كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســم الله الرحمن الرحيم
مساء الحب لقلوبكم ياطيبين .. شكرا من القلب لردودكم .. يارب لا تحرمني من هاللي تسعدني بتعليقها والله .. وأخيرا لامارا قررت تكتب لنا تعليق يشرح الصدر .. أشتقنا والله ..
نوير الأغلبيه مع أو ضد .. طبعا مدري ليش مصرين على حملها .. وقلت لكم فكروا خارج الصندوق شوي .. ^ ^ ..
(55)
فجّرت هالكلمات في وجها هي المتمدده بصدمه وذهول على الأرض .. عيون متسعه تحاول فيهم تسحب هوا ثقيل لرئتها .. تزحف .. تحاول توقف والصراخ من غاده لا زال يرتفع ..
سكين غرستها بصدرها الدامي .. تنهار تبكي بقوة .. يرتفع صدرها فجأه ويهبط من هالألم
العظيم إلي يلمع بنظرة عيونها المصدومه .. تحاول تقوم بس ماتقدر .. كل قواها فجأه
أخذت تنهار .. تنهار وتتلاشى للعدم .. محاولة يائسه أخيره حتى تنهض متسانده على الجدار .. تحس برطوبة العشب الأخضر تحت أقدامها الحافيه .. تنحني بإنكسار تجهش فالبكا وأم غاده بكل قوتها دفعت بنتها لداخل البيت .. تتلمس وجها الحار بأيدين ترجف .. والألم بشكل غريب راح يتوزّع ببطنها وراسها ومفاصلها .. والحكاية إلي خططت على نهايتها .. ما أرادت
تنتهي إلا وهي عايثه فساد في جوفها .. على أنغام الذل والقاع إلي تجرعته قول وفعل ..
يهتز جسدها بشكل غريب وهي تنحني أكثر .. من شهقاتها إلي تظهر من شفاتها مره ..
كان لأي أحد تعانق خطواته هالحديقه أنه يسمعها .. تطيح على ركبها والألم وهالسكوت الغريب بدى يفقدها وعيها .. تحاول تبتلع الهوا لكن شي ما يوقف لها .. تغيب الصوره
من قبالها .. تغيب وتنتهي .. مثل ما أنتهت كثير أشياء فيها
.
.
.
أوقف قباله وهو يرتب الفرشه الخاصه فينا ببطء .. بعد مارفض إني ألمس شي لنه بيسوي كل شي .. ورانا بمسافه بعيده شوي .. خواتي وأغراضهم .. أسمع صوت ضحك وعد وعهد وهيا من بعيد يوصلني لكن ما أدري تسيف تسذا يضحكون وأختي نوير بعيده عننا زعلانه ..
أصلا أنصدمت يوم عرفت أن وعد هي إلي طلبت من متعب بشكل غير مباشر أنهم يطلعون ..
متحلطمه قباله من القعده فالبيت .. مدري ليش تفشلت منها .. أحس أنها زودتها معه حيل ..
يظل غريب صح أنه صار وصينا وولي أمرنا والمسؤول عننا بدون أوراق تثبت هالشي .. وصح صار زوجي .. لكن ماهوب ملزوم .. طول عمرنا تعودنا إن طلعاتنا محدوده ووناستنا نصنعها بأنفسنا .. لا أجتمعنا مع بعض فالحوش أو قررنا نطلع مره بالثلاث الشهور لمطعم أو نروح لأستراحه .. تكتفت وأنا أطالع السحب إلي تغطي عين الشمس وأحس الجو فجأه أظلم شوي سبحان الله .. تسانت نوير تخطط على هالشي .. تصير تجمع من راتبها إلي أصلا عمره ماكان لها .. مقسّم لأغراض البيت ومطالب خواتي ثم تجينا فجأه تقول أنا جمعت لطلعتنا فلوس .. تسان تقدر توفّر لنفسها .. بس لا .. همها حنا .. حنا وبس ..صح نوير شديده وجديه وماخذه الأمور يا أبيض يا أسود ..
وصح عندها نظرة سلبيه للأمور بشكل مبالغ فيه .. وماتنلام .. هي قد قالت لي ولنوق أنها تكره هالصفه فيها .. بس عجزت .. إلي مرت فيه ماهوب شي سهل .. شافت كل مامرت فيه أمي ونوق وأبوي .. حنا نسمعه .. نتذكّر شي بسيط منها وتوجعنا .. توجعنا للحين .. للحين .. تسيف فيها هي .. وبعدين كلنا فينا أشياء نعرف إنها أشياء ماهيب زينه وممكن تضايق إلي
يعرفنا وتنفره .. أنا خوافه .. أتردد تسثير بأي شي .. ماعندي صديقات واجد نفس هيا ووعد وهيا .. يادوب ثنتين .. ودي أصير أجتماعيه وعندي صديقات واجد .. ما أقدر .. ماحب أحد يصارخ بوجهي .. مدري وش يجيني .. أدوخ .. هل بيجي يوم مثلا متعب ماراح يتحملني .. هل بينقال عني ماعندي سالفه .. أتدلع .. أنتي مريضه ولازم تتعالجين .. هل ممكن أحد بيتجرأ يجرحني بصفاتي إلي أعرف أنها سيئه .. وأبيها تتغير بس ما أقدر .. ما أقدر .. هل بيجي يوم وأحد بيتجرأ يأشر علي ويقول فيتس وفيتس وفيتس .. من أقرب الناس .. خواتي !
ما أظن بتحمل والله ما أحب أحد يعايرني بخوفي .. تسيف في نوير بتتحمله وهي إلي ضحت بمستقبلها ودراستها .. قالت لنا أهم شي أنتم .. لاينقصكم شي .. أدخلوا الجامعه مثل صديقاتكم .. صديقات نوير هالحين خريجات .. متوظفات .. حتى لو تسانوا عاطلات ع الأقل حققوا حلمهم بالدراسه لكن نوير .. وش تسانت تحس فيه يوم تباشروا البنات دخولهن للجامعه الفلانيه .. وش حست فيه بعد سنين وهي يحتفلون بتخرجهم .. يرسلون لها ويقولون ليتتس معنا يانوير .. حاولت أتخيل ماقدرت .. أحس قلبي ثقيل يوجعني ..
عقدت حواجبي ورجعت أطالعه وهو يروح لورا سيارته .. يسحب الدافور وملامح وجهه
تنكمش فجأه .. وبلا مقدمات يطيح الدافور من يده .. شهقت بخرعه وأنا جمدت واقفه ..
يتمايل هو حتى يطيح بالأرض .. مدري وش جاه .. تهب الهوا بقوة مندفعه وصوت الرعد
ضرب بقوة فوق روسنا .. رفعت أيديني حتى أغطي فيها أذاني وأصرخ منحنيه جالسه على الأرض .. أغمض عيوني بقوة .. أردد بصوت خايف
" يممممممااااه .. يمممه .. بسم الله الرحمن الرحيـم .. يارب رحمتك .. بسم الله .. بسم الله "
يرجع يضرب من جديد وأحس أنه فوق راسي .. قمت أتنافض مع الصوت حتى أصرخ
" يمممماااااه "
وأنا ماسكه نفسي لا أبتسي ..أفز واقفه وقلبي بيوقف من الروعه .. خلاص ماعدت أشوف شي .. أركض همي أدخل السياره .. وماحسيت إلا بنفسي أضرب التراب بقوة وراسي ..
راسي راح فيها .. تمددت على التراب .. مدري أنا نطيت من شي أو طحت .. مدري ..
" بسم الله عليتس شيما .. وش جاتس "
حاولت أقوم وأنا أحس بفمي تراب وخشمي ..خشمي أحس أنه أستوى مع وجهي وصار واحد .. وألم براسي تسنه صداع أو شي .. أحس بأيدينه تشد يدي يحاول يرفعني
" ماتشوفين المركه وهي وش كبرها "
قالها متخرع ولا أدري تسيف جاني بهالسرعه وهو تسان طايح قدامي ..
ماقدرت أمسك نفسي .. بكيت من الألم .. والشكل البايخ إلي صرت فيه وكل شي قبالي أسود حتى نقابي مدري ماعدت أشوف فيه .. راح فوق تحت .. نطقت بضعف
" خــ .. خففففت "
بصدمه
" من الرعد .. قومي يابوي قومي الله يصلحتس ويهديتس .. قومي ! "
سحبني بقوته حتى أعتدل جالسه بالغصب وأنا أرجف .. أتنافض .. أحس فيه يجلس بجنبي وهو يتنفس بصوت مسموع .. ما أشوفه ... ما أشوف شي .. أرفع أيديني أنفض التراب عنها ولا أدري وش أعدّل عبايتي .. نقابي ولا أمسك نفسي لا أبتسي بزياده .. صرت أتلمّس نقابي أحاول أعدله ..
وماحتسى بشي نهائي .. جريت النقاب بقوة حتى أبعده عن وجهي .. أشوف نفسي جالسه
السياره وراي وهي كانت قبالي قبل شوي .. والمركه إلي طحت منها طالعه من الفرشه ..
تطيح عيوني عليه وهو يجلس بجنبي .. يمدد رجوله لقدام ..كتفه شوي يلامس كتفي .. قريب .. قريب للدرجه إلي حسيت فيها أن تقلصات ببطني فجأه قمت أحس فيها .. ملامحه لأول مره أشوفها بهالقرب .. نزلت بعيوني بسرعه لحضني حتى أشوف عبايتي السودا راحت شهبا من الغبار .. بلعت ريقي وعيوني تضيق بقوة .. أتمنى الأرض تنشق وتبلعني .. بطيحتي بشكلي بموقفي البايخ معه .. بكل شي .. تبلعه وينسى خلاص ماتسنه موجود .. تمتلي عيوني بالدموع .. أبي أرجع للبيت خلاص .. أبي أرجع.. فجأه يضحك .. أرفع عيوني له .. وعلى طول رفع أيديه يبرر وهو يتجاهل يطالعني
" والله غصب عني "
ظليت أطالعه متنحه ..وأنا من داخل رايحه فيها ..قلبي بدى يرجف مدري ليه وتسني لا طالعته تسذا أسوي شي عيب .. أخاف أحد يشوفني أو يكشف عن نظرتي له .. أخاف عيوني تلتقي بعيونه .. يطالعني بشكل مباشر وأنا بعد .. تنفست بعمق .. وصوت ضحكته يتردد ..
ما أذكر أبوي تسان يضحك تسذا ..!
هو ماهوب أبوي إلي يصارخ ويثور علينا لسبب وبدون سبب .. لا هو ماهوب أبوي .. لا تصرفاته .. لا هدوءه .. لا حتسيه وتعامله .. نفس ماتقول لي أمي .. نفسه .. بالضبط .. بلعت ريقي وأنا أرجع أطالع حضني .. ألم بعظامي فضيع .. أحس فيه يتحرك كأنه يعدل غترته .. يلف لي .. أحس فيه وبنظراته وبكل شي ..
" أنتي ماتخلص دموعتس .. أبد ..؟ "
" أبي نرجع للبيت "
قلتها وأنا بالعافيه أنطقها ..أحس خلاص ماعدت قادره أجلس .. يجيني صوته الغريب .. الهادي وكأنه مبتسم
" بنرجع .. بس ما أتوقع أختتس وعد بتوافق بعد ماطلبت ذيك الطلبات كلها ! "
لفيت أطالعهن من بعيد .. أكرهتس ياوعد ! أكرهتسسسس
" قومي هاتي الدافور لي خلينا نجهز قهوتنا "
قالها بنبره غريبه فيها أسف .. وهو يلف لورا يطالع الدافور .. وأنا أدفع نفسي بشكل غريب أطالعه مره ثانيه .. لف لي فجأه وعلى طول أنتفضت واقفه .. رفع عيونه لفوق مستغرب ..
" أبشر "
قلتها بسرعه وأنا أتحرك أعرج من رجولي .. أوقف أحاول أتوازن .. وأكمّل مشي صوب الدافور المرمي .. قلبي لا زال يضرب بقوة .. يربكني .. يارب مايكون حس فيني وأنا أطالعه .. يارب ماحس .. يارب!
.
.
.
" جلوي .. جلوي .. جلوي قم أشوف قم "
تقولها بخوف وهي صحت على نفسها نايمه على الرجال ومتمسكه فيه بقوة .. وهو مفترش الفراش كأنه مغمى عليه أو ميت !
يد بجهه ورجل كل وحده بجهه .. حطت أيديها السمينه على صدره النحيف .. تجر فانيلته بقبضة أيديها وبروعه .. ملامح وجها لا زال يحتويها النوم .. وشعرها الطويل ملتف بفوضويه وبعضه مبعثر .. تفك قبضة أيديها عن صدره حتى تضرب خده بيدها والخوف
يسكن عيونها .. لحظات وينطق بملل
" هممممممم "
يحرك يده بطفش حتى يفرك شعره وماهو قادر حتى يفتح عيونه .. ينهدر الدم في عروقها وأنفاسها تجرها بصعوبه لصدرها .. ماتدري وش جاها أول ماصحت ولقت نفسها فوقه ..
وهو مايتحرك نهائي .. مايتحرك .. وبلا شعور نزلت يدها الثقيله على صدره .. ضاربته من القهر .. أنتفض بقوة متكور على نفسه .. ساحب أيديه لصدره بألم .. سحبت جسمها بسرعه نازله من السرير .. تتحرك بخطوات ضايعه .. لحظات وترجع ..
" هالحين بمووووت ! "
يقولها بألم .. حركت أيديها بغضب
" نص ساعه وأنا أحاول أصحيك .. نص ساعه "
لفت له حتى تنحني تصرخ فيه
" قلت الرجال مات على يدي .. وش بلاك تسذا نايم لك سنه مانمت وقلت أنام نومة أصحاب الكهف أستغفر الله .. بغيت أروح فيها "
يدفن راسه بالمخده حتى ينطق بصوت ثقيل
" لي سنين مانمت وأنا بحضنتس .. تبيني أفوّت هالفرصه يعني ! "
جمدت تطالع فيه بعيون أتسعت بقوة من ماقاله .. تشوفه متكور على نفسه وملامح وجهه يدفنها بالمخده .. لحظات ويميل براسه ببطء حتى تظهر طرف من عينه .. يطالعها.. يعتدل فجأه منسدح على يساره .. يسند براسه على يده حتى ينطق
" تسنتي متمسكه فيني بقوة وأنتي نايمه حتى بالعافيه فكيتيني عشان أروح أصلي "
قالت بنبره ثايره .. يتعاظم فيها القهر
" تسذوب "
صغرت عيونه وهو ناوي يستفزها ويقهرها
" تنكرين يعني .. توتس تحسبيني مت منتس وش معناه هذا "
رفعت يدها بوجهه وبتهديد
" جلوي أسكت أحسن لك .. وأترك عنك حركات المراهقين "
فتحت عيونها حتى تحرك يدها بوجهه وتنطق بدون نفس
" وبعدين تعال .. وش مسوي بشعرك .. وش ذا القصه متى أمداك تخفف شعرك تسذا ! "
أبتسم بهدوء حتى ياخذ نفس بعمق ويسحب جسمه متربع على السرير .. يفرك صدره بقوة وواضح أنه يتألم .. ينطق بصوت يخالطه الوجع
" وش رايتس ..؟ "
" أنا بفهم .. تشببت يعني ذا الحين "
" وش قاهرتس المفروض تفرحين بشكلي "
" أأأأستغففففر الله ! "
يرفع أيديه يمسح على شعره إلي مخففه من الأطراف بشكل شبه واضح فيما كثافة شعره أستقرت بالوسط وورا .. تتمايل خصلات شعره لليسار .. وهو مستمر يرجعه لورا ..
" تراي صحيت الفجر ورحت للحلال مع عبادي .. وأفطرنا بمطعم ورجعنا تروشنا وطلعنا من جديد حوالي الساعه 8 حلقّت أنا وياه لن باتسر الجمعه ما أبي أصادف الزحمه ثم أخذته لأبوي ومشعل .. وقضيت لي أشغال واجد ورجعت وأنتي خامده تحسبينا نفستس ! "
نوق بصدمه : أحلف
جلوي بطفش وهو يحرك يده للباب : روحي للمطبخ حتى تقضيت له وأنا جاي
ظلت تطالعه حتى تتحرك تركض صوب الباب طالعه منه وهو بدون تفكير رجع متمدد على السرير .. يسحب اللحاف مغطي جسمه .. والأبتسامه تظهر على شفاته من ألف فكره تجول في خاطره .. !
.
.
.
يرفع أيديه بفرح حتى يحضنها بقوة .. تتمايل عليه وهي تلف أيدينها بقوة حول خصره
" الحمدالله إلي شفتك بخير وعافيه ياناديه .. الحمدالله "
يحرك يده حتى تستقر على شعرها .. ينحني براسه يبوس راسها بحنان وحب .. يظل يمسح على شعرها حتى ينطق بخوف
" إيش كان في بالك وأنتي عند صديقتك.. مافكرتي بوضعنا "
تلمع بين شفاته ضحكة أستهزاء .. هو الجالس قبالهم على كرسي خشب .. يسند بيده على طرف الكرسي فيما كفه المتملله تنام على خده .. يقرر يحركها بالهوا فجأه من سألها فارس هالسؤال.. بأستفهام .. وصوته أرتفع
" تسيف مافكرت .. إلا فكرت ونص .. وش بلاك يافارس أي وحده تقرر تشرد عن زوجها وأخوها أكيد بتعرف أنهم بيسألون عنها .. ويبحثون وممكن تسان يبلغون الشرطه .. بس ربك رحمته واسعه فينا وهي بعد .. ماشاء الله قررت تسذا من نفسها تجي للبيت .. أصيله أختك ..
من يومها "
كان الأمر الأخير إلي هددها فيه قبل لا تدخل على أخوها .. أنه تظهر للكل أنها جت للبيت بنفسها .. لا طاح فيها بالمطار ولا حتى دخلته .. تحرك عيونها الصامته له وهو يتأملها بعمق .. ينظر لها بنظرة كره متأصله وكأنه وده يهجم عليها .. شر غريب متضاعف بنظرات عيونه .. ساكته ومكتفيه تهز راسها .. مجبوره تنطق بكلمات معدوده .. تبعد بجسمها عن أخوها معتدله .. تحرك راسها له .. تسحب يده حتى تنحني تبوسها تنطق والعبره تخنق
صوتها " آسفه "
وبسرعه عواد صد بملامحه القاسيه .. مستقره عيونه على لوحة تتشبث بالجدار بيأس .. شي بصدره ألتهب .. هالأحضان من فارس لأخته كانت تكويه بشكل ما ..
تبعثره رغم قساوته وهالمسافات البعيده مابينه وبينها .. ومراره تندفع لمعدته ..
" حبيبتي .. أنتي كل شي بالنسبه لي .. أختي وأمي وأهلي كلهم .. تعرفين إيش كانت حالتي وحالة عواد وحنا من مكان لمكان نسأل عليك .. ماعرفتي أن عواد تـ .... "
نهض فجأه .. قاطع كلام فارس بحده
" حنا علينا يافارس نحتفل برجوع أختك لنا .. صح ولا لا ..؟ "
حرك أيديه وفارس بأستغراب يطالعه
" كل شي أنتهى.. الأيام المقبله علينا مختلفه .. مختلفه بكل شي "
أنعقدت حواجب فارس بشكل ملحوظ والأبتسامه مافارقت شفاته .. ثواني صمت حتى يهز راسه
" دام ندوش بخير وعندك ياعواد .. أكيد بتكون أيامنا مختلفه ..! "
ضحك عواد وهو يتحرك بخطواته وطوله صوب الباب .. يطلع منه
وبسرعه ناديه مسكت كف أخوها بقوة تشد عليه .. تنطق بخوف وبصوت واطي حيل
" فارس أنتبه على نفسك .. سدد ديونك بسرعه تكفى ! "
فارس بهدوء : شايله هم ديوني ..؟
ناديه برجا : ممكن تسمع كلامي تنتبه
فارس سحبها له .. حضنها : ماعليك .. أموري مستقره بفضل الله ثم معاونة عواد لي
" سيد .. هات الأكياس إلي قلت لك تحطها في الثلاجه قبل شوي مع القهوة والشاي "
يرتفع صوته حتى يدخل ..وبسرعه هي سحبت جسمها من بين أيدين أخوها معتدله ونظرها المرتبك يتشتت في هالتفاصيل إلي قبالها .. تتحرك خطواته بإستقامه وإتزان لها .. حتى من وصل مد كف يده صوبها
" عطيناتس وقت كفايه تقعدين جنب أخوتس ويتحمّد لتس بالسلامه وتسمعينه ويسمعتتس.. هالحين وقتنا "
أنتهى من هالكلام حتى تمدد يده صوب كفها .. يسحبها له بقوة .. ياخذها صوب كنبه طويله .. يجلس وتجلس بجنبه .. تتعالى ضحكات فارس .. ينطق
" يعني خلاص .. لا تقرّب منها ! "
تسحب ناديه يدها بالغصب من بين أصابعه .. تنوي تزحف بس يرجع يحط يده على ركبتها بقوة يرص عليها بمعنى " أنتبهي "
عواد : زوجتي أغار عليها
فارس هز راسه : بناخذها منك كم يوم .. أجتماع عايلتنا الكبير قريب
عواد بسرعه رفع يده : لك من يجيبها لحد عندك بالشرقيه ..
فارس بأستسلام : إذا بهالشكل .. ماعندي أعتراض أهم شي تحضر
يتحرك واقف من سمع أصوات أكياس تقترب .. وبخطوات واسعه يتوجه للباب .. حركت عيونها ناديه صوب أخوها إلي رفع يده مأشر فيها صوب عواد .. وهو يعطيها إشاره أنه تساعده .. نطقت بقهر
" إيش "
فارس من طلع عواد : ساعديه
ناديه حركت كتوفه وبإرتباك : هو مايبي .. !
فارس بحده وإستنكار : حتى لو قاله .. مايشتغل زوجك وأنتي جالسه .. قومي يلا !
ضاقت عيونها بقوة وبتردد نهضت واقفه .. كان ودها تقوله هذا صديقك إلي تشيل همه هددها فيك .. يبي يدمرك عشان بس أنه حاقد عليها وعلى مافكرت.. لكن أكتفت تبلع الكلام وتتحرك تجر خطواتها بصعوبه للباب .. ترفع يدها حتى تستقر على الإطار .. تميل براسها لبرا .. تشوفه منحني يفتح الأكياس في آخر الممر قبال الباب إلي كان شبه مفتوح .. ونور الشمس يختلط مع أنوار الإضاءه المعلقه بالسقف .. خطواته تستقر على سجاد تركي فاخر ..
تبعد راسها متراجعه لورا من أندفع الباب حتى يدخل سيد يشيل صينية القهوة والشاي ..
" نزلها هنيا ورح ياسيد لمشوارك .. أخرتك "
" دكتور يجي ساعه سته تمام "
يهز عواد راسه برفض وأهتمامه لا زال بالأكياس
" لا .. ماراح يجي أنت بس توكّل على الله "
عقدت حواجبها بقوة من سمعت طاري دكتور .. تميل براسها بسرعه حتى تشوف سيد يطلع وبسرعه تدفع جسمها طالعه من المجلس .. تمشي بهدوء على هالسجاد الناعم .. تتقدم له .. وبدون مايلتفت لها
" خير وش طلعتس من المجلس "
حركت يدها بتردد للأكياس
" جيت أبساعدك "
ضحك
" فيتس الخير والله "
ردت بقهر
" فيني بس أنت معمي عيونك "
أنفجرت الكلمات من شفاته وهو يرص على أسنانه بقوة مخفض صوته
" ناديه .. طسي لأخوتس تراي فعلا مانيب رايق ولا لي خلق أرد عليتس .. لا تحطين لي يومنتس شفتي أخوتس خلاص .. صرت قويه وأرد ! "
سحبت هوا بقوة لصدرها وأنفاسها ترجف .. فيها غيظ من طريقته الكريه بالكلام .. من أستفزازه ومنطقه الغريب بالرد والتصرفات إلي قاعد يظهرها على أساس يجرحها ويهينها
ويذلها .. هل من المنطق إلي قاعد يسويه .. يتحداها .. يهددها بعلاقة صداقه بينه وبين فارس من قبل لا يعرفها .. يهددها بعايلتها .. بتدميرهم وعشان غلطه .. غلطة تفكير !
غلطه هو تداركها ماجرحت فيها أحد .. كان ممكن تجرح .. بس هو وقف بصدره لها ..
منعها ..
ردت بنبره جافه منخفضه ..
" أنت إيش قاعد تسوي معي .. إيش تبي توصل له .. تدمرني .. تجرحني .. إيش قاعد تسوي ياعواد فهمني .. فاسده .. تربيتي زفت .. ماتربيت .. تقولها وأنا عارفه إنك تعرف .. إني متربيه غصب عن إلي مايشوف هالشي "
يرمي الأكياس فجأه حتى يفز واقف دافعها لورا
" روحي ! "
تتقدم منه .. تلصق فيه وعيونها الغاضبه ترتفع ثابته على عيونه
" عيب عليك .. عيب تتهم زوجتك .. عرضك بالفساد .. لو أنك رجل صح ومتأكد من فسادي إيش تبي فيني .. ماتقول لي .. "
حركت يدها تضرب كتفه بقبضه يدها
" أهلي تعرفهم من قبل لا تعرفني .. لا تجي اليوم تاخذ دور أمك وتوقف مكانها ظالم لأني مابسكت لك .. والله ما أسكت لك ياعواد .. والله ! "
" ناديه "
تلف فجأه لآخر الممر حتى تشوف أخوها يوقف بطوله عند الباب وعلى وجهه علامات صدمه من ماسمعه .. أبعدت عن عواد بخطوتين وهي تحاول تتمالك نفسها وأنفاسها المتسارعه غضب ..
" تتهاوشون بسبب إيش "
ناديه بعصبيه : أسأله .. وجه له السؤال أبي أسمع رده أنا وهالحين ..؟
عواد بنظرة فولاذيه توجهت لها : ..............................
ناديه حركت يدها بتهديد : ما أخاف ولا تقدر ياعواد تسوي إلي براسك .. أبشرك .. أمك علمتني أشياء قبل لا تورثّك إلي بقلبها .. !
خطوات واسعه من أخوها حتى ينحني بصدمه يسحبها مع يدها ويوقف مابينه وبين عواد ..
يلف لها
" أحترمي زوجك ياناديه وبلاش من هالكلام ! "
ناديه بقهر : أقولك أسأله .. أسأله
فارس بعصبيه : مهما كان مابينكم ماتوصل لقله الأدب بالكلام
ناديه أتسعت عيونها : قلة أدب ..قلة أدب يافارس .. ( رفعت صوتها وهي تأشر عليه ) قلة الأدب إلي أسمعه منه من يوم وصلت للبيت ..
فارس حرك يدها وهو ثار غضب : زوجك ساكت وأنتي إلي قاعده تتكلمين بالغلط عليه
ناديه سحبت يدها متراجعه عنهم : ساكت لأنه يعرف نفسه قبالك مايقدر يقول شي ولا يقدر
وبنظرة ثلجيه صوبها .. تكتف نطق
" أنتي قولي .. أبي أسمع "
فارس بضيق وهو خاف لا تكبر السالفه ما بينهم : أستهدوا بالله .. خلاص مابي أسمع شي .. أبي أقعد معكم
عواد بتحدي : لا هي تكلمت .. وأبي أسمع
ناديه تتكتف نفسه وبتحدي : ماعاد أبي أقول شي خلاص !
عواد ضحك هز راسه : إيه تسذا .. خليتس مانتيب قد ماتقولينه
تنحت فيه وهو يفك أيديه ويلف منحني يشيل الصينيه .. ينطق بحده
" تعال يافارس وخلك مننا لأننا ماحنا خالصين "
عبرها صوب المجلس .. وفارس ظل يطالعه بضيق .. يأشر عليها
" لا تضغطين على زوجك ياناديه .. ترا صحته لك عليها من بعد ماأخذتس ممدوح من البيت ولا عاد نعرف وينك "
ناديه بأندفاع وقهر من وقوف فارس مع عواد : وأنا بعد صحتي بتكون لك عليها من وراه !
تمايلت من حط فارس يده على وجها دافعه بالغصب ..
" بس .. بسسس .. بسسسس "
وعلى طول تحرك تاركها .. متوجه للمجلس
.
.
أسدّل الليل بأستاره على هالكون إلي تحس فيه بأحساسها يشل .. تدفع الباب الزجاجي بأيديها إلي ترجف .. يستقبلها زحمة الناس وعيونها تخطف بنظرتها على ملامحهم .. توقف تتلفت بضياع والدموع تنزل من عيونها بلا إراده منها .. تسمع وراها صوته البارد رغم أنهيارها هي ..
" هدّي ياشيما .. هدّي .. خلاص هو قال أنها بخير "
تلف تطالعه بعيون تترجاه ياخذها لها .. ولا تدري كيف وصلت للبيت منزله خواتها .. تلبس عباية هيا إلي كانت تقاربها طول .. ألف سؤال وخوف من شفاتهم تتوجه صوبها ولقت نفسها تسكت .. تتجاهلهم .. وتطلع له .. هل لأنها شافت ماهو من حقهم هالسؤال وهم طالعين
يتونسون بعد كل ماصار .. وكانت مجبوره تروح حتى تكون محرم .. ماتدري !
يمد يده حتى تتشبث أصابعه بقوة حول معصمها ..من شافها توقف تطالعه بدون ولا كلمه .. يشدها متحرك بخطواته الثابته مبتعد عن زحمة الأستقبال صوب الممر الطويل إلي كان على يساره .. ترفع يدها .. تفرك عيونها وقلبها بيتوقف من الخوف إلي سكن فكرها وجسدها ..
وش فيها أختها .. وش فيها حتى يدق بتار يطلب من متعب يجيبها هي .. وللمستشفى ..؟
أفكار سودا .. مجنونه تحوم في فكرها تبحث عن مستقر .. أصوات البشر حولها والزحمه ترتفع .. تظل تمشي معاه وهو يلف فيها يمين ثم يسار .. تشوف بتار فجأه يوقف عند باب غرفه .. يستند بظهره على الجدار .. ملامح وجهه أبد ماكانت تطمن بخير .. أبعد عن الجدار من وقف متعب قباله يسلم .. وقبل لاينطق بأي شي .. سحبت يدها بقوة من بين أصابع متعب حتى تفتح الباب وتدخل بروعه .. تجمد خطواتها غصب من لمحت أختها نوير .. متمدده على السرير بصمت .. وجها شاحب بشكل ترك قلبها يعتصر بقوة حتى أنفجر ألم في صدرها ..
رفعت أيديها بصدمه من تأملت هالجروح إلي تعترض خدود أختها وكأن في أحد جارحها بأظافيره .. يستقر على ظهر يدها سلك المغذي .. تنطق نوير وهي تشوف بعيونها الألم
إلي سكن وجه أختها من حالتها ..
" أطلعي لمتعب .. وقولي له لا أشوف هالأنسان إلي برا .. "
أختنق صوتها وجع .. حركت يدها الثانيه حتى تحطها على شفاتها من حست بالعبره توصل لحنجرتها .. تمنعها عن الكلام .. ثواني حتى يهتز جسدها من أنفجرت العبره من شفاتها .. تطالع السقف والدموع تنزل من عيونها كما النهر .. غمضت عيونها بقوة ..
" مابي أشوفه نهائي .. خلاص "
تتحرك شيما لها .. تنحني حاضنتها بقوة .. تشدها لصدرها .. تنفجّر تبكي معها .. تنطق وهي تدفن ملامح نوير على كتفها
" والله مايشوفتس .. والله .. بس تكفين يانوير لا تبتسين .. لا تبتسين يانوير
.. الله يخليتس "
رفعت نوير أيديها بقوة تتعلق بظهر شيما .. تشد على عبايتها وهي تنهار أكثر وأكثر .. تنهار بشكل هستيري .. وشيما بخرعه صارت تمسح على ظهر أختها برجفه .. تبي تواسيها بأي شي .. حتى لو ماتعرف كيف وصلت أختها لهالمكان .. وش صار فيها .. ليه وجها مجروح
بهالطريقه .. من أعتدى عليها .. من ..؟ لكن لقت نفسها كل مانوت تتكلم أنهارت معها تبكي .. مفجوعه من صياح أختها .. وهالشهقات المره إلي تتفجر منها .. جسدها يهتز من بين أيديها مثل الريشه .. تبي تتكلم لكن الكلام يطلع متقطع من شفاتها ماتدري وش تبي تقول .. تنطق بصوت بالعافيه يظهر
" حبيبتي .. بس تكفين .. أنا عندتس يانوير .. عندتس .. ومتعب بعد برا .. هو سندنا مثل ماقالت أمي وأخونا وكل شي من بعد الله .. والله .. والله ماهوب راضي وبياخذ حقتس "
وبكت .. بكت هالضعف إلي نخر في أعظم ساس كان يسندهم ..
نوير أختها القويه .. الصامده .. المضحيه .. كيف تنهار بهالشكل بين أيديها هي .. هي إلي
أضعف من أنها تتحمل هالحمول الكبيره ...!
.
.
يرفع أيديه بقلة حيله وقبضة ألم تعتصر قلبه .. يشرح له كيف فجأه توصل له الخطوات المفزوعه .. والصرخات الطفوليه المفجوعه من أمر شافوه في ملامح الكبار .. كان مثل ذكر الموت .. أو أشبه في نظرهم
" خالي .. نوير يقولون ماتت "
" طاحت بالأرض في بيت عمي ناجي "
" والله كلهم هناك .. كلهم ماقامت "
" يبتسون الحريم "
كلام وثرثره دفعت خطواته يركض ملتهم المسافات من بيته لبيت عمه الكبير .. يدفع الباب
بقوة حتى يشوفها .. مرميه على الأرض وأمه وخواته يحاولون فيها تقوم بس ماصحت .. ولايدري وش جابها لهالمكان .. وهو تجرأ يخالف كل أوامر جدته إلي حاولت تمنعه لا يدخل عليها ودخل .. مالقاها .. سأل عنها الخدامه إلي كانت مكتفيه تهز كتوفها برعب له .. وراح لبيته لعل وعسى يلقاها .. حتى تكون النهايه في بيت عمه ناجي .. تستقر أيديه على ملامح وجهه وهو يفركه بضياع .. شي عظيم يفوق حدود قدرته يضغط على صدره .. وصوتها الضعيف أول ماصحت وشافته وهو خايف عليها .. لازال يعلق في حدود رجولته إلي بدون مايحس كسرها
" أطلع.. مابي أسمع منك شي .. تساوينا هالحين .. رفعتني وهذا أنا رفعتك يومني أعتذرت .. رفعتني بفلوسك وأنا رفعتك بالشي الوحيد إلي تسان حيلتي .. كرامتي .. كرامتي يابن جهيمان أطلع برا .. أطلع "
وصرخت .. صرخت تردد هالكلمه .. مره ومرتين .. حاول يهديها .. يشرح لها ولا كانت لها تسمع .. حتى دخلت الممرضه عليه مطلعته من الغرفه .. ينحني يجلس بجنب متعب إلي كان يتكتف بصمت وملامحه تضيق بشكل كبير .. تتصلب بقساوة وهو يشد على أيديه .. يميل بتار بظهره وهو يسند بأيديه على ركبه .. يميل بخشونة ملامحه السمرا يغطيها بكف يده وأطراف شماغه ترجع لورا كتوفه ..
متعب بدون مايلتفت له .. نطق بصوت جاف : من حتسى لها عن سالفه البيعه !
بتار بعد صمت : أجهل هالشي
متعب : وتسيف تجرأت تمد يدك عليها ...؟
بتار وهو يبلع ريقه بضياع : ............................
متعب لف له وبنظره حاده وهو يرفع حاجبه : أسألك ..؟
بتار : لوني مانيب مخطي يابن الناس .. ماشفتني هنيا أحاتسيك وهذي حالتي .. والأمر من الاوله عند خالتي .. ماخبيت عنها شي
متعب تحرك من أنتفخ صدره بالهوا حتى يدفعه وهو ثار : وأنا وش أنا قبالك يابن جهيمان يومنك تدق على الحرمه وتاخذها من بيتها لبيتك .. هاااااا .. بأمر مين تطلع .. وأمر مين تجبر نوير تعتذر .. ماترد علي .. وش أنا عندك ..؟ وش أنا
بتار مال براسه لتحت حتى ينطق : لاحول ولاقوة إلا بالله .. محشوم بس الوضع
متعب ونبرته الحاده ترتفع : الوضع له سلوم مثل ما تمشي على حياة أبوها وأخوها .. تمشي وهم تحت التراب .. ولا أنت ولا غيرك تجبر بنت خالي بشين رافضه فيه تحتسي .. ولا تعرفون هي مخطيه فيه ولا ما أخطت لو تبي العلم الصحيح إلي يحفظ لك وجاهتك ومكانتك بين العرب .. ماتمد يدك ولا تجيب أمها .. تدق على صاحب الأمر الوصي ثم نشوف الأمر .. ونحله بمعرفتنا وبنتنا بيننا
بتار لف يطالعه : متعب الأمور هالحين ..
متعب نهض من مكانه مقاطعه بحده : طلعت من يدك يومنك كنت قادر تمشي بسلومها وأنت إلي مبعدن عنها وهي تسبيره وماهيب بينك وبين زوجتك .. لا بين العرب وأهلك وخالتي بعد وخواتها .. لكن خذها مني .. هالحين مالها إلا تجي من أبوابها تسان الحرمه تبيك بشروطها سهل الله مابينكم .. وتسان الأمر منتهي مابينكم أمرها بيدها ..
بتار بصدمه وهو يرفع عيونه وملامحه سكنها الخوف : تبي أمرنا ينتهي بالطلاق وهي تحسب أني شاريها بناقه ولا تدري إن أخوها راعي المرجله والأمر أكبر من ماشهد عليه الكل
متعب حرك يده : تجيب جاهيتك وينقال الأمر في مجلس أبوها .. والكل يسمعه .. وأنا ماقصرت قلت لك قلها وش رادك ماتقول .. ( رفع صوته بقهر ) وش تسان رادك ..؟
بتار فز واقف حتى ينطق بحده : كل شي تسان على بعضه عندي .. كل شي
متعب وعيونه تقسى بقوة : فيه شي ممكن لو أجلته ماهوب ضارك وفي شي مهم وفي الأهم وأنت .. ضيعت الفرصه يوم كانت البنت تحت يدك لا حتسيت معها ولا علمتها بالعلم من الأوله لين الأخيره ..
نبرة تهديد لاحت في تقاسيم وجهه
" إللي عندي قلته لك ذا الحين .. أطلع م هالمكان ماعاد لك فيه حاجه !"
وأستدار تاركه يتخبّط بالألم .. يطالع ظهره بنظرة صدمه وكتوفه ترتخي من نزل بأيديه بكل أستسلام .. من بعد مارسم له خريطه لحكاية أرتباطه مع نوير .. تضاريس الفراق أكبر من الأستمرار ! فيما متعب ظل يقطع هالممرات البعيده إلي أختاروها على أساس مايسمعهم أحد .. يتنفس بقوة خطواته تشدد ثقل وعيونه الحاده بنظرتها الثايره تطالع كل مايعبره .. بعبث .. وش كان يحسب هالبتار يومنه قاله كل شي ببساطه .. ناسي أنه الوصي .. الأخ والسند إلي
إليا مالت وحده من بنات خالته بيسندها هو بكل حيلته لو ينهكه الوجع .. صدره المفروض كان لها سد منيع لكن تسربت الأمور من قباله ولا حس فيها .. أكيد نوير ما أختارت الأعتذار
إلا لأنها تعتقد إنها بذل .. والغبيه شيما .. كم مره قال لها إنه أي شي يصير لها .. لخواتها .. لأمها تقوله .. كيف قدرت تسكت عن هالمصيبه إلي صايره لأختها ولا تقول والعرب شوي
يتضاربون في بعض .. بحفله تسمع هواشة نوير وتروح أمها لبيت بنتها ولا يدري هو .. يوصل عند باب غرفتها حتى يوقف قباله وأنفاسه الحاره تتسارع .. قهر غريب يحتوي صدره .. يرفع يده بقوة حتى يضرب الباب بقبضة يده .. ينطق بشده
" ياشيما أطلعي "
ثواني معدوده حتى يفتح الباب .. يرفع عيونه لها إلي كان واضح بعيونها الخوف ومسافة خطوتين مابينها وبينه .. أنحنى بسرعه حتى يمسك يدها وهي بخرعه شهقت بقوة .. يشدها مطلعها من برا وينحني للباب مسكره وعيونه بالأرض .. رفع عيونه حتى يلتفت يمين ويسار
..عيونها المفجوعه من صوته وملامح وجهه ظلت متعلقه فيه ..وأطراف شماغه ترتفع لفوق
برسميه .. حاولت تتكلم بس ماقدرت ..
" تعالي "
يتحرك بخطواته المندفعه وهي نزلت بيدها ترفع عبايتها من تحت لا تطيح فيها .. عيونها تعلقت قبالها وهي تشد على جسمها كله بروعه ولا تدري وش فيه .. وقف عند باب غرفه حتى يفتحها .. يميل براسه لداخل .. يدفع الباب بسرعه ويدخل حتى يسحبها معه .. في غرفه
مظلمه .. يمد يده صوب مفتاح الكهرب ويسكر الباب .. ومن أنتشر النور بتفاصيل الغرفه .. فك يده عنها تراجعت هي خطوتين لورا ويدها تحضنها لصدرها..
متعب وهو يستدير لها وبعصبيه : أنا وش قايل لتس من قبل !
شيما تطالع فيه بخوف : ......................
متعب حرك يده بأنفعال وغصب عنه صوته أرتفع : ماقلت لتس كل مايصير لخواتتس من أمور تحتاج حل تقولينها لي .. أختتس تعرفين أنها متهاوشه مع وحده في يوم حفلتها ولا حتسيتي .. وتعرفين أن أمتس رايحه لها وساكته .. وزوجها مادن يده عليها وتسن ولا صار شي !
شيما بضياع وهي تحاول تحرك أيديها إلي بدت ترجف : ممـ
متعب أقترب منها بخطوه وملامحه الثايره تميل لها: سكتي وش آخرتها .. وش آخرة سكووتتس .. علميني كلهم يسكتون أنا ماعلي منهم .. علي من إلي معلمها بالعلم كامل وموصيها .. خواتتس أمانتي .. ومسؤوليتي .. قلته لتس ولاّ ماقلته يرضيتس العالم كلها تستلم أختتس تسذا .. ( صرخ فيها ) أنا وش عندكم جدار قاعد فالبيت وش شغلتي لا أرتفعت يد على أختتس وهي تحت حمايتي .. أو تولاها أحد وأجبرها
تراجعت لورا وأنفاسها تضيق وتختنق من قلبها إلي فجأه أندفع يدق بقوة .. رجولها ترتعش بلا توقف .. وشعور مهيب أحتواها .. مخيف وهي تتأمل ملامحه الثايره .. ونظرة عيونه إلي تلتهمها غضب .. حرك يده لورا
" أختتس كم لها وهي بهالحاله .. تركتيها لين طاحت .. لين أنجبرت تروح تعتذر للزفت إلي ما أدري وش أسمها .. راحت برجولها تسن ماوراها عزوة ولا سند .. هاااا "
هزت راسها بالرفض وهي أنهارت تبكي بخوف
" واللـ .. وو .. أنـ ... مـ .. "
تحركت كتوفها إلي أرتفعت من الخوف وهي تفرد كفوفها بوجهه تحاول جاهده تتكلم وكل شي بدى يدور حولها .. رفع يده بغضب حتى ينطق
" وش فايدة حتسينا ذا الحين والفاس طاح بالراس .. وش فايدته ! "
يتحرك بنفاذ صبر حتى تتعلق أصابعه في يد الباب .. يميل بقوة ويسحبه مندفع بجسمه طالع .. تجلس بالأرض بسرعه وهي تحط كفوف أيديها على الأرضيه ..تغمض عيونها وجسدها بدى يتمايل من الخوف إلي أثاره صوت متعب القاسي وملامح وجهه .. حاولت تقوله .. حاولت لكن ماقدرت .. !
.
.
.
الرياض
نفس طويل تملى فيه صدرها الموجوع ذكرى فقد وبعد .. تجلس على السرير بنظرة بارده للأكياس والشنط المتفرقه معتبرينها جهازها لهالزواج إلي الكل يحسدها عليه .. تسمعهم يسألون جدتها ألف مره .. هو يعرف أنها مريضه .. صابها المرض النفسي .. ليش أصر يتزوجها .. غريبه على ولد نفسه ما أخذ أحد قريب له .. بنت خال أو بنت عم .. يوصون جدتها تنتبه لا يكون جاهم شفقه عليها وعلى مصابها .. ولا أحد كان له يسألها أي روح رماديه بعد هالفقد تسكن فيها .. شعورها الميت وهي بتدخل حياة جديده مع أنسان سلبها
حياتها .. رحلوا أهلها كلهم .. رحلت ضحكة أبوها .. وأبتسامه أمها .. وحنان أخوها .. رحلوا تاركين لها بقايا ذكريات وأحلام .. ماخذين روحها معهم .. تتحرك عيونها تتأمل الأغراض ..
هل بتلبس فستانها الأبيض .. تتصور مع من سرق منها أغلى ماتملك .. هل بيأمرونها تبتسم .. وتضحك وتمثّل الفرحه وهي توقف بجنبه .. لا أكيد .. مستحيل .. مستحيل .. !
تنزل من السرير مندفعه بخطواتها حتى ترمي الأكياس برجلها .. تفرّغ شحنة الثار إلي أشتعل بفكرها .. تنحني تسحب الفساتين من أحد الأكياس .. تتحرك ترميهم بوسط الغرفه ..
تتلفت تبحث لها عن شي .. وعيونها تضيق من حقد أسود مدفون بهالروح إلي تصارع الموت فيها .. تنحني تسحب قطعة سجاد ترميها بكل قوتها صوب الباب .. وهي ترص على أسنانها بقوة .. لا ماراح تلبس الفستان الأبيض .. ولا راح تفرح ولا راح يشوفها ..
تنحني ساحبه سكين كانت تحت هالسجاد حتى تهجم بكل قوتها على الفساتين إلي تبعثرت ..
تمرر هالسكين الحاده على القماش الناعم محولته بثواني لقطعتين .. ترميه بقوة بعيد عنها .. فستان ورا فستان .. لحظات وتزحف للأكياس المتراصه على بعض .. تسحبهم بكل قوتها راميتها لورا .. تطير علب المكياج والكريمات في كل مكان ..
وحالة الاشعور تهيم في روحها .. حتى تظل شي آخر .. بعيده عن تفاصيل الفرح إلي يرتقبها الجميع !
.
.
.
ينهض واقف بطوله حتى يحرك يده بوجه أمه الجالسه قباله وبجنبها حافظة العشا وسلة القهوة والشاي ..
" والله ما أروح لبيتها ولا حتى تمر سيارتي قبال شارع بيتها .. "
أم جلوي بصدمه : أقولك أبوك هو من معطيني العلم كله !
مشعل قاطعها بحده : أبوي هذي أخته .. عليه يحفظ ماي وجهه بين العرب وملزومن فيها هو وجدي وأخوانها لكن أنتي وش يحدتس تغدينها وتعشينها .. هااا يمه .. وش يحدني أنا تامريني أروح يمها ماخذتس بعد ماسوته ببنت عمي .. أنتي بنفستس تسيف تطبين بيتها .. وش ماخذتس يمها من الأوله
أم جلوي ثارت : مشعل أشوفك عوّدت علي ماهوب معناته قلت لك تاخذني يمها يطول لسانك علي ..
مشعل وملامح وجهه تغرق بالغضب : كل شي تامريني فيه إلا المراح لبيتها .. والله ما أروح والله .. مهبول أنا ولاّ فيني قلة حميّه لبنات عمي يومني أروح لها
أم جلوي نفضت يدها بوجهه : لا عاد تروح ولا أبي منك شي .. عوذه أنتظر أبوك أحسن لي
دق جواله فجأه حتى يدفن يده في جيبه وهو يتنفس بصوت مسموع ... يزفر الهوا بحرقه ..
تدخل البتول بهدوء وهي لابسه بجامة نوم .. توقف تطالع بملامح أخوها الثايره حتى تتجه صوب أمها بأستفهام .. أندفع بجسمه طالع بأهتمام من شاف الرقم .. وعلى طول فتح الخط مستقر الجوال على أذنه
مشعل : ألووو
متعب بصوت جاف : هلا وش هالحتسي إلي كاتبه لي بالواتس !
مشعل بإرتباك : وصلك
متعب : ياخي أختصر الوضع عليك وعلي أوما كاتبن لي حتسي وش طوله تمدح بنفسك وبأبوك ومستقبلك وآخرتها أبي بنت عمي
مشعل رفع يده يمسح على شعره بضياع وهو يتحرك نازل من الدرج لأرضية الحوش : والله ياخوك شف .. قايلن لأبوي وملمحن لجدي ولا تسني سويت شي .. كلن يقول لي أنتظر خل خواتها يعرسون .. وأنا لا أنتظرتها إن شاء الله بغدي نفس جلوي وأجيب عيال وعمري أربعين !
متعب بعد صمت والأستغراب أمتلك صوته العميق : تبي الصدز .. آخر من توقعته يلفي يمي هو أنت وبأمرن نفس هذا
مشعل حرك يده : أنا
متعب يقاطعه : أنت أول المعترضين على وصاتي للبنات .. وش أستجد أو أخلفت خويك حمد
مشعل أخذ نفس بقوة حتى يزفره : متعب خذ العلم بس .. مانيب ضاحكن عليك وبقولك ما أعترضت إلا أعترضت لن الأمور ماتسان لنا فيها علم .. وأنت لو أنك في مكاني وابن عم ورجّالن مابك نقص ولا قل فعول ومراجل مارضيت باللي سواه جدي وهو بمجلس ابن جهيمان يعلن أنك الوصي وحنا موجودين وسادين بإذن الله الخلل .. وحمد ماثار إلا لن بتار قلل من قدر أبوه .. ومافيه أحدن بيرضى على أبوه حتى الرخمه بيثور ويدافع ..
متعب وصوته الحازم القوي يرتفع : ما طاحت الحمول إلا على كتوف إللي بيرفعها ولا يميل !
مشعل : والنعم فيك
متعب : ودامك أرسلت وأعلنت .. وش ضمانك لمستقبل البنت
مشعل بأندفاع : كل شي تطلبه بجيبه ..
متعب بأعتراض : لا لا .. لا توزنها ياخوك بميزان الدراهم لنه سوقن رخيص وزايل .. أنا أقصد ضمانن لحياتها وأرتباطها فيك أنت بالذات
جمدت خطواته من ماقاله قبال سور البيت في آخر نقطه.. ونبضات قلبه ثارت أرتباك من أمر ظهر ماحسب حسابه .. أنخفضت نبرة متعب القويه حتى ينطق على طرف هالسماعه
" ليش سكت "
مشعل تدارك صمته : مافهمت !
متعب : أخوك جلوي وزواجه من نوق بنت خالي .. تجربة فاشله ومن سعى في فشلها وخلني أكون صريح نعرف أنها أمك .. فالأوله .. وفالتاليه الحيله .. وتدري أنا عارفن أن نوق أنظلمت تحت عيونكم وأنتم شهود وحاولتوا ترقعون أمر ماله من ترقيع .. والله وحده من أراد لنوق تبقى .. تبقى تحت جناح أخوك على ماتعرضت له من ظلم .. وأنا ما أمرتها تروح مع جلوي إلا لني حسبت حساب أمورن ثانيه أبرا من الله أكون لي يدن فيها لا مرت السنين وأعتدل الحال .. ومانيب مهبول أبدفع وعد يم أحدن من طرفكم دون ضمان حتى تعيش في بيتها معززة مكرمه
مشعل وصوته غرق في القهر : تشكك فيني يامتعب
متعب : لا والله ما أشكك فيك .. من حقها يومنها توافق عليك تكون عارفه إنها بعيدتن عن درب أختها .. وماهيب مضيعه معك عمر ولاّ أحدن بيدس حولها الدسايس ..
فتح عيونه على أتساع من مايسمع .. وكأن هالمتعب بدى يلوح بيده ويشكك فيه وفي قدرته .. يتأمر لأنه في لحظة يأس أختار فكرة البوح لمتعب ولو أنه في داخله لا زال في نقطة ضوء ضد وصاته .. نطق بصوت قوي
" متعب .. سمعت منك مايكفيني .. وماهوب أنت إلي تتأمر علي وتلزمني بضمانات لبنت عمي إلي بتكون محشومة ومعززة ومكرمه لو تسان لها تكون تحت جناحي .. تفهم ولاّ لا .. ولا تحسب وصولي لك أمرن تقوم فيه ترفع خشمك وتتهمنا بالدسايس .. من قصدك بالضبط؟"
متعب : لا نقعد نلعب على بعض يامشعل .. ماضي هالعايله مشرقتن شمسها من مبطي .. لا تغطيها بيدك تدوّر ظلالها .. وتقول وين هي .. هذا ما عندي بتسمعه أنت وخالي منصور وجدي بنفسه .. تسان أحدن يبي الأرتباط في بنات خالي يقدّم لهن مايستحقنه
مشعل وملامحه تصلبت بثقه وهو يندفع بقوة مقاطعه : وأنت وش قدمت يومنك تزوجت بنت عمي .. وش قدمت خلني أسمع .. لا تقعد تتفلسف على روسنا ماخذن لي دورن ماهوب لايق عليك ..
متعب ببرود : لا تحسب أنك بهالحتسي تستفزني تراي راعي طويله وأبجاريك لين ينهد حيلك .. العلم وصلك وأنا أخوك .. وأترك مطالب الخلق وجهّز ماتستحق فيه تكون زوجن لبنت خالي .. غير هالحتسي ماعندي !
أبعد الجوال عن أذنه حتى يدفنه في جيبه وأصابعه الثانيه تدور حول كوب نسكافيه ريحته تعانق أنفاسه .. عيونه محمره غضب قاتل لكن الهدوء في صوته وهيئته كانت تخالف
ما تحتويه نظرة عيونه .. يتحرك بهدوء مستقبل بوابة المستشفى بعد ماطرد بتار بشكل غير مباشر .. يتقدم بخطوات متوازنه وأنفاس مقهوره تندفع من فمه وهو يفتحه لعله يرتاح شوي .. مايدري هل على بنات خاله يكونون محط أنظار وشي سهل الوصول له ..؟
أنتهى زمان أبيها .. هالحين وقت أبيها ومعي مايضمن ما أقول .. !
مابعد ماسواه بتار شي مع خالته ضد نوير .. مهما كان غلطها .. الأمر حله في مجلسه ماهوب رفع الصوت وإجبار والبنت معانده ماتتكلم لين أكتشف أنها تعرف بأمره مع نادر رحمة الله عليه .. يحرك معصمه بصمت والساعه تقترب من 12 تمام .. تنعقد حواجبه تحت وطأه كل ما واجهه .. تستقر خطواته قبال باب الغرفه من جديد .. تضطرب أنفاسه وهو
تركها في ذيك الغرفه ويوم رجع بعد فتره مالقاها .. كان قاسي لكن موب بيده .. شي غصب عنه ... غصب .. تعانق أصابعه يده الباب حتى يميله ببطء يفتحه على خفيف ..
ينطق بصوت رجولي أرتفع وأطراف غترته ترتمي على كتوفه .. عيونه بالأرض مارفعها
" بنات ! "
كانت نوير متمدده على السرير ولفرط بكاها تحس بالصداع يمزّق راحتها وعافيتها .. حراره لا زالت تسري بأوردتها .. عظامها مثل لو أنها على وشك تتشنج .. فيما أختها شيما تجلس على الأرض بجنبها .. تشد رجولها لصدرها .. الشيله تلتف حول راسها .. والعبايه الواسعه الفضفاضه
تغطي كامل جسدها .. ترفع أصابعها المرتعشه .. تحاول جاهده تمنع هالدموع إلي تنزل من عيونها .. صمت كئيب يحوم في هالغرفه إلي تضم أنفاسهم ..
" ولد "
تلف نوير لأختها .. تنطق بصوت غليض .. منخفض من العبرات
" ردي "
هزت راسها شيما بقوة وهي تضم شفاتها .. عيونها تطالع لقدام .. تغرق عيونها بالدموع حتى ترجع تنسكب على خدها وهي تسترجع صراخه عليها .. مايعرفها .. كيف قدر يلومها ..
وكأنها السبب بكل ماصار .. كأنها السبب !
" فيكم شي .. ردوا علي أو بدخل "
نوير بقهر وبوجه متورم من أنهيارها : شيما مالتس داعي ردي
ولا كأنها سمعت .. تساندت نوير بصعوبه على أيديها حتى تسحب جسدها راميته على المخده الكبيره المستقره ورا ظهرها .. تنطق بمحاولة بائسه ترفع صوتها
" موجودين "
" الحمدالله ع سلامتتس يابنت خالي .. ماتشوفين شر "
نوير وهي ترفع يدها ببطء تمسح على شعرها : الله يسلمك
متعب بصوت رجولي متزن : أهتمي بصحتتس ولا عليتس .. والله ثم والله لتس ماتبينه .. وشوفي أمرتس كله بيدتس يانوير كله ..
تنحط كف يده على صدره ..
" الأمور من راستس ذا الحين لراسي .. علميني فيها أول بأول وأن شرت عليتس بشورن حسيتي أنه بعيدن عنتس وماهوب منصفتس .. قولي ماهوب معجبني ولا أبيه .. وتراي من رديت بتار عنتس وعن مقابلتس .. وماهوب جايتس إلا باللي يليق فيتس يابنت خالي .. تسانهم يحسبون الشيخه بالنسب والمال .. أنا مستعدن أبرهن لهم إن الشيخه إن ما كمّلتها
الأخلاق والتربيه فسدت عروقها وراحت دمار .. "
سكت .. ينتظر ردها لكن الصمت طال .. نطق بهدوء
" معجبتس ما أقول "
راح الأحساس بالفقد والحاجه يسري في عروقها .. تهتز شفاتها وكلامه نهض بروحها طمأنينه وأرتياح .. غطت وجها بأيديها حتى تنهار تبكي .. يوصل لمسامعه وجعها المتأصل
فيها .. نطق يحاول يهديها
" الأمور بإذن الله بخير .. مانتيب لحالتس "
نطقت بصوت أنهار أكثر
" مابي من بعد ماشفته غير شد الرحال .. مابي غيره "
هز راسه ببطء
" هدي ذا الحين .. وبتاخذين وقتس يابنت خالي راحه .. بس أطلبتس طلبه لا تقولين لأحدن من خوالي أو جدي .. لن زواج بادي قريب والكل مستعد له .."
هزت راسها ببطء وهي تمسح على وجها بكفوف أيديها .. وشي فيها يسكن الراحه من بعد ماقال .. نطقت
" أبشر "
تدارك كلمتها حتى ينطق بصوت عميق
" شيما عندتس .. خليها تطلع لي "
عقدت نوير حواجبها بقوة حتى تلف لأختها إلي لا زالت على وضعيتها ولا تدري وش فيها ..
تسمع صوت الباب يتسكر .. يدق جوال شيما حتى تعتدل متربعه .. وتلف ماخذه الجوال من الأرض ..
" ألو "
تقولها بصوت أختنق من أستقر الجوال على أذنها ..
أم نوق بخرعه : وش فيه صوتتس .. ( أهتز صوتها بقوه ) بنيتي فيها شي
شيما بصوت الضعف : لا يمه نوير عندي صاحيه
أم نوق رفعت صوتها بخناق : مانيب قايله لتس تعالي مع زوجتس بروح أشوف نوير .. وراتس ماتفهمين .. كم لي من ساعه وأنا على أعصابي
شيما بضياع وهي ترفع يدها وبإرتباك : يمه خانقني .. ( أنهارت تبكي ) صرخ علي يومنه عرف أنتس رحتي لنوير ماخذتس بتار .. حط أني السبب بكل ماصار .. لني ماقلت له .. أنا ماكنت أقدر أحتسي .. تسان ودي أقوله بس ماعرفت يمه .. ماعرفت
أم نوق : علومتس ذي واجهيها فيه وأحتسي مع رفيقتس وأتركي عني الضعفه إلي ماهيب وقتها .. عطي نوير الجوال أشوف
مدت الجوال بقوة لنوير وببطء أخذته من بين أصابعها .. وأمها لأكثر من مره تطلبها لكن تتظاهر بالتعب والنوم .. غمضت عيونها بألم حتى تميل بظهرها لورا .. تتمدد على الفراش .. تحط الجوال عند أذنها .. تنطق " ألو " .. يهتز صوت أم نوق بقوة من سمعت صوتها وهي يدفع الكلمات بشده ..
" وش بلاتس يمي .. مير حسبي الله عليهم ونعم الوكيل .. ياعلهم مايربحون وش سووا فيتس "
نوير بألم وهي ترفع حواجبها بأستغراب : وش سووا يمه .. ماسووا شي أنا إلي رايحتن يمهم أعتذر عشانتس وعشانه .. مانتيب قلتي لي روحي ..
أم نوق وصوتها ينهار أنكسار من فاجعة ماسمعته : والله يمي وش يدريني إن هذي علومهن
نوير وقلبها يعتصر وجع .. تنطق بحرقه : ليش خبيتي عني إن راسي براس ناقه .. ليش يومني أدق عليتس وأشتكيلتس من خواته تقولين لي ماعليتس منهن .. أهم مافيه زوجتس .. أي زوج يمه وهو شاريني بفلوسه .. أي طيب بينفع معهن وهن يعرفن أن أبوي تسان بيسلمني لأبوهن زوجه .. وإني في يوم من الأيام بغيت أكون ضره لأمهن .. ماعدت ألومهن .. من حقهن يكرهني .. لكن أنتم منعتوني من حقي إني أعرف .. وتسان عندكم عادي أشتكي وأكون الغبيه .. المفهيه .. إلي ماتدري وين الله حاطها
شهقت بقوة
" فكرتي فيني يمه .. جى على بالتس وش بفكّر فيه .. تسيف أبستقبل الأمر .. لا يمه .. مافكرتي لا أنتي ولا خواتي إلي يحسبون إن قاطعة لنصيبهم بفعولي .. وإني بكون لهن ردى فوق ردى .. يومنهن زانت أيامهن .. رجعن علي وصرت بعينهن النفسيه إلي أتمنن الفلوس .. صرت بعينتس أنتي بنت أبوي وأنتي تعرفين إن أبوي باعني مع نادر وذلني .. "
أم نوق بكت غصب : وش هالحتسي .. !
نوير والدموع تنزل من عيونها بقوة : كنتي تبيني أحمد الله يومن ربي رزقني بواحدن نفس بتار وأنا راعية ذل ومهانه .. وأنا .. أنا أستويت براس حيوان في مجلس أبوه .. تسان صعب عليتس تقولين لي من الأوله .. وأرضى فيه .. أوطي راسي تحت رجوله ورجول أمه وخواته ولا أرفعه .. بدال ما أنتي وبناتتس ترددون علي أحمدي الله عليه .. أحمدي الله ..
أم نوق بأنهيار : أسكتي لا عاد تحتسين .. أسكتي وأنتي ماتعرفين وش من نارن تكوي جوفي عشانتس
نوير تسحب هوا بقوة لخشمها .. تمسح دموعها : أنا أبعطيتس العلم الوكاد إلي واصلني .. عمري ماتحسفت على شين ضيعته كثر عمري إلي سلمته مشقه وعنى لغيري ويومن الأيام جارت علي بلحظة ..هي لحظة بس كلن تولاني من جهته .. لكن طول عمري كرامتي وحقي
آخذها من نفسي .. مانيب معتازه فيها لأحد .. وأنا نزلتها بنفسي وإرادتي لغاده بنت ناجي .. وأنا من برفعها ووالله يايمه لا تكون العرب كلها شاهدتن على رفعتها .. أمري وأمر بن جهيمان هالحين .. مال لأحد شورن فيه ولا وقفه .. أنا وقت وبطلع من المستشفى ..
وبرجع لبيت أبوي .. بناتتس لا أشوفهن قدامي .. لا يعترضني بكلمه وحده .. وأبقعد عرضي من عرضهن .. لي مالهن في بيت أبوي .. فعولي ورداي تقولين لهن ماهيب محسوبه عليهن .. بيفتح الله لهن في هالدنيا من النصيب مايفرحتس ويسعدتس .. ماهوب واقف له نوير بنت عبدالله !
أم نوق بإستسلام غريب : أنتي هالحين تعالي للبيت
نوير : برتاح يمه تعبانه ..
أبعدت الجوال عنها حتى تبلع العبرات المره وهي تتحرك منسدحه على يمينها .. فيما شيما من بداية هالمكالمه .. قررت تطلع .. توقف فالممر ولا تدري وين راح .. تتلفت وهي تبلع ريقها بقوة ورعشات خفيفه لا زالت تسكن أيديها ورجولها .. تتشابك أصابعها مع بعض ..
تاخذ نفس بقوة .. بتقوله .. إيه بتتشجع .. ليش يصارخ عليها .. وش ذنبها إذا ماكانت متهيأه تتحمل مسؤولية خواتها وتكون صاحبة أمر وكلمه مسموعه .. !
تتحرك بضياع وهي تميل براسها تتأمل الممرات الفارغه من البشر .. المستشفى هدوءه موحش .. يرتفع من بعيد أصوات ضحك الممرضات .. وفجأه يختفي .. تقرر تتحرك ولا تعرف وين بالضبط .. بتروح تبحث عنه .. تشحذ همتها متحركه .. تلتهم خطواتها الممرات وعيونها تضيع في التفاصيل إلي تتأملها وتغيب عنها ملامحه .. وين راح ..؟
توقف تجر نقابها وهي تتلفت يمين ويسار .. تتراجع خطواتها بخيبه وعليها قطع مسافات أطول .. توقف من فجأه ظهر يمشي وراها من ممر صغير .. تستقر خطواته وراها بالضبط ..
يتحرك جسدها بهدوء له .. توقف مقابلته .. وهو بدون تردد خطوة ورا خطوة لين ما أقترب منه .. يرفع يده رامي الكوب إلي بيده بالزباله الصغيره إلي جنبها .. وهي ظلت تتأمل ملامح وجهه المتصلبه .. إلي لا زال يسكنها الضيق ويتحاشى النظر فيها .. وبظهر يده يفرك طرف من شفاته .. تحس بجسدها ينتفض وهي تحاول تنطق الكلام إلي مجهزته له .. وتردده طول الوقت إلي كانت تبحث عنه ..
" أنا كنت بقولك "
وصمتت .. حرك عيونه المتسعه لها حتى ينطق بدون فهم
" وش ! "
وأندفع الكلام المتسارع من شفاتها .. مهتز .. منهار
" أنا كنت بقولك إلي صار بس بعدين خواتي تهاوشوا مع بعض .. ونوير طلعت من بيتنا زعلانه .. أمي تعبت وأنا لقيت نفسي ماقدر أقولك ماعندي قوة .. خايفه .. خايفه ماعمري تسذا واجهت هالأمر .. عصبت علي ليش .. أنا وش تسان ذنبي .. أنا .. أنا مابي .."
ضاقت عيونها وهي تبعد عنه .. تطالع الجدار بعبث وهو يتلاشى من الدموع إلي ظهرت والعبره الخفيفه إلي خنقت صوتها .. رفعت أيديها بعبث تحركهم بأتجااهات مختلفه
" مابي أحد يأذينا .. "
تتلامس كفوف أيديها مع بعض .. تتشابك أصابعها وعيونها نزلت للأرض .. فيما هو ظل واقف قبالها .. يشوفها ترفع عيونها له وتنزل للأرض من جديد .. شي ما يتخبّط
بين ضلوعه .. يأذن له يتجرأ يرفع أيديه يلم خوفها وضياعها وضعفها بين ضلوعه ..
يخبيه في صدره .. راضي فيه .. راضي والله .. أقترب .. وبتردد رفع كفه .. حتى تنحط على راسها وبخوف شهقت رافعه راسها له .. نطق بنبره هاديه
" تعالي "
وتسرب كل الهوا منها من أحتواها .. وأيديه ألتفت حول كتوفها يجذبها لصدره .. قلبها يخفق بجنون .. وجسدها ينكمش بين أيديه .. يتنفس ريحة عطرها .. أرتباكها .. خوفها .. وليته يقدر يحفر في صدره إن هاللحظة .. لحظته الأولى والصدفه الغريبه .. ترميها في حضنه ..
ترسمها .. في عقله وقلبه وضلوعه .. نطق بنبره منخفضه
" غصب عني لو عصبّت .. والله مابي يمسكم سو وأنا وصيكم .. والله "
صوته الهادي .. يخترق مسامعها بثقل .. تسمع أنفاسه أقرب لها من أنفاسها هي .. جسمه حار .. أو هي حاره .. من يرجف .. هو أو هي .. ماتدري .. كل شي أصبح من عدم .. من رفع كفه حتى يحضن راسه .. يطبع قبله دافيه عليه .. ويرجع يضمها ببطء وكأنه يخاف عليها لا تنكسر بين أيديه
.
.
.
أندفع صوته الغليظ في المجلس مندفع يصرخ كما البركان وشي يحرقه في جوفه
" أنا من ذبحت الوضحى .. أنا .. من حرقتي عليتس يمه .. أنا .. ونادر من تصدى لفعلتي بصدره عشان يدفع أخته عن شر أبوي .. تفهمون ولا لا .. عرفتوا ليش أنا متعلقن في بنت عبدالله ومنتظرها من ست سنين .. لنها وصية نادر لي قبل لا يموت .. لن بفضل مرجلة أخوها ولدتس مسك الشيخه والأماره وكل شي .. لنه حماتس لا ينجحد لتس فضل ولا تنحط على راستس ضره ولا تتزوج أخته من طمع وشروط "
تتسلط النظرات الخاطفه .. المفجوعه من ماقال ..ملامح وجيهن .. هن الجالسات قباله .. ندى .. سعده .. فايزه .. شيخه .. عذبه .. روان .. وغايبات عن هالحضور البقيه .. فيما أمه
أتسعت عيونها بصدمه .. وقوة تطالعه .. تحاول تفكك هالألغاز إلي يقولها .. كيف
هو من ذبح الوضحى .. وكيف يصير كل ماحصل مجرد مسرحيه قبال العرب في لحظتها ..
وهم مأكدين أن نادر من تجرأ يهجم على الوضحى ويذبحها .. !
صدمه أنفجرت في وجها .. ترفع يده .. تتحرك شفاتها بصعوبه
" وش قاعد تقول "
بتار وخشونة ملامحه تثور قساوة وهو يحرك يده : إلي سمعتيه ..
أم بتار بفزع : ماتقوله مايدخل العقل
بتار : تدرين ليش ذبحتها .. لني أحترقت من فعلته ومن قهرتس وأنتي تشتكين لي وأنا مانيب قادرن أصد الأذى عنتس... رحت وذبحت الوضحى بأيديني .. أطلقت الرصاص على أغلى مايملك أبوي .. عشان أشغله
ألتفت يطالع خواته بحقد وهو يأشر عليهن
" كنت ساكتن لن البنت ماتدري عن رداة أبوتس أنتي وياه مع أمي .. ماتدري إن زوجها إلي هو أنا تسان يذوق الويل من أبوه .. ماتدري إن أخوها باع سمعته في سوق المرجله عشانها هي .. نوير هي من لها ترفع راسها بينكن لأن لولا أخوها .. تسان من زمان سمعتي فالأرض"
صرخ بجنون
" أرتحتوا ذا الحين يوم عرفتوا بالأمر كامل .. أرتحتتتووووووووا "
أم بتار : وساكتن طول هالسنين .. ساكت !
بتار وأنفاسه الحاره تتسارع : ماقدرت أحتسي يمه .. ماقدرت عمي ماهوب تاركن لي مكانتي بيقومون عياله ضدي ولا العرب إلي يتصيدون زلتي ساكتين ..
تمسك راسها بقوة وهي تميل بجسدها على طرف الكنبه ..
ورغم صمتها .. أمام هالحقيقه المفجعه إلي كانت قريبه منها لكن ما أدركتها
لقت نفسها تسقط في حفرة الماضي الغريب .. ترفع يده تنطق بضعف
" أطلع عني يابتار .. أطلع "
وكانت المره الأولى .. إلي تأمره فالبعد بدل لا تحتوي هالخوف الساكن بضلوعه .. تخذله خطواته ... تاخذه بعيد عنها .. وعن خواته وعن الديره كلها !
.
.
.
اليوم هو يوم زواج بادي ولد عمي .. سماعي بخبر زواجه مدري ليش أسكن بصدري تسذا مشاعر دفا له .. فرحانه عشانه وتمنيت فعلا أنه مايقتصر على زواج خاص بالرجال .. ولا أدري تسيف جدتي رضت ووافقت على رايه .. جدتي يوم شافتني أدخل عليها .. أنهارت تبتسي وتبتسي .. تفاجئت من بتساها خفنا عليها أنا وجلوي .. عبدالله ظل يطالع دموعها بخوف .. أم جلوي زارتني في بيتي هذا زياره وحده .. بارده بشكل غريب .. فوزيه .. أدركت معها أن فيه شي أنكسر مابيني وبينها في آخر ماقالته من غبا !
سلمت علي بحراره .. أعتذرت .. بررت .. بس أنا ظليت أبتسم وأهز راسي ببطء .. ماعلقت
أعتقد تجاوزنا مرحلة التبرير والعتب .. تجاوزناه تسثير .. في الحقيقه .. أنا وجلوي وقرار أنفصالنا .. ورجوعنا بأمر متعب .. أسكن بصدري برود .. أستسلام أن لا مفر من القرار ..
القرار .. تعبت من دروب الرحيل وبنصها أرجع وأتراجع .. مايكون الأمر أختياري ولا أختياره .. غريبه هالظروف إلي تلفنا ولمّا نثق بالبعد حل .. نلقى أنفسنا أقرب .. هالحمل مدري تسيف نهض بروحي .. أصحى الصبح ومن تعانق عيوني بالسقف .. أفكر باللحظة
إلي بيتحرك فيها وليدي ببطني .. وأحس فيه .. مدري وش بيصير فيني .. أببتسي أو بصرخ
أو بحتسي عليه .. ودي .. ودي تسذا من أحس بحركته أبدا أسولف عليه عن كل شي .. كل شي بقلبي .. عني .. عن أبوه عن جده الله يرحمه .. عن أخوي نادر .. خواتي .. أمي .. خلاص .. صاروا ماعاد يهموني تسثير إلي حولي .. أم جلوي يوم شفتها كنت قبل أحس بنار تشتعل بقلبي تكويني .. هالحين ماعادت تعني لي شي .. ماتهمني .. حتى فوزيه .. حاولت تقعد معي لحالنا بس أنا تعذرت بأشغالي .. حاسه أن عندها شين واجد تبي تقوله لي بس
ماعطيتها فرصه لأنها ماعاد تهمني .. هالمرحله إلي واصله لها .. والله العظيم أحيان تسذا أقول بنفسي تسيف تغيرت .. وش السبب .. ليه أحس نفسيتي حلوه .. خفيفه ومابي
أحد يغيرها علي .. مابي .. حتى جلوي نفسه ماعاد له وقت من تفكيري .. طبعا ماعدى
ريحته .. والدموع إلي يعنني خلاص بنتفارق .. خرب متعب هالبارد السالفه كلها ..
أميره العسل .. طبعا جايبه معها خططها ومدري وش .. لزوم أجلس معها باتسر أو بعده .. بخاطري أشغل وقتي وماندري لعل وعسى يكتب لنا ربي بهالمشروع بركه .. هي قالت أبفهمتس كل شي .. ياعمري عليها حتى يوم رجعنا للقصيم وهي تشتغل كتابه ودراسه ..
البنت ذكيه وعندها حماس غريب للي تبيه بس فوزيه مع بنتها تسنها جدار !
تسألوني عن عبدالله .. حتى هالنتيفه هذا ماعدت أعرف وش أمره .. لا سألت جلوي عن أمه قالي بالبدايع .. طيب خذ الولد لأمه يقول هي تبي هالشي .. شكيت بنفسي والله .. قلت له
من متى إن شاء الله .. تدري إن الولد عندي ويقولي ماما ..؟ ولا رد علي سكت .. حتى نبهته يفهّم ولده لا يقول لي ماما ويبلشني مع حريم خلق الله .. تراي مانيب ناقصه .. وبعد سكت !
تسني ماهرجت وإلي ماعاد لها طاري .. الجازي ماحدن يجيب طاريها أبد .. أبد .. الله يكافينا شرها ويبعدها عني بعد المشرق عن المغرب والله ..
" نوق بسرعه وين البشت "
يدخل جلوي متكشخن بالثوب والغتره البيضا والساعه الكشخه ..طالعته من فوق لتحت وأنا أحط يدي على خصري
" جلوي مايحتاج بشت "
" وينه أخلصي "
لحظات ويدخل عبدالله وهو متكشخ نفس أبوه ويجر أطراف غترته .. ينطق بملل
" وبشتي أنا بعد "
" عايلة البشوت على غفله "
قلتها وأنا أتحرك للباب أجره وأشر عليه
" شف معلقتهم ورا الباب "
" عافاتس الله "
" إيه عافاتس الله "
الأبو يقولها والولد مسجل يردد وراه .. يسحب البشت لابسه بحركه سريعه .. لحظات ويسحب بشت ولده .. ينحني له ويلبسه .. يضبّط عقاله
" بابا .. بادي بيروح "
" لا يابوك بيتزوج "
" يعني يلبس بشت نفسنا "
ضحكت من تفكيره .. تحركت ببطء حتى أنحني جالسه على طرف السرير وجلوي لا زال يرتب شماغ ولده
" إيه "
" يعني حنا متزوجين "
نهض جلوي فجأه وهو يدفه لقدام
" يابوك مانيب خالصن من كلامك إلي يبلش الواحد "
يلف لي معتدل واقف ..
" تبين شي "
هزيت راسي بصمت وأنا أطالعه .. قلبي فجأه حسيته يهتز ويعتصر من هيئة جلوي وكشخته إلي ذكرتني بأيام مضت .. بلعت ريقي وصديت عنه حتى أهز راسي .. برفض
" طيب أستودعتتس الله "
رجعت أطالعه وهو يعطيني ظهره ويروح .. طالع من الغرفه والقسم كله مطفي مافيه إلا غرفة النوم المشغله .. أبصراحه قليل أدخل البيت .. أحس بوحشه فيه وهو كان يمتلي بحس خواتي وأمي .. فزيت واقفه .. حتى أتبعه طالعه من الغرفه للظلام وأنا أمشي فالممر ..
" جلوي لحظة "
وقفت من وقف ولف لي فجأه .. ملحفني ببشته ..حاط أيديه على كتوفي
" آمريني "
صرت أدفعه
" خير جلوي ... وخر لا أنكتم حر ! "
" عمممممممممي مشعل "
يرتفع صوت عبدالله فجأه وجلوي أنفجر يضحك وهو يميل بملامحه لي
" أي حر .. ؟ "
" والله وضعك ماش ماهوب مضبوط "
ريحة العود أحتوتني .. وهو يقربني له .. بشته صار يضم جسمي وجسمه .. تقترب ملامحه أكثر مني لين لامست خشونه عوارضه خدي .. مسكت ثوبه من الخصر بأيديني
وأنا أحاول أدفعه .. لكن أنفاسه تحاصرني .. قربه مني .. ولا أدري كيف لقيتني أنجذب له بطريقه غريبه ولا تسني إلي كنت أتمنى له أسوأ الأشياء .. وأقساها .. أتنفس بصعوبه .. رفعت عيوني أتأمل تفاصيله .. لكن هو كان مشغول بالقرب .. يشدني له .. أكثر يلتصق ..
" ياولد "
وتسن قلبي أنشلع من فجأه أرتفع صوت عمي عواد .. والله ولا أدري إلا أنا بمكان وهو بمكان من الروعه .. يوقف بخطوات ثابته يطالعني ويطالعه .. ينطق بدون نفس
" خير خير .. ضاقت الأمكان الله لا يضيق علينا وبالظلمى بعد ! "
رفعت يدي أحاول أتنفس وصدري يرتفع وينزل بقوة .. وش جاب عواد هالحين وتسذا فجأه تسنه جني طلع بوجيهنا ولا بعد من زين المنظر .. رفع جلوي يده بحده
" ماتعرف تطق الباب "
" قصدك أنت ماتعرف تسكر الباب ! "
" بيتي ياخي "
" بيتك بس ماهوب بهالمكان ذا الحركات .. صكوا على أنفسكم الباب مرتن ثانيه "
تسن أحد صب علي موية ثلج قمت أتنافض والموقف ماله داعي .. يتقدم لي .. يحضني ويبوس راسي ..
" أشتقت لتس وتراي من اليوم مانيب تاركتس كل يوم بتلقيني في مكان في بيتتس .. ميرتحرصي على نفستس وأمسكي زوجتس ! "
وأنفجر يضحك بقوة .. يهتز جسمه بشكل هستيري وأنا عيوني متسعه حتى عجزت أرد ..
أنحنى جلوي يبي يجره لكن عواد راح يركض طالع من القسم وصوت ضحكاته يرتدد فالمكان .. يرفع صوته
" يامشعل تعال ياولد .. ألحق على أخوك شف وش مأخره وتاركنا ناقعين فالسياره "
تحركت صوب جلوي أجره برجفه .. وبالعافيه تكلمت
" تكفى لا يفضحنا "
" التسلب ! "
يقولها جلوي بحقد وهو يتحرك بخطوات ثايره طالع من القسم ..
" تعال ... عواد "
أسمعه يخانق ويهاوش وعواد مستمر يضحك بصوت عالي !
.
.
.
فالقاعه الواسعه بفخامه كان هو يوقف والأبتسامه الهاديه ترتسم على شفاته .. على يمينه بو عبدالله والفرح يتراقص على شفاته فيما على يمينه جده من أمه .. يوقفون أعمامه وخواله في صف طويل مستقبلين المهنئين .. أفواج من الحضور تتوافد عليهم والقاعه مزدحمه بالحضور .. ينحني بادي بوسامته والبشت الأسود يتألق على أكتافه يسلم على من يتقدم له .. هذا هو حلمه يتحقق ولا يدري كيف بتكون ليلته معها .. يعبرونه الحاضرين منخرطين بهالأحتفال إلي يتباهى بحضوره ..لحظاتو يجلس على كرسي مقابل للجميع .. تلقى الأشعار .. والكلمات .. فيما البعض أراد يلقي أشعاره شيلات يسمعها الجميع ...
وفي مكان ما .. يوقف بصدمه وهو يشيل بيده المبخره من لمح ريان من بعيد يوقف من بين الحاضرين ... بطوله ونحافته وسمار بشرته .. تتحرك السبحه بين أصابعه بهدوء والأبتسامه تشرق على شفاته .. يتحرك بسرعه بدون أي تفكير مندفع صوبه .. يمسك يده بذهول
" أنت هنيا "
يلتفت ريان له ومن شافه .. أختفت أبتسامته .. نظرة بارده علت عيونه حتى ينطق
" هلا معاذ "
معاذ : من متى وأنت بالرياض !
ريان ببرود : من يوم تقريبا .. أخبارك أنت وأخبار أهلك وخالتي
معاذ شد على يده بقوة يهزها : لك يوم وما فكرت تتصل .. تعلمني
سحب ريان يد معاذ بدون نفس حتى يصد بملامحه عنه .. يرفع يده من لمح واحد يعرفه
" فادي .. فادي "
تحرك لكن معاذ ماكان له يتركه .. أنحنى بسرعه يجر يده بقوة موقفه بالغصب .. يعترض خطواته بجسمه .. مقابله
معاذ : وش فيك أنت ..؟
ريان أخذ نفس بملل : معاذ أبعد عن طريقي
معاذ بقهر : رد علي .. رد علي ولاتتركني تسذا
ريان بنظرة بارده .. قاتله : أفهم .. مافي شي بيننا .. تسلم علي وأسلم عليك وش تبي أكثر
معاذ بذهول : وش أبي أكثر .. أنت عشيري وخويي !
ريان : كنت .. ولا عاد أبي أرجع
معاذ : عشاني قلت لك ذاك اليوم رح .. رح وأنا نيتي ما أخلي أحد يجرحك
ريان ضحك : ...........................
معاذ : إن تسان أحد جرحك ماهوب أنا .. مشعل وحمد ..
ريان : مايهمني يامعاذ ذا الحتسي .. رح أستقبل ضيوفك وضيوف جدي وخوالي رح
" معااااااذ "
يرتفع صوت عواد إلي يناديه من بين الحضور .. لحظات وينطق
" وتعال أنت ياريان بعد "
نظرة خاطفه لعواد من ريان حتى يتحرك بهدوء معطيهم ظهره .. وبسرعه تحرك معاذ لعواد
عواد : وش بلاه تسذا طالعني وراح ..؟
معاذ : يبي عرضه من عرض الضيوف
عواد بعصبيه : ليه إن شاء الله
صمت معاذ ونظرات عيونه تلاحق ريان إلي أختفى من بين زحمة الحضور ..
.
.
.
تجلس متربعه ونص جسمها يغطيه اللحاف .. تعض على أصبعها بقوة وقبالها أم جلوي متربعه تقهويها .. تلبس جلابيه واسعه والشيله الساده بلونها الأسود تلتف حول راسها ..
" والله عاد يومني زرتها إن حالها ماشاء الله تبارك الله .. أحسن من حالي وحالتس "
تقولها وهي تصب لها كاسة شاهي .. فيما نوره أكتفت تأشر بيدها رافضه تصب لها
نوره : أكيد يوم عرفت باللي صار لي وتحسبنه صحيح .. فرحت ..!
أم جلوي شهقت : مير ولا سألت عنتس .. الحرمه تسنها بعالمن ثاني .. فوزيه تقولي والله يمه حتى ماهيب يمي .. هذا وهي ماشاركت أميره بمشروعها
نوره بأندفاع : وأنتي خبله يومنتس تسمحين بالأمر يتم
أم جلوي بقلة حيله وهي تنفض يدها : مشعل وليدي مير عطاهم الضوء الأخضر بالدعم .. وقالها بس أبدوا وأنا أبوصي عليكم أخوياي
نوره هزت راسها وهي تحرك يدها بالهوا : عشنا وبنشوف هالنوق صاحبة مشاريع !
أم جلوي بخوف : ومنصور بعد داعمن أميره والله وأنا أختتس كلمه وحده ما أقدر أقولها .. اليوم قلت مشعل ياخذني يمتس .. وبغى ياكلني تسني مانيب أمه وأزيدتس من الشعر بيت .. والله إن أخوانتس تسانوا على طريف بياخذونتس يم أمتس .. ثم جى عواد ونفضهم كلهم وحلف مايطب البيت إلي أنتي فيه
نوره بعصبيه : إيه عواد ذا الحين يعنني ..
رفعت أيديها لفوق
" حسبي الله ونعم الوكيل تسانه بيقطعني عن شوف أهلي .. حسبي الله ! "
أم جلوي : إلا أمه مختفيه ... ماعاد لها حس
نوره تمايلت لقدام وهي ترفع يدها لها : إيه .. تحسبين لو أنها موجوده بتلقينه تسذا فاضن لنا
أم جلوي : وكلي أمرتس لله أنتي ذا الحين .. ودام أن أم نوق وبناتها بالقصيم بعيدات .. لابد ينسون الأمر ويعدونه ..
نوره بنبرة خبث : تحسبيني أبقعد تسذا .. ماعليتس .. والله لا يتحركون بس أصبري .. أصبري .. وأنتي أن تسانتس حرمه صاحيه .. وفيتس عقل لا تخلين عيالتس يميلون للحرمه .. باتسر تركب على راستس .. هه .. شوفي ولدتس طلق وحده وماعاد لها رجعه والثانيه أستغفر الله صابها مرض .. توكدي بس لايكون الحرمه مسويه بلا ولاّ شي
أم جلوي تمايلت بملل : لا ماظنتي نوق تسويها
نوره بأستهزاء : أجل تسيف أنقلبت حياة ولدتس تسذا يوم جت حضرتها ..
أم جلوي بقلة حيله : أمر الله
نوره صدت عنها وهي تقلدها : أمر الله .. ! مايحتاج تفكير البلا كله تحت راسها باتسر عيال ولدتس كلهم يكونون تحت يدها
أم جلوي أتفضت بخرعه : أعوذ بالله وأنا مهبوله أخلي العيال عندها .. مابقت إلا ذي
نوره تتمايل بشفاتها : والله ماعاد ندري .. كل يوم وحنا داخلين بعلمن جديد !
سكتت أم جلوي تطالع بنوره في صمت والكلام أخافها بشكل غريب ..
هل فعلا بيفكر جلوي بدال مايترك عيالها عندها هي
ويكونون تحت جناحها .. يقرر يخليهم عند نوق !
.
.
.
أنفجر قلبه دفعه وحده وهو يوقف قبال باب الشقه إلي أختاره بنفسه لكم يوم مثل ماخطط .. دموع جدته وأبوه كانت غاليه .. غاليه عليه .. مرهق بشكل غريب وهو من الفجر من مكان لمكان يتأكد من الترتيبات مع عمه منصور وعواد إلي تفاجأ بوقفته .. وغيابه أصبح
شبه روتيني .. أظهر البطاقه الخاصه حتى يمررها بالمكان المخصص لها .. تصدر صوت معلنه أنفتاح هالباب .. يدفعه ببطء ويدخل .. يستقبل ممر طويل يسطع بأنوار تلمع على السقف .. يمتدد سطوعها القوي على الجدران .. ريحة البخور تستقبله .. ولا يدري
كيف كان وداعها هي لجدتها العجوز .. بكت من وحدتها في هالليله .. أنهارت أكيد
عند أعمامها .. هو ماقدر يكون حاضر .. وعمها دق عليه مبلغه أن البنت رافضه الزفه
وتبي تكون بالشقه لحالها ويتركونها بعد الوداع .. له ولا رفض .. أو أعترض .. شافه الحل الوحيد حتى تبتعد عن أنظار جدته .. يتحرك فالممر .. يوقف فجأه من لمح طرف فستان
غريب من خلف الجدار ظهر وأختفى .. عقد حواجبه بقوة وكأنه أدرك أنها في آخر هالممر هي واقفه لاصقه بظهرها على الجدار اليمين .. مستعده لشي ..
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|