كاتب الموضوع :
لَحَّنْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
*
-
2:45 صباحاً .
ولجتُ لغرفتِي أخيراً مُشعلاً أضواءها الخافتة .
كُل شيء كما هُو وكما تركتهُ أخر مرة , كانت نظيفة ومُرتبة
ورائحةُ الطِيب والبخُور تنتشرُ مع ذرات الهواء .
إنهُ اهتمامُ ريم بتأكيد .
جررتُ حقيبتي لأدخل مُغلقاً الباب خلفي ورامياً بنفسي على سريري .
مُتعبٌ أنا ومُنهك .
كانَ يوماً طويلاً مُجِهداً .
ابتَدأ بصباحِ العمل وانتهى بمساءِ العودة للديار
والاحتفال برفقة أبناء أعمامي الأعزاء .
ابتسمتُ بألم لما بدر مِني قبلَ أن أصل للمنزل
لتتحول تلك الابتسامة الحزينة إلى ابتسامةِ بهجة , كانت بحق مُفاجأة ستُسعدُني للعُمر القادم .
عاد الجميع لمنازلهم الساعة الثانية والنصف صباحاً أي منذُ ربع ساعة
بعد اجتماعٍ حافل وسعيد .
أدرتُ جسدي حتىَ أتمدد على جنبي مُغمضاً عيني
لعلي أغفوُ قليلاً .
أريد الراحة وفقط ولا شيء سوى الراحة يملئُ تفكيري .
مضت عدةُ دقائق مُغمضاً جفناي وأنفاسي انتظمت
حتىَ يقطعَ هذا الانتظام صوت طرقات الباب ويُفتح بعدها
لأعتدل بجلستي وأنا أرى ريان يدخل قائلاً بتساؤل : بتنام ؟
فركتُ عيني والنعاس مُسيطرٌ علي : ودي بس بصلي الوتر قبل وبقرأ وردِي .
-" على كذا بجلس اسولف معاك شوي "
اغلقَ الباب خلفهُ ليجلسَ أمامي بعدها على الأريكة ويبدأ حينها حوارٌ حول المستشفى والعمَل وما حَول ذلك .
أتانا صوتُ ريم بعد برهة من خلف البابِ مُقاطعاً حديثنا الاعتيادي : مسموح لي أدخل ولا جلسة شبابية !
توجه ريان ليفتح الباب وهو يقول ضاحكاً : احنا الطالعين وانتِ الداخلة .
ابتسمت لتُخفي خجلها وتُردف بصوتٍ عالي : يه يه ما عرفتكم يا اخواني !
وها نحنُ ذا وبعد غيابٍ من العُمر نتسامرُ من جديد .
جلستْ ريم على كُرسي المكتب بينما ريان عادَ للجُلوس على الأريكة
وأنا حيثُ أنا .
تحدثنا حديثاً طويلاً لدرجةِ أننا لم نشعُر بأن الوقت يمضي
فقد أصبحت الساعةُ الآن الثالثة والرُبع صباحاً .
ما أيقظني لأمر الساعة فعلاً هو اتصالٌ من والدتي على هاتفِ ريم .
لأسال بعد أن أغلقت : وينها للآن ماجات ؟
-" تقول جايه بالطريق كانت تسأل عنك " ..
أمتلئ الفراغُ مِن حولنا بالصمتِ .. حتى قالت ريم بنبرةِ تذكُر : أيييه صح ريان تذكرت , ترا خليت الشغالات يكَوُون ثيابك وحطيتهم خلاص بالدولاب
تمددَ أخي أمامي وأردفَ مُتنهداً : ما قصرتي .
حتىَ أقفزَ بسؤالي المُترقب لإجابتهِ : ليه ؟
ألتفتت لي ريم باستغراب : ليه وش !!
تداركتُ موقفي واردفت
-" أقصد ريان بينام هنا يعني ؟ "
ليعطيني ريانُ ظهره مُتأففاً وأُبصر ريم التي بانت نبرةُ الغضب والمقت من ثغرها
-" مسافرة مع أهلها ! "
لم أستوعب ما قالتِ الأخيرة لأعقد حاجبيَّ واهتف : كيـف ؟
من هُنا فَارَ غضبُ ريم لتنخرطَ في نوبةِ فضفضة يبدو أنها تكتُمها .. وكم كانت تلك الفضفضة قاسية على قلبي : يعني قمة قلة الأدب ! لا حشيمة ولا تقدير .. مسافرة مع أهلها فرنسا بدون شور رجلها كأنه مهب رجال طول بعرض !!
صرَّ ريان علىَ أسنانهُ وبامتعاض : ريــــم !
لتصرخَ بقهر : لا خلني اتكلم ! , انت ساكت وبالع القهر اللي فيك عشان امي ! كلنا نعرف ! .. لكن هي بس تجي والله اني ما اسكت لها , انا مو الاخت اللي تشوف الغلط وتسكت , هي مَرَة متزوجة تمسك بيتها وتنتبه لرجلها مو تهيت مع اهلها وين ما يروحون ! ..
انتهـى .
|