كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ..
( اللهم أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
( كنا فمتى نعود ؟ )
(1)
.
.
.
وقبل لا تقبل الشمس على شفاه المغيب ..
راحت تحاول بيأس تجمع ثياب الحزن من على صدر الغياب ..
تقاوم النسيان لا أقبل الظلام ..
تسأل الغيم ..
من أقفى وأشعل الحزن شمعه
من هجر ..؟
من تذكر عهود الراحلين .. ورحل !
من غاب
تحت أقدام الزمن
بعد ما أحتار وغرق
من نزع قيد الأماني
من على صدر الحياة
وهرب !
من توحَد في زمن مكسور
وأنكسِر
و تتبعثر الأسئله تهطل من الغيث ..قطرة مطر
تموت وسط زحام البشر .. تتبعها قطرات عطشى .. وتغيب هالشمس .. ترحل
بعد ما أشرقت على كومة حكايات من الفرح .. وهي بعد مامات هالفرح
كانت واقفه عند باب القصر بفستانها الذهبي والورد على الأرضيه يملى المكان .. عيونها متسعه بقوة وغرقانه بالدموع ..
الشيله تغطي شعرها الناعم الطويل .. وكتوفها النحيفه .. رفعت أيديها إلي ترجف حتى
تلامس وجها .. العبره تكتم أنفاسها .. تكتمها وخواتها قبالها تسمع صوت بكاهم
في قاعة الزواج الفخمه ... ما كان في أحد له القدره يجبر هالحزن فيهم بهاللحظة ..
الكل يذوق من كاس الصدمة والحزن .. يطاردهم هالحزن من ذكرياتهم للغياب
للحفر ..!
" تزوجت أوخيتي جلوي ..!! راحت معه .. راحت "
تتردد هالكلمات في ذاتها مثل سهم الجرح إلي نصب فوزه فوق كومة عِبر ..!
ضمت أصابعها بقوة للشفاها من أنفجرت العبره في فمها .. حتى تهتز كتوفها بقوة ..
" الله لايوفقك يا ذياب .. الله لا يعطيك عافيه .. الله لايوفقك "
قالتها والصوت يرجف .. يحاول يظهر أكبر من هالخذلان ألي إنتصف فرحتهم ..
تحركت بسرعه تركض في الممر المزين بطاولات الأستقبال والتهاني .. والأضواء تعكس
جمال وفخامة الإستقبال .. تركض بقوة لين ماطاحت شيلتها على كتفها .. ومن
وصلت لأخر الممر حاولت تدف الباب بقوة أيديها الضعيفه بهاللحظة .. تمايلت بجسمها النحيف والدموع تغطي عيونها الصغيره .. حتى ينفتح الباب الزجاجي ويدخل هوا مندفع بقوة صوب ممر الأستقبال ..
وقفت وهي تشاهق من البكا وشعرها الطويل يداعبه الهوا .. عيونها تعلقت في الشايب الجالس على كرسي أبيض
عند الباب الخارجي للقصر .. متمسك بعصاه الخشب بأيديه الثنتين وراسه نازل للأرض ..
ظهره متقوس بشكل واضح .. في عالم غير هالعالم .. ودنيا أخذت منه أغلى مايملك ..
تحركت تركض والشهقات متتاليه .. أنحنت مرميه عند رجوله ..حطت أيديها الثنتين
على ركب أبوها الشايب وصارت تهزها بقوة .. تكلمت والحرقة في نبرات صوتها
واضحة ..
" يبه .. يبه بنتك أخذها جلوي يبه ..يبه تكفى طالع فيني .. مالنا غيرك
يبه .. ( نطقت بحرقه والدموع تملى وجها .. تحاول جاهده يطلع الكلام واضح .. مسموع )
تسمعنى .. ( هزته بقوة من القهر لحد ماتحرك جسمه ) رد علي يبه
أنعقدت حواجبه حتى يرفع راسه صوب عيونها الغارقه في دموع ماتنتهي .. نطق بصوت هادي : بنتي مين ..؟
رفعت صوتها : بنتك نوق يبه .. أخذها جلوي ليش مارفضت يبه .. ليش وافقت .. ليش ..؟
صمت رهيب كان الفاصل وسط شهقاتها وعيونها تتأمل ملامح أبوها والتجاعيد
الرهيبه حول عيونه .. وكأن فيها الأمل أنه يفهم .. يتذكر .. يتدارك نهايه هالصدمة ..
تحركت شفاته والضياع يلتحف بقايا بقاياه ..!
".. من أنتي يابنتي ..؟ "
رفعت عيونها للسما حتى تحط يدها على صدرها وتنفجر تبكي قباله ..
أندفعت الهوا تحرك أطراف ثوب هالشايب وشماغه .. وعيونه بأستغراب تطالع هالبنت
إلي قطعه من قلبه .. ولايحس أنها تنتمي له .. يحضنه النسيان بهاللحظة ويطير
فيه لصدر الفراغ والدنيا ماغير في عينه نقطة ضوء في عتمة ..
تكلمت من القهر ..
" يبه تدري وش معنى أنه جلوي رجع من جديد لحياة نوق .. يعني حنا بنكون تحت رحمتهم كلهم .. كلهم يبه وهم صاروا الأبطال إلي لمونا حنا وجمعونا تحت سقف هالعايله على عيون القبيله كلها .. ومنعوا الفضيحة لا تكبر وكلن يدري فيها .. يبه حنا مو بحاجتهم .. مانبيهم يبه .. تكفى
يبه مانبي نروح لأي مكان و أختي نوق معنا .. لاتخليها عندهم .. لا تخليها ( مسحت دموعها بقوة وحركت يدها صوب القصر ) شف يبه مابقى غيرنا تاركينا "
ومن ورا باب القصر ..
عقد حواجبه بقوة وشفاته تمايلت من سخف إلي يسمعه .. تنزل يده ببطء من على
الباب وهو إلي كان بيفتحه عشان يدخل بس سمع هالكلام كله ..
أخذ نفس بقوة حتى يحرك أيديه الثنتين ويحطهم فوق بعض .. ويوقف قبال باب القصر
الخارجي متمايل بصمت .. ملامحه الحاده تغوص في الدهشه وعيونه تتأمل زخارف
هالباب.. والإناره فوق راسه بالضبط تبدد عتمة الليل .. وكأن هالنوق
في بداية عمرها حتى تجي ذي تتكلم .. ضم شفاته والسؤال إلي خطر في باله
من هي إلي تتكلم من بنات عمه .. معقوله إلي أصغر من نوق .. رفع عيونه
لفوق ولحظات حرك يده يطالع ساعته بلونها الأبيض .. 3 ونص .. أرتسمت على شفاته
نص أبتسامه حتى يلف بجسمه المليان معطي باب القصر ظهره .. ضحك غصب
لأن كلامها ماكان فيه أي معنى للصحة .. لولا هالزواج ماكان يدري وش بيكون موقفهم
قبال الضيوف ..
فرك وجهه بتعب وهو مايدري وش يسوي .. يبي ينام .. نوم طويل من بعد كل إلي صار ..
أحداث كثيره ماتحمل غير الهم .. ولايبي يفكر بشي .. رجع يطالع الباب حتى يتحرك بخطوات متردده .. ومن أقترب سمع صوت يعرفه زين ..
( وش بلاتس أنتي .. وأبوتس وش بيده يوم أنتس تحتسين معه .. هو عارف
وين حنا ولا وش صار فينا .. ها ؟! )
رفع يده بسرعه وطق الباب ماعاد له حيل أنتظار أبد .. تحركت شفاته بخجل شوي وهو يحاول يرفع صوته على قد مايقدر
( أنا .. أنا حمد ولد عبدالعزيز .. أرسلني عواد آخذكم مع عمي للــ .... )
توقف الكلام على شفاته من سمع وحدة من بنات عمه ترفع صوتها المقهور متعمده يوصل لمسامعه ( مسرع ماشاء الله ...مامداكم ) .. ضغط على أسنانه بقوة وأخذ نفس
حتى يغمض عيونه بهدوء ويكمل ولا كأنه سمع شي متعمد بنفس النيه يقاطعها ..
( لو سمحتم درب عشان أوصل عمي للسياره )
دفع يد الباب لتحت ودفه بقهر لقدام حتى يرجع خطوات لورا .. تردد صوت الباب بقوة وهو يرتطم بالجدار العازل مابين باب القصر وبينهم .. لحظات حتى يغطي جسمه أنارة سياره صغيره وقفت بجنب
سيارته ومن شاف السايق رفع يده وصوته بقوة أرتفع بقهر ..
حمد : أيه حطوني بالواجهه وأقعدوا هناك أنتم ..
نزل عواد والضيق لازال في ملامح وجهه حتى تقترب خطواته من حمد
عواد : وش فيك واقف .. من متى قايل لك خذهم ..؟
حمد وهو يصد بوجهه عن عمه وبربكة : أنتظرهم ..
عواد جمع أصابعه وهو ماعاد قادر يتحمل أحد حتى يضرب كتف حمد بقبضة يده : تعرف أني أخذت العروس لشقتها ولا تسان عندي وقت أجي هينا وآخذ أحد يالتسلب .. وتوك واصل أنت
تحرك بخطواته الواسعه صوب الباب بيدخل بس وقف من نطق حمد
( أذا فيك شي من إلي صار رح فرغه بذياب ولاً جلوي ..! )
عواد وشرارة الشر في صدره لازالت تزيد من إلي صار : رح أركب بسيارتك وأنتظر عمك ..
لا أخليك تشوف بعينك أذا فيني شي وش بسوي فيك وفيهم
تحرك عواد داخل من الباب حتى يوقف من شاف زوجة أخوه جالسه على العشب بجنب رجول زوجها إلي متمايل براسه على عصاه ومغمض عيونه ..
تمسح بشيلتها الشفافه السودا عيونها ألي تتداركها الدمعه غصب عنها وعلى راسها عبايتها وعصاتها بجنبها.. منكسره
وأنكسر فيه شي من هالمنظر .. حس بشعور الفقد للمره الثانيه لكن هالمره كان كل شي
في غير مكانه .. لا الأشياء عادت مثل ماكانت ولا تحققت مثل ماتمنى .. كانت متبعثره ..
متناثره في الزوايا .. ضايعه وهو يواجه هالخساره في الفقد مع من يشاركه هالشعور ..
.. بلع ريقه
وصد بعيونه وهي من شافته أخذت عصاتها بسرعه تحاول توقف على عظامها ..
أم نوق : ياولدي ..( أسندت عصاها بالأرض وهي تحاول توقف ) داخلتن على الله
ثم عليك ياولدي .. ( وقفت وبخطواتها الثقيله المتمايله قربت منه وهو مثل الصنم واقف ) تسان لازال في قليبك غلا لي ولأخوك من بعد كل هالسنين .. لاتترك هالبنيات الضعوف ..
( أمتلى صوتها الضعيف بالغصه ) ماعطاني الله غير وليد واحد ومن عطاني أخذ سبحانه
وبقن على كتوفي مثل الهم لين فرجها الله .. وياولدي أنا ..
عواد يقاطعها متجاهل أنكسارها وهي في هالعمر الكبير .. : ماعندنا وقت للحتسي ... نادي البنات يالله بنمشي ..
قرر فجأه ينسحب من مواجهتها .. هالأنسحاب المتعالي خلاها
تغرق في شعور الصدمة من تصرفه وظلت واقفه في مكانها وهي تشوفه يتحرك صوب
أخوه .. ينحني حتى يسحب يده بقوة ويبوسها .. يحضنه لصدره وهو يهمس له
( يالله يابو النوق .. خلنا نمشي ورانا سفر .. )
يرد زوجها بنفس السؤال : من أنت ..؟
يبتسم عواد وهو يسانده يوقف : سندك وأنا أخوك ..
نزلت عيونها بالأرض حتى تاخذ نفس بقوة تحاول تقهر شعور الموت إلي باغتها
نطقت بصوت مخطوف ( يالله مالنا غيرك عون وسند .. ) ترمي ثقل جسمها على عصاها .. ماعاد لها حيله ولا حل ..
تتحرك عيونها يمين ويسار والصوت يغيب فيها .. وين كانت رايحه أو وش إلي في بالها يوم راحت له أساسا .. طاحت عينها على بناتها واقفات بصمت غريب والحكي في عيونهن أغرب .. رفعت يدها تأشر لهن بمعنى "يلا " وفي الحقيقه لازال الصوت غايب فيها .. كان هالموقف
نقطة على السطر .. يثير في النفس ألف سؤال وسؤال ..ظلت واقفه لثواني وعيونها بالأرض حتى تتحرك صوب باب القصر يتبعها جرح اليأس .. وش أتعس من هالزمن لا صارت بقايا أماني وعمر ..!
لكن مافي شي أكثر كآبه من أشياء تندفع صوبك فجأه .. تجبرك على مواجهتها .. أشياء
في زمن مطرود تزيد فيك الرغبه للبكا .. أسندت راسها على الكرسي بعد مأبتعدوا عن القصر وهي تطالع سقف السياره الجيب ..
أضواء مسرعه تنير هالسقف وتغيب .. التعب ياكل عافيتها كلها .. ألم غريب في ركبها
ومفاصلها .. تتمايل بقوة من ضربت كتفها أختها .. تهمس لها ..
" يالنوري نقول للديره باي باي "
ردت وتحس الكلام يطلع من شفاتها بصعوبه " سدي فمتس "
" بطابوكة ولاَ تراب حددي بسرعه "
ضمت شفاتها بقوة حتى تدف راس أختها بقساوة عنها .. وعيونها تتحرك للجهه الثانيه ..
خفة الدم جت في وقت غلط وماتدري كيف أختها عندها هالمزاج الغريب .. وهم هالحين رايحين للمجهول .. أيه .. فجأه صاروا مجبرين يغادرون بيتهم .. كليتهم .. جيرانهم .. حياتهم
كلها .. وبدون نوق .. نوق هالأخت الحنون .. رصت على أسنانها بقوة والعبره تنتفخ
في صدرها غرقت عيونها بالدموع حتى تفتح فمها وتاخذ نفس بقوة .. وش بتسوي نوق هالحين ..
|