كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير للطيبين .. قبل ما أبد بالتعليق .. اللهم نعوذ بك من الزلازل والفتن ماظهر منها وما بطن .. ونعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك .. اللهم أحفظ أهلنا بالكويت من كل مكروه .. وأمّن وطننا وأوطان المسلمين ..
.
.
.
عن تعليقاتكم .. أبصراحه أكثر شي أضحكني إلي نبهت لهم أنهم متوقعين توقعات جهنميه ,, و ماعرفوها ... ياحبيلكم .. ما ألومكم والله التوقعات تسثيره .. وشكرا ع مناقشاتكم الجميله بالأحداث .. أحبكم والله
.
.
(57)
تتسع عيونه بقوة وصدره يرتفع وينزل من الخرعه إلي سكنت عيونه وهو يشوف العنز منسدحه على الأرض بلا حراك .. والدم يغرق الأرض من تحتها .. ذبحها .. إيه ذبحها .. يسحب أيديه لملامحه المفجوعه والضحكات تزداد أكثر وأكثر
" خوش موته ذي "
" يلا سلامات ياشباب تجي بعنز ولا في واحدن فيكم "
" بالله شوفوا خوينا وراه منخلع "
ينفجر واحد يضحك أكثر
" إي والله وش بلاك .. هييييييييه ولد لايكون تحسب أن فيها قصاص .. ! "
يزداد الضحك أكثر
" ولد من جدك أنت تسذا منخلع عشان عنز .."
عقد حواجبه .. حتى يغمض عيونه ويصد .. هذا ماكان ينقصه .. لا عز الله طاح ولا أحد سمى عليه .. بلع ريقه وملامحه تضيق بقوة .. نطق بصوت بالعافيه ظهر
" أنا بطلع "
تحرك حتى يركض سامي منحني له وهو يضحك بشكل هستيري
" مشعل وش فيك .. وش جاك من جد "
مشعل سحب يده وبصوت جاف : لا خلصتوا أرسلوا لي عشان أرسل العامل ينظف الأستراحه
سامي يحرك راسه يمين ويسار وهو يأشر على مشعل : شباب .. ذبحه تأنيب الضمير
يتحرك تاركهم وهو يمرر كف يده على شاربه وعوارضه .. يرجع يفركهم بحيره .. وصوت الضحكات يزداد أكثر وأكثر .. وش هالمطب إلي طاح فيه مع بنت عمه .. إذا عشان مقلب بغت تروح فيها وكرهته عيشته شلون وهو إلي هالحين ذبحها بيده .. !
ناقص هو .. ناااقص .. وش الحل.. يسأل نفسه وهو يبعد أكثر وأكثر عن أخوياه ..
يحس راسه صدّع وماعاد له خلق لشي .. والله ماعاد يدري وش يسوي .. يقترب من سيارته قاطع مسافات بعيده .. حتى بسرعه يفتح الباب ويركب .. يحركها بسرعه جنونيه والأفكار الغريبه تدور براسه .. يلقى نفسه يوقف عند بيت نوق .. يلف يطالع البيت وملامح وجهه تضيق بشكل غريب .. يفتح الباب وينزل .. يوقف بضياع وسيارة أخوه ماهي موجوده .. يدفع خطواته بالغصب صوب باب الشارع .. يفتح الباب ويتحرك صوب باب المدخل وأنوار الحوش كلها مشغله رغم أن نور النهار في آخر لحظاته لا زال يحتوي الكون .. وأول ما أستقرت خطواته العجله عند باب المدخل .. أرتفع صوت الأذان .. الله أكبر .. الله أكبر .. يطق الباب بقوة ولا مجيب .. ماعنده إلا أختها تحل هالأزمه ويرتاح .. يرفع صوته
" ياااااااااااولد ! "
والصمت وحده من يستجيب لصوته الضايق .. تطلع " أفففف " من شفاتها وهو ينزل لأرضية الحوش .. يدفن يده في جيبه ويسحب جواله حتى يضغط رقم أخوه .. يستقر الجوال على أذنه .. يسحب هوا بقوة لصدره وعيونه ترتفع للسما .. صوت الأذان لا زال يهز الأركان ..
" الو .. هلا جلوي وينك أنا عند بيتك .. إيه .. "
حرك يده بقهر لباب المدخل
" في البيت أنا أطق الباب ولا أحد يرد .. إيه .. لا ماردت علي .."
رفع صوته
" وش فيني .. طايحن بمصيبه .. أخلص علي ترا الدنيا سودا بعيني ذا الحين .. إيه تكفى بسرعه "
أبعد الجوال عن أذنه حتى بسرعه ينحني متربع .. يرمي الجوال على الأرض رافع أيديه يمسح على شعره وهو يستقيم برجوله .. يمر الوقت وهو على جلسته لحظات وتدخل نوق واضح عليها الأرتباك .. وأول ما شافها نهض بسرعه واقف ..
نوق بخوف وهي تدفع الباب بأنفاس تتسارع : دق علي جلوي يقولي حتسي عجزت أفهمه .. خفت فيه شي ..؟
مشعل بضياع .. يرفع يده يحك شعره وبصوت مرتبك : ذبحت عنز أختتس
نوق بشهقه أخلعته وهي تضرب صدرها : ياحظك الأقشر .. المزيونه ماغيرها .. إلي بستراحة عمي عواد
مشعل وهو يحرك أيديه بأنفعال : جبت أخوياي للأستراحة على أساس أجرب أرمي وبالغلط جت الرصاصه فيها
نوق قامت تنفض أيديها بالهوا : ماتت .. ماتت !
مشعل بأسف وعيونه تتسع : أنتهت .. خلاص
نوق وهي تجر نقابها بعبث من الخرعه : متأكد .. ماتت شفتها بعيونك أنت ...؟
مشعل بقهر : وأنا وش جابني لتس غير عنزها ذي .. بدال ما أضحك مثل الناس الطبيعيين أنخلعت من موت العنز .. بالله يرضيتس وضعي ذا .. يرضيتس يانوق آخرة عمري أنخلع من موت عنز
نوق وهي تفرك أيديها في بعض : لا والله مايرضيني .. أصلا حتى شكلك غلط !
مشعل هز راسه بحرقه : أنتي متأكده أنتس ما سمعتي أحد قال من قبل إن سري مقطوع في حوش غنم .. كل شي يخص أختتس يوقف لي عند عنزها .. ضاقت على الرصاصه تاركه السعه كلها .. كلها ولا جت إلا في المزيونه
نوق : ياحظك الأقشر .. وياحظنا الأغبر بعد .. ياساتر ذي ماهيب ساكته والله يامشعل لا تتولجك
مشعل : عويذ الله من شر أختتس .. تسان تبي غيرها تبشر وتسان تبي فوقن ع التعويض دراهم .. أبد مانيب مقصر ..
نوق بحيره : والله يامشعل مدري وش أقولك .. هو أصلا الأمر هوين يعني عنز وماتت أمر الله بس وعد .. والله لا تقلبها على روسنا بس أنت الله يهديك يعني مالقيت إلا باستراحة عمي
مشعل : ولد عمك وحظه المنسدح .. نسيتها يانوق .. نسيت ولا لو أني ذاكرها تسان هجيت عنها طول بطني !
صمت عن الكلام حتى تنفجر من شفاته " أففف "
يتحرك بضياع وهو يحط إيديه على خصره .. تشوفه يدور واضح عليه متوهق وحالته حاله .. تسمع وراها صوت سياره وقفت .. لحظات ويدفع باب الشارع بقوة .. يدخل جلوي متخرع وعيونه يسكنها الخوف ..
جلوي : وش فيك ..؟
نوق بربكه وهي تقرب منه .. تمسك يده : أمر هوين
جلوي طالعها بحده : تسيف هوين وهو داق علي يقول أنا طايحن بمصيبه ! والحمدالله إني كنت قريب ..
حرك يده صوب مشعل وهو يتأمل أخوه إلي ماهو على بعضه
" وش فيك .. ؟ "
مشعل وقف يطالعه : إي والله أنا بمصيبه أستغفرك يارب وأتوب إليك
جلوي بأنفعال صرخ فيه : أحتس .. تراي على أعصابي
مشعل : أنا أطلقت رصاصه بالغلط على المزيونه ..
المزيونه ..
المزيونه ..
ظل الأسم يحوم بفكر أخوه ماهو مستوعب قبال حجم الخوف المرعب إلي صابه من مكالمة مشعل .. من المزيونه .. علقت عيونه بضيق عليه .. جامد في مكانه .. يتنفس بحراره وهو متنح .. يحاول يفكك ماقاله .. يفككه حتى يفهم .. تدارك نوق هالخوف الساكن فيه .. تشوفه وكأنه ضاع فجأه .. قربت منه أكثر وهي تشد على ذراعه بأيديها الثنتين .. وبصوتها الهادي هزته على خفيف
" جلوي .. المزيونه عنز وعد إلي بأستراحة عمي عواد .. أخوك الظاهر كان هناك مع أخوياه يرمون وهو أطلق رصاصه بالغلط على العز وماتت .. "
لف لها .. نطق بجمود
" وش قلتي ! "
نوق : أقولك أطلق الرصاصه على عنز وعد .. المزيونه
مشعل بقهر : وش أنا قايل من الأول .. !
أنتفض يركض لليسار من سحب جلوي عقاله حتى يرميه بأقوى ماعنده صوبه ..
" أيا الحمار .. داقن علي تسن وراك كارثه وآخرتها ذابحلي عنز .. وش أسوي فيك أنا يومنك جاي هنيا تعلمنا "
قالها بأنفعال حاد وهو يثور غضب من سخف الموضوع قبال خوفه وهو توقع أخوه في مصيبه فعلا ! .. حرك يده للشارع وهو لا زال يصرخ
" أطلع برا ولا دفنتك اليوم في هالبيت .. أطلع يلاااااااااااا "
نوق بخوف : هد ياجلوي .. هد
مشعل بعيون أتسعت : وراك ياجلوي .. بسم الله الرحمـن الرحيم .. ترا الأمور طيبه
جلوي أنحنى والغضب يسكن ملامحه : تفو عليك .. يالخبل !
مشعل : خبل !! تراي صادز وأنا جاي مانيب قاعد أمثل وش فيك
جلوي حرك يده بغضب أسود : والله إن مارحت من قدامي لا أخليك تلحق عنزك ذي .. تدق علي وتروعني جاين طاير ما أشوف الدرب قلت أكيد في مصيبه .. وآخرتها ذابح عنز !
تتحرك نوق بسرعه حتى توقف قبال جلوي .. تدفعه بالغصب للمجلس ..
نوق : تعال معي .. تعااال وأتركه .. أنت مافهمت الوضع كله
جلوي حرك أيديه : عنز وماتت .. وش وضعه إلي يخليه يوصل تسذا تسن عليه محكوميه
نوق برجا : تكفى عشاني أدخل المجلس .. وأنا بعلمك بكل شي .. خله لا تصارخ عليه تسذا .. ( لفت لمشعل ) لا تسمع حتسيه وتطلع .. خلك
مشعل سحب هوا لصدره بقوة : .........................
جلوي وهو يرفع يده بتهديد أسود لأخوه : شفت خرعتي ذي عليك يالتسلب أبطلعها من عينك
نوق بقهر صارت تدفعه : وش بلاك على الولد يادافع البلا .. أدخل طيب .. أدخل وأجلس كله من هالوعد لا بارك الله بعدوها ..
مشعل رفع أيديه بأنتصار : سمعت بأذنك
جلوي أنتفض يتلفت : بالله هذا مايسكت !!
نوق بسرعه مسكته مع يده وصارت تسحبه للمجلس : والله تروح معي والله ..
تحرك بالغصب ونظرة عيونه الغاضبه تتوجه صوب مشعل إلي أكتفى يصد عنه ويحك رقبته بعبث !
.
.
.
بملامح رماديه شاحبه .. يتمدد على السرير بصمت .. يطالع السقف بجمود .. قباله أبو إياد يتكلم مع الدكتور بأهتمام ويسأله كثير .. مفعول المخدر الموضعي أراحه بشكل كبير وهو لقى نفسه على وشك الصراخ والبكا بصوت عالي من الألم العظيم في ذراعه .. يدفن ملامحه بكف يده السليمه ويفركه .. يتنفس بعمق وجسمه في حالة خمول غريب ..
" ماقصرت دكتور "
يرتفع فيها صوت أبو إياد إلي تحرك ببطء صوبه .. تستقر خطواته على يمينه ..
" ها بشرني ذا الحين "
بادي : زفت ولله الحمد !
أبو إياد وهو يتأمل ملامحه : وش أنا موصيك فيه ..؟
بادي بحده : مابي أتكلم عن الموضوع كله ..
أبو إياد : عجّل فزيارة البنت لي أنت قاعد تتخبط مع وحده مريضه محتاجه جلسات علاج
بادي : الأنسانه ماهيب صاحيه .. وأنتهى
أبو إياد بأندفاع غاضب : بادي ..! أضبط حالك ولا تقول هالكلام عن زوجتك .. أنت أخذتها بعلم كامل بظروفها .. وبحالتها الصعبه .. وتعرف إنها متهمتك بذبح أهلها وتشوفك مجرد أنسان ودها تنتقم منه .. قلت لك أبتعد تدخل معها في صدامات .. أنت بنفسك للحين ماقلت لأهلك عن وضعها وهالشي خطأ .. كأنك فعلا تعزلها عن المجتمع وتخاف لا يكتشفون أنها في حالة مرض مؤقت وبتتعالج عنه وبترجع أحسن من قبل .. إنسانه بهالعمر الصغير وأبتلاها الله تفقد أهلها كلهم .. كلهم في ليله .. وش تبي تصرفها الطبيعي إذا كانت بأي شكل ماقدرت تتقبل الفقد كامل ..
وأكتفى بتنهيده عميقه تنفجر من شفاته .. تحرك والتعب لازال يمتلك جسمه .. يرفع ظهره عن الفراش حتى ينطق
" أنا يادكتور كاره نفسي بهاللحظة .. ممكن ما أسمع شي لين الله يفرجها "
أبو إياد : لا تتعامل معها كأنها إنسانه منبوذه أو مريضه مرض ماله علاج .. لا تكون أنت وأهلها إلي تركوها تظهر لك في حاله يرثى لها ببجامة نوم .. وتسنها هم وأنزاح عن طريقهم مستغلين إصرارك الغريب على الزواج فيها ..حتى ماقالوا نقعد مع البنت حتى لو أصرت تسوي إلي تبي .. فكّر فكّر فيها .. لو أنها مريضه ترا مشاعرها ما ماتت .. تحس بهالعالم إلي قاعد ينبذها .. ويرميها ..
يغمض عيونه ويصد وهو يرص على أسنانه بقوة .. شاش كبير يلتف حول الجرح العميق بعد ماخضع لعمليه بسيطه .. وكم ثوبه مقطوع بالكامل وماعاد يمسكه إلا شي بسيط من ثوبه .. تلتوي ملامحه ألم فجأه من تمايل ببطء وهو يسحب رجوله يبي يتربع .. كانت متعمده وهي تغرز السكين في ذراعه .. متوحشه بكل ماتعنيه الكلمه .. !
فتح عيونه ببطء حتى ينطق
" متى بطلع "
بو إياد : بكره
بادي بصدمه لف يطالع أبو إياد : تسيف باتسر .. أبي أطلع هالحين
بو إياد : عشان يتطمنون عليك أكثر
بادي بقوة رفع يده وبعصبيه : لا يتطمنون .. يخلصوني أبطلع أنا
بو إياد بهدوء وهو يحرك أيديه : طيب طيب ولا يهمك .. بتطلع بحول الله وقوته .. هالحين أروح أشوف وأتمم أمورك وبنطلع سوا
وهناك .. في المكان البعيد عن حياتها الطبيعيه .. تجلس في زاوية الغرفه .. تضم رجولها لصدرها بقوة .. تتبلل خدودها الناعمه بدموع تنهمر بلا توقف .. يهتز جسدها بقوة من شهقاتها إلي يتردد صداها في هالمكان .. خايفه .. وحيده .. تميل براسها على ركبها وهي تضمهم لصدرها بقوة.. كل مانوت تتنفس أستحالت هالأنفاس لشهقات تنفلت
من شفاتها .. فقدت الأحساس .. الشعور الأسود الساكن فيها تجاهه .. كيف قدرت تهجم
عليه بالسكين .. ماعادت تدري من تكون .. كل شي تغيّر من بعدهم .. كل شي .. وين أمها ..
أبوها .. أخوانها .. ليش ما راحت معهم .. ترفع عيونها للسقف .. ليش عاشت دونهم .. عندها أستعداد تموت .. عندها الرغبه هذي .. لعلها فالموت تلتقيهم كلهم .. تقولهم أنها
أنرمت في طريق إلي أنهى حياتهم .. تزوجته رغم أنها هددته بالموت ألف مره .. شتمته .. وضحت لها أنها مريضه نفس مالكل يطالعونها .. وتشوف بعيونهم نظرة الحزن لحالها .. والبعد وكأنها مريضه بمرض معدي .. ماحد رحمها غير جدتها إلي لا حول لها ولا قوة ..
قالوا لها زوجك حافظ كتاب الله .. كيف يكون القاتل قارئ للقرآن ..؟
وحافظ له .. كيف ..؟
قاعد يدهس قلبها بلا رحمه ... تبي الخلاص لكن الأفكار تقيدها .. الجنون .. تبي العزله والصمت .. الصمت إلي تتحول فيه لمجرد جسد ينظر للأشياء من عيونه بس .. يبصرها لكن مايعبّر عنها .. ماعادت من بعد الفقد إلي حصل شي ترتجيه .. كل الأشياء في عينها رماديه ..
باهته .. غريبه .. تتسع عيونها برعب وهي ترص بظهرها على الجدار تطالع باب الغرفه إلي يحوطه الظلام .. تسمع صوت الباب يفتح .. خطوات تتسحب على الأرض .. وبسرعه ترفع يدها تكتم
شهقتها بقوة .. الغرفه ظلام في ظلام .. يغطيها أثاث متفرق قبالها وهي تجلس في غرفة النوم الواسعه .. يتسارع النبض في قلبها ولا تدري وش بيسوي فيها بعد إلي سوته فيه ..
ما تدري كيف طلع أو من أخذه .. يلفها حطام يفتت دواخلها إلي كانت تبعث فيها القوة ..
حتى تهيأ لها أنها قادره تتظاهر بالقوة وتصرخ وتشتم وتتطاول بالألم عليه .. تعتدي عليه ..
تمايلت منسدحه على الأرض .. بيبلغ عليها الشرطه .. بيقدر ينتقم من إلي سوته فيه.. وكتوفها تهتز بقوة من شهقاتها المكتومه .. تتمدد على الأرضيه البارده بالكامل وعيونها تتأمل مساحات الظلام العابره قبالها .. بيضربها .. أو يرميها برا بيته .. من راح تتصل عليه ..؟ من بيستقبلها في هالوقت من الليل .. ؟؟ تنهمر الدموع من عيونها بقوة .. وخدها ينام
على الأرض .. فجأه يفتح الباب .. حتى يمتدد نور طويل مرتمي على الأرضيه .. ينقبض
قلبها بقوة حتى تغمض عيونها بشده .. تسمع صوت خطواته الغير متوازنه مع صوت كيس يشيله بيده .. ترص كفها بقوة على فمها .. وحركاته الحذره تزداد .. تضئ الغرفه الواسعه فجأه .. وعيونه بحذر لازالت تحوم في الغرفه .. ومن تأكد أنها ماهي موجوده .. أطلق تنهيده راحه حتى يتقدم لطاوله تتوسط الغرفه .. يرمي الأكياس عليها .. والتعب يتملكه بشكل كبير .. يتقدم للسرير ويده المجروحه مايحركها أبد .. كل ماطلبه مسكنات تساعده للساعات القادمه لا تلاشى المخدر الموضعي للجرح .. ينوي ينحني لكن تتسع عيونه بقوة ويجمد في مكانه من لمحها في الزاويه .. متمدده جسدها يرتعش بشكل واضح .. مغمضها عيونها ومغطيه فمها بكف يدها .. لقى نفسه يغرق بالألم على حالها إلي يشوفه فيها بهاللحظة ..
وكأنها متخبيه عنه من خوف وأنكسار .. خنقه الوجع وقيد الرحمه لحالها يلتف حوله .. يأمره يروح لها .. يجمع بعثرتها ووضعها المؤسف وهي تتمدد على الأرض متخبيه ورا الكراسي بالزاويه .. تراجع معتدل ببطء .. واقف بأستقامه .. ورغم أن النيه يروح لها لكن لقى نفسه يتراجع .. ساحب أكياس العلاجات بسرعه .. حتى يطلع ويسكر باب الغرفه وراه
بأقوى مايقدر عليه !
.
.
.
القصيم
8:30
منسدحه على فرشه صغيره في الحوش الخلفي للبيت وإلي يطل عليه شباك المطبخ بما أن الجهه الثانيه ماعاد يقدرون يجلسون فيها وهي فيها غرفة متعب إلي أصبحت شبه جاهزه تشطبيات نهائيه ويسكن فيها .. الأجواء بارده في هالليله .. نور المطبخ يتناثر حواليها وهي تطالع السما بصمت .. تسمع أصوات خواتها المجتمعين في المطبخ وريحة المرقوق إلي مسويته هيا متشبعه فيها
الهوا إلي تهب مندفعه لها .. تسحب البطانيه الخفيفه إلي تغطي نص جسدها لصدرها أكثر .. وببطء تلف منسدحه على يمينها .. قبالها صينيه فيها كوب وشابورة .. وجوال يسكنه الهدوء .. تحس في أحد يطل من الشباك عليها ويبعد .. تختفي أصواتهم .. تتحول لهمس خفيف .. تتذكر كلام متعب وهو يردد عليها إنها بتسمع ما بيرفع راسها .. في هالجاهيه إلي جايبها بتار معه .. وش بيقول .. أي حديث بيقدر فيه يخلي هالجروح إلي داخلها تتعافى ..؟
تحس بالعبره تختنق بصدره .. تندفع لحنجرتها .. وبسرعه تتنفس بعمق مبعثرتها .. من يومها قويه .. ليش قبال أي موضوع يخصه تحسها أنها تتعطل .. تكون هشه .. ضعيفه ..
المفروض بهالحجم من الحزن .. تتعلم كيف تكون سيدة نفسها .. كيف تجعل من لوحة الحزن حرب ودمار للي يكسرها .. تحارب .. تقاتل وتدافع .. بس ماهي قادره .. تضم البطانيه لصدرها .. تتجرأ ترفع أصابعها .. تلمس أثر الجرح على حاجبها .. وتنفلت من عيونها الدموع غصب عنها ... قالها لا تتوقع أن أيديه تأذيها .. ويوم بطش ترك فيها الأثر إلي يذكرها في اليوم ألف مره .. ألف مره أنها ما كانت غير ضحكة على شفاة الغير .. ترص على أسنانها بقوة وكأن هالوقت وقت البكا على كل شي .. ألم رهيب في صدرها يمزقها .. وش كان يمنع نادر قبل .. يتكلم ويقولهم عن نوايا أبوها .. ليه ماتركها تصرخ رافضه هالأمر ..
أفضل من كاس الذل إلي تذوقه هالحين وهم تحت التراب .. !
كانت تقدر تواجه أبوها .. ماكان يجهلها نادر .. بدال ماهو يسولف عند الغريب عنها .. ويسنعها في عين بتار .. وياخذ من أغراضها ويسلمها له .. وش فايدة هالذكريات إلي حتى ماتحس بقيمتها .. وش فايدتها هالحين والذل وحده من يظهر قبالها .. كيف قدر أبوها بذيك الأيام يفكّر يزوجها لشايب كبير .. لهالدرجه مايشوفها شي .. وكأنها ماهي بنته .. يبي يفتك منها .. ليش ماكان يحبها .. ليش ماترك لها ع الأقل يوم أنها تحب .. تحب بصدق .. كل شي كان غلط من البداية .. حتى أمها حرمتها من حقها بمعرفة هالحقيقه .. ليت هي بعد تكلمت .. بدال ماتتعلق بواحد .. لا مكانته تناسبها .. ولا حياته ولا المصيبه إلي جمعته فيها .. تحس بأحد يطل عليها من الشباك حتى بسرعه تمسح دموعها وهي تعطي هالشباك ظهرها .. وملامح وجها تغرق بالحزن والدموع .. ليتها راحت تجلس بالصدح بس خواتها مسوين لهم جلسه فوق وماتقدر تروح تجلس ثم يقولون شي لها ..
" يمي أنتي تعشيتي "
تفرك خشمها بقوة .. وصوت أمها المتسائل يتردد على مسامعها .. تتنفس بعمق وهي تحاول تعدّل صوتها .. ترفع جسمها .. تمسح على شعرها مرجعته لورا
" الحمدالله "
تضيق ملامح أم نوق بقوة من سمعت صوت بنتها الغليض .. وقلبها يعتصر ألم ..
" أنا بسوي لتس العشا بنفسي اليوم "
حركت يدها وهي تبعد البطانيه عن جسمها متجاهله تطالع أمها .. تنطق
" أنا بنام يمه .. وإلي مسوى من عشا يكفي .. عليتس بالعافيه "
" أنتي ماتبين تتعشين معي ! "
نهضت بسرعه ترتب البطانيه الخفيفه .. تنطق بصوت هادي وهي تحاول تجاهد تبتسم
" باتسر يمه أبصحى الصبح ونفطر سوا "
تشوفها بعجله تلم أغراضها وتتحرك من قبالها .. وبسرعه أبعدت عن الشباك .. نفضت يدها بصوت أنفجر من شفاتها مكسور
" هالبنت عسره من يومها .. لا زعلت يادافع البلا "
هيا وهي تجلس على الكرسي وبضيق : والله يمه ماحنا راضين بحالتها تسذا ولا ندري وش يرضيها .. لو نعرفه بس .. تسان على طول سويناه
أم نوق تهز راسها بأسف قاتل وحزن علق بصوتها : كسروا بنيتي حسيبي ربي عليهم
هيا وهي تتنهد بحزن : كلنا يمه صرنا ضدها .. ليتها تفهم إن حنا موب قاصدين ولا تقيسنا مثل غيرنا .. مهما غلطنا نظل خواتها .. نحبها .. ( أختنق صوتها فجأه ) نبيها ترجع نوير لو تهزأنا كل ساعه .. وتفكر شرق والعالم غرب .. لو تسبنا راضين نبيها والله نبيها
بلعت مابقى من كلام حتى تصمت وتصد .. تتنفس بعمق .. تنطق بضياع
" أستغفر الله "
أم نوق وهي تنحني قبال بنتها تجلس بتعب : هي حتى أختها نوق ماعادت تبي تسمع صوتها
هيا تطالع أمها وبحقد : كله من نورة التسلبه .. يمه ربي متى ياخذها ويفكنا أستغفر الله ,, آذتنا .. آذتنا في أنفسنا .. حتى من قواة العين وبعد كل ماسوته في شيما رايحه تراسل
أم نوق : نفسن حقوده .. خبيثه وربتس مطلع على أمورنا كلها .. والله لا يجيها جزاها وأنا ماعاد بيدي دبره فيها ومتعب واقفن فالأمر وقالي خلي أمرها علي !
هيا بأنفعال : يعني تسيف .. تتركونها .. ع الأقل يتصل على جدي ويقوله وش من أمر مسويه مع نوير
أم نوق تحرك يده : أختتس محملتنا الذنب
هيا : بس التسلبه تجرأت تدق على أختي
أم نوق : أنا حالفتن مطلب منهم شي ..ناسيه أمر الجيره كل أمرن يوقف عند متعب أحس براحه فيه وأنه محلول .. أنا ثقتي في هالولد ماتخيب
هيا : والنعم في متعب .. بس حتى ولو ذي أذيتها يمه ماهيب هينه .. تكرهنا كره تحسستس إننا قاطعين لها رزق ولاّ ذابحين لها ضنى ..
أم نوق بحده : خلينا ذا الحين نحل أمر أختتس معنا وربعها باتسر جايين ولا أقدر أفتح فمي بتسلمه معها
هيا تتكتف بقهر : هو كل شي جى ورا بعض
أم نوق : هذا البلا .. تبيني أناطح نوره .. وأمري مع بنيتي ما أنحل .. هذيك لا تحسبين أنها براحه .. أحمدي ربتس إلي عافاتس وعافانا باللي أبتلاها فيه .. مير حنا ننام ونصحى مرتاحين وهي .. مسكينه همها غيرها .. والأنسان يمي إلي زرع فيه ربتس هم الدنيا أعرفي إن نهايته قريبه
" ماشاء الله ريحة المرقوق واصله وين "
تقولها شيما إلي دخلت بخطوات بطيئه .. واقفه ورا هيا .. تتمايل بجسمها متسانده بيدها على كتف أختها
أم نوق بعصبيه وهي تطالع شيما : أنا يومني أقولتس العلم وما تمسكينه .. ليه..؟
شيما بعيون أتسعت متفاجئه : وش صار
أم نوق : هماني قايله لتس نوير لا تتركينها تجلس لحالها
شيما بقلة حيله : يمه جلست معها بس ساكته وقلت لها خلينا نروح للصدح عصبت .. قلت طيب أدخلي ... أطردتني !
أم نوق بأنفعال : تعالي علميني .. أنا بالصدفه مريت إلا ألمح وعد عند الشباك وطردتها منه وهي واقفه تويدز( تطالع ) على أختها .. يمي لا تتركينها أعرف أختتس بتاكل بنفسها وتفكر بأفكارن مالها قاع لونها تورينا أنها طيبه ولا عليها ..
شيما بضيق : والله يمه رحمتها ولا أبي أضغط عليها من بعد ما قعدت مع متعب .. بتست عنده أنا نفسي خفت عليها .. ما أخبر نوير تسذا تغيرت يمه .. أحسها مره صايره حساسه وتسذا مكسوره لو أن قبالتس تحتسي عادي ..
عهد توقف عند باب المطبخ : ترا طقنا الجوع ياجماعه ..ماهيب حاله الريحه تفتح النفس ولا نقدر ناكل
هيا تلف لها : باقي عليه شوي
عهد : طيب بغرف لي بصحن
هيا رفعت يدها : والله إن قربتي من القدر وهو ماخلص ياويلتس !
شيما تطالعها بطرف عين : طيب أنطري .. ع الأقل لين يجي متعب
عهد بخرعه وهي تحط يدها على راسها : الله أكبر عليتس بس .. ليه يختي وش دخله هو ..ينحط له بحافظة .. ماهوب يعنني زوجي وأبدلعه .. على حساب بطوننا
هيا ضحكت وهي تطالع شيما : زودتي العيار حبتين
شيما تتكتف وبدلع : مالي شغل .. مانتعشى لين يجي !
أم نوق : هو يمي وش صار على شغله
شيما هزت كتوفها بعدم معرفه عن أمر الوظيفه : مدري
هيا بأهتمام : هو قايل لتس بيشتغل هنيا عندنا !!!
أم نوق : إيه بالله .. هكا اليوم إلي قعدت فيه بشرني يقول قدمت على وظيفه عن طريق أبوه وينتظر بس يوافقون عليه ..
شيما بذهول وصوتها يضعف : ما قالي ..؟
هيا تدفها تبيها تسكت وهي تطالع أمها : طيب يمه .. هو لا وفقه الله بشغل هنيا تهقين بيستقر وحنا تسذا أو تسذا راجعين الرياض
أم نوق وهي تتنفس بصوت مسموع وكأن لا زال يشغلها شي : كلن بيركض ورا رزقه .. هنيا ولاّ في أقصى الشمال .. ماحد بيرضى يظل بليا شغل ولا مشغله
عهد تترك مكانها وتركض واقفه قبالهم : يعني عم الأخت هذي .. موفرن لولده وظيفتن تسوى
أم نوق بضيق : هي الوظيفه من متى تركناها تسوى ولاّ ماتسوى
يرتفع بصوت مسموع باب حديد وهو يتسكر حتى فجأه الكل يسكت .. شيما ترفع أصبعها
" وصل "
عهد : وين غادي هو !
شيما بصوت واطي : مدري
قالتها بضيق وهي تتحرك بخطوات واسعه طالعه من المطبخ صوب غرفة التلفزيون .. تدخلها وتنحني تجر شيلتها حتى ترميها على كتوفها .. وملامحها تغرق فجأه بالبرود .. بيتوظف ولا قالها ..؟ تتحرك صوب باب الصاله ترفع أيديها بتمسك يد الباب لكن تتراجع منزلتها ..
ليه ما قالها طيب .. مشاعر حاره غريبه تحتوي صدرها لأول مره .. لأول مره تحس أنها مقهوره من كتمانه وهي إلي تقابله كل فجر ..؟
وش منعه طيب .. ماسوت شي يزعله أبد ..
" خير أخت شيما .. تقرين ع الباب تعويذات ! "
تقولها وعد إلي تنزل من الدرج وبيدها جوالها .. غمضت عيونها .. كان ناقصها .. هي هالحين تحس بتوتر وراسها ممتلي بالأفكار .. ترفع أيديها تسحب يد الباب بدون حتى ماتلتفت
لوعد وتطلع مسكرته وراها .. تسمع صوت أكياس وكأنه يفتش فيها .. تسحب لصدرها هوا وهي بدت تحس بدقات قلبها تزيد ورعشه غريبه تحتويها .. تتقدم بخطوات خفيفه .. تتعمد ماتسمع .. تعبر المقلط المظلم صوب مجلس الرجال .. ترفع يدها حتى تريحها على الجدار وبحذر تميل براسها حتى تشوفه يجلس بالأرض بتعب .. متربع وقباله أكياس يفتش فيها ..
ملامح وجهه تغرق بالألم من شي ما .. أطراف شماغه مرميه لفوق بفوضويه .. فيما الياقه الملكيه مفتوحه .. تظل تتأمله ونظرة عيونها تحمل من الصدمه والقهر الكثير ولا تدري
ليش فجأه بهالشكل ثار شي داخلها مهاجم قلبها وعقلها .. يرفع عيونه حتى فجأه تتراجع براسها لورا وهي تعقد حواجبها بقوة ..
" شيما وش بلاتس واقفه عند الباب .. تعالي ! "
غمضت عيونها بخوف .. تسند ظهرها على الجدار .. ومن طال وقوفها .. أرتفع صوته الرجولي .. الهادي
" شيما "
تحركت ببطء حتى توقف عند إطار الباب .. تشبك أصابعها في بعض وهو بأستغراب يتأملها .. عيونها تطالع الأرض بهدوء .. وبصعوبه أسند بأيديه على الأرض حتى يفز واقف رغم مايحس فيه بتعب .. أبتسم بحب لها حتى يقترب منها ..
متعب وهو يوقف قبالها : مافي مساك الله بالخير
شيما رفعت عيونها ببرود غريب : مساء الخير
متعب ودهشته تزيد .. نطق ببطء : أخبارتس
شيما تنزل أيديها أكثر لتحت وترفعهم بإرتباك فاضح : الحمدالله
ضحك بخفه وهو أصبح يقاسمها تصرفاتها الغريبه .. أنحنى حتى تتشابك أصابعه بأصابعها .. يدخلها المجلس أكثر ..
" تعالي أرتاحي "
أنحنى جالس بجنب مركه وهي تحركت بتوتر أحتواها حتى تجلس بجنبه ..
متعب يطالعها بحب : وش عندتس علميني ..؟
شيما برجفه أحتوت صوتها وهي تفرك شيلتها .. تتأمل أصابعها : أن.. أنت .. وين كنت
متعب وهو يرفع يده .. ترتاح على طرف المساند : كنت رايح لرياض الخبر .. مدحوا لي كهربائي ورحت له عشان يجي يشوف الغرف إلي برا .. تمديدات الكهرب فيها مشكله .. تسألين ليه ..؟
شيما رفعت عيونها بنظرتها المرتبكه .. حاولت تجمع شجاعتها .. تنطق : طيب .. زعلان
متعب أنفجر يضحك غصب عنه : من ..؟ أنا
شيما وكأن فيها شي أنكسر من ضحكه : أنا .. أنا بقوم .. عشاك .. بروح
وأنبترت الكلمات من تحركت فجأه وهو أنتفض ماسكها بالغصب
متعب بنبرة صوت شديده : والله مانيب زعلان .. ولو زعلان مانيب ساكت إلا بعلمتس
شيما طالعته وأيديها تتصلب وتشد على تنورتها بقوة : أأأأكيد
متعب ودهشته تزيد : والله .. أنتي علميني ذا الحين إلي عندتس
صدت بعيونها عنه وكأنها تحاول تلتهي بأي شي بعيد عنه رغم أن أصابعه لا زالت تشد على بلوزتها .. تتعلق فيها .. من دخلت هالغرفه وهي تبلع ريقها بكثره تحاول تجمع ماتقدر من قوة .. قبال أنسان أصبح في حياتها مثل الهوا .. دونه تختنق .. تتلاشى .. تحس وصوته الرجولي يخترق مسامعها .. إن بأي لحظة بيتوقف قلبها .. فيما هو لا زال يتأمل وجها ..
هو إلي أحبها بكل الطرق .. وكل التفاصيل .. وكل لحظة كانت فيها تضعف .. تبكي .. ترجف
أو ترتبك .. يشوفها تتشجع .. تفتح شفاتها .. تنطق
" يقولون .. إنك .. يعني .. توظفت "
تطلق نفس قصير يظهر من خوفها الداخلي وعيونها ترجع ثابته له .. تلتقي مباشره فيها .. يتجمد لثواني حتى ينطق
" عشان تسذا أنتي تضايقتي "
وأنفجرت أنفاس الدهشه من هزت راسها ببطء .. وشي غريب يتخبط داخله .. وهو يلامس شفافيتها .. لأول مره بهالشكل الملائكي اللذيذ .. تقرر تبوح عن شي مرتبط فيه هو .. تعاتبه
بطريقتها الغريبه .. الامباشره وعليه يفهم أنها معه .. واحد .. ولقى نفسه يبتسم .. ينحني بجسمه حتى تعانق كفه خدها الناعم ينطق ..
" تضايقتي لني قلت لأمتس .. والله ماتسان بخاطري أقول وأنا مامسكت ذا الوظيفه لكن بغيتها تفرح وهي ضايقه من أمر نوير .. ولا لقيت قدامي إلا أني أعلمها بأمر هالوظيفه "
طالعته .. وإحساسها فيه يزداد .. أنجذابها نحوه كان فوق خوفها وذكرياتها الدفينه وأرتباطها بعقله بصوره وحده قاسيه لأبوها .. أكثر من كونه أمان .. ووصي وولي أمر .. وزوج وأخ ..
يسحب يده من على خدها ..
" هي جايه بقدرة الله سبحانه .. لكني من النوع إلي ما أحب أحتسي عن شي ماصار .. وأسبق الأمور .. وهذا طبع فيني "
" يعني مبروك ؟؟ "
قالتها بتردد .. أبتسم برفض .. يهز راسه ببطء
" لا ماهوب وقت مبروك .. لا شفتيني جايك أقولك باركي لي توظفت هكا الساعه أبي أسمع مبروك وأنتي فرحانه لي "
أندفعت بتبرير فوري غريب .. وكأن مهمتها تقول ماتبي كله وخلاص ترتاح
" تضايقت شوي .. خفت .. خفت إنك يعني زعلان "
بلعت ريقها وهي تحرك يدها إلي فجأه بدت ترجف .. تتكلم بسرعه بنفس واحد .. صوتها مضطرب بشكل غريب
" مدري تسذا فكرت بأشياء أول مره أفكر فيها .. جاني شي مدري وش هو "
رفعت يدها تنفضها بالهوا تجاهد تشرح أكثر لكن الكلام ضاع .. وبسرعه هو حرك أيديه حتى يحضن أيديها .. يزحف مقترب منها .. يهديها
" شيما .. عادي الموضوع وأنا عطيتس العلم .. خليتس واثقه أن أول وحده ببشرها في وظيفتي أنتي .. "
حست بحراره غريبه تحرق جلدها .. دفى أيديه وسط رعشات أيديها .. حاولت تجر أيديها لكن هو ظل يمسكهم بقوة وكأنه على علم أنها تبي الهروب .. أخذ نفس بقوة .. حتى ينطق
" دامتس عندي وقبالي .. علميني فاضيه باتسر الصبح "
حست بالهوا يخترق مسامات جلدها وهو أستغل فرصة هالقرب إلي ما أدركت حجمه إلا بصوت أنفاسه العميقه .. نظراته الغريبه لها .. نزلت بعيونها لحضنها .. هزت راسها بالإيجاب .. وكما لو أنه يتعمد يخترقها .. تحركت كفوفها من جمعهم بكفوفه ..
" أجل بنروح أنا وأنتي نختار أثاث غرفتي وغرفة المجلس الخارجي "
هزت راسها تبي الخلاص .. تتكور على نفسها قباله .. ولا زالت تحاول بشكل غريب تجر كفوفها ..
" وبعدين أبي أسألتس .. "
ضحك غصب عنه وهو يتأملها .. عيونه ماتفارقها .. يشوف خوفها وأضطرابها قباله وبين أيديه ..وعيونها يسكنها كثير أشياء ..
" وأعذريني يعني على هالسؤال .. هو أنتي مانتيب ناويه تتجهزين لزواجنا "
رفعت عيونها المتسعه .. المصدومه من ما قاله .. والدمع ظهر يبلل نظرتها الغريبه له .. كمّل
" هو صح أنه غريب أنحط بموقف تسذا أسأل بس ماعمرتس طلبتي تروحين السوق .. أو خواتتس .. بس لزوم علي أسأل مابي شين ينقصكم أبد وأنتي أولهم مسؤوليتي .. شيما لا تستحين .. أي شي .. تبينه أطلبيه مني "
تجاهلت هالأمر أو نسته .. فعلا ما أحد تكلم عن أمر جهازها ..؟ أو تسائل متى راح نبدى .. هبط عليهم الصمت وهو كأنه ينتظر منها ردة فعل لكن أكتفت بالسكوت جواب لأمر ما كان من أهتماماتها في الوقت إلي تاخذهم المشاكل وتجيبهم على ماتشتهي .. حرك أيديها متعمد ترتاح على ركبها ..
" أنا حبيت أقول هاجوس أشغلني هاليومين .. وإن تسان عشاتس جاهز هاتيه "
وفزت بسرعه تتحرك بخطوات متسارعه .. هاربه منه ..
.
.
.
يهمس بحقد غريب
" والله ثم والله ما أخليهم .. متولجني في بيتي وأهلي ونفسي وأخليه .. هو من هو علمني أنت .. "
طلال بصوت عميق : عواد .. الرجل يبي منك تفكه ومعاهدنا كلنا مايتعرض لك لا بخير ولا بشر
رفع صوته الحاد
" يالخال .. أنا مانيب غريبن عنك ولا أنت تجهل زوج أمي .. أنا وقت الرخا يميني أمدها للخبيث إلي نواياه في نفسه .. لكن هذا أموره تجاوزت المعقول .. أنت علمني هو وش يبي فيني .. بالشه أنا بشي .. أمر وأنتهى بينه وبين فارس وكلن أخذ مايستحقه بشهاده الكل وأنت تعرف إن هالخبيث الفاسد هذا ماتسان عنده حق يطلب فيه فارس أبد .. !
طلال بأنفعال : أنت مسوي مصيبه فيهم أكبر
عواد هز راسه وهو يتحرك في البلكونه ببطء : إيه .. سويت وأبضرب ضربتي من حديد ترا للحين ماشاف مني شي .. هذي بدايتي
طلال بحده : تبي تهدم بيت أمك وأخوانك .. هالكلام مايجوز ياعواد
عواد رفع يده : أمي مايهدم بيتها وجدي وراها ..
طلال بصدمه : تعوذ من أبليس ترا أبوي معصب من إلي سويته فيه
عواد ضحك بأستهزاء : وبعد له عين رايحن يمكم يشتكي يابجاحة هالأنسان .. يابجاااحته !
طلال: هو في ورطه والله لا ترميه ورا الشمس .. خله خلاص
عواد بدون أهتمام : أحد قاله يروح يرتشي ويقدم تجاورزات ووعود لشركات ثانيه حتى ماتدخل فالمناقصه وتصفى له ولخويه ..
طلال : أنت لويت ذراعه بممدوح
عواد : ممدوح سلمني حلاله أنقذه من الحرامي إلي ضحك عليه
طلال ثار : الخساره وحده ياعواد لممدوح وغيره
عواد أنفجر يضحك : ومن قالك خسرت .. إلا طلع لي دبل المبلغ من وفرت لغيري طريق لهالمناقصه
طلال بذهول : يعني لعبت لعبتك .. عواد إسلم تسلم من هالأمور .. إسلم تسلم !
عواد بإرتياح : كل شي بالقانون .. أنتم تعرفون من زمان بفساد هالأبراهيم صاحب الكرم والأخلاق .. وتعرفون أن فارس وأبوه أنظلموا في أمرهم معه .. ومع هالشي جدي وقف مع أبراهيم .. وجر عالي للمحاكم وسجنه وبلعناها وسكتنا .. لكن يومنه خلاص فضى ألتفت لي .. حتى زوجتي ماتركها .. والله ثم والله لا أعلمه قدره .. خل لجنة التحقيق توصل لرشاويه وتجاوزاته ..
طلال صرخ بخرعه : بلغت عليه .. مجنوون .. مجنووووون ..
عواد بأستغراب : أنت وش فيك خايف عليه ومرتاع ..
طلال بحده : أنت تبي الأمور تكبر مابينك وبين أخوانك .. أرجع لعقلك .. تتجاهله أفضل ألف مره من أنه تقطع أخوانك وأمك .. تحسب أن أخوانك بيسكتون لك .. إن سكتوا لك وأبوهم مرمي بالسجن من تحت راسك .. مافيهم خير!
عواد : وأنا وش دخلني لا دخل السجن ... ومن قالك إني من بلغت عليه .. خالي .. يوم قلت أنتظر يسحبونه ترا بيكون من تحت راس بو فراس .. ماهوب ساكت له .. مير إن تسان فيك خير له بلغه خله ياخذ أحتياطه وخل في بالك إني ما نويت آذيه إلا لنه تطاول على عرضي .. وحرّض ممدوح يخطف أخته .. ومن تحت يده عالي وقف ضدي ..
طلال بتنهيده عميقه : تعرف هالأمر ماينفع مكالمات .. لازم أشوفك
عواد : مانيب حولك
طلال بإصرار : ياتزورني أو أزورك
عواد بعد صمت طال: تامر يالخال .. تامر أنا بوصلك بنفسي يومين وأنا عندك .. فمان الله
يستدير ببطء للباب الزجاجي حتى يقترب منه .. يدفعه بيده ويدخل للصاله .. يعبر الأثاث بخطوات متوازنه صوب غرفة النوم .. إلي كانت تجلس فيها من وصلوا .. لا زالت صامته بشكل غريب ممتنعه عن الكلام .. تتعلق عيونه فيها وهي تنحني على السرير متمدده .. نطق بصوت جاف
" أبروح أجيب عشى "
" الأفضل تتعشى وتشبع برا ..! "
قالتها وهي تسحب البطانيه .. تغطي جسدها ..
" متأكده أنتس ماتبين "
نطقها بضيق متجاهل أسلوبها الحاد بالرد .. ولا ردت عليه .. كرر السؤال
" ناديه .. ماتبين ...؟ "
نطقت بعصبيه
" ناديه تبي تنام من بعد أذنك ! "
زفر هوا بحرقه والمحادثه مابينه وبين خاله لا زالت تحرق صدره .. نطق
" براحتتس "
حتى يتحرك طالع من الغرفه .. تاركها نفس ماتبي !
.
.
.
ترفع يدها تحك شعرها بملل في الصاله .. تلبس قميص روز بألوان متداخله مع بعض وهي تجلس قبال صينية القهوة والشاي والفطور .. الساعه تقترب من 8 ونص .. ونسمة الصبح تندفع بقوة من باب الحوش الخلفي المفتوح كله .. تسحب كوب الحليب والنوم يعلق في ملامحها .. تشرب منه وتنزله ببطء ..
" أقولتس .. شيما وين غدت من صباح الله خير "
تقولها عهد إلي تتحرك بخمول طالعه من المطبخ حتى تجلس على المركه قبالها ..
وعد : علمي علمتس .. وأمي ونوير برا بالحوش جالسات . وهيا نايمه
عهد بطفش : أنا سألت عن شيما وش دخل الباقين
وعد بضحكه : أبختصر الأمر عليتس بدال ماتسألين عنهم !
تتحرك عهد جالسه على الأرض وهي ترفع جوالها .. تطالعه
" الحتسي معتس ضايع .. أقابل جوالي أحسن لي "
وعد : أنتي شايفه وضعنا تسيف وحنا نصحى الصبح تسننا دجاج .. العالم منخمده حتى جربي تسكتين تحسين إنتس عايشه بكهف
عهد تضيق بعيونها وهي تطالعها بدون نفس : أجرب أسكت وعندتس .. !
وعد تحرك يدها بالهوا : لا نمت بإذن الله جربي
عهد : أنتي خبله .. أهجدي أهجدي خليني أركز مابي أسمع صوتتس المزعج
تنزّل وعد كوب الحليب حتى بسرعه تميل بجسمها منسدحه .. تسند براسها على المركه
عهد بأستغراب : التويتر صاير ممل ويجيب الكآبه أستغفر الله ..
وعد وهي تغمض عيونها : عسى بس ماتويتر مترجيتس تدخلينه .. قايل تكفين ياعهد .. تكفين أدخليني .. ماعجبتس أحذفيه وفكينا
عهد رفعت يدها حتى تضرب ركبتها : وأستلمي بعد .. ترند المزيونه
وعد بسرعه فتحت عيونها فزت معتدله : يمه قلبي لا تقولين
عهد بعصبيه : يعني زودن ع الكآبه تطلع كلمة المزيونه ترند .. وافضحي فضحاه .. العالم كلها تقرا كلمتس المشهوره
ضمت وعد أيديها لبعض وهي تقربهم من صدرها .. تميل براسها وبصوت دافي
" والله أشتقت للمزيونه .. قسم بالله مدري تسيف قويت فرقاها .. أنا متأكده أنها فاقدتني "
عهد طارت عيونها : خير خير .. فاقدتس !!!! هيييه ياهايدي يافتاة الصحراء ..
صارت تأشر بالجوال
" ترا بيجيتس طاير هذا يفقدتس الذاكره وبيرمجتس من جديد يادزليلة الأدب .. ترا من جد أقرفتينا .. كرهنا أعمارنا "
وعد وهي تحط يدها على خصرها : ياااااا سلام .. وش أقرفتس مزيونتي فيه .. دابه مسالمه وش زينها وملحها في شبك الغنم .. أصلا جدي يقولي ذي المزيونه بتجيب سعر طيب .. وعيالها بيكونون من أحسن شي .. وباتسر لا جاب لي بتار إلي وعدني فيه .. أشوفتس تترجيني أسلفتتس من دراهمي وأبقولتس أخسي وأعقبي والله معطيتس قرش واحد
عهد بقرف وهي ترفع يدها تأشر عليها : أقول مالت .. ثم مالت .. أنتي أصلا وش جابتتس في زمنا هذا .. أنتي المفروض عايشه في زمن أمي وجداني كلهم ..
وعد تميل براسها لقدام وبعناد : مالت عليتس أنتي أول
تضم عهد شفاتها بقوة وترجع تطالع الجوال ..
وعد : والله قلبي منشغل ع المزيونه .. من راح جدي الرياض مادقيت عليه مع أنه قايل لي لا تخافين بالحفظ والصون .. بس لزوم أتطمن عليها .. أكيد نحفانه وماحدن يلعفها زين ولا يهتم فيها ويمكن ...................
أتسعت عيونها بخرعه .. من شهقت عهد حتى تضرب صدرها بقوة ..
تأشر على الجوال وتطالعها .. تنطق بصرخه
" مزيونتتس ترند ع تويتر "
لحظات وتنفجر تضحك بقوة .. تنحني تضرب يدها بالأرض ..
" المزيونه ترند .. لاااااااااا ماقدر .. مستحيييييييييييل "
وعد بجمود والخوف سكن في عيونها : وش ترنده
عهد وهي تتمايل تضحك تحاول تنطق : المزيونه بطويطر ..
وعد بعصبيه صرخت : عهد أحتسي زين لا أقوم عليتس ..
عهد تطالعها وهي تغطي فمها من ضحكاتها العاليه .. تأشر على الجوال : والله العظيم .. هي .. هي .. عنزتس واصله تويتر بأستراحة عمي عواد
وعد لفت بقوة حتى تحذف عليها علبة مناديل : يالتسذووووووب .. أنقعلي أحسن لتس
عهد ترفع أيديها تغطي وجها عن علبة المناديل وهي رايحه فيها من الضحك : قسم بالله صورتها منسدحه بالأرض ميته ..
أنتفضت بخرعه تركض لأختها بخوف سكن بأنفاسها .. تسحب الجوال بالقوة من بين أصابع عهد .. تطالع الشاشه وتحرك يدها في التغريدات .. حتى تتسع عيونها بصدمه من شافت المزيونه ميته على الأرض ..و مكتوب
" وش فيه مشعل أنخرش من موت المزيونه .. "
تقرا تغريده مليانه فيسات ضحك
".. عظّم الله أجرك بموتها والله يعوضك بغيرها "
تختنق الأنفاس والدم ينهدر بعروقها .. تتنفس بصعوبه .. تحرك الشاشه .. تشوف مقطع فيديو لمشعل وهو يمسك راسه فيما فجأه الكاميرا تتوجه للمزيونه ... تدور عليها وهي غرقانه بدمها .. تنفجر تبكي بقوة .. تنطق بصوت تملاه العبرات
" ذبحها .. ذبحها التسلب ! "
عهد بصدمه : هيييه من جدتس تبتسين .. عليها .. وعد الحمدالله والشكر
ترمي الجوال وتروح تركض لباب الحوش الخلفي .. تطلع وهي تنادي مفجوعه
" يمااااااااااااه .. يمااااااه "
تتحرك تركض بحرقه منهاره على الأخير .. ومن شافتها أم نوق أنتفضت بخوف واقفه .. ونوير وراها وقفت بروعه من منظر أختها .. توقف قبالهم وعيونها المفجوعه تتفجر منها الدموع .. تنطق بقهر
" يمااااه ذبحها .. ذبح يمه .. "
ولا قدرت تكمل والشهقات تبتر الكلام .. تصرخ أم نوق بخوف
" من إلي مات "
لحظات وتطلع عهد تركض بخطوات غير متوازنه من الضحك وهي تغطي فمها بأيديها تحاول تكتم ضحكتها بس ماقدرت .. تطلع لهم وهي تجر خطواتها جر .. توقف والدموع من كثر الضحك لا إرادي تنزل .. بشرة وجها تبدلت باللون الأحمر .. تهتز بقوة .. والخوف إلي جثم على صدورهم تلاشى من منظرها .. تتحرك عيون أم نوق بأستفهام لوعد إلي تهتز منهاره تبكي .. وثواني تتحرك لعهد الواقفه وراها ورايحه فيها ضحك ..
نوير ماقدرت تسكت .. تتجاهل الأمر .. نطقت بخوف : وش صاير
عهد فجأه أنفجرت تضحك : ماتت مزيونتها وراحت ترند بتويتر
أم نوق تنفض يدها بالهوا : من ترند ذا .. !
نوير : تسيف يعني ..؟
عهد تطالعها : مشعل البطل ..ماهوب مشهور .. ذبح المزيونه والظاهر إن أخوياه مصورين كل شي .. والعالم أستلمته طقطقه بتويتر .. وعنز الأخت يوم ماتت منتشره!
أم نوق لفت لنوير بعد فهم : العلم وش
وعد أنفجرت تبكي : ذبح المزيونه يمه .. حقتي .. وش يبي فيها يذبحها ..وش يبي يمه .. ماهيب في أستراحة عمي عواد .. مقهور منها .. مأذيته ..
لفت لعهد .. تصرخ فيها
" لا تضحكين .. لا تضحكين والله بتندمين .. أنا أعرف أنه يكرهني التسلب .. يكرهني ويبي يحرق قلبي فيها .. بس أوريه .. والله ما أخليه .. والله لا يندم .. والله ! "
تحركت بأندفاع وهي منهاره .. فيما عهد أنفجرت تضحك بشكل هستيري ..
أم نوق نفضت يدها : روحي ألحقيها لا تجيب لنا الكارثه .. تراها مهبوله ذي
عهد وهي تهتز بقوة من الضحك : والله يمه ماظنتي ينفع معها .. مير الله يكون بعون ولد العم الضعيّف !
أم نوق بعصبيه : روحي ألحقيها لا تغير على جدانها تتولجهم .. وهم هناك بعيد روحي
عهد هزت راسها : طيب طيب
ظلت نوير بجمود عيونها متعلقه في عهد لين أختفت .. وماقدرت بأي شكل تمنع نفسها تضحك .. كانت بالعافيه تخنق رغبتها بالضحك قبال بكا وعد وضحك عهد العالي .. تضحك والوضع إلي كانوا فيه غريب .. أجل آخرتها مشعل ذبح العنز ..
كيف وصل لها الغبي .. ياحظه الأقشر والله !
" الله يجعلها دايمه هالضحكه يمي "
تقولها أمها إلي أنفجرت تضحك معها.. نطقت وجسدها يهتز غصب
" ذي البنت مدري تسيف متعلقن قليبها فالغنم .. سبحانك يارب "
نوير وهي تنحني جالسه على الفرشه .. الضحكه الخفيفه ترتسم على شفاتها
" حالتها صعبه يمه "
تتربع قبال صينية القهوة والشاي .. تمد يدها صوب فنجان القهوة وأمها تنحني جالسه
" قهوة يمه "
أم نوق وهي تتساند على المركه : لا لالا .. كثرت من القهوة .. صبي لي حليب تسان فيه
نوير بهدوء : أبشري
.
.
.
الرياض
تنطق بشهقه وهي تجلس بغرفة التلفزيون وقبالها نوق متكتفه تطالع جلوي بطرف عين ..
" يوووه .. حسبي ربي عليه .."
وعد بحرقه وهي تشاهق بقوة وبصوت مختنق : يرضيتس ياجده .. يرضيتس يقوم يروح لأستراحة عمي عواد ويذبحها .. ولا بعد ياجده منزلها بتويتر
الجده : هو وش هو توتر .. ذا
جلوي رفع يده : تويتر .. تويتر
نوق تلف له تطالعه من فوق لتحت : وتصحح ماشاء الله .. شفت بعينك شفت ..!
جلوي يرفع حاجبه بأستنكار : ماهوب عاجبتس أنتي
نوق بحده : إلا مشعل ترا ماهوب مخطي ..
جلوي بصوت أرتفع أكثر حده : إلا مخطي ولا تقعدين تدافعين عنه قدامي
نوق صدت عنه .. تطالع جدتها : والله مايستاهل إلي صار
جلوي بعصبيه : وش جاه
نوق : بغيت تجلده أمس في البيت لولا إني مسكتك
جلوي ضحك غصب : تراتس مصدقه إنتس مسكتيني .. أنا لو أبيه ماردني عنه شي بس أني يوم سمعت الأمر رحمته شوي
نوق فكت أيديها رافعتها : ماااااااااشاء الله .. حنون ياقليبي أنت !
أبعدت أم عبدالله الجوال عن أذنها ماقدرت تتحملهم .. حتى ترمي الجوال وتسحب عصاها بعصبيه ..
" ماتستحون أنتم .. جايين قدامي من صباح الله الخير تتناقرون .. تسان في روسكم حبن منطحن .. أشوف أرجعوا وفارقوني حتى مانيب قادره أسمع بنيتي وش تقول ! "
نوق وهي تحرك أيديها تبي تهديها : ياجده .. يااااااجده خلي عنتس وعد ترا ماوراها إلا الدجه .. مشعل ماسوا شي بدال مانقول ألف الحمدالله ع سلامته .. وجت في شين يتعوض ولا جت الرصاصه في واحد من أخوياه ثم يروح فيها نقوم نلومه !
جلوي أبعد عن نوق وهو يرفع رجله بأستقامه فيما الثانيه يجلس عليها .. : ماعليتس ياجده .. والله إن وعد كل الحق عندها .. أجل رايح بدون أذن أحد .. ولا بعد ياجده تراه مجتمع مع أخوياه على أسلحة صيد ..
نوق لفت له بعصبيه : جلوي وش فيك .. خلك محضر خير للولد !
جلوي : وليش ما أكون مع أختتس وناخذ حقها
نوق ضاقت عيونها بحده : وش أختي .. ترا الأمر عنز الحمدالله والشكر
جلوي نفض يده بوجها : روحي وراتس .. تبون تاكلون حق الضعيفه إلي تاركه حلالها ورايحه للقصيم مستامنه ..
نوق : العنز من حلالك .. دافع عليها قرش .. تراك من أمس أشغلتنا حتى ماتعشى الولد من حتسيك هذا
جلوي ثار وهو يحرك يده بأنفعال : مخطي وبعد تبين توقفين معه ... والله لا طلبت شي وعد لا أجيب حقها منه غصب عليه .. والله حاله .. غريب أمر ذا البشريه .. أجل يذبح حلالها وتقولين والله عنز .. عادي .. لا ماهوب عادي
نوق ضربت يدها بالأرض بعصبيه : مشعل ماحدن يتعرض له ..
تمايل جلوي بيده على المساند وهو يضحك .. يشبك أصابعه مع بعض
" على أساس أحدن بيلتفت يمتس .. أنتي براستس وش دخلتس "
نوق بأستهزاء وهي تطالعه من فوق لتحت : أنت براسك بالأول وش دخلك ..ترا مشعل دق عليك يبيني أذكرك
جلوي بدون نفس : دق علي بالأول ولو يبي أخذ رقمتس !
رفعت الجده أيديها حتى تحطها على راسها وهي تتمايل ..
" لاااااااااااااااا إله إلا الله .. قامت القيامه .. أثرنا بآخر الزمن وحنا ماندري .. ماتستحوووون .. خلاص .. ماعاد به حيا ولا مستحيا .. كل واحدن منكم طول بعرض وتتهاوشون على أمرن تافه .. ولا بعد "
ضربت أيديها في بعض وهي تطالعهم بعيون متسعه ..
" من زين هروجكم .. أستحوا .. أستحوا "
جلوي وهو يأشر براسه عليها وملامحه تغرق بالغضب : ماسمعتيها وش تحتسي فيه
نوق رفعت صوتها وهي تحرك يدها بأنفعال : تذكر إنك من بديت أمس .. مدري وش جاك تسن شفطك كهرب
جلوي بنظره غاضبه لها وتهديد : عدلي ألفاظتس أحسن لتس !
نوق بنفس النبره : وأنت عدّل أسلوبك زين
حركت الجده عصاها بقوة وهي تبي تقوم .. تصرخ
" قوموا عني أشوف .. يلاااا .. قوموا والله إن قعد عندي واحدن منكم ماراح يحصل له طيب .. وأمر وعد بنيتي مالكم فيه لا حل ولا ربط كلن يشتغل بنفسه ! "
نهض جلوي من مكانه وملامحه لا زالت تنكمش بغضب وهي قدرت تضرب وتر غريب في ذاته من كثر ما مدحت مشعل .. دفن يده في جيبه
" ليت هالحتسي يوصل للناس إلي ما هيب قادره تفهم "
قالها وتحرك بخطوات متسعه طالع من الغرفه حتى تنطلق من شفاتها ضحكة أستهزاء
" ياااااا سبحااااااااان الله ! "
أم عبدالله أشرت بعصاها : ألحقي رفيقتس أشوووف .. يلاااا
نوق بدون نفس : إلا بروح ألحق غداي أحسن لي !
تحركت بجسمها السمين واقفه وهي تلملم عباتها وتتحرك بقهر طالعه من الغرفه .. تلف شيلتها بقهر دافعه خطواتها لقسم الرجال .. تلبس برقعها .. تشوفه يتحرك فالحوش صوب باب الشارع .. تطلع للحوش .. وهي ترفع عبايتها تحطها على راسها والشمس تغطي مساحات واسعه من الحوش .. ومن طلعت للشارع وقف هو حتى يلف لها
" أركبي بوصلتس للبيت "
نوق بعصبيه : لا شكرا عندي رجول تاخذني
جلوي وهو يضغط زر السياره مصدره صوت : رياضه لتس
ويتحرك ببرود صوب باب السايق وهي فتحت فمها بصدمه .. من كلمته .. أجل رياضه !!
هزت راسه بقهر .. هين ياجلوي .. تنزل للشارع .. تتحرك تمشي تحت الشجر .. تسمع صوت سيارته تشتغل .. يرتفع صوتها وكأنها تبعد عنها .. ماتدري وش جاه أمس .. ثار بشكل غريب عشانها بس مدحت مشعل .. إيه كل شي إلا مشعل .. تغليه وتعزه .. مابقى إلا وعد وعنزها تخليه الضعيّف يطق أسداس بأخماس .. توقف بخرعه متمايله من جت سياره مسرعه حتى تضغط بريك وصوت الكفرات أخترق مسامعها .. حطت يدها على راسها وهي تنزل فيه لتحت
تنطق " بسم الله بسم الله ! " صوت الباب يفتح ولا حست إلا بأصابع يده تستقر على ذراعه يجذبها له ..
" أمشي أقول أركبي "
يسحبها بالغصب وهو يدور حول السياره حتى يفتح الباب ويدفعها لداخل
" أركبي يلا "
نوق بقهر : جلوي وخر أقول !
جلوي وهو يمسك الباب بيده يحجزها بجسمه حتى تركب بالغصب: أركبي
وركبت ولا عاد تقدر تتراجع وجسمه يصدها .. وعلى طول سكر الباب ... راح يركض حول السياره حتى يركب على السيت وينحني مسكر الباب ..
نوق : أجل رياضه
جلوي وهو يحرك السياره بسرعه : رياضة خمس ثواني أفضل شي لتس
نوق وهي تتكتف وبعصبيه : على فكره ماهوب لازم يعجبك جسمي لأني متقبلته .. سمنة عافيه ولا سمنة مرض !
جلوي صد عنها : أأأستغفر الله وش جاب طاري المرض
نوق تحرك يدها له : أذكرك
يلف بالسياره حتى يتعدى بيتهم وهي بشهقه لصقت فالباب تطالع بيتها .. تنطق بأندفاع
" تعدينا بيتنا ! "
جلوي : تراتس صايره تذكريني واجد .. مع أني مانيب محتاج هالشي لني أعرفتس
نوق لفت له وهي تأشر للبيت : أقولك تعدينا بيتنا
جلوي : عندي شغيلات أبقضيها معتس ثم بنرجع
نوق : لا والله ياجلوي صدز مالي خلق ..
جلوي وهو يلف يطالعها : لتس خلق تدافعين عن مشعل أجل
نوق بقهر : ياااااااالله ... وش دخل أبفهم
جلوي يقلدها : أذكرك!
نوق : وين بروح
جلوي : أولا بروح لبيت أبوي .. من أمس ترسل علي فوزيه .. تعال خذ ولدك بس أشغلتني سالفه مشعل وسالفه أخو الجازي إلي مبلشني في كل مكان ..
وسكت وأنا أبلع كل القهر والأنفعال إلي أدخلني فيه بتصرفاته من جاب طاري حسنا .. من بعد ماذكر لي كل ما صار وأنا ما ناقشته .. مافكرت فيه ولا أدري وش واجب علي ..؟ خصوصا في أمر حسنا .. تسيف فكرت فيها .. تسيف الغبيه .. هل بترضى أي وحده ترمي ضناها للمجهول بعيد عنها .. لمجرد أن واحد نفسي نفسه .. يقول بموت .. !
أنا أجهل الغيب وهو بعد .. والأعمار بيد الله .. بيد الله ماندري متى نموت .. ودايما على لسانا نردد أنه يحسن الله خاتمتنا .. بلعت ريقي وصديت عنه .. راسي موجعني والله من جد .. صاكتني سالفة هالوعد .. ياعمري يامشعل والله من جد الولد منخرش .. أستغربته .. حيل .. وهو يبرر لي حسيته يحتسي من قلب .. وعشان عنز ...؟
هذي آخرة عنزتس ياوعد فجع الولد موتها ..أشوي أعطيه عصفر عشان الخرعه.. غمضت عيوني .. لفيت أطالع إلي يعبرني من سيارات .. ومحلات ومباني .. أبصراحة حتى سالفة الحمل مالقيت الفرصه إلي أقوله له ..
مدري متى .. وبأي حتسي بعبّر له عن الأمر .. كيف برجع أشاركه شي يكبر بداخلي وينتمي له .. حلم وحقيقه .. أحسها صعبه علي بثقل الجبال .. لأنسان عمره ماكان بحياتي شي
عادي .. تتوقف السياره بعد دقايق .. ينطق وهو يطفي السياره ..
" يلا "
وفتح الباب .. فتحت الباب حتى أنزل ببطء .. يدق جواله .. أسكر الباب وهو رد بعجله
" هلا .. هلا حياك الله .. إيه .. لا والله يابو وليد .. الرجل مشغلني .. يراقبني وأنا النفقه ماقصرت فيها على ولدي .. إيه بعد يومين موعد المحكمه "
ضميت شفاتي بقوة من شفته يتحرك يمشي مبتعد عن السياره .. وبتردد تحركت أمشي صوب باب الشارع المفتوح .. أدخل وصوت صراخ بنات فوزيه مرتفع بشكل غريب وباب المدخل قبالي مفتوح كله .. تنفست بعمق أروح أسلم عليهم وأطلع أحسن لي .. ع الأقل أكسب أجر ..
أدفع خطواتي مقتربه من باب المدخل .. أصعد الدرج وبتسا عبدالله يرتفع أكثر من هالصراخ .. أنعصر قلبي فجأه وأنا أوقف .. أحط يدي على مكان قلبي و مدري ليش قمت أرجف .. ليش قلبي يدق بقوة .. أتجرأ أتقدم في قسم الرجال .. أطلع للصاله وخطواتي وقفت
" أبي بااااااااااااباااااااا ... ماما نوق "
حسيت بأنفاسي تختنق والبيت ماهوب مريح فيه شي غلط .. بنات فوزيه يصارخون ماحولهم أحد وعبدالله يبتسي بشكل يقطع القلب .. والبيت فاضي وين البتول .. أميره .. فوزيه !!
وليه الأبواب طيب تسذا مفتوحه .. أتحرك وأنا أرجف مدري وش جاني .. صوت بتسا عبدالله يهزني بقوة .. أتقدم أكثر لغرفة المجلس ومن دخلتها .. إلا تجمد عيوني بصدمه على عمتي نوره إلي تجلس في صدر المجلس وهي تحط رجل على رجل وتتقهوى .. وبجنبها أم جلوي ماسكه عبدالله وتهديه والولد متورم وجهه من البتسا .. بشكل ترك الدموع بعيوني ..
ظليت متصلبه في مكاني .. ومن لمحتني نوره .. تسذا نطقت
" هه وصلت الشيخه أخت الشيخه "
رصيت على أسناني وأنا أبلع ريقي وقلبي .. قلبي أحسه جمره تلتهب .. صدري يحترق من داخل ومعدتي بدت تعتصر ألم .. جسمي كله فجأه حسيت حرارته أرتفعت .. وش جابها نوره لبيت عمي منصور بعد كل ماصار .. بعد كل ماسوته .. وش تسوي .. كيف أستقبلها بهالبساطه ! دون ماترجع حقوق ولا تبرد خواطر اليتامى خواتي .. !
شهق عبدالله بسعاده من شافني .. نهض وتسنه شايف أمه .. صرخ
" ماااااااما نوق "
وما أمداه يبي يركض حتى تجره أم جلوي لها .. تهمس بأذنه بعصبيه
" ذي ماهيب أمك وحدتن غريبه عنك .. أمك حسنا وأنا بسسس "
فجأه تحت التهديد الولد تسنه سكن .. أنكسر وتكور على نفسه وهو يحاول يجر يده ..
نوره : مافيه سلام
رديت بدون ما أتردد وبغيض وأنا أتنفس بحراره
" السلام لأهل السلام للناس إلي تصون لسانها وعرض غيرها من القيل والقال والأفترا "
نوره صدت بضحكه ساخره لأم جلوي : وش أرد عليها
أم جلوي ثارت بوجهي : يومنتس مانتيب جايه تسلمين وش جايبتس عندنا
كنت واقفه تسني جزء من الباب أطالعهن بصدمه وأنا إلي حسبت إن شرهن أنتهى وعقابهن نزل .. ولقيت إن الخبيث .. خبيث .. وهذاهن يزيدن ظلم ولا أدري متى .. متى برتاح .. متى ..
" ماما نوق "
قالها لي عبدالله برجا وتسنه يتوسلني أفكه .. ولا أدري ليش متمسكه بالبزر تسذا .. نطقت وأنا أختنق ألم ووجع
" ممكن تتركين البزر يروح يلعب مع بنات عمته أفضل ! "
ترجيتها بنبرتي .. صرخت فيني
" ياحرمه فكينا من شرتس .. وأبعدي عن عيال ولدي ولا تحسبين عشانتس عقيم خلاص .. تبين عيال روحي تبني لتس ضنى يعوضتس .. لا تحطين عينتس عليهم وأنه عشان جلوي طلق الجازي وحسنا راحت يم أهلها بيبقى لتس .. لا ياحبيبتي .. بظل وراه لين يتزوج له بنيه تجيب لها بدال الضنا عشره .. "
نطقت والدموع تتجمع بعيوني .. ماهمني هالسم إلي ترميه علي .. تعودت خلاص .. فاض قلبي من أسلوبها المقرف وحتسيها الخبيث .. وهي طول عمرها خاتم بيد عمتي نوره .. لو تقول لها أرمي نفستس للموت ترميه .. هم تسذا الناس إلي مافيهم مخافه من الله ولا ثقه بأنفسهم .. ولا حمد بنعم الله حواليهم ..
" طيب خوذيه لفوزيه .. تكفين "
نزلت دموعي ماقدرت .. أنقهرت عليه .. أنقهرت والله .. وش ذنبه طيب .. وش ذنبه ..! تستريح نوره بظهرها وهي تطالعني تسذا بثقه وأنتصار
" أنصحتس .. تشغلين عمرتس بشين غير عيال جلوي "
صرخت فيها وأنا أنفجرت من وقاحتها ولا تسنها سوت شي
" أنتي آخر من ينصح .. "
نوره فزت واقفه : صوتتس لا ترفعينه .. تحسبين أنتس قدرتي علينا
حركت أيديني بأنفعال
" أنتي وش تبين منا .. قدرت عليكم بوش بالضبط .. ياحرمه فكيني من شرتس .. خلاص طفح الكيل ..سنين سنين وأنا ساكته عنتس ولا تفهمين "
تتحرك أم جلوي واقفه وهي تدفع نوره .. تسنها أنخلعت من صراخي
" أمشي أمشي قدامي خلينا نطلع بس .. "
يتحركون مقتربين وأنا بخوف تراجعت لورا ونظراتهم تهزني .. تتمايل علي عمتي من نوت تعبرني وكأنها بتطيح علي .. تجرها أم جلوي بخرعه وأنا ماحسيت بنفسي إلا أتعثر بطرف عباتي من ورا .. وأتمايل مرتميه على الأرض بقوة .. أحس بخط ألم على طول ظهري وأستقر بشكل فضيع أسفل ظهري .. وتسنه أنفجر بشي فوق طاقتي .. صرخت بآآآه وشي يبللني من تحت ..ماعدت أحس إلا أني ألم أيديني حول بطني وأصرخ بقوة منهاره أبتسي .. أتلوى على الأرض .. أصرخ بسمه ..
" جلووووووووي .. ألحققققني .. ألحقووووووني ..آآآآآآآآآآه "
يرتفع صوت عبدالله الباكي وهو ينادي أبوه بخرعه .. إلا ولدي مابيه يتخلى عني وينزل .. تتخطفه أيدين الموت مثل ماخطفت جده وخاله .. أنهرت أبتسي والشهقات تتفجر من شفاتي .. ماعدت أشوف أحد .. أحاول أقوم ماقدرت .. شي يقيدني بالأرض .. وألم يكسرني ..
والله ماراح أقدر أتحمل لا نزل .. هذا آخر مابقى فيني من صبر وتحمّل أذى وأستهزاء وشماته .. ماراح أعيش بعده والله ما أقدر .. يارب لا ترميني في مواجهة اليأس وأنت إلي عطاياك ما تنفذ .. يارب .. يارب .. أصرخ والبلل أحسه يزيد .. لحظات وأحس بأيدينه المفجوعه تسحبني .. ينحني لي يلمني بخوف .. وأيدين ثانيه تعاونه .. أصوات ..أصوات ترتفع .. تزيد تتكاثر.. ولا تتعلق عيوني إلا في ملامحه .. أجر ثوبه بقوة .. أنهار أبتسي بين أيديه
" جلوي ولدنا .. ولدنا ياجلوي لا يروح والله بموت لا راح .. والله بموت والله ياجلوي لا يروح .. لا يروح "
تتسارع نبضات قلبي .. تتجاوز طاقتي .. وأغيب .. أغيب قبله وأتلاشى للظلام !
.
.
.
ينطق بصدمه
" نعم !!!!!! "
تاخذ نفس بعمق وبصوت خافت
" أنا مابغيت أخفي عنك الأمر "
حرك يده بأنفعال حاد يحتوي صوته المنخفض ..
" مجنونه هي تروح من مخها تتصرف هالتصرف تسنها خلاص تطلقت "
يجلسون بكوفي عائلي .. مقابلين لبعض والقهوة تستقر على الطاولة مابينهم .. تنام تحتها شمعه ..
شيما تسحب أيديها من الطاوله وهي تلف الشيله حول راسها بإحكام : توقعت تعصب
متعب يصد عنها ثاير : أكيد بعصب .. تشاور لكن ماتتجاوز أمور بهالطريقه وتحكم على نفسها إنها خلاص
تتأمله بكشخته وأناقته قبالها .. تنطق بخوف
" لا تعصب متعب "
متعب يرجع يطالعها : وراحت أتصلت على خالي منصور وعواد
شيما هزت راسها ببطء : وكلهم معها
متعب حط كف يده على وجهه يفركه : يااااااااالله ..
شيما بضيق : ليش عصبت .. من حقها تدرس طيب
متعب أبعد كف يده .. نطق بحواجب إنعقدت وهو يضرب بأصابعه على الطاولة : أفهمي تستشير ماعليه .. والله يوفقها مير .. من ما يحب العلم لكن موب تسذا تتجاهل وضعها وأزمتها كامله .. أختتس بالعربي تبي تشغل نفسها بأمر الدراسه على أساس لا درست بأنسى وهذا غلط .. مفروض تواجه .. تواجه وخالي عواد ومنصور مايعرفون بأمرها مع بتار وهذا خطا ثاني بعد .. ترا أنا أسهل ماعلي أقول لزوجها البنت تبي تكمل دراستها ولمعلوميتس زوجها مستحيل يرفض بالعكس هم أول الداعمين لها .. أعرف بتار وفكره
شيما بتردد وصوت أنخفض حيل : بس أنا .. عرفت أنها مختاره الطلاق حل
متعب : ماهوب بالأول تشوف زوجها .. وتسمعه .. !
شيما هزت كتوفها : هذا المفروض
يهتز جواله فجأه على الطاولة .. ومن شاف الرقم أسحبه بعدم أستيعاب .. نهض من مكانه وكأن حاله أنقلب وبسرعه تحرك حتى يدفع الباب ويطلع بإرتباك .. يفتح الخط ينطق بعدم تصديق
" بو طارق ! "
بو طارق بصوت يملاه التعب : هلا بولدي
متعب وهو يتحرك بخطواته واسعه مبتعد عنها لا تسمع شي : حياك الله عمي .. أخبارك بشرني عن صحتك
بو طارق بالعافيه يتكلم : الحمدالله يابوك .. مالي كم يوم مسوي عمليه
متعب وقف .. نطق بأندفاع : الف الحمدالله ع سلامتك .. ماتشوف شر
بو طارق : الشر مايجيك .. ياولدي أسمعني زين .. أنا أدوّن من الشهر وبنزل للرياض ..
متعب تنفس بأرتياح : جعل عمرك طويل .. والله ياعمي طولت غيبتك والأمور عندي ماهيب طيبه .. ماهيب طيبه وماسكن حتسيك ما أتعرض لأحد ولا أحتسي مع أحد في شين يخص بنات عبدالله إلا ما أعرف أني أقدر أصلحه بنفسي .. حمولي تسبيره ياعمي .. تسبيره
بو طارق بصوت يسكنه الراحه : كفيت ووفيت ياولدي .. كفيت ووفيت يابوك .. أيامن تعد بالأصابع وبجي ..
متعب وهو يبلع ريقه وشي يثقل صدره : أستودعتك الله وأستودعت أمانتك ياعمي
بو طارق : شف يابوك .. أبيك تجمع بنات عبدالله كلهن .. مع أمهن .. ولزوم يحضرون أخوانه وخواته .. وأبوه وأمه ولا تعلم أحدن بأمري .. تجمعهم فاليوم إلي تعرف إني واصلن فيه يمكم .. وبشوف هكا الولد الخبيث إلي أبعدني
متعب بغيض : فيصل .. غدى ياعمي ماعاد أحدن يعرف له درب .. الظاهر قدرة الله سبقت مانت ناوي عليه
بو طارق : بجيب معي شهود ومحامي يفتح الوصيه .. عشان أبري ذمتي كامله وأرمي هالحمول إلي لها سنين أداريها من كل عين ومسمع .. وسبحان الله إلي أرسلك لي وأنا بغيت أشد حزامي بواحدن مايخافه !
متعب هز راسه : بإذن الله كل ما ماتطلبه ملبى
بو طارق : أجل أخليك
متعب بأرتياح غريب : فمان الله
وأغلق الخط .. أبواب من الفرج راحت تنير خط الخوف فيه ... أيام ... أيام بس
والضربه القاضيه تنهال على من سرق فرحة هاليتامى .. سحب نفس عميق لصدره وهو يتراجع بخطواته لها .. يبي يكمّل حديثه الساخط عن تصرفات نوير قبال فكرة دراستها !
.
.
.
يخفق قلبها بقوة وهي تفتح الشباك بغرفة شيما ببطء .. تعانق عيونها السيارات المزدحمه بشكل غريب قبال بيتهم .. شمس العصر تميل للمغيب .. تتعلق عيونها في سيارته الجيب ..
موجود معهم .. تسمع أصوات ترتفع ترحيب .. وضحكات .. فيما داخلها المسافات تنقاس بقدر الجرح والذل إلي لا زالت تحس بمرارته .. خايفه والكل مشغول تحت بتجهيز القهوة والشاهي .. هل بتقدر تتجاوز ماصار .. هو حتى ما أرسل رساله وحده .. مافكر يدق .. يتصل .. يعتذر .. يعاتب .. يبرر ع الأقل .. !
ما حاول رغم أنها تعرف أنها بتصد ولا راح ترد .. بس شي في داخلها مصاب بالحزن من تجاهله .. لو أرسل .. لو أتصل وقال ألو ثم أغلق الخط .. لو .. لو .. بيكون كافي لجزء صغير فيها يكتفي .. أبعدت وهي تغلق الشباك بإحكام .. تطلع من الغرفه . مغلقه الباب وراها ومن طلعت للصاله إلا شيما تمشي بعجله لغرفتها .. لفت بإرتباك من حست فيها .. أشرت بالجوال
شيما : متعب أرسل لي يقول خل نوير تلبس عباتها وتنزل تحت بسرعه
تحركت بخطوات بارده .. بطيئه تجر أنفاسها إلي بدت تختنق .. صوب غرفتها ..
شيما : مره جايين رجال وش كثرهم .. حتى أمي تمنت لو أن متعب تسان معه أحد ثاني
نوير بخيبه : ع أساس أننا متعودين ع العزوة !
شيما بقهر : أففف منتس يانوير ماهوب وقت هالحتسي .. ترا أحتمال بتار قبل الكل يجلس معتس
لفت بقوة وبنظرة ناريه صارخه
" لاااااااااا "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
|