كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا الخاتمة
عنوان الحلقة الأخيرة أهداء الكاتب المتألق: أ/شريف الهمامى
شريف الهمامى Sherif Elhmamey
مؤلف كتاب/ روبابيكيا الكلمات
#معرض_القاهرة_الدولى_2018
-----
رواية "ظلال الماضى"
الخاتمة
فى صباح اليوم التالى تجلس فريدة بجوار عادل بسيارتها.. مدققا هو فى القيادة بينما هى مشغولة بشدة فى مطالعة العديد من المجلات: هتفضلى زعلانة منى؟
أجادت تمثيل الغضب على وجهها، بينما هو أزدادت حيرته حول كيفية أرضائها: والله يا سلمى معارف راحة عليا نومة أزاى؟!
نظرت له غاضبة، ثم أشاحت بوجهها للاتجاه الآخر، وبحركة عصبية أغلقت المجلة الساكنة على قدميها لتسحب أخرى لتطالعها.. شعر بالضيق من نفسه أكثر: اليومين اللى فاتوا كانوا صعبين.. مكنتش بنام ساعتين على بعض.. نمت زى القتيل طول اليوم..
أنفعلت فى وجهه: أسكت خالص، الغدا اتسخن مرتين واتحول لعشا عشان منتاش عارف تحافظ على مواعيدك..
شعر عادل بعودة حبيبته، وتخليها عن القالب الثلجى الذى غلفها منذ عادت اليه.. فحاول أرضائها: طب أصالحك أزاى؟
شعرت بالارتباك.. هو يعيدها لماضيها أيام كانت رضاها مصدر ابتسامته.. ان عادت سلمى، ستخذل فريدة مصطفى.. لا لن تفعل ستمضى فى خطتها مهما حاول أثنائها بمشاعره.. فتركت مجلتها لتطلب منه بهدوء: وقف العربية من فضلك..
أوقف سيارته متسائلا عن سبب تغيير رأيها: غيرتى رأيك؟
أجابته سريعا: آه..
شعر بالتوتر فقد أتفقا سويا على البحث عن منزل جديد لتجهيزه لأقامتهم بعد انتهاء عدتها.. أتفقا على البدء من جديد سويا وتربية آدم الصغير.. وهاهى الآن تتراجع.. أمتزج توتره بخوفه، هل حقا ستفارقه مرة أخرى: ليه؟
تنفست فريدة بعمق لتجيبه بهدوء: لأنى عوزة أبدأ من البداية..
لم يفهم عادل مقصدها: مش فاهم..
فريدة بهدوء: مش هندور على بيت جديد، لأن عندنا بيت..
ردد دون تفكير: الحارة؟
أغمضت عيناها لتحجب دمعة كادت تفر منها بسبب سيل الذكريات داخلها: مينفعش الحارة.. هناك هكون سلمى..
فتحت عيناها لتطالعه بثبات امرأة قررت الحفاظ على كيان اختارته لنفسها: كده ابنى هيحاول يعرف ازاى سلمى هى فريدة.. هيعرف اللى فات.. أنا مش عوزة ابنى يتوجع زيى.. سلمى معدش ليها وجود يا عادل.. فريدة هى اختيارى..
تنفست الصعداء لتتابع بعد لحظة صمت بتماسك: هنطلع دلوقتى على الفيلا..
عادت لمعة عيناها: هغير كل حاجة فيها.. الخشب.. الدهانات.. الديكورات.. شهر واحد وكل حاجة هتبقى جديدة ومختلفة..
شعر بغصة فى حلقه، هى تقصد الفيلا التى احتجزها بها.. أى عقل برأسك يا امرأة!: فيلا .......
فريدة بقوة: أيوة..
حاول أثناؤها عن طلبها مرارا.. هو لا يريد ايلامها ثانية.. لا يريد تدمير بداية جديدة اتفقا عليها سويا، ولكن أمام اصرارها لم يملك سوى تنفيذ أمرها..
يظنها تريد العودة للبداية لمحو كل لحظة مؤلمة بينهما.. وهو سيحقق لها ما تريد.. ظلت هى طوال الطريق تثرثر حول ألوان الحوائط، وتنتقى من مجلاتها أرقى الأثاث..
--------
لأول مرة تعرف الطريق لتلك الفيلا الملعونة..
تقترب من الأرض التى شهدت دماها كما شهدت دموعها..
هو يسير على خطتها كما وضعتها دون انحراف..
بارادته سيسقط فى فخها..
من أجلك مصطفى سيكون عادل الأول..
والثانى ذاك العجوز رشدى..
سأتتبعه كظله لأتمكن من جمع نقاط ضعفه..
بينما أتسلح من أجله..
حتى أسقطه يوما ما عن عرشه..
سيندم كلاهما على كل ماقترفاه فى حقك..
هذا ليس ثأرا لأسعى لتحقيقه..
وانما هى عدالة من أجلك مصطفى..
ماداما سيفلتا من فعلتهما دون عقاب، سأكون أنا عقابهما..
ثم سيأتى ذلك اليوم الذى سأحقق فيه العدالة من أجلى أنا الأخرى..
سينال من جلبنى لذلك العالم القاسى جزاءه..
أجل، سيأتى يومك أبى..
سأحقق العدالة لى ولأمى..
--------
أن يكون كل ما يكابده حلما هو ضرب من الخيال..
لا يشعر بالارتياح لتصرفاتها..
بالماضى كانت سلمى كتابا واضحا أمامه، أما تلك المرأة فعيناها زجاجيتان يجيدان اخفاء انفعالاتها..
تحدثه بلسان امرأة غريبة عنه..
حبيبته وابن أخيه مهددان بسبب حلم سعى أخاه لتحقيقه من أجله..
لا يعلم ان كانا يستطيعان بناء حياة جديدة سويا غاضين البصر عما مضى أم لا..
كل ما يعلمه أن وجودهما سويا هو أأمن الحلول المتاحة..
وجودهما سويا يعنى عودة طائره الشارد عنه..
سلمته له باختيارها دون اجبار منه..
ولكن هناك هاجس داخله أن هناك ما يريب..
هى تجبره على الخطا بطريق غامض لا يدركه سواها..
ورغم ذلك ليس أمامه سوى طاعتها..
فرغم كل شئ هى له..
--------
شعرت برهبة عندما أوقف السيارة أمام الباب الحديدى للفيلا.. شعر هو بها: خلينا نرجع يا سلمى.. بلاش..
خوف تملك قلبها، ولكن حاولت التماسك رغم الأرتباك البادى بصوتها: لازم أبص على الفيلا قبل مالعمال يجوا بكرة يشتغلوا..
ترك السيارة ليفتح ذلك الباب المغلق منذ سنوات، ثم عاد للسيارة لتدويرها للتحرك للداخل.. ولم تمض سوى دقائق بسيطة حتى كانا ببهو الفيلا سويا.. وأثناء بحثه عن قبس الكهرباء شعر بأناملها تدلك رقبته..
أول مرة تقترب هى منه برغبتها..
تتلمسه..
زادت اندهاشته من فعلتها فالتفت اليها متطلعا..
وقبل نطقه بحرف فهم ما تفعل..
هى لا تداعبه..
هى تعاين فقرات رقبته..
وقبل أن ينال فرصة للابتعاد سقط فاقدا للوعى أسفل قدميها..
--------
حيث البداية تكمن النهاية
أستيقظ على كلماتها، لم يعى بعد ما أصابه.. فتح عينيه بتثاقل، فما زال يشعر بألم بمؤخرة عنقه، ليتفاجئ برقوده أرضا بقبو الفيلا، بالتحديد فى الغرفة الصغيرة التى قيدها بها يوم أجهضت طفله..
جالسة هى مستندة للباب المحتجز هو خلفه: فاكر لما قلتلى مش هيفرق بينا الا الدم..
نهض من مكانه ليقترب من باب الغرفة الخشبى الصغير، ليحاول النظر اليها من نافذته الصغيرة، بسهولة حدد موقعها: سلمى أنتى بتعملى أيه؟
هى الآن أسيرة كل ألم تسبب فيه:
- كان عندك حق..
- حكايتنا ملهاش نهاية الا الدم..
- دم واحد فينا هيقضى الغرض..
أدرك الآن أن هاجسه لم يكن من فراغ.. هاهى حبيبته تسعى لانتقام منه بعد مرور ثمانية سنوات.. غير مدرك الى الآن أنها تعلم نصف ماحدث بينه وبين أخيه قبيل موته: عندك حق تنتقمى منى، بس كل اللى عملته فيكى كان عشان بحبك.. كنت خايف تفارقينى يا سلمى..
لم تهتم بما سمعته منه من تبرير واه.. هى لا تستطيع محاسبته على فعلته بها.. رغم كل آلامها الا أنه مازال يمسك زمام أمر سلمى بيديه:
- مش عشان اللى عملتوا فيا..
- لأ، عشان اللى عملته فى مصطفى..
- مش هسيب حقه ولو فيها نهايتى..
لم يستوعب مقصدها، هو لم يفعل شئ لأخيه، فسألها باستغراب ولهجة استنكار: عملت ايه فى مصطفى؟!
فريدة بغل: قتلته..
أشتعل غضبا من تلك الغبية الحمقاء: انتى اتجننتى فى عقلك؟ اقتل اخويا! دا انتى هبلة بقى..
استقامت فريدة تنظر له بحقد: انت مقتلتوش عشان مصنع الادوية..
ثم صرخت: انت قتلته عشانى.. كنت عارف انى مراته..
قاطعها بصراخه احتجاجا على كلماتها، هى امرأته هو.. مصطفى سرقها منه، وهى قبلت خيانتها له:
- متقوليش مراته..
- انتى مراتى انا..
- ملكى انا..
- هعيش وانتى مراتى، وهموت وانتى مراتى يا سلمى..
فريدة ببرود واضح فى نبرتها:
- فريدة..
- اسمى فريدة..
- احفظه كويس..
- لما قابلتنى مستغربتش انى مرات أخوك، بالعكس كنت عارف ومستنينى..
عادل بغل وحقد:
- لانى قابلت مصطفى قبل ميموت..
- وعرفت انه خدك منى..
- حرمنى منك..
- حرمنى من حبك زى مخد حب ابويا وامى..
- حرمنى منك زى محرمنى منهم..
ترقرقت الدموع بسهولة من عينيها:
- عارفة أنك قابلته..
- عارفة أن يومها عرف حقيقتى وحقيقتك..
- عارفة أنك قتلته وكنت عاوز تقتلنى..
لا يعلم كيف عرفت بما دار بينه وبين أخيه، ولكنها تغفل أن ذلك لم يكن نهاية حوارهما.. هى لا تعرف أنه ترك مصطفى قبل أن يؤذيه.. حادثة أخيه لم يكن هو طرفا بها، بل كان يسعى لنجدته.. نفى عن نفسه اتهامها: لا لا يا سلمى أنا لاقتلته ولا كنت هقتلك..
أقتربت من نافذته صارخة بكل قوتها:
- كداب..
- مصطفى كان نورى اللى انطفى بموته..
- قتلته بسببى..
- قتلته عشان أنقذنى منك..
متشبثا بالدفاع عن نفسه:
- مصطفى أخويا يستحيل أأذيه..
- صدقينى مش أنا اللى قتلته..
- دول المجرمين اللى برة..
مازالت عيناها الكارهتان رؤيته مسلطة عليه، لم تشفع لها كلماته: كداب..
مستبسلا فى دفاعه ورجاؤه ألا تظلمه بمثل ذلك الظن: انا بحبك.. وانتى بتحبينى..
أجل كنت حبيبى
كنت قلبى ومليكى
كنت حلم صبايا وأمنيتى
كنت يوما بطل مراهقتى
ولكنك أصبحت عدوى
ماكنت لأترك ثأرى
فأنا اليوم خاتمت سنينك
أجادت اختيار خنجرها المسموم لتطعنه بقلبه:
- عمرى مقلتلك أنى بحبك..
- لكن قلتها مليون مرة، أنا بحب مصطفى..
- وانت قتلته..
صدم من تصريحها بحب أخيه، ونكرانها لحبه، فصرخ بوجهها وهو يحاول جذبها اليه من النافذة:
- أنتى كدابة..
- العمر ده كله وبتقوليلى محبتنيش..
- تبقى مبتفهميش..
- منتيش فى وعيك..
- ولو بتكرهينى أوى كده مسبتنيش أنزف ليه عشان تخلصى منى..
أرادت ايلامه بشدة عل ذلك يخفف بعضا من ألمها، فأجابت ببرود ونظرات قوية ممتزجة بسخرية: بس أنا سبتك تنزف..
صرخ بها من جديد:
- كدابة يا سلمى..
- حاولتى تلحقينى..
- وقفتى نزيفى بالروب..
- وكنتى بتتصلى بالأسعاف عشان تلحقينى..
حافظت على لوح الثلج بوجهها: محصلش، اللى قالك الحدوتة دى كان بيسرح بخياله..
ابتسم ثقة: أنا متأكد من كلامى، لأنى صاحب الحدوتة.. أنا فقت بعد مخرجتى، واتصلت بمصطفى لما سبتيلى التليفون جنبى..
خاطبته فى غير اكتراث بابتسامة صفراء أجادت بها أخفاء الحقيقة داخلها: تلاقيها مجرد خيالات ووهم بتصبر بيه نفسك.. الحقيقة أنى قصدت أقتلك عشان أهرب..
لم يصدق تلك الكاذبة، هو يعلم حقيقة ماحدث يومها.. مهما برعت فى صبغ وجهها بألوان اللامبالاة والكره والكذب هو لن يصدقها.. هى تحبه، ولكنها تتهمه بقتل أخيه.. تصدق سوء ظنها به، بينما هو لا يفهم كيف صدقت أنه يمكنه أيذاء أخيه:
- ولا هفهمك ولا هتفهمينى..
- أنا بكلمك بقلب عادل..
- وانتى بتكلمينى بغضب واحدة معرفهاش..
- فريدة..
- الدمية اللى صنعها مصطفى بأيده..
خاطبها راجيا: منتيش عاوزة تصدقينى بسبب غضبك.. سلمى أسمعينى بقلبك وأنتى هتصدقينى..
ابتعدت عنه فغابت عن نظره لدقائق، كان يسمع وقع أقدامها وعبثها بأغراض القبو، ولكنه لم يستوعب ما تفعله فسألها: مجرجرانى لهنا يا سلمى عشان تنتقمى منى ليكى ولا لمصطفى؟
أجابته من بعيد بنبرة اجتهدت أن تكون قاسية: تارى خدته منك لما ضربتك بالرصاص..
ضحك بتهكم: بس أنتى مضربتنيش.. أيدى هى اللى ضغطت على الزناد..
حقيقة هى لا تعلم ماحدث فى تلك اللحظة.. لا تعلم ان كانت هى مطلقة الرصاصة أم هو.. كل ما تعلمه أنها تريد ايلامه، فأصرت على ادعائها الكاذب: أنا اللى ضربتك بالرصاص.. وكنت عاوزة أقتلك..
تعالت ضحكاته حد البكاء فزادها حنقا:
- أفضلى أخدعى نفسك بده..
- بس سواء عشت أو مت هفضل أنا مالك قلبك..
- هتفضلى تحبينى لحد متموتى..
ثم بصراخ صاح:
- هتفضلى ملك عادل للأبد..
- أنتى لا حبيتى قبلى..
- ولا هتحبى بعدى..
كان محقا بكلماته.. تلك الكلمات كانت بمثابة وعود منه لن يحنثها أبدا.. تمالكت نفسها لتقترب من نافذته لتحدثه بفتور: لو ده هيرضيك فى لحظاتك الأخيرة فعيش أحلام اليقظة براحتك لأنى هاخد حق مصطفى..
تابع بصدمة: بتاخدى تار مصطفى منى أنا!
ابتسمت فريدة: بين العدالة والتار شعرة، واللى بعمله عدالة لمصطفى..
سألها بتهكم: مبلغتيش عنى ليه؟
أجابته: لأن لسه فيه اللى هيتحاسب..
عمت رائحة الغاز المكان، لقد كان يحتفظ باسطوانات غاز بالقبو، وقد أختارتها حبيبته الحمقاء لتكن عقابه: بالغاز يا سلمى!
بوجه حافظت على جموده طالعته لآخر مرة: للعدالة وجوه أخرى..
--------
أعطته ظهرها وتحركت باتجاه الدرجات لتغادر المكان بقلب يدمى، بينما هو يصرخ مناديا باسمها حتى فقد الأمل.. يجلس أرضا مستندا على باب الغرفة يسترجع ذكرياتهما سويا بينما ينتظر ببطء مصيره..
لا تتركينى
أتأبى البقاء وتغادرى!!
كفاكى حماقة واسمعى
أتنكرين عاشقا قد ذاب حبا فتلعنى!!
أرجوك عودى ولا ترحلى
--------
بتثاقل غادرت القبو..
تلعن ألف مرة قدر كتب على قلبها الشقاء..
تصرخ ألف صرخة مستغيثة ألا يكون ذلك هو مصيرهما..
تخرج من بوابة الفيلا الداخلية لتسقط جوار الباب منتحبة..
كده خلاص بقيت جانية
مذنبة
بعد مكنت مجنى عليا
ضحية
الشعرة اللى بين برائتى وشيطانى اتقطعت خلاص
معدش فى أمل ارجع تانى عن طريق الانتقام
طريقى بقى دم
جمر نار
مسحت دموعها لتتجه لسيارتها وقد عزمت أمرها على المضى قدما بطريق أجبرت على السير به..
خدت حقى من الاولانى
فاضل التانى
والتالت هيكون شاهد
----------------------------
تمت
بحمد الله
ظلال الماضى
أنتظرونى فى
الجزء الثانى "بيان- للعدالة وجوه أخرى"
الجزء الثالث "الأمبراطور- عشق وفداء"
----------------------------
مشهد (1)
آذار 2005
عينان زرقاوان كبحر عميق..
طوافتان بأرجاء قاعة المحاضرات الكبيرة بتلك الجامعة الصغيرة..
تبتلعان فى حبور ذلك العدد الضخم من الحاضرين..
فهذه هى محاضرتها الشهرية التى يفد اليها كثير من الطلبة فى مختلف المجالات..
تلك البيضاء صاحبة الخصلات القصيرة السوداء تتفنن فى جعل كل محاضرة مرجعا شيقا فى أدارة الأعمال..
وما ان انتهت من خطبتها حتى سحبت نظارتها الطبية عن وجهها، لتعالى الأيدى مطالبة باجابة العديد من الأسئلة التى تتفنن فى أعطاء اجابات عليها غير نموذجية فريدة من نوعها..
انها
ألين طومسون
خف الزحام بعد انسحاب الجميع، واثناء جمع ألين لأغراضها أنتبهت لتلك الشقراء صاحبة العينان الخضراوان كورقة شجر بربيع مشرق تدقق النظر اليها مراقبة لحركاتها وسكناتها من مقعدها بمنتصف صفوف الطلبة.. أبتسمت لها ألين وتابعت جمع أوراقها بحقيبتها..
وبمجرد حمل ألين للحقيبة على كتفها حتى وجدت الشقراء أمامها.. أرتبكت ألين فهى لم تشعر بتسللها: Hello, Do you want ask me about anything? Do you need any help? (أهلا.. أترغبين بسؤالى عن شئ ما؟ أتحتاجين لمساعدة)..
أجابتها الشقراء مبتسمة: أنتى اللى محتاجة مساعدتى..
أجادت أخفاء ارتباكها لتردد مبتسمة: I'm sorry, I can't understand you (بعتذر لا أفهم تلك اللغة)..
ازدادت ابتسامة الشقراء اتساعا: مدام فريدة..
اقتربت منها هامسة: مادام قدرت أوصلك، غيرى برده هيقدر يوصلك..
ابتعدت قليلا ناظرة لوجه فريدة المرتبك: أنا أقدر أساعدك تختفى تماما..
تمالكت فريدة نفسها: وتساعدينى ليه؟
الشقراء: لينا عدو مشترك..
أمالت فريدة رأسها سائلة باستفهام: مين؟
عادت الشقراء للهمس: رشدى..
ابتعدت عنها أكثر لتدعوها فى مرح: خلينى أعزمك على قهوة، واسمعينى، ولو كلامى معجبكيش أنسى انك قابلتينى..
أقتربت فريدة منها لتهمس فى أذنها بفحيح أفعى متوعدة: أدعى ربنا كلامك يعجبنى، لأنه لو معجبنيش هدفنك فى أرضك كأنك متخلقتيش أصلا..
ثم ابتعدت عنها سريعا لتطالع وجه رفيقتها الجامد كالصخر كأنها لم تسمع تهديدها منذ ثوان معدودة.. لتبتسم من ردة فعلها التى أعجبتها: مش لازم أعرف اسم اللى هتعزمنى على قهوة..
ابتسمت الشقراء:
بيان
بيان رشدى فهيم
"ج2: للعدالة وجوه أخرى"
----------------------------
مشهد (2)
يدخل العجوز الغرفة المظلمة مستندا على عصاه الخشبية ليجلس على كرسى خشبى صغير بتثاقل.. يطالع ذلك الشاب الملقى تحت قدميه.. لا يقوى على النهوض فقد خارت قواه تماما.. فكل جزء من جسده ينزف بشدة..
وعلى ضوء الأضاءة الخافته تمعن العجوز فى تقييم وضع جراحه، ليصيح غاضبا فى بعض الرجال الأشداء المجاوريين للحائط خلف الشاب: أنتم يا أغبية مش قلتلكم محدش يشلفط وشه!
لم يتفوه أحدهم بكلمة، فعاد بنظره ثانية لأسفل حيث ذلك الدامى الملامس وجهه لحذائه: أجابتك للسؤال الجاى هى اللى هتحدد الشلفطة اللى فى وشك هعالجهالك، ولا هتدفن حى مكانك بيها..
آدم
ابن مين؟
مصطفى؟
ولا عادل؟
رفع الشاب عيناه بصعوبة من شدة الآلام المحتلة لجسده ليطالع العجوز قبل أن ترتجف مقلتيه ليغب عن وعيه أجباريا..
"ج3: الأمبراطور"
----------------------------
تمت بحمد الله
#رواية_ظلال_الماضى
#الجزء_الأول
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بسمه_السيد
#بسمه_السيد
|