لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-17, 01:54 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

السلام عليكم..
ال في والله قصير.. صح اني ما احب اقول للكاتبتات قصير بس هذا قصير ما امداني اشق حلجي بابستامه لان مالك نام عندهم في شقتهم الا البارت منتهي؟؟؟ هنا لااابد من المطالبه وبقووه وحزم بتنزيل فصلين متتابعيين..هخهخهخه
عاد الصدق انتي من اول تقولين الاجزاء قصيره بس عاد ماقلتي انها قزمه..هخهخهخه
عموما كل مايجي منتس حلوو يااحلووو>> تلقينتس تقولين وشو عقبه..هع

من اوول كنت ومازلت اقول ان اسلووبتس يجنن حلوو وسلس وممتع ومازال هالشي مستمر للحين..
بقولتس شي.. رحمت ثريااااااااااااااا>>فيس رحمها بس للحين ما غفر لها اللي سوته..هع
بجد رحمتها بس الحمد الله عندها اخوها يعني مو وحيده ..
اعجبتني يوم كلمها مالك وخشت بعينه على طول وعلى اني مستغربه كيف مافيه سلام ولاكلام معه وهي اللي ربته.. هل لان طيف تعني لها اكثر من مالك الحين؟؟ الاكيد ان طيف الحين لها ام اسمها ثريا هو صح مو ام بالدم ولكن بالاهتمام وطبعا ثريا هي اللي ربت طيف لكن للاسف ما خلت هالبنت لها قول وفعل لكن ان تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا واهم شي ان ثريا عرفت غلطتها والحين تكون دافع قوي لكل واحد عشان يعيشون حياتهم مع بعض. حبييت مره يوم سكرت الباب وقفلته عن طيف وخلتها تروح تنام مع مالك..اعجبني دهاااء هالانثى المزيونه .. بس تكفين ال في لاتموتين ثريا خليها تعيش وخليها بعد تغير حياتها وتعيش حياة حلوه ومريحه مع واحد يقدرها ويحترمها ويحبها.. انا صراحه ودي انها تتزوج جد مالك اذا مو متزوج عشان تعيش هي وطيف ومالك مع بعض .. بس اذا كان كبير بالسن لا ابيها تتزوج ناصر صديق ابوه..شكله يناسبها بالسن.. اتوقع انها اذا كبيره بتكون باخر الاربعينات او بالخمسين يعني صغيره وتوها مابدت الحياة فعلا..
يجننننن مااالك يوم تصحيه طيف للصلاه... موقفه يوم يبوس يدهاا دوووخني ..>>فيس دايخ دوخه بسيطه..هخهخه
اتمنى من كل اعماق اعماااااااااااق قلبي اشووف شلون طيف بتجننه.. يااليتها تجنننه ونجننه معها>> فيس الجمهور الملقووف..هخهخه
اعجبني مرره مره يوم قال لها ماشاء الله زي ماقالت له اول مره شافته فيها.. الصراحه هالمالك حافظ تفاصيل حياته مع طيفه بالقلم والمسطره وكانه كاتبها بدفتر وويحفظها يوميا..ويسمعها لنفسه
فيه نقطه اعجبتني مرره مرره وحبيتها وهي ان طيف لما صحت من النوم راحت على طوول وصحت مالك عشان يصلي وكانه روتين مستمره عليه عمرها كله وبكل حميميه وما كأنه لها عشر سنوات من تركت هالحركه.. حبيتها مره وكان طيف بنفسها ماقلمه نفسها على هالشي وكانه عاده لها .. يعني هالحركه البسيطه تبين انها فعلا مشتااقه لمالك وكل اللي تسويه مع مالك ولمالك..
لكن الخووف كله من فهد .. فكينا منه ياا ال في ..مانبي نشووفه ابد لايجي ويعكنن جونا وجو ربعنا..
تسلم الاياااادي ال في .. احس صراحه لما اقرأ الاجزاء اني مرتاحه مااعندي شد وانفعال من اللي ممكن يصير.. اهم شي مالك وطيف نبيهم حلوووين وطعميين كذا..

اممم تدرين ال في . ذكرتيني باسلوب كاتبه ماكتبت الا روايه وحده بس اسمها ضجة الصمت.الله يذكرها بالخير وين ماكانت . كان اغرب لقاء لابطال روايه قريتها كانت روايتها ..اليوم وانا اقرأ البارت ذكرتها . الله يوفقها وين ماكانت..
بانتظار البارت الجاي بكل شووق..متشووقه مرره مره اشوف حياة مالك وطيف وهم مع بعض وبروحهم بدون وجود ثريا.. اتمنى ان مالك مايوديها على طول لبيت جده ..يعني ياليت يجلس معها كم يوم بروحهم بفندق والا بشقه خاصه بمالك ..يعني يبي لهم جو خاص فيهم وهم توهم باول حياتهم.. صح هم عاشوا مع بعض كم شهر قبل لكن الحين غير هم كبروا وتغيرت افكارهم وصاورا يبغون يتقربون من بعض اكثر فمايصير هالشي وهم ببيت جدهم.. اللي ماندري من بعد يمكن يكون معهم فيه.. هل فيه عمات واعمام.؟ هل فيه بناااات عم وفيه منهم وحده غثيثه تفكر بمالك وتبيه ملك حصري لها؟؟ والا بنت ناصر تبيه لها.. ؟ انا متاكده ان فيه بنت تبي مالك وبتكون العدو الاول والاوحد لطيف لكن بالمشمش عليها تغلب طيف>>فيس من الحين بصف طيف
دمتي بود

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 01:15 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة
   سلمت يمناك يا ( زهرة )

كأنه الجزء قصير !!! 🤔
لم أكد أقرأ [ 10 ] حتى وجدت نفسي عند ( انتهى البارت
ربما لأني بالأمس فقط اكتشفت الرواية و قرأت أجزاءها تباعاً ..
حتى غلبني النوم .
رائع ما خطته يمينك .. تقدم كبير في مشاعر الثريا
و ها هو إحساس الأمومة يغزوها و يطغى عليها و تنادي
طيف بابنتي لتتقبل طيف تلك الكلمة باحتضان طال انتظاره
جميل .. جميل جداً رغم تأخرها .

هل كان مالك ينوي أخذ طيف لتتعرف على أسرته ؟
أم يريد أن ينفرد بها بعيداً عن العالم و عن الأعين المترقبة ؟!

أتمنى أن يعوضها و يجري عرساً و احتفالا جديدا،،
فالمسكينة لم تحظََ بحفل كما باقي الفتيات ..

شكرا يا مبدعة بانتظارك باذن الله .🌷

مسرورة جدا إن البارت عجبك رغم قصره. ماراح استبعد فكرة احتفال ثاني أبد، بس وقته في القصة بيكون فيه خلاف
مشكورة مشكورة على متابعتك معاي!!! جد شي يشجع :)

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 01:22 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم..
ال في والله قصير.. صح اني ما احب اقول للكاتبتات قصير بس هذا قصير ما امداني اشق حلجي بابستامه لان مالك نام عندهم في شقتهم الا البارت منتهي؟؟؟ هنا لااابد من المطالبه وبقووه وحزم بتنزيل فصلين متتابعيين..هخهخهخه
عاد الصدق انتي من اول تقولين الاجزاء قصيره بس عاد ماقلتي انها قزمه..هخهخهخه
عموما كل مايجي منتس حلوو يااحلووو>> تلقينتس تقولين وشو عقبه..هع

من اوول كنت ومازلت اقول ان اسلووبتس يجنن حلوو وسلس وممتع ومازال هالشي مستمر للحين..
بقولتس شي.. رحمت ثريااااااااااااااا>>فيس رحمها بس للحين ما غفر لها اللي سوته..هع
بجد رحمتها بس الحمد الله عندها اخوها يعني مو وحيده ..
اعجبتني يوم كلمها مالك وخشت بعينه على طول وعلى اني مستغربه كيف مافيه سلام ولاكلام معه وهي اللي ربته.. هل لان طيف تعني لها اكثر من مالك الحين؟؟ الاكيد ان طيف الحين لها ام اسمها ثريا هو صح مو ام بالدم ولكن بالاهتمام وطبعا ثريا هي اللي ربت طيف لكن للاسف ما خلت هالبنت لها قول وفعل لكن ان تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا واهم شي ان ثريا عرفت غلطتها والحين تكون دافع قوي لكل واحد عشان يعيشون حياتهم مع بعض. حبييت مره يوم سكرت الباب وقفلته عن طيف وخلتها تروح تنام مع مالك..اعجبني دهاااء هالانثى المزيونه .. بس تكفين ال في لاتموتين ثريا خليها تعيش وخليها بعد تغير حياتها وتعيش حياة حلوه ومريحه مع واحد يقدرها ويحترمها ويحبها.. انا صراحه ودي انها تتزوج جد مالك اذا مو متزوج عشان تعيش هي وطيف ومالك مع بعض .. بس اذا كان كبير بالسن لا ابيها تتزوج ناصر صديق ابوه..شكله يناسبها بالسن.. اتوقع انها اذا كبيره بتكون باخر الاربعينات او بالخمسين يعني صغيره وتوها مابدت الحياة فعلا..
يجننننن مااالك يوم تصحيه طيف للصلاه... موقفه يوم يبوس يدهاا دوووخني ..>>فيس دايخ دوخه بسيطه..هخهخه
اتمنى من كل اعماق اعماااااااااااق قلبي اشووف شلون طيف بتجننه.. يااليتها تجنننه ونجننه معها>> فيس الجمهور الملقووف..هخهخه
اعجبني مرره مره يوم قال لها ماشاء الله زي ماقالت له اول مره شافته فيها.. الصراحه هالمالك حافظ تفاصيل حياته مع طيفه بالقلم والمسطره وكانه كاتبها بدفتر وويحفظها يوميا..ويسمعها لنفسه
فيه نقطه اعجبتني مرره مرره وحبيتها وهي ان طيف لما صحت من النوم راحت على طوول وصحت مالك عشان يصلي وكانه روتين مستمره عليه عمرها كله وبكل حميميه وما كأنه لها عشر سنوات من تركت هالحركه.. حبيتها مره وكان طيف بنفسها ماقلمه نفسها على هالشي وكانه عاده لها .. يعني هالحركه البسيطه تبين انها فعلا مشتااقه لمالك وكل اللي تسويه مع مالك ولمالك..
لكن الخووف كله من فهد .. فكينا منه ياا ال في ..مانبي نشووفه ابد لايجي ويعكنن جونا وجو ربعنا..
تسلم الاياااادي ال في .. احس صراحه لما اقرأ الاجزاء اني مرتاحه مااعندي شد وانفعال من اللي ممكن يصير.. اهم شي مالك وطيف نبيهم حلوووين وطعميين كذا..

اممم تدرين ال في . ذكرتيني باسلوب كاتبه ماكتبت الا روايه وحده بس اسمها ضجة الصمت.الله يذكرها بالخير وين ماكانت . كان اغرب لقاء لابطال روايه قريتها كانت روايتها ..اليوم وانا اقرأ البارت ذكرتها . الله يوفقها وين ماكانت..
بانتظار البارت الجاي بكل شووق..متشووقه مرره مره اشوف حياة مالك وطيف وهم مع بعض وبروحهم بدون وجود ثريا.. اتمنى ان مالك مايوديها على طول لبيت جده ..يعني ياليت يجلس معها كم يوم بروحهم بفندق والا بشقه خاصه بمالك ..يعني يبي لهم جو خاص فيهم وهم توهم باول حياتهم.. صح هم عاشوا مع بعض كم شهر قبل لكن الحين غير هم كبروا وتغيرت افكارهم وصاورا يبغون يتقربون من بعض اكثر فمايصير هالشي وهم ببيت جدهم.. اللي ماندري من بعد يمكن يكون معهم فيه.. هل فيه عمات واعمام.؟ هل فيه بناااات عم وفيه منهم وحده غثيثه تفكر بمالك وتبيه ملك حصري لها؟؟ والا بنت ناصر تبيه لها.. ؟ انا متاكده ان فيه بنت تبي مالك وبتكون العدو الاول والاوحد لطيف لكن بالمشمش عليها تغلب طيف>>فيس من الحين بصف طيف
دمتي بود

ياهلا ياهلا!!
مشكلة القصر مشكلة عندي في كل شي حتى تقارير الجامعة الله يرزقني المخرج منها.. بس ما عليك، إذا شفت البارت مرة مرة قصير، بحط معاه بارت ثاني. بارت اليوم بيكون أحسن شوي من أمس (حسبت عدد الكلمات/الصفحات). و لاتوصي حريص، مستر مالك بيتجنن لين ما يقول بس ابتداء من اليوم
جاني الفضول أقرأ للكاتبة اللي ذكرتيها الله يسعدها وين ما كانت. دوم أصلا أدور عن شي ما قريته لسى :)
تسلمي على متابعتك يا عسل :)

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:33 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

[11]

إذا تقدم شخص إليه قبل أسبوع وأخبره أنه سيجد طيف ويقابلها ويتفق معها، كان سيضحك ويحذر ذلك الشخص من رفع آماله بلا فائدة.

لكن هاهو الآن بعد أسبوع، جالسا جنبا إلى جنب مع طيف في رحلة طائرة سترجعهم إلى الرياض حسب خطة مفصلة الخطوات..

"أوكي.. زيارات أنصاص الليول ما كانت ضمن الخطة.."

لم يستطع منع نفسه. منذ لقائهم في ذلك المتنزه وهو يتحرق شوقا إلى رؤية وجه طيف. لم يستطع النوم إلى صباح اليوم التالي، وربما كان سيكمل سهره المترقب لو لم يتبع أفكاره الهائمة التي قادته إلى ركوب سيارته والإتجاه إلى شقة خالته.

لم يندم.. آه، لم يندم.

هل الشوق جعل ملامح طيف أكثر جمالا، أم كانت السنين كفيلة بذلك؟

اختفت مسحات الطفولة التي عهدها، ليحل محلها تقاسيم أنثوية صارخة. نعومة تخالطها حدة أبهرته حد الصمت، جعلته يراقب أدق وأبسط حركاتها بولع. حتى عندما بدت مرهقة، جديلة شعرها الطويل منفلتة بكسل، بقميص بيت واسع لا يبين تفاصيل ما تحته.. فتنته. فتنته وفتنته وفتنته.

وعندما نظرت إليه بحاجب مرفوع، مستغربة، أسكره تشربه حد الثمالة لذهب عيونها الذي لم يتغير، فقط ازداد حسنا وروعة.

"صادقة خالتي.. قسم إني منتهي.."

أرجعه صوت الطيار يعلن عن الإقلاع للواقع، ليدرك أن طيف كانت تكلمه: بخصوص شغلي..

كرر بتمثيل عدم فهم: وبخصوص شغلك؟

سألت: وش بسوي فيه؟ إنت جريتني بدون ما أعطي فرصة عشان أفسر غيابي.

أجاب: بسيطة، ما يحتاج تشتغلين.

كانت هذه فرصته ليوفي بوعده لنفسه، بتعويض طيف عن كل ما فاتها في الماضي.

أحس الاعتراض في نبرة صوتها: بس أنا أبغى أشتغل..

ابتسم، ليلعب ورقته الرابحة: ما تبغي تكملي دراستك وتأخذي الماجيستير؟

سكتت لتسأل بعد لحظات: كيف عرفت؟

عرف أن سؤاله كان له التأثير الذي أراده: ما يحتاج لها تحقيقات. وحدة بشهادة امتياز مثلك؟ استنتجت إنك كنتي تبغي تكملين بس ما قدرتي.

لا ينكر فخره بالإنجازات التي حققتها، إنجازات لا يمكن أن تفنى بمجال عملها الحالي.

بشك: وإنت اللي بتساعدني؟

ليرد: ليش لا؟

بدت كأنها تفكر بالأمر مليا: تدري إني ما بخلص بستة شهور صح..؟

بثقة محب لم يستطع كتمانها: ما عليك.

أخيرا ظهر في صوتها الرضا: طيب.. يصير خير، ومالك؟

مدت يدها لتطوق يده الموضوعة على ذراع كرسيه، شتته ذلك الملمس المخملي المألوف عن الرد ليسمعها تهمس بامتنان واضح فضح عن رغبتها في نيل تلك الشهادة: شكرا..

ألا تدري أنه مستعد لفعل أكثر من ذلك من أجلها؟: العفو.

:

قد كانت قبل أيام تفكر بعدم تخيلها لركوب طائرة، والآن ركبت واحدة إلى أرض الرياض التي لم تطئها منذ ثمان سنوات.

خطا مالك جانبها بكل أريحية، يوجهها حيث شاء إلى أن وصلا عند سائق ينتظرهما ويقودهما إلى فيلا جاسر السامي التي يسكنها مالك.. أو بالأحرى، قصر جاسر السامي، فهذا البناء الفاره الذي تدخله لا ينفعه وصف آخر.

تعلم أن عائلة مالك فاحشة الثراء، لكن كل يوم تفاجأ بمقدار ما عند تلك العائلة. كان عالما مختلفا عن الذي عاشته طوال حياتها.

وضع مالك يدها في يده يرشدها إلى ما عرف عنه أنه جناحه، أو ربما كان يعني شقة. ما باله يسمي كل شيء بمسمى أصغر؟ نظرت إلى المطبخ التحضيري، إلى ركن الجلوس، إلى الحمام، إلى غرفة النوم، إلى المساحات الفاصلة بينها كلها.. : كل هذا، كنت تسكنه لحالك؟

أومأ بنعم وتنهد: بلا أنيس ولا ونيس../ لم تلحظ نظره الخاطف إليها قبل أن يكمل: بين أفكاري ولوعتي..

أرضاها وأحزنها بنفس الوقت، تلميحه بأنه شعر بالوحدة. أرضاها لأنها شعرت بوحدة موجعة، تشعر بها كل ليلة، تتسلل إلى قلبها كنصل جليدي يدميه بلا رحمة. أحزنها لأنها لا تريد أن يجد الألم له طريقا، حتى الآلام التي تشعر بها. أي تناقض هذا الذي أحدثه فيها؟

سألت وهي تخلع عباءتها: ولقيت ونيسك اللحين؟

سألها بالمقابل: بتظني إيش؟

بثبات أجابته: لقيته.

ابتسم لها بدفء ولم يعقب كلامها بشيء آخر.

لاحظت تفاصيل معينة وهي تتفحص الجناح، لم يبد معدا لشخص واحد فقط: تجهيز ذا الجناح غريب..

بعفوية لم تدرك أنها مُتقصدة فسر لها: جدتي الله يهديها كانت مصرة أعرس، وتحمست مع التجهيزات وهي ما بعد لقت لي عروس..

رددت بطء، مازال ذهنها عالقا في تحليل تلك الكلمات الأخيرة: تلقالك.. عروس؟

رد: وبإصرار بعد..

تعرف هذا الشعور.. شعرته مرة منذ سنوات، في متنزه وتحت مضايقات عابثات. شعور تملكي مدمر، يجتاح كل خلية من خلايا جسمها.

غارت، غارت من مجرد فكرة جمع مالك مع كلمة عرس. سألته بهدوء يخفي تحته عاصفة هوجاء: وصار لها اللي بغته؟

أجاب: لا، ودورك إنك تقنعيها إني ما أبغى غيرك. تقدرين تسويها؟

"وليش ما تكون ذي الفكرة حقيقة؟": إيه.. أقدر.

:

إقترح مالك بأن تأخذ حريتها في جناحه وترتاح، فهي ستقابل أفراد عائلته عند الفطور. امتثلت لنصيحته، فهي تريد أن تكون بأكمل نشاطها في ذلك اللقاء.

اتصلت بزوجة أبيها لتعلمها بوصولهم بسلامة، ثم بمي تخبرها أنها في الرياض قبل أن تنام. لم تتركها مي إلا بعد أن أخذت منها وعدا بالزيارة قريبا.

كان سرير مالك ناعما وثيرا، مريح إلى أبعد حد، يحمل أثرا من رائحته التي اشتاقت إليها. لأول مرة منذ سنوات تنساب بسرعة إلى النوم، من غير قضاء وقت بالتقلب والتململ.

استيقظت قبيل الفجر بساعة، وعلى الرغم من قلة ساعات نومها، إلا أنها شعرت بنشاط بالغ. استحمت ولبست اللباس الذي قال مالك أن عمته هي من جهزه لها، جلابية زيتية اللون، تزينها نقوش وغرز ذهبية. قماشها كان فاخر النوع، وتفصيلها رائع أنيق.

صلت سننها وانتظرت الفجر، وفقط بعد قضاء الصلاة وبداية الشروق رجع مالك إلى الجناح بصحبة امرأة بمنتصف العمر، جميلة مريحة الملامح. أشار مالك إليها: أعرفك بعمتي شيخة. عمتي شيخة، هذي زوجتي طيف.

تقدمت شيخة إليها ترحب بها بحفاوة وابتسامة مشرقة: أجل هذي طيف اللي حكيت لي عنها.. هلا وسهلا فيك يا بنتي. نورتي نورتي! / التفتت إلى مالك لتقول بغمز: ما ألومك. قمر.

احمرت طيف بانحراج. لم تعتد أن يتصرف معها أحد هكذا. ردت بخفوت ناظرة إلى مالك لينجدها: تسلمين..

لكن مالك تجاهل كليا طلبها للمساعدة واكتفى بالابتسام برضا وهو يرى عمته تعصرها حضنا ومديحا.

في النهاية أفلتتها لتذهب وتوصي بألا يتأخرا عن الإفطار: عمتك حبوبة..

وافقها: أذكر إنها كانت أول من رحب فيني لما جيت هنا، ومن ذاك اليوم هي صارت أقرب وحدة لي من عايلة أبوي.

استفسرت: كثيرين هم؟

رد: تقدري تقولي كذا، بس اليوم ما بتشوفي غير عمتي وجدي وجدتي. بتلحقي على الباقين بعدين.

أخبرها عندها نبذة عن عائلة السامي الرئيسية.

الرؤوس الكبيرة، جده جاسر وجدته هديل. ولدا من الأطفال أربعة: زياد، شيخة، سالم، والأصغر عبدالله.

عمته شيخة كان لها زياد، هادي، والجازي.

سألته: يعني سمت ولدها على أبوك؟

أجابها: إيه، كان له معزة كبيرة بقلبها.

عمه سالم كان له زوجتان. من زوجته الأولى مزنة، كان له نور ونوال. من زوجته الثانية سوسن، كان له جاسر، ميار، وسماهر.

عمه عبدالله كان له هديل، سامر، علي، ورد، وسارة.

ابتسم لذكرهم: بيجننوك ذولا الصغار..

بادلته الابتسامة: مو شكلك متجنن مرة معاهم.

أردف عندها بغموض: مشكلتي أحب اللي يتعبني.

لم تتنسى لها الفرصة بسؤاله عن معنى كلامه، فهو قد أخرج علبة مخملية من الكيس الذي كان يحمله ليفتحها وترى طيف طقم مجوهرات مبهر بلونه الذهبي وترصيعاته الخلابة كالنجوم. لم يبدُ ثقيلا متكلفا، يُلبس فقط عند التقاط صورة، بل عمليا للغاية. من نظرة تعرف أنه أُختير باهتمام بالغ.

لم تكد تنطق بالسؤال عن هوية صاحبة الطقم حتى فاجأها بإلباسه الطقم لها، قطعة قطعة قطعة، من العقد إلى الأقراط إلى الأساور. أكمل مسيرته بخاتم وضعه بنفس الإصبع الذي كان يحتوي خاتم والدته، ليكمل الخاتم الجديد حسن الخاتم القديم.

نظر إليها بتفحص ثم برضا غامر: كنت أتوقع إنه بيطلع حلو عليك وما خاب ظني.

لازالت تشعر بدفء قربه، بلمسات أنامله العرضية الخاطفة وهو يلبسها الطقم: ليش تكلف نفسك كذا؟

أجابها ببساطة: لأني أبغى.

:

صدق ناصر عندما قال أن مالك كان له لمحات من أبيه ومنه.

عاطفة أبيه وكبرياؤه، نزعته هو للتخطيط والتحليل.

أحب ذلك الفتى منذ أن عرف بوجوده. رأى فيه وريثا يستحق اسمه ومجموعته. فطنته وموهبته كانت حقلا خصبا حرص على تنميته، ليثمر بزهو يده اليمنى حاليا.

لكن.. كان لمالك نفس أخطاء أبيه، نفس المشاعر الجياشة والتعلق بمن لا يستحق.

يذكر مرة كلمه عن زواجه بتلك التي جاءت من طرف ثريا، أخت زوجة زياد التي تسببت بفقدانه لابنه: تزوجت وإنت صغير. بتغير رأيك لما تمر سنين..

ليجيبه حفيده بعناد واثق: مابغيره.. رأيي وببقى عليه للممات.

يذكر مرة كلمه مالك عن والديه: تدري إن أمي كانت تحاول في أبوي يوصلك؟

لم يبق ليسمعه بعد ذلك.

يذكر ليلة الأمس عندما عاد مالك بتلك التي تزوجها منذ سنين، بمحيا بدا أكثر إشراقا وسعادة: أدري إنك إنت السبب اللي خلاني أقابلها..

لم يكن جاسر رجل أعمال عبثا، لن يُلدغ من نفس الجحر مرتين.

استخدم مصادره الخاصة للبحث عن زوجة مالك ليجدها تعمل في شركة انتهى الأمر بشراءه لها، ليكلف مالك بالإشراف على الإجراءات. وكما كان كالمتوقع، وجد زوجته بين الموظفين.

توقع أن يجلبها مالك إلى هذا البيت. توقع أن يريد بقاءها.

حسنا، سيدعه يفعل ما يشاء. رفضه القاطع وتمنعه جعله يخسر ولده، لن يخسر حفيده أيضا.

سينتظر. سينتظر أن يضجر مالك من زوجته، أن يرى حقيقتها بعد ذهاب نشوة التمرد. سينتظر من تلك الزلة. سيزول الوهم لا محالة، وعندها سيخلي الركام ويعوض حفيده بمرشحة من اختياره وموافقته.

رأى حفيده يدخل ويجلس على مائدة الإفطار بصحبة شابة لم تبد بالمظهر الذي توقعه، لم تبدُ متصنعة ولا مستهترة.. لكن، ربما المظاهر كانت خداعة.

سألتها زوجته بحدة سينبهها عليها لاحقا: وش اسمك؟

رد عليها مالك قبل أن تفعل هي: اسمها طيف يا جدتي.

لطالما كانت هديل بعيدة عن الدبلوماسية، تفصح عما في قلبها بشفافية تامة. يحب صدقها هذا، لكن ليس هو ما يحتاجه في هذا الوضع الحالي.

سألت هديل بدورها بسخرية واضحة: وهي ما عندها لسان؟

قاطعها هو بحزم: خلاص. خلينا نفطر.

بدأوا الإفطار بصمت وأنهوه هكذا، ليفترقوا كل إلى وجهته.

:

امتعضت ملامح عمته بضيق: ما عجبني تصرف أمي مع زوجتك.

تنهد مالك بنفس الضيق: ما كنت أدري إنها بتولع كذا.

سألته: وكيفها زوجتك؟ عساها ما تضايقت؟ أعرف أمي، لسانها يبغاله تعود.

ابتسم لذكرها: لا ما عليك، ما أعطت لجدتي بال.

تنفست عمته براحة: والله كنت خايفة، بس طلعت زوجتك كفو.

رفع نظره بتذكر: إيه، بوديها السوق اليوم وأبغاك تروحي معاها إذا عندك فرصة.

ردت: أكيد، ولا يهمك.

وصاها: اشتري لها غصبا عنها. أعرفها بتقول ما تحتاج شي. طنشيها.

عندها ضحكت عمته: والله إنك رايح في خرايطها يا ولد أخوي!

سأل منحرجا من انفلات مشاعره: واضح لهدرجة؟

أكدت له: ما شفتك معاها إلا اليوم وأبصم لك بالعشرة إنك مستوي خالص!

"وراها طيف ما تحس طيب؟ العالم كلها تدري إلا هي.."

:

رحلة التسوق هذه كانت من أكثر الأشياء إرهاقا التي مرت بها. جرتها شيخة أرجاء مركز التسوق الضخم، تشتري قطعة غالية الثمن وراء أخرى بدون أخذ رأيها أو موافقتها بعدما عرفت قياساتها. في نقطة ما استسلمت طيف لواقعها هذا. لا تدري حتى ماهية ما اشترته شيخة لها، لكنها توقعت أن مشترياتها كانت ذات ذوق رفيع.

بكل صراحة، شيخة فاجأتها. حلاوة طبعها وأريحيتها لم تكن ما توقعته منها. لا تتعجب من ارتياح مالك لها، فهي بدأت تشعر بنفس الشيء.

سألهم مالك عندما أتى ليرجعهم إلى البيت: عسى استنفذتوا موارد السوق؟

أكدت له شيخة الجالسة وراءهم: وأكثر، أبشرك!

نظرت طيف بينهما باستغراب.

أكان هذا أمرا يُبشر الشخص به؟

:

"يا سواد ليلي.. وش ذي الفضايح؟!"

كان من المفترض أن تراقب شيخة عن كثب، ربما عندها كانت ستتجنب مواجهتها لحقيقة ما اشترته لها. عزمها على ترتيبها لملابسها الجديدة في غرفة الخزانة التي خصصت لها أصبح صاعقة.

خبأت الفستان الباذنجاني البالغ في القصر الذي أخرجته وراء ظهرها عندما سمعت حركة تشير إلى دخول مالك الغرفة. سألها بفضول: وش تسوين عندك؟

أجابته: ولاشي،. بس أرتب فأغراضي..

عرض عندها: أساعدك؟

ردت بسرعة: لا!/ تلثعمت عندما رأت اقتضاب حاجبيه باستغراب: أكيد إنت تعبان من الشغل..

هز رأسه بـلا: عادي، إنتي اللي هلكانة حدك. أعرفها عمتي، التسوق معاها مو شي أي واحد يقدر يستحمله.

صدق في ذلك، فهي بالكاد تشعر برجليها. تنفست الصعداء عندما تركها إلى الحمام قائلا: ماله داعي ترتبينها الليلة. خذي راحتك..

حينها أرجعت طيف نظرها إلى أزمتها التي ازدادت سوءا مع أول ظهور لـ"ملابس النوم". بحثت بينها إلى أن وجدت أسترها: منامة زرقاء اللون، حريرية عارية الأكمام وتصل إلى كاحليها، يرافقها روب طويل بنفس اللون.

حمدت ربها أن مالك انتهى من استحمامه بعد ترتيبها لأغراضها الجديدة. ودخلت هي لتستحم بدورها وتلبس المنامة وتخرج، ليراها مالك وهي توجه نظرها إلى الأريكة الوثيرة في ركن الجلوس.

نظر إليها بشيء من.. الغيظ؟: أظن إننا ناس كبار ونقدر ننام بنفس السرير. ما بيكون فيه أي حركات، لا تخافي.

شعرت بالحرج يتغللها إلى أخمص قدميها، ليست هذه المرة الأولى التي يتشاركان فيها سريرا، لكن مضي السنين جدد التردد.. ردت بثبات لم تشعر به: معاك حق.. نقدر.

بقيا كل في ركنه، كل معطي ظهره للآخر، كل واع بأقل حركة يحدثها الآخر.

همست: تصبح على خير.

ليرد بنفس الهمس: وإنتي من أهله.

:

فتحت طيف عيونها لترى أنها كانت ملتصقة بمالك، لتدرك أن وجهها كان مدفونا بين رقبته وكتفه. أبعدت رأسها لتنطق شبه مختنقة، تنظر إلى نقطة معينة في الأفق: مو إنت قلت ما بيكون فيه أي حركات؟

رد بضحكة متسلية، تخفي وراءها إحساسا عميقا: مو أنا اللي قربت.. إنتي.

عندها فقط أحست بتطويقها له، لتشعر بحرارة خجل عارمة: آسفة..

كانت ستهم بالإبتعاد لكنه منعها من ذلك، محكما ذراعه حول خصرها: خليكي كذا شوي.. ما عمري مانعت.

لتستوعب وتنظر إليه بحرج هلع: مو هذي أول مرة أسويها؟

رد بصوت ناعس، واضح فيه قرب استغراقه في النوم مرة أخرى: ياما سويتيها قبل. بس كنت أصحى قبلك عشان ما تنحرجين.

الآن عرفت الحلقة الناقصة. الآن عرفت ما كان ينغص عليها نومها، يجعلها مستلقية لساعات بدون أن يجد لها النوم طريقا.

هو، قربه هو كان ما ينقصها.

همست بعفوية يسوقها إدراكها: اشتقت لذي النومة..

لم يجبها، لكنه نهض فجأة من السرير بعد فترة قصيرة.

:

خرج إلى المطبخ التحضيري، يشرب كأس ماء بارد لعله يثلج حرارة جسده المحموم ويهدئ قلبه المفضوح المتفجر نبضا.

لو بقي ثانية أخرى معها كان سيفسد كل شيء، كان سيريها مقدار شوقه لها ولقربها، كان سيفيض بمشاعره بدل تقطيرها قطرة قطرة كما كان يخطط.

كان سيكشف أوراقه بكل سرور لها، لتفعل به ما تشاء.

أهذا ما أودت به الحال؟ أربما كان أكثر صلابة قبل عشر سنوات؟

نداءها الخافت له أيقظه من غمرة أفكاره المشتعلة، لتزيد حماه بؤسا لرؤيتها تقف عند الباب، تنظر إليه بقلق ناعس، ناسية ارتداء روبها فوق منامتها الزرقاء: إنت بخير؟

تجنب النظر إليها، لعله سيستطيع تمالك نفسه للحظات. أجابها باقتضاب: إيه إيه، ما فيني إلا العافية. ارجعي نامي..

لم يسمع وقع خطواتها المبتعد. عرف أنها لا زالت معه. لم يدري إلا وهي واقفة أمامه، تكاد تلتصق به. تمرر أناملها على صفحات وجهه وجوانب عنقه بتفحص.

قطبت حاجبيها ولمع العتاب في عيونها، مبعدة كأس الماء البارد عن يده: مسخن وتشرب موية ثلج؟

راقبها وهي تتحرك أرجاء المطبخ، تستبدل كأس ماءه بآخر أكثر دفئا، تبحث في الثلاجة عن أقراص خافضة للحرارة. راقبها بقلة حيلة عاشق استبده العشق حتى النخاع.

"والله ما سخنت إلا منك ومن هالطلة.."

ناولته الأقراص بأمر: خذ ذول على بال ما أسويلك كمادات.

منعها من الذهاب: اهجدي.. قلتلك بخير. احتريت شوي وبس.

ضيقت عيونها بشك: متأكد؟

قبل جبينها بامتنان عفوي يخفي وراءه توقا حارقا: متأكد. خلينا نرجع ننام، وراي شغل الصبح.

تجمدت في مكانها، لكنها سرعان ما أومأت بصمت وعادت معه إلى غرفة النوم، لتنام وتعود إلى تطويقه، إلى تلك المعاناة العذبة.

"اللهم أرزقني الصبر والسلوان.. ما حسبت حساب إني بأكل تراب بسبت موالي الردي ذا."

هو فقط يريد أن يجعل طيف تعترف. ما باله يدفع ثمن خطته؟

[انتهى البارت...]

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 06:43 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

الله يعطيك العافية ..
ما أحلاها ... رواية جميلة مريحة للنفس وقريبة من الوجدان .
سلمت يداك ..

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية