لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-18, 09:49 PM   المشاركة رقم: 1921
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267741
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: الايام الجميلة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الايام الجميلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

مساؤكم خير وبركة
دقايق وراح نكون مع الكاتبتنا المبدعة الكرستال وهي اسم على مسمى ونعرف المخفي والمستور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 68 ( الأعضاء 6 والزوار 62)
‏الايام الجميلة, ‏عزتي في كبريائي, ‏ديـ*M*ـوم, ‏منيتي رضاك, ‏samam, ‏جلاديوس

 
 

 

عرض البوم صور الايام الجميلة   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:12 PM   المشاركة رقم: 1922
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

مسسسسساء الخير ..


عطوني وقت شوي .. لأني راجعت البارت متأخر لظروف .. باقي جزئيه بسيطه أبراجعها

بس وبينزل

دايركت الله يسعدكم ..

.
.
.
تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:30 PM   المشاركة رقم: 1923
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328813
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: الريّم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الريّم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

هاي كريس♥♥.
سجّلت اخيراً بالمنتدى عشانك وعشان روايتك الجميله😩🖤.
من كثر ماني حابّتها ماتركت وحده من صديقاتي إلا وخليتها تقرأها
انا مُعجبه حتى برواية " اريد منك أكثر مما أُريد😍"
وبس ياعيني احبك وانتظر نهاية هالروايه الجميله بفارغ الصبر☹♥.

 
 

 

عرض البوم صور الريّم   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:38 PM   المشاركة رقم: 1924
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

بســـــم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم أعتذار كبير .. يشهد الله حصل لي ظرف أخرني عن مراجعة البارت .. ونقول الله الله ع الحماس والردود .. لامارا إي بالله مشتاقه للردود الطويله .. ولهالحماس والتفاعل .. أعذروني هالأسبوعين عندي ضغط بالدوام ياعلني فداكم .. والله .. ربي يسعد قلوبكم .. متابعه لجمال هالتعليقات .. وهذا هو الفصل .. قراءة ممتعه
لا تلهيكم الروايه عن الصلاه

.
.

(69)
يزفر الأنفاس بحرقه .. يبلع العبرات بصعوبه حتى ينفجّر الحزن في صوته
" أخذني الطمع يم دروبن يابوتس هذي آخرتها .. هذاني قاعدن خسرانن دنيتي وآخرتي .. وبيجيني وقتن بنسى فعولي وحسرتي وبنساتس يابوتس .. وأسمعيني زين يانوق .. أسمعيني وتسان وصلتس الحق أرفعي راستس .. أرفعيه وخليتس مثل ماكنتي قبل .. أنا عارفن أن ماكسرتس غيرتتس واجد .. "
أنخفض صوته فجأه من خنقه قبضة من الندم تعصر حنجرته بلا رحمه .. فيما هي ظلت واقفه تنازع العبرات .. كيف أدرك أنكسارها بعد ما أنتهى الأمر .. والوجع ضرب عروقه في أرضها .. كيف يتكلّم أبوها والعمر مر .. والسنين الطويله أخذت منها الكثير .. أخذته هو .. أخذته تاركه له صوت وأشياء من ندم ومرض ووحده .. تحس لو أن رماد قدر صوته يرميه بوجها .. تحسه يغطي عيونها .. يسد حلقها .. ترتجف بقوة وصوته مايهبط إلا على مواجعها مباشره .. مواجع تنتفض في ذاكرتها ملتهبه ويملاها العفن حتى ظنت أن ماعاد فيه أمل تتشافى هالجروح أو تنساها .. أو حتى تتجاوزها .. وتعيش باقي العمر دون ماتخدشها ذكرى أو حسرة .. !
" تعرفين أنه في ذيك الأيام الغابره .. المسوّده .. أبوي قام وعطى أخواني أراضيهم وتجاهلني .. تجاهل حقي حسيت بالقهر وأبليس وزني أكثر ونفسي الأماره بالسوء غرها هالمال ولقيت من يساندني في فكري .. نوره هاللي وكدت لي أن حقي مهدور وفيه من بياكله ولايترك لي من الورث شي.. ويومن المشاكل كثرت والأمور تداخلت في بعض .. جيتيني أنتي معتس أوراقن تثبت أن هالأرض لجدتس وأن مالي حق فيها .. سوّدت الدنيا بعيني وسوّل لي الشيطان أنتس واقفتن مع زوجتس وأبوه عشان حقي ماياصلني .. إلا شفت أنتس معهم كلهم .. وعلمّت نوره باللي صار يومن شبّت النار بصدري من سواتتس .. ومالقيتها إلا جايبه لي صك الأرض مع أوراقن ثانيه .. أخذتها من زوجة منصور .. وأمنتني ما أقول لأحد .. وإن تسان بتصير مشاكل تراهم مافيهم خير إن ماعطونا حقوقنا .. كنت أبحث عن حقي وحق نوره وإن تسان ماتدخلت بالأمر .. ويومني أظهرت الأوراق لزوجتس ولهم .. تسان أقرب لهم أنتي بالظنون .. ثم صار ماصار وطردتس مطلقتس .. "
صمت .. ثواني مرت بطيئه .. ثقيله على أنفاسهم .. عيون عواد ظلت متسعه على جهاز كان كل مهمته .. يفجّر هالحقيقه .. يجاهد يبتلع الهوا لعلها تطفي حراره نار ثارت في صدره من ماوصل لمسامعه .. فيما عبدالعزيز جامد في مكانه وعلى ملامحه تتمدد الفاجعه .. تختنق الأنفاس .. صد جلوي بغمامة حزن لاحت في نظرة عيونه وهو يتأمل الباب .. كان هو وأبوه أخف شخصين أرتمت قبالهم الحقيقه بكامل شكلها وإن أدركوا نصفها البشع .. تجّرعوا المراره قبل الجميع ... يسمع صوت شهقاتها وبكاها .. وصوت عمه وكأنه يقتلعه من قاع الندم .. يحرره ..يفك قيود هالأسى من أفكاره .. ولو أن مخالب هالوجع راحت بكل حقد تمرر أظافيرها على صدور الجميع .. إلي كانوا في ذهول مفجع من مايسمعون !
" وسكت لجل مايروح حقي وأخسر الأرض ولني معطين العهود للحريم .. ولد عمتس إيه أغلط .. لكنه أجودي .. ماتركتتس .. رجع يمي يترجاني أشوفتس .. لحقني حتى للقصيم .. أنحنى يبوس أيديني .. وتعرضت له أنا بسلاحي طارده .. طردته وأبعدته عنتس مهدده لو قرّب لي ماهوب معيّن خير .. وتسان واصلني من نوره إن أمه ماتبيتتس ولا تبينا كلنا .. وهي تدوّر له عروسن تجيب لولده الضنا المحروم منه .. والحقد والمشاكل تذكرها أمتس مابينهن غيره حريم ومناقرن على أتفه الأسباب وأنتم مابعد جيتوا على هالدنيا !"
تنطق فضيه وكأن صوتها مخطوف .. تحاول تجر الأنفاس لصدرها
" أعوذ بالله .. أعوذ بالله "
تنطقها بصوت متسارع ..لا زالت بحضنها شيما و بجنبها أم عبد الله .. هالأم إلي كان الأمر عليها أشبه بصهر قلبها .. ذبحه .. متجاوز .. حدود الوجع .. عيونها إلي تلتف حولها التجاعيد .. متسعه .. متسعه وكأنها راح تتحرك من مكانها .. متجه صوب باب المجلس ... تهوي الحقيقه على صدرها بحمول كان لها القدره تسحق تحملها .. ترمي نوق كتفها على الجدار وهي تنتفض بقوة .. أيديها تهتز من عظم هالعبرات إلي تتفجّر من شفاتها .. تهبط على الأرض جالسه من حست برجولها ماعاد لها القدره تشيل حمل جسدها ..

" أخذتني الدنيا بعيدن عن أهلي بعد ماطردني أبوي من كثر الأذى وهرج العرب والمشاكل والمحاكم .. أنا يابوتس يومن المرض شفته بياخذ مني حتى تفكيري فيكم .. روّحت مع بو طارق وأعتمرت .. "
أختنق صوته بقوة .. من عبره تنوي تنفجّر من شفاته لكن رجولته ترفضها ..
" دعيت لتس يبه قدام بيت الله .. دعيته تسان باب السما مفتوحن لي ولتوبتي .. يحنن قلب أبوي وأخواني .. يفتح لنا دربن يمهم من جديد .. ويرجعتس تحت جناح ولد عمتس إن تسان فيه معجزتن ولو أنها مستحيله .. لكن ماعلى الله شين مستحيل .. ماعلى الله شين مستحيل "
يزفر الأنفاس بحرقه .. يعبر صوته فوق مواجعهم .. وأبو عبد الله فجأه تنفجّر من شفاته آآآآه بصوت موجوع .. ينحني براسه لتحت .. يتقوّس ظهره .. والأنين الموجع يرتفع فجأه قدام الكل ..
بادي بخوف والحزن يتسلّق ملامحه : يبه نطلع تسان مالك حيله ..؟
يهز راسه بالرفض .. يرفع يده ببطء ودموع ضعف راحت تبلل خده .. بلا حيله يمنعها .. والعمر عبر من تحت كرامته ومشاكله .. عبر يسرق اللحظات .. بأيدين من يعتبرها بنته .. !
عياله .. عياله سرقوا منه لذه الفرحه في برهم وقربهم وهو بهالعمر .. سرقوه عشان وصخ دنيا ومال وبعض ظنون .. !

" دعيت الله يمنعني تسان فيني شين باقي بيمنع الوصل وأثور لجله .. دعيته يعوضتس يبه .. يعوضتس فالضنا والذريه إلي تكون لتس عون وتاج وسند لتس .. سامحي أبوتس تسان التراب غطى جسمه وذكره عنكم .. "
ترجع لحظات الصمت تلتهم صبرهم .. من صمت عن الكلام .. ينحني منصور بضعف يغطي ملامحه في كفوف أيديه .. تهتز كتوفه وهو يضم شفاته بقوة .. تعال ياعبدالله أرجع ولك كل الأراضي والمال .. لك ماظنيته حقكك .. تعال نوضّح لك الأمور .. نطوي صفحات البعد .. تعال .. تعال وأترك صوتك .. وبقايا أمنياتك ووصاتك .. تعال أرجع من دروب الرحيل .. تعال ياخوك .. تعال .. وراح الندم يضرب بيده على صبر أخوه .. والأمنيات مجرد مشاعر عابره .. مايرجع منها الراحلين .. وصوته الراحل يرتفع وماكان له القدره يرد على الجميع .. يتأمل وجعهم .. شوقهم له .. ندمهم ..
" يبه نوير .. "
ينتفض قلبها من ناداها بأسمها .. وكأن فعلا صوته حي مامات تشهق وهي تضم أيديها لبعض .. تشوف نوق تتربع عند باب المجلس من أيقنت أن رجولها ماعاد لها القدره تشيل ثقل جسمها .. تنطق بصوت تملاه الحرقه وبصعوبه " أسمعك " وتنفلت الشهقات والعبرات من شفاتها بشكل محزن.. يرجع الصمت سيد المواقف ولا أحد يعرف كم كان يكلفه هالصمت من ألم .. من صبر يجعله قادر يرسل صوته رسايل لما بعد الموت .. للباقين لا غابت عينه .. كم هو موجع بالنسبه له .. أنه يتكلم .. في ذيك اللحظة الفايته .. وهو يدرك أنه بيترك بناته للنسيان .. وللرحيل .. بيلحق عبيد .. ونادر .. بيتبع خطواتهم يوم ما .. ولا كان يدرك هل بيكون قريب أو بعيد ..
" أكيد عرفتي وش من أمور صارت من وراتس .. وتسيف تزوجتي في ولد أبن جهيمان .. مدري يبه تسيف عرفتي .. تسيف قابلتيه .. وتسيف قالتس أنه زوجن لتس على سنة الله ورسوله .. لن هالحين الولد ماعاد هو منتظرن زود وهو تمم سنينن أبوه إلي شرطها له وتركها في وجهه ووجه العرب .. يمكّنه بيطلع بأي وقت يطالبتس زوجتن له "
تغمض عيونها حتى تضم أيديها لبعض بقوة .. تنحني براسها عليها والألم يعتصر قلبها .. قابلته يبه .. قابلته وهذا أنا معاه على طريق فراق .. !
والصوت ميّت .. ولا أحد يقدر يلمح حزني .. أحتاج يبه أبكي عليك وعلي وعلى ذيك الشمس إلي أنطفى ضيها .. على شوارعنا البارده من بعدك .. على ديار أحلامنا الخاليه دونك ..
كنت دايما قويه قبالك .. ليش حرمتنا من حقنا في أننا نسمع صوتك هذا وأنت حي .. ونضوي في عيونك دروب كثيره .. نشيل حزنك .. نشيله .. نقولك حنا فرحك وإن قسيت .. حنّا شمسك لا أنطفيت .. حنا إنت .. يبه .. حنا كلنا إنت ..
لكن صوته أسترسل على كل ماكانت تتمنى تقوله .. تصرخ فيه ويخونها الصوت .. يموت .. يموت داخل شفاتها .. ولا يشوفون غير أنكسارها .. جسدها إلي يهتز من الأنهيار وهي توقف صامده .. لازالت تغمض عيونها.. تكابد هالألم إلي تحسه بيطفح من عيونها .. بدال هالدموع ..
" أنا يبه .. تعرفت على جهيمان عن طريق أخوين لي .. وتسان وقتها يطري أمر الزواج تسثير .. وماهوب راضن عن زوجته وهي ماجابت له إلا ولد وحيد مايكفي على مافي الرجال من شيخه ومكانه وتسيف بهالعمر وبينتظر ولدن وحيد يشيل أسمه ومكانته .. وأقترحوا بعض الرجال يخطب وحدتن من بناتي .. والرجّال له من المال شين يشلع القلب مع أن له من الفعول إلي متحفظن عليها وماهيب معجبتني .. ويوم عرف أخيتس نادر ثار بوجهي .. ورفض أزوجتس من واحدن نفس جهيمان ثم حاول يمنعني .. لكن جهيمان أغراني بالمال التسثير مهرن لتس وأخوياه وكل من عرف بالأمر قالوا لي تسيف ترد واحدن نفس جهيمان كل بنت تحلم فيه زوجن لها وماهوب مقصر معها بشي بيت وحلال وسعه وأرزاق ..! ولني عارفن أنتس قوية ولسانتس سليط على إللي يخالف الحق معتس .. خفت منتس ومن أمتس لاتعرف بنواياي .. ولأني كنت أخطف مراتن للرياض .. عشان أشوف جدتتس .. قلت لنوره بالأمر لني متواصلن معها وهي من تضبط وضعي عشان ما أطيح في واحدن من أخواني أو أبوي وتصير الكارثه .. وقدرت تضبّط وضعي مع الرجّال أكثر حتى أنه عطانا أرضن ببلاش وهو رجّالن ماله وحلاله وأراضيه تسد عين الشمس .. وتسنت أستغرب وفرحان بنفس الوقت إن الرجال يحاول يوثّق العلاقات معي وتغير من يومني حتسيت مع نوره مدري تسيف قلبته يمها .. شفتها أخت الرخا والشده وتسيف بدّلت الأوضاع .. ووعدني لا تزوّج بيغيّر شين واجد في عيشتي وحتسي رجالن طيّرني للسما .. ثم يابوتس .. كل شي راح ماراح الأولين .. يومن الوضحى لقوها مذبوحه .. ونادر أخوتس المتِهم الوحيد .. أعترف أنه ذبحها عند رجال جهيمان ثم بعدها يعترض ولده مجلس أبوه ويصرخ عند العرب أنه يبي يتزوج بنتي راسها براس الناقه .."
صوت أنفاسه المضطربه ترتفع أكثر .. يبتعد صوته فجأه
" وتزوجتتس صرتي حليلتن لبن جهيمان غصبن عننا تسلنا ( كلنا ) .. إي والله .. ومن خوفي على أخوتس سكت .. وأوميت براسي ووافقت .. ثم صار بعدها رفيقن لنادر تسنه ظله لكنّي ماقدرت أقول لأخوتس أني أستلمت من جهيمان الأرض بليا فلوس ولا شي "
يهتز صوته أكثر وأكثر
" تسان يقولي بتّار عضيد يبه .. ونوير ماهيب زعلانه لا عرفت معدن الرجّال .. تسان كل ماقعدت معه .. وأخذتنا السوالف يم ماصار .. يقول بتّار ماهوب مفرطن في نوير .. ونوير غاليتن عنده .. ولملمنا الأمر عنكم لنه قالي خلها يبه علي .. أنا أبقول لنوير عن كل شين تجهله .. "
نطق بحرقه والحزن مثل لو أنه قدّر يشتت صوته ..
" وراح أخوتس يابوتس .. راح وتركني محملن بحمول تهد الجبال .. راح ولا عدت أعرف وش علي من دبرتن لزوم أسويها لتس .. تسيف بقولتس عن أمرن طوته سنين .. حتى الأرض يبه إلي أخذناها من ابن جهيمان .. والله يايبه .. والله ماعيّنا منها من فلسن نافع ..
إلا شفنا كلن مايبيها .. وأنباعت بشين مايسوى "
يرتفع صوته الموجوع .. الحاد
" وماكسرني إلا إن أختي .. هاللي شفتها سندن لي باقي .. ثارت عشان فلوس هالأرض .. وهددتني ماتخليني لين يرجع حلالها كله .. لنها ما أستفادت شي .. وأشغلتني بمكالماتها .. وهددت تفضح الأمر وتقوله كله .. لكم وللي عندها .. وتعرف .. تعرف أن هالأرض لولاتس ما طالتها .. لكنّها مافهمت .. طعنتني في ظهري وقامت تتوعدني كل شوي والثاني تبي دراهمها .. حتى أنها أشغلتني عند جهيمان نفسه لنها كانت تعرف دروبه ولا أدري تسيف قادرتن توصل له .. عيّت تعلمني من قدر يدلها على جهيمان .. وأشغلتني بدراهمها إلي المفروض تستلمها ماهوب من بيعة الأرض بالخساره لننا تسلنا خسرنا ماهوب هي بس .. لكن هي لا.. شافت من حقها تستلم حقها كامل دون خساره لنه ماهو أمرها .. كرهتني في عيشتي .. أنقلبت مرتن وحده ماعدت أعرفها .. خلتني يابوتس أروح يم الرجّال أذل نفسي له وأترجاه يكفيني شره .. ولايحطني براسه .. ذلتني يابوتس .. ذلتني ! "

رفعت نوير أيديها بفاجعه تضغط فيها على فمها حتى تلف براسها تطالع أمها إلي من هول ماتسمع ظلت متخشبه في مكانها .. وفي الحقيقه .. قدر ما أنقال .. ينخر في جوف الجميع مواجع وكوارث أرتمت في ثقلها على صدورهم .. ولا يدرون كيف كانت كل هالأشياء تدور من حولهم .. كيف عبرت بكل هالبشاعه وهالخبث ورحلت .. كيف أندفنت ..؟
ينهض مشعل وماعاد الألم في صدره يطاق .. ماعاد هو قادر يتحمّل أنين جده قباله وكأنه يقتلع صبره من القاع .. ويدفعه حتى يجهش حرقه ومراره أنه من بطن وحده بهالسوء .. يدفع خطواته وصدره يتضخم بحراره يحسها تحرقه .. يعبر الحريم ويدفع باب الشارع حتى يطلع .. والدمع أخذ مجراه من هالألم القاتل من أستقبل صدره الفراغ والبيت أستقر وراه ..
" تمسكّي في زوجتس يبه .. تراها وليدن والله ماعلى يمناه غير الطيب والكرم .. تكفين يابوتس حافظي على بيتتس وزوجتتس وخلي طيبتس بين العرب يمسح ذكر السو تسان في يوم جابوا سيرتي .. أبي يابوتس لا قالوا أسمي في يومن ما أوحيه .. ينقال والنعم هذي بنته جت من تحت يمناه طيبها من طيب أمها .. طيبها من طيب أمها "
ترتجف أطراف أصابعها بشكل مأساوي .. وهي تسمع صوته وكأنه جى في الوقت المتأخر .. يختلط صوت بكاها مع بكا خواتها والبؤس لا زال يحوم حولهم .. يبلع ريقه بصعوبه ينطق وكأن الألم يحرق صوته
" شيما .. مرت أيامن تسنت شديدن فيها عليتس وعلى خواتتس .. والله ماتركتم من دعواتي .. دعيت الله يرزقكم بالرجال الصالحين إلي يخافون الله .. ماحيلتي يمكّن غير الدعا ..ويا هيا عطيتتس في يومن مفتاح سيارتي وعلمتتس السواقه لجل تحلين محل أخوتس ولو أن مكانه ماحدن يملاه .. وأنتن ضعيفاتن بلياه .. خليتس دايمن قدام .. وخواتتس الصغيّرات وراتس .. وصيتي لتس ياهيا .. وصيتي لتس ..عهد .. وعد .. تجوّدن بالتعلوم يابوكم .. كلكن .. كلكن تجوّدن بالتعلوم والشهادات الزينه .. وصيرن أطيب مني "
أرتفع صوته المخنوق وهو يناديها
" يام نادر .."
يرتفع صوتها المتضخم من البكا بلا شعور
" يالبيه "
ويقاطعها الصوت إلي كان ماغير صوت راحل دفن جسمه التراب
" أشهد الله وملايكته .. أني راضن عنتس .."
يختنق صوته أكثر .. وكأنه على طرف أنهيار
" أشهد الله وملايكته أني راضن عنتس .. تحملتي مني شين تسايد وتسبير .. "
يختنق صوته .. يبكي
" بنياتي ياللي تسمعوني .. بنياتي لا يمسهن سو من بعدي .. تركت لهن ولأمهن عند بو طارق ما تسان حيلتي .. ووالله أن فلوس ذيك الأرض إلي طالبت نوره نتشارك فيها أني أحرقتها بأيديني في صحرن بعيده من ما أونستها منها ومن ذلها ... وماعنده هو راس حلالي إلي بعته كله بعد ما عطيت ماتسان حيلتي لأرضن صغيره شريتها وتركتها أمانتن يسلمها لكم بو طارق في يومن موعود علمه عند رب العباد "
يتنفس بصعوبه ..
" يبه طالبك تطلق نيتك بالرضا يمي وتريّحني .. تغفر لي قلة فعولي .. ويايمه تسثري لي الدعوات .. تسثريها لي .. تراي محتاجن منتس الدعوات .. "

وأنتهت الحكايه .. يرتفع صوت أنفاسه إلي تلفح سماعة الجوال بحراره وكأنه الدمع أدرك طريقه في ملامحه ..

" لا إله إلا الله "
يرتفع فيها صوت عبدالعزيز والدموع بللت خده .. والموقف له القدره يكسر صخر القسا وإن أشتدد .. ينحني بو عبد الله يجهش فالبكا بقوة .. ينطق بمراره ووجع
" والله يابوك راضن عنك وأنت توحيني وتشوفني يومها .. إيه بالله راضن عنك عسى الله يغفر لك مافعلت .. عسى الله يغفر لك مافعلت .. "
يرددها بأسى والحزن لا زال يغطي سماهم أجمعين .. وبسرعه يلتقط بو طارق الجوال مغلق هالصوت إلا مالا نهايه .. يسحب السماعه قاطع ذاك الطريق إلي أمتدد لهم ورحلته المؤقته في عالم الراحلين أنتهت .. يفتح الشنطه حتى عيونه ترتمي على وجيههم بحزن .. الكل كان منهار تحت وطأه الدمع والألم والحزن .. ينطق بصوت يعتصر ألم ويجاهد يرفعه حتى يكون أرفع من صوت هالبكا
" وهذي وصية عبد الله للجميع .. وصلت لكم .. وما حتسى عنه بو نادر .. شغلتين .. أولها أرضن بحايل .. مكتوبتن باسمي .. وبتنازل عنها للورثه .. لحرمته وبناته وترا مسيومتن بسعرن غالي لنها أرضن تجاريه .. الشغله الثانيه حلال بو نادر .. باعه ذيك الأيام وسلمه لي طالبن أشغّل الفلوس .. وتسان يقولي علي الدراهم وعليك السعي وتسان قدرت زد عليها من حلالك وأخذتها وأنفتحت لي أبواب خيرن تسثيره .. وعند هالمحامي "
حرك يده له
" العلم كله عنده وكيف بيحسب نصيب بو نادر "

لكن الفرح وقف محتار وين يندس في ملامح .. يتضخّم فيها الحزن .. ينطق المحامي بحزن
" لنا موعد ياعم في غير هالوقت .. نرتب الأمر فالمحكمة بعدين نبلغهم "
هز راسه بو طارق حتى يلم الأغراض .. يدفع الجوال إلي يحمل صوت الموت في الشنطة .. وبعد ماخلص نهض من مكانه .. ووقف معاه المحامي إلي راح يلتقط الأوراق بخفه .. يرتبها .. ينطق بصوت يخذله والحاله الصعبه إلي يشوف فيها عايلة عبد الله .. تكسره
" فمان الله "
يتحرك عابر متعب إلي كانت نظرة الخذلان والحزن تلوح في نظرة عيونه إلي يبللها الدمع .. وما أنكشف صحيح كان ماهو شي بسيط بأي شكل لكن تمنّى حظور بتّار .. وهو الشخص إلي ظل يدعمه ويسانده وينتظر .. ليته حظر حتى يسمع ماقاله بو نادر عنه .. ينهض عواد ووجهه أظلم فجأه .. يرفع راسه للسقف وصدره يضيق وكأنه يحاول يلقى له مخرج من هالحرقه إلي تاكل صبره .. تضيق عيونه بشكل مأساوي .. وبسرعه ينهض متعب .. يدفع خطواته بقوة لعمه .. يمسكه مع ذراعه .. ينطق بصوت تتكسّر فيه الأحزان
" خالي أنتبه ترا صحتك أهم "
وبصعوبه ينطق
" أبطلع يامتعب .. أبطلع "
يدفعه بقوة حتى يتمايل على الكنب وهو يمشي .. وكأن الحزن قدر يلتهمه .. يطلع من المجلس تارك الكل يتوّحد بالأحزان والندم والمصايب إلي ماعاد له من أتساع يحتويها
" حسبي الله عليهن .. لا أشوفهن .. لا أشوفهن لين ياخذ الله أمانته "
يرتفع صوتها بأسى وأوجاع تعصر قلبها
" باعتنا بنتنا لنفسها الرديه وحقدها وطمعها .. باعتنا يابو عبد الله بنتتك وباعت أخوها إلي ماتهنى بحياته .. باعتنا الرديه زوجتك يامنصور .. مع أختك .. باعونا الحرّيم وأحرموني من ضناي.. أحرموني منه حسبي عليهم الله .. حسبي الله عليهم ونعم الوكيل "
وبأنهيار تام .. تنطق فضيه
" حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله "
لكن ينقطع الصوت وعيونها تتسع من حست في شيما متراخيه بحضنها وصوتها أختفى .. وأيديها أرتمت على السجاد بلا حركه .. تصرخ بخرعه ..
" شيما !!!"
تحط أيديها على كتوف شيما تهزها ولا مجيب .. كان الحزن أسرع لقلبها حتى يتسلل لوعيها .. يفقدها الشعور والألم ماعاد هي حمل له .. تنطق بخرعه وهي ترفع راسها للموجودين
" البنت مدري وش بلاها .. يمه شيما .. "
تنحني جود بقوة تسحبها وتشيل الغطا عن وجهها حتى يظهر وجها الشاحب المبلل بالدموع .. تفز أم نوق بخرعه حتى تنحني لبنتها .. تصرخ بأنهيار تام
" يابسم الله وش جاها بنيتي "
تنوي جود تضرب خدها لكن أيدينه فجأه تخطفها بخوف يضمها لصدره بقوة .. يتحرك راسها وخصلات من شعرها تلصق على أطراف ملامحها من هالعرق إلي يغطي مساحات وجها الطاهر .. ينحني يخوف وهلع ماسك راسها بقبضة يد وباليد الثانيه .. يضرب خدها بخفه .. ينطق بصعوبه
" شيما .. شيما .. "
ومن حس أن أغمائها بالكامل .. تحرك بسرعه يشيلها وأصوات خواتها المفجوعه يزداد .. ينطق بصوت يملاه الخوف وأنفاسه تضيق
" أغمى عليها يمكن ماتحملت .. بخير هي .. والله بخير "
يستدير بلمح البصر وهو يقول هالكلمات المعدودة .. يضمها بين أيديه وكأنها أخف من الريشه يقطع المسافات صوب غرفته .. يدفع الباب ويدخل .. يمددها على السرير ووراها جود تبكي بخوف .. تنطق بضياع
" لايكون فيها شي .. "
ولا رد عليها .. أنحنى ملتقط كوب المويه من على الطاولة حتى يرجع لها .. يرفع راسها ويريحه على ركبته .. يبلل كفه ويمسح وجها .. مره ومرتين لين حس بأنفاس متسارعه تبتلعها وببطء تفتح عيونها إلي تتعلق بحزن على السقف .. تتحرك يمين ويسار .. يولي الهواء متباعد من أنحنى تلتف أيديه تحت ظهرها وبعنف يجذبها لصدره .. يضمها عل هالخوف يسكن فيه وإن كان يحاول الثبات .. ينطق بغصه
" أخلعتيني عليتس ! "
ومن أستدركت ذاك الألم بضخامته ولا غادرها .. أجهشت فالبكا
" صوت أبوي يامتعب .. صوت أبوي وينه .. وينه ..؟ "
ترفع أيديها جود تكتم العبره إلي أنفلتت من شفاتها من لمحت ملامح أخوها تعتصر بألم .. يشدها لصدره أكثر .. ولا يقدر يقول شي .. تشوف الدمع يلمع تحت أجفانه .. لحظات وينطق بصوت تضخّم
" تبينا نطلع ..؟ "
يبعدها عن صدرها وبسرعه يحضن راسها .. يقترب بملامحه من ملامحها اليائسه
" خلينا نطلع بعيد .. أنا وأنتي بس "
تحاول تميل براسها وجسمها أهتز من أنفجّرت بالبكا بحرقه .. تنطق
" صدري يوجعني .. والله مقدر أتحمله يامتعب .. أحسني بموت من الوجع .. "
.. وبخوف يقاطعها .. متسعه عيونه
" لابسم الله عليتس .. وش هالحتسي "
حرك راسه لأخته .. نطق
" روحي هاتي نقابها ياجود .. تكفين "

تستدير حتى تدفع خطواتها .. تطلع من باب الغرفه لكن تتباطئ هالخطوات وهي تشوف الكل في حالة أنهيار .. لمبات الحوش الأماميه تنير مساحات الحزن في عيونهم.. توقف بوسط الحوش من ماعاد لها قدره تقترب أكثر .. يهتز جسدها من هالألم إلي عبر فوقها وخدشها .. صحيح إن خالها ماترك في ذكرياتها الشي الكثير حتى تتذكر لكن .. صوته موجع ونبرته فالكلام تغرس رايات من الحزن في ذكرياتها .. ليش خالتها سوت ماسوت ..؟
ليش .. عشان الفلوس .. عشان تحقد .. تكره ..عشانها متسلطه .. مهما كان السبب .. هي آذت أشخاص وأشخاص .. حتى زوجة خالها .. ليه كل هذا ..؟ ليه ..؟
ترتكز نظرة عيونها على جدتها إلي تميل بظهرها ماسكه راسها .. فيما بنات خالها لا زالن يجهشن فالبكا بشكل مأساوي .. لا زال صوت الموت يعبرهم
.
.
.
توقف جامده ووجها من شدة ماتسمع .. مظلم وشاحب .. ترفع يدها إلي بدت ترجف وهي توقف في صالة بيتها حتى تنطق بصعوبه
" وش قلت !!! "
ينحني جالس بكل برود .. وقباله صحون العشا البلاستيك .. وريحة هالعشا تفوح بشكل كبير .. يأشر على العشا
" خلينا نتعشا يمه أحسن "
يميل بظهره حتى ينطق " بسم الله " وهو يسحب كيس الخبز .. الصاله الوحيده إلي تضئ هالعتمه فيما الغرف حواليه .. يملاها الظلام .. فجأه يطير كيس الخبز .. تنحني بجنون
ترمي كل صحون العشا من على الطاولة .. تصرخ بحرقه
" العشا وهه .. هذا هو رااااااااااااح .. رااااااااااااااااح "
تطالعه وعيونها أنتفخ فيها القهر
" رحت يم بو طارق ياتسلب وجبته .. جبته يم أهلي .. الله ينتقم منك .. الله لا يربّح عظامك .. الله لا يعطيك العافيه قل آآآآآآآآآآمين "
يفز واقف حتى يأشر عليها بحده وهو يحاول يمسك أعصابه عندها تحت مبدأ أنه أنسان تايب ولا يبي يغلط على من تحت رجولها الجنه ..
" إيه جبته يمممه .. جبته عشان خلاص لحد ماسويتوه وبااااااااااس .. بسسس خلاص "
تمايل بقوة من نزلت يدها على خده .. لحظات وتشد على كتفه
" وتعترف قدامي باللي سويته .. تعترف "
ي مسك يدها .. يشد عليها بقوة .. ينطق بحرقه
" إيه بعترف يمه .. بعترف أنتس بغيتي تهدمين حياتي وأصير نفس خالي إلي شوفي وش حال بناته .. تبين باتسر عيالي تسذا منبوذين .. ماحدن حولهم .. تبينهم باتسر أحدن يعايرهم فيني .. كل شي صار زمان .. عند أهلتس .. كله والله يغفر لي ولتس وللجميع ماصار "

فك يدها وهي شهقت بقوة وبفاجعه .. نطقت بصوت أرتجف
" علللمتتتهم ! "
تشوفه يستدير ويتركها وبخرعه .. تركض تتمسك في ثوبه .. تنطق بخوف
" ماراح يخلووووني .. ماراح يخلوني .. والله .. والله .. وش سويت "
أنهارت تبكي والخوف فتح كل نوافذ الظلام لحياتها
" يرضيك لا تهجموا علي .. يرضيك .. وش سويت .. تبيهم يقطعوني مرتن وحده .."
أنهارت تبكي
" حسسسسبي الله عليك من ولد .. حسبي الله عليك من ولد .. حسبتك عونن علي وآخرتها أنت .. أنت يافيصلوووه .. أنت من تروح تجيب بو طارق لهم .. أنت من تحرّضهم ضدي .. "
صارت ترفع يدها وتضرب كتفه .. و هو واقف كما الجبل
" حسسسسبي الله عليك .. أنت أنت من تروح تقول كل شي .. أنت .. "
دفع أيديها بعيد عنه .. تتحرك خطواته متجاهل صراخها وخوفها .. تركض تلحقه .. تطلع من البيت للحوش المظلم .. تنطق بصوتها المرتجف
" وقف أقول .. وقف "
لكن يسبقها صوت باب الشارع إلي أرتطم في بعض معلن أغلاقه .. توقف وسط هالظلام حتى تتلفت برعب .. تشبك أصابعها برجفة تهز أطراف جسدها .. أكيد أكيد ماراح يتركونها .. أكيد .. وش بتسوي هالحين .. بتنكر .. هزت راسها .. إيه .. إيه بتنكر الأمر حتى لو من تكلّم فيصل .. تتراجع بخطواتها .. تدفعها بالغصب لورا .. تستدير وعيونها متسعه برعب .. والدموع لا زالت تبلل خدها .. تركض بكل قوتها .. تدخل للبيت وتدفع الباب مسكرته بأقوى ماعندها .. !
.
.
.
" ماتخاف الله تروح تبيع حلالك كله وتترك لي كم راسن من الحلال "
يرتفع صوته الشديد
" هذا حلالي ماهوب آخر عمري تسأليني وتحاسبيني عنه "
" يارجل وش لنا من رزقن غير هالحلال لك ولبنياتتك ها .. تبينا نعتمد على فلوس الضمان إلي ماتوكّل عيش .. مايكفي عليك تشوف بنتك مع أختها ناويات الشغل "
يصرخ ثاير
" مالتس شغل .. فكيني من شرتس ياحرمه "

تبلع ريقها بصعوبه والدموع تنهمر من عيونها وهي تسترجع ذكرياتها معه .. كان غريب .. غريب للحال إلي تركه يقسى ويثور فيما هو بالحقيقه .. ضعيف .. ليّن من داخل ... هش .. !
تتربع في زاويه غرفتها إلي شبه مظلمه .. السكون مميت والساعه تنتصف 4 الفجر.. تتساند بظهرها على الجدار .. وهي تغطي رجولها ببطانيه خفيفه .. تنزل بعيونها لعهد إلي تتكور جنبها بضعف .. لهيا إلي مسنده براسها على رجولها وتغط بنوم بعد ما أرهقها البكا وتورمت عيونها .. تحرك راسها لوعد إلي تنام على الجهه الثانيه .. تلصق بجسمها على الجدار ولا زالت شهقاتها مسموعه .. تمد يدها أم نوق تمسح على شعر بنتها .. ببطء .. لحظات وتشيل يدها .. تميل بظهرها لعهد تجر البطانيه وتغطي كتوفها زين .. تتأمل هيا .. صوت المكيف وحده من كان يرتفع وسط هالمواجع والحزن .. تهتز من حست بالعبره تخنقها .. تحرك يدها بصعوبه وتكتمها عشان بناتها .. ماتبي وحده منهن تصحى وهي ماصدقت أنهن ينامن .. ترفع أيديه وهي تطالع السقف .. تتحرك شفاتها بدون صوت
" يارب أن ترحمه وتغفر له .. "
تنفجّر الدموع من عيونها
" ياربي ياحبيبي تغفر لزوجي .. تغفر له ولوليدي ذنوبهم وترحمهم ياواسع الرحمه .. يارب تجاوز عن سيئاتهم .. "
ترفع كفوف أيديها وتغطي وجها بحرقه .. والشوق يتضخّم داخل صدرها .. تتنفس بصعوبه .. وبسرعه تفرك وجها من أنتفضت وعد وهي تأن بمراره .. تنحني لها .. تجر البطانيه وتمسح على شعرها .. وبصوت منهار
" بسم الله عليتس يمي .. بسم الله "
فجأه تسمع صوت خطوات تركض .. وبخوف تتعلق عيونها فالباب .. خطواتها المرتجفه تعبر ممر قسم الرجال .. حتى تطلع من باب المدخل .. تبلع ريقها بصعوبها ولا تدري بأي شكل راح تشرق هالشمس إلي طال أنتظارها .. نسمه الفجر تعلق بأنفاسها والبرد أشتد على غير العاده .. وصوت ديك يرتفع يتردد صدى صوته فالمكان .. تدفع خطواتها فوق هالسجّاد إلي لازال بمكانه لكن خالي من أي أحد .. باب الشارع مفتوح على أتساع .. وصوت أكياس تصدر من مجلس الرجال الخارجي .. توقف مجبوره من لمحته واقف بطوله برا .. يعطيها ظهره .. وأطراف شماغه مرميه لورا كتوفه .. وبسرعه تدفع خطواتها التايهه صوب باب الشارع .. تمسك طرف الباب وبصوت يرجف
" جلوي يمه .. ألحق زوجتك .. لها فترتن ماهيب هينه وهي تستفرع "
يلف براسه وعيونه تتلوّن باللون الأحمر .. ضعف غريب راح يلتبسه في هالليله الحزينه .. يطالع عمته .. يندفع بجسمه متحرك صوبها حتى يدخل .. وبصوت متضخّم
" يارب سترك "
" والله عجزت فيها .. عجزت أهديها مدري وش بلاها .. ناسيه أنها حامل .. "
" أدخل ياعمه "
ترفع يدها فضيه وبعيون ذابله
" أدخل يمه .. ماحدن يم أحد "
يدفع جسمه الطويل .. النحيف من باب المدخل .. يمشي فالممر .. يلف حتى يدخل الصاله .. يتلفت بضياع لكن تمايل من أشرت عمته للدرج .. نطقت بصوت أنخفض
" من هنيا يمه "
وبخطوات متسعه متسارعه يصعد الدرج .... وشعور رهيب .. مخيف راح يدك أوصاله .. وأول ماخطت خطواته الدور الثاني .. حتى يسمع صوت أنينها في الحمام .. يتبع الصوت بأندفاع قوي .. وبقوة يدفع باب الحمام حتى يشوفها توقف بأعجوبه وهي تمسك بأيديها الواهنه أطراف المغسله .. وجها متورم .. من كثر البكا والدموع ..والبؤس إلي يظهر في ملامحها بشكل رمى ثقل غريب في صدره .. تقدم لها وبسرعه تحاوط أيديه كتوفها .. يشد عليها بقوة
ينطق بخوف
" نوق وش بلاتس "
وراحت كلماتها تزحف بياس لمسامعه .. تنطق بصوت ذابل
" تعبانه .. ياجلوي "
تحاول تثبت براسها .. تطالعه لكن الضعف متملكها .. وهالكلمه وحدها تركت في صدره نار تشتعل .. تنطق بقلة حيله والغثيان لازال يمتلكها
" تعبانه "
أنهارت تبكي والحزن يمزّق روحها
" تعبانه من كل شي .. كل شي ياجلوي .."
يميل براسه .. تتعلق عيونه بعمق عيونها .. ينطق بحزم كان لابد يصحيها
" تعبانه تضرين نفستس تسذا .. ناسيه أنتس حامل ! "
أرتجف صوتها وهي تمد يدها صوب صدره .. تشد على ثوبه بقوة وحرقه .. تنطق بقهر
" وش هي حياتي بعد حزن أبوي .. وش هي بعد صوته .. بعد ماقاله "
حس بالألم بينفجّر داخل صدره .. ونظرات عيونه لمعت بقساوة .. شلون وش حياتها بعد حزن أبوها ...؟ لف بقوة صوب عمته إلي كانت جامده حتى ينطق بعصبيه وكأنه يصرخ
" جهزي لها ملابس "
أتسعت عيون فضيه بخرعه ما أستوعبت الأمر .. أي ملابس ..؟
والحرمه بتروح فيها من التعب والأستفراغ إلي كان شبه متواصل لساعات .. غير ملامحها والهلاك يتعلق فيها بشكل مأساوي .. تتراجع لورا منتفضه من شافته يمسك الباب ويدفعه بقوة مسكره .. تتمايل من سحبها بالغصب صوب دش الحمام حتى ينحني يفتحه بقوة ثواني سريعه حتى تندفع المويه ... أرتفعت شهقتها ما أستوعبت الأمر .. نوت تتحرك لكن بالغصب صار يدفعها حتى تدخل داخل المويه .. تنطق بخرعه
" جلوي .. المويه بارده .. و.. خر .. وو .. خ .. رررر .. ششش .. للل أيدينك عنننن .. ي "
تفتح فمها بقوة ولاقدرت بهالضعف إلي يمتلكها .. تقاوم قوته وأيدينه الصلبه تشتدد .. تدفعها لين ماضرب جسمها الجدار .. ماراح يسمح لها هالمره .. تكون أمتداد لأوجاعه .. وأوجاع أهلها .. خواتها .. أمها .. غصب عنها بتكون قويه .. غصب وتصحى .. تصحى على نفسها خلاص .. خلاااص ..
" تعبانه أجل .. تعبانه .. تعبانه يانوق ومن بيقوم بخواتتس .. من بيشد على أيدين أمتس في هالأمر .. تعبانه وش نقول حنا عن أنفسنا .. أنا وأبوي وأخوي وخواتي هاللي هناك في حاله يرثى لها بعد ماعرفوا بكل شي .. "
كان يصرخ عليها .. دون شعور .. وكل ما أبتلع هوا بأندفاع حس بعضلات صدره وكأنها تتكسّر ..
" أصحي .. أصحي يابنت عبد الله .. وش قال أبوتس .. وش قااااال .. ماقال يبيتس رافعه راستس .. ماقال يبي منتس تكونين قويه .. قاله ولاّ لا .. "
أختنقت الشهقات بصدرها .. حتى تحط أيديها على صدره .. ودموعها الحاره تختلط بالمويه إلي تندفع بقوة على راسها .. ترفع عيونها المحتقنه بالألم .. تصرخ فيه رغم أن صوتها يضعف
" لا تذكرني باللي قاله .. لا تذكرني .. خلني أنهار .. خل إللي بصدري يهدا .. إن كنت تحبني أسكت .. أسكت ياجلوي .. أسسسكت .. "
شدها بقوة له .. وحالتها تكوي صدره يحس بقبضة ألم بلون أسود تخنق أنفاسه .. ينطق بصوت تلين فيه نبرته وهو كان يحاول يدفعها تكون أقوى منه .. أشد منه في هالحزن الجارف وهالمصايب السودا .. قليل حيله فيما عرفه وأكتشفه .. قبالها !
" تكفين عشان أهلتس .. عشان ولدتس عشان أبوتس "
رفع عيونه بقلة حيله لفوق .. وراسها تحت ذقنه .. يدفنه بقوة .. برجاه الأخير
" خليتس قويه .. "
رفعت أيديها .. تحضنه .. تتمسك بثوبه وكأنها خايفه لا يتركها .. تتكسر نهايات الوجع على صدره وهو يطمس ضعفها .. فيه .. ماحان وقت السكون ..؟
ماحان يانوق وقت الهروب من بقايا الياس .. من الحزن .. من الخذلان ..؟
ماحان وقت تطوى فيه صفحات الألم .. وتنزع فيه الذكريات السيئه ..
تنطق بصوت متقطع .. منهار
" دعوات أبوي .. رجّعتك لي .. دعواته ياجلوي دعواته .."
رص على أسنانه بقوة وشي يتسرب من صبره .. والمويه لازال تندفع بقوة تبللها وتبلله.. وهالبكا فيه يهز جسمه .. ينحني براسه يبوس شعرها المبلل .. وصدره يحس كما لو أنه من ضيق القاع .. أنفتح لأتساع السما .. ينطق الباب والفزع في صوت عمته يرتفع
" جلوي .. طولتوا .. أنتبه عليها "
أبعد راسه وعقاله مع شماغه تبلل على الأخير حتى بحركه يسكّر هالمويه .. يرجع يمسك راسها بأيديه الثنتين .. يهزه
" كل شي بيتغيّر .. كل شي "
هزت راسها بضعف وشفاتها تهتز بشكل كبير من هالبرودة إلي تلتحف جسدها بلا رحمه .. يتحرك بسرعه حتى يفتح باب الحمام .. ياخذ من أيدين عمته ملابسها مع الفوطه .. يتراجع
مغلق الباب من جديد وبسرعه يرمي الملابس على طرف المغسله .. يقترب رامي الفوطة الكبيره حوالي كتوفها .. يشدها لصدره من جديد
" تتذكرين وين غرفتتس ولاّ ضيعتيها "
" يالله منك "
تقولها بتعب ..وهو يرتب الفوطة على راسها .. طعم الحزن مر على شفاته .. يبتسم يجاهد تظل وإن كانت مجرد شي ظاهر عكس هالحروب إلي بداخله .. وبنبره يحاول يمازحها
" أنا بطلع معتس أتأكد أنتس دالتن هالبيت .. والله يانوق ماعاد الواحد يعرف لتس .. لا حسبناتس هنيّا لقيناتس قي أقصى مكان !"
رفعت عيونها بنظرة خاطفه وبسرعه يجرها لقدام .. يعبرها متقدم لباب الحمام .. حتى من نوى يفتحه
" أبطلع هالحين .. بدلي ملابستس وألحقيني للغرفه "
.
.
.
تتنفس ببطء وهي متكتفه .. قبالها النار تشتعل والظلام يحاوطها من كل أتجاه .. تجلس على قطعة فرشه خفيفه .. لحظات وتتساند على المركه بتعب وأرهاق .. تشوفه من بعيد مستقبل القبله يصلي ركعتين الفجر دقايق عابره تتأمل جلسته الرجوليه ومن خلص .. ظل جالس في مكانه .. وهي ظلت نظرتها صوبه بلا تفسير .. يمتلك روحها شعور غريب في حضرته .. ورغم كل مايخنق مشاعرها .. كان وجوده سند .. إصراره أنه ياخذها لمكان بعيد .. يجلسون فيه مع بعض .. صنع داخلها مساحات من الحب بلا حدود .. ظل لساعات يتكلم عن كل شي .. عن حياته .. عن يأسه .. عن بدايات المرض .. عن عزلته وأنهياره .. كان شفاف .. شفاف بشكل غريب .. ترفع يدها .. تتلمس صدرها .. وجوده القوي .. صوته .. تحس فيه دافي .. قدر يجعل فيها توازن وسط هالظروف .. حزينه لكن ماهي منهاره .. متألمه هالحين لكن عندها القدره تتحمّل ... تتبخّر الأفكاره من حست بوقع أقدامه يقترب منها .. ينحني جالس .. ينطق
" ها كيف النفسيه "
وبصوتها الضعيف
" أحسن "
أبتسم بملامحه الرجوليه الدافيه .. وهو يقترب منها .. يشيل المركه ويمد يده صوب يدها .. يمسكها بقوة .. ترفع عيونها صوب عيونه وأطراف غترته إلي ترتمي فوق راسه .. تحركها الهوا البارده ببطء .. نور هالنار إلي قبالهم يسطّع على ملامح وجهه .. مبرز تفاصيله أكثر
" مابي أحسن .. أبي أقوى "
" إن شاء الله "
" أيديتس بارده "
" الجو بررررد مره "
" تبينا نروح نتمشى لين تشرق الشمس .. أو نرجع إذا فيتس نوم "
هزت راسها بسرعه والشيله السودا تلتف حول راسها .. تظهر خصلات شعرها من تحت هالشيله ..
" لا مافيني نوم "
" أجل خلينا نتمشى .. راح تدفين من المشي "

لفت بخصرها تبي تاخذ نقابها لكن هو جذبها وهو ينهض واقف
" مايحتاج حنا في بر وماحولنا أحد أبد .. لا أشرقت الشمس ألبسيه .. "

تفز واقفه وعلى طول ترك يدها .. راحت لأخر الفرشه تلبس جزماتها .. تلم عبايتها وتلحقه .. يوقف هو لابس نعاله ... لحظات ويدفع خطواته صوب مساحات الفراغ في هالبر ..
" والله عاد برد .. غريب بردكم "
تدفع شيما خطواتها لين ماتجاري خطواته .. تظل تمشي جنبه وهي تلصق فيه .. حس بهالقرب وكأنه خوف من هالظلام .. تتباطئ خطواته .. ينطق بصوته الحنون
" هاتي أيديتس "
أنتفضت بخرعه
" ليش "
يفرد كفوفه .. وينطق بحب
" هاتيها وش بلاتس خفتي .. أبسرقها ! "
وأنفجر يضحك .. وبإحراج ورعشه غريبه أحتوت أطراف أصابعها مدت أيديها وبسرعه أطبق كفوف أيديه على كفوفها .. وبهدوء قعد يفركهم ..
" أيديتس ثلج .. لازم تدفا "
شيما والخجل أحتوى ملامحها .. صارت تحاول تسحب أيديها : لا موب تسذا
متعب بإصرار : لا تحاولين تسحبين أيديتس يابنت !
شيما وعبره غريبه أحتوت صوتها وهي تحاول تتأمل ملامحه إلي بدى الظلام يحتويها : أقدر أقول لك شي
متعب بإبتسامه : وأنا أبقول لا .. حلقي نشف من كثر السوالف إلي قلتها .. حياتي كلها عرضتها لتس وأنتي ساكته .. وقتتس تحتسين أصلا

وقفت فجأه وأيديه لا زالت على أيديها .. مستمر يفركهم .. علها تدفى ويحس في دفاها .. يتحرك مقابلها .. رعشات غريبه أحتوت جسدها .. وقلبها يرتجف بقوة بين ضلوعها .. قريب منها .. رجولته هاللي تتفجّر في تصرفاته وفعوله .. أصبحت أقرب لها من النبض .. تنطق بصعوبه
" أبي أقول الحمدالله أنك موجود معنا "
"معنا ! "
تسائل بأستغراب .. أرتجف صوتها .. خذلتها قوتها .. نطقت وصوتها يضيع
" إيه .. معي .. مع أمي .. مع خواتي .. كلنا نعتمد عليك "
جرت الأنفاس بصعوبه لصدرها ..
" هيا قالت لي إن وافق متعب على مساعد أنا موافقه .. وعهد بعد ولو أنها متردده .. تخاف أن جدي مايوافق وعماني .. خواتي يشوفونك شي تسبير بالنسبه لهم لازم ياخذون رايه .. حتى وعد صارت تخاف من رفضك لبعض الأمور .. "
أختنق صوتها .. بالعبره
" وأمس .. يوم أبوي "
تمايلت من دفعها من كفوف أيديها لقدام .. يتحرك يمشي .. ينطق
" ماقلنا لتس .. مانحتسي بأمر أبوتس إلا بعد يومين "
وبعيون أنفجرت بالدموع .. هزت راسها
" صصصصح .. قلنا "
تجاهل وجعها حتى مايحسسها بضعفها قباله ..
" دام قلنا .. علينا نلتزم .. أجل قلتي هيا قالت لتس تسذا "
هزت راسها بقوة وهي تصد العبرات في صدرها عشانه
" إيه "
" والله مساعد وفارس ماشاء الله تبارك رجالن والنعم .. وعهد لا تخاف أمر فارس ماعاد به من شك .. جدي ماهوب مانعن نصيبها "

يوقف من أرتفعت نغمه جواله .. وبسرعه يدفن يده في جيبه مظهر الجوال .. بسرعه يمرر أصبعه على الشاشه فاتح الخط .. يقترب الجوال من أذنه .. حتى يرتفع صوته
" ألو .. وينك ياولد "
يحط يده الثانيه حول كتوف شيما .. مقربها له .. يتحرك يمشي ببطء .. وصوت بتّار البارد أرتفع حتى يزيد الشكوك
" هلا متعب .. والله مانيب بالقصيم .. طلعت للرياض ! "
متعب بأستغراب : الرياض ...؟ أسأل عنك مساعد قالي أنه مايعرف وين أنت غادي
بتار بنفس نبرته البارده وهو يتنفس بثقل : والله أمرن مهم .. بشرني أنت تسيف العلوم عندك لني قريت رسايلك متأخر
متعب : والله محتاجتن جيتن قريبه لك
بتار : بإذن الله ..أجل أخليك .. فمان الله !

وأغلق الخط .. أبعد متعب الجوال بإستنكار لردة فعله البارده .. صوته .. طريقته فالكلام .. لو مايعرف بتّار بيشك أنه هو نفسه من يتكلّم .. حتى ما سأله وش صار ..؟
كيف أهل خوية رحمة الله بعد حضور بو طارق .. ماطلب أي تفصيل .. نهائي وكأن الأمر مايعنيه .. حرك راسه بسرعه لشيما .. نطق بشك
" أنتي أختتس متوكده أن ماهوب صاير بينها وبين زوجها شي ! "
شيما : شاكين حنا بس هي قالت عادي
متعب حرك يده يأشر على الجوال وبأنفعال : الولد يحتسي معي ببرود .. حتى ماسألني عنها أبدا ولا عن وضعها ولا عن أي شي
شيما بصوتها المتعب : وش السواه طيب
متعب وقف : أعرفه بتّار .. ماهوب واصل لهالمرحله إلا بعد شين تسبير .. يعني يظل هالأمر يخص أمه وأبوه وحقايق ماضيه لزوم ياقف عليها .. وش فيه مثل إلي ولاعاد فيه شين يهمه .. !
شيما بضياع : مممدري

ألتهم الصمت والشك عقله .. ونظرته أمتدت لذاك النور إلي بدى يظهر بالأفق .. تنفس بعمق حتى يتحرك ببطء يمشي وهي تتبع خطواته بصمت
.
.
.
الساعه 12:30
الرياض
الشمس الحاره تشتدد .. والصمت المميت لازال يحتوي زوايا هالبيت وهي تجلس لحالها .. ياكلها الخوف .. الهواجيس .. الأفكار السيئه عن ماكان يشيله بو طارق من وصايا .. فلوسها إلي أخذهم عبد الله .. أو ورث مخبيه .. ليش أختار عبد الله وصيته تكون بالسر ولا تطلع إلا لا حان موته .. ليش ..؟
تتنفس بصعوبه .. حتى يرتفع صوت جرس الباب .. ترفع عيونها بقهر لباب الغرفه .. أكيد فيصل .. فيصل إلي قدر يتطاول عليها .. ماتستغرب منه ماسواه .. كيف قدر يطعنها .. يتجاوز أنها أمه .. أمه إلي ظلت معه .. تنهض من مكانها .. تدفع خطواتها والحقد في نظراتها أشتعل .. لا شافته ماراح تتركه أبد .. تطلع من الغرفه .. توجه لباب المدخل .. وأول ما أفتحت الباب .. أنحبس الهوا برئتها من ألتفت قبضة من حديد .. قاسيه حول رقبتها .. يغرس أصابعه بعنف في حنجرتها حتى وكأنه بيقتلعها .. تنتفض أيدينها من الروعه .. عيونها متسعه على ملامحه إلي يدفن فيها غضب أسود .. ينطق بحقد
" أيا التسلبه .. يالحقيره .. "
تحاول تتنفس ماتقدر .. تفتح فمها والهوا يعدم داخلها رئتها .. تنطق بصعوبه
" ع .. ععع .. عووووا .. عوا "
يدفع جسمها لورا .. ووراه يدخل عبدالعزيز .. ساعات سفر قطعها مع أخوه وكأن قلبه قطعه من حجر .. تلتهم ملامحه القهر والحقد إلي كان يتفجّر من نظرة عيونه .. صوت أخوه الحزين لا زال يتردد في باله .. يحس أحيان أن قدرته على تصديق ماسوته نوره وأم جلوي شي أشبه بالكابوس .. يتمنى من أعماق قلبه يكون شي وأنتهى .. كيف تملكتهم الأحقاد والغيره والطمع لهالدروب النجسه .. كيف قدرت ترفع سكين الموت على علاقه ترتفع عن كل هالأمور .. كيف تناست والدينها ..؟
ترفع أيديها تضرب يده بقوة .. راح تموت .. تموت لا محاله وهي تشوف ملامحه القويه تلتوي بغضب شديد .. وجنون في عيونه غريب وكأن الرغبه في ذبحها تتأصل داخله ..
" وش كسبتي بعد كل ماسويتيه في أخوتس .. وفي والدينتس .. فلوس "
صرخ ونظرة شيطانيه أنفجرت تلتهمها ..
" فلوس تبين فلوس .. تبين فلوس يانوره .. هااا .. تسيف يطلع منتس كل هذا .. تسان العمى بعيوننا كلنا ولا شفنا خبثتس .. قطعناه وتركناتس .. تركناتس نمد لتس الطيب وكل ماتبين .. نسمع كلمتتس وأنتي وحده واطيه .. واطيه .. "
غرز أصابعه أكثر في رقبتها .. وهو يشوف وجها .. يحمّر عيونها وكأنها تجحظ .. تحاول تلتقط الهوا ولا تقدر .. ترجف .. ترجف بشكل واضح .. تمايلت حتى تطيح على الأرض .. ترتفع رجله حتى يدوس عليها .. وصرخت وجع أنفجرت من حست برجله تنغرس في معدتها .. يركلها بلا رحمه .. والنار يحس فيها تكوي صدره .. يرفسها بقساوة وبكل قوته لكن يبعد بقوة من دفعه عبدالعزيز وهو يشوفه ماعاد يحس على نفسه ... خاف تموت أخته على يده وتبقى الحسره والندم يشيلونها على كتوفهم طول العمر .. يصرخ عواد بكل قوته
" وخر عني .. وخر عني خلني أحط حرتي فيها .. خلني أعلمها وش حزن عبد الله لهالحيوانه وأنتي ومن تسان معتس .. تسذبتي عليه ولعبتي براسه أن الأراضي متوزعه من أبوي .. خليتيه يحقد على أبوي يحسبنه بيمنعه من الورث .. حرقتي قلوبنا كلنا وقلوب بناته وزوجته .. "
أنفجر يبكي وصوته يتضخّم والأنفاس يبلعها بصعوبه ..
" والله لو أذبحتس ياحيوانه ماتبرّد حرتنا كلنا .. كلناااااااااااااا .. "
تمايل وهي تصرخ بصوت يرجف .. تغطي أيديها بالأرض وتتلوى برجفات تهز جسدها كله .. يصرخ فيه عبدالعزيز
" تبي تذبحها وتقعد طول عمرك بالسجن عشانها .. تبي تزوّدها على أمي وأبوي .. أو تبي تموت أنت علينا بسبّتها ! "
أنحنى عواد يرص على صدره إلي يرتفع وينزل بشكل مجهد ومتكرر .. ينطق ونظرة الشر يوجها لنوره
" إن شفتتس في بيت أبوي .. أقسم بالله لا أذبحتس .. ولا عاد تطلعين بوجهي ماعاد أنتي غير وحدتن ماتت من زماااان ! "
يتحرك طالع .. حتى يوقف عبدالعزيز يتأملها بقرف وكره وهي مستمره تبكي وتتأوه على الأرض .. يحرك يده
" تعرفين أنتي حتى الضرب في ماسمعناه ماهوب سادن القهر إلي بصدورنا .. مير وصلتتس ماقاله عواد .. خليتس في هالبيت تذوقين المر والعزله .. وأبوي وأمي لا تتعرضين لهم حتى ماتشوفين شين والله تعضين أصابعتس عليه ندم .. "
حرك رجله حتى يرفسها وملامحه تنكمش من مايحس فيه صوبها من أشمئزاز .. ترتفع صرختها وأنهيارها يفجّر ينابيع دموع من عيونها .. تتكور على نفسها وهو صد عنها حتى يدفع خطواته تاركها مرميه على الأرض .. يتبع عواد إلي فجأه وقف يتمايل من حس بخفه غريبه في جسمه وكأنه على وشك الأنهيار .. وبسرعه يمسكه أخوه .. ينطق بخوف وقهر
" وش أنا قايلك من طلعنا من الديره .. وش أنا قايلك .. وأنت معنّد إلا تغدي يمها وتبي تسوق لحالك بعد .. تعال معي.. تعال "

راح يتحرك بصعوبه وهو يمتلكه الرغبه في أنه يرجع لها .. ينهال عليها بالضرب .. يخنقها بأيديه الثنتين .. يشفي هالغل إلي يحس فيه بصدره .. لكن قوته تخونه .. والحقيقه الثقيله .. راحت تهد حصون القوه في الجميع !
.
.
.
مر أسبوع .. أسبوع كامل في كل يوم أنتظره .. أنتظر منه يتصل علي .. وكل ماسمعت صوت طق باب بيت جدتي .. رحت أركض .. أركض بكل قوتي .. أفتح الباب وقلبي أحسه يدق بقوة .. أكيد هو .. وتخيب ظنوني .. يوم ورا يوم .. يمر .. ماتوقعت ينسوني كذا .. جوالي من تركت البيت مادق .. ولا أحد سأل عني .. ولا أحد .. حتى هو .. معقوله أرتاح مني .. معقوله هم على قلبه وتركه .. أو هو زعلان من الحليب .. حتى ماصدقني .. يحسب أني متعمده أكبه
أجلس بغرفتي وحريم عماني تحت .. أسحب رجولي من السرير وأنزل .. تفتح باب الغرفه الخدامه .. تنطق
" ماما قهوة "
أهز راسي ببطء وشعري مرجعته كله لورا ببنس .. أدفع خطواتي بالغصب .. طالعه من الغرفه وأنا أحس بخمول وتعب .. أنزل لتحت .. حتى أخوي موعده قريب ومدري من بياخذه .. قلت لعماني واحد واحد .. كلهم بشوف .. بشوف .. بشوف .. عمي إلي أخذني من البيت سألني وأستجوبني وقمت أرقّع الوضع .. مدري وش فيه كان معصّب .. أدخل المطبخ وأشيل صينية القهوة والشاي .. متوجهه للمجلس لكن وقفت من وصل لمسامعي
" موب غريب ياخاله .. البنت طوّلت عندك وهي توها عروس "
" إيه .. لايكون عرف أن بها قل عقل من ماصار لأهلها ! "
" أصلا الوليد ماشاء الله معيد بالجامعه ويقولون حافظ القرآن كامل وأظن المركز الأول .. وماشاء الله ياعليه ذيك الملامح إلي تفتح النفس .. بالله وش بيلقى برحمه .. "
" علمي علمك .. يمكن أنه كاسره خاطره .. وهذا أغلب قول الحريم وأعذرينا ياخاله على هالكلام ترا هذا مايوصلنا ونسمعه "
" هي أصلا راحت لشهر عسل ..؟ "
" إي والله ياخاله .. "

حسيت فجأه بقلبي ينقبض .. وهو يدق بقوة .. وألم .. ألم غريب بصدري .. وبدال ما أتراجع .. دفعت خطواتي للغرفه .. دخلتها وأنا أطالعهم بحقد .. أطالع حريم عماني إلي فجأه أنقلب حالهن .. وجدتي على الصامت تجلس بكرسيها المتحرك .. ولا قالت أي شي يدفع الأذى عني .. جدتي دايما كذا .. من عرفتها بحالها .. أنحنيت أنزّل الصينيه على الطاولة .. أنطق وأنا أحس وجهي مخطوف
" تبين شي ياجده "
هزت راسها بالرفض .. وطلعت تاركتهم .. طلعت وصوتهم أحسه بأذني .. كلامهم حسيته صح .. وأحاول أكذبه بس ماقدرت .. أسبوع تاركني .. أسبوع .. ولا أتصل ولا حتى سأل .. كلهم ما سألوا عني .. أحس أنّي ولا شي .. ليش ماحد فقدني .. حتى نوق مادقت .. كانت تفرح لا جيتها .. تفرح .. أصعد الدرج وأدخل غرفتي .. أسكّر الباب بأقوى ماعندي .. أحس بعيوني تمتلي دموع وأرفع أيديني .. أمسحها .. أنا عندي كرامه .. كرامه .. ليش أسأل عن من مافكر يسأل عني .. ليش أنقهر من كلام أنا عارفه أنه ينقال عني .. مالي يد أني أمنعهم .. أنا .. أنا يكفيني أخوي هالحين .. أبتحمل عشانه .. أبتحمل وأصبر .. عشانه بصبر .. تحركت لسريري .. أنحنيت آخذ الجوال وأنا أحس بحرقه ووجع .. يوجعني أنه ماسأل .. ما سأل عني .. يوجعني والله .. وما كنت أتوقع أني فعلا مجرد وحده ضعيفه مكسوره يرحمها نفس مايقولون .. هو قال أنه بيحبني .. غرقت عيوني بالدموع ويدي قامت ترجف .. قاله بس ماحبني .. أفتح الجوال من ورا .. أسحب شريحتي حتى أرميها بعيد عني ..
تنزل الدموع على خدي .. وشعور الوحده يهزني .. ماعاد عندي غير غرفتي .. وأخوي .. أخوي وبس !
.
.
.
القصيم

مهما كان الزمن جاير فالوصل .. والغايب ماعاد يكفي عليه حسره أو ندم .. لازال فالعمر وقت .. للفرح منافذ يتسلل منها الضوء.. وللحياه خطوات تعبر هالخراب في أرواحهم .. الساعه تقترب من 3:30.. خيوط الشمس الحاره .. لا زالت في شدتها .. غيوم متفرقه تحتوي سما هالديره في هالمسا الهادي .. خطواته البطيئه تتحرك فالحوش وهواجيس كثيره تزدحم فيها أفكاره .. ولايدري بأي نافذه بيطل هالأمر على من حوله .. يوقف فجأه وأطراف غترته تلتف بفوضويه حول كتوفه .. وذاك الشيب إلي غزى شعر لحيته .. يتسلق قصور من الحزن لا زالت تفضح أوجاعه على الملا .. وبتردد يدفع خطواته لباب المدخل .. يرفع صوته بضياع
" يااااااااااااولد "
" أقلط يامنصور "

أبتسم من سمع صوت أمه .. صوتها إلي لازال يحتويه الضعف والحزن .. مايدري بأي وجه كان الألم يتمّسك في أطراف عيونها وملامحها .. يرفض يغادرها .. ظلوا يتناوبون عليها ليالي متتاليه جفاها النوم .. أحيانا يطول السهر بالحوش وأحيانا في مجلس الرجال وأحيانا كثيره ترفض تشوف أحد ويكتفي يوصي نوق وفضيه عليها من خوفه .. وراه يدخل أبوه وعلى ملامحه ينام التعب والحزن .. يتمسك بادي بيده يسانده وهم راجعين من صلاة العصر .. أبوه إلي رفض يرجع للرياض .. ولا زال عواد وعبدالعزيز ملتزمين الصمت في لقاهم الأول والأخير بنوره .. أفصحوا بالأمر له فيما ظل مستتر عن أبوه .. وهو يدرك أنه يهرب من هالوجع في بنته لا يطرحه الهم ولا يقدر يقوم .. يلقى في بنات عبد الله شي كثير يواسيه عن ذاك الراحل البعيد .. إلي ظل ليالي يحرق بالدمع عيونه عليه .. لذكراه .. لصوته .. لحزنه الأخير .. بتردد
" حولتس أحد "
" تعال يمه "

يدفع خطواته الثقيله لباب الصاله .. يدخل .. يرفع عيونه للمجلس حتى يشوف طرف من جسد أمه وهي تنحني لشي قبالها ..
" قاعده بروحتس "
ترفع عيونها والبرقع يغطي ملامحها .. تجر برقعها بعبث فيما منصور بأحترام أنحنى يقبّل راسها .. يجر يدها يبوسها ببطء .. يجلس جنبها .. وبصوت يملاه الأحترام والحب
" وين ربعتس "
أم عبد الله : ربعي ! أم نوق فوق مع فضيه مدري وش جاهن على الصدح إلا يروحن يقعدن فيه .. والبنات عاد أخذهم عواد كلهم وأنا عييت أطلع
منصور بأستغراب : وين ..؟
أم عبد الله ترفع يدها : هالرجّال أشغل البنات لاحووول .. كل شوي يشاورهم بروحه .. ولا طلعه .. أعوذ بالله .. بعدين شف أمسكه ونبهه .. ترا طقت تسبودنا من هاللي يتروش فيه

أهتز جسمه ببطء من ضحكه خفيفه أنفجرت من شفاته .. وأبتسامه دافيه راحت تتسع بملامحه الحزينه .. اليوم أمه أخف بكثير ..
" ترا عواد يمه ياخذ البنات يم السوق .. تعرفين شيما لزوم تتجهز للزواج .. أمها مابقى عن عدتها شي .. وأشوف بومتعب يومنه لفى علينا قبل أمس يجيب طواري زواج ولده "
أم عبد الله نطقت بقهر : وشهوله يسحبهن كلهن .. أنا أبي أقعد معهن يمي مايصير تسذا .. تجيني الوحده منطلقتن رقبتها من التعب تقول غاديتن يم حرب أعوذ بالله !

يمد يده منصور حتى يحضن كف يدها بتردد .. ينطق
" يمه هو أنا لا طلبت لمشعل وحدتن من بنات أخوي عبد الله .. بيرفضونه ! "
أم عبد الله عقدت حواجبها وصوتها أنخفض تعيد ماقاله بأستغراب : يرفضونه تسيف وهيا مع عهد أشوف أبوك يتباطى بأمر الخطبه لجل ماصار .. مابقى إلا وعد عندك
تحرك عيونها فجأه إلا وعد تعبر من قبال الباب مسرعه .. ترفع يدها وعيونها أتسعت
" وعد .. !!! "
يرتفع صوت وعد وهي تتراجع بخطواتها لورا .. تميل براسها لها .. تنطق
" هلا جده "
أم عبد الله والصدمه علقت بصوتها : هوأنتي ماغديتي مع رفيقاتتس !
وعد سحبت جسمها معتدله واقفه .. ضحكت : لا ياجده هجيت منهم ومن روحاتهم .. طقت تسبدي من الفرفره .. ماصارت وبعدين نوير بعد ماراحت
أم عبد الله بضيق وهي ترفع يدها : أختتس ذي حالها مره ماعاد به شك أن عندها شين تسبير .. والله ماعادت هي نوير إلي نعرفها ماغير بغرفتها ولاّ ساكته والحتسي يالله يطلع من فمها !
وعد وقفت جامده بقلة حيله : ..............
أم عبد الله : وأنتي لابسه عبايتتس وين غاديه ..؟

تعرفون .. جدتي من بعد وصية أبوي وهي حيل تخاف علينا .. الصبح لا صحت قامت تسأل عننا كلنا بالأسم .. ونعرف أنها متضايقه من مشوايرنا للسوق .. وعمي عواد صار قريب مننا حيل للدرجه إلي مدري تسيف أبوصفها .. أمس يوم ركبنا السياره لقينا على السيت هدايا يقول أنها عربون محبه مقدّم منه لنا .. تغيرت حياتنا والله .. تغيرت .. صح ثاني يوم من بعد الوصيه وثالث يوم تسان حالنا يرثى له .. لكن أقدر أقول عن نفسي هالحين أني بخير .. وأني أحب أبوي وأدعيله كل يوم .. نوق حالفه هي من تجهّز شيما .. لازم تروح معها مدري أخبر الحامل بس تتشكى من ظهرها ورجولها .. عاد تبون الصدز كل شي معلق .. مأجل .. مثلا زواج متعب ماندري متى ..؟ بس تجهزوا ع قولة أمي .. بعدين تسني سمعت من عمي عواد يعطينا تلميحات .. دقيقه .. ماهوب أنا .. لهيا وعهد أن الملكه راح تكون بيوم واحد .. متى ألله أعلم .. وألي فهمته بعد .. أن جدي لأن نفسيته تعبانه حيل ويتردد على المستشفى تباطى فالأمر مايبي العرب يلفون عليه وهو بحاله سيئه .. الله يحفظها لنا ويخليه بس .. ورث أبوي لا زال أمره عند متعب يقول محكمه وخرابيط .. الزبده أن حنا كلنا أتفقنا الدراهم مانضيّعها بشي .. نسلمها لأمي وهي تتصرف فيها ..

" يابنت وراتس تسذا فاتحتن عيونتس "
ترفع جدتي صوتها وأضحك وأنا أركض للباب .. أنطق
" بروح ياجده لحلالي ! "
أفتح الباب وأطلع .. وصلنا طبعا أن أم جلوي أنتهت من حياة عمي منصور للأبد .. حريم دقوا على أمي وقالوا أنه عمي معتدي على حرمته ومتهجم عليها .. وأنه كاسر يدها وحتسي وش كبره .. عاد أمي فقعت عليهن وهاوشتهن .. وماسكتت أبدا قالت كل شي .. مارضت ينقال على عمي منصور أنه ردي .. وفعلا تفاجأنا باللي أنقال .. سبحان الله .. !
أما عمتي نوره .. أتوقع أنه ينتظرها شي تسثير وللحين ما أخذت جزاها .. أصلا ماقاله أبوي فجعنا .. ربي ينتقم منها .. الله يوريها الويل على ماسوته حسبي الله عليها .. المريضه .. أمشي فالحوش الخلفي حتى أطلع للجهه إلي فيها غرفة متعب .. أتحرك بخطوات متسارعه لباب الكراج .. بروح أشوف حلالي والجفرات الصغار .. إيه نوير .. أرفع راسي لفوق أطالع شباك غرفتها .. كلنا قمنا نشك بوضعها .. أسبوع مر وهي على الصامت .. زوجها حتى ماجى أبد .. تقول شيما متعب مصدوم منه وأمي الخوف لعب فيها يارب رحمتك .. حاولت فيها عصبت وقالت مافيه شي .. وليش ماتتصلون عليه .. طيب زوجك .. !
ولا ردت .. الله يستر .. عندها شي وشي كبير .. أفتح باب الكراج وأوقف من شفت جلوي راكب سيارته .. متى جى .. طارت عيوني .. كان رايح للرياض .. مسرعهم ذولي يروحون ويجوون .. !
أطلع لبرا أكثر وأسحب الباب والشمس الحاره أحسها بعيني .. ألملم عبايتي وأروح أمشي على التراب حتى أبتعد عن بيتنا وأشوف شبك جارتنا من بعيد .. أشوا .. شالوا العنز الجربا عشاني ولا تسّان سممتها وأرتحت ..مدري وش يبون فيها .. ياربي يجوز يذبحونها وهي جربا .. أنتفض بخرعه من جاني صوت من وراي والله ياركبي صكن في بعض .. ألف براسي وأنا مرتاعه حتى حسيت بالهوا أنقطع .. أشوفه هذا إلي أسمه مشعل يتحرك من ورا جدار غرفة متعب فالجهه الثانيه .. يلبس بنطلون جنز وتي شيرت لونه غريب .. ماله داعي أصلا .. الشعر طاير والحاله صعبه .. ومدري هو بعد وش فيه قاعد هنيا ماراح الرياض.. وش يبي فيني يناديني .. ينطق بصوت مغصوب
" على وين .. ترا عنزتس شلناها مع جفارها "
" تسذوووووب ! "
قلتها من قهري .. أخلعني .. شفت عيونه تتسع .. تسذا أنصدم .. لدرجه حسيت بالرجال ماعاد يدري وش بيقول .. أو بيقول بس قال أمسك نفسي .. لفيت براسي لورا ..وأنا أطالع شبك جارتنا .. أفتح عيوني .. قام يدق قلبي بقوة .. تسن الشبك فاضي ياحظي .. هه .. إلا ..
فاضي .. أخذها التسلب .. وش يبي .. لمتى بسكت له هذا .. أستغفر الله ! هو أنا بس شغلتي ذي .. أخلص من متعب أطيح بشيما ثم أخلص منهم الأثنين عاد يجي هذا يعنني بيختمها لي ختام مسك .. لفيت له .. رفعت يدها وأنا شين نط في حلقي يخنقني
" وش تبي تشيلها .. خير .. يعني حلالي هذا .. والله لا أعلّم عليك جدي هالحين .. أوريك "
رحت أتحرك شاده حيلي .. سمعته يقول وهو ينفض يده
" أندزلعي قولي له "
طارت عيوني وهو لف وراح .. دزليل أدب أنا أشهد .. لو أنه محترمن حاله ماطلع لي يحتسي معي تسذا .. خير يعني .. عيال آخر زمن .. حركت عيوني له .. هديت من مشيتي من شفته راح يركض فجأه تسنه شاف شي من ورا الجدار ما أشوفه أنا .. أختفى .. وضع الرجّال الحمدالله والشكر يامثبت العقول صدز .. يطلع يحتسي وينافخ ثم يروح يركض .. أوريك .. ماهوب عند جدي إلا عند عمي براسه .. مدري وش بلاهم على حلالي .. مصخت عاد .. ضميت أصابعي بقوة ورحت أتحرك أكثر .. ومن أقتربت من سور بيتنا إلا ألمح غبرة المزيونه وعيالها وهو يركض يلحقهم .. لا مايلحقهم يهججهم .. يرفع أيديها وينزلها وهو يركض .. هذا مشهور سناب .. مشهور بطيخ .. أيا القهر والله لو معي جوالي تسان صورته ونزلته خل العرب تشوفه وش يسوي !
أتسعت عيوني وهم يبعدون .. أروح ألحقه هذا وأرد حلالي ولا وش أسوي .. بيروحون لآخر الديره .. لفيت من أشتغلت سيارة إلا جلوي .. أوريك يامشعلوه .. سحبت نفس بقوة لصدري حتى أدفع خطواتي .. لسيارته الجيب متكي الأخ على طرف الشباك والنظاره تغطي ملامحه مدري وين بيغدي بعد هو .. ومن وصلت نطق بخوف
" وعد أختتس فيها شي ! "
رفعت صوتي بقهر وأنا أحرك يدي لورا
" المزيونه إلي فيها شي "
حسيت بصدري ينتفخ قهر .. أختنق قدامه .. وتسذا الدموع شوي تنزل .. يسحب نظارته حتى تبان عيونه الدائريه وهو ينزل براسه لتحت يطالعني سيارته الجيب تسبيره .. تسبيره مره ..
" مزيونه ! "
" أخوك ورا .. شفه .. شف وش سوا "
طفت سيارته حتى يفتح بابها وينزل .. أول مره أحس الرجّال طويل ونحيف .. نحيف مررره .. حرك يده لقدام
" أدخلي وأنا بروح أشوف "
" أنا أحتسي معك لأنك زوج أختي .. وش يبي بحلالي .. بسعة الله .. أنا كنت بروح لجدي بس لنه تعبان جيتك ويقولي أندزلعي بعد .. ماهوب خطا يقول تسذا !"
كنت أنتفض .. أول مره أحتسي معه تسذا وأشتكي .. من زمااااان .. زماااااااان ما كلمته ..
شفت بملامح وجهه تضيق .. ينطق بهدوء
" وكلي الله .. بروح أشوفه مع أني خابره راكد وثقيل "
بغيت أخربها عنده .. وأضحك .. بس في آخر لحظة مسكت نفسي وأسحب بريك .. ضميت شفاتي بقوة حتى أتحرك لباب الكراج أدخله .. حسيت فيه يتحرك بخطوات متسعه .. يروح ورا البيت .. يرفع صوته بعصبيه
" مشعاااااااااال ..تعال وينك مروّح يالحبيب .. هيييييييييييه ! "

" يااااااوعد "
لفيت إلا جدي يوقف عند باب المجلس .. وبادي يعبره بسرعه ساحب باب الشارع طالع .. سكرت باب الكراج .. ورحت أركض له .. أنحني أبوس يده
" هلا جدي ماشفتك اليوم "
" تعالي أدخلي يبه .. تعالي "

ظل متمسك بيدي وأنا أدخل المجلس معه .. أسحب نقابي عن وجهي .. أشوف علاجات جدي وحوسه طاولة المجلس .. يجرني يجلسني جنبه أول ما أنحنى ببطء
" بشريني عنتس ..؟ "
هزيت راسي وأنا أحس بسعاده .. أكيد جلوي راح يهزأه أحسن يستاهل .. نطقت وأنا أتنفس بعمق
" الحمدالله "
أبتسم جدي أبتسامه غريبه ماطمنتني .. واضح إلي عنده شين ومتردد يقوله ..
" يابوتس متعب عطاني علم أن ولد عمتس جاتس قبل أيامن فايته وتقدم لخطبتتس وتراي شاورت أمتس من وراتس وهي كل ماقالته الشور شور البنت "
رفعت حواجبي وتسن جسمي أنتفض بحراره .. تنحت في وجهه .. تسنه عطاني كف مرتين ..والله ماقالت لي .. وأنا خشتي مقابلتها 24 ساعه .. شد على يدي .. نطق
" شوفي يبه .. الأمور تكشّفت وأمه أخذت جزاها وأزود .. وماعاد لها من طريقن لحياة عمتتس .. وهي في بيت أهلها وأنتي لتس بيتتس وبيننا .. نبيتس يبه ولا نبي غير نشوف عيالكم حوالينا .. والولد والله يابوتس أنه شاريتس ومتعب طاقن له الصدر ومادحه .. وكلن يقول خلوا البنت تقرر .. عطيني رايتس هالحين .. يا إيه ولاّ لا "

ظليت جامده تسن أنكب علي موية بارده .. ماقدرت أقول شي .. عجزت .. أبتسم جدي بدفا رغم أن فيه كسره في صوته وملامحه والله أنها توجع القلب
" إن وافقتي ترا زواجتس بنقتصره ونخليه عائلي والملكه والزواج بيومن واحد.. لجل ظروف عمتس وظروفنا حنا .. والولد بيعوضتس بدال هالزواج باشيائن واجد .. ونخلي بعده بشهر زواج متعب .. ثم زواج خواتتس عاد هذا شين ملحوقن عليه وترتيباته واجد لنه عاد من أجناب وعرب ماعلينا سلطه لهم "

راحت عيوني متسعه .. وشهوووو .. أنا أول من بيتزوج .. يمممممه .. وقبل شيما وهيا وعهد .. وأعقل قبل الكل .. !

" ها وش قلتي .. ترا الأمر متروكن لتس .. والولد جايتس بضمانه وبفلوسه وبمراجله .. والله يابوتس أن عيال عمتس فيهم من الخير شين واجد .. لكن حسبي عليها قليلة التربيه ..هاللي ماتخاف الله "
راح قلبي يدق تسنه طبل .. وأحس بنبض قلبي يرتفع لراسي .. لا أو إيه .. لا أو إيه .. أغمض عيوني .. تمر صورته وهو يركض ورا العنز قبل شوي .. نتأمل خير فيه يعني .. ولاّ لا
" ماتبين القرب مننا ؟ تراي قلت له بيت بنيتي يكون في حارتنا وعند أخييتتس .. وحوالينا "
طالعت جدي نطقت بتردد
" جدي أنت تضمنه "
هز راسه بتأكيد
" إيه "
بلعت ريقي بصعوبه .. هزيت راسي بالرضا وأنا أحس فالدنيا تدور حولي .. أندفع جدي حتي يرفع أيديه يجر راسي ويبوسه .. ينطق
" الله يوفقتس يبه .. الله يوفقتس "
نهضت من مكاني حتى ألبس نقابي ورعشات بجسمي غريبه .. أحس ماستوعبت الأمر مدري مدري وش الوضع .. رحت أجر خطواتي لباب المجلس مادريت فيه إلا ساد الباب بجسمه .. صدره يرتفع وينزل بقوة .. ثم عطاني ذيك النظره عيونه بتطلع من مكانها يابسم الله الرحـمن الرحيم .. وهو يطالعني لتحت .. تراجعت لورا وأنا أبي أختفي .. بس ظل واقف .. ماهيب عيون ذي .. وش بلاه .. !

" الحممممممدالله وخر عن البنت يامال العافيه .. وخر "
دفع خطواته متراجع لورا .. وبسرعه دفعت جسمي .. عابرته .. رحت أمشي والحراره تاكل جسمي أكل .. لين ما أختفيت من باب المدخل مسكره الباب وراي بقوة !
.
.
.
يوقف بجسمه .. قبال مبنى المحكمه .. ولا يدري كيف تتسرب مشاعره لقاع الأنهيار .. كيف تجرأ يحث خطواته حتى يوقف قبال هالمبنى .. ناسي وعود أخوه .. عضيده .. متناسي السنين إلي أنتظر فيه حكاية حبه تكتمل .. كيف واقف يتكسر لأشلاء وملايين أحزان ماهو قادر يسيطر عليه .. تدفع الهوا البارده أطراف ثوبه .. وصدره المتسع بالضيق .. تعيش داخله قوة قادره تسحق عظام صدره .. يحرك حبات الشبحه بين أصابعه بشكل متكرر ..
ينتفخ صدره بالهوا من أبتلع كميات كبير وحزن لا محدود لا زال يتكسر في شرايينه ..أيام هرب فيها من كل شي .. هرب من تأنيب ضميره من كرامته إلي تجرأت تمسها .. يغمض عيونه بقوة من تذكر حديثهم البائس داخل السياره .. وشي يضخم ضرب قاعه ..
يتسلل صوتها المتملل للذاكره
" أنتي عاجبتس كيف وضعنا "
تتكتف .. تنطق بصوت حاد
" مانت مجبور على شي "
بذهول !
" يعني تسيف "
" يعني يا بتار لا تقعد تردد علي أنك طفشان ومتملل .. وطاقه تسبدك .. تسانك نويت الفرقا تراي بعينك "
تتسع عيونه بقوة .. يلف لها يتأمل عيونها إلي أبد ماطالعته ..
" وش قاعده تقولين "
ومستمره تتجاهل النظر فيه
" أقول إلي مانت قادر تقوله وتبرر له ألف من عذر .. مره دراستي .. مره أنا .. طالعني يابتار .. هذي أنا .. هذي نوير .. هذي حقيقتي .. ماهيب من حتسى لك عنها نادر .. ماهيب من أنتظرتها ورسمت في بالك لها صوره غير .. أنتهينا .. خلاص أنا أنتهيت "
" مجنونه أنتي ! "
" لا نويت الفرقا يابن جهيمان أحزم أمرك بالسر ولا تقول لأحد لجل مايمنعك من يعزون عليك"

كان صوتها الواثق يعينه على الفراق .. بشكل أو بآخر .. على كل ماسواه .. تجيه فالأخير وتقول له هذا درب الفراق تراي أعينك .. تحسب أنه مايدله .. وش كان يحده من البدايه على كل ماذاقه .. !
وش كان يحده لا كانت ناويه تبيع .. ليش تستفز كرامته ورجولته .. تمرر حد السكين عليه .. تتعمد أنها تنزف .. تنزف وهو إلا جرح الكرامه.. دامها من طريق الراحلين مستحيل بيمد يده يتمسك فيها بعد كل ما أظهره .. لحد هينا وأنتهى دوره .. كم مره قالها أنا هينا .. جنبك ..
كم مره حلفها بالله لا تضيّع الدروب وهي واضحه .. ولا يلقاها إلا تزرع الشوك فيه .. تزرعه ولا يهمها ماتجرح .. !
تتسلق عيونه هالمبنى .. ولا كان عليه شي يسير وسهل .. لكن دروب الفرقا لا شافها مرتاحه وتبيها بيحقق لها ماتبي .. وش بيكون أصعب عليه من أنه يحس أنها تبي الفرقا بأي شكل .. سحب نفس بقوة وهي يدفع خطواته صوب المحكمه .. ويحس بعضلات صدره القويه كما لو أنها تتحرك من مكانها ..

" لا نويت الفرقا يابن جهيمان أحزم أمرك بالسر ولا تقول لأحد لجل مايمنعك من يعزون عليك"
" لا نويت الفرقا يابن جهيمان أحزم أمرك بالسر ولا تقول لأحد لجل مايمنعك من يعزون عليك"
" لا نويت الفرقا يابن جهيمان أحزم أمرك بالسر ولا تقول لأحد لجل مايمنعك من يعزون عليك"

يتردد صوتها في فكره ويحس كما لو أنه يحط روحه على كف يملاه الجروح .. حروفها .. صوتها .. يدس فيه القهر .. يدفعه يتحرر منها ومن هالغباء إلي تتفوه فيه كل ماأنفتح لها مجال .. وش بيتحمل أكثر .. خلاص .. يحس أنه أنتهى .. وكل ماحوله يخنقه ..
عطى ولا قصّر .. وش بيقدم لها أكثر !
كل ماحيلته سلمه لها ..
يغمض عيونه بألم .. يطلقها .. ونادر .. وجدته .. وأمها .. وعايلتها .. وعايلته هو .. تجاهلتهم كلهم حتى تطلب منه .. تتجرأ تطلب الطلاق دون علم أحد .. حتى مايمنعونه .. !
ليش عليه يفكر فيهم .. ليش ..
يشد على أسنانه بقوة .. لأسبوع وهو يوقف قبال هالمحكمه .. وتخذله خطواته ..
ويرجع ويحن لذكرى خويه وبدال مايدخل هالمحكمه .. يروح يزور قبره .. وهذي هي المره إلي ماعاد لها من عدد .. يدفع خطواته بالغصب .. لكن يوقف .. تضيق حواجبه بقوة حتى يرجع يدفعها بالقوة صوب مبنى المحكمه .. ويحس قلبه ينفطر فيما هي .. كان أسهل ماقالته كلمة وداع !
.
.
.
يمشي ببطء على أطراف الشارع إلي ياخذه لبيت عمه.. وأفكاره كلها للأيام إلي طوت هالبعد مابينه وبينها .. يتنفس بعمق حتى يرفع عيونه لمشعل إلي طلع من الباب فجأه يتلفت .. يجيه يركض حتى يمسك أيديه بقوة .. يهزه بعنف
" تخيل وافقت "
بادي وعيونه أتسعت : من هي
مشعل بسعاده : أقولك بنت عمي وافقت أمس .. وأنا إلي يوم طلعت بوجهي كنت ناون عليها الشر .. تو جدي يبلغني .. والله أحس مانيب مصدق .. قسم بالله
بادي أنفجر يضحك : شوي شوي والله من يشوفك يقول كاسب مليون
مشعل وهو يتنفس بقوة : ماشفت أبوي وفرحته .. ماشفته يابادي والله العظيم ماتتخيل
بادي حرك يده رافعها حتى يضرب كتفه : يلا مبروووك .. مبروووك
مشعل وهو يرفع عيونه للسما : الحمدالله .. مابغيت ياولد .. مابغيت .. كله من حتسى معها جدي وتسن الأمور زانت ..

رفع أيديه يمسح على شعره وهو يلبس ثوب أبيض مبرز تفاصيل جسمها .. ينفخ صدره بالهوا ويزفره بصوت مسموع ..
" يااااااااارب .. "
بادي وهو يتأمله رجع يضحك غصب عنه : ولد والله من جد وش بلاك
مشعل يحط أيديه على خصره : بلاك ماتدري وش تسان حالي .. قسم بالله غسسسسلت يدي
بادي وأبتسامته تلاشت : ماعليه .. الزواج قسمه ونصيب .. وهذي قسمتك وصلت عندك
مشعل يتحرك لسيارته : بروح أشوف وين جلوي .. طلع مع عواد وتسن بينهم أمر مهم !
بادي رفع يده : لا تفكّر .. مانعين أحد يلحقهم ..

ولا سمع له .. يشوفه يركض لسيارته حتى يفتح الباب ويركب .. لحظات وتتحرك السياره من قباله .. يكمّل خطواته صوب باب الشارع حتى من دخل شاف بنت عمه نوق واقفه بجسمها السمين والعبايه تغطي كامل جسدها كأنها تنتظر أحد .. أنكسرت نظرته بالأرض ولف بجسمه صوب باب المجلس .. لكن جمدت خطواته من رفعت صوتها المرتبك
" بادي "
عقد حواجبه وبهدوء بدون حتى مايرفع عيونها لها
" هلا "
" لا تترك رحمه .. والله مادريت عن ماصار لها إلا من جدتي الصبح .. وأنا أعتبرها تسنها أختي ولا تجرأت أكلمك إلا لني عارفه زين وش تشوف فيك هالبنت "
أحتوت نبرته الضيق
" وصلك ماسوته وما أقدمت عليه بعدين .... "
قاطعته
" مستحيل بتروح تخرّب أغراض تخصك وهي تعرف أنها آخر ماعندك مثل ماهي عندها أغراض تحتفظ فيهم لأهلها .. والله العظيم أن كل ماتسان تتمناه شين وعدته فيها وعالقن في بالها .. تتخيله ليل نهار .. شف من تسان يقدر ينثر الحليب على أغراضك ويقفي تسنه ماسوا شي ! "
أتسعت عيونه .. رفعها وهو يشتتها بأتجاهات مختلف .. متجاهل ماقالته فالأخير .. نطق بصوته الرجولي الهادي
" أنا ماوعدتها "
" علمتك باللي أعرفه "
يدخل فجأه متعب بغضب وبيده ورقه .. يأشر على نوق والشر يلمع بعيونه
" بسرعه نادي أختتس وأمتتس وعلى غرفتي مع شيممما .. بسسرعه ! "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه

 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:45 PM   المشاركة رقم: 1925
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 203 ( الأعضاء 20 والزوار 183)
‏امال العيد, ‏منيتي رضاك, ‏نورس الامل, ‏Msk flowers, ‏امل جدة, ‏الايام الجميلة, ‏عزتي في كبريائي, ‏ثرثرة حنين, ‏#الكريستال#, ‏inay, ‏زمن مجروح, ‏Douha, ‏الريّم, ‏مرمر916, ‏همتي عالية, ‏Washm, ‏(ميرال), ‏soma libya, ‏ام ابرار, ‏دروب الرحيل


أحلى سلفي معكم 😉😉

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فمتى, وعود
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t203045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 14-11-16 12:35 PM


الساعة الآن 03:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية