كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة14: مصارحة حرة (ج1)
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة14: مصارحة حرة (ج1)
Return
الزمان: الثامنة صباح الأربعاء
طرقات خفيفة على باب حجرتها دعتها للخروج من غيبوبة النوم التى خضعت لأسرها الأيام الماضية.. لتستيقظ على صوته العذب يشدو بأحد أغانيها المفضلة:
ياحلو صبح ياحلو طل ,, ياحلو صبح نهارنا فل
م قد ايه انا بستناك وعيني ع الباب والشباك
عشان اقولك واترجاك ,, عشان اقولك واترجاااك
ياحلو ,, ياحلو يا ياحلو صبح
مع نغمات أجاد نقرها بأنامله على باب غرفتها الخشبى ذو النقوش الدقيقة تململت ببطئ على فراشها الوثير: أنا فين؟
جلست على فراشها مستندة على ظهر السرير تتفحص الغرفة بدقة، لتهمس لنفسها بخفوت: ده بجد اللى حصل.. يعنى مكنش حلم..
علت نبرة صوتها: حاضر يا عادل.. خلاص صحيت..
عادل بمرح: يلا يا خم النوم.. الفطار جاهز من بدرى..
بخطوات بطيئة اتجه ناحية السلالم ومازال يحدثها بصوت مرتفع نسبيا: اعملى حسابك بعد كده الفطار هيكون اختصاصك..
سلمى بغضب وهى تغادر السرير متجهه للباب تتحدث بعصبية دون فتحه: بعد كده! ليه؟ هو الوضع ده هيستمر كتير؟
تجاهل سؤالها وهو فى منتصف السلالم: يلا الشاى قطع نفسه غلية..
زفرت بغضب واستدارت لتفتح حقيبة سفرها لاحضار فستان آخر لترتديه بعد حمام منعش يزيل أثر الأيام الماضية..
--------
أطلت عليه بفستانها السيمون والذى برز لونه مع وشاح من نفس اللون تتخلله نقوش بيضاء صغيرة، لطالما أعجب بهذه الطلة الآثرة لقلبه قبل عينيه.. حاول ألا يبدى اعجابه بها، ولكن عيون العاشق تفضحه دون استئذان..
ارتبكت سلمى لتلك النظرة التى كست ملامحه عندما ظهرت أمام مدخل المطبخ الكبير، فبادر بتشتيت نظرها عن عينيه المحدقة بجمالها البسيط الخالى دائما من لمسات التجميل الصناعية: الشاى باظ.. مردتش أعمل تانى الا لما تنزلى الأول..
قالها وهو متجه للبوتاجاز ليشعله بعد أن وضع ابريق الشاى المعدنى على احدى عيونه الصغيرة..
سحبت سلمى بهدوء أقرب كرسى لتجلس عليه، وانتظرته حتى يعود ثم بدأت بتناول الطعام معه بصمت.. كانت جائعة بشدة ومع ذلك كانت كعادتها بطيئة فى المضغ، وبعد تناول عدت لقيمات قاطعها عادل: مقولتليش حتى صباح الخير!
أجابته باقتضاب دون أن تشيح بنظرها عن طبقها: صباح الخير..
حاول تقليد صوتها، فحاول ترفيع طبقة صوته الغليظة لتخرج الحروف ببحة مضحكة: صباح الخير..
ضحك كلاهما لينكسر بذلك حاجز الصمت والتوتر بينهما.. فى ذلك الوقت غلت حبيبات الشاى الصغيرة كما يحب كلاهما، فأسرع باحضار الأبريق، بينما قامت سلمى بوضع السكر بالأكواب..
مجرد لفتة صغيرة جعلته يشرد كثيرا
- كلاهما يعرف الآخر حد التمام
- كلاهما يكمل الآخر فى القول والأفعال
- كلاهما كتاب للآخر
- اذا ماذا يمنعها عنه؟!
- هل من الممكن أن مشاعرها اتجاهه ليست مشاعر امرأة لرجل؟
- أيعقل أن يكون احساسها به مجرد احساس بأخ وليس حبيب؟
عند تلك الخاطرة أنزعج كثيرا، وظهر التجهم فى وجهه، ولكنه أفاق على صوتها الرقيق: عادل.. الشاى وقع ع الصينية حاسب..
رفع بصره لينظر لعسليتيها الآثرتين دون أن يوقف سيل المشروب الساخن الذى فاض فأحدث فوضى بسيطة، مما دعاها للتدخل قبل تفاقم الوضع..
أسرعت بأخذ الأبريق من يده: سيبنى.. أنا هصبه.. كمل فطارك..
عاد كل منهما مكانه لاكمال فطوره.. تعمد عادل الابطاء على غير عادته فى الأكل حتى لا يدفعها للنهوض.. فسلمى حساسة بشدة, وبالتأكيد وجودها معه وحدهما يربكها ويحرجها.. هى تعتبر لم تتناول الطعام خلال الأيام الماضية.. بالطبع هى جائعة بشدة..
- هعمل ايه دلوقتى؟
- أنا محبوسة بجد هنا
- كده المنحة راحت عليا
- عادل شكله مش هيجيبها لبر
- خلاص أنا تحت رحمته هنا
- المكان غريب
- فيلا قديمة
- الموبيليا شيك
- لما فتحت البلكونة الجنينة ورقها دبلان.. بمعنى أصح ميت.. زى متكون متفتحتش من سنين
- معقولة جايبنى فى فيلا مهجورة!
- أصحابها ناسيينها أو مسافرين!
- لا لا عادل ميعملش كده
- مستغربة ليه مهو خاطفك
- خاطفنى!
- أمال تسمى وجودك هنا ايه؟
- وقت اللعب انتهى.. يلا روحى بيتك
رفعت عيناها لتصدم بعينيه السوداوين كليل حالك: أنا شبعت الحمد لله.. بيتهيألى كفاية استضافة لحد كده..
تابع شرب الشاى الدافئ دون اكتراث لكلماتها، لتحدجه بنظرة متحدية: عوزة أرجع الحارة.. بيتى..
أسند كوب الشاى على المنضدة، وحدثها ببرود مستفز وهو يرجع ظهره بأريحية على مسند كرسيه الخشبى دقيق الصناعة: هنا بيتك يا سلمى..
سلمى بسخرية: دى فيلا يا عادل مش بيت..
عادل بنفس الهدوء المحتل لقسمات وجهه: هنا فيلتك يا سلمى..
سلمى بفضول: عاوز تفهمنى أنها ملكك؟
عادل: هى حاليا بتاعتى، ولما أفضى هبقى أنقلها بأسمك.. أعتبريه مهرك..
ضحكت سلمى وهى تصفق بكلتا يديها فأخرجته من هالة هدوئه المصطنع: فيلا.. ومهرى أنا.. وبتاعتك..
ثم توقفت عن السخرية، وقد تبدل حالها للين والهدوء: قوم يا عادل خلينا نرجع بيوتنا، بدل ما أصحاب البيت يطبوا علينا ونروح فى داهية.. هيفتكرونا حرامية، ونقضى زهرة شبابنا ورا القضبان مع المجرمين..
ضحك عادل بشدة حتى أدمعت عيناه، فصغيرته تكذبه: يخرب شيطانك يا سوسو.. أنتى فكرانى حرامى؟
هدرت ببراءة وهى تطالع المكان حولها: عاوزنى أصدق أن عادل ابن عمى مصطفى وخالتى حياة يمتلك فيلا أبهة كدة.. أكيد أبقى مجنونة لو صدقتك..
اقترب عادل من المنضدة وأسند يديه على طرفها: أنا كدبت عليكى قبل كده؟
أحرجت من سؤاله، فهزت رأسها بخفة علامة للنفى وهى خافضة لبصرها حتى لا تصدمها نظرته العاتبة.. فتابع تأكيد كلماته: الفيلا بتاعتنا..
رفعت سلمى رأسها لتنظر اليه: بس ازاى؟
تنهد عادل: بعدين يا سلمى هحكيلك كل حاجة..
كادت أن تقاطعه بالحاح كما هى عادتها معه لا تكل ولا تمل حتى ينفذ رغبتها، ولكنه منعها من التفوه بحرف باشارة من يده: أنا هفهمك كل حاجة.. اصبرى.. الوقت لسه مجاش.. أنا واهنف نفسى أحكيلك كل حاجة.. كله بمعاد..
زفرت بضيق، ولكن ليس بيدها حيلة أمام غموض كلماته..
--------
يتبع
الحلقة14: مصارحة حرة (ج2)
غدا ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|