لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-17, 06:56 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية "ظلال الماضى"

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وانتى بخير اولا بمناسبة العيد اعاده الله عليكى وعلى الامه الاسلاميه بالخير واليمن والبركات
عادل مابين الماضى والحاضر مشتت ويبحث عن تبريرات لفعله وذهنه مشتت من خوفه من كراهيت سلمى لكن هو محق فى ان سلمى بتحبه حتى لو انكرت لكن تعلقها بيه وركنها الى كل ما تجده من اهتمام ورعايه منه كانها حق مكتسب اعطاه هو كمان خق الملكيه وكانها حق حصرى له هو فقط فهى من طفولتها تلجاء اليه فى كل ما يخصها وهو قبل ده بصدر رحب لو ماكنتش بتحبه كانت صدت مشاعره من اول ما تبينت لها لكن هى كانت متمتعه بدلاله ودلوقت وقت حصاد النتايج هو كمان فهم تعلقها بيه وحبها ليه منذ الصغر وحب يتوج الحب ده بالنتيجه الحتميه الزواج ولو رغم ارادتها بعد ما قررت انها اكتفت من اهتمامه وحبت تسافر بعيد ولوقت غير معلوم ما حدث بينهم كان تحصيل حاصل نتيجة تراكمات منذ الصغر وتملك من الطرفين
الماءزق الان الصدام اللى حصل لعادل وهو رابطها فى القبو موت عادل يبشر بنهاية سلمى اللتى لايعلم مكانها غيره ومقيده بجنزير قفله رهيبه الله يستر
تسلم ايدك وكل عام وانتى بخير


برافووووووووووووووووووووووو
تحليل جميل يا مملكة الغيوم
اتمنى ان الكابل ده يرتاح قلبه
ويعيشوا فى سعادة
هم اتوجعوا قوى
ومحتاجين يطبطبوا على بعض
**********
كل سنة وانتى فى سعادة وهنا وفرحة يارب
أضحى مبارك

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 09:36 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(3)

 

خاتمة الفصل الثانى
رواية "ظلال الماضى"
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(3)
------
توقفت سيارة بعد مرور ما يقرب من ساعة جوار سيارة عادل، فترجل قائدها للمساعدة عندما لمح السيارة مصطدمة بتلك الشجرة وقد تحطم جزئها الأمامى..
كان عادل منكبا على المقود فاقدا للوعى.. جرح بسيط أعلى جبينه، لا ينذر بالخطر.. فتح ذلك الشاب باب السيارة، وأرجع رأس عادل للخلف لتفقده.. وقد حمد الله كثيرا عندما وجده يتنفس بصورة طبيعية.. ورغم أنزعاجه من تلك الرائحة الكحلية المنبعثة من عادل الا أنه أسرع الى سيارته لاحضار زجاجة مياه لافاقته..
متاهة سحب اليها فى ذلك الظلام الذى اقتنصه رغما عنه، بدا وحيدا خائفا.. يريد العودة اليها، لايهمه الآن سوى الاطمئنان على سلامتها ونجاتها.. يتخبط تائها محاولا الافلات من تلك الدوامة مناديا باسمها طوال الوقت لتكن زاده وقوته..
يمسح الشاب بالماء على وجه عادل ويربت على خده عدة مرات كمحاولة لافاقته: فوق يا بيه.. دانت مونون على الآخر.. شكلها سهرة من اياهم..
تمتم عادل بصوت خافت: سلمى.. سلمى..
الشاب ومازال يحاول معه: فوق يا أستاذ.. شكلك مش وش البهدلة دى.. فوق واصحى..
بعد عدة محاولات بدأ عادل يفتح عينيه بصعوبة، ومازال يهمس باسم سلمى حتى أفاق تدريجيا.. وبعيون زائغة طالع وجه ذلك الشاب، فتمايل برأسه يمينا ويسارا بتعب: أنا فين؟ ايه حصل؟
ليجيبه الشاب: حمد الله على سلامتك.. دانت ربنا بيحبك..
ثم أمسك ذراعه ليسحبه خارج السيارة: أخرج يا أستاذ.. خدت الشر وراحت..
حاول عادل الوقوف بعد خروجه من سيارته، ولكن اختل توازنه، ولكن يد الشاب كانت أسرع فساعده على الثبات..
الشاب: تحب نروح مستشفى؟
عادل: لأ.. عاوز ارجع بيتى لو ممكن توصلنى..
الشاب: أه طبعا.. بس مركز تدينى العنوان؟
عادل: هدلك.. أحنا قريبين..
استغرب الشاب: فين؟ دى الدنيا فاضية هنا..
فعلا اختار عادل مكانا بعيدا عن العمران ليضمن بقاء سلمى، الآن يدرك لو أن مكروها أصابه ستبقى سلمى بالقبو حتى تتوفاها المنية.. كم كان أنانيا غبيا فى جميع قراراته..
الآن سيصحح كل أخطاؤه سيعودان مرة أخرى لحياتهما القديمة.. سيعودان للحارة ثانية..
دلك عادل وجهه ببطء: أه قريب.. بيت العيلة..
--------
ترجل عادل من سيارة مضيفه الكريم فأسرع الى البوابة لفتحها بخطوات حاول التركيز فيها للمحافظة على اتزانه حتى لا يغشى عليه.. بمجرد دخوله أغلق البوابة ثانية بترباسها المعدنى فقط أما الجنزير فقط ألقاه بعيدا عن متناول يده..
ركض تلك المسافة الكبيرة بين البوابة المعدنية وباب الفيلا الخشبية، لم يكن يشعر بطول المسافة مسبقا لأنه اعتاد تجاوزها بسيارته الصغيرة.. أما الآن فهو يتصبب عرقا وهو يفتح الباب بيد مرتعشة تعبا وخوفا على سلمى..
لم يهتم بغلق الباب، بل ركض فى اتجاه القبو.. وجدها فاقدة للوعى، قام بحملها للذهاب لغرفتهما، ثم أسرع بالشروع فى مداواتها..
جسدها ممتلئ بالكدمات، وقد تجلطت دمائها مما أدى لتوقف نزيفها.. علق لها محاليلا طبية متتالية لتسرع من شفائها.. و لم يحاول افاقتها، فقد رغب فى منح كليهما وقتا كافيا للراحة..
--------
دخل غرفتهما حاملا صينية افطار خفيفة لاترهق معدتها خاصة بعد انقطاعها عن الأكل الطبيعى مدة طويلة واعتماده على محاليل طبية لتغذيتها.. فتحرك قبالتها ووضع الصينية على الكومود المجاور لها، ثم أثنى ركبتيه ليكون وجهه محازيا لوجهها.. فناداها بصوت خافت هادئ دون أن يلمسها: سوسو.. حبيبى.. سوسو.. اصحى..
بعد عديد من المحاولات بدأت تفتح عينيها ببطء، لتطالع عيناه المبتسمة بهدوء: بصحيكى من بدرى يا جميل.. ولا هو تقاوى النوم نوم زى مبيقولوا؟
أغمضت عينيها باستسلام مرة أخرى وكأنها لم تسمعه.. تركها ظنا منه أنها مازالت بحاجة للراحة، ولكن الأمر تكرر مرة أخرى مما دفعه الى الاصرار على ايقاظها هذه المرة.. لم يكن يرغب فى لمسها حتى لا تخافه.. لا يريد تكرار الأخطاء السابقة خاصة مع قراره تصحيحها.. ولكن ليس بيده حيلة الآن، يحتاج الى ايقاظها الآن لاطعامها والاطمئنان عليها..
جلس بجوارها على سريرهما الكبير، يهمس بهدوء: أصحى يا سلمى كفاية كده نوم.. بلاش تقلقينى عليكى يا قلبى أكتر من كده..
ربت على خديها برفق عدة مرات حتى استجابت وبدأت فتح عينيها ببطء وتراخى.. أسرع بابعاد يده عنها قبلما تفيق فتفزع خوفا منه، ولكن على عكس المتوقع كانت هادئة صامتة رغم ظهور آثار التعب جلية فى وجهها..
--------
يعلم جيدا أن الطريق الذى قرر أخيرا انتهاجه صعب يحتاج لكثير من الصبر ليكلل بالنجاح، وهذا ما بدأه بالفعل..
مرت عدة أيام قليلة كان يفترش الأرض جوار فراشها ليكن بقربها دون أن يفزعها بقربه ولتلتمس بنفسها تغيره الجذرى فى معاملتها.. وقد حاول عادل خلال تلك الأيام التودد والتقرب من سلمى دون اثارة خوفها، ولكن الغريب كونها هادئة تماما.. مسالمة.. شجعه ذلك على الاقتراب منها بحرص شديد.. لم تبدى أى انفعال لقربه منها، أو حتى خوفا مما فعله بها آخر مرة.. ولكن رغم ذلك السكون كانت أغلب الوقت شاردة تحدق بالحائط.. لم تنطق بحرف وكأن عقلها بمكان آخر..
جلس قبالتها على السرير، واضعا يده على يدها القابعة على ساقها: هتفضلى لامتى مخصمانى يا سلمى؟
ظلت سلمى على حالتها صامتة، لم تنظر بعينيه.. كانت تنظر الى الفراغ المجاور له، نظر الى ما تنظر اليه فلم يجد شئ.. فعاد ثانية لمحادثتها بعد أن ضم يدها القابعة تحت يده بين كفيه: عندك حق مترديش عليا.. ولا حتى تعبرينى..
رفع كفها لمستوى فمه فقبله برقة: طب أنا هقولك على خبر حلو أوى.. لأ.. هم مفاجأتين هيفرحوكى أوى..
لم تبدى أى استجابة، فواصل حديثه: أول مصحتك تتحسن وتقدرى تتحركى هنرجع الحارة..
كما هى وكأنها لم تسمعه مطلقا.. وضع يدها بين كفيه، ثم ضغط عليها بخفة: وبعدها هنسافر برة مصر..
ابتسم بهدوء رغم احباطه من تجاهلها: هرتب كل حاجة عشان تكملى دراستك زى ماكنتى حابة.. وهكمل أنا كمان معاكى.. أهو نشجع بعض..
سألها بجدية: موافقة؟
أصابته الحيرة من شرودها: سلمى أنتى سمعانى؟
لم تجيبه أو حتى تنظر اليه..
--------
نائمة على جانبها الأيمن بوداعة منذ أكثر من ساعتين، بينما جفاه النوم.. يجاورها على الفراش، فقد أصبحت ساكنة بقربه.. ورغم أن ذلك أصاب قلبه بالسرور كثيرا، لذلك تخلى عن قراره بافتراش الأرض جوارها.. اقترب منها بهدوء كيلا تستيقظ، وضمها اليه فالتصق ظهرها بصدره، ليطبع على وجنتها قبلة طويلة هادئة.. وانشغل فى ذلك الظلام الشامل للغرفة بالتفكير فى وضعها الصحى الذى لا ينبأه بخير..
- ساكتة طول الوقت..
- سرحانة.. مبحلقة فى الحيطة..
- هادية على غير العادة..
- زاهدة الأكل، ولما بغصبها عليه مفيش حاجة بتصبر فى معدتها..
- وعلطول نوم..
- فى ايه؟
- بمزاجها ده؟
- بس ساعات بحس أنها مش سمعانى ولا حتى شيفانى..
- وساعات بتكون سامعة وعينيها بتتحرك معايا..
- ممكن يكون اكتئاب؟
- أكيد اكتئاب..
- اللى مرينا بيه مكنش قليل..
- طب هعمل ايه؟
- أدوية تانى؟
- مينفعش أديها حاجة منهم الا باشراف طبيب..
- أنا صيدلى مش طبيب..
- مانا لو أديتها مضادات اكتئاب ممكن تتعب أكتر..
- هى مش ناقصة..
- جسمها ضعيف والآثار الجانبية مش مضمونة..
- ولو ملحقتهاش المسألة مسألة وقت قبل متفكر فى الانتحار..
- يعنى هى لسه مفكرتش فى انتحار!
- مهى عملتها كام مرة وآخرهم ابنك..
- هتستنى لامتى؟
- اتصل بيه.. بطل عندك معاه..
- هو كل مقول كلمة ترزعه أدامى.. ايه مخك وقف والدنيا كلها معدش فيها غيره..
- كابر أنت عن طلب المساعدة.. بس أتمنى سلمى متدفعش تمن عندك وكبرك..
- كده كده هنرجع الحارة كمان كام يوم لما تبقى قادرة تتحرك، وسهل هناك أجيبلها أحسن دكاترة..
--------
حاول مرارا التسرية عنها والهائها حتى لا تشرد فى ذكرياتهما الأليمة، أبدت استجابة طفيفة عندما بادر بأخذها لتناول الفطور بالحديقة.. تلك اللفتة كان لها أثرا حسنا عليها, فهى لأول مرة منذ قدومها تغادر ساحة الفيلا الداخلية..
كانا فى ساعات الصباح الأولى عندما دلفت سلمى لخارج باب الفيلا العملاق.. لم تكن قدماها تحملنها من أثر الاجهاد، ولكن لم يتركها عادل فكما هو دائما وأبدا سيظل دعما لها.. كانت تسير مستندة عليه بهدوء.. شاردة.. ساكنة.. وما ان هبت نسمة هواء باردة حتى منحتها تنبيها بسيطا لتغير روتينها اليومى، فرفعت بصرها عن الأرض لتطالع المكان حولها.. لم تستوعب بعد ذلك التغيير رغم محاولتها التركيز..
بذل عادل خلال الشهور الماضية جهدا مضنيا لاحياء تلك الحديقة.. وها هو اليوم يؤتى ثمار تعبه.. فعلى المنضدة الصغيرة والتى اقترب منها كرسيان مريحان تراصت العديد من أطباق الافطار الخفيفة فى جو هادئ يساعد على رفع روح سلمى المعنوية..
ساعدها فى الجلوس، وبدء فى اطعامها.. كانت سلمى متعاونة تماما، وكأن ذلك الجو الهادئ منحها بعضا من سلام داخلى كانت تفتقر اليه..
وبعد تناول الافطار بقيا لساعات فى الحديقة ينعمان بالتجول فى أركانها.. وعندما ضرب قرص الشمس عنان السماء واشتدت الحرارة، دلفا الأثنان للداخل مرة أخرى..
--------
لاحظ عادل استجابة سلمى لخطة اخراجها من اكتئابها، فقرر المضى قدما أكثر.. حيث أصطحبها الى مكتبه للاطلاع على محتوياتها..
يقف جوارها أمام مكتبته الضخمة، وكلما لمحها تنظر لكتاب اتجاه صوبه مباشرة واحضره لها ليطلعان عليه سويا.. مر الوقت خفيفا ما بين شرود سلمى وتركيزها.. كانت كطفل صغير يثير انتباه كل ماهو غير مألوف وجديد.. وهذا ما اتكل عليه عادل، حيث تعمد تقليب صفحات الكتب وقراءة بعض نصوصه أولا ثم يعطيه لسلمى حتى يحضر كتابا آخر..
شعرت سلمى ببعض التوعك، وبدأت تسعل بخفة.. جثى عادل على ركبتيه أمام الكرسى الذى تجلس عليه، ثم وضع يديه على يديها القابضة بخفة على الكتاب، ليسألها بقلق بين على وجهه: ايه يا قلبى.. مالك؟ أنتى خدتى برد ولا ايه؟
وكأنها لم تستمع اليه، فلم تجيبه، ليتابع بتفهم: أحنا خرجنا بدرى أوى للجنينة.. أكيد تعبتى.. هطلع أجيبلك الروب واعملك كوباية لمونادة بسرعة..
فتح الكتاب الموضوع بين راحتى يدها: لما اجى احكيلى ايه اللى عجبك فى الكتاب.. أتفقنا؟
أسرع الى أعلى فأحضر روبها لترتديه فوق تلك العباءة المنزلية الخفيفة، ثم ذهب سريعا للمطبخ.. بينما جالت سلمى ببصرها المكان، فلفت انتباهها أحد الكتب أمامها خلف كرسى المكتب الرئيسى..
ببطء اتجهت اليه، وسحبته من موضعه، ولكنه كان ثقيلا فسقط من يدها أرضا.. فجثت على ركبتيها لاحضاره.. لفت انتباهها درفة المكتب الكبيرة نصف المفتوحة أمامها والتى أنسدل منها ذلك السلك المعدنى.. فتحت تلك الدرفة لتطالع محتوياتها، والتى لم تكن سوى هاتف معدنى يجاوره صندوق خشبى.. حملت ذلك الصندوق ببطء ثم اعتدلت فى وقفتها لتفتحه..
--------
دخل عادل هاشا باشا: أحلى كوباية عصير لأحلى سوسو فى الدنيا..
رفع بصره اليها ليصعق بما رآه فتسقط الصينية الصغيرة من يده..
خشى اقترابه منها، فحاول الثبوت مكانه كيلا يربكها.. وعلى الرغم من ذلك نظرة الفزع المطلة من عينيه أثارت انتباهها.. تنقلت عيناها بين عادل والمسدس القابع بين يديها..
وجد ذلك الصندوق عند تجهيزه للفيلا قبل اقامتهما به.. لم يعلم ما المفترض القيام به، فاحتفظ به فى تلك الردفة مع الهاتف وسلسلة مفاتيح الفيلا.. كان يظن المكان آمن، حيث أن تلك الردفة لها مفتاحا وحيدا خاصا يحتفظ به.. ولكن فى ذلك اليوم المشؤم الذى حبس سلمى فيه بالقبو أهمل اغلاقه فى ثورة غضبه.. ولم يدخل تلك الغرفة سوى اليوم فقط مع سلمى لتحل الكارثة بعثورها على سلاح معمر، الله وحده يعلم كيف ستكون نهاية ذلك اليوم..
حاول محادثتها بهدوء مع الاقتراب منها ببطء دون اثارت توترها، ولكنها لم تنتبه له..
عادل بصوت خافت رغم التوتر الجلى على وجهه: حبيبتى.. سيبى المسدس اللى فى أيدك يا قلبى..
أنا غير مكتمل الا بكى حبيبتى.. فلا تفارقينى
عادت ثانية لتطالعه ثم نظرت من جديد للمسدس دون اهتمام بكلماته..
تلك الثوانى التى طالعت فيها المسدس كانت كافية ليقطع المسافة بينهما ليسحبه على حين غفلة منها، ولكن ما لم يعلمه لجهله بالأسلحة النارية أنها قد سحبت زر الأمان قبل دخوله الغرفة.. وبين شد وجذب بينهما فى أقل من ثانية أنطلقت رصاصة عرفت هدفها جيدا.. تلك الرصاصة أسفكت آخر قطرة دماء لتنهى عهد عرف بعهد عشق ودماء..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله بعد أسبوع العيد
أضحى مبارك
وكل عام وأنتم بخير
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 10-09-17, 10:44 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة21 : هو .. هى

 

عدنااااااااااااااااااااااااااااااا
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الثالث
الجميلة والجراح
**الحلقة21 : هو .. هى
الزمان: 2001
المكان: فيلا فخمة بأحد أشهر أحياء القاهرة الراقية
"هى"
تتململ عشرينية فى تمام الخامسة صباحا كما هى عادتها، تستيقظ دون ازعاج المنبه.. تحرك رأسها الغارق فى منتصف وسادتها اللينة الصغيرة يمينا ويسارا لارساء النشاط فى تلك العينين الناعستين..
ابتسامة هادئة تزين ملامح وجهها عندما التقطت عيناها زوجها النائم جوارها على بطنه ووجهه مقابل لها، فتقبل جبينه برقة.. ثم تجذب ذلك الغطاء الخفيف من عليها بهدوء لتجلس على طرف الفراش، تطالع بعينيها ذلك المنبه القابع بموضعه على الكمود المجاور لها لتتأكد من التوقيت، ثم تتناول كوب المياه المجاور له لترتشف جرعات صغيرة تطفئ ظمأها..
تتناول روبها الستانى الأسود الطويل الموضوع على طرف سريرها لترتديه، فتخفى تحته أنوثة تغنجت بقميص نوم أسود قصير ذو حمالات رفيعة.. لتنسحب بعدها بهدوء من فراشها الوثير كيلا تقلق زوجها فيستيقظ..
تدلف الحمام الكبير الملحق بغرفتهما لتنعم بحمام منعش برائحة الياسمين يجدد نشاطها ويمنحها طاقة فياضة لتحمل أعباء يومها الجديد..
وبعد انتهائها تترك مغطسها وتسحب برنسها الوردى لتنعم بملمسه القطنى الذى يداعب بشرتها التى تشبه بشرة الأطفال فى نضارتها، وتخفى شعرها بداخل فوطة صغيرة من نفس اللون..
تحتاج الى ترتيب مهام اليوم الجديد بعقلها، حيث يجول بداخله عدة حسابات تحتاج لتقييمها.. فتتجه كما هى عادتها لمرآتها الكبيرة ذات الاطار الذهبى ذو النقوش المنمنمة الدقيقة والمقابلة لها لتطالع فيه نفسها بثقة..
شقراء أنا
خصلاتى ذهبية متمردة
بيضاء ممزوجة بحمرة الوجنتين
عيناى عسل مصفى باطار زيتونى مميز
يتوهج عند جلجلة ضحكاتى
رشيقة القوام كعارضات الأزياء
حادة الذكاء
أيقونة جمال كما يقال
صاحبة اطلالة باريسية
ولكنة انجليزية أصلية
برفق تدير مقبض الحمام لتخرج ثم تتجه لملحق الملابس المجاور لتنتقى ما يناسب صباحها.. أختيار موفق لذلك الرداء الصيفى الخفيف والمكون من قطعتين قميص من اللون الأحمر القانى وبنطلون أبيض بحزام وسط أسود عريض يتلاءم تماما مع حذائها ذو الكعب شديد القصر والذى يناسب مهام صباحها المزدحم..
تصفف شعرها بعناية لتعقصه فى النهاية بمنتصف رأسها فيما يعرف بذيل الحصان.. ثم تنتقى بعناية ما خف وزنه ورقى ذوقه من صندوق مجوهراتها النفيس.. وبأصابع محترفة التقطت أحمر شفاه من اللون الأحمر الصارخ وكذلك مخطط عيونها الأسود واللذان خضعا اجلالا لأنوثتها، لم ليزيداها جمالا بل لقد شرفا بملمسها لترتفع قيمتهما..
تغادر غرفتها والتى بمثابة جناح ملكى فخم فى تمام الخامسة والنص لتهبط الى الطابق الأرضى وتتجه للمطبخ لتعد وجبة افطار لعائلتها الصغيرة.. هى ترفض وبشدة تدخل أى من طاقم الخدمة بالفيلا فى شئون عائلتها فهى من تحضر وجباتهم الثلاث اليومية وتترك لهم مهام التنظيف فقط..
ومع دقات السادسة صباحا تدلف لغرفة صغيرها ذو الخمسة أعوام لتوقظه استعدادا للذهاب لمدرستة الدولية الخاصة ذات الشهرة العالية..
--------
"هو"
كما هو المعتاد فى تمام السادسة صباحا يستيقظ ذلك الأربعينى، والذى يختفى سنه مع بسمته المطبوعة دائما على صفحة وجهه رضا وسعادة، بأمر مباشر من زوجته المصون القائد المفوض بادارة شئون حياته الخاصة على صرير ذلك المنبه المزعج..
هى
حبيبتى
مفضلتى
ضياء أنار روحى
من ظلمة قبعت داخلى لسنوات
حولتنى كهلا زهد الحياة
لتأتى هى
مقبلة على الحياة
تقتنص الفرح بارادتها
فتكون
أيقونة سعادتى وبسمتى
ينعم بحمام سريع ويبدل ثيابه خلال نصف ساعة فقط، والا ستعلن زوجته الحرب عليه.. فمواعيد الطعام مقدسة لديها، واجبارية فى كثير من الأحيان احقاقا للحق.. يقدر لها حرصها على وجوده معها ومع طفله، فالصغير مازال طفلا لا يعى ضروريات العمل التى تضطرنا أحيانا لاهمال عائلاتنا من أجل انقاذ الأرواح..
يخرج من غرفته سريعا فى اتجاه غرفة السفرة بخطوات شبه راكضة واسعة مرتديا منامته القطنية وفوقها روبه القصير، فبعد الأفطار ومغادرة الطفل المنزل بصحبة والدته سيعود لأحضان فراشه الدافئ ليكمل نومه حتى موعد ذهابه لعمله..
--------
"هى"
تقود سيارتها الحديثة بحرفية ومهارة تحسدها عليها الكثيرات عقب توصيلها لطفلها الى مدرسته الجديدة فى تمام السابعة صباحا.. ثم تنطلق فى اتجاه ذلك النادى الشهير ذو الاشتراك السنوى الضخم..
تصل ناديها فى تمام السابعة والنصف صباحا، فتترجل عن سيارتها مرتدية نظارتها الشمسية ذات الماركة الأصلية الشهيرة والتى تكاد تلتهم كل وجهها خلفه.. ثم تنطلق لممارسة رياضتها الصباحية بمفردها حتى وقت الظهيرة.. لم يكن لها أى أصدقاء، فقد قدمت منذ فترة وجيزة مصر بصحبة طفلها بغية الأستقرار.. تعلم جيدا أن الكثيرات تتحدثن بشأنها همزا ولمزا، وهى بارعة فى تجاهل الحمقى..
يرانى البعض صائدة ثروات
معزورون
فأنا زوجة طبيب من أشهر جراحى مصر
صاحب عدة مشافى خاصة
تحمل أسم عائلته العريقة
ذات الأصول الطبية الممتدة حتى عهد محمد على باشا
يظنونى فتاة لعوب لأسرق قلب رجل يقارب عمر أبى
أتركوهم لخيالاتهم
فما أنا سوى زوجة تنعم بزوج قد ضنى به الزمان
هو لى أبا
وأنا له ابنة
وقد أكرمنا المولى بصبى بمثابة منحة من الرحمن
آدم
تعود للمنزل عند الظهيرة لتحضير وجبة غذاء صحية لعائلتها الصغيرة، ثم تتجه سريعا لاحضار طفلها بعد انتهاء يومه الدراسى..
تجتمع العائلة السعيدة على سفرة الغذاء فى تمام الثالثة عصرا عند عودة الأب السريعة من عمله.. ذلك التجمع يعتبر اجتماع رئيسى يومى.. صغيرهما بمثابة نجم الاجتماع، يكاد لا يتوقف عن الثرثرة وسط مقاطعات مستمرة من أمه وأبيه وضحكات تدعم تماسك تلك الأسرة..
--------
"هو"
أعود سريعا لعملى، فكما هى العادة عملياتى الروتينية مجدولة لا تختل الا فى حالات الطوارئ فقط..
تقريبا نص عمرى قضيته فى غرفة العمليات
البالطو الأخضر هو زي الرسمى
حياة روتينية فاترة
وكأنى عايش فى صحرا
لحد ماهى ظهرت
الصحرا بقت جنة
مأهولة بحورية
منحتنى هدية غالية
آدم
ومن وقتها وكل يوم فى حياتى يوم مش عادى
يخرج من غرفة العمليات فيزيل القناع عن فمه ورأسه سريعا، ثم يتجه بخطوات واسعة واثقة الى ساحة الأنتظار حيث تقبع عائلة المريض.. يطمئنهم ببسمة هادئة على حال مريضهم، ويقوم بشرح مبسط لارشادات التعامل والرعاية الصحية والنفسية خلال الفترة القادمة..
يستأذنهم بعد التأكد من اطلاعهم على كافة التطورات والارشادات، ليتجه بخطوات قاربت الركض حيث هى.. مصدر سعادته وبسمته..
--------
"هى"
تجلس بمكتبه الأدارى الفخم فى المشفى تطالع العديد من المستندات الهامة لتزيل بعضها بامضائها كعلامة بالموافقة بينما تختم البقية بكلمة مرفوض.. تطالع ساعة الحائط البيضاء ذات الأطار الذهبى لتتأكد من الوقت، لقد اقتربت من الثامنة مساء..
من المفترض خروج زوجها الآن من غرفة العمليات وقدومه اليها لتباحث المستجدات.. كما هو حالهم مرتين أسبوعيا، والتى حافظا عليها منذ عودتها للاستقرار بمصر منذ ستة أشهر تقريبا.. فقد كانت تفضل البقاء بالخارج بصحبة ابنها وزيارات زوجها المنتظمة لهما، ولكن قررا تعديل منهاج حياتهما عندما حان موعد تقديم أوراق الصغير بالمدرسة.. فضلا كلاهما تربية طفلهما بمصر، موطن الأب وأصل الأم..
دقت الساعة معلنة أنها الثامنة، فتطالعها الشقراء بابتسامة..
أنا مش مغرورة زى ما الناس فاكرين
لأ
أنا بس عرفت قيمة نفسى لما دخلت حياته
لو فضلت أتكلم مش هقدر أوفيه حقه
فبه تستقيم حياتى
--------
يفتح باب غرفة مكتبه ليطالعها بعيون فرحة وابتسامة لم تقل عن ابتسامة زوجته..
"هو"
أنا
مصطفى الجوهرى
"هى"
أنا
فريدة منصور
تترك مكتبها، يتسابق كلا منهما للوصول للآخر، وقد أجتيزت تلك المسافة بحديث طويل بين عيونهما..
تحيط رقبته بيديها كالأطفال فى دلال، بينما يحيط خصرها الرشيق جيدا بيديه: I miss you (افتقدتك/ اشتقت اليك)..
أراد أثارة حنقها ليتلذذ بوجهها الغاضب قليلا، فيرفع أحد حاجبيه وابتسامة متسلية على جانب فمه: تؤ تؤ تؤ.. مش هنا.. أنتى عوزة حد يظبطنا فى وضع مخل بالآداب!
لتنتفض هى غضبا فتبتعد عن حضنه، وتصيح باستنكار: What?! (ماذا؟!)..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 07:55 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة22 : أثق بك

 

بعتذر عن التأخير
النت كان فاصل
لاهمال شركة اورانج لعملائها
-----------
**الحلقة22 : أثق بك
ابتعدت فريدة عنه بحنق، فضمت ساعديها أمام صدرها وزفرت بغضب طفولى مستهجنة دافعه بعد أن أولته ظهرها: I'm your wife or I play a trick!? (ألست زوجتك، أم انها خدعة؟!)..
ابتسم بظفر لنجاحه فى استفزازها.. فهى تتحول طفلة حينها.. تتخلى عن منطقية التفكير وارستقراطية التعامل واتيكيت السلوك شديد الأنضباط، لتكن وقتها طفلته المدللة التى يعشق استماتته فى محاولة ارضائها والتى دائما تكون سريعة على يديه.. فضمها من ظهرها الى صدره، لتحاول هى بوهن مقصود الابتعاد عنه بدلال أنثى متمكنة من قلب زوجها، بينما شدد هو قبضتيه على خصرها وقد أسند طرف ذقنه على كتفها الأيسر: حبيبتى طفلة.. مكنش فاضل غير أنك تدبدبى فى الأرض، وأروح أنا أداديكى بلعبة..
سحبت نفسها سريعا من حضنه احتجاجا، لتنقر بكعب حذائها الأسود الرفيع ذو الكعب العالى: أنا طفلة، وكمان بدبدب؟
ضحكت عيناه قبل ثغره وهو يتطلع الى حذائها: ده على أساس أنك مبدبدبيش دلوقتى..
أنتبهت فريدة لفعلتها، فانفجرت ضاحكة ضحكات مجلجلة شاركها فيها زوجها وهو يضمها لصدره بعاطفة صادقة شديدة الدفئ بينما اندمجت فريدة داخله فهو مصدر أمنها وسكنها..
--------
تحدث مصطفى بنبرة جدية لا تخلو من حنيته عليها، ومازالت هى مستكينة بحضنه: لسه خارج من العمليات، وريحتى كلها بنج.. خايف عليكى تدوخى..
تشبثت بأحضانه أكثر لتجيب بهمس: ملكش دعوة أنت.. عاجبنى البنج..
أبعدها عن حضنه ليجيب بمشاكسته المعهود: مليش دعوة ازاى! مانا اللى بشيل..
ضربته بقبضة يمناها بخفة على صدره: you're fool (يالك من أحمق).. It's my romantic moment (أفسدت لحظتى الرومانسية)..
ارتسمت الجدية على جهه وهو يشير الى مقعده الجلدى ذو الحركة الهيدروليكية خلف مكتبه: طب اتفضلى أقعدى على المكتب.. عندى كلام مهم فى الشغل لازم نخلصه النهاردة..
نظرت له بحرج بين: احم احم.. عيب اقعد على مكتبك وأنت موجود..
رفع حاجبه الأيسر استنكارا: ولما أنتى عارفة كده مبتروحيش مكتبك ليه؟! من يوم ما اتجهز وهو فاضى..
ثم سألها مستفهما، وهو يعقد ذراعيه أمام صدره: قاعدة معايا ترقبينى؟
تفوه بتلك الكلمات, بينما طالعته هى بحرج: أبدا والله ما اقصدش كده..
ثم ابتسمت برقتها المعهودة وهى تجيبه: حرام اشغل المكتب عشان يومين فى الاسبوع..
ثم نظرت أرضا بخجل: كمان بحب أكون معاك..
بذكائها وعفويتها وصدق مشاعرها استطاعت الفوز هذه المرة بالجولة، ليتخلى هو عن جديته.. فيقترب منها حتى يجاورها ويضع يده على كتفها ليصحبها فى اتجاه مكتبه ويجلسها على مقعده: لازم تتعودى تنفصلى عنى..
رفعت رأسها اتجاهه بعد أن جلست على مقعده لتنظر له بغضب: وعاوزنى انفصل عنك ليه؟
تركها ليجلس قبالتها على ذلك المقعد المنخفض: عشان فريدة منصور مش محتاجة دعم من حد، حتى لو كان أنا..
ثم أعقب بعصبية خفيفة: هتفضلى لامتى تتصرفى زى عيلة خايفة تتوه من أبوها!
نظرت له مستنكرة طريقته فى التفكير وقبل أن تتفوه بكلمة منعها باشارة من يده: بس بس.. مش هنضيع الوقت فى كلام ناقشناه كتير.. خلينا فى المهم..
نظرت بطرف عينها للساعة لتطالع توقيتها والذى يشير الى اقتراب موعد انصرافهما للعودة للمنزل: أتفضل..
مصطفى بعملية: قررت أزود النسبة من 10% ل 25%..
تبدل حالها للنقيض فتهللت أساريرها لتنطق بفرح: بجد يا مصطفى!
أومأ برأسه، فانطلقت هى اتجاهه تقبل وجنته بعد أن أحاطت عنقه بيدها:بحبك يا بابتى أووووووووووووووى.. فرحانة بجد جدا جدا جداااااااااااااااا..
سحب أحد كفيها ليلثمه بقبلة رقيقة: الحمد لله أولا.. والفضل ليكى ثانيا.. أنتى صاحبة الفكرة فى الأصل.. أنتى دليلى للخير يا فريدة..
--------
مر أكثر من عامين على تنفيذ فكرتها، حيث أقترحت على زوجها تخصيص 10% من أرباح المستشفى بفروعها لعلاج غير القادرين.. هى نسبة صغيرة، ولكنها ساهمت كثيرا فى ازالة بعض آلام المرضى دون أن تصبح عبء ثقيل على مجموعة مستشفيات الجوهرى.. وبالتالى لم تثقل كاهل زوجها فتدفعه للتنصل منها وهجرها..
ومنذ ذلك الوقت تولت جميع مهام المشافى الأدراية.. كانت تديرها بجدارة رغم أنها كانت فيما سبق تديرها من الخارج.. أكتفت فقط بالمشورات الشفهية أو الكتابية غير معتمدة التوقيع، وقد أثبتت لزوجها فى فترة قصيرة أنها سيدة أعمال موهوبة رغم عدم وجود سابق خبرة لها.. هى فقط تحتاج الى ثقته ودعمه لتصبح محنكة، وهو لم يبخل عليها بأى منهما..
أتجهت لتجلس على المقعد المقابل له، وقد التمعت رأسها بفكرة مثالية، أرادت انتهاز الفرصة لطرحها رغم أنها لم تفكر بها بشكل متعمق مدروس من جميع الجوانب كما هى عادتها: طب ايه رأيك نحافظ على 10% للعلاج حاليا، و15% الباقية نبنى بيهم ملحق للمستشفى زى مركز طبى كده للعلاج بأجر رمزى.. كده هنفيد عدد أكبر، وهنشغل ناس أكتر معانا؟
عقد ما بين حاجبيه دهشة من اقتراحها وآثر الصمت مما أنبأها باحتمالية أكيدة اخفاقها بهدفها الغير مدروس.. ندمت على تسرعها، فتركت مقعدها واتجهت اليه وقد أثنت ركبتيها قليلا لتنحنى بجسدها أمامه فتربت بكفها الأيمن على ساقه: I'm so soory (أسفة).. أتسرعت من غير مقصد.. أعتبرنى مقولتش حاجة..
كان فى ذلك الوقت يحك رأسه بأطراف أصابع يمناه، بينما أصابع يسراه لم تتوقف عن النقر على المكتب حتى أخرجته من شروده باعتذارها.. لم يعيرها انتباهه، وواصل التفكير فى الأمر.. هو شخص متريث جدا فى قراراته بعكس زوجته صاحبة الدماء الشابة التى تميل فى بعض الأحيان للتهور، وقد أستطاع خلال السنوات الماضية السيطرة على ذلك الأندفاع كثيرا..
مر وقت طويل ومازال كلاهما على نفس وضع جلسته حتى قطع مصطفى ذلك عندما جذب كفها الموضوعة على ساقه، وأشار لها بطرف عينه لتجلس على المقعد الرئيسى للمكتب، فنفذت أمره على عجل وهى تستمع لكلماته الرزينة: فى تعديل على أقتراحك..
تهللت أساريرها فالنجاح حليفها الآن: هتأسسى شركة باسمك..
ظهر الأنزعاج والدهشة على وجهها فقاطعته: وايه علاقة فكرتى بالشركة! ولا ايه لزمتها حتى؟
أجابها ببرود: أعتقد أننا اتفقنا قبل كده أنك متقاطعنيش لما نكون بنتكلم فى الشغل..
أحرجها تأنيبه فاعتذرت سريعا، ليكمل بعدها بهدوء: أتصلى بالدادة خليها تعشى أدم وتنيمه..
قطبت ما بين حاجبيها وهى تطالع الساعة المقابلة لها لتتأكد من تأخرهما عن موعد العودة للمنزل، فاستجابت لأمره واتصلت بالمنزل..
--------
أنهت مكالمتها الهاتفية التى أسترضت فى نهايتها طفلها الصغير المتذمر على تغيبهما المقصود عنه، مع وعد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى..
أعقبتها بطلب فنجانين من القهوة لتساعدهما على التركيز، ثم رفعت وجهها لتنظر لزوجها فى انتظار متابعته لسرد قراره..
وبشكل عملى تماما تابع: المبانى هتتبنى.. كل مستشفى فيها مبنى واحد دورين..
أومأت رأسها تفهما ليتابع هو حديثه: الشركة مهمتها أنها تتتعاقد على استيراد أجهزة ومعدات جديدة..
حركت رأسها يمينا ويسارا وهى تزن كلماته بحسابات العقل، ليتهلل وجهها: ده هيوفر معانا كتير جدا.. غير أنى أقدر أعمل شغل للغير..
أومأ برأسه تأييدا لما استنتجته فهى سريعة البديهة.. أراحت ظهرها للخلف لتنعم بجلسة مريحة على ذلك المقعد الجلدى الوثير وأصابع يديها تتشابك معا أمام وجهها وقد أرتسمت ابتسامة سعادة عليه.. فأراد اغتنام الفرصة واكمال مخططه الذى لن يقبل اعتراضها عليه: وهتدخلى فى سوق استيراد الأدوية مؤقتا..
فاجأها اقتراحه فعادت ثانية لتقترب من المكتب باندهاش: بس أنا مفهمش حاجة فى ده كله، ومقدرش..
أبتسم بظفر لعدم انتباهها لكلمته الأخيرة حتى لا يقع فريسة فضولها الذى قد يسبب فشل ما ينتويه، فقد أستطاع جذب انتباهها للفكرة العامة وألهاها بها عن عزمه الخفى.. فلقد آن أوان اصلاح أمور متراكمة على كاهله..
فقاطعها دون اكتراث لحديثها، ولمنعها من اثارة مبررات واهية للهروب من تحمل مسئولية أمر جلل مثل ذلك: الشركة لازم تجهز فى خلال 3 شهور.. وتبدأى بعدها علطول فى تنفيذ مهامك..
طرقات خافتة على باب المكتب أوقفتهما عن الحديث، لتأذن للطارق بالدخول.. فيدلف أحد السعاة بصينية معدنية فاخرة تحمل ذلك السائل البنى قوى التأثير معشوق الملايين.. ليرتشف كلاهما قطرات متتالية ذات المعيار المظبوط..
خرج الساعى، فتركت فريدة فنجانها لتتحدث بتوتر: مصطفى أنا فعلا مقدرش على الحمل ده.. أنا يدوبك بقدر أجى هنا يومين.. مش هعرف أرتب مواعيد جديدة لده كله..
أخيرا أبتسم مصطفى ليجيبها بثقة: أنتى أدها وأدود.. هتعرفى تجدولى أمورك..
لتتابع هى: 3 شهور! قليل أوى..ملحقش أعمل دراسة جدوى حتى.. أنت مستعجل أوى كده ليه؟
أرتشف القليل من قهوته ليتابع بهدوء غير مكترث باجابة سؤالها: هتشوفى مقر جاهز أو محتاج تعديلات بسيطة.. وكل الموظفين الأداريين والقانونيين هنا تحت أمرك، أستعينى باللى تحتاجيه منهم.. المهم المقر والأمور القانونية الخاصة بتأسيس الشركة تنجزيها فى 3 شهور..
بهتت من كلماته: أنت مدينى حجم أكبر من حجمى..
ابتسم مصطفى لينطق ببساطة: أنا واثق فيكى يا فيرى..
----------------------------

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 07:56 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة23 : العرافة

 

**الحلقة23 : العرافة
تتمايل على أنغام أحد الأغانى الشعبية المشهورة أثناء ذهابها لمقر الشركة القابع بطابق كامل بأحد الأبراج الحديثة فى ذلك الحى القاهرى الشهير.. لتدندن بصوت عال معها، فتجذب نظرات مستنكرة لقائدى السيارات المجاورة.. يظنوها مجنونة.. أو احد الفتايات الثريات التى لا تعلم من خسائر الدنيا سوى كسر أحد أظافرها المطلية بعناية.. فتتجاهلهم هى عمدا:
زحمه يا دنيا زحمه
زحمه وتاهوا الحبايب
زحمه ولا عادشي رحمه
مولد وصاحبه غايب
اجي من هنا زحمه
واروح هنا زحمه
هنا او هنا زحمه
صحيح هى أجنبية التربية لكنها تفضل الأغانى المصرية الشعبية، فهى تمنحها احساس بالحياة بعيدا عن أتيكيت الوضع الأجتماعى الكئيب.. وبالتأكيد لا يعلم أحد عن ميولها الغير منطقية..
شهر كامل تخلت فيه عن رفاهيتها.. تصطحب طفلها لمدرسته، ثم تذهب بعدها لمقر شركتها الجديدة.. متخلية بذلك عن ممارسة رياضتها اليومية لتستعيض عنها ببعض التمرينات البسيطة الصباحية..
تفتح الشركة عند السابعة والنصف صباحا قبل قدوم العمال المسئولين عن اتمام التجهيزات للبناية.. تراجع أوراقها ومستنداتها وتعدل ما يحتاج للتغيير ليلائم ظروفها.. ثم تبدأ عند التاسعة صباحا رحلة طريفة معهودة فى مصر لانجاز أوراق الشركة، بعضها يسير بشكل روتينى بغيض، وقليل منها ينجز عند معرفة هوية زوجها.. وبعد الظهيرة تعود مهرولة للمنزل لاعداد وجبة الغذاء لأسرتها الصغيرة.. بينما يحضر زوجها ابنهما من مدرسته فى موعده بدقة بدلا من أمه.. فلا ذنب لطفلها بمخطط أباه، ولا داعى لأفساد روتينه اليومى بشكل مبالغ يؤثر على نفسية الصغير..
حافظت على روتين ذهابها لمشفى زوجها، بينما يتابع أحد الموظفين الأداريين الصغار أعمال الديكور بمقر الشركة..
ثم تخلد منهكة ليلا بعد تناولهم العشاء بالمنزل لتنعم بنومة تزيل بعضا من مجهود اليوم الحافل.. لتعيد الكرة فى اليوم التالى بنفس المنوال دون كلل، وبمزيد من الأصرار والسعى لانجاز مهمتها خلال المهلة الوجيزة التى منحها لها زوجها.. ونتيجة لذلك أصبحت شديدة التعلق بالكافيين والمشروبات المنبهة، والتى ساهمت كثيرا فى زيادة توترها وارهاقها العصبى..
--------
تسير بخطوات رشيقة مرتدية ذلك المعطف الثقيل فوق فستانها الأسود الذى يتخطى ركبتها بقليل، لتتجنب لفحة البرد القارص والتى تشتهر فرنسا بأنها الراعى الرسمى لقسوته.. لم تكن لتنزل فى ذلك الوقت المتأخر لولا الحاح صغيرها أدم ذو العامين والنصف.. لقد أجبرها على الذهاب لشراء بعض الخبز الفرنسى الشهير بلسان يبتلع حروفا أكثر من نطقها.. حاولت تأجيل ذلك للصباح ولكنها لم تصمد أمام لمعان عينيه.. فتركت طفلها بصحبة الخادمة المرافقة لهما ووضعت معطفها على جسدها النحيل، بينما أخفت رقبتها بين طيات تلك الكوفية الصوفية المحيطة بها.. ثم هرولت مسرعة للمتجر القاطن بالشارع الخلفى للبناية التى تسكن بأحد شققها الفاخرة..
أشترت خبز طفلها المفضل، وقبل عودتها أنتبهت لتلك الدمية الصغيرة ذات الألون المبهجة خلف الجدار الزجاجى للمحل المجاور.. فدلفت لتقتنيها لطفلها الحبيب، وبعد أن غلفتها البائعة اتجهت بخطوات راكضة فى اتجاه العودة، دون أن تنتبه لتلك العينين الزرقاوين كبحر هائج المتابعتين لها منذ دخولها لمحل لعب الأطفال..
تحتاج السير فى ذلك الشارع الطويل قبل أن تحيد بشكل عمودى وتسير مسافة تقترب من نصف المسافة السابقة حتى تصل لبنايتها التى تقطن بطابقها الحادى عشر.. مسافة طويلة قضتها وهى تدندن موسيقى احدى مقطوعات بيتهوفن الشهيرة.. لم تنتبه لذلك الظل الضخم الملازم لظلها، فقد كانت سعيدة شاردة بلحنها وكيف سيستقبل صغيرها دميته الجديدة..
وعند أحد المنحنيات المظلمة لم تشعر سوى بيد قوية جذبتها لتسقط الهدية كما سقطت حقيبة الخبز الورقية.. شعرت برعب يداهم قلبها.. جالت بحدقتى عينيها محاولة لاكتشاف هوية من قطع طريقها، ولكن صدمها الظلام حولها واضاءة الشارع لم تنبأها سوى بظلين أحدهما ضئيلا ينتمى اليها والأخر ضخم يجثم عليها..
حاولت الأفلات وقد أرتفعت نسبة الأدرنالين بجسدها ولكن لم تستطع الفرار.. حاولت الصراخ ولكنها أخيرا أنتبهت أن فمها الأن رهينة تحت يدها الغليظة..
نعم أنها امرأة.. ذلك ما اكتشفته مؤخرا.. لم أهتم بهوية تلك المعتدية، فقد شغلنى أمر أخر.. ذلك الألم النابع من كفى الأيمن.. ألم كقرصات نحل متتالية على جلد عار.. سرعان ما تحول الى خدر مع احساس بسخونة سائل يقطر من بين أصابعى.. لم أحتج لكثير من النباهة لأخمن كينونة ذلك السائل، فهو بالتأكيد دمى.. نزفت كثيرا وكأنها تعمدت ذلك وتنتظر بفارغ الصبر المرحلة التالية..
ولم أخيب ظنها، فها أنا الأن أشعر برجفة بجسدى.. تندى جبينى.. فبدأت حدقتا عينى تجولان بلا هداية.. أصبحت الألوان تتخلل الظلام أمامى.. ها أنا أرى مساحات صغيرة تهتك ستر السواد.. أحمر.. أصفر.. أخضر.. وكثير من العتمة..
سمعت صوتها المخيف للمرة الأولى وهى تسحب كفها من فوق فمى: Good girl (فتاة جيدة)..
وأنا بين اليقظة وغياب الوعى أحسست بانحنائها أمامى، بينما أنا أسقط ببطء شديد ومازال ظهرى ملاصقا لذلك الجدار.. أشعر أن الزمن تلاشى أو ثبت، وكره التحرك والدوران فى فلكه.. غريب ما فعلته، لقد شربت دمائى ببساطة ودون اشمئزاز وكأنها معتادة على ذلك..
لم أهتم أو أبالى بما تفعله بى.. أظن أننى الأن أرى ذرات الغبار العالقة بالهواء.. بل أستطيع تمييز رائحة الغبار والهواء كلا على حدة.. أكاد أقسم أننى أسمع صرير ماء بأحد شقق البناية المقابلة والتى تبعد عنى العديد من الأمتار.. أميز أحاديث أناس يقطنون البنايات المحيطة.. أشعر بأننى أخرج من جسدى الأن لأسبح بين ذرات الهواء، أسمع نداءات طفلى المتكررة والمتذمرة على تأخرى فى اجابة طلبه.. أرى مغلف الخبز الآن ساقط على بعد أمتار منى.. أطفو الآن فى اتجاهه لجلبه لأعود لصغيرى..
لا ليست نهايتى الأن.. لن أرحل.. لن أتركه وحيدا.. سأحمل خبزه وأطير لأصل اليه سريعا.. أه من تلك الشمطاء اللعينة لا أحتاج لاضاءة لأراها فأنا أحفظ ملامحها كما لو أنى أراها على ضوء الشمس الساطعة.. عيون زرقاء جاحظة.. نظراتها قاتمة فحولت زرقة عينيها لظلمة حالكة.. ضخمة بشكل مرعب.. رثة الثياب كالمجاذيب.. رائحتها كريهة كما لو كانت تنام فى حظيرة خنازير.. لقد جذبتنى اليها عندما سحبتنى من ساقى لتعيدنى فى اتجاه جسدى، وهى تنطق بحزم من بين أسنانها السوداء: Not now my girl (ليس الأن فتاتى)..
أطعتها كما لو كنت عبدا أفريقيا مملوكا لرومانية مجنونة، أخاف أن أتسبب دون قصد فى تعكير صفوها، فيكون مصيرى أن ألقى هدية بخسة لأسودها.. لتطالعنى هى بضحكات ماجنة وهى تتسلى مع صديقاتها برؤية لحمى بين أنيابهم، بينما شلالات دمائى تنضح بعشوائية وأنا أنتفض كحلاوة روح..
عدت لجسدى كما لو كان فستانا ضيقا أتعذب لحشر جسدى به، وليس بيدى حيلة سوى طاعة مولاتى الرومانية.. وأخيرا شعرت بالأختناق داخل جسدى عندما عدت اليه.. أمر غريب أن أكون أنا أكبر من جسدى.. رغم أننى وجسدى واحد.. ولكنى لم أفهم ما حدث، وليس لدى رفاهية التفكير والتخمين الأن.. فها أنا الأن قد أنزلقت جالسة أرضا ظهرى مستندا للحائط، بينما وجهى متدلى لأسفل وقد أغلقت عينى أخيرا للاستسلام لغيبوبتى..
ولكن مولاتى الرومانية لم تمنحنى السلام الأخير، فعادت بتكرار جملتها الأخيرة وأنا أفتح عينى مجبرة وغير مخيرة فأراها بوضوح رغم الظلام: Not now my girl (ليس الأن فتاتى)..
تنتبه خلايا عقلى جميعها كما لو كانت جنودا تتبع قائدها الفاتح الغازى حيث النصر، لأستمع لخطبتها المحفزة على القتال لا الاستسلام:
- You've a bloody road (طريقك كتب بالدم)
- Save your kids (أحمى أطفالك)
- Run (أهربى)
لتصرخ المشعوذة بوجهى صرخات تقلق منام الموتى ليبعثوا من جديد.. تصرخ وهى جاحظة العينين التى تحول بياضهما الى ظلمة أمتزجت بحدقتيها قبل أن يبتلعها ذلك الظلام من أمامى، بينما أغمض عيناى الأن فى استسلام لمصيرى..
تفزع فريدة من نومها صارخة صرخات متلاحقة، فيفيق زوجها من نومته مرتعبا عليها، فيضمها سريعا بين أحضانه لتخمد صرخاتها على منحنيات صدره: أهدى يا فريدة.. فريدة متصوتيش أدم يصحى مفزوع يا قلبى..
يمر الوقت بطيئا مملا.. فريدة مختبئة بحضن زوجها.. يربت على شعرها الأصفر المشعث: أهدى يا فريدة.. مفيش حاجة يا ماما.. أنتى كويسة.. متخافيش.. أنا هنا..
جسدها متعرق كما لو صب الماء على جسدها صبا.. دموع تذرف ساخنة شلالا على وجنتيها.. أحمرت أرنبة أنفها، بينما تساقطت قطرات مائها المالح.. ومازال الجسد النحيل يرتجف بين يديه..
يسألها بهمس بعد أن قبل رأسها: العرافة؟
لتخرج هى من حضنه لتطالع هى كف يمناها، فتتلمس بأطراف أصابعها ذلك الجرح الطولى البارز به.. تومئ برأسها ايجابا، ثم تمسح الدموع المتلاحقة على وجنتيها براحتى يدها..
زفر ببطء ثم تحدث متريثا بنبرة هادئة: الكابوس مبيجيش الا لما بتتوترى.. لو عوزة نلغى موضوع الشركة، معنديش مشكلة..
حركت رأسها يمينا ويسارا رفضا دون أن تتفوه بحرف، وما زال رأسها متدليا لأسفل.. تطالع ذلك الجرح الكبير بعيون لامعة تقاوم الأستسلام وهى تلامسه بأصابع يسراها: هفتح الشركة..
مصطفى: فيرى.. ممكن تسافرى أنتى ودومة وترجعوا تعيشوا برة لو ده هيريحك..
أسرعت فريدة بالرفض: لا لا لا.. أنا عوزة أفضل هنا معاك.. عوزة أدم يعيش ويتربى هنا..
مصطفى: أتصل بدكتور جوزيف؟
أجابت بثقة: لأ.. أنا كويسة.. مش محتاجة لمشورته، ولا لأدويته..
أحاط مصطفى كتفيها بكفيه: أنا ميهمنيش الا أنك تكونى كويسة.. راحتكم وسعادتكم هى كل أملى..
لتبتسم هى بوهن وارهاق جراء استنزاف مشاعرها بذلك الكابوس: أنت سعادتى وأمانى..
هى تعشق الحياة
تعشق الحرية
تعشق الأمان
تعشق السكينة
تعشق مصطفى
لأنه كل ما سبق
هو مرساة سفينتها
هو وطنها
ليضمها بدفء من جديد اليه مسندا ظهره للسرير، فتغمض عينيها لتستسلم لنوبة نوم هادئة فى أحضانه التى توسدتها كطفلة تخلد لمهدها..
----------------------------

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"ظلال, الماضى", رواية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية