كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسـم الله الرحمن الرحيم
الله يخليكم لي والله .. رسايل تسثيره أستقبلتها وتعليقات كانت عاذرتني .. وشكرا لكل حتسي جميل من قلوبكم ياطيبات أنقال لي .. يشهد الله إنكم وافين وأبد ماقصرتوا معي .. تستاهلون كل خير .. هذا بارت ماقبل الختاميه .. الروايه لا تتقفل نهائي يامشرفات .. أبي أستقبل التعليقات على هالبارت .. ممكن أنزل أقتباسات تسذا وأحمسكم .. وإن شاء الله أنقطاعي موب طويل .. يعني بإذن الله هه أسبوعين وراجعه إن ماحصلت ظروف وهذا علمه عند رب العالمين .. الختاميه كحد أقصى ع ثلاث بارتات .. توقعي .. تقريبا طول هالبارت ..
سنابي حال إتمام ختامية البارت بأعلن عن موعد بداية التنزيل وراح بالتأكيد أكتب هينا
Snap : kres_q
شكرا لتعليقاتكم .. قراءة ممتعه .. للجميع ..
(65)
أم نوق : إيه بالله .. مع جهيمان وأبوها إلي دفن التراب جسمه ولا دفن فعلته ..
رفعت يدها حتى يرتفع صوتها إلي يحتويه حرقه .. تثور
" والله ما أخليهن .. أجل تبي بنيتي تتطلق .. ماتعلموني ذا الحرمه إلي محسوبتن عليكم عرض وأخت .. هي وش تبي فينا .. وراها مطالب .. نعنبوها ذابحتن لها أحد .. تطلبني شين في رقبتي عليها ولا أخذته هي وزوجتك إلي تدربي راسها ورا نوره .. كل ماقالت يمين ردت يمين وهي مغمضه .. حاطتها نوره خاتمن بصبعها .. حتى مخافة الله سبحانه .. أهدموا بيت بنيتي نوق .. وبلعناها جور وظلم ..
ضربت صدرها
" أنا .. أنا إلي قلت لها أتركي أمرتس لله سبحانه .. خايفتن من أبوها وشره وأبعدنا ما ألتفت لنا أحد .. وماتركتنا وأنتم .. أنتم تعرفون باللي سووه .. من كبيركم لصغيركم .. لكن تبيها للثانيه .. لا والله تخسي وماتطولها .. وتسان ماجيتم سمعتوا العلم من هالرجال لا تسألوني بعدها .. وش من أمرن حدتس على ماسويتيه بين العرب !! .. فمان الله يابو جلوي "
وقبل لا يتكلم .. أبعدت الجوال عن أذنها بسرعه .. تضغط بأصبعها على زر الأغلاق .. منهيه الأمر شعلة ضوء في ظلام ذاك الماضي المندثر .. فيما هو أبعد الجوال عن أذنه والذهول يسكنه .. صدمة كلام أرتمت بثقلها على كتوفه .. وملايين .. ملايين الشكوك راحت تدوي داخل صدره
يندفع بو عبد الله
" هي وش بلاها .. وش من أمرن قالته خلاك تسذا "
رمى الجوال وملامح وجهه تضيق حدتها .. يلتف حول رئته خيط من الهوا وهو يجره لصدره بصعوبه .. عيونه راحت تغرق في شعور غريب من هالأمور المتباعده بأحداثها لكن غريبه .. غريبه أنها تقوده لنفس الأستفهام .. نفس السؤال .. نفس الشعور ..
جلوي .. أميره إلي كانت بحضور جلوي خايفه تتكلم .. يعرفها زين حفيدته .. من أيام من بعد ذاك الحضور أنقطع أتصالها عليه .. حتى زياراته لبيتهم ماتظهر .. ضوء وأنطفى .. ولده هل كان بيكون بذاك الأستعداد أنه يتهم عمته بدون دليل .. وأقبلت الأمور تتراكم بأحداثها السابقه في ذاته .. تنعقد حواجبه حتى يحرك راسه لأبوه إلي رفع يده بقوة
" أنت ماتوحي ياولد !! "
منصور حرك يده وبصوت عميق .. أنخفض من هول مايحس فيه : قالت يبه حتسي .. والله والله لو طلع صدز ..
صمت عن الكلام ثواني معدودة .. يشيح بعيونه بعيد عن أبوه .. يرجع يطالعه مباشره .. تتسع عيونه من مايحس فيه ..
" هذي الكارثه إلي بتكسر ظهري ! "
بو عبد الله بخوف أفزعه : ليه وش قالت ..؟
منصور : قالت أن عند متعب وبتار حتسين عن نوره متكتمين عليه وأنها لها علاقه في جهيمان .. وأن زوجتي معها مسوياتن دبرتن سودا ..
بو عبد الله نطق بدون شعور : يالله تكفينا شر المقبل .. يالله .. يالله !
" السلاااااام عليكم "
يرتفع صوت عبدالعزيز إلي دخل بخطوات ثابته .. الأبتسامه مرسومه على شفاته لكن تلاشت ببطء وعيونه تنتقل مابين أخوه وأبوه .. ينطق وهو ينحني جالس
" وش فيه "
بو عبد الله : شيـــ ...
ويطبق على شفاته بصمت .. من أمتدت يد منصور متمسكه بذراعه بقوة .. ينطق وهو يرفع ظهره بإستقامه ..
" شين شايفه مخليك تسأل هالسؤال ..؟ "
عبدالعزيز وهو يتساند على المركه يطالع أبوه إلي كان بيقول شي لكن حركة منصور أسكته : إيه .. لا وضعكم ولا أشكالكم
منصور بغضب : أشكالنا ماهيب تحت التقييم حتى تجي تنقدها وتعلمنا
عبدالعزيز طالعه بعيون متسعه : طيب طيب .. دام مافيه شي وش له معصب
منصور أنتفض : يارجال تبي تستجوبني أنت .. مافينا شي
بو عبد الله والخوف يفضحه .. مسك عصاه بعبث متلفت بضياع : مافي شي .. مافي شي !
عبدالعزيز وهو يسحب هوا لصدره .. : أشوف نوره عندكم ماشاء الله .. يعني الأمور من سعه يالله لك الحمد .. أنا أستغربت يومنها دقت علي وقالت أنا ببيت أبوي .. ماصدقت لين حلفت .. خبري فيك شديد برايك يبه
منصور : كله مقدر من الله يا عبدالعزيز .. مابه أمرن إلا يسير بحكمة الله
عبدالعزيز وهو مستنكر نبرة أخوه بالكلام : ونعم بالله .. بس تسنك تقولها ممهدن لأمر غير عن إلي أقصده
منصور : يمهدها أدلتها لا حضرت
عبدالعزيز حرك أيديه بضياع : وش أدلته .. أنت وش تحتسي عنه !!!
تحرك منصور واقف حتى ينطق وهو يطالع أبوه
" خلها يبه مستريحه .. لين يامر الله لها تظهر ! "
تحرك بخطوات متسعه .. يتبعه عبدالعزيز لين ماطلع .. وبسرعه ألتفت لأبوه
" وش فيه ماهوب على بعضه ووجهه مقلوبن تسن صاكته الدنيا"
بو عبد الله حرك عصاه حتى يوجها لولده : ماقالك مافيه شي
عبدالعزيزة بعدم أقتناع : قوله شي ووجهه يقول شين ثاني
بو عبد الله رفع صوته ثاير : ماتترك عني علوم الحريم ذي .. لا تسان عندك علومن طيبه قلها ولاّ فارق عني
سكت وعيونه أتسعت أكثر من مايقوله أبوه .. !
.
.
.
تعقد حواجبها من كل ماسمعته وهي تتأمل ملامح رحمه .. رحمه الرساله إلي كانت على هيأة حقيقه .. لما بلغت نهايتها من كل شي .. وراحت تدفع نفسها بعيد عن كل ماضي أسود تركها
هشه .. ضعيفه .. مترددة ومجبورة .. !
تمد يدها رحمه حتى تلتف بقوة حول كف يدها .. تنطق ببراءة
" هي مره كانت مأذيتس يانوق "
وراحت بضعف تدس أوجاعها بين حروف هالسؤال البرئ .. تبتسم بصعوبه ..
" مأذيتني وبس .. أنا ذقت شين والله يارحمه .. أتمنى من كل قلبي مايمر على أحد "
تنكمش ملامح رحمه .. قبال هالحزن إلي أستعمر ملامح نوق الطيبه مثل ماتشوفها .. تنطق بتردد
" أنا موب قصدي أضايقكك .. بس أبي أعلمك باللي سمعته .. والله قالت لها إن أميره تعرف كل شي وإنك غبيه منعتي الأمر .. وحتى جابت طاري إنك قاعده عند ولد جلوي .. وطول مكالمتها .. "
قامت تتمايل براسها .. وعيونها تتسع .. وبأستهزاء تقلدها
" نوق ونوق ونوق .. وأحسها قويه وهي تتكلم تعرفين إلي غصب فارض رايه .. حتى قالت لا تنوحين .. أو شي زي كذا "
رفعت أيديها بكره حتى تنطق
" والله العظيم من شفتها موب داخله لي من بلعوم .. أكرها .. أكرها .. أكرها ..! "
تنطق بضياع وهي بتشتت تطالع كل شي قبالها
" وهالحين تسيف أحل الوضع .. تسيف أسمع من أميره وش سمعت ووش تسان عندها وتبي تقوله .. تسيف أروح لجلوي وأقول هات ماعندك .. أبيه .. أبي أعرف إلي عندك "
رحمه وهي تنحني تجر الظرف إلي قبالها .. تحضنه دافعه ظهرها لورا : عاد أبصراحه ..
نوق بسرعه أنطقت بدون نفس .. رافعه يدها : أسكتي أسكتي ولا تسلمه أسمع
رحمه تحط رجل على رجل حتى تطالع أصابعها تنطق : عارفه أنك أعميتيها ذاك اليوم وفعلا أنك طلعتي غبيه
نوق بقهر تطالعها بطرف عين : صريحه بزياده
رحمه ترجع تطالع نوق : إيه
نوق : تراي مامزح
رحمه هزت راسها : والله عارفه نفسي .. أنا تسذا الناس إلي أحبهم على طول قليل جدا موب كل أحد أعطيه وجه.. ومن أكرهه أطلّع عينه إن أشغلني .. أفضل يكون بعيد وأنا بعيده ..
نوق ضحكت : ياعيني ..
رحمه : والله .. أمي الله يرحمها كانت تقولي .. إلي براسك حجر !
نوق ضحكت على خفيف : الله يرحمهم أجمعين ويرحم أبوي بعد ..
سحبت بعمق نفس حتى تنحني وهي تسند يدها على ركبتها ..
" أستغفر الله .. وش الدبره ذا الحين أموت وأعرف ماعند عمتي ويخصني .. ووش دخل أم جلوي "
رحمه : هي فوزيه أخت جلوي .. يعني أمهم وحده !إلي تصير خالتك
نوق مالها خلق : رحمه خليني أركز تكفين ..
رحمه : طيب .. مايحتاج لها تفكير جيبي البنت لبيتك وخليها تعطيك إلي عندها
نوق بعصبيه : ماهوب تقولين نوره واثقه إن أميره ماراح تحتسي
رحمه تعدلت بجلستها .. حتى تزحف لنوق تنطق : إيه بس جيبيها للبيت .. بتتكلم
نوق هزت راسها برفض : يوم أخذها جلوي سمعته يهددها لا تقول شي .. الله يستر لايكون فعلا موصيها .. !
ضربت أيديها في بعض .. حتى تكمّل بأسى
" قسم بالله شلت هم .. "
رحمه بقهر وهي تحرك يدها : أقولك جيبي البنت للبيت بأي حجه .. جيبيها وخلاص ..
نوق : ماراح تجي يابنتي
رحمه ثارت بوجها بقهر : أستغفر الله ..
نهضت من مكانها واقفه .. تكمّل بأنفعال
" إذا هذي صعبه عليك أجل وشو السهل .. أعتذري بأي حجه .. وخلي البنت تجي وخلاص"
نوق بعدم فهم : وبعدين
رحمه صرخت وهي ترص على أسنانها : آآآآآآآآآآآخ .. وخري عني أبروح
تحركت حتى تنتفض نوق تجر مع شالها
" على وين "
رحمه بعيون أتسعت وهي تتمايل لورا من شدة نوق لها : لبيتي
نوق حركت يدها لقدام : الغدا ياحبيبتي .. الغدا جدتي موصيتني عليتس
رحمه ضحكت ضحكة شر : عمتتك موجوده .. بتسوي كل شي وبادي يقول بيجيب عمّال يعني بيتغدى برا
نوق بعناد ورفض : ولا تفكرين .. أعلمتتس على الغدا تسوين كبسه سنعه عليها العلم ثم توكلي على الله لو تتغدين أنتي وزوجتس فالبر .. ماعلي هالحين روحي قطعي البصل بالقدر ونقعي الرز مثل ماعلمتتس كم طاسه تحطين .. موب كوب !
رحمه بملل : طيب .. بس الحين عاد بدري !!!
نوق هزت راسها : إيه إيه هالحين .. طبي ع نوره وأنتي معتس غداتس عشان ما تتولاتس بالمطبخ .. تفهمين
تحركت رحمه من قبالي وتجر رجولها تسني مقهوره و مغصوبه .. وأنا مانيب يمها بألف فكره .. أحس عقلي وقف من بعد حتسيها .. تسذا في شي مانيب مرتاحه له .. والبلا ثقتهم إن أميره ماهيب حاتسيه .. تحركت بسرعه طالعه من المجلس لغرفة التلفزيون القريبه وصوت التلفزيون مرتفع .. أدخل إلا عبد الله منسجم باللعب والله فعلا مشعل سنعه .. ماترك بخاطره شي .. وجنبه أكياس مدري وش فيها .. راح متضايق ورجع فالها .. أقترب منه حتى أنحني بظهري .. وهو رافع عيونه للتلفزيون وماسك يد هالبليه بقوة .. مركز تركيز تقولون بيخترع شي
" وين جوالي "
" الميت "
عقدت حواجبي وصوت التلفزيون يفجر الراس .. نطقت
" ميت "
هز راسه بسرعه وحتى بدون مايطالعني
" إيه عمي أخذ جوالتس وقال هذا لا قالوا جوال ماله فايده "
تنحت
" مشعل !! "
رجع هز راسه
" إيه مشعل "
أيا ..... أعتدلت وأنا أضم شفاتي بقوة .. هالرجال يبي مني أكرهه .. أوريك يامشعل ياولد منصور .. هين .. ذا الحين تقول عن جوالي ميت .. أييييه .. عيال آخر زمن .. لا والله هو ماهوب من عيال آخر زمن .. إلي قبلهم .. بيني وبينه كم سنه .. ذا البلا صدز .. بيصير كم بينه وبين وعد .. ياحظظظي ..إلا يامكبرها يامعبرها .. وراه هو ساحبن ع الزواج .. وإلي أصغر منه تزوجوا .. بادي ومتعب .. الظاهر شهرته أشغلته .. !
أمحقها من شهره إلا هذا الخبال ..بس ليش مستغربه ماهوب قبله عواد .. رجعت أطالع عبد الله وأنا أحط أيديني حول خصري .. أنطق بقهر
" الجوال وينه طيب "
" برا "
شهقت وأنا أطالعه
" وين برا .. تاركه بالحوش "
" إيه .. عمي مشعل قالي أرمه عند الباب وخله "
وش بلاه الولد تسنه أنخبل .. لا مستحيل عاد مشعل يسويها ويوصيه تسذا .. حرك عيونه لي .. نطق
" ماما نوق روحي للحوش والله برا "
نطقت بقهر
" وتاركه طول ذا الوقت ورا ماقلت لي .. على بالي معك "
نزّل يد هالبليه إلي معه ولف يبعد الأكياس .. وبسرعه رفع جوال نطق وهو يطالعني
" عمي عطاني جواله الثاني فيه نت ورحت حملت فيه كل الألعاب إلي أبيها "
الظاهر الولد طالعن على أبوه نذل .. هزيت راسي " ماشاء الله " وأنا أتحرك بملل طالعه من الغرفه .. من متى جاي .. الظاهر الجوال ناقعن برا .. رحت أمشي وأنا أسحب هوا بقوة لصدري أطلع لقسم الرجال حتى تتجمد خطواتي قبال باب المدخل .. أطالع بالونات ورديه وسماويه تسثيره .. تسثيره مرتفعه لفوق تحركها الهوا يمين ويسار .. فجأه يعبرني عبد الله وهو منفجر ضحك .. ينطق
" ضحكت علييييييتس "
فتحت عيوني بأتساع وتقدمت وأنا أنتفض مدري وش جاني .. أتقدم للباب حتى أشهق بقوة من شفت مثبته لوحه قماش طويله مكتوب عليها ألف مبروك مثبته بقواعد بلاستيك .. وتحتها مليانه صناديق خشب مرتبه من الصغير للتسبير وعليها هدايا ..كل البالونات مثبته فيها وحوالي هالصناديق ورد أبيض وأحمر .. حسيت قلبي ينقبض بقوة من الصدمه والفرح .. رفعت أيديني إلي ترجف حتى أحطها على فمي مانيب مستوعبه تسيف دخل ومتى رتب وشلون ماطلع له صوت ولا عرفنا !! .. يصرخ عبد الله وهو يطالع النفيخات ..
"مبرووووك لماما نوق .. مبروك .. "
وينط من مكان لمكان فرحان بالهدايا وبالشكل ..أنحنيت أبتسي من عجزت أتحمل هالشعور الرهيب إلي يحتويني .. أبتسي بقوة .. حسيت بالسعاده تحتويني .. قلبي .. قلبي مانيب قادره أستوعب وش كثر تسذا فرحان .. أغطي وجهي بأيديني ماقدرت أمسك نفسي .. ماقدرت .. تمرني رحمه إلي شكلها طلعت من صراخ عبد الله .. وبدال ماتواسيني الخبله .. ولا تسن أحد عندها منهار .. طلعت من الباب ماتشوف الدرب .. تصرخ وهي تركض لعبد الله
" ياسسسسسسلام وش هالزين .. وش هالهدايا .. يممه ولا درينا ولا عرفنا ولا أنتبهنا ! "
تصرخ من سحب عبد الله شي وأنفجر حتى يتناثر عليها .. أرفع عيوني لها .. وأنفجر أضحك من قامت تنط نفسه وتدور حول الهدايا .. والله العظيم لو شافها تسذا بادي .. أو جدتي .. هه تسان توريها نجوم القايله بالظهر .. أرفع أيديني أمسح دموعي والشمس بحرارتها تاكل أجسادنا وهي تنحني تجر الكيس المتخبي .. يصرخ عبد الله بقهر
" أتركيه عمي موصيني أفجره على ماما نوق "
" لا دوري "
وجتني تركض ..أول مره أشوفها فرحانه تسذا وتضحك .. مبتسمه بقوة وأحسها على طبيعتها .. أنحنى من فجرت إلي معها حتى يتناثر علي ورق .. أرفع راسي وهي تضحك من قلب .. أنطق
" أوريتس يارحمه "
" ليش تبكين ذا الحين ! "
حركت عيوني إلا عبد الله وقف مصدوم .. وجهه راح أحمر أعوذ بالله وصدره أنتفخ .. نطقت بخوف وصوتي رايح من البتسا
" وش فيك عبادي "
غرقت عيونه بالدموع حتى ينفجر يبتسي بقوة وهو يأشر على رحمه
" أخذت إلي شاريهم أنا .. شوفيهاااااااا "
تهتز كتوفه الضعيّف والدموع قامت تنزل بقوة .. تحركت بسرعه له حتى أحضنه وأنا أضحك غصب عني ..
" أعطيك وحده تفجرها علي وش تبي أكثر "
مستمر يأشر على رحمه .. برفض
" والله أخذت حقاتي كلهم .. كلهم شوفيها معها "
أرفع يدي لرحمه .. وبرجا
" هاتي كيسة الولد يابنت .. هاتيها "
رحمه وهي تضحك وتركض بعيد عننا
" لا "
" تكفين "
" مافيه غدا أسويه "
" على كيفتس ..! جدتي والله تنتظر غداتس .. تعالي وهاتي الكيسه ماتشوفين الولد راح فيها من البتسا .. ياشينتس يارحمه .. تعالي ! "
أقتربت مننا بسرعه ومن مدت له الكيسه سحبها بقوة وهو يطالعها بشر .. تنطق بحماس
" خلينا نشوف الهدايا "
راح يركض وهو يمد أيديه بوجها
" لا موب لتس أنتي وخري "
تحركت أضحك من حركته حتى أسحبه مع يده وهي تطالعه بدون نفس ..
" كلنا .. كلنا مع بعض بنشوفها .. تعالوا "
.
.
.
يدفع الباب برجله بكل حذر وهو يشيل بين أيديه بطانيه ثقيله .. متمسك فيها بقوة وحذر .. تستقر خطواته بالحوش الواسع حتى ينطق ..
" ووصلنا الحمدالله "
يميل براسه يطبق قبله على جبين هالولد إلي ينام بسلام داخل البطانيه ومايظهر غير راسه إلي يغطيه شاش أبيض .. ينطق بسم الله وهو يتحرك بخطواته صوب باب المدخل يشيل فرحة زوجته بين أيديه .. والشمس الحارقه تتسلط عليه بأشعتها .. تصغر عيونه حتى يصعد الدرج ويدفع جسمه لداخل .. أطراف غترته تستقر فوق راسه .. برسميه .. يمشي فالممر حتى يسمع صوت أمه بالصاله
" هاااااتي سجادة الصلاه "
يدخل للصاله بحذر وهو يحضن الولد بكل حب متوجه لغرفة التلفزيون ومن دخل .. شاف أمه تجلس متربعه مقابله القبله .. وجها مبلل من الوضوء .. تعقد حواجبها بقوة من لمحته يوقف بجمود يطالعها وشايل بين أيديه بطانيه كبيره .. تنطق بأستغراب
" يمه وش أنت جايب "
تتحرك شفاته بهدوء
" وليد يمه .. أخو رحمه .. طلعته من المستشفى "
يتحرك بخطواته المتزنه صوبها حتى ينحني ببطء منزله على الأرض وهي بسرعه رفعت أيديها بخوف .. تنطق وعيونها تعلقت فيه من أستقر على الأرض
" يابـسم الله الرحمن الرحيم .. يابسم الله "
يعتدل بادي بوقفته حتى يتراجعه بخطواته منزّل جزماته عند الباب .. تستقر يد الجده على صدرها حتى ترفع راسها لبادي تنطق بصوت أحتواها الذهول
" صغّير يمه "
بادي يتقدم لها .. حتى ينحني متربع قبالها .. وبحزن
" إيه يمه عمره سنتين بس "
تستقر كف الجده على جبينه تنطق برحمه
" يارب تحفظه لأخييته .. يابسم الله الرحمن الرحيـم عليك يابسم الله "
وبصوت أختنق وهي ترجع تطالع حفيدها والحزن علق في ملامحها
" وتسيف طلعته يمي .. ماهوب عمانه المفروض يطلعونه "
رجع بادي يسحب بعمق هوا لصدره .. وملامحه تغيرت لضيق أحتواه قبل لا تتحرك شفاته
" والله يمه دقيت على عمها .. وطلبت أقابله إلي بالرياض .. أول ماجبت طاري وليد رفض آخذه .. وعصّب الرجال وأنت وش تبي فيه ووش لك عليه.. أخته تبيه تجي للخرج .. ثم دق على أخوانه والله يايمه ساعه .. ساعه وهو يتخانق بالجوال معهم .. ويصارخ على فلان وفلان "
أم عبد الله أتسعت عيونها بصدمه : مايبونه
بادي : إلي بالرياض يبي الولد بالخرج .. عند أخوه التسبير .. أخوه التسبير وإلي تحته أرفضوا وكلن يقول مالي حاجه فالولد .. أسمعه بالجوال يصارخ عليهم .. الولد لايقعد عند الغرب .. وتسيف يقعد عند أمي من يقوم فيه .. الظاهر يمه بينهم خناقات .. لأن رحمه براسها مستعينه بأخو لها من الرضاعه من برا الديره وجايتن تبيه يتدبر أمورها وأمور أخوها
أم عبد الله وهي ترجع تطالعه : ياعمري عليه .. هالدنيا يمه فيها من الأمور ماياقف الواحد ماله لا حيل ولا قوة .. مير الله يكافينا شرور هالزمن إلي ماعاد الواحد يتحمل من هو من لحمه ودمه .. ضعيفن ماعاد له بالدنيا غيرهم ..
بادي : هو أنحرج مني .. وراح معي للمستشفى وقع على خروجه وطلع والله حتى ماسلم علي !
أم عبد الله بخرعه وهي ترجع بظهرها لورا : يادافع البلا ..
بادي يطالع وليد وبصوت أنخفض : وصاني الدكتور أكون حريص على تغذيته .. وأهم شي يكون في تدليك مستمر لرجوله حتى ما تتعب من كثر ماينسدح على ظهره .. وبعد شافه أستشاري أطفال .. وتضايق لأن أخته ماجت .. كان يبي يشوف ردة فعله يوم يشوفها .. بس الحمدالله .. كل الدكاتره كانوا متفائلين أصلا والله يمه .. والله أنهم تسانوا يقولون عنه بيموت .. منتهي .. ماراح يقعد بالعنايه أيام وبيفارق بس شوفي رحمة ربتتس لا أنتشلت بني آدم من ظنون البشر حتى يذكرهم أن رحمته أوسع من أفكارهم ,, وعلمهم وكل شي !
أم عبد الله وهي تتأمل ملامح وجهه .. بشرته الناعمه .. شفاته الصغيره : سبحانه .. سبحانه
يرتفع صوتها المرتعش عند الباب وعيونها راحت بكل ضعف وأنهيار تتأمله ..
" وليد ! "
يلتف الشال حول راسها ..تتمسك يدها بإطار الباب بقوة .. وكل الوجع .. والأنهيار والصمت .. والفقد يتصاعد لصدرها .. يصنع العبرات .. يدفعها لحلقها شعور وعيونها تداركت كل مافيها حتى تدفع الدموع بقوة لعيونها .. تحركت بسرعه قبالهم .. حتى تنحني بشهقات مره تتفجر من شفاتها ..تلف أيديها حول بطانيته .. ترفعه لصدرها وتضمه بقوة .. تضمه وشهقاتها تنفلت من شفاتها بدون وعي ترتفع بألم راح يلتهمها .. تنطق
" الحمدالله مارحت وخليتني .. الحمدالله إنك بقيت لي .."
ينتفض بادي بسرعه بخوف .. وأيديه تسحب أخوها وبصوت مقهور
" نزليه .. الولد محذرين مايتحرك واجد .. حوضه كله متعور .. لا تضرينه تسذا "
يسحبه بسرعه حتى يضمه لصدره من تحرك حتى ينفجر يبكي .. يهزه ببطء وهي رفعت أيديه إلي ترتعش حتى تنطق
" تكفى عطني أخوي وأسوي لك إلي تبيه .. لو تبي أكون خدامه .. أي شي .. بس هاته لي "
أم عبد الله بضيق تقاطعها : وش هالحتسي يمي .. الولد ممنوع عنه الحركه وأنتي في هالبيت معززتن مكرمه ..
حركت عيونها لبادي
" هنيا يمه خله بذا الزاويه " رجعت تطالع رحمه " وأنتي بدال البتسي .. قومي يمه هاتي بطانيتين تلقينهم ورا باب غرفتي .. بنفرشها للولد ونرفعه شوي ثم أبيتس تسوين معي أدويه له "
بادي بخرعه وعيون أتسعت : مراهمه وعلاجاته معي بالسياره .. ترا الولد مسون عمليتن ماينفع تحطين يمه شي له أو تشربينه شي .. تكفين !
أم عبد الله بعصبيه : تبي تعلمني ياولد وش أسوي
ألتفتت لرحمه حتى ترفع صوتها ..
" قومي جيبي البطانيتين لأخوتس يلا نبي نجهز مكانه عسى الله يمده بعافيتن طويله وتشوفينه رجّال ينشد الظهر فيه "
أنتفضت واقفه وهي لازالت تشاهق وعيونها على أخوها .. رفع بادي عيونه لها .. وشي في صدره يتحامل على ماقالته من رجا .. !
وقت سئ كان يعتقد فيه أنه بيسعدها .. يصالحها .. يفرحها وإذا فيه تذكره بشرط الأستمرار مابينهم .. فيما هو كل ما كان ينويه حالة شفا من مافيها .. وتقبّل لوجوده .. وشي من بدايات مابينهم .. تطلع يمر الوقت حتى تدخل عليهم بشهقات مره لا زالت تتفجّر من شفاتها .. تشيل البطانيتين فوق بعض .. وبسرعه تتمايل أم عبد الله بأيديها على الأرض .. تستند عليهم حتى توقف بصعوبه .. تحرك وهو يتراجع لورا ببطء ووليد يغرق في نوم التعب من بعد ساعات قضاها مابين البكا والصمت .. والألام إلي تجتاحه ولا يقدر يعبّر عنها غير فالبكا ..
أم عبد الله تأشر على الزاويه : أطوي البطانيه طويتن وحده وحطيها هنيا .. ثم الثانيه نفس الشي .. على بعض يمي وتأكدي أنهن مستويات لأخييتس ..
بادي بصوت واطي : بجيب له سرير
أم عبد الله : إن جبت سرير كسررته على راسك .. خل عني هالأمور الولد صغيرن وش له تجيب له السرير وعظيماته طريه .. أبعده عن الحديد لين يتعافى شوي .. أنت ماتشوفه غادن تسنه طير .. الظاهر أنهم مايشربونه إلا عِصير !
بادي بأنصياع هز راسه : تامرين يمه تامرين
تنحني تطوي البطانيه حتى تجهش فالبكا بقوة .. تشيلها ماخذتها للزاويه .. تحطها ببطء متراجعه تسحب الثانيه .. ومن حطتها فوقها .. تقدمت أم عبد الله حتى تنحني تعدّل فالبطانيه .. تدفع يدها لتحت تتأكد إنها مريحه له أو تحتاج تعدّلها من جديد .. وبسرعه رفعت راسها لبادي
" شل عنه هاللي كاتم فيها الورع .. وهاته هنيا "
تستدير رحمه بسرعه حتى ترفع أيديها من شافت بادي نزله على الأرض .. وصار يبعد البطانيه عنه .. يلتف حوله قطعة قماش خفيف .. تلصق أيديها بقوة على شفاتها المرتجفه .. ترجف ووجها تبلل بالدموع .. تنفلت منها شهقه موجعه من أبعد القماش حتى يظهر جسمه الصغير .. يلبس بس بلوزه بيضا واسعه .. نحف .. نحف بشكل ماتتصوره .. تحس برجولها ماعاد تقدر تتحمل ثقل جسدها المنهك .. تغمض عيونها بقوة من غطاه بادي بجسمه وهو يقترب منه .. يشيله ببطء .. تهتز بقوة من رجعت تنهار أكثر .. تسمعه ينطق
" بسم الله " تحس فيه يقترب منه .. يرتفع صوت الجده
" إيه عافاك يمه عافاك .. بس هو وراه يمي لا بتسا ولا شي .. هاجدن تسذا "
" من التعب لا تخافين يقولي الدكتور مانام .. الظاهر تسان طول الوقت يتوجع "
" إن شاء الله ماعليه خلاف .. أهم شي هالشاش لا يقعد على راسه واجد .. ولا أحدن يتعطر ويجيني غرقان في ريحته .. "
بادي من أبعد وأستقام بوقفته .. ضحك " هذا عواد غيره حريصين والله "
حرك عيونه لها .. حتى يرفع يده .. يحطها على راسها وهي منهاره بشكل يقطع القلب .. ينطق بصوت دافي
" أخوتس بإذن الله بيظل تحت جناحتس وعندتس من فضل الله "
أم عبد الله تتحرك بأتجاه الباب : أنا بروح أتلاحق صلاتي ومنها أشوف هاللي عندنا وين غاديه
تطلع وعلى طول تجر الباب وراها مسكرته وقلبها ينقبض ألم على حال رحمه .. لعل في أغلاق الباب .. تعطي ولدها مساحة يشد من حال البنت .. أقترب منها ..أكثر
" ماقلت لتس أخوتس بيرجع "
رحمه هزت راسها بسرعه وهي تحاول جاهده تمسك هالألم والشهقات : ..........
رفع أيديه حتى يحضن خدودها .. بكفوفه ..
" والله العظيم مانيب جاين أخوتس ولا حتى فكرت كل ما سويته كنت أتعلل فيه عشان أخليتس تسمعين حتسيي .. إلي قلته نصه من تخطيط بو إياد ونصه من راسي عشان بس أكفي نفسي من شرتس "
رفعت عيونها الدامعه .. المتسعه له .. ضحك
" إيه والله .. وحتى أثبت لتس إن نيتي طيبه تعنيت لعمتس وكلمته وجبت أخوتس لحد عندي"
رحمه بخوف وصوت ظهر منهار أكثر : هو مايبيه عندي .. مايبيه موب تاركه عندي !
بادي وهو يحرك أيديه يريحها على كتوفها ويضم أصابعه بقوة ورا راسها : هو فعلا رفض بس أخذلوه عمانتس الباقين إلي بالخرج .. وإذا تبين تمسكين أخوتس أكثر لا تتصادمين مع أحد .. خلي جدتتس تمسك حضانته ... لأنها تقدر
رحمه : وأنا
بادي يطمنها : يظل معتس .. نصيحتي وأنتي كيفتس السلامه غنيمه وشوفي تسيف الله جابه عندتس بليا أخوتس هاللي متعني من برا وبليا حتسي .. قدام عيوني شفته توهق وماعاد يدري وش يسوي
تسحب راسها لتحت مبتعده عنه حتى تنحني لأخوها .. تجلس على ركبها وتقترب منه .. تمسك أصابعه .. تبوسها .. ببطء وهي تنطق من غرقت عيونها بالدموع من جديد
" يابوي وأمي أنت .. أحبك أنا .. أحبك والله .. "
أنحنت تبوس صدره وخده وجبينه .. تشم ريحته وتبكي .. تنتحب بمراره هالفقد الأليم ..
تردد بصعوبه
" الله يحفظك لي .. الله يحفظك لي "
.
.
.
وراحت ناديه مع فارس للقا عمي عواد بالمستشفى .. عمي إلي قسم بالله لحد هاللحظة أحس إني مانيب مستوعبه لأي ضعف وقلة حيله وصل لها .. صدز إن بني آدم مهما كان .. هو فالحقيقه .. أضعف من أي شي .. أي شي ..!
وناديه بعد كسرت خاطري .. قصتهم تكسر القلب غصب .. ظلت طول الليل تشتكي لي عن كل شي .. من أم عواد ... من سوايا عمتي نوره وأم جلوي .. من بعد هالعهود والمواثيق وكل ماظهر .. يعني فعلا أستغربت تسيف بأم بتار تسذا تسكت وهي تشوف أخوها أول من كسر ماتسان بينهم مستور ماحدن يدري فيه .. هل كانت خايفه .. فعلا أنه تنعاد سالفة أهلها والمطالب بالثار أو ماعاد تبي الوصل يعود على قولتهم عافته .. مدري .. وبتار متحفظ بشكل تسبير عن الأمر .. حسيته مثل إلي ماخذ وضعية الحياد مابين هذا وهذا .. حتى لما تسذا الصبح جبت الطاري .. ظل ساكت معلق عن الأمر بكلمتين .. سألته من صاحب الحق الأولي .. قال بلا شك خالتي رحمة الله عليها وعيالها .. وأسكت ..!
وماحبيت أسأله عن تصرف أمه بما أنه ساكت تسذا .. من يوم رجعت له .. وأنا أحاول بكل ما أقدر أعيد لنفسي توازنها .. تعبت من تعبي .. من نفسي .. من الحاله إلي عشتها ولا قدرت
أحرر نفسي منها .. تعبت من ألم القولون .. من التفكير .. من الهواجيس الغبيه .. تعبت كثر ما هالتعب يرهقني من آخر هذيان غبي قلته بوجهه .. من أول ما دخلت البيت .. مدري وش جاني .. وش فيني قباله مانيب متوازنه ولا قويه ولا أقدر أكون نفسي قباله .. ما أقدر ..
تخيفني هالقوة إلي بعقلي لا أبعدت عنه ورجعت متوازنه .. والقوة إلي بقلبي تحاول تجبر قوة عقلي تنكسر وتخضع وتتنازل .. أحس لو بقول هالحتسي لأحد ماراح يفهم قدر إلي أحس فيه ومخليني ساكته .. أحاول أوازن بين الأمرين لأني تعبت .. أنا إلي عمري ماخسرت في إني أتنازل عن أي أحد .. متخيلين ..!
أنا إلي تعلمت وأستوعبت دروس هالحياه من بدري .. ماعدت أستوعب حالتي بين أيديه .. كل ما أعرفه .. إني لا شفته .. أحس بوجع في قلبي .. أحس إن مثل لو تسان صدري متجرّح
منه .. للدرجه صوتي ينخفض في حضرته .. لكن من يحتسي ألمس صوته داخلي .. كفوفه تربكني لا مدها لي وقالي " ياصغيّرة لا تضيّعين الطريق وأنتي فيني " غبي .. غبي لا قالها .. وأنا في عجز وخوف قباله .. أخاف لا يخذلني من جديد ثم يرجع ويقول غلطه .. أخاف أرمي ثقلي وأتساند عليه .. ويقفي .. لأن لو صارت هذي والله إلي بتنهيني !
طلعت من البيت عايفه كل شي .. عايفته هو وحياته إلي كانت قدر ماكانت أختيار .. كنت أشوف الحياه ماتناسبني .. مابيها لأني عمري ماطمحت فيها ولا أنبهرت .. وتعلقت فيها .. لأن عندي أشيائي وقناعاتي إلي توقف مابيني وبين حياته .. وقبل الرجوع .. حتست شيوم مابقلبها .. يمكن حتسيها شي من الأشياء إلي بعد خلتني في وضعي تسذا ساكته .. طالبه الوقت منه .. هل أنا فعلا أنسانه غريبه .. يمكن .. يمكن لأني أنا نفسي مندهشه من مايصير لي .. أنحني أسحب ترمس الشاي .. أصبه على الحليب إلي بوسط كوبي .. طبعا يوم سألته إذا أقدر أروح مع ناديه .. عطاني ذيك النظرة .. تحسفت إني هرجت عليه .. ولا أدري وين غدى .. من رجعت ما أنكر أشياء تسثير تغيرت .. بشكل ما أقدر أوصفه .. أولها أستقبال خوات بتار لي يومني رحت لبيت عمتي الفجر وهن أوصلن كلهن تسذا ع سبع الصبح .. أعتذارات وأحضان .. وحتسي تسثير منهن يبررن كل إلي حصل .. وأنه من قهرهن على أمهن وتسذا يعني .. في النهايه وتسننا أتفقنا أنه يظل الملام على إلي سكت !
وأنا مادخلت بجدال تسثير معهن أبصراحة كنت منشغله ومفجوعه باللي عليه مرة عمي في بيت خالتها .. تسان آخر شي أتوقعه أنه ناديه تكون بديرتنا .. أسحب جوالي وأنا من زمان عن نوق .. وهي تسنها تركتني على كيفي .. أضغط رقمها وأحط الجوال عند أذني حتى أرجع بظهري لورا .. يظل الرقم يدق لين ما أنفتح الخط .. نطقت بشوق لصوتها
" ألو "
قالت بزعل
" مين "
رفعت صوتي بقهر
" تسلبه .. نسيتيني ! والله أذبحتس يانوق والله "
ظلت ساكته ماردت علي .. تكلمت
" ترا ماهوب أنتي المفروض إلي تزعلين "
لحظات وترد بصوت بارد
" أنا سألتتس مين أنتي ..؟ "
أعرف حركاتها ذي .. من باب التغلي ويعنني .. ترا لا قلت لها نوير بتقول من أبوتس ولا قلت عبد الله بتفتح فمها بالحتسي والعصبيه .. أختي وأعرفها .. لا أحد يسألني وش السبب بمقدماتها ذي .. ضميت شفاتي بملل حتى أرفع عيوني للسقف .. أنطق
" نوير "
" من أبوتس ..؟ "
" عبد الله "
أندفعت بحده .. ثايره
" نعنبوتس ولا تسني أختتس .. أغلطت غلط وقاطعتيني أعوذ بالله من شر زعلتس .. وش تلومينا عليه .. لأننا ماقلنا لتس عن تسيف تم زواجتس .. معذروين .. تذكرين تسيف كانت حالتتس .. بغيتي تروحين فيها .. وتبينا نولعها زياده فيتس ونقولتس ترا راستتس براس ناقه .. أبعرف شي واحد .. شي واحد بس تسيف طاوعتتس قلبتس ماتدقين علي طول هالمده .."
أختنق صوتها
" تعرفين إن أنتي شي تسبير لي .. "
ضاقت عيوني بقوة حتى أطالع الفطور قبالي بعبث .. أقاطعها
" نوق .. الموت عندي يقلل أحد من شين يتسوي صدري ! "
نوق بعصبيه
" أتركي عنتس هالأمور دام خواتتس أعتذروا وأصلا وش بيدهن غير الأعتذار .. صح قلوا أدبهم .. وقالوا شين ماينقال ودزليلات أدب وقليلات عقل لو تبين .. بس يرضيتس نظل تسذا .. والله ثم والله إنهن أشغلني بالأتصال يحاولن يعتذرن لتس .. يكلمنتس .. بس أنتي عوذه منتس .. "
" والله يانوق تصرفي على قد ما صار .. "
" ومعجبتس الحال تسذا .. حتى قروب الواتس حقنا طلعتي منه "
سحبت هوا لصدري بعمق .. نطقت
" ولو أن في خاطري شين واجد من ماصار كله .. بس أنا بخير الحين .. والدليل أني دقيت عليتس "
يتغير صوتها بقوة ..
" غصبن عنتس بتدقين وبتسامحين .. وأقسم بالله لو أنتس مادقيتي تسان علمتتس تسيف الزعل .. لا تحسبيني يومني متجاهلتتس معطتتس ماتبين .. لا .. قلت بشوف نهاية ماتبيه هالبنت وإن طالت السالفه .. تصرفت أنا وعلمتتس تسيف الزعل .. وش معنى التقدير والأحترام والغلا لخواتتس إذا تسذا تتجاهلين وتصدين .. وتراتس ماقصرتي .. خلاص "
أبتسمت غصب عني
" أشتقت لتس "
" إيه .. إيه أطلعي علي بهالسواليف "
" والله من جد أشتقت لتس "
" يلا خليني أسمع ووش بعد "
أنفجرت أضحك ..
" وأحبتس ثم أحبتس "
تغيّر صوتها .. رجع طبيعي
" إيه تسذا نوير .. حبيبتي .. إلي أعرفها أزعلي على الناس كلهم إلا خواتتس وأمتس .. ترا مالنا غير بعض .. علميني وش أخبار رجعتتس لبيت زوجتس "
حركت كتوفي
" عادي .. خواته وأعتذرن وبررن وحتسي تسثير قالنه ... يعني أصلا حسيت حتسي ودفاعي عن نفسي ماله أي معنى بعد جاهية بتار وجية جدتي بنفسها وزودن على تسذا .. ماسواه أخوي نادر وتركهن هن تسذا .. "
نطقت بفرح
" يعني الأمور مستتبه بينكم .. الله يبشرتس بالخير ! "
قلت بصوت بارد
" أعجبتني مستتبه "
يبتعد صوتها عني لحظات وتكلمني
" نوير دقيقه عبادي يبي ينام بروج أجهز له فراشه وأرجع لتس "
نطقت بصدمه
" ولد جلوي عندتس!! "
قالت بعجله
" سالفه .. سالفه طويييييله وعندي علومن لتس تشّيب راستس بس خليني أجهز فراش الولد وأرجع أدق عليتس .. يلا فمان الله "
سكّرت وأنا أبعدته بصدمه .. ولد جلوي عند نوق .. !
الله يستر
.
.
.
كان يحس بالهم الغريب يجثم على صدره .. وهو يتأملها .. بعيده عنه .. سلّمت عليه ببرود فيما هو تمنى بشوفتها ينتفض دافن ملامحها في صدرها .. يفتحه لو يقدر لها ويخبيها .. تقاومه لين ماتحس بدفاه تخمد بين ضلوعه حبيبه .. متمدد على السرير بلا حول ولا قوة ..
ماكان هذا يمزقها .. وهي تشيح بعيونها عنها .. رافضه حتى تبعد النقاب عن وجها .. ! أختارت تجلس على آخر كرسي بعيد عنه .. فيما فارس سحب كرسي حتى يجلس عنده .. يمسك يده بكفوفه .. صديق عمره إلي أصبح ظله .. يرجع يتأمل ملامح فارس إلي بدت يائسه .. ضعيفه .. يتسلقها الحزن ببشاعه غريبه .. ليه الحزن متملك منهم والمفروض
هذا وقت تتبدل الأدوار وكلن ياخذ حقه .. ونسبهم أصبح له شهود عيان وحقايق بتظهر .. يبتسم .. تتحرك شفاته بصعوبه
" ليه .. أنت .. متضـ .. ايق ! "
فارس وهو يبلع ريقه بصعوبه .. ينطق : تلومني ياخوي .. تلومني وأنت عارف بكل ماذقناه منهم .. وأبوي ساكت .. ولا كأننا عياله .. كلمت ممدوح ووالله أنهار على الجوال يبكي من القهر ..
رفعت ناديه عيونها بأتساع موجهتها لفارس إلي ماقال لها هالشي أبداً .. يتأملها عواد بصمت فيما فارس رفع أيديه بقلة حيله حتى ينفخ صدره بعمق .. يزفر أنفاسه بصعوبه
" تخيّل حجم القهر إلي ترك ممدوح ينهار وهو بهالعمر .. كثر ماحقد هالسنين وكره .. في لمح البصر تصير ولا شي .. ولا شي وحنا المنبوذين مثل مايشوفونا .. طلعنا بالأصل منهم وفيهم "
يحرك عواد يده الثانيه صوب فارس .. ينطق ببطء
"هـــ .. ات .. يدك "
وبسرعه فارس يمسك كفه .. يشدها عواد وهو يحاول يرفع ظهره .. يفز فارس بطوله وأناقته رغم التعب النفسي إلي يعيشه ..
" دقيقه أبرفع السرير لك "
ينحني لتحت حتى يسحب ريموت السرير .. يضغط الزر حتى يرفع طرف السرير الأمامي .. ينزل الريموت وبسرعه يقترب من عواد .. يسانده يرفع جسمه .. يرتب المخدات ورا ظهره
" مرتاح ..؟ "
هز عواد راسه وهو ينطق
" قلبي ماع.... اد هو ... حمل .. شي ! "
فارس بأندفاع مقهور : ياما نصحتك .. ترفّق بحالك ..
عواد وهو يرفع عيونه لفارس .. وبصوت واطي : أخـ..وك .. وصلـ..ت له خسـ... ايره
فارس على طول أنحنى يبوس راس عواد : قال لي .. عطيته مايستحق ولا ظلمته .. وفي بالحق من يوم عرفتك ياعواد ...
عواد يشد على يد فارس بقوة .. يدفع الكلام متصل من شفاته : خلك قوي .. مثل ماعرفتك
فارس بألم : والله إني ضايع ياعواد .. أقسم بالله أشياء في صدري موب قادر أقولها ولا أدري كيف أقولها ..
عواد وهو يدفع ظهره براحة على المخده : ماعاد هو مستغرب فعلك وشهامتك يافارس من وين وارثها .. ورثت المجد عز الله دام إن بني عمك جدهم الأولي شبّاب ..
" فرحت ياعواد ..؟ "
أرتفع صوتها وهي تتكتف على الكرسي .. صوت مثقل بنهايات غريبه .. تجر فيها ألم هالحقيقه أو فرحها ماتدري .. أستدار فارس بنظرة حاده لأخته .. غاضبه .. لكن ماكان لها توقف .. أو تتراجع .. تتحرك واقفه .. حتى تتقدم له .. تنطق وهي تطالعه
" فرحان أننا هالحين منكم وفيكم .. متخيل أمك لو عرفت وش بتسوي "
هزت راسها برفض
" أنا موب قادره أتخيل أبصراحه يعني "
عواد : أجلي .. يا .. ناديه .. كل مافي .. قلبتس .. لين
ناديه تقترب أكثر واقفه بجنب أخوها تقاطعه : عشان تفكر بنفسك بعدين ببنات أخوك بعدين بأمك بعدين فيني .. الله يكثر خيرك !
فارس حرك يده بأنفعال : موب وقت أي كلام هالحين .. موب وقته ..!
عواد ظل يطالعها بصمت وعيونه تحتويها الدهشه : ..........................
ناديه وهي ترفع يدها بجفا .. تنطق بقهر : ليه .. كلام كذب ودموع تماسيح
عقد حواجبه بقوة حتى يرفع حاجبه ..يقطع هالحرب البارده الباب إلي أنفتح بتردد .. يحرك عيونه صوب الباب بلونه الأبيض .. يشوف جزء من عبايتها وعيونها تلتصق في فتحة الباب .. يبتسم لا إراديا حتى ينطق بعدم تصديق والروح كأنها رجعت له ..
" وعد .. أدخلي ! "
ينتفض فارس من لمح طيف بنت ورا الباب حتى يتراجع لورا بخطوات .. يستدير وهو يسحب أطراف غترته .. يرتب عقاله ويرمي أطراف هالغتره من جديد لفوق راسه .. عيونه تعلقت بالأرضيه .. يرفع عواد صوته المتعب .. والسعاده أحتوت ملامحه
" وعد تعالي يابوي .. تعالي "
تفتح الباب بقصرها وهي تتحرك بالعافيه .. تلصق فالجدار ووراها عهد .. هيا .. وبسرعه تحرك فارس بطوله .. مقترب منهم وهن بلا شعور تزاحموا ملتصقين في بعض أكثر .. عيونه بالأرض لكن شعوره الغريب يسأل .. أي منهن عهد ..؟ أي وحده بالضبط ..
" يارب ماتكون أقصر وحده " يرددها بينه وبين نفسه بإرتباك تركه في ضياع .. يكره القصيرات .. يكرهم .. !
وأندفع بجسمه طالع .. حتى ترفع وعد أيديها .. بصوت أرتفع بالفرح
" عمممممي عواااااااااد "
تركض له حتى تنحني له تضمه .. وهو أنفجر يضحك .. يرفع يده حتى يحضنها بعد ..
تبعد عنه تتأمل ملامح وجهه ..
" والله ياعمي كنت جايه شاحنه لك دموع يمكن تغرّق ديره .. بس يومني شفتك مدري وين راحت ..من تعبّك من ..؟ لايكون كبرت وخلاص ماعدت تتحمل "
عواد بقهر يرفع يده : أسسكتي !!
وعد تميل بظهرها لورا وهي تضحك : أمزح .. لك طولة العمر بإذن الله
تلف لناديه .. حتى تسلم عليها .. تنطق ناديه ببرود
" أخبارك "
وعد : تمام .. ألله لو تشوفين شيما من الشوق لتس .. أشغلتنا إلا تشري لتس ورد .. تأخرنا منها .. وترا الورد أختيار مشترك .. لا تصدقينها لا قالت أنا من شاريتها
هيا بصدمه من ماتقوله : الله يفضحتس .. خلاص أسكتي
ناديه أبتسمت بهدوء : خليها .. من زمان عن إزعاجها
وعد تقترب من ناديه .. تضم يدها : صديقتي ياجماعه خلاص
هيا تسلم عليها : عاش من شافتس .. أخبارتس ..؟
ناديه : الحمدالله
تتحرك بهدوء صوب عمها ... تميل تسلم عليه بالخد .. لحظات وتبوس راسه بإحترام .. وراها عهد ..
" الحمدالله على سلامتك .. والله ماتصدق حالتنا يوم عرفنا "
عهد من أبعدت هيا .. أنحنت تسلم عليه : خطاك السو عمي .. ماتشوف شر
عواد بسعاده : الله يسلمكم أجمعين ..
تتسع عيونه بقوة من شاف جود تدخل من باب الغرفه تشيل سلة القهوة والشاي .. وراها شيما إلي تشيل أكياس الحلى والفطاير والورد
عواد : أوما جود عندكم
جود بدلع : شفت كيف نوري وصل للقصيم
عواد أهتز يضحك ببطء .. يتمايل يكح : إي .... والله
ترفع سلة القهوة حتى تحطها على الطاولة .. تتقدم من ناديه تسلم عليها وعلى طول رفعت أيديها .. تحضن عمها .. تبوس كتفه ..تنهار تبكي على كتفه
" الله يخليك لنا "
عواد حضنها بقوة : جود .. بخير أنا
تصد هيا من حست بحرارة الدمع يحتويها ..وعهد راحت الدموع تنزل لا إراديا وهم طول الطريق يحاولون بالقوة تحتويهم قبال آخر من بقى لهم ظلال سند وعزوة وإن خذلهم .. وإن لقوه مكان فارغ في اللحظة إلي أحتاجوه .. حرك عيونه لبنات أخوه .. تحركت وعد تاركتهم حتى تطلع من الغرفه بسرعه .. تسلم شيما على ناديه .. تحضنها بشوق بيدها اليمين تنطق بصوتها المنهار من أنهيار جود
" فقدتس "
ناديه : حبيبتي أنتي .. أعذريني على أنقطاعي
شيما تبعد عنها .. تعطيها باقة الورد وبصوت بالعافيه طلع : هذي لتس
ناديه : قلبي .. مشكوره
تتقدم بخطواتها إلي تدفعها بالغصب صوب عمها .. تتراجع جود وهي ترفع أيديها تجاهد تكتم شهقاتها .. رفع عيونه لشيما .. بخير من بعد كل ماصار .. حافظ عليها متعب أو ظلت جروح غايره ملتهبه من خذلانهم .. لكن متعب قدر يحميها أكثر منه هو .. هو إلي عاش في فترة من فترات حياته معهم .. يسمع صوتها المرتعد يرتفع
" أخبارك عمي ..؟ "
نطق بنظرة حانيه لها
" أنتي بخير ..؟ "
هزت راسها بسرعه وهي تكبح شعورها المجهول قباله .. تنطق
" الحمدالله "
رفع يده لها .. حتى ينطق وهو ياخذ نفس بقوة
" هاتي يدتس أتأكد "
حركت عيونها ناديه بسرعه له وشي يفتت روحها .. يبكيها هالحزن المقسوم داخلها وعلى ملامح إلي حولها .. هالدفا البعيد فيه لغيرها .. والحنان والحب إلي أثبت لها أنها آخر .. آخر المنتظرين له .. آخر من بيكون بالحسبان .. يسحب يدها حتى يميل براسه يبوسها .. يجرها بسرعه وبخوف تتمايل عليه . يرفع أيديه يسحب راسها .. يبوسه بالغصب .. يظل ماسكه بقوة ينطق بصعوبه
" تسامحيني "
شيما أنهارت غصب تبكي وهي تحاول تبعده عنها : والله لو بزعل عليك ما أقدر .. مدري ليه حاولت بس ماقدرت .. يوجعني ماصار ياعمي .. يوجعني
عواد يحضنها .. يبوس كتفها : عوضتس الله باللي كفو .. وفعوله مسحت ردانا كلنا !
تتحرك ناديه يخذلها تحملها حتى تطلع من الباب .. تعبر وعد إلي واقفه عند الباب منهاره تبكي بشكل مأساوي رغم أنها كانت أبعد وحده عن هالدموع المره .. تلف بسرعه حتى تجلس على أقرب كرسي .. تحط بجنبها بوكيه الورد .. تحاول تجر الصوت لها .. لكن تجرح الكلمات حنجرتها .. ومن ألم هالصوت تسكت .. مرهقه .. أو ممكن ماعاد من خيوط أمان تحس فيها شعور وفعل .. وكل شي يثبت أن الأعتماد على أساس الحب مجرد وهم .. ويتلاشى بأي وقت ..
" ناديه "
صوت خطوات متسارعه .. حتى يجلس بجنبها فارس .. ينطق بتردد
" أسألك ...؟ "
ناديه تستقيم بظهرها .. تتكتف وبصوتها الجاف : بسرعه !
فارس وهو يمسح على عوارضه بعبث : أي وحده من البنات إلي دخلوا عهد
ناديه بقوة لفت له وعيونها أتسعت : نعم !!!!!
فارس وصوتها تبعثر : آآآآآ .. أقصد يعني أقصر وحده ..؟
ناديه بعصبيه حركت يدها لفوق : خير .. إيش تبي فيها تسأل عنها ..
فارس بأستنكار وهو ينطق بربكه : ليش عصبتي ..؟
ناديه بقهر : سؤالك يعصب !
فارس بأنفعال : كفرت بالسؤال أستغفر الله
ناديه صدت عنه حتى تهز رجلها ونبرتها ترتفع أكثر حده : مابرد عليك ومالك شغل
فارس بأنفعال : ترا نفسيتك الخايسه ذي موب دايما بنتحملها
ناديه أهتزت تضحك بسخريه : على أساس أبي أحد يتحملها ..
فارس ثار وهي تنرفزه بأسلوبها : ناديه .. أمرك عاد وصل حده خلاص .. موب وصل وبس إلا زاد
ناديه هزت راسها : صحيح ..
فارس أنحني وهو يغمض عيونه .. ينطق : أنتي علميني بس وطمني بالي .. أي وحده عهد
رجعت ناديه تطالعه وعيونها أتسعت لآخر حد : ....................
فارس بهدوء وهو يفتح عيونه يطالعها : يابنتي علميني .. بس يلا
ناديه بدون نفس نطقت وهي تميل براسها له : نفسيتي خايسه !
فارس حرك يده بس يبي منها تعلمه : آسف طيب
ناديه : وماحد يتحملني
فارس بنبره رجوليه رجعت هاديه ... يبعد عيونه عنها : ماعندي سالفه
ناديه : أكرهك أنت وعواد
فارس رجع يطالعها بطرف عين : أكذب وحده بالعالم تفضحها عيونها أنتي
أنحنى يجر خدودها بقوة .. يهز راسها
" يا تسذوب ! "
ناديه بسرعه أبعدته : لا تجر نقابي تخربه علي وبعدين تهرج نفس صديقكك .. يعني خلاص
فارس يزحف مقترب منها أكثر وبإصرار : يلا علميني ..
ناديه نطقت مجبورة : إلي لا طويله ولا قصيره .. وسط .. موب القصيره لا إلي كانت جنبها
فارس بإبتسامه راحه : الحمدالله ..
ناديه بشك : فارس بالضبط إيش عندك تسأل .. والله ما سألت من عبث
فارس بسرعه نهض واقف : إن حطيتي عقلك براسك وفكرتي كويس .. أبقولك كل شي
وخلفهم ..
يرتفع صوته الرجولي .. متسائل
" وش عندتس واقفه هنيا ..؟ "
تلصق فالجدار وهي تنتفض بقوة .. ماتدري كيف وقف قبالها مثل الكابوس المزعج .. من وين طلع .. وكيف وصل ولا حست .. أو تركيزها بكل ماسمعته وتركها في حاله ذهول .. غيبها عن الشعور بأي شي ثاني .. شبكت أصابعها وهي تتسحب على الجدار لين ما أقتربت من باب غرفة عمها .. ترفع أيديها بعبث .. تنطق
" مافهمت يعني وش "
أتسعت عيونه بأستغراب وحالها ماهو مضبوط .. لا صوتها ولا وقفتها ..عقد حواجبه بقساوة حتى يرفع يده
" أحتسي باكستاني أنا .. وش مطلعتس من الغرفه "
رفعت راسها وكأنها فهمت .. أشرت للغرفه
" الباب هذا .. طلعت مثل أي أحد يطلع يعني "
غمض عيونه بقوة .. غبيه .. لا لا .. تجاوزت هالشي هالبنت .. تنفس بعمق وهو يحاول يضبط أعصابه قبالها .. يكفي عليه البرود إلي قابلته فيه شيما وصمتها طول مسافة الطريق لقاه يستنزفه بشكل غريب .. يرهقه
نطق بتهديد
" أدخلي أحسن لتس "
تحركت بسرعه تبي تفتك منه .. وكل ماسمعته تارك الذهول يعلق في نظرة عيونها .. أخو ناديه .. يسأل عن أختها .. عن عهد وبالأسم وش عنده !! تدفع الباب بقوة وتدخل حتى يرفع عواد صوته
" خلص.. ت .. الدموع "
وعد رفعت يدها وهي تاخذ نفس بقوة .. تحاول تبتسم : أبدن .. طلعت عشان لو طولت أبتسي تغرق الديار وأحميكم
عواد ضحك : تعالي عندي .. والله ..
أخذ نفس بصعوبه .. يحط يده على صدره ..
" مشتاق لتس "
تتحرك بسرعه حتى توقف قباله ..
" شف عمي .. ترا مانسيت ماسويت فينا في بيت جدي .. يوم تكب ذاك الشي الوصخ "
هيا ضحكت : وش جابها على بالتس يالله العافيه !
وعد لفت براسها لها : شوفته .. أبيه يستعد لا تعافى
عهد : فااااضيه أنتي
وعد رجعت تطالعه .. تميل براسها : تكفى ياعمي .. علمني بخلطتك السريه
جود وهي واقفه قبال القهوة والشاي .. تسحب ترمس القهوة : لا تعلمها
عواد طالعها بأهتمام .. : تبين تعرفين ..؟
وعد هزت راسها بحماس : إيه
عواد : كل شي بأستراحتي حطيته لتس .. موية غسيل من شهر .. تراب .. سطل بوية تسان باقي منه من سنة جدي لقيته بين أغراضي القديمه .. كبيت عليه موية حار وتركته ثم حطيته مع الخلطه .. بهارات قديمه ..موية كروش
وعد بصرخه : وششش
عواد أهتز يضحك : ما أستغربتي الريحه
وعد بقرف وهي تغطي فمها بأيديها :وععععع .. لا مستحيل تسويها
عواد حرك يده لفوق : وقسم بالله حتى صمغ الخشب حطيته !
تتقدم جود وصوتها يرتفع بالضحك من فجعة وعد .. حتى تصب القهوة لشيما الجالسه .. بجنبها عهد وهيا .. ترجع بترمس القهوة تحطه على الطاوله .. وتسحب صحن الحلا .. تبي تتقدم لعواد لكن بسرعه هز راسه
" ممنوع منها .. " يتنفس بعمق " إذا فيه .. فطاير قدميها .. لي "
جود بإحترام : أبشر
عهد وهي تحرك كتوفها بقرف : عمي وش فيك من شر ذاك اليوم !
عواد وهو يضحك : ماشفتوا شي
ترفع وعد أيديها حتى تنزل نقابها وهي تطالع عمها بدون نفس والقرف من إلي سمعته لا زال يحتوي ملامحها .. نطق عواد من نظرتها
" لا تخلينا ! "
وعد بحقد : أنت تعافى وشف تسيف أرد حقي
عواد هز راسه : أتحداتس
وعد بثقه : أنا بنت الفعول
قالتها حتى تلف شاده حيلها وتروح مقتربه من شيما تنحني لها تنطق بصوت واطي
" متعب يبيتس "
شيما رفعت راسها بأستغراب : ما أرسل
وعد تبيها بس تقوم عشان تجلس بجنب عهد : واقف برا وهو إلي دخلني
شيما بسرعه وقفت حتى تلبس نقابها : طيب بروح أشوفه
عواد : وش ... قالت لتس .. أوم الفعول
شيما بهدوء : بروح أشوف متعب عمي وراجعه ..
ومن تحركت مبتعده صوب الباب .. جلست وعد حتى تميل لعهد .. تنطق بصدمه وهي تهمس لها
" عهد .. تخيلي والله العظيم سمعت لتس شين ماتتوقعينه "
عهد بحماس وهي تخفض صوتها : وش !
وعد وصوتها تغيّر : يسأل عنتس أخو ناديه
عهد صرخت : وشوووووو !
لفت هيا لهن بعيون أتسعت .. فيما جود وقفت تطالع فيهم مع عواد إلي أرتفعت حواجبه بأستغراب .. نطق
" وش عندكم ! "
عهد بربكه وهي تحرك أيديها بضياع : تخيّل تبي مني أعوانها عليك
عواد أتسعت عيونه وهو يحركها لوعد : ...........
وعد بشهقه وهي تضرب صدرها : يمه تسذوب !
عهد لفت تضربها : إلا ماقلتي لي
وعد تتمايل من ضربها وشوي تطيح من الكرسي : أوريتس
عهد من قهرها على ماقالته : أحد قالتس تحتسين .. أحد قالتس
تفتح الباب شيما وعيونها بحقد تطالع وعد .. مالقته برا وأول مادقت عليه طلب منها يجون للسياره حتى ما يتعبون خاله أكثر ..! تنطق
" يلا مشينا .. "
عواد وهو يمدد جسمه على السرير بتعب : بدري
شيما : مانبي نتعبك وإن شاء الله نجيك مره ثانيه
عواد : بإذن الله
توقف وعد بسرعه حتى تلبس نقابها متحركه بخطوات عجله لعمها ومن باست راسه ..
" هالله هالله بصحتك .. نبيك مثل أول "
تبتعد وهو يضحك ببطء .. السعاده تعلق بنظرته لبنات أخوه
" لا تحسبين بتقدرين علي "
تسلم عليه عهد حتى تجر وعد بسرعه .. تسحبها بالقوة مطلعتها لبرا .. تجرها مبعده عن الباب ... تنطق بصدمه
" وش قلتي "
وعد وهي تلصق فالجدار : أقولتس بذوني سمعت أخو ناديه يسألها عنتس .. يحسبني أنا أنتي ..
عهد بخوف وهي تضرب صدرها : يمه مستحيل .. وش يبي
وعد : معقوله .. بيخطبتس
عهد بربكه .. : مستحيل .. ذولي ماهم منا ولا فينا .. وأحسهم من عالم ثاني يابنت
وعد تمسكت بأيديها .. تهزها بقوة : شوفيه .. على يسارتس .. شوفيه !
طاحت العباه من راسها على كتوفها وهي تتلفت برجفه .. تسحب الهوا بصعوبه لصدرها .. وبسرعه أنفجرت وعد تضحك .. تنحني مبتعده عنها حتى تنطق عهد وهي تكتم الصرخه بصوتها
" تسلببببببه !! "
تركض وعد .. حتى ترفع يدها عهد .. تلحقها بقهر .. تنطق
" وين بتروحين .. والله ما أخليتس ! "
.
.
.
الرياض
الساعه 5:30
تجلس على الطاولة .. مستنده بخدها على كف يدها .. وباليد الثانيه ترسم على الورق رسومات عشوائيه .. هالات سودا خفيفه .. تلتف حول عيونه الذابله .. وشعرها تجدله بطريقه غير مرتبه .. الغرفه وراها تهيم بعالم فوضويه لا متناهيه .. شعور العزله يجذبها عن كل شي .. حتى أحلامها الصغيره إلي كانت تسعى لها .. تحس أنها تتلاشى .. وش بقى إن كان مثالها
الأعلى أستوى بالأرض .. كيف قدرت جدتها تسوي ماسوته .. تبلع ريقها بصعوبه ..
ترتفع صرخات خواتها بالحوش وهن يلعبن تحت .. الغرفه شبه مظلمه من نور الشمس البارد وهي تميل للمغيب .. ترتفع نغمة جوالها .. حتى تسحب الجوال ببرود .. تعلق عيونها على الرقم .. وبسرعه ترمي جوالها على الطاولة .. ترتفع وتيرة دقات قلبها الخايفه .. هذي نوق ..!
أكيد بتسألها عن كل ماصار من أيام .. أكيد .. تضم أصابعها بقوة حتى تنهض من الكرسي .. تتحرك بضياع تدور بوسط الغرفه .. وش بتقول .. تحط أيديها على خصرها بعبث .. والتوتر يعلق في ملامحها .. توقف نغمه جوالها .. ثواني ويرجع يدق من جديد .. تتحرك تنحني بأنفاس متسارعه تسحبه .. بترد وتقول ماعندي شي أقوله .. أو .. أو إذا تبي شي
تروح تسأل خالها جلوي .. ليش تسألها هي .. تفتح الخط .. يستقر عند أذنها
" ألو "
وبأنفاس صعبه .. تنطق
" هلا "
نوق بصوتها الهادي : هلابك .. أميره .. أخبارك ..؟
أميره وهي تتلمس صدرها بيد تهتز : تمام
نوق : أبيتس لبيتي
أميره بخرعه : ليه ..؟
نوق تجاهلت نبرتها الخايفه : تعالي ومعتس خطتتس للمشروع .. أبي نخطط تسيف نبدا فيه بالضبط
أميره ترفع يدها .. تتلمس جبينها وهي تحس بالحراره تحتضن جسدها : أي مشروع
نوق بأستغراب : مشروعنا نسيتيه .. وترا أبي رحمه مرة بادي معي ..
أميره نطقت بحزن : يعني ماتبين تعرفين وش عندي
نوق بعد صمت : إذا هونتي يا أميره عن المشروع علميني
أميره بسرعه أنطقت : لا لا .. أبجيتس والله بجيتس بس ماتسأليني عن شي
نوق : تامرين
أميره وهي تحرك يدها : وعد !
نوق : وعد
أميره : طيب أبجيب أغراضي كلها
نوق بهدوء وأستسلام : طيب أنتظرك
أبعدت الجوال عن أذنها وهي تجلس بالحوش .. فارشه فرشتها ومتسانده على المركه .. قبالها صينية القهوة والشاي .. تتنفس بعمق وهي تغلق الخط .. تنزله على الأرض ... دقت متأمله تاخذ من أميره كل شي .. لكن صوتها الضعيف والخوف إلي علق فيه تركها تتراجع .. تقول وش ذنب ذا الصغيره .. يلحقها نصيبها من أمور فاتت .. ويمكن أندثرت .. تتكتف بصمت وشعور غريب أنه هالحقيقه إلي كانت على وشك تظهر تلاشت .. رفعت عيونها للسما وهي تتساند بظهرها على الجدار .. صحيح يكفيها هالأستقرار النفسي إلي تعيشه .. يكفيها فرحتها بهدايا مشعل حتى الذهب شراه لها .. وجهز لطفلها أو طفلتها من كل شي ..
أبتسمت حتى تفك أيديها تتلمس بطنها إلي ظهر بروزه .. يوم عن يوم بيكبر ويكبر .. وتحس بحركته داخلها .. راح ترمم كل ضعفها في ولدها .. يكفي عليها نفسيتها .. إلي تغيرت بشكل عمرها ماتوقعته .. ماتوقعت بيوم من أيام هالبعد مابينها وبين جلوي بتذوق يوم سعيد بحياتها .. لكن تغيرت بفضل من الله ..ضاقت عيونها من علق أسم جلوي ببالها .. طالعت جوالها حتى تسحبه ببطء ..تتجه للواتس .. تختار رقمه .. تقرّب الجوال من شفاتها من أضغطت خيار التسجيل .. تنطق
" مساء الخير جلوي .. بشرني عن أم عبد الله .. عساها طيبه ؟ "
ترسل رسالتها الصوتيه وهي تتأمل الشاشه .. لحظات ويتبدل لون الصح للون الأزرق يظهر متصل لها .. يكتب لها بعد مامرت ثواني
" هلا طيبه ماعليها "
تسجل صوتها من جديد
" ترا عبد الله راح مع مشعل "
يرد عليها
" أدري "
تهب هوا تحرك خصلات شعرها الطويله .. ترفع يدها تمسح على شعرها حتى ترجع تسجل صوتها
" الله يعوضكم خير "
وترسل .. مارد .. نهائي عليها .. ظلت تنتظره .. تعتدل متربعه حتى تنحني تصب لها قهوه .. تقرب التمر منها .. تطالع الجوال وأبد مارد .. ترجع تضغط خيار التسجيل .. تنطق
" ترا "
تحرك راسها وعيونها أتسعت لباب الشارع إلي أنفتح حتى يندفع .. تستقر خطواته الثابته بطوله بالحوش وهو يدفع الباب وراه .. تنتفض بخرعه واقفه والجوال طاح من يدها بوسط الصينيه .. تطالعه الجوال وترجع تطالع جلوي إلي سكّر الباب بعنف .. عيونه الدائريه يمتلكها كم من التعب .. ملامح وجهه منهكه بشكل مأساوي .. ياقة ثوبه مفتوحه مع أزرار أثنين .. أطراف غترته يرفعها بشكل فوضوي مستقره على راسه .. نطقت بإرتباك
" هلا "
يرتفع صوتها حتى يتقدم لها بخطوات بطيئه مرهقه .. يرفع يده حتى يسحب غترته مع العقال والطاقيه .. وأول ماوصل ونزّل نعاله قبال الفرشه .. رمى غترته على طرف الفرشه حتى ينحني جالس ممدد رجوله لقدام .. يميل بظهره لورا والإرهاق ممتلكه حد الهلاك .. ينطق بصوته الرجولي
" من متى القهوة "
نوق وهي تمسح بأيديها على جلابيتها بعبث : من شوي .. تسان على بالي رحمه بتجي بس قالت أن أخوها طلع من المستشفى و .......
جلوي وهو يعقد حواجبه .. يرفع عيونها لها مقاطعها : بالله أجلسي .. وصبي قهوة ..
نوق بسرعه أنحنت جالسه على رجولها .. تسحب ترمس القهوة مع فنجان : تبي تحلي
جلوي برفض : لا .. يكفيني التمر على فطور الصبح ولا أبي آكل شي محلى ثم تتعب معدتي
تصب له نوق قهوة ومن أخذ الفنجان .. تحركت واقفه ..
" بروح أسخن لك الغدا أجل "
نزل فنجانه وبسرعه أنحنى يجر طرف جلابيتها من تحت
" أقعدي لا أشتهيت طلبتتس تسخنين لي "
نوق : ماعليه أبسخنها وأحطه بحافظة وأجيبه لك
جلوي : ألله يالشغله .. أجلسي أجلسي بس .. أو بتتهربين من الجلسه معي
نوق أنحنت جالسه حتى تنطق وهي تهز راسها : لا والله .. ليه أتهرب أصلا أستغربت أنك جاي
جلوي سحب الفنجان : لا أنسى .. الله يجزاتس خير
نوق : على وش
جلوي : موب قلتي بالجوال الله يعوضكم خير !
نوق ضربت جبهتها : إيه نسيت .. إلا أخبارها
جلوي وصوته أحتواه أسى وحزن : أخذوا عينه من الورم وقالوا أحتمال عملية يستئصلون فيه الورم .. أو يبدون علاجات كيماوي
نوق وملامح وجها أحتواها الحزن : يارب ترحمها والله .. أهم شي نفسيتها
جلوي أبعد نظرته المكسوره للمجلس الخارجي بعبث : راضيه بقضاء الله أم عبد الله قوية .. صابره .. الحمدالله بس إنها سقطت
ضم شفاته ممتنع عن الكلام فيما هي ظلت تقاسمه الصمت .. داخلين بعالم من الأحاسيس المستقره لأول مره .. وظهر عالم غريب مابينهم .. الطرفين أختاروا يتوقفون عن هالحروب في المشاعر وفي الماضي الغريب .. وفي كل ماصار .. ماعاد في مقدور أي واحد منهم
يتخبط في وجع ذاك الماضي .. بأي شكل كان .. سحب الفنجان جلوي حتى يشرب منه ببطء .. يتراجع بظهره للمساند وهو يسحب جسمه .. يتراكى على المركه .. تبتسم هي بعبث تنطق
" دقيت على أميره قبل شوي ! "
حرك عيونه لها وحواجبه أرتفعت لا تلقائياً .. قرّب الفنجان من شفاته فيما هي ضمت أيديها لبعض .. عيونها بالأرض مارفعتها له .. تكمّل
" تسان في خاطري أعرف وش من علوم واصله لها .. بس يوم سمعت صوتها الخايف تراجعت .. تبي الصدز ياجلوي .. مهما تسان ماسمعته .. تنرحم "
رفعت عيونها له .. وبصوت يحتويه الخذلان
" يكفي عليها خوفها .. ماهوب وقت نقول بس لا تسان هالصغار إلي مالحقوا على بلاوي ذا العايله بيمسهم شوي من إلي ذقناه ..! "
في الوقت إلي راحت مشاعرها أجمع تميل للبرود والأستسلام كان هو في نقطه .. ماتجاوز ذاك الماضي .. لا زال يبحث عن النور .. يبي يمحي مآسيه لو كان الوقت فات .. لو كان هالوقت إلي تعلن فيه أستسلامها .. ماهو الوقت المناسب تتكلم له .. وهو ينغمس فالوجع لحال وحده سكنت فيه ضوء يتأمل منه الكثير .. كانت تحس بقوة نظرته تخترق قلبها .. كمّلت وهي تسحب نفس لصدرها .. تهز راسها
" أغلطت وأنقهرت بس قبل شوي مدري ليش يومني رحمت أميره .. قلت ليش أنقهر "
نطق بصوت قاسي
" أنتي بالعربي وش تبين بالضبط .. تبين الله ياخذ حقه من إلي ظلموتس ولاّ تبين السلامه ولاّ تبين العالم إلي ما سألوتس في زمن فات يرجعون يسألونتس .. ولاّ ماتبين الموضوع أحد يجيب طاريه دامه أندفن .. ولاّ رحمتي أميره وقررتي تسذا عشانها خايفه إنتس تتركين الأمر"
ظلت تطالعه .. وهو يطالعها بنظرة حاده .. مباشره
" حددي يابنت الناس يرحم الله والدينتس .. وش تبين أنتي .. وش تبين ! "
سألته ببرود
" من جد تسألني وش أبي "
جلوي يعتدل مبعد عن الجدار .. مستقيم بظهره .. وهو يأشر عليها : أنتي تحتسين .. أنتي تحددين لي الحين وش تبين .. مالتس شغل بجلوي البعيد القريب !
حرك يده بأنفعال ليسار و ليمين
" مره ياجلوي أبي .. مره أبعد .. مره ألقاتس في بيت أم عبد الله .. مره تصدين .. مره تبعدين .. مره تقولين مابي من أحد شي أبي الله سبحانه من يدبّر مع أنه ميسّر الأسباب معي أو مع غيري "
جر ثوبه بقوة وهو يطالعها
" أنا ماعاد لي من حيله .. كل شي شفت نفسي قادر عليه سويته "
حرك يده لها من جديد
" أنتي حددي وش تبين .. أنا آخر ما تسان عندي وتمنيته أنه تعرفين إن ماصار بيني وبينتس في زمن فات صح إني غلطت فيه لكن ماهوب بسبتي .. ماتسان لي من أمر فيه .. ماهوب عشانتس وبس .. عشان بنتي .. أبيها تعرف أن أبوها لا ظالم ولا ماخذ حقوق أحد .. أبي أكون تسبير بنظرها لين مايملى راسي الشيب ! "
أنحنى يضرب الأرض بأصبعه بشكل متكرر .. بأنفعال وملامحه تعتصر غضب
" ذا الحين تعلميني .. أنتي وش تبين .. فراق .. قرب .. حقيقه .. وش تبين يابنت عبد الله "
" أنت وش تبي "
صرخ بوجها
" مالتس شغل فيني "
ردت بصوت ثلجي
" تحسب أن الأمر خذني بالصوت ! .. "
صد وصدره يرتفع وينزل بقوة .. حط أيديه على ركبته .. ويد راحت تفرك شفاته وعوارضه بقوة .. تنطق بأسف
" ليش تجاهلتني من البدايه .. ليش ياجلوي .. "
صرخ بأنفعال
" لأني حمار ! "
نوق بدون نفس : تدري أنا لو بقعد معك بكون مانيب صاحيه بعد كلمتك ذي
جلوي طالعها : إن ماخليت نفسي غلط مانتيب مرتاحه أنكري بعد !!
نوق بعصبيه : وش قاعد تقول أنت
جلوي : تحبين عرش المظلومه .. لو أنتس تفكرين شوي عرفتي إني ما أبعدتس إلا لأنتس يابنت الناس بتقولين كل شي قلتيه يومنتس طحتي فينا .. ليش تسوي ليش تفعل ليش ماحتسوا ليش وليش وليش .. والأمور ماهيب متحمله .. ماهيب متحمله أحد يسمع كلام لأن الكل حاس بالذنب .. الأمر يخصتس
ضرب صدره بقوة
" بس يخصني أنا أكثر منتس .."
نوق : يالله علمني وش عرفت .. علمني هالحين .. أبي أسمعه منك .. يلا
أنطق الباب بقوة حتى يلف جلوي للباب يطالعه .. يرجع يطالعها
" من "
نوق وهي ترفع يدها بخوف : لايكون أحد سمع صراخنا وقال أنبهم
نهض جلوي حتى يلبس نعاله بسرعه .. يتحرك يمشي بنحافته وهو يرفع أيديه وكم الثوب ماسك بقوة على معصمه .. والكبك الأبيض يظهر بارز .. يمسح على شعره بعبث حتى من وصل للباب وفتحه .. تخشّب وعيونه علقت على الواقف .. نطق
" يبه ! "
تمايل منصور وهو يصعد الدرج حتى يدخل .. يميل جلوي يبوس راسه .. وأبوه تعتلي ملامحه صلابه مايخبرها فأبوه إلا إذا واجه أمر صعب ..
" أخبارك "
يتقدم منصور بصمته حتى يدخل للحوش والشمس ضوئها بدى ينحصر في الزوايا .. يوقف جلوي يطالع في أبوه إلي راح يدفع خطواته وكأنه يحمل كسر غريب .. يدفع الباب مسكره ونوق بسرعه نهضت .. راحت تمشي بخطوات متسارعه .. وبسرعه مسكت كتفه .. حتى ترفع جسمها تبوس راسه .. تنطق
" هلا حياك ياعمي ..نورت البيت "
منصور وقف يحرك أيديه مابينهم : تعالوا معي للمجلس داخل ..
ألتفتت نوق بأستفهام لجلوي إلي تحرك يمشي .. بادلها بنفس نظرة الأستفهام .. أستدار منصور حتى يجر خطواته لمدخل البيت .. ومن دخل وتأكد أنهم دخلوا .. سحب باب المدخل وسكره .. نطق
" للمجلس يلا "
تشبك نوق أيديها في بعض بقوة وهي تطالع جلوي إلي حط يده على كتفها ودفعها يمشي وراها داخلين للمجلس .. وقف حتى يحرك يده للكهرب مشغّل اللمبات .. تنحني نوق تجلس على الكنب .. عبرها جلوي حتى ينحني جالس بجنبها .. ينحني يجر المركه بجنبه .. متساند عليها .. ومن دخل أبوه نطق
" علمني وش أنت عارف بأمور يومنك هاك اليوم تجمعنا "
أتسعت عيون جلوي بقوة ونوق بسرعه لفت له بصدمه .. نطق بأندفاع
" وش طارن عليك يبه "
يتقدم أبوه حتى يجلس قباله .. يحرك يده بشده
" أنا ماجيت يمك عشان أسمع منك سؤال .. ! "
سحبت نوق أنفاس مرتجفه تسحبها لصدرها قبال نبرة عمها القويه .. القاسيه .. تطالعه بصمت وجلوي ألتزم الصمت ..
" قول ياولد .."
" كان تقدر يبه تروح يم أميره .. ليه أخترت تجيني ! "
أندفع صوته القوي
" أنا ماسمع الأمور من أفواه البزارين .. علمني ياجلوي ماعندك .. لنك مانت مخطن خطوتك من عبث "
جلوي بضحكة أستهزاء : توك يبه تستوعب وتعرف .. !
منصور : الأمور ماتنوخذ تسذا ..
جلوي وهو يطالع أبوه مباشره .. يستقيم بظهره : وش من علمن واصلك وخلاك تنشد عن ما أعرفه
منصور : شين ماله دليل وأنا ماجيتك إلا لني ربطت بعض الأمور في بعض وتركتني في حيرتن وشك لها أول مالها تالي ..
أبعد جلوي بعيونه عن أبوه وهو يتنفس بثقل .. يحس بصعوبه هالأنفاس على رئته .. كما لو أنها ضخمه .. ضخمه بتخنقه .. والجالس ينتظر الحقيقه ماهو أي أحد .. أبوه .. ويجلس فاتح صدره للحقيقه لوحده .. ! مافي أحد يشاطره هالحقيقه .. يتقاسمها .. بترتمي بشكلها البشع عليه .. ومن بيتكلم عنها أمه .. أمه .. غمض عيونه يجر أحزانها تدفن ..
منصور : تكلم ياولد
جلوي رفع يده بضياع .. يفرك وجهه .. يطالع أبوه : مستعد يبه
منصور رفع يده : لا تخاف علي من يومي ماينكسر عودي يابوك للظالم ..
جلوي بلع ريقه .. نطق : أمي هي من سلمت الأوراق لعمي عبد الله ..
رفعت نوق راسها وعيونها أتسعت بقوة .. يندفع قلبها ينبض بوجع حتى شكت أنه بيفتح صدرها ويطلع .. لا محال .. ظلت عيونها عالقه في ملامحه إلي غرقت فالهم ونظرة عيونه تضيق .. يضم شفاته .. يرص على أسنانه بقوة لين بان حدة فكه ..يحس بنظراتها تترجاه يخف بحمول الحقيقه على قلبها .. ع الأقل لدقايق .. دقايق لا تتفجر الأحزان السود .. لا تظهر مساحات أوجاعهم الهايله .. يكمّل بصوت عميق
" أميره يبه سمعت عمتي ونوره وأمي يتهاوشون في بلاوي سود كان من بينها هالحقيقه "
ضم أصابع يده إلي فوق المركه بقوة .. نطق وكأنه يتأوه من شراسة الألم
" وسمعت .. "
نزل براسه لتحت .. يطالع حضنه وقلبه يرتخي مستلم لهالفجعه إلي أظهرت مخالبها وتشبثت في قوته .. قوته إلي راس مال أي رجل .. تحاول تكسر عظامه .. تحوله لبقايا .. بقايا خذلان وندم .. إن أمه .. أكبر عطيه .. تاج راسه .. هي من سعت .. تقسمه أشتات .. هي من ضيعت سنين عمره بعد هالنوق .. تضخمت العبره في صوته الرجولي .. وراح يرتعش بوجع
" أمي .. يبه .. هي من منعت نوق لا تحمل طول هالسنين .. جابت لها وحدتن أسمها أم خيال ما تخفى عليك هالحرمه إلي عيالها من أذاها أجتمعوا وسكنّوها في بيتن لحالها .. أعزلوها .. حضرت زواج أم خليل .. إلي حضرته نوق .. أميره سمعت كل هالكلام "
صمت يجاهد .. ينطق .. وصوته الرجولي يضعف بأسى .. يكمّل
" وأنا يبه رحت أفتش بأغراضك القديمه وطحت بنسخ تسثيره للورقه إلي تسلمت لعمي عبد الله .. وأنا عارفك لونك بتنسخها تسذا ليه بتسلمها لي وتطلب مني أحفظها .. ومانت راعي تصوير من يومك لا بغيت نسخ وصيتنا "
رفع عيونه لأبوه إلي كان جامد .. يغرق في قاع الفاجعه من مايسمع .. عيونه يسكنها صدمه
" لقيتها بنسخه بين كرتون قديم مليان غبار " حرك يده من تفجّر القهر في صوته يحرقه
" حتى عمتي نوره .. قالت أميره إن أمي هددتها أنها تقول مابينها وبين جهيمان .. لكن عمتي كانت واثقه من عمرها .. وقالت لها إنها عرفت جهيمان عن طريقها .. "
وبصوت مهتز وجسدها بدى يرتعش بقوة .. نطقت وهي تضم كفوف أيديها لبعض .. تنطق بلا شعور ..
" يارب ... يارب .. يارب "
حرك عيونه لها بحزن حتى تنزل دموعها بقوة تنطق وهي تحرك عيونها بأتجاهات مختلفه ..
" ليه .. وش أنا مسويه .. والله ماسويت شي "
رفعت راسها له .. ورجولها تنتفض بلا شعور أو قدره تتمالك نفسها .. راح جسدها يرجف حتى يختنق ألم .. تنطق بصوت ضعيف ..يمتلي حرقه .. تتسائل
" ليه أختاروني أنا .. ليه ياجلوي .. ماكنت عندك أراعيها مراعاتي لوالديني .. ليه تسوي كل هذا ليه ياجلوي "
غرقت عيونها بالدموع حتى تنهار من جديد .. يرتعش صوتها الدامع الباكي بحرقه .. تضم أيديها بقوة على شفاتها تهتز بضعف ...
" ماتقول لي ليش كل هذا .. ليش ياجلوي .."
يوطي راسه ونظرته أستقرت بالأرض .. من يملك هالجواب والسنين عبرتهم .. والسؤال ماغير ذكرى جوابها مات خلف الأقدار إلي صارت وأنتهت ..
وكل مايصير .. ماغير أوجاع تندس بفم الحكايه إلي أنتهت ..
وراحت نشيجها يرتفع قبالهم .. شهقاتها .. وجعها .. ألم أنكسارها وحدتها من غيابه .. في ذاك الزمن .. كيف طردها .. كيف أقفى شافته .. وهو رجع ولا شافها .. طق باب أبوها مرات ومرات .. لكن ماعاد هو مقدّر له ولها الوصل إلا بعد 15 سنه .. يقترب منها وبسرعه يحرك أيديه يلمها لصدره .. وعيونه ترتفع للسقف .. لمعة دموع حاره راحت تغسل كل مآسيه .. تتنفس الراحه وإن كانت ماتشفي جروح ولا تعالج حقايق بتجرح رجولتهم .. !
تخترق أحزانها صدره إلي لا زال يتسع لها .. لا زال ينتظرها وأن أنخذل .. يجرها له .. يحتضنها بعنف .. وجسدها السمين يهتز ضعف بين أيديه .. فيما أبوه نهض واقف .. يتحرك بخطوات يدفن تحتها النار والموت ..
.
.
.
" حسابك ياخوي 350 ريال "
" عندكم شبكه ..؟ "
" إيه "
ينهض بأناقته ورسميته حتى يسحب الجهاز .. ياخذ بطاقة الصراف من بين أيدين الولد إلي قباله .. وماتفصل بينهم غير طاولة المحاسب الواسعه .. يحرك عيونه صوب عبد الله إلي واقف قبال قسم الأسر المنتجه وهو يأشر على الرفوف .. لحظات وترتفع نغمة جواله .. يميل براسه حتى يقرّب الجهاز من صاحب البطاقه ينطق
" الرقم الله يعافيك "
يسحب جواله بسرعه حتى يرفع يده
" محمـد .. تعال بسرعه كمّل عني "
يبتعد بخطوات واسعه وأنوار محله الواسعه تنعكس على أرضية المحل بفخامه .. والزجاج الامع يعزل الحلى والبضاعه المرتبه بأهتمام
يعبر من زحمة المحل حتى يطلع لبرا .. وبسرعه يفتح الخط .. الليل أسدل بستاره على تفاصيل الكون أجمع ..
" ألو "
يقولها وهو ينزل للشارع .. يدور حول سيارته .. يفتح الباب حتى يرفع جسمه ويركب مسكر الباب ..
" هلا .. أخبارك "
مشعل وهو إرتبك بلا إراده .. يعتدل بجلسته على سيت السياره : الحمدالله .. بشرني أنت عنك
متعب : لا تسأل إلا عن العافيه .. داقن عليك أبعطيك العلم بخصوص ما سألتني عنه
مشعل أستقام بظهره وبإبتسامه أرتسمت على شفاته : ياليت
متعب وصوته تغيّر : للأسف بنات عبد الله رافضات فكرة الأرتباط من أحد قريب .. وكل وحده عندها سببها .. بلّغ خويك
مشعل ووجه بهت : أفا .. تقوله صادز ..
متعب : هالله هالله
مشعل أرخى ظهره حتى يدفعه للسيت ونظرته لا زالت تطالع بإستقامه : والسبب
متعب : يامشعل أنت خابر الوضع .. هو الأمر نفسه إلي أنا سبق وقلته لك وزعلت لني طريته
مشعل بعيون أتسعت : عشان نوق
متعب : ماينلامون ترا .. ومن يلومهن ظالم ..! وماهوب عشان نوق عشان كل ماشافوه من قبل
مشعل : طيب طريت إني بجي بضماني
متعب بحده : ماهوب أنا من الأوله قلت لك هات ضمانك وتعال لكنك قلت وش يضمن لي إنها توافق .. مافهمت إن البنت لا آمنت على حياتها .. بتوافق
مشعل حرك يده : أنا جايك باتسر للقصيم
متعب بذهول : وتجي بأي صفه
مشعل : أجي بصفتي شايلن عمري ..إن وافقت البنت بضماني يكملون الباقي أبوي وجدي .. وإن ماوافقت
أخذ نفس بعمق حتى ينطق
" يسهّل الله الأمور "
متعب بعد صمت : هذا عين العقل إن سعيت مراجلك تتبعك ياولد خالي ..
مشعل : الله يسلمك
متعب : أخليك أجل
أبعد الجوال عن أذنه وهو يجلس على كرسي حديد بجنب باب غرفته إلي تفوح ريحة الأثاث الجديد منها .. أنوار الحوش كلها مشتغله تبعد كومة هالظلام عنه .. يدفن الجوال بجيبه وهو يلبس بنطلون جنز على تي شيرت أسود واسع .. شعره متبعثر باتجاهات مختلفه .. يسحب جواله من جديد حتى يدق عليها بكم رنه ويقفل .. طوّلت بدخلتها للبيت .. والتعب يهلكه اليوم .. يرفع عيونه لزاويه البيت إلي طلعت منها وعد تمشي بهدوء .. يغطيها السواد ولا يبان منها غير عيونها .. وبغيض كتمه صد بقوة .. يا هالوعد إلي متسلطه عليه في وقت تعبه !
تقترب منه حتى توقف بمسافه بعيده فصلت بينهم .. تنطق بتردد
" بنت جارتنا .. خلود .. عازمتنا باتسر كلنا .. "
رجع يطالعها بنظرة حاده وهو يرفع حاجبه مستنكر
" ماينقال بنت جارتنا .. هاتي أسم أهلها .. تراي مانيب جديد على هالديره صرت أعرف أغلب أهلها ..! "
" أهل جارتنا ولاَ خلود نفسها "
رفع صوته بقوة
" أحتسي زين "
وعد أنتفضت : خلود مخلد آل ساجر
نطق بأستغراب وهي بسرعه لفت لورا تشوف خواتها مع جود واقفين ورا زاويه البيت .. تاركينها كبش فدا
" مخلد ماغيره إلي بيته في أقصى الديره ! "
رجعت تطالعه وهي ترفع يدها تجر نقابها حتى يغطي عيونها عنه أكثر
" ماشاء الله تعرفه .. ! "
حرك يده بذهول
" أنتي مهبوله .. فيتس شي " صرخ من لمح راس أخته يظهر من ورا الجدار
" جووووووووود تعالي " صمت ومن طال صمته .. رجع ينادي " جووود "
ولا ردت .. حرك يده بصوت أندفع قوي
" من وين تعرفينهم "
وعد بإرتباك فضحها ..: هي دقت
متعب أنحنى بظهره بتهديد : أحتسي الحقيقه وأتركي عني التسذب .. كيف تقولين عنها بنت جارتنا وبيتهم أبعد بيت عن هالمكان .. ها
وعد وهي راحت فيها .. بلعت ريقها بصعوبه : لا شف .. الحقيقه أنه كلنا بنجتمع حنا يالبنات ونروح لهم
متعب أتسعت عيونه : وش !
وعد قامت تحرك أيديها فالهوا : جيراننا بناتهم .. كلنا ونروح نمشي .. تو راسلونا وقالوا أمشوا
متعب بأندفاع : تعرفين إن هاللي رايحه لهم .. عيالهم ماهم مضبوطين ..
وعد بصوت أرتجف من أنفعاله بوجها : يعني كيف
متعب مد يده لقدام : يعني منتهين ماهم صاحين
وعد : طيب حرام وش دخل أختهم ..
رص على أسنانه بقوة حتى يرفع يده ويضربها على فخذه .. تنطق هي
" أنت طيب قلت لو تبون تطلعون أستأذنوا قلنا لشيما ماعطتنا وجه ورفضت .. طيب أحتسي للوصي علينا عيت يعني حتى طلبنا منها تروح تلمّح لك قالت لا لا .. حتى أمي معها قلت خلاص أجي أنا وأقولك .. "
متعب رفع يده : ياماشاء الله .. وأنا أقولتس لا معهم بعد
وعد بعيون أتسعت : ومتى نروح عزايم إن شاء الله
متعب شافها فرصه دامها جت لحد عنده برجولها وبصوته الرجولي إلي أبعد عنه الأنفعال : خلي عنتس هالأمر .. وأغسلي يدتس عنه .. تسان تبون أخذتكم باتسر أنا للمكان إلي تبونه .. لكن ما أبي أقوله لتس .. كلمتتس أمتس عن طلب مشعل ولد عمتس
ومايمديه يتكلم إلا أستدارت بسرعه البرق وراحت تمشي .. تطلع شيما من ورا الجدار وهي تشيل صينية العشا .. وقفت من عبرتها وعد تركض .. ومتعب رفع صوته بقهر
" يابنت تعالي أبكمل حتسي ! "
ولا ردت عليه .. راحت تركض مفجوعه أنه تجرأ وناقشها بهالموضوع .. رفعت شيما راسها للسما بلونها الأسود وهي تتنفس بعمق .. الجو ساكن مافيه نسمه هوا وحار رغم أن الساعه تقترب من 8:30.. تتوجه بعيونها للمبات إلي بدت هاله غريبه من الغبار تلفهم .. تدفع خطواتها البطيئه له وصوت ركض خواتها مع بنت عمتها وضحكتهن ترتفع ..
" ماهيب صاحيه أختك ذي "
يقولها مشعل من أقتربت منه وهي تلبس تنوره سودا على بلوزه بلونها السكري الماسك على جسمها .. شعرها يرتمي على كتفها .. تميل بجسمها تنزّل قباله عشاه على الطاولة الحديد .. حسب ماهو مطلوب بحميته ..
" وش له ركضت عنك "
متعب وهو يطالعها بحب وريحة عطرها تحتويه : كانت تبي تروح لبيت مخلد ورفضت
شيما بضيق : ترا أمي ماهيب موافقه ولا تبيهن يحتكن في ذيك العايله بس لأن بنات جيراننا وصديقاتهن بيروحن
متعب بصوت أرتفع : والله لوني مهبول بخليهن يروحن .. بس أختتس هجت عشاني جيت أبناقشها عن مشعل
رفعت ظهرها معتدله وعيونها أتسعت .. أبتسم من ملامحها إلي أحتواها الدهشه
" لا تسوين نفس أختتس وتهجين "
شيما ضحكت : تخيّل ..
أخذت نفس بقوة وهي تحرك يدها لفوق .. تنطق
" طيب ليش قاعد هنيا .. أدخل الجو حر وكتمه غير أن أحس فيه غبار غريب .. مدري تسيف وماهوب زين لك "
متعب وهو يرفع عيونه للسما : صادزة .. غريب الجو من بعد صلاة المغرب والغبار فالسما
رجع يطالعها
" أدخل غرفتي وأنتي ماشفتيها .. ماقعدت هنيا إلا لأني من أثتتها ماطلبتي تشوفينها ! "
وأضطربت بشكل رقيق وهي تنزل بعيونها بخجل لتحت .. تنكسر بالأرض.. صدرها ظهر يرتفع وينزل ببطء .. يتأملها وهو يغرق في تفاصيلها .. ريحة عطرها يحسه عالق في ثيابه .. بشرته .. وراح خافقه يتراقص قبالها .. نطقت بعجز
" ماسألت .. لني حسبتك مشغول ! "
وفجأه بلا مقدمات هبت الهوا القويه بلا رحمه تضرب الأرض من تحتهم بقوة .. صرخت بخرعه والغبار فجأه ظهر شامخ مابينهم .. تمايلت من جذبتها يده دافعها بقوة لباب الغرفه الأقرب .. تتراجع لورا وخطواتها تمشي على السجاد الفخم إلي مغطي أرضيه الغرفه .. تشوفه يدخل يشيل صينية عشاه وبسرعه يحطهم على الأرض ويسكّر الباب .. يحتويهم الظلام والعاصفه تزأر بوحشية .. تضرب شباك الغرفه بقوتها .. ترفع أيديها تضغط فيها على صدرها إلي يحتوي دقات قلبها المفزوعه .. عيونها تتسع بقوة .. تحس أنها تتنفس بصعوبه وهي تسحب ريحة هالأثاث الجديد لرئتها .. تسمع صوت زر تشغيل أنفتح حتى فجأه ينتشر النور بتفاصيله .. تدور بعيونها للشباك بلونها الأبيض .. للطاولة وبجنبها كرسي خشب .. تحرك راسها لورا .. تطالع الكبت بلونه الأسود الامع .. والسرير إلي ماكان لشخص واحد .. لكن لشخصين ..! ترجع براسها تطالع الجهه الثانيه .. مكتبة مليانه كتب .. وطاولة زجاج عليها كتب أنجليزيه .. ليش تحس كما لو أن مكانه له هيبه غريبه .. تتعلق عيونه بملابسه المعلقه ..
كل شي مرتب .. حتى هي ماساعدته .. ولا تدري كيف جاب هالكتب .. شراها .. أو هي كتبه أصلا .. ! وطلبها من الرياض وليش أنجليزيه يعني .. ! تحس فيه يتحرك بعجله .. ينحني لتحت الباب وهو يغطي فتحة الباب بشماغه
"بيكتمنا الغبار إن تركنا الباب تسذا ! "
تتأمله وهو يدفع بأصابعه الشماغ لتحت أكثر .. ينطق وهو يتصدد
" أعوذ بالله وش هالغبار "
وريحة الغبار تسلل لهم .. لحظات وينهض من مكانه .. يتراجع لورا وهو يضرب أيديه بقوة .. يرفعها ويفرك شعره..
" أحس الغبار دخل فمي ! "
يقولها وهو يتحرك مشغل المكيف بالريموت المعلق بجنب الباب .. يلف براسه لورا وعيونه أحتواها الأستغراب من صمتها .. نطق
" لا يكون خايفه .. ! "
يهتز بقوة الشباك حتى تحرك عيونه بهلع له .. تنطق
" خخخخووواتي وأمممي "
" في البيت الوضع مستقر لا تخافين "
تحرك عابرها حتى يسحب جواله من على الطاولة .. يرجع لها .. يرفع الجوال
" دقي على أمتس تطمني "
تنطق بضياع
" ما أقدر أرجع "
أتسعت عيونه .. حرك يده للباب
" لو فتحته بتروح الغرفه وطي .. وبعدين إلي برا عجاج أنتظري لين يخف ع الأقل.."
تحرك منحني جالس على السرير .. وهي ظلت متمسكه بجواله بقوة
" أنتم أهل الديره المفروض ماهوب شي جديد عليكم يعني هالغبار "
هزت راسها بسرعه
" لا .. أصلا نتعب من الغبار .. أنت شايف بيتنا مافي قباله شي .. موب نفس البيوت إلي بالوسط وتصد الغبار عنها "
أبتسم من تكلمت بهالطول .. صار يعرف طبعها .. جمل قصيره يعني متوتره خايفه .. جمل طويله متحرره من خوفها وإرتباكها .. حرك أيديه يلمس مفرش السرير ينطق وهو يمسح عليه رغم أن الغبار يخنق أنفاسه
" ماقلتي وش رايك بالغرفه ..؟ "
شيما وهي ترجع تطالعها : حلوة
أنتفضت بخرعه من ضرب الباب حصا وصوت الريح يحتضن مسامعهم .. أنحنت وهي ترص بيدها على أذنها
متعب برحمه على هالخوف المتذبذب فيها : أجلسي .. لا تظلين واقفه ..
شيما بسرعه تحركت حتى تجلس جنبه : ..................
ترتفع نغمه جواله ومن طالعت الرقم شيما .. نطقت بصوتها الضعيف
" أمي "
فتحت الخط .. حتى يستقر على أذنها
" هلا .. إيه يمه بالغرفه .. إيه مره غبار كتمنا بس المكيف راحمنا هالحين .. طيب "
متعب وهو يطالعها بطرف عين : أرتحتي
شيما وهي تتنفس براحه .. تحط يدها على صدرها : الحمدالله
صد بعبث عنها وقربها منه يثير نشوة غريبه فيه .. للدرجه إلي ماهو قادر يسيطر على دقات قلبه بحضورها .. ياترا هل تشاطره هالشعور .. تحس بهالاختلاف إلي تكون هي السبب فيه .. وهو في حضرتها يغيب كل موضع ألم فيه .. كل حزن وكل يأس .. أخذ نفس بعمق .. يرفع يده بعبث يفرك شعره .. وصوت الريح يعانق صوت المكيف إلي موجه بهواه البارد لهم ..
يبلع ريقه .. يلف لها
" أحتسي "
وظلت عيونها بالأرض ..تفرك أيديها في بعض ببطء .. حتى ظهر بياض مفاصلها وهي تضغط بقوة على بشرة يدها .. ظل يطالع أيديها .. لحظات ويرفع عيونه لها .. ينطق ولا يدري ليش سأل .. ماعاد يقدر ينتظر .. ماعاد فيه من صبر ..
" فكرتي طيب "
ورفعت عيونها له .. هزت راسها برفض
" لا "
أتسعت عيونه بقوة .. وسط هالرفض إلي أفصحت عنه رغم أنه توقع منها تفكّر ع الأقل .. تعطي هالعلاقه أكثر مجال للجديه في الأمر .. تتحرك شفاته .. ينطق
" ليش "
أرتفع صدرها وكأنها أنتفضت بلا مقدمات من سؤال التبرير .. لا زالت عيونه تدور في تفاصيل ملامحها الصامته .. تدور ولا يحس أنه شبعان منها .. لكن خايف يفقد توازنه ..
أيه يخاف يسمع شي يخيّب ظنونه .. وده يقولها لا تتكلم وبنفس الوقت يبي يسمع ويرتاح .. وبكل ضعف تحاول تنتزعه منها رفعت عيونها له .. أرتطمت بنظراته الشاخصه فيها ..
" أخاف أحتسي ولا تفهمني "
نطق بأندفاع
" بفهم "
" أمي مافهمتني "
حرك يده بحده
" أمتس غير .."
بلعت ريقها وهي تفرك أيديها بشكل أقوى من قبل .. حرك يده بسرعه حتى يحطها فوق أيديها مانعها لا تتوتر .. لا تخاف ولا تحزن .. بيسمعها بكل جوارحه .. وبيعذرها .. ضغط على أيديها
" أحتسي ياشيما وتأكدي إني بفهم عليتس "
كان بيقول " لأنه أنتي هينا عايشه فيني .. مرتبطه .. لأننا واحد " وسكت بتر هالكلام وأنفاسه تتصاعد بحراره .. وأرتفع صوتها المرتجف وهي تجاهد يكون واضح .. واثق بس ماقدرت
" أنننت .. مااكان لك حق تسألني .. عن أني أستتتممر معععك "
أنعقدت حواجبه وهو يشوف جسدها بدى يهتز من رجفتها إلي ماهي قادره تتمالكها .. سحبت يدها المرتعشه من تحت يده .. رفعتها
" سسسسألتني إذا أبظل معك .. وأنت نفسك .. تتتتسسسان وجودك قدر "
حركت راسها بقوة تأكد منطق مشاعرها وجوابها إلي ينتظره
" قدر من الله .. ماهوب أخخخختيار ولا إجبار ولا شي .. "
بلعت ريقها بصعوبه
" تعرف تسيف قدر .. كل شي هينا "
أستقرت يدها على صدرها تأشر على قلبها
" ويخصك قدر "
" تقدر تسألني ليش أنولدت .. ليش أمي وأبوي ذولا ماهم أحد ثانيين .. ليش ناكل .. ليش نتنفس ذذذي الأسئله إلي ماحد بالدنيا يسأل عنها لأنها مالها جواب حنا تسذا .. هو .. هو "
تتنفس بقوة حتى يرتفع صدرها .. تزفر الهوا وهو ظل يسمعها .. يعبر صوتها خلاياه .. يتنفسها بأعجوبه .. ولا يدري كيف أنرمت بطريقه .. بعد ماكانت حلم ..
" نفسه لما تسألني وتخيرني فيك .. ماله جواب ماعندي "
وظلت عيونه متعلقه فيها .. من صمتت عن الكلام .. ومن طال صمته .. راحت بحيره وأسف تتأمله تنطق وكأنها متيقنه الجواب
" مافهمت أكيد ! "
هز راسه
" إلا فهمت "
سحب يدها بسرعه حتى ينحني براسه .. يقبّل يدها بدفا وببطء .. يبعد يدها مأكد لها
" والله فهمت "
شبك أصابعه بأصابع أيديها وعيونها تتأمل هالتشابك إلي حرّك فرح غريب في صدره .. أبتسامه راحت تبان على شفاته .. حتى ينطق بدون مايطالعها
" ترا رديت على خوينا .. وقلت له أنا موافق "
أنطقت بسعاده
" قصدك بو فردوس ! "
هز راسه حتى يرفع عيونه لأبتسامتها إلي من فرط سعادتها أتسعت .. بس تتلاشى فجأه من نطقت بحزن
" كم بتقعد هناك يعني "
" ممكن سنه "
" وتجينا فالأجازات "
نطق بدهشه
" أجيكم !! "
هزت راسها
" إيه تجينا "
وأستمر ماهو فاهم وش تقصد وصوت الريح حولهم يزداد
" مافهمت "
سحبت يدها حتى ترفعها مع يدها الثانيه .. تنطق
" أقعد عند أهلي وأنت تروح "
أتسعت عيونه
" ع كيفتس هو .. لا طبعا.. تروحين معي لو للمريخ "
نهض من مكانه واقف حتى يتحرك للباب .. ينحني يشيل صينية عشاه ويستدير لها .. يقترب منها منحني قبالها وهي لا زالت بصدمه وإرتباك تطالعه ..
يتربع جالس ع الأرض .. يفتح فمه يتثاوب وبسرعه غطاه بيده .. يرتفع صوتها
" بس أنا ماعمري رحت لمكان برا .. أخاف "
رجع يتثاوب وكأن النوم فجأه أحتضنه .. نطق وهو يسحب كيس الخبز
" ماعليتس .. كل شي بنرتب له لا نسبق الأمور من هينا لحد موعد السفر يمديتس عرفتي وضعتس "
" طيب "
سكت وهو يفتح كيس الخبز وكلامها لا زال عالق في فكره .. أبتسم غصب عنه حتى ينطق وكومة أسئله راحت تحث خطاها فيه
" يومنتس ذاك اليوم طلعتي .. أثرتس زعلتي "
" أنقهرت "
قالتها وهي تميل براسها لتحت .. تحرك رجولها لقدام وورا بعبث ..
يقطع من الخبز حتى ينطق
" صدقيني ماقلتها إلا لني كنت أحتاج أسمعتس وأعرف إللي بخاطرتس "
بلعت ريقها وماعاد فيها من قوة تقدر تستعين فيها حتى تتكلم أكثر تتشجع أكثر .. بالعافيه قدرت تقول هالكلمتين .. وتنتهي من ماتحسه يثقل صدرها ..
.
.
.
تعانق خطواتها درج المدخل والحوش على يسارها أمتلى بأثاث بيتهم فوق أجمع .. تلبس بجامه وردية وغرتها الكثيفه جامعتها كلها لورا ومثبتتها ببنسه .. تظهر ملامحها أكثر عن أي فترة نوت فيها تخفي عيونها .. تخفي ضعفها .. الساعه تقترب من 10 .. والسكون يحيط تفاصيل هالليل الساكن .. تضم الظرف بقوة بين أيدينها حتى توقف وتحرك راسها لورا .. تطالع باب المدخل .. لا تلحقها نوره الحشريه وهي ماتركت العجوز بحالها .. تسمعها تحرضها ترفض وجود أخوها في هالبيت وليش تتحمله .. المفروض ياخذونه عمانه .. وكلام كثير .. ماتركت في خاطرها شي ماقالته .. ترجع تطالع المجلس الخارجي ولمباته مشتغله كلها .. تتحرك تمشي على أطراف أصابعها مقتربه منه .. تلصق فالجدار حتى ترخي أسماعها لصوته .. تقترب من أذنها للجدار .. تسمع صوت حركته داخل المجلس وكأنه يمسك القهوة والشاي يغيّر أمكنتها .. لحظات ويرتفع صوته ..
" سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ..لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ..هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
حست بقشعريره غريبه تحتوي جسدها من صوته الجميل في ترتيل آيات الله .. وكل حرف ينطقه يتوغل بروحها .. مذهوله من هالصوت إلي يمتلكه .. أعتدلت بظهرها حتى تستقر يدها على الجدار .. وتظل تسمع هالصوت إلي يعبر أحزانها .. أوجاعها .. أضطرابها الغريب .. يجمع شتات أشياء فيها .. يرتبها .. للسكون .. للراحه .. وكل ماعليها .. تستمع .. حتى ترتاح .. تتحرك أكثر لباب المجلس حتى تدخله .. ومن حس فيها رفع عيونه لها نطق
" أخوتس فيه شي "
هزت راسها حتى تدخل أكثر .. تنحني تجلس جنبه .. تنطق
" أنا جايبه لك هالظرف .."
حرك يده حتى يسحب كرت صغير من الأرض يحطه بوسط القرآن مغلقه .. وبكل أحترام ينحني يحط القران فوق المركه .. يرجع معتدل حتى يميل بظهره على المساند .. ينطق
" مافتحتيه "
" أصلا عارفه وش فيه "
نطق بأستغراب
" تسيف تعرفين وش فيه "
نطقت بضياع
" أعرف أنها الورقه إلي فيها أنه مالك علاقه بحادث أهلي .. هذي الورقه شفتها عند الرجّال إلي أخذتني عنده .. "
بادي بصدمه : قصدك بو إياد ماقال نهائي هالشي !
رحمه هزت راسها : إيه .. قال أنه راح جابها عشانك .. لأنك تعبت من الأمر .. أنا
أخذت نفس بعمق ورعشة بعيونها راحت تحتويها من حست بالعبره تتكور بصدرها تذوق مرارتها
" سألت يوم صار ماصار .. وواحد غبي قال بادي .. رحت دورتك .. ولقيتك .. وكنت أبي بس أخفف من قهري وحرتي ومصيبتي .. "
نزلت الظرف على الأرض .. قباله .. ضربت أيديها في بعض وهي تاخذ نفس بعمق .. تفر من الألم إلي تحسه فوق سيطرتها ..
" شوف أبي أعلمك .. أبي أكمّل دراستي هينا عندكم بس بشرط "
بادي رفع يده بقهر : لا حول ولاقوة إلا بالله .. رجعنا لموال ستين سالفه بثانيه .. ماهوب بالأول نختم السالفه الأولانيه
رحمه بأندفاع : لأن إلي أبي أقوله شي مهم .. لحظة أسمعني ..
راحت تحبي لين ماجلست قباله .. حطت أيديها على ركبته .. نطقت
" أنا منصدمه أن نوق مادرست ولا عندها ولا شهاده .. أبي منك تدخلها المدرسه تدرس العصر وأنا أدرس الصبح وكلنا بنفس المدرسه .. لو تشوف فرحتها اليوم "
بادي وهو ضايع معها : أي فرحه
رحمه تميل براسها له : أخو زوجها نسيت أسمه
بادي بملل وهو يتكتف : مشعل !!
رحمه : إيه مشعل .. وحنا منشغلين داخل جاب هداياه لها وحطها بالحوش .. يوم شافتها راحت تبكي ..
تعدلت بجلستها وهي تضم أيديها لصدرها
" مره حزنت عليها مع أني ماوضحت لها "
مدت أيديها لفوق
" جاب لها أشياء كثييييره .. هدايا للبيبي .. ولها ذهب وساعه .. "
بادي ضحك : أستغفر الله !
رحمه بأستغراب وهي تنزل بأيديها : وش بلاك تضحك .. المفروض تتأثر معي
بادي تربع حتى يسحب أيديها ويفردها بالغصب رافعها لوجها : شوفي
فتحت عيونها بقوة حتى تصرخ من لون أيديها الأحمر .. تنتفض واقفه
" يممممه وش ذا "
بادي رجع يضحك : أنتي مسويه شي مع أمي !
رحمه بصدمه : لااااااااااااااااا .. ماقالت لي
بادي وهو مستمر يضحك : أجل عميا أنتي ماشفتي أيديتس .. والله ما أستغرب إذا مشعل قدر يفتح باب بيت بنت العم ويدخل ويجهز شغله وأنتن داخل ولا وحده حست !
رحمه بقهر نزلت أيديها : يووووه موب وقته .. ماخلصت كلام عندي أشياء واجد بقولها لك
بادي حرك يده : روحي روحي غسلي أيديتس وتعالي .. أبسهر عشان أسمع سوالفتس
رحمه طالعته بدهشه : والله ..!! أحسك موب راعي سهر .. متأكد طيب ..؟
بادي هز راسه والأبتسامه مافارقت شفاته : متأكد ..
رحمه بحماس : أجل نبي أغراض للسهر .. فيشار و...
بادي برفض : لا لا لا .. العيشه داخل وش كثرها .. كل شي نزلته في ثلاجة أمي روحي غسلي أيديتس وجيبيها وأنتي جايه
يطق باب الشارع حتى تتسع عيونها .. فز بسرعه واقف حتى يحرك أيديه بحزم
" داخل يلا "
رحمه : والسهر
بادي أنحنى يمسك يدها ويدفعها لقدام : إلي يسمعتس يقول بطير .. موجود أنا يلا
راحت تمشي بقهر تجر خطواتها لبرا المجلس .. تركض بقوة من دفع بادي صوته بحده
" بسرعه "
يطلع بخطواته المتسعه صوب الباب فاتحه من تأكد إنها دخلت ..
" هالوووووووو "
يقولها معاذ إلي رفع يده يبي بادي يبادله الحركه لكن ظل يطالعه ببرود ينطق
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
ريان يميل براسه وهو ماسك معاذ من كتوفه : حياك الله يارجل العرب .. أين أنت غادين لم نراك منذ مايقارب الخمسة أيام
بادي صد بملل : ..................................
معاذ يدفع الباب ويدخل من دفه ريان : رجل العرب مشغولن بالزواج والمسؤوليات
بادي رجع يطالعهم بغضب : أحتس زين أنت وياه يلا عاد ..
ريان : أووووه لللا ..
يتدافعون ورا بعض وهم يدخلون الحوش أكثر .. يرفع بادي يده يحك بشرته بعبث .. ويستدير تاركهم للمجلس.. لو بيتكلم وبيعصب ماراح يستفيد أي شي مع هالنوعيه أبد ..
معاذ بصدمه : أين مساءك خير وصباحك سكر
ريان يرفع صوته : بل أين الأبتسامه المشرقه .. أتعتقد أنه الزواج
معاذ رفع يده لفوق وكأنه متأثر : وما أدراك ما الزواج ..
أنحنى مستقره ذراعه على كتوف ريان .. ينطق بحماس وهو يجر أنفاس لصدره
" أتعلم عزيزي ريان "
ريان يتكتف : تفضل
معاذ : الزواج مصيبة الرجل الأولى .. ذات اللون الأسود .. وعليك أن تنتبه أن سوادها شاحبُ .. متآكلُ .......
أنتفضوا من صرخ بادي
" خير إنت وياه ..ماكلين شي قبل تجون " أنحنى يجر جزمته " قسم بالله لا تجي ذي على ظهوركم .. وش هالهبل الماصخ .. أصتلب أنت وياه يلا عاد .. وأحتسوا زين .. ولاّ مراح جد جدي فارقوا عني "
معاذ حرك أيديه : بنحتسي زين .. هد هد
بادي رمى الجزمه بالأرض وملامحه ثارت غصب : ...................
ريان : شف .. حنا نقيس تحمّل وصبر رجال عايلتنا ونعطي النسب .. وبنقولك ترا سقطت فالأمتحان !
صد بادي حتى ينطق بصوت غاضب
" يااااااااارب الصبر .. يارب !"
.
.
.
خيوط شمس الصباح تنير هالكون .. تتمهل في إشراقها .. وهو يدفع جسمه واقف بطوله مستقبل الشمس بصدره .. النوم لا زال يعلق بملامحه .. يرفع يده يمسح على شعره بكثافته وهو يتنفس أنفاس هالصبح الباردة .. يفتح الباب بقوة وبعنف حتى تتسع عيونه بفزع من شاف خاله يهجم عليه بقوة .. يجذبه بعنف راميه على الأرض حتى يرص شي من حديد على راسه .. يصرخ فيه
" والله إن ماطلعت من هالديره لا يكون آخر يوم بعمرك يالخسيس "
فارس وهو ينتفض يحاول يدفعه .. يصرخ : موب طالع تفهم أنت أو ماتفهم
جاسر وهو يرص راسه بالتراب والسلاح يثبته عليه : حدّر عن هالديار أحسن لك .. أقفي وعيني لا تشوفك
حرك فارس يده وأنفاسه تتصاعد بقوة .. ماعاد له حمل ما لا يطيق .. رص على أسنانه حتى يسدد لكمه عنيفه بكل قوته صوب وجه خاله إلي تمايل حتى يرتمي على الأرض .. والسلاح من ألم اللكمه أنفلت من يده .. ينتفض فارس حتى يصرخ
" الله يشيلك أنت وشرك .. الله يحرق قلبك مثل ماحرقة قلب أمي وقلوبنا كلنا "
أنحنى له يجره بقوة .. يهزه بأيديه القويه يصرخ فيه بشر والجنون ظهر يطفح بنظرة
عيونه الثايره
" وبعدين معك أنت .. بعدين متى تفكنا .. متى نطلع من راسك أنت .. إيش تبي بالضبط .. أطلع ..!! موب طالع ولا لك شغل فيني ولا في أختي .. والله العظيم إني أقدر أرميك أنت وأفكارك الخايسه بالسجن لولا ولد أختك و العجوز إلي منعتني .. "
يدخل من الباب شباب يندفعون على فارس ثايرين عليه .. يصرخ واحد منهم
" وخر عن خالي أنت .. شل يدك "
يدفعونه بجنون .. يرتمي على الأرض حتى يحس بأنفاسه تختنق من أرتمى عليه واحد بثقل جسمه .. يلف أصابعه حول رقبته يصرخ والباقين أجتمعوا عليه
" ولك عين يالخسيس تمد يدك عليه "
فارس وهو يقاوم ضربهم .. يحاول يدفع ع الأقل هاللي يخنقه : ششششل يدك
يرعد صوته القوي في المكان من صرخ
" هييييييييييييه "
وفجأه تنذهل الأسماع من صوت الرصاصه إلي أخترقت أصواتهم ..حتى يسكنون مجبورين لا مخيرين .. ينزاح الثقل من فوق فارس إلي صار يزحف بسرعه لجدار المجلس .. يلتصق فيه وهو يتنفس بصعوبه .. يمسك رقبته بلا شعور وعيونه تعلقت على بتار إلي ظل واقف وسطهم .. رافع يده لفوق والسلاح مستقر بين أصابعه .. ملامحه القويه .. السمرا .. تنكمش بشكل مفزع وكل ماحوله أنتشروا متباعدين .. عيونه بنظره حاده تنتقل مابينهم .. يصرخ بقوة منفجر الصوت من شفاته
" تنتهكون حرمة بيتي بسلاحكم ورداكم .."
فارس بقساوة وهو يأشر على خاله إلي لا زال متمدد على الأرض : هو من هجم علي
يرتفع صوت شاب حاقد مقاطعه
" ماورثت إلا التسذب إلي يمشي بعروقكك مثل مامشى بعروق جدانك من قبل "
" إيه بالله إنك خسيس نذل .. داخلين عليك وشايفينك متهجم عليه "
فارس بعيون أتسعت : حط السلاح على راسي يهددني ويأمرني أطلع من الديره .. أسكت له يعني !
بتار رجع يصرخ بصوته الخشن الثاير : رداكم ماهوب بوسط بيتي أنت وياه ..
حرك يده للشباب .. بغضب أسود
" إكبارية القبيله ماهوب قالوا أمس ماحدن يتدخل في الأمر لا صغير ولا تسبير .. ولا لك أنت وياه من أمر في هالسالفه .. محلولتن بأهلها وشيوخها "
حرك يده للباب
" فارقوا عن بيتي .. يلااااااا "
حرك واحد يده بأنفعال وهو يأشر لجاسر
" خالي ماهوب راضي بشوركم في .............."
أنبترت كلماته من أنحنى له بتار حتى يوجه السلاح لصدره .. يصرخ بوجهه
" لا تخليني أطلّع حقي في رداك بوسط بيتي هالحين وماحدن بيلومني .. أقصر الشر ياولد ناصر وأحشم شيبة شيوخك إلي عطوك علمهم أمس ولا تغدي بين العرب مضحكة .. فااااارق عني يلا ! "
تحرك يصرخ وهو يأشر بيده
" يلاااااااا .. لا أشوف رقعة وجه واحدن فيكم هنيا .. يلااااااااااااااااا "
وعيون الضعف تطل عليهم من شباك الغرفه بفزع وصوت الخناق أثار بصدورهن الرعب .. يتحرك الكل طالع .. وبسرعه يتقدم بخطواته حتى يسحب خاله بقوة ينطق من نهض وهو ماسك وجهه .. طالعه بأسف
" أحترم على الأقل عمرك ومكانتك وأترك عنك مناطح الخلق .. ماكفاك مداراة أمي عليك وهي تعرف أنك مخطين من رحت مثل المهبول يم الخرج .. وجارها معك بعد للخطا .. ها !"
نطق بتأكيد وعيونه تتسع بشراسه
" لا تحسبني متواري عنك لجل شين في نفسي .. أنا أبعدت عن مناطح أمورن لها رجالها .. وإن عجزوا عنها .. سقف الحكومة يغطي هالأمور وباب المحاكم يظهر الأنساب بليا شك .. يا إما تقطع عرق الشر وتخليه يسيل لين يجف .. ولاّ فتحت أنا لها دروبن واضحه وضوح النقا وعلى روس الأعيان كلن يشوفه .. وهالحين "
حرك راسه للباب
" إطلع .. إطلع من هنيا "
نزّل يده يطالعه بنظرات حقد أسود تتفجر من عيون خاله .. ينطق بألم
" تبي تتعدى سلوم الأولين في هالأمر ياولد .. إن تزوّج هالخسيس لجل يصفي دناسة دم أمه وأبوه .. مانيب تاركن حقنا لهم "
بتار بصوت قوي .. وملامحه الخشنه تزداد غضب : بتلقى لك صدري حاجزن مابينك وبينهم .. إن قدرت عليه .. هاك الساعه .. قلت أخذت حقي .. أطلع !
تحرك فارس واقف وهو ينفض ثوبه من الغبار .. لف جاسر يطالع فيه حتى يتحرك بخطواته صوب باب الشارع .. وبسرعه سحب بتار أنفاس يجرها لصدره الحار بقوة ..
ومن طلع جاسر .. حرك بتار يده لفارس .. وبأمر
" اليوم نروّح نتمم أمرك مع مساعد .. اليوم "
فارس بعد فهم وملامحه غرقت بالسؤال : وغاده
بتار بحده : غاده رفضتك .. وجدتي أزهمت على أم مساعد عشان يمشون معنا .. جهز نفسك
فارس بإرتباك : اليوم .. اليوم !
بتار رفع صوته بتأكيد : هالحين .. بس أبعطي أختها خبر عشان تجهز نفسها هي ومن معها
عجّل .. بسرعه .. لن مساعد سبقك .. يلا .. خالي ماهوب تاركن مابراسه ونبي نقطع شره لا تمت أمورنا غصبن عنه
راح يمشي بطوله وهو يلبس ثوب أبيض .. الغتره ترتمي ورا كتوفه .. وفارس ظل واقف في مكانه .. اليوم بيكون أمره رسمي .. اليوم !
.
.
.
تتسع عيونه بقوة حتى يسحب رجوله جالس على الأرض متربع وبيده كومة أوراق لها نسخ متعدده بشكل غريب .. مايذكر أبد أنه عمره طلب من أحد ينسخ أوراق له بهالشكل .. مغلق باب المستودع على نفسه والنار المشتعله بصدره تركته ليلة أمس مابين واقعه وأمور ماضيه صارت .. يلبس قميص نوم وعلى راسه تستقر طاقيته بس .. يرفع عيونه للأغراض المكومه على بعض والغبار يحتوي أغلبها .. ليش تسوي نسخ من أوراق خاصه فيه ..؟
أي وحده مستامنه على أوراق زوجها ماراح تروح بأي شكل ومن وراه تسوي نسخ لأوراق هي بالأصل بين أيديها .. يبلع ريقه بصعوبه .. وقلبه أندفع بقوة ينافس هالشكوك فيه ..
كل ماصار من ماضي أصبح حاضر في فكره .. يستدعيه كما لو أنه ماغادره إلا بالأمس ..
أنحنى براسه بشكل مأساوي حتى يرمي راسه على كتفه يمسكه والفاجعه راحت تحتويه ..
هي .. هي من سلمت الأوراق لعبدالله .. ماراح تكون الوسيط مابينهم غير نوره .. بما أنهم يتناقشون بهالأمر .. وكل ماسمعته أميره يثبت أن حلقة الوصل نوره ماغيرها .. لكن جهيمان .. وش المقابل إلي كسبه عبد الله ونوره عشان يخططون يزوجون البنت له .. وش المقابل إلي أغراهم يهدمون مستقبل بنته نوير .. إيه بنته دامها تحت ظلالهم لو أنها غادرتهم لسقف إنسان وجوده لطف ورحمه من الله .. أنتشل هالضعيّفه من نيران نوت تلتهمها .. !
تشتت عايلتهم من تحت أيدينهم يعني .. أنظلمت نوق وأبعدوا بنات أخوه عايشين من تحت فعولهم وشرهم ولا أحد عرف أو أحس .. ! يحس بروحه ممزقه ..شي يكويه بلا رحمه وكأنه صاحب الذنب .. إيه يحمل جزء من الذنب لأنها زوجته ولأن الثانيه أخته ... أخته من لحمه ودمه .. حس بثقل في صدره يضغط على أنفاسه يخنقها .. وهو يسترجع صوت ولده جلوي إلي يجر فيه أنكساره وخيبته .. كيف قدرت تسويها هالخبيثه .. كيف ما أستوعب حجم شرها وخبثها ومابينهم عشرة ماهي هينه .. كيف قدرت تأذي نوق بهالشكل وتهدم بيت ولدها بهالبساطه .. ولدها .. وش أغلى منه في هالحياه .. وش أغلى !
راحت تهدم بيته بأسهل طريقه لكن عند الله أكيد كبيره .. والأذى ماكان هيّن .. يطق الباب بقوة .. يرتفع صوتها الهادي
" يابو جلوي وش بلاك من قمت الصبح وأنت حابسن نفسك بالمستودع .. تعال تقهو معي "
حرك عيونه للباب ونظرة الشر تكمن فيه .. لو بيطلع هالحين ماراح يترك فيها ضلع حي .. صرخ بشراسه
" فارقي عني لا بارك الله فيتس .. فارقي يالخبيثه عني والله إن أنطق الباب لا أقوم أكسره على راستتس "
أنتفضت بخرعه حتى تتراجع بلا شعور وعيونها أتسعت من صراخه .. راحت تركض في ممر الحوش حتى تدخل من باب المطبخ الخلفي .. تحط يدها على صدرها وهي تجر أنفاسها بصعوبه .. شيلتها السودا تلتف حول راسها ..
" ياساتر ياساتر .. وش بلاه الرجّال "
" يمممماه "
تدخل البتول ببجامه النوم حتى تنطق
" تدرين إن مشعل سافر للقصيم عشان يخطب بنت عمي الله يرحمه بنفسه "
أتسعت عيونها بقوة رخم هالخوف إلي علق فيها
" وش هوووووو!!! "
البتول توقف متكتفه : والله ... وفوزيه زعلت تقول ليش تروح بنفسك تسن ماعندك خوات أو أم .. الظاهر كانت تبي تروح بنفسها بس هو قال لها بروح لحالي مابي أحد معي أبيها تختارني لنفسي ماهوب عشان واسطات خلاص طوّلت سالفتي بسبتكم !
ظلت تطالع بنتها ماهي مستوعبه ماتقوله نهائي .. تكمّل
" وأمس يمه .. جهّز لنوق هدايا حملها من إلى .. ماشاء الله .. حتى الذهب شراه لها .. تدرين شلون عرفت من صديقاتي يقولون أخوتس وش هالفخامه بهداياه .. وحتى باركوا لي .. طلع الأخ منزلها سناب والكل شايفه وباركوا له ولجلوي وحركات الشباب تعرفينها .."
أم جلوي بعصبيه : ويشري ذهب لها ليه .. عسى الجنه ماهيب تحت رجولها !!
البتول أنكمشت على نفسها : بس هو ماهوب مقصر معتس يمه أبد .. ونوق حرام تستاهل ترا
تمايلت بقوة من دفعتها أمه حتى تتحرك بغضب تاركتها .. تنطق
" هين أوريه أنا ! "
.
.
.
المطار ..
يتحرك ببطء وهو يتعكّز على عصاه .. يمشي عابر هالمسافرين الراحلين ..فيما هو من بعد غياب هذي هي خطواته تستقر في أرض الوطن .. مقصده الوفا لصديق رحل تارك من بعده
ست بنات وأمهم .. وحيدات بلا عزوة ولا سند .. ذاك الصديق إلي على رغم شدة باسه وقساوته عمره ماتردد يمد يد العون له .. يسانده لا تعثرت خطواته .. وصل ياعبدالله .. وحضر لأرض الوطن حتى ينفذ وصيتك مثل ماهي .. لا يمل ولا يميل ياعبدالله .. غزى الشيب شعره .. تقوس ظهره .. وتسللت العافيه من مفاصله .. ولا زال يخاف من يوم يركض فيه لدربك ولا يعطي الوصيه لأهلها .. أنت وما سلمته من وصيه .. أقرب للقلب ماتتنسى .. يوقف يتلفت حتى تتعلق عيونه في الشاب الواقف من بعيد .. يكمّل الباقي من إجراءات .. واقف بطوله وهو ظل فالهند معه لأيام وأيام .. حكى فيها عن كل ما بخاطره .. أعتذر .. طلب السماح ..ووجوده معه بهاللحظة رسالة أعتذار بيقدمها للكل عل وعسى يمسحون فعوله يرسلونها للنسيان .. كثر ما أحزنه هو ما حكاه عن مأساته إلي كانت بهيئه تربيه وعادات كبر وكبرت معه .. يتأمل تفاصيل وجهه والعوارض الواضحه وكأنه مقرر يعفي اللحيه .. يشوفه يقترب منه ..
" خلصنا ياعمي "
" يافيصل ماهوب المفروض تبلّغ أحدن من أهلك إنك وصلت "
ضحك بسخريه وهو يبعد عيونه بضياع عنه .. يدفن يده في جيبه
" ماهوب بالأول يكون عندهم علم إني غادن لبرا الديره ورحت يمك بالهند ! "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|