لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشكلتي مع كلمة / بقلمي

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفكم يا حلوين؟ جيت ومعاي روايتي الثانية. يمكن تكون مشابهة أو مختلفة عن الأولى، ويمكن تكون أحسن أو أسوأ منها.. بترك

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-17, 12:53 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Icon Mod 44 مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا حلوين؟
جيت ومعاي روايتي الثانية. يمكن تكون مشابهة أو مختلفة عن الأولى، ويمكن تكون أحسن أو أسوأ منها.. بترك لكم القرار..

هذي الرواية بتتناول حياة ثلاث بطلات يجمعهم موضوع واحد. طبعا لسى عندي مشكلة البارتات الميكروسكوبية، بس إن شاء الله التنزيل اليومي (إلا لو طرأ شي) بيعوض عن ذا..

أترككم مع المقدمة، والبارت الأول في الرد التالي..

0

صوت مقدمة أحد البرامج الصباحية، "مشكلتي مع كلمة.."، تردد في كل بيت شُغل فيه التلفاز في هذه الساعة، بسؤال حلقة اليوم الذي ستتناوله مع ضيوفها بحثا عن حلول يستفيد منها المشاهدون.

(سؤال اليوم هو: ما مشكلتك مع كلمة زواج؟)

/

/

ابتسمت زينة بسخرية وهي تجاوب: تشوه معنى الكلمة ذي بالنسبة لي..

لم يكن لها المزاج لتكمل مشاهدة البرنامج، خصوصا وهو يتناول موضوعا سيفتح جراح الماضي من جديد.

نهضت تشغل نفسها بترتيب الشقة الصغيرة التي كانت تسكنها هي وابنتها مع عمها الوحيد وزوجته، مركزة اهتمامها على المجلس، فاليوم جمعة وابنتها كانت تستضيف صديقاتها.

بالحديث عنها..

توجهت إلى الغرفة التي تتشاركها مع ابنتها لتوقظها من نومها: نوف.. هيه نوف! اصحي مو وراك ضيوف؟

انكمشت نوف على نفسها، وامتعضت ملامحها بضيق. جلست زينة مبتسمة بتسلية على طرف السرير، تحرك في شعر ابنتها القصير وتزعجها أكثر: يلا اصحي وشوفي شغلك. لا تتوقعي مني أسويلك الحلا وكل ذيك الخرابيط، وراي كرف التصحيح.

أخيرا استيقظت نوف لتنظر إليها باستجداء: وأنا اللي كنت أتحلم بطبخك الحلو أتفشخر فيه قدام صديقاتي..!

ردت دون تأثر، رغم أنها تعرف في قرارة نفسها أنه سينتهي المطاف بها في المطبخ بكل طيب خاطر: والله طبخي الحلو على قولتك علمتك إياه. قومي يلا!

نهضت نوف بتحلطم، لكنها سرعان ما ابتسمت بإشراق لتضمها وتقبل خدها بطريقة طريفة: صباح الخير يا جميلة!

ضحكت زينة: اللحين بعد الحرب ذيك كلها تقولين كذا؟

هزت نوف كتفيها بابتسامة وخرجت من الغرفة، تاركة زينة تنظر في أثرها بحب.

"نوف.. نوف هي الشي الوحيد الحلو اللي طلعت فيه من زواجي ذاك.."

/

/

أجابت ميساء على سؤال البرنامج بهدوء: فقدت معناها..

ظلت تشاهد البرنامج إلى أن انتهى، لتطفئ جهاز التلفاز وتقف حائرة في خطوتها التالية.

بما أن اليوم كان جمعة، فهي لا تستطيع الذهاب إلى معهد الفنون الذي دخلته منذ شهور ثمان. أتشغل نفسها بالمشروع الذي كلفوها به، أم بصنع الطبخات التي نزلتها من اليوتيوب البارحة؟

لكن.. لم تحتار وهي سيكون لها كل الوقت لتفعل كل ما تريد من نشاطات؟ وحيدة هي في قسمها من هذا البيت. مضت سنة، ألا يجدر بها التعود على روتين العزلة هذا؟

تنهدت، مبعدة نفسها عن التفكير بما كان عندها قبل سنة.. من كان عندها: خليني أقرأ الكهف أول بعدين أشوف..

/

/

الشجن اكتسى بيان عندما سمعت سؤال حلقة اليوم، شجن ظهر في صوتها عندما أجابت: ما عرفت معناه..

ضرب خفيف على خدها نبهها إلى الصغير ذو السنة الجالس في حضنها، ولدها ساري. ابتسمت له بيان بمرح بعيد كل البعد عن أحاسيسها الحالية: غرت يا شيخنا؟ لا تخاف، مافي شي بياخذ بالي منك!/ أوقفته ليسند قدميه على ركبتيها، لتسأله: وش رايك تروح معاي نزور أبوك اليوم؟ تراه اشتاقلك حتى لو لساته راقد..

ضحك ساري كأنه استحسن الفكرة، لتحضنه هي وتقبل أعلى رأسه.

لم يحتج سائقها ليعرف وجهتها، فهي لا تخرج في هذا الوقت إلا لهدف واحد.

دخلت المستشفى تجر عربة ابنها بهدوء، تمشي دون إرشاد في أروقته. دخلت الغرفة التي أصبحت مرقد زوجها لأسبوعين. بدا أفضل حالا من الأمس، أفضل حالا من اليوم الأول الذي هرعوا به إلى هنا بعد حادث في أحد مواقع البناء التي كان يعمل فيها.. لكنه ما زال في أعماق غيبوبته إلى الآن.

بدأت تتكلم وهي تحمل ساري، تسنده على وركها: جبتلك ضيف عزيز عليك اليوم.

وكأنه فهم كلامها كإشارة، غمغم ساري بفرح للقيا أبيه.

قضت معه وقتا، تارة تنخرط في الكلام وتارة تناغي ساري، إلى أن بدأ ساري بالتثاؤب. لو كانت لوحدها كما كانت العادة، لبقت أطول، لكن برفقة ساري ستكون مقيدة بحاجات ابنها التي لا تستطيع توفيرها دون تجهيز كامل: ساري شكله بيقلدك وينام، بحفظ الرحمن يا ياسر..

تقدمت تطبع قبلة حانية على جبينه، لتشد رحالها برفقة ساري إلى الطبيب المشرف عن حالة زوجها كعادتها عند نهاية كل زيارة.
طمئنها بتأكيد لحالته المتحسنة: لكن لازم يصحى عشان نعرف مدى الضرر بالكامل..

-: ومتى بيصحى..؟

-: احتمال يصحى في أي وقت إن شاء الله..

لم تظن أبدا أنها ستفضل استهجان وانفعالات ياسر على أي شيء، لكن غيبوبته أتت لتجعلها تدرك أنها تفضله حاضرا بضيقه وغضبه، بدلا من هادئا ساكنا سكون الأشباح.

انتهت المقدمة..

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس

قديم 30-08-17, 01:01 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة

 

1


ذهابها إلى معهد الفنون أصبح جزءا من الروتين بسرعة، تذهب إليه بعد الظهر وترجع منه قبيل المغرب. استفادت الكثير منه، تقضي الوقت بتطوير هوايتها المفضلة، الرسم. كان المعهد أفضل طريقة للابتعاد عن التفكير في عالمها الوحيد، هروبا مؤقتا من واقعها ذاك.

رجعت ميساء من المعهد لترى آخر شخص تود رؤيته واقفا عند باب قسمها.. أم زوجها عبير. بعباءتها الفضفاضة ونقابها، لم يظهر منها سوى عيونها، لكن.. شيء في نظرتها اختلف عن الماضي: عرس بشاير بيكون في الخميس هذا..

بشاير، تلك الشابة الرقيقة المدللة، أخت زوجها الصغرى والمغايرة له في كل أطباعه، وابنة عمها أيضا. كانت من القلة الذين ارتاحت ميساء لهم، كيف لا وهي كانت تحملها وتلاعبها كرضيعة، تعاملها كالأخت التي لم تحظى بها؟ لم تتخيل فكرة زواجها لصغر سنها برأيها، فبشاير كانت تصغرها بثمان سنوات، في التاسعة عشر من عمرها. لكن.. ربما كبرت في السنة التي لم تلتقي بها.

أفاقت من غمرة أفكارها لتقول قبل أن تخرج مفاتيح باب قسمها لتدلف إليه: مبروك..

استوقفتها تلك قبل أن تدخل: ما بتحضرين؟

شخرت ميساء بسخرية: أظنك تعرفين الجواب.

صمتت العمة عبير وأعطتها ظهرها مبتعدة، ربما لتدخل القسم الآخر، لتكون تلك إشارتها في غلق الباب.

توضأت وصلت المغرب، مفكرة بعدها بما ستحتاجه لمشروع المعرض الذي سيقام بعد أيام، لتسمع طرقا على باب قسمها الداخلي ويقطع خيط أفكارها.

توجهت إلى الباب متوجسة، ليأتي ذلك الصوت المحبب إلى قلبها يهتف لها: افتحي الباب عمة ميساء!

فتحت الباب لترى بكر ابن عمها المتوفي سعد ذات السنين الست، يارا. نزلت لمستواها لتحضنها، كم من أسابيع مرت لم ترها فيها؟

حضنتها يارا بكل ما تستطيع من قوة وهي تقول: اشتقتلك مرة مرة عمتي!

لترد هي بدفء وفرح مماثلين: وأنا بعد حبيبتي../ ابتعدت عنها لتسألها باستغراب: كيف قدرتي تدخلين؟

هذا البيت كان مقسما لقسمين، قسم لها.. وقسم لضرتها لمى. كل قسم كان له باب خارجي وداخلي تملك كل واحدة منهما النسخة الخاصة بها. لا يوجد سوى شخص واحد يمتلك كل المفاتيح.

أجابت يارا بابتسامة لتؤكد شكوكها: عمي جواد فتحلي!

تجمدت عند سماع ذاك الإسم.. اسم زوجها. شدت يارا على كم بلوزتها توقظها من عواصف أفكارها التي يحدثها ذكر أبسط خبر عنه.

أدخلتها إلى المطبخ، تعطيها صنف المثلجات الذي كانت تشتريه تحسبا لزيارات يارا.

قالت يارا تمثل الصلابة: قالولي لا تأكلي أيسكريم كثير..

غمزت لها ميساء: بيكون سر بيني وبينك.

أشرقت يارا بابتسامة ليزول آخر مانع يمنعها من التهام عشقها الأزلي. استمعت ميساء لها باهتمام وهي تحكي عن مغامراتها البسيطة ما بين المدرسة والبيت.

نقطة ضعفها كانت الأطفال، تحبهم وتفرط في تدليلهم. ترى فيهم رفقة مريحة، بعيدا عن لوث الناس وسواد قلوبهم. تحب هذه الصغيرة بالذات، فوالدها توفي في حادث سيارة وهي عمرها سنة، ووالدتها تركت مسؤولية تربيتها، ليتولى تلك المسؤولية جداها. رغم ذلك، كانت يارا مرحة لطيفة مشاكسة، تدخل القلب من أول لقاء..

كم تمنت ميساء أن يكون لها ابنة مثله—

منعت نفسها من التفكير أكثر عندما أدركت أين تقودها أفكارها.

:

سألها عمها عندما جلست جانبه في مجلس قسم العمة لمى: أعطتك أيسكريم صح؟

حاولت يارا الإنكار: لا..

لم يبدو عليه التصديق: وهذا اللي على فمك إيش؟

بسرعة مدت يارا يدها إلى وجهها تتفقده من آثار، لتدرك أنها وقعت في الفخ. رأته يكبح ابتسامة، متمتما: ما تتوب..

لم بدا عمها حزينا هذه اللحظة رغم أنه كان يبتسم؟

سألته بعتب وعدم فهم لهذا التفصيل الغريب المخالف لكل ما عرفته: عمي ليش ما أشوفك عند عمة ميساء؟ كل مرة ندخل عند عمة لمى—

قطع عليها دخول جدتها عليهما لتسكت، فجدتها لا تحب العمة ميساء لسبب ما.

/

/

المدرسة الأهلية التي تدرس فيها كانت من أرقى المدارس في المملكة، لا يدرس فيها إلا بنات ذوي المناصب والمكانات العليا. لم يهمها ذلك عندما تقدمت بطلب العمل هنا، كان جل همها قرب المدرسة من الشقة التي تقنطها وتوفير ثمن المواصلات. من حسن حظها أن خبراتها نالت إعجاب المديرة لتوظفها فورا، وهاهي قد مضت ست سنوات منذ خطوتها الأولى في هذا الحرم المدرسي.

كانت في مكتبها ما بين الحصص عندما دلفت إلى الداخل أحد الطالبات اللواتي تدرسهن من الصف الثاني الثانوي. توقفت الطالبة أمام مكتبها مسلمة بصوتها شديد الرقة والخفوت: السلام عليكم..

ابتسمت لها زينة، مسرورة لرؤيتها أخيرا بعد غياب دام أيام ثلاث: وعليكم السلام جود. أخبارك، طيبة؟ البنات قالولي إنك تعبتي فوسط الحصة..

أومأت لها جود بنعم: الحمد لله بخير.

قبل سنة لم تكن جود لتتقدم إليها هكذا، فالفتاة كانت شديدة الخجل والإنطواء، قليلة الكلام والمبادرة إلى درجة أثرت في مستواها الدراسي. لاحظت زينة كل ذلك وعملت على تخطي تلك الحواجز معها، ليتبين أن وراء خجلها يكمن ذهن فذ وأفكار فريدة من نوعها. بدأت جود تتفتح كوردة بديعة الجمال في محيطها، تكتسب الثقة لتطوير نفسها وعقد الصداقات مع زميلاتها. ساعدت مكانة أبيها كروائي مشهور في البلد على زيادة شعبيتها بين الطالبات، حتى لو كانت بمنتهى التواضع في ذلك الأمر. كم من مرة صادفت زميلة (وحتى معلمة) تطلب منها توقيعا من أبيها.

قدمت لها جود المجلد النحيف الذي كانت تحمله في يدها: هذا عشان بحث الأدب اللي طلبتيه..

أخذته زينة منها بابتسامة تتسع بحبور: تصدقين؟ إنتي الوحيدة اللي جابت له خبر. مشكورة يا بنتي..

كان نشاطا إضافيا كلفت به طالبات ثاني ثانوي بغض النظر عن التخصص. لم يكن إلزاميا، وللكل الحرية بأخذه أو تركه، لكنها وعدت من تحضر بحثا يبهرها بجائزة على جهودها.

مما قدمته لها جود حتى الآن، فزينة تعرف أن بحثها سيكون بمنتهى الروعة.

:

كانت زينة تهم بالخروج عندما رأت جود جالسة لوحدها، تنتظر عند الباب. تفقدت الساعة لتراها قد وصلت الثانية. "المدرسة فاضية.. ليش هي هنا للحين؟" توجهت إليها تسألها: جود؟ ليش ما رحتي.. وين أبوك عنك؟

أجابتها: بيجي بعد شوي إن شاء الله..

لاحظت زينة توترها من الجلوس لوحدها لتتوصل إلى قرار: تعالي معاي لغرفة المعلمات طيب على بال ما يجي.. أبغى أسألك شوي عن بحثك..

لم تتردد جود في اللحاق بها، لتمضي ساعة وهما يتناقشان في بحثها ومصادره، إلى أن أتت المعلمة المناوبة تنبههم على وصول والد جود.

ودعتها جود بابتسامة مرتاحة ومعها ما بقي من صحن الحلا الذي أعدته زينة لزميلاتها والذي أصرت على جود أن تأخذه.

:

إنهالت أعذار أبيها عليها عندما ركبت السيارة، متأسفا متعذرا. تعرف والدها، وتعرف أنه لا يقصد التأخر عليها، لكنه دائم الإنخراط في عمله مما يجعله ينسى العالم حوله. ابتسمت له: عادي بابا، ما صار شي..

سألها بشك: متأكدة؟

لتومئ له بنعم. عندها فقط لاحظ العلبة الصغير التي في يدها: وش هذا؟

-: حلا سوته أبلة زينة، أعطتني إياه وحنا كنا نصحح في بحثي.

ضحك بخفة: البحث اللي سويتي غزو في مكتبتي عشانه؟/ ليردف سائلا بعد لحظة: أبلة زينة.. مو هذي الأستاذة اللي دوم تتكلمي عنها؟

ردت بسرور لكونه تذكر ما تتكلم عنه: إيه، هي نفسها.

رأت والدها ينخرط في التفكير، في ماذا؟ لا تدري. يُقال أن عقول الروائيين تسلك طرقا أخرى، ربما كان هذا صحيحا في حالة والدها، فهي معظم المرات لا تفهم ما يدور في خلده.

/

/

دنياه كان يغطيها السواد، أطياف ظلال وهمس أصوات قطع عزلته المظلمة في أحيان متفرقة. لكن النور بدأ ينتشر أرجاءه، شيئا فشيئا إلى أن فتح عيونه بضيق من إضاءة السقف فوقه.

رمش لمرات لا تحصى قبل أن يلاحظ الأعين التي كانت عليه.. سألهم بعد معاناة: ويني فيه؟

مضت ساعات قبل أن يتعود على الضوء وعلى علو الأصوات، قبل أن يتعود على تحريك شفتيه ناطقا بكلمة خرجت بصوت مقطع لأشلاء.

عرف أنه كان في مستشفى بعد حادث في موقع بناء، وعرف أنه كان غائبا عن الوعي لأسبوعين. سأله الأطباء عدة أسئلة، اسمه وعمره ووظيفته وما إلى ذلك.. أجاب عن كل سؤال، ليستغرب من تقطيب حواجبهم بوجوم. سمع أحد الأطباء يسأل: اتصلتوا بزوجته؟

استوقفته تلك الكلمة، ليسأل بدوره: زوجة؟

:

"يتصلون فيني يفجعوني بعدين ما ألقاهم لما أدور عليهم!"

اتصال الدكتور المشرف عن حالة زوجها جعلها في حالة استنفار. رتبت أمورها بعجل، مرت بأمها تعطيها ساري لتعتني به ثم ذهبت مباشرة إلى المستشفى، ليخبروها أن الدكتور كان في اجتماع حاليا..

توجهت إلى غرفة زوجها، لترى أنه كان بخير. الأجهزة حوله تصدر أصواتها كالعادة ومؤشر النبض لديه ثابت طبيعي.

تنفست الصعداء وهي تقترب منه، كاشفة عن رأسها لتحكم ربط شعرها فوضوي المظهر من عجلتها: خوفوني عليك الله يهديهم..

تحسست تقاسيم وجهه كما صارت عادتها، تلك الملامح جميلة الشموخ والغرور، تلك الملامح التي تعشق. ربما كان هذا مثيرا للشفقة، كونها تستغل هذا الوقت بالذات لتجعل أناملها تحفظ تكوين وجهه.. لكنها لا تهتم. ابتسمت لرؤية نمو شعره لدرجة الوصول إلى جفنيه.

تكلمت وهي تبعد تلك الخصل عن جبينه: شكلي بجيب معاي مقص بكرة. ما نبغاك تصحى وتلقى شعرك داخل في عيونك.

لم تلاحظ اضطراب تنفس ذاك الراقد تحت لمستها، إلى أن فتح عيونه ورأت ذلك اللون العسلي المميز به. تسمرت بيان في مكانها للحظة، تستوعب ما يحدث، وترى ياسر ينظر إليها بمزيج من الذهول وعدم التعرف والذعر.. مع شيء آخر غير ملموس، ليبعد نظره عنها أخيرا.

"حتى وهو بذي الحالة.. يصد.."

تجاهلت جرحها لترسم ابتسامة على وجهها، هاتفة: الحمد لله على السلامة يا أبو ساري. طولت في نومتك.

سمعته يهمس بشيء ما بصوت مبحوح فاقتربت أكثر، ليتوضح ما كان يقوله: مين.. إنتي..؟

مين إنتي..؟

مين إنتي؟

تراجعت بيان للخلف مصدومة مصعوقة، ليأتي طرق الباب يقطع سكون اللحظة الجليدي.

بسرعة أعادت لف الطرحة على رأسها ولبست نقابها، لتأذن للطارق بالدخول.

دخل الدكتور المشرف وطلب منها دقيقة من وقتها.

انتهى البارت...

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 04:00 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258292
المشاركات: 195
الجنس أنثى
معدل التقييم: sareeta michel عضو على طريق الابداعsareeta michel عضو على طريق الابداعsareeta michel عضو على طريق الابداعsareeta michel عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 370

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sareeta michel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة

 

عجبتني الرواية وشدني العنوان كثيررر مشكلتي كلمة اقدر اقول انو هل الكلمة هي الزوج وانو هل النساء الثلاثه مشكلتهن واحده وهي الزوج .

ميساء والعزله والزوجة الثانيه لجواد من كلامها اتوقع بانها لا تنجب او حصل شيء ثاني معاها.

وبيان وفقد ذاكره زوجها وقبلها اتوقع كانو في مشاكل من قولها حتى هو بهذه الحاله يصد . وزينه هل هي مطلقه وهل سوف تكون لها قصه مع والد جود .

شكرا ليكي مره ثانيه ومتابعتك حبي واطالب بعيديتي هههه انو تكون بارتين هههه طماعه شوي .

 
 

 

عرض البوم صور sareeta michel   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 04:05 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة

 

السلام عليكم
بداية مشوقة، الفيورا
اصابني الفضول صراحة واظن بقتلني اذا النت ما استعفني ادخل الكم يوم الجايين 😢
وكالعادة توقعاتي ما انتظرت شوي 😂
يعني مثلا قررت ازوج زينة للروائي ابو جود 😃
وصررت ان بيان مش ام ساري متفهميش ازاي 😂😂 >> احذرك من البداية دماغي له شطحاات عجب 🙊🙈
وايضا ان مشكلة ام جود مع ميساء اكبر من مجرد كونها ما تخلف >> ويسس .. قررت من نفسي انها ما تخلف برضو 😂

اممم
مزعج نسيان ياسر لبيان واكيد صدمها
مسكينة

وزينة واضح انها خرجت من الزواج السابق بندبات بتعطل خطتي لتزويجها من الروائي 😂


متشوقة للفصل القادم
تسلم يدك

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي   رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 07:59 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 147465
المشاركات: 585
الجنس أنثى
معدل التقييم: دودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييمدودي وبس عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1271

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دودي وبس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 

مساء النور والسرور ،،

ي هلا ب فيورا .. مبروك المولودة الثاني ومبروك انتهاء الاولى مع اني قاريتها بالنسخه القديمه والجديدة بس وصلت نصها لحد اللحين😋

جذبني اسمك اكثر من العنوان ،، ومن رأيي أنك توفقتي بعنوان روايتك الاولى كان جاذب اكثر من الثانيه ،، اُسلوبك محبب جدا ولا ينمل منه .. ان شاء الله انها تتفوق ع الاولى وغالبا التجربه الثانيه تصير افضل .. البدايه مشوقه وتشد..

زينه و ميساء وبيان ،، ومشكلتهم مع الزواج
زينه اللي منفصله باين ان طليقها كان منيل عيشتها وكرهها بالزواج ،، يمكن خطوطها تجتمع مع الروائي الشهير ويكتب فيها روايه هي بطلتها☺

ميساء و الزوجه الثانيه باين علاقتها متذبذبه مع جواد ،، يكون زواجه عليها عشانها ماخلفت ،، اتوقع زواجه عليها بتخطيط من امه او لمى تقرب للام او مزوجينه من وراها بعدين درت ،، يعني زعلتها عليهم كلهم ومارح تحضر زواج بشاير اللي تغليها اكبر منه انه زعل بس ع سالفه زواجه،،

بيان شكل لسان ياسر كان سليط عليها ،، فقدان الذاكره اصعب شيء للي يعيش معه لا يقدر يلومه ولا يقدر يبرد خاطره فيه مالها الا الصبر ،، يمكن تكون خيره له ويتعض من اللي حصل له ،،

في النهايه مااحد مرتاح فيهم اللي مطلقه ماهي مرتاحه .. واللي متزوجه ماهي مرتاحه.. واللي متزوج عليها ماهي مرتاحه ،، يالله راحة الجنه بس👵🏼

تسلم يدك ي فيورا بانتظارك بالجزء الجاي وبالتوفيق ي قلبي ..

 
 

 

عرض البوم صور دودي وبس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشكلتي, كلمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205030.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-09-17 06:22 PM
Untitled document This thread Refback 31-08-17 08:46 PM


الساعة الآن 06:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية