كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســــم الله الرحمن الرحيم
أخباركم ياحلوين .. الله الله على الردود .. وتراي فاقده البعض وأطالعهم بطرف عين بعد وأقولهم .. من طوّل الغيبات جاب الغنايم .. إلي بترجع نبي منها رد طويل مثل رد أموله إلي يشرح الصدر ماشاء الله .. بس من جد فقدت البعض وعاذرتكم المشاغل تسثيره ولا تخلص .. خوذوا راحتكم بس أهم شي لا رجعتوا نبي تعليق تسذا نقول معه .. هل من مزيد ..؟
وطبعا .. المتواصلين معي بالردود ..ولا زالوا وافين .. كلكم .. على راسي يشهد الله إني أحبكم كل وحده بسمها ..
(56)
تضطرب أنفاسه وخطواته جمدت من خوف خفي تسلل له .. لحظات وتتراجع خطواته لورا .. خطوة ورا خطوة لين ما وقف عند باب الشقه .. تنفس بعمق حتى يحرك أيديه بهدوء
" ما أتوقع وقفتس ورا الجدار ناويه فيها بشي ! "
تتعلق عيونه على آخر الممر والصاله بأثاثها الفخم تظهر له .. صمت غريب أحتوى المكان ..
" رحمه "
ولا رد .. حس بالأرتباك يحتويه أكثر .. رفع صوته
" الليله أول ليله بيننا .. مايصير بأي شكل تخربينها تسذا "
تظهر قباله فجأه .. لابسه بجامه عاديه واسعه على جسدها .. أكمامها تغطي كفوف أيديها فيما أطراف البجامه من تحت تلامس الأرضيه .. شعرها القصير وغرتها إلي تغطي عيونها لا زالت هي .. هي .. مافي أي شي يدل على أنها تجهزت تكون عروس .. لا مكياج .. لا ذهب .. لا زينه تتألق فيها !
تمسك بين أيديها شال طويل يتحرك ببطء من حركات أصابعها وهي تجره لفوق وتحت ..
أتسعت عيونه بقوة .. آخر ماتوقعه يشوفها بهالمنظر .. تتمايل متكتفه بكل برود .. تنطق بنبره أستهزاء
" أول ليله .. ! "
ظل بصدمه واقف بجمود قبالها ..كان الوحيد ببشته .. بكشخته .. وسامته .. الطرف الوحيد إلي متهيأ لهالليله إلي جمعتهم على طاولة الصدف في لقاء كانت بدايته مأساويه بشكل كبير .. لقى نفسه يهز راسه ببطء وعيونه المصدومه تتعلق بتفاصيلها .. حركت يدها بوجهه ..
" لا تتوقع تعيش معي زوج لي .. أو ترتبط فيني تحت أي علاقه بتظل غريب غريب سرقت مني أغلى ما أملك "
حرك بادي يده بأنفعال
" ماذبحت أهلتس أنا .. ماذبحتهم ولا علي الغلط .. أصلا ما أدري من قالتس أن ذاك الحادث إلي صار لكم أنا المخطي فيه .. إذا أنا المخطي تهقين بيخلوني والأمر بيكون بهالسهوله "
صرخت بقوة فجأه
" إلا أنت إلي ذبحتهم كلهم .. أنت .. أنت "
أنفجر فيها وهو يحرك يده بحده .. وملامحه ثارت قهر
" لا تحمليني ذنب أهلتس .. وهذا أمر الله .. أمر الله سبحانه وتعالى أختارتس أنتي لحكمة مثل ما أختارني أنا أعيش بدون أمي وأبوي .. "
رفع أصبعه مهددها
" شوفي .. أكرهيني مثل ماتبين .. أحقدي علي .. لكن لا تحاولين تتهميني بموت أهلتس وأنا لحالي من عاش هالحادث كله .. شفتتس مرميه .. شفت أخوتس .. حاولت أنقذ أهلتس لكن ماقدرت "
تراجع لورا بقوة من جت له بكل قوتها .. تمسكه بوحشيه مع ثوبه .. تهزه وهي تصرخ فيه
" كذاب .. الله ياخذك .. الله ينتقم منك ياحيوان .. إن شاء الله تموت .. تموت محترق .. تموت مثل ماماتوا أهلي .. أنت كذاب كذاب .. أصلا وش تبي فيني يوم جيت تبي تتزوجني .. وش تبي .. ماتقول لي .. وششش تبييي .. أنا مجنونه .. مجنونه "
يرص ظهره على الباب وبشته أرتمى على الأرض .. تصرخ فيه بقوة حتى حس بأذانيه تصم من هالصراخ إلي هزه .. وهالدعاوي إلي أقشعر لها جسمه .. حط أيديه بقوة على كفوف أيديها وبكل قوته لفها حتى تستقر أيديه حول كتوفها بكل قوة يقدر عليها .. قامت تتحرك تحاول تتحرر من مسكته وهي تصرخ
" فكني ياكلب .. ياقذر .. يا مريض .. فكني والله بتموت .. بتموت .. بتموت "
وبسرعه رفعها وهو يرص على أسنانه بقوة .. أرتفعت رجولها عن مستوى الأرض وبمحاولات بائسه قامت تميل براسها تبي تعض يده لكن ماقدرت توصل لها .. يتحرك ويتمايل من مقاومتها له ..
بادي : ألفاظ وسخه ولسان طويل ما أبي .. تفهمين !
رحمه بحقد أسود : حيوااااااان .. وحقير .. وكلب ..
بادي صرخ بقوة : سدي فمتس عن هالألفاظ
رحمه وهي تتلفت ورجولها بقوة تحركهم : نزلني ياحيوان .. نزلني وفكني
بادي بغضب وهي غصب عنه خلته يفقد أعصابه وتحمله : إن أستمريتي تسمعيني هالكلام والله ما أفكتس ولا تقعدين بالغصب عندي تسذا ماسكتتس .. ( صرخ ) تفهمين
رحمه بقرف : تخسي وتخسي وتخسي بعد .. فكني بس .. شفت رجولي أدوسك فيها
بادي بصوت جاف .. ثاير : مره بموت ومره بتذبحيني ومره يارب أحترق وذا الحين بتدوسيني برجولتس .. وش تركتي أشوف
رحمه صرخت بكل قوتها وهي ترفس رجولها بالهوا لعل وعسى يفكها : ففففككككككككني .. فكني أشوف .. فكني .. أكرهك أنا .. أكرهك .. فكني ياكلب .. فكني ياحقير ..
عقد حواجبه بقوة وملامحه غرقت بالغضب وهي ماهي راضيه تتوقف عن هالألفاظ .. وبسرعه تحرك لأقرب جدار حتى يرص جسدها عليه .. سحب يده من تأكد أن ماعاد لها
من خلاص وبسرعه حط كفه على شعرها من ورا .. رص راسها على الجدار يلصق بجسمه على جسمه مقيدها .. صرخ
" بتسكتين ....؟ "
رحمه بألم وهي تتنفس بصعوبه وتعب من حركاتها المتسارعه : فكني
بادي من تكلمت رص راسها على الجدار أكثر وهو يزيد بصراخه : بتسكتين أو لا ؟
رحمه فجأه وبلا مقدمات أنهارت تبكي .. تنطق بقرف وكره : فكني ياحقير
بادي ولا همه أنهيارها : ألفاظ وصخه وقلة أدب ما أبي .. أنا زوجك ذا الحين واليوم هي ليلتنا أنا وأنتي .. رضيتي ولاّ مارضيتي .. من ذا الحين والله ياكل مره أسمعتتس فيها تتلفظين علي وبكلام وصخ وفيه قلة أدب بعاقبتس .. مسأله أنا غريب وماراح أرتبط فيتس بعلاقه ومدري وش .. أنسيه من مختس .. حتسيي بتسمعينه .. ماسمعتيه توقعي مني إلي مايعجبتس .. فهمتي ..؟
يتلوّن ووجها باللون الأحمر وهي تحاول تبعد راسها عن قبضة يده .. تحاول الخلاص منه لكن ماتقدر ..
بادي مال براسه لها عشان تطالعه زين : فهمتي ...؟
رحمه وشفاتها تهتز من أنفاسها الحاره : ...................
بادي بتأكيد ونبره رجوليه آمره : فهمتي أو لا ..؟
رحمه أنجبرت تنطق وهي تتوقف عن المقاومه بأستسلام : ططط.. يب
بادي بقهر : وبعدين تسان تبين تترملين وأنتي بهالعمر .. أذبحيني .. قبل لا تفكرين بشر تراتس مانتيب ضارتني .. أنا بروح لربي حافظ كتابه ومانيب خايف من الموت نفستس .. أعرف مانيب ناقص عمر لكن وش بيصير فيتس لا فارقت هالحياه .. سجون وخاتمه سودا!
حركت كتوفها بقوة .. تضرب رجلها بالأرض وشعرها يتحرك يمين ويسار من حركتها .. تصرخ فيه بحرقه وهي تبكي
" فكني .. فكني .. فكككككككككككني "
صارت ترددها بشكل هستيري .. ضغط بادي على راسها وهو يثبت جسمه ع الجدار
" هشششششششش .. أهدي .. أهدي "
تنفجر الشهقات من شفاتها بحرقه .. يشوف الدموع تنسكب على خدها الناعم من تحت خصلات شعرها إلي تغطي عيونها الباكيه.. ينطق بصوت منخفض وشفاته تقترب من أذنها
" متى ماسمعتي الحتسي إلي أقوله تأكدي إني مانيب ضاغط عليتس بشي .. لكن عاندي .. أعاند .. ألفاظ وقلة أدب .. فيه عقاب .. تحدي .. بتحدى .. سلمت منتس ومن ألفاظتس ..
فأنتي سالمه مكرمه .. معززه عندي "
يبعد يدها عن راسها ويسحبها له بقوة من جديد .. متراجع لورا بخطوات .. محتوي جسدها بالغصب والإجبار بين أيديه .. تتفس بصوت مسموع .. متسارع .. حس فيها تهدا أو كأنها أنصاعت لكلامه وقاعده تنفذ مايقوله .. خوف منه أو تبي الخلاص .. مايدري ولا يهمه .. ولا ينكر أنها بهاللحظة وهي بين أيديه مندهش إنها بهالسكون وهالصمت .. فاجأته وهو الخايف منها ومن تهديدها .. كأن هالجدران الصامته .. والخلوه فيها .. كشف لها كم تتظاهر في القوة .. وفي الحقيقه .. هي غصن مكسور .. مكسور من جذع يلفظ أنفاسه الأخيره جفاف وعطش .. يرفع يده لين ترجع تنحط على راسها من جديد .. ينطق بصوت تسمعه .. وهو يشد بيده الثانيه على كتوفها ..
" اللهم إني أسألك خيرها وخير ماجبلت عليه .. وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلت عليه "
وبثواني يميل بشفاته لين عانقت خدها المتبلل بالدموع بكل بنعومه يطبّع قبلته الأولى لها .. مكتفي فيها عن كل ماكان المفروض يكون بينهم .. يفك أيديه حتى تطيح بالأرض وهي تحط كف يدها المغطاه بالبجامه على مكان ما لامست شفاته خدها بصدمه .. ترفع راسها له وبسرعه تزحف .. تحاول تقوم .. تزحف أكثر بعجله مبتعده عنه .. تنهض وتروح تركض فالممر .. مختفيه من قباله .. ظل واقف يتأمل آخر الممر إلي أعلن هروبها منه .. يخالط أنفاسه شعور الدهشه ..
وخيوط الخوف إلي كانت تقيده تلاشت وماكانت إلا بيوت عنكبوت !
الخوف إلي قيده من التفكير الصحيح .. بنى فيه الرعب .. والهلع .. ونبضات تتسارع في كل لحظة فكّر فيها بهيأة حياته القادمه مع أنسانه نفسها .. ما ترددت لحظة تهدده .. وتتوعد فيه .. تلاشت .. تلاشت وهو يكشف عن ضعفها هالحين .. هشه .. تحاول تلتحف القوة لكن
ماقدرت ولا راح تقدر والمسافات البعيده أصبحت هالحين .. مسافة أنفاس وبس
.
.
.
تعلق في وجهه ملامح النوم وهو واقف بالمطبخ قبال الطاولة .. يصب بوسط الكوب مويه حاره .. نسمات الفجر تهب مندفعه من باب المطبخ الزجاجي المفتوح باتساع على الحديقه ..
وصوت العصافير يتردد على مسامعه بقوة .. ينزّل الأبريق بهدوء حتى يسحب الكوب .. يقربه من شفاته ببطء يتذوّقه لحظات وينزله من جديد على الطاولة .. يلبس ثوب أبيض مخصّر على جسمه .. تبرز عضلات أيديه بشكل ملفت .. يرفع أيديه يفرك وجهه مع عوارضه إلي لا زالت رطوبة المويه تعانق أطرافها .. لحظات ويمسح على شعره الكثيف مرجعه لورا أكثر .. رغم التعب بس كان عليه يصحى من الفجر .. يطالع الساعه الفخمه إلي تتألق على معصمه .. 4:30 .. وهذا هو قبل يروح للزواج مأكد عليها تجهز أغراضها ماهو فاضي
يصحي حضرتها .. !
وبكل ملل يحرك يده يسحب مفاتيحه مع البوك يدفنهم بجيبه .. تلتقط أصابعه الكوب ويتحرك بخطوات بطيئه .. رشيقه صوب باب المطبخ طالع للصاله .. يشرب من النسكافيه وعيونه تتعلق لفوق .. صوب باب غرفتها إلي لا زال مقفّل .. تتسع خطواته صوب الدرج .. يصعده بقهر .. متوجه للباب .. يفتحه دافعه بكل قوته .. حتى يطالع السرير بكل جمود فاضي .. تنعقد حواجبه بأستغراب حتى يدخل أكثر .. والغرفه شبه ضيقه ..يتقدم أكثر وأكثر وعيونه تدور في تفاصيل الغرفه .. ومن لف لورا صوب المساحة الإضافيه المخصصه لدولاب الملابس حتى يشوفها غارقه بالنوم متمدده على سجاده الصلاة .. قبالها القران ومسباح صغير .. يغطي جسدها جلال الصلاه بالكامل .. وإناره خفيفه تضئ المكان إلي تنام فيه .. يتقدم لها منحني .. يمد يده ورغبة ملامستها بهالشكل الملائكي جامحه .. لكن يسحب يده ويفز واقف .. أنتهى زمان ضعفه وحبه مع وحده نية الصد والبعد فيها مالها حدود .. على رغم كل ماسواه لها ..
كل شي قدرت تتنساه وتقفي بدروب الرحيل .. لولا أنه قدر يمنعها .. يحرك رجله حتى يلامس بجزمته ركبتها وبقوة يدفعها .. ينطق بحده
" قومي أنتي .. قومي ! "
تنعقد حواجبها بضيق من تحرك جسدها بقوة .. تفتح عيونها بصعوبه حتى تنطق
" بنام شوي "
عواد سحب رجله وبدون نفس : ورانا سفر قومي ..
ناديه بصوت التعب وهي تتحرك ببطء : والله تعبانه .. شوي بس بنام
عواد بعصبيه وشي غريب يعصر قلبه من شكلها لكن يتجاهله : معلمتس قبل أمشي أمس تتجهزين لني بمشي بدري .. قومي أخلصي علي .. قومي يلااااااااااا
ناديه بصوتها الناعم : زين
تفتح عيونها بصعوبه .. وهو يبعد عنها وحواجبه بغضب تقترب من بعض .. يرفع صوته
" أبنتظر تحت ووالله خمس دقايق إن مانزلتي مشيت وعاد دبري عمرتس .. يا تنطقين هنيا لحالتس أو يشوف لتس دبره أخوتس "
ويطلع بخطوات متسعه نازل من الدرج .. يدفع خطواته صوب باب المدخل حتى يطلع للحديقه .. ينزل من الدرج متوجه لمواقف السيارات المخصص بفلته .. يدفن يده في جيبه حتى يسحب مفتاح سيارته .. يضغط على زر حتى تصدر سيارته صوت من بعيد معلنه عن أنفتاح أبوابها .. يعبر الشجر والورد إلي تفوح ريحته في كل مكان .. وصوت النافوره من بعيد يوصل لمسامعه .. يقترب من سيارته .. ينحني فاتح الباب حتى ينزل الكوب في المكان المخصص له .. ينحني جالس على سيارته بخفه .. دقيقتين حتى يشوفها تركض له وهي تتمايل من ثقل شنطتها .. جايه له وكأنها تبي تكلمه وبسرعه أنحنى مسكّر باب سيارته .. وقفت بصدمه تطالعه .. وجسدها يغطيه عباية الكتف الواسعه وإلي تستر تفاصيلها كامله فيما النقاب يغطي ملامح وجها .. حتى مافتح الشباك ع الأقل يسألها إذا تبي مساعده أو ياخذ الشنطه الثقيله عنها .. تداركت صدمتها حتى تلف حول السياره بصعوبه .. تفتح الباب إلي بجنب السايق .. تنطق بصوت يثقله النوم ..
" شنطتي "
نطق وهو يثبت نظارته الشمسيه في الجيب الصغير إلي على صدره ..
" حطيها ورا الله لا يهينتس ! "
وبصمت تحركت لورا تفتح الباب .. تجمع قوتها كلها وترمي الشنطه على السيت مسكره الباب .. لحظات وتصعد بصمتها راكبه .. تسكر الباب .. يفتح هو بابه من جديد بكل برود .. تلف براسها تطالعه يمشي صوب الفله لين أختفى .. تتسع عيونها بقوة وهو ماله ثواني يهددها
بخمس دقايق ويمشي .. حست بالقهر يكويها وبسرعه صدت للجهه الثانيه تطالع الشجر ..
تكتفت .. تمر الدقايق .. تجتمع توصل لنص ساعه أنتظار .. تهز رجلها بقوة وشي لا زال ينتفخ بصدرها من حركته .. تسمع صوت خطواته يركب وكل ما كان متغيّر فيه هو أنه قرر
يلبس غترته بنص ساعه .. نص ساعه .. !
يسكّر الباب حتى تتحرك السياره و بكل برود وعدم مبالاه يسحب كوبه يشرب منه .. تتراجع السياره لورا .. تقترب من البوابه .. فكره الكلام والصراخ وإظهار كمية القهر مع أنسان نفسه كل مايسويه من حركات وتصرفات ماهي إلا ردات فعل مبالغ فيها .. مبالغ فيها لدرجه تهيأ لها أنها ممكن .. ممكن مسويه شي أكبر من التفكير بالسفر .. حتى يتهمها بتعاونها مع ممدوح وقصص ينسجه خياله الغبي ..سحبت الكرسي لورا حتى تتمدد بهدوء وتغمض عيونها أفضل لها تنام وتبلع كل الكلام إلي تبي تقوله لأنه مع أنسان نفسه .. عمر الكلام ماراح يجيب نتيجه !
تتكتف وهو لف براسه للشباك إلي نزل .. مرجع الكوب لمكانه ..
" أنتبه ياسيد للمكان .. الأستراحه بيجي جلوي ياخذك لها باتسر .. أهم شي نظفها كويس "
" أوووكي .. كم يوم سفر "
" من شهر يمكن لثلاث أسابيع أقل شي "
أنقبض قلبها بقوة وحواجبها أنعقدت بشكل واضح .. ثلاث أسابيع ... معقوله مخطط يتركها بالشرقيه لثلاث أسابيع مستحيل .. أو هو بيقعد لثلاث أسابيع .. لا بعد هذي مستحيله .. طيب يوم أنه مخطط لسفر شهر أو ثلاث أسابيع ليش أمس ماقال لها ع الأقل ترتب أمورها على غياب شهر عن البيت .. وهو كل ماقاله تجهّز نفسها حتى تحضر أجتماع أهلها .. تتحرك السياره فجأه بسرعه لورا وصوت الكفارات وهي ترتطم بالشارع يتردد على مسامعها مع وداع عامله بصوت مرتفع وهو للحظة الأخيره يوصيه ينتبه على صحته.. تاخذ نفس وكما العاده ريحة عطره القويه تحس أن كل شي تشبّع فيها من قوتها .. تظل مغمضه عيونها .. مستلمه للنوم وهي نامت لوقت متأخر مجافيها النوم تفكير في الحال إلي أنقلبت فيها حياته وجلوسها مقابله جوال .. تلفزيون .. وليتها تطبخ .. كله معتمد على سيد بغداه وعشاه !
يعني زوجة تحت وقف التنفيذ .. فجأه تفتح عيونها .. تطالع سقف السياره .. وخمول يمتلك جسمها بشكل غير طبيعي .. وظهرها يتصلب بألم تحس فيه بآخره .. السياره طافيه والشمس ترتمي بشعاعها حوالي هالسياره إلي توقف تحت مظلة صغيره في شارع مزدحم بالسيارات بشكل كبير .. تنهض بخوف .. تبحث عنه وهي تتلفت بذعر .. وين تركها .. رعشات تحتوي مفاصلها وقلبها ينبض بقوة .. ثواني وتشوفه على يسارها يكلم بالجوال .. يحرك يده وكأنه منفعل .. ترفع يدها إلي ترجف .. تلامس فيه رقبتها وهي تحاول تبلع ريقها .. شلون نامت هالنومه العميقه .. كم الساعه ..؟
تنحني تفتش عن شنطتها .. مالقتها .. تلف لورا حتى تشوف شنطة السفر متمايله .. تضرب راسها بقوة .. نست شنطتها وهي حاطه فيها كل شي من مكياج وعطور وجوالها .. تعتدل بكرسيها والعبره تخنق شعورها .. كيف نستها .. كيف .. تحرك عيونها صوبه وهي تطالعه بحقد أسود .. تشوفه يرفع راسها يضحك .. يضحك بقوة .. لا زال يحرك يده .. والسيارات
تمر عابره من قباله .. يهز راسه وهو يفرك شاربه الكثيف .. يبعد الجوال عن أذنه .. دافع خطواته لورا بخفه .. مستدير صوب محل الكوفي بواجهته الكبيره .. يدخله .. شي بصدرها ينتفخ .. كيف تنسى شنطتها .. كيف !
وش بتسوي هالحين .. كيف بتتواصل مع خواتها وفارس .. أكيد ماراح تطلب منه يعطيها جواله عشان تسمع سمفونية الشتم ورمي الكلام مرتاح بهالفرصه .. تمر الدقايق حتى يفتح الباب .. يركب ببطء وهو ينزل كوب القهوة الإيطاليه مع كيس ورق بلونه الأبيض .. يسنده على طرف بجنب كوبه .. مليان دونات .. يشتد إحساس الجوع من شمت الريحه ... وبطنها تحسه أعتصر ألم .. وبسرعه حركت راسها له ..
" ماتعرف قبل ماتنزل تعطيني خبر "
يسكر الباب وببرود
" وش دخلني فيتس نمتي ولاّ قمتي "
ناديه بقهر : لا والله
عواد وهو يرتاح بالسيت وبدون حتى مايطالعها : ماظنتي متوقعه بصحيتس
ناديه والجوع يعصر بطنها : طيب ع الأقل يعني جبت لي شي معك .. حسبت حسابي
تميل شفاته بحركة أستهزاء .. وبهدوء يرفع يده يسحب من جيبه بطاقة البنك حتى يرميها بوجها ..أنتفضت متراجعه لورا من حركته .. نطق
" روحي جيبي لتس "
أتسعت عيونها بقوة وبكل صدمة ظلت تطالعه وهو تساند بيده على طرف باب السياره .. صاد عنها .. وش قاعد يسوي ..؟ أي مرحله من التجريح يبحث عنها بهالشكل البشع إلي يهدر دم
كل ماكان بينهم .. يحاول بعبث ينبت في ملامح الفراق سيرتهم الذاتيه .. ملامحهم .. أشيائهم .. حركت يدها بلا شعور وتفكير فاتحه الباب .. تنزل وهي تحس أنها ما أستوعبت ما سواه .. تسكر الباب بهدوء .. تتحرك بعبث واقفه قبال الكوفي .. تطالعه بصمت .. ماتدري ليش نزلت .. ليش واقفه وهي ريال ما معها .. تاخذ نفس وشي غريب يجثم على صدرها .. تتراجع بخطواتها لسيارته .. توقف وهي تلمح بطاقة البنك مرميه على الشارع ..
تنحني بخفه ماخذتها .. تفتح الباب وتركب بصمت غريب ..
" هونتي ..؟ "
" توكّل على الله "
قالتها بصوت مميت متكتفه .. يحرك سيارته بدون أدنى تردد .. تشد على البطاقه بقوة بين أصابعها .. ليش ماسكتها .. ليش ماترميها بوجهه .. تقوله مالك فضل بفلوسك علي .. تدفع البطاقة مخبيتها في كم البجامه بالغصب وبهدوء بدون ماتوضّح له إنها مشغوله بشي .. يحتويهم صمت كريه .. ياكل بجنبها بكل هدوء وعيونه تعلق على الشارع .. ما كان له يدرك إن أي علاقه .. مجرد ماينطفي فيها مبدأ الأحترام والرغبه والتقدير .. تنتهي بكل بساطه .. تنتهي .. !
تتنفس بعمق وهي تزفر الهوا بحرقه .. تحاول تبحث عن قوة وصوت الكيس بجنبها يتردد وهو يسحب قطعة دونات وحده ورا الثانيه .. يقطعون المسافات الطويله ولا تدري وين هم ..
.. تدفع ظهرها على السيت وهي تسحبه لورا حتى يرتاح ظهرها عليه ..
" هاتي البطاقه "
يقولها وسيارته تتباطئ بالسرعه .. داخلين محطه جانبيه .. توقف السياره ..وبعدم مبالاه .. بصوت جاف أرتفع من شفاتها ..
" أي بطاقه ..؟ "
قالتها وهي متكتفه .. تصد عنه للشباك .. نطق بتوتر
" تسيف أي بطاقه .. بطاقة البنك يابنت الحلال وين هي "
حركت كتوفها كما برود الثلج
" مدري .."
نفض يده بقوة بأتجاها حتى ينطق بأنفعال ثار فيه
" ناديه .. وين بطاقتي "
بذات البرود
" مدري "
ضرب يده بقوة على البوكس حتى يصد عنها .. ينطق بصوت أقرب للهمس
" لااااااااااااااا إله إلااااااااااااا الله .. "
حرك راسه بحده وملامحه تغرق بالغضب .. رفع يده لفوق
" وين بطاقتي يابنت الناس"
بتأكيد وبدون ماتطالعه
" أقولك مدري "
صرخ
" ناديه !! "
تجمع أصابعها بقوة والبطاقه تنزلق من تحت كم البجامه .. تحسها توصل لنص ذراعها .. يشتعل بداخلها القهر وفكره رد الأعتبار للحركة الوقحه إلي قدر فيها يقلل من قدرها تزداد
في عقلها .. تتحرك بدون أهتمام .. معتدله بجلستها .. حرك يده بأتجاها وملامحه الرجوليه
تنكمش بشكل مرعب فيما حواجبه تتقوس بحده
" ردي علي بطاقة البنك وين هي .. وين هي لو ضاعت هذي الكارثه صدز ! "
تحرك راسها له .. وبنظره ثلجيه وصوت تغلفه بالهدوء
" قلت لك مدري " رفعت يدها " أو تدري دقيقه "
فتحت الباب وهو بأنفاسه الحاره وعيونه إلي أتسعت ذهول تتعلق فيها .. تأشر على مكانها
" يلا دوّر عنها "
حرك يده بأستفهام وهو يصرخ
" مجنونه أنتي .. مجنونه .. تشيلين عقلتس بيدتس معطيتس البطاقه ونازله ثم رجعتي قاعده وشلون تقولين ماتدرين وين هي ..؟ "
وقفت معتدله تطالع حواليها ورغم أن المكان فاضي لكن هل كان بيقدر يمسك نفسه لو كان مزدحم .. والباب مفتوح .. وصراخه يرتفع على كل شي .. تبتعد عن الباب حتى تسكره بأقوى ماعندها وملامحها الجامده بحده تضيق .. لكل شي طاقه وحدود .. تفتح الباب الخلفي ..تدفع الشنطه بأيديها الثنتين بقوة .. حتى تركب وهو لف براسه لورا يطالعها .. تسكر الباب
" ماتردين علي ذا الحين "
تنط لورا .. بأنفاس متسارعه تجلس على آخر كرسي .. ترفع أيديها منزله نقابها وقلبها يندفع بالنبض بكل جنون .. تكتم كل ما بصدرها من كلام .. تتمدد منسدحه وهي تعطي الجهه إلي يجلس فيها ظهرها .. تغمض عيونه وعبره تتضخم بحنجرتها ..
" إنسدحي .. هذا إلي فالحه فيه ! "
صارت تهز رجلها بقوة وهي تطالع لقدام .. تغرق عيونها بالدموع وليتها تنام وترتاح من القهر والكره والمشاعر إلي تحتويها منه .. تبي تصرخ فيه .. إيه مجنونه .. وفاسده ..
وتربيتي بالأرض .. ومتعاونه مع ممدوح نخطط عليه .. وعلى أمه وعلى أبراهيم .. وعلى أهله كلهم لو يبي .. بس يفكها .. ماتدري وش قاعد يسوي .. ولأي درجه من الحقاره يعاملها
فيه .. إي حقير .. يوم يبي يهينها ويذلها وينتقم لحقه .. إن كان يشوف نفسه المضحي .. إلي مايستاهل ماكانت ناويه عليه .. فهي بالمقابل وش تحملت .. أو نسى مخططات أمه وأخته ..
نسى من راح يطق باب خالتها أم بتار .. من السبب في إنها تجيه ذيك الليله .. من إلي ترك خالها جاسر يجي لهم بالخرج .. النار عمرها ماكانت تشتعل من عبث .. تناسى كل هذا وعاش دور المضحي .. المسكين .. إلي متحمل كل شي على كتوفه .. تسمعه يفتش قدام .. يبحث
عن بطاقته إلي بالأصل معها تخبيها في كم بيجامتها .. تتحرك السياره فجأه بمسافه حتى توقف .. ينزل حتى يفتح الباب إلي بالجهه الثانيه
" تعرفين وش أنا معطيتس .. بطاقتي الخاصه أكيد يوم نزلتي طاحت .. حتى مسؤوليه مافيه .. يعني من عقلتس تنزلين بدونها وترجعين جالسه وأمشي وساكته .. "
نطق بحرقه
" مالقيتها طايحه .. طايحه بسببتس .. زين إني ماخذ بوكي إلي فيه بطاقاتي ولا تسان أبتلشنا صدز وأنا ماصرفت إلا مية ريال .. "
ضحكت بأستهزاء والدموع تنزل من عيونها فعلا ذا الأنسان عايش الدور .. بدال مايعترف أنه رماها يقول " معطيتس " .. حسافه عليه ترد بعد .. أفضل لها تسكت لأن ماعاد له فايده ردات الفعل .. حركت أيديها وهي تدفع أصابعها تحت كم اليد الثانيه بقرف .. تسحب البطاقه وترميها .. تحس أنها ودها لو تقدر تستفرغ كل مشاعرها تجاه هالأنسان
ياليت تقدر .. ياليت !
.
.
.
يوقف بعيون مبلله بالدمع إلي نزل كاسر رجولته متصلبه قسوة قبال قبر خويه .. يتلوّن لونها بالأحمر.. منهاره تحت وطأة هالحزن إلي يجثم على صدره .. متكتف بشده لين أبرزت عضلات أيديه .. تلتف أطراف شماغه حول رقبته بفوضويه .. يتأمل هالقبر إلي يعيش تحته روح فارقت هالحياه من زمن ويحتاجها .. المقابر تحاوطه من أربع جهات .. صامت من كل كلام بعد ماسلّم عليه ودعا له بالمغفره والرحمه .. ياخويي والحياه من بعدك حزن كبير وأوجاع .. كم تمنّى لو أنك تقدر توقف بهيئتك السابقه .. تشوف مقدار هالحمول إلي فاضت من قلبه .. والحروب إلي عاشت حتى بضلوعه .. تتفاجأ كثره كيف لا زال قوي .. جامد .. مستقيم .. تسكنه ندبة حزن شفتها من زمان ولا زالت هي هي .. تتسلل من صدره لمفاصله .. ترهقه كثر ماعاشت شاهده على قنوطه في غيابها .. وضعفه في حضورها .. يرص على أسنانه بقوة وهو يبتلع مراره الكلام إلي رفض مصير البوح في حقه .. كان أصعب مامر فيه هو الأيام إلي عقبت فقدك يانادر .. والمكان الخالي إلي ماعاد تمليه بحضورك .. أبتسامتك .. رسايلك المازحه إلي تذكره إنه مرتبط
فيك .. نسيب وأخ .. فقيد يانادر بكل شي .. أوقات العصر عاش فيه غير ثابت .. أحيان يتقاوى ع الفقد والشوق لك .. وأحيان يطيح من الحزن عليك .. وأحيان ثانيه يعتزل هالحياه .. رقمك لا زال يحتفظ فيه مامسحه رغم أنه يعرف ماعاد له من وجود .. ينحني .. تحمل خطواته ثقل رجوله .. يمد يده يمسح على قبره .. منهار يبكي .. سألك للمره الألف كيف بيظهر الأمر .. قلت له لا تخاف بسندك يالخوي .. هذي هي الحمول ترتمي على كتوفه .. وأختك يانادر تحسب أنك بعتها بعد ما كسرها دون قصده .. وأنت أخترت الرحيل حل للتفاصيل الغريبه والأقدار إلي ماقدر يقولها .. كنت السند وأول خطوات هالحب إلي مشى فيها صوب نوير .. رحلت ولا بقى له من بعدك إلا الأوجاع والحمول .. قله شلون بيتصرف .. وش بيسوي عشان يسترد نوير من جديد .. قلت له ثلاث أشياء يعرف فيها النوري .. جاوبت وكأنك كنت عارف أن وجودك معدود في هالحياه .. ليش ماقلت له كيف يراضيها لا زعلت .. كيف يراضي هالصغيّره .. كيف ..؟ رحت يانادر والكل محتاجك .. أولهم
هو ... تنسكب دموعه الحاره على خده .. تختفي بين شعر عوارضه .. هرب من كل شي صوب الأبل .. ولا تجهل مقدار عشقه للبل وحياة البر .. شي ما يخنقه .. يمزقه ..
آسف لأنه ما قدر ينفذ وصاتك على أكمل وجه ..
آسف لأنه ما حفظ أختك من الألم
آسف يانادر .. آسف ..
وأبعد من مسافات الألم .. مسافاتها هي .. توقف بصمت قبال الفرن .. تحرك بالملعقه الرز الأبيض إلي مسويته في قدر صغير يادوب يكفيها .. رغم وجود قدور الغدا والمرقه واللحم على الفرن .. تطفي النار بهدوء .. رافعه شعرها كله لفوق يتمايل بطوله على ظهرها .. تلبس قميص سماوي بعد ماجاب متعب أغراض لبسها .. رافضه ياخذ أي شي من البيت .. تمسك يد القدر البلاستيك حتى تلف تمشي للطاولة .. تحط الرز كله بصحن .. تدخل هيا واقفه بصمت تطالعها وهي من جت ولا كأنهم موجودين .. في أي مكان تلقاهم جالسين فيه .. تتجاهل تمره .. ورغم أن أمهم نبهت مايعترضونها بشي إلا أنها رفضت ما تتحمد لأختها بالسلامه .. راحت لها أول ماوصلت للبيت .. أستقبلتها .. وبكل قوة مدت نوير يدها صوب كتف هيا .. دافعتها عن طريقها .. !
تترك نوير القدر حتى تسحب اللبن وتصب منه على الرز .. تحط الملعقه وملامحها القاسيه الجافه ترتكز على الصحن .. لحظات وتسحبه ... تلف متحركه فيما هيا ظلت واقفه مثبته خطواتها بالإجبار قبالها .. حتى الأكل ماعاد تاكل أي شي يسوونه في يومهم ماعدى يوم شيما إلي تسولف معها ..
" نوير والله آسفه .. ماكنت أقصد كل شي قلته .. والله "
ولا حتى طالعتها .. أكتفت تمشي بالمكان الضيق إلي كانت مبعده عنه ..
تلف لها هيا بصوت أختنق
" تهقين تسذا راضين .. راضين والله موب راضين ولا مرتاحين .. فكرتي بمي وهي تشوف بناتها تسذا "
ولا أهتمت ولا كأن أحد يتكلم لها .. تصعد الدرج بكل هدوء .. توقف رافعه عيونها من شافت شيما تنزل يعلق بنظرتها الخوف .. تطالعها وهي تميل براسها لورا تطالع هيا إلي صوتها أرتفع شوي
" وش فيه ؟ "
نوير أبتسمت وهي تهز كتوفها : مدري ..
شيما بضيق تحرك عيونها لهيا .. ترجع تطالع نوير : أخذتي علاجاتتس .. ترا باتسر موعدتس
نوير وهي تسحب الملعقه وتاكل من الرز : وأنتي مصدقه إني بروح .. مافيني إلا العافيه ..
شيما تحضن خد أختها : بس متعب ملزم تروحين للموعد ..
نوير ترجع الملعقه وبملل تبعد يد شيما عنها : يابنتي مانيب بزر أنا ..
تقولها وهي تكمّل مشي عابره شيما إلي من أستدارت نوير قامت تأشر لهيا تروح بربكه .. تمشي وراها .. بهدوء
شيما بصوت أنخفض وهي تنزل يدها لتحت : طيب .. متعب يبي يكلمتس يعني بخصوص ..
تعرفين
أخذت نفس وقلبها يدق بقوة .. يوصلون للطابق الثاني .. تدخل من الباب وهي تتبعها .. لحظات وتفتح عهد باب الغرفه وملامح وجها يسكنها الضيق ..
نوير متوجه لغرفتها : كملي
توقف عهد تطالعهم .. تدخل نوير الغرفه .. تتقدم للسرير حتى تنحني تجلس وهي تطالع أختها
نوير وهي براسها تأشر للباب : سكريه الله يعافيتس !
وبسرعه شيما تلف للباب .. تنحني مسكرته .. تنطق
" هو اليوم الفجر لأنه يصحى من بدري وتخبرين .. أسوي فطوره وقهوته .."
نوير بطفش وهي ترفع عيونها للسقف : يارب رحمتك .. شيما تكفيييييين أدخلي بالسالفه بسرعه بلا لف ولا دوران
شيما تلف لها وبتوتر أحتوى صوتها : سألني عنتس .. وقال لازم يجلس معتس وتقولين له إلي صار معتس كله وبعدين ..
حركت يدها للمكيف ..
" تضايق لأنتس رفضتي تبدلين مكيفتس وأثاث غرفتتس .. خواتي كلهم راحوا وشروا لهم ماشاء الله أثاث لغرفهم جديده والمكيفات أتبدلت .. حتى فرشة الصاله شالها .. "
نوير تسحب رجولها متربعه على السرير : تعرفين إني مانيب من النوع إلي أستغنى عن أغراضي القديمه بسهوله .. وبعدين ليش يتضايق ماهوب شي إجباري .. مكيفي أحبه بشكله القديم .. وسريري بعد ..
دق جوالها حتى تنحني براسها ومن شافت الرقم أنتفضت بسرعه منزله رجولها مبعده الصحن عنها .. تنحت شيما فيها ولا تدري وش فيها .. أخذت الجوال بإبتسامه دافيه غريبه أرتسمت على شفاتها .. تفتح الخط والجوال يستقر عند أذنها ..
نوير بصوت دافي : هلا
منصور : هلا والله ببنيتي .. أخبارتس يبه
نوير وهي تسحب هوا لصدرها بقوة : بخير عمي .. أنت أخبارك ..؟
منصور بحنان ودفا أمتلك صوته : أبشرتس بخير .. أنتي بشريني عنتس وعن زوجتس
رفعت شيما حواجبها .. " عمي " !
تتحرك بأستغراب صوب الكرسي جالسه عليه وهي تشوف الأبتسامه تتلاشى وكأن ملامحها فجأه بردت ..
نوير : الحمدالله .. دقيت عليك أمس أبيك بموضوع
منصور : جوالي وأنا أبوتس نسيته عند خويي وتوي ماخذه منه .. آمريني أنتي تعرفين إنتس لو طلبتي عيوني مابخلت فيها عليتس
نوير وهي تبلع ريقها .. تفرك يدها على فخذها بتوتر : مدري تسيف ببدى بالموضوع
منصور : قولي بس إلي بخاطرتس
نوير ترفع يدها ..تمسك رقبتها تفركها ببطء : أنا ياعمي أبي أشاورك بشي .. هو ماهوب مشاوره قرار وأبيك تدعمني فيه .. وما أدري إذا حتى فيه فات الفوت أو لا ..؟
منصور : علميني وش هو
نوير تحاول تتشجع تنطق : تعرف ياعمي إني متخرجه من زمان من المدرسه .. تخصصي علمي ونسبتي 97 .. ومختبره قدرات لكن أراد ربي أكنسل كل شي .. وأنا ذا الحين أبي أكمل دراستي .. أبي هالسنه أكملها خلاص مابي أجلس والتسجيل من زمان مسكّر .. وسألت بس للأسف قالوا خلاص مايمديتس وشهادتتس يمكن ماتفيدتس والأجراءات ذا الحين معقده وماهوب كلن بيقبل بالتخصص إلي يبي حتى ..
منصور بأستغراب مقاطعها : زوجتس شيخ وواسطته لو يبي جاب لتس القمر وأنتي بمكانتس
نوير وألم أستقر في قلبها : وأنت ياعمي تحسب إني لو أبي ابن جهيمان يتدخل أبدق عليك ..؟
منصور بتبرير : أنا أستغربت هالطلب .. وأنا عارفن إنتس تحت جناحه ماهوب ناقصك شي
لا تواخذيني يابوتس .. تراي قلتها بليا قصد .. مير بوضعتس هذا مالتس إلا حلين .. عواد وتعرفين عمتس له سمعته ومعارفه بالقصيم واجد يدبّر لنا واسطه تدخلك بالكليه القريبه منتس .. أو نشوف لتس كليات أهليه
نوير : القريبه منا الرس وعنيزة .. وذي الكليتين مابيهم تخصصاتهم ماتعجبني ولا أبيها .. أنا أبي طب ياعمي .. حلمي من زمان .. وأنا تعبانه على نسبتي عشان هالحلم ..
منصور بدون تردد : ماشاء الله .. عطيني وقت بس للعصر .. بس أهم شي واباخذ منتس العلم يابنتي .. زوجتس ماهوب معارض بشي ..؟ ترا مهما تسان هو صاحب الأمر
نوير بصوت جاف .. أهتز : ماعنده مانع أكيد ..
منصور : أجل أشاور عواد .. وتسان ماتدبرت بالحكومي دبرناها لتس بالأهلي .. ومير يابنتي توكدي من شغلتن وحده .. إننا ماحنا مقصرين معتس بشي فيه مصلحتتس وفيه حلمتس .. وبنركض فيه لين نحققه لتس
نوير رجعت تبتسم : والله عارفه ياعمي .. جعل عمرك طويل وربي يخليك لنا .. بإنتظارك أجل
أبعدت الجوال وكأن الزمن توقف .. الساعات.... حتى المشاعر وحدها الأنفاس من تلتهم الهوا .. تبي توصله لرئتها من أغلقت الخط .. وهالمكالمه لأيام كانت تحاول تتجرأ على أنها تفعلها ... يوم قالت " ماعنده مانع " كانت تقصد " ماعنده طريق يتخذ في حياتها القرار
بلا أو أيه " .. أنتهى كل شي .. أنتهى .. تسحب هوا بقوة لصدرها .. يارب .. يتحقق هالشي .. تقولها وهي ترفع راسها للسقف .. متناسيه وجود أختها .. الألم والطعنه إلي غرست في
صدرها دفعتها تراجع كل حساباتها .. كلها .. تدارك الأخطاء .. صح مافات لا يمكن يعود لكن الفرص موجوده .. وماضاع من العمر كثير .. تقدر تعوّض إلي فات .. تقدر ..
شيما بصدمه : تبين تكملين دراستتس !
نوير تطالعها وحواجبها إنعقدت : وراتس تسذا تطالعيني
شيما : مصدومه
نوير بصوت حاده وهي تسحب صحن الغدا : لايكون بعد أنتي تشوفيني شين مايستاهل .. ترا عادي صرت أتقبل أي شي ونحمدالله بعد
شيما مقهوره : نوير وش ذا الحتسي .. تعرفين إننا كلنا نتمنى لتس الخير كلنا وإن صار شين غلط أو يجرح من خواتي ماهوب معناته إننا مره .. نكرهتس
نوير وهي تهز راسها بأسف : المشكله إن الحتسي واجد .. واجد.. عند الكل أستعداد يحتسون ويحتسون .. لين ينتفخ راستتس .. لكن البلا لا جى وقت الفعل ولا لقيتي حولتس أحد
شيما حركت يدها بأنفعال : أنتي ماخليتي أحد يحتسي يانوير .. كم لتس طالعه من المستشفى .. كم لها أمي تحاول فيتس تقعدين معها لحالكم .. كم لهم خواتي يحاولون يحتسون معتس .. برافو عليتس والله .. سمحتي لعمتي تحقق إلي تبي ..
أشرت على عمرها .. عيونها غرقت بالدموع من الكلام المكتوم بصدرها لأيام
" وش سوت فيني أنا .. تحسبيني نسيت .. لا مانسيت "
نوير بحده وهي تطالع شيما وعيونها لمعت بالقهر .. أشرت عليها : عمتي تبلت عليتس .. أتهمتتس وأخذت ما تستحقه .. ويوم صار لتس ماصار من وقف معتس من سندتس .. من ياشيما .. علميني .. مين يكفي عليتس واحد يحترمتس كأنسانه .. يقدرتس .. يكفي عليتس أنسان يفكر قبل لا يسوي شي .. هل بيجرحتس .. هل بيأذيتس .. يفكر فيتس .. يفكر بس
فكت الصحن بقوة وهي تحرك أيديها لفوق وتحت .. يتمايل الصحن حتى يطيح من السرير على الأرض
" عمتي يوم دقت ما تسذبت شي قالت الحق .. إلي الكل يعرفه .. الكل صغيرهم وتسبيرهم .. كلهم .. لو ماسمعته من عمتي ممكن أسمعه من أي أحد .. وحتى يومني بذاك اليوم هجمت على التسلبه غاده .. هي أستزفتني .. حرقت جوفي .. في بيتي وتغلط علي .. تتحداني والله العظيم طلعت من طوري .. تمنيت مثل ما أمي تعاملت معتس .. تعاملت معي "
شيما : أمي ضربتني نفس ماضربتتس .. وأجبرتني ذاك اليوم أروح مع متعب وأنا شوي أنجن من إلي صار ..
نوير بأنفعال حاد : لا تقارنين نفستتس فيني .. وش ضرتس فيه أبوي .. وش أذاتس فيه نادر وأنتي إلي كنتي تحسبينه مكرمتس .. زوجتس هالحين مخبي عنتس شي .. أمي قاطعتتس وأجبرتس تروحين تعتذرين قبل لا تحتويتس .. أحد من خواتتس قالت لتس كلامن مثل السم وأنتي جايتن يمهم تبين الراحه .. الراحه بس .. أستغفلتس أحد .. خدعتس أحد بأمر يعرفونه عنتس وساكتين .. ردي .. فيه أحد ..؟
شيما : لا بس ........
نوير بحرقه : حتسيتي معهم عن شين كاويتس ويعرفون البلا كله .. ثم يمثلون عليتس أنهم ولا يدرون عن شي وتاركينتس مثل الخبله حاطتن نفستس شي وأنتي أصلا ولا شي عند كل إلي حولتس .. ؟
شيما بحزن وهي تصد عنها بقهر : لا تقللين من قدرتس يانوير تسذا
نوير والصوت يضعف فيها : أنا مانيب آله .. ما أحس .. موب عشاني أتقاوى وأرد تحسبوني خلاص .. أو عشاني علمتتس أن عمتي هي من قالت لي تقومين تسوين مقارنات .. ولاّ تدرين قومي أطلعي عني برتاح !
شيما تطالعها وهي تشوفها تسحب بطانيتها : نوير آسفه إن قلت شي جرحتس
نوير وهي تنسدح على الفراش معطتها ظهرها : أطلعي ياشيما وخليني
تظل شيما قاعده تبي تتكلم لكن تخاف تطردها .. تجمع أيديها بحضنها وهي تتنفس بعمق .. وش جاب طاري هالنوره .. ليتها ماتكلمت عنها .. يطول الصمت .. يقطعه فجأه أرتفاع نغمة الجوال وبسرعه ترمي البطانيه نوير.. تلف بأستغراب وملامح وجها تغرق فالألم ..تسحب الجوال حتى تطالع شيما بعدم تصديق .. تنطق بصوت متغيّر
" عواد "
شيما أتسعت عيونها : مسرع عليه !
نوير : مالي خلق لقرقره قسم بالله بعد كل شي صار .. ماتوقعت يدق بسرعه تسذا
شيما تنهض من الكرسي وهي تحرك يدها ماصدقت : ردي عليه كود تتغير النفسيه شوي وأنتي بغيتي تقلبينها نكد وتحبسين نفستس مثل ذاك اليوم إلي بغت أمي تجيب خواتي لتس !
تفتح الباب وتطلع وهي ظلت تطالع الجوال .. خلاص هذا حلمها إلي لازم تحققه المفروض مايمنعه أي شي .. أي شي .. ولا تدري إذا بيتحقق أو لا .. تقدر عليه أو لا .. خايفه .. خايفه يصير صح إن كل شي فات وهي سمحت لكل شي يغادرها .. تاخذ نفس بعمق .. وبضيق تصد .. لا وش دخله عواد بالسالفه ذي .. ماتبيه يتدخل وهو ماعمره سوا خير في أمر يخصها .. متخاذل دايما .. يصمت الجوال من بين أصابعها .. هي أصلا حتى كيف قررت تتكلم معهم وتطلبهم وهم بعد يعرفون بسالفتها مع أبو بتار .. تغمض عيونها بقوة .. ماله شغل .. هذا شي وذا شي .. لازم تطلبهم .. لازم ماعندها أحد غيرهم يدبرونها بدال ماتقعد تتحسر على عمرها الضايع وقلة صنعتها !
والله لو ما أشغلت نفسها بشي بتموت في حسرتها وقهرها .. يرجع الجوال يدق تطالعه بتردد .. ترفعه لها أكثر حتى تفتح الخط .. تحط الجوال عند أذنها
" مابغيتي تردين "
نوير والضيق واضح بصوتها : هلا
عواد بصوت مرتاح : حي الله النوري .. حي الله هالصوت إلي مابغيت أسمعه
نوير وهي تبلع ريقها وعيونها تدور بالغرفه : ....................
عواد : أخبارتس ..؟
نوير هزت راسها : الحمدالله ..
غمضت عيونها من طرت عليها ذكريات راحت تبني من نفسها حاجز يمنعها لا تتكلم أكثر .. تبعث بنفسها النفور .. الهروب .. الشك .. تنطق وهي تضرب جبينها بخفه
" عمي ممكن تدق علي العصر تعبانه ذا الحين "
عواد بأندفاع : عمي ! أخبر أسمي تسان ينقال تسذا بدون شي
نوير بنفور غريب : أعتذر منك .. عمي منصور هو من طلب تدخلك .. أنا ماكنت أبي ألزمك بشي من ناحيتي أنا .. أو تسعى لي بشي .. إن قال لك شي عمي منصور خلاص أنساه .. .. فمان الله
عواد : لحظة لحظة يالنوري .. صوتتس ماهوب إلي أخبره .. وش فيتس ..؟
نوير : مافيني شي
عواد بتكذيب : علي !
نوير بجفا واضح : قلت مافيني شي
عواد : طيب شوفي ما حتساني عنه منصور .. مستقبلتتس مانتيب صاحبة نسبتن رديه عشان نتعب لتس يمين ويسارلا أنتي تبين بشهادتتس تخصصن يحقق حلمتس صح ولا لا ..؟
نوير بجمود : ...............
عواد بصوته الرجولي المندفع : صح أو أنا غلطان
نوير : إيه
عواد : أجل لا لي فضل ولا لأحد .. وإن تسان بنسوي شي .. فحنا ملزومين فيه .. أجل وش له أنا عمتس وأخوتس .. لا تدخلين بالأمر حساسيات وخرابيطتس إلي أنا خابرها .. مستقبلتتس تبينه لازم تتحركين له .. نقطه على السطر وأنتهى
نوير غصب ضحكت : آخر شي عجبتني
عواد ضحك معها : أعجبتس لا تفلسفت .. مير علميني ذا الحين وش من كليات عندكم تبينها
تبلع ريقها بصعوبه .. ترفع عيونها للسقف وهي تسحب نفس بعمق متجاهله كل الرفض إلي يجبرها تتوقف .. تطلب ع الأقل منه يبعد عن هالأمر ..
عواد من طال صمتها : علميني باللي عندتس يالنوري .. علميني وأنا أخوتس
نوير : أنا خريجه من زمان .. وأخاف ياعمي مايقبلوني وتكون شهادتي ع الفاضي
عواد بضحكه : نوير .. مافي شي أسمه شهادتي ع الفاضي
نوير بحيره : بس كل شي أنتهى ذي مشكلتي هالحين .. ومدري تسان أقدر أدخل أو لا والبنات قالوا لي ماهوب على كيفتس الأمر .. يعني خلاص راحت علي لازم أنتظر السنه الجايه .. وبعدين هم يختارون وممكن يحذفوني في تخصص وكليه زفت ..وماأقدر أحول أو أغير التخصص إلا بطلعة الروح .. غير أن لي مده مادرست من متى متخرجه ونا ودي أكمّل هالسنه ياعمي .. ودي بس ماعرف شي ضايعه
عواد بثقه : شيلي من بالتس كلمة مستحيل .. فيه كليات أهليه معروفه غير الحكوميه عندكم ..؟
نوير هزت راسها : إيه فيه بس مدري عنها .. ورسومها بعد ع حسب مدري بقدر على دفعها أو لا ..
عواد : أنتي ذا الحين جهزي نسخه من شهادتتس وأختبارتتس القدرات إذا تقدرين تطلعينها وخليها عندتتس لين أجيكم أنا يومين بالشرقيه ثم بجي للقصيم
نوير بأستغراب : وليه بتجي القصيم أصلا ..؟
عواد : كيفي بقعد على قلبتس .. عندتس مانع
نوير أبتسمت : حياك الله بس أستغربت
عواد : سكري سكري أحسن لتس
نوير : طيب بسكر يلا مع السلامه
أبعدت الجوال حتى تتمدد على السرير بصمت .. تسحب البطانيه وتضمها لصدرها بقوة .. تتمنى ترتفع بهالشي عن هالهلاك إلي يدفعها للعزله .. للموت .. للتلاشي .. أيام مرت صعبه من بعد ماطلعت من المستشفى .. صعبه ولا تبي بأي شكل ترجع لها ..
.
.
.
ينحني وملامحه تنكمش قهر وغيظ .. يفرك كفوفه بقوة في بعض والنقاش الحاد يرتفع في المجلس إلي أزدحم في أخوانه وعيالهم وعياله .. متوتر بشكل كبير وعيونه إلي تحوم حولها
تجاعيد الزمن تضيق بحده ..
" ماعاد من شيخه يستحق يمسكها وهو ذبّاح ناقة أبوه .. "
" المصيبه إليا من العرب عرفت وتداولوها في مجالسهم وإنه قدر يحرق قلب أبوه على ناقتن تسان يغليها وقايلن فيها الأشعار .. والبلا ماخذن وضع إلي عادي ومخلي ولد عبدالله يشيل التهمه عنه .. تسيف قدر في ذيك السنين يسوي في أبوه هالسواه جاحد الجميل وناكره .. ولا بعد ساكتن عن هالمصيبه سنين ومخلينا نرفعه للسما وهو بالأرض ! "
" أحمد ربك إن أبوه هكا السنين صدّق إن ذبّاح الناقه نادر ولا تسان والله يموت من حسرته"
" يادافع البلاا .. والله مصيبتن طاحت على روسنا "
" أسمع العلم ياناجي وخله يترك كل شي ويروح مع أرض الله الواسعه "
رفع عيونه بأتساع .. نطق بحرقه
" تبوني أرمي ولدي إلي مربيه على أيديني وأعرف طيبه كله .. كله ! "
يثور واحد من عياله
" حنا عيالك وأولى منه .. ومن زمان نعرف إنك تغليه أكثر مننا كلنا وتقدمه فالمجالس تسنه ولدن لك من صلبك .. وشف يبه آخرتها .. شف ! "
ينطق .. مرزوق أخوه بهدوء
" لا تلف وتدور يا ناجي .. نعرف أن أخوي جهيمان طلب منك تستلم الشيخه من بعده ولا تعطى لولده "
ناجي وهو يرفع صوته بقسوة : لنه محروقن من ولده إلي رفع صوته بين أعيان القبيله طالبن بنت عبدالله مقابل الوضحى .. أنا عارفن هالأمر ولابي من يجي يعلمني وش من مقصد نواه جهيمان يومنه طلبني أستلم كل شي بعده .. ومانيب جاين أخالف أعراف الشيخه يامرزوق .. نعرف إنه لا قدّر الله لو صار للشيخ من سو .. يمسكونها عياله من بعده !
نهض ولد ناجي وهو ثاير
" بعد هاللي عرفناه ولا زلت مرخين حبالك معه "
ناجي صرخ بقوة : ناسي أنت أختك وش مسويه .. وش مسويه فالحرمه إلي جايتن معتذره
( حرك يده للباب ) وأنا ماخذن العهد من أمي إن بنيتي يرد لها أعتبارها ..
مرزوق : خلك من هالأمر حريمن وشغلتهن راحت ولا علينا حنا
ناجي أتسعت عيونه بقوة : وش حريم وشغلتهن راحت .. ! الحرمه شايلها زوجها للمستشفى أنت وش تبي العرب تقول عني هذي فضحيتن والله إليا أنتشرت لا تجيب لي الكارثه
مرزوق : والعرب وش يدريها ...؟
ظل يطالعه بعدم أستيعاب .. ثواني وتدور عيونه في ملامحهم كلهم .. يحرك أيديه بحيره وهو يطالعهم واحد .. واحد
" أنتم مستوعبين الأمر ولا متجاهلينه وهمكم بس نكتّم على أمر الناقه ونعفي بتار من الشيخه والأمور كلها .. "
يندفع صوت في آخر المجلس بتأييد
" هذا الأمر إلي يهمنا وبيمس سمعتنا ولاّ الأمور الباقيه مالنا فيها حل ولا ربط ولا لنا شغلتن فيها عشان نوليها أهتمامن أكبر .. "
ناجي والصدمه أعتلت تعابير وجهه : أنتم تدرون بس .. والله ثم والله إني خسرانن يومني قاعدن هنيا وتاركن صاحبة الأمر إلي عيت تجي يم المجلس وتسمع ما عندنا .. أثرها خابرتن بالعلم إلي عندكم
مرزوق بأستفهام : أنا بفهم وش من أمرن أهم من أن ذبّاح ناقة أخوي يكون ولده .. وبين العرب يتهم نادر فيها
ناجي وعيونه تلمع غضب : تبوني أعزل ولدي عن الشيخه وهي حقه .. أستقوى على يتيم بحاجتي .. !
مرزوق ثار : من ربيته ماتسان فيه خيرن لابوه
نهض فجأه .. وصبره ينفذ من مايسمعه .. يلاقي نفسه يفكّر في أشياء والكل مستمرين يفكرون بذات الشي .. همهم واحد .. هو عدم أحقية ولد أخوه للشيخه .. رغم أن الأمر تجاوز هالأمر .. عايله يتيمه من السند عاشت سنين متهمه بشي ما فعله ولدهم .. خطا بنته ومهاجمتها على من جايه تعتذر لها في بيته هو .. خطأ أخوه وتسلطه الا محدود في حياته
على الزواج من بنت عبدالله .. وعلى ولده ومن هو حوله .. يتحرك على مرمى نظرهم .. ترتفع أصواتهم ينادونه لكن يفضّل يعطيهم ظهره .. يطلع من المجلس والأصوات ترتفع
أكثر وأكثر .. متوجه للصاله ..توقف خطواته بوسطها .. يسمع صوت كاسات تضرب في بعض والصمت غريب وسط هالحرايق إلي تثور في كل نفس وكل بيت .. يرفع صوته
" ماسمعنا حستس يام جهيمان "
يجي صوتها المستهزي
" هو أنت يومنك شبعت من هروج ربعك جيت يمي ! "
" تخبرين إن أمر عشيرة آل غشيمان كلها من كبيرهم لصغيرهم .. شايبهم ورجالهم وأهلهم .. دون رايتس وشورتس يمه .. يضيعون "
وبأسى لأول مره يسمعه عالق بصوتها
" ضايعين من قبلي "
حرك يده بأنفعال
" مانضيع وحستس بالدنيا .. يام جهيمان "
" ياناجي .. مير أسمعني دام أن الأمور ماعاد لها قاع .. ولا بها أرضن تضمها ولا سمن
( سما ) تحتويها .. بنتك قدرت تتطاول بالشينه على ضعيفتن ماجت إلا لنك طلبت أعتذارها .. وزوجها وأميمتها .. وهي من الأوله ما غلطت .. بنتك من رايحتن يمها تذكرها بسواة أبوها وهي ماتدري عن ماصار .. ماتقولي .. ذا الحين .. وش مقصد بنتك .. هي وش تبي "
ناجي بإرتباك : سوت سواة يايمه والله تسنها حطت الجمر بصدري .. هالبنت ...
قاطعته
" أرجع بالأمور لجذورها .. ولا تخليها تجور على الحقايق إلي أعرفها أنا وأنت تخبرها .. والولد تخبر وش من أمرن رماه على ذبح الوضحى .. رح يمه .. وأسأله تسان تبي تسمع الحقيقه .. وليه نادر قال أنا ذبّاح الناقه .. أما القرقر والهروج إلي أسمعها وصياحهم .. مالي فيها حاجه كلها .. وإلي يبي يصايح يروح لبيته .. وليدي مايترك الشيخه .. ووالله .. ثم والله
إن تركها مجبور .. مالي قعدتن في ذا الديره .. أرجع لديار أميمتي ومن يبيني يجيني هناك "
ناجي أندفع بخوف : أعوذ بالله يمه .. هدّي وأتركي عنتس ذا العلوم ترانا واصلين بس مابقي لنا شي وتجي الطامه التسبيره إلي تنهينا والظاهر إنتس صاحبتها
الجده : سمعت ما كفاني .. ماشفت أحدن سأل وين الولد غادي وهو له أيام مختفي تسنكم ماصدقتم تجي من الله .. ماذكرتوا وش من أمورن تحملها وهو صغيّرن وحتى يومنه كبر .. وأنتم عيالكم كلن من بيته لمدرسته .. وهو يشقى مابين دروسه وأمور هالديره وحلال أبوه
ومشاكل العرب إلي ماتخلص .. وغيره جايدن بس بالتبطّح وهالحين قام يصيح في بيتي تسنه ديك !
يرتفع صوتها المنهار الباكي .. مقاطعه كل هالحديث الحاد إلي بين ناجي وأمه ..
" وليدي ماعندي غيره.. وأنا خابرتن أن قليبه مايلن لبنت عبدالله تسنه متحد فيها .. والله مدري عنه شي من قلت له يطلع عني ويتركني .. أدق عليه ولا يرد .. وكلكم تخبرون أن جهيمان مافعل خير بالولد يومنه حده على أقصاه .. عشاني ذبح الناقه .. عشاني والله ماهوب رداتن فيه .. والله ! "
ناجي بحزن : وكلّي الله يام بتار .. وكلي الله هو وين بيغدي .. بتار أعرفه رجالن يشيل الحمول الثقال .. ماهوب عشان هالأمر بيتركتس ويترك الديره .. يمكنه محتاجن وقت يقعد مع حاله ..
رفع يده بضياع .. ينطق بشك
" كل شي وله حل .. كل شي ! "
.
.
.
الرياض
يرفع يده بحده .. وهو يشد بيده الثانيه على عصاه
" أنا يومني جيت من القصيم وش قلت لكم .. ماقلت هالأمر منتهي .. "
عبدالعزيز بضيق : تسيف ينتهي وأنا كل ماقعدت في مجلسن يسألني واحد .. أختك وراها يومنها تطلقت ماراحت يمكم .. !
بو عبدالله : ماعلي منك وأنت أول من رمانا للردى ياعبدالعزيز
عبدالعزيز بصدمه : أنا
بو عبدالله حرك عصاه ثاير بوجه ولده : إيه أنت ولاّ نسيت .. مافقدت عقلي أنا للحين بعافيتي ومانيب ناسي
منصور : الله يديم لك عافيتك .. لكن مايجوز يبه .. هما لو أن الأمر مقتصرن على بعدها وهي عند عيالها وزوجها قلنا مايخالف .. بس يبه نوره فالبيت لحالها والعرب ماهيب تاركتنا .. هذي عرضنا نذوق النار ولا تستلمنا لسان العرب بالقيل والقال !
بو عبدالله برفض : بيتي لا تدخله ..
رجع يطالع عبدالعزيز
" هو أنت مانت متولجني عشانها .. خذها عندك "
عبدالعزيز : يعني تسيف
بو عبدالله : واحدن منكم يطق الصدر ويخليها عنده .. لكن بيتي ماتدخله وهي تجرأت تتهم بنيتي شيما بشين تسبير .. مايرضي الله ورسوله ..
منصور بقلة حيله : يعني يبه أنت متوكد أن هذا آخر ماعندك !
بو عبدالله وملامح وجهه تغرق فالغضب من طاري بنته : ولا أحد يفتح لي أمرها أبد .. ولا عند حتى أمكم .. أعتبروا إن هالبنت ماتت
عبدالعزيز صد : لاحول ولاقوة إلا بالله ... !
" السلام عليكم "
يرتفع صوته الهادي وهو يوقف عند الباب ينزّل جزماته .. نهض منصور بسعاده أول ماشافه .. يتحرك بخطواته صوب وهو يحاول يتجاهل كل ماكانوا يناقشونه بحضور بادي
منصور : هلا هلا بالمعرس ..
بادي وهو بأحترام يتقدم لعمه يسلم عليه ويبوس راسه : حياك الله
يبتعد عنه حتى يتقدم أكثر بوسط المقلط .. يفز عبدالعزيز يسلم عليه .. ثواني ويتوجه صوب بو عبدالله .. يجلس على ركبه حتى يسحب أيديه .. يقبّلها بحب ..
بادي : مانيب قايل لك يبه .. الأنفعال والعصبيه أبتعد عنها
بو عبدالله وهو يشد على أيدين بادي بقوة وبسعاده علقت بشفاته : هلا هلا بوليدي .. وراك يبه تاركن زوجتك وجاين يمي
بادي يرجع يبوس أيدين جده: موعد علاجاتك ..
عبدالعزيز وهو يميل بجسمه على المركه : ماخذها وأنا عمك .. تسان دقيت بدال ماتتعنى بالجيه
منصور يتحرك حتى يجلس قبال صينية القهوة والشاي : ماهوب سامعن حتسيك
يزحف بادي بخفه حتى يجلس بجنب جده .. يحط يده ورا ظهره .. وأطراف الغتره بأناقه ترتمي على كتوفه .. ملامح وجهه الرجوليه الهاديه .. تزداد وسامه مع أبتسامته إلي تتسع وعيونه تتعلق بجده ..
" أنا ما أقوى على البعد عن أبوي "
بو عبدالله يحرك يده حتى تستقر على ركبة بادي : مايجوز يبه تترك زوجتك لحالها في صباحيتها وتلفي يمي
بادي : زوجتي تاركها وهي نايمه .. لا تشيل همها .. أبجيكم مره ثانيه وهي معي العصر
منصور وهو يمد القهوة لبادي : ماقررت وين بتروح ..؟
بادي يميل بظهره وأصابعه يده تمسك الفنجان : والله ياعمي مانيب رايح لمكان
بو عبدالله شهق وهو يصد : هذا الخبال إلي تسان ناقصني
بادي : يبه والله العظيم قلبي ماهوب مطاوعني أخليك ..
بو عبدالله لف بحده يطالعه : يطاوعك .. مير خذ زوجتك فسحّها في هالديار الزينه .. يالله لك الحمد جالسين بنعمه وأمن وأمان ولا رحت تقدر تدق بهالبليه إلي معك وتسنك قاعدن جنبي
منصور يأشر براسه : ترا أم عبدالله فارشه فرشتها برا
بادي بسرعه نزّل فنجانه حتى يفز واقف : بروح يمها
بو عبدالله وهو يرفع راسه له : أنتبه لايكون بنيتي نوق عندها .. لنها قبل يجون عمانك وهي عندي تقهويني
بادي وهو يمسك جيوبه بعبث : ماشاء الله .. ماعليه أسّلم عليها هي بعد .. عن أذنكم شوي
وبخطوات رشيقه خفيفه .. يتوجه صوب باب المجلس .. يلبس جزماته ويغادرهم صوب أمه
.
.
.
تنحني جالسه بتعب وألالام خفيفه من صحت الصبح تحسها بعظامها وأسفل ظهرها رغم أنها نهائي ما أشتغلت بشغل كثير ومرهق .. نسمة الصبح تهب مندفعه من شباك المطبخ المفتوح كله .. تلبس قميص روز واسع وشعرها الناعم يغطي ظهرها كامل .. وخصلات متسلله من الكرسي بطولها نازله لتحت .. وضع جلوي الغريب بدى يوترها .. أوراق كثيره يدخل ويطلع فيها غير أن أمه دقت عليه اليوم آمرته يجيب عبدالله لها ولا تدري وش مستجد من أمر
جديد عند أم جلوي !
وزياده نوير إلي أستلمتها برسالة صوتيه تبكي فيها لأنها كانت تعرف بأمر هالناقه وتدق عليها فاليوم من خمس لست مرات ولا ترد .. وأمها تتشكى منها ومن صمتها وعزلتها حتى خواتها ماتبي بينهم وبينها أي كلام .. وتم كلام جلوي كله مثل ماقال .. !
كيف كان قادر يحلل تصرفات نوير بهالشكل .. ويعرفها أكثر منهم هم إلي غابت عقولهم وسط فاجعه ماصار بينها وبين غاده .. لازم عليها ترجع للقصيم وتحل هالأزمه لا تكبر القطاعه بين خواتها لأمور أكبر مما هي عليه والسبب مقدور على نسيانه ....
تفز واقفه من سمعت صوت خطواته .. تتحرك لشباك المطبخ .. ترفع جسدها مايله براسها بخفه لليمين حتى تشوفه يمشي بهدوء وهو ماسك أوراق بيده .. عاقد حواجبه بشكل حاد .. متوجه للمجلس الخارجي بدال مايروح لقسمهم .. من وصلوا للرياض وهو معها .. مافي تقسيم أيام بينها وبين الجازي وحسنا .. بس مقابلها .. الوضع غريب ..تتحرك دافعه خطواتها صوب الباب حتى تطلع للصاله .. ترفع قميصها من تحت متوجه لقسم الرجال ..تطلع من باب المدخل .. توقف من لمحته يتحرك داخل المجلس وبسرعه تنزل طالعه من الظلال للشمس الحاره .. خطوات واسعه حتى توقف عند إطار الباب فيما هو بكل قوته يرمي الملف بعيد عنه .. تضيق ملامحها من طار الملف حتى تتطاير الأوراق إلي بداخله لأتجاهات مختلف .. ينحني جالس بجنب المركه
نوق بصوت أندفع مرتفع وهي ترفع يدها ..متسانده بكتفها على إطار الباب : صباح الخير
جلوي وهو يتربع ويسحب شماغه مع العقال والطاقيه : هلا
نوق : عسى ماشر
جلوي بدون مايطالعها وبصوت يحمل الغضب في نبرته : شايفتني جايتس بشري .. تراني ماجيت هنيا إلا أبي أعتزل بنفسي
نوق وهي تتكتف وبصوت قاسي من نبرته الجافه معها : مايحتاج تعلمني فيك ..
أعتدلت بوقفتها وهي تشوفه يحط الطاقيه على فخذه ..يرتب شماغه بهدوء حتى يرميه على الأرض قباله .. فوقه العقال والطاقيه .. يلف معطيها ظهره وهو متربع .. يتمايل على المركه رافع أيديه .. لحظات وتستقر ورا رقبته .. تتشابك أصابعه مع بعض ..يطالع السقف بصمت وملامحه لا زالت تغرق في الغضب بشكل غريب وكأنه داخل بهوشه مع أحد .. !
تتحرك نوق له .. حتى تجلس وراه متربعه ..
نوق : عبادي ولدك وينه ..؟
جلوي : أشغلتني أمي عنده .. ورحت أخذته يمها
نوق بنبره أستهزاء من هالمنطق إلي تبادر لذهنها : مدري ليش حاسه أن أمك بتفتح لي باب يخص هالولد .. تذكّر إني قلت لك الولد لا يقعد عندي !
جلوي هز راسه بسرعه يبيها تسكت بس : إن شاء الله ..
نوق وهي تطالع شعره وبشك من تصرفاته : مانت معلمني وش فيك ..؟
يسند جلوي براسه على المركه أكثر وهو يرفع أيديه حاطها على راسه
جلوي : الناس لا تسانت مهتمه تسأل بالأول ثم بعدها تقول إلي بخاطرها !
نوق بملل : وش تبيني أرد عليك بالله .. أقولك لا والله إني مهتمه بس خانني التعبير .. تعرفني أكثر من نفسي وعرفك أكثر من نفسك .. ليش تبينا نلعب لعبة إلي ناقصهم معرفه في بعض
يرفع ظهره حتى يلف ساحب المركه إلي بينهم ويرميها بعيد عنه .. يزحف بجسمه ويميل براسه على فخذها وهي بخرعه رفعت أيديها لفوق
نوق : قم ما أسمح لك
جلوي وهو يحرك جسمه ويمد رجوله .. منسدح على جنبه اليمين : تعبان والله العظيم
حس أول مامال راسه عليها .. وكأن نوق الحبيبه .. الهاديه .. المتزنه .. الشامخه .. تعود .. تعود مثل ماكانت .. يحس كما لو أنه يغرق .. يغرق بلذة هالقرب إلي سمح له .. يسند راسه المثقل بهمومه على فخذها .. يحس بإرتباكها .. يحس فيه
نوق و ثقل راسه يستقر على فخذها : واضح أصلا
جلوي متكتف ويطالع لقدام : تدرين يانوق .. مدري ليش هالأيام قاعد أفكر تسثير .. فيتس في عيالي .. في حياتي كلها .. في هاللي قاعد يصير لي ..
نوق وهي تنزل أيديها لحد مالامست كفوف أيديها الأرض : إيه ووش إلي يصير لك ؟
جلوي يبلع ريقه وعيونه تتأمل المركه إلي قباله بمسافه .. متجاهل سؤالها : مرت يالنوق سنينن بيننا ماهيب هينه .. تسنها لمح البصر .. و للحين تراني متجهزن معتس للرحيل .. لا تسأليني ليش .. لأن ماعندي جواب .. كنت صادق يوم قلت لتس روحي ولا تلتفين يمي .. كنت جاهز للحياة دونتس لو أنها صعبه ومستحيله ..
أخذ نفس بقوة حتى يزفره بحرقه .. يكمّل
" كنت .. ولقيتني مقبلن على أشياء وأشياء .. تخليني أفكّر بكل شي وأعيد حساباتي وأسأل نفسي وش وفرت وأنا عشت حياتي بليا شهاده تسندني ولا وظيفه تأمن مستقبل كل من أنا مسؤولن عنه "
وسكت والكلام يتبعثر على شفاته .. تحس فيه يشد على أيديه حول صدره بقوة ..
وبضيق تنطق
" وش من أمرن مخليك تقول هالحتسي وتفكر فيه ..؟ "
غمض عيونه ببطء ..وكأن كلماتها تخترق صدره ومايوقف لها شي .. تتحرك شفاته
" وقت ما تقابلين ربتس وتقولين يارب .. تراي عفيت وسامحت جلوي باللي سواه فيني .. بتلقيني مثل السيل يانوق لك .. مثل السيل "
صدت عنه وهي تحرك أيديها بدون نفس وبكل قهر
" يااااااااااشينك لا حطيت إني يعنني "
نطق وهو مستمر يغمض عيونه
" قصدتس يازيني "
لفت بقوة تطالعه
" ترا مره واثق من نفسك "
أبتسم غصب ونبرتها المقهوره بتخليه ينفجر يضحك
" ولله الحمد "
تكتفت وصدت عنه وهو ظل ساكت بكل أريحيه.. هزت رجلها فجأه وهو فتح عيونه بضيق
نوق : لا تنام على رجلي ثم تغدي بلكه .. يالله يالله شايلتن عمري ترا
جلوي رفعه راسه وهو يطالعها : أنتي فيتس شي .. أهجدي والله تعبان
نوق أبتسمت فجأه بوجهه وهي تلعب بحواجبها تحركها فوق وتحت : مافي شي ببلاش .. لزومن تدفع المقابل
جلوي بسرعه رجع راسه على فخذها : ووش المقابل ..؟
نوق : تعلمني عبدالله ولدك .. ليش ماهوب عند أمه
جلوي : أسأليه ..!
نوق بقهر : طيب ليش مقابلني .. حريمك الجازي و حسنا وراهن ماعاد لهن حس
جلوي بنبره غريبه : مانيب توي قايلك .. إني بكون لتس كما السيل لا قلتي يارب سامحت جلوي وعفوت عنه
نوق حركت أيديها لفوق بأنفعال : لا تخلينا بس يالمطر والسيل والشتا بكبره !
فتح جلوي عيونه .. حركها لفوق متجاهل كل ماتقوله وكأن مافي خاطره يبيه يصير .. نطق
"تقدرين تحطين يدتس على راسي وتقرين عليه .. من زمان ما سمعت صوتتس بالقرآن "
وكما لو أن قوتها .. راحتها .. وهالمكان الهادي إلي أرادت فيه تدوم .. يتلف .. تتأمله في اللحظة إلي أغمض فيها عيونه .. ورجع صامت ينام على فخذها .. قال هالكلمتين وأختار الأنسحاب .. طوى المسافات .. وعاش في قلبها .. وضلوعها بين عيونها .. هل يدرك مقدار الألم إلي يدفعها له لا ضرب وتر ذكرياتهم القديمه .. تفاصيلهم الثمينه .. أنتمائهم للحظات
عاشوا فيها جسد واحد .. حست كما لو أنها عاجزه عن التنفس .. رجفه خفيه تزيد في مفاصلها .. قالت والأنفاس تضطرب فيها ..
" جلوي من الأخير أنت ماهوب أنت جلوي إلي جاني محتال بالزواج ... ولا أنت الأنسان إلي قعد برا وقالي روحي .. سهّل الله دروبتس .. كنت مثل ماتقول منهي الأمر وش رجعك وخلاك تجي .. "
" ليش تقولين هالحتسي .. لني طلبت منتس تقرين علي بصوتتس وأسمعه "
رفعت صوتها بقهر
" لأنك مانتب طبيعي .. تعرف أن أختك فوزيه قطعت فيها التواصل وماعدت آخذ معها تسثير نفس قبل .. وأمك من يومي لا هي تبيني ولا أنا عدت أهتم فيها .. اللهم أقوم بحق الله فيها .. من يعلمني عنك .. أسأل بزر بالله يعجبتس هالوضع "
جلوي وهو مستمر يغمض عيونه .. نطق بصوت ثلجي غريب : الجازي طلقتها وبيني وبينها المحاكم ذا الحين عشان نفقة الولد ومشتكيتن علي بالشرطه ومتهمتني إني ضاربها ضرب الويل .. وحسنا ( بلل شفاته وكأنه يحاول يشحن نفسه بالقوة .. يعدّل صوته بعبث ) حامل لكن مكتشفين براسها ورم .. ومخيرينها بين أنها تسقّط ولا تستمر بحملها وحياتها بخطر .. وأختارت حملها .. وهي من موصيتن عبدالله يقولتس ماما .. لأنها بكل غبى هالعالم تحسب أنتس بتظلين معي وتكونين لعبدالله أمه لا راحت لربها
سحب جسمه بسرعه حتى يلتقط شماغه مع العقال والطاقيه .. ويتحرك بخطواته الواسعه طالع من المجلس فيما هي ظلت تجلس بصدمه .. بعد ما أجبرته يوقف في مساحة الأعتراف .. عاجزة عن أنها تستوعب ماقاله .. عن أنها تستوعب حدوث الأشياء المستحيله بنظرها .. مفترق الطرق إلي فجأه أصبح طريق واحد ومصير معلّق في نهايات الألم .. في البدايات !
.
.
.
تحرك يدها بأندفاع .. وهو يجلس بصمت .. حولهم عيالهم
" والله ماتطب بيتي ياعبدالعزيز .. والله "
عبدالعزيز بعصبيه وهو ينفض يده بوجها : قصري حستس
تنطق ثايره
" مهبوله أنا أسكّن هالحرمه معي وببيتي وأنا عارفتن ببلاويها .. شف ياعبدالعزيز مابيني وبينها شي .. ولا شفتها والله لا أحب راسها وأبحترمها وما أقرب صوبها بسو .. بس لا تجيبها في بيتي .. ولاّ والله مالي قعده في هالبيت "
حمد بضيق وهو يحرك يده بدون نفس : مابقى إلا ذي .. يبه .. وأسمح لي أذى عمتي وصل للأعراض وهذي مصيبه سودا .. ما يرمونها عيالها وزوجها ثم حنا نبتلي فيها ..
ساره تصد تطالع أختها ريما وملامح الغضب تعلق في نظرتها : ...................
عبد العزيز : عمتك ذا الحين مالها أحد
حمد : إلا لها .. شايفن ريان بزواج بادي وبو فيصل جاي .. تدقون عليه ويدبّر الأمر .. أو تروحون تطلعون فيصل من تحت الأرض هذي أمه ملزومن فيها وفي برها ووصلها وغصبن عنه يسمع ويمسك الحتسي من رجل لرجل .. الدعوه ماهيب لعبه يبه
عبدالعزيز ثار : ونقعد ندوّر علان وفلان
أم حمد بعصبيه : لا أجل جيب هالحرمه في بيتي وخلها تفرّق عيالنا
عبدالعزيز بنظرة حاده لها : خزنه !! أقصري الشر
أم حمد : قاصرته ومن يومي حرمتن في حالي .. لا لي في أذية الخلق ولا القيل والقال .. لكن ما تلزمني في حرمتن شرها واصل ..
عبدالعزيز نهض من مكانه : عوذه منتس ... عوذه !
قالها وهو يتحرك من قبالهم بخطوات ثايره تاركهم في صمت وأنفس مشحونه من ماكان ناوي عليه !
.
.
.
" يعني أقتنعت بكلامي "
" أنصدمت أقولك والله يادكتور تفاجئت منها "
لحظات يظهر على الشاشه فيس يضحك .. يتبعه
" ضعيّف على باب الله .. أجل .؟ "
أبتسم أول ماعانقت عيونه هالكلام .. تتحرك أصابعه بسرعه وهو يوقف عند باب الشقه .. يستند بظهره على الجدار .. يرسل
" وأنا أشهد إني ضعيفن على باب الله "
" تراي ضد تصرفك لأنك شحنتها ضدك هالحين "
عيونه الواسعه تتعلق على الشاشه من قرا هالكلام من الدكتور إياد .. شحنها .. !
هي قابله تضاعف مشاعرها الحاقده تجاهه أكثر وأكثر .. ممكن كان قاسي ممكن .. لكن بتظل تنظر له نظرة إلي مسؤول عن موت أهلها .. كتب
" خايف أبقى عالق معها يادكتور بدوامتها الغريبه .. ما أدري تسيف حطت في راسها إني أنا سبب الحادث .. كيف عرفت وكيف أقتنعت "
" كل شي ملحوق عليه .. حاول تكون ليّن معها لين تمهد لها الطريق تجي لعيادتي "
أخذ نفس بعمق وهو يزعجه كونه عايش تحت ظل الأشياء المبهمه والغامضه معها .. يعتدل بوقفته .. يكتب على السريع
" بإذن الله .. أخليك هالحين "
ويدفن الجوال بجيبه .. يمرر البطاقه عبر المكان المخصص لها ويدفع الباب فاتحه .. يتقدم ببطء وهو من بعد ماصار بينهم ماطلعت له نهائي .. حبست نفسها بالحمام .. نادها ترد عليه ورافضه .. يغلق الباب ماشي فالممر .. يطلع للصاله وكل شي في هالفخامه إلي تحاوطه
يسكنه الصمت الغريب .. تدور عيونه بكل الأتجاهات .. معقوله ماصحت .. !
يعبر الأثاث صوب غرفة النوم وأول مادخل .. حرك راسه لصوت شي وكأنه طاح .. يترك مكانه متوجه لمصدر الصوت .. يعبر المطبخ داخل في ممر حتى يوقف جامد في مكانه من شاف ملابسه وأغراضه كلها مرميه في الغرفه الواسعه .. كلها بشكل مأساوي .. عطوره .. ثيابه .. ملابسه الداخليه .. بناطيله .. كل شي .. تتسع عيونه بصدمه وهي إلي كانت تجلس على ركبها قبال شنطته يسكنها الخوف المميت من وقفته وراها .. فزت واقفه بذعر ..تترك كل شي وتركض بكل قوتها تبي تهرب منه وتطلع من الغرفه .. وبلمح البصر .. ركض معترض طريقها .. مسكها مع يدها لكن قامت تقاومه وتتراجع بخطواتها بكل رعب .. نطق مذهول من إلي يشوفه
" وش مسويه .. مافهمتي حتسينا أمس ..؟ "
لكن من عجبه وصدمته باللي شافه ما أدرك ماكان بين أيديها وبلا مقدمات صرخت بوجهه
" وخخخرررررر عني يا كذاب وخر "
سحبها له بكل قوته .. حتى فجأه ينفجّر الألم والدم من ذراعه من دفعت يدها بشراسه وهي ترص على أسنانها بحقد أسود .. تغرس في ذراعه سكين حاده كانت تمسكها ولا أنتبه لها ..
يتراجع تاركها وتوازنه يختل من السكين إلي يشوفها واقفه في ذراعه ودم رهيب يبلل بياض ثوبه .. يطيح بالأرض وهو يحاول يتنفس .. يصرخ بآآآآه ظهرت من شفاته بوجع فضيع .. يحاول يحرك يده الثانيه يسحب السكين بس عاجز من الألم .. فيما هي وقفت ترفع أيديها المرتجفه لفمها تطالعه .. تستوعب نهاية هالشعور إلي يغذي فكرها بالحقد والكراهيه .. تجاه
هالأنسان إلي يدفع نفسه صوبها .. طلبت منه يبتعد عنها .. صرخت .. قاومت .. وش فيه مايستوعب أنها ماتبيه .. ماتبيه .. وقربه أشبه بالجنون عندها .. تتعلق عيونها في بادي
إلي صدره يرتفع و ينزل بشكل متسارع .. يرص على أسنانه يطالع السقف وهو يحاول يوصل للسكين .. ولايدري ليش وكأنه مصاب بالشلل .. يتنافض كما الطير الجريح .. حست برجولها تتهاوى بالأرض .. وبصعوبه قامت ترجع لورا .. أنفجرت تبكي بقوة حتى تركض
بكل قوتها تاركته .. يلهث تحت وطأه هالجرح إلي أحدثته بأيديها .. !
.
.
.
يدفع باب المكتب بقوة حتى يدخل وخطواته الثايره تتحرك صوب مكتبه وهو يجلس وراه بكل أريحيه .. تتحرك أطراف غترته إلي مرميه ورا كتوفه العريضه .. واللحيه إلي تغطي تفاصيل رقبته بكثافه يمسكها بأنفاس حاره .. حاقده .. يمسح عليها ..ومن أستقرت خطواته قبال المكتب رمى الملف بوجه أبراهيم إلي أنتفض من على الكرسي بخرعه .. صرخ بقوة
" شف أسماء الشركات إلي دخلت بالمناقصه "
أبراهيم وهو يضم الملف بصدره وبإرتباك : معطيك خبر بالأسماء من قبل
بو فراس أنحنى وهو يضرب المكتب بكفه العريضه : والله .. والله يابو سعد إن مارست هالمناقصه علينا .. لا أكون مدمرك بأيديني الثنتين ..
أبراهيم والخوف سكن في عيونه : بو فراس .. أهدى كل أسماء الشركات إلي داخله بالمناقصه هذي واصلتني
بو فراس حرك أصبعه بتهديد قاتل : شف عاد .. أنا رضيت أتظاهر إن ممدوح هو من جابك لي وسيط بهالمناقصه وأنا وياك من قبل متفاهمين بالأمور وخالصين .. لكن عشانك كنت تبي يكون لك مدخل عليه رضيت بهالتمثيليه السخيفه .. وهالحين علي وعلى أعدائي يا أبراهيم تسمع
حرك الملف برجفه قباله وهو يفتحه ببطء .. يتصفح أسماء الشركات بأول ورقه .. يرفع عيونه لبو فراس
" هه .. كل الأسماء إلي أعرفها موجوده "
بو فراس صرخ وهو يرص على أسنانه : كمّل كمّل
يرجع أبراهيم يقرا الأسما .. يقلب الصفحه الثانيه .. حتى تجمد عيونه على آخر أسم .. ينقبض قلبه بقوة .. وعيونه تتسع بخوف .. يحرك عيونه لبو فراس بفاجعه ..
" ك..ككيف .. كيف دخلوا وأنا ماخذ منهم العهد أن مناقصة هالمشروع يتركوها لنا "
بو فراس ينحني جالس من حس بقوته تنهار .. وبحده : أنا ماعلي من هالكلام ..
أبراهيم بأنفعال : أقولك ماخذ منهم عهد .. والله ما أدري كيف دخل أسمهم بهالمناقصه !
بو فراس بنظره قاتله : إن ما راحت هالمناقصه لنا وتداركت الأمر .. تعرف إنك معي حفرت قبرك بيدك
أبراهيم وهو يمسك الملف بجنون .. يرفعه ويهزه : كيف أتدارك الخطا والأسماء نزلت ..
بو فراس : ماهو شغلي يابو سعد .. تطلعنا من هالكارثه .. ولاّ والله مابيحصل طيب .. أجل تهدم بيتي وأسكت .. ها تبيني أسكت لككك !!!!
نهض من كرسيه وهو يرفس الطاوله الصغيره برجله والشر يحتويه صوب أبراهيم .. فيما هو ظل جالس على الكرسي .. يرتعش من هالكارثه إلي حلت عليه رغم كل الصلاحيات والوعود إلي عطاها .. والتجاوزات .. يبلع ريقه بقوة ونبضات قلبه تندفع بجنون .. يحرك يده بصعوبه .. يفك أزارير ثوبه .. يحاول يتنفس .. من قدر يلعب من تحت الطاولة حتى حفر له قبره .. من !
.
.
.
أوقف قبال المرايه وأنا ألبس عبايتي وألف الشيله حول راسي .. لأن متعب ملزم أنزل له لنه يبي يحتسي معي وأنا عارفه أنه يبي يحتسي عن بتار .. مع أن أمري معه منتهي .. ما أقدر أنكر إني أنكسرت .. وأنجرحت .. وأنهنت .. وهذي هي بقايا الذل في وجهي باقيه .. من جرح منه لا زال تارك علامه على حاجبي .. وأظافير بنت عمه الشيخه .. بنت الشيوخ .. لكن بنفس الوقت ماهوب أنا إلي أوطي راسي للحزن .. أنتهينا .. خلاص .. كل واحد مننا يفارق الثاني بكرامته .. أو بالأصح بالباقي من كرامه .. إيه بتار قدر يحدث في حياتي تغييرات .. كانت مستحيله لوحده نفسي .. أكرمني .. وأظهر لي محبته بشكل تسبير .. قدر يخليني نفسه أبحث
عن بقايا الأشياء .. أحتفظ فيها وأنا إلي عمري ما أحتفظت بأشياء تغادرني .. لأنها تترك فيني ألم حتى لو أنها شي حلو .. وذكرى .. بس يظل الألم فيها أكبر .. تركني أنسانه ثانيه يمكن ما قدرت أوصل للمرحله إلي أتغير فيها من داخل وبرا .. بس الأكيد تغيرت من داخل .. صرت غير معه .. قدر يخلي صورته في قلبي وروحي .. متخيلين الشعور إلي أحس فيه لا شفته .. أرجف بحضرته .. قدر بلحظة يسعدني وبلحظة يهوي فيني لقاع الحزن .. أتخبّط معه .. أحس معه بمشاعر تسثيره تحتويني .. حتى إني كنت أتمنى ماتروح لأنها شي جميل .. كنت أدعي الله ماتروح .. أبيها .. أبي أتمسك فيها .. وأثرني طول الوقت .. واقفه على أرض
ميته .. يمكن قراري هذا محتاج شجاعه حتى أقول أنتهى الأمر .. تسان ظني إن راسي براس ناقه ألمه أكبر .. طلع فراق هالأنسان أكبر أكبر وجع .. كل ليله أتخيل إننا نتفارق .. ثم كل واحد يعيش حياته .. سيناريو أختي نوق .. نفسه .. نفسه بالتمام .. سبحان الله .. الزمن هو هو ..
أغمض عيوني بقوة ومالي على دموعي قدره .. أحس بحرارة الدمع .. وشي في قلبي يتسويني .. والمشكله ما أقدر أقول لأحد وأشتكي له .. ما أقدر .. لني لو قلته بيقولون هه .. النفسيه .. تبينه أرجعي له .. وش له هالدوامه .. أمسح دموعي بأطراف أصابعي .. باتسر لا قدر عمي عواد يدبّر لي أمر هالدراسه بلتهي عن كل شي .. كل شي .. وكل من شافني ولا شي .. بتمر السنين وأوريهم إني أقدر .. بنفسي وإرادتي .. أكون مثل ما أبي .. أسحب نقابي وأطلع من غرفتي .. أنزل من الدرج .. وأول ماوصلت للصاله .. يرتفع صوت أمي
" النوري .. هذا أنتي "
ألف للباب أطالع الحوش وراي والظلال تحتوي كل شي .. شمس العصر مالت للمغيب ..
أتحرك صوب غرفة التلفزيون وأول مادخلت إلا الكل موجود .. أنطق بصوت جاف
" هلا يمه "
" يمه وراتس ماعدتي تتقهوين معنا ! "
هزيت راسي وأنا أحس بألم في صدري غريب يدفعني أنهار أبتسي قبال أمي .. وأدفعه بالقوة بعيد عني
" معدتي ماتتحمل هالأيام قهوة "
الكل كانوا ساكتين وملامحهم شاحبه .. صامته ..
" يايمه هاللي تسوينه راضيه فيه ...؟ "
نطقت بأستفهام وبكل برود
" يمه وش قاعده أسوي أنا .. الصبح عندتس والغدا بغرفتي والعصريه إن ماتسان في عمال رحت قعدت بالحوش وبالليل نايمه .. مأذيه أحد ..؟ "
قالت أمي بحزن
"وش جاب الأذيه .. أبيتس تقعدين معنا "
" وأنا وين قاعده ذا الحين ماهوب معكم "
رفعت أمي يدها
" مع خواتتس "
نطقت بضحكه
" تكفين يمه .. هو أنا يومني كفيت خيري شري ماعجبكم .. وقبل ماعجبتكم .. الظاهر إني طايحه .. طايحه من عينتس مره ! "
وعد برجا : نوير ......
رفعت صوتي مقاطعتها .. مابي أسمع منها شي .. وأنا أطالع أمي
" يمه تساني مقصره بحقتس علميني وغيره أتركيه أفضل لتس ولي "
ورحت .. أرفع نقابي ألبسه على السريع .. أمي بمشاكل خواتي كلها .. دايما .. دايما تاخذهم لحالهم .. تحتويهم .. إلا على نوير ذا الحين .. لازم نحتسي معها والكل يسمع .. أنا مابي شي .. أبي أظل فتره لحالي .. أرتب أموري .. أبتعد عن كل شي .. أرتاح .. مر علي ضغط وشي مدري تسيف تجاوزته .. مدري .. أحس لا تذكرت حالي قبل إن عندي قدرة فولاذيه .. لأني للحين بعقلي ومتعافيه .. !
أسمع صوت خطوات شيما وراي .. أدخل قسم الرجال .. حتى أوقف عند المقلط ..
" سمعت أنك تبيني "
تعبرني شيما بهدوء داخله المقلط .. رفع صوته ..
" تعالي "
هالأنسان .. تسان أبعد .. أبعد من أني أتخيله في يوم عامود نور في طريقي .. وقف معي وقفه .. حسسني فعلا إن السقف إلي تسنا نحسبه .. أصبح مفتوح لعيون العالم .. هو جى وغطاه لنا .. صحيح غريب .. لكن أصبح لا مفر من أنه بمكان أبوي وأخوي .. هو من طلب من أمي تبعد عن مناقشة موضوع بتار معي وحتى خواتي .. وفعلا قليل جدا حاولت أمي .. هه تجيب طاري الأمر .. تطلع شيما وشيلتها حول كتوفها .. ترمي شعرها على كتفها ووجها المرتبك يتأملني .. أبصراحة .. أعتقد إن مأساة ماسواه أبوي .. وقف عندي .. وما أظن بأي شكل أن خواتي بيعيشون ما عشته .. محظوظة شيما بواحد نفس هالأنسان .. أتحرك وأول ماوقفت عند الباب حتى أشوفه جالس في مصدر المجلس .. متأنق .. بعد ماقلب المقلط لكنبات بدال ذاك الأثاث القديم .. قباله طاوله مليانه أوراق .. وصينية القهوة والشاي .. يحرك يده منزل الفنجان وثوبه بقماشه القاسي يصدر صوت من لامس بعضه .. على يسار تجلس شيما بأدب .. أحسها عنده تسنها طالبه !
" آمر "
متعب وعيونه أبد مارفعها لي .. حرك يده لليمين
" أرتاحي "
دخلت المجلس .. حتى أجلس على أقرب كنبه عند الباب .. وهو قبالي صار .. أرتاحت أيديه على ركبه .. نطق بصوت متزن
" بشريني عنتس "
" الحمدالله "
" موعدتس باتسر "
هزيت كتوفي برفض
" مانيب بحاجه أروح .. أموري طيبه "
" مانيب مجبرتس والله .. هذي صحتتس وأنتي أعرف فيها "
سكت لحظات ثم سأل
" مستعده نحتسي باللي صار كله "
أشوفه سحب أوراق يحطها فوق بعض .. ينتظر ردي رفعت يدي مثبته عباتي على راسي وقلبي مدري ليش بدى يدق بقوة ..
" مستعده "
نطق بهدوء
" أبي أسمع كل شي صار كل شي وتأكدي .. إن أمرتس فيه عرب وجاهيات بتجي عشانتس .. وأنا موقفها لين ترتاحين .. وتشوفين وضعتس .. والأمر ماطلع لأحد بيننا وبينهم "
كنت كارهه هاللحظة .. إلي فيها أبرر لأمر منتهي عندي .. أخذت نفس تشجعت
" يوم الحفله .. لقيت عمتي مرسله علي طالبه أدق عليها "
حرك عيونه بنظرة أخلعتني .. أنتفض بصدمه ينطق الأسم
" نوره !!! "
حركت عيوني لشيما إلي راحت فيها وتسنها تقول لي لا تقولين أني أعرف .. فهمت نظرتها زين .. رجعت أطالعه .. هزيت راسي
" عمتي نوره هي إلي علمتني بكل شي .. وتعبت من حتسيها بعدين في آخر الحفل وأنا تعبانه من القولون مره وكنت أستفرغ .. طلعت من الحمام .. "
قمت أرجف .. أهتز بقوة وقلبي تهيأ لي أنهآله .. يضرب بقوة تسنه طبل لدرجه حسيت بمسامات جلدي تتفتح .. صوتي تغيّر .. أضعف .. صرت أرفع أيديني .. وتسني أتنفس من ما أقول .. أتنفس الفرج والحمول تنزل من كتوفي .. يختنق صوتي .. تسد حلقي العبره وعيوني أحس فيها بحراره ..
" أعترضتني غاده .. وصارت تردد علي أن راسي براس ناقه .. وتقرب مني تسنها تتحداني .. رفعت يدها لامسه راسي وماقدرت .. هجمت عليها "
نطق بعصبيه ونبرته تصير شديده
" عمتي وش قالت لتس بالضبط "
" قالت كل شي وحذرتني من بتار ومن هكا النعيم على قولتها وكنت فيه "
قاطعني بنبره أستهزاء
" تحذرتس ! "
رديت عليه بسرعه
" لا تقول لي عن نواياها وعن فعولها وشرها .. أعرف من تكون عمتي وهذا ماهوب تفكيري .. عمتي ماقالت إلا الحق .. الحق إلي الكل يعرفه وأنا لحالي صاحبة الأمر فيه ما أعرفه "
لقيت نفسي أنهار .. أبتسي قباله
" أكسروني .. يومني طول الوقت أفكر وأخطط وأرفع راسي وأرد على أساس إني صاحبة الحق ثم آخرتها .. آخرتها أطلع .. "
أرفع أيديني أشاهق بقوة .. أحس بأيدين شيما تلتف حولي .. تضمني بقوة ..
" ماعاد بيني وبين أبن جهيمان من حياة خلاص "
أرتخى صوته بأسف وحزن ..
" بس أبن جهيمان جايتس باتسر يالنوري باللي بيرفع راستس ومعه جاهيته "
هزيت راسي برفض
" ماعاد من أمر بيصلح إلي بيننا "
" والله فيه .. والله ..خليتس واثقه بحتسيي .. وأرفعي راستتس .. الأمور الجايه خير لتس ولنادر أخوتس رحمة الله عليه وأمتس ولكم كلكم .. "
مارديت عليه .. تهزني شيما .. تنطق بصوت واطي
" سمعتيه .. سمعتيه وش قال .. "
قمت من مكاني وطلعت من باب المدخل للحوش .. ما أدري وش من أمر خير لي من بعد ما أنتهى فيني الأمر .. بضعفي وقلة حيلي .. بين أيدين واحدن غريب عني .. وأنا .. أنا إلي طول عمري أدفع راسي لفوق بقوة .. !
.
.
.
الرياض
ينحني يسحب قطعة سجاد مغطيه العشب الأخضر كله بمساحة واسعه .. المكان حوله مزدحم بالشباب والضحكات إلي ترتفع .. فيما وراه عين الشمس غابت .. يوقف بطوله والنظارات الشمسيه لا زالت عالقه بشعره الكثيف .. يلبس ثوب سكري .. والكبك يستقر على أطراف أكمام ثوبه بأناقه .. يصفق بقوة للحظات مأشر على أسلحة الصيد المستقره بالوسط
" يااااااااااشباااااااااااااب .. ترا أبجرب أرمي .. غابت عين الشمس ! "
يتقدم واحد من الشباب حتى ينحني ساحب الشوزن .. وهو يمسكه بأتقان مقربه من ملامحه وكأنه راح يرمي
" عمك يدري أن سهرتنا اليوم بأستراحته وإننا جايبين أسلحة الصيد بنجرب "
مشعل بثقه : تخبر أستراحة عمي مفتوحه للكل ..
" مشعااااااااااااااال "
يلف لمصدر الصوت حتى يلمح خويه بمسافه بعيده عنه واقف يأشر له
" هات الشوزن ضبطنا لنا مكان بعيد عن هالمنطقه .. بنتدرب على الرمي شوي "
يركض مشعل حتى يسحب السلاح بإبتسامه وخطواته الواسعه تتوجه لصديقه .. طالع من هالحديقه صوب الرمل .. يعترضه واحد وهو يمازحه
" ماهوب دورك يالحبيب أنا أول "
مشعل يدفعه بقوة : سامي .. توكل على الله .. أخذته قبلك
سامي بعناد : هات أقول
مشعل يلف لخالد إلي يصوّر : لا تصوّر ياحمار ..!
سامي أنفجر ضحك : ماتبينا نصورك وأنت قاعد تنتظر دورك
مشعل بضحكه : ماتفرق معي بس وخّر لني أنا من جهزت لكم كل شي وجمعتكم
" وهذا مشعل مع سامي يتهاوشون على الشوزن "
يقولها خالد إلي تحرك يدور حولهم ..
مشعل صار يدفع سامي من قلب : والله ماتمسكه وتسان لك حيل خذه
سامي بحماس : ترا أنت من قلبتها تحدي
تحرك ماسك بأيديه الثنتين الشوزن يجره بالقوة من أيدين مشعل إلي تمايل يبي يدفعه .. ترتفع الضحكات وهم بدوا يتعاركون على السلاح إلي كلن يبي ياخذه ويجربه بالأول .. فجأه يمر أصبع مشعل على الزناد .. يضغطه حتى تنطلق الرصاصه مصدره صوت قوي .. أنتفض الكل من هالرصاصه إلي مايدرون وين أستقرت .. يرمي السلاح مشعل وهو يرتمي على الأرض بعيون أتسعت بفاجعه وخوف لايكون أستقرت في صدر أحد من أخوياه بالغلط !
صمت غريب أحتوى المكان ماغير صوت الغنم والطيور إلي صارت تتحرك بشكل كبير والغبار من خطواتهم يرتفع ..
سامي وهو يتلفت : بسم الله .. أحد جاه شي
الكل عيونهم صارت تحوم فالمكان والأنفاس المرعوبه تتوقف ..
مشعل يضرب صدره بأرتياح: الظاهر طارت بالهوا
فجأه ينفجر واحد من أخوياهم ضحك .. وهو يصرخ
" ذبحتوا العنز الله يقطع شركم "
يتحرك الكل ركض للمكان وهو بخوف نهض .. بصدمه .. عنز ..!
لا لا مستحيل .. يارب لا .. لاتكون عنزها الغبرا ثم ينتهي أمره .. راح يركض بكل قوته لشبك الحلال وهو رافع ثوبه من الخرعه .. تجمد خطواته حتى يصرخ بذهول وهو يحط يده على راسه من ماراح يجيه
" ذبحت المزيونه ! "
.
.
.
كــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|