لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-17, 07:34 PM   المشاركة رقم: 131
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 

أهلا أهلا لقد عدنا وآسفة على التأخير..
بارت اليوم بيكون القسم الأول لاسترجاع أحداث من وجهة نظر أخرى..

18

عزت ميساء تغير الوضع بينها وبين جواد إلى اتفاقية صامتة قامت بينهما بأساس حصولها على طفل. لم ترد التفكير بغير هذا، لأن الخيار الآخر سيكون أن جواد يريد إرجاع الأمور كما كانت عليه في سنين زواجهما.

لا تريد ذلك الواقع، لأنه يعني الاعتراف بحقيقة أن جواد تشاركها به أخرى. لا تريد ذلك الواقع، لأن وهم الاتفاقية البارد كان أسهل على قلبها التعامل معه، أبرد على لهيب غيرتها المميتة.

لكن تواجد جواد معها بهذا الشكل دمر حصونها التي كانت تحمي نفسها بها من الحقيقة.

سألته ليلة، تشعر به يلعب بخفة في شعرها: إذا ما قدرت أحمل، وش بتسوي؟ بتبقى لسى معي ولا..؟

ظل صامتا للحظات بدت كالسنين، ثم قال: بقولك قصة، وإنتي أحكمي..

/:/

لم يكن جواد قريبا لأي أحد من أقربائه كما كان مع جدته من أمه سارة. كانت تعرف ما يفكر فيه بنظرة، تفهم ما يريد قوله دون الكلام. كان يحبها حبا عظيما، وكانت هي تكن له نفس الحب في قلبها.

قلبها الضعيف الذي استسلم للسكون وهو في العاشرة من عمره.

لم يستطع الاستعياب، الاعتراف، بأن هذه الجنازة التي هو حاضر لها كانت لجدته. قد حضر جنازة من قبل، قبل شهور قليلة. يعرف أن الراحل لن يعود.

رأى نظرات القلق في أمه، في أبيه، في أخيه الأكبر.. حاول منع دموعه إلى أن اختلى بنفسه في زاوية، ليطلق العنان لها.

سمع عندها وقع خطوات خفيفة، ليرى ابنة عمه الصغيرة ميساء. سألته: إنت تبكي؟

فاجأه حضورها إلى درجة أنه لم يلاحظ أن دموعه ما زالت مرتسمه على خده، تفضحه، مسحها بسرعة وقال بصوت بالكاد يُسمع: لا..

مطت هي شفتيها بعدم رضا: كذاب، كنت تبكي./ ثم أردفت بعد أن تفقدت عدم وجود شخص آخر معهما بهمس: ما بقول لأحد، وعد. ابكي..

ضحك هو رغما عنه قبل أن وجد نفسه يمتثل لقولها، منزلا رأسه على ركبتيه مغطيا وجهه، باكيا بصمت.

أحس بها تمسح على رأسه بيدها الصغيرة. يعرف أنها لم تكن تفعل هذا لشفقة، بل كأنه رد معروف، تقلده، فتركها تفعل ما تشاء.

رفع رأسه ليراها تبتسم له، تمسح دموعه الباقية كما فعل هو في جنازة أمها: خلاص؟

تنهد بحزن.. وشيء غريب من الراحة، يرد: خلاص..

:

عادة، هو لا يحب الاختلاط بالناس، خصوصا بمن هم أصغر منه.

لكن، كلما سأله والده إذا كان يريد مرافقته لبيت عمه سند بدلا من أخيه سعد الذي كان برفقة أصحابه كالمعتاد، وجد جواد نفسه يجاوب بنعم.

كان يرتاح برفقة ابنة عمه ميساء، لم تكن مزعجة كباقي أبناء عمومته.

رآها اليوم ترسم على أرضية غرفة الجلوس، تركز على كراستها الصغيرة وألوانها الشمعية متناثرة حولها. بصراحة، بالنسبة لطفلة في الخامسة، يعترف أنها كانت ترسم أفضل منه. مدرس مادة الفنية دائما كان يوبخه على بشاعة رسمه. ما ذنبه إذا لم يمتلك الموهبة؟: وش قاعدة ترسمين..؟

أجابته دون النظر إليه: إنت.

أمعن النظر في الرسمة، ليقطب حاجبيه: عيوني مو سودة كذا..

عندها فقط نظرت إليه، ورأى الإصرار في ملامحها: إلا هي كذا، زي الليل!

لم يعترض بعدها، يعرف أنها معركة لن يفوز فيها. وقبل خروجهم، أعطته رسمتها، قالت أنها هدية.

أزعجه سعد بالسؤال عما كان ينظر إليه عند عودته، عازما على رؤية الرسمة التي أهديت له. وفي خضم عزمه شق زاوية بسيطة من الورقة دون قصد.

هتف رادا على النظرة التي أعطاها جواد كردة فعل: آسف، آسف يا شيخ! لا تأكلني!

:

ركض أرجاء المزرعة بحثا عن ميساء. كانت رجلاه بالكاد تقويان على حمله عندما وجدها. شعر بالغيظ لعدم رؤية علائم الخوف على وجهها، فقط الرضا الباسم: هلا جواد!

الدنيا كانت مظلمة، وهي كانت مفقودة منذ صلاة العصر، ألا تحس هذه الغبية؟

وبخها على تهورها بينما هي فقط ظلت صامتة، تنظر له بعدم فهم واكتراث بما صار لها.

عندما لحق بهما الآخرون، سألها عمه سند عن سبب اختفائها، لتشير هي بفخر إلى الساعة التي كانت بحوزتها، ساعته.. تلك التي أهدته إياه جدته سارة قبل وفاتها، تلك التي فقدها في الظهر، التي ظل يبحث عنها بحزن، غاضب من نفسه لفقدها.

رأى جواد ثياب ميساء متسخة بطريقة لم يعهدها فيها تحت أضواء الكشافات، فهي أبدا لا تطيق فكرة إفساد ثيابها باللعب. والآن.. والآن كان ثوبها ملطخا بالطين والتراب والحشائش، ولم يبدو عليها الاهتمام بذلك..

أكل ذلك كان من أجل إيجاد ساعته..؟

وجد نفسه يتمتم في طريق العودة: غبية، غبية!

ليسأله سعد: ورى وجهك محمر كذا؟

:

أخذ ميساء على جنب بعد إعلانها، يؤنبها: لا تقولي أشياء زي كذا للناس. عيب!

قطبت هي حاجبيها باستغراب، تسأله: ليه عيب؟

لم يجد إجابة مناسبة واكتفى بـ: بس كذا.

تكتفت هي بسخط: بس أنا أبغى أتزوجك ونسكن بيت كبير واشتري فساتين كثيرة زي ما العم سامر قال!

رد هو، لا يدري لم يشعر بالغيظ: بس هو كان يقصد تتزوجين ولده كمال، مو أنا.

لتهتف هي بحيرة، كأنه شيء بديهي لا يستطيع الناس فهمه: بس أنا ما أبغى غير جواد..

احمر بشدة، وفقد القدرة على تشكيل أي رد، يشعر برضا غريب من سماع كلامها.

أخذت ميساء صمته كعلامة لانتهاء تأنيبه، لتذهب إلى أبيها حين سمعته يناديها.

ككل مرة حاول تنبيهها، غلبته..

:

بعد زلته في زيارة عمه للتهنئة بمولد بشاير، أصبح سعد لا يُطاق، صار يشير لميساء بـ"حرم أخوي المصون".

صحيح أن سعد كان يكبره بأربعة أعوام، لكن هذا لم يمنع جواد من إسكاته خوفا من أن يسمع كلامه الآخرون.

:

مرت بضع سنين، وكف أبوه عن سؤاله مرافقته لبيت عمه سند. سمعه مرة يقول لعمه سند أن ميساء كبرت، وليس من اللائق اصطحاب جواد معه، ليهتف عمه أن ميساء ما زالت صغيرة على كل ذلك. لكن أباه لم يتزحزح عن موقفه.

لطالما كان أبوه الأكثر صرامة بين إخوانه، بينما عمه سند الأقل في ذلك.

وجد نفسه يتصيد أخبار ميساء من عمه، يبتسم لسماع شيء فعلته لم يكن غريبا عليها، ليرى أن سعد لاحظه، يهز رأسه بقلة حيلة: حالتك صعبة يا أخوي..

كان صعبا، منع نفسه من ضرب سعد بأقرب وسادة كنب.

:

كان عليه إيصال ميساء إلى البيت كما طلب منه عمه سند. مهمة سهلة. لكن من اللحظة التي دخلت فيها ميساء سيارته، وجد جواد نفسه في حالة استنفار.

يكره كيف لاحظ حسنها الفتي، المنبئ بازدياد باذخ بعد سنين، يكره أكثر ملاحظة آخرين لذاك الحسن، أن يفكر ذهن رجل بما فكر. أخذ يتكلم عن التحجب، وارتاح لعدم رؤية ذاك الإعتراض في ملامح ميساء.

صحيح أن الثمن كان حرمانه من رؤية وجهها، لكنه ارتاح.

وبأية حال، إذا قدر الله له، لن يظل محروما إلى الأبد..

:

أتى عمه سند سفر طارئ لعمل، وترك ميساء تبقى عندهم أيام غيابه.

أبوه وأمه لم يمانعا، بشاير كانت بالغة السرور، وسعد..

"سعد شكله ناوي القبر اليوم.."

من اللحظة التي أعلن أبوه خبر سفر عمه وبقاء ميساء عندهم، بدأ سعد مهمته بإيصاله إلى أقصى درجات الغيظ والحرج.

سأله، لعل وعسى سيستطيع إيقاف حملة أخيه هذه: ما عندك شي ثاني تقدر تغثني فيه؟

ابتسم سعد بانتصار: أنا إنسان استراتيجي، وشايف إن مافي شي يقلب حالك زي طاري بنت العم./ تنهد بدرامية مبالغ فيها: صدق من قال إن الحب يذوب أقسى القلوب، قلب حال أخوي الصغنن من لوح إلى روميو..

أبوه اتخذ كل الإجراءات اللازمة، وجعله مع سعد يبيتان في ملحق الضيوف المنعزل عن البيت..

واساه سعد تلك الليلة: يا فرحة ما تمت.

لم يمنعه شيء حينها من رميه بالوسادة جانبه.

:

تنهد عمه سند، كعادته يعامله بأريحية الأخ الكبير بدلا من العم: معناته اللي سمعته صحيح، العايلة كلها متفقة ضد قرارك..

توقع هذا الاعتراض عندما أصر على إتخاذ المحاماة كمهنة بدلا من الانخراط في العمل في شركة العايلة. أبوه كان أول المعارضين، ومن بعد أبيه عمه متعب. سأل عمه سند بفضول: حتى إنت معارض يا عمي؟

فكر عمه للحظة قبل أن يجيب: أنا نص ونص، ما بتسرع في الحكم، خصوصا وأنا شايف إنك قدها./ ابتسم بحب وهو يردف: على الأقل بنتي موافقتك الرأي. على قولتها مو لازم الكل يشتغل في الشركة، التنويع حلو.

بالكاد منع جواد ابتسامة مفرطة السرور من الانفلات منه.

:

أصبحت بشاير شخصا آخر يتصيد أخبار ميساء منه. بحكم جيرة بيت أبيه لبيت عمه، كان من السهل إيصال بشاير على فترات متقاربة له.

اعتبرت بشاير ميساء أختها الكبيرة التي لم تحظى بها، واعتبرتها ميساء بمثل الأخوة. كل مرة ترجع فيها بشاير إلى البيت، بدت مختلفة، شعرها مربوط بتسريحات طفولية أنيقة تناسب عمرها الصغير، ومعها أغراض أكثر من التي ذهبت بها. كانت ميساء من تلجأ لها بالنصيحة، من تأخذ رأيها في كل شيء.

كعادتها حين عودتها من عند ميساء، بدأت بشاير تتكلم عن كل ما فعلته.

نهض سعد وابتسامة متسلية مرتسمة على شفتيه: استأذنكم، ودي أقعد بس أحس إن فيه ناس بيشرشحوني لو سمعت طاري حبايب القلب.

حرك حواجبه بمعنى كان هو المقصود فيه، ليخرج ضاحكا عندما اكفهرت ملامح جواد بغيظ مكتوم، يتساءل لم كان سعد من انتهى المطاف بمعرفة ماهية مشاعره؟

:

جلس جانب أبيه بكل رزانة وهدوء، يفاتحه بالأمر الذي كان يفكر به منذ سنين مراهقته: أبوي، نويت أتزوج..

لم ينظر أبوه من الجريدة التي كان يقرأها عندما رد: خلص دراستك واشتغلك كم سنة بعدين أخطب لك بنت سند، ما برميها عليك وأنا مو ضامن مستقبلك..

تلعثم ثم وجه نظرات متهمة إلى سعد الجالس جانبه، ليدافع سعد عن نفسه قائلا: موب أنا اللي قلتله والله. أنا حافظ سرك كيف أخونك كذا؟/ استطرد بضحكة: مشكلتك يا أخوي إنك مسوي فيها غامض وإنت فضيحة.

عندها توسط له سعد، وعرف جواد أن الأمر وصل إلى القاع: يا أبوي زوجه، زوجه وارحمه حالته مستعصية.

لكن أبوه ظل ملتزما موقفه: بنت سند غالية ومانيب مرتاح لسالفة المحاماة ذي..

إلى متى سيلوي ذراعه بمجال دراسته؟: طيب بخطبها..

"وبوقف سيل الخطاب المرتسين قدام بيت عمي سند.. كأن مافي بنات في العالم إلا ميساء.."

رد أبوه عندها، باقي على نفس البرود: ما بقطع رزق البنت.

ليقول سعد بدلا عنه: ذبحته يا أبوي، ذبحته..

لم يعطي أبوه بالا لدرامية سعد، ولا لاحتمالية أنه صدقا قد قتله ببروده هذا.

:

أصبح سعد ينظر إليه بنظرات الشفقة، وبعض المرات كانت تنضم له بشاير وهي بالكاد تفهم ما يجري. كانا قريبان من بعض، سعد وبشاير، على الرغم من السنوات السبعة عشر الفاصلة بينهما.

تنهد سعد بحرقة: آه يا بنت عمي المصون وش هببتي في قلب أخوي..؟ ارحمي الضعيف من لهيب هواك!

قلدته بشاير: آه!

كونه الأوسط بينهما كان مزعجا بحق.

:

عندما أعلن سعد أنه سيتزوج قريبا، كاد جواد يتفجر فرحة.

"أخيرا بيجي شخص يشغلك عني.."

وكأنه أحس بمسار أفكاره، ابتسم سعد بخبث: فيه اختراع اسمه الجوال./ أردف قبل أن يستطيع الرد: وإذا حصل وسويت لي حظر، أختي الحبيبة بشاير موجودة..

تنهد جواد باستسلام: أكرهك.

ربت سعد على كتفه بتفهم: أدري بك معقد وما تبين مشاعرك، وأدري إن معزتك لي في القلب..

أبعد جواد يده عنه.. ثم ابتسم: مبروك يا سعد..

عبث سعد بشعره بتسلي كما كان يفعل في طفولتهما، لا يكترث بواقع أن جواد كان في الخامسة والعشرين من عمره: الله يبارك فيك، وعقبال أبوي يفك الحصار عنك..

:

تم فك الحصار عنه بعد سنتين.

كان عليه إبعاد أذنه عن جواله بسبب الهتاف العالي الذي انخرط فيه سعد لسماع الخبر: أخيرا! أخيرا حن قلب أبو سعد عليك!

رد هو بابتسامة: اللي يسمعك بيقول إنك إنت اللي بتعرس.

عندها شاب صوت سعد تمثيل الجدية: أكثر من عشر سنين وأنا أشوفك متبهذل. اسمح لي، بفرح زي اللي أبغى. حتى يارا شقت الحلق لما سمعت الخبر.

اكتسى صوته الدفء لذكر ابنة أخيه الصغيرة ذات الشهور العشر: يحق لها، بتكون هي ضيفة الشرف.

:

مرت مراسم الزواج بسرعة خاطفة، وهاهو الآن جالس جانب ميساء في السيارة التي كانت تتجه بهما إلى الفندق الذي تم حجز جناح لهما فيه.

رأى يديها ترتجفان، فأمسك بهما يخفف عنها، ليسرع قلبه هو في دقه لمعرفته الآن بنعومة كفيها.

سعد الذي أصر على قيادة السيارة، كان يدندن بسرور، يقطع الصمت المشحون بينه وبين ميساء.

(جانا الهنا.. لقينا المنى..)

نظر بطرف عينه إلى ميساء التي لم تتكلم بحرف، مطرقة رأسها نحو يديها، وتشد بقبضتها بتوتر على يده.

صدقا، قد لقي مناه.

:

اكتشف جواد حقيقة أن ما كان يكنه لميساء سابقا كان لا شيء مقارنة مع الذي أصبح يكنه لها بعد زواجه بها.

لم يكن أسعد، لم يكن أكثر غرقا إلى أذنيه.

شهور قليلة معها وعرف أنها امتلكت قلبه امتلاكا لا رجعة فيه.

صحيح، كانت ميساء مدللة بإفراط، لكن كان لديها قلب صاف، فيه براءة عجيبة لا تخونها شموخ ملامحها. ربما لم تكن الأسهل في التقرب منها، لكن أولئك الذين نجحوا حكوا عن حنان غامر، ووفاء خالص.

ماذا يريد بالكمال وعنده هي؟

انتهى البارت..

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 08:20 PM   المشاركة رقم: 132
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,528
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 

يامساء الفل والكادي
وش هالجمااال اتاري الاخ متيم ومنتهي هههههه عجبني استفزاز سعد له ههههههه
طيب الان وين القصه الي كان بيقولها.. !!
او ممكن انه سرد لها ذكرياته على لسان شخص اخر وهي اكيد بدورها فهمت انه يقصدها الا اذا فعلا كانت مثل ماقال غبيه.. ههههه
فوفو... الذكريات جميييله وقصتك هااديه وحلوه مثل راعيتها
تسلم الايادي ياعسسسوله..

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 06:51 AM   المشاركة رقم: 133
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصمت في حرم الجمال ،،، جماااااالُ


ابدعتِ بارت راااائع فشيتي غليلنا بعد كل هالتكتم.

تقبلي خالص الود

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 11:04 AM   المشاركة رقم: 134
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 613
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

كل الشكر و التقدير الفيورا على روعة حروفك

القصة ما شاءالله في تطور من جميل إلى أجمل

و أحداث مشوقة و أسرار انكشفت بعد غموض

نترقب القادم بكل شوق 🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 06:33 PM   المشاركة رقم: 135
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: مشكلتي مع كلمة / بقلمي

 

ومازال استرجاع الأحداث مستمر. بس هذي نهايتها لا تخافوا :)

19

دوام الحال من المُحال.. لكن..

لم يتصور للحظة أن حاله سيصير هكذا..

:

لا يدري كم تطلب الأمر ليستوعب..

سعد.. أخوه الكبير، أعز أصدقائه، قدوته.. مات.

قالوا أن حادث سيارة كان السبب. قالوا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن تصل سيارة الإسعاف.

الجميع حوله انهاروا لسماع الخبر، أمه كانت في حالة يرثى لها، بشاير لم تتوقف عن البكاء، حتى أبوه لم يستطع التجلد بصلابته المعتادة. كم من مرة رآه جواد يرتجف شجنا، ولمعة الدموع واضحة للكل في عيونه.

أما عنه هو، فقد جرد نفسه من الاحساس من أجلهم، أصبح صخرتهم الداعمة، لأنه يعرف أنه أصبح في محل سعد الآن، ويجب عليه ألا يظهر ضعفا وهم يتطلعون إليه سندا.

كانت ميساء هي الوحيدة التي رأت ما يختبئ وراء قناع صلابته، من كان يذكره بالاعتناء بنفسه عندما ينسى. كانت ميساء هي الوحيدة التي عرفت حرقة أحزانه، من مسحت على شعره حتى يداهمه النعاس، مستكينا في حضنها.

دائما ما همست له: لا تتظاهر وإنت معاي..

:

بدأت بعد شهور من وفاة سعد، ملاحظات ونغزات أمه.

في بادئ الأمر استغربت أمه اختياره ميساء كزوجة، لكنها لم تبد ذاك الاعتراض، بل حتى بدت سعيدة في العرس..

لكن حديثا، موقف أمه نحو ميساء تغير، وأصبحت تعلق شيئا فشيئا عنها، تنتقد كل مالا يرضيها في تصرفاتها.

كل مرة دافع جواد عنها، مصرحا أنه راض بها في كل شيء، لكن دفاعه ذاك لم يجد نفعا، بل زاد أمه اصرارا.

مضت سنة قبل أن تطرح أمه أمر الأطفال، وماطلها هو لسنتين أخرى عن الإجابة، خصوصا عندما عرف مدى مرارتها، كيف أن أمه ستستخدمها كذخيرة في حقدها الوليد ضد ميساء.

تمنى لو كان العيب منه عندما ذهب ليفحص نفسه، تمنى ذلك ليحمي ميساء من حقيقة موجعة. هي، من كانت دوما تريد طفلا .. كانت لا تستطيع إنجابه.

لكن فحصه أخبره أنه كان سليما لا خطب فيه.

لم يخبر أمه، ولم يخبر ميساء أيضا.

وكان ليستمر بهذا الوضع لولا استفزاز أمه لميساء أمامه، تخرجها من طورها حتى أصبحت تعترف بالأكاذيب.

جادلها، حاول إيقافها، لأن أكاذيبها ومكابرتها لم تؤذ شخصا غيرها هي.

:

القضية ضد جاسم الجسار كانت من أضخم القضايا التي تولاها. إثبات تعاملات شركته الغير قانونية لم يكن بالأمر السهل.

كان بعد أسبوعين من اعتقال الرأس المدبر للشركة، جاسم، عندما وصلته أول رسائل التهديد.

(يمدحون الحي اللي تعيش فيه. شكله بيكون لي جيرة عندكم..)

تتبع الرسالة إلى رقم مجهول، لتأتيه رسالة أخرى بعدها.

(لا تتعب نفسك تدور علي، بقابلك قريب..)

وهكذا أصبحت تلك الرسائل تتوالى، تلمح له أن المرسل صار على علم بحيه ثم شارعه ثم بيته ثم من يسكن فيه.

جن جنونه عندما أخذ المرسل يتكلم عن ميساء..

(يقولون إنها أجمل حريم عايلتكم. جاني فضول أشوفها..)

وزاد الطين بلة ملاحظة ميساء لسيارة شكت في أنها كانت تتبعها كلما خرجت مع السائق.

أصبح يحقق بمن في بيته، يغير الخدم بشكل دوري ويتفقد تاريخ كل منهم. إذا لاحظت ميساء غرابة تصرفاته وتشنج طبعه تلك أيام، لم تعلق بشيء.

عندها بدأ الحقير يرسل صورا، كدليل أنه كان يتتبع حياته. مرة بيت أبيه، مرة بيته، مرة ميساء وهي تركب السيارة..

شك في جاسم الجسار، فهو قد هدده بأن يرد ضربته بالمثل، فزوجتا جاسم كانتا من أهم الشهود في قضيته.

ألهذا كان المرسل مركزا على ميساء، ليلوي ذراعه بها؟

لا يهم، عليه إيجاده قبل فوات الأوان.

:

رمت أمه عند قدميه ملفا يحتوي تقارير طبية. لم يستمع لما كانت تقوله، فقد كان مشغولا بانفطار قلبه لتأكد حقيقة كان يشك فيها.

لماذا أخفت ميساء هذه التقارير عنه؟ لم يكن ليبعدها عنه بسببها. مشاعره ستظل كما هي مهما كانت الظروف.. لا يريد أطفالا بقدر ما يريدها هي.

قال لأمه كفى، كفى لنثر الملح على جروح لم تلتئم، لكن ميساء دخلت ورأت التقارير بين يديه، سمعت نغزات أمه المسمومة، لتخرج ويتبعها هو على عجل.

أعطته ظهرها وقالت بصوت تسلل إليه برود مؤلم لم يكن عادتها معه: اللحين عرفت..

كان ليأخذها بين ذراعيه، يهدئها، يؤكد لها أن تلك التقارير لم تغير شيئا بينهما، يحيطها بقوة تنسيها آلامها، لكن أتت له رسالة أنسته صوابه من غضبه، يخرج مسرعا من البيت لمركز الشرطة الذي أصبح منزله الثاني هذه الأيام..

(عرفت اسمها أخيرا.. ميساء. يا حلوه)

:

حال ميساء أصبح مزريا لا يسر، دائمة الإرهاق ورأسها كان لا يكف عن الوجع. أصبحت شبحا في حزنها، ولا زالت أمه لا ترحمها بتعليقاتها وضغطها كلما حدث والتقت بها.

رآها تغرق في شرودها المشجون، بالكاد تستجيب إليه، ولمعة انكسار.. استنقاص، لا تزول من عيونها. لا يتذكر متى كانت آخر مرة رأى السعادة في مُحياها..

والرسائل التي كانت تُرسل إليه زادت في تهديدها، في وعيدها.

خطرت له فكرة مجنونة، فكرة أدمته قهرا قبل أن يسترسل في التفكير فيها حتى..

ماذا لو طلقها؟

ماذا لو طلقها؟ لتعيش حياتها غير مهددة بسببه، بسبب الأعداء الذين اكتسبهم في مجال عمله، بسبب الأعداء الأكثر الذين ستتوجه أنظارهم إليه إذا أكمل في تحقيقه هذا.

ماذا لو طلقها؟ لتبني حياتها بعيدا عنه، مع رجل يعرف بحالتها من البداية، لتتوفر لها البيئة المناسبة للبدء في التعالج بدون ضغوطات.

ماذا لو طلقها؟ لتستعيد السعادة في حياتها من جديد.

يعرف، سيُساء فهم قصده من طلاقها، سيظنه الناس رميا. وربما، هذا ما كان يريده، يريد من مهدديه فهمه ليتركوا ميساء وشأنها.

داس على قلبه ورغباته وطلقها، نطق كلمة الطلاق ونبضاته تنطق حبا لها.

لم تمض أيام إلا وأمه تفاتحه في أمر الزواج ولم يعطها بالا، باله مشغول في التخطيط لتدمير أي أثر باق لجاسم.

اتضح أنه كان للحقير تحالفات مع شركات أخرى، كلها ساخطة من سجنه. في الأسابيع والشهور التي تلت، تتبع وحقق ودمر كل حليف. صحيح، رسائل تهديده ازدادت، لكنها كلها أصبحت موجهة عليه، لا ميساء، وتم القبض على الذين أرسلوها كلما نسوا أخذ حذرهم.

جعل اتصالاته بعائلته معدومة، ونصح أباه أن يتخذ مسكنا آخر هذه الأيام وأن يبتعد عن الأنظار، يقول له: يمكن إذا خلصت من هذي القضايا، بدور لي مكان في الشركة زي ما كنت تبغى..

لم يدري إلا وقد مضت شهور، خارجا إلى العيان مرة أخرى، التحقيقات التي ساهم فيها على وشك الانتهاء..

مضت شهور.. ومضى وقت عدة ميساء.

غضب قاتم اعتراه لمعرفة زيارات الخطاب لعمه سند، يريدون أن يسلبوه ميساء..

لا، لا..

"ما عادت لي.. ما عادت لي.."

كان صعبا تذكير نفسه بأن هذا كان خياره، أنه أراد لميساء إكمال حياتها بدونه. لكن التفكير شيء، ومواجهة واقع يحدث أمامه شيء آخر.

أمه فاتحته بأمر الزواج مرة أخرى، لكن هذه المرة ربطت الأمر برضاها.

وافق دون اكتراث.. دون احساس..

لعل هذا سيدفع ميساء في المضي قدما في حياتها.

:

سأل أباه: مين اللي خطبها؟

نظر أبوه له بأسى مشفق: ليه تعذب نفسك يا ولدي؟

جلد نفسه بالصلابة: عشان أتحقق منه.. زي ما قلت من قبل، بنت سند غالية. مو أي واحد بينالها.

تنهد أبوه بقلة حيلة: واحد اسمه بندر السليم..

بندر السليم..؟

لم بدا هذا الإسم مألوفا له؟

لم يرتح باله.. لم تكن هذه المرة كالمرات السابقة التي جاء خاطب إلى ميساء، يتلظى في فراشه من القهر.

لا، هذه المرة كانت مختلفة بالكلية. متأكد أنه رأى اسم بندر في مكان ما، وهذا ما أقلقه..

:

عرف أين رأى اسمه بعد أيام من عقد قرانه بابنة عمه لمى.

في الملف الذي يحتوي على كل تفاصيل القضية الشائكة التي كان هو في خضمها، رأى اسم بندر السليم في لائحة مستثمري جاسم الجسار، لكن، بعكس المستثمرين والشركاء الآخرين، لم يكن بندر بذاك الارتباط مع جاسم، بل كانت تعاملاتهما في بداياتها. يمكن ألا يكون له علاقة بالقضية إطلاقا.

حتى ولو.. حتى ولو!

لا يفاجئه توجس عمه منه، فمن يريد رؤية طليق ابنته على عتبة بابه، يحذره من خاطب لها؟ لكن جواد حاول وحاول حتى رأى شيء من الاقتناع في وجه عمه..

ليأتيه الخبر في اليوم التالي أن ميساء وافقت على بندر.

لم يهنأ بالراحة منذ سماعه بذاك الخبر، محروق بغيظه وقلقه وغيرته، غيرة أحالت جوفه إلى حمم لاهبة. أفكار توالت في مخليته، تحرمه طعم النوم وهدوء خاطره للحظة.

سيرى آخر ما كان له، سيكون لآخر ما كان له!

سيجن حتما من هياج تملكه العنيف هذا.

:

لم يحضر العرس، لكنه كان خارج القاعة. لا يدري لم. ربما كان يريد تعذيب نفسه أكثر؟

في ظل تخيلاته القاتمة سمع صوت جواله، يقطع عليه تفكيره. كان ليتجاهله لولا أنه رأى اسم بشاير ينبض في الشاشة.

هتفت بشاير بغضب لم يسمعه فيها قط: الخسيس طلقها قدامنا!

سيقتله..

سيقتله، سيقتله، سيقتله..!

وكان هذا ما كان في خضم فعله عندما وجد بندر خارجا من القاعة، يدميه ضربا سيحيله حالة ميؤوس منها في طوارئ مستشفى. لكن أبوه منعه قبل أن يفعلها بحق، يقول بحرقة غاضبة: يستاهل يا جواد، يستاهل أكثر، لكن لا تودي نفسك للهلاك وإنت تعطيه جزاته!

فقط هذا ما جعله يهدأ، ينهض عن بندر الذي أحاله إلى كتلة مدماة. لا يعرف حتى إذا كان يسمعه، لكنه لا يكترث. همس له بكل الوعيد بالذل: راح تندم..

:

اتخذ قراره، سيعيد ميساء إلى ذمته.

كل ما حدث كان ذنبه، وحتى يأخذ الله أمانته، سيظل يحاول إصلاح ما أفسد.

ربما لم يرد عمه إعادة ميساء إلى ذمته، ربما لم ترد ميساء ذلك أيضا.. لكنهما قبلا عرضه في النهاية.

:

فاجأه إهداء أبيه له بيتا. كان غريبا في تصميمه بعض الشيء وبقسمين منفصلين. قبل به لإصرار أبيه على ذلك.

قالت ميساء له قبل أن تدخل القسم المخصص لها لأول مرة، بخفوت منكسر يحكي عن حجم الجرح فيها: طلبتك.. اتركني لحالي..

كبت كل اعتراضاته، ليسألها بذات الخفوت: إلى متى..؟

أجابته كأنها تحلم، كأنها غير واعية: إلى أن أقولك أدخل..

داس على قلبه للمرة الثانية وامتثل لقولها.

تركها.. على الأقل، تركها ظاهريا..

لا يستطيع منع نفسه، لا يستطيع.

تفقد أحوالها من خلال مكتبه في الطابق العلوي في قسم لمى، والذي كان متصلا بالطابق العلوي لقسم ميساء عن طريق باب مشترك، يستمع من خلاله لأي تحرك خارج عن المألوف.

تفقد أحوالها عن طريق شريف عندما انضمت إلى معهد الفنون، يسأله عن كل دقيقة تأخير.

تفقد أحوالها بكل الطرق المحدودة التي يستطيع، ومضت سنة دون أن يرى وجهها مرة، سنة أضناه الشوق فيها لامرأة يفصله عنها مفتاح.

يغار من يارا لأن لها الحق في رؤيتها، في الحديث معها، في رؤية البسمة وطباعها القديمة تعود إليها.

يغار من بشاير التي بعد تردد تجرأت على الاتصال بميساء، بطلب حضورها لعرسها.

أراد أن يسأل بشاير عندها، كيف يمكنك أن تكوني بهذه الأنانية؟ بنفس النفس الذي أراد أن يسأل عن حالها، صحتها، كيف بدت، لماذا جاءت وهي لديها كل العذر؟!

عندما سألته بشاير متى سينهي وضعه هذا مع ميساء، كان جواب خاطره هو..

"لين تنهيه هي.."

:

في صباح اليوم التالي لعرس بشاير سمع صوتا غريبا من جهة قسم ميساء وهو في مكتبه.. كأنه كان صوت سقوط؟

فتح الباب الفاصل لأول مرة، يمسح محيطه بنظرة إلى أن وقعت عيونه على ميساء.. غائبة عن الوعي أسفل السلالم..

صحيح أنه أراد رؤيتها وبشدة، لكن ليس في هذه الظروف.

هرع بها إلى المستشفى، ليتنفس الصعداء عندما طمأنه الأطباء أن حالتها بسيطة ولم يحصل لها أي ضرر دائم.

كم مرة نبهها في الماضي ألا تنزل أي سلالم قبل أن تأخذ أدوية الصداع خاصتها؟ لم تكن المرة الأولى التي حصل لها ذلك. تذكر مرة عندما كانا يسكنان في بيت أبيه.. حصل معها نفس الشيء.

سألها بهمس، يتتبع بأنامله ملامح وجهها الغافية: ناوية تخلعي قلبي خوف عليك؟

عندما وصل عمه سند بعد اتصاله به بسرعة قياسية، أوصاه أن يجيب أنه هو من أحضرها إلى المستشفى إذا حدث وسألت ميساء عن ذلك.

سأله عمه مستغربا: ليه..؟

لم يجبه.. بماذا يجيب، صراحة؟

:

كاد يضحكه، سؤال لمى عن كرهه لميساء..

غريب كيف أن انطباع الناس كان أنه يكرهها، بينما الحقيقة كانت العكس.

كيف يكرهها وحبها استبد فيه استبدادا لا يرحم؟

:

ميساء هي من جعلته مهتما بعالم الفن، وحينما عرف أن المعهد الذي تدرس فيه كان يقيم معرضا تعرض فيه أعمال الطلاب ومن ضمنهم هي، حرص على حضوره.

عرف لوحتها دون السؤال، كم من مرة راقبها ترسم حتى تعرف على أسلوبها.

اشترى لوحتها دون تردد. لن ينالها غيره.

:

النظرة التي أعطاها أبوه له ذكرته بالماضي.. بمراهقته ووضوح مشاعره له ولسعد، لا عجب، فتصيده الفرص للقيا ميساء في هذه الرحلة لمزرعة جده أشعرته كأنه كان مراهقا. برر، يلوح بالقارورة التي أخذها من ميساء بخفة: كنت عطشان..

سمع أبوه يتمتم بشيء من التسلية، ليختنق: موب الموية اللي كنت عطشان لها..

:

لم يكن نادما على أي فعل فعله ليقوده إلى موضعه هذا، مستلقي في مقاعد سيارته الخلفية وجرح غائر اكتسبه من خاطف هائج، جرح قد يودي إلى موته نزيفا، في فخذه.

كيف يندم وهو يرى ميساء أمامه؟ تكلمه، تؤنبه، تظهر القلق عليه؟ كيف يمكنه الشعور بالألم وهو مسكر من دفء قربها؟

أخذ يهذي من الحمى أو ربما مما فقده من دم.. ينطلق لسانه مرة بحرية..

(متى بتبطل تسوي تضحيات عشاني؟!)

تطليقها وترك رجل آخر يتزوجها؟ هذه كانت تضحية.

استعادتها، حمايتها بكل ما عنده؟ هذه كانت أنانية صرفة، أنانية سيستمر عليها معها ما حيي.

كفاه صمتا. كفاه احتراقا لها حتى الترمد.

:

موقن هو أن الله فتح عليه، فوالده أتى ليخبره أنه سيقضي فترة تعافيه في قسم ميساء، بإصرار منها هي!

تصرف كالمريض المثالي، لا ينطق بما كان يفكر به، بعشرات المخططات التي بدرت لذهنه.

(إلى أن أقولك أدخل..)

كمحامي، فإن استخدام كلام الآخرين لتعزيز موقفه كان طبيعة له، وعندما تردد بتقصد عند عتبة باب قسم ميساء، عندما قالت له ميساء: أدخل..

ابتسم جواد بانتصار.

:

سرير ميساء الفردي أزعجه إلى أقصى حد، ليس بطبيعته، فهو كان مريحا بحق، بل لما كان يعنيه.

أول غرض يجب عليه تحقيقه كان استبداله.. وربما استبدال الفستان الذي أفسدته ميساء بسببه.

رأى ملفا موضوعا على تسريحة ميساء الأنيقة، وتوجس خيفة من التقارير الطبية الموجودة في طياته.. إلى أن قرأها..

لم يكن ليشكل معه فرقا، قدرة ميساء على الإنجاب من عدمها. كان يريد عودتها له بأي شكل.

لكن هي! هي من كانت تريد الأطفال! لماذا لم تخبره بتعالجها..؟

انتظرها على السرير المزدوج الذي اشتراه، في باله ألف سؤال وسؤال..

وعندما سألها وأجابته.. بشيء من المرارة في البداية، واعتراف صادق شابه الخجل في النهاية.. ضحك، ضحك عندما قالت أنها لا تريد أطفالا من غيره.. كأنها تقول أنها لا تريد غيره..

همس لها وهو يكاد يختنق من اندفاع مشاعره: بعطيك اللي تبغينه.. كل اللي تبغينه..

وفي خاطره كان يناجي..

"بس لا تحرميني منك، لا تحرميني منك.."

/:/

سألها عندها جواد: بعد كل هذا.. تظنين إني بتركك؟

أحكم من ضمه لها، يطبع قبلة دافئة على جبينها، يقول: آسف إني ما قدرت أقولك قبل ذي اللحظة.. آسف على اللي صار لك بسبتي..

كان لديها الكثير لتقوله.. الكثير لتصرخ وتهتف وتعبر وتهمس به.. لكن ثقل مشاعرها وهياجها قيد لسانها هذه اللحظة.

انتهى البارت..

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشكلتي, كلمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205030.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-09-17 06:22 PM
Untitled document This thread Refback 31-08-17 08:46 PM


الساعة الآن 04:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية