كاتب الموضوع :
شقى الماضي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام
الساعة 9:00 صباحًا.. بالمستشفى
يمشي بخطوات هاديه وثابته باتجاه مكتبه، وبيده كوب القهوة الصباحية المعتاد عليها شاف سكرتيره سلطان وهو يبتسم له.. فرد الابتسامة له: السلام عليكم.
سلطان: وعليكم السلام.. صباح الخير دكتور مشعل.
مشعل: صباح الخير.
كمل خطواته لمكتبه جاء يدخله بس وقفه صوت عبد العزيز من وراه يناديه بإسمه فلف له وطالع فيه بصمت
عبد العزيز تكلم ببرود وقلبه شايل على مشعل بسبب قسوة كلامه وانه ما عطاه فرصه ليبرر لندى او يكلمها: ابغا مفتاح الفيلا، بمرها اليوم!
رفع حاجبه: وليش إن شاء الله؟
عقد يدينه حول صدره وطالع فيه ببرود: لا تخاف.. ما بسوي لندى شي، فيه أشياء أمي ناسيتها بروح أجيبها.
مشعل وهو يدخل للمكتب: لما تروح مرني عشان أعطيك هوا.
لف متوجه لمكتبه، رن جواله فسحبه من جيبه وناظر الرقم بابتسامة، دخل لمكتبه بسرعه ورد: هلا والله.
جاءه صوت أنثوي ناعم: اهلين بيك دكتور عبد العزيز.
جلس على كرسيه وريح ظهره عليه: هاه بشري وديتي الهدية؟
…: ترا قلتلي يوم الخميس اشبك!
عبد العزيز: المهم وديلها لا تنسي.. البنت اسمها جود.
"الفصل الثالث"
"صاحب الهدايا المجهول"
في المدرسة الثانوية للبنات..
رن الجرس معلن عن انتهاء الحصة الثالثة وبداية الفسحة.. خرجت تغريد من الفصل، شافت بتول تخرج من فصلها فراحت لها وهي تبتسم: هاي بتول.
طالعت فيها وتذكرت فارس وكلامه فتضايقت، سألتها وهي تحاول تتجنب شعور الضيقة: فين جود غريبه ماهي معاكِ؟ دي البنت اللي فجأة سارت صحبتك.
تغريد بضحكة: غايبه اليوم.. ليه تسألي؟ غيرانه منها!
ضربت كتفها بقوه: إنقلعي.. اصلا ما تلاقي صحبه زيي.
مسحت على محل الضربة بألم: آآآآييي.. أعوذ بالله اش دي اليد!!
ضحكت عليها وهي لوت بوزها: بروح الحمام تجي معايا؟
حركت رأسها بالإيجاب تذكرت مرة ثانيه كلام فارس فقالت بتوتر بسيط: أممم تغريد أصبري في حاجه بقلك هيا.
تغريد باستغراب: طيب قولي يعني تستأذني مثلا.
تكلمت بسرعه: فارس يا تغريد.
حركت عيونها بملل: اشبو كمان؟
بتول بزعل: يحبك ترا، لا تسوي فيه كدا.. بليز تغريد.
تغريد ببرود: طيب وازا يحبني؟ ايش أسويلو يعني؟
بتول بانفعال تكلمت: انتي ليش كدا تسوي في أخويا؟ هوا ايش سوالك حتى تكرهي كدا، رفضك لأخويا ما لو أي مبرر، جا وخطبك عشان تتأكدي إنو ما بيلعب عليكِ وقد ايش هوا جاد بمشاعرو ليكِ، بس انتي برضك رفضتيه، ليش؟
تغريد تنرفزت من كلامها وبنفس الوقت توترت من نبرة صوتها، ما تحب تتضارب معاها، أخذت نفس عميق وتكلمت بهدوء: بتول.. شوفي أخوكِ ما شاء الله انسان كامل من كل النواحي.. والكمال لله، بس ايش هيا المشكلة؟ أنا حقولك، أنا ما في قلبي لفارس أي حب.. هوا كان مجرد أخو ليا، ودحين سار أخو صحبتي وبس.
بتول كانت راح تتكلم بس قاطعتها على طول وهي تمسك يدها وطالعت فيها برجاء: بليز خلينا نقفل على دي السيرة لأني تعبت منها.. نعيدها ونزيدها على الفاضي والله.
بتول بضيق: خلاص طيب، وأساسا أخويا هوا الغلطان المفروض يستحي على وجهو.
تغريد بابتسامة: يلا ننزل؟
بتول تنهدت: طيب.
** ** ** ** **
الساعة 3:15 عصرًا
خرج من سيارته ومشى لناحية بوابة الفيلا الكبيرة، شاف حارس الفيلا اللي انتبه له ومشى له وهو يرحب فيه بحراره: اوووه استاذ عبد العزيز فينك ما شفناك من أسبوعين لا انتا ولا مدام هدى.
ابتسم له عبد العزيز: والله احنا نقلنا من هنا رحنا نقلنا في شقة.
الحارس: اهااا مدام ندى تجي وانتا تروح.. والله ما يصير.
ضحك عبد العزيز على كلامه.. ما يدري انه خرج من هنا عشان ندى بس تاخذ راحتها، مايبيها تشوف أمه ويزيد حقدها وكرهها: عبد الكريم.. الكل موجود في الفيلا؟
الحارس بتفكير: ايوه بس أستاذ مشعل في المستشفى.
حرك رأسه بالإيجاب ودخل بعد ما فتح له الحارس البوابة.. دخّل مفتاح الفيلا في الباب وبعدها دخل للفيلا نفسها
** ** ** ** **
المستشفى
خرج مشعل من مكتبه وبإذنه جواله يكلم في تغريد: حبيبتي تغريد لا تستنوني على الغدا اليوم..، طالع في ساعته الملتفة حول معصمه: عندي اجتماع مهم حيكون لين الساعة اربعه.
تغريد وهي تخرج من غرفتها متوجهة لناحية الدرج: طيب دحين نازلة اكلم مؤمنة تحط الغدا………...يلا مع السلامة انتبه على نفسك.
قفلت السماعة ورفعت رأسها لتتفاجأ بعبد العزيز واقف قدامها، ابتسمت بعدم تصديق وبفرحه: عـــمــي عـــزيـــز!!
عبد العزيز بضحكة: بشحمو ولحمو.
نزلت الدرج بسرعه وضمته: وحشتني يا دبة، من زمان عنك انتا وستو هدى..، بعدت عنه وطالعت فيه بشوية زعل: فين رحتو كدا فجأة؟!
اخذ نفس عميق وزفره: نقلنا شقة تانيه!
تغريد بصدمة: امــــا.. ليه كدا؟
عبد العزيز يحاول يصرفها: يعني خفنا ندى تضايق مننا.
تغريد: طيب تعال اتغدا معانا دحين حنحط الاكل.
عبد العزيز بإندفاع خفيف: لا لا لا، بس جيت آخد كم شي من غرفة امي.
تغريد تضايقت شوي: طيب كنت أحسبك جاي تسلم علينا، على العموم سلملي على ستو هدى لما ترجع لها.
عبد العزيز حس فيها فحط يده على كتفها وبنبرة هاديه: لا تزعلي يا حلوه، يوم الجمعة زي دا الوقت حاخدك مع امي نتغدا برا..، غمز لها: وحقولك كل شي.
رفعت عيونها له وابتسمت برضى: إن شاء الله.. تبغى مفتاح الغرفة؟
عبد العزيز: لا شكرا ما يحتاج..، رفع المفاتيح اللي بيده: أبوكِ قالي انو هنا فيه المفتاح.. يلا حطلع للغرفة.
………
خرج من الغرفة ومعه حقيبة صغيرة فيها أغراض أمه، قفل باب الغرفة بالمفتاح، التفت وبنفس الوقت انفتح باب الغرفة المقابلة له، تجمد وهو يشوفها تخرج منها، همس بصوت مسموع: نـــدى..
رفعت عيونها له برعب وهي توها بس تنتبه له، قطبت حواجبها وهي تستوعب انه عبد العزيز، تراجعت كم خطوه للوراء لتدخل الغرفة وتقفل الباب وراها بقوة
طالع في باب غرفتها بنظرة هادية لفترة وبعدها نزل من الدرج
** ** ** ** **
في صباح اليوم اللي بعده
بالمدرسة.. بداية الدوام قبل الطوابير
دخلت جود للمدرسة وقفت على جنب وفسخت عبايتها، دخلتها في شنطتها، رفعت عيونها وشافت بتول وتغريد متجهين نحوها، ابتسمت لهم: هاي بنات كيف حالكم.
تغريد: الحمد لله تمام.. اقلك ليه غايبه امس؟
جود وهي تمشي معاهم: أمممم.. رحنا في الصبح للمطار، نستقبل اخويا كان يدرس في كندا.. بس دحين الحمد لله خلّص.
بتول: مين؟ أخوكِ نادر؟
جود ضحكت: يا هبله كم مره أقولك.. نادر توأمي، مهند اللي رجع مع زوجتو وولدو.
تغريد شهقت وكأنها تذكرت شيء: يـا بنـــــات اليوم خميس صح؟
بتول طالعت فيها: ايوه.. ايش فيه يعني؟
تغريد ابتسمت من قلب حتى بانت أسنانها: اليوم ميس حياخدها ابوها.. لين الويكند الجاي.. يا سلاااام يعني راحه نفسية!
بتول حركت عيونها بملل: يالليــــل، ترا عرفنا انك تكرهيها بس خلاص عاد.
جود بتفكير: نفسي اعرف ليه تكرهيها قدي كدا؟ مع انها بنت عمتك حرام عليكِ!
تغريد عدلت نفسها وطالعت فيها بجديه: والله اسباب كتيرة.. وأهمها انها ما تحترم امها..، تنهدت بضيقه وبنبره هادية يخالطها الحزن: بعض الناس امنيتهم الوحيدة في دي الدنيا يقابلوا أمهاتهم، تحسسهم بحنانها، وتغمرهم بأحضانها الدافيه، وهيا تكرهها، وانا عشان كدا أكرهها!
بتول ضربت كتفها بخفه: دوبي اعرف انك تكرهيها لدا السبب.. ما قلتيلي.. كنتي تقولي انو من لما دخلت حياتنا بابا اتغير، وما سار زي اول!
طالعت فيها وابتسمت: امس في الليل جلست افكر من جد ليه انا اكره ميس، وطلعت بدا السبب، وحسيتو مقنع.. لأني أنا اتمنى ماما تكون فيه عشان اعاملها احسن معامله وهي كدا تعامل عمتي.
جود اجتاحها الفضول من كلام تغريد: ليه فين امك؟
تلاشت ابتسامتها تدريجيًا وقالت بصوت هادي بدون ما تطالع فيها: الله يرحمها.
انحرجت من نفسها: اوه.. انا آسفه، الله يرحمها.
تغريد طالعت فيها وهي تحاول تكون طبيعيه: لا لا عادي، ماتت لما كان عمري 9 سنوات، بس برضو اتذكرها واتذكر كل تفاصيلها.
بتول حست بالجو المتوتر فجت تبي تتكلم لتغير الموضوع بس سكتت وهي تشوف وحده باين انها ما تدرس هنا من عبايتها ولبسها.. قربت منهم وسألت: مين فيكم جود.
جود قطبت حواجبها وطالعت فيها: انا جود.. ايش فيه؟
البنت بابتسامة غريبة وهي تمد لها كيس: دي الهدية وصليها لأختك رنين.. قوليلها من الدكتور عبد العزيز.
عطتها الكيس وراحت بسرعه بدون ما تعطيها فرصة لتتكلم
تغريد وبتول طالعوا فيها وهم مستغربين، فقالت بتول: جود مين دي ومين الدكتور عبد العزيز.
جود بدهشة: يا بنات لحد يسألني أنا زيكم مفجوعه..، تنفست بقهر وهي تشد على يدها: الحيوان طلع اسمو عبد العزيز..، طالعت في تغريد وبتول اللي مو فاهمين شي من كلامها: دا يا بنات من فتره بس يرسل هدايا لأختي، بس كان يجيبها للبيت وما كان يكتب اسمو، كنا نسميه صاحب الهدايا المجهول، بس دحين عرفنا أسمو!
تغريد قطبت حواجبها: طيب انتو كيف ساكتين كدا، وجع اش دي الوقاحة في دا الرجال.
جود بسخرية: رنين الغبية خايفه خطيبها يعرف وبعدين يزعل ولا شي.
نهاية الدوام
جالسة بداخل الفصل مع كم بنت تعرفت عليهم، دق الجرس من فترة طويلة.. كانت راح تخرج بس تذكرت هذاك اليوم لما تأخر عليها فهي حبت ترد له نفس التأخير، يقول انه نساها فتأخر، وهي الحين نسته وتأخرت، ما راح تسكت عن حقها ولا تنتظر احد ياخذه لها هي تأخذ حقها بنفسها
وحدة من البنات كلمتها: ميس! غريبة ما رحتي لين دحين؟
ابتسمت وهي تريح ظهرها على الكرسي: خالي قال انو حيتأخر اليوم، دحين الساعة كم؟
نفس البنت وهي تشوف على ساعتها: سارت الساعة تلاتة.. ما رح تروحي؟
ميس قامت بهدوء وهي تسحب شنطتها: دحين حروح!
خرجت للساحة وهي تفكر تأخرت عليه ساعة ونصف، يا ترى كيف هو؟ أكيد معصب ومتنرفز، اخيرا بتشوف غير بروده اللي شوي ويجلطها، تقدمت لها وحدة بنت ما عرفتها فقطبت حواجبها وهي تسمع سؤالها: انتي ميس صح… ترا تغريد راحت لما شافتك أتاخرتي!
توسعت عيونها للأخير: ايـش تــقــولــي..، نزلت شنطتها بسرعه وهي تخرج عبايتها منها وتلبسها بعجلة، تكلمت بعصبية وهي تلف طرحتها: وجع ما استنوني حتى.. ياربي اش حسوي.
جود كتمت ضحكتها وهي تشوف ردة فعلها: امزح معاكِ يا هبلة، تراهم يستنوك بره من اول.
ميس طالعت فيها ودفعتها من كتفها بنرفزة: من متى عرفتك عشان تمزحي معايا كدا؟ اصلا من فين تعرفي تغريد؟
جود بضحكة: انا صحبتها وكم مره اشوفك معاها فعرفتك.
مشت عنها وهي تتوجه لبوابة المدرسة وتمتمت بنفس نرفزتها: وجع جيت بحرق دمهم ألاقيهم جالسين يحرقوا دمي انا.
ميس دخلت عندهم.. وما لقت غير البــرود والتجاهل من مشعل، عكس تغريد اللي كانت متنرفــزة منها، تحرك رجولها ونفسها تتضارب معها، بس سـاكته عشان أبوها طلب منها إنها ما تعيرها أي أهتمام ولا تصغر عقلها مثلها
** ** ** ** **
الساعة 4:00 عصرًا..
جالسة على سريرها وبيدها علبة مغلفة بغلاف مخملي عليه نقوش باللون الذهبي المطفي، محتاره تقول لأختها عنه او لا، لو عرفت بتعصب وينقلب مزاجها، وهي ما تبي يصير لها كذا، فتحت درج كمدينتها ودخلت العلبة فيها، شافت اختها وهي تدخل بخطوات هادية، علقت عبايتها على الشماعة ولفت لها: جود.. روحي كلمي ماما.
طالعت فيها وبخبث: ما شاء الله، دوبك تجي ها.. فين كنتي.
طالعت فيها وهي رافعه حاجبها: كنت مع فيصل.. خرجنا نشوف اثاث الشقة وأغراض المطبخ، عند مانع حبيبتي؟
جود ضحكت وهي تقوم من السرير: لا لا ابدا، خدو راحتكم، بس ترا قرب زواجك، لازم ما تقابليه كل شوية عشان يشتاقلك. قالتها وعلى طول خرجت لأنها عارفه انها تتنرفز من هالكلام
وهي حركت رأسها بقلة حيلة وضحكت غصب عليها، مشت لدولابها وهي تخرج لنفسها لبس مريح للبيت، طاحت عيونها على كيس هدايا.. قطبت حواجبها ومسكته، لقت ورقة صغيرة معلقة بالكيس وقرت المكتوب فيها: إن شاء الله تعجبك الهدية مع حبي واشواقي.. عبد العزيز!
دخلت جود بحماس وسرعان ما تلاشى هالحماس وهي تشوفها ماسكة الكيس، سبت نفسها مليون مره على غبائها نست تشيله، عضت شفايفها بخوف: رنيــن!
لفت لها واقتربت منها بعصبية: جــود!! إش داا!!
جود وهي تحاول تخفي ارتباكها، فضحكت وهي تسحبه منها: ههه.. اش دا؟ لا ولا شي، أممم يعني..
قاطعتها بحده: جود اتكلمي!
حركت رأسها بقلة حيله وباستسلام: شوفي الدرج حق الكمدينة.
فتحته وطلعت العلبة، طالعت فيها لثواني وبعدها رفعت عيونها لجود: كيف اعطاكِ هيا؟
جود: جات وحدة وقالتلي دي هدية من الدكتور عبد العزيز وراحت.
رنين بعصبية: كيف يعني راحت!! ما قدرتي تسأليها، على طول كدا سبتيها تروح.
جود تنرفزت: خلاص ايوه راحت، يعني اش اسوي.
قطعت الغلاف وهي تبي تفتح العلبة، بس مسكتها جود: لا لا تفتحي، متأكدة انك حتعصبي زياده، وانتي مو ناقصة.
رنين طالعت فيها بحده: مالك صلاح اسوي اللي اباه.
سكتت وهي متنرفزه من عنادها، وضلت تشوف عليها وهي تفتح الهدية، فتحتها وقطبت حواجبها وهي تشوف خاتم وبداخل العلبة ورقه، أخذتها رنين وقرتها بصوت مسموع: خاتم خطوبتنا.. لا ترميه زي الهدايا اللي قبل، لأنك حتلبسيه ليا في يوم من الايام.
طالعت في جود وبسخرية: شايفه لفين وصلت حقارتو؟ رمته بالسلة بدون اهتمام: هه.. مرا واثق من نفسو!
جود بدون ما تحس شهقت: واااا حرام عليكِ يا رنين شكلو يجنن، ليش رميتيه؟
طالعت فيها وهي رافعه حاجبها، انكتمت من نظرتها: أمزح أمزح، أيوا أرمي الخاتم، أحسن خلي فلوسو تضيع!
** ** ** ** **
عصريّة اليوم التالي
دخلت المطعم وعيونها تدور بين الناس الجالسين، تبحث عن عبد العزيز وهدى، ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تشوف عبد العزيز يلوح لها بيده لتنتبه لهم، راحت عندهم وسلمت على عمها بالخد: أهلين.
عبد العزيز بابتسامه: اهلا بيكِ نورتي المطعم.
مشت ناحية هدى وسلمت على رأسها ويدها، أبتعدت عنها وطالعت فيها: كيف حالك ستو وحشتينا.
حطت يدها على خدها وبحنان: الحمد لله يا بنتي، وانتي كيف حالك؟
تغريد: بخير الحمد لله.
وآخر شي صافحت الخادمة وبعدها جلست في محلها، سحبت المنيو وصارت تقلب صفحاته: طيب، طلبتوا ولا لا؟
عبد العزيز: بس المشروبات، وطلبنالك معانا ليمون نعناع.
هدى: يا بنتي ليه تأخرتي؟ خفنا عليكِ.
ابتسمت بإحراج: أممم والله جالسة أقنع بابا اني اجي هنا.. لأنو كل جمعة هوا يودينا مطعم مع عمتي ندى لأنو ميس وعبد الله يكونوا مع ابوهم.
عبد العزيز عدل جلسته بإهتمام: على سيرة ميس.. سمعت انو لسانها طويل، كيفكم معاها.
كشرت بوجهها وقالت بضيق: بالله لا تسألني عن دي الإنسانه، يا ربي مدري كيف عمتي وبابا مستحملين طول لسانها، وربي لو أنا ما حسكت لوحدة زي كدا، تخيل امس اش مسوية في بابا المسكين، متأخرة عليه ســآآآآعــة كاملة، وبابا سكت لها، كملت بنبرة مقهورة: ياربي عليه مدري كيف بابا صابر قد كدا.
هدى بصوت هادي: اكيد حتستحملها يا بنتي.. في النهاية دي بنتها.
تغريد تنهدت وطالعت فيهم: تراني مفتقدة جوكم في بيتنا.. مرآ البيت ساير كئيب، حتى بابا متغير دي الأيام باين انو شايل هم، هم ايش؟ ما أعرف! من لما جات عمتي وبابا اتغير كدا.. والله لو أدري انكم حتخرجوا ما كنت حتمنى ابدا انو عمتي تجي وتسكن عندنا، كنت متوقعة انو لو جات، حيتملى البيت ونكون عائلة وحده، ما اتوقعت انو حيسير بدي الكآبه!
سكتوا ومحد منهم عرف ايش يقول، ما توقعوا ان عدم وجودهم بيأثر عليها كذا، عبد العزيز حط يده على كتفها وبنبرة هادية: حيجي يوم وكل شي يتصلح! ويسير نفس اللي تبغيه واكثر.
طالعت فيه: متأكد؟
عبد العزيز بثقة: أوعدك!!
تغريد بضحكه: اووه.. دامك قلت أوعدك، فأنا واثقة فيك.
هدى ابتسمت: ايوه كدا اضحكي، ما يليق لك الحزن والكلام الفاضي.
تغريد بـ حنين: ماما كانت تقول نفس كلامك..، ابتسمت ومسكت يد عبد العزيز وبيدها الثانية مسكت يد هدى: الله يرحمها، وإنتوا ربي لا يحرمني منكم.
جاء لهم الجرسون ووزع عليهم العصيرات وأخذ طلباتهم للأكل، قامت تغريد من كرسيها: انا بروح الحمام، اغسل يدي واجي.
حرك رأسه بالإيجاب: طيب نستناكِ.. بس بسرعة تعالي، ولا حخلص الاكل عليكِ.
تغريد ضحكت بخفة: اصلا ما تقدر، ولو سويتها.. حدبحك!
** ** ** ** **
بعد عدة أيام
في إحدى المحلات للمفروشات
مشى وعيونه تدور بين الأثاث المعروض يبحث عن شيء يناسب ذوقها، يعرفها صعبه.. ما يعجبها أي شيء، تتعبه كثير من هالناحيه بس كل شيء يهون لأجل فرحتها لما تشوف اللي يعجبها، حس بيدها الناعمة تمسك يده وتشبك أصابعها بأصابعه، ابتسم لما سمع صوتها الهادي وهي تهمس له: شكلي حمشي طول الوقت وأنا ماسكتك كدا.. ياربي منك مدري فين فجأة تختفي!
ضحك بخفة على كلامها ليقول بعدها بحب: جالس أدوّرلك كنب للصالة، كل ما أوريكِ شي ما يعجبك.. طفشتيني.
طالعت فيه وببراءة مصطنعه: ياا ظالم.. أجل أنا طفشتك وما يعجبني شي؟ غيرت نظرتها للغرور وكملت: قول إنك انتا اللي طفشتني والأشياء اللي تختارها مو حلوة!
حب تعابير وجهها اللي تتغير بطريقة لطيفة مع كل كلمة تنطقها جاء بيرد عليها بس قاطعة صوت جوالها وهو يرن، شافها تفتح شنطتها لتدور جوالها: أقول رنين لا تردي تلاقيها جود ولا مهند يبو يعكروا صفونا.
مسكت جوالها وطالعت الرقم وبعدها طالعت فيه بضحكة: نفس اللي قلتو.. طلعت جود.
كشر بملامحه: لا لا لاتردي.
رنين: لا وي كيف ما أرد يا فيصل.. يمكن تحتاجنا في حاجه.. تبانا نجيب شي لها او لماما.
أنهت كلامها وبعدها رفعت سماعتها حتى يوصلها صوت جود الباكي، وهي تتكلم بكلام غير مفهوم، وقفت فجأة وهي مفجوعة منها واللي خلى فيصل يستغرب: جــود أهدي.. أتكلمي بشويش كيف أفهمك أنا؟ شهقت بخفة وحطت يدها على فمها: أيـــــش؟ مــــامــــا؟ خـــلاص دحين هــــدي نـفـسك دحين أنا وفيصل جايينكم.
قفلت السماعة وناظرت فيصل والخوف يعتريها: فيصل.. ماما.. ماما طاحت، نادر ماهو في البيت ومهند ما يرد على جوالو.. لازم نروح لهم.
……
إلتفتت لأمها المتمددة على مراتب السيارة الخلفية ورأسها على فخوذ جود اللي صوت شهقاتها مالية السيارة، ما تنلام فهي اللي شافتها لما طاحت من الموية المبللة أرضية الحمام، طالعت فيها رنين نبرة الخوف باينه على صوتها: جود طيب قوليلي اش سار بالزبط.
حاولت تستجمع نفسها فمسحت دموعها وقالت: شفتها طايحة.. ولما سألتها.. قالتلي قبل ما يغمى عليها إنها طاحت.. حاولت تقوم بس طاحت مره تانية..، كملت ودموعها ترجع تنزل: جيت أساعدها.. بس ما قدرت.. أنفلتت من يدي وطاحت..، وهي تبكي أكثر: كلو مني.. كلو مني، ما أنتبهت لها من البداية.
فيصل زاد سرعة السيارة وتمتم بصوت مسموع: لا حول ولا قوة الا بالله.
رنين زفرت والضيقة ماليه قلبها: خلاص يا جود أهدي ما سار الا خير..، لفت لفيصل وكملت: بتودينا أي مستشفى؟
فيصل وعينه على الطريق: مستشفى مشعل نجم الدين.. هناك في دكتور مرا ممتاز، أتوقع اسمو عبد العزيز!
رنين طالعت فيه و الدم نشف بعروقها بعد ما سمعت الاسم اللي نطقه!
**
نهاية الفصل الثالث
|