كاتب الموضوع :
كان العشم أكبر
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: رواية المسافات
( المسافة الرابعة )
مدخل
العطا
ما تبادلنا العطا
والخطا
لاحشا ما اخطي عليك
بي سطا
جرحك بإحساسي سطا
يا عطا ..
أول عطا منك الخطا
أحبك لو تجافيني ..
وعلى كل الخطى مسامح
أحبك يا نظر عيني
ورضاك ألزم
ولكني فقير الحظ
أنا لك أكثري تجريح
ترى حبك بيشفعلك
أحبك ..
جالس في المقهى بإنتظاره
الأفكار تخنقني وتأنيب الضمير كذلك
لا أعلم موقفي تمام بعودة صديق الطفولة
أشعر وهو معي بان كل ما حصل مجرد حلم
وبما أنني لم أتأذى منه كما تأذت هي كان النسيان أمر سهلاً نسبيًا
أخذت أفكر بها...
تقول أنها لا تهتم وهي أكثر شخص يهتم به
أدرك التفاصيل التي تذكرها به , كيف لي أن لا أفعل وأنا الذي كنت احدثها عنه طوال الوقت
عن مغامرتنا , أيامنا ,عن صفاته, رجولته , كل ما عرفته عنه كان بلساني أنا .
حين تقدم لخطبتها وافقت على عثمان الذي بنيته أنا في مخيلتها
أحبته من أحاديثي
وبعدما تركها كما الجبان قبل ليال من ليلة الزفاف
كرهت نفسي أكثر منه
بقيت في المنزل لشهور .. علمت بأنني لو خرجت أمر بالغ السوء سيحدث له من يدي انا
لم اخرج بقيت وأنا أشاهد تغيرها أمامي , أراقب ما فعلناه بها
كانت الأيام تمر ... أسمع عن خطبته وزواجه بعدها بأيام
سؤال يختنق في حنجرتي " لماذا ؟ "
إلا إن الوقت تأخر جد عن الأسئلة ..
والجواب مهما كان لن يكون مقنعًا
وهكذا شطبت أسمه من حياتي
الكل أستمر بالمضي قدما
والحياة كعادتها تنسيك جراحك ربما
هذا ما فعلته بي وبها ..... أو هذا ما ظننته
يدخل عثمان بحضوره اللذي ملئ المقهى وبإبتسامة :" كالعادة تسبقني "
: تقصد كالعادة تتأخر
عثمان :" أنت تحسب كل الناس فاضية مثلك ... تحمد ربك إنني فضيت عمري لك "
عمر بسخرية : " ما تصدق شكثر مستانس من تواضعك هذا ."
عثمان وهو يرتشف القهوة الموضوعة أمام عمر
: هيه عسب تعرف أنا ما أفضى لأي أحد
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
" يعني لازم يكون في أسباب عسب أقول لأ ... " تقول وهي تخفف نار الموقد وتجلس في مقعد المطبخ مقابل أختها
ثم تكمل " بإختصار مب مرتاحة أبدا لهذا الموضوع "
نورا وهي واعية تماما بتفكير أختها: " الموضوع ولا التوقيت ؟! "
مريم : " الإثنين ... عمي و أبوي يبغون يردون شرات قبل وما لقوا طريقة إلا بزواجي أنا مع خالد "
نورا : إنزين أبرار ما لمحت شيء عن رأي أخوها يمكن جد يباج له "
مريم وهي تحاول التخلص من هذا الحديث الممل :" ما أظن "
و تقف لتطفئ النار
تتذكر حديثها مع إبيها صباح اليوم
أحست به طوال الوقت وهو مترقب , ينتظر فرصة للحديث معها
هي تعرفه جيدا.. الأوقات التي قضتها معه وحيدة في المنزل جعلت منه الصديق القريب
مريم بإبتسامة : الحين تقدر تقول اللي بخاطرك بعد ماراحو اليهال المدرسة .. شو اللي شاغل بالك يا أبوي
بو ناصر : طول عمرج فاهمتني ( يحاول تجميع أفكاره ليقول لاحقا ) .. يا مريم أمس عمج مكلمني بموضوع يخصج
مريم وهي عاقدة حاجيبها أي موضوع هو اللذي سيجمعها به
بو ناصر : يبيج لولده خالد .. قبل لا تردين فكري , ما أبغيج تفكرين فيني ..
أبغيج لمرة بس تفكرين بنفسج
خطر ببالها لحظتها بأنها طوال حياتها ما كانت إلا فكرة ثانوية في يومها
تعيش وهي تفكر بالغير , تسعى لراحة الغير وسعادتهم
لم تتذمر قط
في الحقيقة لم تشعر بأن ما تفعله فضيلة منها
بل محض واجب
ما الذي تغير الآن ليقول أبي أن أفكر بنفسي
أيخاف أن أوافق فقط بسببه .. سعادته من عودة عمي لحياتنا لا تخفى عن عين أحد
أترهقه فكرة أن أكون حمامة السلام وعهد بالصلاح لأطول فترة
هذه الأفكار تأكلني
وأنا الآن اخاف أن أرفض ... أخاف أن لا أفعل
تتشتت أفكارها من تذمر الداخلة
علياء : " مدرسة ودرجة الحرارة فوق ال40 , هذا شيء غير إنساني بتاتا" ثم تنظر نحو أختيها
"أنتو تسمعون صوت الجرس ليش ما تفتحون ... لوما ناصر كان متنا حر "
نورا :" توني بقول شزين البيت وهو هادي "
مريم تقاطعهم : روحي بدلي ملابسج ... مسوية لكم برياني دياي .
علياء " الله إشتهيت ..الحين بروح بسرعة < تكمل وعيونها على نورا> , وترا الببسي اللي في الثلاجة فوق مالي "
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
المنزل موحش والصمت محيط به
فراغ هائل يحيط المدى
لا تعرف متى كانت آخر مرة شعرت بها بأنها حية فعلا
كل شيء تفعله الآن فعلته ملايين المرات قبل
لا جديد .. لا شغف في حياتها
تستيقط , تأكل , تنتظر المساء وتنام
هذه حياتها بإختصار
تتأمل البخار الخارج من كوبها
تفكر بأن حياتها بطريقة ما تشبه هذا البخار
لا جدوى مهما فعلت .. مهما أنجزت وتقدمت
كل أحلامها مركونة في الرف فقط لأنها فتاة
والفتاة مكانها في المنزل كما يقولون لها دائما
تستغرب من صوت أخيها
صقر " أبرار أحتاج شاي كرك من يدينج الحين "
أبرار :" حاضر من عيوني "
تخرج الإبريق من الخزانة تملئه بالماء ليغلي لتضع أخيرا أوراق الشاي ثم السكر ثم حليب أبو قوس
بينما صقر يراقب حركاتها
أبرار: راد اليوم مبجر أشوف
صقر : " وينج عن العالم .. أنا ماخذ إجازتي السنوية "
أبرار وهي تندب حضها :" سبحان الله ناس تبغا تدوام وناس تبغي الفكة من دوامها "
صقر :" أنا أحب شغلي بس أحيانا المدير يرفع ضغطي .. تخيلي يلقني مواضيع عسب أكتبها وكلها ما تسوى "
يكمل في قهر : أنا صرت صحفي عسب أكتب مواضيع تهمني مب عن سخافة المشاهير "
أبرار : عالم غريب , الأخبار التافهة تهم الكل . لا تلوم مديرك تراه يجاري العالم فقط
صقر وهو يحاول ينهي هذا الحديث اللذي يستنزف من طاقته الكثير : لهذا السبب تحديد ماخذ إجازة , أحس أحتاج طاقة
عسب أكمل وظيفتي من دون ما أنهار نفسيًا
أبرار : الله يوفقك , لا تخاف بيجي يوم بيكون فيه قلمك حر
صقر وهو يتنهد :آميين يا رب "
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
في غرفة الأختين
تقعد علياء مستلقية في السرير وهي ممسكة بهاتفها
تنظر سارة نحوها بتسأءل : ترمسين منو
علياء : مهرو الهبلة
تترك هاتفها لتتحدث مع أختها : كيف كان أول يوم معاج
سارة :" عادي ... بس أحلام كلمتني اليوم "
علياء بإنفعال : هاي لها عين ترمسج بعد
سارة : والمشكلة تعاتب ...تقول ليش ما تسلمين علي
علياء تتوجه نحو أختها لمزيد من التفاصيل : تستهبل هاي البنت .. باجر بأدّبها
سارة : خليها تولي بس .. أنا ما صدقت من الله أفتكيت منها ومن شرها .
نقف هنا يا أحبة
نهاية المسافة الرابعة
|