كاتب الموضوع :
بسمه ااسيد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)
مرت أيام أنقطعت فيها الصلة بين فريدة وزوجها.. كلما أتصلت جاءها الرد عبر أحد مساعديه بأنشغاله وحين توفر الوقت سيعيد الأتصال الذى لن يحدث.. حتى أنها ذهبت للمشفى ولكن منعت من الدخول مما زاد من حدة غضبها وتوترها..
تجلس على مقعدها الجلدى تتأرجح يمينا ويسارا، مسقطة رأسها من فوق حافة ظهر المقعد للخلف لتطالع سقف مكتبها:
- ايه الحكاية الزفت دى؟
- مين يعنى اللى هيكون فى الدور التالت؟
- مصطفى كان قايلى أن الدور ده خصصه جده سليم باشا أيام عبدالناصر لقيادات الثورة..
- ودلوقتى بقى للكبار.. وزير.. محافظ..
- يمكن يكون رئيس الجمهورية؟
- لا لا لا.. أكيد هيسافر ألمانيا يتعالج.. أو هتبقى المستشفى ثكنة عسكرية..
- ما انتى شايفة مصطفى عامل حوليها حظر تجول.. مانعك أنتى شخصيا تقربى..
- برده مين هناك؟
قطع تفكيرها رنين الهاتف القابع على سطح مكتبها، فرفعت السماعة لتجيب عند سماعها صوت محدثها بعتاب: أخيرا أفتكرتنا!
مصطفى بصوت يفضى بارهاق شديد: أنا أسف يا حبيبتى..
وبمجرد سماعها لاعتذاره توترت فاقتربت بمقعدها للمكتب، وأجابت باضطراب: أرجوك متعتذرليش تانى.. أنت لو عملت فيا أيه مش هشيل منك.. بس..
صمتت قليلا وقد زاد أرتباكها: أنا قلقانة عليك.. وخايفة..
سألها متعجبا، وقد زاد حدة صداعه: خايفة!
أجابته بارتباك: أنا مش متعودة على غيابك عنى.. ومش فاهمة السبب..
طوال السنوات الماضية يسعى بجهد حثيث لجعلها قوية تستطيع مواجهة الحياة بكل صعابها.. وقد نجحت بالفعل، ولكنها تفعل ذلك وهى متشبثة به، كطفلة متعلقة بأبيها فتلازمه.. يخشى أن يكون للقدر رأى آخر فيحيل بينهما، فتنهد بقوة: فرى.. أنتى قوية بنفسك..
رفضت كلماته هذه المرة، فأجابت بعصبية ممزوجة بالحدة: لأ أنا قوية بيك.. فى غيابك تايهة وضايعة..
زفر بضيق، ولكنه تمالك أعصابه: عارفة الأيام اللى فاتت كانت صعبة عليا.. مشغول.. مبنمش.. مش عارف حتى أكلمك أنتى وآدم.. بس مطمن عشان أنتى مكانى..
--------
يجلس بمكتبه بالمشفى يراجع بعض الأوراق الأدارية.. عيناه حمراوان من طول السهر.. يتثاءب بين الفينة والأخرى، فيغمض عيناه ويضغط عليهما، ثم يفتحهما بقوة لمطالعة الأوراق أمامه حتى سمع رنين الهاتف..
لم يكن رنينا عاديا، وأنما هى مكالمة دولية.. طالع تاريخ اليوم، ليجده ليس يوم الأتصال المعتاد..
تبا..
أذن مصيبة جديدة قد وقعت..
ود لو تجاهل الأتصال عله ينعم بالراحة، ولكن لا مناص من الأجابة.. فرفع سماعة الهاتف، ودون حتى ألقاء للتحية سأل مباشرة: Adrian, what's happened? (أدريان ماذا حدث؟)..
أدريان بأسف: I'm sorry my friend, he disappear again.. (أسف يا صديقى ، لقد هرب مرة أخرى)..
أشتعل رأسه غضبا، فأجاب بانفعال: What did you say! How? (ماذا! كيف حدث ذلك؟)..
ثم بخيبة أمل أكمل: Where were you? I was trust you Adrian.. (وأين كنت؟ لقد وضعت ثقتى بك)..
أدريان بحيرة من أمره، فقد خذل صديقه ولم يحافظ على الأمانة التى كلفه بصونها: Mostafa, Really I don't know what I should say.. (لا أعرف بماذا أجيبك)..
مصطفى بعصبية وقد أصابته نوبة غضب: Find him now.. If he falls in danger, I'll kill you.. (جده فى أسرع وقت.. سأحاسبك حسابا عسيرا أذا أصابه مكروه)..
أدريان: I'll bring him again.. (سأجده)..
شدد مصطفى على صديقه: Adrian, he's your responsibility.. (أنه مسئوليتك أدريان)..
أدريان: Don't worry.. (لا تقلق)..
حاول مصطفى الهدوء: Notify me about any new.. (أبلغنى بالمستجدات)..
أدريان: Ok (حسنا)..
مصطفى: When you find him, put guards in front of his room.. (وعندما تعثر عليه ضع حراسة مشددة على غرفته من رجالك)..
ثم تابع: And you must know how he escaped.. (واعرف بطريقتك كيف أستطاع الهروب مرة أخرى)..
أدريان: ..Ok (حسنا)..
أغلق سماعة الهاتف.. ظل يحك جبهته بيسراه.. لقد تملك الغضب والقهر منه.. فمهما فعل له، سيظل هو يهرب منه.. خوفه الآن أن يتسبب ذلك الفتى الأحمق فى نهايته، فآخر مرة نجده فى اللحظة الأخيرة بمعجزة ألاهية يخشى ألا تتكرر.. فيالحظك البائس مصطفى، فالمصائب عندك لا تأتى فرادى أبدا..
--------
شهر كامل قضاه مصطفى بالمشفى.. أكتفى بمكالمة هاتفية للمنزل كل مساء قبل موعد نوم آدم للاطمئنان عليه وعلى زوجته.. ويرسل السائق لها كل يومين لأحضار ملابس نظيفة.. وقد أستطاعت فريدة تقبل الوضع، وتخفيفه عن صغيرها بمزيد من الترفيه والرعاية..
بينما العمل على قدم وساق بشركتها.. فهى تجهز عقود صفقات جديدة من ناحية، ومن أخرى تجهز بيانات مشروع زوجها الجديد "مصنع الأدوية" بمعاونة ثلاثة من أكفأ موظفيها.. تريد فى أقرب وقت تجهيز دراسة جدوى شاملة للمشروع.. كما كلفت أحد موظفيها بالبحث عن أرض ذو مساحة مناسبة تصلح لأنشاء مصنع كبير بمنطقة جديدة لتوفير الأموال..
--------
يطالع مصطفى الأوراق الخاصة بالدور الثالث بمشفاه حيث أذونات التوريد، لينتبه لوجود طلب شراء أحد العقاقير شحيحة التواجد بالسوق.. أستغرب من الأمر فأخر معلوماته أن لديه بالمخزن رصيد من ذلك العقار، أذن فما الداعى لشراء جديد؟.. أستدعى مسئول الصيدلية ليسأله عن الأمر، وقد توعد بمحاسبة المقصر..
أمسك مصطفى بورقة صغيرة يشير بها للصيدلى الجالس على المقعد المقابل لمكتبه: ممكن أفهم أيه أذن الصرف ده يا دكتور؟
تناول الصيدلى الورقة بهدوء ليطالعها، ثم بعد دقيقة تفكير عدل من وضع نظارته الطبية على أنفه ليجيب: ده أذن شرا لعقار ..... حضرتك منبه عليا أن قبل الرصيد ميخلص أنى أجيب غيره عشان صعوبة توفيره..
ثم ناوله الورقة مرة أخرى، ليعيد ضبط نظارته: وده اللى عملته فعلا..
زفر مصطفى بضيق، وبعصبية حاول جاهدا السيطرة عليها: أزاى قرب يخلص! هو أحنا أستخدمنا الرصيد اللى فات أمتى أصلا؟
تلميح بتبديد العهدة لم يقبله الصيدلى الشريف على نفسه، فأجاب بحدة مبرئا ساحته: والله أنا كل مهمتى أصرف الروشتات، ومش مشكلتى أن دوا السحب عليه كان أوفر الفترة اللى فاتت.. وتقدر حضرتك تراجع دفاترى..
مصطفى وقد تمالك أعصابه: الدفاتر لو سمحت دلوقتى.. عاوز أعرف مين اللى سحبوا الدوا ده وأمتى؟
بعد دقائق أحضر الصيدلى دفاتره ليراجعها مصطفى، وقد كانت مفاجأة بالنسبة له أن كثيرا منها سحب بأمر من الطبيبة "عايدة البلتاجى"..
أستدعى مصطفى كبيرة الممرضات، وأمرها بأحضار كل الملفات الطبية الخاصة بالطبيبة عايدة ليراجعها بنفسه.. ومفاجأة أخرى أذهلته، نفس عدد العقاقير المسحوبة موزعة على ملفات المرضى على الرغم من عدم حاجتهم لها.. أذن اما هى طبيبة فاشلة تعرض حياتهم للخطر، أو أنها وسيلة لأخفاء العقاقير.. الأحتمال الأول أثبتت حالة المرضى أنعدامه، حيث أنهم جميعا قد تحسنت حالتهم بل أن أغلبهم غادر المشفى بالفعل.. أذن لا يبقى سوى الأحتمال الآخر.. هى سارقة.. هى خائنة لقسم الطبيب المقدس..
أصابته نوبة غضب جديدة:
- بنت ......
- أنا تسرقنى!
- بتستغفلنى أنا!
- كانت بتدور أزاى تكسب ثقتى طول الوقت عشان مدورش وراها..
- أنا بقى هعملك حظر مزاولة المهنة يا بنت البلتاجى..
ثم خرج صائحا بأحد مساعديه: هاتلى عايدة البلتاجى حالا..
----------------------------
يتبع الجزء الثانى
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى
|