كاتب الموضوع :
شقى الماضي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام
يوم الخميس..
خرجت تغريد من فصلها وبجانبها جود اللي قالت: تعالي نروح لبتول زمان عنها.
تغريد نزلت عيونها ومسكتها لتمنعها: لا ما أبا..، وبنبرة سخرية: خليها مع صحباتها الجداد.
جود طالعت فيها: زعلانه منها يعني؟
تغريد وهي تتظاهر بعدم الاهتمام: لا مو زعلانه هيا اللي مسوية نفسها زعلانه وفجأه ما سارت تجلس معايا، لو تلاحظي إنها لما تكلمك تكون عادي بس شوفي كيف تتكلم معايا، مو انا الزعلانة وما حجري وراها وأسألها ايش فيها!
جود بإستنكار: وي! صحبتك.. يعني تشوفيها زعلانه وما تسألي عنها؟
تغريد بشبه عصبية: لا تجلسي تتفلسفي على راسي يا جود، أعرف ليش هيا زعلانه وسببها تافهه وما يهمني، هيا بكيفها ما تبا تقعد معانا لا تجي، ما حزعل، واذا تبا تقعد معانا عادي.. ما حتكلم.
جود بهدوء: طيب ليش زعلانه منك؟
تغريد طالعت فيها لفتره وهي متردده تقولها ولا لا، وجود استغربت: ايش فيه؟
تغريد وهي تاخذ نفس عميق: أخو بتول يحبني، وأنا عادي، يعني.. ما أكرهو ولا أحبو، يمكن كنت أحبو زمان كأخ، ألعب معاه ونتضارب ونمزح، بس قبل تلاته سنوات سرت أغطي عنو ومرا قالي أحبك وبعد ما نكبر حنتزوج، وكلام فاضي ما أتقبلتو.
جود بتفكير: طيب ايش المشكلة، ليش بتول زعلانه منك؟ لا تقولي عشان ما تحبي أخوها بس؟
تغريد: يعني تقدري تقولي شي زي كدا، وقريب كلمت أم بتول وقلت لها إنو خلّي فارس ينساني لأني مستحيل أحبو ولا عاد يخلي بتول تكلمني عنو، وبعد داك اليوم بتول أتغيرت.. بالله يا جود مو معايا حق أني أرفضو.. يعني مو فاهمه غصبًا عني أحبو؟
جود: شوفي.. معاكِ حق، مو غصبًا عنك تحبيه، بس إنتي يعني ليش ما تحبيه؟ فيه حاجه كدا بطّاله؟
تغريد رفعت كتوفها: ما في سبب محدد، يعني انا لسا ما أتخرجت وما أبا أصدع راسي بدي الأشياء حب وزواج وكلام فاضي، أنا أبا أكمل جامعه برا وفي بالي أشياء كتيرة ما أبغا أحرم نفسي صراحة.
جود: أها يعني كدا!
تغريد: بالزبط، وغير كدا فارس ما أعتبرو غير اخويا، بس هوا بتول مو قادرين يفهموا دا الشي، صراحة سببولي أزمة في حياتي!
"الفصل السادس"
"ميار؟"
دخلت لمصعد المستشفى وهي تفكر، أخيرا خلاص أمها راح تخرج اليوم.. نادر وجود بيساعدوا أمهم ويرتبوا الأغراض، مهند راح ليجيب السيارة، وهي بتروح لمكتبه.. تودعه وتشوفه لآخر مره على حسب ما تفكر فيه، خرجت من المصعد وتوجهت لمكتبه، شافت سكرتيره فتكلمت معه: لو سمحت.. فيه مريض عند الدكتور مشعل دحين؟
السكرتير: حاليا لا، تبي تحجزي موعد أختي؟
رنين: لا أبا أدخل عندو وأكلموا لو سمحت.
السكرتير: طيب عندك موعد؟
رنين: لا ما عندي، وهي تكمل بسرعه: بس انا أبا اكلمو بسرعه ما حطول عندو.
السكرتير: لو سمحتي ما أقدر أدخلك كدا بعدين يعصب الدكتور.
رنين بهدوء واصرار: انتا قلو أنو رنين برا تبا تدخل راح يرضى!
حرك رأسه بقلة حيلة وقام من كرسيه ليدخل عند مشعل بعد ما طرق الباب: يآ دكتور فيه وحدة أسمها رنين تقول انها تبا تكلمك ضروري.. أدخلها؟
مشعل اللي كان يقرأ أحد الملفات طالع فيه من لما سمع أسمها فتكلم: ايوه ايوه دخلها عادي.
خرج السكرتير وبعدها بفتره بسيطة دخلت رنين بهدوء وهي تحس نفسها متوترة مو عارفه ليه: السلام عليكم.
مشعل أبتسم بهدوء: وعليكم السلام..، أجلسي أرتاحي.
رنين طالعت فيه: لا ما يحتاج بس جيت عشان أودعك.
مشعل: تودعيني؟! خلاص اليوم أمك حتخرج؟
حركت رأسها بالإيجاب: ايوه اليوم، خلاص بس باقي مهند يجيب السيارة..، قربت منه ومدت يدها: يلا مع السلامة.
مشعل طالع في يدها لفتره وبعدها صافحها: مع السلامة.. أشوفك مرة تانية إن شاء الله..، والحمد لله على سلامة أمك.
جت بتخرج من مكتبه بس صوته وقفها: رنين..، إلتفتت له وهي تناظره.
مشعل قام من محله وطالع فيها بجدية: تعرفي اني من زمان أعتبرك زي أختي وأكتر؟ شافها تحرك رأسها بالايجاب فكمل: هداك فيصل اللي كنتي تكلميني عنو زمان؟
رنين ضاق صدرها من سيرته وبان على وجهها: ايوه هوا.
مشعل: أنا حاب أنصحك كأي أخ يخاف على أختو، دا الرجال أنتبهي منو.. ما طمني بعد المشكلة اللي سواها وكيف شك فيكِ بدون ما يسمع منك كلمة، لا تسكتي عن حقك أبدا حتى لو كنتي تحبيه، لا ترضي بأحد يقلل من قيمتك ويهينك، ولا انتي اللي حتاكليها على راسك في النهاية!
رنين ما تكلمت وهي تفكر بكلامه بكل جدية، ما يرد عليها صار له أكثر من أسبوع، واليوم بتروح عند أخته أمل وتسألها عنه، رفع عيونها له وأبتسمت بإمتنان: شكرا مشعل على كلامك، راح أفكر فيه كثير..، يلا أنا لازم أروح دحين تأخرت.
** ** ** ** **
بالمدرسة..
جود ضربت بتول الماشية بجانبها بقوة: يا معفنه ليش سحبتي علينا اليوم؟ مزاعلتني؟
طالعت فيها ببرود وهي تمسح مكان الضربة: انتي ايش دخلك، مو زعلانه منك.
جود رفت حاجبها: زعلانه من تغريد يعني؟
بتول: مو مزاعلتها، بس خلاص ما أقدر أقعد معاها.
جود طالعت فيها بجدية مصطنعه: ليش ايش فيها تغريد؟ تخرج مع شباب؟ قوليلي عشان كمان أنا ما أقعد معاها، ما أبا اسير زيها.
بتول قطبت حواجبها من كلامها: انتي ايش جالسة تخرفي يا جود، أنا قلت كدا دحين؟
جود بنفس جديتها: طيب ليش ما تبي تقعدي معاها؟ دي صحبتك.. أكيد مسوية شي كبير! مو بس عشان ما تحب أخوكِ.
بتول طالعت فيها بحاجب مرفوع: ايش قصدك.
جود: يعني قصدي يا ست بتول، ازا انتي زعلانه من تغريد عشانها ما تحب أخوكِ فبصراحة انتي ما عندك سالفه، لا تخلي احد يخرب بينك وبينها.
بتول بنفس نظرتها: دحين هيا أرسلتك عشان تقولي دا الكلام.
جود: لا، أنا جيتك من نفسي وبقولك دا الكلام ولا تنسيه، تغريد مو مجبورة تحب أخوكِ والحب مو بالغصب، ويا ليت يوصل دا الكلام لأخوكِ!
بتول طالعت فيها مصدومة من كلامها: انتي مين عشان تقولي دا الكلام؟ ومن متى ما شاء الله سرتي تدافعي عن تغريد كانك من زمان تعرفيها وكانها تعنيلك حاجة!
جود بنبرة غريبة: تغريد تعنيلي كتيــر..، ابتسمت لها ومسكت كتفها وبهدوء: بتول شوفي لا تزعلي من كلامي، بس أنا بقول اللي شايفتو صح لا أكتر!
بتول بعصبية بعدت يدها: انقلعي عني مابا أشوف وجهك!
جود مسكتها مرة ثانية وباست خدها بقوة: مع نفسك ما حخليكِ تروحي وانتي زعلانه مني.
بتول مسحت خدها بقرف: يع مقرفه، بعدي عني.
جود بضحكة: أنا أحبك ما اقدر أبعد عنك.
شمقت بوجهها وهي تحاول تخفي ابتسامتها من أسلوبها الأهبل اللي يخلي الشخص غصبا عنه ما يزعل
** ** ** ** **
المستشفى-مواقف السيارات..
خرج عبد العزيز من المصعد للمواقف ومرر عيونه يبحث عن شخص معين في باله، مشى بخطوات ثابته لأحدى السيارات وهو يشوفه معطيه ظهره وبصوته الخشن تكلم: مهند.
قطب حواجبه وهو يسمع صوت قريب يناديه، التفت وشاف عبد العزيز.. الشخص اللي ما يعرفه غير إنه دكتور أمه بس ملامحه مو غريبة أبد وكأنه شافه في مكان: نعم؟
عبد العزيز بابتسامة ساخره وهو يعطيه نظرة لها معنى: ما عرفتني؟ مين أنا؟ وأكون ولد مين؟
مهند طالع فيه بريبة: أظنك مجرد دكتور اللي كان مشرف على حالة أمي! ولا أنا غلطان؟
عبد العزيز: لا أبدًا مو غلطان، بس فيه شي كمان..، اقترب منه بخطوة وكمل: أنا عبد العزيز ناصر نجم الدين.. معقولة نسيتني ونسيت أبويا؟!
مهند تذكره وتذكر الايام والسنين اللي عاشوها بألم بعد ما فقدوا أبوهم، حزن أمه، عزلة أخوه نادر عن الناس.. ومعاناة أخواته، كل هذا بسبب ناصر وجبروته!
مهند بحده: الناس الوسخة مستحيل تتنسي.
عبد العزيز بضحكة عاليه: أهآآآ عشان كدا، مشعل ما نساكم!
مهند بعصبية ونبرة حادة: ايش قصدك؟
عبد العزيز وهو يريح ظهره على السيارة: ما يحتاج أقولك ليه؟ أنتا ادرى وأعلم مني..، وهو يعدد بأصابعه: استغليتوا مشعل، علقتوه فيكم، سويتوا نفسكم تحبوه كأنو فرد من عايلتكم وهوا حبكم من قلبو، بس يا ترى ايش حتكون ردة فعلو لما يعرف…
قاطع كلامه مهند وهو يجره من قميصه: أذا زدت حرف تاني أدبحك.. والله أدبحك.
عبد العزيز نزل يده وهو يحرك رأسه بالنفي وباستفزاز: تؤ تؤ تؤ تؤ، ما يسير كدا يا مهند ليه تعصب؟ العصبية مو حلوه، شوف.. ايش رأيك نتفاهم زي الطيبين في الموضوع بهدوء وروقان؟
مهند أبتعد عنه وبنبرة حاده: ما بيننا تفاهم.
عطاه ظهرة وهو بيدخل للسيارة بس يد عبد العزيز منعته
مسك ذراعه وسحبه بقوه، دفعه على السيارة ليصطدم ظهره بها بقسوة، أقترب منه وبفحيح: شوف انتا مو مخير.. انتا مجبور، أدري بيك خايف من ردة فعل مشعل ازا عرف عنكم الشي اللي مخبينو، بس أنا ما يهمني مع الأسف، كل اللي يهمني هوا أختي ندى، وانتا غصبا عنك حترضى!
طالع فيه وكأنه فهم اللي يقصده، وبعد فترة من الصمت: طيب إيش تباني أسوي؟
عبد العزيز أبتعد عنه وطلع كرت من جيبه ماده له: هنا فيه رقمي، نتكلم بعدين لأنو فيه أشياء مهمة ما ينفع تنقال هنا!
** ** ** ** **
في الليل..
خرجت من المطبخ وبيدها المبخرة عليها الجمر ورائحتها فايحه، سرعت بخطواتها وهي تسمع نداء أبوها لها: طيب بابا دحين جاية..، دخلت الصاله وسرعان ما ابتسمت وهي تشوفه بالثوب، وكاشخ لأبعد درجة: الله على الشياكة دي، كأنك عريس ما شاء الله، مو كأنك رايح تقدم برنامج.
مشعل وهو يضحك على تعليقها عليه: أقول بس، تعالي بخريني.
تغريد قربت منه وبخرته، وبعد شوي خلصت حطت المبخره في الطاولة والتفتت له: حصنت نفسك؟
مشعل بابتسامة حرك رأسه بالإيجاب: ايوه أتحصنت..، سكت شوي وقال وملامحه تحولت للجدية: تعالي نجلس في موضوع مهم لازم أقلك هوا.
تغريد حست بجدية الموضوع من نبرته وملامحه اللي تبدلت، فجلست على الطاولة قباله: ايش فيه خوفتني.
مشعل ابتسم ليطمنها: ما في شي يخوف إن شاء الله، بس كنت بقولك إنو اليوم أبو ميس وعبد الله حيجي وياخدهم وما في أحد يفتح له الباب إلا أنتي.
تغريد والضيق ظهر في وجهها: أنـــآآ؟
مشعل وهو يمسك يدينها: ايوه انتي يا بنتي، ما كان نفسي يسير كدا وأنا رايح أصور البرنامج، وكنت المفروض أقلك من أول بس كنت مشغول مرا.
تغريد: طيب حيكون كل خميس كدا؟ أنا اللي أفتح الباب؟
مشعل بابتسامة هادية: لا طبعا، بس دا الخميس، المرات الجاية عمك عبد العزيز هوا اللي حيوديهم لأبوهم، بس عمك أمو تعبانه فما يقدر يسيبها مع الشغالة وهيا كدا.
تغريد بخوف: ستو هدى؟ ايش سار فيها؟
مشعل: لا تخافي يا نور عيني ما فيها شي بس تعب بسيط، إن شاء الله تتعافى بسرعة.
تغريد وهي تزفر بضيق وتطالع فيه: طيب بكرا أبغا أروح عندهم لازم.
مشعل وهو يمسح على يدها بإبهامه: أبشري من عيوني..، طالع في ساعته الملتفة حول معصمه: يلا يا بنتي شوفي سارت الساعة كم لا أتأخر.
تغريد وهي تقوم وتلحقه لباب الفيلا: بابا أصبر.. بلعت دواك النفسي؟
مشعل: لا العلبة خلصت، يبغالي أروح وأشتري.
تغريد بقلق: يا الله، طيب أنتبه على نفسك لا تعصب ولا شي عشان لا تجيك الحاله.
مشعل: وي يا بنتي، خلاص أنا كبرت والعصبية بعدت عنها.
تغريد ابتسمت له: برضو أنا أخاف عليك.. المهم يلا بسرعه روح ولا تتأخر من أول مرا.
** ** ** ** **
خرجت من غرفتها وقفلت الباب بهدوء شديد، زفرت براحه ومشت للصالة، شافت جود ورنين جالسين بالكنبة ويتفرجوا: أوووه الحمد لله نومت البزورة جننوني!!
جود ضحكت وبحضنها صحن الفشار: الله يعينك مسكينة!
أمل رمت نفسها على الكنبة.. بيناتهم: نصيحة ليكِ يا رنين من متزوجة وعندها أطفال، أول سنة زواج بــدوون أولاآآآآد، عيشوا حياتكم إنتي وفيصل كعرسان بعدين خلّفي!
رنين طالعت فيها: على سيرة فيصل.. من الاسبوع اللي فات ما يرد عليا ولا كلمني.
أمل: اشبك فيصل سافر!! ما قالك؟
حركت رأسها بالنفي وبداخلها مصدومة، ما نطقت بكلمة.. لأنها وباختصار مو عارفة إيش تقول
أمل قطبت حواجبها: معليش يا رنين على اللي جالس يسويه فيصل، قالي على آخر مشكلة سارت بيناتكم، ودحين جالس يسوي حاجة غبية أكتر من قبل، حكلمو وأشوف إيش اللي في مخو التنك!!
رنين حاولت تبتسم وهي ما تبي تبين لها إنها تأثرت وزعلت، تكره أحد يتدخل بمشاكلهم: لا تتعبي نفسك يا أمل أنا حكلمو إزا رجع جدة.
** ** ** ** **
كانت متمدده في كنب الصالة، تنتظر أبو ميس يجي وياخذهم خلاص بسرعه تبيه يجي وتفتك، شافت على ساعتها باقي كم دقيقه بس عشان تصير تسعة تمامًا.. دقايق ويبدا برنامج أبوها، ابتسمت وعدلت نفسها بحماس وهي تفتح التلفزيون وتحط على وحده من القنوات، وبنفس الوقت دق جرس البيت، حركت عيونها بملل وقامت وهي تلف طرحتها، أخيرًا جاء..
توجهت للباب وفتحته، استغربت وهي تشوف شاب تعطي عمره في العشرينات، مستحيل يكون أب لبنت عمرها 13!
رفع عيونه بصدمه وهو يشوف ملامح وجهها، رجع كم خطوة للوراء وعيونه ثابته عليها وبتلعثم: مــ.. مــ.ـــيــــآآآر!!!!؟؟
أستغربت أكثر من ردة فعله، ميار؟ تلفتت حولينها مين هذي؟ ما في أحد حولها يعني يقصدها؟ ما أهتمت فناظرته بثبات: انتا جاي تاخد ميس وعبد الله؟ مو المفروض أبوهم؟
أخذ نفس عميق ليهدي حاله وبعدها تكلم بهدوء: أنا أمير، أخوهم من أم ثانيه، وابويا قالي أخدهم اليوم..، كمل وعيونه تتفحصها بطريقه غريبه: أنتي مين؟ بنت مشعل؟
تغريد اشمأزت من نظراته، يطالع فيها وكأن عمره ما شاف بنت، أعطته نظره من فوق لتحت وبعدها قالت بحده خفيفه: بروح أناديهم.
لفت وأعطته ظهرها رايحه لتناديهم، بس يده منعتها وهي تلفها وتسحبها: فين رايحة ومطنشتي.
توسعت عيونها بصدمه ساحبه يدها منه وسرعآن ما ضربته بقبضة يدها على وجهه، وهي تقول بعصبيه مجنونه: أنتا كيف تتجرأ تمسك يدي كدا وأنا ما أعرفك ولا تعرفني.
تأوه من قوة ضربتها وكأنها يد رجل مو بنت، تحسس أنفه وطالع في يده المدمية، وبنفس عصبيتها: يا حقيره، تضربيني هــاهـ؟ قد الحركة اللي سويتيها!
تغريد وهي تناظر عيونه بحده وتحدي: قدها وأعيدها وأدوسك كمان إذا فكرت تلمس شعره مني، بابا صح معطيني حريتي في أغلب الأشياء.. بس حسب حساب إني أقابل زي أشكالك المشفوحه وعلمني كيف أتعامل معاهم.
جاء صوت ميس من وراء تغريد: هي أنتي وهوا إيش فيه!
تغريد إلتفتت لها وبنبرة سخرية: لا أبدا بس أخوكِ ما شاء الله محترم الله يحفظو.
…….
ميس كانت تطالع في أخوها، عيونه مثبته بالطريق ويسوق السيارة بكل هدوء فتكلمت: أمير.. ما تلاحظ نفسك مرا هادي زيادة عن اللزوم؟
أمير: ليش كيف المفروض أكون؟
ميس: يعني على الأقل متنرفز ومتوتر.. مو دا البرود لا تسير زي مشعل بليز!
أمير: طيب أنا لين دحين ما فهمت؟ ليش ما تبيني أكون هادي وتبيني أعصب؟
ميس طالعت فيه: شكلك منتا مستوعب انو بنت زي تغريد تضربك صح؟
أميـر وكأنه دوبه يستوعب: أهـــااا انتي قصدك كدا!
ميس بسخرية: ايــــــوااا قصدي كدا.
أمير بعد فترة من الصمت: دي بنت مشعل متأكدة؟
ميس: ايوا، ليش تسأل؟
أمير وهو يمرر يده على ذقنه بتفكير: ما كنت أدري انو عندو بنت، كم عمرها؟
ميس بضيق: انتا ليش بتسألني عنها؟
أمير بابتسامة جانبية: خشت مخي.. عجبتني.. عشان كدا أبا اعرف كم عمرها، أشوفها تناسبني ولا لا..، طالع فيها وغمز لها: ترضى بالتعدد؟
ميس بنرفزة: يا حيوان لو زوجتك سمعتك والله لتقتلك انتا وهيا..، كملت بقرف: وغير كدا ايش يعجبك فيها دي القردة.. نسخة من أبوها.
أمير بجدية: ميس سألتك سؤال.. جاوبيني وخلاص!
ميس لوت بوزها بعدم رضا: خلاص خلاص حقولك، عمرها 18!
سكتوا الاثنين وميس ما زالت مستغربه، أكيد وراه شي.. مستحيل يكون بهذا البرود إلا وفي مخه حاجه، ودامه ما قال لها.. مستحيل راح تعرف!
** ** ** ** **
رفعت عيونها لرنين اللي كانت واقفة قدام التسريحة وتمسح مكياجها بهدوء، ضلت هادئة طول الوقت عند أمل وللحين هادئة تدري إنها بأي لحظه بتنفجر، حست بحقد اتجاه فيصل، بس يزعل رنين، وهي تكره تشوف أختها بـ هالحاله، ما تعرف ليش وكيف حبته، تقول إنها تشوف فيه أشياء ما في أحد شافها فيه، إيش يكون فيه؟ جمال؟ طول؟ عرض؟ طز في كل هالأشياء دامه يعذبها كذا
لفت لها وشافتها تطالع فيها: إيش فيه!
جود: يعني ما حتتكلمي عن فيصل؟ حتسوي يعنني ما اتأثرت!
رنين بحده وهي تمشي للسرير: لا تكلميني عنو ولا تجيبي سيرتو قدامي!! انا حكلمو لما يرجع جدة واعرف ليه سوا كدا، يحسبني هبلة عندو يراضيني من جهة وبعدين يتجاهلني ويسافر!!!
** ** ** ** **
بعد مرور يومين، يوم الأحد..
في المدرسة وقت الصرفة
كانت تمشي في الساحة الخارجية، لحالها.. جود غايبة اليوم، وبتول ما صارت تقعد معاها أبد، وهذا شيء يجرحها.. يجرحها حيل بس ما تبين لأحد، بتول هي أعز صديقة لها والوحيدة، ما تقدر تستغني عنها وتحبها، بس هي جالسه تفرط بصداقتهم عشان فارس، جلست في وحده من الكراسي وهي تشوف في ساعتها، تأخر أبوها عليهم ربع ساعه، الله يعين.. حاسه إنه فيه سوء حاصل، تعوذت من إبليس وهي تبعد هالافكار من عقلها، ما تقدر تتخيل أن يصيب أبوها مكروه، لأنه إذا صابه.. هي يصيبها أضعاف وأضعاف وجعه، رفعت عيونها وطاحت عيونها على بتول تمشي لحالها وكأنها متوجهة لها، شتتت عيونها عنها بحزن وضيق أجتاح قلبها
بتول وهي تقرب منها، تكلمت بنبرة شبه بارده: تغريد، غريبه ما رحتي عمو مشعل دايما يجيكم بدري.
تغريد ببرود بدون ما تطالع فيها وهي تضم يدينها لبعض: ما أدري.. عادي مو مشكلة، حيجي إن شاء الله.. شفتي ميس؟
بتول: إيوه شفتها كانت مع صحباتها.
خرجت بتول من المدرسة، جات ميس وقعدت مع تغريد ينتظروا يجيهم مشعل، مرت نصف ساعه ومحد جاء، المدرسه فضيت ما فيها أحد، جاءت لهم الأستاذة المناوبة وهي تسألهم: يا بناتي ليه ما جات سياراتكم ألين دحين.
تغريد بضيق وتوتر: يا أبله أبغا أتصل مو من عادتهم يتأخروا كدا.
الاستاذة وهي تمد لها الجوال: طيب يا بنتي إتصلي..، وهي تلتفت لميس: وإنت ما حتتصلي؟
ميس بهدوء: أنا أخرج معاها، بنت خالي.
تغريد أتصلت على رقم أبوها بس يعطيها مقفل، خافت أكثر وصارت الوساوس تلعب في عقلها لعب، أتصلت على عمها عبد العزيز ما يرد، الأستاذة لتغريد: ها يا بنتي ردوا عليكِ؟
تغريد وعيونها دمعت بخوف: بابا وعمي ما يردو عليا.
الأستاذة بقلق: طيب رقم أمك أو أي رقم تاني.
تغريد وهي تقول لميس: ميس حافظة رقم مامتك؟
حركت رأسها بالايجاب وأخذت الجوال من تغريد وبدأت تضغط في الارقام واتصلت عليها
….: ميس، تغريد!
التفتوا لمصدر الصوت وشافوا بتول فكملت وهي تقترب منهم: أنا جاية آخدكم مع فارس، راح نوصلكم..، وهي تلتفت للأستاذة: ممكن أكلمك يا أبلة شوية؟ شافتها وهي تحرك رأسها بالإيجاب، وهي تكلم ميس وتغريد: إنتو عبال ألبسوا العُبي.
ميس طالعت في تغريد باستغراب وهي أشرت لها بأنها ما تدري بس لبسوا العبايات، تغريد طالعت في ملامح الأستاذة وهي تتبدل، وتحرك رأسها بأسى، قربت منهم بتول وقالت: يلا.
تغريد وهي مو متطمنة: إيش فيه يا بتول؟
بتول بهدوء: نتكلم في السيارة.
………
في السيارة.. وهم في الطريق
رفعت عيونها بصدمة لتلتقي بعيونه في المرآية، نطقت برجفة وعيونها بدت تملتي بالدموع: بـــ.ـــابــــ.ـــا فــــي الـــمــســـتـــشـــفـــى!
**
نهاية الفصل السادس..
-فيصل فين أختفى وليش ما يرد على اتصالات رنين؟
-مشعل ايش صار له؟ سبب دخوله للمستشفى؟
-بتول وتغريد لين متى راح يستمروا بزعلهم؟
-ايش تتوقعوا السر اللي المخفي عن مشعل؟
-أمير.. الشخصية الجديدة، رأيكم فيه.. وايش انطباعكم الأول عنه؟ ومن هي ميار؟
دي الأسئلة اللي جات في مخي.. واذا عندكم أي شي في بالكم لا تنسوا تكتبوه
-الفصل الجاي راح يكون بـ عنوان حياة أخرى، راح يكون كله عبارة عن ماضي بعض الشخصيات وكيف كانت له حياة مختلفة تماما عن حياتهم حاليا..
|