لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-17, 08:18 AM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149201
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: فانيليا شوكلاته عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فانيليا شوكلاته غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

مرحبا روايه اجبرتني على الرد من جمالها
القصه جميله جدا وتتمتع بالبساطه والسلاسه اتمنى مثل الاخوات ان يكون هناك جزء خاص لناصر وثريا
اعتبر قلمك من الاقلام التي تستحق الانتظار والمتابعه دون نقاش

 
 

 

عرض البوم صور فانيليا شوكلاته   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 09:33 AM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 


صباح النور وصباح الجمال الفيورا
انشغلت وتوني خلصت قراءة الثلاث بارتات الأخيره ورى بعض
ماشاء الله روعه اسلوب سهل ممتع وعاجبني رتم الأحداث لاهو بطيء
ممل ولا سريع مخل ورغم إني تفاجأت إن البارت القادم آخر بارت
لكن أشوف إنك محقه الروايه أبطالها قليل وتقريبا ماتحتاج طول زياده
لكن العوض في روايه جديده منك إن شاء الله

طيف ماشاء الله قضت على مالك بالضربه القاضيه ونسي
كل تخطيطه هههههههههه
وماشاء الله عليها حتى الجده جابت راسها وماشاء الله عليها
الجده ماهي هينه عندها تدابير وخطط ههههه راح فيها الشايب

ناصر وثريا بالمبارك وإن شاء الله يعوضون بعض
مالك لازم تاخذ إجازه وتهرب بطيف عن إزعاج جدك وجدتك وحمد
تسلم يمينك الفيورا منتظرين عرس الشياب ياعسل

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 01:05 PM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليش بدك تعذبينا بالنهاية

مطمطي شوي ع قولة أم رنا

عاد هي من دون الناس ما لها حق تحكي

عذبتنا مع وجه البوم <<< سقى الله هذيك الايام ماأحلاها


واخيرا هرمنا من اجل هذه اللحظة

الحمدلله ما بغينا يا شيخ <<< الحمدلله اللي تمم هالزواج ع خير


ثريا متشوقة للقاءها مع ناصر
وارتحنا من هم عداوة سعاد الها

حبيت تغير الجدة وحبها اللدود لطيف

ابدعتي وكلنا شوق للخاتمة


تقبلي خالص الود

سوسو (همس القدر) وحشتينا ياقمر اسفرت وانورت بطلتك

شكرا إل في ع جذبك لهالاقمار الغايبة عنا

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 03:22 PM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

اول شي اعتذر عن الرد عليكم.. الوقت ضاق علي وما حبيت يتأخر البارت عليكم أكثر..
وبخصوص إن هذا هو البارت الأخير، والله لو الود ودي طولت معاكم، بس ابد ما خططت لهالشي وخايفة أخربها..
بأية حال يالغوالي، هذا هو البارت الأخير.. أتمنى إنه يعجبكم حتى لو خليته مفتوح حبتين عشان تقعدوا تخمنوا حتى مع انتهاء الرواية..

[الأخير]

كل شيء خطط له، لم يكن يجري كما خطط له.

مضى شهران منذ أن أحضر مالك زوجته إلى بيته، والتغير الوحيد الذي لاحظه جاسر بينهما كان تغيرا إيجابيا. استشاط غضبه، ازدياد تعلق مالك بزوجته بدلا من النفور الذي توقعه. ذكرته نظرته بنظرة زياد قبل أن يترك جانبه. لم يرد لكلمات مالك تلك أن يكون لها وقع قريب من الحقيقة..

(ما بغيره.. رأيي وببقى عليه للممات)

وكنثر الملح على الجرح، لاحظ تعلق آخرين بزوجة مالك.. ابنته شيخة، زوجة حفيده سعاد، ويالغيظه، زوجته..

الحق يُقال، لم ير من طيف الفياض ما يغضبه، ما يستطيع إمساكها عليه. لكنه كمبدأ، للذكريات التي ارتبطت بها ولو من بعيد، لكون حفيده قد تزوجها دون علمه، دون أن يعرف عنه غير وجوده في هذه الدنيا.. جعله غير قادر على تقبلها.

إذا لم يستطع إقناع مالك على تركها، سيُحول انتباهه عليها.

استدعى ابنة الفياض إلى مكتبه بحضور زوجته، أمر فاجأ هديل لكونها أول مرة يفعلها، لكون مكتبه منطقة محظورة للكل عدا عن قلة مقربين. سألته هديل بفضول متوجس: وش تبغى فيها هنا؟

لم يجبها، فقط رد "أدخل" على الطرق الخافت الذي قاطع سكون مكتبه.

دخلت ابنة الفياض بهدوء وسلمت عليهم. أشار إليها بالجلوس وفعلت، ناقلة نظرها بينه وبين هديل بتساؤل، ليقرب إليها الأوراق الموضوعة على طاولة المكتب الفاصلة بينهما.

راقبها بصمت وهي تأخذها لتقرأها. رأى بطرف عينه النظرة التي وجهتها له هديل، يستطيع معرفة معناها بدون أي جهد يذكر، لعُشرة سنين، لأنها كانت نفس النظرة التي وجهتها له قبل أن ينطق بالكلمات التي آلت برحيل زياد عنهم.

"لا تسويها.."

أخيرا، رفعت ابنة الفياض نظرها عن الأوراق، لتسأل بجمود تعابير ونبرة صوت، بعدم تصديق: تبغاني أطلب الإنفصال عن مالك؟

شهقت هديل بصدمة، ليرد هو بذات الجمود: بتستفيدين من قبولك.

ابتسامتها كانت ساخرة، مريرة: شفت المبلغ.. وعندي لك سؤال، بتظن إن المليون ذي بتنفعني؟ بتخليني أنسى اللي في قلبي؟ أنساه؟ ما أظن.. / أردفت وهي تنهض من مكانها، ترتجف غضبا، تمزق كل ورقة ببطء لتلقي أجزاءها على الأرض: لعلمك قلوب الناس ما تنشرى. جربت فراق مالك مرة، يمكن طلبته حتى، ومابعيدها وأنا عايشة، إما افترق عنه بموت أو كلمة طلاق منه. غيره ما يصير..

مشيت مبتعدة عنهم، خارجة من مكتبه، تاركة له مصدوما من ردة فعلها، من غضبها الذي لم يلمح له طبعها الهادىء الذي سمع عنه. كان مصدوما لفشل خططه بما يتعلق بها.

أكل ذلك كان من أجل حفيده..؟


السخط كان واضحا بصوت هديل عندما هتفت باسمه، مستنكرة لفعله: ماتوقعتها منك!

ليهتف صوت آخر.. صوت مالك: ولا أنا..

بعكس زياد، لم يظهر على مالك ذات الغضب الكاسح الهائج، بل الجرح والخيبة.. وربما كان هذا أسوأ: مشكلتك إنك حطيت الذنب على الكل إلا اللي يستاهله.. أبوي. مو ذنب أمي إن أبوي تزوجها، ولا ذنب طيف إني تزوجتها. أبوي هو اللي عصاك، هو اللي كسر كلمتك، هو اللي قطعك زي ما قطعته من حياته.. وأشهد إن كل يوم كان يندم، يمسك سماعة التلفون يتصل عليك بس ما يسويها../ رأى جاسر الحرقة في عيون مالك، عظم الجرح الذي أحدثه في روحه، الجروح التي جددها: كنت أشوف الحسرة فعيونه كل ما سألته عن أهله. كان يغار من أمي لأن أهلها يوصلوها.. إقتص من أبوي، إقتص مني حتى.. بتحمل مسؤولية سواياه.

تركه هو الآخر، لتسأله هديل تمسح دمعه الذي لم يدرك أنه بدأ يسيل. ترجته بخفوت شجن: لا تكرر نفس الغلطة..

:

مضى يومان منذ آخر مرة دخل فيها مالك بيته، لم يتصل ولم يرد على اتصال، وكل من سأل أجابوه بعدم المعرفة..

الماضي تكرر أمام عينيه من جديد.. باختلاف واحد.

وجده جاسر غريبا، كيف كانت ابنة الفياض هي الوحيدة التي لم تنبض قلقا وخوفا من مسارات الماضي.

أجابت جاسر بيقين عندما سألها على مضض: أعطيه وقت.. إذا فيه شي تعلمته عن مالك، هو إنه ما يقطع.

كم تمنى أن تكون كلماتها تلك صحيحة.

في اليوم الرابع، اقتحم مالك مكتبه في مقر المجموعة بوجوم، باديا عليه الإرهاق والسهر، مشيرا إليه أن يتبعه إلى سيارته. بصمت تبعه، يتساءل ماذا يريد حفيده منه رؤيته، هل كان له علاقة بغيابه؟

استغرب جاسر عندما توقف مالك عند وجهته.. مقبرة.

أخذ يدعو بالدعاء المأثور ماشيا جانب حفيده، ليتوقف هو أمام قبر من القبور.

تكلم مالك بهدوء ماثل محيطه: ماعمرك أعطيتني فرصة أتكلم عن أبوي، وش كان يشتغل، وش كان يتكلم عنه، وش كانت أمنياته.. كيف كانت حياته، كيف مات ووين إندفن.. اللحين اسمع لي..

أنصت جاسر لحفيده يحكي عن والده، كل الذكريات التي يحملها عن صاحب هذا القبر أمامه، المؤلم منها والسعيد. لم يدرك جاسر أنه انهار جالسا، موجوعا نازف الجروح من قهره وحزنه، تحكي دموعه عنه.. لطالما عزل نفسه عن واقع موت ابنه، والآن قد أتاه هذا الواقع يذكره بكل ما حاول تناسيه..

هنا يرقد ابنه..

سكت مالك، ووضع يده على كتفه شادا عليه، يقف جانبه إلى أن نهض جاسر يلملم نفسه بعد انكسار. أعطى ظهره لمالك قبل أن يقول: إنت غلطان.. قدر يتصل أبوك علي..

كانت تلك المرة الوحيدة، وكانت قبل أيام من وفاته وفق ما حكى له مالك. يذكر جاسر نبرة ابنه المتألمة التي كان يخفيها، يخبره عن حفيده. لم يطلب منه السماح، وعرف جاسر أنه ظن أنه لا يستحقه.

غبي، ابنه ذاك. ألا يدري أنه رضي عليه من اللحظة التي اتصل فيها؟

بدا على صوت مالك الراحة الغامرة لمعرفة اتصال أبيه: طول عمري.. كنت أتساءل إذا مات وإنت مو راضي عليه.. الحمد لله، الحمد لله..

"الحمد لله.."

:

طريق العودة كان صامتا، إلى أن قطعه جاسر باعتذار، شيء لم يكن عادته، ليرد عليه حفيده بالسماح، شيء لم يتوقع نيله.

(.. هو ما يقطع..)

فكر عندها جاسر أنه ربما، ذاك ما رآه مالك في تلك الشابة، ذاك اليقين.. لأول مرة أخذ طيف الفياض باعتبار أنها زوجة حفيده، قارنها بمن أراد استبدالها بهن، ووجد أنها تفوقت بالكثير. أدرك غلطته في رغبته بالتخلص منها، فشخص مثلها كان أشد ما يحتاجه وريثه في تولي أعمال مجموعة ضخمة كمجموعته.

كم أخطأ في حكمه: زوجتك.. معدنها أصيل..

ابتسم مالك له بفخر: ما ظلت في بالي سنين عبث..

:

عرفت وقع الخطوات المتجه ناحية غرفة النوم، لتضع الكتاب الذي كانت تقرأه على المنضدة. تفقدت أثر غيابه عليه، إرهاقه الواضح من سهر.. تقدمت لتحتضنه بكل القوة التي أوتيت لها، تتكلم بصوت مكتوم من قميصه: كان على الأقل رديت علي مرة..

ضحك وهو يلف ذراعيه حولها: والله الناس قالتلي إنك كنتي ماخذة السالفة ببرود..!

شدت عليه أكثر قبل أن تتركه ليستلقي، فهو بدا عليه الحاجة الماسة إلى الراحة: كنت أعرف إنك بترجع قريب..

ورغما عن ذلك اشتاقت إليه بشجن جارف.

في غيابه فسد جدول نومها، وأصبحت لا تستطيع النوم إلا بعد أن تصلي الفجر. ظلت جالسة على السرير تفكر إلى أن وصلت الساعة إلى الواحدة نصف. عندها أحسته مستيقظا على الرغم من إعطائه لها ظهره. أمرته: إرجع نام.. لساتك هلكان تعب..

ظل صامتا للحظات، ثم قال بهدوء ونبرة حيادية: سمعتك في مكتب جدي، كل الكلام اللي قلتيه.. سمعته.

شكت في ذلك، فهي عندما فتحت باب المكتب لتخرج، وجدته واقفا أمامها.

شعرت براحة غريبة، كونه يعرف عن موقفها، كأن حملا ثقيلا رُفع عنها. لم تفكر أبدا بالإنكار عندما ردت: عارفة../ استطردت بابتسامة عجب من حالها المتغير، فهي لم تعتقد أن لسانها سينطلق بما قالته مردفة: أحبك حب ما ظننت إني بحس فيه لاحد، ولو الود ودي ظليت معك ما بقى لي من عمر..

سأل، يكرر بعدم تصديق: لو الود.. ودك؟ لو الود ودك؟

لم تدري إلا وهي مستلقية على ظهرها ومالك فوقها، ينظر إليها بنظرة مشتعلة حملت عواطف شتى..: ليه؟ فيه إحتمالية فبالك إني بتركك؟

لثم فمها قبل أن ترد بعنفوان جامح خطف أنفاسها. أحاط وجهها بيديه عندما تركها، ليعود يقبلها مع كلمة نطقها بلهث: أحبك، أعشقك، وميت فيك ألف مرة..! سنين وأنا متلهف عن أبسط خبر عنك، سنين وأنا أهذي فيك، وبتظني إني بكل سهولة أتركك كذا؟/ أردف بخبث مسرور مرتاح، يتتبع طول عنقها بشفتيه: إنتي أعطيتني الخيار كل مرة، وكل مرة بقولك إن نجوم السما أقرب لك من كلمة فراق مني.. فاهمة؟

أجابت مذهولة، مبتهجة، ومنتشية من فيضان مشاعره هذا: فاهمة..

:

وبهذا، رسما بداية جديدة، كشفا عن خفايا روحهما لبعضهما، عن كل ما شعرا به في فراقهما، تصارحا.. وما أجمل من شفافية في جٌن الليل؟

سألته وهي تحكم قيد ذراعيها عليه، طامعة بقرب أقرب من النفس: بصراحة، وش سميتني فجوالك؟

ابتسم لها بتسلية: يعني مو مصدقتني لما قلتلك ط.؟/ أردف قبل أن ترد، معطيا لها جواله الشخصي: خذي وشوفي..

فعلت كما قال، لترى أن رقمها كان مدرجا تحت اسم "هوسي طيفك".

سألها بدوره: ها؟ عجبك ولا بغيره؟

ابتسمت له وهزت رأسها بـلا: عاجبني.. يا مالك قلبي..

ظهر في ابتسامته الانتصار المُغتر، لتقترب وتلثم شفتيه تشتته.

همس لها بحرارة راضية: يا خبثك..!

:

كلما عرفت أكثر عن ناصر النجم، كلما شعرت ثريا بالفضول حياله أكثر.

تعرف أنه رجل أعمال مشهور من عائلة مرموقة، تعرف أنه كان صديق زوج أختها في الماضي، لكن تلك التركيبة كان يجدر بها إبعاده عن سبيلها، فما باله تقدم إليها بخطبة؟

عجيب، أمر هذا الرجل..

منذ اتفاقه بموعد عقد قرانهم، وهو يرسل لها النفيس من الهدايا. كلها ذات ذوق رفيع نال إعجابها بجدارة، لامس جانبا مدفونا فيها، جانب أحب التدليل والاهتمام، جانب فقدته بتغير حال أبيها ووفاة أمها ثم لسنين طوال بعدها..

سألته في المرة الوحيدة التي كلمته على الهاتف عن سبب تكليفه نفسه. وكم كان صوته ذاك مألوفا عندما سألها بدوره بغموض ودفء، كأنه مرتبط بذكرى قديمة..: الأحلام لها أسعار؟

أجابته مستغربة من سؤاله: لا..

ليرد: مهما حاولت، فهدية مني ما راح تماثل قيمة كلمة القبول منك.

للحظة، لم تستطع إيجاد ما تقول. غريب، وهي من كان لسانها لا يجد صعوبة بالانطلاق برد.

لم تتلقى غزلا صريحا كهذا في فتوها.. أتتلقاه في عمرها هذا؟

شكرته على كرمه وأنهت المكالمة على عجل.. كان لديها الشك بأنه عرف ما سبب عجلتها، فضحكته الخافتة وهو يودعها بسلام دلت على ذلك.

حسنا إذا، صدق مالك عندما قال أن ناصر كان لديه أسلوب لبق ساحر في الكلام..

مضت الأيام والشهور سراعا إلى أن أتى اليوم الموعود، يوم تزف فيه إلى الرجل الذي لم تشعر بمثل هذا الفضول المُلح حياله لاحد قط.

لم تحب التجمعات الضخمة، فسألت إذا كان بالإمكان إقامة حفلة صغيرة بين أفراد العائلة المقربين، وكان لحسن حظها ما أرادته..

من يرى إشراف وحرص مالك وطيف على هذا الحفل سيظن أنهما كانا أبويها. لم يتركا لها تفصيلا إلا وهما يتوليانه. ابنة ناصر اشتكت بمرح لها عن ذلك: ما خلولي شي يا خالة..!

لترد عليها طيف وهي خارجة بعجلة لتنظيم أمر ما: توك جيتي من شهر العسل وتبغين تشتغلين؟

نظرت سعاد إليها بقلة حيلة: شفتي؟

لتؤيدها بابتسامة، تحاول منع دموعها من التشكل من تأثرها.

حتى وإن لم ترتد فستانا أبيضا وتسرف في الزينة، فإن ما كانت عليه من التزين فاق ما بدت عليه منذ دهر. بجلابية فخمة متنوعة النقوش، متدرجة الألوان بين الأحمر والأسود والذهبي.. بطقم ذهبها الرنان.. بشعرها الأسود الطويل المموج حر الانسدل.. بالكحل وحمرة الشفاه المماثلة للدم بحمرتها..

بدت بصورة أرضتها، أرضت غرور الأنثى فيها.

هتفت سعاد بإعجاب: يا إن أبوي بيروح فيها الليلة!

ضربتها طيف بخفة على رأسها: قولي ما شاء الله!/ التفتت إليها لتبتسم بدفء وتبدأ بالقراءة عليها.

:

أخيرا زُفت لتدخل إلى بيت زوجية جديد..

عند انتهائهما من الصلاة والدعاء، جلسا بصمت، ينظر كل واحد منهما للآخر. ربما لاستيعاب فكرة ارتباطهما الجديدة، ربما لتخمين أطباع أحدهما الآخر قبل الكلام.. بمقابلته الآن وجها لوجه، رأت ثريا رجلا لم يبد عليه عمره، بملامح جذابة سمراء، يخالط أبيض الشيب الأسود ليضفي عليه وقارا فخما ساحرا.

نظر ناصر إليها بانبهار سرها للغاية ولكن في نفس الوقت حيرها، فنظرته حملت شيء ماثل الشوق في جموحه، كأنه أخيرا وصل لغاية طال سعيه لها.

سألته السؤال الذي فكرت به من اللحظة التي طلب يدها للزواج: ليش أنا بالضبط؟

ابتسم، وغريب أكثر.. كيف كانت ابتسامته تلك مألوفة لها: توقعت بتسألي ذا السؤال../ استطرد، يحكي عن ذكرى: بدا كل شيء من وحدة هددتني بكلمات عمري ما بنساها.. "إذا ناوي كلام مع أبوي، أبوي ما يستقبل ناس. إذا ناوي تتصدق، فيه بيوت ثانية أولى. إذا ناوي نية شينة فبيتنا، قسم بلم عليك الحارة كلها..!"

اتسعت عيونها، ونطقت بذهول..: إنت..!

تذكرته.. ذلك الشاب الغريب الذي لم تفهم أبدا غايته. لم يفدها أفراد الحارة بشيء عنه، فقط أنه مستثمر يريد تفقد أراض في الجوار.

في بادئ الأمر كان سؤالها عنه تخوفا من أهدافه، ثم غضبا.. فهي قد ضاق الذرع بها بتلك العائلة التي ظلمت أباها في مقتل ولدهم. حتى بعد أن بٌرئ اسمه ورُفعت التهم عنه، ما زالوا يترددون عند بابهم يطلبون الصفح، غير داريين بأن لقياهم تسببت في تجديد الجراح، في تذكير أبيها بكل ما فقده في سعيهم وراءه خطئا على الرغم من وجود متهمين أكثر استحقاقا. ما نفع الاعتذار بعدما دمروه؟

عندما تبين أن ذلك الشاب لم يكن من طرف تلك العائلة، ولم يكن يريد شرا ببيتهم، انزعجت، أيكون من أولئك المشفقين على حالهم..؟

لكن لا.. لم يكن منهم أيضا.. عندها اعتراها الفضول، الفضول والفضول والفضول.. وربما، إعجاب صبية من بعيد. مزحت جارة لها مرة بأنه يمكن لذاك الشاب أن يتقدم لها خاطبا، ولا تنكر.. نالت تلك الفكرة استحسانها في السر.

لكن ذاك الشاب لم يأت لخطبتها، وهي تزوجت في نهاية الأمر بآخر.

نسته وعاشت حياتها قُدما إلى أن طُلقت، لتتلاقى طرقهم من جديد.. لم تمني نفسها بالزواج منه تلك المرة وتزوجت مرة ثانية، ليصبح هو ذكرى دفينة بين طيات الماضي..

قبل هذه اللحظة، على الأقل..

راقب وجهها يضيء باستيعاب لهويته: الدنيا غريبة، تتلاقي بناس بطريقة ما تتوقعيها أبد..

همست بالكلمة الوحيدة التي تشكلت في ذهنها: كيف؟

ليخبرها بحكايته، وعن مسار الأحداث من جهته، لتكون هي المستمعة له، تتفاجأ وتتأثر وتنفعل من كلماته..

قالت بهدوء بعد انتهائه من حكاياه، بعد لحظة صمت، تنظر إلى نقوش يديها بتشتت: يمكن ما أكون الإنسانة اللي رسمتها فبالك يا أبو محمد، يمكن يخيب ظنك بالشخص اللي صرت عليه بعد كل ذي السنين..

أدار وجهها برفق ناحيته، ليقول عند التقاء عيناهما: هذي الفرصة نشوف ونعرف../ تناول عندها كفها، ليقبله بعمق، وياللعجب، أخجلها: لكن الصراحة تنقال، اللي سمعته عنك عجبني، واللي أشوفه اللحين يسحر..

ربما هذا ما دلت عليه راحتها بعد استخارتها في أمر هذا الزواج..

هذه الطمأنينة.

:

تنهدت طيف بتعب بعد ركوبها سيارة مالك، ليبتسم لها وهو يشغل المحرك: اشتغلتي كأنك أم العروس الله يهديك..

ابتسمت: تستاهل أكثر، بس هي ما بغت حفل كبير../ سمعته يتنهد لترى ملامحه ممتعضة بضيق. سألته قلقة: وش فيه؟ صار شي..؟

أجابها بصوت اكتساه الغيظ المشجون: أولاد خالتي جو وفي موالهم مصايب عشان يوقفوا الزواج.. تكفلت أنا فيهم وطردتهم. ما راح يقربوا صوبها إلا لو هي طلبت.

أثار الأمر غيظها أيضا: ليه اللحين بعد كل ذي السنين؟ الاثنين تركوها، ما رضوا يكلموها ولا مرة مهما حاولت هي، واللحين ناويين يقطعوا نصيبها؟/ سألته قلقة: قلتلها؟

هز رأسه بــلا: ما بغيت أخرب عليها ذي الليلة، بقولها بعدين..

تنفست طيف الصعداء تؤيده، لتلحظ أخيرا أن الطريق الذي كان يسلكه مالك لا يؤدي إلى البيت: وين رايح..؟

أجابها: بما أن بعض الناس رفضوا حفل زواج ثاني مهما حاولت أقنع فيهم، قررت أسوي شي ثاني..

أوقفهما أمام فندق فخم وأرشدها إلى جناح رائع جميل. أجاب على سؤالها الصامت: بنريح هنا الليلة وبكرة بنروح نسافر لشهر عسلنا./ أكمل غير معطيها الفرصة لتتكلم: كلمت عمتي شيخة ترتب فأغراضك ما عليك..

سحبها قربه، ليبتسم لها بمعنى: زي ما تشوفين، المكان مرتب حده، فما في شي يمنعك تقضي الليلة جنبي..

احمرت بإحراج وخجل من ذكرى ليلة زواجهما الأولى، عندما كانت الفوضى التي أحدثها مالك في الملحق ما استخدمته عذرا لعدم البقاء فيه..

تناول وجهها بين كفيه برقة، ليقول: وعدت نفسي أعوضك بكل شي قصرت فيه في الماضي، وبإذن الله بكون عند ذاك الوعد..

ابتسمت له بحب: ما يحتاج يا مالك، وجودك معانا يكفي..

استغرب وكرر: معانا..؟/ اتسعت عيونه، ليسأل بذهول: إنتي..؟!

ضحكت من تعابير وجهه المنصدمة وهي تومئ له بنعم، استيقاظه من ذهوله ليبدأ بالانتقال ما بين الفرح وشكر الله إلى الصرامة والهلع، تارة يكاد يخنقها حضنا، وتارة أخرى يبتعد لينظر لها باستيعاب: ولك وجه عين تهلكي نفسك في الشغل؟!.. استني، استني.. تقدري تروحين بطيارة ولا هو خطر عليك؟ لا لا، بلغي الحجز أحسن ما بخاطر..

(تذكرت مرة في صغرها كان أبوها يعلمها فيها مضادات الكلمات. أول سؤال سألها في ذلك كان: وش عكس الرحيل؟

لتجيبه بحماس: العودة!)

في هذه اللحظة، شعرت بكل معاني إجابتها تلك.

[تمت بحمد الله..]

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 03:27 PM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عكس الرحيل

 

احمم والله أنا ما اعرف في كلمات الختام بس نجرب..
شكرا شكرا لكل من رد، لكل من قرأ، ولكل من دل صاحبه عندي.. وجودكم معاي خلا مشوار الخوض في نشر روايتي الأولى أحلى وأغلى، وبشتاق لكم من الصميم.
شكرا لكم جزيل الشكر، وإن شاء الله بيكون لنا لقاء ثاني مع رواية جديدة.
دمتم بود :)

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية