كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة 2: عرض زواج
**الحلقة 2: عرض زواج
بأحد حوارى القاهرة القديمة فى صيف 1994نجد شاب فى بداية الثلاثينات.. قمحى البشرة.. أسود الشعر.. ذو عينين سوداويين.. طويل القامة.. قوامه عريض يعطيه مظهر رجولى جذاب.. يتجه بخطوات مسرعة أقرب للركض ناحية ذلك المنزل قديم البناء قوى الأساس المكون من دورين.. الاول يحتوى على محلين احدهما لبيع الخضروات والفاكهة والاخر بقالة صغيرة كما توجد صيدلية صغيرة بجوار مدخل المنزل.. والدور العلوى تسكن به عجوز مع حفيدتها.. وما ان وصل الشاب الى اول سلم حتى بدأ طى السلالم وهو يصيح بصوت جهورى يملؤه الفرح: يا نينة.. يا نينة سعاد
لتأتيه صوت الجدة سعاد من الداخل وهى متجهه لباب الشقة: حاضر.. اصبر يا واد يا عادل "عادل مصطفى ابو الفتوح جارهم.. ومأجر الصيدلية اللى فى الدور الارضى" هيفوتك القطر يعنى
عادل بسعادة جلية وهو يطرق شراعة باب الشقة الزجاجية بنغمة يلحنها بأطراف أصابعه: افتحى بسرعة يا عجوزة..
تفتح سعاد الباب فتلكزه بقبضتها بخفة على صدره: أنا عجوزة يا قليل الرباية
يضحك عادل وهو يسحب قبضتها بسرعة من على صدره ويرفعها لمستوى شفتيه ليلثمها برقة: ماهى تربيتك برده يا قمر.. ولا تكونى فاكرة يعنى ام عادل هى اللى ربتنى لوحدها
سعاد تتجه لكرسى السفرة لتجذبه للخارج وتجلس عليه، ثم بتنهيدة وببطء: الهب يرحمها.. يا زين ماربت..المهم يا واد مفتحتش صيدليتك ليه انهاردة؟ وجى دلوقتى بالظيطة دى ليه؟
عادل وهو يجوب بعينيه المكان بحثا عن ضالته: هى فين يا نينة؟
سعاد: خرجت يابنى من ساعتين.. راحت الكلية تشوف نتيجيتها
جلس عادل على الكرسى المجاور لها: مهو انا جى عشان كده.. واحد حبيبى فى الكنترول جابهالى.. مبروك يا نينة حفيدتك رافعة راسنا زى كل سنة
فرحت سعاد بشدة لصغيرتها حتى انها قامت بما اشتهرت به نساء المحروسة فى المناسبات السعيدة وأطلقت عدد متتالى من الزغاريد
عادل: اهدى شوية يا سوسو.. عارفين انك شباب وأصغر من العروسة
سعاد بفرحة: دى عوض ربنا الغالية بنت الغالية
نكس عادل رأسه لاسفل وبنبرة حزينة: الله يرحمهم كلهم
ثم استدرك نفسه وتنحنح قليلا ثم قال بنبرة متريثة: وبمناسبة العروسة.. كده معدلكيش حجة يا نينة.. قلتيلى تخلص تعليمها الاول.. واهى خلصته بتفوق.. انا مش هستنى خطوبة وكلام فاضى.. نجيب احلى شبكة لست الحسن.. نكتب الكتاب ونعلى الجواب.. وهو وش بوية وننزل نجيب العفش اللى تؤمرونى بيه
سعاد: حيلك حيلك يا واد.. مالك مستعجل كده ليه؟
عادل باستغراب وعصبية خفيفة: نعم.. مستعجل!.. انا مستنيها من يوم متولدت تكبر.. وكل مفاتحك فى الموضوع.. تقوليلى صغيرة ولازم تكمل علامها وتبقى عندها شخصية.. اقولك طب خطوبة.. طب فاتحيها حتى.. ترفضى بحجة خوفك تتعطل وتتلهى عن دراستها.. ولا انا مش عاجبك وشيفالها حد احسن منى ولا هى قيلالك على حد يا حاجة
سعاد: لم لسانك يا واد.. سلمى مفيش فى حياتها حد.. دى وردة بيضا مفتحة محدش شم ريحيتها.. وانا مش هلاقيلها حد احسن منك.. وهى من نصيبك ان شاء الله.. بس مش عوزاها تبعد عن حضنى
عادل: يا سوسو تبعد فين دى شقتى فى البيت اللى قصادكم.. دا انتى بتكلمينى من الشباك وكأنك فى صالة بيتنا.. ثم يا ستى هى هتروح فين يعنى وانا فى الصيدلية مهى هتطلع تقعد عندك..
ثم تابع بلهجة مرحة: وبالمرة اتغدى من ايدك الحلوة يا حجوج.. ما انا عارفها خايبة ومبتعرفش غير سلق البيض..
ضحكت العجوز: يخيبك واد انت لسه فاكر لما حرقت البيض.. فات ع الموال ده 5 سنين.. دلوقتى سلمى ست بيت معتبرة
عادل لاويا شفتيه ساخرا: انتى هتقوليلى.. مهو مين يشهد للعروسة.. ع العموم بتعرف مبتعرفش انا راضى ملكييش دعوة انتى.. اخرجى منها يا حاجة
قالها وهو يتجه ناحية باب الشقة للخروج
سعاد: بقى كده اخرتها, اخرج منها يا ابن اللذين امنوا وعملوا الصالحات
عادل وهو يغلق الباب خلفه ضاحكا: سلام يا جدة
--------
على سلالم المنزل قابل عادل حبيبته الصغيرة اثناء صعودها لجدتها.. سلمى كامل ابو المجد فتاة فى بداية العشرين.. بيضاء البشرة.. عسلية العينين.. رشيقة القوام.. صاحبة طول مناسب 170سم تقريبا.. ذات شعر بنى ناعم يتعدى كتفيها بقليل تزينه بحجاب بسيط.. ملامحها بريئة تجذب لها الاعجاب..
أطلت عليه فذاب لوهلة، فقد كانت جميلة فى فستانها الابيض المطعم بنقوش وردية صغيرة واضفى عليها حجابها الابيض جاذبية خاصة لا يراها الا عاشق متيم.. ومن سيكون ذلك المتيم غير ذلك السارح فى عسل عينيها..
تنحنحت سلمى بخجل لتخرجه من شروده: ازيك يا ابيه عادل
عادل (محدثا نفسه بتهكم: ابيه!.. الله يسامحك يا سعاد.. من يوم معلمتيهالها وهى بقت لبانة فى بوءها): انا بخير طول مانتى بخير يا سلمى
سلمى بابتسامة يزينها حياؤها: تسلم يا ابيه
عادل (ابيه تانى.. يووووووووه هانت معدش فاضل حاجة وتبقى فى حضنى): نتيجتك مظهرتش؟
سلمى بحزن: لا برده لسه
عادل: واللى يجبهالك؟
سلمى: ياريت يا ابيه
عادل: النتيجة هتظهر بكرة ان شاء الله
سلمى بتوتر: بجد.. طب ربنا يستر بقى
عادل بابتسامة: مهو ربنا سترها زى كل سنة والجميل ناجح بتقدير يخزى العين.. مش هنعرف بعد كده نكلمك يا جميل (غامزا بطرف عينه) اللى على على بقى
سلمى بدأت تنط من الفرحة: بجد.. قول ان ده حقيقى مش بتضحك عليا
عادل بعتاب مصطنع: كده يا سلمى انا من امتى بكدب عليكى
سلمى بفرح: طب عرفت توصلها ازاى
عادل بغرور وهو يعدل ياقة قميصه الابيض: واحد حبيبى ليه قريب فى الكنترول.. كل يوم اروحله يشوفهالى لحد انهاردة لما ادانى البشارة.. الف مبروك يا جميل.. دايما رافعة راسى
استغربت سلمى كلمته الاخيرة ولكنها تجاوزت عنها: الله يبارك فيك يا ابيه
عادل: خلاص بقى يا سلمى.. انتى كبرتى على ابيه دى.. من هنا ورايح تندهيلى من غير القاب زى زمان..
سلمى بخجل: اتفقنا يا ابي.....
قاطعها عادل: احنا قلنا ايه؟
سلمى بابتسامة: اتفقنا يا عادل
عادل: دانا احب اسمى من هنا ورايح بقى مادمتى هتنطقيه بالرقة دى
ارتبكت سلمى من مغازلته الصريحة لها ولكنه انقذها عندما شعر بارتباكها فجاوزها متجها لاسفل ليفتح صيدليته: هستنى حلاوة النجاح يا سلمى.. طبق كنافة كبير ليا لوحدى.. (لف رأسه نحوها يخاطبها اثناء صعودها ضاحكا) انتى اللى تعمليه بايدك مش سعاد.. هى قالتلى انك شيف محترف
استدارت سلمى واضعة يدها فى خصرها مغتاظة: هتشوف يا عادل بنفسك
ثم استدارت صاعدة فى اتجاه شقتها وهى تتمتم فى غيظ: مش هينسهالى.. هيفضل ذليلنى بالبيض اللى حرقته لما طلب منى اسلقهوله
----------------------------
يتبع....
فى انتظار نقدكم البناء
وشكرا مقدما
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|