كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: زوجة رجل مشغول -- الكاتبه دانه
في منزل أم شاهين، خلود تبخر المجلس وتعطره، أم شاهين تتصل بأم دانة من الجوال لتسأل عن موعد مجيئهم، فوجئت بأن بطارية جهازها فارغة، وجدت جوال آخر على الكرسي فاتصلت منه..
أمتار قليلة تفصل السيارة عن المنزل، قبل أن يدخل السائق في الشارع الفرعي رن جوال أم دانة، انتبهت دانة للعبارة على الشاشة (شاهين يتصل بك)! بكت بهستيرية وفهمت في لحظتها سر تبادل النظرات بين أمها وأختها بخصوص شاهين! علمت انهما احتالتا عليها لأن ماتفعله بالنسبة لهما لايعدوا كونه مبالغة في طاعة الزوج لا داعي لها! ظلت تبكي وتهدد بالنزول من السيارة إن لم يرجعوها إلى البيت، فكان ذلك.
دانة في منزل أهلها، لاأحد فيه غير الخادمة، دخلت باكية ورمت العباءة و الشيلة على كرسي غرفة المعيشة، اتجهت للحمام وأقفلت الباب، نظرت إلى وجهها في المرآة وقد سالت الماسكرا والكحل الأسود من عينيها فشكلا هالات سوداء وأصبحت عيناها الجميلتان كعيني حيوان الراكون الذي كانت تشبه نفسها به في بداية زواجها لكثرة تزينها للسيف دون أن يرى ذلك ثم ينتهي بها المطاف بأن تتحول إلى شكلها الليلي، الراكون، كحالها كل ليلة على أرضية الحمام الباردة ساهرة إلى الفجر بنحيب خافت مهيب يوم أن كان سيف محور حياتها، وقد عاد شيئا فشيئا ليحتل مساحات أكبر من حياتها بعد أن اعتادت الانشغال وأصبح روتينيا وعادت لسيف مكانته القديمة.
رغم تحسن علاقتها بسيف إلا أن بداخلها غضب قديم بدأ يطفوا إلى السطح في الفترة الأخيرة، حبها لنفسها مؤخراً جعلها تدرك فداحة مايفعله في حقها، كيف لم يشفق عليها مما كانت فيه، بل كيف لايزال غير مستوعباً لأخطائه في حقها، لماذا يرى لايرى إهماله لها إهمالا، حبها لنفسها جعلها تقتنع بأنها تستحق منه الأكثر، بينما كبرياؤها لايسمح لها بطلب ماتستحقه.
لا زالت جالسة على أرض الحمام، مستندة إلى الزاوية وتحدق في اللاشيء، تذكرت أيام شهر العسل الذي قضاه في عمله وهي في حمامها تستحم لعل الماء يأخذ معه الأفكار المزعجة..تذكرت حالتها المزرية قبل أن تكتشف جمال النوم وعالم الأقراص الذي حرمت منه لاخوفاً من الموت وإنما من أن يعد انتحاراً بطيئاً يدخلها ناراً أكبر من النار التي تحرق قلبها حباً لسيف، وأي نار..(والعياذ بالله)
جولة سريعة في رأس دانة..
ليش ياسيف ماعلمتني عن سفرتك من قبل.. وليش انتظرت لين ماقربت السيارة من بيت هلي عشان تقوللي الخبر.. سيوفي والله أحبك.. بس لييييش ماتعطيني خبر أنا زوجتك أنا مب الكرسي، ولا الطاولة، أنا إنسانة، أنا مب حيوانه.. بس أنا راكون, الراكون حيوان.. طيب أنا حيوانة بس الحيوانة هذي زوووجتك يعني لازم تعلمها.. أكرهك سيفوه يالحقير طلقني .. إنت أصلا ماتبيني، من خذتني وإنت قاطني، الأيام الحلوة أتذكرها بتفاصيلها لأنها شوي.. خمس سنين مابردت قلبي بإجازة تاخذها من شغلك اللي مايخلص.. طيب سيف أبي بيبي.. أبي أصير أم علشان أفكك مني وأعطي هالحب حق البيبي.. لأنك ماتستاهل الحب.. روح سوريا ياليتك تخوني سيف.. روح حق الحريم ويارب أصيدك علشان تعطيني سبب وجيه يطلقني منك قدام الناس.. بس أنا أحبك سيفوه يالحيوان حرام عليك.. آآآآه راسيييي.. يارب والله ماقدر ..شيل هالحب من قلبي أو خذني.. إنت ماتكلف نفس إلا وسعها.. وأنا نفسي ماتوسع أكثر من كذا تكفى خذني.. أبي أجيك مابي الدنيا..
|