كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة6: ساذجة بين براثن شيطان
**الحلقة6: ساذجة بين براثن شيطان
طرق باب شقة الحاجة سعاد بعد أذان المغرب بدقائق, فنادت على ابنتها لتفتح الباب لانشغالها بالوضوء
شادية من داخل غرفتها: مش فاضية يا امه، افتحى انتى
سعاد وهى تنزل كم جلبابها المنزلى وتتجه للباب: بوريه منك، علطول لازقة فى المراية
بينما الصغيرة تقف وراء باب غرفتها والتى تعمدت ان تجعله مواربا لتتلصص على الضيف القادم، وما كان ذلك الضيف سوى كامل نفسه.. ابتسمت شادية وبدأت بفك طرف ضفيرتها واللعب بخصلاتها السوداء وعيناها لا تحيد عن حبيبها
----------
تمر دقائق قليلة وتدخل الحاجة الى الغرفة حاملة بيدها كوبا من الشاى لتقدمه لذلك الضيف الغريب، الذى لا تعرفه: اتفضل يا بنى الشاى
كامل بابتسامة خفيفة: تشكرى يا حاجة.. أكيد بتسألى أنا مين وعاوز ايه؟
سعاد بحرج: والله يا ابنى.......
قاطعها كامل: أنا كامل أبو المجد.. تاجر انتيكات.. عندى 37 سنة.. مقطوع من شجرة.. أهلى اتوفوا فى حادثة من سنين.. ويشرفنى أتقدم لبنتك مدموزيل شادية
سعاد: أهلا بحضرتك.. وطبعا يشرفنى عرضك بس متأخذنيش يعنى انت عرفت أن عندى بنت للجواز منين؟
كامل بابتسامة: الحقيقة قابلت بنتك من شهرين لما دلقت العاشورا عليا
وضعت سعاد أصابع يسراها على شفتيها شاهقة بحرج: يا دى الكسوف يا سى الأستاذ
كامل ومازال محتفظا بابتسامته: ولا يهمك يا حاجة.. ده كان أسعد يوم فى حياتى
قاطعت استرساله فى الحديث: بس يا بنى شادية صغيرة اوى.. ومتأخذنيش ايه اللى أخرك لحد دلوقتى عن الجواز.. كان زمانك مخلف أدها
تنحنح بحرج: الحقيقة أن أهلى اتوفوا وأنا عندى 12 سنة وكنا فقرا.. ومكنتش عاوز أسيب العلام فاشتغلت كل حاجة وأى حاجة.. بس طبعا شغل شريف
سعاد: أكيد يا بنى.. الله يصلح حالك
أكمل حديثه: اتعلمت بس اتبهدلت.. واللى جى على اد اللى رايح.. ودقيت بيبان كتير طالب الحلال.. بس محدش رضى يرمى بنته لواحد كحيان زيى.. فصرفت نظر وركزت على أكل عيشى.. والسنين مرت وتحويشة العمر كبرت.. وبقيت تاجر ملو هدومى.. وفضلت ناسى الجواز لحد مشفت بنتك وأدبها ورقتها
سكت قليلا ليترك لها فرصة للتفكير: ها.. موافقة يا حاجة؟
سعاد بحيرة: والله يا ابنى مش عارفة أقولك ايه.. أنت راجل كمل.. ملو هدومك.. بس البت لسه صغار.. وفرق السن مش شوية.. وأنا كده أبقى بظلم بنتى
كامل كمن يتوقع الرد تماما, ولكنه مثل الحزن ببراعة: أنا أسف يا حاجة
سعاد بأسف: كل شئ قسمة ونصيب يا ابنى
أستأذن كامل وانصرف.. بينما انهارت شادية على سريرها، فقد رفضت امها حبيب قلبها وكتبت التعاسة على قلبها
ويالها من طفلة ساذجة، لا تفقه غدر البشر
----------
مرت ثلاثة أيام على زيارة كامل لمنزل الحاجة سعاد
وفى صباح اليوم الرابع استيقظت الحاجة سعاد فى تمام التاسعة كما هى عادتها، فخرجت من غرفتها وهى تعقد طرحتها الصغيرة على رأسها متجهة للمطبخ وهى تنادى على صغيرتها الكسولة: شادية.. بت يا شادية..اصحى يا بت وبطل كسل..
لم تجب الصغيرة, وعندما ملت العجوز من كثرة النداء تركت ما بيدها فى المطبخ واتجهت لغرفة ابنتها، فوجدتها مرتبة نظيفة والفتاة غير موجودة
حكت سعاد طرف ذقنها بيدها, وهى تضيق مابين نظرها: راحت فين البت دى ع الصبح، يكونشى نزلت تجيب عيش.. بس من امتى بتنزل من غير أذنى؟
تنفست ببطء محدثة نفسها: يمكن تكون استأذنتنى وأنا رايحة فى النوم, عشان كده مش فاكرة
اتجهت الى أقرب كرسى لتستريح عليه منتظرة ابنتها: ربنا يطمنى عليكى يا بنتى
----------
مر أسبوع والحاجة سعاد تبحث عن ابنتها فى كل مكان وقد أنفطر قلبها, فيما تعاون رجال الحارة فى البحث عنها بالمستشفيات وادلاء أوصافها فى الأقسام.. ولكن لا جديد..
فدائما الرد: أسف.. لم يردنا فتاة بمثل تلك الاوصاف
ولم يدر ببال العجوز أن ذلك المدعو كامل له علاقة باختفاء ابنتها غير المفسر، فهى لم تخبرها حتى بأن هناك من تقدم لخطبتها، فهى بالنسبة لها طفلة صغيرة لا شأن لها بأحاديث الكبار..
----------
يسترخى كامل على كنبة صالون شقته المؤجرة الفاخرة بأحد أحياء القاهرة الراقية تجاوره شادية وهو يحمل كفها ويقبله بشغف، بينما الفتاة قد ذابت من جراء حديثه المعسول وأفعاله التى تفنن فى ابهارها
شادية بهيام: بتحبنى للدرجة دى يا كامل
كامل وقد بدأ فى تقبيل خدها: لأ.. مبحبكيش
حاولت شادية ابعاده عنها فى غضب: اوعى ابعد عنى
ليقربها كامل ثانية وهو يهمس فى أذنها: أنا بعشقك
فتذوب الساذجة من كلمته, فيدنو منها ويقبل شفتيها باستمتاع وشغف, ثم يبعد شفتيه قليلا ليهمس وعينيه مسلطتان على مفاتنها فى نظرة سريعة: بدوب فيكى يا شوشو
ليغوصا معا فى عالم الاحلام خاصتها، بينما هو عالم الفساد والخسة خاصته
----------
تمر الايام وحال السيدة سعاد فى انهيار مستمر منذ اختفاء وحيدتها، فقد تفرق جميع من حولها كل فى شأنه بعد يأسهم فى العثور عليها، خاصة بعد أن بدأت بعض نساء الحارة ذوات اللسان البذئ فى الحديث السئ عنها..
ولم يبقى من يؤازرها سوى عائلة مصطفى الصيدلى, فهم جيرانهم من أيام والده رحمة الله عليه, وقد كبرت شادية تحت ناظره فكانت بمثابة أخته الصغيرة.. فكان لا يترك يوما أو مكان دون ان يبحث عنها، بينما زوجته تلازم الحاجة سعاد خاصة بعد تدهور حالتها الصحية..
عقب مرور حوالى 42 يوما, تفاجئ مصطفى بأحد شباب الحارة يدخل صيدليته مهرولا.. تفاجئ مصطفى من هيئة الشاب محمد والتى يبدو منها كمن جاء من وحدته العسكرية جريا, فقد كان محمد مجندا فى الجيش المصرى وأحد صغار الرتب المشاركة فى نصر اكتوبر العظيم.. وبعد استقرار الاوضاع فى الجيش أصبح يمكنه العودة لمنزله كل فترة 40 يوم فى اجازة صغيرة
مصطفى مستفهما: اهدى يا محمد، أمك جرالها حاجة؟
محمد يشير برأسه علامة النفى، ثم يتابع وهو ينهج: أمى بخير الحمد لله.. بنت الحاجة سعاد مختفية من أمتى بالظبط؟
مصطفى: من حوالى 40 يوم تقريبا، أنت تعرف هى فين؟
محمد وهو يحاول أخذ أنفاسه: أتأكد كويس، هى اختفت من 42 يوم ولا لأ؟
مصطفى وهو يومئ برأسه موافقة: أه فعلا.. مظبوط
زفر محمد على مهل: أنا شوفتها يومها وانا بركب عربية الجيش كنا حوالى 6صباحا.. ركبت عربية وأنا لمحتها من بعيد، قلت يمكن بيتهيألى ويمكن حد قريبها مسافرة معاه لأن كان معاها شنطة هدوم صغيرة.. بس لما رجعت البيت أبويا حكالى عن اختفائها وكان عاوزنى أشوف حد من معارفى فى الجيش يمكن يساعد
مصطفى وقد ازداد حيرة: طب مشفتش اللى كان سايق
محمد: لأ مشفتش.. بس العربية دى لمحتها كتير على مدخل الحارة وتفضل بالساعة والاتنين
مصطفى: طب لونها ايه وماركتها؟
محمد: عربية حمرا مفتوحة موديل.......................
مصطفى محاولا التذكر: ايه..
ثم جال بباله خاطر فحدث نفسه: معقول!.. كامل!!
----------------------------
يتبع....
فى انتظار نقدكم البناء
وشكرا مقدما
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|