كاتب الموضوع :
شقى الماضي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام
في الماضي البعيـد، تحديدًا قبل 33 سنة!
في حارات جده القديمة، تحديدًا داخل إحدى البيوت الشعبية، واقف وراء الباب المهترئ يستمع لهم، رجلين ما يعرفهم دخلوا معاها للصالة، جاله فضول وحاول يسمعهم، غمض عيونه بقوة وشدد بقبضته على قميصه وهو يسمعه يقول بصوته المرعب: دي الفـلوس، خديها وأنــا آخدهم دحين.
فتح عيونه ورفعها للفتحة الصغيرة اللي على الباب ليشوفها تناظر في الشنطة اللي بداخلها فلوس بتردد كبير، تمنى إنها ترفضهم وتتمسك فيهم، متأكد إنها بتختارهم وبترفض الفلوس، هي أمهم، تحبهم، ما تفرط فيهم، يدري إنها ما بتفرط فيهم، بس خاب ظنه وانكسر لما شافها تسحب الشنطة وتهمس: طيب!
ابتسم وهو متوقع هالشيء منها، هي تزوجته من أجل هالكم ريال، تتخلى عن فلذات كبدها عشان هالكم ريال، قام من الكنبة ومشى للباب، ولحقه مساعدة، يده اليمين اللي ما يتخلى عنه
ابتعد عن الباب كم خطوة للوراء وهو يحرك رأسه بالنفي، ما يصدق إنها باعتهم كذا، بكل سهوله، ليش؟ مو هي وعدتهم إنها بتحميهم.. تعيشهم أحلى عيشه، بتدخلهم أحسن المدارس، بيصيروا نفس الأولاد الباقيين اللي بنفس عمرهم، خرج ناصر وكلمه بنبرة آمره: مشعل.. روح جيب أختك وتعال إنتا وهيا!
رفع عيونه المليانين دموع له: لا مـ.ـا حجيـ.ـبها..، وبصراخ: مـــا أســـمـــحــلـــك تــاخــدهــا.
سحبه من وسط قميصه لـ يهزه بعصبيه: إيـــــش تــحــســـب نــفـــســـك، تـــرفـــع صــوتـــك عــــلـــيـــا، وبنبره أعلى: أنـــا أبــــوك.. أبـــــوك!
ناظره وهو يحاول يبعده عنه: أبويا مـيت من لما انولدت، من فين جاي انتا دحين، إيش جابك..، صرخ مرة ثانيه: قــلــي إيـــش جــــابــــك!
أبتسم بسخريه على كلامه، يتكلم بثقه.. بتحدي.. بدون خوف، يقولها بطريقه أكبر من عمره، ما كأنه ولد بـ عمر سبع سنوات، إذا هو معتبره ميت أجل بيخليه يعتبر أمه ميته، دفعه ليطيح على الأرض، عدل وقفته والتفت لمساعده.. كان صغير بالسن.. بس أكثر شخص يثق فيه: سمير خدو للسياره وأنا حجيك بعد شويه.
مشى لإحدى غرف البيت المهترئ ودخلها، لقى طفله صغيره ما تعدت السنه نايمه بوسط السرير بين مخدتين أنحطت عشان ما تطيح، أقترب منها وحملها بين يدينه، قطب حواجبه لما سمع صوت بكائها المزعج بالنسبة له، بكت كأنها حاسه بأنها بين يدين إنسان قاسي.. جبروت، كأنها حاسه بأنه ما بـ يرحمها!
خرج من الغرفة ومشى ليــن باب البيت، جاء بيخرج بس وقفه صوتها: نـــــاصـــــر.
التفت لها وشاف دموعها تتدحرج على خدودها: لا.. تـ.ـأذيـ.ـهم!
ناصر بنبرة حاده: أسوي فيهم اللي أبغاه، من بعد اليوم انتي مالك دخل فيهم الفلوس اللي قبلتيهم حتنسيكِ كل شي، حتى أولادك!
أنهى كلماته وبعدها خرج، وهي انهارت على الأرض تبكي
"الفصل السابع"
"حياة أخرى"
2012 ميلادي
جامعة الملك عبد العزيز بجدة
طالعت في اسمه المكتوب على ورقتها.. مشعل ناصر نجم الدين! طالعت فيه وهو يشرح للكلاس.. واقف بطوله اللي معطيه هيبه، وملامحه الحادة تدل على شخصيته الجدية، لفت لصحبتها اللي جالسة بجانبها وبهمس: وجدان.. دحين دا الدكتور اللي أبوه ناصر نجم الدين اللي اعدموه قبل فتره؟
صديقتها بنفس همسها بدون ما تلف لها: إيوا هوا..، كملت بخبث: اشبك فجأة سرتي بس تسأليني عنو، ما كنتي مهتمة!
رنين حست ببعض الارتباك: لا وي ما في حاجة، بس كنت بسأل.
وجدان: تراه أرمل متزوج وعندو بنت من زوجتو الاولى عمرها 12.
رنين طالعت فيها بعدم تصديـق:أمــانــه!! مو باين عليه، شكلو صغير، وبعدين انتي من فين عرفتي كل دا؟
وجدان: يا بنت الحلال انتي خليكي نايمة، كل الجامعة تقريبا عارفة عنو، وبعدين هوا أصلا صغير، عمرو 34 أو 35.
رنين طالعت فيه بشرود وهو يكمل شرح، معقوله يكون هو...؟!!
** ** ** ** **
فيلا ابو فارس.. بالحديقة الخلفية
كانوا جالسين على الفرشة اللي حطوها على الأرض، طالع فيها وبنبرة مقهورة من رأسها اليابس: تغريد.. لا تسكتي عن مرت أبوكِ، روحي اشتكيها عند عمي مشعل.
طالعت فيه بضيقة: فارس حرام عليك.. والله إنها طيبة، وانا مرا احبها.. حتى بابا كمان يحبها، ليش اخليها تزعل من حاجه تافهه.
فارس: كيف حاجة تافهه؟ صرخت عليكِ قدامنا أنا وبتول، كانت شوية وحتضربك! عادي عندك احد يهزأك كدا؟
تغريد باندفاع: أكيد لا.. بس ماما فرح غير! يعني لو أحد غيرها كان ما سكت وكنت اتضارب معاه..، وهي تبرر لها: لا تنسى انو احنا سوينا شقاوه وزعلناها، وبعدين هيا حامل!
فارس وهو يعقد يدينه حول صدره: ايش يعني حامل.. يعني عادي تصرخ عليكِ؟
تغريد وهي تحرك رأسها بالإيجاب: ايوه عادي.. لاني سمعت مامتك تقول للحريم اللي جوا انها لما كانت حامل فيك وفي بتول مرا تعبت، وتقول انو الحامل تتغير نفسيتها وتحتاج احد يهتم فيها وما يسوي شقاوه، ويعني انا كمان لازم اراعيها..، ضمت يدينها لبعض وبفرحه وهي تتخيل يكون عندها أخ أو أخت: انا اصلا متحمسه للنونو، وما ابغاه يكون زعلان لما يطلع!
فارس مسك يدها وهو يتحسس الكدمة المزرقة اللي عليها: شوفي دي الكدمة أكيد هيا عصبت عليكِ وضربتك بعد ما خرجنا.
تغريد سحبت يدها منه وبغضب طفولي: استغفر الله يا فارس، لا تخليني اعصب عليك دحين، لا تتهمها كدا حرام..، كملت بصدق: دي الكدمة طلعت لما كنا نلعب انا وصحباتي شرعت في المدرسة.. كنت اجري وطحت، حتى اسأل بتول كانت معايا ازا انتا مو مصدقني.
فارس وهو للحين مو مقتنع: طيب خلاص مصدقك بس لا تعصبي انتي!
شافوا بتول وهي تجي لهم ركض، وصلت عندهم وهي تلهث من ركضها: تغريد.. ابله فرح تقول يلا عشان ترجعوا البيت.
تغريد بدون تردد قامت بفستانها اللي يوصل لتحت ركبها: اوكي.. يلا مع السلامة.
فارس بغيظ: غريبه ليه سمعتي كلامها على طول وكأنك متحمسة ترجعي البيت.
تغريد طالعت فيه بغرور وبنبرة استفزته اكثر: ما ابا اتأخر عليها عشان لا أزعلها.
** ** ** ** **
وقفت قدام المراية وهي ترفع شعرها وتربطه، ناظرت لبسها اللي كان عبارة عن تنورة سوداء ماسكة على جسمها وبلوزة سكريّة بأكمام طويلة، ابتسمت لنفسها برضا تام عن شكلها
طالعت فيها جود وهي رافعه حواجبها: اول مرا أشوفك كدا متحمسه للجامعه.
رنين طالعت فيها: لأن اليوم غير، ما حكون طول الوقت في الجامعة.
جود بنفس حالتها: ما شاء الله.. وفين حتروحي؟ خارجة مع مشعل صح.
استغربت من معرفتها بالموضوع وهي ما قالتلها وبحده: البزورة ما يتدخلوا في أشياء الكبار!
جود ابتسمت: يعني كلامي صح؟ المهم انا اصلا سمعتك وانتي تكلمي مهند.
طنشتها واخذت عبايتها لتلبسها، زفرت بضيق وصارت تتذكر الكلام اللي صار مع مهند
مهند بعصبيه مسك يدها: انتي مجنونه كيف ترضي تروحي ما حسمحلك يا رنين والله يا ويلك اذا خرجتي معاه، أدبحك.. أدبحك، تخيلي اذا مسكوكم الهيأة وقتها ايش ايش حيسير..، وبنبرة ساخره: يزوجوكم!
رنين سحبت يدها، وباسلوب هادي لأنها تدري إن العصبية ما راح تفيد مع مهند، لازم تجيه بأسلوب الأقناع: مهند سار يثق فيا بشكل ما تتخيلو، ما تقدر تجي وتقولي لا تخرجي معاه..، حطت يدها على كتفه وطالعت في عيونه: اللي بسويه عشان ماما، عشان كلنا نرجع ونشوف ماما مبسوطة زي ما كانت.. امي ندمانه على اللي سار من أول وانا ابغا اصلحو!
طالع فيها وبصدق: رنين انا خايف عليكِ، اخاف انو انتي في النهايه اللي حتضرري، أخرجي انتي من السالفة وانا أصلح كل شي!
رنين: مهند.. تحسب شي سهل عشان توصل اللي وصلتو؟ مشعل ما يثق بأي أحد بكل سهوله، وانا جالسه اتقرب منو من بداية الترم وشوف متى بس بدى يهتم ويثق فيا وكمان تعرف انو حتى لو مسكتنا الهيأة برضو مستحيل يزوجوني هوا، وانتا اكتر واحد عارف ليه!
رجعت لواقعها فتنهدت مرة ثانيه بضيقة شديده، ودعت بداخلها أنّ كل شيء يصير مثل ما تبي، واثقة إنها بتنجح.. لأنها ما بتسوي شيء غلط!
** ** ** ** **
كانت جالسه على المرجيحة، تتمرجح بهدوء وفارس كان بالمرجيحة اللي جنبها وكان يناظرها بس ما كانت معاه ولا حاسه فيه، عيونها على الارض وباين فيهم الحزن، جات لبيت أبو فارس عشان تحاول ترفه عن نفسها بس الحزن مو راضي يروح، رفعت رأسها وطالعت فيه بصمت لما سألها: تغريد ايش فيكِ؟
تغريد بحزن: ماما فرح سقّطت البيبي اللي كان حيجي! والدموع تتجمع بعيونها وهي تحس كل اللي خططته للطفل اللي كان راح يجي انهدم وفي لحظة: ماما فرح مسكينه من كم يوم وهيا بس تبكي، بابا حزين وما سار يقعد معانا!
فارس ابتسم ليخفف عنها: لا تزعلي، ان شاء الله المرة الجايه ما حيطيح.
تغريد من كل قلبها: آميــــن.
سكت لثواني وبعدها قال: اممم تغريد ابويا قال ازا جيتي يباكِ في موضوع.
تغريد: طيب دحين أروح بس تعرف ليه؟
فارس وهو يخفي توتره: لا ما اعرف.. وهو يقوم ويروح عندها: يلا تعالي نروحلو.
……..
بعد فترة.. في الصالة
كانت جالسه على الطاولة اللي بقبال وليد.. اللي هو أبو فارس، منزلة رأسها وعيونها مثبتتها على الأرض تستمع لكلامه ودموعها تتجمع بعيونها، كيف يقول عن فرح كذا؟ مين قاله هالكلام وظلمها؟ ليش يظلموها اصلا، يقولها اذا كانت تضربك كلميني لا تخافي انا مثل أبوكِ، طيب حتى فرح مثل أمها وأكثر، تهتم فيها أكثر من أي شخص، هي ايش سوت لهم حتى يظلموها.. ولا هم بس يبوا يحرموها من اللي تحبهم، يعني معقولة يكونوا بسوطين كذا؟ ينبسطوا لما يحرموها منها؟!!
رفعت عيونها المليانين دموع وبانكسار: والله ماما فرح طيبه، انتوا ليش ما تصدقوني؟ هيا اللي تصحيني لصلاة الصبح كل يوم، تسويلي فطوري وتلبسني مريول مدرستي، أرجع من المدرسة وألاقيها مسويتلي غدا لزيز، بعدين تتفرج تلفزيون معايا وإحنا نسوي واجباتي، ولما أنام تجي تقرأ لي قصة..، كملت ودموعها صارت تنزل بحرارة: حتى ماما ما كانت تسوي زيها، انتو جالسين تظلموها وهيا ما سوت لكم شي، حرام عليكم!
وليد مسح على شعرها القصير بحنيه، هالبنت تكسر خاطره حيل.. انحرمت من أشياء كثيرة واهمها حنان الأم، انحرمت منها وهي بسن صغير: لا يا تغريد لا تبكي.. ليه الدموع دي دحين؟
تغريد كل ما تمسح دموعها ترجع مره ثانيه تنزل، فتكلمت بالقوة من بين شهقاتها: أنـ.ـا أحبـ.ـها، مـ.ـا أباها تروح!
وليد: طيب مين قال إنها حتروح؟ أحنا نخاف عليكِ عشان كدا نسألك يا حبيبتي، يلا مسحي دموعك ما نبغا بابتك يشوفها لمن ترجعي ويحسبنا بعدين زعلناكِ.
تغريد مسحت دموعها وهي تحاول تمسك نفسها لا ترجع تبكي: طيـ.ـب.
…..…
خرجت من الصالة بخطوات هادية، متوجهة للباب لترجع بيتها، شافتها بتول وهي تنزل من الدرج، استغربت فنادتها: وي تغريد أصبري.. فين رايحه؟ ما كملنا لعب!
تغريد لفت لها وطالعت فيها بكبرياء: انا رايحه البيت وما حرجع هنا أبدا، قولي لفارس اني حقعد مع ماما فرح طول الوقت.
…….
بتول تخصرت وهي تطالع في فارس المندمج بلعب السوني: يعني خلاص عاجبك كدا زعّلت تغريد ولا همك جالس تلعب بالسوني؟ شوفها ما حتجي بيتنا ولا عاد تلعب معايا بالعرايس..، كملت بتذمر: دحين أيش استفدت منك؟ بس قلت لبابا على الفاضي، استغفر الله!
فارس وهو حاس بتأنيب الضمير بس متجاهله: أصلا تعرفيها بس ترمي كلام وما تسوي اللي تقولو.. كلها كم يوم وترجع تكلمنا زي أول.
ومثل ما قال.. كلها كم يوم ورجعت لهم، مهما صار فهي تعودت عليهم حيل وما تقدر على بعدهم، وغير بتول اللي معاها في المدرسة، كل يوم تجلس تزن على رأسها ليـــن ما استسلمت وسامحته!
** ** ** ** **
في إحدى كافيهات جدة..
منزلة عيونها ليدينها، تحاول تجيب أي سالفة تفتحها معه، تكره أي جلسة لما يكون الصمت حوارهم، رفعت عيونها له وقالت: أممم مشعل، سارلنا أكتر من شهرين وإحنا مع بعض ولا مرا قِد حكيتني عن حياتك.
وهو يريح ظهره بظهر الكرسي: أووه حياتي طويلة عريضة وحتصدع راسك.. يعني بإختصار حياتي ما راح تهمك، ولا حتفيدك.
رنين حركت كتوفها بخفه: طيب وأنا معايا الوقت كلو عشان أسمعلك، ولا تنسى أنو أي شي يخصك يهمني، وغير كدا انا قلتلك كل شي عني، قلتلك عن فيصل وكيف ابوه رفض انو يتزوجني، قلتلك عن بابا الله يرحمو، وانتا ســـاكـت.
مشعل أبتسم: طيب.. خلاص ولا تزعلي بقول كل شي، أمي وأبويا كان عندهم مشاكل كتيرة، ابويا ما كان يجي البيت كتير، من فين لفين نشوفو، لين سار عمري سبعة سنوات وبعدين… سكت وما قدر يكمل، إيش يقولها؟ أمي تخلت عننا عشان فلوس؟ عاشت حياتها وللحين ما أعرف عنها شيء ولا سمعت لها خبر!
رنين حركت يدها بالهواء لما حست إنه شرد: مشعل فين رحت؟ وبعدين إيش؟
مشعل أخذ نفس وبدون تردد: وبعدين ماتت!
طالعت فيه: أمك ماتت؟
حرك رأسه بالإيجاب وكمل: ايوه ماتت بعد ما ولدت أختي على طول، وبعدين أبويا أخدنا نعيش عندو، ولما سار عمري 18 سافرت تركيا أكمل دراستي، وبعد كم سنة اتزوجت وحدة تركيه من هناك.
رنين: أوه، طيب إيش سار بعدين.
مشعل: أظن الباقي معروف ومنتشر في الجامعة كلها، زوجتي الأولى ماتت وجابتلي أحلى شي في دنيتي وهيا تغريد، واتزوجت التانية عشان تكون أم لتغريد وتعوضها..، وهو يتنهد: أدري إني ما بدوم لها طول عمري، اتمنالها عائلة، كبيرة تحميها بعدي، اتزوجت عشان يكون لها أخوان يسلوها وتسليهم ما عمرها شكتلي عن وحدتها بس حاس فيها أنا، لأني كنت في محلها وأنا في عمرها، شعور الوحدة يقتل!
رنين استمعت لكل كلمة يتفوه بها بإنصات، أنسان بسيط، كلامه يدل ان بنته هي الشيء الوحيد اللي يفكر بيه، طالعت فيه: حمستني أشوف بنتك.
مشعل بتفكير: اصبري انا حاط صورتها في محفظتي، خليني أطلعها بس..، فتح محفظته وطلع صورة لتغريد مادّها لها: أسمها تغريد..
أخذت الصورة وتأملتها: اوه مــره تشبهك..، طالعت في ملامحه بتفحص: من جد نسخه منك!
مشعل بضحكة: كل الناس يقولوا كدا..، اختفت ابتسامته لما تذكر: كنت دايما أقول لها أبغا بنت تشبهك، وبعدين جات تشبهني، بس برضو كل ما أطالع فيها تزكرني بيها.
جات بترد عليه بس قاطعها صوت جوالها، خرحته من شنطتها وردت: الو…….هلا نادر......….ياربيييه منك لآ تقولهآ.....…..وحتى جود كمآن……..لآ لا لا مو معقول إنتو حتجننوني رسمي أكيد…….وأنا من فين أجبلكم؟……….طيب أسألو مهند مو بس أنا……. أوكي أوكي يلآ بآآي.
قفلت جوآلهآ وطآلعت في مشعل: معليش مشعل كآن لآزم أرد دآ أخويآ.
-لآ وي عآدي مآ فيهآ مشكلة، بس أظن المشكلة في نفس المكآلمة، مآ شفتي شكلك وإنتي منفعلة.
رنين ضحكت بحرج: معليش، لأنو أخويآ طفشني، مآهو عآرف حل الريآضيآت والاسبوع الجآي إختبآرو النهآئي يبآ مدرس يفهمو المنهج!
مشعل بـ إهتمآم: كم عمرو؟
رنين: 12!
أبتسم وهو يحرك رأسه: جيتي للشخص الصح يآ رنين! فيه حآجة مهمة نسيت أقلك هيآ، إني أعشق حآجة إسمهآ ريآضيآت.
رنين: من جد..؟؟!
مشعل: إيوه ومستعد أجي وأدرس أخوكِ.
رنين بتردد: وحتى اختي.. توأمه!
مشعل: طيب مآ عندي أي مشكلة.. أقدملك المسآعدآت في أي وقت، أعطي رقمي لأخوكِ وقوليلو وحدة من البنآت أعطتني رقم مدرس ممتآز.
** ** ** ** **
مرت الأيام.. ومشعل حاء لحد بيتهم.. درّس التوأم، قعد مع مهند، ما هو حاس.. ولا جاء في باله أن مهند عارف بأنه يدرس رنين بالجامعة، مو عارف باللي يفكروا فيه ولا مقصدهم بجيته لعندهم، تعلق في هالعائله حيـل وصار كأنه واحد منهم!
وفي نهاية السنة.. طلعت إشاعة عنهم وعن طلعتهم اللي الكل لاحظها، طلعت هالإشاعة ووصلت لزوجته!
كانت تمشي بالجامعه رايحه لكلاسها مو منتبهه لنظرات البنات حولها وهمسهم، شافت صديقتها وجدان مع كم بنت تضحك وتسولف، مشت لها بإبتسامة: أهلــيــن وجدان.
وقف ضحكهم من لما جات لهم رنين، واحداهم قالت: يلا بنات خلينا نروح.
راحوا البنات وبقيت وجدان معها وباين إنها مو مرتاحه فحست بها: بنت ايش فيك.
وجدان: لا أبدا، بس شوفي كيف البنات يطالعوا فيكِ، سايره على كل لسان!
قطبت حواجبها: كيف يعني.
وجدان: الكل يتكلم عنكم يا رنين أصحي وشوفي اللي حولك حبي.
رنين بشبه عصبيه: يا ربي أتكلمي عدل مو بالألغاز.
وجدان: الكل يتكلم عن خرجاتك الكتيره انتي ومشعل وكيف تعامله غير عن الكل.. باين انو يفضلك من بين الطلاب، تبي تخربي بيت الرجال خافي ربك.. تراه متزوج! ما أتوقعتك من دا النوع بصراحة.
رنين عصبت من كلامها وبحده: هي انتي انتبي لكلامك، ما أسمحلك تقولي عني كدا.
وجدان بعدم أهتمام وهي تمشي: هيا دي الحقيقة اللي الكل يشوفها يا رنين بكيفك!
** ** ** ** **
جالسه على طرف السرير منزلة رأسها تخفي دموعها عنه، قلبها يوجعها حيل.. صار له فترة مهملهم، مهمل تغريد، خرجاته كثرت ما تعرف ليه، ما صار يقعد معهم مثل قبل، ولو قعد.. يكون الجوال بيده، شكّت فيه غصبًا عنها، شكّت انه يخونها، يخونها مع بنت ثانيه غيرها، لين ما تأكدت من صديقتها اللي تشتغل بالجامعة، وهي تقولها أن زوجها يخرج مع وحده من طالباته، يميزها عن الكل.. والكل لاحظ هالشيء، أخذت نفس عميق وطالعت فيه وهي تحارب دموعها: مشعل أنا ما أقدر أكمل معاك، ما أقدر أكمل مع شخص تفكيرو وقلبو عند أنسانه تانيه، انسانه ماهي موجوده في دي الحياه، انا كنت أول ساكته ومتحمله بس عشان الروح اللي كانت في بطني، بس دحين..، وهي تتحسس بطنها الخاويه: بعد ما راح.. ما أقدر أكمل معاك، وبالذات بعد ما عرفت عن البنت اللي تخرج معاها، ما أقدر أقعد في ذمتك ولا ثانيه، ودحين أنا بروح لبيت أهلي، بروح ومو راجعه وأتمنى ورقة طلاقي توصلني.
كان طول الوقت ساكت، منصت لكل كلمة تنطقها، يفكر بكلامها.. يشوف ايش الحل اللي ما يظلم أحد، ما يبي يغلط أكثر.. كفايه أغلاط ماضيه، ما يبي يجرح أحد يكفي الناس اللي جرحهم، طالع فيها وهي تبكي بحرقه، ما يبيها تكون بهالحاله، ما يبي يعذب بنات الناس معه، مشى لها وجلس بجانبها، تنهد بخفه وقال بصوت هادي بدون ما يناظرها يحاول ينتقي كلماته عشان لا يجرحها أكثر: حاولت كتير يا فرح.. بس ما قدرت، لو تسأليني في أيش حاولت حقولك اني حاولت انساها.. انسى حبي لأم تغريد.. حاولت اني أحبك يا فرح.. بس قلبي متعلق بحب أم تغريد!
مسحت دموعها وهي تحس انها بتنحرق غيره من كلامه، يحبها وهي تعرف ما يحتاج يقول، كل ليله وهي بجانبه لما يكون نايم تسمعه يناديها في منامه، كل ليله تكون بين يدينه بس تفكيره عندها حتى وهي مو موجوده في هالحياة: أفهم من كلامك اني ما قدرت أوصل لمكانتها في قلبك، لدرجة إنك رحت لبنت غيري! ماني قادره أستوعب يعني فيا شي غلط فيا عيب!!!
مشعل طالع فيها بضيق: راح أكون ظالم لو طلعت فيكِ عيب، فرح ما أبا اكون عائق في طريقك ولا أبا اكون ذكرى سيئه…
قاطعته: أذا تباني اذكرك بالخير يا مشعل طلقني!
مشعل بجدية: متأكدة؟
وهي تأخذ نفس عميق: متأكدة!
حط يده على كتفها وباس جبينها بهدوء: شكرا فرح على كل شي سويتيه، صبرتي عليا.. حبيتي بنتي وعاملتيها كأنها بنتك، دخلتي في بيتنا ذكريات مستحيل ننساها أنا وتغريد، وطول عمرنا حنذكرك بالخير..، وهو يبتسم بهدوء: شكرًا على كل شي!
** ** ** ** **
دخل مكتبه وهو ماسك كرتون، بدا يجمع أغراضه، ملاحظاته.. كتبه.. ملفاته, حطهم بالكرتون ولف لجهة الباب، شافها واقفه ودموعها متجمعة بعيونها، غمض عيونه بقوه ما يبي يضعف قدامها، فتحهم وتعداها بتجاهل، وصار يمشي بالسيب
…: مــشــعـــل.
وقفته نبرة صوتها الحزينة، أنوجع قلبه عليها بس إيش يسوي؟ الكل صار يتكلم عنهم وعن خرجاتهم مع بعض، صاروا يتهموها في شرفها وهو حتى يدها عمره ما لمسها، ما يقدر يشوفها تتأذى منه، حرك رأسه بحزم, مشى وتجاهلها مرة ثانية!
رنين صرخت بنبرة بكاء: يعني خلاص كل شي أنتهى، بدي السهولة تتخلى عني بدال ما تدافع عني يا مشعل.
لف لها وبغضب من كلامها: أنا جالس أسوي اللي في مصلحتك وتقولي أتخليت عنك؟ انتي راضية عن كلام الناس؟ راضية إنهم يتهموكِ في شرفك؟ أنا معتبرك زي أختي وشوفي كيف الناس معتبريننا.
رنين وهي تحارب دموعها: من متى سرت تهتم لكلام الناس؟ سيبك من كلامهم.. تتذكر لما قلتلي كل اللي تتمناه يكون لك أهل..، قربت منه وبرجاء: بكون لك كل اللي تتمناه بس لا تروح، فيه أشياء كتيرة لازم تعرفها ولا حتكون في رقبتي لين ما أموت، صدقني لو ما قلتها حتعذب طول حياتي.
مشعل قطب حواجبه هالبنت ليش ما تبعد عنه رغم كل الاتهامات الباطلة اللي اتوجهت ناحيتها؟ ليش متمسكه فيه لهالدرجة؟ أجل ما عنده إلا إنه يقول هالكلام ويصير اللي يصير، قرب منها وبتحذير: تدري إيش يا رنين؟ إنـتـي جالسة تدمري العائلة اللي أتمناها من صغري، زوجتي سابتني بسببك، بنتي وسارت تكرهني لأنها تشوف اني حرمتها من فرح، أخاف ازا دخلتك أكثر لحياتي تدمريها اكتر من كدا!
جفت دموعهآ من قسوة كلآمه، طآلعت فيه بصدمة وبصوت مرتجف: أنـ.ـاا.. أد.. أدمــر..هــا؟
مشعل بنظرة قوية: ايوه تدمريها، وعشان كدا قررت أشيلك منها!!
** ** ** ** **
حك شعيرات ذقنه القصيرة وهو ماسك الأوراق بيده الثانية، رفع عيونه لـ مشعل وتسائل بـ استغراب: يعني تباني اتجسس على أهل دي البنت؟
مشعل: مو تتجسس انتا بس تطمنّي عليها..
عبد العزيز طالع في اسمها المكتوب في الورقة بتفكير.. رنين أحمد الـ……، هذي ايش تبي منه؟ ليش تقربت له؟ مشعل حكاه كل شي.. يحسه مخدوع فيهم.. ما قالوا له مين هم.. والحين طلب منه يراقب كل تحركاتهم، طلبه غريب.. بس راح يجاريه لفترة ويشوف ايش سالفتهم!
** ** ** ** **
نزلت درجة واحده وشافت فرح معطيتها ظهرها وتسحب شنطتها لتخرج من الفيلا، تجمعت الدموع بعيونها وهي ما تبي اللي في بالها يصير وبصوت مخنوق: مــامــا!
وقفت في مكانها وهي تسمع صوتها المائل للبكاء، ما هي سهله عليها وهي تتركها، تحس أن تغريد صارت جزء منها وكأنها بنتها ما هي بنت زوجها، تعلقت فيها بشكل خيالي وماهي حزنانه لأنها بتفارق مشعل، حزنانه لأنها بتفارق بنته!
حست بيدينها الصغيرة وهي تحاوطها وتدفن وجهها بظهرها، تشهق بألم وتنطق من بينهم: مـــامـــا.. فــيـ.ـن رايحة مــ.ــن دون مـ.ـا تــقــولــيــلــي؟
نزلت دموعها لا أراديًا وهي تحس إنها بتنهار حاليًا، راح تترك كل شيء وتقعد عشانها، جت بتحط يدها على رأسها لتمسح عليه بس سرعان ما تذكرت كلام صديقتها، أن مشعل يخرج مع بنت تاركها في عز حاجتها له.. لما أسقطت طفلها، مسحت دموعها وبصوت عالي: مــــشـــــعــــــل.. مـــــشـــــعــــــل.
خرج مشعل من الغرفة وهو مقطب حواجبه من الصراخ: إيش فيه؟
فرح وصدرها يطلع وينزل من شدة أنفاسها: بـــعــــد بــنــتــك عني.. بـــعـــدهــا!
مشعل بهدوء وهو يقترب منهم: يا فرح على الاقل خليها تودعك مو كـ…
فرح قاطعته بحده وهي تحس انها راح تستسلم بسببها: خُدها عني بعدها يا مشعل.
زفر بضيق ومشى لين وصل عند تغريد، سحبها من فرح وأخذها لحضنه وهو متضايق حيل من دموعها، دايم يوعد نفسه ويوعدها انه ما يبكيها، أنه ما يزعلها ولا يحرمها من شيء تحبه، بس ما يبي يظلم فرح معه أكثر، يخاف ظلمه لها يرجع في تغريد لما تكبر وتتزوج، يجي أحد يجرحها.. شخص يكون قلبه عند إنسانه ثانيه، ما يرضى الوجع لبنته.. فعشان كذا ما يبي يوجع بنات الناس
تغريد ابتعدت عنه وطالعت فيه ودموعها تنزل على خدودهاا: بـ.ـابـ.ـا، ماما فرح حتجي تاني مرا صح؟ ما حتسيبني زي ما سابتني ماما، الله يخليك لا تخليها تسيبني.
مشعل حاوط وجهها وإبهامه يمسح بيه دموعها بحنيه: حبيبتي، ماما فرح ما تقدر تقعد هنا، ما راح تقعد!
تغريد: طيب انتا مو تحبها؟ قولها تقعد.. هيا تسمع كلامك.
زفر بقلة حيله ورجع ضمها لصدره، وفي داخله متيقن إنها فتره وتعدي وتنسى فرح، بس لأنها صغيره فتعلقت بها بسرعه، وراح تتعود على بُعدها أسرع!
** ** ** ** **
رمى الأوراق بالمكتب أمام الشخص الواقف أمامه: سمير مين دولا؟
سأله وكان واضح عليه أنه عارف الإجابه من نظرته الواثقة فنزل عيونه بارتباك وهو يقول: مـ..ـا أدري!
عبد العزيز: طيب دامك ما تعرف أباك تدورلي عنهم، وتجبلي كل شي يخصهم.
سمير أخذ نفس وهو مقرر يقول اللي عنده: أستاذ عبد العزيز، أدري مين هم ما يحتاج أبحث عنهم.
عبد العزيز بسخرية: كويس يعني أخيرا حتتكلم، ايوا اشرحلي بسمعك!
نزل عيونه مرة ثانية وقلبه يدق بسرعــة متوتر لأنه راح يكشف عن سر مخبيه من 33 سنة، سر محتفظ بيه ووعد ناصر إنه ما يكشف عنه بيوم بس الحين ما يقدر يخبيه أكثر من كذا.. حمل جدا ثقيل عليه، رفع عيونه لعبد العزيز ونطق أخيرا: دولا أخوان مشعل وندى من أمهم!
** ** ** ** **
بعد مرور ثلاث سنوات.. في بيت أبو فارس
بتول وهي تسحب تغريد وتنزلها من الدرج بإستعجال: تغريد فارس يبغاكِ ضروري مراااا.
تغريد وهي تحاول تسحب يدها: يا بنت عيب أروح أكلم أخوكِ، خلاص انا سرت كبيرة، مامتك كمان قالتلي كدا، قالت اني كبرت وما يسير ألعب مع الأولاد، ودحين كيف تبيني أخش في غرفتو؟
بتول حركت عيونها بملل: يا هبلة طبعا ما حدخلك غرفتو، بس نروح برا في الحديقة، خلاص لا تطفشيني بس حيقولك كلام وتروحي.
تغريد بإستسلام: طيب بس خليني ألبس عبايتي على الاقل!
مشوا للحديقة وتغريد لابسه عبايتها حاطه طرحتها بإهمال، شافوا فارس وهو جالس على المرجوحة ينتظرهم، أبتسم بحب كبير وهو يشوف تغريد تمشي له، وقف وأقترب منهم وهو يسأل تغريد: أمــم.. تغريد كيف حالك؟
طالعت فيه وهي حاسة بمشاعر غريبه تجتاحها لما تشوفه، بلعت ريقها بتوتر وقالت: الحمد لله، وانتا كيفك؟
بتول ابتسمت وهي تشوف نظراتهم لبعض: أوكي قايز انا داخله البيت.
مسكتها تغريد بإندفاع: لآآآآ خليكِ هنا، أممم يعني عادي ما فيها شي لو قعدتي هنا.
بتول بكذب: لا ماما قالت تباني لازم أروح.
تغريد شدت على بتول أكثر وهي تحس نفسها شوي وتبكي من التوتر اللي حاسته: لا لا بتول أقعدي شويه الله يخليكِ.
فارس حس بتغريد فقال بهدوء: خلاص يا بتول عادي خليكِ هنا مو مشكلة.
بتول طالعت فيه: طيب أنتا قلتلي لما أكلمها اباكِ تخشي جوه.
فارس بحده خفيفه: طيب دحين أقلك عادي لو تقعدي وي..، طالع في تغريد وسرعان ما لانت ملامحه وبابتسامة هاديه: امم في شيء من أول كنت أبا أقلك هوا.
تغريد شتتت عيونها: يلا بسرعه يا فارس قلي لا توترني كدا.
فارس بسرعه: كنت بقول إني أحبك يا تغريد.
تغريد بضحكة: طيب يا فارس أدري إنك تحبني زي ما تحب بتول، عادي حتى انا أحبك زي أخويا..، وهي تزفر براحه: أوه وترتني حسبت حاجه تانية.
فارس قطب حواجبه، فهمته عكس اللي يقصده: لا يا تغريد، مو قصدي كدا..، حك جبينه وهو يحاول يفهمها: أممم يا ربي كيف أفهمك.. شفتي كيف بابتك كان يحب مامتك؟ وامي كيف تحب أبويا؟
حركت رأسها بالإيجاب والتوتر بدا يرجع لها من كلامه
فارس اقترب منها خطوة ومسك يدها: أنا أحبك زي ما هما يحبوا بعض، وعينه بعينها: يعني حيجي يوم وأتزوجك!
رمشت عيونها بارتباك من كلامه اللي صار يتردد في عقلها، سحبت يدها من يده ورجعت كم خطوة للوراء وهي تحرك رأسها بالنفي: لا يا فارس..!
قطب حواجبه من ردة فعلها، طالع في بتول بتساؤل وهي ردت له انها ما تعرف ايش فيه: ايش هوا اللي لا يا تغريد؟
تغريد والدموع بدت تتجمع بعيونها: لا تحبني يا فارس، لا تحبني الله يخليك.
فارس باستنكار وعدم أستيعاب: يا مجنونه ايش جالسه تخربطي؟ ليش ما أحبك؟
تغريد وهي تمسح دموعها بسرعه: يا فارس انا ما أحبك وما حتزوجك ولا أفكر فيك أصلا زي كدا، كيف تفكر كدا؟ وهي تبتعد عنهم تمتمت لنفسها: أنا رايحه البيت وما حجيكم زي أول مستحيل!
**
نهاية الفصل السابع..
|