لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-17, 10:29 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الحلقة35 (الأخيرة) ج4 مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا

 

بناء على نصيحة صديقتى العزيزة
الكاتبة الجميلة/ رباب عبدالصمد
هتنزل الخاتمة على جزئين الليلة
ان شاء الله
---
عنوان الحلقة الأخيرة أهداء الكاتب المتألق: أ/شريف الهمامى
شريف الهمامى Sherif Elhmamey
مؤلف كتاب/ روبابيكيا الكلمات
#معرض_القاهرة_الدولى_2018
-----
رواية "ظلال الماضى"
الحلقة35 (الأخيرة) ج4
مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا
"اهداء الكاتب/ شريف الهمامى"
أنتهى العزاء وحان موعد الرحيل، أستأذنها عادل فى المرور على قبر أبيه وأمه.. ظهر العجب على وجه سلمى، هى لم تتخيل للحظة أنه قد تم دفنهم هنا، كانت صغيرة وقتها لم تعلم سوى أنهما قد توفيا أثناء أدائهما للعمرة.. سألها عادل محاولا اكتشاف الحقيقة بوجهها: هو أنتى بجد مكنتيش تعرفى أننا أخوات!
هزت رأسها نفيا، فتابع: مجتيش هنا معاه قبل كده وهو جى يزور قبر أمى؟
عادت ثانية تنفى معرفتها بأى شئ.. مسح وجهه، هو بالفعل يعانى من أرهاق اليوم، ولن يصمد أمام سيل أسئلته التى لا يعلم أجابتها: طيب، أتفضلى استنينى فى العربية..
ثم بلهجة محذرة: واياكى تتحركى من مكانك بدون علمى..
كان الأرتباك من نصيبها، فهى بالفعل تجهل كل شئ.. لو صحبت زوجها يوما للمقابر لكانت على علم بحقيقة بحقيقة كونهما أخوة، ولتفادت الكثير من الكوارث اللاحقة.. بنبرة جاهدت أن تكون متزنة: هاجى معاك أقرألهم الفاتحة..
قرأت لهما الفاتحة ثم أستأذنته لتعود لقبر مصطفى تاركة له مساحة للاختلاء بنفسه معهما..
وما ان اقتربت من قبر زوجها والبعيد نسبيا عن عادل حتى أثنت ركبتيها لتقترب من قبره لتتلمسه هامسة: قسما بمن لا يغفل ولا ينام لهكون واخدة حقك من كل اللى شارك فى سفك دمك.. نام فى تربتك وارتاح.. فريدة مش هترتاح الا لما تحققلك العدالة..
أتى عادل ليصطحبها: مش يلا يا سلمى.. أنتى محتاجة ترتاحى..
مد يده اليها ليعاونها على الوقوف، تقبلت يده ببسمة خفيفة ليستقلا سيارتها..
استقلا سيارتهما، لم يتحدثا مطلقا.. كلا منهما سابحا بملكوتة..
هو يفكر كيف وصل بها الأمر لتكن زوجة أخيه وأم طفله الوحيد؟
كيف قبلت أن تكون زوجة لرجلين؟
كيف جعلته ماضيا مضت قدما بتخطيه؟
والأهم ماذا سيفعل معها؟
هل من الممكن أن يتقبل ما فعلته؟
هل يمكن بناء حياة جديدة سويا؟
هل سيستطيعوا الهرب من يد المافيا التى تخلصت من أخيه وتسعى ورائهم؟
هل سيتركهم كامل ورشدى ان تم بيع المصنع للمافيا بالخارج؟
والأهم ماذا سيحدث ان قابلت هى أبيها؟
أسئلة لا تنتهى كالمتاهة برأسه، كلما فكر بأجابة سؤال أنجذب لآخر..
بينما هى سابحة بذكريات تجاهد ألا تكون واقعا مريرا..
Flash back
الزمان: قبيل وفاة مصطفى
المكان: مكتبه بالفيلا
دخل عادل المكتب غاضبا وخلفه مصطفى موصدا الباب خلفهما: خلينا نتكلم هنا عشان محدش يسمعنا..
جلس عادل على أقرب مقعد، متحدثا بصوت خفيض ولكنه يحمل الكثير من العصبية: أولاد ..... فاكرنى هطاوعهم واقتلك أنت وأهل بيتك عشان أورثك وتبقى كل حاجة تحت أيديهم.. أبقى راجلهم الجديد فى مصر..
وأخرج من جيب بنطاله زجاجة صغيرة تحتوى سائل عديم اللون: أدونى السم ده..
زفر مصطفى بضيق، دار بعقله عديد من الأحتمالات، فمثل هؤلاء القوم لن يكتفوا بخطة وحيدة للتخلص منه، بالتأكيد هناك على الأقل خطة واحدة احتياطية..
أخرجه من تفكيره أخاه المتذمر دائما: أنا نفسى أفهم أنت هنا بتعمل أيه! مش مفروض تاخد مراتك وابنك وتختفوا خالص من هنا!
اتجه مصطفى لمكتبه متفحصا أدراجه باحثا عن مفتاح خزنته الخاصة التى لم يجدها بجيبه، بينما يحادث أخيه: فريدة وآدم عند هدى هانم، وأدريان ورجالته متوليين تأمينهم..
زفر عادل بضيق فهو يكره أدريان بشدة: وسيادتك هنا ليه يا دكتور؟
حانت منه ألتفاتة لأخيه: الخزنة فيها ورق مينفعش حد غيرى يشوفه، خصوصا فريدة، فانت هتحتفظ بيه ولو ربنا أراد وجرالى حاجة أتصرف على أساسه..
لم يفهم عادل قصد أخاه، فما أهمية تلك الأوراق التى يأتمنه عليها بينما لم يأمن رفيقة سنواته الأخيرة، بل يبدو كمن يخشى علمها بهم، ولكن انفعاله من كلمات أخيه شتت ذهنه عن البحث عن أجابة: بعد الشر عليك، بلاش الكلام الخايب ده يا مصطفى..
تابع مصطفى حديثه دون اهتمام لتعقيب أخيه، فهو بالفعل يشعر أن الخاتمة عاجلة: ورق المصنع كنت بجهزه عشان أكتبه بأسمك..
ثم زفر بضيق: يظهر المفتاح فى علبة مجوهرات فريدة، أكيد معاها..
أستغرب عادل من نية أخيه منحه ثروة متمثلة بمصنع: وأنت كنت هتسجله باسمى ليه أصلا!
جلس مصطفى يسترجع بحزن ماضيا ليس ببعيد: لأنى عملته عشانك.. كان حلم أبويا وأبوك وهم طلبة فى الجامعة، ولما أبويا مات والمشاكل كبرت طبعا بين أمى وجدى وأبوك خلوا الفكرة تموت وقتها.. بس لما كنا فى العمرة أتفقت مع بابا مصطفى ننفذ الفكرة وأنت كنت لسه مخلص الكلية.. كل حاجة كانت مترتبة بس القدر كان ليه رأى تانى..
خجل عادل من نية أخيه.. دائما يفكر مصطفى من أجله، بينما هو يظنه لاهثا وراء مجد ومال عائلة الجوهرى متناسيا أخاه.. هو بالفعل ظلمه، لا يعرف كيف يعتذر منه، فأطرق وجهه أرضا متهربا: الله يرحمهم..
ثم رفع وجهه فى عزم: مش مهم الزفت الورق يتحرق.. المهم تسافر حالا..
مصطفى بعصبية: هنسافر سوا يا عادل دلوقتى..
زفر عادل بغضب: وأنت مالك بيا يا عم!
شعر بحمق رده فأكمل ليطمئن أخيه: أنا خلاص بقيت صاغ سليم والله، وبطلت خمرة وأدوية.. مش سى زفت أدريان بيبعتلك تقاريرى.. والله بطلت..
ترك مصطفى الأوراق التى يطعالها أمامه، ونظر له بغضب: أنت غبى! مش أنت برده اللى جى تحذرنى من المافيا واللى بيخططوله بره!
ثم بعصبية خفيفة: سيب أى خلافات قديمة بينا يا عادل على جنب.. مش وقت تفاهتك..
ثم برجاء أخ لأخيه: هتفضل تعاندنى لأمتى؟ أنت هتسافر معايا غصبن عنك.. أنا مش هسيبك هنا للخطر..
ترك عادل مقعده، واقترب من أخيه: مينفعش أسافر يا مصطفى.. أنا مصدقت رجعت..
زفر مصطفى بضيق: ليه يعنى؟ فاضلك أيه هنا أصلا؟
عادل: مراتى..
مصطفى بذهول: نعم يا اخويا! والبيه أتجوز أمتى وازاى؟
عادل بارتباك: من زمان..
ومازال مصطفى أسيرا للصدمة: ومراتك دى مين؟ أوعى تكون بنت الجيران اللى دهولتك كده وكانت سبب فى أدمانك..
أومأ عادل برأسه، مما جعل أخيه يستشيط غاضبا ليضرب كفا بكف: ودى رجعت أمتى؟ وأتجوزتوا أزاى من غير علمى؟
عادل بعصبية خفيفة متهربا من أجابته: هو ده وقت تحقيق يا مصطفى؟ ثم مش أنت لوحدك اللى تقدر تتجوز فى السر..
مصطفى مدافعا عن نفسه: مكنش جوازى سر يا فالح.. أنت اللى كنت متدهول يا اخويا وحالتك زى الزفت..
ثم استدرك نفسه: ومراتك فين؟ ومظهرتش ليه؟
مسح عادل وجهه، فهو حقا لا يعلم أجابة سؤال أخيه: عشان كده لازم أفضل هنا.. لازم ألاقيها..
تسرب الشك لقلب مصطفى: عادل.. مراتك ليها دخل بحادثة الفيلا القديمة؟
أزدرد ريقه، وبعينين زائغتين تهرب من أخيه ليدافع عن سلمته وينفى عنها أتهام ايذاؤه: أنا اللى ضربت نفسى بالنار بالغلط يومها..
أتجه مصطفى اليه ليواجهه: مش مصدقك.. البت دى أنت قفشتها بتعمل حاجة؟
غضب عادل منه، فجذبه من ياقة قميصه: متتهبلش فى عقلك.. مراتى أشرف واحدة فى الدنيا..
ترك الياقة من يده، ثم زفر بقوة لطرد ذكرياته المؤلمة: والرصاصة خرجت بالغلط يومها.. أنا اللى أذتها، مش هى..
يقن مصطفى أنها من أطلقت على أخيه الرصاص، فصاح بتهكم: دافع عنها يا اخويا دافع.. ضربتك بالرصاص وهربت.. وأنت تدافع عنها..
دافع عادل عن زوجته باستماتة: قلتلك الرصاصة خرجت منى أنا.. كان غصب عنى.. هى مالهاش ذنب..
مصطفى بسخرية: وسابتك للموت ليه؟
استمر عادل فى دفاعه عن زوجته: سلمى فقدت النطق لما سقط حملها، حالتها النفسية مكنتش مستقرة، كان عندها صدمة..
لوى مصطفى جانب شفتيه سخرية، بينما عادل يدقق النظر فى أحدى صورتين على طرف المكتب.. احداهما لطفل صغير بالتأكيد هو آدم ابن أخيه، بينما الأخرى لمصطفى وطفله يقبلان سلمى.. وبصدمة حمل الصورة ليعطيها لأخيه، وهو ينطق بصعوبة: هى مراتى بتعمل أيه فى الصورة دى؟!
نظرت الصدمة أعتلت وجه مصطفى..
تائهة عيناه بين نظرة لأخيه وأخرى لصورة زوجته وطفله..
الآن فهم الأمر برمته..
نظرة الشر أقتحمت عين عادل الآن.. أصبح ثورا هائجا، فهجم على أخيه الأكبر محيطا عنقه بقبضتيه.. أصبح مصطفى ساقطا على مكتبه، يحاول بأعجوبة فك قبضة أخيه الأصغر عنه، بينما عادل كالمجنون يصرخ:
- هقتلك يا مصطفى..
- سرقت مراتى!
- مكفكش خدت أبويا وأمى منى..
- مكفكش موتهم..
- سرقت مراتى!
- نمت معاها!
- هقتلك..
- وهقتلها..
Return
قطعت الصمت بينهما أخيرا، وهى مسلطة نظرها على الطريق أمامها دون أن تحيد، بينما عادل يفكر فى كل ما حدث: أنا وابنى حياتنا فى خطر.. هتتخلى عنا؟
تفاجأ من حديثها المباشر، هى تسأله بوضوح أيبحث عن انتقام منها أم حماية لها ولطفلها، وبالطبع الأجابة محسومة لصالحها.. حانت منه ألتفاتة اليها، ليجيبها دون تردد: لا طبعا.. اوعى تخافى، أفديكم بعمرى..
أكملت بهدوء: يبقى تشرب معايا بكرة الصبح فنجان قهوة، وننكلم..
--------
ما ان بدء بتناول قهوته بصباح اليوم التالى حتى ظهر النفور على ملامح وجهه وهو يعيدها لموضعها الأول: أيه ده! دى سادة! أنتى عارفة أنى بكره القهوة السادة..
ضحكت فريدة، ثم أرتشفت رشفة من قهوتها لتحدثه بعدها: كمل قهوتك يا عادل..
سلطت نظرها على ذلك الجالس أمامها بمكتب زوجها يتذوق مرارة قهوته طاعة لأمرها:
كالقهوة أنا
مرة
ولكنك لن تطيق عنى بعدا
توقف عن ارتشاف قهوته ونظر اليها متعجبا أن تخرج منها مثل تلك الكلمات: عمرك مكنتى مغرورة يا سلمى.. حقيقى اتغيرتى..
اكملت فريدة تذوقها لقهوتها المرة خالية السكر حتى انهتها لتعيد فنجانها على المكتب: ده اسمه ثقة بالنفس..
ثم بابتسامة هادئة اراحت ظهرها على كرسيها الجلدى: ده اللى علمهولى مصطفى..
ظهر الغضب على ملامحه وجز على اسنانه وهو يقبض على اصابع يمناه: سلمى..
قاطعته سلمى ببرود: فريدة من فضلك..
اكملت سريعا قبل ان يقاطعها: عوزة اعرف الحكاية.. ازاى انت ومصطفى اخوات؟ انا عمرى معرفت عنك ده.. ولا مصطفى جاب سيرتكم فى يوم ليا..
بغيظ تفوه بما أثار حفيظتها: بلاش تسألى أنتى بالذات..
نظرت له متعجبة، فما دخلها هى بما حدث قبل مولدها!: أنا بالذات! ليه؟
اكتشف خطأه فحاول التكتم، بينما تملكها الفضول المقترن بالعجب: وانا مالى بيكم أصلا!
أشاح بوجهه بعيدا عنها، دائما تسرعه ينفرها منه: متشغليش بالك..
وبعناد سألته: انا مالى بيكم أصلا!
اعتاد عدم قدرته على مجابهة عنادها: لأن الأجابة هتزعلك..
بدى التذمر فى ملامحها: فى أيه بالظبط؟
أخيرا أخرج ما بجعبته: ابوكى..
قطبت ما بين حاجبيها فى اندهاش: وكامل أبوالمجد ماله بيكم؟
دلك جبهته بأنامل يسراه: أبوكى اللى فرق بينا..
أقتحم عقل سلمى فى تلك اللحظة نتيجة أفزعتها.. لطالما تساءلت لسنوات لما آذاها بهذا الشكل وهو يحبها؟ فأقرت بذهول: كنت بتنتقم منى عشان فرقكم عن بعض! طب ذنبى أنا أيه؟
لمح لمعة عينيها فانقبض قلبه، ليسرع بعدها فى نفى التهمة عن نفسه: لا يا سلمى.. لا والله مكنتش بنتقم.. كل اللى حصل كان تهور منى عشان حبيتك.. سلمى أنا .....
شعرت أن ذلك الطريق سيبعدها عن هدفها، فأزاحت سلمى من طريقها لتعود فريدة من جديد.. مسحت تلك الدمعة الفارة منها لتقاطعه عن استكمال حديثه عندما طالعت صورة طفلها بخوف: أنا وابنى فى خطر..
هى محقة بكل ما قالت، أومأ مؤيدا لها وهو يسحب صورة آدم من أمامها: محدش هيقرب منكم طول مانا عايش..
لأول مرة يدقق النظر بصورة الطفل..
شعر بخفقان سريع بقلبه..
ذاك الطفل يشبه مصطفى لحد كبير..
ولكنه أيضا يشبهه..
كلاهما ذو خصلات ناعمة مفحمة..
كلاهما ذو عينان سوداوان كليل حالك..
كلاهما ورثا ذلك عن أمهما..
لاحظت تدقيقه بالصورة فجذبتها من بين أصابعه المتشبثة بها بقوة: حرام ابنى يتأذى فى حرب مالوش دخل فيها.. مصطفى عمل المصنع ده عشانك، لازم تخلصنا منه، خلينا نبيعه ونعيش فى أمان..
لم ينتبه لكل ما قالت، سؤال شغل باله أجابته: آدم عنده كام سنة؟
أجابت سريعا دون تفكير: 6 سنين..
فاستفسر أكثر: ده باين أنه أكبر من كده!
ابتسمت بخفة: طالع فرع لأبوه.. دايما مصطفى يقولى أنه وهو أده كان بيبان أكبر من سنه..
تنهد بهدوء يمتزج بخيبة أمل: آه.. مصطفى فعلا كان فرع.. بابا كان دايما يقولى أنه زى باباه طويل جدا، عكسى كنت قصير..
ثم تابع بعملية: ورق المصنع فى الخزنة..
أشار بيده للخزينة المجاورة لها: مصطفى قالى أن المفاتيح فى علبة مجوهراتك..
رسمت الاستغراب على وجهها: لا أبدا كانت مع مصطفى مش معايا.. ممكن تجيب حد بكرة ولا بعده يفتحهالنا وخلاص..
ثم تابعت: على العموم أنا نزلت أنهاردة اعلان فى كل الجرايد القومية أن المصنع عرضينه للبيع..
ناولته عددا من الجرائد، كان الأعلان بالفعل مكتسحا للصفحة الأولى، فصاح عادل معجبا بذكائها: يا بنت اللذين، جت فى بالك أزاى؟ وعملتيها امتى؟
أجابته مبتسمة: تممت كل حاجة بليل بعد العزا.. وكده الناس اللى بيطاردونا هيتأكدوا أن بموت مصطفى أمر المصنع ميهمناش..
تنهد عادل بارتياح: الخطوة حلوة.. يارب تيجى بفايدة..
ازدادت ابتسامتها: هتيجى.. اتقل يومين تلاتة.. وهتلاقى كل حاجة انتهت..
اقتربت من مكتبها لتحدثه بجدية وهى تعبث بأحد الأقلام: بس المهم نمارس حياتنا بشكل طبيعى، عشان ندى انطباع أننا مجرد ورثة بنجرى ورا الفلوس..
لم يفهم عادل مقصدها: مش فاهمك..
فاجأته بطلبها ببرود: تتجوزنى؟
صدمته تلك المتلاعبة بقلبه، سحب فنجانه سريعا يرتشف ما تبقى من قهوته المرة الباردة.. يبحث عن جواب قاس لتلك المتعجرفة: ده على أساس أنك مش مدام عادل أبوالفتوح..
تجلس بمقعدها مفرودة الظهر واثقة بنفسها: فريدة منصور أرملة مصطفى الجوهرى..
تنكرينى الآن بمنتهى السهولة..
لا يا ابنة كامل أنتى امرأتى..
أجابها بهدوء يماثل برودها الجديد عليه: لا يا هانم.. سلمى مراتى، ولازم افهم .........
قاطعته فريدة بارتباك قبل أن يقحمها باجابة أسئلة ستكون لعنة على قلب سلمى، هى ترفض عودتها لذلك لن تخبره شيئا عن فقدانها للذاكرة ليزداد لوعة وألم: كنت فكراك ميت.. وسلمى كمان ماتت.. وفريدة عاشت..
ثم بانفعال: أقبل ده أو أرفضه بس بعدين لما نخلص من المصيبة اللى احنا فيها..
نظر لها مليا، لا يملك سوى طاعتها الآن.. عقله يخبره أن هذا هو صوت المنطق، ولكن قلبه يؤلمه منها: حاضر يا سلمى..
زفر بغضب: تخلصى عدتك، ونعقد بعدها..
عادت ثانية لاراحة ظهرها على مقعدها الجلدى وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عذبة بددت ضيقه بلحظة: شاطر، وبالمناسبة دى عزماك على الغدا انهاردة..
أطل الأندهاش على وجهه، فتابعت ومازالت الابتسامة قناعا لوجهها: هطبخلك بأيدى..
--------
مرت عليه ساعتان بالملحق، يجلس متصفحا الجرائد القديمة بملل حتى قطع خلوته طرق خفيف على الباب.. فتح الباب ليجد أمامه أحدى العاملات بالفيلا تحمل صينية: صباح الخير دكتور عادل.. مدام فريدة بعته لحضرتك الفاكهة والحلويات البسيطة دى وكمان عصير الفراولة اللى بتحبه.. وبتأكد على حضرتك أن معاد الغدا الساعة 3 بالدقيقة.. من فضلك متتأخرش..
ابتسم لها شاكرا، وحمل منها تلك الصينية الصغيرة..
مرت نصف ساعة وعاد الطرق من جديد على بابه، ولكن هذه المرة دون اجابة من ساكن الملحق.. وبعد دقائق مملة من الأنتظار اقتحمت فريدة المكان ببرود.. وبخطوات متمايلة اقتربت من عادل النائم على كرسيه.. بابتسامة ساخرة تغنجت باسمه: عادل.. عادل..
ضربته بخفة على وجنتيه للتتأكد من خضوعه لتأثير المخدر الموضوع بشرابه.. هو لا يمكنه مقاومة عصير الفراولة الذى أجادت اختياره، يظنها مازالت تحبه فشربه على عجل ليسبح فى ظلام أحلامه الوردية..
أحكمت اغلاق المكان لتنطلق بعدها بسيارتها لمقابلة هدفها الثانى..
رشدى فهيم
--------
دخل كامل مكتب رشدى عقب خروج الحسناء من الباب الآخر، سعل بقوة قبل أن يسأله: عملت ايه مع ارملة مصطفى؟
رشدى بثقة: باعت طبعا..
حك كامل ذقنه مفكرا بعمق: غريبة، الصبح تنزل أعلانات البيع ودلوقتى تيجى بنفسها تعرض المصنع علينا! هى البت دى عرفت تجيب أى معلومات عنها؟
أشار رشدى بالنفى: ولا معلومة.. نزلت من السما فجأة، وظهرت مع مصطفى..
ظل كامل مطرقا أرضا: لتكون متسلطة من الجماعة اللى برة..
شعر رشدى بالضيق فدائما كامل لديه حس المؤامرة: موال المصنع ده من سنة، ومصطفى متجوزها من حوالى 8 سنين..
كامل: هى عارفة بشراكتنا لمصطفى فى المستشفيات؟
رشدى: واضح أنه لأ.. وعلى فكرة هى بلغتنى أنها فوضت دكتور شريف بالأدارة..
كامل: غريبة..
رشدى: ولا غريبة ولا حاجة.. البت خوجاية عايشة طول عمرها برة، والواد عادل عامل عليها سى السيد.. قالت تخلع بالفلوس قبل ميحاول يمشى فى أجراءات الوصاية على ابنها..
كامل بروية: بلغ الناس اللى برة دلوقتى أننا اشترينا، وأن عيلة الجوهرى برة اللعبة ، والمصنع هنكمله..
أومأ رشدى وقد اتسعت ابتسامته فى تشفى: ضربة فى مقتل ليهم..
زم كامل جانب شفتيه: أحنا لسه فى البداية..
ثم بوعيد صرح: هدفعهم تمن اللى عملوه غالى..
ثم تابع: خليك مأمن عيلة مصطفى هنا وبرة برده..
رشدى: مجرد منبلغهم برة أننا اشترينا المصنع اللى بيحاربوا عشانه عيلة مصطفى هتخرج من حساباتهم، متقلقش..
كامل: احتياطى برده، منضمنش حد.. ممكن حد يتغابى ويحب ينتقم منه عشان باعولنا..
أومأ رشدى برأسه طاعة له.. كاد كامل أن يغادر ولكنه توقف فجأة ليسأله باهتمام: برده معرفتش حاجة عن الوريث؟
هز رشدى رأسه نفيا، وقد تملك الحزن من قسمات وجهه: مفيش وريث غير بيان بنتى..
بقوة وشموخ عجوز حلت عليه مصائب الدهر فوقف معاندا لها: هم مش هيعملوا اللى عملوه ألا لو متأكدين أن لينا ورثة يقدروا يستغلوهم.. مظنش أنها بس بيان.. أكيد أنا كمان ليا وريث..
خفق قلبه بشدة: فى حد شايل اسمى يارشدى..
تملك التعب من رشدى من كثرة التفكير والبحث:
- عيالك كان كل واحد فيهم ليه دنيا لوحده..
- محمود مكنش شاغل باله الا الشغل وملوش فى النسوان..
- ومحمد كان بيحب أشرقت ويستحيل يخونها..
- أما أحمد فرغم أن مغامراته ملهاش سقف الا ان كل المعلومات اللى تحت أيدى مفيهاش أنه أتورط بعلاقة وصلت للخلفة..
كامل وقد هم بالمغادرة: دور ورا أحمد تانى وعاشر..
----------------------------
يتبع ج5
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بسمه_السيد

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 17-11-17, 12:02 PM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا الخاتمة

 

عنوان الحلقة الأخيرة أهداء الكاتب المتألق: أ/شريف الهمامى
شريف الهمامى Sherif Elhmamey
مؤلف كتاب/ روبابيكيا الكلمات
#معرض_القاهرة_الدولى_2018
-----
رواية "ظلال الماضى"
الخاتمة
فى صباح اليوم التالى تجلس فريدة بجوار عادل بسيارتها.. مدققا هو فى القيادة بينما هى مشغولة بشدة فى مطالعة العديد من المجلات: هتفضلى زعلانة منى؟
أجادت تمثيل الغضب على وجهها، بينما هو أزدادت حيرته حول كيفية أرضائها: والله يا سلمى معارف راحة عليا نومة أزاى؟!
نظرت له غاضبة، ثم أشاحت بوجهها للاتجاه الآخر، وبحركة عصبية أغلقت المجلة الساكنة على قدميها لتسحب أخرى لتطالعها.. شعر بالضيق من نفسه أكثر: اليومين اللى فاتوا كانوا صعبين.. مكنتش بنام ساعتين على بعض.. نمت زى القتيل طول اليوم..
أنفعلت فى وجهه: أسكت خالص، الغدا اتسخن مرتين واتحول لعشا عشان منتاش عارف تحافظ على مواعيدك..
شعر عادل بعودة حبيبته، وتخليها عن القالب الثلجى الذى غلفها منذ عادت اليه.. فحاول أرضائها: طب أصالحك أزاى؟
شعرت بالارتباك.. هو يعيدها لماضيها أيام كانت رضاها مصدر ابتسامته.. ان عادت سلمى، ستخذل فريدة مصطفى.. لا لن تفعل ستمضى فى خطتها مهما حاول أثنائها بمشاعره.. فتركت مجلتها لتطلب منه بهدوء: وقف العربية من فضلك..
أوقف سيارته متسائلا عن سبب تغيير رأيها: غيرتى رأيك؟
أجابته سريعا: آه..
شعر بالتوتر فقد أتفقا سويا على البحث عن منزل جديد لتجهيزه لأقامتهم بعد انتهاء عدتها.. أتفقا على البدء من جديد سويا وتربية آدم الصغير.. وهاهى الآن تتراجع.. أمتزج توتره بخوفه، هل حقا ستفارقه مرة أخرى: ليه؟
تنفست فريدة بعمق لتجيبه بهدوء: لأنى عوزة أبدأ من البداية..
لم يفهم عادل مقصدها: مش فاهم..
فريدة بهدوء: مش هندور على بيت جديد، لأن عندنا بيت..
ردد دون تفكير: الحارة؟
أغمضت عيناها لتحجب دمعة كادت تفر منها بسبب سيل الذكريات داخلها: مينفعش الحارة.. هناك هكون سلمى..
فتحت عيناها لتطالعه بثبات امرأة قررت الحفاظ على كيان اختارته لنفسها: كده ابنى هيحاول يعرف ازاى سلمى هى فريدة.. هيعرف اللى فات.. أنا مش عوزة ابنى يتوجع زيى.. سلمى معدش ليها وجود يا عادل.. فريدة هى اختيارى..
تنفست الصعداء لتتابع بعد لحظة صمت بتماسك: هنطلع دلوقتى على الفيلا..
عادت لمعة عيناها: هغير كل حاجة فيها.. الخشب.. الدهانات.. الديكورات.. شهر واحد وكل حاجة هتبقى جديدة ومختلفة..
شعر بغصة فى حلقه، هى تقصد الفيلا التى احتجزها بها.. أى عقل برأسك يا امرأة!: فيلا .......
فريدة بقوة: أيوة..
حاول أثناؤها عن طلبها مرارا.. هو لا يريد ايلامها ثانية.. لا يريد تدمير بداية جديدة اتفقا عليها سويا، ولكن أمام اصرارها لم يملك سوى تنفيذ أمرها..
يظنها تريد العودة للبداية لمحو كل لحظة مؤلمة بينهما.. وهو سيحقق لها ما تريد.. ظلت هى طوال الطريق تثرثر حول ألوان الحوائط، وتنتقى من مجلاتها أرقى الأثاث..
--------
لأول مرة تعرف الطريق لتلك الفيلا الملعونة..
تقترب من الأرض التى شهدت دماها كما شهدت دموعها..
هو يسير على خطتها كما وضعتها دون انحراف..
بارادته سيسقط فى فخها..
من أجلك مصطفى سيكون عادل الأول..
والثانى ذاك العجوز رشدى..
سأتتبعه كظله لأتمكن من جمع نقاط ضعفه..
بينما أتسلح من أجله..
حتى أسقطه يوما ما عن عرشه..
سيندم كلاهما على كل ماقترفاه فى حقك..
هذا ليس ثأرا لأسعى لتحقيقه..
وانما هى عدالة من أجلك مصطفى..
ماداما سيفلتا من فعلتهما دون عقاب، سأكون أنا عقابهما..
ثم سيأتى ذلك اليوم الذى سأحقق فيه العدالة من أجلى أنا الأخرى..
سينال من جلبنى لذلك العالم القاسى جزاءه..
أجل، سيأتى يومك أبى..
سأحقق العدالة لى ولأمى..
--------
أن يكون كل ما يكابده حلما هو ضرب من الخيال..
لا يشعر بالارتياح لتصرفاتها..
بالماضى كانت سلمى كتابا واضحا أمامه، أما تلك المرأة فعيناها زجاجيتان يجيدان اخفاء انفعالاتها..
تحدثه بلسان امرأة غريبة عنه..
حبيبته وابن أخيه مهددان بسبب حلم سعى أخاه لتحقيقه من أجله..
لا يعلم ان كانا يستطيعان بناء حياة جديدة سويا غاضين البصر عما مضى أم لا..
كل ما يعلمه أن وجودهما سويا هو أأمن الحلول المتاحة..
وجودهما سويا يعنى عودة طائره الشارد عنه..
سلمته له باختيارها دون اجبار منه..
ولكن هناك هاجس داخله أن هناك ما يريب..
هى تجبره على الخطا بطريق غامض لا يدركه سواها..
ورغم ذلك ليس أمامه سوى طاعتها..
فرغم كل شئ هى له..
--------
شعرت برهبة عندما أوقف السيارة أمام الباب الحديدى للفيلا.. شعر هو بها: خلينا نرجع يا سلمى.. بلاش..
خوف تملك قلبها، ولكن حاولت التماسك رغم الأرتباك البادى بصوتها: لازم أبص على الفيلا قبل مالعمال يجوا بكرة يشتغلوا..
ترك السيارة ليفتح ذلك الباب المغلق منذ سنوات، ثم عاد للسيارة لتدويرها للتحرك للداخل.. ولم تمض سوى دقائق بسيطة حتى كانا ببهو الفيلا سويا.. وأثناء بحثه عن قبس الكهرباء شعر بأناملها تدلك رقبته..
أول مرة تقترب هى منه برغبتها..
تتلمسه..
زادت اندهاشته من فعلتها فالتفت اليها متطلعا..
وقبل نطقه بحرف فهم ما تفعل..
هى لا تداعبه..
هى تعاين فقرات رقبته..
وقبل أن ينال فرصة للابتعاد سقط فاقدا للوعى أسفل قدميها..
--------
حيث البداية تكمن النهاية
أستيقظ على كلماتها، لم يعى بعد ما أصابه.. فتح عينيه بتثاقل، فما زال يشعر بألم بمؤخرة عنقه، ليتفاجئ برقوده أرضا بقبو الفيلا، بالتحديد فى الغرفة الصغيرة التى قيدها بها يوم أجهضت طفله..
جالسة هى مستندة للباب المحتجز هو خلفه: فاكر لما قلتلى مش هيفرق بينا الا الدم..
نهض من مكانه ليقترب من باب الغرفة الخشبى الصغير، ليحاول النظر اليها من نافذته الصغيرة، بسهولة حدد موقعها: سلمى أنتى بتعملى أيه؟
هى الآن أسيرة كل ألم تسبب فيه:
- كان عندك حق..
- حكايتنا ملهاش نهاية الا الدم..
- دم واحد فينا هيقضى الغرض..
أدرك الآن أن هاجسه لم يكن من فراغ.. هاهى حبيبته تسعى لانتقام منه بعد مرور ثمانية سنوات.. غير مدرك الى الآن أنها تعلم نصف ماحدث بينه وبين أخيه قبيل موته: عندك حق تنتقمى منى، بس كل اللى عملته فيكى كان عشان بحبك.. كنت خايف تفارقينى يا سلمى..
لم تهتم بما سمعته منه من تبرير واه.. هى لا تستطيع محاسبته على فعلته بها.. رغم كل آلامها الا أنه مازال يمسك زمام أمر سلمى بيديه:
- مش عشان اللى عملتوا فيا..
- لأ، عشان اللى عملته فى مصطفى..
- مش هسيب حقه ولو فيها نهايتى..
لم يستوعب مقصدها، هو لم يفعل شئ لأخيه، فسألها باستغراب ولهجة استنكار: عملت ايه فى مصطفى؟!
فريدة بغل: قتلته..
أشتعل غضبا من تلك الغبية الحمقاء: انتى اتجننتى فى عقلك؟ اقتل اخويا! دا انتى هبلة بقى..
استقامت فريدة تنظر له بحقد: انت مقتلتوش عشان مصنع الادوية..
ثم صرخت: انت قتلته عشانى.. كنت عارف انى مراته..
قاطعها بصراخه احتجاجا على كلماتها، هى امرأته هو.. مصطفى سرقها منه، وهى قبلت خيانتها له:
- متقوليش مراته..
- انتى مراتى انا..
- ملكى انا..
- هعيش وانتى مراتى، وهموت وانتى مراتى يا سلمى..
فريدة ببرود واضح فى نبرتها:
- فريدة..
- اسمى فريدة..
- احفظه كويس..
- لما قابلتنى مستغربتش انى مرات أخوك، بالعكس كنت عارف ومستنينى..
عادل بغل وحقد:
- لانى قابلت مصطفى قبل ميموت..
- وعرفت انه خدك منى..
- حرمنى منك..
- حرمنى من حبك زى مخد حب ابويا وامى..
- حرمنى منك زى محرمنى منهم..
ترقرقت الدموع بسهولة من عينيها:
- عارفة أنك قابلته..
- عارفة أن يومها عرف حقيقتى وحقيقتك..
- عارفة أنك قتلته وكنت عاوز تقتلنى..
لا يعلم كيف عرفت بما دار بينه وبين أخيه، ولكنها تغفل أن ذلك لم يكن نهاية حوارهما.. هى لا تعرف أنه ترك مصطفى قبل أن يؤذيه.. حادثة أخيه لم يكن هو طرفا بها، بل كان يسعى لنجدته.. نفى عن نفسه اتهامها: لا لا يا سلمى أنا لاقتلته ولا كنت هقتلك..
أقتربت من نافذته صارخة بكل قوتها:
- كداب..
- مصطفى كان نورى اللى انطفى بموته..
- قتلته بسببى..
- قتلته عشان أنقذنى منك..
متشبثا بالدفاع عن نفسه:
- مصطفى أخويا يستحيل أأذيه..
- صدقينى مش أنا اللى قتلته..
- دول المجرمين اللى برة..
مازالت عيناها الكارهتان رؤيته مسلطة عليه، لم تشفع لها كلماته: كداب..
مستبسلا فى دفاعه ورجاؤه ألا تظلمه بمثل ذلك الظن: انا بحبك.. وانتى بتحبينى..
أجل كنت حبيبى
كنت قلبى ومليكى
كنت حلم صبايا وأمنيتى
كنت يوما بطل مراهقتى
ولكنك أصبحت عدوى
ماكنت لأترك ثأرى
فأنا اليوم خاتمت سنينك
أجادت اختيار خنجرها المسموم لتطعنه بقلبه:
- عمرى مقلتلك أنى بحبك..
- لكن قلتها مليون مرة، أنا بحب مصطفى..
- وانت قتلته..
صدم من تصريحها بحب أخيه، ونكرانها لحبه، فصرخ بوجهها وهو يحاول جذبها اليه من النافذة:
- أنتى كدابة..
- العمر ده كله وبتقوليلى محبتنيش..
- تبقى مبتفهميش..
- منتيش فى وعيك..
- ولو بتكرهينى أوى كده مسبتنيش أنزف ليه عشان تخلصى منى..
أرادت ايلامه بشدة عل ذلك يخفف بعضا من ألمها، فأجابت ببرود ونظرات قوية ممتزجة بسخرية: بس أنا سبتك تنزف..
صرخ بها من جديد:
- كدابة يا سلمى..
- حاولتى تلحقينى..
- وقفتى نزيفى بالروب..
- وكنتى بتتصلى بالأسعاف عشان تلحقينى..
حافظت على لوح الثلج بوجهها: محصلش، اللى قالك الحدوتة دى كان بيسرح بخياله..
ابتسم ثقة: أنا متأكد من كلامى، لأنى صاحب الحدوتة.. أنا فقت بعد مخرجتى، واتصلت بمصطفى لما سبتيلى التليفون جنبى..
خاطبته فى غير اكتراث بابتسامة صفراء أجادت بها أخفاء الحقيقة داخلها: تلاقيها مجرد خيالات ووهم بتصبر بيه نفسك.. الحقيقة أنى قصدت أقتلك عشان أهرب..
لم يصدق تلك الكاذبة، هو يعلم حقيقة ماحدث يومها.. مهما برعت فى صبغ وجهها بألوان اللامبالاة والكره والكذب هو لن يصدقها.. هى تحبه، ولكنها تتهمه بقتل أخيه.. تصدق سوء ظنها به، بينما هو لا يفهم كيف صدقت أنه يمكنه أيذاء أخيه:
- ولا هفهمك ولا هتفهمينى..
- أنا بكلمك بقلب عادل..
- وانتى بتكلمينى بغضب واحدة معرفهاش..
- فريدة..
- الدمية اللى صنعها مصطفى بأيده..
خاطبها راجيا: منتيش عاوزة تصدقينى بسبب غضبك.. سلمى أسمعينى بقلبك وأنتى هتصدقينى..
ابتعدت عنه فغابت عن نظره لدقائق، كان يسمع وقع أقدامها وعبثها بأغراض القبو، ولكنه لم يستوعب ما تفعله فسألها: مجرجرانى لهنا يا سلمى عشان تنتقمى منى ليكى ولا لمصطفى؟
أجابته من بعيد بنبرة اجتهدت أن تكون قاسية: تارى خدته منك لما ضربتك بالرصاص..
ضحك بتهكم: بس أنتى مضربتنيش.. أيدى هى اللى ضغطت على الزناد..
حقيقة هى لا تعلم ماحدث فى تلك اللحظة.. لا تعلم ان كانت هى مطلقة الرصاصة أم هو.. كل ما تعلمه أنها تريد ايلامه، فأصرت على ادعائها الكاذب: أنا اللى ضربتك بالرصاص.. وكنت عاوزة أقتلك..
تعالت ضحكاته حد البكاء فزادها حنقا:
- أفضلى أخدعى نفسك بده..
- بس سواء عشت أو مت هفضل أنا مالك قلبك..
- هتفضلى تحبينى لحد متموتى..
ثم بصراخ صاح:
- هتفضلى ملك عادل للأبد..
- أنتى لا حبيتى قبلى..
- ولا هتحبى بعدى..
كان محقا بكلماته.. تلك الكلمات كانت بمثابة وعود منه لن يحنثها أبدا.. تمالكت نفسها لتقترب من نافذته لتحدثه بفتور: لو ده هيرضيك فى لحظاتك الأخيرة فعيش أحلام اليقظة براحتك لأنى هاخد حق مصطفى..
تابع بصدمة: بتاخدى تار مصطفى منى أنا!
ابتسمت فريدة: بين العدالة والتار شعرة، واللى بعمله عدالة لمصطفى..
سألها بتهكم: مبلغتيش عنى ليه؟
أجابته: لأن لسه فيه اللى هيتحاسب..
عمت رائحة الغاز المكان، لقد كان يحتفظ باسطوانات غاز بالقبو، وقد أختارتها حبيبته الحمقاء لتكن عقابه: بالغاز يا سلمى!
بوجه حافظت على جموده طالعته لآخر مرة: للعدالة وجوه أخرى..
--------
أعطته ظهرها وتحركت باتجاه الدرجات لتغادر المكان بقلب يدمى، بينما هو يصرخ مناديا باسمها حتى فقد الأمل.. يجلس أرضا مستندا على باب الغرفة يسترجع ذكرياتهما سويا بينما ينتظر ببطء مصيره..
لا تتركينى
أتأبى البقاء وتغادرى!!
كفاكى حماقة واسمعى
أتنكرين عاشقا قد ذاب حبا فتلعنى!!
أرجوك عودى ولا ترحلى
--------
بتثاقل غادرت القبو..
تلعن ألف مرة قدر كتب على قلبها الشقاء..
تصرخ ألف صرخة مستغيثة ألا يكون ذلك هو مصيرهما..
تخرج من بوابة الفيلا الداخلية لتسقط جوار الباب منتحبة..
كده خلاص بقيت جانية
مذنبة
بعد مكنت مجنى عليا
ضحية
الشعرة اللى بين برائتى وشيطانى اتقطعت خلاص
معدش فى أمل ارجع تانى عن طريق الانتقام
طريقى بقى دم
جمر نار
مسحت دموعها لتتجه لسيارتها وقد عزمت أمرها على المضى قدما بطريق أجبرت على السير به..
خدت حقى من الاولانى
فاضل التانى
والتالت هيكون شاهد
----------------------------
تمت
بحمد الله
ظلال الماضى
أنتظرونى فى
الجزء الثانى "بيان- للعدالة وجوه أخرى"
الجزء الثالث "الأمبراطور- عشق وفداء"
----------------------------
مشهد (1)
آذار 2005
عينان زرقاوان كبحر عميق..
طوافتان بأرجاء قاعة المحاضرات الكبيرة بتلك الجامعة الصغيرة..
تبتلعان فى حبور ذلك العدد الضخم من الحاضرين..
فهذه هى محاضرتها الشهرية التى يفد اليها كثير من الطلبة فى مختلف المجالات..
تلك البيضاء صاحبة الخصلات القصيرة السوداء تتفنن فى جعل كل محاضرة مرجعا شيقا فى أدارة الأعمال..
وما ان انتهت من خطبتها حتى سحبت نظارتها الطبية عن وجهها، لتعالى الأيدى مطالبة باجابة العديد من الأسئلة التى تتفنن فى أعطاء اجابات عليها غير نموذجية فريدة من نوعها..
انها
ألين طومسون
خف الزحام بعد انسحاب الجميع، واثناء جمع ألين لأغراضها أنتبهت لتلك الشقراء صاحبة العينان الخضراوان كورقة شجر بربيع مشرق تدقق النظر اليها مراقبة لحركاتها وسكناتها من مقعدها بمنتصف صفوف الطلبة.. أبتسمت لها ألين وتابعت جمع أوراقها بحقيبتها..
وبمجرد حمل ألين للحقيبة على كتفها حتى وجدت الشقراء أمامها.. أرتبكت ألين فهى لم تشعر بتسللها: Hello, Do you want ask me about anything? Do you need any help? (أهلا.. أترغبين بسؤالى عن شئ ما؟ أتحتاجين لمساعدة)..
أجابتها الشقراء مبتسمة: أنتى اللى محتاجة مساعدتى..
أجادت أخفاء ارتباكها لتردد مبتسمة: I'm sorry, I can't understand you (بعتذر لا أفهم تلك اللغة)..
ازدادت ابتسامة الشقراء اتساعا: مدام فريدة..
اقتربت منها هامسة: مادام قدرت أوصلك، غيرى برده هيقدر يوصلك..
ابتعدت قليلا ناظرة لوجه فريدة المرتبك: أنا أقدر أساعدك تختفى تماما..
تمالكت فريدة نفسها: وتساعدينى ليه؟
الشقراء: لينا عدو مشترك..
أمالت فريدة رأسها سائلة باستفهام: مين؟
عادت الشقراء للهمس: رشدى..
ابتعدت عنها أكثر لتدعوها فى مرح: خلينى أعزمك على قهوة، واسمعينى، ولو كلامى معجبكيش أنسى انك قابلتينى..
أقتربت فريدة منها لتهمس فى أذنها بفحيح أفعى متوعدة: أدعى ربنا كلامك يعجبنى، لأنه لو معجبنيش هدفنك فى أرضك كأنك متخلقتيش أصلا..
ثم ابتعدت عنها سريعا لتطالع وجه رفيقتها الجامد كالصخر كأنها لم تسمع تهديدها منذ ثوان معدودة.. لتبتسم من ردة فعلها التى أعجبتها: مش لازم أعرف اسم اللى هتعزمنى على قهوة..
ابتسمت الشقراء:
بيان
بيان رشدى فهيم
"ج2: للعدالة وجوه أخرى"
----------------------------
مشهد (2)
يدخل العجوز الغرفة المظلمة مستندا على عصاه الخشبية ليجلس على كرسى خشبى صغير بتثاقل.. يطالع ذلك الشاب الملقى تحت قدميه.. لا يقوى على النهوض فقد خارت قواه تماما.. فكل جزء من جسده ينزف بشدة..
وعلى ضوء الأضاءة الخافته تمعن العجوز فى تقييم وضع جراحه، ليصيح غاضبا فى بعض الرجال الأشداء المجاوريين للحائط خلف الشاب: أنتم يا أغبية مش قلتلكم محدش يشلفط وشه!
لم يتفوه أحدهم بكلمة، فعاد بنظره ثانية لأسفل حيث ذلك الدامى الملامس وجهه لحذائه: أجابتك للسؤال الجاى هى اللى هتحدد الشلفطة اللى فى وشك هعالجهالك، ولا هتدفن حى مكانك بيها..
آدم
ابن مين؟
مصطفى؟
ولا عادل؟
رفع الشاب عيناه بصعوبة من شدة الآلام المحتلة لجسده ليطالع العجوز قبل أن ترتجف مقلتيه ليغب عن وعيه أجباريا..
"ج3: الأمبراطور"
----------------------------
تمت بحمد الله
#رواية_ظلال_الماضى
#الجزء_الأول
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بسمه_السيد
#بسمه_السيد

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 07:51 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية "ظلال الماضى"

 

ياريت بس لو فى حد فى الجروب قرأ الرواية
يشاركنى رأيه عنها
فى جودريدرز
https://www.goodreads.com/book/show/36618544

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 03-03-18, 10:28 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية "ظلال الماضى"

 

https://goo.gl/6zEMz1
رابط تحميل الرواية pdf

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 09-03-18, 07:14 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 208146
المشاركات: 5,687
الجنس أنثى
معدل التقييم: ندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييمندى ندى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1018

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ندى ندى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية "ظلال الماضى"

 

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

 
 

 

عرض البوم صور ندى ندى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"ظلال, الماضى", رواية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية