كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة 3: أحببتك منذ الصغر
**الحلقة 3: أحببتك منذ الصغر
نزلت سلمى عصرا الى صيدلية عادل حاملة صينية كبيرة, فوضعتها على مكتبه وقد لمحت صديقه وجارهما بهى جالسا معه: اتفضل يا سيدى، ازيك يا بهى.. حماتك بتحبك حبة محشى يستاهلوا بؤك
"بهى صديق عادل ويصغره بأربعة أعوام، ابن جواهرجى الحارة.. وسيم جدا وخلوق.. ويحبه الناس ولكن قليل من يتعامل معه حيث يصعب فهم ما يقوله لأنه يعانى من التهتهة الشديدة لذلك ترك العمل مع والده ليعمل بمصنع ليحتك بالعمال لتحسين نطقه"
بهى ببطء وتهته ولكن عادل وسلمى يستطيعون فهمه لكثرة المعاشرة بين ثلاثتهم: واللى زيى ممكن يكونله حمى
أومأت سلمى برأسها ايجابا وببسمة ودودة: طبعا وليها الشرف كمان
عادل وهو يضربه بخفة على مؤخرة رأسه: مش قولتلك 100مرة خليك واثق فى نفسك ياض.. ثم فى وحدة تطول تكون مع راجل زيك.. وغير كده السنة اللى قضيتها فى المصنع فرقوا معاك كتير..
بهى بتهته: ربنا يكرمه أبويا هو اللى صمم اشتغل هناك, رغم انى مكنتش فاهم قصده فى الاول لكن دلوقتى فهمت
سلمى مقاطعة: طيب اسيبكم تتغدوا قبل مالفراخ والمحشى يبردوا
بهى بتهته: تسلم ايدك يا سلمى
عادل متهكما وهو يلتهم اصبع المحشى: ايد مين يا عم دى جدتها اللى لفة الحلة
سلمى وهى تضع يدها حول خصرها غاضبة: تصدق انك بايخ.. انا غلطانة انى جبتهوملك.. بطلوا أكل أنا هاخده واطلع
عادل وهو يقطع الفرخة ويعطى بهى جزء ويتناول هو جزء أخر: امشى يا بت اتجرى على فوق.. ثم انتى هتكروتينى فين الكنافة؟
سلمى: الحق عليا قلت اغديك الاول.. وبعدها انزلكم الكنافة مع الشربات
بهى بتهته: شربات مين؟ أنتوا خلاص هتتجوزوا؟
حرجت سلمى من كلامه وارتبكت، ولكن أنقذها عادل قائلا بلا مبالة ليرفع عنها الحرج: سلمى نجحت.. وزى كل سنة بتفوق.. باركلها يلا
بهى بتهته: مبروك يا سلمى
مازالت سلمى مرتبكة: الله يبارك فيك.. هطلع أنا أجهز الشربات على متتغدوا
عادل مبتسما: طب متتأخريش عليا
ثم غمز لها بطرف عينه متابعا حديثه: عشان مجهزلك مفاجأة حلوة هدية نجاحك
ثم تابع بصرامة وهو يلتهم طعامه: واعملى حسابك مفيش توزيع ع الحارة.. نزليلى الشربات وأنا اللى هوزعه مع بهى ومحروس القهوجى
أومأت سلمى برأسها وابتسامة خفيفة على محياها: حاضر
--------
التفت عادل لصديقه وهما يتناولان طعامهما: ايه يا ابنى بتحدف الكلام زى الطوب ليه؟ البت اتحرجت واتلخمت لما جبت سيرة الجواز
تحدث بهى أثناء تناوله لطعامه: انت لسه مفتحتهاش فى الجواز؟
عادل: طبعا كلمت نينة ومستنى ردها
بهى بتهته: شكلها لسه مفتحتهاش
توقف عادل عن الاكل ثم تنهد: امتى بقى تبقى حلالى؟
بهى بابتسامة: للدرجة دى بتحبها يا صاحبى؟
أرجع عادل ظهره لمسند كرسيه: أحبها بس! دانا بعشق التراب اللى بتمشى عليه.. دى هى أملى فى الدنيا ومنايا
تنهد بحرارة وهو يسترجع ما حدث خلال العشرون عاما الماضية
Flash back
تصرخ الجدة سعاد من شرفة منزلها بالطابق الثانى بحارتهم القديمة فجر الجمعة لتنادى على جارها مصطفى (أبو عادل): الحقنى يا مصطفى.. شادية بتولد.. الحقنى يا ابنى البت هتروح منى..
كان مصطفى نائما وقتها فزع عندما سمع صراخها، وارتدى قميصه مسرعا لاحضار طبيب لجارته, موصيا زوجته بالاسراع للجارة لتقف الى جانبها.. هرعت زوجته اليها وقد لحق بها ابنها الصغير عادل ذو الثمانى سنوات وهو يقاوم النعاس
صعدت ام عادل سلم الجارة وقد انتبهت للحاق صغيرها بها: ايه اللى جابك يا عادل كنت خليك نايم يا حبيبى
عادل: جى اجيب النونو اللى هيلعب معايا
ضحكت الام وهى تسرع على السلم: طب ولو جات بت هتعمل ايه
توقف عادل عن الصعود وبدأ يحك رأسه مفكرا: هتجوزها
التفتت امه اليه ضاحكة: يخيبك واد
دلفت ام عادل لشقة الحاجة سعاد والذى كانت العجوز غير موصدة له، واستأذنت لدخول غرفة شادية التى لم تتوقف عن الصراخ فقد كان الامر عسيرا على تلك الفتاة الصغيرة
حضر مصطفى مصطحبا الطبيب وماهى الا دقائق حتى توقف صوت شادية ودوى صوت المولود وخرجت ام عادل تحمله ، فأسرع عادل لحمله منها، ولم تستطع أمه منعه عن ذلك
عادل: ها واد ولا بت
ام عادل: بت زى القمر، حاسب عليها يا عادل واديهانى يا حبيبى ممكن تقع منك
عادل: لا متخفيش انا عارف اشيل سلمى كويس
استغربت امه، فضحك أباه: بمزاجك كده اخترت اسمها مش يمكن ميعجبش أمها
لم يهتم عادل كثيرا لحديثهم حيث توجه للاريكة القريبة منه وجلس عليها يتأمل صغيرته, ولكن قطع تأمله صراخ الجدة.. لقد ماتت ابنتها الوحيدة تاركة يتيمة لا ذنب لها سوى أن قدرها ان تحيا وحيدة دون أب او أم
****
كان عادل فى الحادية عشر من عمره يلعب كرة القدم فى الشارع أمام منزله، كان متحمس للغاية فهو هداف فريقه، ولكنه وقف اللعب فجأة غصبا عن الفريقين عندما وجد طفلته ذات الثلاثة أعوام تجلس أرضا على الرصيف أمام منزلها ويبدو عليها الحزن..
حمل كرته تحت ابطه حتى يمنعهم من استكمال اللعب بدونه, واتجه نحوها.. جلس جوارها فلم تعيره اهتماما، وانما ظلت جالسة ضامة كفها الصغير على خدها بحزن.. ابتسم بشدة فضحكت عيناه لمظهر غضبها الطفولى
أَحَبَّبَتْكَ يا صَغِيرَةُ
فكفاكى دَلَالًا
قَدْ حاكيتى الْقَمَرَ جَمَالًا
وورثتى الشَّمْسَ بَهَاءًا
فَأَصْبَحَتْ أَسِيَرُ بِسَمْتِكَ
وَلَا أَمَلُكَ سِوَاكِ مَلَاَذًا
تنحنح عادل: احم احم ممكن اعرف سلمتى زعلانه ليه؟
ظلت الصغيرة على وضعها ولم تجيبه
فتحايل عليها: طب لو رديتى عليا هجبلك شوكولاته اللى بتحبيها
بغضب اجابت بلهجتها الطفولية: عييع السارع مز أوزين سمه اعب اولوا مس اارف (عيال الشارع مش عوزين سلمى تلعب بيقولوا مش بتعرف)
لم يعرف عادل على ايهما يضحك، أيضحك على غضبها ام على حروفها المبعثرة: ههههههه، ده اللى مزعلك.. طيب مش انتى عارفة انى مانعهم يلعبوا معايا.. أنا هخليكى تلعبى معايا عشان انتى احسن منهم.. موافقة؟
سلمى: ماسى بث سرط اول (ماشى بس بشرط الاول)
عادل بتهكم لاويا جانب شفتيه: كمان هتتشرطى
نظرت له سلمى بغضب, فتراجع سريعا: اشرطى يا برنسيسة وبلاش 111 اللى فى وشك دى
سلمى مستفهمه: اى 11 دى
عادل: سيبك سيبك.. خلينا فى شروطك
بدأت سلمى بالعد على أصابعها، وعادل يزفر فى ضيق
اشارت على اصبعها الاول: ادل ايب سوكولا لامه (عادل يجيب شوكولاته لسلمى)
ثم اشارت على اصبعها الثانى: ايب سل تلب (تجيب سالى صحبتها تلعب معاهم)
اشارت على الثالث: بأى يلب (بهى يلعب معاهم)
كادت تشير على اصبعها الرابع، ولكن عادل كان أسرع فحملها على كتفه وانزلها فى منتصف الفريقين وأعطاها الكرة ليبدأ المرح
Return
----------------------------
يتبع....
فى انتظار نقدكم البناء
وشكرا مقدما
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|