كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسـم الله الرحمن الرحيم
الله يسعد قلوبكم على هالتعليقات والحماس .. أشوف تسن في ناس قامت تهاوشني عشان نوير وبتار .. ترا عجوزي جاهزه .. لكم .. ولو إن وقتي ومشاغلي وظروفي مانعتني من التواصل معكم هينا بالمنتدى بس والله كل يوم ألقى فيه وقت ع طول أفتح المنتدى وأكون متحمسه أقرا لتعليقاتكم ... وياهلا باللي نورونا بعد أنقطاع .. أحبكم .. تنبيه .. بنات .. كثير يسألني حددي متى الختاميه .. والله يابنات لآخر بارت إلي هو هذا البارت أضفت وغيّرت وحذفت وعدلت .. لا تحسبوني خلاص كتبت ومرتاحه أنزّل .. لا والله .. أراجع ولازلت .. أحيان حتى أضطر أحذف صفحتين وأكتبها من جديد .. فعشان تسذا ما أقدر .. أحدد وأنا نفسي موب ثابته .. أحبكم
(67)
أقتربت حواجب عواد بضيق من بعض حتى يحرك عيونه لبتار .. ينطق بأستفهام
" تسيف تتسذب "
بتار بأنفعال قوي : أنا توي أعرف منك باللي عندها .. !
رفعت عيونها الخايفه له .. تعلق في ملامحه الغاضبه وبصوت أهتز
" هالحتسي بعد ماتهاوشنا "
رفع بتار حاجبه حتى يحرك يده بصوت مبحوح .. ينطق بقساوة وغضب
" متهاوشين تقولين إني موافق على أمرتس هذا .. تقرّين فيه من وراي ! "
نطقت بقهر
" كانت لي ظروفي "
أتسعت عيونه بقوة .. رفع عواد يده بسرعه لعله يخفف من هالتوتر ..
" لحظة .. لحظة أنتم كنتم متهاوشين ! "
صمت الأثنين ونظرة عواد تنتقل مابينهم بصمت .. يكسر بتار هالصمت وهو ينهض من مكانه
" الأمور عدت وماهوب لازم نرجع له .. وأمر دراستها ماشن فيه أنا .. ماقصرت "
تحرك حتى ينطق وهو يمشي بخطوات واسعه
" أكرمكم الله .. ألحقيني على السياره بسرعه ! "
يتلاشى من قبالها من طلع من الباب .. ظلت تطالع مدخل الباب باضطراب وقلبها بجنون تتسارع دقاته ..
" لاحول ولاقوة إلا بالله .. تسيف ماعلمتيني بالحقيقه ع الأقل ما أحتسي عند الرجّال!"
حركت نظرتها بالأرض .. متصلبه في جلستها .. يتسارع نبض قلبها بجنون .. تضم أصابعها بقوة .. تنهض بسرعه من مكانها
" عن أذنك "
تروح تركض طالعه من الباب .. توقف بعيون علق فيها الخوف من شافت باب الشارع شبه مفتوح .. ترفع يدها تلامس جبينها .. تنطق " يالله !
تدفع خطواتها بالغصب للبيت .. لعلها تتدارك ماحصل ..
وخلف البيت يجلسون على الأرض البارده .. متربعين بصمت .. يمد يده متعب يلمس التراب
وأطراف غترته ترتمي على راسه بفوضويه .. تتحرك من أندفاع الهوا القوي عليهم
" مقبلين على الشتا "
تنطلق تنهيده عميقه من شفاة مشعل إلي يتمايل بظهره لورا رامي بثقل جسمه على أيديه ..
يتأمله متعب لثواني .. ينطق
" وش بلاك "
مشعل بحيره : مدري ياولد .. مدري
سحب أيديه من التراب مستقيم بظهره .. صار يضرب كفوفه في بعض وشعره بكثافته يتمايل كله بجهه وحده .. تلعب الهوا المندفعه بخصلات من شعره تحركها..
متعب : أنا علمتك بأمر فارس كله .. علمتك وأنا عارف أنك راعي حق ومنصف وتفكّر بعقلك في أكثر أمورك .. لا تتعرض نصيب بنت عمك وتاخذك الحميه والرجّال كفو !
مشعل صد وبنبرة ضيق : شين يحز بالخاطر ولد عمها الأقرب ترفضه
متعب بقهر : عندها أسبابها وأنت تعرف زين خالي عبد العزيز وش سوا !
مشعل رجع يطالع متعب .. حرك يده بأنفعال : ماهوب من ثوبنا وحتى منطوقه مختلف عننا
متعب ونبرة صوته ظهرت حاده : والمنطوق وش ينفعك فيه لا تسان الرجِل رخمه .. ها ..علمني
رجع مشعل يصد بقوة حتى يرفع رجوله .. يلف بأيديه حواليهم بقوة ... يتأمل السما إلي تتزين بالنجوم وكأنها حبات لولو .. الديره سكونها مهيب رغم أنه من بعيد بالكاد يسمعون صوت شباب لثواني فقط ويختفي .. يجلسون وبيوت الديره قبالهم تتراص جنب بعض بشكلها القديم .. يرتفع صوت المزلاج الحديد وكأنه ينجر بصعوبه .. حرك متعب عيونه للباب إلي بمسافه بعيده عنه .. نطق بصوت واطي
" أقص يدي إن ماكانت وعد ! "
بسرعه لف مشعل لمتعب لحظات ويحرك عيونه للباب .. يرتفع صوت ضرب للباب ..
متعب بملل : يااارب الصصبر يارب
يفز واقف .. مستقيم بوقفته .. وهو ينوي يروح
مشعل بأستغراب : على وين ..؟
متعب : بروح أشوف هاللي غصب طيب تبي تطلع من الباب وش عندها
مشعل أتسعت عيونه : أنت تحتسي معهن عادي
متعب رفع حواجبه مستغرب من سؤاله نطق بعصبيه : وش رايك .. أنا وصي وزوج أختهن وولي أمرهن .. تسيف ما أحتسي وفي أمور لابد من الكلام معهن ..عندك أعتراض بذي بعد !
مشعل حرك يده لقدام : رح رح الله يستر عليك .. مدري وش له عصبت
أندفع يمشي بخطوات متسعه وهو يردد بنفسه " بلاك ماتدري بالعله " قطع مسافه للبيت حتى يدفع باب الشارع ويدخل .. تتسارع خطواته بأتساع .. يعبر غرفته ويميل براسه حتى يشوفها تركض بكل قوتها .. من سمعت خطواته .. وقف فالممر الخلفي رافع يده
" تعالي تعالي .. والله العظيم ياوعدوه أن دخلتي لا أوريتس العلم "
وقفت من تهديده هادم اللذات .. حسسسبي الله على أبليسك .. والله ثم والله ماودي أدعي عليك لأنك زوج أخييتي مالها غيرك .. تسيف طلع بوجهي .. تسيف وأنا ما أخترت إلا الوقت إلي متأكده مليون فالميه أنه مشغول وتعبان وماله حيل .. أهب ياوجهه
" أقربي أشوف "
وإن ركضت من يفكني منه ذا الحين .. والله لا أنفضح أكثر ثم تستلمني شيما ... أمي .. هيا .. يالله .. مالي خلق قسم بالله مالي خلق لهن .. وبعدين ماهوب معقوله تسذا يطلع كل شوي يعرف وين نروح وين نجي وين نوقف .. وش بلاه الرجّال .. مركّب رادار في مخه .. رفعت يدي أجر عباتي .. أثبتها على راسي بقهر والمفروض ألبس شرشف صلاه ونقاب .. والأمور سهالات ديرتن خليه .. ماحد يدري عن أحد .. بس هالمعقّد .. لفيت له .. وأنا أطالعه بقهر .. أنتفضت من نطق وعيونه غطست من العصبيه
" سمعتي وش أقول "
وش يحسبّني عنده بزر .. بزر أنا ! .. طاقن عمري الواحد والعشرين والظاهر .. الظاهر والعلم عند الله بدخل ب22 .. تنفست بملل وأنا أسمع شيما تقول بالصاله
" جود .. شوفي لي وعد وين هي "
.. تكفين تعالي فكيني من زوجتس الغثيث هذا .. تكفين .. يارب يدوروني ..تقدمت خطوتين ووقفت ..
" وش تبين فالباب تحاولين تفتحينه .. يابنت أنتي مشتكي لتس الباب عن قفلته .. بينتس وبينه بلاا .. هماني قايل هالباب لا يفتح .. "
رفع صوته بتشديد
" قلته ولاّ ماقلته "
تراجعت لورا وهو تسنه بيهجم علي ويجلدني .. .. قلبي .. قلبي قسم بالله أحسه بينط لحلقي .. ياحظي لو عرف وين أنا بغدي .. نطقت بصعوبه
" كككنت برمي الزباله "
" وين هي "
أتسعت عيوني
" وش هي "
تقدم لي معصّب .. ووجهه راح فيها ...
" وين الزباله "
قمت أتلفت .. الزباله .. وين هي .. وين هي .. .. رفع أصبعه لي بتهديد
" أنا طفح كيلي منتس .. نعنبوتس تسني مقابل لي بزر .. ماتستحين أنتي "
بسم الله وش جاه الرجّال .. يمممه ..
" أحتسي وش تبين فالباب تحاولين تفتحينه ! "
أنا مدري من إلي طفح من الثاني أبصراحه هو ولاّ أنا إلي كل ما أقفيت بشي لقيته بوجهي تسنه أمبراطور يتأمر ويسأل .. ماقول إلا الله يشغلك بنفسك .. تسانك أشغلتني .. كل شي عنده .. لا لا لا لا .. وبعد .. بعد له عين .. نطقت بسرعه
" خلاص أسفه ماهوب قصدي "
وتحركت أبحط رجلي وأدخل البيت ولأسبوع .. أسبوع ماهوب شايف خشتي .. بس وقفت لاصقه فالجدار من تحرك عابرني حتى يحط يده على الجدار ..يسد عني الطريق بجسمه .. رجعت بخرعه لورا وملامحه راحت فيها من العصبيه .. نطق بشر
" ردي على سؤالي .. تفتحين الباب ولحالتس وتبين تطلعين على وين ! "
صرت ألملم عبايتي .. أنطق بخوف
" خلاص ماعاد أني فاتحته نذرن علي "
رفع عيونه للسما بطول صبر وتسنه يحاول يتمالك نفسه .. قلت بسرعه أبي أفتك منه
" لو عرفت بتعصّب زياده وتحرمني من إلي جايني هدية "
عقد حواجبه بقوة .. توجهت عيونه لي .. ويده تحركت بأستفهام
" وش يعني أحرمتس ! "
يعنني بيحط نفسه برئ ..
" وش فيه "
تقولها شيما إلي طلعت من الباب تلبس قميص فضفاض .. ومن طوله ووسعه رافعته ورابطه بعضه على خصرها .. تطوي أكمام القميص لنص ذراعها .. وراها جود تمشي تشيل عصى مكنسه .. وقميصها من تحت مبلل أستغفر الله تسنها غاطسه بسطل ..ياعالم ياناس هذا شكل تطلع فيه لزوجها .. والثانيه تسنها عجوز توم تذكرونها ذيك إلي تطق عصاها كم طقه وتطير .. إيه .. إيه .. هي هي أختنا بالله .. سحب متعب يده بسرعه من الجدار وأستدار لهن .. نطق بصوت حاد
" أدخلن وصكن الباب "
شيما بخوف وهي تلمس صدرها : مسويه شي ذي
متعب نفض يده : ماسوت شي يابنت الحلال .. خلاص أدخلوا هي دقايق و بتلحقتس
حركت عيونها المتسعه لي .. مالت جود براسها .. والفضول ذابحها .. نطقت
" ياخاينه لابسه عبايتتس وين بتطسين وتاركتنا نكرف بالمطبخ لحالنا ! "
كلن على همه سرا .. !
صرخ متعب : داااااخل أقول
جود بدون نفس : لا تدف طيب .. لا أزعل عليك والله ثم أطلّع هالزعل من عيونك أنتبه
حط أيديه على خصره وصد ..
" إي والله "
قالتها جود وهي تجر يد شيما
" أمشي .. أمشي وقفتنا مامنها نفع .. أمشي وأنا أختتس "
تحركت شيما ووجها راح من الخوف .. وأول مادخلوا .. نطق هو
" سكري الباب "
أستدار لي ..سحب أطراف غترته إلي طاحت لورا حتى يرميها بسرعه لفوق راسه من جديد ..
" أحتسي بسرعه أختتس لا تنخلع عليتس "
ألله أكبر .. ألله أكبر ذا الحين أشغلته أختي .. وأنا إلي جسمي تسنه ماسكه كهرب 220 بسبته ولا طق لي خبر ..
" توعدني ماتحرمني منه "
لف بعصبيه صاد عني .. نطق
" يابنت تراي رجّال مريض والعصبيه ماهيب زينه لي .. بسرعه أخلصي علي وفكيني "
رفعت صوتي
" لا والله ما أقول لك لين توعدني "
" أنا مانيب خبل أوعدتس بشين ما أعرفه .. أنادي أمتس أنا وش لي بالعنا "
أتسعت عيوني وفتحت فمي .. أمي !! والله لا تجلدني .. ألتفت ينادي
" شيما "
وبسرعه نطقت بخرعه
" بتار جايب لي عنز مع عيالها .. حطهم العامل عند شبك جارتنا لني خفت منك تشوفهم وتردها .. كنت بروح لن صديقتي واقفه عند شبك الحلال تنتظرني "
علقت يده فالهوا .. لف لي ببطء .. تنّح .. لا لا .. ماتنّح صابته البوهه .. البوهه مصطلح يعني لمّا الواحد تسذا عيونه تصير فناجين .. وضايع .. مثل الأطرش بالزفه .. يمكن أقرب بعد من هالأطرش إلي أذكره ولاعمري شفته .. شوي عيونه طارت فيني .. تسذا تطالعني .. بصدمه .. والله مدري مصدوم .. أمعصب .. مدري ..
" عنز ! "
قالها تسنه ماهوب مصدق .. أنا بالترجي لنوير .. وتبويس الراس وافقت تدق على زوجها .. تخليه يدل عامله على شبك جارتنا إلي ورا .. مافيه غير تيس وعنز جربا .. يارب .. االله يستر ماتعديها .. والله ماينوخذ من حتسي التسلب وسميه .. تقول أبعزلها ماعليتس .. مانيب متطمنه لين أشوف بعيني ..
" هو أنتي تمثلين ولا ذي طبيعتتس ! "
عقدت حواجبي .. مدري وش بلاه .. تراجعت لورا لين ماضربت الماصوره ظهري .. ماصوره وش طولها .. هز راسه لفوق وتحت ..
" لا من جد .. علميني "
بس فجأه قبالي أنفجر يضحك .. يكركر .. يفرك عوارضه بيده إلي فيها ساعتن .. يازينها زيناه .. تلمع من اللمبه إلي فوق بابنا .. ماهيب الساعه الزينه .. ضحكة الرجّال .. ياربي أستغفر الله .. أول مره أشوفه يضحك تسذا .. وأنا أطالعه عشاني أتكلم وأحتسي له .. لا خلاص الوضع لزوم أنسحاب فيه .. وبسرعه تحركت أركض للباب .. أفتحه وأسكّره .. مادريت إلا بأيدين تجرني من ورا ..
" إيا دزليلة الأدب .. أثرني ماربيتتس عدل "
شدتني أمي وخوذيها يمين ويسار .. وأكيد وبلاشك .. معها زنوبتها المطاطيه حسبي على من جابه لها أكيد التسلبه عهدوووه .. أنا داستها بنفسي .. نطقت بصوت واطي وأنا أرفع أيديني تسني باتمان بذا العباه ..
" يمممممممه .. الرجّال "
نطقت ولاّ مانطقت يد أمي قامت تلعب وهالحاله ماتتراجع أمي فيها لين ترضى وتسذا تحس أنها كوفنت من قبالها .. قبالها شيما والمشاهدين الكرام .. خواتي مع بنت العم .. ماعدا ناديه .. يلا الحمدالله في أحد ماشافني .. الله يجبر بخاطرتس ياناديه يومنتس ماطلعتي معهم ..!
" رجّال .. ما أحترمتيه ولا أحترمتي تربيتتس ولا أنه واحدن غريب .. بتفضحينا عنده .. بتفضحينا لا بارك الله في عدوتس .. وين أنتي غاديه لابسه عبايتتس .. ها .. وين "
نطقت وراسي .. راسي كوره متدحرجه فالهوا ..
" رايحه لحلالي عند جارتس !"
وقفت أمي جامده .. وشيلتها السودا إلي تلتف حول راسها أبعدت شوي مظهره شعيراتن بيضا من شعرها .. ووجها واضح عليه التعب .. أكيد تعب ماهوب العرب كلها تعبانه .. ماعدى صاحبنا إلي برا .. أستغفر الله .. عقدت حواجبها .. حركت راسها لهن
" حلال وش هو "
تراجعت لورا معتدله وعباتي .. راحت واطي .. نقابي أصلا حواجبي طلعت من النقاب ..شلت النقاب وسحبت الشيله ..
شيما : أي حلال
أشرت بيدي عليها
" أوريتس .. يومني بغيتتس عون عند رفيقتتس مالقيتتس "
حركت يدي لأخته ..
" وأنتي ياعصا الخشب من جيتينا لا شفت منتس عون ولا خير ماغير تسدّح وتبطّح مع هيا .. خلي عندتس شوي دم .. عاوني .. ماهوب تجرينها تاركتني عنده .. جرتس إلي مانيب قايله .. جريني أنا طيب .. جريني .. كنت موافقه .. ماتشوفين عيوني قمت أقولبها قدامتس "
ومادريت إلا بصكعة أمي على راسي حسيت أن المخيخ تحرك من مكانه .. لا والله ما أحس .. إلا تحرك ودار دورته وخلص
"قطططع إي والله .. "
قطعتي مخي يمه !
" وش حلاله ذا الحين "
رفعت يدي أفرك شعري وأنا أطالع هيا بغل
" بتار جاب هديته .. العنز ومعها عيالها أثنين .. وقلت لهم يحطونها بشبك أم سامي وصفت لهم البيت وتواصلت مع وسميه "
رفعت أمي أيدينها مفجوعه .. ماسكه راسها
" يوه يوه يوه .. فضحتنا البنت عند العرب .. فضحتنا "
رحت أركض والكل متسعه عيونهم .. حطيت رجلي للدور الثاني .. لو قعدت ماهوب أبنجلد .. وبس إلا بتسوي فيني أمي علومن ثانيه !
.
.
.
تفتح الباب بهلع دافعته بأقوى ماعندها .. تعانق خطواتها الشارع وهي تنزل وتركض صوب باب الشارع .. تلملم عبايتها برجفات شقت طريقها في ملامحها وجسدها .. ووراها يدفع خطواته الرجوليه بصعوبه يشاركها الخوف والفزع إلي ألتصق فيهم كما الظل .. تدخل الحوش والشمس البارده ترمي بنورها عليهم .. تنادي بصوت أختنق
" يبااااااااه ! .. يبه "
" بشوفه فالمجلس "
يقولها جلوي بصوت ضعيف .. وهي بكل قوتها راحت تركض لباب المدخل .. تضربه بيدها وتبكي بعد ما أتصل عليها خالها شاتم أبوها وشاتمهم هم بعد .. رماهم بأبشع كلام عجزت تتفوه فيه لجلوي .. مافيهم خير لأمهم .. كانت هذي الكلمه الوحيده إلي يرددها عليها بالمكالمه ألف مره فيما هي ظلت فاتحه عيونها بأتساع .. عاجزه تسكته .. ترد عليه ..
" يبه الله يخليك تسمعني .. تسمعني يبه .. ليش مقفل الباب "
تمسك يد الباب وتميل فيه بقوة بشكل متكرر .. نطقت بقهر من قامت تدفع الباب بكتفها
" يبه وش بلاك ماترد .. يبااااااااااااه رد علي ! "
تنهار تبكي من تذكرت إلي قاله خالها وكيف إن أبوها تجرأ يضرب أمها ويكسر يدها ..!
وش صاير بالضبط .. تتهاوى مشاعرها المخيفه بعنف لصدرها .. تسمع صوت خطوات جلوي وهو يركض .. لفت بسرعه حتى تتمسك بثوبه من عند الصدر .. تجره بخوف يتعاظم داخلها
" جلوي أبوي أكيد داخل .. لايكون فيه شي "
جلوي صار يدفعها : وخري أبدف الباب عله يفتح
فوزيه أتسعت عيونها بقوة من تذكرت : الباب .. باب المطبخ الوراني ..أكككيد .. أكيد مفتوح
فكت أيديها حتى تنزل من الدرج بكل قوتها وتركض تدور حول البيت .. يسبقها جلوي ومن عانقت خطواتهم أرضية الحوش الخلفيه .. حتى تبتسم بلا شعور من لمحت الباب مفتوح ..
تتمايل خطواتها من هالرجفه القاسيه إلي تهز ركبها وهي تدفع جسمها للمطبخ .. تشوف جلوي قبالها يركض طالع من باب المطبخ .. ينادي بصوت عالي
" يبااااااااااه .. وينك "
تطلع للصاله .. للمجلس حتى توقف عاجزه من صرخ جلوي بقوة .. متخشبه في مكانها
وشي ما يخنقها بلا رحمه ..
" يبه .. يبه رد علي "
يختل صوته .. ينهار بلا مقدمات
" وش فيك يابو جلوي ..رد علي .. رد علي تكفى .. رد علي "
" فوزيياااااااااااااه ... بسرررررررعه.... تعالي عاونيني أشيله بسرعه الله يخليتس بسرعه "
شهقت بخرعه حتى تركض قاطعه مسافاتها القصيره للمجلس .. تدخل حتى ترفع أيديها تضرب خدها بحرقه من شافت أبوها متمدد على الأرض ..
" ياويلي .. أبوي وش فيه .. وش فيه "
يرفع جلوي راسه لها والدموع تنزل من عيونه بلا إراده منه .. يضم بأيديه الطويله كتوف أبوه وهو يحاول يجره .. يجره من على الأرض ويضمه لصدره .. يصرخ فيها
" لا توقفين .. تعالي سانديني "
.
.
.
" يمه .. طقت تسبدي .. أبي أتزوج "
يقولها حمد بصوت مقهور وهو يحرك يده قبال أمه وأبوه إلي جالسين فالمجلس الأرضي يفطرون .. أنحنت أم حمد تقدم التمر لزوجها حتى تنطق
" والله يمه حنا إلي طقت تسبدنا منك ومن هالزواج إلي ماندري متى يتم ونفتك ! "
ضحك عبدالعزيز وهو يفتح غطى صحن التمر .. فيما حمد طارت عيونه ..
" يمه .. ترا نص أغراض المطبخ مخلصه "
تقولها ساره وهي تدخل بطولها .. تلبس بجامه رصاصيه ناعمه وشعرها تمسكه بطريقه عشوائيه .. تجلس بجنب حمد ..
حمد : وش هالحتسي يمه
أم حمد تحرك يدها بملل وهي تتربع : والله ذا الحتسي إلي لزومن تسمعه .. ماتعرف تقضب أمرك وتختار بنت وحده .. مشتت نفسك ومشتتنا معك !
ساره تطالعه : أصلا معطينك خبر أنك مرفوض
عبدالعزيز بضيق من شاف الخيبه تحتل ملامح ولده : خلو أمره علي .. أنا بمسك زواج ولدي من البدايه لين قصر الزواج بنفسي
أم حمد : من حاطن براسك
عبدالعزيز : ماهوب متعدي بنت منصور .. البتول .. وماشاء الله البنت ماعليها قاصر
ساره ضحكت : وتسان يبيها ولدك وهوّن مثل إلي قبل !
عبدالعزيز : ماعليتس أنتي .. خلاص لا أحد يفتح هالموضوع دامه عندي
أم حمد بفضول : إلا على طاري .. أوضاع بيت أم عبد الله ونوره عندها .. كيف ..؟
عبدالعزيز : أبشرك أمرهم الحمدلله
حمد قاطع أبوه : ولاتنسون ريان دايما أشوفه مع معاذ .. مدري هالأثنين مايملون من مقابل بعض
أم حمد نطقت بسرعه وهي ترجع بظهرها لورا : لا والله يمي .. خلهم مع بعض الله لا يفرق بينهم .. عيالنا لا قعدوا مقابلين بعضهم مانعاف هالشي ... ع الأقل نستامن أنهم بعيدين عن أصحاب السو !
ساره هزت راسها موافقه ماتقوله أمها : من جد
عبدالعزيز طالع ساره : أختتس وين هي ..؟
ساره بإبتسامه : بالحوش يبه تمشي تقول هي وصديقاتها بيسوون رجيم
حمد حرك أيديه : هه أستلموا .. بزارين ولاحقين ع الرجيم ..
نهض من مكانه
" يلا أخليكم .. أبمر بادي طالبن مني أوديه يم محل يصمم له غرفة نوم "
أم حمد رفعت عيونها لفوق : هو مشتغلن فيه بيته
حمد : إيه ماشاء الله .. نفضه كله
ساره بأستغراب : غريبه ماراح لشهر العسل والعروس ماحدن سوا لها عشا ولا شي .. أحس الأمر ماهوب طبيعي
أم حمد حطت يدها على فكها وهي تطالع بنتها : والله بذي صدقتي !
حمد بتبرير : ماتعرفون بادي .. مايقدر على فراق جدي .. والله أحيان ألقاه قاعد عند راس جدي الصبح وهو نايم .. يتفقده .. ومقبلن عليه الدوام .. الولد أموره متلخبطه .. حتى بيته متوهق فيه وندمان قد شعر راسه أنه مابدى فيه من زمان
عبدالعزيز يرجع بظهره لورا متساند على المركه : رح يابوك لا تأخره رح
حمد : أن شاء الله .. يلا فمان الله
.
.
.
الإمارات
تدوس خطواته الثقيله .. الشديده على العشب الأخضر في حديقة الفله الواسعه .. صوت العصافير يتردد صداه على مسامعه .. ملامحه تعيش في حالة قهر وغيظ من كل ما عرفه .. مكالمة تليفون وحده .. كشفت المستور .. وأتضح فيها كم تسربت من بين أصابعه سنين من عمره قضاها يحاول يسد هالنقص إلي كان يعيش فيه .. يرص على أسنانه بقوة من صعد بضخامة جسمه على الرصيف .. متوجه لبوابه زجاجيه ينعكس فيها كل هالجمال إلي يلتف حوله .. يقترب منها وبقوة دفع جسمه حتى يدخل للصاله .. تحوم عيونه في زوايا المكان المأثث بفخامه .. يسمع صوت ضحكاتها الرنانه إلي تعبر هالمساحات حتى توصل له .. يرص على أسنانه بقوة .. تضيق ملامح ونار أشتعلت بصدره .. يتحرك يتبع الصوت حتى يدخل مجلس واسع .. يوقف قبال أبوه لكن تتسع عيونه تدريجيا من طاحت عينه عليها هي إلي كانت تتمايل بغنج على كتف أبوه .. تلبس شورت يظهر رجولها العاريه .. وقميص من الحرير يغطي من تحتها تفاصيل الكنب إلي تجلس عليه .. تستقر عيونه على بطنها المنتفخ بضخامه وكأنها على وشك ولادة .. أو بشهورها الأخيره وبحركه سريعه سحبت القميص الطويل حتى ترميه على رجولها ... فيما عالي .. الجالس بجنبها وعلامات الكبر تحتوي ملامحه وهيئته .. أنتفض واقف ببطء .. وعيونه بأستغراب راح تتأمل ممدوح .. نطق
" أحد فيه شي "
صرخ ممدوح وشي من الشعور المقزز يحتويه متدارك نفسه .. يصد مايبي يطالعها أكثر .. يأشر بيده لباب بعيد يستقر على يمينه ..
" تطلع برا أبيك بكلام "
حرك عالي عيونه إلي يحتويها الصدمه من وجود ولده ... صوبها معطيها إشاره لها تطلع .. بكلمتين أجنبيه .. تتحرك واقفه ببرود .. تعطي إشاره لممدوح بدلع وكأنها تلقي عليه التحيه .. شعرها الأصفر يتمايل من خطواتها الخفيفه .. المتمايله وهي تتحرك للجهه الثانيه حتى تطلع من باب صغير ..
" هذي إلي قررت تبيعنا وتشتريها بفلوسك بدال أمي الله يرحمها .. هذي هي "
يتحرك بخطواته إلي بدت وكأنها تثقل وهو يدخل أكثر للمجلس .. يتقدم لأبوه وملامحه تغيب في وجع يتفجّر داخله .. ألم وحرقه وضياع يحس فيه قبال أبوه .. كما لو أنه قدر يسرق منه راحته وأستقراره وإتزانه .. قدر يزرع فيهم النقص وهو يدرك الخلل .. قدر يتجاهل أمر عمره ماكان شي من أشياء سهله تتنسى .. تحذف من كرت .. تتجاهل من أنتماء !
رجع بأصبعه يوجه الأتهام لأبوه بصوت يحمل الأسى
" علمني .. بس علمني كيف قدرت تخفي أننا ننتمي لقبيله وعايله كبيره وأصل .. أصل يبه .. أصل يحررنا من العار والإتهام .. ننتمي غصب لأهلنا إلي تجرأوا يتبرون منا ..! كيف قدرت تسكت ولا تقولنا الحقيقه .. كيف يبه .. علمني .. "
أتسعت عيون عالي بخوف .. وشعره الخفيف إلي يملاه الشيب يادوب يغطي مساحات من راسه المكشوف .. يلبس بلوزة واسعه على بنطلون أسود .. أنحنى جالس ببطئ وهو يسند بكفوف أيديه على ركبه .. هالأمر إلي من زمان فات مايدري بأي وجه بشع راح يظهر ..
" لا تسكت.. تكلّم "
وظل ساكت عاجز ينطق .. يتكلم .. يحاول يجمع الكلمات علها تظهر مسموعه ومن توصل لشفاته يضيع كل شي ..
" لهدرجه أنا وفارس و خواتي ولا شي عندك "
ضرب أيديه بقوة في بعض بشكل متكرر .. يرتفع صوته أكثر ..
" ولا شي !!"
تضيق ملامحه بشكل شديد حتى تقوست حواجبه .. ينطق بقهر
" كنت تشوفني قدام عيونك .. فيني حقد العالمين على أهل أمي.. كنت تسمعني وأنا أتكلم بقهر .. كنت قدامك يبه أركض بزواج خواتي كلهم .. حتى زوجتهم من أصحاب المناصب والنسب إلا ناديه ماقدرت عليها .. وحاربتها يوم أعلنت العصيان على أختياري .. وأختار لها فارس من يبي .. حاربتها للدرجه إلي قررت فيه أأذيها .. أأذيها لأني أحس بالنقص .. أحس فيه من داخلي .. "
ضرب صدره بقوة .. وعيونه ضاقت .. يبللها الدمع وصوته أختنق
" تشوف الشيب إلي براسي .. ما يوجعك أني بالعمر هذا ويكسرني إلي أنت سكت عنه .. مافكرت فينا ولا في عيالنا ولا في أحد .. "
أنفلتت الدموع من عيونه .. نزلت على خده .. تمر عابره رجولته .. كبريائه .. سنين عمره .. تجرحهم حتى تتلاشى .. ضم أصابعه بقوة حتى يرفعهم لشفاته .. تنفجّر الشهقه والغتره ترتمي لورا كتوفه .. قهر الرجال أعظم من أنه يقدر يقاومه .. مايقدر ..
" أنت حاربت أختك عشان فلوسك إلي خفت عليها من بو فراس .. "
يقولها عالي بصوت بارد .. ماكان يلائم بأي شكل أنكسار عظيم في ذات ولده البكر .. تتعلق عيونه في ممدوح .. وبذات البرود إلي تمدد في صوته بشكل مستفز
" تشوفني مجنون عشان أقولكم الحقيقه .. تبي مني أحط رقبتي تحت رحمة أهل أمك من جديد .. وهم آذوني آذية للدرجه إلي فيها هدروا دمي .. لأني موجود ..قريب منهم .. علمني إيش يفيدك أنت وخواتك لا لحقت أمكم بسبب أهلها .. أو هدروا دمكم أو آذوكم .. ناس مرضى ! غريبين بأفكارهم ومعتقداتهم وأذيتهم كبيره "
حرك يده رافعها .. بقناعه تامه
" نعمه من الله سكوتي "
ظل ممدوح جامد في وقفته قبال أبوه .. تتعلق عيونه مباشره عليه .. كيف يتكلم بهالبرود وببساطه فيما جروحه تلتهب قباله .. نعمه من الله سكوته ... نعمه .. ؟
رفع أيديه يفرك وجهه بقوة .. يصد وأبتسامه أستهزاء أعتلت شفاته .. قال نعمه قال !
فيما صوت عالي .. البارد المستفز .. يرتفع
" ناديه تزوجها من يعرف كل شي عنها .. ما سألت نفسك ليش وافقت أنا على عواد وهو طلب الأمر يكون بالسر في بدايته .. ماأستغربت ليش طلبت منك تبتعد عن هالزواج لأني موافق "
" يهمك أمر ناديه ..؟ "
رفع صوته بتأكيد
" أكيد يهمني "
رجع ممدوح يطالع أبوه .. يحرك يده بأنفعال وصوته يتضخّم
" أي يهمك وأنت تقول سكوتي نعمه .. تعرف أن ولدك بيزوجونه على شرط أمي رحمة الله عليها ..وبنتك إلي يهمك أمرها .. هناك عندهم "
أنتفض عالي واقف ... نطق
" فارس بيتزوّج منهم .. إيش قاعد تقول أنت ؟! "
" إذا يبه .. يهمك أمرنا .. وبعد كل ماقلته من كلام ما يقبله عقل .. أتركنا في حالنا .. أتركنا وأترك فارس وناديه كلنا .. كلنا .. خلاص خلك عايش لولدك إلي جاي للدنيا من وحده عمرنا .. عمرنا ماراح نقبلها زوجة أب !"
دفع خطواته الثايره حتى يغادر المكان .. يناديه عالي ولا رد .. فاقد لثباته .. إتزانه قبال أستخفاف أبوه في أمر نفس هالأمر .. ولا يعرف سبب لشعوره الا متناهي في حقيقة أن وجودهم ماكان بذاك الأهميه .. كل شي كان مهم إلا في ذيك اللحظة إلي غادرتهم أمهم لعالم آخر .. رحلت .. وفقدوا من بعدها كل طريق يدلهم لأنفسهم .. لأنتمائهم .. لحقيقتهم .. !
كأنهم كانوا فقط مجرد أشياء مختومه بمدة صلاحيه .. الشعور بشع ..مؤذي قادر يدخلك في متاهات وحكايات معقده .. قادر يدفعك للعدم والتلاشي .. للهروب !
.
.
.
" طيب فطورنا ذا بيضّع دراهمنا "
" وش تبينا نسوي مثلا .. نقابل مين عشان يفطّرنا "
" نضبّط نومنا وننام ونقوم نفس الخلق "
" جايبها أنت ووجهك .. أنا إن واصلت حدي 6 وبعدها عندي أستعداد آكلك من الجوع "
يتراجع معاذ حتى يلصق فالجدار .. يحط يده على صدره
" أعوذ بالله من شرك .. "
أنفجّر ريان يضحك حتى يحرك كيسة الفطور يمين ويسار ..
" لا اليوم أنت بأمان .. فطوري موجود "
يدفع معاذ خطوته وهو يلبس قميص بلون سكري فيما ريان يلبس ثوب أبيض مخصر على جسمه .. يطالعه بطرف عين من فوق لتحت وهو يمشي ببطء صوب بيته ..
ريان : خير
معاذ : مدري عندك
تمايل من سحبه ريان مع قميصه بقوة حتى يدفعه لقدام .. ينطق
" قدامي أقول .. تاركين البلاستيشن شغاله .. أخلص ترا ساعه وأبروح أحط راسي وأنام "
يندفع معاذ لقدام وهو يمشي بالشارع .. شمس الصبح البارده على غير عادتها تحتضن أجسادهم .. يلف للجهه اليسار من وصل لآخر الشارع .. توقف خطواته بقوة من شاف قبال بيت أبوه سيارة فيصل .. أنقبض قلبه حتى حس بصعوبه في أنه يجر أنفاسه لصدره ..
يوقف وراه ريان وعيونه أتسعت من لمح سيارة أخوه .. نطق بصدمه
" فيصل جاي ! "
يدفع جسمه بسرعه عابر معاذ .. تتسارع خطواته وهو يقترب من البيت .. يركض لحد ماوصل لباب الشارع .. يدخل الحوش وهو يتنفس بقوة .. ينحني تارك كيسة الفطور على الأرض بجنب الباب .. ويتحرك لباب المدخل .. لكن وقف من سمع صوت عمته الثاير
" قم أطلع يافيصل .. وش جاي تبي تقول لنا بعد ماسويته أنت وأمك .. ها .. أمك إللي حارمتني هالحين ما أروح لبيت أمي لنها موجوده هناك ! "
" ياخاله أنا جاين أبي تسمعين لي أنتي وزوجتس .. "
صوته الحزين .. وصل لأخوه حتى يكسره ألف مره .. يظل واقف ماهو قادر حتى يدخل " مانبي نسمع شي .. وش بتقول لنا ياحظي .. "
يرتفع صوت بو متعب الرجولي بشدته
" فيصل .. أحفظ مابقى فيك من كرامه وروّح عن هالبيت الله يستر عليك "
يتراجع ريان حتى يضرب ظهره كتف معاذ .. يلف براسه له ونظرة أنكسار ظهرت تحتضن ملامحه ..
" أرجاتس ياخالتي .. أرجاتس تسمعيني وإن سمعتي مني شين مايرضيتس .. والله لا أطلع ولاعاد أحدن يشوفني .. "
يصمت وكأنه يوجه كلامه لأبو متعب
" تكفى يابو متعب .. تكفى تسمعني .. أنا لوني ماشن في طريق السو مابيّنت لأحد ولا وصلتكم .. طالبكم طلبه .. تسمعوني بس .. ! "
صرخت فضيه بغضب
" أطلع يافيصل من بيتي .. أطلع مالنا حتسي من بعد سواد الوجه إلي سويته .. رح أتبع أمك وأمش وراها مثل الخبل لين تدمّر حياتك .. لو فيك خير وذرة رجوله .. ماتجرأت تسوي إلي سويته في بنت خالك ياقليل المروة والحيا "
يسحب ريان هوا بقوة .. حتى تستقر يده على راسه .. ينطق بضيق يكتم أنفاسه
" يالله " فيما معاذ ظل يطالعه بصمت .. يسحب يده منزلها وبسرعه تتراجع خطواته لباب الشارع .. يرفع صوته معاذ يناديه
" ريان دقيقه .. "
تتسع خطواته وهو يلحقه حتى ينحني يجر يده قبل لا يطلع من باب الشارع
" وين بتروح "
ريان نفض يده وبعصبيه : فكني يامعاذ رايح لسعة الله
معاذ يشد على يده بقوة : معك والله .. وين بتروح بروح معك .. ماتروح لحالك
ريان صرخ : أتركني يابن الحلال .. خلاص مانيب محتاجن من أحد شفقه ولاّ مساعده
معاذ بعيون أتسعت : وش بلاك أنت هالحين ..
دفعه ريان بقوة حتى يطلع من باب الشارع .. يتراجع معاذ بصدمه يلف براسه لأبوه إلي طلع بذهول من باب المدخل .. حتى تثبت خطواته ع الأرض .. تتحرك شفاته بأندفاع
" وش فيه ..؟ "
رفع معاذ أيديه بقلة حيله حتى ينزلهم بسرعه ويطلع .. يلحق ولد خالته ..
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
يجرها بومتعب من شفاته بأسى وهو يتراجع بخطواته لداخل البيت .. يتوجه للمجلس حتى يرفع عيونه لفيصل إلي لا زال يجلس على وضعيته بصمت .. عيونه بالأرض حتى ماكلّف نفسه ينهض .. يروح يشوف أخوه وصرخاته إلي أرتفعت قاطعه الطريق لأنكساره هو ورجاه .. ملامح وجهه إلي تحمل الهم صفحة سودا .. تغيب فيها الحكايات ..
" صوت وليدي ريان ! "
صوتها المرتجف .. الخايف يرتفع وهي توقف بجنب زوجها .. تسأله و أكتفى يهز راسه .. تحرك يدها بقهر صوب فيصل
" حتى أخوك أذيته بجيتك .. أخوك حسبي الله عليك "
يبتر كلامها من سحب بو متعب يدها.. مقاطعها بحزم وهو يطالع فيصل مباشره
" تكلّم "
يرفع فيصل عيونه بأتساع صوبه .. يتتبعه وهو يجر يد زوجته بالغصب للجهه المقابله له .. يجلسها ويجلس بجنبها ..
" مانت تبينا نسمع .. هات ماعندك "
فضيه بصدمه : وش متوقع منه يقول هذا !
بو متعب وحواجبه أنعقدت بقوة : للضعيّف إلي طلع من بيتتس طاقتن بوجهه الدنيا .. أسكتي وأسمعي الولد ..
شبك فيصل أصابعه بقوة لبعض .. يرص عليها بتوتر ودقات قلبه أندفعت بجنون ..يحس بحراره غريبه أحتضنت جسمه بلا مقدمات .. تنكسر نظرته بالأرض من جديد .. تتحرك شفاته بصعوبه
" أنا مالوم أحد لا شافني ردي ولاّ قليل رجوله .. لني عارفن إن ماسويته شين ماله ترقيعه والله العظيم إني مدري تسيف طاوعت الشيطان وأقدمت على الأمر إلي خططت عليه أمي .. "
أهتز صوته وعبره تتجمع في حلقه .. يحاول يبلعها علها تتلاشى لكن يحسها ثابته في حنجرته .. تتعمد تجرح صوته ..
" يومنها عطتني الفلوس وقالت رح .. لقيت نفسي وحيد .. رحت لأبوي وطردني قدام ربعه .. طردني وقال أنه متبرن مني .. "
مال بظهره حتى يدفن ملامحه في كف يده اليمين .. يبعدها وعيونه تطالع السجاد
" ليالي أدق على أمي وتسنها ماتعرفني .. ليالي ماحدن أستقبلني في بيته .. غديت بيوم وليله منبوذ .. كرهت حياتي وحالي .. تذكرت كيف كنت وصرت وين "
أختنق صوته
" تذكرت خالي عبد الله .. " صمت وملامحه يتجمّع فيها الدم من عبره يحاول فيها ماتنفجّر
ولا تكسره كثر ماهو موجوع .. ويحس نفسه بحجم نمله !
" خفت .. خفت أقضي حياتي يذبحني شعور العار من داخل .. خفت أظل ردي أظل بعيد أتزوج لحالي وعيالي مايعرفون أهلهم ..تتسكر أبوابكم بوجهي وماعاد لي طريقن لكم .. خفت من كل شي .. "
يسند أيديه على ركبه .. يكمّل وعيونه تتسع من حرارة هالدمع إلي يقاومها
" ماكنتم تشوفونه فيني هذي طبيعه .. طبيعه فيني تربيت عليها .. أحيان أمل وأحيان تجذبني أمي يمها بكل شي تشاورني فيه.. بكل شي حتى بسواليف الحريم إلي تسمعها .. ريان طول عمره بعيد عنها لنه متعلقن من هو صغير في معاذ "
رفع عينه لخالته .. والحزن بهيبته وسلطته يمتلكه .. نطق
" أنتي ربيتي ريان .. ربيتيه ياخالتي .. وهو أغلب يومه عندكم .. بينكم وماخذن منكم شين واجد .. لكن أنا .. أنا أنا تبعت أمي لين جابت لي الكارثه .. بغت تهدم حياتي .."
نهض من مكانه بسرعه ..وبومتعب رفع راسه بصدمه .. فيما فضيه ظلت متكتفه تطالعه بأحتقار وعدم تعاطف مع كل مايقوله
"طولت عليكم وعارفن أني يومني جيت بكون ثقيل .. وأنا والله مانيب جاين اليوم أبرر فعولي زمان لني عارف إن ماصار ماعاد له تبرير وأنتهت على ما أنتهت عليه .. لكني جاين أقولكم أن كل خطا سويته أبصلحه بمعرفتي ..وبنات خالي عبد الله لهن من يجيب لهن حقهن كامل .. اليوم أو باتسر بالكثير وكل شي بينكشف .. ومن أطلع من هالباب .. فعولي وحدها من تبي تثبت لكم أني أبتغيّر .. وأما أمي .. تطمني ياخاله .. ماهيب قاعده عند جدتي بعد اليوم .. أنا أباخذها بنفسي "
تحرك بسرعه من قبالهم وهو يمسح دموع نزلت في آخر اللحظات متمرده .. قبال الصمت إلي غرق فيه الكل ..
ومن سمعوا صوت الباب يتسكر .. تنطق هي بدون نفس
" والله خربط بخرابيطن الحمدالله والشكر مالها نفع ولاهيب مقدمه بسواد فعوله هو وأمه ! "
بو متعب لف براسه صوبها وبحده : فضيه .. نلتزم الصمت أفضل لين نشوف الولد وش قصده بالفعول إلي بنشوفها .. تراه صادز بحتسيه والله مادمرته غير أمه وتربيتها
فضيه بعصبيه وهي ترفع يدها : والرجّال ماعنده عقل .. ماعنده ..؟ خلاص تمسحه التربيه
بو متعب هز راسه : إيه .. تمسحه يافضيه تمسحه ياترفع الرجِل ياتنزله بسابع أرض .. وحنا نعرف إن أبوهم من يومه غادن بذا البل وسارقتن منه حتى حياته .. كل مابغيته ما عمري لقيته هنيا .. ياشرق ولا غرب ولا جنوب .. !
فضيه حركت يدها: ذا الحتسي ماهوب مارن على ولدك والله لا تشب ناره لا درى .. مير علمتك .. ولدي وأعرفه
بو متعب نفض يده وهو يستقيم بنظرته لقدام : لعل الله يبدّل الحال لاوصله الخبر
.
.
.
يجلس متربع بأناقته وكشخته .. قبال صندوق حديد مفتوح ..أكوام من الأكياس والصناديق تحاوطه على الكنب وعلى الأرض.. ببطء يدخل أيديه داخل الصندوق حتى يسحب بلوزة بلونها البيج الشفاف .. يقربها من خشمه .. يشم ريحتها بقوة وكأنها مفتاح أمان .. أشياء على مقاس حنينه وشوقه .. يبتسم وهو يغمض عيونه .. صفا وراحة راحت تطفو في ملامحه تنزل البلوزة في حضنه .. يسحب من داخل الصندوق مشطها ... كم مرت السنين عابره سريعه .. على فقدك .. على الحياه إلي تنفسها بلياك .. !
ما يقدر أي إنسان يتخيّل بشاعة إن تتوقف الحياه في كثير أشياء ..لأنه يفتقدهم .. يحتاجهم .. أوجاعه .. عمرها ماكانت أشياء يقدر يتكلم عنها .. ومافي الروح أكبر وأعمق .. ولايدري ليش قرر الحين يفتح هالصندوق .. يطل على أشياء أبوه وأمه .. يشمها .. يتنفسها .. يتطمن أنهم قريب .. قريب منه .. يميل بظهره حتى ياخذ كومة أوراق مربوطه بخيط ثقيل .. تحمل خط أمه وأبوه .. هينا كتبوا الأماني إلي تمنوا تتحقق .. كانت من بينها أمنيه لأمه أن يكون أحد من عيالها حافظ لكتاب الله ... أبتسم ببطء وهو يتخيل لو كانت لها ترجع .. وتشوفه .. أكيد بتكون فخوره فيه .. أكيد
" بادي ذا الحين حنا مطولين على حالنا تسذا وأغراضنا "
أنتفض يلم ما أظهره من الصندوق .. يرميه بوسطه .. يمد يده يسحب غطا الصندوق حتى حتى يلف لها .. يتأملها وهي تشيل بيدها كوب حليب ضخم .. تلبس تي شيرت أصفر مليان رسومات بلون أسود على تنوره سودا ميد .. غرتها تلمها لفوق بطوق على شكل فيونكه ورديه .. يبتسم ببطء من هالشعور إلي كان منفذه شكلها وكأنها طفله..
" أنا قلت لتس إذا مانتيب متحمله .. نطلع نستأجر شقه لين يخلص بيتنا فوق ! "
" طيب وين رحت الصبح من بدري "
أسند بيده على الأرض حتى ينهض واقف بطوله .. يتحرك لها حتى وقف قبالها ..
" ماهوب المفروض أول ماتشوفيني تسأليني وين رحت ..؟ "
رفعت الكوب بسرعه تشرب منه .. وهي تبعد عيونها عنه .. مال بادي براسه حتى يقترب بخشمه من الكوب.. تنعقد حواجبه وهي بصدمه عيونها أتسعت والكوب ثبت على شفاتها .. يشمه ببطء حتى يبعد خشمه ينطق
" وش هاللي تشربينه ..؟ "
رحمه بإرتباك يفضحها : حليب ليه ؟
بادي بسرعه سحب الكوب .. يشمه من جديد : مخلوط معه شي
رحمه نزلت أيديها : إيه علاجات وليد إلي مسويتها أمي له .. أحطها بحليبي
بادي وعيونه راحت تتسع من إلي يسمعه : ليه
رحمه تحركت كتوفها وهي تحاول تشرح : عشان يشوفني أشربه ويشرب معي .. ( رفعت أيديها ) نتشارك الطعم المر سوا ( طالعته حتى تنطق تبي تتأكد ) فهمت ..؟
بادي يطالع الكوب .. يرجع يطالعها : من متى ..؟
رحمه : من جى عندنا ..
بادي بعد صمت : مانتبهت
رحمه بنبره غريبه : أشياء كثيره ماأنتبهت لها
عقد حواجبه من ألتقت عيونه مباشره بعيونها هي إلي وكأنها ترسل له رسايل غير مباشره .. تبي توصّل له شي بس عجز يفهم الرساله .. !
" إيه الله يعينتس يمه وأنتي بآخر عمرتس بدال ماترتاحين .. أشقيتيها على عيال الناس ! "
تقولها نوره إلي تجلس في الصاله .. بصوت مرتفع عالي ولا همها أحد .. رفعت رحمه حواجبها حتى تأشر للباب إلي كان شبه مفتوح ..
" سمعت .. سمعت بأذنك ولا همها ماصار أمس .. كأني جبل مايهزني أحد .. !"
بادي بأسف وبصوت أنخفض : خليها أنتهت يارحمه .. أنتهت .. ماهيب مطوله هنيا .. ربنا وربها الله
مد لها الكوب ومن أخذته.. تمايلت بالغصب من أنحطت يده على كتوفها .. يجذبها لصدره حتى يبوس راسها بقوة .. ينطق بصوت واطي
" لا تتعرضين لها الله يخليك لأن جدي بيتولى الأمر "
تركها مبتعد صوب الباب وهي ماتدري وش قصده .. يجر الباب طالع .. يوقف وهي تحركت بسرعه تلحقه .. ثواني تتعلق عيونه بنوره والحقد مكمنه نظرة عيونه صوبها .. تجلس رغم الهالات السواد إلي تدور حول عيونها والشحوب الغريب في ملامح وجها .. قبالها صينية القهوة والشاي .. تنفخ صدرها وتصد عنهم وهي تعرف أنه واقف يطالعها ..
رحمه ترفع عيونه له : وين بتروح أنت ..؟
يحرك بادي راسه صوب رحمه ونظرة غضب غريبه ظهرت تفضح شي داخله .. ينطق بصوت أظهره وكأنه مجبور يتكلم
" طالع لمشوار .. الصندوق يارحمه رجعيه لمكانه وقفليه زين .. لا تتليقفين وتفتحينه ! "
رحمه بعدم فهم وهي تضم الكوب بأيديها الثنتين : أبشر
دفع خطواته المتسعه حتى يطلع من باب الصاله لقسم الرجال وبسرعه نوره لفت بأستغراب تطالع باب الصاله .. وش صندوقه يقصد ..؟! ترجع تطالع رحمه بحقد من فوق لتحت تتراجع هي بدون أهتمام لنظراتها حتى تدخل الغرفة .. تدفع الباب بدون أهتمام .. ترفع نوره يدها تعض أصبعها بقهر .. بعد كل ماسوته وهذي هي .. ولا همها شي .. أنكمشت ملامحها وهي ترص على أسنانها .. يكفيها إتصال الغبيه أم جلوي .. أمس وكأنها ناقصه .. دام فيه شي بينكشف تتحمل بلاويها بنفسها .. أهم شي ماتحط كل شي على راسها .. إيه .. هذا أهم شي .. أصلا وش له يتحملها منصور .. لو طلقها أفتكت منها ومن تهديدها كل شوي والثاني .. ماسكه عليها وساطتها في أمر جهيمان قبل .. تحسب أنها تقدر ترفعه كرت أحمر ... !
تحركت واقفه وهي تميل بظهرها لقدام .. تتأكد أن مافيه أحد .. ماجاب بادي طاري الصندوق إلا عنده شي .. معقوله فلوس .. أو أشياء مخبيها .. إيه وطاحت على كنز أكيد بنت أبليس ..؟
جرت أكمام قميصها لنص ذراعها وبهدوء راحت تمشي على أطراف رجولها لباب الصاله .. تدفعه ببطء حتى من نوت تسكره عضت على شفاتها وغمضت عيونها بقوة وهي تحاول فيه مايصدر يصوت .. أمها مع أبوها من الصبح جالسين فالمجلس الخارجي .. هذا أهم شي ..ومن تأكدت من أغلاقه أستدارت وراحت تمشي لباب المجلس .. ترفع يدها حتى تستقر على الجدار .. تحرك راسها للباب إلي يادوب تشوف منه مابداخل الغرفه .. ترفع رجولها لفوق .. يرتفع جسدها ورقبتها تمدها أكثر وهي تحاول تشوف هالرحمه وش قاعده تسوي بالغرفه .. تلمحها تجلس قبال الصندوق .. فاتحته .. تميل براسها لداخله وتفتش فيه بأهتمام .. هذا وزوجها موصيها .. ماتفتحه قليلة الأدب .. إيه تبي تشوف إلي مخبيه وتكحّل عينها .. أعتدلت واقفه حتى تحط أصابعها على شفاتها بأستفهام .. غريب منطوق بادي وهو يتكلم عنه .. ويشدد عليه دام قال لا تتليقفين أكيد أنها عمرها ماتدري عنه بس يوم نزلت الأغراض .. أنجبر يحطها مع أغراضها .. بس وش هو ..؟ معقوله أوراق ورث أخوها راجح الله يرحمه والولد مقرر يستخدمها لجل يشري بيت .. هي تعرف أن أبوها رفض يصرف قرش واحد من الورث وتركه لبادي لين يكبر .. لا لا .. بس كيف تدخل بالغرفه تشوف إلي بالصندوق .. ذبحها الفضول .. ووش معنى هالرحمه تتجرأ تشوف .. هي بعد مالها حق !
تتمايل بشفاتها تفكّر وشعرها كله ممسوح لورا .. تثبته ببنس بشكل عشوائي .. نزّلت يدها بسرعه حتى تدفع جسمها لغرفة التلفزيون .. تدخلها وهي شبه مظلمه من الستاير الثقيله إلي تمنع الضوء لا يتسلل لداخل .. ينام أخوها براحه وأمان في زاوية الغرفه .. لفت براسها لورا حتى تتحرك بخطوات متسعه له .. تنحني وبسرعه تمد يدها بخوف له .. تهزه ببطء .. ولا صحى .. تحرك راسه ببطء تنطق
" قووووم ع الأقل هالحين .. يلا "
تضرب خده الناعم بخفه حتى تنتفض أيديه فجأه .. تنعقد حواجبه وشفاته تتمايل .. تبتسم بخبث
" إيه إصحى الله يخليك "
رجعت تضرب خده .. أكثر لين مافتح عيونه .. ومن ألتقت فيها .. أحتوت نظرته الطفوليه الأستغراب من هالشكل إلي ما يألفه .. تفز واقفه من أنفجر يبكي .. تركض طالعه من الغرفه وبدال ماتجلس على الأرض أنحنت جالسه على المركه وبرجفه .. سحبت كاستها الشاي تشرب منها ولا كأنها سوت شي .. تطالع بطرف عين باب المجلس .. يزداد بكى وليد .. ثواني حتى تدفع رحمه باب المجلس طالعه مرتاعه ..
" بدري ..!! روسنا ترا ماهيب ناقصه "
تتجاهلها رحمه حتى تدخل غرفة التلفزيون وبأقوى ماعندها تسكّر الباب .. نزلت الكاسه بسعاده وأبتسامتها أتسعت بقوة .. وأخيرا .. مابغت .. !
تتحرك تمشي بخطوات متسعه وهي تتمايل حتى تدخل غرفة المجلس .. توقف متسعه عيونها وهي تطالع الأغراض المكومه على بعض والصناديق .. الغرفه بحالة فوضى غير طبيعيه .. وبالوسط فراش نوم مرتب على بعض فوقه كم بطانيه .. تضم شفاتها والقرف أحتوى ملامحها .. بدال مايضف نفسه وزوجته في شقه .. حاشرين أعمارهم بهالمكان .. بخل أو قلة دبره !! تتحرك تمشي صوب الصندوق إلي تشوفه مفتوح وعلى الطرف مثبته رحمه كوب الحليب .. تحط يدها على صدرها بخوف والرعب يسكن ملامحها .. تلف براسها لورا وبسرعه ترجع تطالع الصندوق .. تميل بظهرها وهي تمد يدها بوسطه .. وش هذا !
بلايز وكم ثوب وشماغ ..وأغراض عاديه .. بوك .. مفاتيح .. تجر الملابس بصدمه وذهول ..تنزلهم من الصندوق بسرعه .. مافيه شي ثاني .. تسحب كومة أوراق مربوطة بخيط .. مشط .. مراية .. مسكت بقبضة يدها خواتم ذهب حتى تستقيم بظهرها ..هذي كأنها أغراض أبوه وأمه .. ومشغل نفسه لا تفتح ومدري وش وآخرتها هالعفش !
ترمي الخواتم بالصندوق بدون نفس .. تنحني بقهر تجر الملابس ترميها بالقوة داخل .. يتمايل الكوب فجأه من دفعه أندفاع الملابس عليه .. حتى ينكب بوسط الصندوق .. تلف تشهق وبسرعه تنحني تجره ترفعه لفوق وريحة الأدويه بدت تفوح .. تفتح فمها وهي ما أخذت بالها له .. كان ناقصها هالشي يصير هالحين .. وبسرعه رمته من جديد بوسط الصندوق .. فوق الأغراض .. تتحرك تركض بخطوات متسعه طالعه من الباب .. ومنها للحوش ..
" ياحبيبي أنت .. كل يوم بيمر بتصير أحسن وأحسن .. وبشوفك بعدها تمشي قدامي وتلحقني وألعب معك .. أشري لك كل إلي تبيه من ألعاب "
تنفست بعمق وبكاه هدأ على إيقاع صوتها الهادي ..
" بإذن الله .. بإذن الله "
تقولها وهي منسدحه جنبه .. تمسح على حاجبه ..يغمّض عيونه ببطء .. يرجع يفتحها فجأه من التعب .. لحظات ويرجع مستسلم للنوم رغم الشهقات الخفيفه إلي تعانق صدره..
تبتسم له وهي ماتدري عن ماصار خارج حدود هالغرفه .. والشي إلي تسلل بدون رضاها حتى يغادرها .. تارك الفجوات مشوهه وكأنها ماجمّلتها الأيام .. والقرب والحياه .. تميل براسها تقبّل جبينه .. بحب .. ثواني وتميل براسها جنبه .. تتكتف وهي تغمض عيونها .. مستسلمه للخمول إلي تحس فيه ..
.
.
.
يجلس فالحديقه فوقه حراره الشمس تشدد .. ترتفع أصوات المآذن بـ " الله أكبر " يتوّحد التكبير رغم أن لكل مؤذن صوت جميل يصدح في هالكون الواسع .. تهب الهوا مندفعه بقوة صوبه .. السيارات المسرعه تعبر قباله .. والحياه حوله شبه بطيئه .. الكل همهم الراحه في هالوقت .. يطيح وراه شي ومن لف إلا معاذ ينسدح على العشب يتنفس بصوت مسموع .. ينطق
" ألحقني بموت "
" منت ميت ناقص عمر ! "
" عطشان "
" ماحد ضربك على يدك تلحقني "
" خاف الله "
" من قبل لا أشوفك ! "
" ياناكر المعروف ياخاين العشره .. ساعات وأنت من مكان لمكان تسنك مشترك بماراثون وآخرتها تقولي لي تسذا وتقعد في الشارع وبين خلق الله .. تبيهم يقولون عنا ماهم صاحين "
ضم شفاته وأبتسامه خفيفه أرتسمت بالغصب من كلامه .. لحظات وينطق
" لاتنسدح طيب وتفضحنا "
" بحالتي ذي أبنسدح خلاص .. ميت تعب وعطش .. الله لايبارك في أبليسك "
حرك راسه بسرعه صوب معاذ .. يحط يده على العشب .. يتأمل وجه ولد خالته
" من جدك "
معاذ وملامح وجهه تنكمش .. يحط يده على صدره : أمزح أجل !
ريان بصوت يملاه الأنكسار : قم قم أباخذك يم المسجد منها نصلي ومنها ترتوي من موية السبيل !
تحرك واقف حتى بسرعه ينحني يجر معاذ مع يده .. يمسكها بقوة ويروح يمشي ناوي يقطع الشارع
" ترا مانيب مخليك نفس ذيك المره ثم ألقاك في آخر الدنيا .. علمتك "
ولا كأنه سمع شي نزل من الرصيف للشارع .. تتسارع خطواته وهو يقطع الشارع ينطق
" أمش .. أمش بس الله يصلحك ! "
.
.
.
القصيم
بصوت يملاه الأستغراب وعيونها متسعه رغم أنخفاض صوتها
" تشوفينه يمه شي طبيعي .. جايه تخطب لأخوها مكتمه وحالتها حاله ولابعد حرفن واحد ماقالته .. كله أم جهيمان هي إلي تحتسي "
ضربت أيديها على فخوذها وهي تلبس قميص نوم أسود فضفاض .. تملاه نقط بيضا صغيره .. تجلس متربعه قبال أمها إلي تقابلها في صمت .. على يسارها عهد وهيا يجلسن على طرف السرير الواسع .. صوت المكيف قادر يغطي على حديثهم السري والباب محكم تسكيره ..
عهد بضيق : وش قولتس مغصوبه جايه .. ترا حتى من راحوا ماطلعت من غرفتها .. واليوم بعد يادوب أبتسامه وكلمتين ..
حركت يدها بالهوا
" حتى عمي أشك أنها راحت تشوفه "
أم نوق بضيق : لايكون الحرمه متهاوشتن مع زوجها وقدرن عليها الحريم ..
عهد أتسعت عيونها : من قصدتس
أم نوق وملامح وجها يملاها الضيق : أقصد أم عواد .. والمهدومه عمتتس
هيا بملل نافضه يدها : دام فيها عمتي هي خاربه .. خاربه !
وعد رفعت أيديها لفوق فجأه : ألله لو تشوفون هاللي أسمه فارس .. ألله هو جمال هو رزه هو طول هو ....
أم نوق لا زالت تحاول تقيس رضاها عن الأمر .. بضحكه عانقت شفاتها : أشوفتس ماطقيتي لرفيقتس خبر!
وعد أنحنت تضرب يدها بالأرض : لا أحد يقول رفيقي .. لا أحد
عهد بخجل وهي تسحب هوا بربكه : والله مزيون .. !
وعد تحرك راسها ويدها قامت تلعب فيها بالهوا : ماهوب مزيون .. إلي بعده ..إلي بعده
عهد والخجل أحتوى ملامحها : لاتقولين
وعد طالعت هيا : وأنتي .. شوفي .. خطيبتس هو فيه سمار زوج نوير .. أبصراحه .. واضح الشمس صاكتهم سوا ... هه تسذا
قربت أصابعها الأثنين وقامت تفركهم في بعض
"تسذا .. بس ياهو عليه ذيك النظره .. وذيك الرزه .. "
هيا بصدمه : خير وعد .. أمداك تطلعين لنا تقرير
وعد ضربت صدرها : أفا عليتس .. البرنت عندي وأنا أختتس .. عيوني طابعه إلا هه علموني وش رايكم
عهد والصوت بالعافيه طلع : مدري أصلا سالفتهم مشقلبه .. وأخاف جدي يرفض
يفتح الباب حتى تدخل شيما بهدوئها ... تستدير تسكّر الباب ببطء .. متحركه لهم .. تنحني جالسه بجنب أمها
" إجتماع من وراي ! "
هيا أشرت على شيما : شوفي شيما .. أنا أمري عند متعب وافق .. أنا موافقه .. ماوافق .. ماراح أوافق .. عنده علم أكثر مني وأي شي يقوله بقول تآمر
شيما وحواجبه أنعقدت .. تجر الشيله مبعدتها عن كتوفها : بوش !
أم نوق بسعاده : تقصد أمرها بخطبة مساعد لها
شيما وهي تحرك راسها لفوق : آهااا .. توي أسمع متعب يكلّم أحد .. بس أستغربت يمه تسن حاله أختلف مره قلت يمكن يحتسي مع جدي يزهم عليه يجي .. يمكن !
أم نوق تطالعها : تو ..؟
شيما بسرعه هزت راسها : إيه .. أنا كنت عند عمي عواد وتراه بيدخل عشان ناديه
عهد بسرعه تكلمت : تشوفينها طبيعيه !
وعد بسرعه ضربت أيديها في بعض : أمس .. أمس بالمجلس بالله حالتها حالة وحده جايه تخطب لأخوها
شيما وملامحها ثارت : وأنتي وش دخلتس فيها .. تعرفون ناديه زين .. يكفي قلبها الأبيض وأبتسامتها .. وحده ما شفنا منها شر أبد .. خير إن شاء الله .. خلاص مالقيتوا لكم شغله
( حركت نظرها لعهد ) وأنتي وش إلي ماهي طبيعيه .. وش تبين فالحرمه .. عندها ألف من ظرف ماتدرين عنه .. تبين الرجال وافقي ماتبينه لا وفكينا .. أمرتس ماهوب عند ناديه لمعلوميتس عند أم جهيمان ..
عهد حطت يدها على صدرها وعيونها أتسعت : يمه وش جاتس ..؟
أم نوق بتأييد : إيه بالله يمي صدقتي بكل ماقلتيه .. واضحن عليها إنها تعبانه من شي من يومنها عيت تقعد وأنا مستنكره عليها هالشي .. زوجها موجود وش له تروح مع العرب !
شيما حركت يدها صوب وعد : وأنتي بدال مانتيب مشغله حالتس ترا حالتس من حالهن .. في واحد متقدم يبي رايتس
وعد بسرعه نطقت : ما أبيه !
أم نوق رفعت أيديها لفوق وتحت : لا تستعجلين ولا تردين .. بالأول أمر خواتتس وأنتي عاد أمرتس شين ثاني مختلف .. خليتس طويله بال يمي
وعد : تبين يمه أطيح بالحفره إلي طاحت فيها نوق .. أنا يالله أقدر أقابل خشة أم جلوي ... تسيف أروح أوافق تصير أم زوجي .. وجدة عيالي .. أسمحوا لي .. لا وألف لا
حركت يدها بقهر
" وهو قالها لتس يمه .. قالها "
شيما تكتفت : أنا كنت فالبدايه أقول أبعدي بس يوم جى الولد وحتسى لأمي مدري حسيته شاري .. وترا ماقاله صادز فيه .. أي وحده بتجي زوجه له سواء أنتي أو غيرتس لازم تحترم أمه .. ( حركت يدها بوجه وعد ) ياخبله .. من لاخير في أمه .. ماله خير فيتس لو قدّم لتس مال قارون .. بضاعته بتصير فاسده .. فاسده تفهمين
ضمت شفاتها بقهر حتى فجأه تنفض يدها بوجه وعد
" أصلا وش لاقي فيتس يادافع البلا .. "
وعد أتسعت عيونها وضربت صدرها حتى تشهق : وشهوووووو .. وشش لاقي فيني
شيما تقلدها : وشهو .. إلي سمعتي !
" شيمممما ! "
أنتفضت شيما بسرعه حتى تركض للباب .. تفتحه وتطلع مسكرته وراها .. تمشي في ممر حتى تطلع للصاله .. تنطق
" يالبيه "
عواد وهو يدفع باب الصاله فاتحه بالكامل .. يبتسم من عانقت عيونه ملامح وجها الدافيه وبصوت واطي : وين هي ..؟
شيما حركت يدها لورا : هنيا قاعده .. تعال حياك عمي .. حياك
يتحرك عواد داخل الصاله وهو يتعكز على عصا خشب شراها له مشعل حتى تخدمه بدال مايطلب من أحد يسانده ..
" زوجتس صابغ البيت ومأثث .. ماشاء الله "
شيما بإيبتسامه : إيه .. ياعمي حتى الدور الثاني والصدح .. لو تسان لك حيل أخذتك تشوفهم .. حتى غرف خواتي بدّلها ..
تمد يدها فجأه موقفته وهي تشد على يده .. بوسط الصاله .. حرك عيونه يتأمل ضياعها وهي تحاول تتكلم بشي طرى عليها بلا مقدمات .. سبقها بالسؤال
" عندتس شي "
ضمت شفاتها بقوة حتى تهز راسها ببطء .. وبتوتر
" إن خلصت .. أبي أتكلم معك "
عواد على طول حرك جسمه قبال غرفة التلفزيون .. نطق : فيها أحد ..؟
شيما هزت راسها بسرعه : لا .. بس ماهوب الحين
تمايلت من جر عواد يدها بالغصب .. يتحرك بخطواته البطيئه وريحة عود تفوح منه .. يلبس تي شيرت سبورت على بنطلون بلونه السكري وجيوب بارزة في هالبنطلون ..
" تعالي بتعلميني بالأول "
تنفست بتوتر من دخل فيها الغرفه .. يفك يدها ويتقدم منحني جالس ..
" سكري الباب وتعالي أجلسي علميني "
سحبت هوا بعمق لصدرها وشعور الإرتباك يثقلها .. تلامست كفوفها مع بعض وهي تفركهم ببطء وبشده حتى تروح للباب .. تجره مسكرته .. تدفع خطواتها بالغصب صوبه .. تجلس قباله .. تنطق بصوت يرجف
" أنا .. "
ضمت شفاتها حتى تدفع أيديها لورا وهي تجلس على رجولها .. قباله ..
عواد رفع صوته : يا ناديه
شيما ضحكت غصب : شيما .. أنا قايله لك لا خلصت بعلمك
عواد ضرب راسه بضياع : شيما .. أقصد
تمايل على المركه ببطء
" علميني باللي عندتس بدال ماترجفين وترتبكين .. أنا جاين يمكم أبي أعوّض كل ماحصل وأسد الخلل كله .. وتأكدي إني باللي أقدر فيه مانيب مقصّر ! "
شيما تبلع ريقها بصعوبه : هو إللي بقوله .. عدّت أمي قربت تخلص .. وأنا يعني
تتحرك يدها لفوق وتحت بضياع .. تكمّل بصعوبه
" ماتجهزت ياعمي .. صعبه إن متعب يوديني .. والله صعبه .. يعني إذا تشافيت تقدر أنت توديني للسوق ..؟ "
سحب عصاه حتى ينهض من مكانه واقف .. وهي بعيون متسعه رفعت راسها تطالعه .. مد يده صوبها ..
" هاتي يدتس "
وبيد ترتعش بخفه تمسكت بيده .. جرها ببطء حتى تفز بسرعه واقفه .. يقترب منها حاط يده حول كتوفها .. يدفعها تمشي للباب
" جهزي أمورتس اليوم ومن باتسر بتروحين مع خواتتس وبنت عمتتس تتقضين ويساعدنتس .. تراي ع بالي بتطلبين شين تسبير ع حالتتس هذا .. وآخرتها سوق ! "
شيما بصدمه وإرتباك من رده الفوري للي طلبته : بسسس
مد يده حتى يفتح الباب وأبتسامه هاديه .. عانقت شفاته ..
شيما : بس أنت تعبان ..؟
عواد يهز راسه بأسف : وش بلاكم بتمرضوني غصب ..أنتي ماعليتس
وقف من تقدمت شيما حتى تقبّل راسه .. تنطق بسعاده وحمول تحسها أنزاحت عن صدرها
" شكرا عمي "
عواد وأبتسامته أتسعت : عفوا .. بلغي البنات
شيما وهي تتنفس بعمق : أبشر
طلع للصاله أكثر يجر خطواتها متحرك بأتجاه الغرفه إلي تجلس فيها ناديه ..
شيما : عن أذنك أجل أبصعد أشوف جود
هز راسه بطء وعيونه ثابته على الباب الحديد المغلق .. يدخل ممر صغير حتى يمد يده ويفتح الباب .. يشوفها جالسه بزاوية الغرفه تكلّم .. أتساعه بعيونها وإرتباك أحتواها وهي تطالعه مباشره .. فيما هو وقف بطوله عند إطار الباب .. تصد بعيونها عنه بسرعه .. يشوف أطنان من الأحزان تسكن ملامحها وهاله من السواد الغريب حول عيونها .. شعرها متموج بكثافته يرتمي على كتوفها .. كم يشتهي يقترب حتى يدفن خشمه في خصلات شعرها .. يستنشق قربها .. يعيدها لوضعها الطبيعي .. لمكانها الأصلي دون تبديل .. يسمع صوتها إلي بدى منخفض
" تعال العصر .. إيه ..وأنا بعد ما أعرف شي .. قوقل ماب بينفعنا وبسأل البنات أتأكد .. أوكي ماعندي مشكله ... بس فارس على الحساب كل شي .. إن رجعت الرياض أبعطيك "
عقدت حواجبها بقوة حتى تنطق بدون نفس
" طيب يافارس .. طيب .. أوكي .. قلت لك خلاص .. يلا مع السلامه "
" لوني مادخلت ماعرفت إنتس بتروحين "
قالها أول ما أبعدت الجوال عن أذنها حتى ترميه قبالها .. تحرك عيونها للشباك إلي على يسارها .. تتكتف وهي تشد بأيديها على بعض بقوة .. أصعب ماتحس فيه بهاللحظة إن من يوقف قبالها .. يراودها فيه شعور أنه راحل لا محاله .. وعليها بس ترتب الفوضى .. تلم الحكايات والوعود .. تحطها على الرفوف .. تدس أوجاعها عنه .. حزنها وأنكسارها وذلها ..
لأنه آخر من يحق له يتطفّل على مافيها .. ماراح تسمح له يلمح أنكسارها الهش ..نطقت بصوت ثقيل وهي تقلّد نبرته فالكلام ..
" لونك ماجيت بيوصلك الخبر "
ضمت شفاتها بقوة حتى تتحرك من مرت ثواني معدودة .. تنطقها من باب الواجب
" الحمدالله على سلامتك "
دفع خطواته داخل للغرفه أكثر .. يسحب الباب مسكره
" الله يسلمك "
يتحرك متعكّز على عصاه حتى يجلس قبالها مباشره .. يرمي العصا قباله
" طالبه من أخوك فلوس "
برد فوري
" إيه "
" ماعندك زوج ...؟ "
ولقت نفسها تضحك .. يهتز جسدها فيما هو بنظرة حاده راح يتأمل ضحكتها المستفزة وكأنه قايل لها نكته .. تنزل براسها لتحت .. تمرر أصابعها على شفاتها تحاول تكتم الضحكه ..
" سوري "
تتمايل على المركه من أنتفخ صدرها بالهوا .. والضحكه غصب أحتوتها .. نور الشمس القوي يسطع على المكان إلي تجلس فيه
" قلت شي يضحّك ؟ "
أنفجرت من شفاته كما الرصاصه .. ونظرة غضب أحتوت عيونه صوبها .. وبسرعه ألقت بنظرها عليه .. نطقت والأبتسامه تتلاشى من شفاتها
" عواد .. أنا ماطلعت لك عشان هالسبب إلي أنت فيه هالحين ؟ "
حركت يدها بأستفهام
" لا تخلينا نلعب على أنفسنا "
نطق بإصرار
" سألت ..؟ "
حركت يدها بحده وأنفعال
" أنا لو أموت .. والله ما آخذ منك ريال واحد .. ريال .. إيش على بالك .. كرامتي بالأرض .. بالأرض .. لا موب معناته تطاولت أنت وممدوح وخالي وأبوي .. خلاص .. خلاص صرت شي تتفضلون عليه بصدقاتكم "
أشرت بيدها عليه
" لا تعطيني شي .. لا فلوس لا كلام .. لا قرار لا تبرير .. "
رفعت يدها حتى تنزلها على المركه
" أنا مدري على أي أساس توجه لي هالسؤال .. إيش ناوي عليه بعد .. رميت بطاقتك بوجهي .. وملابسي .. وحسستني بالذل .. وحركاتك الأوفر إلي مره مبالغ فيها على أساس أني أنا إلي أنجرحت "
قامت تحرك أيديها بأنفعال وحده ووجها الأبيض يتلوّن بالأحمر من أنفعالها
" وأنا إلي مره طيب .. وأنا إلي عطيت ..وأنا إلي أنصدمت "
" قصري حستس "
قالها بصوت رجولي إتزن وكأنه يذكرها إن حولهم من قادر يسمع ماتقول ..ثارت أكثر
" ماراح أقصر حسي .."
نهض من مكانه بحركه سريعه حتى بخطوتين يقترب منها .. تمايلت هي بخوف ولا تدري ليش قام .. مد يده حتى يضغط زر المكيف .. يشغله ويتراجع لورا .. جالس في مكانه ..
مد يده للعصا حتى يسحبها له .. ينطق
" إيه كمّلي ! "
هزت راسها بقوة
" إيه بكمّل .. بكمّل لأنك من جيت لي ولاّ أنا قاعده لحالي بهالغرفه "
عواد وهو يستند على المركه يجّر رجوله ببطء : طيب كملي
رجعت تتكتف وأنفاسها الحاره تتصاعد بقوة .. تشتت نظرها بعيد عنه وماعادت تدري وش تقول .. بلعت ريقها حتى ينطق هو
" ماعاد عندتس حتسي "
ناديه بدون نفس : ماعاد فيه حتسي أصلا !
عواد رفع حاجبه بقوة : ناديه .. أركدي وقبل يطلع الكلام من فمتس أوزنيه زين ووجهيه لي بأدب وأحترام .. تسان تبينا نتناقش بعقل في حياتنا من أول وجديد .. أعطيتس مايرضيتس وتعطيني مايرضيني ..
حرك يده بأتجاها
" كلنا أخطينا "
ناديه أتسعت عيونها وبغضب : كلنا !!
عواد بأستغراب وهو يحاول يتكلم بهدوء : إيه كلنا أخطينا .. ولا بعد عندتس أعتراض ناديه .. روحي يم أي أحد ترضين بحكمته وأسأليه عن تصرفاتتس وعن ماسويته أنا ..
أشر بأصبعه لها .. وهو يحركه ببطء
" أنتي من أشعلتي صدري بالنار .. أنتي ! "
ناديه رفعت كتوفها بأستغراب : دام أني أشعلته علمني أنت ياعواد إيش تبي فيني
عواد بنظرة غضب : تسيف وش أبي فيتس
ناديه حركت يدها حتى تضرب صدرها : أنا .. أنا إلي أخطيت وأنا إلي مني العله وأنا إلي أشعلت نارك .. وكل شي .. كل شي .. ياعواد .. كل شي .. مايحتاج أروح أسأل أحد ولا أعترض ولا شي .. يرضيك ..؟
ظل ساكت يطالع فيها .. أشرت بيدها عليه
" أسألك يرضيك .. ؟ "
وألتزم الصمت بشكل غريب .. نظرته عالقه فيها
" ليش ماترد "
مسك عصاه حتى يسند بيده على المركه بقوة .. ينهض واقف
" أنتظري جوابي أجل ! "
دفع خطواته للباب حتى يفتحه وعيونها المتسعه من رده تعلقت في ظهره .. يطلع حتى يستدير لها .. يلقي عليها أبتسامه بنظرة دافيه ويسحب الباب مسكره مثل ماكان بالأول ..
وهي ظلت فاتحه عيونها بأتساع .. وش فيه تركها وراح .. وأنتظري جوابي ..؟ كانت تبي رد بهاللحظة .. ماتنتظر .. نهضت واقفه حتى تركض فاتحه الباب .. تشوفه يمشي ببطء وبسرعه تحركت له .. تعبره واقفه قباله
" إيش أنتظر .. لاااا .. لا ياعواد "
رفع عواد حاجبه بقوة ونظرة غضب أعتلت ملامحه من جديد.. حرك راسه يلتفت يمين ويسار .. يرجع يطالعها وهي واقفه قباله .. نافخه صدرها وشاده حيلها بوقفتها وكأنها تحاول تكون قويه .. تتقاوى قباله .. حرك عصاه حتى يحطها على خصرها دافعها وبصوت أنخفض
" أبعدي "
" لا "
" ياحرمه أبعدي .. ترانا ماحنا لحالنا "
" أقولك لا "
رفع عيونه للمروحه إلي كانت متعلقه بالسقف بشكلها الغريب وديكورها حتى ينطق
" يارب الصبر "
أرتفعت نغمة جواله و بسرعه يدفن جوال في جيبه .. يفتح الخط من شاف المتصل " متعب" وبصوت رجولي حاد
" ألو "
متعب بإرتباك : هلا خالي .. ترانا مشينا للرياض .. أنا ومشعل ..
عواد بصدمه : وششش ! توي شايفكم ..؟
متعب بصعوبه نطق : خالي منصور .. تعب وأتنوّم بالمستشفى
صرخ عواد بخوف
" وش قاعد تقول أنت .. وتسيف تروحون وتخلوني .. فيكم شي ! "
متعب بأندفاع : هد ياولد .. تراك مريض
عواد صرخ أكثر : لا أحد يقول مريض .. خلاص ..
متعب بهدوء : عواد .. خالي منصور تعب .. تعب بسيط ولا عليه .. بس مشعل من الخرعه طلع يركض ولحقته لزوم أخاويه بالسفر ..
عواد بأنفعال وخوف سكن نظرة عيونه : وش فيه بالضبط أخوي .. وش فيه !
متعب بضياع : بلغونا أنه تعبان .. ولا وصلت هناك بقولك كل شي ..
عواد بدون نفس : والله ما أخليها لكم ياتسلاب !
أبعد الجوال عن أذنه حتى فجأه .. يمسك صدره .. يضغط عليه بقوة ..يطيح الجوال من يده ولا أهتم .. ينطق بصعوبه
" أبعدي "
تمايلت بخوف متمسكه بذراعه ..
" إيش فيك ..؟ "
عض على شفاته بقوة حتى يتحرك بالعافيه يجر الخطوة ورا الخطوة .. صوب باب الصاله وهي تسانده .. تاخذه للمقلط .. ومن أنحنى جالس نطق بصعوبه ..
" ناديه .. "
تنفس بألم
" علاجاتي برا .. كلها "
تركته من تمايل على الكنب .. حتى تروح تركض ترجع للصاله .. توقف وبصوت أختنق
" شيييما .. شيماااا .. وينكم "
تفتح هيا الباب وعيونها علق فيها الخوف من أول ماسمعوا صراخ عواد .. تركض لها ووراها وعد وعهد ..
هيا وصوتها أهتز : وش بلاتس !
ناديه أنهارت تبكي .. تأشر لورا : عمتس تعب وكلهم راحوا .. مدري وين
وعد نطقت بصعوبه : يمممه
تتحرك أم نوق بخوف تردد
" لاحول ولاقوة إلا بالله .. روحن يمي بسرعه .. لايكون يونس شي ولا أحدن درا عنه "
راحت تركض وعد لقسم الرجال .. تدخل المجلس حتى تقترب منه وهو أعتدل بجلسته .. تنحني له وبعبره جرحت صوتها
" وش تحس فيه عمي ! "
توقف وراها عهد إلي تحط يدها على صدرها .. وهيا جمدت واقفه عند إطار الباب تطالعه
عواد يجاهد يبتسم : علاجاتي برا ..
تحركت هيا تركض لبرا .. لحظات وتدخل شيما وراها جود إلي عيونها متسعه برعب ..
عواد يرفع يده : م .. ما .. فيني .. شي .. بس .. وجع ..
وعد بضياع وهي تنطق بصوت يرجف : وجهك مايقول تسذا .. والله تعبان أنت
أعتدلت واقفه حتى تأشر لشيما
" دقي على زوجتس "
شيما بتردد : سافر
عهد بصدمه وهي تطالع أختها : وش .. متى ؟
تدخل هيا حتى تقترب منه .. تنحني تجلس على ركبها وبيد ترجف تفتح الكيس ..
" أيهم ياعمي .. واجد العلاجات "
عواد : هذا .. إلي ..عليه .. خط .. أصفر ..
هيا بصوت أهتز غصب : مويه يابنات .. كوب مويه
تتحرك جود تركض وهيا أنحنت راميه الكيسه على الأرض .. تسحب العلبه بيد ترجف .. تحاول تفتح العلبه بصعوبه ..
عواد وهو يطالع أيديها إلي ترجف برعب .. يرجع يطالعها : ..وش .. بلاتس
هيا تتنفس بعمق : دقيقه ..أستغفر الله
تقولها من أنفلتت أصابعها من فوق الكرتون .. تفتحه حتى تسحب شريط الحبوب .. تعطيه حبه ..لحظات وتنحني جود تقدم له كوب المويه .. يفتح فمه حتى يرمي بوسطه الحبه ويشرب المويه .. تاخذ منه جود كوب المويه .. يضرب صدره بضربات خفيفه حتى يحاول يدفع المركه .. يبي يتمدد .. تتحرك وعد تسحب المركه بسرعه بعيد عنه .. وعلى طول تمدد على ظهره .. يثني وحده من رجوله .. يغطي عيونه بذراعه
هيا بخوف : عمي ..
عواد : هممممم
هيا : مره تعبان أنت .. تكفى علمنا !
عواد هز راسه : ما .. عليتس .. طيب .. بس أحتاج أريّح شوي
" يابنات .. هو وش بلاه "
تتراجع شيما حتى تميل براسها لأمها الواقفه عند باب الصاله .. تتحرك تمشي لها ببطء .. وبصوت ضعيف وهي تفرك كفوف أيديها بشده
" يقول يحتاج يرتاح شوي "
أم نوق تجر نقابها .. : وش أتعبه .. حنا سمعنا صراخه وأخلعنا ..
شيما بضياع هزت كتوفها : مدري يمه كنت فوق
أم نوق : دامه يبي يرتاح .. ناديهن يدخلن لا يزعجنه بالأصوات .. يلا يمي .. يلا
شيما هزت راسها ببطء : أبشري يمه
.
.
.
عيونها جاحظة بشكل مخيف وهي تطالع قبالها .. تحمل رجولها ثقل جسمها كله .. منحنيه تضم رجولها لصدرها بقوة .. كل ذرة أمان وأمتنان للحياه إلي تعيشها هالحين .. غادرتها زارعه الرعب في جوفها .. كيف صار ماصار .. كل شي لقته دمار .. الحليب ماترك
شي إلا وأعدمه .. خاصة ذيك الأوراق إلي يلتف حولها خيط .. تضيق عيونها فجأه حتى تنهار تبكي .. في الحوش الخلفي متخبيه عن الكل .. أكيد بيعصّب لا عرف وش صار .. أكيد..
ألف مره أكد على هالصندوق من أول ماخطت خطواتها هالبيت .. يسأل عنه .. حريص يخبيه في درج ملابسه .. هي كانت تشوف وتلاحظ .. ليتها ما أقتربت منه .. ليتها ما أهتمت فيه ..
وش بتسوي .. مالت براسها على ركبها .. يهتز ظهرها من أنفلتت العبرات منها .. خايفه .. خايفه .. هذا شي باقي من ذكريات أهله وهي أعدمته .. لا .. موب هي .. والله .. ماتدري كيف أنكب الحليب .. كله .. كله على الأغراض .. ! ماراح يخليها أكيد ..
" يمممه .. شفتي رحمه ! "
رفعت راسها وعيونها أتسعت من سمعت صوته .. تنحني بخرعه حتى تحط أيديها على أرضية الحوش .. تحبي بسرعه لين ما أقتربت من جدار البيت والشمس تدس نورها في هالممر إلي توصل لأجزاء منه بسيطه فيما الباقي يحاوطه الظلال ..
تلصق بظهرها على الجدار .. تحرك راسها يمين ويسار .. لحظات وترفع راسها للسما ..
يارب .. يارب .. ترددها وأنفاسها تتصاعد بصعوبه .. مرتعبه ..
" مدري والله يمي .. من بعد سالفة عمتك والبنت والله ماهيب مضبوطة .. حتى الظهر أخلعتني حالتها حاله .. تدخل غرفتكم وتطلع أكثر من مره .. حتى شكيت أن أحدن من أهلها فيه شي يادافع البلا .. "
" غريبه ! تاركها وعادي "
" أنت تبيها بأمرن مهم "
" إيه يمه كنت أباخذها معي تختار ديكور غرفة النوم وتختار بعد الأثاث والمطبخ .. معقوله عند نوق بنت عمي ! "
" دق على جوالها "
" لا أبأجلها .. هي متولعه في هالنوق وكل مارجعت من عندها نفسيتها تكون حلوة .. ملحوق ع مشوارنا هذا "
تتعالى ضحكات الجده حتى تنطق
" ونوق من مايحبها ياوليدي .. ولو أني ماخذتن على خاطري منها .. من زمان مالفت يمنا .. أنقطع حسها عن هالبيت ياكافي ! "
ترتفع نغمة الجوال قاطعه حديثهم .. " ألو " ولحظة صمت ويختفي صوته إلي كان يتسلل عليها من غرفة التلفزيون .. ترفع يدها حتى تحطها على فمها تكتم شهقه ضخمه أنفجرت بقوة .. شعرها القصير يتبعثر بأتجاهات مختلفه .. أكيد هادي لكن وقت مايعرف وش صار بوسط الصندوق .. ماراح يسكت لها .. رجعت تميل براسها على ركبتها .. تردد وصدرها يرتفع وينزل بقوة
" وش أسوي .. وش علي أسوي .. يارب يارب ياااارب يااااارب تحلها من عندك .. يارب"
هزت راسها بقوة وصورة الصندوق إلي كانت تفوح منه ريحة الأدويه راسخ في عقلها ..
تردد بعيون أتسعت بشكل مرعب وملامح أغرقها الدمع والأنهيار وكأنها تهذي
" والله مدري كيف طاح .. مدري .. كيف طاح .. والله .. والله ... مدري ! "
راحت الشهقات تجر طريقها بين صدرها وشفاتها .. والذعر يسكن ملامحها .. مستحيل بيغفر لها هالأمر .. مستحيل .. إيه .. إيه مستحيل ..
.
.
.
تمشي فالممر وهي تشد على برقعها من تحت ذقنها .. خوف خفي يتعلّق بنظرة عيونها إلي تعبر ملامح البشر حولها .. قبالها معاذ وريان يبحثون عن الغرفه إلي أنقال أنه منصور موجود فيها ..
" وينهم "
ريان وهو يشيل سلة القهوة والشاي بيده : مدري ياخاله .. قال جلوي غرفة 95
فضيه تتقدم تجر يده : رح أنشد عنها بالأستقبال .. بيعلمونك
معاذ يطالع أمه بضيق : نشدناهم .. وأمحق ماعطونا علم كله لف يمين يسار يمين يسار
ريان أشر بسرعه لآخر الممر
" هذاك جلوي .. شوفوه !"
أستدارت فضيه حتى تشوفه يمشي .. وجهه شاحب بشكل مخيف .. أندفعت تمشي بخطوات متسعه فالممر .. وعلى طول أنحنت تجر يده من أقتربت منه .. تهز يده بعنف
" أبوك فيه شي "
جلوي تعلقت عيونه فيها وبذهول : عمه .. وصلتوا ماشاء الله
فضيه بقهر وصوتها أختنق : أخوي وينه .. وينه
جلوي بسرعه جر يدها يقبّلها بأحترام .. يحضن راسها يقبّله : أخوتس بعافيه .. وماعليه الحمدالله .. وهذي فوزيه عنده ويسولف معها .. هم بس يومين تنويم عشان يتطمنون على حالته وبيطلع
رفع عيونه لريان بضيق ..
" هماني قايل لك .. قلهم إن أبوي بخير "
ريان حرك يده لمعاذ : هو من راح يركض سابقني
معاذ ينتفض رافع أيديه بأستسلام : قلت ماقاله ..
تنفس جلوي بعمق وفضيه رفعت أيديها تبكي .. من وصلها الخبر وهي تحاول تتماسك .. حضنها جلوي بسرعه
" عمه .. أنتبهي ترا أبوي تعب من بتسا فوزيه عنده حيل ... لا يشوفتس تبتسين ثم يتعب أكثر .. تكفين ياعمه "
فضيه بصوت أنهار : الحمدالله أنه بخير .. الحمدالله
جلوي يجرها للغرفه : تعالي شوفيه وتطمني عليه .. أمسحي دموعتس.. أخييتس ماوراه إلا العافيه
يدق جواله ومن سحبه وشاف المتصل " نوق " تركه على وضعيه الصامت .. !
تحرك بخطواته البطيئه .. ترتاح ذراعه على كتوف عمته ..
" هالحين بتشوفينه وتتطمنين "
يتحرك وراه ريان ومعاذ بصمت
وهناك .. يطلع من المجلس والغتره بدون أهتمام ترتمي على كتوفه .. متقوّس ظهره بشكل واضح ونظرة عيونه المشتته تضيع في أتجاهات مختلفه .. يردد بخوف
" يآآآآآآآآآآآلله أنك تحفظه لي .. "
بادي بهدوء وهو ينحني يقدم لجده نعاله : يبه .. والله العظيم مافيه إلا العافيه .. أنا مكلمه بنفسي .. جلوي دق علي بعدين عطاني عمي عشان أتأكد أنه بخير
بو عبد الله بحده وأنفعال : وش أتعبه ..؟
بادي ينهض واقف بطوله : عادي يبه ضغوطات تصيب أي أنسان لو تسمع بس شوري .. ونروح له باتسر .. هالحين الكل عنده وبيطمنونك !
بو عبد الله صار يضرب صدره : مانيب مرتاح .. وماهيب ضغوطات .. إلا شين ماقدر يتحمله وتعب .. تعب ولدي من هالأمر !
" السلام عليكم "
يحرك بادي عيونه ببطء صوب الشايب إلي دفع باب الشارع حتى يوقف بثبات .. نحيف وتجاعيد الزمن ترسم حكايتها على وجهه النحيف وكأن التعب ماخذ من عافيته الكثير .. يلبس ثوب فضفاض على جسمه وأكمام ثوبه القاسيه تلتف حول معصمه مثبته بكبك رصاصي .. الشماغ يرمي أطرافه لورا كتوفه ..
بو عبد الله بأستغراب راح يتأمل هالشايب إلي لأول مره يشوف : ياهلا .. حياك الله
بادي يترك جده متقدم للشايب .. يصافحه : أرحب .. حياك الله .. أقلط أقلط جاي
" الله يحييك ويبقيك "
يتقدم بخطواته الخفيفه حتى يصافح بو عبد الله .. يقترب بملامحه حتى يلامس خشم بو عبد الله لمرتين ويبعد
" أخبارك يابو عبد الله .. بشرني عنك "
بو عبد الله لا زال يطالعه بأستغراب : أبشرك بخير .. هو أنت تعرفني ..؟
ضحك ضحكه خفيفه .. حتى ينطق
" معك بوطارق .. خوين لولدك عبد الله رحمة الله عليه وجاين لك متعني لجل أتمم ماسلمنيه ولدك "
" هذا أنت "
نطقها بادي بقسوة .. وغيظ لا متناهي تفجّرت في نظرته من وقف عند إطار الباب فيصل بجسمه إلي ظهر نحفه أكثر من قبل .. ونظرة ضعف تحتوي عيونه ..
يلتف بوطارق بسرعه لبادي حتى يمد يده بسرعه
" هالولد تحت حمايتي .. وهو من جابني لكم ومتعني لي للهند وقعد عندي أيام لين جى معي .. لا تتعرضون له لين ماتعرفون ماعندي كامل "
حرك راسه لبو عبد الله والهوا البارده تندفع بقوة صوبهم
" أدخل على الله ثم عليك يابو عبد الله تعتق الولد ولا يتعرضه أحدن منكم ومن عيالكم .. هو جاين بياخذ أمه ويتوكّل على الله "
بو عبد الله ونظرة الغضب تعلقت بعيونه : بلاك ماتدري وش من فعول يهود مسويها
بو طارق رفع صوته : والله عارفن بكل شي ..
بادي حرك راسه بصدمه لبو طارق وباشمئزاز نطق : قالك !
بو عبد الله تحرك بخطوة لجهة اليمين حتى يرفع يده صوب فيصل : أيا الخسيس وناشرن غسيلك الوصخ عند الأجناب تبي تفضحنا ..
أنحنى منتفض وجسمه أهتز
" تفو عليك من رجل .. أذلف من بيتي يالخسيس .. "
بو طارق أتسعت عيونه حتى يتحرك يمسك كتوف بو عبد الله : أدخل على الله يارجل .. أتركه بوجهي ..
بو عبد الله برفض والشماغ تمايل من راسه : لا أشوفه
بو طارق : أقولك بوجهي .. وكّل الله .. وكّل الله .. ابن آدم بيخطي لين الله يرث هالأرض ومن عليها .. وأبواب التوبه مفتوحتن لنا لين تشرق الشمس من مغربها .. تسان الله رضى عليه وغفر .. تبي تشيل بقلبك عليه أنت !
بو عبد الله بدون شعور : هذا مصيره جهنم .. وين هالتوبه وهو بغى يمس أعراضنا !
بو طارق بضيق : لاحول ولاقوة إلا بالله .. وش هالمنطوق يابو عبد الله .. مهب زين ماتقول
بو عبد الله صد وهو يتنفس بقوة : ...............................
بو طارق حرك راسه لبادي : مهّد له الطريق تسان في هالبيت أجناب عنه وخله ياخذ أميمته ويطلع ياولدي .. وتسان للضيف خاطرن عندكم ومقدار .. لا أحد يتعرض له
ظل بادي جامد في وقفته .. وببطء تعلقت عيونه على أبوه إلي وكأن نظرته أحتواها الرضى المؤقت ملبي طلب الغريب .. جمع أصابعه بقوة حتى يدفع خطواته بعيد عنه .. ينطق بغيظ يكتمه في صدره محرك يده لقدام وهو يتحاشى النظر فيه
" ماهنا أحد أدخل .. "
دفع فيصل بجسمه لداخل .. حتى يمشي وعيونه بالأرض .. يجر الخطوات صوب باب المدخل .. يدخل وهو يحس بسكين تنتصب داخل روحه .. من كل ماسمعه .. تنزف ذل يذوق طعمه المر على لسانه .. الشعور موجع لكن عليه يتحمّل تبعات ماصار حتى يرتاح .. لازم يرتاح ..
يدخل للصاله ..يرفع عيونه وريحة البويه تنتشر بشكل كبير .. غرفة التلفزيون مغلقه يسمع صوت التلفزيون شغّال .. غرفة المجلس بعد مغلق بابها .. وين بتكون أمه .. يحرك راسه بسرعه صوب آخر غرفه وهو يسمع صوت تنهيده أطلقتها من شفاتها .. وأندفع معها قلبه يدق بقوة .. يتحرك ورعشات مجنونه صارت تسري في عروقه .. المواجهه لابد منها .. خطوة ورا خطوة لين ماوقف وهو يشوفه تجلس متربعه بجسمها السمين ومنحنيه لرجلها تحكها ببطء.. شعرها تلفه من ورا بشكل عشوائي .. تلبس قميص واسع فضفاض .. ينوي ينطق لكن بسرعه يحس كما لو أنه يختنق .. يمرر أصابعه على ياقة ثوبه .. يفك الأزرار لعله
يتنفس بأرتياح .. وبسرعه لفت له حتى من طاحت عيونها فيه واقف عند باب الغرفه .. تشهق بأقوى ماعندها .. وبسرعه تحط أيديها على الأرض وتفز واقفه .. تركض له تجره مع يده .. تسحبه بالغصب لين ما أخذته لباب المدخل الخلفي .. تدفعه بالقوة مطلعته للحوش ..تطلع وتسكّر الباب وراها ..
" مهبول أنت جاي وش أنا قايله لك "
فيصل بأسف يطالع أمه وبصوت أنخفض من هالمشاعر إلي تحتويه : يلا يمه مشينا
نوره بصدمه وهي ترفع يدها ثايره : وش مشينا .. وين كنت غادي أنت
فيصل وهو يبلع ريقه ولايشوف قباله غير صور من نهايات : يمه أمشي مالتس في هالمكان من محل .. أمشي معي
طالعت في ملامحه إلي تغيرت عليها .. عوارضه .. هالتعب إلي يتآكل في ملامحه .. تنزل بعيونها تتأمل جسمه .. نحف كثير .. ترجع تتسلقه من جديد بنظراتها حتى تستقر عيونها بعيونه .. هدوءه .. كلامه .. تغيّر .. إيه موب هذا ولدها إلي تعرفه .. مستحيل .. تنطق بشك
" وش بلاك أنت "
فيصل بقهر وهو حرك يده بأنفعال : أقولتس أمشي معي يمه .. أمشي
نوره شكها يزداد : فيصل .. أنطق ياولد وش بلاك
فيصل حرك يده لقدام بحرقه : أنا أبطلع يمه .. قسم بالله إن ماطلعتي لا أروح لجدي وأقوله كل شي أعرفه .. كل شي وتعرفين أنتس لو ماطلعتي .. ماراح يحصل خير للي بينكشف !
" خيييير إن شاء الله "
أرتفع صوتها بقساوة وخو أستدار بسرعه تاركها يجر الوجع في ذاته .. يمشي بخطوات متسعه والأنفاس تحتشد داخل صدره المتهالك .. يرعد قلبه بخوف .. خوف من مابعد الحقيقه .. كيف بتكون حياتهم .. كيف بيتغيّر شكلها .. وتكوينها .. وش راح يتشوه أكثر .. ألم يجره للأسفل .. يجره دون إرادته .. يحاول يمزقه بوحشيه .. ويتلاشى جسمه خلف باب الشارع بقوة فيما بادي ظل واقف متكتف بغضب ينتظر خروجه .. ونظرات عيونه علقت على باب الشارع بكره .. أستدار بسرعه حتى يدفع جسمه ويدخل بقوة للمجلس.. تتسع خطواته والغضب سكن ملامحه .. كيف يتجرأ الخبيث يجي للبيت تحت غطا الضيف .. مقهور ووده يطلع له .. ينهال عليه بالضرب لعل هالقهر إلي يكوي جوفه يفرغه فيه وفي شوفته .. ينحني جالس متربع .. قبال صينية القهوة والشاي .. وهو يرص على أسنانه بغيظ .. ما كانت خفيه عن أبو طارق إلي ظل يطالع بادي بصمت .. يرجع يطالع بو عبد الله ..
" البنات وأمهم وينهم "
بو عبد الله : بالقصيم عند وليدي متعب .. وراك من جلست تنشد عنهم وتسنك تعرفهم !
بو طارق بصوت جهوري .. حازم : يابو عبد الله .. أبيك تجمع عيالك كلهم .. ماعدى أم فيصل تستثنى من الحضور .. وتروحون يم القصيم .. وعطوني خبر ألحقكم معي المحامي إلي بتفتح عنده الوصاه كامله حتى يشهد قدام الكل إن مابرقبتي من أمانه أتسلمت ولا أحدن يطالبني بشي
بادي رفع عيونه بنظرة ذهول علقت فيه : ...........................
بو عبد الله وهو لا زال ماهو مستوعب : أنت متوكد أن الوصاه من وليدي رحمة الله عليه
بو طارق أبتسم : متوكد وهو مسلمها لي .. بيدي يابو عبد الله .. كامله والوصيه آمرن فيها ماتفتح إلا بعد وفاته
بادي بحزن أحتوى صوته : الله يرحمه ويرحم والديني وأموات المسلمين
بو عبد الله يحرك أيديه بضياع : وأنت وينك طول هالمده ..؟
بو طارق يمد الفنجان لبادي : والله يابو عبد الله ماوصلني خبر وفاته رحمة الله عليه إلا من بعد فتره .. ورحت يم ديرته أنشد عنه وقالوا لي الرجّال شد مع بناته عن هالديره يم الرياض وأنا كنت تعبان أتردد لديارن بعيده أتعالج .. وجيت يم الرياض أنشد عنكم وطحت في فيصل إلي أبعدني عنكم وسافرت خايبتن ظنوني
بو عبد الله لف يطالع بو طارق بصدمه : .................................
بو طارق وهو ينطق بصوت أحتواه العجب .. ينحني ياخذ الفنجان من بادي : ثم يامر الله .. إن متعب يعرف ولدي طارق.. وشاف فيصل عنده .. والولد تبارك الله ذكي ولمّاح .. أخذ رقمي وتواصل معي لما عرف إن فيصل رايح يقول لولدي عن أرضن طريتها له وأنا على نياتي على أساس أنه بيشريها .. هي أرض مكتوبتن باسمي وهي لبنات عبد الله سلمها لي ولدك وطلب مايتوزع ورثها لين أسلّم ماعندي وبحضور الكل.. والظاهر تسان في نفس فيصل يخلي عيالي يقومون علي ويمنعوني عنها لنها لهم .. يحسبن الخبث في عيالي وأنا ماربيتهم إلا على عزة النفس والكرامه .. والله مافي واحدن منهم طالبني بمالي كل شي من يمينهم ..
بادي تخشّب في جلسته .. عيونه راحت تغرق في ملامح بو طارق من مايسمعه : ...............
بو طارق : وترا متعب وزوج بنيتكم الشيخ بتار .. على علمن بجيتي وينتظرونها .. وتواصل معي بتار بنفسه يبي يتوكد إن تسان بطوّل ولا قريب ملفاي للجميع
بو عبد الله بضياع : وبتار ليه ينشد عنك ...؟
بو طارق وهو متحفّظ على الأمر : كل شي بتعرفه بالقصيم ..
حرك بو عبد الله عيونه صوب بادي إلي يغرق بالصمت قبال مايسمعه .. تضيق عيون هالجد بقوة ويحس كما لو أن حمول كما الجبال تطيح على صدره .. يبلع ريقه بصعوبه وهو يسترجع ما أنقال عن فيصل .. ينطق بصوت منخفض يحتويه الذهول .. ينفض يده بقوة
" أعوذ بالله من هالولد .. أعوذ بالله "
بو طارق بسرعه تمايل حتى يجر كف بو عبد الله : هذي العلوم الأوله .. الولد جاني وعلمني بكل شي .. أنا مابي أقولك كل ماعندي إلا إليا أجتمعنا عند بيت أم البنات وأنت قلت لي عدتها ماخلصت .. لزومن نلفي عليهم ..
بادي بأستفهام : متى تبيها يابو طارق ..؟
بو طارق بأندفاع : مدري عنكم .. أنا الليله ماشي يم الشمال ولا وصلتم أنتم للقصيم أزهموا علي على طول .. رقمي عند متعب
بو عبد الله : وين تمشي عشاك الليله عندنا
بو طارق برفض : لا والله أكرمكم الله .. أنا وراي أمورن تسثيره لزوم أرتبها .. وأهلي بعد ينتظروني ياخوك وماجيت يمكم إلا أبي أرمي حمول هالوصيه من على كتوفي .. وأقدم الوفا لذكرى رجلن تسان من أطيب الناس وإن رماه الردى لدروبن تسثيره أخذته شمال ويمين وشتت بنياته عنكم .. الخير تسان موجود فيه .. والله تسان موجود
ينهض بسرعه واقف وبادي بسرعه وقف
" تعشى عندنا .. والله مايصير تروح بدون مانكرمك يابو طارق .."
بو طارق : مرتن ثانيه ياولدي
رفع يده
" فمان الله "
تحرك يمشي يتبعه بادي وبو عبد الله ظل جالس في مكانه .. رعشة الصدمه من ماقاله بو طارق من أنصاف حقيقه جزأها على هواه وعلى مايناسب هالحضور الأول .. يهزه بعنف ..
أي وصيه تركها عبد الله له ولبناته .. والتراب دفن جسمه .. والغياب .. الغياب يحسسه بمراره الفقد الثاني إلي ماعاد به من رجوع .. يثقل صدره بقوة .. والضيق يتصاعد لأنفاسه .. يحس بقلبه يعتصر شوق .. شوق للراحل إلي قد تجرأ يذوّقه المر .. لكن بيظل طول عمره يحن له .. يحن لولده .. عمره ماقدر ينتزع من قلبه مشاعر تنبت في أرضه بلا إراده منه .. لأنها موجوده فيه وإن تجاهلها .. آآآه منك ياعبدالله .. رحيلك يكويه .. يكوي قلبه إلي ضعف ألالاف المرات عن قبل .. وكل يوم يمر يزداد ضعف وهشاشه .. وكل ما لمح وحده من بناتك
راح البكا يشده بلا سبب ..
" يبه "
وبصعوبه يحرك بو عبد الله عيونه لبادي ينطق بصوت ضعيف
" تعال يبه .. أفرش السجاده .. أبي أصلي ركعتين "
بادي بحزن : تونس شي
أطبق شفاته بصمت كئيب لقاه يمزقه .. يرفع يده يمسح على لحيته البيضا ..
وهو يفضّل يبقى الكلام بين ضلوعه مايعلمه سوى رب العباد .. أسند أيديه على المركه حتى ينهض ببطء .. ينطق بتأكيد
" أفرش السجاده يابوك وأطلع خلني بروحي .. أطلع ! "
.
.
.
" وأخيرا نقدر نطلع بالحوش ونتنفه .. أفففف .. "
تتمايل حتى تنسدح على ظهرها وتحط رجل على رجل ..
هيا بدون نفس : عهد .. خير قومي تعدلي وأجلسي زين لا تسدين نفسنا .. الحمدالله والشكر
عهد تحرك راسها لأختها : عندتس أعتراض .. كيفي .. من زمان عن سدحة الحوش
جود أنحنت بظهرها حتى تضرب عهد مع رجلها : قومي قومي قبالتس الأواني ..
عهد بسرعه تسحب رجولها وتفز جالسه : آآآآآآآآآآآآآي .. عورتيني
جود بقهر : لنا نص ساعه نرتب في ذا السفره والحلا والحركات وتنسدحين .. خربتي أوم الجو لابارك الله في عدوتس
" مع السلامه يالربع "
تلف عهد براسها وعيونها أتسعت من طلعت وعد لابسه عبايتها وتشيل كيسة بلونها الأزرق مليانه كلها رز وبقايا أكل .. تلبس جزمات سبورت ضخمه .. تتمايل بمشيتها وكأنها فرحانه لشي مايعرفونه .. تتسع عيون هيا وجود ولا يدرون وين رايحه ..
عهد بخوف : خير على وين ..
توقف وعد حتى تحرك الكيسه وتحطها ورا ظهرها .. تتمايل بملل .. تنطق
" بروح عند المزيونه وعيالها .. بحط عندها العشا وأجي "
هيا بصدمه : وأمي وشيما
وعد بسرعه حركت يدها بالهوا : عمي عواد أستأذنت منه وقال روحي لا تتأخرين .. وعلمته بكل شي .. وخلاص عمي موجود ماعلي من أحد .. حلالي أخليه يموت جوع مثلا !
جود : وعمي مهوب تعبان العصر .. رايحه تشغلينه ليه ..؟
وعد : مالكم شغل
جود : أووخص !!!!
وعد حركت كتوفها : من حقي أتدلع ذلحين .. وأنتي
أشرت على عهد بصوت ضخمته
" ترا رفيقتس بالطريق .. عشر دقايق وهو بيجي مع ناديه .. بيشوفتس الشوفه الشرعيه يقول ماراح أتمم الزواج لين أشوفها زين .. وأستأذن من متعب وعمي عواد بيجي يقولتس الأمر .. تجهزي "
أنتفضت عهد حتى تضرب أيديها على صدرها بقوة .. توقف وعيونها أتسعت على الآخر
" تتسذبين "
طالعت هيا .. حتى تنطق بحرقه
" وش أسسوي .. وش أسسسوي مابي أطلع له مستحيل .. مسسسستحيل "
" وعدووووووه "
حركت وعد راسها لورا .. حتى تشوف شيما جايه لها تركض .. وبقوة تحركت تركض لباب الكراج .. توقف شيما حتى ترفع يدها بالهوا
" إن طلعتي بتندمين .. أقسممم بالله "
وعد وهي واقفه بمسافه بعيده : أنا مستأذنه من عمي .. أبروح خمس دقايق .. وأرجع
شيما بعصبيه وهي تحرك يدها : والله العظيم لا تنجلدين إن طلعتي بهالوقت .. باتسر الصبح بتروحين
وعد بقهر قامت تتمايل : أنتي وش بلاتس علي .. !
شيما بحده أشرت بيدها للفرشه وملامح وجها الغاضبه أشتدت : تعالي أنطقي هنيا .. أحسن لتس وأنا ماراح أعيد حتسيي مرتين .. تذكرين آخر مره وش صار لتس .. أحترمي نفستس وأقعدي معهن ولاطلعت عين الشمس يصير خير تروحين براحتتس .. بليل مافيه
وعد ضربت رجلها بالأرض : الحمدالله والشكر .. يروح هو .. تجي غيره هي .. أهجدوا ترا أشغلتونا وقطعتوا رزقنا ( حركت الكيس بقهر ) وهذا وين أغدي فيه
شيما بدون نفس نطقت : أتركيه عند الباب لين باتسر .. ماهوب غادي لمكان ولاهوب خربان!
نزلت يدها حتى تشوف وعد تجر خطواتها بحلطمه عند الباب ترمي الكيسه وتتراجع لهم .. وبنظرة قاسيه نوت ترجع للبيت لكن وقفت من أنحنت عليها عهد تهز يدها بقوة
" ألحقي علي .. الرجّال بيشوفني "
شيما بعدم فهم : من الرجّال !
عهد بصوت أرتجف : فارس
شيما أنفضت يدها بقوة : خير أنتي الثانيه .. تهوجسين مع جنبتس .. تسيف يشوفتس مستحيل هالحتسي ..
عهد وكأن ماء بارد أنكب عليها .. وقفت بأنفاس متسارعه تطالع وعد : ................
هيا بصدمه : التسلبه وعدوه تقوله
جود وهي تحط أصابعها على شفاتها : من جد !
شيما رفعت عيونها للسما : يارب ألهمني الصبر .. يااااااااااااارب
" يااااااااااولد "
" أرحب .. أرحب حياك الله "
تحط رجلها وعد تركض لهم حتى تنطق بحماس وهي تحرك أيديها بالهوا
" هذا صوته يابنات .. بسرعه تعالوا خن نشوف "
وبسرعه تفز هيا وجود يركضون بقوة للممر الخلفي .. لحظات وتركض عهد تلحقهم .. توقف شيما متسعه عيونها بقوة ماهي مستوعبه ركضتهم .. !
تنطق من قلب
" لا بالله ماعاد فيه حيا ومستحيا بعد "
" وخررررري .. وخري "
يتزاحمون عند الباب حتى تطيح وعد بقوة عند العتبه من داست عباتها بالغلط .. تنطق بألم
" لا تسبقوني .. فكررررتي ذي "
جود وهي تنطها :أندزلعي بس
هيا : من جد .. فاضين لتس حنا قالت فكرتي قالت .. روحي وراتس بس
عهد وهي تشوفهم يسبقونها وبصوت واطي : بنات أنتظروني .. لحظة تكفووون
تسمع أم نوق خطواتهم إلي تضرب الأرض بقوة حتى تنطق بخوف
" وش فيه يادافع البلا .. ! "
جود بحماس : بنتمقّل زين ياخاله .. ونعطيتس التقييم
تندفع خطواتهم لباب الصاله .. الساعه تقترب من 7:30 .. يدفعون خطواتهم في قسم الرجال المظلم حتى بسرعه جود تتقدم من باب المدخل الرئيسي .. تمسك الباب تفتحه ببطء .. تجره حتى تدفع ملامحها من الفتحه الصغيره إلي أظهرتها .. تنحني هيا تحتها تقرّب عينها للباب ..
جود بصوت واطي : هذي ناديه واقفه .. ليتها توخّر
هيا : وين غدى لايكون دخل .. خساااااره
عهد تضرب ظهر جود : وخروا بشوف تكفون ..
جود بقهر : صوته .. ماشاء الله
هيا : إيه .. صوته حلو بس قهر واقف بالجهه الثانيه مانقدر نتمقّل !
عهد بأنفعال وبصوت أنخفض يالله بالعافيه يسمع : وخروا بشووف أقول .. وخروا
تتمايل بقوة من جرتها وعد للمقلط تنطق
" الله لا يعمينا من الدريشه المفتوحه إلي أكبر من روسكن .."
تدفعها حتى تدخل تتمايل .. تقترب وعد من الكنب حتى تنحني برجلها ترمي ثقل جسمها على الكنب ولمبات الحوش ترمي بضوئها لداخل المجلس .. تميل وعد براسها وبسرعه تبعد ..
" شفته "
تتنفس عهد بربكه حتى تقترب من الكنب .. تميل براسها ببطء وخوف تطل من شباك المقلط على الحوش .. تميل أكثر وأكثر لين ماتعلقت عيونها فيه وهو يوقف بطوله وكشخته ..
ترفع يدها برجفه تضمها لصدرها بقوة ودقات قلبها أخذت ترعد داخل ضلوعها إرتباك وخوف .. يرفع طرف من غترته البيضا لفوق راسه حتى بانت عوارضه وجزء من طاقيته فيما طرف من غترته الثاني يررتمي على صدره .. يحرك يده صوب عواد
" والله ضعت بأسواق بريده .. مول واحد دخلته والثاني على الشارع ويوم عرفت أني إحتمال أضيع طلعت من السوق بكبره .. والعشا بسيارتي "
" وش أنا قايل لك "
يفتح يفمه يضحك بقوة
" والله عارف إيش بتقول لي .. بس حاول تزحلقها هالمره "
" أزحلقها أجل .. تعوّدها مرتن ثانيه .. قايل لك لاتجيب معك شي .. النعمه متوفره فالبيت .. بس من أفهّم أنا ! "
تنحني بقوة .. تحط أيديها على الأرض من أستدارت ناديه بعبايتها الكتف ونقابها إلي يغطي ملامحها حتى تتحرك جايه لهم .. فجأه تدخل جود وهيا للمقلط .. تصرخ وعد بقهر
" ماهوب هينا ياغبيات أنفضحنا "
جود تتلفت بخوف وهي تتمايل بكل أتجاه تبي تلقى لها مكان
" وين نختفي "
تجرها هيا للزاويه ووعد ركضت حتى تدفن جسمها ورا الباب ..
هيا بقهر وهي تأشر بيدها لعهد إلي لازالت منحنيه على الأرض
" لاتقلبين بريعصي ماهوب وقتتتس "
جود أهتز جسدها بقوة من الضحك حتى تحط كفوف أيديها على فمها : بريعصي !
زحفت عهد بسرعه حتى تلصق في طرف الكنب .. تفتح ناديه باب المدخل .. تعبر المقلط وتطلع للصاله .. تنفجر جود تضحك وهي تدفن راسها ورا ظهر هيا ..
عهد بقهر : بريعصي أجل .. أوريتس
هيا ماقدرت تسكت .. أنفجرت تضحك بقوة : من جد .. وش بلاتس لصقتي بالفرشه الحمدالله والشكر ..
يرتفع صوت فارس فجأه
" يلا دقايق .. الأغراض بسيارتي "
يدفع خطواته طالع من باب الشارع .. متوجه لسيارته .. يفتح الباب الخلفي حتى يسحب أكياس العشا بأيديه الثنتين .. يتراجع لباب الشارع ينحني يحطهم بجنب الباب .. يرجع للسياره حتى يجمع أكياس أخته كلها .. يدفع الباب مسكره بجسمه .. يدخل للحوش منحني منزّل الباقي من الأكياس بهدوء .. يدفع باب الشارع بيده ويتحرك متوجه للمجلس .. يجر أطراف شماغه حتى يرميها بحركه سريعه لفوق راسه ..
" كيفك الحين "
عواد أبتسم : لاتغدي مثل إلي عندي .. أنا عصبت شوي وتعبت
ينحني فارس بطوله وعلى يساره يجلس عواد .. ينطق بهدوء
" أنتبه "
عواد يطالع فارس مباشره : أختك يوم رحت معها تحس أنها طبيعيه ..؟
فارس برد فوري وهو يهز راسه : لا طبعا
عواد : السواه طيب ..؟
فارس بقلة حيله : حاولت أسألها بس قالت لي شي بيني وبين زوجي .. خلك بعيد
عواد أتسعت عيونه : ألله !
ثواني تمر على صمت فارس إلي نفخ صدره بالهوا بقوة حتى يزفره .. ينطق بقهر
" ماسكت لها .. تخانقت معها .. لا ردها مقنع ولا سكوتها وتجاهلها وبرودها .. مدري إيش فيها بالضبط .. من بعد ما أخذها خالي وهي متغيره حتى علي .. "
رفع أيديه لفوق
" أنا ما أدري فعلا إيش صار بينكم .. ممكن تقولي ! "
رفع عواد يده .. حتى يحك شاربه .. ينوي ينطق لكن صوتها الحازم كان يسبق رغبته فالكلام
" تبي أقولك عشان ترتاح بدال ما أنت متعب نفسك بالسؤال ومحرج صديقكك "
تكتفت بحده وعبايتها الكتف لا زالت تغطي جسدها .. حول رقبتها شيلتها السودا .. تجمع شعرها لفوق كله .. يدفع عواد ظهره بإستقامه وهو بملل يصد فيما فارس راحت عيونه تتأمل أخته بشي من الذهول على طريقتها في الكلام وعلى وجودها بالحوش من جديد .. تدفع خطواته بكل قوة صوبهم ..
" أختك أخطأت بأشياء كثيره "
فارس بدون نفس يرفع يده : ناديه بالله .. إيش هالكلام
عواد وهو يحرك يده صوبها وبنبره يحاول فيها تصمت عن أي شي : لا تقولين حتسي بيحسب عليتس ياناديه ..
لكن ماكان في ملامحها البارده وهي توقف قبالهم أي تعبير يعطيهم إمكانية للحديث أكثر .. للصبر للتناسي..
ناديه : أبحاسب لا قلت أني أخطيت .. أنا أبيك ترتاح من التبرير ومن كلام إنها هي فعلت وأنا فعلت .. وهي بدت وأنا بعدين بديت .. وهي سوت وأنا بعدين سويت
عواد وهو يحاول يكون طويل بال للنهايه : لا تخليني أرتاح .. أسكتي .. أنا قلت لتس اليوم لتس مايرضيتس ولي مايرضيني !
ناديه بحقد : لا ياعواد .. لا لا ..
عواد أتسعت عيونه فجأه وأبتسامه بالغصب أرتسمت على شفاته : وش إلي لا .. ياحرمه من جد والله ماعاد أعرف من أنتي ..؟
ناديه ضربت أيديها في بعض : حنا خلاص .. ياعواد أنتهينا .. أنا أبي الطلاق .. أبيه من كل قلبي ..
نهض فارس من مكانه ثاير حتى يتحرك صوبها .. تتشبث أصابعه بذراعها وبالقوة يجرها للباب .. لكن تحركت بقسوة تحاول تبعده عنها
" وخر أنت الثاني .. وخر أحسن لك .. وخر ! "
فارس ثار بعصبيه .. جرها له بالغصب وهو يرفع يدها بعنف له : هيييه .. ناديه .. إيش قاعده تسوين .. أحترمي نفسك ولا تستفزيني بكلامك وأسلوبك
أرتفعت كتوفها من قو شدة أخوها لها .. وهالأسلوب يفتت روحها .. تكره المسئوليه إلي يرمونها عليها من نظراتهم .. تكره ضعفها .. تكره كل شي .. حركت أيديها وكان عليها ترجع لمسرح أوجاعها .. تبي تتحرر من أصابعه بالقوة .. وبعنف هزت يدها
" أقولك أبعد .. وأطلع من حياتي أنا أعرف كيف أحل وضعي .. موب محتاجه لكم أنا خلاص .. خلاص .. ماقلت لي لا تزوجت بتنساني .. روح ألحق ممدوح يلا أشوف .. ليش تنتظر الزواج .. ليش ..؟ إيش بعد ماسواه ممدوح .. أنا مليت .. تعبت .. "
وغصب عنها وإن قاومت .. راح الضعف يسري في أوصالها وصوتها يضعف غصب عنها .. قباله وقبال عواد إلي لا زال بشكل غريب يتمّسك بخيوط الصمت وإن تسللت منه .. تحتقن عيونها بالدموع .. وماكانت تنتظر غير كلمه وحده .. مواجهه .. محاولة أي أحد يدس أنفه في أمرها حتى تنفجّر ..
" أنت من أقنعتني "
حاولت تمسك ثوبه بقوة من الصدر .. تجره وتهزه بضعف
" أنت من وعدتني بكون سعيده .. وين هي سعادتي .. وين هي يافارس .. خواتي أسعد مني بكل شي .. وممدوح من أختار لهم حياتهم .. قول إن تفكير أخوك صح وحنّا غلط .. أعترف يلا إني خطا .. وتفكيري خطا .. وإني رميت نفسي بستين ألف داهيه "
أنفجّر قلبها يدفع الدموع تنزل من عيونها كما النهر .. حتى تنطق الكلام بوجع
" علمني إيش أستفدت .. علمني من بترضى في كل شي شفته .. من بترضى تشوف أخوها يرميها بشقق مستأجره عشان فلوسه ومصالحه .. من بترضى بزوجها يرمي عليها الفلوس كأنه يتفضّل عليها ..يرمي ملابسها وأغراضها متقرف منها .. من بترضى بخالها يشوفها بمكان عام يجرها مثل الحيوان عشانه يكرها .. يكرها يافارس .. يكرها .. والله العظيم تعبت .. تعبت "
أنحنت بألم فيما كلامها أنقطع .. وجسمها راح يهتز بضعف .. تحس بالموت يعبر مبادئها وقناعاتها .. يسلب منها الروح إلي كانت تشوفها من أجمل .. أجمل ما تحلم فيه ..
" تعبت أكذب على من يسألني عن حياتي .. تغيرت .. أكيد مرتاحه وأنتي أخذتي من تبين .. وأبي أصرخ لا ما أرتحت .. ما أرتحت .. تبي تتزوج وتنساني .. تتركني لمين يافارس .. لمين علمّني .. إيش فيكم تروحون ولايبقى أحد .. "
رفعت راسها وبوجع تحسه يقلّص روحها .. حطت يدها على صدرها والدموع
تنزل بلا توقف .. تحس أنها بتنهار على الأرض لا محاله
" تكفى لا كنت تبي تنساني .. رجعني مثل قبل .. خذني لبرا .. أبي أبعد يافارس .. طلعنّي من السعوديه كلها .. الله يخليك يافارس .. الله يخليك "
تردد برجاها الأخير .. أمنيه أخيره وكل مشاعرها تنازع الموت
" الله يخليك "
تتمايل من ضمها فارس له بقوة مفجوع من مايشوف في أخته من حاله صعبه .. يطمس ملامح هالوجع القاتل في وجه أخته الحبيبه .. أمه الباقيه له في صدره .. ينطق بهمس وحكاية بؤس غريبه راحت ترسم مسافات من البعد طويله
" وين أنساك ياناديه .. يامجنونه أنتي أمي وأهلي وكل حيلتي .. كيف توقعتي أني أبنساك "
وبدال ما يهديها هالكلام مازادها إلا وجع .. وألم .. أزداد أنهيارها أكثر وأكثر وأنفاسها تنقطع قبل توصل لرئتها .. وبسرعه تلتف أيدين فارس حول رقبتها يشدها له وألم راح يزحف في صدره بقوة .. مسؤول عن ماوصلت له أخته .. مسؤول عن هالوجع والألم والأنكسار المر في ذاتها .. يحس بصدره يتضخّم بعنف وقبال هالجالس بصمت.. كانت وكأنها أصابته في مقتل .. يجلس في مكانه مجرد هامش من حياتها .. كانت تقول الكلام بوجع ونهايات مازحفت في صدره إلا بيأس ..
هو إلي ظن نفسه ساعي للفرح له ولها .. تشتدد عيونه بوجع ثقيل .. وقبضة كالجمر تتعلق
في قلبه .. يشوف فارس يهدّيها ويحس في أبواب جحيم تفتحها في قلبه .. هي إلي كانت تخجل ترفع عيونها الجميله له .. هذي هي توقف قباله مكسوره .. ويمنع نفسه لا يقفز يضمها .. يجتاحها مثل مايفعل كل مره .. يهديها .. يلملم روحها .. يدسّها داخل جوفه ..
" ناديه حبيبتي .. خلاص .. أقسم بالله قلت الكلام أمزح معك .. أنسى الدنيا لا موب الدنيا إلا روحي أنساها ولا أنساك .. "
حرك عيونه بهمها وحزنها لعواد .. يتأمله لثواني .. يميل براسه يجر راسها بالغصب حتى تطالعه ..
" تبين نطلع .. نروح لأي مكان .. نتكلم مع بعض "
حركت وجها إلي أظلم فجأه حتى تنطق بصوت أهتز .. بالعافيه تجر الأنفاس لصدرها
" تعبانه يافارس .. والله تعباااانه "
سحب عواد نفس عميق أشتد فيه ألم مزّق صبره .. أنحنى ببطء يحاول يتحمّل .. وعيونه غرقت في عمق نظرتها الضعيفه لأخوها ووجهها ظهر متورّم من هالأنهيار الشامخ فيها .. كأنه من عدم قبالها .. أو أصبح من عدم !
يتحرك فيها فارس بسرعه طالع مغادر المكان معها .. وكأنه خلع قلبه منه وغادر معهم
.
.
.
" صبيح "
أفتح باب حديد وأصوات الأطفال وضحكات بنات خواته والأزعاج يرتفع بقوة حتى أدخل غرفتي وأسكرها وراي بقوة .. أوقف بضياع أتأمل أثاث الغرفه وحرقه ينتفخ فيها صدري من حركته .. من طلعنا من بيت أبوي الله يرحمه وهو على الصامت .. منقلب فوق تحت .. أخلاقه صفر .. حاولت .. حاولت أتكلم .. أقول شي بس ماعطاني فرصه .. كل ماقاله لي .. ماعندي أستعداد أسمع شي .. وصلنا المزرعه .. المزرعه إلي قال بنفسه ماحد يعرف عنها إلا قليل .. وبقدرة قادر كل عايلته .. كلها يقررون يجون يم هالديره ..يغيرون جو .. والله يوم صحيت وقابلني بتكشيرته قايل إن أهله بيجون .. أنلجمت .. ظليت أطالعه مانيب مستوعبه وش يقول .. أرفع يدي أضغط على شفاتي بقوة ..ومن جاي! حريم عمانه مع المصونه غاده إلي يعنني ولا علي .. تحط رجل على رجل وتسنها جايه لزواج ماهوب طلعه لمزرعه وليله وهي منقلعه لبيتها ! والبلا إنها تطالعني بوقاحه .. تحط عينها بعيني التسلبه .. حراره في معدتي مانيب قادره أسيطر عليها .. وغثيان يحتويني .. مع أني ما أكلت في هالمكان شي تسثير .. بس أحس حركته فيها حقاره شوي .. تسان يعرف أن وجودنا بهالمزرعه عشان نحتسي .. نقول كل ماعندنا .. وش غيّره .. وش جاه الرجّال يوم أنقلبت موازينه .. عشان دراستي ولا عشان الطب .. أي تسان الأمر إلي أزعله وش بلاه تسذا أخذ الموضوع بهالشكل .. سلامات يعني .. مايبي طب يحتسي ولاّ الدراسه هين هو موافق عليها .. وماراح يقدر يمنعني عنها .. أو عشان حركتي ..؟ ..طيب يسأل عشان أقوله لني كنت متأكده إن فراقنا قريب .. وإن حياتنا صعبه مع بعض .. أتحرك وأنا ألبس تي شيرت عادي على تنورة .. حتى لبسي أستغفر الله .. من شفت هالغاده ولبسها مدري وش جاني .. أنقلبت علومي .. مع أن البنات جايين بملابس عاديه .. الظاهر ناوين على نيه يلعبون ويسبحون .. قالوا في مسبح بالمزرعه بس مدري وين ..؟
وأصلا أنا أمداني أشوف هالمزرعه التسبيره أو حتى أتمشى فيها ! والبلا زياده أنهم يعلموني فيها وأنا ماغير فاتحه فمي .. ويقول ماحدن يعرف فيها .. إيه يابتار .. إيه برافو عليك .. !
أنحنى جالسه أهز رجلي بقهر .. والله العظيم ساعات .. ساعات وأنا أغلي .. أغلي من داخل عليه .. البلا أنه قدر يوقف بوجهي .. يقول لي مباشره .. أهلي وجماعتي .. جايين .. !
أبلع ريقي حتى بقوة ألف أيديني حول بطني وأنحني بظهري لقدام .. أحس بألم في بطني .. لايكون القولون .. يارب لا ..لا ماهوب وقته يثور .. فجأه يدفع الباب ولد سعده بجسمه السمين.. يدخل يركض .. يدور بالغرفه .. تسنها غرفته وتسني أنا ناقصه .. أحس داخلي قنبله ودّي أفجّرها بأي أحد .. أرفع راسي ومن نويت أطرده .. إلا يوقف الأخ عند إطار الباب .. يشيل بنت عذبه " ميناس " بين أيديه ويبوس خدها ببطء .. يسد فتحت الباب كلها بجسمه
" ياطيب البنت ياناس .. ياطيبها "
يعبرون كما العاده .. بزارين خواته .. يزداد الصراخ وراسي أحسه بينفجر .. أنطق وأنا أحاول أكتم غيضي
" بتار ..طلًعهم من غرفتي رجاءً تراي هاجه من الأزعاج !"
ظل يطالعني بنظرة قاسيه حتى يحرك يده بهدوء للبزارين وهو يرفع صوته
" يلا برا .. السعه كلها لكم .. "
" خالي أنت قايل تبي تلعب معنا "
" تكفى خالي الرجال طردونا "
" شيبان مانبيهم "
يرعد صوته القاسي بوجيهم
" عيب هالحتسي .. وش هالعلوم الخايبه .. قدامي يلا .. "
أتأمل ملامحهم إلي أرتعبت فجأه وتزاحموا عند الباب يركضون لين ماطلعوا .. أصد بوجهي عن الباب وأنا والله أحس أني بعالم ثاني .. قعدت مع حمواتي .. ضحكت وجاملت بس ماقدرت .. ماقدرت أتجاهل إلي يحرقني .. يتسكّر الباب فجأه .. أحرك راسي حتى تعلق في ملامحه القاسيه وهو ببطء يتقدم لي شايل البنت
" كلن يسألني عنتس .. وش فيتس "
طالعت ميناس إلي مالت براسها الصغير على كتفه بدلع .. رجعت أطالعه هو وأنا أهز رجلي بقوة
" مافيه شي "
" مستمره تتسذبين "
طالعته بحقد وأنا الود ودي أفرّغ مابصدري عليه .. قاهرني ..
" أتسذب! بتّار أنا لو مابي القعده مع أحد ماحدن بيغصبني ترا .. أقل شي بسويه أدخل وأصك الباب علي "
رفعت يدي أضرب راسي
" أريّح هذا "
نطق بجفا
" وش فيتس تحتسين تسذا ! "
أتسعت عيوني
" أحتسي عادي "
ضاقت عيونه وقلبي تسارعت دقاته من ملامحه إلي تبدلت فجأه وبصوته الخشن
" هذا عادي ..! أنتبهي "
أستدار يشيل بنت أخته وغترته مرميه على كتوفه .. نهضت بقوة من مكاني .. الوضع لا يطاق فعلا ..
" أنت إلي وش فيك من طلعنا من بيت أبوي وأنت حالك مختلف .. علمني يلا .. علمني وش بلاك "
ولا تسنه يسمع .. وصل للباب الحديد حتى يفتحه ببطء بيطلع .. راحت عيوني تتسع .. لا الولد ماهوب طبيعي .. دفعت خطواتي صوبه حتى أعبره .. أثبّت خطواتي بالغصب قباله وعلى طول أسحب البنت منه بنزلها بالأرض ..وما أمدا رجولها تلامس على الأرض إلا قامت تتلوى بين أيديني .. تنفجّر تبكي بقوة وكأن أحد ضاربها .. تركتها بخرعه وأنا فعلا مدري وش جاها .. أنحنى بسرعه يجرها لصدره وهو يطالعني بنظرة غاضبه..يشدها لصدره.. تسني مسويه شي
" وش تبين فيها أنتي "
" بسم الله وش فيها بنتي "
تقولها عذبه إلي جت تركض فالممر لنا حتى ترفع أيديها .. تجذب بنتها لصدرها .. تطالع أخوها بخوف .. تهزها وتمسح على ظهرها
" ننوس وش بلاتس يمي .. بسم الله "
تفتح فمها البنت بقوة تبكي أنا نفسي خفت لا تنصرع .. قمت أرتعش .. تضمها عذبه لصدرها وصوتها أختنق .. ترجع تطالع أخوها
" بتار بنيتي وش بلاها ..؟ "
حرك يده بثبات رغم صوته إلي أتسع بضيق
" نزلتها يابنت الحلال وليتني مانزلتها "
عذبه تطالعني لثواني وعيونها ضاقت من الخوف
" ياربي من ذا البنت .. ننوس .. ياحبيبتي خلاص "
" بااااااااااااااااااااااباااااااااااااااا "
تحرك راسها لخالها وجسدها يهتز بقوة .. وقفت جامده حتى أطالعه وبقوة أدفع جسمي داخله غرفتي من جديد .. أنا حارقه عمري لي .. ليه أبفهم .. وهو ماغير شغّال مقابل العصر للرجال ثم لخواته ثم لبنات خواته وهالحين وقت البزارين .. وأنا بالطقاق .. تنتظر كلمه .. تنتظر أي شي .. بس ملحوق عليها .. هو لو يبي يحتسي الصبح كامل عنده .. ماغير قاعد برا عند النخل لحاله .. أتحرك صوب كنبه قديمه حاطه عليها عبايتي وأنا أسمع عذبه تنطق له
" لايكون البنت ضايقتها ! "
ألبس عبايتي بسرعه ليه حاكره " حابسه " عمري عشانه .. !ألف شيلتي بقوة وألبس نقابي .. أتحرك للباب وبتسا هالبنت تسنه خف .. يحرك جسمه من طلعت حتى تتسع عيونه .. أنطق وأنا أوقف قبال عذبه ..
" حبيبتي إن خلصتي ألحقيني برا بروح أجلس عند جدتي والحريم أو نقعد لحالنا "
رفع صوته المبحوح
" أنتظري يانوير .. "
طالعته بطرف عين وأنا أتحرك بخطوات متسعه
" ماعليه لا راحوا ضيوفك حبيبي .. عيب بعد أقعد داخل والعالم برا ! "
شفت بنظرة عيونه غضب وشراسه وتسنه قام يرص على أسنانه بغيظ .. ملامح وجهه راحت تثور مباشره صوبي .. أرتعشت من نظرته غصب عني .. غصب عني وقلبي يدق بقوة .. أبعدت عنه أحاول أزرع الثبات فيني .. أدخل في ممرات حتى أطلع من قسمنا للقسم الخاص بالضيوف .. أمشي على التراب وصوت ضحكات البنات يرتفع .. أدفع الباب حتى أدخل صاله واسعه مليان أغراض وشنط .. والإضاءة القويه تسطع في الزوايا .. مفروشه بسجاد مختلف عن بعض .. كأنه مرقّع من وسعها .. أدفع خطواتي صوب الباب الضخم إلي يطل على الجهه إلي يجلسون فيها الحريم بالمزرعه .. بس وقفت من أرتفع صوتها المستفز
" نوير "
أوقف وألف لها وأنا مانيب مستوعبه أنها تناديني .. تسذا مكتفته على إطار باب المطبخ .. تلبس فستان ضيق .. ضيق عليها وشعرها ترميه على كتفها .. تعتدل بوقفتها حتى تجي تمشي يمي بخطوات تتدلع فيها .. رصيت على أسناني بقوة وصدري تسن أشتعل فيه غضب أسود .. وقهر .. قهر يحرقني وهي تبتسم التسلبه .. تقترب مني أكثر
" حبيبتي أنتي متضايقه أني موجوده "
تكتفت وصديت عنها .. ماراح أرد .. أبحاول أمسك نفسي عنها .. رجعت ببطء أطالعها حتى أميل براسي لها وأنطق بإستفهام
" سوري من أنتي "
شفت بعيونها صدمه .. لدرجه نزلت أيديها ..لتحت وتسن أحد صفقها .. ولا عطيتها وجه تحركت وأنا أجر شيلتي وأرميها لورا .. عبايتي تاركتها على كتوفي .. مالت عليتس .. ثم مالت يا دزليلة الأدب .. على كل ماصار ولتس عين توقفين بوجهي .. أطلع من الباب حتى أوقف قبال الحريم إلي عني بمسافه بعيده .. سجاد مفروش على الأرض بمساحات واسعه وحوالي السجاد أعمده مثبته مركبين عليها أسلاك اللمبات الممتدده على الأربع أعمده .. معطيه المكان جو أبصراحه .. الديره إلي فيها المزرعه جميله وهاديه ..
" واجهتيها "
أحرك راسي صوب عذبه إلي طلعت مرتاعه .. أنطق بأستغراب
" وين بنتتس ..؟ "
" أخذها خالها عند الرجال .. جاوبي طيب "
أنطق بملل
" وأنتي من جدتس متوقعه بيصير بيننا شي عشان ترتاعين تسذا .. ترا هالأشكال ماتهمني"
تنحني عذبه تجرني مع يدي وهي تبتعد عن الباب .. تلبس جلابيه بموديل بسيط .. وشعرها يرتمي على ظهرها ..
" أمها من جت ماتركتنا من نظراتها تسننا مسوين لها شي .. مابغينا نقولتس .. خليتس بعيد عن شر الحريم .. وأمي الله يهديها أعزمتها لنها أعزمت حريم عماني وماتبي مشاكل مع أحد وتعرفين ليش مانعزمت وليش ..ومدري وش .. بالأخير وماراح ياكلها إلا بتار ! "
كرهت بهاللحظة كيف تشعّب الأمر حتى أنتهى فيه .. أكره إن كل شي هينا مرتبط فيه .. أكره شعوري بوجود أولويات بحياته تظهر فجأه يومني بغيت منه شي .. أكره وأكره وأكره .. أشياء تسثيره شفت إني لو بقولها ماراح أنتهي منها .. نفخت صدري بالهوا بقوة وقبالي النخل يتراص بشموخ يحاوطه الظلام .. صوت المويه تندفع بقوة لمسامعنا .. الهوا بارده تهب مندفعه صوبنا وترحل .. رحنا نمشي مبتعدين عن كل شي .. مقتربين من النخل
" بناااااااااااااااااات بعد شوي بنسبح .. شغّلت الغطّاس "
" أنتن تسيف تفكرن تطبن في هالمويه وبهالبراد ها "
" ياخاله ماحولتس أحد .. من العصر مخططات "
" وين بتار أشوف .. صوتّوا له خلوه يجي يسكّر هالبليه عنهن "
جدتي يرتفع صوتها بالخناق .. وأم بتار تحاول ترقّع السالفه عند الحريم .. والبنات .. لفيت براسي لورا فيما عذبه أهتزت تضحك وهي تتعلق بيدي .. نشوفهن يركضن من بعيد ..
يرتفع فجأه صوت شيله .. وضحكات شباب تعالت .. مع تصفيق ..
" وش فيه "
عذبه بسعاده : يرقصون أكيد .. ماشاء الله .. حماس .. ترا عيال خواتي بيجوز لك رقصهم .. يفلونها
وقفت حتى أحرك راسي لجهة اليمين .. أطالع الجدار الطويل الممتدد وترتفع وراه أعمدة الأناره بقسم الرجال .. الصوت كله والشيلات من ورا هالجدار .. تجرني فجأه عذبه برجا
" تعالي تكفين شوفيهم "
أتسعت عيوني بقوة .. نطقت بخوف
" لا لا مستحييييييل وش دخلني "
عذبه برجا
" يابنتي عليتس نقابتس ومستتره .. ماهيب أول مره يرقصون .. ونشوفهم تعالي متأكده إن بتار بيدخل يرقص يلعب بالسيف حق جدي التسبير .. تكفين لايفوتتس زوجتتس وهو يرقص ياخبله "
تجرني وأوقف بالقوة مثبته خطواتي بالتراب وبرفض نطقت
" لا "
تركت يدي وراحت تدفع خطواتها بحماس بأأتجاه الجدار إلي كان في آخره فتحه يقدر يطلع منها أي أحد ويدخل لهم .. قبال جدار قسمنا بالضبط ... يرتفع صوت جدتي
" لا شفتوا وليدي بتّار قام يلعب بهكا السيف علموني .. أبطب أسانده "
ترتفع ضحكات الحريم وأنا وقفت أشوف خوات بتار طلعوا من الباب صوب الجدار والسعاده تحتضن ملامحهم .. لحظات ثانيه .. ويندفعون البنات يلبسن عبايات الكتف مع النقاب وكل وحده تنادي أمها تنتظرها .. سحبوا ع المسبح الظاهر !! ترتفع الضحكات أكثر وأكثر .. أشوف شيخه قامت تصفق بقوة وترفع صوتها العالي
" عاش بن غازي .. عاش "
" إيه إيه .. عاش .. عاش .. ياسسسسلام .. عشتوا .. عشتوا "
تقولها سعده إلي رفعت يدها وقامت تتمايل قبال قسم الرجال بجسمها وتنط بشكل خفيف من الحماس وصوت الشيلات أزداد بشكل كبير .. شبكت أصابعي بقوة ورفعتها أضمها لصدري .. بيرقص .. ! عمري ماشفته .. تسيف بروح أتزاحم قبال الأجانب أحسه عيب .. أتحرك ببطء متقدمه حتى أصعد على تراب مرتفع .. أنحني جالسه وأنا أضم رجولي لصدري .. الكل قام يصفق بقوة .. وأنا أطالع قبالي ومن بعيد ماشاء الله البنات وأمهاتهن مره سدوا المكان إلي يطلع لقسم الرجال .. والتصفيق يتوّحد منهن كلهن .. وفجأه يرتفع الصراخ وأنا بخرعه أتسعت عيوني .. خير وش جاهم ذولا ..
" حي هالزول "
" عاش أبن جهيمان عاش "
أحرك عيوني صوب جدتي إلي أنتفضت تسحب عصاها بحماس وأم بتار نهضت معها وعيونها متعلقه بتركيز على زحمة حفيداتها .. تتعكز على عصاها بخطوات تحاول تتسارع فيها .. وهي تلملم عبايتها بظهرها المنحني ووراها أم بتار تتبعها .. تطلع الأخت من القسم لابسه العبايه .. تطير عيوني عليها .. خير وين طاسه .. !
ولا همها .. تتحرك بدلع للبنات حتى تنضم لهم .. وأنا ليه إن شاء الله ما أروح .. لا لا ..
صرت أحرك رجولي بقهر .. ما أقدر أحسني بينهم غلط ..
" تعالي ياجده أساندتس "
تقولها وحده من البنات إلي راحت تركض لجدتي .. الخبله أنا إلي مارحت .. الكل قام يروح يشوف إلا أنا ووجهي ... يتباعدون البنات عن جدتي فاتحين لها المجال تطلع لقسم الرجال ..
وحتى حريم عمانهم .. مابقت إلا أنا .. أهز رجلي بقهر والتصفيق يزداد أكثر .. وخوات بتار كلهن طلعت لجهة قسم الرجال .. ليش غاده يحق لها تشوف زوجي يرقص وأنا لا .. بس لا .. ماراح أروح .. مستحيل .. وضعهم هم مختلف عن وضعي .. هي تحشر خشمها بالغصب بينهم .. متعوده .. أنا لا صعبه علي .. عمري ماسويتها بحياتي كلها .. أنهض واقفه حتى أروح أمشي .. والضحكات تزداد والتصفير والتشجيع .. صوب النخل أدخله أكثر .. أقترب من صوت ضخ المويه وأنا أشوف المسبح تسنه مرتفع شوي لكن ظلام .. ظلام .. ألمس جدار هالمسبح وأرفع راسي لفوق .. تسيف مبني هذا .. أدور حوله وأصعد لفوق حتى أنحني وأجلس قباله .. ماتجرأت أقترب من المسبح أشوف عمقه أبدا .. أبدا .. كل شي حولي أشوفه من أرتفاع .. يازين المكان هنيا من جد .. بلا بتار بلا هم بلا أنتظار وقهر ..
.
.
.
يتمايل بجسمه وملامحه السمرا الخشنه تتسع من الأبتسامه إلي عانقت شفاته .. على أنغام الشيله يحرك السيف يمين ويسار .. قبال جدته إلي ترفع يدها تقفز ببطء مع كل حركه تظهرها والسعاده تمتزج مع الفخر في نظرتها لحفيدها الوحيد .. وريث المجد كله .. يحرك عيونه بنظرة سريعه يبحث عنها بين ذيك الوجيه البعيده إلي تتأمله بفرح .. تشجّع وتصفق لهم .. الكل أبتعد حتى تكون الساحه ملك له ولجدته .. يدور حوله بشكل شبه دائري عمانه وعيال خواته .. فيما هو راح بيأس غريب يبحث عنها .. للدرجه إلي شاف فيها غاده .. عرفها بوقفتها ونظرتها إلي تبعث في نفسه القرف .. في كل مره يحس فيها تتأمله .. !
كما لو إن القهر يوقف بوجهه ينهره لا يلتفت .. كان المفروض ولو من باب إثبات الوجود تكون من الحاضرين .. راح داخله ينهر نفسه على الأفكار إلي تاخذه بعيد .. عن الغضب إلي راح يتسع في صدره الواسع .. عن غبائها .. محاولتها في كل مره تدفعه بعيد .. بعيد عنها ..
ينزل السيف فجأه للأرض .. مقرر يتوقف .. يتقدم بسرعه لجدته ينحني بطوله لها يقبّل راسها بأحترام ..
" الله يعافيك ياولدي .. الله يعافيك "
ولا رد .. يضم شفاته بإبتسامه بالعافيه دفعها لشفاته حتى يتحرك بطوله وخطواته صوب قسم الرجال !
.
.
.
الرياض
وسط الهدوء الغريب إلي يحتوي البيت .. لازالت هي تغرق في ماصار .. تتخبى عن عيونه ولاتدري لمتى بتظل تحاول تهرب كل من حست بوجوده .. خايفه من ردة فعله .. ماتدري ليش معتقده أعتقاد تام أنه ماراح يسكت لها ولا راح يصدق أنها ماتدري كيف صار كل هذا ..
تنحني بهلع والدموع بلا توقف تنزل على خدودها .. تبكي على ما صار .. تتلمس بأصابعها الأشياء إلي لوثت صورتها بدون علمها .. ماتدري من أقحمها بهالدمار .. كيف صار ..؟
كيف ما أنتبهت .. من تجرأ ..؟ والله ماهيب هي .. يهتز جسدها من أنفجرت الشهقه من شفاتها بقوة لمتى بتظل تخبيهم .. لمتى ..؟ ليش ماعندها الجرأه تقول ماصار .. وإنها ماتدري كيف صار .. ماتدري عن شي .. والله ماتدري .. تتسع عيونها بقوة وأنفاسها تختنق من لمحته واقف عند باب الغرفه إلي يحوطها الظلام .. وبقايا نور بالعافيه تتسلل من الصاله صوبها .. واقف وملامحه تغرق بصدمه مالها حدود كان عارف أن فيها شي وهو لساعات يبحث عنها.. وصل بيت نوق يسأل وأكدت له أنها مازارتها العصر .. إحساس الشك أتسع وتمدد في صدره ..
راحت الظنون تتعاظم في ذاته رغم ماواجهه من أمر وصية عمه إلي لا زال يحس في أبوه مكسور بشكل ما من زياره ذاك إلي أسمه " بو طارق " ..
رفعت يدها إلي ترجف .. حتى تشهق بمراره .. تنطق
" والله العظيم مدري .. مدري .. من .. سوا هذا بالصندوق !"
هزت راسها بالرفض .. وهو لا زال واقف بمكانه .. جامد .. عاجز .. يلتحف بصمته أشياء راحت تهتري داخله .. وبصعوبه قبال ماسمعه .. حرك يده وحراره راحت بلا رحمه تغزو جسمه .. حتى يشعل الضوء وقلبه فجأه أنقبض من مايشوفه .. أشيائه الغاليه .. في حضنها وقبالها في حالة يرثى لها .. أوراق أبوه وأمه .. يلطخها لون بني غريب ..! حتى بياض ملابس أبوه .. شماغه .. ظهر متسخ .. بقع داكنه كبيره تغطي أجزاء منه ..
أنهارت تبكي بقوة .. وهي تدفن ملامحها المفجوعه بكفوف أيديها ..
و بصوت ظهر ضعيف .. تعيد الحلف مره ومرتين وثلاث .. علها تتحرر من الذنب .. من أنها تعمدت تأذيه .. بهالشكل !
" قسم بالله مدري .. مدري كيف أنكب عليها الحليب "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|