كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة16: اجتياح (ج2)
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة16: اجتياح (ج2)
-----
تتعمدين اغضابى..
تتعمدين اذلالى بحبى اياكى..
تظنينى سأبقى دوما رابط الجأش..
مسيطرا على خلجات نفسى وعقلى وقلبى..
أى عقل لديك يا صاحبة القلب الصخر؟!
تركها بارادته مذهولا من جرأتها على التفوه باعلان صريح لكرهها له، بل وسجنه أيضا.. فسقطت أرضا لاهثة تحاول ابتلاع ريقها بصعوبة، شعرت وكأن الغرفة قد خلت من الأكسجين، فأصبحت ذرات الهواء ثقيلة لا يتحملها جهازها التنفسى.. تحسست رقبتها تلقائيا لتدليكها بعيون ذائغة، تحاول افساح مساحة بأناملها بين رقبتها وحجابها وهى تلهث..
هتف عادل باستنكار، وهو واقف خلف تلك الجاثية على ركبتيها ومولية ظهرها اياه: بتكرهينى! وهتسجنينى!
ثم سأل مستفهما: طب ولو قدرتى تعمليها وتبيعينى، هتعملى ايه بعد كده؟
لم ينتظر اجابتها: هتروحيله.. صح؟ عشان ياخدك منى أنتى كمان.. عشان يموتك!
لم تكن بكامل تركيزها لتعى ما يقول، أو تنتبه لالغاز تظهر بخلجات حديثه، كل ما استطاعت فعله أن رجته بنبرة مختنقة ضعيفة:
- عادل أنا خايفة..
- أرجوك سبنى لحال سبيلى..
- متخلنيش أكرهك..
- أرجوك عشان خاطرى..
جذبها عادل من حجابها فتعلقت بين اصابعه خصلات شعرها البنية، فصاح بها فى غضب:
- أنا صبرت عليكى كتير عشان تعقلى..
- رغم أنى متأكد من غبائك..
- أنتى مراتى..
- ملكى..
- بتاعتى..
- حلالى..
أخذت سلمى تبكى وهى تحاول تخليص خصلاتها من بين يديه صارخة: سيبنى.. سيب شعرى.. سيب.. أنا مش حلالك.. أنا حرامك.. أبعد عنى.. أنا مش مراتك أصلا.. ابعد عنى..
ضم عادل وجنتيها بيسراه، ومازال قابضا على شعرها بيمناه وقد سقط حجابها بالكامل أرضا.. يطالع وجهها، وبنبرة قاسية ضغط فيها على حروف كلماته وكأنه يحفرها بعقلها كيلا تنساها:
- مش بمزاجك..
- عمرى مهبعد عنك..
- أنتى بتاعتى وبس..
- ومش هتبعدى..
- هنا بيتك ومش هتسيبيه..
- ممكن بس نسيبه فى حالة واحدة..
- لو بقيتى حامل..
- ده السبب الوحيد اللى يخلينا نسيب هنا..
- يعنى برده هتكونى معايا..
هتفت سلمى برعب وقد استطاعت افلات فكها من قبضته، ومازالت تحاول تخليص شعرها من بين يديه: لا لا لا.. حامل ايه.. ازاى.. لا لا لا..
مازالت قبضته اليمنى محكمة على خصلاتها فى حين جذبها من فكها مرة أخرى بيده اليسرى ليطالع وجهها المرعوب ويخبرها بنبرة غاضبة:
- لأ!..
- ايه اللى لأ؟..
- انتى فاكرة أنه بمزاجك؟..
- أنتى مراتى..
- وطبيعى أعوز منك ولد واتنين وعشرة كمان..
بكلتا يديها تحاول فك قبضته عن فكها لتقول بصوت مبحوح من اثر البكاء والصراخ: أنا مش مراتك.. ده جواز باطل..
عادل: وافقى، وهو ميكونش باطل..
ظلت على صراخها المبحوح:
- مش مراتك..
- ولو أخر راجل فى الدنيا مش هتجوز مجرم زيك..
- أنت خاطفنى..
- ومسيرى أهرب منك..
- وهبلغ عنك..
- واوديك فى ستين داهية..
توقفت عن الاسترسال فى كلماتها الغاضبة على أثر صفعته القوية والتى أسقطتها أرضا.. لتصرخ هى ألما: ااااااااااااااه.. حرام عليك.. أرحمنى.. أنا خايفة.. خايفة..
انحنى لاسفل ليجذبها ثانية من شعرها الثائرة خصلاته على وجهها: أنا هعرفك دلوقتى اذا كنتى مراتى ولا لأ.. هخليكى تبوسى رجلى عشان أرحمك.. وقتها رضاكى هيبقى تحصيل حاصل..
ثم جذبها من مرفقها تاركا غرفة مكتبه وفى اتجاه سلم الطابق العلوى وسط صرخاتها ومقاومتها للتحرك: لا لا لا بلاش.. أرجوك يا عادل.. متأذنيش.. عشان خاطرى.. متأذنيش.. لا لا لا..
هذه المرة لم يعد هناك رادع يمنعه عنها..
أستماتت سلمى لتخليص نفسها من بين يديه.. ولكن تلك المقاومة لا شئ أمام غريمها الذى حملها من خصرها وهو يصعد بها السلم حتى لا تنفلت منه وتسقط..
كانت صرخاتها تصم أذنيه, ولكنه لم يبالى.. لم يستمع الى توسلاتها بل أنصت لصوت الوحش بداخله.. لقد فكت لجامه بتحديها له, وليس عليها الان سوى تحمل تبعات عنادها معه..
أدخلها عنوة الى غرفته الواسعة, وألقاها على فراشه وتوجه الى باب الغرفة يوصده.. لم يعد يفكر فى شئ سوى ان يأخذ منها ما اعتقد أنه حقه.. ما أعتقد أن بأخذه سيدفعها للخضوع والاستكانة للأمر الواقع..
التفت عادل اليها وحدثها وعيناه قد اشتعلت رغبة بها: ده حقى يا سلمى.. أنا هاخده الليلة.. خليها بمزاجك أحسنلك.. بدل متبقى غصب عنك..
برعب وبكاء غادرت فراشه وتراجعت الى الخلف: لا.. لا.. لا مش هيحصل الا على جثتى.. مش هيحصل..
ظلت تتراجع الى الخلف حتى منعها ذلك الحائط, فى نفس الوقت الذى أصبح فيه عادل أمامها, لا مهرب منه سوى ان يعفو عنها ويتراجع..
التصق ظهرها بالحائط وأحاطها بذراعيه حتى لا تهرب منه, حاولت ان تبعده بكلتا يديها ولكنها غزالة صغيرة بين براثن ذئب جائع لن يتوانى عن افتراسها..
لم تطق النظر اليه فاستدارت بوجهها الى الجانب وهى تحاول دفعه عنها, ولكنه أمسك كفيها بكلتا يديه, والتصق صدره بها..
احس بنهديها النافرين ملامسا لصدره فسرت قشعريرة بجسده، نظر لعينيها اللتين تحول بياضهما الى حمرة من شدة البكاء فأخذتا ما تبقى من عقله, فانقض على شفتيها الوردتين بقبلة طويلة كادت تمنعها من التنفس..
لم يمهلها الوقت لتفيق من قبلته الساخنة حتى شعرت بأنفاسه الحارة على رقبتها تلثمها.. ترك يديها بحركة مباغته ليمزق فستانها..
القاها على سريره وشرع فى نزع ما تبقى من ستر جسدها، وهى تحاول الفرار من تحته وتجذب ملاءة السرير لستر نفسها..
ولكن هيهات..
موقف واحد..
لحظة واحدة..
كلمة واحدة..
قد تختم عهد من حياتنا..
ليبدأ عهد آخر مختلف عنه كلينا..
حيث يتحول الأبيض الى أسود..
وقد يتحول الخير الى شر..
فتكون تلك القطرات الحمراء بمثابة بداية لعهد آخر لم يتخيله كلاهما يوما..
عهد دماء باسم العشق..
فهل ستكون تلك الدماء الأخيرة؟
أم أن الدماء أصبحت هى المشهد الرئيسى لحياتهما سويا؟
فتصبح تلك الليلة مجرد بداية قاسية لمرحلة من حياة بطلينا
وستليها أحداث أكثر قساوة
فى "عشق ودماء"
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|