت هويته ...مكان الولاده عمان ..ولد في الاردن كما يبدو مواليد 1970 ميلادي ..
شدها تاريخ ميلاده ..أنها يكبرها بـسبعة عشر سنه ..
هذا رقم كبير جدا عليها ..يصعب عليها أستيعابه فالفرق بينها وبين نايف كان سنتين فقط وكان يحدث صدى كبيرا في التفاهم بينهما ...تسعة عشر سنه ..الطف بي ياربي ..
وكيف سأقفز كل هذه السنوات لأتفاهم معه ..وموقف واحد عارض بين لي كم هو هجومي وصعب المراس..
و كيف سيتفهمني وكل هذه السنين تقف حائلا بيننا ..
أن كان أكبر أبناءه كما عرفت من شما أنا أكبر منه بسنه واحده فقط ..مما يعني بأنه رزق بخلفته وهو بالعشرين ...رباه أنه بدوي تقليدي للغايه ..
:
:
أعادت ترتيب الملف ..وبقية أغراضه وهي تفكر بوضعهما الغريب ..
في زواج تقليدي سيكون هذا الوضع وفرق العمر صعبا للغايه الا في حالة رضا أهل الفتاه ..
لكن وضعهما أستثنائي أليس كذلك..؟؟"
:
:
بعدما انهت ترتيبها ..توجهت الى الواجهه الزجاجيه الضخمه ..راقبت حركة الطواف حول الكعبه ..
هذا ظلم حقا ..بعد اربعه سنوات اعود لمكه ..وبي شوق كبير لها ..و اراقبها من هنا عاجزه ..
:
:
هل أطلب منه النزول ..؟؟سأطلب وعسى الا يزعجه هذا .
:
سمعت صوت الباب يفتح ..أتجهت أليه ..
دخل وهو منشغل في شاشة هاتفه ..
رفع عينيه كانت تقف أمامه تنكش أحد اظفارها ..وقد جمعت كفيها تفرغ توترها ووقوفها أمامه ..
وضع الايباد و الاوراق والملف على الطاوله بجانبه ..
همس لها .."لزوم ننزل لجده اللحين ..على مانوصل المطار ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ..دخل الغرفه لحقته ..راقب اغراضه المرتبه في منتصف الغرفه ...ألتفت كانت تقف خلفه ...
رفعت خصلاتها عن محياها بأطراف أناملها ..لها شعر أسود ثقيل و بتموجات أقرب الى ان يكون غجريا ..
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفليه خوفا من رده ..."ثلاب معليش انزل الحرم شويا ..."
:
:
تأملها صامتها وهو يهز رأسه بالايجاب ..أبتسمت وهي تتجه الى عبائتها ..."شكرا ..."
:
:
جلس على احد الكراسي في الغرفه ..و لازالت عينيه معلقه بشاشة هاتفه ...
بعدما انهت لبس عبائتها ..أمسكت نقابها في يدها ...سألته متردده ..."تنزل معاي ....؟؟"
:
:
رفع عينيه لها ..تأمل طولها الذي تفضحه عبائتها ..هز رأسه بالنفي ..."لاء مانيب بس انتبهي لعمرتس ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."أنشاء الله ..قالتها وهي تتجه الى الباب ...كيف ستستدل طريق الخروج ...أخذت بطاقه أحتياطيه للغرفه وضعت في جراب بجانب الباب ..
وضعتها في حقيبتها وهي تنظر خلفها ..سمعت صوته محدثا أحدهم ويبدوا أن في الموضوع رحله قريبه الى العراق ..
:
:
فتحت الباب ..راقبت الممر الضخم الواسع بفخامته الكلاسيكيه يعم السكون على اجواءه ..
:
:
مشت حتى اختفى باب الجناح عن نظرها ..وصلت الى صف المصاعد ...طلبت احدهم والذي بجانبه ..وقفت بينهما ..العراق ..ومن يفكر في الذهاب للعراق في ظل الاجواء التي تسودها ..
لكن صديقتي العراقيه قالت لي بأن الوضع أصبح مطمئن نسبيا هناك ..
فُتح المصعد فدلفت اليه ....وماخصني انا ان شاء الله يذهب الى كابل ...
لكن يبدو بأنه مشغول للغايه ..انه بالكاد ينام ..مالذي يفعله ..
وماهذه الارقام والمخططات الممله التي يحدق اليها طوال الوقت ..
وصلت الى البهو بعد رحله طويله في المصعد لضخامة المكان ..وحتى تاهت لتستدل طريقها مره اخرى ..
:
:
تاهت ايضا في البهو الضم لتستدل على البوابات التي تطل على ساحات الحرم ....
لم يلزمها سوى خطوات لتكون داخل الحرم ..وكم تعشق الحرم فأيام حياة ابيها وعبد الرحمن لم تقطعه وحفظته عن ظهر قلب ..
أرتجف قلبها عن دخولها صحن الحرم وقد بدت لها الكعبه سوداء كبيره ولامعه ..دمعت عينيها وهي تبتسم لها ..
تمنت لو بأمكانها الطواف لو لم يستعجلها ذاك ..
صلت في مكانها بالقرب منها ..ومن ثم دعت ربها كثيرا ان يسهل عليها امور حياتها الجديده ويسخر عباده لكادي فلا يضرها احدهم و يتم علاجها على خير ان شاء الله ..
:
:
:
شربت من برادات المياه المصفوفه قريبا من مكان خروجها من ماء زمزم ...أخذت نفسا عميقا وهي تعود أدراجها ..
:
:
وتاهت مجددا للوصول الى غرفتها الى انها لمحته في البهو ..يرفع هاتفه وهو يراقب المكان بعينا صقر ..رن هاتفها ولازالت تراقبه سارحه بطول هامته وتميز هندامه ..
..
ألتفتت الى ماكن الرنين وهي تقترب منه ....لم يحدثها فقط اشار لها بعينيه لتتبعه ..
تبعته كانت قريبه منه للغايه التصقت في كتفه وهي تبتعد عن الداخلين ..فتح لها باب السياره التي أتت بها من المدينه ركبت خلف السائق ..
بعدها بوهلة ركب هو ...أخرج حاسبه المحمول وهو يأمر السائق ..."خذ لنا قهوه يا حامد ..."
:
:
همس ذاك له ..."تامر ..."
:
:
لا يطيق ان يعيش دقيقه فارغا...وزع نظراته بين هاتفه و حاسبه ..
رفع هاتفه ليحدث أحدهم ...كانت نبرته مخيفه ..راقبته بجزع وهو يهدد عن غلط ما لاحظه في ماتعرضه شاشة حاسبه ..
:
:
توقف ذاك ..صامتا لم يترجل من السياره وهو ينتظر ذاك ينيه محادثته الناريه ...تغيرت ملامح في لحظه وهو يلتفت اليها ...وتغيرت نبرة صوته ...وهو يشير على لوحة المقهى بعنيه .."تبين شيء ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..طلب من سائقه ..."أثنين مثل دايم ياحامد ..."
:
:
ثم عاد الى محادثه أخر مانطق به ابتسمت له فهي تحفظ هذه الدعوه ...يبدو بأنه غاضبا للغايه ..."أقهرك بالله عساني ما القاك لا اسطرك..يالارفل...أنهج"
اسطرك=انهال عليك ضربا
..يالارفل=كسول
:
صمت للحظه .."زاد أشنوحك؟؟"= اذا ما بالك ؟؟
:
:
انهى حديثه ..."طلابه ..أنهج ..أنهج ..عساني اعزيبك ..؟؟"=يكفي اذهب عسى ان احضر عزاك قريبا
:
أغلق هاتفه وهو يرميه بجانبه بغضب..
:
:
..ألتفت لهمس ضحكتها المكتومه ..
أبتسم لها ..يبدو بأنها فهمته ...اعاد نظره لشاشة حاسبه ..
ناوله سائقه الذي ركب للتو بطلبه ..
أصر عليها وهو يمدها بكوب بعلامة المقهى المعروفه ..أخذتها منه على استحياء .. فهي لاتشرب سوى القهوه العربيه..وهل من ذاق القهوه العربيه ..يرضى بغيرها ..لله درها عشق البدوي و خليلة مزاجه ..
:
:
:
شربت رشفه منها ..أعجبتها كانت مره وقويه ..
أنهتها دون شعور وهي تتأمل انعاكسه وضوء حاسبه على زجاج نافذتها ..
:
:
بعد وصولهم للمطار لم يلبثون طويلا حتى استقلوا رحلتهم ..
لم تكن مزدحمه ..حينها فقط سمح ذاك لنفسه بالاسترخاء من التدقيق في شاشة حاسبه ..وأخرج ملف اوراق ..انغمس في مراجعته ..
ما أستغربته ولاحظته هذه اليومان منه ..يجيد التحدث بلغتين ..يتقن عمله الxxxxي والتجاري للغايه ..كيف يكون كل هذا في شيخ قبيله بدويه ..المفترض ان يكون كل همه نزاعات قبيلته وتكثير النسل ومنقيات حمر النعم ..
:
:
:
الا انه يسعى بطريقه غريبه على اثبات نفسه كرجل اعمال بعيدا عن مرتبته القبليه ..
:
:
تشعر براحه غريبه وهي متججه لرؤية كادي ..فبعد ماصدمها به بأنها لن ترافقها ..يبدو اللقاء هذا نعيما حتى وان كان الوقت فيه شحيحا ..
:
:
ألتفتت اليه ..كان يدلك محاجر عينيه بتعب ..ليس جميلا ابدا الا انه وسيم برجوليه فاتنه للغايه ..وكل هذه السيطره والهيبه التي يفرضها ..
وجوده يحشر المكان دوما ..من الموقف القليله التي جمعتها به ..كان اجمع من يمر بهم يلتفتون اليه ..
حضوره طاغي ومترف وبدوي وشمالي حتى السكره ..
:
:
لم تتذكر أنها في يوم احتكت برجل مثله ..
:
:
داهم النوم مقلتيها وهي تراقبه ..السؤال الجديد الذي داهم حياتها ........الشيخ ثلاب؟؟
:
:
:
الجزء الحادي عشر ..
:
:

"ملاذ أحدهم.."
:
:
:
:
صباح ذاك اليوم ..كانت الشمس مشرقه والجو صحو ..
أصرت عذبى لمرافقتها الى غرفة عمتها الجديده ...
كانت الغرفه فخمه وضخمه كما يتوقع ..
فلا يليق بهذا القصر غرفه متواضعه أبدا ..
فتحت لها خزانه جداريه ضخمه .
والحماس يغطي محياها ....وكمن كشف ستار عن منحوته فاتنه او عن لوحة مكتمله ..."تنااااااا ....اش رايتس ..."
:
:
تألمت الخزانه الغارقه بقطع الملابس ....أستغربت ..."أش ذا ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."هدية زواج سلطانه مني ومنتس ...أشركتس معي بالجريمه اللذيذه..."
:
:
أبتسمت لها على مضض ...."حلو ..الله يسعدك ..."أفضت بما يقلقها ..."عمه سلطانه وحشتني يارب انها طيبه ..."
:
:
أبتسمت لها ,,,"أكيد طيبه يابعدي حيي ..بعدها عروس ..بوه عروس ماهي طيبه ياكفا البلا ..."
:
:
أكملت وهي تقطع شوطا للتسريحه ..."اصبري بعدا الجريمه ماقضت ...راعي .."
قالتها وهي تشير على المكياج والعطور المصفوفه على التسريحه ..
:
:
أبتسمت كادي فهي تعرف عمتها جيدا رسميه و كل هذا لايهمها ...بالرغم ان ذوقها جميل ولديها امكانيه لفعل أي شيء فهي من كانت تتكفل بزينة بنات الجيران في المناسبات ..
الا ان الحياه اثنتها عن الاهتمام بكل هذا ..
أكملت عذبى بحماس ..."وعمتي شرت لا ذهب أطقمن غاااليه تفتح النفس ...هاذي هدايانا مابعد جت هدايا ثلاب ..ممكن فلا ممكن سيارتين ممكن عماره ممكن منقيه ممكن فرس ماتدرين ...؟؟"
:
:
غضنت جبينها بأستغراب ..."وعمه سلطانه اش تبغا بمنقيه ..."
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلتس والله متواضعه ...وللحين ماجت هدايا القبيله ..وفي اغلى من حمر النعم على قلب البدوي يهديا لمرتو ...الناقه الوحده بخمس ملايين ..."
:
:
غضنت جبينها بغضب ..."خمسه ملايين وهي حيوان اخرس والضعوف يموتوا في كل مكان ..."
:
:
لم تتمالك نفسها من الضحك ..."لا احد يسمعتس ...الافكار هنا يا كادي غير عن الحجاز ..حتى وان كنتوا بدو بس هنا غير ..بدواتهم عزتهم ..كرمهم و نياقهم و قصايدهم وشبة النار مبلغ احلامهم ..ناس طيبه وبسيطه و اهل فزعه وهم صاحبو همو مستعد يضحي بروحو و لا يشوف بصاحبو ضيم..."
:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياروحي ندري الشمال ارض حاتم الطائي ..وكرمهم مضرب مثل ..لكن انا ما اتكلم عنهم بس اتكلم عن الكل من ملاك الابل ...الاسعار اللي يحطونها مبالغ فيها .."
:
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تتجه للخروج من الغرفه ..."وانتي اش عليتس منهم ....يسومونا باللي يريحهم ...تعالي خلينا نتقهوى ونفل حجاجنا..."
:
:
حذرتها كادي..."عذبى اوكي جدتي شماليه بس ما افهم كل حكيك .."
:
:
ضحكت وهي تشير على مكان يبدوا بأنه الجزء الداخلي من واجهة المنزل النافره الزجاجيه ..حيث ان سقفها مائل وزجاجي بالكامل ..
"تعالي نجلس نتشمس فيذا لا طلعنا نتشمس برى بنموت من البرد..."
:
:
حركت عجلات كرسيها حتى المكان الذي دلتها عليه ..كان هاديا ومنعزلا ..
ويوفر خصوصيه بأريكه كلاسيكيه وطاولة زجاجيه ونبته عملاقه في الركن ...كان هناك جدار يقطع أمتداد السقف الزجاجي وبه باب يكاد يرى لانه مغطى بنفس ورق الجدران المشجر ..
مقبضه الذهبى فقط ما يميزه ..
لم تشأ ان تسأل رغم انه اثار فضولها فخلف اصغر الابواب تخلد اعظم الاسرار منتظره من يقضها ..
بحكم نزاهتها لو فُتح هذا الباب سيكون الماكن زجاجي بالكامل ..لان أسفل هذا المكان في الصالون جدرين مائله تلتقي في واجهه وكلها زجاجيه بالكامل حتى السقف ..
:
:
:
مدتها عذبى بفنجال قهوه قد وضعتها الخادمه للتو على الطاوله ..
أخذته منها مبتسمه وهي ترتب مقدمه شعرها الكثيف ,,عدلت من فرد شالها الحريري الابيض على فتحه صدرها الكبيره ..
أبتسمت وهي تراقبها تمارس جمالها ..كانت رنات بناجرها الرقيقه المصفوفه حول معصمها خافته وملفته ..
:
:
:
"عمري ماتوقعت بوه بدويا ذا شكلا ولونا .."
:
:
أبتسمت لها وهي تخرج كتابها من جراب كرسيها المتحرك ..."عرق شانديقار طغى على عرق البداوه ...."
:
:
أنها جميله وهادئه للغايه وبعقل راجح ومتزن ...
لاتحبذ كثرة الكلام وتفسير المظاهر ..تعشق الغرق في كتبها ..ورسم الزخارف حول كلماتها المفضله..
:
:
:
فتحت هيا بدورها هاتفها تقلب في رسائل ايميلها الاخيره من المعهد التي تنوي الدراسه به ..
:
:
أوقفت تلك القراءه وهي تتأمل السقف الزجاجي ..
همست بتساؤل ..."عذبى ..؟؟"
:
:
رفعت رأسها ..."ياروحها ..."
:
أبتسمت لها ..."تسلمي لي روحك ..."أكملت تغرق في تساؤلها ..."أمس الحرمه اللي جات افطرت عند ام ثلاب قالت لها وهي تعزيها في عمة شما الله يرحمها عقبال ما نعزيك في الغالين و ام ثلاب قالت امين وقعدت تدعي ...أستغربت ممكن اختلاف لهجات بس مو لهدرجه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."لايسمعتس احد تنادينا ام ثلاب أسما ام عياد ...والقصه طويلا يبي لى جلسا .."
:
:
أبتسمت لها ..."مو جالسين اهوه ..."
:
:
راقبت تلك المكان حولها ....وادلت بدولها ..."حبيبتي الشيخ معتاد كان عندو خمس أولاد عياد وكساب و ظافر وثلاب وفياض ..اخواتو متزوجات شيوخ من العراق واخوات عمتي ام عياد متزوجات شيوخ من الاردن ...يعني العلاقات وطيده ...بيوم كان عمر عياد 24 وكساب 23 وظافر 21 ..و ثلاب 19 و فياض 12 ...يعني قبل خمس وعشرين سنه ...راحو الثلاث الكبار يعيدون عند ولد عمتهم صاري و ثلاب و فياض راحو مع امهم الاردن ...صاري تزوج بنت عمة ولد عشيرة ثانيه من قبيلته ...و الولد ذا اسمه علي وهو وحيد ابوه وابوه وحيد جده ..والشيخه اكيد له ..لكن صارت عداوه بينه وبين صاري بعد ما اخذ بنت عمته اللي يحبها وصار بينهم اشتباك على ارض ومن هالكلام وهم اصلا اعداء...وبس بيوم ا كانوا في رحلة قنص ..وهم يصلون المغرب يوم عرفه عام 1410 فرغ فيهم علي مشط رشاش ..وماتوا كلهم من لحظتها ...و قب الثار بينهم ..الدنيا قامت ماقعدت قتل ثلاث شيوخ من قبيله سعوديه ..لكن وضعو كان في صالحو لو قاموا عليه القصاص عشيرتو بينتهي فيا مشيخة ابوا وجدا و اجدادهم قبل ....و قالوا ماناخذ ثارنا الا لا خلف علي ولد ..حينها يانتنازل يا ديه يا قصاص ..و شهدوا بالهكلام كل شيوخ القبايل المتصله ببعض من العراق لشمال السعوديه للأردن ...ومن حسرة الشيخ معتاد زوج ثلاب من حينها وقاله خلف لي شيوخ ..ومدت السنين و علي ماخلف ولد و ابتدأت حرب الخليج وبرد الثار ..لكن الوحيده اللي مانسيتو و عيت تاخذ عزى في عيالها هي عمتي ام عياد ..ومو هذا اكثر واحد السالفه تاكل وتشرب معاه واللحين هي بيدو هو جسار ..ولد ثلاب الكبير لان جدته زرعت انقاما وحقدا في صدرو ....ثلاب للأن ماتكلم في الموضوع واحترم كلمة ابوا انو لوقت خلفة علي بولد ينوخذ القرار ..لكن جسار متأبط لهم الشر على قولتهم ..بس لو عفى ابوا وتنازل ماله أي رأي او كلمه ...رغم ان ابوا وجدتو دوم ياخذون بكلمتو ...وبيني وبينتس جسار هذا احسن قرار كان بعدو للرياض بدوي جلف شري ان ولعها ماحد يطفيها تماما نفس عمو عياد وعمو كساب الله يرحمهم لانو تربية جدتو ..والكل يقول جسار تنازل عن الشيخه لكن لا ابوا هو اللي نفاه منها ...لانه يعرف ولدو لو مسكا لا هو متفهم ولا هو راحم ...واللحين تروه استفهام لكل القبيله ولا احد يدري عنو شيء لكن شما الله يرحما زوجتو ومحد يدري سواها وابوا وجدتوا وانا دريت عارض وقالت شما يمكن ينشغل ببيتو ودراستو عن حقدو و اللي بقلبو ..واللحين عندو بنت عمرا 3 سنين ولا احد يدري عنو ولا يتواصل معو الا جدتو وابوا ....وترى ابوا هو عشقو ونقطة ضعفو ..لكن ليه نفاه هاذي قصه محد يدري عنا ..."
:
:
:
نظرت حولها ومن ثم أقتربت منها ..."أقولا لتس صريحه ...جسار حاول يقتل علي ...وهذا اللي قهر ثلاب ..وماقدر يسوي بوه شيء لانو بكرو الا انو حرمو من اجتماعات القبيله ومن الشيخه ...وقصص هالبيت كثيره وتخوف لا تتعمقين فيها ..."
:
:
:
أتسعت حدقتيها بمفاجأة مما سمعته وكأنه قصة مسلسل بدوي قديم ..يعرض بملحميه على القناة الاولى بعد كل صلاة مغرب ..
وكأنها قصة حرب قديمه شبت بين قبائل الجزيره العربيه ايام الجاهلية الاولى ..وكأنها حروب ماقبل توحيد المملكه ..
الحروب البارده الانتقاميه التي لاتمثل سوى حكمة أطرافها المتصارعين ...
غضنت جبينها ...."طيب وكيف ثلاب دري انه جسار سوى كذا ؟؟..وعلي ماصار له شيء..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."علمي علمتس لكن ثلاب ما تنقال كلمه وسط قبيلتو ولا يجد جديد الا وهو عندو قبل أهل الشأن ...لكن جسار وقتا كان حاقد انو الموضوع أنسى و جدتو كل يوم تعيش بحرقتا و حب ينهي الموضوع .."
:
:
:
رفعت أحد حاجبيها مستغربه ...."كيف يجيه قلب ينهي حياة انسان مهما كان اللي سواه ..."
:
:
هزت كتفيها بعدم درايه ..."تربية جدتو ..."
:
:
لازالت لم تقتنع ..."طيب وليه ماحد يدري انه تزوج واستقر ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."ياعمري هالولد كلو أستفهام للقبيله والبعض عمرو ماشاف خلقتو ...وان درو بيسألون ليه زوجوا ابوا بدون حفل وهو شيخ وش ناقصوا ...؟؟أشنوحو...؟؟و ينبشون ..وتطلع سواتو ...وقبل كثير جسار وقفاتو مع قبيلتو بها شر ...وما يسعى للصلح مثل ابوا واخو عياد .."
:
:
:
غضنت جبينها ولازالت حتى الأن حقا لم تفهم أو تستوعب مايقال ..."طيب عمتي شما طول هالمده كانت تقول عنه حنين وطيب ومافي منه ..."
:
:
أبتسمت لها وللذكرى ..."شما لايمكن بيوم تمس ثلاب او او اولادو بهرجه شينه ...وشما هذا اللي تشوفا في جسار ..وجسار شما جنتو يعشقها تسنها امو ..."
:
:
هزت كتفيها بأستغراب ..."طيب وبنته مو معقوله مايجيبها لأهله أو يخليها في الصورة ..."
:
:
رفعت حاجبيها ..."دوم يتعذرون بصعوبة دراستو ..لكن صحيح بنتو ماحد يعرفا ولا شافا بيوم غير ثلاب ..وجسار تسنو نافر عن هالبيت مايجي يمنا دوم ..لكن بعزا شما جا يوم واحد بس ونهج ..."
:
:
مسحت وجهها بكفها ..."والله شيء غريب ويحير وترى جسار مظلوم ..وبنته مظلومه وزوجته كمان مظلومه ..."
:
:
أبتسمت عذبى بشماته ..."أحيان اللي يزرعونا اهلنا بقلوبنا يعذبنا ..لو جسار تربى مثلو مثل اخوانو وش نقصوا ؟؟..."
:
:
نظرت كادي لفنجال قهوتها الفارغ ..."أهلنا ضنوا أنهم يحمونا بأفكارهم ..لكن بعض افكار اهلنا جميله وتربطنا فيهم لازم نحافظ عليها ..لكن الانتقام في قلب جسار على اعمام ماعرفهم ...ما هو الا امتداد لأنتقام جدته ...صح؟؟"
:
:
أخذت عذبى نفسا عميقا وهي سعيده بوجود أحدهم لتناقشه أخيرا بهذا المنزل ...فهي احيانا لاترى فياض في السنه سوى ثلاث مرات وهذا شيء لا يعقل ولا يصدق ...لايهم فهو أسم ارتبطت به و كان ..
"صحيح ياكادي كلامتس ..جسار مظلوم وهذا اللي شافتوا شما وثلاب ما ابعدوا عن جدتو من هين ...."
:
:
أبتسمت بفضول ..."ودي اشوف مرتو ...هو وسيم ماشاء الله ويعطي اكبر من عمرو دايم ...شما خطبتا لو من مستشفى كانت تراجع فيا بالرياض ..وهذا اللي اعرفوا ...لكنهم متكتمين على الموضوع لو بسأل بيسفوهنن اكيد ..."
:
:
:
ضحكت كادي ..."وانتي مالك ومالها عسى ربي يكون في عونها وتخرج الحقد من قلبه ..."
:
:
تثاءبت عذبى بكسل ..."دستور يابعد حيي النوم وكبس ..."
:
:
راقبتها تقف مبتسمه ..."معذوره ياعمري انتي روحي ارتاحي ...أنا بأجلس هنا شويا أتقهوى وبعدين أروح أكمل نومي ..."
:
:
ربتت على كتفها وهي تتجاوزها ..."خذي راحتس ياعمري البيت مابوه ولا رجل ..اصلا محد يطب فيذا الا فياض وثلاب وكلهم هاجين ...وان كانوا في .... مرو من بعيد وهالمكان مايكشف أحد ..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."بس بجد المكان هنا هاديء وجميل وانا طفشت من الغرفه وأثاثها الضخم ...هنا بسيط مرا ..."
:
:
أبتسمت لها بصدق ..."والله مبسوطه انتس بتروحين معاي تورنتو ...بنعيش ايام جميله هناك ان شاء الله ..."
:
:
حزنت ملامح تلك ...."يصعب على أترك عمتي ..وللأن مو عارفه اتواصل معاها عشان اعرف رأيها ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها تؤازرها ..."ان شاء الله تقابلينها قريب وطول ماهي اسمها ارتبط بثلاب لايمكن تقدر تفراقه يوم ..وضعها ومكانها في المجتمع تغير بيوم وليله ..."
:
:
أكملت ضاحكه تغير سير الحديث ..."عاد ياني توصيت باللي شريتوا لها ..,,,مرة شيييخ ..وهي ماشاء الله طولها وجيدها يلبق عليه أي شيء .."
:
:
غضنت كادي جبينها تتذكر ..."دحين فهمت ليش كنتي تقيسي جزمتها ..وكنزتها ...ياعذبى يامصيبه ..وبعدين كيف قضيتي كل هدا في الوقت الموجز دا ..."
:
:
ضحكت ..."شفتي كيف اجيبا وهي طايرا ياعين ابوي اللحين التاجرات ماخلو شيء صعب وانا عذبى مرة الشيخ فياض مافي شيء يصعب علي ..."
:
:
كانت ستهم بالرحيل الا انها عادت ..."حجازيتتس مو مثل حجازية سلطانه انتي تاكلين الذا والثاء ..بدويا ايه لكن بعض كلامتس غريب ..."
:
:
رفعت كادي حاجبها بأعتزاز ...مردده جمله سكان مكه الاصليين في تأكيد أنتماءهم لشعابها ..."مكه حقنا ..."
:
:
ضحكت عذبى لجمال لهجتها ..."يابعدي حيي يامكه واهلا وطاريا وكل ربعا ..."
:
:
راقبت عذبى تغيب عنها متجهه الى غرفتها ..سكبت لها فنجال قهوه ..أعادت نظرها الى كتابها وهي ترتشف من قهوتها بهدوء ..تعبت عينيها من كثرة المطالعه ..رفعتها ليلفتها لمعان معدني متأثرا بأنعكاس اشعة الشمس ..
حركت كرسيها مقتربه لم يبين لها بعد ماهو ..كان يبدي من أسفل فراغات اناء النبته الجصي العملاق ..
:
:
:
أقتربت اكثر ..عدلت وضعها في كرسيها وهي تعطي مسند يديها ظهرها ثبتت عجلاته ..وأنحنت لتلقطه بصعوبه ...
كان مفتاحا ذهبيا مهجور هنا كما يبدو ..شكله كلاسيكي وبسيط لايبدو كبقية مفاتيح الابواب في الطابق ..
:
:
كانت بأقترابها قد التصقت رجليها بالباب أمامها ..قلبت المفتاح في يدها وهي تتأمل مقبض الباب ..سيرها فضولها ..وبالفعل كان مفتاح الباب الخفي الذي أمامها ..
:
:
أرتجف شيئا في قلبها وهي تديره لتفتحه ..وكأن ما خلف الباب المغلق سعد لوجود مؤنسا له ..وبصرير مكتوم فٌتح الباب مكملا طريقه وحده ..وكأنه يرحب بها بغموض....
:
:
أشعت عينيها وهي تراقب ما افصح عنه الباب وكان أجمل الأسرار ..
:
:
دلفت الى الداخل وهي تراقب الممر الهادئ خلفها أغلقت الباب ..ثبتت عجلات كرسيها ..أنسلت منه كما تفعل بأعتياد وغرقت فيما حولها ..
:
:
كان الجدار الذي يوجد به الباب هو الجدار الوحيد العازل ..وقد ثبتت به ارفف حتى السقف تغص بالكتب والمؤلفات المختلفه ...
:
:
بينما الجدران الثلاثه المتبقيه زجاجيه من بدايتها حتى نهايتها والسقف ايضا كان عباره عن قبه برسمه فسيفساء زجاجيه تنعكس الوانها الهادئة على انحاء الغرفه الضيقه ابعادها الواسع مداها ..
وقد أطلت على مسطحات ملكية الشيخ ثلاب الخضراء وكشفت أسطبل خيوله من هنا ..
:
:
وكأنها تعوم بين السماء و الخضره ..لم تكن الغرفه تحوي على أضاءه ...بينما غطى ارضيتها صفوفا من الكتب ..
ومشغل صوتي في طرفها بجانب الباب ..ووساده اندلسيه بسيطه في وسطها ..والكثير الكثيير من الشموع الذائبه ..عدسات نظاره ..هيكل نظاره شبه محطم ..أكواب قهوه جف بنها راسما خطوط جماليه ..اكواب شاي مقلوبه ...علب عدسات نظر طبيه وعلبه ماء عدسات فارغه ...أقلام مبريه وأخرى محطمه منسيه تأكلت ممحاتها بفعل أسنان قاريء نهم ..
:
:
:
ولوحة ملاحظات ثبت عليها الكثير من الاوراق حتى اختفت خلفيتها الاسفنجيه السوداء ..
صور قديمه ...وبطاقات.... تذكره بزمن يعود الى ماقبل 12 سنه من لندن الرياض كما يبدو ..
:
:
حاولت فك شيفرات ماكتب ...ملاحظات كثيره ...كلام غير مفهوم... معادلات كيميائيه ..ملاحظات باللغه الانجليزيه ..أخرى بعربيه مفككه ...نظم قصيد عامي ...كلمات حزينه لفقد صديق وأخ ..
:
:
ما لفتها أكثر هو قصديه تحبها امها لشاعر الهند الاول طاغور ...كتبت بخط واضح وجميل ..
"لقد جاء الحب.. وذهب
وترك الباب مفتوحاً...
ولكنه قال انه لن يعود
لم اعد أنتظر إلا ضيفاً واحداً
انتظره في سكون
سيأتي هذا الضيف يوماً
ليطفئ المصباح الباقي..
ويأخذه في عربته المحطمة
بعيداً.. بعيدا..
في طريق لا بيوت فيه ولا أكواخ"
:
:
أبتسمت وهي تقراءها تشعر بأنها تركت هذا المكان منذ زمن خلفها وعادت اليه في انبعاث جديد لروحها ..
:
:
المؤلفات المتروكه على الارض وتنوعها تدل على عظم ثقافة مالك المكان ..
مؤلفات دينيه –بدويه تراثيه- ادبيه –فرنسيه –هنديه- انجليزيه –المانيه- تاريخيه –علميه – نفسيه- بشريه- قديمه وجديده ..متهالكه و نظره ..بدون اغلفه ومتأكله ..ومليئه بالروح بكل الخربشات حولها ..
:
:
كانت تكاد تطير كفراشة حقل من شدة سعادتها وهي تكتشف مجلدات تمنت في يوما لو أنها اقتنتها ..
:
:
ألتفتت لحافظه عملاقه لأسطوانات مدمجه ...تناولتها ...وكانت غنيه كالكتب ...مسرحيات شكسبير – موزارت – البلتيز-كاظم الساهر – ام كلثوم –حليم-عبد الوهاب –طلال مداح –ابو نوره-نوال الكويتيه-ييروما-أي ار رحمان –شفقت امانت –عابده-اديل –لانا ديل راي- السنونوه اديث ...بل حتى هناك ابتهالات لنصر الدين طوبار والنقشبندي-موسيقى فارسيه وتركيه و تامليه واندلسيه واسكوتلنديه والكثير الكثير التي لم تستطيع احصاءه ...من يفكر في السعوديه بالاستماع الى الفن التاملي الهندي الرقيق الذي حتى الهنود يصعب عليهم تذوقه من يستمع الى عابده غير متصوفين باكستان ..اي انسان رقيق يحتفظ بكل اغنيات جاهده وهبه..اي مستمع يحتفظ بكلمات وترحل صرختي لبدر بن عبد المحسن مكتوبه بخط رقعه بسيط بقلم خط أسود وبوضوح على احد المربعات الزجاجيه اسفل الواجهه ..
:
:
:
أي عقل جميل هذا ملاذه ..لفتتها صوره ثبت ايطارها القديم المذهب فوق احد سنادات المربعات الزجاجيه التي تشكل المكان ..
:
:
تناولتها كان بها سته شباب يقفون بالقرب من سيل كما يبدو ...يشبهون لبعضهم بطريقه دارميه الا صغيرهم كما يبدو ..واحدهم يبدو عليه بأنه اقل مستوى منهم وقد ارتدى ثوبا اسود بدون غتره ولم يكن يرتدي احذيه مثلهم بل اكتفى بصندل متهالك كان يرفع ثوبه وينظر الى الاعلى ..بملامح وان كانت تدل تدل على جماله الاخاذ سبحان من خلقه ..
قلبتها لم تجد شيئا ..دفعها فضولها فهو قد تأجج في هذا المكان فتحتها ..كان قد كتب عليا بقلم ازرق تسربت اطراف كتابته الصوره لقدمها ...
أعادت تأمل الصوره كما يبدو بأن ذو الثوب الاسود ومن يجاوره اصغر عمرا بكثير تأملت أصغرهم كانت ملامحه هادئه يبدو في الحاديه عشرة او في الثانيه عشر بينما صاحب الثوب الاسود يبدو في الرابعه عشره او الخامسة عشره ..أعادت قلب الصورة وقرأت ماكتب ..
1988م سيل الديسه-تبوك
عياد,كساب,ظافر,ثلاب,فياض ,كــ...
اختفى بقية الاسم وقد تشربته الصورة بفعل سائل ما ...جرها الفضول الى الحزين ذا الثوب الاسود ..
أعادت تأمل الصورة مره اخرى ..أ هؤلاء الوسيمين من فرغ احمق في صدورهم سلاحه ..؟؟
حزنت لأبتسامتهم يبدو بأن الزمن كان قبل ماحدث لهم بسنه ..
دمعت عينيها دون قصد وهي تتأملهم بحزن ..يالجمال شبابهم الذي أخذ دون سبب ..
:
:
لكن كلما جالت نظراتها تعود للتتأمل ذاك الجميل بالثوب الاسود في ركنها ..
الجميع ينظر الى عدسة الكاميرا مبتسما عداه ينظر للأفق البعيد بطريقه غريبه وحزينه ..بشرته بيضاء وعيناه كحيله ورسمة شفاته رقيقه ..جميل للغايه ..
:
:
عدلت من وضعية جلوسها ..كان بجانبها ريموت التحكم عن بعد بمشغل الصوت ..ضغطت على زر التشغيل ..
ليفصح عن معزوفة عود حفظتها عن ظهر قلب ..ومن بعدها أفصح صوت طلال مداح الرقيق عن غزله الارق ..
يتغني بكلمات أمرؤ القيس..
علّق قلبى طفلةً عربيّةً
تنعّم فى الديباجِ والحلى والحلل
لها مقلة لو أنهّا نظرت بها
إلى راهبٍ قد صام لِلهِ وابتهل
لأصبح مفتوناً معنّى بحبّها
كأن لم يصم لله يوماً ولم يصل
ولى ولها في الناس قول وسمعة
ولى ولها في كلّ ناحية مثل
ألا لا ألا إلاّ لآِلاء لابِثٍ
ولا لا ألا إلاّ لآِلاء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم كم
قطعت الفيافىِ والمهامه لم أمل
وكاف وكفكاف وكفّى بكفّها
وكاف كفوف الودق من كفّها انهمل
فلو لو ولو لو ثم لو لو ولو لو
دنا دار سلمى كنت أوّل من وصل
وفى فى وفى فى ثم فى فى وفى فى
وفى وجنتى سلمى أٌقّبل لم أمل
حجازية العينين مكّية الحشى
عراقيّة الأطراف روميّة الكفل
تِهاميّة الأبدانِ عبسيّة اللّمى
خزاعية الأسنانِ دٌرّية القبل
ولاعبتها الشّطرنج خيلى ترادفت
ورخّى عليها دار بالشاه بالعجل
وقد كان لعبى كلّ دستٍ بقبلةٍ
أقبّل ثغراً كالهلال إذا أفل
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً
وواحدةً أيضا وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطّع عقدها
وحتى فصوص الطّوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت
ضياء مصابيحٍ تطايرن عن شعل
تركته يهمس بكلماته المشبعه بالمعاني وهي تقلب في الكتب حولها ..
تأملت الكتب في أخر رف ..أستغربت كيف يصل اليها ...بل كيف تصل هي اليها ..وقد كانت كبلوغ المرام بالنسبه لها في سقف كفاية قراءتها ..
:
:
عادت لتقلب في الملاحظات التي شدتها على اللوح الاسفنجي الاسود ..
:
:
كانت هناك ملاحظه خلف صوره ..."و ياصديقي ما العشق الا وجعا ..ولا ارضى على قلبك ان يتألم يوما ..سأحفظها وأن غدرك الزمن ..."
:
:
لفت الصورة كانت صوره لعذبى مبتسمه ترتدي قبعة التخرج وبيدها وثيقه ..
كانت صغيره في الصوره الا انها الأن أجمل ..
:
:
صوره اخرى ايضا سحبتها كتب على قفاها ..."وهل أحببت أنثى قبلك ..ياملكة الاناث.. يا بلقيس سبأي ..يا خنساء شعري ..يا فاتنتي ..ياعشقي .."
:
:
قلبت الصورة كانت لأنثى مليحه سمراء بعينان واسعه وشعر بالكاد يغطي كتفيها ..لم تعرفها ..
الا ان كتب اسفل الصوره .."علياء -1999"
:
:
هذه الغرفه تحمل الكثير من الأسرار ايا كان صاحبها الذي كل مايوجد هنا يدل بأنه رجل ..
ورجل موجوع للغايه ..
:
:
سحبت صورة اخرى لنفس الفتاه ..كتب على قفاه ..."ياصديقي اليوم تبكيني قواعد العشق فتنهار حزينه ..ياصديقي اليوم قبلت أبنها وكأنني أقبل ثغرها ..ياصديقي أسمته بأسمي ..ياصديقي لولاك كان أبني ..."
:
:
:
غضنت جبينها لحزنه ...صوره أخرى لها سحبتها ..
-من هذه ؟؟
..كتب على قفاها هذه المره..
"و غيبها الموت عن دنياي ..وكأن الارض بعدها ارضا ..وكأن العشق بعدها عشقا ..وكأن الايام بدونها اياما ..خذوني ادفنوني معها ..واروها ثرى قلبي ..ليت عمري ..ليت شعري ..ليت يومي سبقها ..ليتني احول بينها وبين الثرى حاميا ..ليت جيدي كفنا فلا يلفها غيره ملمسا ...ليت صدري مقبره فلا تنام الا بها ....وبعدها ياسادتي بت قبرا .."
:
:
:
دمعت عينيها حينها ..يا الله يحمل الكثير من الوجع هذا الذي دفن اسراره وراء الباب الخفي ..
:
:
:
يبدو بأن هذه الغرفه لفياض ..فمن سيحتفظ بصورة عذبى سواه ..
رسائل كثيره لم ترسل و لازالت في ظرفها ..لا بل يبدو بأنها عادت الى مرسلها لفقد عنوان المرسل اليه ..
:
:
فتحت كتابا فسقطت رساله في ورقه ورديه باليه ..
كانت فحواها محزنا للغايه ..."اليوم شخصت أصابتي بسرطان الدم ..اليوم أكمل ابني الثالث الرابعه من عمره ..اليوم أبكي فياض الف مره ..أبكي من أستغنى عني لوعد أحمق ...أبكي فلا أسامحه حتى يوم مماتي .."
:
:
وضعت يديها على شفتيها تمنع ارتجافها ..هنالك الكثير من العشق الحزين يغرق هذه الغرفه الشفافه طوفانه ..
:
:
كانت هناك صوره مقلوبه ..وقد ثبتت بأربعه دبابيس وكأنه خاف عليها من الهروب ...حررتها قلبتها ...كانت كما تبدو لذاك ..
يبتسم ...سبحان الله ما أجمل ابتسامته ..بل ما أجمله كله ..يرتدي ثوبا أبيض يزيده جمالا ..وتتعلق عينيه بكتاب في يده ..
:
:
أسفل الصوره كان هناك تاريخ ..و أسم ما أجمل أسمه ...
كايد اليوسف-1997م
أنه اعادة ترتيب لحروف أسمها ..
-من كايد اليوسف هذا ؟؟..
:
:
هناك صوره اخرى ثبتت معها سقطت منها ولم تنتبه ..رفعتها ..كانت صوره له يقف بالقرب من لافته جصيه في مسطح أخضر وخلفه مبنى جامعي..يرتدي معطف طبي ..وكتب أسفلها ..كايد اليوسف -2002م
:
:
مالفتها هنا بأنه شعره تحولت أطرافه للون الرمادي وترك لحيته تنمو فزاد هذا وسامته أضعافا ,,وهنا تبين هامته وعرض منكبيه ..
:
:
تنهدت وهي تتأمل جماله ..وكماله ..أتراه هذا صديقه الذي يناجيه بالشكوى في كل ملاحظاته الحزينه على فقد تلك ..؟؟
أحست بالحزن لعذبى ..كيف ترتبط بأحدهم يحب غيرها ..وهو لماذا اختار عذبى على محبوبته ..
لحظه..في ملاحظه على صوره لمحبوبته قال بأنه يلوم صديقه بأن ابنها ليس أبنه ..أترى كايد غدر به و ارتبط بمحبوبته ...كيف يفعل هذا به ...؟؟
:
:
وما خصني انا لقد اقحمت نفسي في الكثير اليوم من أسرار هذا القصر الخاوي ..
دفعت ثمن فضولي ..وكيف سأعيد ترتيب كل هذا ..
:
:
خفتت الاضاءه في الغرفه تدريجيا ومن ثم أنهمر المطر فجأة رفعت عينيها وهي تتأمل ظلال قطرات المطر تسقط على اركان المكان و مقتنايته ..وكأنها تحت المطر لكن لا تبتل ..
هذه الغرفه فتحت تساؤلات كثيره في بالها ..تمنت لو أنها لم تنحني على هذا المفتاح أبدا ..
أستندت على كرسيها جلست عليه وهي تراقب المكان بحزن وقد بدأت ملامحه تختفي تحت ظلمة المطر المفاجأه..
لم تكن هذه غرفه ..بل كانت قلب فياض ..
:
:
:
وبطريقه ما أدخلت نفسها عرضا في تداخل حياة فياض وكايد اليوسف وعذبى والمرحومه علياء..
:
:
لقد صدقت عذبى عندما قالتبأن هذا المنزل يحوي على الكثير من القصص و الاسرار ..
عادت من حيثما أتت وقد حمل قلبها الكثير ..
و أنهمرت على عقلها التساؤلات ..
:
:
اعادت المفتاح الى مكانه وهي تدفع عجلات كرسيها الى غرفتها..
:
:
قابلتها جاملا مبتسمه ..أبتسمت لها بدورها ...بادرتها بأبتسامه دافئه وطريقة حديث بسيطه محببه لقلب كادي ..."بارش باندا نهيم كارتا.."=المطر لايتوقف ..
أبتسمت لها وهي تدلف الى غرفتها "ماشاء الله .."
:
:
أبتسمت تلك لها .."بهارت كي لي موشتاق .."
=اشتاق للهند
:
:
ألتفتت اليها كادي وهي تحاول الوصول لسريرها.."بهارت ادفيتيا هي ورشا"=مطر الهند لامثيل له
:
:
تأملتها بحزن ..."توشتي غاريب ..."=صغيرتي المسكينه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي ترتب الغطاء فوق رجلهيا العاجزه ..."الحمد لله ..مي سانتوشت هو ..الحمد لله .."= انا راضيه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تقبل جبينها ..."الله هافيز توشتي ..خوبسرت تشوتي .."يحفظك الله ياصغيرتي الجميله ..
:
:
أوقفتها وهي تمسك يديها ...."دادا جي موجي درا لاقا راها هي ..مي اسببريا مي لاكتي هي..كيسي كري كارنا بهول قايا ...مي كيا كارو"
=جدتي انا خائفه للغايه من العمليه لقد نسيت كيف اقف ...ماذا بقدرتي ان افعل ..
:
:
عدلت الغطاء فوقها ..."تشوتي هي درو نهي ..انشاالله الله هافيز .. "=لاتخافي ياصغيرتي الله سيحفظك ان شاء الله ..
:
:
رتبت شعرها على جبينها بحنان .."مي توم هاري سهو جايقا ..انشالله ..."=سأكون معك ان شاء الله ..
:
:
أبتسمت لها وهي تندس تحت غطاءها الدافيء ..
:
:
راقبتها تغلق الاضاءه ومن بعدها الباب بهدوء ..رفعت رأسها للنافذه التي بدت من خلف الستاره التى لم تغلقها حتى النهايه لازال المطر ينهمر خارجا ..
:
:
تفتقد عمتها للغايه ..وتخاف من غدا من انتهاء الأمل ماذا لو لم تنجح عمليتها ومات املها التى عاشت عليه طوال هذه السنوات ..
كانت الساعه تشير الى الحاديه عشر ظهرا ..
فٌتح باب الغرفه بهدوء وبدت منه نصفها الآخر و كل أهلها ..
أبتسمت لها وهي تعتدل جالسه .."عمه ..."اغرورقت حدقتيها بدموعها ..وهي تفتح ذراعيه للتي أقتربت منها شوقا ....
أحتضنتها تلك بكل قوتها ..."ياروح عمتكي ...ياعمري انا ياقلبي ...وحشتيني ..."
:
:
شددت عليها ..."ياعمه ما اقدر اروح بدونك .."
:
:
مسحت تلك دموعها من خلف ظهر ابنة اخيها ..."ولا انا اقدر افارقك ياروحي لكن غصب عننا والله كنا طيبين وامورنا ماشيه بدون أحد يتحكم فينا .."
:
:
وبعد طول الاحتضان ..تأملت عمتها التي أستلقت بجانبها بتعب ..."عمه وحشتيني ..في يومين كيف ثمان شهور بعيد عنك ..."
:
:
تأملتها بحزن ..."معليه نستحمل بس أشوفك واقفه قبالي .."
:
لمست خد عمتها بظاهر كفها ..."أش صار ياعمه ...؟؟عيونك مليانه كلام ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم تخفي خوالجها ..."مافي شيء ياعمري ..."
:
:
حذرتها وهي التي تشعر بقولها قبل ان تنبس شفتيها بكلمه .."عمه مو عليا ...في حاجه تكدرك والله حاسه فيكي ..."
:
:
تنهدت عمتها بحزن .."يعز عليا افارقك وانت عارفه ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي مصره ..."لا ياعمه ..باقي هرج في قلبك ..."
:
:
:
دمعت عينا عمتها وهي تراقبها ..همست تراقب الباب..."كادي كنت خايفه...هالمره كسر الباب ودخل ولولا مفتاح غرفتي بعد الله كان ....."سكتت ...لتكمل بأنهزام ........"الحمد لله....."
:
:
أكملت وهي تمسح دموعها بضعف ..."ثلاث ايام الله لا يوريكي دهر ....وثلاب صعب ..من كلمه قلتها بدون قصد ثار .."
:
:
:
غضنت جبينها بحزن على عجزها عن مد يد العون....مدت يديها لترتبت على كتفها .."أصبري ياعمه ولسى الوضع في أوله..اكسبيه في صفك ..."
:
:
كرهت نفسها لان عمتها تعاني لأجلها ..وكم عانت عمتها لأجلها كثير ..وقد جالت بها مستشفيات المدينه كثيرا وكانت تبكي لحاجتها الملحه لجمع المال لعلاجي كل ليله قبل أن تنام..كيف أجزيها ..أنها كأم صغيره لي ..
أكره نظراتها الحزينه المحتاجه للفراغ ..أكره غرقها في سرحانها وقد أفسدت ما أعدته من طعام وهي تقف ساهيه امام الموقد ..
:
:
أكره مراقبة جماله وشبابها الوحيد كل يوم ..أكره بكاءها احيانا عندما تتذكر بأنها فقدت طفلها وهذا شيء لا يغيب عن بالها ابدا ..
و دعائها بعجز كلما احتكت بنايف ..
:
:
مسكينه عمتي كتب عليها الشقاء منذ زمن بعيد...ليت القدر يعطف عليها فيسخر لها ثلاب ..
:
:
راقبت عمتها تغمض جفنيها الواسعه بكسل وقد بدى التعب واضح على محاياها ..حتى خلدت الى نومها العميق..
:
:
تأملت عمتها وهي تغط في نومها بدورها وقد انشغل عقلها بشيء واحد ..العمليه المرتقبه ...
في وقت سابق من اليوم ..راقبت سائقه يوقف بعد ان خرجوا من مطار الجوف بالقرب من سياره سوداء فارهه يقدر سعرها بالملايين ..ترجل من جانبها وهو يحمل اغراضه ..
أمر السائق بعمليه ..."لا وصل حامد ارسلو لي حايل ..."
:
:
لم ينظر اليها فقط هي من راقبته وهو يدلف الى سيارته الفخمه مكان السائق ..
أبتعد بها السائق ولازال ذاك يقف في مكانه ..شعرت بالخوف وهي تركب مع رجل لوحدها وهو شاب سعودي مكتمل الصفات ..منعت نفسها ان تغط في النوم حتى وصلت سكاكا..
:
:
كان المكان خاليا من أي أحد سوى من أيجا التي أستقبلتها بأبتسامه ..
صعدت مسرعه الى غرفتها وكادي فلقد حطمها الشوق أتجهاها ..
:
:
قابلتها جاملا في الطريق القت السلام عليها مبتسمه وهي تتجه الى باب الغرفه فتحته بهدوء ..تأملت جمال ابنة اخيها وهي تراقب قطرات المطر بعينا حزينه ووحيده ..
:
:
هي وابنة أخيها قدرهما غريب ..من ليلة وضحاها اختلفت حياتهن جذريا ..وأنقلبت ليجدن أنفسهم مقحمات وسط عائله غامضه ..
في يوم وليلة أشتبكت مع طليقها لتستيقظ غدا في سرير زوجها الصامت ..
في يوم وليله احتضنت شما و غادرتها فجأه ..
في يوم وليلة قررت هذه العائله تفريقها عن ابنة أخيها بلا مقدمات ..
أنا راضيه ان ادفع ثمن علاج كادي وجودي هنا والتصاقي بذاك ..لا علي سأضغط على نفسي ..سأحدثها يويما اليس كذالك ان كان علاجها يتطلب بعدي لاعلي سأبعد وسأدفن شوقي و أستحمل ....لا يهم فقط كل مايهمنى ان تمشي كادي مجددا وتتحرر من هذا الكرسي القديم وتمارس حياتها ..
:
:
أستقضت من النوم فجأه وهي تراقب المكان حولها ...كان يغرق في الصمت ..ألتفتت الى النافذه لازال المطر مستمرا رحماك يا الله ..الاجواء هنا صعبه للغايه ..رفعت ساعتها كانت تشير للثانيه ظهرا ..ألتفتت الى كادي بجانبها وكانت تغرق في نومها أبتسمت وهي تتأمل أثار قلم الرصاص على انامل كادي ..عرفت في ماذا كانت تغرق نفسها في غيابي ..
:
:
مسحت وجهها بكسل لازالت ترتدي عباءتها ..وقفت متجهه الى دورة المياه ..المكان بارد للغايه ..الشتاء هنا صعب ..توضت ومن ثم صلت ..تناولت المسكن و المضاد ..همست بالقرب من كادي ..."كادي ...حبيبتي قومي صلي الظهر .."
:
:
رفعت كادي رأسها بكسل ..."خليني انام ياعمه ..."
:
:
فهمتها وهي تبتعد عنها ..فكادي محافظه جدا على صلاتها ..تناولت هاتفها من حقيبتها وهي تجلس ..قلبت رسائل الاعلانات المزعجه بيد وغللت انامل يدها الاخرى في شعرها..
كاد قلبها يتوقف وهي تقرأ الرساله ..تم ايداع مبلغ ..2 مليون ريال سعودي في حسابك ***********372 اليوم الساعه 12:00 مساء ..
:
:
وقفت في مكانها هناك غلط ما ...الا ان عصفت برأسها الذكرى ...لقد سألها ذاك قبيل نزولهم من الطائره وهو يحدق فى اوراقه أن تسجل رقم حسابها في ملاحظه وهو يمدها بهاتفه الفخم ..
:
:
أ يعقل ...؟؟ لا ما هذا المبلغ الضخم ...؟؟
لا لابد انه مخطئ...
:
:
فُتح باب الغرفه بهدوء و أطلت من خلفه عذبى مبتسمه ..
:
:
راقبت ملامحها المشدوهه ...نادتها وهي تراقب كادي النائمه في اقصى يسار الغرفه ..."تعالي ابيتس ياقمر ..."
:
:
::::::
:::::::::::::
توجهت لها وعينيها معلقه في الفراغ ...ما ان خرجت من الغرفه حتى أحتضنتها ..قبلت كلا خديها وهي مبتسمه ..."مبروك ياعروستنا الجديده ..عسى ربي يبارك لتس ويسخر لتس ..."
:
:
كانت لازالت تغرق في صدمتها ...سألتها عذبى متوجسه ...."سلطانه ..أشنوحتس ؟؟"
:
:
همست لها وعينيها ترمش بأستغراب ..."حسابي فيه اثنين مليون ..كان فيه 60 ريال امس ..."
:
:
كتمت عذبى ضحكتها بكفها ....راقبتها سلطانه بأستغراب ..أكملت تلك من بين ضحكاتها ..."يالخبلا هذا مهرتس ..وبوه ازود منه ..باقي ذهبتس ..وحلالاتس ..وباقي ازود من اللي ازود منه ..."
:
:
غضنت جبينها بغباء ..."مهري كان عشرين الف .."
:
:
أتسعت حدقتا عذبى المتفاجئه وهي تمد كلمتها ..."عشرين الف بس ...؟؟خدامه انتي ..."
:
:
نظرت سلطانه اليها بصدمه ...عندها ضحكت تلك ..."والله اسفه ياعمري ...بس حنا بسكاكا ..أفقر واحد مايدفع مهر عشرين الف .."
:
:
:
سحبتها خلفها ..."تعالي بس ...خلين اوريتس ..."
:
:
أخذتها الى أكبر باب ينتصف الدور ..فتحته ومن ثم أمرتها ان تتقدمها ......لبت طلبها مسيره ..
:
:
ما ان دلفت حتى تأملت سقف الصاله الاكثر من جميل لم تصدق بأن هناك زخرفه بهذا الجمال ..
:
:
كان جناح كبير وفخم للغايه ..بالكاد يمكنك تأمله في ساعه من رفاهيته ..باب اقصى يساره وأخر أقصى يمينه ..وقد طغى اللونا الابيض والذهبي على المكان ..أشارت لها عذبى على الباب يسارها ..
:
:
نادتها بحماس وهي تفتح الباب ..."تعالي راعي جهازتس ..."
:
:
رفعت أحد حاجبيها ...مستغربه ..كل شيء هنا يفاجئها ..."جهازي ....؟؟"
:
:
جرتها عذبى للمكان وكانت غرفة نوم لاتقل فخامه عن الصالة ..
وقد فرش سريرها الملكي بمفرش عودي وهو ماقد شدها في بياض الغرفه ..
أبعدت عينيها ..وهي تراقب عذبى المتحمسه تفتح الخزانه الجداريه ...."ولو انها قليله بحقتس ياشيختنا ..."
:
:
أقتربت من الخزانه تتأمل الالوان والخامات الفخمه داخلها ..أبتعدت عذبى تاركه المجال لها ..
:
:
تأملته صامته ...هي تعرف هذه الملابس كم قد تكلف قطعة واحده منها قد تكلفها راتب شهرين ..
الرفاهيه مؤلمه للغايه وهي لاتستحملها ..لقد جربت الفقر والحاجه لن يهمها أي من هذا ..
:
:
ألتفتت لصوت عذبى خلفها ...كانت تقف امام التسريحه وقد صفت فوقها ..علب فخمه ..فتحت اولها ..
"المكياج والعطور من عندي ....والذهب من عند عمتي ..وباقي ذهب ثلاب لتس ..."
:
:
أقتربت وهي تنظر الى الطقم الذهبي المترف ...كتفت ساعيدها وهي تقف بالقرب منه ..
:
:
تغيرت ملامح عذبى ..."ياخزياه ماعجبتس ..؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي وقد تغيرت ملامحها هي بدورها وقد أغرورقت عينيها بدموعها ..وغطاه الحزن ..."لا والله حلو ..."
:
:
مدت أناملها بتردد وهي تلمس نقوشه الدقيقه ...أبتسمت عذبى ..."هذا للخرجات الصباحيه بنص مليون بس ..."
:
:
شدت اناملها وابعدتها عند سماعاها الرقم ..فتحت تلك غير أبهه بردة فعل الحجازيه البسيطه امام فتاه تربت في مكان عرش حاتم الطائي ..
فتحت علبه أخرى ...كانت تحتوي على عقد ماسي جميل للغايه وانثوي ورقيق ..."هذا للسهرات البسيطه .."
:
:
أسكتتها سلطانه .."برضايا ماتقولي سعره ....عذبى انا انسانه دخلها في الشهر الفين غير الخصم ...الارقام اللي تقولينها ماتريحني ابدا ...."
:
:
غضنت عذبى جبينها ..مستغربه ان يكون هناك من يحمل كل هذا الفقر ...بينما تعتبر سلطانه ميسورة الحال عند الكثير ..
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تتناول أحمر شفاه ..تعرف جيدا كم قيمته .."كان نفسي اشتريه ...."
:
:
قالتها وهي تفتحه ..مررته على شفتيها ..كان لونه قاتما فلم يزيد ملامحها الا حده ...
حركت شفتيها توزعه ابتسمت وهي تلتفت الى عذبى ..."حلو ....ما ..."
:
:
سرحت بها عذبى ..ومن ثم نطقت .."ياعين ابوي ياجمال الحجازيات ...الله يرحمك ياثلاب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ...لم تستوعب بعد بأنه سيشاركها الغرفه ..
أكملت وهي ممتنه ..."بجد ياعذبى ربي يسعدك وينولك اعلى المراتب لانك راح تكونين مع كادي ...حطيها في عيونك ياعذبى هي والحمد لله ماحسبت تتقبل احد غيري ..والله انها تحبك وتهرج معاكي يوم ماتطفش ...بالله تنتبهي لها ..خلي عيونك وقلبك عليها ...انا ما اعرف كيف راح اسيبها ..بس الحمد لله حكم القوي ..."
:
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تشد على كفها تؤازرها ..."سلطانه ياعمري والله كادي في عيوني وقلبي ..وامانة شما لنا مافي اغلا منا ..ولاتزعلين ولا تكدرين صحيح ثلاب شمالي صعب ...بس انت دلوعه وحلوه ان شاء الله تكسبينو بطرفتس..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلك ياعذبى ..."
:
:
تكدرت عذبى الا انها اجادت التغطيه .."عيال معتاد صعبين ..وقلوبهم مقفله ..لكن ان شاء الله مايصعب عليس ...خلتس شاطره ...وترى هو ميال للمره القويه ..ام عياد الله يذكرا بالخير وزوجتو الاردنيه بنت خالتو ماكان يعطيهن بال مثل ماتعلق بشما لانا عاقلا ورزينا وكلمتا موزونا ...وانتي ان شاء الله مثل اختس ..."
:
:
نطقت بما اشغلها ..."بس شما حاجز كبير بيني وبينه ياعذبى ...اصلا كل الي بيننا حواجز وبس ...هذا وانا للحين ما احتكيت فيه زين وعشت معاه ...اكبر مني ومكانته ومجتمعه غير وكان زوج اختي ...وحده مننا ترضى تاخذ زوج اختها ياعذبى ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى تواسيها ..."النصيب ياعمري لاتصيرين تسذا ...ثم الله سبحانه شرعا بشرعو لاباس فيا ...بتنسين ان شاء الله وبتتغير حياتكم ...أنتي بس سويله حركت شفايفتس اللي دوم تعضينا وهو بينسدح صريع عندتس ..ياقلبي وش ملحتس ماشاء الله سمعنا بالحجازيات بس تونا نشوف دلعهم ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تمسح ما امتزج بكحلها من دموع .."الله يجبر بخاطرك ياعذبى ...."
:
:
أتسعت حدقتي عذبى متسائله ..."قابلتي عمتي ولا بعدتس .."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."لا والله طلعت على طول سلمت على كادي ونومه ....اللحين انزل لها ...."
:
:
حذرتها عذبى ..."تريا طيبا و وقورا بس الا ولدا و قبيلتا و عاداتا ...تسلكين فيها تحبتس تموت فيتس ..منا ولامنا بتقلب عقرب من تحت ثرى ..."
:
:
أرتجفت سلطانه لقولها ....رباه ماللذي ينتظرها ..المفاجأت تحيط بها من كل مكان ..
وذاك الغريب يشغل تفكيرها ولا تشعر الا بالعجز في وجوده هيبته يحرم فيها الكلام ..كيف تجرأت ذاك اليوم لتفعل فعلتها تلك ..
كيف تجرأت ..؟؟تذكرت هيبته وجبروته الصامتين ..لا يليق به الا ان يكون مرموقا في مجتمعه حقا ..
:
:
:
ان كان التغير في حياتنا لا يرضينا هذا لا يعني بالضرورة انه سيتوقف علينا فقط ان نتعلم كيف نتأقلم معه ...
:
:
:
:
:




 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للعشق, العشق, انفى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية