لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


آمالٌ كفيفة / بقلمي

* البِداية ! رحلتُنا الطويلة في هذه الحياة مُفعمة ما بين أملٍ وألم .. وخيرٍ وشر وضحكة

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-16, 08:09 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320464
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: لَحَّنْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لَحَّنْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي آمالٌ كفيفة / بقلمي

 






*







البِداية !



رحلتُنا الطويلة في هذه الحياة مُفعمة ما بين أملٍ وألم .. وخيرٍ وشر
وضحكة وغصة .
فنحنُ كرُكابِ سفينةٍ تمضِي لتقاوم عاصفةً هوجاء .

فتضربنا الأمواج من هُنا وهُنا , نُصارع خوفنا من المجهول
واللامعروف , نستظلُ تحتَ ظلالٍ من الأمل لنقِي أنفسنا شر القادم
ولكن يا قسوةَ الحياة حينما تكُون هذه الآمال " آمالٌ كفيفة "


فصول الروايه
المقدمه و الفصلين الاول و الثاني
متتاليه في نفس الصفحه
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصلين السابع و الثامن متتابعين



لنبدأ !

 
 

 

عرض البوم صور لَحَّنْ  

قديم 25-11-16, 08:12 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320464
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: لَحَّنْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لَحَّنْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لَحَّنْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الإهداء .

 




*


إهِداء !











إلى والدتِي العاكفة فجراً في محرابها .
إلى تلك الباكية من ضربِ الأحزان .
إلى ذلك المُتعب من ألمِ الحُب .
ولكُل من لديهِ أملٌ كفيف .

 
 

 

عرض البوم صور لَحَّنْ  
قديم 25-11-16, 08:14 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320464
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: لَحَّنْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لَحَّنْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لَحَّنْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي

 



*


المُقدمة !


كانَ لدي ذات يومٍ
أمل !
أن يجمعنِي بكِ السيد " قَدَر "
في أُمسيةِ حُب .
وأرسم في ذلك المساء نهاية عاشق .
لأننِي أحببتُكِ مرةً ، وأحببتُكِ ثلاثاً
وسأحبكِ عشراً .

ولكن !
شجنُ الحياةِ و شجوها
أهلكتْ من هُو بكِ مُغرمُ
فبتُ بائساً / يائساً
من فرطِ الحَزن
ومن أملي الكفيف



 
 

 

عرض البوم صور لَحَّنْ  
قديم 25-11-16, 08:19 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320464
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: لَحَّنْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لَحَّنْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لَحَّنْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي

 



*



- 1 -



جدة / الثلاثاء .
6:10 صباحاً .



-" ريــاض ! "
صوتٌ أحدهِم حولي يحُوم وكأنهُ يهتُف باسمي !
فتحتُ عيناي المُغمضتان وسط الدُجى ردةَ فعلٍ لهذا النداء البعيد والمجهول الهوية , ألتفتُ يُمنةً ويُسرة
مَن ذا الذي يُناديني ؟ أينَ هو !
عدتُ أنظر من جديدٍ في الظلمة .
لعلَ المُقلتين ترى المُنادي .. ويا لخيبتي كيفَ أرى في السواد القاتم؟
الصوتُ يقتربُ من خلفي , يقترب بسرعة مُرعبة ومُزعجة في آنٍ واحد
-" ريـــــــاض "
ألتفتُ بذُعر وترقب وبعدها لم أرىَ إلا ظالماً اشتدَ سوادُه .
قفزت للأمام جالساً على سريري جاحظاً عيناي المُرتعدة : بســـم الله
أرتد صديقي فيصل للخلف كردة فعلٍ لاستيقاظي مُرتعباً : وش فيك بسم الله ؟
يبدو أنه هُو من كانَ المُنادي ,
تنفستُ الصُعداء بعد أن هدأت أنفاسي المشتعلة ذُعراً وقلت مُشتتاً أنظاري بعيداً عنه : لا مافي شيء .
قطَب فيصل حاجبيه بقلق وأدبرَ خارجاً من الغرفة بعد أن أيقظني : زين أجل , يلا اصحى عشان نفطر .
لم أجبهُ بأي كلمة فقط اكتفيتُ بالصمت .. أغمضتُ عينايَ
وضاغطاً ما بينهما بإبهامي وسبابتي , رميتُ بظهري على السرير لأتمددَ ثانيةً غارقاً بفكري الطويل والذي لم يبرح عقلي يوماً ..
كم الواقعُ حقاً قاسي ! أن تحلُمَ حُلماً جميلاً في الخيال السعيد
راسماً إياه علىَ صفحة المستقبل فهذا حقاً مُبهج .. ولكن عندما تستيقظُ من نومك بعدها لترىَ أنكَ تعيشُ حقيقةً مُرة لا شيء فيها مما حلُمتَ به
فهذا البؤس بعينه !
لذلك الواقعُ من حولي قاسي , قاسي بالقدر الذي أصبحتُ فيه
أكره أن أحلُم أو أن أتخيل .
ألملم ما تبقى من شتات فكري وقلبي وكذلك أحلامي وأتمسك بها بشدة حتى لا أُصبح إنساناً بلا معنى , إنسانٌ في صورة دمية , خالي من الحياةِ والروح .. هذه الصورة التي أخشى أن أصبحَ عليها مُستقبلاً , نتيجة أن حُلمي يتضاربُ مع واقعي الجريح .
ليقطع حواري المعتاد مع نفسي دخولَ فيصل غاضباً ومُمتعضاً : مطول ؟
قمتُ واقفاً بسرعة لأبتسم غصباً على ملامحهِ المُنزعجة : خلاص لا تعصب زيادة شوفني قمت .


-




6:40 صباحاً .

شوارعُ جدة الواسعة والتي لا تكلُ ولا تملُ من الازدحام الممُل
تقودنِي إلى حيثُ يقبعُ ذهني عادةَ , إلى الشُرود في كيفَ ستكُون هويتي
مُستقبلاً !
إن أفكاري وأحلامي كانت ذاتَ يومٍ كثيرة والآن أصبحت
بضعَ أحلامٍ ألملمها وأخبئها داخل قلبي بأملٍ ضعيف حتى لا تضيعَ مني كالباقيات السابقات .
-" الدكتور اليوم ذابحنا ذابحنا "
نظرتُ إلى رفيقي الغاضب والذي يضربُ بتوترٍ المقود نتيجة وقوفنا منذُ ربعِ ساعة أمام الإشارة ووسط
هذا الزحام المُزعج .
تنهدتُ بضيق طارداً تزاحُمَ تخيلاتِي .
أصبحتُ أكرهُ التفكير نتيجة الألم المتكلل وراءه .
فأسرتِي والضُغوطات التِي تأتي معهُم دائماً هذه جهةٌ من عقلي .
وجهةٌ أخرى كانَ السائدَ فيها دراستِي
وأما النصيبُ الأكبر منهُ فكان لـ " حنين " .


-

6:55 صباحاً .


دلفتُ ومعي فيصل إلى داخل المُستشفى نُجاري الوقت وحتى نصل قبلَ بدء الجولات الصباحية
ويبدو أن الأمرَ هكذا فالحمدُ لله تبقت خمسُ دقائق قبل بدئها .
حسناً ؛ نحنُ في الحقيقة طُلاب امتياز في عامنا الأخير
إلا أن فيصلاً لم يكن معي في نفس فريقي , بدلتُ ملابسي سريعاً في غرفةِ
التبديل مُودعاً رفيقي على أمل أن أراهُ في أروقةِ المستشفى خلال الجولات الصباحية .
عندما علمتُ أن فيصل لن يكُون في نفس الفريق الذي تم وضعي فيه انتابني شعورٌ من الإحباط والانزعاج , ففيصلٌ ليسَ مُجرد صديق .. هُو في مثابةِ أخي ورُبما أٌقربَ من ذلك
هُو بئرٌ أرمي فيه أسراري بلا خُوف
هُو عبارة عن مُذكرة أُدون فيها البضعَ أمالي العمياء وأفكاري البلهاء في نظر من
حولي
هو باختصار رفيقي منذُ زمنٍ طويل .
لكن يبدُو أن الأمر مُدبرٌ من السيدِ " قدَر "
فلم أعلم أنَ في هذا الفريق سأقعُ في الحب .

-

مشيتُ في الصف بعدَ أن وصلت إلى رفاقي الذين بدئوا لتوهم الجولات والطبيب المُشرف " منصور" يُقودونا في الأمام .
شتتُ نظراتي بينهم فلم أجدها
يبدو أنها ستتأخرُ اليوم , إنها ليستَ من النوع المهملِ والغير مُنتظم
في دراسته , بل على العكس تماماً .. متفوقة ونظامية جداً .
هيَ مُهذبة , راقية مع جميع من تتعاملُ معهم , استطاعت جذبَ عقلي وقلبي سوياً
بهذا التهذيب واللطافة التِي تتسمانِ بها تلكِ الحنين .
وآهٍ يا حنين واسمَ حنِين .
إني في جميع تفاصيلها البديعة تائه
إنهَا أحدى أمالي والتي أدُسها في فؤادي
خوفاً من أن تضيع , هي مُختصرُ أفكاري البهيجة .

-

هممنَا بالدُخول إلى أول مريض سيتمُ تشخصيه , لينظر لنا " الدكتور منصور " نظرة سريعة ويهتفَ بعدها بصرامة : وين حنين ؟
تبادل الجميعُ نظراتهم بارتباك والصمتُ سادَ بيننا , ليقطع هذا الارتباك ويكسر الصمتُ صوتهُا اللهاثُ والقادم من خلفي : معليش دكتور تأخرت , اعتذر مرة .

صحيح أن قُدومها هشّم ارتباكَ رفاقي ولكنهَا لم تعلم أنَ صوتها فقط
هزّ الكيانَ بداخلي ,
قُشعريرة !
نعم هذا ما أحسستُ بهِ لحظةَ قدوُمها
قُشعريرة دبتَ في كُل خليةٍ حية تعيشُ فيَّ .
لُحضورهِا رهبةٌ تطغىَ على كُل هواجيسي
أنها تجعُلنِي مُتخبطاً , ضائعاً بينَ خلجاتِ رُوحي
هيَ فقط من تصنعُ يومي ( ) .
زفرتُ الضياع الذي شعرتُ بهِ , لأستنشقَ قليلاً من الأكسجين
لعلَ الاضطراب الذي حدثَ داخلي ينتظم .
هتفَ الطبيب منصور بحدة : وسبب التأخير ؟
بلعتَ التي وقفت بجانبي ريقها وردت بنظراتٍ تائه في الفراغ : الطُرق زحمة و ..!
لم تكُمل ردها لخجلها من هذا العُذر فيُردف الطبيب بحزم عاقداً حاجبيه بامتعاض : كُلنا نعانِي من الزحمة , عذر أٌقبح من ذنب .
طأطأت رأسها ماسحةَ بأصبعها حاجبها الأيمن
إنها الآن في قمة حرجهِا , حفظتُ كُل إيماءاتها وتفسيرَ كُل واحدة مِن هُن .
صوتُ تنهيدتها وصلنِي لتُحادثِني بعدها بهمس وكم يُروقني هذا الهمس
-" الدكتور مرة معصب "
لم أنظر لها فقط اكتفيتُ بهز رأسي
فأنا لم أعتد وضع عينايَ يوماً في عينيّ فتاة فكيفَ بها
وهيَ حنيني ومُعذبتي .
صحُوت من شُرودي مذعوراَ على نداء " الدكتور منصور " الغاضب : ريـــاض !
بلا وعيٍ مني قلتُ بسرعة : هلا !
لينظرُ ليَ ملياً وبسخرية : هلا ؟؟
ليشُدَ على أسنانهِ مُوزعاً نظراتهِ بيننا : إذا فيكم أحد لسا نايم بسرعة أحسن له يصحى !
ليرمقني بعدها بنظرةِ حنق ومُنادياً لحنين التي بجانبي : حنين شخصّي الحالة .
لتتقدم بكُل ثقة أخذتاَ الملف وتبدأ حديثها الذي لطالما أذهل الطبيب
فهِي أيضاً سريعةُ البديهة , وذكية .
تباَ لكِ ؛ أنا اسرحُ في الخيالِ الذي تستوطنينهُ في فكري
واتوه في أزقتهِ , وأنتِ سارقتي تعيشين يومكِ بكُل طبيعيةٍ !
أي هراء هذا ؟
سُحقاً لقلبي هُو فقط من سأرمي عليهِ مقتي
هُو المتسببُ في كُل هذا .
هُو فقط !

-


7:45 صباحاً .

بعدَ أن أفرغ عليَ " الدكتور منصور " غضبهُ , ها أنا ذا أخيراً
أستلمُ زمام مريضي لهذا اليوم وتحتَ أشراف مُشرفي .
مشيتُ في أحدى الممرات حاملاً ملف تشخيص المريض لألتقي مُصادفةَ بفيصل
الذي هتف : ها كيف يومك ؟
اقتربتُ منه حتى نمضي سوياً : للأسف سيء .
ليضحك بعدها وأكمل أنا بملل : ايه وش عليك .
-" الحب مضيع علومك على فكرة , ركز بدراستك أولى من هالخرابيط "
اكتفيتُ بنظرةٍ حانقة رداً عليه ليبتسم لي ابتسامة واسعة .
تقدمتُ في مسيري هاتفاً
-" قلت لك انت وش عليك " .


-

تقدمتُ بخطىً سريعة ناحية قسم " الاستقبال " لأهتف مُنادياً
لأحدى الممرضات : فـدوى .
لتلفتَ لي مُبتسمة : أهلاً يا بني .. أزيك ؟
لطالما غمرتنا السيدة " فدوى " بلطفها , فهي سيدة في العقد السادس من عمرها
مصريةُ الجنسية , وهذا أمرٌ ليس بغريب على أخوتنا المصريين من حيثُ الرحابة والأصالة , حقاً كم هيَ سيدة فاضلة بأخلاقها .
-" الحمد لله بخير وانتِ علومك ؟ "
-" الحمدُ لله كويسه أوي "
رسمتُ على شفتيّ ابتسامة وأردفت قائلاً : أبي ملف المريض في غرفة 306.
أومأت مُلبيةً طلبي : حاضر يابني دلوئتي هقيبولهالك .
أسندتُ ظهري على الطاولة التي أمامي بعد أن احتضنتُ ذراعيَّ لصدري في انتظار الممرضة ,
أخفضتُ ناظري للأسفل لبعضٍ من الوقت
حتى يصلني صوتُ السيدة فدوى : معلش يابني يارياض دا هوا الملف في مستودع
الملفات , دئايئ بس هروح اقيبو .
-" مو مشكلة انتظرك "
مرة عدةُ دقائق من الانتظار , وكما هُو المُعتاد أخذتُ أبحر في مُحيط أفكاري
المُبعثرة لاستغلال الوقت .. ولعلَ نفسي المُشتتة بين أمرٍ وأمر تهدأ وتصل إلى بر الأمان .
ولكن كيفَ بها أن تهدأ وهي الآن بدأت تتلاطم كموجٍ جامح يضربُ الصخرَ حينما سمعتُ صوتها
تُحادثني : رياض ! أشبك ؟
توسعت محاجرُ عيني ولا زلتُ أحدق في الأرض لأرفعها بسرعةٍ للأعلى ومن ثمَ يمنةً ويسرة
وأردف بتوتر بعدما وقفتُ باتزان : لا مافي شيء بس انتظر فدوى تجيب الملف .
أومأت بتفهم وابتعدت قليلاً
لأسمع تمازجَ أصوات قادمة في اتجاهها .
-" يا بت يا حنين فينك ماجيتي الجُمعة اللي فاتت !"
كانت هذه واحدة لتقول الثانية : والله مرة كانت حماس الحفلة ليش ماجيتي ؟
نظرتُ لها نظرةً خاطفة , ها هي حركُها المعتادة عندما تتوتر
تمسحُ بسبابتها حاجبها الأيمن وتُردف بامتعاض : والله قولتلكم حطوها الجُمعة دي اللي حتجي قلتوا لا وانا الجمعة اللي فاتت كونت مشغولة .
لتُردف إحداهن : يا ماما قولنا لكِ حاولي تزبطي وضعك مرة مالك حق !

بدأن في التشاجرِ فيما بينهُن هُن في صفِ الهجوم
وهي في صفِ دفاع , والمعركُة مستمرة .


أما أنا فكُنت غارقاً في تفاصيلها
الدقيقة والبارزة .
لم أكن أعلم أن اللهجة الحجازية
لذيذةٌ هكذا !
ثُغرك , صوتكِ
هُما من زيناها في مسامعِي
إنها جميلةٌ بكِ , ويالا حظ الحجاز فيكِ .

-" أهو يا رياض الملف , معلش عالتأخير "
ألتفتُ بسرعة ناحية السيدة فدوى وصانعاً ابتسامة على مُحيايَ : لا ابداً ,
ومضيتُ في طريقي هاتفاً : يعطيك العافية .
تركتُها خلفي وصوتُها الشجي شيئاً فشيئاً
يبتعدُ عن مسامعي ,


سُحقاً !
ها انتِ ذا من جديد تقلبين الموازين بداخلي
ويبدأ فيضانُ مشاعري .
حتىَ نبضات فؤادي تدخُل في حالةِ اضطراب عنيفة
قلبي , لم يعد هٌو القلب الذي كان يوماً لدي .
لقد سرقتيه بكُل قسوة .
أريدُ أن يعودَ قلبي إلى ما كان عليه !
لا يوجدُ بهِ سوى بضعُ هواجيسٍ وخزعبلات .
لذلك !
أعيديه أيتها السارقة .. أعيديه !!


-



11:30 مساءاً


أجلسُ أمام المنضدة أتناول طعامَ عشائي بهدوء وفيصل يجلسُ أمامي
واضعاً الحاسوبَ على فخذيه وأنظارهُ ضائعة في الشاشةِ أمامه .
-" لقيت حجز ؟ ترا بدري عليه !!"
-" وين بدري 3 اسابيع ترا تفصلنا عن الاجازة , ثم ايه لقيت يوم 7 الحج "
-" اوه اخر يوم لنا دوام "
-" وش اسوي عاد الباقي فُل "
أردفت بعدم اهتمام بان في نبرة صوتي : يلا ماعليه .
لألتفت لحديث فيصل والذي تلألأت عينيه بحنينٍ وشوق وابتسامة رُسمت على شفتيه .
-" متحمس لرجعة الرياض , أشتقت لأبوي وأمي وخواتي والعيال بالاستراحة "
تمددتُ أمامهُ بملل ناظراً للسقف وزافراً الضيق الذي تكدس في نفسي : لو جيت لي فانا ولا احد .
نظر لِي باستغراب ثم أردف متفهماً وهو يبتسم بمرح : افا ! ريان وريم وين راحوا ؟
نظرتُ إليه بسرعة ثم ضحكتُ بعد أن انشرحت أساريري نتيجة الحديثِ عن الأخيرة .
-" ريان مشغول بحياته لي فترة ما كلمته بس ريم !
آهه ريم حالة خاصة ذي معي حتى وانا بعيد عنها , محد يبرد على قلبي التعبان كثرها "
لينفجر رفيقي ضحكاً ثم يهتف عاليًا : بسم الله على قلبك
وأكملَ مبتسماً : الله يخليها لك
أومأتُ لهُ وابتسامة رُسمت على ثغري " آمين "

ريم هيَ أختي الصُغرى ذات العشرين عاماً
فأنا في أسرتي الشاب الأوسط
يكبرني ريان وتصغُرني ريم .


وآهٍ وشوقِي العظيمُ لريم
هي كالوابل الذي يغدقُ الأرض الميتة بالحياة
تُسقيني من نهرِ أملها العذب
وترُوي ضما اليائس و المُنكسر
فتُهديهم سُبل السلام والحياة .



 
 

 

عرض البوم صور لَحَّنْ  
قديم 25-11-16, 08:24 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320464
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: لَحَّنْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لَحَّنْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لَحَّنْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي

 





*




-2-



جدة / الخميس .
10:17 صباحاً .


أجلسُ في " استراحة المستشفى " و بيدي اليمنى كُوب قهوةٍ أرتشفُ من مرارتها التِي توازي مرارةَ أفكاري المُضجرة .
والأخرى ممُسكاً بها كتاباً أراجعُ منه ما درست خلال سنواتِي الماضية لأزاول مهنة الطب .
حانقٌ أنا على عقلي الذي يتعمدُ أغاضتي
بتفكيره الدائم حول مشاعر قلبي
الذي هُو أيضاً أساس مشاكلي ,
أقلب في صفحات الكتاب بملل , كما لو كُنت أٌقلبُ كتاباً يحتوي على جميع متاعبي في هذه الحياة ,
ورُوحي تتنهد بتعب وسُئم .. سُحقاً !
أشعرُ أني أحتاجُ نوماً طويلاً , 10 ساعات !
يوم !
شهر!
وقد أحتاجُ نوماً لمدة سنة !!!

زفرتُ التفكير اليائس من عقلي المزعج
واضعاً الكتاب على الطاولة أمامي ,
وأكمل ارتشاف قهوتي الصباحية طارداً هيام أفكاري الغليظة .


وها هُو الصديقُ أتى ساحباً كرسياً مُقابلاً لي ليجلسَ عليه والتعبُ بادٍ على مُحياه .
أمالَ برأسهِ على الخلف مُردفاً بإعياء : تعــب ألف .
لا زلتُ صامتاً أنظرُ بسرحانٍ في الفراغ .
رفع فيصل ناظريه لي وهتف : هيــه ترا انا هنا !
أجبتهُ بملل : شايفك .
أمالَ خدهُ على كفهِ ليقول بابتسامة خلفهَا حنق : تغيرت مرة يا رياض .
-" أحلف ! "
-" والله ! "
-" اللي خابره أن أنا الآن نفس أنا زمان , مافرق شيء "
عدل جلستهُ وحدق في عيني بحدة : على الأقل كنت تضحك , اللحين بس قافل محد يكلمك .
ابتسمتُ غصباً على حديثهِ الأخير : تبالغ !!!! , هه شوفني ابتسم .
ضربَ وجههُ بكفهِ دليلاً على يأسه مِني وأردف : ما منك رجا .

صمتٌ مهيب سادَ بيننا
والتفكيرُ واحد " ماذا حَل بي ؟ "


فيصل يعتقد أنَ تغيري هُو أمرٌ جديد ومُريب
ولكن في الحقيقة منذُ زمن بعيد رميتُ بـ رياض الذي يعرفه في واديٍ ليسَ بهِ قاع .
أما أنا الآن فقط طيفهُ ومما نجا من جثته , لقد خبئتُ عن الجميع أمر مقتله ..
ولكن في العام الماضي حينما كُنت بين أسرتي حدثَ أمرٌ ما
قررتُ بعدهُ إزالة القناع وبانت حقيقتي التي خبأتها ..
حقيقةَ أن كُل شعورٍ سعيد فيَ قد قُتل .


لفتَ انتباهي فيصل بنظرةٍ يشيرُ بها لشيءٍ ما !
ألتفتُ إلى حيثُ أبصر بطرف عينه
لتقعَ مُقلتي على آسرتي ومُعذبتي
إلى حيثُ أجدُ رُوحي الضائعة بين دهاليز
الشقاء الُمضنية .
عدتُ ببصري إلى حيثُ الكتابُ أمامي فأسحبهُ بين يدي
وأقلبه بلا إدراك لما هُو مكتوب بين هذه السطور الكثيرة .
صوتُها اللاعبُ في كياني
يخترقُ طبلةَ أذني جيداً , تنهدتُ بضيق وأنا انظرُ للصفحات
التي تتوارى الواحدة خلفَ الأخرى بين يدي المضطربة .


" أشعرُ بها في قلبي "
هذا ما كان يدُور بين ضربات فؤادي .
قمتُ بعجلة حاملاً كوب القهوة والكتابُ مازال بإحدى يديّ
هتف فيصل مُتفاجئاً : على وين !
مضيتُ في طريقي مسرعاً كسرعة نبضات قلبي
ولم أُعره جواباً .


-


7:16 مساءاً .



ها هُو يومي الطويل على مشارف الانتهاء , بعد أحداثٍ كانت شبه ميتة .
لم يحدث أمرٌ ما معي بعدما نهضتُ من أمام فيصل في الصباح حيثُ أن مزاجي تعكر لحظتها .
و لا أستطيع لوم فيصل في ذلك فأنا دائماً في مزاج مُضطرب .. إذاً ليسَ من العدل رمي أسبابي البغيضة عليه .

أجلسُ في الممر المقابل لبوابة الخروج , أنتظر رفيقي الذي طال انتظاري له .
يبدو أنَ ظهورهُ سيطول ويطول .


استويت بجذعي واقفاً بعد أن قررتُ الخروجَ مُنتظراً فيصل في باحة المستشفى الخارجية .
أسيرُ بخطوات سارحة تشبهُ عقلي وأفكارهُ المُملة .
يوماً ما سأٌقطعُ هذا الحبل .
نعم ؛ سأٌقطع حبل وجدانِي .
وليسَ هذا الحبل فقط , وإنما أيضاً حبلُ أمالي الكفيفة إذا ما أزعجتني يوماً ما بكثرتها .


جلستُ على أحدى الكراسي الموجودة في حديقة المستشفى والمقابلة لبوابتهِ الداخلية والخارجية أيضاً .
الشُجيرات من حولي تتراقصُ يُمنة ويُسرة على أنغام نسائم لطيفة تتهاوى , أبصرتُ السماء فوقي فإذا بالبدر قد أكتمل .
لقد أنتصفَ الشهر وعودتي للرياض باتت قريبة .
تنهدتُ بانزعاج لتذكري هذا الأمر وَ لمماطلة فيصل وتأخره عليَ , و لكن سُرعان ما تبدد هذا الانزعاج
ليحلَ محلهُ قرعُ طبول مُضطربة مرتجفة داخل غُرف قلبي .
علِقت عيناي بها وأنا أراها تسيرُ خارجةً من المستشفى .
تمضي أمامي بخطواتٍ سريعة ومُقلتيها تنظرانِ للأمام بتركيزٍ شديد
أني أرى من بعيد في حدقتيها لوعة اشتياق ولهفة ,
توجهت أحداقي تلقائياً إلى حيثُ تنظر لأرى سيارةً فاخرة
تقفُ خارجاً على قارعة الرصيف
عقدتُ حاجبيَ بقلق وتوتر !
لأرخِي عقدةَ حاجبي بتوجس وأنا أرى شابةٌ تنزلُ من السيارة .
قد تكون في عُمر آسرتي ,
احتضنت كلٌ منهما الأخرى بتوق وكأن فُراقاً طويلاَ
حالَ بينهما , لا أعلم أي شعورٌ استولى على فؤادي
وأنا أراها تُطيل احتضان الأخرى


هل هيَ الغيرة ؟
أهكذا هيَ الغيرة ؟! , شعورٌ قاهر يفتكُ القلب !
إحساس كريه يُسيطر على النفس !

ما بكَ يا رياض ؟
أتغار عليها من بنات جنسها ؟
سُحقاً لكَ أيها القلب !
ستكُون أنتَ دماري حتماً
ها أنا ذا بسببكَ أغارُ عليها من رفيقتها
أشعرُ كأني طفل سلبوا منه لعبتهُ ليفرحَ بها
طفلٌ آخر !
سأصمت , وسأصمت !
حتى لا أنفجرَ من شدةِ حنقي وغيرتي .
سأكتمُ عبرتي , لعلَ أملي يُبصر النُورَ يوماً .
وتضحكُ لي الدُنيا وتكونين أنتِ معي .

-

رأيتها تصعد السيارة لتتحرك بعدها مُبتعدة , لأتنهد بتعب وازدراءٍ على حَالي .

وها هُو رفيقي الغالي قد ظهر , ولكن يا خيبتي حينما رأيتهُ يسير مع أثنين من رفاقه ,
لقد عرفتهما , إنهما ماجد وعبد الله .
لطالما حدثني عنهما .. وعن الصداقة التي بدأت تحيك ثوبها بينهم .

لأكون صريحاً أنا لم أحاول مرةً أن أدخُل في صلة جديدة , دائماً أتهرب من هذا الأمر
أحصر علاقاتي حول مبدأ [ العمل وفقط ]! .
عكس فيصل الذي هُو اجتماعي جداً ويحب تكونين الصداقات أينما ذهب .
لا أعلم ماذا يحبُ فيصل في تكوين العلاقات ! , ففي الحقيقة أنا " بيتوي " جداً , أكره الاختلاط بالناس , أعامل الجميع بسطحية شديدة ..


زفرتُ الضيق الذي غزى قلبي , محاولاً رسمَ ابتسامة أستقبل بها رفاق فيصل الذينَ اقبلوا .
هتف عبد الله بمرح ضارباً كفهُ بكفي : أهـلاً أهــلاً بـ رياض .
ضحكتُ غصباً لمرحه وأردفت بخفوت : هلا بك أكثر .
لألتفت لفيصل الذي تحدث : رياض بنروح مع عبد الله و ماجد نتمشى شوي .
ليُردف عبد الله مُكملاً بنبرةِ تذكير : وبعد العشاء إن شاء الله حنتعشى سوا ..
ومن ثمَ وزعَ نظراتهِ بيننا : ولا ؟؟!


بهُتت ملامحي تلقائياً
" أرجوك يا فيصل ليسَ الليلة " .
بعجلة تداركت الوضع خوفاً من أن يلحظ رفاقهُ ضجري فأردفت بخفوت : عن نفسي تمام ..
وأكملت بهدوء مُبطن : بس وين بنتعشى ؟
قال ماجد بحماس : فيه مطعم برجر مرة لذيذ أعرفه
لألتفت لفيصل الذي هتف بسرعة وهو ينظر لي : على حظك شيء تحبه .
غصبتُ شفتاي على الابتسام وَ مُشتتاً نظراتي المُتهكمة هُنا وهُناك : فعلاً على حظي .



-


10:08 مساءاً .



أخذنا ماجد بعد صلاة العشاء لأحد المطاعم لنتناول طعامَ العشاءِ على حسابه .
وها نحنُ نتجالسُ مُتقابلين لبعضنا , ففيصل يجلسُ أمامي وبجانبه عبد الله
وبجانبي جلسَ ماجد , يتجاذبون فيما بينهم أطراف الحديث .

بينما أنا سارحٌ في زجاج النافذة أمامي والصمتُ هو مليكي ومولاي ..
أما السيدُ " ملل " فقد تمكنَ مِني في لحظاتٍ ما .

فتارةً يشُدني حديثٌ جاد يصدرُ من ماجد الذي لاحظتُ ذلك على شخصيته الجادة .
وأما عبد الله فهوَ من يقلبُ الحديث الجاد لحديث مسلٍ ومرح بمشاركة فيصل .
وهاهُو عبد الله يُثرثر على رؤوسنا ما جرى معهُ في حفل زفاف أخيه
كانَ حديثاً جميلاً فقد أسئلتهُ عن العادات و التقاليد التي يتبعونها في حفلات الزفاف هُنا بالحجاز .
فأنا لم أحضر زفافاً حجازياً من قبل , عبد الله هُو المُتحدث المُتحمس وأنا المستمع المُهتم .
ليقطعَ هذا الحَوار الهام بالنسبةِ لي ماجد الذي هتف : صح ! على ذكر الزواجات تعرفون عادل اللي بقسم السجلات الطبية ؟
بردود متتابعة " ايوا "
-" خطب منار عبد الرحمن الممرضة تبع قسم الجراحة "
-" بالله ؟ "
قالها فيصل متفاجئاً ولم نكن عنه أنا وعبد الله ببعيد .
-" ايوا دوبه الموضوع ماله الا كم يوم من اعلنوا خطوبتهم واليوم قابلته وقال لي "
أستند فيصل بجذعهِ على ظهر الكرسي : الله يتمم ويبارك لهم .


لتبدأ مِن هنا سلسلة من الاحاديث المُملة.
-" لا قالوا لك ( نصيب ! )"
هتف عبد الله عالياً " من جد ! شوف أصلاً أش جابُو لها "
-" هو على ما أظن مو من جدة حتى "
ليردف عبد الله باهتمام لحظتها : إزا هوا والله شايفها البنت الكويسة واللي حتكمل معاه حياتُه لو أنو من المريخ حيخطبها .. ليش ! , لانو بالمختصر هيا المناسبة لُه .
تدخّل ماجد مُقاطعاً رفيقه : لكن اوقات الظروف تكون عكس ما يخطط صاحبها ! لا تنسى ان هذا نصيب .
هتف عبد الله رداً على قول الأخير : احنا ما نختلف , هدا نصيب و شيء مكتوب .. ولكن
هل حتستسلم بمجرد ما تشوف انو الظروف ضدك ! لا يا حبيبي " استعن بالله ولا تعجز " .



نظر فيصل لي بقلق وقلقهُ كان فِي محله , لقد نثر عبد الله الملح على جروحِي العميقة
ألمٌ خانقٌ أجتمعَ يسار صدري , سحبتُ نفساَ طويلاَ مُفعماً بقلةِ الحيلة .


وقف صديقي بسرعة قائلاً بتمثيل وهو ينظر لساعةِ معصمه : أوه الساعة عشرة ونص .
نظر عبد الله لفيصل بامتعاض وبتقليد لنبرة صوته : أوه الساعة عشرة ونص ! .
ليردف بعدها ساحباً فيصل ليعود للجلوس : أقول اجلس بس , بلا كلام فاضي دُوبُه الليل بأولو .




رغَم ما اشعرُ بهِ من وجدٍ وأسى وللذكريات الحافرة قهراً في فؤادي
أبتسمَ قلبي لاهتمام فيصل .
لتوِي علمتُ أني لستُ وحيداً في غياهب حُزني
فيصَل معي , يشعُر بِي .. وإن سخَر مني وقسا علَي
فهُو بذلك يُبطن إحساسهُ بِي وبالمُعاناة التي أًصبحت روتيناً عندي.

هتفتُ مبتسماً لفيصل : أجلس خلنا ننبسط شوي الوقت بأوله .
بهدوء وتوجس أبصرنِي لأطمئنهُ بتقاسيم وجهِي " أني بخير ولا شيء هُناك ".
ليعتدلَ بجلستهِ بعدها مُتنهداً ولنعُودَ بعد ذلكَ لمُختلف أنواع الحديث .


-


11:25 مساءً .


انتهى موعدنا المُفاجئ والغير مُدبر, فيصل يقُود السيارة بسُكونٍ تام .
وأنا في مُحيط حُزني أغوص .
اختَلَطَتْ عليَ الأضواء من حولي وتداخلت
في منظرٍ مُشوش , التداخل المُزعج هذا يّذكرنِي
في ألوان حياتي المُتغايرة .
نظرتُ لانعكاس صورتِي على زجاج النافذة , عيناي غائرة في شجنٍ سحيق .
هذا الشجن يلازمُنِي منذُ وقتٍ قاصٍ ولا زال يرفضُ الابتعادَ عني .
أعتقد أنِي أصحبتُ كئيباً أكثر مِن ذي قبل , الحُزن والتفكير اليائس والشجو والأشجان
والأسى الكثير كُلها تمثلُ حياتي البائسة .
كُلما حاولت ترتيبَ صفحات أفكاري وزرعَ أمل بين جنبات عقلي وقلبي .
فإذا بهِ أملٌ كفيفٌ لا يبصرُ النور , فأعود للغرق في بركةِ وحل الألم .

سحبتُ نفساً طويلاً لأزفرهُ , حككتُ عيني بسبابتِي .
لأسمع نبرةَ فيصل القلقة : رياض ؟
نظرتُ له بوجوم : همم ؟
كحَ التوتر الذي شعرَ به : لا بس بـ أشوف وش فيك !
أحداقي ضاعت في الفراغ : مافيني شيء لا تخاف .
-" تضايقت؟ "
- " على ؟! "
-" على وشو يعني ! على موضوع الزواج طبعاً "
أردفتُ بضيق انهك الفؤاد : قفلها من سيرة .
-" حاول في أهلك طيب ! "
ابتسمتُ بتهكُم : عشان أزيد الطين بله !
هتف عالياً بنفاذ صبر : أنت ليش سلبي ؟
-" الحياة خلتني كذا "
صرخ بغضب وحنق
-" حياة وشو تقصد وشو هااا ؟ ماشاء الله ولد عيلة ونسب والله انعم عليك وبين أهلك وبصحتك ! وش تبي أكثر وش ؟ "
أجبتهُ بهدوءٍ بارد كالصقيع مُعاكس لبراكينهِ التِي ثارت " أبي حريتي ! "
أرتجفَ فيصل لردي الغريب ونارهُ آلت للخمود وبيأس : لهالدرجة اللي صار لريان خلاك يائس كذا ؟
-" وأكثر ! وأكيد بلحق أخوي "
وأكملتُ بألم : تجربته أثرت فيني لدرجة مو معقولة , شعور خايس تنجبر على شيء ماتبيه , تنحط بشيء ماهو اصلاً براسك ..
لأستمرَ مُصِّراً على أسناني : تنحط بموقف أنت عاجز تطلع عمرك منه .
تنهدَ رفيقي بتعب من الحال الذي وصلت إليه : ما اقول غير ربي يهدي حالك ويحقق مُناك .


يتبع !

 
 

 

عرض البوم صور لَحَّنْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آمالٌ, بقلمي, كفيفة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية