كاتب الموضوع :
الفيورا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي
يا حبي لكم والله.. مشكورين مشكورين مشكورين على متابعتكم..
بارت اليوم شورت حده.. أمرنا لله.. (فيس محبط)
20
في الصباح قبل أن يذهب جواد إلى عمله، تقدمت إليه ولثمت شفتيه بكل تملك، بكل تذكير، تهمس عندما ابتعدت عنه قبل أن يرد جميلها، فهي لا تريده أن يتأخر عن عمله: ما تدري وش اللي سويته بكلامك أمس، وش اللي غيرته.. ما عمري حبيت أحد يشاركني في شي، فكيف لو صارت ثانية تشاركني فيك..؟
قربها منه، يحيطها بين ذراعيه: وأنا لك وبكون لك../ أردف بمزاح نادر: مو إنتي اللي صادرتيني من يوم ما كان عمرك ست سنوات..؟
لم تستطع منع نفسها من الابتسام، تذكر لحظات ماض جميل ونسيان الحاضر للحظة.
لن يكون سهلا أبدا، تعاملها مع فكرة أخرى تشاركها جواد. لكنها ستقاتل بكل ما عندها. ستقلب موازين هذا الوضع.
:
رجعت بشاير من شهر عسلها، وأقامت العمة عبير حفلة عائلية بمناسبة ذلك. بدت بشاير متفاجئة كل التفاجؤ عندما رأتها ضمن الحاضرين، تقفز في وقوفها وتحضنها بكل ما عندها من قوة: ميساء! أنا بحلم ولا بعلم؟!
ابتسمت ميساء بدفء، لا تعترض حتى على احتضان بشاير الخانق: وأنا على بالي الزواج بيهجدك. وش فايدة بعلك ذا؟
اعترضت بشاير بتمثيل سخط وهي تفك قيدها من حضنها، تجلسها جانبها: هيه، حدك على بعلي العزيز. مسكين هو كان يحاول يخليها رحلة رومانسية، بس أنا خليتها رحلة مغامرات واستكشاف..
نظرت لها ميساء بخبث: أها، بدينا بشغل الانحياز..
احمرت بشاير خجلا للحظة، قبل أن تسأل والجدية ترتسم على ملامحها: وش اللي خلاك تحضرين؟ تعرفين إني ما بشيل عليك إذا ما جيتي../ أطرقت برأسها للأسفل، تنظر إلى يديها بتوتر قبل أن تردف: يكفي إني أجبرتك ليلة عرسي..
جعلتها تنظر إليها بخفة، تؤكد لها: ما أجبرتيني على شي. كان خياري ذيك الليلة وهو خياري اللحين. وكمان، الأوضاع تغيرت شوي..
سألت بشاير فوريا: إنتي وجواد رجعتوا لبعض؟
أومأت لها بنعم، لتأخذها بشاير بحضن خانق آخر، بالكاد تمنع نفسها من الصراخ: وأنا اللي أتساءل ليه جواد منور وشاق الحلق ذي الأيام، أثاريه من بركاتك!
ظلا يتحدثان في زاويتهما المعزولة تلك. أخبرتها ميساء تفاصيل وأبقت أخرى سرا، على الأقل حتى يكون لديها ما تستند إليه.
تركتها بشاير مؤقتا لتحضر لها الضيافة، لا تكترث لاعتراضات ميساء بأن هذه الحفلة أقيمت من أجلها هي ويجب ألا يكون عليها العمل: ما عليه، إنتي ضيفة الشرف حقتي وبسوي اللي أبغاه..
وكأنها كانت تستغل غياب بشاير عنها، تقدمت لمى إليها، تنظر إليها بخليط من الازدراء والسخط والاستغراب: ظهورك مزداد هذي الأيام..
في السابق كانت تتجنب التعامل مع لمى، لأنها لم ترد تعكير صفو حياة جواد الجديدة معها، لكن بعد اعترافات جواد تلك الليلة، لم يكن بوسعها الصمت أو الاحتمال. ابتسمت بمعنى مبطن: أدري، صار عندي دافع..
بدت لمى متفاجئة من ردها، لتقطع عليهما بشاير ومعها الضيافة، مستغربة من وجود لمى عندها.
لمى بدورها بدت مغتاظة من بشاير: أفا يا بشاير، ما تضيفينا بعد؟
ضحكت بشاير بخفة، وهتفت بمرح متقصد: معليش، حقك علي. شفت الغوالي ونسيت الأصول.. تفضلي، تفضلي!
لم تعر لمى اعتذار بشاير بالا ومشت مبتعدة عنهما، السخط واضح في وقع كعبها على الأرضية الرخامية.
عندها كشرت بشاير بضيق: ما أطيق ذي الإنسانة. منافقة بشكل!
وافقتها ميساء الرأي.
حتى قبل زواجها بجواد، لم ترتح للمى، لم تحس بصدق كلامها معها مرة.
:
وجدت عبير نفسها تبتسم لرؤية صغيرتها تنخرط في الكلام بكل حماس مع ميساء.
صدقا، فاجأها حضور ميساء الليلة كما فاجأ الكل، لكنها تعترف أنها كانت مفاجأة سارة..
إذا كان لدى عبير أي شك بأهمية وجود ميساء في حياة جواد وبشاير، فإن ذلك الشك سيتلاشى أمام ما شهدته يجري أمامها.
الراحة المرتسمة، والسعادة المبطنة، في ملامح جواد هذه الأيام..
سعادة بشاير المفرطة لحضور ميساء هذه الحفلة..
كلها علامات دلت على أن مكان ميساء كان معهم.
/
/
صدق ما كتبه في يومياته..
البيت بدون بيان، بدون ساري، كان كالقبر في هدوءه ووحشته.
بعدما أنهى قراءة يومياته، ظلت بيان صامتة، حتى مع الاعتذارات التي تفوه بها. وعندما قال لها أنه كان بينهما كلام كثير وافقته الرأي، لكنها قالت مردفة بأن تلك اللحظة لم تكن المناسبة لذلك.
قالت له أنها تريد أخذ وقت لها بالتفكير.. بعيدا عنه. أخذت ساري معها إلى بيت أمها على وعد العودة بعد أيام، ليتناقشا ويضعا النقاط على الحروف بعد أن يصفو بالها من الصدمة.
مضت ساعات فقط منذ أن أوصلها إلى عتبة باب أمها، ومن الآن يريد إرجاعها له.
لكنه سيصبر، سيرى ما سينتهي بهما الأمر.
/
/
في غياب ليث لم تقصر أختاه في زيارتها، يتناوبان في كون أثقل الضيوف على الإطلاق. لكن زينة كانت لهما بالمرصاد، وتفادت الخوض في جدالات عقيمة معهما. كان أمرا سهلا، التأقلم مع تحفظاتهما. لم يصلا إلى درجة بعض الأمهات التي كان لها سوء الحظ في التعامل معهن في مسيرتها كمعلمة.
استفزتهما بابتسامة، لتنهيا كل زيارة خاليتي الوفاض.
قالت جود بتوجس حال خروج عمتيها: نظراتهم شوي وتذبحك، يا ساتر!
لم تخبئ الانتصار البادي في صوتها عن جود، فهي لم تكن راضية عن تعامل عمتيها معها: لاحظت. بس على الأقل ما يقصروا في الحلا اللي يجيبوه معاهم..
نظرت لها جود بشك: ذي الأيام صايرة متولعة بالحلا بزيادة يا خالة..
سألتها زينة بتمثيل العجب: مقدر اشتهي الحلا؟
هزت جود رأسها، تحاول شرح ما تعنيه: لا.. أقصد فيه شي غريب في تصرفاتك..
عليها الاعتراف، كان لجود نظرة ثاقبة، على عكس نوف التي لم تعلق على تغير طبعها بأي شيء.
بدأت تغير الموضوع: تدرين إن أبوك بيرجع بكرة؟
كان هذا كفيلا بتشتيت انتباه جود لتتسع عيونها وتهتف وهي خارجة: لسى ما وصيته على اللي بيجيبه لنا من دبي!
ابتسمت زينة لتلك الـ"لنا" التي قالتها جود، تخبرها أنها صارت تفكر بها وبنوف حتى في أمور بسيطة كهذه.
:
ظنت أنها تحلم عندما تسللت إلى أنفها رائحة ذلك العطر المميز، عندما أحست بإحتضان مألوف أدمنت عليه، عندما سمعت ذاك الصوت يهمس باسمها..
توقعت أن يواجهها الواقع بأن ما اختبرته كان محض حلم حيك من شوقها، لكنه لم يكن..
قفزت جالسة، تنظر لذاك الجالس جانبها، ينظر إليها بمزيج من التسلية والسعادة: ليث؟!
نظرت إلى ساعة جوالها، لترى أنها كانت الواحدة بعد منتصف الليل: مو رحلتك على الساعة اثنين في الظهر؟
هز كتفا بلا اكتراث، الرضا الكامل واضح من فعلته: حبيت أفاجئكم.
ضيقت عيونها بتهكم مصطنع، يخفي سعادتها برؤيته أمامها: وجود المسكينة اللي تعنت تتصل عليك وتوصيك..
رد: أمداني أشتري لها كل اللي طلبته وأكثر../ أردف وفي عيونه ألف معنى: وش فيها لو عجلت بالرجعة بعدها؟ خصوصا وأنا مستعجل.
كررت تستحثه، تعرف ما يرمي إليه لكنها تجاريه في اللعبة: مستعجل؟
ابتسم بخبث، يقربها إليه: فيه ناس وعدوني بكلام لما أرجع..
اكتست ملامحها الجدية عندها، تتذكر شيء آخر كانت تريد مصارحته به: فيه سؤال أبغى أسألك إياه..
استشعر هو جدية الموضوع، ليبتعد قليلا ويستحثها بصمت لتبدأ بالكلام: سألتني مرة إذا كنت آخذ موانع.. ليه، وش اللي خلاك تسأل؟
قطب ليث حاجبيه، ربما يفكر متى سألها ذلك، ليظهر التذكر بعد لحظة على ملامحه: إيه.. سألتك لأني ما شفت علب الموانع في الغرفة واستغربت..
استغربت هي بدورها: ليه تستغرب؟
ليجيب هو: تعودت السالفة مع طليقاتي.. كل وحدة كانت عندها أسبابها إنها ما تريد أطفال على طول وأنا ما اهتميت، خصوصا وأنا كنت مشغول في جود..
دق قلبها توجسا عندها، تسأله بخفوت: واللحين تقدر تصير مهتم؟
أمال رأسه بفضول: وش قصدك؟
أشاحت النظر عنه عندما أجابته: أنا ما كنت آخذ موانع.. وكان لذا عواقب..
تناول ذقنها يدير رأسها لترجع بالنظر إليه، ترى الفهم ينجلي شيئا فشيئا في عيونه: عواقب؟ إنتي..؟
أومأت له بنعم، على أقصاها من الترقب.
رأت الصدمة في ملامحه، ثم السعادة، سعادة لم تر زينة ما يضاهيها فيه حتى هذه اللحظة. قيدها حضنا، لسانه يلهج بشكر الله، ويرفرف بقبلات خاطفة على كل ما وصله منها، يسحب ضحكات السرور منها، يغمرها بسعادته وبالراحة التي هدأت عواصف أفكارها.
خشيت، ربما لدرجة غير منطقية، أن تكون ردة فعله كرائد عندما أخبرته بحملها بنوف..
(هذا اللي ناقصنا بعد!)
لكن ليث لم يكن كرائد. لم يكن كرائد على الإطلاق..
همست له عندها بكل يقين، ترد قوله: أحبك..
انتهى البارت..
|