كاتب الموضوع :
bluemay
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حكايات بلومى / بقلمي (4 بلومى والذئب)
نظرت بلومى إلى المائدة الممدودة أمامها والمحملة بما لذ وطاب من المشاوي التي تنوعت ما بين الشقف والكباب الذي تقاطر دهنه .
والدجاج المشوي والمسحب من العظم والمتبلات الشهية التي ترافق المشاوي عادة والسلطات التي تنوعت وتشكلت لترضي جميع اﻷذواق .
سمت الله وبدأت بالأكل وقد تسلطت فوق رأسها تسع وأربعون زوجا من اﻷحذية أقصد من اﻷعين .
بعد ان انتهت من الطبق الموضوع أمامها مدت يدها ﻷحد الأطباق اﻷخرى.
تنفس الزعيم الصعداء ظنا منه أنها قد أنهت طعامها وستكتفي بالسلطات تبعا لريجيم ما تتبعه.
وألتفت لعصبته وقال (هيا يا شباب إلى المغاسل . ولتفركوا أيديكم جيدا بالماء وسائل التنظيف والجل المعقم ).
هرعوا لينفذوا ما أمرهم به زعيمهم وتبعهم يمشي الهوينا ، فلا شيء يخشاه فاﻷكل لن يطير وقد أغلق المطعم بمن فيه خوفا من مداهمة العسس لهم.
عادوا بعد أن كانت النظافة تشع منهم فقد أخذهم الحماس وأغتسلوا جميعهم بعد أن وجدوا أن المطعم مزود بالجاكوزي والينابيع الساخنة فما كان منهم إلا أن تمتعوا بالإستجمام .
ولكن سرعان ما تحطمت آمالهم وأندكت حصون احلامهم عندما وجدوا بأن اﻷواني كانت تبرق برقا من شدة النظافة .
أقترب زعيمهم الذي سدت العبرة حنجرته ولم يستطع أن يجد لما يقوله سبيلا.
رفع أحدى الصواني التي كانت تحمل منذ هنيهة أطيب اللحوم وكم سعد عندما وجد شقفة لحم قد توارت تحتها
ولكن لم يسعفه الحظ ﻷن يصل إليها فقد سبقته يد وأخذتها لتدسها في فمها وهي تقول (تخيل كنت قد نسيتها ).
نظر إليها بعين دامعة ونظرة جريحة .
هذه النحيلة أجهزت على كل المائدة ، وكم تﻷﻷت عيناه عندما تذكر برميلته التي تلتزم الريجيم تريد أنقاص وزنها .
تمنى تلك اللحظة لو كانت رفيقته بدلا عن هذه الكارثة المتجولة .
جاءه صوتها ليقطع شروده (بالمناسبة قل لهم ان يسرعوا بإحضار الفالوذج، فقد اخبرني النادل أنه لذيذ وشهي فطلبت لي ولكم منه لكي نتأكد من صحة ما يزعم).
هدر فيها بغضب (وعندك نفس لتطلبي التحلية بعد ؟!!).
أزدردت بلومى ريقها بصعوبة وقالت (آآآ حسنا فلنعد لموضوع العد اﻵن ) ونهضت بسرعة لتغسل يديها .
خرجوا من المطعم ببطون تزأر من شدة الجوع بعد أن منى كل منهم نفسه بالوجبة الشهية التي لطالما حلموا بها.
بالكاد أستطاعت بلومى ان تبقي عينيها مفتوحة من شدة النعاس الذي داهمها بعد تلك الوجبة اللذيذة.
كل حلمها اﻵن ان تجد سريرا وثيرا تنام عليه ملئ جفونها. ولكن هيهات مع ذلك الذي تقدح عيناه شررا كلما نظر إليها .
مالذي فعلته له ؟! فكرت .
وصلوا إلى كثيب الرمل آنف الذكر وترجلت بلومى عن العربة التي تجرها الخيول .
حدجها زعيمهم ببغض ثم فرقع بأصابعه لتجد أمامها طاولة مكتب خشبية مع كرسي .
ها !!! أفلح من ذاك المارد فكرت بلومى وهي تبتسم لنفسها .
جلست بلومى بعد ان أوصلت أجزاء الحاسوب و وضعت المقبس بالكهرباء بعد أن تبرع أحدهم ليتعربش على عمود الكهرباء ويوصله بالكابل الرئيسي.
بدأ الحاسوب بالعمل ولكنها وقفت مصدومة عندما وجدت نفسها أمام الشكل الغريب والذي لم يسبق لها ان شاهدته.
(لديكم ماكنتوش ؟!) قالت.
(لا. عندي جواهر جالاكسي ) رد الزعيم بسخرية.
(أقول لك أظنه نظام ماكنتوش . وانا فالحة بالوندوز) شرحت له بلومى.
مرت دقائق وهو يحلل كلامها والذي على ما يبدو لم يفهمه . قاطعهما اﻷصبع الممدود طلبا للإذن بالكلام.
(خلصني وتحدث) قال زعيمه بنزق .
(هي لا تستطيع تشغيله، سيدي ) وضح اﻵخر.
نظر لها بغيظ وقد أحمر وجهه وأنتفخت أوداجه (ماذا ؟! وكيف سأعد رؤوس الغنم هذه ) وأشار نحو عصابته.
نظرت بلومى بإتجاههم ، فعلا يشبهون اﻷغنام فكرت .
(لدي الحل ) هتفت بفرح.
ألتفتت ونظرت إلى الكهف الذي خلفها وقالت (أدخلهم واحدا واحدا، وأنا أحسبهم لك مجانا ).
حك الزعيم رأسه مفكرا ثم قال (حسنا. فلنرى أخرتها معك).
دخلت العصابة واحدا تلو اﻵخر وهي تدون أرقاما وتلصقها بظهورهم حتى اختفوا داخل الكهف.
ألتفت الزعيم إلى بلومى فرحا وسألها (ها كم وجدتهم ؟!)
(تسعة وأربعون حراميا ) أجابت .
(ولكننا كنا اربعين، فمن أين جاء هؤلاء التسعة ؟!) قال زعيمهم بحيرة.
قاطعهما ذات الأصبع الذي يطلب صاحبه اﻹذن بالكلام دوما ولكنه اندفع بالحديث قبل أن يؤذن له
(إنهم كالتالي ثلاثة موظفين وستة من الذين كانوا في المصرف جاءوا بدافع المغامرة والسيسبينس ) أجاب مبتسما.
عودة إلى الواقع >>> إحمرت بلومى خجلا فهي لم تشاهد هذا المقطع سابقا وعليه فقد توضح لكم سر تواجد اولئك التسعة مع العصابة.
نعود للحكاية ، سر الزعيم سرورا عظيما من فلاحة بلومى في العد وقرر ان يعينها محسبة العصابة وكاد ان يتهور ويخبرها
ولكنه سرعان ما تراجع عن تلك الفكرة عندما تذكر بلاءها في المطعم وتكدر خاطره وتذمرت مصارينه من طاري الطعام.
إلتفت إلى العصابة وقال (أنتم معزومون عندي الليلة ).
تهللت وجوههم من الفرحة وكادت بلومى ان تقفز من فرط السعادة ولكنها لم تكتمل عندما نظر إليها الزعيم بحدة وقال (انت أكلت حصتك وزيادة لست معزومة معنا).
طأطأت رأسها وقالت (حسنا . هلا دبرت لي نزلا أقيم فيه ، فليس لدي مكان ابيت فيه الليلة ) قالت بحزن.
(لا تقلقي ستنامين في المغارة الليلة وغدا تغادرين) قال الزعيم بحزم بعد أن تاثر بحزنها.
لاحقا في تلك الليلة نظرت بلومى حولها ، لا تصدق ما تشاهده .
كانت المغارة باﻹسم فقط قل دور من فيلا او قصر . مليئة بالحجرات والمزروعات والحدائق الغناء ومزودة بنظام التعرف الصوتي وكلمة سره أفتح يا .... .
غضنت بلومى جبينها عندما حاولت تذكر كلمة السر . ولكنها سرعان ما تخلت عن المحاولة عندما أستلقت على فراش وثير لتنام اخيرا .
لم تكد تستغرق في نومها حتى أزعجها صوت جرس الباب .
خرجت من الحجرة و فتحت البوابة و خرجت تلتفت من حولها .و تقدمت أكثر عندما أنطبق الباب خلفها .
عادت تطرق عليه بجزع بغية أن يفتح و لكن هيهات هيهات . شدها صوت آت من خلفها (أنظروا من هنالك !).
إلتفتت لترى شابا يستند إلى الحائط خلفها . كان مظهره يوحي بالثراء من الجينز الأسود الذي يحمل ماركة شهيرة وقميصا رماديا من نفس الماركة .
أقترب منها وهو يسألها (هيا . أفتحي الباب. لكي أسترد دفتر شيكاتي من هؤلاء اللصوص ).
تكتفت بلومى وسألته (ومن تكون أنت يا هذا ؟!)
أصدرت توتوتا >> بتسكين الواوين وتنوين الفتح على اﻷلف و معناه قال تؤتؤتؤ .
(ألا تشاهدين الصفحة اﻹقتصادية يا هذه ؟! انا علي بابا القطب المالي الشهير في هذه اﻷرجاء) اجابها بفخر.
وهنا أدرك بلومى المساء فتثائب وقررت أن تكمل ما تبقى في الصباح .
لا تبتعدوا فللحديث بقية ...
°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°
|