كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســـــم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله .. مولعينها اليوم بالأنتظار .. تحية كبيره جدا لأهل الردود الجميله بالسناب وهينا فالمنتدى .. مع أني فاقده تسذا الردود الطويله الجميله .. لاتلوموني .. من يشبع من جمال تعليقكم والله ..
.
قراءة ممتعه ولا تلهيكم الروايه عن الصلاه
(68)
" قسم بالله مدري .. مدري كيف أنكب عليها الحليب "
أنتفضت بخرعه من صرخ بجنون
" تسيف ماتدرين !! "
تراجعت لورا تزحف على الأرض بخوف وجسمها يرتعد من صرخته .. غمضت عيونها بقوة من سمعت صوت خطواته الواسعه المندفعه وهو يضربها بالأرض .. يقترب منها .. تنحني بلا شعور لكن شهقت من أنحطت أيديه على صدرها حتى يسحبها بالقوة .. توقف مجبوره .. يهزها بعنف والصدمه تسكنه
" ماقلت لتس لا تقرّبين من الأغراض .. وش تبين تفتشين فيها .. وش تبين أنتي "
حاولت تتكلم بس ماقدرت .. تكورت على نفسها وهي لا زالت تنحني تبي تبعد عنه ..
رجه يهزها من تكلم وملامح وجهه تنكمش بقوة
" شلون وصلت فيتس الجرأه لهدرجه .. لمتى تحسبيني أبسكت لتس وأعدي غلطتتس ورا الغلطه وأنطم .. إلا هذي .. إلا هذي "
صرخ بصوت مخيف وعيونه يحتويها غضب يتضخّم
" ماكفاتس ماسويته لتس .. ماكفاتس يابنت الناس .. "
" والله .. والله .. والله .. ممدري "
دفعها لقدام حتى يتراجع هو لورا .. صدره أنتفخ بشكل مخيف وهو يحاول يتنفس .. حاول يتصدد عنها ..لكن لقى نفسه ماهو قادر يتحمّلها .. حرك يده للباب .. حتى ينطق بقوة وأنفعال
" أطلعي برا "
رجع يحرك يده وملامحه تثور أكثر .. يأشر على الباب من جديد .. ينطق
" أطلعي أحسن لتس ! "
ضمت أيديها لبعض وجسدها يهتز غصب من الشهقات المتقطعه .. أتسعت عيونها الغارقه بالدموع .. تطالعه .. وحواجبه إلي لا زالت تقترب من بعض بشكل مرعب
" يابسم الله .. وش صاير "
تدخل أم عبد الله وعيونها عالق فيها الخوف .. تنتقل نظراتها بذهول مابين بادي ورحمه .. ترفع قميصها من تحت حتى تسمح لخطواتها تمشي بتوازن .. شيلتها السودا الطويله تلتف
بإحكام حول راسها .. تنتفض من صرخ بادي بقوة وبشراسه بوجه رحمه
" أقولتس برااااا "
ترفع أم عبد الله يدها من الخرعه وبإنفعال
" وش بلاك تصرخ عليها .. ماتستحي أنت "
رفعت رحمه أيديها بأنهيار تام .. تقربها من شفاتها تنحني بيأس تبكي .. فيما هو أنحنى بشكل مجنون .. يسحب شماغ أبوه .. يرفعه لأمه .. يهزه بالهوا وهو يصرخ
" شوفي وش سوت يمه بأغراض أمي وأبوي .. شوفي بعينتس .. شوفي .. أعدمتهم يمه .. أعدمتهم .. أعدمت أغراض من وعيت على هالدنيا وأنا أشيلهم عن كل أحد "
الجده وعيونها ضاقت بعصبيه : هو أنت ماعندك رحمه .. تصارخ على البنت لجل هالأشياء
رحمه بسرعه رفعت عيونها إلي تثقل بالدموع وبضعف طالعت الجده هزت راسها : قسم بالله مدري يمه كيف صار .. مدري .. والله مدري
طاحت عيونه على الأغراض المرميه وإلي مازالت في الصندوق .. وقبضة ألم تعتصر صدره ومايملك لها من صد أو تجاهل .. رص على أسنانه بقوة .. وأثر الحليب إلي كان مخلوط مع أدوية وليد يظهر واضح على البقع .. وتقول ماتدري .. ماتدري !
تتعالى أنفاسه ... والغضب الصامت راح يندس في ملامحه وأنفعاله .. ينحني فجأه وبهلع يلم الأغراض .. يميل للصندوق حتى من عبرت أصابعه على الباقي من الأغراض حس برطوبة الحليب .. جلس على ركبه وهو يحس أنه يختنق .. يرفع الصندوق بثقله ويقلبه يرمي الأغراض .. يدفع الصندوق بأقوى ماعنده حتى يرتفع صوت الجده من عبرها الصندوق حتى يستقر وراها
" يادافع البلا ! "
يرفع أيديه بيأس حتى تقترب من شفاته .. ينطق
" ياااااااالله "
ينتفخ صدره من محاولته اليائسه يجر الأنفاس لعل مايحرقه يخف !.. تنطق أم عبد الله وأنكسار راح يزحف في نظرتها .. من أدركت الخوف إلي تشوفه في رحمه
" البنت يمكن أنها مادرت .. أنت ورا ضوّك شب أعوذبالله .. وش بلاك .. هالأغراض لونها لها فايدتن محسوسه تسان أنا أحتفظت فيها .. ماغير توجعك بزياده وتقلّب فيك المواجع .. من زمان وأنا أقولك أرمها يمي .. أرمها "
فز واقف وملامحه فجأه تصلبت وقست .. تتسع عيونه من المنطق الغريب إلي تقوله أمه .. يرميهم ..! يرمي عقال أبوه وشماغه .. يرمي خطه وأوراقه وحكاياته وأحلام أمه .. راحت نظراته تتوه في ملامح الجده الواقفه قباله .. يحرك يده وشهقات رحمه تتردد قباله
" أرمي وش يمه .. أرمي أغراض أهلي .. مجنون أنا "
" لو فيها خير ماخلتك تسذا "
صرخ
" هذي حيلتي من أهلي .. أنتي تذكرينهم كلهم أنا لا يمه لا .. ماعندي غير صورهم "
أنحنى يجر شماغ أبوه من جديد ..
" أشياء يمه ماتحتسي ولا تعلمني فيهم .. "
أشر على رحمه وصوته راح يرتفع بحقد وكره
" وجت هذي تحقق لتس ماتبين .. هذي هي شوفيها وش سوت .. شوفي يمه .. "
رجعتتهز راسها ونظرات الرجا تحتويها .. بشهقات مكتومه
" والله موب أنا .. والله "
" قلت لتس أطلعي برا مانيب طايق أشوفتس ذا الحين .. براااااااا "
فجّر هالكلام وهو يقترب منها .. ينحني بملامحه لها مأكد إن هذي رغبته .. وأمنيته ..
حست بروحها تتناثر أشلاء قبال ماقاله من كلام حاد .. قدر يقتلع قلبها من جوفها ..
تتحرك تركض تاركته طالعه ..
" لاحول ولاقوة إلا بالله .. لاحول ولاقوة إلا بالله "
تدفع الجده بخطواته المكسوره تبي تتبع البنت .. تتركه مثل مايبي .. فيما هو رجع منحني يلم الأغراض في حضنه .. يتأملهم بخوف .. لعل يقدر ينقذ مابقى .. يمكن .. يمكن !
.
.
.
الجلسه هينا فعلا ما تنمل .. الهواء منعشه رغم أنها بارده .. بارده والله .. مجانين لو أحد بيطب يسبح .. أتكتف وأنا أضم نفسي بقوة .. أحرك راسي للبنت إلي تحاول تركض فالتراب وهي ترتفع .. تنحني تطيح بس تكمّل تدفع نفسها لين ماصعدت لي حتى توقف قبالي بأنفاس متسارعه ..
" النوري .. هذا جوالتس .. خالي يقول تجوّده زين لنه بيدق عليتس "
مدت لي الجوال وبسرعه مسكته مستغربه .. تسيف وصل للجوال وأنا نفسي مدري وين حطيته .. تمد لي بطانيه خفيفه حيل .. بيدها الثانيه
" وهذي يقول لنه برد "
لا حنون ماشاء الله .. !
رمتها بحضني وتقدمت للمسبح .. أنتفضت بخرعه حتى أجر يدها الصغيره .. أدفعها لورا
" وين ياحبيبتي .. يلا .. يلا روحي لمتس "
" بيسبحون ..؟ "
قلت بخوف
" لا .. بس تكفين روحي يلا "
تسحب يدها من بين أصابعي حتى تمسح على شعرها بدلع .. تلبس فستان يناسب ماشاء الله جمالها وشعرها الطويل .. تلف تاركتني حتى تركض .. أسحب البطانيه ألمها بحضني وقلبي أحسه بيوقف منها .. ساعه مرت ممكن أكثر بدقايق .. ممكن أقل بس طوّلت وأنا قاعده لحالي .. الأصوات والصراخ والفرح .. أنتهى .. رقص وأنا بعيده عنه .. عيون الكل تطالعه إلا عيني .. مدري مقهورة من داخل .. أحس أحيانا أنه صعب علي أفهمه .. أفهم تقلباته لا عصّب أو تضايق .. مهما تنازلت .. أو أنا تنازلت بأشياء كثيره .. تنازلت حتى أكون تحت جناحه وظله .. يمكن مايدري عن هالتنازلات .. مايحس وش كثر تسان صعب علي أتغير .. صعب على أنسانه نفسي .. الظاهر ولا درى عني .. ! أسحب الجوال وأول مافتحته .. مكالمات لم يرد عليها .. خواتي داقات .. وعمي عواد بعد .. فجأه يظهر رقمه المخزّن باسمه
" بتار " غيرت الأسم إلي حطيته له .. أفتح الخط وأحطه عند أذني وقبل لا أقول " ألو "
أرتفع صوته بضيق
" ليش قاعده لحالتس ..؟ "
" ومن قال ..؟ "
" يحتاج أحد يقولي ! "
قالها بنبره غريبه .. تسنه واثق أو عارف وين أنا .. صرت أتلفت ببطء مابيه يحس علي .. معقوله قريب وأنا مدري .. لا مستحيل بحس ع الأقل ماهوب للدرجه هذي ..
صوت المويه لا زال يتردد بقوة وهو يندفع لداخل المسبح .. ظليت ساكته .. نطق بصوته
إلي يملاه الضيق
" تشوفينها حلوة قاعده لحالتس وتاركه الضيوف "
رفعت حاجبي بقهر .. داق علي عشان يوجه لي هالكلام .. ماقدرت أسكت يكفي علي أنه باطن تسبدي .. وحركته جايبه لي المراره
" والله خواتك بعيني شفتهم ماقابلن الحريم .. ماخذات فرشات وقاعدات بعيد .. وبناتهم بعد وفوق كل هذا .. وش تحسبني أنا إلي عازمه .. أو شايفني أنا متكفله فيها وتاركتها بوجهي .. ماقصرت من جوا وأنا مقابلتهم .. وأنت حضرتك ماغير مقابل إلي تبي .. مره خواتك ومره للبنات .. حتى البزارين ماشاء الله .. وجاين ذا الحين تقولي تشوفينها حلوة ! "
قاطعني بحده
" حضرتي ..؟ "
" تركت كل ماقلته .. وعلّقت على كلمه "
شدد على كلمته
" نوير !!"
نطقت بسرعه
" لحظة لحظة "
فزيت واقفه ورحت أنزل أركض .. أدور حول المسبح وبالقوة أدفع خطواتي .. أتمايل من الأرض إلي ماهيب مستويه
" وش فيتس تسنتس تركضين "
شديت حيلي وأنفاسي تتسارع بقوة .. أعبر النخل وأطلع للحريم .. أدفع خطواتي صوب المكان إلي تجلس فيه جدتي وأم بتار والحريم .. ومن وصلت نطقت
" أمسك "
نزلت جزماتي وصرت أمشي ع السجاد حتى أنحني لجدتي إلي كانت تسولف ومنسجمه ..
" جده .. كلمي بتار "
جلست بجنبها وهي مدت يدها بأستغراب .. عطيتها الجوال وقامت تطالع فيه بضياع
" متوكده يبيني "
حضنت يدها بكفوف أيديني ورفعت الجوال عند أذنها وبتأكيد
" إيه يمه يبيتس .. أحتسي معه يمكن سبحان الله يبيتس بأمر ضروري ! "
" هلا "
أعتدلت متربعه حتى أسحب نقابي وأنزله كاشفه عن وجهي .. وضحكه غصب بتطلع مني ..
" أنتي وين غديتي ..؟ "
تقولها أم بتار إلي تطالعني بتركيز .. حركت يدي لورا
" عند المسبح ياخاله .. ليت أحد يسكّر المويه برد والله "
لقطتها جدتي حتى بسرعه تنطق
" أسمعني .. تعال سكّر هالبليه إلي فاتحينه البنات وهاوشهن أشوف .. الدنيا برد لا يطيحن من التعب أو نبتلش فالورعان .. ماهوب لازم يمي .. تعال أشوف بسرعه .. هن فاتحات الغطّاس إلي ورا .. إيه مع السلامه "
طالعت جدتي بطرف عين .. وصلك إني رحت للحريم يابتار .. خل حركاتك ذي تنفعك !
وبدال ماتنزّل الجوال .. مدته لي ..
" خوذي يمي زوجتس يبيتس "
حسيت كهرب فجأه نفضني .. مدري وش جاني .. تنحت أطالع فيها .. حركت الجوال مبتسمه
" لا تخلينه يطوّل "
بلعت ريقي بصعوبه حتى أخذ الجوال ببطء من بين أصابعها .. أقربه من أذني وعيوني ضاقت غصب .. سحبت بعمق هوا لصدري .. نطقت
" هلا "
أندفع بصوت قوي .. وأنا أنكمشت ببطء من عصبيته
" تحسبينتس بالحركات هذي سويتي شي .. خمس دقايق يانوير .. خمس دقايق وألقاتس عند البوابة الخلفيه .. وأقسم بالله حركات نفس هالحركة أدق رقبتتس ترا "
وسكّر الخط بوجهي .. أبتسمت أضحك
" إيه تامر .. إن شاء الله "
ونهضت من مكاني وأنا أرقّع لنفسي .. رحت أمشي حتى أوقف ألبس جزماتي من جديد ..
" نوير ! "
ترفع يدها شيخه وهي واقفه عند باب القسم .. تناديني .. لفيت براسي لورا أطالع النخل وأنا أصلا مدري وين البوابة الخلفيه ..
" بسسسسرعه يانوير "
لفيت أطالعها ذا الحين أروح له ولاّ لها .. مدري وش تبي .. تحركت صوبها وأنا بالعافيه أجر خطواتي ومن وصلت لها .. جرت يدي
" تعالي جابوا الذبايح .. وين أنتي غاديه طول هالمده "
وقفت أسحب يدي
" دقيقه شيخه .. أخوتس بتطلع له قرون إن مارحت له .. داق علي يبيني "
تمايلت من جرتني وهي تنطق بصوتها المتملل
" مقابلين بعض طول اليوم .. ماراح يصير شي لو بس عاونتينا .. البنات مافيهم خير على كثرتهم لا بغيناهم ماعيّنا أحد "
دخلت القسم غصب عني .. متوجهين للمطبخ إلي مليان صحون العشا ماشاء الله .. أنا من كثرها أنخلعت من إلي بيغسلها ويرتب .. لايكون يروحون عني ويتركوني هنيا تسان أروح فيها صدز !ترفع ظهرها عذبه وتنطق براحة وهي تأشر علي
" جابتس الله .. تعالي نشيل هالصحن يم الحريم "
تحركت مبعده عن الباب من شالت روان وسعده صحن وراحوا يمشون فيه لبرا .. المطبخ دمار والحوسه على بعض ..
شيخه : يابنتي نزلي عباتتس .. مافيه أحد خلاص
صرت أطالع الحوسه وبسرعه أفسخ عباتي .. أجر الشيله وألفها مع العبايه راميتها على الفرن .. تقدمت لصحن حتى أشيله مع شيخه ونطلع لبرا .. نرتب الصحون والباقي من أنواع سلطات ومرقه .. كراتين الببسي والسفن آب إلي كانت مكومة عند حوش القسم .. ناخذها ونوديها للحريم .. طاسات صابون ومويه للحريم الكبار .. ماخلصت إلا ظهري يوجعني من الروحه والجيه والركض .. حتى ما أكلت معهم دخلت للمطبخ وجلست مع عذبه إلي تركت لنا صحن عشا مير كثّر الله خيرها من جد .. تجلس قبالي متربعه وبنتها بحضنها ..
" أمانه نوير .. بنتي مضايقتتس لنها دايما مع خالها "
رفعت حواجبي وأنا حسيت لقمة الرز علقت في حنجرتي من كلامها .. الجو حوالينا شبه هدوء حتى البزارين الحمدالله أصواتهم هجدت.. قربت يدي من فمي وأنا أحاول أبلع نطقت
" طبعا لا .. وش طاري عليتس ..؟ "
عذبه أبتسمت وهي توّكل بنتها : مدري تسذا .. تراي نفسي أنا مستغربه من تولّع البنت في خالها .. أصلا أحيان أستحي من بتار غصب عني ونا أعرف إن وراه من المشاغل مالله به أعلم
بتار !! .. يالله .. أتسعت عيوني بقوة ونهضت من مكاني بخرعه .. تسيف نسيته .. قمت أتلفت حتى جوالي مدري وين حطيته .. ترفع عذبه عيونها متسعه تطالعني وبنتها أنحنت تسحب من الرز بصحن ويقال تاكل بيدها
" وش بلاتس "
حاولت أتكلم عجزت .. أنحنيت أجر علبة مويه أفتحها وأشربها كلها مره وحده .. وأرميها أركض للمجلى أفتح الحنفيه وأغسل أيديني ورعشه في جسمي .. أركض للفرن أسحب عباتي من فوقه وأطلع .. وقفت أصلا لو بطلع عند الحريم وأدربي راسي قدامهم للنخل بيقولون وش هالنفسيه .. وقفت أطالع فالباب .. شلون بطلع هالحين ..؟ والكل مجتمع .. هو غبي .. أصلا تسيف يبيني أجيه وهو مستنكر قعدتي لحالي .. أففف .. أففف .. منه !
" النوري وراتس أخلعتيني "
لفيت لها وتقدمت للمطبخ .. نطقت
" بتار أخوتس طلبني قبل العشا وأنشغلت مارحت له .. تهقين وقف ينتظرني "
عذبه بخوف : ينتظرتس هو قاله ..؟
هزيت راسي وردة فعلها ماعطتني شعور بالراحه .. نطقت بصعوبه
" قال البوابة الخلفيه "
نطقت بذهول
" ألله ألله .. إلي آخر المزرعه .. بعيده ذي مره عنتس .. لايكون الرجّال محرك موتره ورايح هناك "
تنحّت فيها .. وش موتره ووش بعيده
" وحنا مع البنات أستغربناه واقف هناك "
لفيت بقوة لها إلا هي واقفه وراي .. تمسح أيديها بمناديل .. يدخلون البنات وهي مبتسمه بوجهي .. ترفع أيديها
" يوم دخلت سمعتتس .. عاد كنت مستغربه وش بلاه ولد عمي واقف بذاك المكان "
تجرني عذبه لورا وأنا عيوني تطالعها بحقد .. هذي ماهيب وقحه .. لا لا .. تعدت المرحله بواجد .. ماهوب بواجد وبس إلا بحدودن ياكافي .. رصيت على أسناني بقوة وأنا فيني غل .. الظاهر تبيني أفرّغ فيها حرتي كود ترتاح ..
" غاده .. ترا مايجوز ماقلتيه .. حتى لو شفتي أخوي برا وش دخلتس "
أتسعت عيونها .. لفت لي عذبه حتى تحط أصبعها على شفاتها وتامرني أسكت .. قامت تدفني للمطبخ وأنا والله العظيم مدري متى أرتاح منها ذي .. متى تتزوج أو تهاجر من الديره بكبرها .. أو تنقلع ..
" ومايجوز تحتسين معي تسذا وش قلت ..! "
دخلت حتى تسكر باب المطبخ .. أنطق بحرقه
" من تعرّض للثاني .. من ياعذبه .. شايفه تسيف تحتسي معي .. "
عذبه تحاول تهديني
" ماعليتس .. هي تحاول تستفزتس "
قلت بقهر
" بعد كل ماصار وبعد ..بعد ياعذبه "
صديت عنها ورحت أمشي .. أحط يدي على راسي .. أحاول أتنفس وبطني قام يحرقني .. لفيت لها ..
" دقي عليه شوفي وينه .. أو لا .. أطلبيه .. خليه يجي .. أسأليه .. ذي التسلبه شافته أو حتست معه أو لمحها ... أو وش بالضبط وضعها ..؟ "
رفعت حواجبها حتى تهز راسها لي .. تدق عليه مارد .. طلبت منها تدق على جوالي .. وبسرعه تحركت فاتحه باب المطبخ ..وقفت أتلفت مدري وين راحت .. تطلع فجأه وتختفي فجأه ع كيفها ! رحت أبحث عن الصوت ..
" خليتس تدقين لين أعطيتس مشغول بنفسي "
أتبع صوت الجوال إلي تسنه مكتوم .. أدوّره بكل مكان .. حسيت راسي بينفجر منه .. لين ماوقفت عند سطل زباله بآخر القسم .. في مكان أصلا ماعمري مريته .. أنحني وعيوني أتسعت حتى أجر من وسط الزباله .. تسيف جى هنيا ..عقدت حواجبي بقوة .. والله ما أذكر أني مريت فعلاَ من هالمكان .. خبري آخر شي يوم شيخه تجرني .. الجوال تسان بيدي بعدها أختفى .. أو مدري وين حطيته .. سهيت .. أرجع للصاله تعترضني عذبه .. والصاله أزدحمت فالبنات والبزارين من جديد .. تنطق
" لقيتيه "
هزيت راسي .. وبذهول
" بس بوسط زباله .. وفي مكان مامريته "
" يابنتي ذولا البزارين مايخلون شي .. كل شي يلقطونه ويطيرون فيه .. أحمدي ربتس ما لقيتيه ساد بالوعة الحمام ! "
مدري ما أقتنعت .. أو قلبي ماهوب مرتاح .. فتحت الشاشه حتى ألقى 15 مكالمه منه .. ضربت الجوال بيدي الثانيه وأنا أطالعها من جديد
" طيب جوالي على الصامت "
تضحك عذبه
" وأنتي على بالتس لا أخذوه بيحتفظون فيه .. نوير ذرنا بالعربي ملقوف ويده طويله "
ذي الحرمه وش بلاها أقولها شرق تقول غرب .. معقوله صادزة .. وبسرعه فتحت جوالي .. دقيت عليه وأول مامسك الخط عطاني مشغوله .. رجعت أدق ولافيه فايده .. بس يعطيني مشغول .. أدخل الواتس.. أكتب له
" رد علي "
وأرسلها .. شاف رسالتي ولا حتى كتب لي شي .. كنت أحس وأنا أرجع لدوامة أنتظاره أني أخدش نفسي .. تعرفون هالشعور إلي لمّا تضيق فيتس الحياه .. ثم تلقين في طريقتس أي أحد يستحق يسمع كل الهذره إلي بداخلتس .. وتفضفضين .. تقولين كل شي بعدين .. تحسين أنتس أخطيتي .. بالكلام بالفضفضه .. ماهوب عشانتس قلتي للشخص الغلط .. لا لا .. تسذا من داخل فيه شي يلومتس .. تسنه أغلطتي في حق نفستس .. أنتظرته يرد على مكالمتي .. أو ع الواتس وطال الأنتظار .. تحركت أمشي حتى أدخل غرفه يجلسون فيها البنات بعد ما يأست من أنه يرد .. أنحنيت جالسه .. رفعت عيوني إلا أشوف غاده من بعيد في آخر الغرفه تطالعني في نظرتها لي أنتصار غريب .. جالسه حواليها البنات .. وببطء تحرك راسها صاده تضحك وتسولف .. فزيت واقفه .. أبعد عن المكان أفضل لي .. مابقى إلا أقابلها هي !
طلعت من القسم بكبره لبرا.. تعبرني خالتي وجدتي على يسارها تمشي وهي تتعكز ببطء وتقريبا الحريم بدوا يروحون ..
" تروّحين معنا يانوير "
تقولها خالتي إلي وقفت .. مدت جدتي يدها لي وهي باليد الثانيه تلم عباتها إلي على راسها والعصا متمسكه فيها بقوة
" تعالي يمي .. تعالي هه وريني شكلتس .. أظني تونسين شي وماتبين تقولينه لي "
الناس تتغير .. قلوبها وخواطرها ماتبقى على حال .. سبحان الله .. من يصدق أن تسذا بتكون أم بتار معي وهي أول ماجيت حاولت تأذيني نفسيا ولو أن العذر كله معها .. حتى خوات بتار .. تغيروا .. أحس أني أحبهم وأعرفهم أكثر من بتّار نفسه .. تقدمت لجدتي أنحنيت براسي لها أول ماشفت بعيونها أصرار إلا تلمس راسي .. ضحكت أول مانطقت
" لا ماعليها بنيتي .. مقبلن عليها الفرح وسعة الصدر "
" زوجة وليدي مايليق لها إلا الفرح "
أنحنى أبوس يد جدتي بقوة .. وأنا أضحك .. جرت يدي
" أرواح معنا يم قسم الرجال "
أتسعت عيوني
" لا ياجده في رجال غرب .. ! "
تهز جدتي يدي
" الناس روّحوا .. هاتي عباتتس بسرعه وتعالي يمي "
أعتدلت وأنا أطالعها مرتبكه .. تضحك علي أم بتار تنطق
" مافيه أحد "
دفعت خطواتي بالعافيه .. رحت لبست عباتي وطلعت لهم .. تحركنا داخلين من ذيك الفتحه إلي الكل كان يجتمعون حولها يومنهم شغلوا الشيلات .. تتسع عيوني من شفته منسدح على الدكة لحاله .. متلحف ببشت مدري من وين طلعه ومسند براسه على المركه .. وقباله دوه .. فيها جمر وريحة الحطب تفوح بقوة ..
" وحنا نحسب ريحة هالحطب جايتنا من جيراننا "
أنتفض معتدل بنظرة كسلانه رماها علينا خطفنا فيها وصد بثقل لورا .. من أرتفع صوت جدتي .. نطق بصوته الثقيل
" حياكم الله .. هذا خليل يومنه حس فالبرد شب الحطب "
تصعد أمه درجتين حتى تنطق
" هو أنت مونسن البرد يمي .. لايكون بس بداية تعب "
وقفت أساند جدتي وعيوني بلا إراده مني تروح صوبه .. أشوف خالتي تدور حول الحطب .. تنحني له .. تتلمس جبينه وخده .. تنطق
" ماظنتي تعب لو أنت مونسن التعب تسان طحت علينا .. الله يبعد عنك التعب ويحفظك "
يحرك البشت من على كتوفه وهو يتلحف فيه وبسرعه يسحب يد أمه ..يبوسها بقوة .. ويرفع جسمه يحط يدها على صدره ينطق
" وهذا ياميمتي لونه تعبان وش نسوي فيه .. عندتس دوا له "
أطراف الغتره تدور حول كتوفه حتى ترتمي لورا .. سحبت أمه يدها وكتوفها أهتزت من الضحك ..
" دواها هاللي ما أرتحت لين أخذتها "
وتقاسمت جدتي هالضحكه .. تدفع خطواتها فوق الدكه .. رحت أتأمله ما أبتسم ولا ضحك .. ولا حتى أنا .. ماحسيت في هالحتسي شي يسعدني .. لأني أشوفه قدام عيوني يتجاهل ويصد ويتهرب .. مدري أنا عجزت أفهمه .. ما أعرف له .. وصاير يتعبني .. يتعبني حيل .. تحركت أمشي ورا جدتي .. حتى أجلس بجنبها .. يساره بالضبط .. وخالتي جلست جنبه .. تربعت ونزلت بعيوني لأيديني إلي صرت أدفنها بحضني ..
" مايصير يمه بيني وبينتس مركه "
رفعت عيوني .. إلا هو يشيل المركه ويحطه على الجهه الثانيه .. يزحف بجسمه ويميل براسه على فخذ أمه .. يتحرك يجر أطراف البشت بلونه البني .. تنطق خالتي متسائله
" أنت من جد بردان ؟ "
ظليت أتأمله ببشرته السمرا وملامحه إلي فيها ضيق الله أعلم فيه
" أجل ماتونسونه .. والله برد "
تنطق جدتي
" أنت سبحان الله مدري من طالعن له .. حنا كلنا دمنا حار والبرد بأوله مانونسه إلا إليا أشتد البرد علينا .. شبينا نارنا .. "
حركت راسها جدتي لي ..
" لايكون أنتي بردانه ..؟ "
نويت أنطق سبقني
" لا .. أشيائن تسثيره مختلفه فيها عنكم ! "
حركت عيوني صوبه بنظرة متسعه .. وأبد ماطالعني عيونه مرتكزه على الجمر وهو منسدح متكتف .. نطقت بأندفاع
" تعلمنا من الأوليين مانحكم على الشي من أوله .. وتسانك شفت أشيائن مختلفه .. فأنت قدام جدتي تثبت أنك بعد مختلفن عن ربعها ! "
" ومن قالتس إن قولي هذا حكم ..؟ "
" بعض الحتسي لا طلع صار مثل حد السكين مالك فيه من أمر "
" مثل بعض الفرص إلي نعدّيها مغمضين "
" لو هي من نصيبنا ماتتعدانا "
" قولة قليلين الحيله "
" والمبصرين ! "
" وش بلاكم .. تخانقوا قدامي أحسن "
أرتفع صوت الجده الحاد قاطعه هالحرب الكلاميه مابينهم .. صدت نوير بقوة وهي تتكتف .. فيما هو نهض معتدل حتى يلف بخصره يسحب المركه ويزحف يحطها مابينه وبين أمه .. يميل بجسمه يتساند على المركه وملامحه قست فجأه .. يرتفع صوت أم بتار
" والله مدري وش تقولون .. هو وشهو هاللي للمبصرين وقليلين الحيله ! "
رجعت نوير تطالعه .. أشرت بيدها
" أسأليه ياخاله ..؟ "
" ماهوب الحتسي مثل حد السكين !"
قالها بإبتسامه ملتويه راحت تزحف على شفاته .. ردت بقهر
" إلا هذي يابن جهيمان ماتخفى عليك "
رفع حاجبه .. وملامحه السمرا راحت تتصلب أكثر .. وبشي من الصمت حرك أصابعه حتى يفرك شاربه .. ينطق
" جبتي مربط الفرس يابنت عبد الله "
" الفرس تحت يمناك من الأوله .. مربطها مامسكته "
راحت ملايين الحواجز توقف شامخه ونظرته الغاضبه ترتكز عليها .. رغبه عارمه فاضحه تدفعه يرمي الكلام القاتل عليها الليله ولو كان بيجرحها .. يستفزه خشمها إلي يشوفه أرتفع بكبر وهي لا زالت تطالعه بتحدي .. تظن أن الأمر مجرد لعبه أو هي بالفعل تتحداه بالكلام .. مايكفي هالأنتظار إلي تارك فيه الرجال عشانها .. ولا كأنه طلب منها تجيه .. أتصالات متكرره .. وصمت غبي من جهتها .. وهذي هي جالسه مرتاحه وترادد بالكلام ولا همها هالنار المشتعله بصدره ..
" لااااااااااااااإله إلا الله .. لا بالله فيكم من البلا شين واجد "
رد بصوت خشن ونبره واثقه .. صوب جدته
" عيني من الله خير .. ما ورانا لا بلا ولاشي "
" خالي .. نبي أحد يودينا أنا والبنات "
لفت نوير حتى تتسع عيونها وبلا شعور تنحط يدها على ذراع الجده بصدمه .. تشد عليها بقوة من شافت غاده توقف مع البنات .. معقوله بياخذهن وهي موجوده .. معاه بنفس السياره .. مستحيل بتسمح مع هالشي .. ماراح تركب مع زوجها بسياره وحده .. مستحيل !
تتمنى يقتلع قلبها ولا يسلمها فديه للأفكار والشكوك ويروح معه غاده ..
تطالع الجده بسرعه عيون نوير إلي راحت تضعف بقوة .. رعشات غريبه تحس فيها .. كما لو أن البنت لثواني معدودة أصبحت كما الزجاج شفافه .. تشوف بعيونها كيف ظهور هالغاده قلب موازينها .. تتحرك شفاتها تنطق وهي تلف براسها لورا ..
" خالكن تعبان .. ماتشوفنّه متلحفن في ذا البشت .. يومن العيال عندكن ورا مامشيتن "
"وش بلاتس ياجده .. من يومي أوديهن مافرق هاليوم يعني !"
أرتفع صوت الجده أول مانوى يقوم
" والله ماتقوم يابن جهيمان .. أجل تبي تتردد وحنا حريمن واجد "
حركت يدها لورا بسرعه .. حتى تنطق بأنفعال
" أزهمي على محمـد وعلي وخالد .. أشوف يالله كلنا بنروّح .. كلنا وعلميهم كلن يجي بسيارته "
وبحركه تهدي فيها نوير .. حطت كف يدها الدافي على يد نوير .. تشد عليه .. تطمنها بصمت .. وبسرعه تستند بثقل جسمها على نوير حتى تفز بصعوبه واقفه ..
" يلا قدامي .. دامكن متجهزات .. العيال بتلقونهم حول الديره ما أبعدوا .. يلا أرواح كلنا .. يلا يام بتار .. يلا أبيتس تخاويني وتعلميني بعلوم أخوتس هاللي هجد مرتن وحده بعد ما كشف لنا رداه وأختتس معاه حتى ماباركت للولد على الخطوبه يادافع البلا "
" والله ياجده تخبرين للردى من دبره ..؟ "
رمت بنظرتها لبتار حتى تحرك يدها له وكأنها توصيه
" أترك عنك ردى الخلق .. وخل عينك على دبرتك لا تروّح وأنت مبصر ! "
ظل جسمه القوي متساند على المركه .. يطبق عليه الصمت بإحكام والرساله المباشره من جدته دلت دربها فيه .. راحت تدفع خطواتها مع أمه والكل يعبره مودعه .. لين ماظل في المزرعه .. غير هو وهي .. دس أيديه داخل البشت .. والصمت وحده كان له القدره يتمدد في هالمكان إلي كان يتزاحم بالأصوات لساعات .. صوت الجمر وهو يحدث فرقعه غريبه .. يتردد كاسر مايقدر عليه من صمت .. ترفع أيديها تسحب نقابها منزلته .. تنطق من حست بنفسها ماتقدر تحاربه بالصمت
" علمني وش فيك "
نطق بعد صمت وبتملل
" أسألي نفستس "
سحبت هوا بعمق ورعشه تتملكها من جديد .. تطالعه وهو يطالعها ينتظر منها تقول .. تفتح الباب بعد ما أغلقته .. يرفع يده حتى يكح بهدوء لحظات ويسحب رجله لصدره .. ويده تمايلت على المركه .. البشت لا زال يرتمي على كتوفه بهيبه .. وأطراف الغتره تغطي رقبته ..
" عن الدراسه "
قال بنظره قاسيه
" الدراسه .. ها ..؟ "
عقدت حواجبها بضيق وهي تسحب شيلتها .. كاشفه عن شعرها
" أنت أنقلبت علومك من كل شي قاله عمي عواد .. وأنا وضعي تسان مختلف "
دفع ظهره أكثر متساند فيها على زوايا الدكه أكثر .. وعيونه راحت بدهشه تتأملها .. صمتت وهي تتمنى لو أنها يساعدها تتكلم أكثر لكن ظل بصمت ونظرته القويه كما لو أنها تثقل عليها هالأمر .. هالنوع من المصارحه .. من الغرابه فيها أنها تمسك دفة الأمور .. تلزم أنها تتكلم وتقول وتبرر ..
" لا تحسسني إنك ماكنت تعرف وش كانت حالتي "
" وتحسبيني مواخذتس على حالتتس .. كلمتتس أنا عن وضعتس قبل .. لمتتس بشي "
أتسعت عيونها .. نطقت بقهر
" أجل ليش تغيّرت .. ليش تجيبني لهالمكان على أساس أنه بتقول ثم عشان إلي سمعته .. تجيب لي العايله كلها .. وأنت تقولي بنفسك ماحد يعرف بهالمكان "
" تدرين أنتس وحده ضايعه .. وقاعده تثبتين لي بالدليل أنتس فعلا ضايعه ! "
قالها بصوت جهوري مندفع .. والغضب أحتواه .. فيما هي ظلت تطالعه بخذلان راح يتسّرب في ملامح وجها .. تنطق بأستفهام
" ضايعه ! "
هز راسه بقوة
" إيه ضايعه .. أنا ماقلت لتس إن أهلي مايعرفون فيها .. قلت لتس بالحرف إني وأنا مساعد متشاركين فيها لجل نبعد عن الرسميات والزيارات إلي أحيانا ترهقنا .. كنت أقصد الأجناب .. ولاّ أمي تعرف كل ماعندي .. وهالمزرعه أصلا نجتمع فيها حتى مساعد يجمع فيها أخوانه وأهله .. وعن زيارتهم .. أمي أتصلت علي الصبح وأنتي ماشاء الله بسابع نومه تشتكي لي عن ضيقتن بصدرها .. ويوم أني جبت طاري المزرعه قالت بجي وبعزم الحريم .. أقول لأمي لا .. "
أعتدل متربع وبأنفعال أشر بيده عليها
" أنتي إلي تفهمين الحتسي من عندتس ولا بعد تفسرين وتحللين من راستتس وتحسبين نفستتس إلي صح .. "
بلعت ريقها بصعوبه وبصوت أثقله الألم من طريقته وأنفعاله وغضبه
" خلنا من هالمزرعه .. ونرجع للمهم "
وبرد قاطع
" المهم عندي حرمتي ماتدرس طب "
وبكبر راحت تخفي في صدمتها نطقت بثبات
" وليش "
" أنا حرمتي ماتدرس طب .. وبعدين ذاك اليوم .. شرطتي الدراسه لكن ماقلتي لي وش تبين من تخصص .. أستغليتي موافقتي قدام الكل .. حيلتن مستحيل أقبلها وعارفن أن مافيه رجل بيقبل أنه ينحط في موقفن مثل هذا .. تحسبين بتحطيني قبال الأمر الواقع وأومي براسي وأنا ما أبيه .. لا والله بعيدتن عن تفكيرتس "
حرك يده قاطع هالأمر
" طب لا .. عندتس ماتبين من هالتخصصات المتوفره "
راح قلبها يرعد بقوة داخل ضلوعها .. تحاول تخنق رغبه جامحه بالأنكسار قباله خوف وذل وبكا .. ماتدري ليش .. لكن راح تظل ثابته .. رجعت تبلع ريقها وبملامح تجردت فيها من كل مشاعرها .. قالت بشي من البرود
" مايحتاج يابتار ترفع صوتك .. وتصارخ .. الأمور ناخذها بالتفاهم .. علمني ليش ماتبي طب "
رفع يده محركها بأستفهام
" تحسبيني جاهلن في هالتخصص .. عارفن له زين وحياتي أنا "
ضرب صدره بأصبع السبابه ..
" أنا .. ماتناسبها تكون زوجتي تشتغل بمستشفى "
ردت بشي من الهدوء
" معترض على التخصص نفسه ..؟ "
هز راسه برفض
" لا .. الله يستر على بنات المسلمين .. ماعندي مانع لكن حتسيي عن حياتي أنا .. ووضعي بالديره والتنقلات الصعبه .. ماهوب دايما بكون فاضي أجيب وأودي ولاّ أنتظر زوجتي لساعاتن متأخره .. لالا .. كلن وهو أعرف بنفسه وأللي يناسبه .. وعندي أخوين لي متزوجين من ممرضات ودكتورات .. وهذا أختيارهم وهم حرين فيه لكن أنا لااااا وأنتي مايجوز لتس تختارين تسذا من راستس .. حياتتس قبل شي وهالحين شي ثاني "
رجعت تسحب نفس عميق لصدرها .. تبعد بنظرها عنه .. تطالع الجمر بصمت
" مارديتي "
تكتفت
" طيب ..تشوف رايك هذا كله .. كان يعطيك الحق تكشّر طول اليوم .. كان يعطيك الحق تقعد لحالك الصبح كله لين ماجوا أهلك ثم تقعد تقسّم وقتك عليهم وأنا صفر على الشمال "
" لا أجل لتس الحق تختارين التخصص وتضبطين وضعتس ثم تجين وتقولي أبي دراسه وعادي ..عاديه الأمور تمام عندتس ماشاء الله وأنا بقلعتي ينقال لي بالصدفه إنتس حاطتن براستس طب ومضبطه الأمور .. أو لتس الحق تخليني قاعد برا منطق أنتظر وأثاريتس قاعده تتعشين ولا عليتس .. يعطيتس الحق تناطحيني بالحتسي قدام أمي وجدتي ! "
ردت بصوت حاد
" نسكّر على الموضوع أفضل لي ولك "
رفع صوته
" ماهوب على كيفك "
راحت ملامحه تظلم ..وجهه يسوّد وعيونه تضيق بشراسه .. تجاهلها .. عنادها .. وذاك القهر إلي أحتواه وهو يبحث عنها في وجيه الحضور..والأهم أمر هالطب إلي ظهر بالصدفه له تركه في حالة كبت وغضب خفي ..
" بتار .. أنتهينا أنا مابي أحتسي بشي هالحين "
نهضت بقوة متحركه حتى يسبقها هو بحركه سريعه وماحست إلا بأصابعه تشد على معصمها .. توقفها بالغصب .. يوقف قبالها بقوة جسمه فيما البشت ظل في مكانه مرتمي على الأرض
" ماهوب أنتي إلي تبدين وتنهين على كيفتس .. هالحين تدقين على عمتس وتأكدين له أنتس شلتي أمر هالطب من راستتس .. شرطتي الدراسه ماشرطتي الطب "
حست بالدم ينهدر في عروقها وهي تشوفه بهالقرب .. يتأملها بنظره كريهه .. يتأمر وكأنه على حق وعليها تنزل براسها له .. أنفجرت شفاتها بصوت مقهور والهوا تهب بقوة تحرك خصلات شعرها يمين ويسار
" أنت تبي تتهاوش على أي سبب .. ترا هالسبب تافه نوقف عليه "
أتسعت عيونه وهو يقترب منها
" تافه ..! "
هزت راسها بتحدي
" إيه تافه .. تافه يابتار .. تافه .. من أولى ماسكني صراخ .. وأنا أحاول أحتسي معك بهدوء نحتوي الأمر .. بس الظاهر لك مزاج خناق .. وتتهرب من أي شي يخصني وأنا مالي مزاج بالخناق .. يكفيني شوفة بنت عمك الزفت ! "
رفعت يدها بقوة له .. بأنفعال ماقدرت فيه تسيطر على مشاعرها
" قلت لك مابي أحتسي .. وخلاص "
نوت تروح بس شد يدها له .. أنحنت بألم وآآه طلعت من شفاتها وهي تتكور على نفسها بصدمه .. جرت يدها وقوتها تتسرب قبال هالذعر إلي قفز في وجها .. خافت .. خافت يمد يدها للمره الثانيه ويكسرها .. يكسرها ولا راح تقدر تنهض لا تحطمت .. أنحنى براسه لها
" بنحتسي وتسمعين "
تمايل من أنحطت يدها على صدره .. تدفعه .. تنطق بحرقه
" ماراح أسمع وأتحداك تغصبني .. "
تحاول بالغصب تتحرر من قبضة يده .. تنطق ووجها أحمّر فجأه
" بتضرب تراك تجرأت .. ولا عاد يهمني يابتّار .. والله لا أترفّع بكرامتي عنك "
تمايلت من هزها على خفيف
" أضبطي كلامتس يابنت الناس وأقعدي خلينا نتفاهم .. تراي أقسم بالله واصلن حدي لا تزيدين الأمر "
جف حلقها ولا زالت تحاول تتحرر من قبضته .. تراجعت لورا من سحبها بالغصب لمكانها حتى يدفع يدها لتحت .. تتمايل تجلس وعيونها أتسعت له .. فك يدها حتى بخطوتين واسعه .. يرجع جالس على البشت .. نطقت بدون نفس
" واصلن حدك من وش بالضبط ..؟ "
حرك يده بقوة وهو ينفضها بالهوا والغضب بدى يطفح من عيونه
" ماهوب واصلن حدي .. طاقتن تسبدي ياحرمه .. طاقتن تسبدي منتس ومن تصرفاتتس وتفكيرتس .. لتس ماتبين لكن لا تتعديني وتحسسيني إني شين تقدرين تقفين عنه .. ولاّ ماتشاورينه .. كم لتس راجعه لي ماحتسيتي عن أمر هالتخصص ليه .. "
أندفعت وهي تحس صبرها بينفلت
" ماتفهم ..! أقولك كانت لي ظروفي "
شهقت بخرعه من أنجذبت بلمح البصر لفوق .. ينطق بجنون وأيديه تشبثت في عبايتها
" من إلي مايفهم ..؟ "
حست بالأنفاس تحتبس داخل صدرها وهو كما لو أنه عنده الأستعداد على أنه يسحقها بلا رحمه في هالليله .. نطقت بهمس أمتلكه الخوف
" ششششل يدك "
" لآخر مره يانوير .. أطالبتس تتأدبين باللفظ والحتسي معي .. "
" دراستي أبمشي فيها .. ومالك حق تمنعني عن أختياري وتجبرني أدق على فلان وفلان "
يترك عبايتها فجأه وكأنه تدارك هالغضب إلي ينفثه أنفاس حاره تتصاعد .. يستدير تاركها .. يعرف نفسه وقت الغضب .. عنده أستعداد يسوي أي شي .. يفرك وجهه بشكل متكرر .. يتحرك دافع خطواته حتى ينحني متربع قبالها ..
" أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله "
يهمس فيها بأنفاس متسارعه وصدره يرتفع وينزل بقوة .. يمتلي صدره بالهوا حتى ينطق وهو يغمض عيونه .. بالعافيه
" معتس حق .. نأجل كل شي .."
تعرف زين أنها تعدت حدودها بلفظ وجهته لأنسان يشيل كرامته ومكانته على كتوفه ويقدمه على كل شي .. وبسرعه رفعت أيديها تمسح دمعه أنفلتت نازله من عيونها إلي أحتقنت بالدموع ... وبحركه أسرع تفرك عيونها بقوة وتصد عنه .. شعور كريه بهاللحظة وكأنها ماغير طين وشوية أحلام .. العبور فوقها شي هيّن .. تركها على كفة أضطراب وشد ولين وتفكير من أصعب ما تمر فيه وماعادت تقدر تتحمل ..تحس أنها واصله للمرحله إلي قاعده فيه ترخي رقبتها له عشان يدوس عليها .. وهو أصلا عمره ماراح يفهم كيف تجاهد تتغيّر عشانه .. تحاول تتأقلم عليه وعلى مزاجيته وعلى سلطته .. وبالنهايه دون نفع .. دون نفع !
" وأنا طقت تسبدي بعد "
وبسرعه حوّل نظرته لها من أرتفع صوتها بنبره مندفعه .. حس بخفه في راسه توهمه أنها تجرأت تقول ماقاله هو في حالة غضب مستفزته على الكلام بأشياء مايحس فيها .. ماهي جزء من شعوره العظيم لها ..
يشوفها تنزل أيديها بيأس .. وتلقي عليه بنظرة جليديه بارده .. بشي من المكابر
" حلمي ماراح أتنازل عنه لك يابتار .. يومنك نويت تمد يمناك ماحدن ردها لغيري .. صنتا بنت أختك .. أشوفك ماشاء الله سعيت لها بالتخصص وأقنعت أبوها وأسكت زوجها ودبرت لها نقل .. وسنعّت ظروفها .. بس لأنك تبي .. أمّا أنا صارخ وأجبر وتأمر وتغيّر .. خذ راحتك "
نطق بنبرة تحتقن فيها الغضب والقهر
" وش دخّل صنتا ووش إلي جابها على بالتس .. وحدتن ماشفتيها إلا مره أو مرتين .. وسمعتي منهن هالسالفه ومسكتيها .. "
نطق بدون نفس
" فعلا أنتي أنسانه ...... "
وكتم الكلمات وعيونه ترتفع وتنزل عليها .. حركت أيديها
" كمّل وش عندك سكت .. فالأوله أنا أنسانه مختلفه .. ثم أنسانه طاقتن تسبدك منها وهالحين وش .. وش باقي يلا .. خلني أسمع إلي بقلبك .. وش له كاتمه .. يلا بسمع "
قالتها والضعف يضرب قاعها بقوة .. رجولها قامت ترجف .. والبرودة راحت تحتضن جسدها .. ودها لو تختفي .. تبكي للشعور الأعمق في ذاتها ولا يحتويه دموعها .. تهوي .. هي هالحين .. تهوي للعدم ..
" نوير .. تدلين دربتس ..؟ "
صرخت
" دربي واقفه فيه .. ماضيعته !"
نهض من مكانه حتى يتقدم لها .. تحتوي يده رقبتها كلها من ورا .. قبضتة تمكنت منها .. عصرها بيده وهو يجرها له .. ينطق بصوت ميت
" أنا آسف .. حقتس علي .. تكفين ننهي هالأمر.. ممكن "
بعد وش ينهيه .. بعد ما خدش أشياء وأشياء في ذاتها .. وبعثر الأفكار في راسها .. بعد ما نهض فيها من أمنياتها .. نطقت بصوت أختنق
" كل شي تبي تقرره أنت .. كل شي تنهيه بهالسهوله "
سحب يده حتى يعطيه ظهره .. ينطق بقوة
" نوير أقولتس خلاص .. خلاص "
تحركت متقدمه منه حتى توقف بوجهه .. تشمخ ببصرها قباله .. تنطق
" أنا أنتظرت وطلبت وقلت ماعندي ..وأنت قلت ماعندك ووصلني كل شي .. ما ظنتي عندنا شي ينقال بعد اليوم .. "
" أقعدي في مكانتس .. أنا إلي أبروح "
و بدون نفس نوى يتحرك لكن وقف من تمسكت بكم ثوبه
" لا توقف "
" نزلي يدتس "
" أنت من قلت ماهوب على كيفي أروح وأني أبجلس وأسمع "
نفض يده
" ترا أنا بالعافيه ماسك نفسي عنتس "
" علمني يلا .. خلني أسمع "
راح صوته المخيف ينفجّر في وجها
" أعلمتس بوش .. إني أنخدعت فيتس وأنا إلي كنت أحسب الوفا منتس وفيتس "
" وفا ..لمين .. لمين ولوش بالضبط .. وش دخّله باللي نقوله .. تبي تطلع لي بشي جديد !"
صرخ
" لكل شي قدمته .. لكل شي في حياتنا .. لكل شي كان بيني وبين أخوتس .. ما أشوف شي .. طقت تسبدي .. أنا منتس .. طقت تسبدي "
راحت عيونها تتسع وكما لو أن روحها أنشقت .. وبإرتعاشة صوتها إلي راح يرتمي على مسامعه
" وش يجبرك تصبّر وتتحمّل .. أخوي رحمة الله عليه أو الناس أو جدتي .. من إلي جابرك تتحمل وأنت طاقتن تسبدك مني .. ؟ "
وقف يطالعها بأحساس بشع وهي لا زالت تطل عليه ببرود .. قدرت تزرع الذهول في عيونه من ماتقول .. للحين ماتدري وش يجبره .. ماتدري أو هالصغيره .. الغبيه .. أبعد عنه من نجوم الثريا .. ظل يغرق في ملامح وجهها وكأنه مايعرفها .. لا مايعرفها ..
" تبين الحقيقه .. خلاص أنا غسلت يدي من كل شي .. روحي .. مانيب قايل .. الله يعوضتس .. لكن الله يعوضني بالسنين إلي تهقويت فيها إني بشوف خير .. وأثرتس أبعد من نجوم الثريا ! "
قالها حتى ترتفع يده لها بإستسلام
"روحي الله يستر عليتس .. روحي للي تبين وإلي أخترتيه بس فكيني "
تحرك يضرب خطواته بالأرض .. حتى ينحني يسحب البشت .. تنطق وكأنها تنتقم لشي داخله أهانه وجرحه وبقوة .. ولا زالت تطالعه بتحدي .. ترفع صوتها .. تتقاوى
" بروح .. ومن قالك إن درب المفارق ما أدله ! "
لف بصدمه تاركته جامد للحظات طويله .. ثابت في مكانه .. حس لو أن أحد ما ضرب معدته بقسوة وعليه يستفرغ .. كل ماقاعد يسمعه شي لا يطاق .. و الوضع ماعاد هو أمر تنتهي عنده الأمور .. يصمت وينساها وترحل .. ولا أشرقت الشمس يقدّر يصلحه .. لا لا .. ماتقوله تحدي وتطاول عليه .. أي مفارق تدل دربه .. من تكون ..؟ من تحسب نفسها .. هل بتقدر تذله بهالكلام .. ترميه بوجهه وعلى كرامته وبيسكت لها .. نطق بقسوة
" تبينه "
صمت ينتظر منها جواب .. وعيونها راحت تغرق بالدموع فجأه .. أنحنى من جديد يلم بوكه ومفتاح سيارته المرمي .. يعتدل واقف حتى يصرخ بأندفاع
" عطيته لتس .. من لايقدّر وقفتي وفعولي مالي حاجتن فيه يابنت الناس "
نزل بخطواته المتسعه وألم رهيب راح يعصر قلبها بلا رحمه .. تغرق عيونها بالدموع وهي ترفع أيديه تمسحها وتعاودها بالغرق تشوفه يرحل تارك لها مسافات بعيده .. وغثيان ضخم راحت يتصاعد لأنفاسها .. يمتلك معدتها .. تستدير معطيته ظهرها ..والهوا لا زالت تندفع ببرودتها .. تحتضنها بقوة .. قعدت ترجف بقوة .. ترجف وكأنها في حالة حمى رهيبه ..
لا كان طاقه نفسه هي أكثر منه .. لا كان يكرها هي بتكره أكثر .. لا كان يدوّر عذر عشان يتهرب منها ويصارخ ويعصّب .. هي بتلقى ألف عذر عشان تبعده تسمع صوت سيارته .. لحظات وتشتغل .. تتلاشى الرؤيا من قبالها والشهقات تزداد ..مشاعر راحت تلتهب داخل روحها التعبانه .. ترفع أيديها وبقوة تكتم الشهقه لا تنفجر .. بتكتمها .. تكتمها ولا يسمعها ولا يشوف ضعفها عشانه .. لا ماراح يقدر عليها
.
.
.
الرياض
الساعه 8:30
" يابادي .. بااااااااادي "
تتمايل خطواتها الضعيفه وهي تتساند بيدها على طرف الجدار .. تنزل من الدرج بصعوبه وشي يختنق بصدرها .. تتلمس نقابها إلي يغطي ملامحها ومايحتويها من فزع حتى توصل لقسم الرجال الخارجي .. تدخل المجلس .. تشوفه يجلس متربع وملامحه يغشاها نظرة جليديه غريبه .. فيما بو عبد الله وكأنه خارج العالم بأفكاره وهواجيسه ..
" يمي البنت ماهيب موجوده .. ولا أخوها "
بو عبد الله شخص ببصره صوبها : تقصدين رحمه .. إيه .. الصبح دخلت علي تشيل أخوها وسلمت قالت أن جدتها داقتن عليها تبيها .. وحالها والله ماتسان معجبني
أم عبد الله بخرعه ضربت أيديها في بعض : تركتوا البنت تغدي ..
أختنق صوتها
" تركتوها تطلع من البيت مكسورن جناحها "
حركت عيونها له .. وهو يصد بنظره حاده متجاهل الكلام .. أو حتى يعلّق في تصرفها إلي أشعّلت بصدره النار أكثر .. على زود أنها تجرأت تعبث في أغراضه الخاصه وتعدمها .. قررت من كيفها تتصل على من ياخذها هي وأخوها من هالبيت دون أمره .. مستغله طلعته من البيت ونوم أمه .. تلم ماتبي من أغراض وتترك الباقي .. بدال ماتجي تعتذر على مافعلته وسوته .. تحاول ع الأقل تواجهه .. تجلس معه .. تتقدم الجده أكثر .. تنطق بضعف
" يمي البنت مالها غيرك .. تسيف طاوعك قلبك تعرف أنها راحت وتقعد تسذا ساكت "
بو عبد الله بصدمه حرك عيونه لبادي : أنت متهاوشن معها
ام عبد الله رفعت يدها : إلا مصارخن عليها يادافع البلا ..عشانه شاف أغراض أهله مكبوبن عليها حليب .. والبنت والله قعدت تحلف لي أمس أنها ماتدري تسيف أنكب
بو عبد الله شهق وعيونه أرتكزت على بادي : أثر الخبال واجد .. وإن أنتثر .. لاتغدي لي بزرن وش صغرك
" هي طلعت من البيت ترجع له بنفسها .. ماعلي منها .. أجل كل وحدتن يصارخ عليها زوجها تقوم تلم أغراضها وتروح بيت أهلها "
قالها بأنفعال مفرط متحرر من هدوئه .. ومايظهر شي بسيط من النار إلي يحسها في صدره .. إيه مصدوم أنها راحت .. راحت وخلته مع أخوها .. فكرت تتركه بكل سهوله .. الغبيه !
بو عبد الله : هي بنيتن صغيره وتوها يابوك على هالدنيا .. لكن أنت مانعذرك أبد .. لا رجعنا من القصيم .. مانت تاركها .. تروح تجيبها
ضاقت عيون أم عبد الله من سمعت طاري القصيم .. نطقت بأستغراب
" وين بتروحون "
بو عبد الله ينحني يجر عصاه : بنتغدا ونمشي وأنتي معنا .. كلنا ماهوب بس حنا .. متعب أخذ أمه ونوق وسبقنا يم الديره هناك .. أنا وأنتي وبادي بسياره لحالنا و عبدالعزيز مع أخوه وجلوي ومشعل بسياره
أم عبد الله وصوتها تمدد بذهول : وليدي منصور تسيف يمشي معكم ويقابل هالخطوط والرجل تعبان .. وليه نروّح حنا .. فيه شين صاير مدري عنه
أشياء كثيره راح يتسع فيه نور الشمس تدريجيا .. دون ماتدري
تحتوي أرواح محطمة .. يائسه ..
نهض من مكانه وهو يلبس ثوب أبيض وشعره الكثيف بسواده يتبعثر بشكل فوضوي ..
ينطق من عبر أمه
" لو نمشي للقصيم أبكرا ترا أحسن وش له ننتظر للظهر! "
حركت أم عبد الله راسها له تتبعه وهو نطق هالكلمات بغيظ وكأنه يبي يسافر بأسرع وقت يقدر عليه .. رجعت تطالع زوجها إلي نزل براسه للأرض.. ماجاوب على سؤالها
أكتفى بالصمت .. والصمت وحده منفذ هروب لكل الأشياء ألي مانملك لها من تفسير ..
.
.
.
يجلس خلف أبوه والأنفاس تتعسر في صدره .. فيما جلوي يلتحف اليأس وهو يجلس على سيت السايق .. يسوق هالسياره بأمر من جده إلي أتصل عليه طالب منه يتحرك للقصيم مع عمه وأبوه وأخوه .. يحرك مشعل عيونه صوب أخوه .. كم سحقه ماعرفه من حقايق .. تركه يحتقر نفسه ألف مره .. ألف مره يبتلع الغصات والقهر ثم تجرحه أكثر .. كيف بأخوه ..
إلي عرف أن كل مابحياته تشوه تحت أحقاد عمرها ماتظل سبب مقنع ..!
تثقل أنفاسه بقوة .. يحاول يبلع ريقه بصعوبه .. وهو يحوّل نظرته لجلوي إلي يجلس على السيت يلتحف الصمت والياس .. كيف بأمه تقدر تسوي ماسمعه .. رفع يده والقهر يحرقه حتى يسندها على طرف الباب .. يشد على قبضة يده ويميل فيها على شفاته .. ماكان يبي يرجع للقصيم وخلاص كل شي أنتهى .. أنتهى .. ليته عرف بالأمر قبل لا يتجرأ يروح يطلب بنت عمه .. ليت حصل أي شي يمنعه .. وكان يتكلم بجرأه بعد .. غمض عيونه بقوة .. والصدمه لا زالت تنام على صدره .. وضياع راح يتمدد على ملامحه .. تنتزع منه حقه في كل ماسعى له ..
" وش بلاك!"
يرتفع فيها صوت جلوي وعيونه لا زالت ترتكز على الشارع .. لحظات مرت أستمر الصمت فيها يبتلع الكل .. حتى عبدالعزيز إلي لقى نفسه من هول ماوصل له من ماعرفه أخوه .. عاجز على أنه يتكلّم غرق في الفاجعه فجأه .. أدرك وهو يوقف قبال أخوه بالمستشفى كم من نعمه وهبها الله له وماكان مدركها أولها .. زوجته .. زوجته إلي عمرها ماحشرت خشمها في أمور عايلته إلا في قول الحق وتحاول دايما ترده عن الأذى .. وتدافع عنهم .. إيه نعمه .. نعمه زوجته وعياله .. نعمه أنه أختار من تصونه ولا تخطط من وراه ولا تدفعه للردى .. لولاها كان أصبح شي من أشياء تشبه مصير أم جلوي أو نوره أخته .. راح قلبه يندفع بقوة وهو يصد للشباك .. نوره .. وأنهلت عليه الأفكار تتزاحم براسه .. يتذكر كيف حاولت فيه يكون معها .. تحث خطاه ضد أبوه وعواد .. وتامره يمسك الوصاه .. رعشات غريبه تملكته .. وين كانت تبي توصل معه لولا أن فيه من جى فجأه وسحب البساط من تحتهم كلهم .. ووقف لها .. إيه .. وقف لنوره ..
" مامن شي "
" أكيد "
" أكيد "
قالها مشعل يحاول يطرد ظنون أخوه وهو متأكد أنه أثبتها أكثر .. نطق بعد صمت
" وش أبستفيد من روحتي معكم هالحين تسان الأمر خاص "
" جدي .. "
أرتفع صوت أبوه إلي تكلّم فجأه مقاطع جلوي وفي صوته بحة حزن غريبه
" من شفتك يابوك معصب وأنا عارفن أنك بتقول هالحتسي .. وجدك طالبك تجي "
مشعل بصوت يمتلكه القهر : وليه حمد ومعاذ وريان قعدوا !
جلوي : من تبي يقعد عند الحريم ..؟
مشعل : وأنت تسيف تركت زوجتك بالمستشفى
جلوي : أهلها الحمدلله عندها
عبدالعزيز والأستغراب راح يحتوي صوته : وش بلاك أنت .. هالحين ..؟ أظني حمد أعداك
مشعل : أبوي طلع من المستشفى وأستلمها سفر .. تشوفونه مقبول ..؟
جلوي : ماعليك .. أبوي أصلا من سمع طاري أهل القصيم أستاسع صدره وفِرح
عبدالعزيز بضيق : أسكتوا عن أبوكم ترا كثرة الحتسي ماهيب زينتن له ..
وألتزم الصمت الجميع .. راح مشعل يتكتف وشي من القهر والذل يثقل صدره من جديد ولايدري كيف يتحرر من هالثقل .. كيف يقولهم أنا رحت من وراكم وكلمّت مرة عمي رحمة الله عليه .. أطلب بنتها .. حتى أكتشف أن بيت بنتها البكر مهدوم تحت يد أمه .. أكيد بيرفض طلبه .. بيرفض وبيجرح هالشي كرامته ... رص على أسنانه بقوة لين أشتدد فكه بقوة .. حراره بصدره ترتفع .. وشلون يمنع أمر هالخطوبه قبل لا يوصله الرفض .. لو يبادر هو بأنه تراجع عن الخطوبه بيكون الألم والقهر أخف .. أخف ولو كان بيجرح طرف .. ليته سمع كلام حمد .. ليته تراجع وأقتنع أن المماطله بأمره وطول الأنتظار كان لابد يكون نتيجته سيئه .. سيئه بكل المقاييس .. سحب الكرسي بقوة لورا حتى يتمدد .. يجر الطاقيه مع الشماغ والعقال يسحبهم مغطي وجهه حتى يتكتف .. يحرك عمه راسه يطالع فيه بأستغراب .. فيما هو أكتفى يشد على كتوفه حوالي صدره .. عل هالنار تطفي .. علها تطفي .. ورغبه ضخمه فالأنهيار تراوده ويوقف قبالها متصدي لها بصبر أيوب .. ليه سوت أمه ماسوت .. ليه ..؟
كيف هدمت بأيديها أعمده ثابته .. سقوطها دمار لهم كلهم ..
كيف قدرت تشوّه صورتها في عيونهم .. غمض عيونه بقوة من مر في باله وهو يدفع ريان من باب بيت جده .. يقوله أنه رجولته ولا شي دام أمه نوره .. وهالحين هذا هو بنفس الميزان .. بنفس الكفه ... حس بحرارة دمع رهيبه حارقه تحتوي عيونه .. وبسرعه نفخ صدره بالهوا .. عليه يتماسك على الأقل قبال أبوه !
.
.
.
تفتح الباب حتى تتسع أبتسامتها من ظهرت لها نوق واقفه عند الباب .. تتقدم لها بسرعه وتضمها .. تصرخ
" يااااااااااااالله .. وش هالمفاجأه "
تنفجّر نوق تضحك من ضم وعد لها بقوة ..
" يمااااااااااااه .. نوق "
تفكها وتروح تركض للصاله .. ترفع صوتها
" بنات نوق عندنا .. جااااااااااات .. والله جتتت"
" يادافع البلا ولا تسني قدامها وش طولي ! "
نوق وهي ميته ضحك : ياعمه ماتعرفين وعد ..
" ياماشاء الله تبارك الله .. ياماشاء الله .. وش هالمفاجأه والله يوم أني سمعت وعد قلت أوني ذي حركاتها تبي تضحك ع خواتها "
تتقدم فضيه حتى تنحني تسلّم على أم نوق بسعاده
" أخبارتس .. "
" الحمدالله .. بشريني عنتس "
فضيه وهي تمسك يد أم نوق : بخير .. بنتتس سحبت علي سحبه طيبه .. والله أني على كبري وسمنتي طيرتني وأخفتني وراحت تركض
أنحنت فضيه تضحك بخفه من حركت أم نوق يدها بقلة حيله
" هالبنت مامن قلب وأنا أختتس "
تتقدم نوق بسرعه لأمها تبوس راسها ويدها .. تنطق بشوق
" أخبارتس ياميمتي .. "
أم نوق : الحمدالله .. إلا علموني وش هالزياره ومن جابكم ..؟
نوق بسرعه نطقت : والله لا هي على البال ولا على الخاطر .. دقت علي عمتي وقالت جهزي حالتس بنمشي للقصيم ..
أم نوق بأستغراب : وزوجتس ..؟
فضيه رفعت يدها : ربعتس كلهم بالطريق .. حتى أمي وأبوي
ظلت أم نوق واقفه وقلبها تسلل له شك غريب .. نطقت وهي تخفي شكها
" تغيرون جو "
نوق حركت كتوفها : ماحد عطانا علم يمه ..
فضيه : أنا أشهد .. متعب خلاص صار مثل ولدتس تسان أخذتي منه علم .. علميني ماغير جاني وقال أمشي للقصيم .. جدي آمرنا وروّح فيني أنا ونوق
" يماه "
تقولها جود إلي جت تركض لأمها وعيونها متسعه .. تقترب منها وعلى طول رفعت فضيه أيديها حتى تحضن بنتها .. تمسح على شعرها بحب
" أخبارتس يمه "
جود وهي تحضن أمها بقوة : الحمدالله .. أشتقت لتس يمه .. أشتقتتتت
فضيه بإبتسامه : الظاهر القصيم خلتس تسحبين ع الرياض وأهلها
" أحلى مفاجأه وربي "
تقولها شيما إلي جتهم بخطوات متسارعه وراها هيا وعهد .. يسلمون ع فضيه ونوق ..
أم نوق تأشر لداخل : حياكم الله .. حياكم
تحط يدها على كتف هيا
" يمي عجلي بالقهوة وعبي ترامس للرجال .. يقولون جدتس وعمانتس جايين "
عهد وعيونها أتسعت بإبتسامه : ماشاءالله ..
تجر هيا نوق وهي تشبك ذراعها بذراع أختها ..
" اففف مشتاااااااقين لتس " تنفجر ضحكة وعد إلي جتهم وهي مستحيه .. وبسرعه رفعت فضيه يدها .. وبتهديد
" تعالي .. تعالي هالحين طول وعرض وأنتي نتفتن وش طولتس ماتشوفيني "
" والله ياعمه أعذريني .. أنلخمممت يعني أفتح الباب وأشوفكم "
" على أساس شفتيني ..؟ "
راح الكل يمشي وبسرعه أم نوق أنحنت تجر شيما .. تنطق بصوت واطي
" أختتس فوق عرفتي وش فيها "
شيما وهي تهز كتوفها : قالت لي عادي يمه وأنه زوجها بيخليها أسبوع لنه بيطلع مع أخوياه
أم نوق وصوتها أهتز .. حركت يدها تضرب صدرها بخفه : البنت وراها شين مير الله يستر منه .. ماجت بليل وبليا ماتعطي أحد خبر إلا عندها شي
شيما بتوتر : والله حاولت فيها .. رفضت..لا أرتاحت نوق أبخليها تروح تحتسي معها
أم نوق بعصبيه وهي تنفض يدها بالهوا : ياربي من ذا البنت .. عسسسسره ولا يطلع منها الشي بسهوله .. ياخوفي متهاوشه مع الرجّال ولاّ بينهم شين تسبير
شيما بضياع : تبيني أجيب الطاري عند متعب
أم نوق وهي تتقدم تسحب باب المدخل مسكرته : لا أنتظري حنا ذا الحين ماندري وش عند الربع لافين علينا .. بس نتوكد من أمورهم ثم نلتفت عليها ..
.
.
.
تجلس على كنبه طويله .. بعد ما لقت نفسها تحزم أحلامها في صناديق .. تغلقها وتودعها
في بنك الحياه .. يجلس بجنبها أخوها فارس وهو يمسك يدها بقوة .. فيما قبالها كان يجلس هو .. ساعات يحاول يقنعها فارس .. بلقاه .. فرصه وحده وبعدها تقرر .. نظرتها مرتكزة على حضنها بوجه بارد .. شاحب .. تتحرك من أنحطت يد فارس حوالي كتوفها .. ينطق
" اليوم أحسن هي "
يرتفع صوته الرجولي الدافي .. هو الجالس قبالها
" علميني ياناديه باللي تبينه "
" أتركني أسافر .. أبعد "
أتسعت عيونه
" تبين تسافرين وتتركين أخوتس وهو مقبلن على الزواج "
رفعت عيونها بنظرة ثلجيه لأخوها .. وبصوت متملل
" أتوقع هالحين وفيت بوعدي لك .. عن أذنك "
ونهضت من مكانها بسرعه تتبعها عيونه لين ما أختفت من قباله .. أنحنى بسرعه حتى يدفن وجهه بكف يده .. ينطق من كل قلبه
" أستغفرك يارب وأتوب إليك "
" كيف تجرأت ياعواد "
قالها فارس بنبره غاضبه وهو يجلس قباله بثوب سكري مبرز تفاصيل جسمه النحيف .. وزخرفه متقنه تدور حول الياقه والجيب إلي على الصدر والأكمام .. شعره بكثافه يتمايل كله لجهة وحده .. لحظات ويرفع يده إلي يمسك فيها سبحة بلون أسود غامق .. مأشر بأصبعه لعواد
" تعرف إنك عزيز علي .. والله لولا مابيني وبينك .. كان شفت بعيونك كيف آخذ حق أختي من بين عيونك ياعواد "
أشتعلت عيونه بغضب .. تتقوس حواجبه وظهره يستقيم بشكل حاد
" أنا من عطيتك أختي بموافقتي أنا .. إن كان أبخسر أختي بسببك .. صدقني أختار أخسرك أنت ولا أخسرها هي "
ظل عواد يمسك عصاه بيده والغتره ترتمي وراه كتوفه .. يطبق على شفاته بصمت .. لحظات ويرتفع صوت نغمة جواله .. فاتح له منفذ للهروب .. يدفن يده في جيبه حتى من أستقر الجوال بكغه .. فتح الخط .. يرتفع صوته إلي يتضخّم بضيق
" ألو "
متعب : هلا وينك ..؟
عواد وحواجبه تضيق : ببريده .. ليه وش عندك
متعب : لزومن تجي .. بعد العشا فيه أجتماع مهم .. أبوي وعماني كلهم فالبيت
عواد أتسعت عيونه بقوة : تسيف فالبيت .. أي بيت قصدك ..؟
متعب : بيت خالي رحمة الله عليه
عواد بأستغراب نهض من مكانه ببطء : تاركن الربع على الظهر ولا أحدن قالي
متعب وصوته أحتواه الدهشه : إيه يومنهم قالوا من الظهر طالع أستغربت .. أنتظرت تجي وأنشغلت في ترتيبات فالبيت .. يومن مرت الساعات وأقبلنا على المغرب قلت ماعاد فيها لزوم أدق
عواد : وانت من متى وصلت ..؟
متعب : على حدود الساعه ثنتين ونص لني ماشي بدري .. جدي وجدتي تسذا على خمس العصر وصلوا .. مشوا من الرياض قبل الظهر
حرك يده حتى يطالع ساعته بإطارها الفضي الامع من إضاءة السقف فوقه .. الساعه على وشك تقترب من 6ونص .. نطق بهدوء
" عسى الأمور طيبه "
" على حسب ياخالي .. تعال بسرعه "
تنفس عواد بعمق وصوت متعب ماعطاه الأمان .. نطق ببطء
" يلا مسافة الطريق وبجي !"
أبعد الجوال من أذنه حتى يدفنه في جيبه وهو يحرك العصا .. يميل ويتساند عليها .. يطالع فارس
" شف يافارس .. إن كنت متوكد إنك قبال المعازيم وقبيلتك منت محتاجن أختك وبالأخص هي .. أنا سامحن لها تسافر تسانها محتاجه تبعد وترتاح .. ويروحن معها خواتك لني خابرن أن سفراتهم تسثيره .. أما عن ماقلته .. فأنا يافارس عارفن بغلطتي .. ومستعد أصلح وأقدّم لها ماتبي .. وتعرف طبوعي ومايخفاك وش سوت .. وماراح أحتسي بحياتي لين تهدى الأمور والنفوس .. فمان الله "
راح يدفع خطواته صوب باب الشقه .. فيما فارس ظل جالس في مكانه على الكنبه .. متعلقه نظرته في ظهر صديقه لين فتح الباب وتلاشى من قباله ..
.
.
.
وتهاوت هاللحظة المنتظرة .. يرتفع أصوات الرجال في المجلس الخارجي .. فيما هو يوقف وحيد قبال المساحه الشاسعه من فراغ .. وراه باب الشارع شبه مفتوح وإضاءة البيت كلها
تبعد الظلام .. ليش مايرد عليه بتار .. راح يكتنف الضيق صدره وهو يرفع عيونه للسما ..
كان ينتظر هاللحظة بفارغ الصبر .. وش فيه يوم وصل بو طارق ماعاد يرد .. أتصل عليه من وصل للقصيم لحد هاللحظة .. أرسل واتس ورسايل نصيه .. دق على مساعد .. طلب فزعته يروح يبحث له عن بتّار وأكد له إنه ماشافه طول اليوم ومارد حتى عليه ..
" متعب .. تعال يبونك "
يتنفس متعب بثقل .. تعبر نظراته السيارات المتفرقه حواليه حتى يستدير لمشعل إلي كان يسكن ملامحه نظرة أنكسار غريب يدفع براسه لبرا فيما جسمه يستقر ورا الباب.. يتحرك متعب ببطء وهو يدفن الجوال في جيبه .. تنغرس جزماته بلونها الأسود داخل الرمل حتى يرفع يده يدفع الباب بكامله .. يستقبل صدره جدته إلي تجلس على سجاد ناعم بمسافه قريبه من المجلس .. تتساند على المركه وفي عيونها ألف من سؤال .. بجنبها أمه يشوفها مستتره بعباتها .. حتى عيونها ماهي واضحه .. فيما بالعافيه يلمح أصابعها إلي تدسها بأطراف العبايه وتفركها بإرتباك .. يجلسون بنات خاله .. أخته .. خالته أم نوق يلتحفها السواد والصمت ..
يشوف الخوف والرعب ساكن ملامحهم .. ماكان يقدر بأي طريقه يقولهم سبب هالأجتماع ..
كل ما أمرهم فيه أنهم يجلسون على هالسجاد إلي حطه بالحوش بجنب المجلس حتى يسمعون بوطارق زين .. لازم على من أستلم الوصيه بيده وحافظ عليها يقولها كامله .. أنكسرت نظرته بالأرض وهو يرفع أطراف شماغه لفوق راسه .. تبان عوارضه وملامحه الرجوليه بشكل كبير .. يدفع خطواته البطيئه للمجلس .. يتبع مشعل إلي سبقه بصمت للمجلس ..
ليش يابتار تغيبت عن الحظور .. ليه والمفروض يكون موجود حتى يقول كل ماعنده !
ويكشف الأوراق .. هذي الفرصه الذهبيه إلي صاموا عن الكلام لأجلها .. كيف يتركها .. كيف يخليها تتسرب من بين أيديه وهي راح تكشف كل مايعرفه من صلة أبوه في كل ماصار قبل .. يكشف كل الدسايس إلي دفعت نوير في طريق أبوه .. وتركت نادر يضحي في سمعته لجل يحافظ على سمعة أخته .. يترك لها الطيب والجمايل ..
يدخل المجلس .. يشوف بو طارق يجلس بصدر المجلس وإناره المجلس القويه تضئ بقوة كل تفاصيل الخوف الشاخصه في عيون جده وخواله .. قباله شنطه سودا .. وبجنبه يجلس المحامي بإحترام ورسميه .. يمسك بيده قلم ويحط على المركه أوراق كثيره .. يرفع بو طارق راسه لمتعب .. يهز راسه ببطء .. ويعطيه متعب إشاره يبدا ..
يرفع بوطارق صوته الجهور .. ومتعب يتقدم أكثر حتى ينحني جالس بجنب جلوي ..
" بالأوله .. مساكم الله بالخير جميع .. ماتعرفوني لكني أعرفكم واحدن واحد .. أنا حسن بن علي .. خوين لعبدالله رحمة الله عليه .. خاويته لسنينن طويله .. كنت أزوره ويزورني بفتراتن منقطعه .. لكن المرض أبعدني .. أبعدني عنه .. وعنكم .. وأنا جيت اليوم حاملن بين أيديني .. وصيتن من عبد الله لبناته ولكل من يعز عليه .. يومنه عرف بمرضه .. وقاله الدكتور وش بيقبل عليه من أمور .. "
راحت عيون أم نوق تتسع .. تلف وقلبها راح يخفق بقوة .. منفلته هالخفقات من سيطرتها .. وبسرعه أمتدت يد نوق بقوة تتمسّك بيد أمها والصدمه تحتوي عيونها .. تشد عليها بقوة
والعبرات تتكور في حلقها .. نهضت بسرعه وعد حتى تنحني تجلس قبال أمها .. تمسك عبايتها بلا شعور.. خافت .. خافت من إلي راح يسمعونه .. وهي من طلبوا منهم يطلعون كلهم والرعب ساكنهم غصب عنهم .. وهذي هي هالحين تسمع أن أبوهم تارك لهم وصيه شي ماكان على بال أحد ..
" لني من شفته ينسى حتى أسم وليده عندي شكيت بأمره وأزدادت حيرتي من شكواه بأمورن تسثيره أختلفت عليه .. ونصحته يروح يم دكتورن بالرياض .. ويوم راح قاله أنه فيه مرض الزهايمر وهو في بدايته .. وأعراضه واجد .. وقاله بيجي له يومن ينساكم كلكم .. وأحتار الرجّال تسثير لين يومنه لقى حاله وحيدن بليا وليده .. وأنتكست حالته .. ترك عندي وصاته وقال لي " لا تسلمها لبنياتي لين تسمع أن الله أخذ أمانته " "
أهتز صوت بو طارق حتى ينطق بحزن
" إيه والله قالها لي تسذا بالحرف .. وأنا مانيب جاين اليوم أقلب عليكم المواجع .. لكن أبي منه يرتاح وأرتاح أنا من همي "
وراح الحزن يتآكل في ملامح أخوانه وعيالهم وأبوه .. فيما أرتفعت يد أم عبد الله من خارج هالجدران تنحني براسها حتى تنفجّر الدموع من عيونها وتحاول تكتمها ولا تقدر .. من يلوم قلب الأم لا تقلبّت فيها المواجع والبعد والفراق .. أنحنت فضيه والدموع بللت عيونها نطقت بصوت أهتز
" يمه .. تكفين .. هدي .. لايرتفع عليتس الضغط "
" وقبل ما أفتح الوصيه .. أشهدّكم جميع والسامعين أني متنازلن عن كل ماهوب باسمي لبنياته وزوجته "
لف للمحامي نطق بصوت واطي
" أفتح يابوك ...؟ "
" أفتح ياعم "
أنحنى بو طارق للشنطه يسحبها .. يضغط الأرقام السريه .. فيما الصدمه تتسع بعيون نوير وهي تضم أيديها لصدرها بقوة .. دقات قلبها تتسارع بشكل مجنونه ..منهاره تبكي وذكرى أبوها كما لو أنه يوجعها بشكل يفتت روحها .. يفتح بو طارق الصندوق .. ببطء .. يلتقط كيس بلون أزرق .. مربوط بإحكام وعيون الكل المتسعه راحت تتعلق فيه .. يسحب الخيط المطاط عنه .. حتى يدخّل يده بوسط الكيس ويسحب جوال قديم .. يطالعه بتركيز حتى يضغط زر التشغيل وتضئ شاشته فجأه .. يسحب بو طارق طرف من شماغه حتى يرميه لورا كتفه .. يدفع ظهره لورا مستقيم فيه ..
" يابوك وين نظارتي "
المحامي بسرعه أنحنى يبحث عنها بجنبه .. يرفعها له : هذي هي
كان الكل يتأمل الوضع بصمت مهيب .. ولايدرون وش سالفة هالجوال إلي بين أيديه ..
يلبس بو طارق النظاره بملامحه النحيفه والشيب يغطي لحيته بهيبه ووقار ..
" السماعه وين هي "
ينحني المحامي برسميته حتى يسحب من داخل الشنطه .. سماعه بحجم الكف ..
" تفضّل "
وبسرعه يسحبها بو طارق ويدخلها في المنفذ الخاص فيها .. يقعد يضغط بالجوال لثواني .. حتى يرفع عيونه للكل .. يتأمل في عيونهم .. دهشه وحزن وحكايات فقد مر .. يحرك عيونه للباب .. يرفع صوته
" يام نادر "
وبصوت يختنق أنهيار ودموع وعبرات تتعلق في صوتها الضعيف
" هلا "
" خلي بنياتتس يسمعون ماراح ينقال زين .. ترا البشاير يام نادر مقبله لتس ولبنياتتس .. وزوجتس .. رددها علي .. قالي .. والله أني راضن عليها .. عسى الله يرضى عليها "
ترتفع شهقات بناته حتى يلقى نفسه يضعف .. ولايدري كيف بيستقبلون ماراح يشغلّه هالحين .. ومايصير ويسمعونه له مراره زحفت لقلوبهم .. أجتاحت حواسهم .. كيف مايفزعهم ذكر شخص يوم غابت شمسه ماعاد لمكانه من يملاه .. عاشوا من بعده تحت ركام الياس والخذلان .. والهروب من مسؤولياتهم لولا شخص وقف متصدي للأذى عنهم بصدره .. وفقده كأنه مجرد وقت تتخبط فيه خطاويهم دون سقف .. يسترهم ..حرك أصبعه على زر بتردد حتى يرفع مستوى الصوت .. وفجأه تنحبس الأنفاس .. تهدا الشهقات .. تتسع النظرات المذهوله .. من فجرّت هالسماعه صوت خطوات وكأنها تمشي على تراب يملاه الحصى ..
وصوته الدافي ينطق بأستفهام
" هالحين يابو طارق أحتسي "
" إيه خل التسجيل شغالن تسذا وأنا بخليك لحالك قل مابصدرك كله أبد خذ راحتك ولا خلصت بس أضغط هالزر "
" أنت متوكد أن هالبليه إلي معطينيه بيحفظ صوتي "
" هالله هالله يابو نادر .. طالبه لك مخصوص من الرياض "
كان صوته .. صوت بو نادر .. أبوهم .. فزت نوق من مكانها وهي ترجف .. ترجف بقوة وعيونها أتسعت بفاجعه ..والدموع تنهمر من عيونها بلا توقف .. لحظات وتستقر خطوات نوير وراها وهي تشهق بشكل متكرر .. وروحها المهتريه .. الذابله راحت ترتعش من خلف ذاك الظلام إلي حست فيه يغرقها .. فيما أم نوق أرتفع صوتها إلي وكـأنه ظهر من حنجرتها متمزق
" هذا زوجي بو نادر .. إيه بالله "
أنحنت شيما تغطي وجها بأيديها وجيوش من الدمع أنفجرت من شفاتها .. تبكي مراره .. صوته وكأنه حي بينهم مامات ... صوته إلي يذبحهم الشوق له .. والحنين وإن كان قاسي .. جروح راحت تثور في وعد .. في عهد وهيا .. وبكاهم أرتفع كما الأطفال ..
إلي فقدوا أحب ماكان عندهم .. الكل راح يبكي بمراره .. وكأن روحهم تساق للعدم ..
" يالله .. فمان الله يابو نادر "
" هلا .. هلا "
لحظة صمت طويله مايسمع فيها غير صوت أنفاسه المرتبكه وحركته الغريبه وكأنه يحك أقدامه بالأرض .. ينطق بصوت هادي
" السلام عليكم .. أنا وصيت بو نادر وصاه ماأحد يوحي صوتي هذا إلا بعد ماياخذ الله أمانته .. مدري متى بتوحون صوتي .. هذا "
ضحكه أنفجرت بأسى
" وعندي بليتن مسلمها لي يقول سجّل وبيسمعونك وأنا من قالي الدختر ( الدكتور )يومني رحت يمه للرياض أني مانيب ذاكرن أحد بالمره .. حتى زوجتي وعيالي يمكنّي أنساهم .. وأنسى تسيف ألبس وأقوم بأموري .. شلت همن الله أعلم فيه ولا أدري لمين بتركهم وأخليهم وأنا وحيد !"
لحظة صمت أطوّل حتى يسحب بو طارق غطا الشنطه ويسكّرها ببطء .. يحط الجوال فوقها وبسرعه رمى ظهره لورا .. سحب طرف غترته حتى يضغط بقوة على عيونه إلي أحرقتها حرارة الدمع .. من يقدر يسمع صوت الراحلين وكأنهم ماغادرونا .. كم مر على آخر مره كان صوته حي بينهم .. كم مر على الفقد ياشيما وهو بين أيديك .. لاحت الذكرى وأنطفى الضي .. تغمض عيونها بقوة .. ترتجف بعنف وتحس كما لو أنها أشياء من خراب .. راح تنهار لا محاله .. بتغيب من هالألم الفضيع إلي تحسه .. تتذكر عيونه وهي تتعلق بالسما ..صوته وهو يهمس بالشهاده الأخيره .. حتى يرحل للعدم .. طريق ماعاد له من رجوع .. تميل لها فضيه بهلع .. تجرها لصدرها بقوة تنطق بصوت تهمس فيه
" شيما .. وكلي الله .. وش بلاتس تسذا ترجفين يمه .. بسم الله عليتس .. بسم الله عليتس ..
أذكري الله يمه .. أذكري الله .. "
قبضة حزن كما الحديد .. تهوي على قلب أبوه إلي أنحنى بألم يحاول يتحمّل هالوجع ولايقدر .. صوت ولده .. سهام تحرقه فوق ذاك الشوق إلي أنهدر يجرفه ..
" أنا قاعدن وحيد .. وحيد وحالتي صعبه بعد ماتركني وليدي نادر .. تركني ماحدن يوديني الصبح ولا يجيبني .. فاقدن أهلي .. أهلي إلي هدمت بيني وبينهم أشيائن واجد .. المرض صابني لجل ينذرني من أشيائن واجد أقترفتها وآذيت فيها والديني وبنياتي .. وأخواني "
يرتفع صوته وهو يتنفس بعمق .. وكأنه يتصدى للألم حتى ينطق
" ضاقت فيني السعه بعد حتسي الدختر .. كسرني إن بنياتي لحالهن .. وهن ماعاد لهن من سند .. تسان علي أحتسي .. أترك لهن شين زين يذكرنّي فيه.. يسمعنّي وأنا رجالن طبوعي شديده .. وصعبن علي أقول الحقايق وكل ماعندي وأشوف اللوم في عيونهن .. "
وكأنه يبلع ريقه بصعوبه .. يتجرع مراره الموت وصوت الفراق وشعوره وهو في ذيك اللحظة حي يرزق .. يحوله لأشلاء .. تتكسر على صلابته وقوته جروح وأوجاع العالمين ..
" يابوتس يانوق .. تسانتس توحيني "
كانت خطواتها تثقل وهي تدفعها لجدار المجلس .. ودموعها تنهمر .. تتلمس الجدار بيد ترجف وأنفاس تثقل .. رفعت يدها حتى تمسك صدرها .. وجسمها كله يرتعش .. تتنفس بوجع .. بوجع .. وألم يدق صدرها .. يهدر الدم في جسمها كله
" سامحيني يانوق .. سامحيني لني فتحت باب بيتتس يابوتس للي مايخاف الله وتركتهم يهدمونه "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
|