كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســم الله الرحمن الرحيم
(54)
قالها بنبرة حاقده .. يكتم فيها غيضه وكرهه وأنتقامه الخفي للدوامة إلي أدخلته فيها .. هل كانت تعتقد أنها ببساطه تقدر تسافر دون علمه ..؟
وتهرب عنه للمكان إلي أختارته ..؟
نيران غريبه تشتعل في صدره .. تطفي روحه إلي كانت متعلقه بأطراف روحها الطاهره .. كان يكفيه أمه وهي تحاول بأي طريقه تتباهى بمجتمعها وتفرض عليهم شكل خاص لحياتهم يناسب مقاسها ومكانتها الأجتماعيه .. كان يكفيه أخوها الغبي .. قليل الرجوله إلي كان كرت أخته كرت رخيص أشهره في وجهه يوم نوى يصعد بمكانته وفلوسه عليه .. يكفيه ماسواه فيها وهو يرميها عند رجوله ... ويجبره يدخل عليها بلا ميعاد ولا ترتيبات ولا حتى تجهيز
لها .. كان يكفيه أبراهيم إلي يشد حبله من كل طرف .. أحيان من طرف أخوانه وأحيان من جده وهذا هو يختار أحقر طريقه .. فساده وواسطاته عشان بس .. يرضي غرور أمه .. ويهدم في حياته ويبني مايبي .. يرضي نفسه الخبيثه إلي تتهيأ للفرص صوبه .. يكفيه بنات أخوه إلي أبعدتهم المسافات عنهم ولا قدر بخطوة وحده يتحرك عشانها هي .. عشانها ..
وبكل بساطه .. بكل جحود ودناءه منها .. تقرر ترمي كل شي بوجهه وترحل .. تسافر لبرا .. وهو كان على وشك يفقد عقله من خوفه لا يكون أعترضها ضعيف نفس أو سافل ..وهي قامت ترجف بلا إراده منها .. صدرها الضعيف يهبط ويصعد بقوة وعيونها رجعت تتعلق في ملامحه .. ملامحه إلي شافت فيها كثير أشياء غابت منها .. نظرته القاسيه صوبها أدركت
فيها إن القادم معه صعب .. أصعب من كل فكره فكرت فيها .. أصعب من فراقه وحزنها ..
أصعب من ضياعها وتخبطها وأنهزاماتها .. أضعف من كل شي .. ترجف شفاتها بقوة حتى تنطق والعبره تختنق بصوتها ..
" عوا ... عواد .. عواد أنا "
وصرخه منخفضه من شفاتها أول ماأنغرزت أظفاره في ذراع يدها شاااده لفوق .. سحبها بقوة لصدره القاسي .. حتى ينطق والغضب يتفجّر من شفاته
" صوتتس الكريه هذا .. لا أسمعه هالحين .. لا أسمع تسلمه وحده منتس لين نوصل للبيت
يا ..... "
وأطبق على شفاته بقوة حتى يدفعها لقدام بقساوة .. تترك شنطة سفرها من قو دفعته متقدمه لقدام .. ولا تدري كيف عرف مكانها .. كيف!!
رفعت أيديها بضعف تضمهم لصدرها وهي تتحرك بخطوات بطيئه .. من الخوف والرعب إلي تحسه .. تدفع خطواتها بالعافيه لكن تعجز تسيطر عليها
" تحركي بسرعه "
يقولها بتهديد مبطّن وهي بعجز أنفجرت تبكي واقفه .. وفجأه تستقر قبضته العنيفه في ذراعها من جديد .. يلصق فيها وبخطواته المندفعه .. السريعه .. يجرها .. صارت تمشي بسرعه وهي تحاول توقف .. بتطيح منه ومن مسكته وسرعته بالمشي ..
" فكني عواد .. الله يخليك .. فكني بطيح ! "
تنهار تبكي وملامحه المتصلبه .. القاسيه .. ماكانت لها ترحمها على فضيحه كانت على وشك ترتكبها في حقه .. فتحت فمها بقوة كاتمه كلماتها غصب عنها من أصابعه إلي أنغرزت في جلدها أكثر وأكثر وكأنها حد سكين .. مجبره تسكت بصمت .. يطلع من المطار بسرعه وهو يجرها صوب سياره صغيره مظلله أول مره تشوفها .. بالعاده عواد مايركب إلا السيارات
الكبيره بحجمها ورفاهيتها وحداثتها .. يسحبها بقوته صوب هالسياره حتى يفتح الباب دافعها
بالغصب لداخل .. أرتمت بالسيت وهي تجهش فالبكا .. تزحف بخوف أول ما أنحنى بجسمه راكب حتى ينطق بأنفاسه الثايره
" للفله "
تتحرك صوبه متمسكه بذراعه .. تنطق بحرقه
" والله .. "
أنفجرت " آآآه " من شفاتها أول ما ماسكها من ورا شاد شعرها بقبضة يده إلي كانت تتوعدها بالهلاك .. ترتفع الصرخه أكثر تتبعها صرخات بعيون تتفجّر منها الدموع .. يهزها بعنف وهي ترفض تكتم الكلام بصدرها .. واللوعه في كلامها تدفعها بالغصب ..
" قلت لتس سدي فمتس "
" ماراح أسكت وبتسمعني غصب عنك "
" بتندمين ترا "
" أندم على إيش .. على إيش من بعد إلي شفته من أخوي "
" هه .. الله الله .. أشتغلنا بأعذار تافهه .. "
" طلقني ياعواد ماعدت أبيك .. طلقني وكل واحد منا يروح لطريقه .. طلقني أفضل من أنك تدّمر كل شي بيننا .. ! "
أتسعت عيونه بقوة حتى ينطق بصوته القاسي ..
" أطلقتس ! "
جرت يده راميتها بعيد عنه وهو ظل متصلب على كرسيه .. لازال يطالعها بصدمه .. نطقت
" بتطلقني .. بتطلقني ياعواد لأن خلاص .. أنا تعبت من كل شي .. تعبت من أمك .. من أخوي .. من هالحرب إلي ما أدري متى بخلص منها .. "
صارت تحرك أيديها بقوة
" تعبت .. تعبت خلااااااااااص "
وأنطفى خيط الأمان في ظلمة حياتهم الغريبه .. وهي تصرخ بهالطلب في وجهه ..
تتراكم الأفكار المجنونة ظلام فوق ظلام .. وهو جامد يطالعها .. يطلقها !
يطلقها وهو كان على وشك الموت عشانها .. التعب لا زال يسكن روحه وقلبه وعقله .. يطلقها وهو إلي ثار أنتقام .. عشانها .. مالت بظهرها .. أقترب راسها من ركبها وهي تغطي وجها بأيديها تجهش فالبكا قباله ..
يطلقها .. أي جحود قاعده تعطيه مقابل كل ماسواه لها .. أي نكران .. لا طبعا .. موب عواد إلي ترمي بوجهه كل شي وترحل .. على أستعداد يطلق على قلبه .. رصاصة الموت .. ولا تخدش رجولته .. ولا تستغفله .. ولا تحسسه أنه غبي ..يوم أبتعد عن منهم أحق فيه .. عشانها .. يوم ضرب أسداس بأخماس وآخرتها
كانت بعافيه .. وتنوي تسافر بكل بساطه .. مافكرت في مشاعره .. ولا في أهله لا سألوا عنها أو سمعوا باللي صار .. ولا حتى فالمجتمع .. عليه يخلع قلبه ويذّوقها الكاس إلي
كانت ناويه تخليه يذوقه .. في أمسيات ذكرياتهم الحالمه .. نطق بحقد وكره غريب تفجّر من شفاته .. والقرف أحتوى ملامحه
" خلي عنتس دموع التماسيح ذي .. وأسمعيني عاد .. أطلقتس هذا حلم أبليس فالجنه ..
والله ما أطلقتس ياناديه .. تتمنينه بأحلامتس بس "
رفعت راسها تطالع فيه .. كمّل وهو يضحك بسخريه .. يصد عنها رافع يده
" قالت طلقني قالت .. !"
هزت راسها بعناد وهي تستجمع قواها .. نطقت بصوت منهار
" طلقني بالرضا ياعواد .. وبلاش ندخل في مشاكل أكبر بيننا وأكثر من إلي نشوفها هالحين.. أنااااااا .. مااااااااااااااااعدت أبيييييييييييييك "
وبكل برود العالمين لف لها وهو يطالعها من فوق لتحت
" هذا الوقت إلي عليتس تظهرين فيه نواياتس .. تبين تكسريني .. تحسبين أنتس بتقدرين يالغبيه .. أدوس عليتس وعلى ألف من وراتس .. ولا تمسين شي مني .. علميني بس هو أبراهيم وش وعدتس فيه ... عشان تسوين كل هالتمثيليه السخيفه .. وفجأه تقررين تسافرين وتطلبين الطلاق .. فلوس نفس أخوتس الخسيس .. "
ضحك بتهكّم
" والله أبصراحه ما أستغرب .. عايله كلكم على بعضكم سوابق بسواد الوجه "
أنحنى براسه وبلمح البصر مسك يدها إلي نوت فيها تنزل على خده .. سحبها حتى يلفها لتحت .. نطقت بألم
" ما أسمح لك .. ماراح أسمح لك .. ماتشوف نفسك .. وأمك .. وأختك .. ماتشوف نفسك أنت .. إلي مابان فيك خير من ربتك .. ولا حتى لبنات أخوك .. "
أنهارت تبكي وهو يلوي يدها بعنف مجبرها تنزل بجسمها لتحت .. وهي تقول كلام مثل حد السكين ما يستقر إلا بقلبه .. يدمي روحه .. تدفعه للجنون .. ما تدري أنه كاتم بركان في صدره .. لو أنفجر ماراح يخلي فيه عظم صاحي ..
" إن جبتي طاري بنات أخوي على لسانتس .. أو أحد من عايلتي .. أقسم بالله لا أخليتس تدفعين ثمن كل كلمه تنطقينها .. قبل ما تحتسين .. وتأشرين علي .. طالعي بنفستس .. أنتي لو أن فيتس تربيه صالحه .. لو شوي .. مافكرتي تسافرين وتسن ماوراتس
رجّال ولانتي متزوجه .. ولا أستبعد أنتس وأخوتس مسوين لي هالمسرحيه والله العالم كم معطيتس .. لأن تصرفاتتس وكلامتس ذا الحين يثبت لي إنتس أنسانه مشكوك
في كل شي فيها .. وحتسي أخوتس لي يتناقض مع ماتسوينه وناويه علي .. لو أن فعلا كل شي مدبره هو لحاله مع أبراهيم .. مافكرتي تسافرين وتقعدين لي كم يوم ماينعرف أرضتس من سمااااتس "
" بتك.. بتكسسسر .. يدددي "
قالتها بصوت يختنق ألم وذل وأنكسار .. أنفجرت صرخه مكتومه فيها من رفع يدها حتى يدفعها بجسدها بعيد عنه .. تلصق بجسدها على الباب .. ترتفع شهقاتها وأنهيارها وهي تجر يدها لصدرها.. صرخ بقوة
" بااااااااااااس .. أكتمي نفستس ولا أسمع صوتتس .. تفهمين "
أنتفضت كاتمه أنفاسها .. يصرخ فالسايق إلي جالس ولا كأنه يشوف شي ..
" أسرع أنت الثاني .. أبي أوصل للبيت بسرعه لأني أنقرفت " !
.
.
.
يتمايل على المركه في أستراحة عواد وهو ينفجر يضحك
" أجل قلت حددت زواجك الأسبوع الجاي .. مانيب قادر أتخيلك بالبشت "
يرفع يده يضرب جبينه وهو يميله براسه لورا .. يلبس ثوب أبيض وشعره الكثيف
مبعثر يمين ويسار .. يطالعه بادي بدون نفس حتى ينطق
" أنت خبل ولا هذا شكلك .. تسيف مانت متخيلني بالبشت وبعدين تراك زودتها "
رفع الدله بوجه مشعل إلي ماهو قادر يوقف ضحك
" ترا بتجي في وجهك ! "
حمد وهو يطالع السفره المليانه حلا قباله : خله ياولد .. خله .. اليوم بنعطيه الضوء الأخضر ماتشوفه وش جايبن لنا من محله .. !
بادي بحده لف لحمد : وأت بعد صاكتك مجاعه قبل تجي عندنا .. تحسسني إنه فينا شفاحه ع الأكل .. وإن جاب لنا عيشه خلاص يصير ملك
حمد يسحب صحن ورق عنب ويقدمه لبادي : ذق من هذا .. شف الشغل السنع ماشاء الله
بادي ينزل الدله :لاااااحول ولاااااقوة إلا بالله
حمد : إلا على طاري .. طبعت الكروت
بادي هز راسه : إيه طبعتها .. وبتنقسّم كلن يختار له مكان يوزّع فيه
مشعل على طول رفع يده : أنا عند أهل القصيم
حمد بعيون متسعه : وش معنى يعني
مشعل والأبتسامه لا زالت على شفاته : كيفي عاد
حمد رفع يده معترض : لا لا .. أنا بروح ماهوب أنت
مشعل بحده : من إلي قال الأمر بالأول
حمد بعصبيه : بادي مامداه يقول إلا رديت .. أعوذ بالله .. القصيم أنا بمشي لها .. أنا
مشعل بتهديد لبادي : والله إن سلمته كروت الزواج ولقيته موصلها للقصيم .. راح تندم
حمد : وتهدده ..بعد !!
بادي رفع أيديه : خلاااااااااص .. خلاااااااااااص .. لا أنت ولا هو ..
حرك يده بخفه مأشرها على معاذ إلي يجلس وراه .. منعزل عنهم وعيونه على جواله
" ياخذها هالطيّب ! "
لف حمد براسه لورا يطالعه مع مشعل .. والكل سكت فجأه .. حرك عيونه معاذ حتى يرفع حاجبه اليسار بضيق أول ماشافهم يطالعونه بصمت .. نطق بدون نفس
" خير وش فيه "
مشعل بشك : أنت إلي وش فيك .. مانت مضبوط لك كم يوم
معاذ يرجع يطالع جواله ببرود وهو يتساند على المركه : مافيني شي
بادي : وش قلت طيب
معاذ بدون أهتمام : إلي هو ..؟
بادي : تروح للقصيم و ........
معاذ : مانيب فاضي
حمد بنبره تشكيك للوضع إلي فيه : حالتك تسذا عشان ريان ..
أشتعلت عيونه بنظرة حاقده لحمد إلي تجرأ يلمس جرحه ببساطه
مشعل : والله إن له فقده من جد .. هو وينه
معاذ بإستهزاء : فقدته !! ماشاء الله واضح
مشعل بإندفاع : وش قصدك ..؟
معاذ نهض واقف : أقصد إن الأمر مايحتاج له تسذب وحتسي مانيب محتاج أسمعه وأنا عارف إن إلي في قلوبكم لريان شي ثاني
تحرك بخطواته عابرهم طالع من المجلس للحديقه .. لبس جزماته على السريع .. وهو تعب أنتظار للعلاقه إلي أنقطعت وحس معها إن الحياه فيه تتوقف .. يسحب هوا بقوة لصدره وخطواته الضايعه تعانق العشب الأخضر .. يرفع عيونه للسما إلي يحتويها الظلام .. تتحرك عيونه للجوال .. يضغط رقم أبوه .. متعب قال له ينتظر لين يوصل أبوه للرياض .. لكن حتى الأنتظار تعب منه ! .. يستقر الجوال عند أذنه .. يظل الرقم يدق ويدق لين أنفتح الخط .. يوصل لمسامعه صوت أبوه الضاحك
" هلا يبه "
معاذ : هلابك .. ها متى قررت تجي ..؟
بو متعب : آخر هالأسبوع .. أنت وش عندك تنشدني كل شوي
معاذ وصوته يضيق : محتاجك طيب .. وش أسوي
بو متعب ضحك : ماعليه يبه .. كلها أيام وأنا عندك بحول الله وقوته .. بشرني عن أمك وأختك
معاذ : عند جدتي ماعليهم بخير
بو متعب : أنتبه لهم .. مايحتاج أوصيك
معاذ : والله يبه منتبه .. وأشغلتني جود بالمشاوير .. طقت تسبدي منها .. متى تجي تشوف لك دبره فيها .. ترا متعب مره تسان معطيها وجه وشكلها تحسبني مثله .. لاقالت أبي .. رحت وأنا ساكت .. ماوراي إلا هي ...؟
بو متعب بهدوء : هذي أخييتك الوحيده .. وماعاد لها أحدن غيرك .. مايصير هالحتسي يبه .. إن ماوديتها من بياخذها !
معاذ رفع يده يمسح على شعره نطق وهو يزفر هوا بقوة : طيب
بو متعب : فمان الله ..
يبعد الجوال عن أذنه وقباله متعب يلم سفرة العشا والصحن .. وعلى طرف الفرشه إلي يجلسون فيها .. بو عبدالله يفرك أيديه بالصابون وعبدالله بسعاده يمسك علبة المويه ويميل فيها لجده حتى ينظّف أيديه من هالصابون
عبدالله وعيونه تتأمل ملامح جده المتجعده : جدي ..
بو عبدالله بإبتسامه : سم
عبدالله بسؤاله البرئ الطفولي : أنت تحبني أكثر واحد !
أنفجر بو عبدالله يضحك حتى أهتزت كتوفه .. نطق بسعاده
" إي والله إني أحبك أكثر واحد .. لنك رجال أجودي وطيب "
عبدالله : أكثر من جدي منصور وأبوي
بو عبدالله هز راسه وهو يفرك أيديه : أكثر من ربعك كلهم .. ماهوب بس أكثر من جدك منصور وأبوك !
أبعد أيديه وهوينفضها وبسرعه نزّل عبدالله علبة المويه حتى ياخذ علبة المنديل ويقدمها له
" أمسك جدي "
" ياطيبك طيباااه.. أفضل ماسواه أبوك إنه جابك هنيا "
بو متعب وهو يتمايل على المركه وبإبتسامه : هو أبوه وين غدى
بو عبدالله : والله مدري عنه .. ماتشوفه ترك العشا بنصه وقام
متعب وهو يحط الصحن برا الفرشه : راح يتمشى .. تراه تسان بيمشي اليوم بس إني لزمّت عليه يقعد شوي ..
بو متعب يأشر على الدافور : يابوك هات الدافور خلنا نسوي لنا شاهي بعد هالعشا إلي ماشاء الله
يتحرك بخطواته البطيئه مقترب منهم .. يدفن جواله في جيبه وملامح وجهه ضايقه بشكل يفضحه .. نطق بصوت عميق
" يلا عبدالله بنمشي "
بو متعب رفع عيونه لجلوي : وش فيك مستعجل .. أقعد .. أقعد الله يصلحك هالليله ولا أشرقت الشمس توكّل على الله
جلوي : والله يابو متعب عندي أشغال لزوم باتسر أكون بالرياض ..
بو عبدالله : وش هالأشغال إلي بتخليك تمشي بهالوقت !
جلوي وهو يصد عنهم نطق بقهر : مسعود .. رايحن يم الشرطه ومسوي لي أستدعاء ومتهمني إني معتدي على أخته .. وزياده هو وياها اليوم رايحين للمحكمه ورافعين علي قضية نفقه .. على أساس أني تارك منصور ولا أصرف عليه !
متعب بصدمه : أعوذ بالله .. وأنت من علمك
جلوي : خوين لي بالمركز دق علي وقال باتسر بيوصلون لك
بو عبدالله بعصبيه : هم مايخافون الله ..
بو متعب : دام الوضع تسذا .. والله مانقدر نقول شي غير الله يكون بعونك
رفع جلوي يده حتى ينطق
" فمان الله "
تحرك بخطواته صوب سيارته لحظات ويركض وراه ولده إلي لبس نعاله على السريع .. أنحنى جلوي فاتح باب السياره ..
" تعال يبه أركب "
" أنا موب بزر .. كم مره أقولك ! "
يقولها عبدالله بعصبيه وهو يركض يدور حول السياره .. أبتسم جلوي غصب عنه وهو يشوفه يفتح الباب قباله ويركب .. دفع جسمه راكب وشي ثقيل يحتوي ضلوعه .. جهات الحرب تفتح عليه من كل أتجاه .. تفقده الشعور بكل شي .. يسكّر الباب متحرك عن هالمزرعه صوب هالبيت إلي يحس فيه بالأمان .. تتوقف سيارته عن باب الشارع .. يفتح عبدالله على طول الباب وينزل ..
" أنتظر "
ولا سمعه راح يركض دافع باب الشارع ويدخل .. سحب هوا بعمق وبملل حتى يزفره .. يطفي سيارته ويفتح الباب نازل ..
.
.
.
تقهر نوير .. تقهر .. ألف مره أدق عليها ولا ترد ... عاد زعلها شييين .. ولا هيب من النوع إلي يرضى بلمح البصر .. يالله .. وأمي بعد تعبت شوي من أذن المغرب وهي تشتكي من راسها وتنشدني .. ماردت عليتس .. آآخ يالقهر بغيت أمسكها لولا أن زوجها وقف بسيارته عندها .. جى بوقت غلط أبصراحه .. أستحيت منه أركض لها وأقول شي .. خفت يسأل ويستجوبني عاد من زين السالفه عشان يسمعها الحمدالله والشكر .. وجلوي من الصبح مختفي .. هذا إلي بيمشي للقصيم ! قاعده بالمطبخ والهواجيس تاخذي يمين ويسار ..
راسي أنتفخ منها
" ردت ! "
حركت عيوني إلا وعد واقفه عند الباب تسن أحد مصفّقها وشوشتها يارب رحمتك واقفه .. هو الواحد لا زعل وبتسى لزوم عليه يجي تسذا ! أختي هذا خلاص بصمة بالعشره يا بتخلينا مجانين معها ولا حدها تاخذ لها واحدن نفس عجينتها .. تخيلوا أخذت لها واحدن رزين وشخصيه .. والله لا يعيف حياته كلها .. ياعمري عليه تعاطفت معه وأنا ماعرفه !
" هو أنتي زعلانه بعد علي "
أشرت بأصبعي لها
" روحي يم المرايه .. خليها تنفجع من خشتتس ثم تعالي عندي "
فجأه يمشي بجنبها عبدالله ولد جلوي ومدري من وين جى .. ومن رفع عيونه لها لصق فالجدار وظل متنح فيها بشكل غريب .. الظاهر حتى هو لزوم نعطيه كورسات بمقابل هالوعد .. لفت له قالت " خير " ولا رد عليها .. الولد مرعوب منها .. تحركت واقفه حتى أروح أسحبه .. يمي .. أرفع يدي بوجها منقهره منها .. الولد مرتاع منها
" وش خير .. أخلعتي الولد يامال إلي مانيب قايله "
" هه مالت عليتس وعليه "
أتسعت عيونه وهي تاخذ لها هاللفه إلي يعنني .. تعرفونها اللفه إلي تشد فيها حيلها وتقولب عيونها وتشد رقبتها صاده ... راحت قبالنا تصعد الدرج والبيت هدوء .. هدوء غريب ..
" ماما نوق .. ليش شعرها طاير ماعندها مشط ..؟ "
حسيت قلبي ينقبض بقوة من أول كلمة نطقها .. بلعت ريقي ونظرات الولد ماهيب طبيعيه لي .. ألله لو تدري حسنا أنك تقول لي " ماما " تسان قامت الحرب مع رفيقتها الخايبه ...
ضحكت بنفسي وأنا أتذكر حركاتها لي مع الجازي .. أنحنيت له ..
" أنا خاله نوق .. ماما حسنا بس .. مايصير تقول لأحد غيرها ماما "
عقد حواجبه بضيق
" أنتي ماما الثانيه "
أعتدلت بظهري .. تسني ناقصه ياربي مشاكل وبلاوي .. هذا تسيف أفهمه أنه لا يقول لي ماما .. والله العظيم مانيب ناقصه وجع راس منهن نهائي .. لايكون جلوي إلي مفهمه ..
ماهيب غريبه عليه يسويها .. طالعته
" أبوك وين ..؟ "
" برا "
" تروح فوق لشيما "
قلتها حتى يهز راسه برفض .. يمسك جلابيتي
" أبقعد شوي معك "
أخذت نفس وريحة جلوي لقطتها بقوة .. الظاهر الأخ دخل القسم .. حطيت يدي على شعره
قلت له " لازم أروح عند أبوك .. شويات وأبلحقك لفوق .. "
تحركت تاركته حتى أدخل القسم .. أوقف عند الباب .. أناديه
" جلوي ! "
" تعالي مافيه أحد "
آخذ نفس بربكه وريحته براسي .. الظاهر طاح سوق المخده والثوب .. أستغفر الله !
تحركت حتى من وصلت لباب المدخل .. دفعته مسكرته .. لفيت للمجلس حتى ببطء أتحرك للباب .. أشوفه واقف قبال أغراض ولده .. ينحني بدون مايجلس ويقعد يرتبها ..
يرمي أطراف الغتره لورا كتوفه .. نطقت بأستغراب
" وينك طول اليوم ..؟ "
" مشغول "
قلت بقهر
" الله بهالسرعه أنشغلت .. من تعرف بالقصيم عشان تنشغل معه "
" وأنتي وش دخلتس أصلا ! "
رصيت على أسناني بقوة من رده إلي يجلط .. أنا الغلطانه يومني جيتك أدربي راسي عندك .. تحركت مبعده عن الباب وأنا تسبدي أشتبت منه .. بس لحظة .. لحظة .. والله متحسفه أحرم نفسي من ريحته .. رفعت يدي أعض أصابعي .. وهو ولا ناداني ..
ع الأقل من باب الذوق يومنه سمعني أروح قال تعالي وين رايحه ...؟ لا بس مايسويها .. وأصلا ليش رحت .. إلا لي شغل ونص .. لي شغل بريحته على كيفه يحرمني منها يوووووم كامل ! .. والله على هوشة نوير ووجع الراس والضيقه إلي عشتها اليوم .. زاده وحامي ..
يعني تعبت .. تعبت .. والله العظيم مقدر أتحمل .. وشميت المخده لين قلت بس .. ماخف الوحام .. مع أن الدكتوره ذيك المره عطتني حبوب تقول أنها بتخفف من الغثيان والأستفراغ
فترات الصبح .. وتسني من زود الذكا قلت لعل وعسى تخفف الوحام بعد .. ومامن فايده .. رجعت بقهر أمشي بسرعه راجعه للمجلس .. دخلت مندفعه بجسمي حتى أرفع يدي له
" إلا لي دخل ونص .. "
لف براسه يطالعي متنح .. نطق ببرود
" ساكنتس جني أنتي ..يومنتس عارفه نفستس بترجعين رحتي ليه "
نطقت يقال أني أرقّع الوضع
" أسمع بس لا تروح تسذا وتقطع .. ع الأقل عطني خبر "
فز واقف .. صار يتحرك جاي يمي .. متعمد يلصق فيني وأنا قلبي قام يطق طبول نفس حركته أول ماشفته .. خير وش جاه .. يحسبني مغناطيس
" ماتبيني أحدد موعد روحتي ورجعتي بعد ! "
رفعت عيوني له .. ليه أحس أن فيها سعاده غريبه تحتويه .. أعرفه جلوي .. أعرفه أكثر من نفسي .. عنده شي والله عنده ... نطقت بشك
" وش عندك شين تخبيه عني "
هز كتوفه بعدم مبالاة
" ولا شي .. أنتي عندك ..؟ "
أسأله ويسألني .. قلدت حركته وأنا أنطق بتوتر بدا يحتويني غصب وعيونه تلتقي بعيوني
" ولا شي "
مال براسه لي .. حسيت بأنفاسه الحاره تحتوي بشرة وجهي
" أكيد "
ملت بظهري على خفيف .. أحاول أبتعد عنه
" أكيدين موب أكيد "
حرك يده حتى يلفها حول رقبتي من ورا .. يدفعني له .. وهو يبوس جبهتي .. ينطق
" بنمشي للرياض "
ظليت واقفه والشعور .. الشعور إلي فيني تسنه أرتفع فوق سمعي وعقلي .. أبتهوّر بحركه وهو للحين لاصق .. حسبي الله على عدوه .. أخذت نفس بقوة وصديت عنه .. ويده نزلت حول كتوفي .. جتني رجفه من أفكار غبيه براسي .. وقلبي صاروخ أرض جو بقوة دقاته ..
والله إني أنرحم .. إي والله .. أحس عندي أستعداد أنسى قلبي وأركض ورا ريحته .. يادافع البلا ..
" سمعتي وش قلت "
رفعت عيوني له بعصبيه .. صرخت
" وأحد قالك إني صمخا "
أنفجر يضحك ..
" وراتس عصبتي طيب .. من الرياض ولا مني "
رفعت يدي ماسكه ثوبه من عند بطنه وأجره بحقد
" منننك "
سحب يدي بهدوء فاكها عن ثوبه حتى يبتعد معطيني ظهره .. راجع لأغراض ولده ..
" يلا يلا ماعندنا وقت "
هذا وش فيه .. أقوله منك معصبه وتسنه ماسمع .. أوريك ياجلوي .. أوريك .. تبي تقهرني بحركاتك هذي .. هيّن .. خن نروح الرياض والشيب هذا إلي مدري ليه ماطلع براسك .. أبطلعه أنا !
.
.
.
يجلس منعزل في آخر غرفة في بيته .. وقباله أكياس الأكل وأكياس علاجات مكومة فوق الطاولة قباله .. صوتها المأساوي يضج بعقله كما لو أنها أفقدته الشعور .. منحنيه
بالسياره تنتحب على الكرسي .. وتجهش فالبكا ..
" الله يخليك خذني من هالمكان .. ليش تبون تذبحوني ليش وش مسويه أنا من ذنب .. وش مسويه .. ليش .. ليش تجيبني لهالمكان .. والله ما أتحمل .. إلي قاعده أحس فيه شي فوق طاقتي .. حرام عليك .. حرام عليك .. أبعدني عن المكان تسان باقي بيننا شي .. أرحمني ..
أرحمني يابتار .. أرحمني وأبعدني .. الله يخليك الله يخليك "
كانت الفكره ياخذها لنياقه عند سعة الصدر مهيأ لها المكان .. يقعدون في مكان بعيد عن الكل ..يرتب هالفوضى بينه وبينها .. يشرح كل ماسواه يعتذر عن هالأذيه إلي والله ماقصدها .. ولا كان يدري عنها .. حتى يتفاجأ بأنهيارها إلي أدخل براسه الشكوك .. منفجره بالأسى
والألم إلي وصل لروحه مجلسه في عتمة الشبهات مقابل الحيره ..؟
مستحيل بكاها خوف من النياق .. حرك يده حتى يفتح أزارير ثوبه يبحث عن هوا يسحبه لصدره .. معقوله عرفت عن ماصار قبل .. معقوله !!
بس مستحيل تعرف من مين .. من راح يتجرأ يقول ماحصل قبل لا ينطقه هو .. ويصارحها ..
ولا كان في وقت لهالحقيقه حتى تنقال بظروف حفله ..
فز واقف حتى ياخذ كيسة العلاجات وهو إلي نزّلها وهي تترجاه يتركها ويروح ولا لقى نفسه إلا يقرر يروح يجيب لها عشى ويمر الصيدليه .. تحرك طالع من الغرفه بخطواته بطيئه
وشي يمزّق روحه .. كيف بيقدر يقولها الحقيقه كامله .. وللكل .. ويداوي جرحها حتى يدمي
قلبه وعقله .. ويرمي على حقيقة ماصار منه بالسواد .. لكن على الكل يعرف إن نادر راعي الأوله والجميل إلي ترك الشيخه له ممتدده لهالوقت .. على أمه تعرف أنه حماها من زواج كان ممكن يكسرها .. وأنقذ أخته .. وتحمّل أنه يرمى بالردى عشان تظل أخته معززه مكرمه .. يتوجه لغرفة النوم حتى تتعلق أصابعه بيد الباب دافعه لتحت .. يوقف ساد فتحة الباب بجسمه لحظات ويدخل الغرفه البارده .. المظلمه وضوء خفيف في الزاويه
من أباجورة تستقر على طاولة صغيره .. تتعلق عيونه على السرير الواسع .. وتنام هي فوقه
متغطيه بالكامل .. يدخل أكثر بطوله وتقاسيمه الرجوليه .. حتى يمد يده سامح للضوء يعانق تفاصيل الغرفه كلها .. ينتفخ صدره العريض وعيونه بقساوة نظرتها من كل مايحس فيه تتعلق في هالبطانيه المنتفخه منها .. يتحرك أكثر صوبها .. وصوت الكيس إلي بين أيديه يرتفع أكثر مع خطواته .. ينحني حتى يمد يده لطرف البطانيه يسحبه على خفيف كاشف
عن شعرها إلي يغطي ملامحها بالكامل ..
نامت تبكي ..؟!
وضعها ماعاد هو طبيعي .. يحط الكيسه على الكمودينه ويبتعد عنها مقرر يخلع ثوبه .. ملامح بشرته السمرا تتصلب بشكل غريب والأفكار المجنونة تتزاحم براسه .. عليه يصحيها
ويسألها عن الأمر منهي حيرته .. أو ينتظر لبكره ..؟!
رمى ثوبه على الكرسي الخشب حتى يتراجع بخطواته لها .. يلتقط كيسة العلاجات ويتحرك للجهه الثانيه .. ينحني بجسمه الثقيل حتى تلامس ركبته طرف السرير .. يزحف ببطء
لها والسرير بدا يهتز منه .. ومن أقترب منها جلس متربع قبالها .. حرك يده يبعد هالبطانيه عنها كاشف عن جسمها بالكامل .. يرجع يطالعها وأنفاسها المنتظمة ترتفع محرره هالخوف
من صدره .. يقترب أكثر منها .. تعانق أصابع أيديه شعرها الناعم وهو يبعده عن ملامحها ..
يرجعه لورا بحذر .. عيونه تصغر بحذر لا يزعجها .. تضم أيديها لصدرها بقوة .. تنعقد حواجبه بألم من ظهر الجرح وهو جاي في نهاية جبينها ونازل على حاجبها .. وكأن كل شي
قبال وجعها وهالجرح يصبح على صغر خرمة أبره .. يلمس بشرة وجها الناعمه .. وشعور النور يملاه وكأن في مكان ما بتضئ المجره .. !
لا تأملها في صمت .. يصعب عليه يركزّ بأي شي ثاني .. حبها يسري في دمه .. يغذي قلبه ..
مال براسه .. يقبّل جانب من شفاتها .. لحظات ويطبع قبله على راسها .. وهي لازالت
تغرق في نوم عميق .. من التعب والإنهاك .. يجمع على كثر مايقدر شعرها بأصابعه ..
يحاول يجدله رغم عدم معرفته بالطريقه الصحيحه لجدل الشعر .. كان يشوف أمه دايما تجدل
شعر خواته ويجلس بصمت يتأمل هالطريقه المعقده .. ثلاث خصل .. خصله يسار .. خصله يمين وخصله لابد تتوسط هالخصلتين .. يقسم شعرها بهدوء حذر لثلاث خصلات .. يعض على شفاته منزل شعرها من تحركت ببطء .. وعلى طول رفع هالخصلات الكثيفه يجدلها بطريقه غريبه .. وهو كل ماسواه أنه أكتفى يلف هالخصلات على بعض .. ومن خلص
رمى هالجديله الغريبه وراها .. أنحنى ياخذ الكيسه مقربها حتى يحطها بينهم وهو يكتم نفسه .. محاول مايزعجها .. بيعقم جرحها ويغطيه ع الأقل ببلاستر ولا يقعد بهالشكل .. يسحب قطعة قطن يغمسه بمعقم جرح ويبدى يمرره على الجرح ولا حراك منها ولا ألم ..
كان لها تعرف أنه مهما كانت خطواته مستقيمه ثابته .. قبالها يميل وينجذب .. وبيطيح
على وجهه .. في الحقيقه .. ست سنين أنتظار محكوم عليه بالبعد ماكانت كفيله لها تعرف
أنها دفاه وأمانه وأنتمائه .. هو عرف أنه يحبها حد الموت دون ما أحد يقوله .. من بدى
يجمع أشيائها إلي يسلمها له نادر .. ويتعمّد يردد أسمها .. وعاداتها وروتينها ..
تفاصيل وجها .. وهي مبتسمه .. زعلانه .. رسمها في عقله قبل لا يشوفها .. ومن أنتهى من تعقيم الجرح .. قص البلاستر على مقاس الجرح حتى يغطيها .. يجمع كل شي مرجعه
للكيسه حتى ينزله وراه .. ويرجع لها متمدد قبالها .. يقابلها وعيونه تتأمل ملامحها .. تقرا تفاصيلها بعشق .. يتعمد
يحط يده الثقيله تحت راسها ويسحبها له بقوة .. يحضنها لصدره ..
هل بتغفر له .. سكوته عن كل ماحصل لا سمعت أعذاره كامله .. وتفّهمت السبب الحقيقي
إلي منعه مايعلن أنه ذابح الوضحى.. هل بتغفر له هالجرح إلي كان في وقت أنفجاره وذهوله عن كل ماحصل .. وكل ماشافه إهانه له ولمكانته وقدرها هي .. !
يلف أيدينه حوالي جسدها المنهك .. يغمض عيونه حتى ينام وراسها على صدره ..
.
.
.
ضم شفاته وهي لأول مره تتكلم بصراحة وخوف عن كل ماتحس فيه .. طول المسافات بالسفر يترك مسافة هالأرواح أقرب .. متنفس لهالروح المرهقه فيه .. كان كله آذان صاغيه لثرثرتها .. وكلامها المتسارع .. المقهور من تصرف خواتها .. وماصار لنوير ..
تغيرت .. يقدر هالحين يشوفها بوضوح .. تنهض شابه وكأنها ماكبرت .. رجعت روحها الخفيفه .. وأبتسامتها وضحكاتها .. رجعت نوق نفس ماهي ومثل ماتمنى ..
كان أكثر ما صدمه فيها خوفها الغريب وترددها .. ضعفها وأنهزامها في أول لقى بينهم .. هالحين هو سعيد .. سعيد وكامل .. مكتفي من مايشوفه من عافيه لهالأنسانه إلي عشقها بكامل حواسه .. أنقسم فيها وأنقسمت فيه .. ذاكرته الأربعينيه فيه قويه للدرجه إلي يقدر يسترجع أدق تفاصيلها من قبل 20 سنه ..
وراهم ينام عبدالله بهدوء ملائكي تغطيه قطعة لحاف على مقاس جسمه ... حرك يده رافعها عن الدركسون بحيره ..
" غريبه على نوير هالتصرف "
تتكتف نوق بقهر ..
" والله العظيم يوم قالت لنا أمي السالفه أنصدمنا .. مدري ياجلوي قلبي معها وهذا إلي خلاني أطلب منك نقعد شوي .. "
حرك راسه لها حتى ينطق بهدوء
" لو تسان الأمر علي يانوق قعدت .. بس مشاغلي بالرياض تسثيره "
تنهدت بهدوء .. حتى تصد للشباك ..
" إلي يقهر ياجلوي .. إنها ساكته .. ساكته ماقالت لزوجها وش صار ولا لأمي إلي وصلتها للبيت .. صح أمي ضربتها من القهر والغبنه على ماسوته .. وتعرف أمي ماتحب الغلطه تظهر من طرفها وطرفنا .. بس حتى ولو .. تسان ع الأقل تحتسي .. تدافع عن نفسها .. وزوجها مكانته ماهيب لعب .. "
حركت راسها تطالعه
" الناس ماهيب راحمتها ولا راحمته .. "
صمت بدون أي تعليق حتى يرجع يطالع الشارع .. تعلقت عيونها بملامحه .. تنطق بأستغراب
" ليش سكت "
حرك كتوفه بعبث
" أستغرب منكم ومن ماتطلبونه منها "
نوق وعيونها أتسعت : تسيف مستغرب
جلوي وهو يسحب كوب الشاي يمده لها : صبي لي شاهي بالله .. من مسويه ضابطه
أخذت الكوب حتى تنحني تسحب الترمس .. تصب له
" هذي وعدوه .. سوت القهوة والشاهي عشان توصيني بعنزها .. "
جلوي ضحك غصب عنه : ما ماتت .. !
نوق بخوف وهي تمد له الكوب : فال الله ولا فالك .. ناون علينا بالشر .. بسم الله على العنز .. خلها حيه .. لنها وهي عايشه طلعت لنا قرون .. تسيف لا مااتت أستغفر الله
حرك يده صوبها ماخذ الكوب وهو يضحك غصب عنه من كلامها وخوفها على هالعنز ..
لهدرجه مكرهتهم وعد بهالعنز !
نوق : إيه كمّل
جلوي وهو يشرب حرك عيونه لها لحظات ويرجع يطالع الشارع .. نطق : على وش !
نوق : مستغرب
جلوي يبعد الكوب حاطه بمكانه المخصص : إيه .. شوفي .. نوير على قولة الواحد مربيه تحت عيني .. وإنسانه صريحه .. عندها أستعداد تعطيها بوجهك لا كانت تشوف أنها على حق .. يعني عمرها ماحسبت لأحد حساب .. ولسانها طويل .. طووويل .. وعزة نفسها وكرامتها فوق كل شي .. لكن
نوق بأهتمام : إيه
جلوي بإبتسامه خفيفه وهو يميل لها متساند على البوكس إلي بينهم : بالعاده .. من يسكت وهو طول عمره واضح وصريح .. المفروض تخافون منه وتقولون الله يستر لا حتسى .. ماهوب تحسبون سكوته إنه مخطي .. ( هز راسه ) ونوير أظن ماسكتت لنها مغطيه .. تحت راسها شي تبي تسويه .. يمكن أكون مخطي ويمكن لا .. لكن الأكيد نوير أختتس ذي طول عمرها ذكيه في الأوقات إلي تبي تتذاكى فيها .. وغبيه لانوت تتغيبى وهي تضعف .. ماحدن يدري وش براس هالنوير ..
ظلت متنحه تطالع فيه ..بصدمه وكأنها أفلست من الكلام قبال ما يعرفه أو لا زال يحتفظ فيه من معرفه بخواتها .. خصوصا نوير .. نوير إلي كانت تحمل على أكتافها جزء كبير من حبهم وفراقهم
ومعاناتها هي بعد الفراق .. حس في عيونها تتأمله .. طالعها بأستفهام
" وش فيتس "
نوق بصدمه من إلي سمعته : غريب ماقلته
جلوي بدون أهتمام : لا غريب ولا شي .. أنتم لن السالفه قويه ماخلتكم تفكرون زين .. وأنا سمعتها بدون ماتحكمني عواطفي وعصبيتي وقهري على ماصار .. صدقيني بس تهدون وكلن يفكّر بدون أنفعال وحسبة حتسي فلان وعلان .. بتعرفون
نوق بخوف : إن طلع حتسيك صحيح ..
رفعت يدها
" والله يانوير ماهيب تاركه أحد وأولهم أنا !"
.
.
.
يتمدد على السرير .. بصمت مخيف .. عيونه إلي تلمع غضب أسود تطالع السقف .. يتردد في فكره كلمتها وهي تصرخ فيه " طلقني ! " يحس أنها قدرت ترميه بكل نكران تقدر عليه
متجاهله كل ماسواه لها .. معقوله .. معقوله كلام ممدوح له .. يغطي فيه رغبتها هي بالأنفصال .. لكن فارس .. فارس أكيد مايعرف .. يحس بصدره يلتهب نار وشرار ..
والساعه تقترب من 3 الفجر .. رماها تحت وصعد للغرفه .. ساعات أختلى فيها لنفسه ..
ولا قدر يذوق طعم الراحه .. يفرح برجوعها .. بعافيتها وسلامتها .. ذبحت كل مافيه .. وجع
عظيم بصدره .. يمزقه لأشلاء .. ماهو قادر حتى يخيط هالجرح عشان يتعافى منها ..
يحس أنه منقرف منها .. كارها .. كاره هالشعور إلي أجبرته يحس فيه .. مسّت رجولته ..
قدرت تلمس جروحه وتوجعه ألف مره .. أفسدت كل شي كان يشوفه أجمل ماحققه ..
تجرأت تكسر أشياء حافظ عليها لسنين .. هو من تحدى أهله عشانها وذاق الطعنه ورا الطعنه ..والتعب فوق التعب لعيونها ولحبه الطاهر لها .. وش أستفاد هالحين ..؟
ماغير رصيد خيبه من أثمن ماظن أنه أمتلكه .. أبتسم بأستخفاف .. حتى يتحرك منسدح على جنبه .. كانت تنوي السفر .. تذوقه الحرمان والطعنة وأستهزاء أمه وأبراهيم عليه وهو
قاعد يحاربهم عشانها .. هي !
يوم تركت الأغلبيه ضده .. كانت تنوي تسافر وتتركه في خانة الصفر من كل شي .. فجأه يفز واقف .. يتحرك للكبت فاتحه بقوة .. يجمع كل ملابسها متحرك للباب الغرفه .. يفتحه ويرميه برا بقرف وأشمئزاز .. يرجع يجمع أغراضها الباقيه ويرميها ..
جمرة تكويه من داخله .. تكويه ..
ماراح تنام بعد اليوم في مكانه وغرفته وكأنه في ردات فعله .. يحاول .. يهرب من ألامه لدروب البعد معها .. !
وهي .. بعد ساعات وساعات .. تتحرك بألم وصعوبه .. متمدده على السراميك وهو تجرأ يدفعها بهالغرفه ويغادر .. تحس بحراره غريبه تحتوي جسدها إلي يغطيه العبايه .. تفتح عيونها بخوف .. تدور في غرفة المجلس .. تصطدم عيونها بشبابيك الغرفه الممتده على طول الجدار والشمس تنثر
أشعتها عليها بقوة .. تسند أيديها على الأرض بصعوبه وألم تحسه يحتوي صدرها .. وش سوت هي .. وش سوت حتى تتركه بهالشكل .. تتذكر كلامه .. نبرته الغاضبه .. الكارهه .. وشي يهبط في روحها كما الهم .. يخنقها ... نور الشمس يحتوي زوايا هالغرفه المأثثه بفخامه .. ترفع يدها عن الأرضيه إلي بدت ترجف من الشهقات المره .. حتى تلامس شفاتها
المهتزه .. والدموع تغرق عيونها
" مابغيتي تصحين .. قومي أبيتس "
أنتفضت بفزع من نبرته الجافه وكأنها تخترق جدران هالغرفه صوبها .. تعلقت عيونها فالباب تبحث عنه وصوته الغاضب أفقدها القدره على أنها تركز بمصدر الصوت ..
" وراتس ! "
حركت راسها حتى تزيد الرجفه من نظراته القاتله صوبها .. وهالات سودا تدور حول عيونه .. وجهه إلي سوّد من الغضب .. كما لو أنه ينذرها من شي قادم مع هالأنسان .. يجلس
حاط رجل على رجل .. ولا تدري من متى وهو موجود .. يسحب رجله منزلها على الأرض
حتى يفز واقف ..
" قومي "
مختصر الكلام معها بكلمات معدوده .. تتبع خطوات رجوله وهي تحاول تتنفس .. أنفلتت الدموع من عيونها نازله على خدها .. وهو وقف ببرود قاتل .. حرك راسه لها .. يدفن أيديه في جيب البنطلون الجنز إلي يلبسه على تي شيرت أسود مبرز عضلاته أيديه المفتوله .. ضحك مجبور من هالدموع والخوف .. هل على وحده مقتنعه بفكره الهروب والسفر والطلاق .. تكون بين أيديه بهالشكل إلي يثير الشفقه !
" قومي ترا صبري قليل "
قالها بنبرة تهديد حتى تتحرك بخرعه واقفه .. تدفع الخطوات دفع وهي تمشي وراه .. والله ماكانت تقصد تطعنه ولا تأذيه بالشكل إلي وصل له .. ماكانت إلا تبي ترتاح .. ترتاح من هالحرب الخفيه .. من الخيارات غير العادله .. رفعت عيونه تطالع شعره ورقبته .. كتوفه وهو يمشي بإتزان وثبات .. طالعين للصاله متوجهين للدرج .. يمكن هي غلطت أمس بالكلام .. تبي تقوله كل شي في بالها .. تبي تقوله أنها شافتهم وهم يتهاوشون في الشقه مع ممدوح .. سمعتهم يتقاتلون عشانها .. لأول مره فارس يوقف بوجه ممدوح وهو إلي دايما يحترمه .. ربتهم أمهم على مبادئ جميله .. ومن يهدمها هي .. بسببها تقطع العلاقات .. ويكثر الكلام
السئ في حق كل واحد منهم .. هل بتقدم حبها على قطاعة أخوانها لبعضهم .... لحظات ويدفع باب المكتب داخل .. يستقبلهم المكتب الواسع في آخر الغرفه .. والكتب المرصوصه
في كل مكان .. ونور الشمس لا زال يطل عليهم من هالشبابيك .. تاخذ نفس بقوة .. تتجرأ
تنطق
" عواد "
" هششششش "
يقولها وهو يحط أصبعه على شفاته .. فجأه يبعد بجسمه مفسح لها الطريق صوب الكنبات الجلد المقابلين لبعضهم .. وبينهم طاولة زجاج صغيره .. يحرك يده لقدام .. ينطق بنبره خبيثه
" حياتس "
أعتصر قلبها بقوة .. رفعت يدها تلامس مكان قلبها وعيونها المتسعه تتعلق في ملامحه المتصلبه .. متجاهل النظر فيها .. شعرها يتبعثر حوالي كتوفها وشيلتها السودا لا زالت
تعلق في رقبتها .. تقدمت لا مفر من هاللي تواجهه .. تعبره حتى تنطق بروعه
" عواد وش تفكر "
وأنكتمت الكلمات من أستقرت كفوف أيديه الثقيله على كتوفها .. دافعها بقوة لأقرب كنبه ..
مجلسها بالغصب .. يبتعد بجسمه صوب مكتبه .. حتى ينحني يسحب له ملفات وهي ماتدري وش ناوي عليه .. وش قاعد يسوي .. ليه جابها للمكتب .. !
يتحرك مقترب منها حتى يقعد مقابلها .. يرتب الملفات بأهتمام قبالها وهي لا زالت تطالعه بدون فهم .. ضايعه وملامح النوم لا زالت تعبث في تفاصيل وجها .. شي ما من تصرفاته
يحسسها بصعوبة ما راح تقابله .. يخنقها هالشعور .. وبعبث راحت تسحب هالأكسجين لداخل رئتها .. بمحاولات فاشله منها ..
" تعرفين هالتوقيع "
كان يفتح ملف وفجأه سحب له ورقة شيك .. بين أصبعين من أصابعه رفعه لها .. على شفاته
أرتسمت ضحكة شماته وأستهزاء .. تعلقت عيونها بالورقه تتأمل الرقم المهوول الموجود
عليها .. مختوم بتوقيع أخوها .. ممدوح .. يرتعش جسدها بقوة .. من أندفع النبض فيها
بجنون .. قالت بعجز وصعوبه
" ممدوح "
هز راسه بسعاده وأنتصار .. وهو يرفع الشيك وبقوة يضربه على الطاولة الزجاج .. أنتفضت ساحبه جسمها لورا بالغصب .. وهي ماتدري وش فيه .. يرجع يفتش بأوراق ملف أبيض ..
حتى يمد يده لها وهو يمسك ورقه بيضا فيها كلام كثير ..
" طيب شوفي آخر هالورقه تعرفين من توقيعه "
ومن تعلقت عيونها بالتوقيع .. نطقت بعبره أنتفخت في صدرها
" فارس .. أنت إيش إلي تبي توصله "
رجعت تنزل الدموع من الخوف والرعب إلي هزم قوتها وتماسكها .. دخلت في دوامة ضغط نفسي غريب قباله .. رفع عيونه الحاده لها حتى ينطق ..
" تعرفين أني بإشاره .. إشاره مني هالحين .. أرمي أخوتس ممدوح للسجن "
أنحنى يسحب الشيك رافعه لها .. وهذي أول صفعة يوجها لها بعد إلي كانت بتسويه له ..
" هالشيك .. موقعه لي أخوك .. شيك أمان تركته بيي وبينه
لا تسان ناوي يلعب بذيله معتس .. "
أنفجر يضحك وهو يهز راسه بأسف
" ومادريت إنتس ناويه تلعبين ضدي وتسافرين وتطلبين الطلاق .. وشفتي سبحان الله وعلى نياتكم ترزقون .. لأن نيتي طيبه أنكشفتي لي قبل .. هالحين إلي وقعه هذا ضمان لنفسي منتس ومن أمثالتس .. طبعا ماهوب بس ممدوح .. حتى أخوتس فارس مستلف مني ملايين وموقع على ضمانات بيني وبينه في أسترداد المبلغ بمده معينه .. لأنه قبل ثلاث شهور تسان محتاج سيوله لمشروعه إلي تعثّر بسبب ديونه "
نزل الشيك على الطاولة .. حتى بكل ثقه يسند أيديه على ركبه ويطالعها مستلذ بنظرات الكسره إلي أنفجرت من عيونها
" وأبوتس .. مايحتاج .. أنا لو أدق على جدي هالحين أسحبه للسجن من بلاويه ومصايبه مع غيره .. يعني عايلتس كلها يا ناديه .. تحت سلطتي وأمري .. وأنتي بيدتس هالحين يا تختارين راحتهم وتفكينهم من الدمار ولسانتس هذا تقصينه بيدتس عندي وعندهم أو "
حرك يده بأسف وهو ينطقها
" تختارين نهايتهم بنفستس .. وعلى فكره فارس أخوتس بيجي بأي لحظة .. "
رفع صوته بتهديد وهو يحرك يده
" إن سمعتتس تتشكين .. أو تقولين له شي من إلي صار بيننا أو تفكرين لمجرد التفكير تطلعين من هالبيت .. أو تطلبين الطلاق حتى .. والله ما يردني عن أهلتس إلا تدميرهم .. تسمعين .. حطي عقلتس براستس ذا الحين .. وأعرفي وينه خلاصتس "
أشر بيده للباب
" وهالحين أنقلعي عن وجهي .. المكان إلي أكون فيه لا أشوفتتس فيه .. والقرف إلي كان بغرفتي ويخصتس .. تلقينه برا .. روحي شيليه وحطيه بأي مكان بعيد عني يكفي علي أني أبتحمل وجودتس فالبيت لفتره الله أعلم كم بتكون ! "
وصد .. صد عنها بكل عدم مبالاة .. تاركها قبال خيبه كبيره وصدمه تتعاظم في ذاتها من ماتجرأ يهددها فيه .. ولا تدري من الجالس قبالها يرفع خشمه بعزه .. وينفخ صدره
بكبر .. مخالط خبثه ألف شيطان .. هذا مستحيل عواد إلي تعرفه .. من هو الجالس قبالها .. من هو ..؟
تحركت بصعوبه منسحبه من قباله .. عاجزه عن الكلام .. تطلع من المكتب تمشي ببطء .. توقف من لمحت ملابسه في الجهه الثانيه مكومه على بعض ..وهي ما أنتبهت لهم نهائي أول ماوصلت للطابق الثاني .. حست برغبه غريبه للأستفراغ لعل عسى تقدر فيها تخرج هالشعور المقزز إلي لأول مره تحسه .. هل يعتقد أنه مبلغ وقع عليه ممدوح بيهز شعره منها .. لو دخل السجن أكثر ما هتقوله .. هذا ما أستحقه ..
لكن فارس .. فارس وش ذنبه وهو إلي يعتبره صديق وأخ .. ليش بيغدر فيه عشان ينتقم منها هي ... بس عشان يذلها .. ويكسرها .. لأنها فكرت تسافر وتطلب الطلاق وتتركه .. لأنها غلطت .. تحركت صوب ملابسها تجمعهم وشهقه ذل أنفجرت من شفاتها .. وروحها تحسها تحولت
لأشلاء .. وش كنت أقرب ياعواد .. وهالحين ماأبعدك !
راحت تجمع ملابسها .. ولفرط ضعفها ماقدرت ترفعهم .. جلست على الأرض .. تجمعهم لصدرها بقوة منهاره تبكي .. حطمها بقسوة .. ذلها وأنتزع كل مافي قلبها من مشاعر.. .. عرف كيف يرميها للقاع .. حطمها خلاص .. وش من كلام أكثر
من أنه بيضر أخوها فارس .. إلي هو قطعه منها وأمان من هالحياة وجوده .. بتسوي كل شي يقوله كل شي .. ولايصيب فارس سوء في شغله وحياته .. إلا فارس .. إلا فارس ياعواد .. إلا فارس !
.
.
.
" ياجووود .. جووود هاتي سبحتي خليني أسبّح أفضل لي من هالعلوم إلي أسمعها ! "
تقولها أم عبدالله في المقلط الداخلي وهي تجلس قبال صينية القهوة والشاي .. على يسارها يجلس ولدها منصور وعبدالعزيز .. وعلى يمينها فضيه إلي متكتفه بشده وملامح وجها
ماهي طبيعيه ..
عبدالعزيز يرفع يده من أحتواهم الصمت : لزوم حل للوضع
فضيه بقوة حركت يدها بوجه أخوها : تشوف حل تبيها ترجع للبيت بعد كل ماصار وسوته .. ترجع لا هي إلي أعتذرت لبنات أخوي عبدالله ولا هي إلي أعتذرت لنا .. وش تبون بالضبط هالحين يومنكم جمعتونا .. بنرحب فيها ونقول حياها الله ..
منصور بحزن : لا والله يافضيه .. مانسينا ماسوته لكن
أم عبدالله رفعت يدها بألم : تسكتون عني وكلن يقوم يروّح يشوف شغله .. يلاااا
تدخل جود بصمت وهي تحرك السبحه بين أصابعها يمين ويسار .. تنحني تسلمها لجدتها إلي كاشفه عن ملامح وجها وهالتجاعيد إلي رسمت الحزن على تفاصيلها الكبر فيها .. ومن أخذتها الجده وقفت تطالع أمها
جود : عادي يمه أروح
فضيه بملل : روحي بس لا تنسين تمرين على بنده يمه وتجيبين الأغراض إلي كتبتهم بورقه لتس
الجده : من بيوديهم ..؟
جود تطالع جدتها : حمد .. قايله له ساره وقال خلاص بوديكم
الجده بتنهيده عميقه : أستودعتكم الله.. أستودعتكم الله
تتحرك جود طالعه من الغرفه و الحديث عن حال نوره .. مأساوي بشكل مفرط .. والأجتماع كان للأم إلي تكون نوره بنتها .. مهما قست وتمادت فالغضب .. بيظل جزء منها كبير يناديها بالرحمة والحنان .. لكن ماعاد باليد حيله والأمر كله بيد زوجها .. ماتقدر بأي شكل تقول رايها والراي بالأول والأخير لزوجها إلي لازال فالقصيم ..
" السلام عليكم "
وتحركت العيون بدهشه صوبه .. ومن طالعته الجده .. أختنق شي فيها وهي تتأمل ملامحه ..
متكشخ بالغتره إلي يرفع أطرافها لفوق .. يلبس ثوب بلون سكري مبرز تفاصيل جسمه ..
كما لو أن وجوده عودة مسافر طال بعده .. رفعت يدها والصوت يهتز فيها ..
" هلا .. هلا بعواد .. وينك يمه عننا وعن إلي صار لنا .. وينك ماعدت تنشد عن أحد أو تلتفت لأحد .. "
وأنفلتت دمعه حاره من عيونها .. حتى يتحرك هو صوبها .. ينحني جالس على ركبه قبالها ..
يشد على يدها بقوة .. أبعده الوهم والسراب .. ولمّا أكتشف خسارته وسذاجته .. رجع .. حتى ترجع الأمور لمكانها الصحيح ..
" تراكمت علي أمور والله غصب عني .. لكن هذاني عندتس "
حاولت قباله تقاوم ماكسرها .. ماقدرت
" عرفت أن بنات وليدي راحوا وأتركوني .. والله يايمه أن اليوم يمشي على صدري ثقيل .. لولا وجود بنياتي الثانيات .. مدري وش تسان حالي "
حرك يدها بتأكيد
" لتس من ياخذتس يمهم بالوقت إلي تبين .. "
مال براسه يقبّل يدها .. لحظات ويقبّل راسها .. يفز واقف لأخوانه ..
منصور وهو ينهض من مكانه : والله ماخبرناك قطوع .. حتى رسايلنا ماعدت تناظر فيها
عواد وهو يكتم النار في صدره وكأنهم يذكرونه بالوقت إلي أبعده مع وحده فارغ عقلها
وقلبها : العذر والسموحه .. لكم مايرضيكم والله
يسلم على أخوه ويبوس راس بأحترام .. يتحرك لعبدالعزيز .. لحظات ويرفع أيديه لفضيه مبتسم لها .. يقترب منها حاضنها بقوة ..
فضيه : والله إن لك فقده ما يملاها أحد
عواد يشدها لصدره : سامحيني ..
أم عبدالله وهي تمسح دموعها وبصوتها الضعيف : ناديه وين هي .. ليش ماجبتها معك يمه بعد .. والله إننا مشتاقين لها
وطفت أبتسامته .. ونظرة غضب لمعت بشر في عيونه .. مشتاقين لوحده كانت تحاول تسافر تاركها كل شي وراها .. متناسيه حتى ما سوته أمه الثانيه من معروف معها ..؟
سحب هوا لصدره يحاول يطفي هالمشاعر فيه .. ماهو وقته يوضّح لهم شي وهو حضر لأجل
يعدّل وضعه مع أهله إلي كان من المفترض ينشغل فيهم .. أفضل له من الأنشغال مع وحده مابراسها إلا نكران وطلاق !
وبنبره جافه
" عند أهلها هي "
فضيه وهي تأشر لقدام : حياك ياخوي .. خلني أقهويك وأعلمك باللي سمعته من حتسي مايدخل بالعقل
عبدالعزيز بعيون أتسعت : فضيه !
فضيه بعناد وهي ترفع يدها : لا فضيه ولا خرابيط .. يومنكم تعرفون إن مشورتكم ذي خايبه وش له تقولها لنا
منصور ينحني جالس وهو يصد : لاحول ولاقوة إلا بالله
عواد بشك : وش فيه
فضيه تمسك يده دافعته لقدام : أرتاح .. أنا بعلمك
تحرك حتى بخطوتين يجلس مقابلهم بجنب أم عبدالله .. يرفع يده حتى يحطها ورا ظهرها .. يميل عليها وبصوت مازح
" دموعتس هذي ماتنمسح .. نحطها بقوارير صغيره ونبيعها "
أم عبدالله شهقت : يادافع البلا .. تبيع دموعي ليه !
عواد بضحكة : نترزق الله
أم عبدالله صارت تدفعه : وخر عني أقول ..
أنفجر يضحك بقوة من حركتها .. مدت له فضيه فنجان القهوة حتى تقطع ضحكته بكلامها
" أخوانك جايين يشاورون بوضع نوره "
عواد بحده : وضعها..؟
فضيه بكره : أختك .. زوجها طلقها وراح مع ريان للجنوب .. وولدها فيصلوه الله لايبارك فيه ينقال أنه سرق منها فلوس وشرد .. وهي قاعده لحالها فالبيت والناس تتكلم عنها على ماتقوله أم جلوي !
عواد نزل فنجانه حتى يثور رافع يده : ماعندي أخت غيرتس .. ونوره أن دخلت البيت هذا من جديد .. والله العظيم .. والله وكلكم شهود .. دخله على هالبيت ما أدخله
منصور قاطعه بضيق : يابن الحلا وش بلاك .. حنا جينا نستشير في أمرها .. ماهوب معقوله بنترك الناس تاكل وجيهنا .. العالم مالهم إلا الظاهر
عواد نفض يده : تقعد في بيتها وخلصنا .. أما تجيبها في مكان أنا ملزوم أزوره وأشوفها .. لا والله تخسي هي .. ما أشوفها قطع شوفها ونرتاح !
عبدالعزيز : خلاص .. تقعد في بيتها .. تقعد بس أنت هد
صد بقهر عنهم .. حتى ترتفع نغمة جواله
أم عبدالله وهي تطالعه : الأمر كله بالأوله والأخيره عند أبوك !
دفن يده في جيب ثوبه ومن رفع الجوال وشاف الرقم .... أخذ نفس بقوة وهو يحاول يشتت هالغضب المفاجئ إلي أحتواه .. لحظات ويفتح الخط مبتسم
عواد : هلا .. يارجل وينك من الصبح وأنا أدق عليك
فارس وصوته أنفجر بالراحه : أبتسامتك هذي تقول إن عندك أخبار
عواد هز راسه : إيه بالله .. تعال بعد صلاة العصر عندي لك مفاجئه
فارس : تم ..
عواد : بكون فانتظارك لا تطوّل علي
أبعد الجوال عن أذنه حتى يسحب الفنجان يشربه دفعه وحده ويمده لفضيه .. ينطق
" فكونا من سيرتها بالله .. وخلونا نحتسي بشين ثاني ! "
فضيه : إي والله ياعواد نبي شين يشرح صدورنا
رجع جواله يدق من جديد
عبدالعزيز أشر عليه : هه دوري سعت الصدر عند أخييتس هذا
عواد ضحك : والله مدري من داق علي رقم غريب .. دقيقه بس
فضيه وهي تميل بشفاتها : ماظنتي عندك بنلقى شين يشرح الصدر
أرتفعت ضحكات منصور وعواد يفز يطالع الرقم بجواله .. خطواته تتحرك صوب الباب .. فتح الخط مستقر الجوال عند أذنه .. يلمح جود تتحرك لابسه عبايتها والشيله حول راسها .. أبتسم بحنان لها وهي شهقت أول ماشافته .. رفعت أيديها له حتى تقترب منه تحضنه ..
" ألو "
حضنها بقوة حتى ينطق بصوت خفيف " مكالمه أبرد عليها وأرجع "
جود بقهر : أبطلع خالي ترا !
يتحرك عواد صوب قسم الرجال .. وهو شك للحظة أنها ممكن مغيره جوالها ودقت عليه من رقم جديد عليه ..
" هلا حياك الله "
" معك خلفان بن جديع "
عواد وهو يوقف : هلا هلا ..
خلفان : أخبارك ياعواد .. تراي أخذت رقمك من خوين لي أسمه صالح بن سويلم وصاني أدق عليك وبلقى عندك مابيه
عواد أبتسم من سمع أسم خويه : حي الله من يجي من طرف صالح .. بشرني عن علومه
خلفان : بخير جعلك بخير
عواد : أبشر بالطيب والعلوم الغانمه ياخوك
خلفان : ماعليك زود .. أنا داقن عليك بخصوص جلوي ولد أخوك
عواد بأستغراب : إيه ..
تقدم أكثر داخل مجلس الرجال حتى يجلس على أقرب كنبه ..
خلفان : جلوي له محطتن على طريق المدينه عندنا بالقصيم .. في مخططن عامر ماشاء الله تبارك الله .. يملكها وأنقال لي أنه شراها أرضن بيضا من سنين بسعرن رخيص .. لكن الأراضي قامت والعماير والناس كلن يبني .. وأرضه من الأراضي إلي قام حولها العمران ..
عواد بضحكة كتمها : جلوي .. جلوي ولد أخوي منصور متأكد أنت ..؟
خلفان : إيه بالله متأكد
عواد هز راسه برفض : ياخوك مغلط .. ولد أخوي راس ماله حلالن يملكه عندنا بالرياض .. أنت يمكنك أغلطت بالأسم أو فيه تشابه بالأسماء ..
خلفان رفع صوته : أنا سائلن عن راعيها وعلموني بسمه ..
عواد لا زال مصر على الرفض : جلوي ماله من شين يملكه بالقصيم ياخلفان .. ولو أن عنده مايملكه ماهوب مخبن عننا وعن أبوه ..
خلفان : تسيف ماهو راعي المحطه .. وأنا سائلن اليمنيه إلي هو كفيلهم .. عايله كامله مسكنها بغرف مستقله عند المحطه ولا يمرهم إلا من سنه لسنه .. لنه مستأمنهم على كل شي علي إلي ماسكن البقاله والمحطه رجالن تسبير بالعمر ولا هوب متسذب علي .. هو من قايلن لي أسمه بالكامل .. حتى أنه يدعي له بالخير لنه أجودي وراعي معروف فيهم
عواد بذهول وكأنه تورط : والله ياخوك تسان تبي الوكاد .. ماعندي علم ..
خلفان : أنا دقيت عليك لنك راعي عقار ولك صيتك وسمعتك .. أجل لا تقول لي أنك ماتعرف أن له أرضن جنب المحطه كتبها باسم وحدتن يقالها نوق .. والله أني مدري وش صلتك فيها لكن على ماسمعت وأنا أدوّر عنك وعن علومن توصلني لجلوي .. أنه تسان متزوجها من قبل 20 سنه وطلقها ثم رجع لها من تالي وكتب لها هالأرض مع بيتن بسمها بالرياض .. وله عندكم بعد أستراحه .. أنا متوكد من ماقول ياعواد .. متوكد أنه جلوي ولد أخوك
غشت ملامحه الصدمه وعيونه علقت في الشباك قباله .. لحظات ويتدارك صدمته ينطق
بصوت أنخفض من مايسمعه ..
" كم سومتك للمحطه "
خلفان : إلي يطلبني فيها له من المليون لفوق تسان يبي زود .. هو مايبي بيعه لهالمحطه لأجل هالعايله إلي مسكنهم ومكرمهم .. لكن قله ماهوب منقطع رزقهم .. بكرمهم نفس
مابسوي وزود بعد .. لني محتاجهم
عواد : أتأكد عن الوضع بالكامل .. وتسان قدرت بقولك وتسان ماقدرت .. أعرف إن صاحب الأمر رافض
خلفان برجا : داخلن على الله ثم عليك ياعواد .. تقنعه .. محتاجن هالمحطه حيل
عواد أخذ نفس بقوة : على خير
أبعد الجوال عن أذنه حتى تنعقد حواجبه بقوة .. جلوي عنده محطه ملك بالقصيم وأستراحه وأراضي بعد !!
.
.
.
تتحرك بثقل من على فوق السرير وألم رهيب تحسه بمفاصلها من تسلل النوم مبعد عن وعيها وأحساسها .. تفتح عيونها وهي تنام على جنبها اليسار .. وحلقها ناشف بشكل غريب .. ترجع تغمض عيونها وهي تتنفس بصوت مسموع .. والشمس تتسلل بخفه من خلف هالستاير إلي متباعده عن الشباك فوقها .. تحس بهلاك مسيطر على عقلها وجسدها ..
تتلمس رقبتها بعبث حتى تتنحنح بألم .. تفتح عيونها من جديد حتى تستقر عليه هو إلي ينام بعمق .. عقدت حواجبها بقوة من بدت تستوعب الملمس الناعم إلي تحت رقبتها .. وبسرعه
تنهض بصدمه .. شلون نام جنبها .. ومتى ..؟
حركت راسها تطالع تفاصيل غرفة النوم بعبث .. الكبت الكبير إلي يشارك السرير اللون والتفاصيل الصغيره المنحوته على قطع الخشب .. الباب .. التسريحه ... الكرسي الوحيد إلي يرتاح قبالها بشموخ وعليه ثوبه وشماغه .. ترفع يدها ماسكه راسها ودوخه تتملكها بشكل كبير .. وش فيها ماتتذكر شي .. ثقيل راسها .. ثقيل لدرجه تبي ترجع تنسدح من جديد ..
ترجع تطالع فيه وهو لا زال يمد يده لها واليد الثانيه تحت راسه .. تتأمل ملامحه السمرا الصلبه .. حواجبه .. عوارضه .. شعره المتلفف بهاللحظة حول بعضه .. تصد بحده وشي
بصدرها ينتفخ يكتمها .. تبعد اللحاف عن جسدها وتنزل ببطء .. تنهض واقفه والدوخه تزيد بشكل ماقدرت فيه تتوازن .. تتساند على الجدار وهي تردد
" بسم الله الرحمن .. الرحيم .. بسم .. بسم الله "
تغمض عيونها بقوة حتى ترفع يدها الثانيه تلامس وجها .. تحس بشي غريب على حاجبها .. أبعدت يدها وحواجبها أنعقدت .. ترجع تتلمسه ولا تتذكر أنها حطت شي على الجرح إلي
بوجها .. تدفع جسمها بثقل حتى تتحرك بعدم توازن قبال المرايه .. جمدت عيونها
على البلاستر الموجود مكان الجرح وعلى مقاسه .. على شعرها المجدول بشكل غبي ومجتمع أغلبه لجهة وحده .. رفعت أيديها بصدمه تمسك شعرها .. تفكه وعيونها تحركت لصورته لمعكوسه على المرايه وهو ينام بعمق ولا هو حاس فيها .. أكيد هو من مسويه فيها هالشي ...!
هل كان يعتقد أن الأمر يوقف على معالجه ظاهريه له فيما قلبها وروحها تنزف من ماتعرضت له وكانت بدايته كذبه .. شارك فيها الكل .. كبرت وكبرت يوم بعد يوم .. لين صارت بشاعتها
تثير في النفس الكره والحقد والبعد .. كيف نامت وتركته يعبث بشعرها .. يلمسه ويجدله بأصابعه .. كيف ماحست فيه وهو يحط هالبلاستر على جرح أثره باقي .. باقي ..
راحت تتأمله بنظرة كره غريبه وهي تفكك خصلات شعرها .. يتراود لأفكارها مواجهتها لخواتها .. تظهر من العدم .. تضيق عيونها بقوة .. والدموع بدت تظهر .. ألم .. ألم يبلغ
ذروته في روحها وكأنها ما قدرت تتعافى منه ..
كيف قدروا يرمون عليها هالكلام .. يتجاهلون ماسوته .. يعايرونها بعيوبها وكلهم عيوب .. ولا أحد كامل .. خواتها إلي كانت تتمنى لهم أفضل حياه .. يلبسون أفضل لبس .. يشترون
مايبون دون ماتحس وحده منهن أنها أقل من غيرها لأنها كانت تعرف أن جيلهم ماعاد يعيش
إلا فالبذخ .. شنطه ماركه .. جزمه .. أكسسورات .. أحدث جوال .. تنازلت لهم عن مستقبلها .. وسلمتهم مفتاح الأمان .. واعدتهم بأشياء كثيره .. أنفك شعرها حتى تجمعه كله لفوق .. تربطه بربطه أخذتها من علبة .. وأمها كانت مثل برود الثلج قبال معاناتها .. وهي إلي صدت الأذى عن شيما بروحها .. وأحتوتها بكل ما تقدر عليه .. هالحين واليوم .. راح ترد على الكل وتثبت إنها عزيزه .. وأن وجود هالبتار ماهو فضل عليها .. وأن عليها تحمد الله لأنه تحمّلها
يوم تختار كل شي بإرادتها .. بيكون كل موازين الأمور مختلفه .. لكن بعد ما عرفته من مصيبه .. وماضي حاولوا يدفنونه ويستغفلونها .. مجبرينها تتذبذب مابين صح وخطأ..
مابين راسي موطي وقاع يتسع لها ..لا ماراح تسمح لهم أكثر من ماشافته .. وش كان يمنعهم يقولون الأمر من البداية ..
بتنهار .. تبكي .. تموت .. أهون عليها ألف مره .. من إلي سمعته ودخلت فيه .. تحبس أنفاسها وحرقه تكوي ضلوعها .. تمسح دموعها وتلف بسرعه تاخذ عبايتها ونقابها من الأرض .. تتحرك بخطوات متسعه طالعه من الغرفه .. تتوضى .. تصلي ركعتين الفجر .. وتلبس عبايتها على السريع طالعه من بيتها متوجه لبيت جدتها .. عازمه النيه ..
تنهي الأمر وتقتلعه من جذوره .. ومن وصلت دفعت الباب ببطء .. داخله الحوش ..
تشوف الخدامه تكنس لها قطعة سجاد .. رفعت صوتها الجاف
" وين ماما "
لفت لها الخدامه بخرعه حتى تحرك يدها لداخل وعيونها متسعه .. تطالعها من فوق لتحت .. تتحرك نوير تركض لمدخل البيت .. ولا تدري كم الساعه .. ما أنتبهت .. كانت مثل إلي أنهكه
طول السفر وآن أوان الراحه والأستقرار .. تثبت خطواتها فالصاله وهي تنزل نقابها .. تبعد شيلتها عن شعرها .. البيت هدوء غريب والظلام الخفيف يسكن زوايا هالبيت إلي يحتويه الفراغ .. ترفع صوتها إلي أهتز بقوة
" جــ...ده .. جداااه .."
ويجي صوتها المستغرب من بعيد
" نوير ! "
راحت تركض بكل قوتها لمصدر الصوت إلي كان في آخر غرفة فالبيت .. يخنقها الوجع إلي أنكتم لساعات وساعات داخلها.. وأول ماوصلت وقفت عند إطار الباب وهي تشوف الجده ترفع جسمها بخوف وهي كانت متمدده على فراش ثقيل ..
الجده وهي تتعدل بجلستها .. ترفع يدها بحنان : تعالي يمي .. تعالي حسيبي ربي عليهم تسانهم ماتركوتس ..
كل مامرت فيه من بداية أتصال عمتها نوره لحد هاللحظة .. ماتشوفها إلا وحشية مسافات طويله .. ماقدرت تطويها .. تهتز كتوفها بقوة والعبرات حان وقتها تظهر بشكلها الكامل ..
أنهيارها المر إلي واجهته لحالها .. متكوره بضعف ورا قوتها حتى تلاشت منها .. قاومت وقاومت لا تضعف .. لكن ماقدرت ... ماقدرت والذل لا زال بعزه يوقف قبالها .. يتباهى بوجوده في أرضها وتحت سماها .. تنفلت الشهقات من شفاتها تتفجّر بشكل مأساوي .. حتى تتحرك بسرعه لحضن الجده .. ترمي راسها عليه .. والدموع بحرارة وذل تجري على خدها .. تنطق
" أنا .. أنا عرفت أن راسي .. براس ناقة ولدتس ياجده .. عرفت أني مبيوعه راسي براسها ولا أحد قالي .. "
تشد بقوة على قميص الجده إلي ظلت مفجوعه بأنهيار البنت بحضنها ..
" عرفت أن ولــ .. ول .. ولدتس .. تسـ .. تسان يبيني لنفسه .. وتسـا .. وتسان المفروض .. أكون زوجته .. وبتار ولد زوجي .. والله .. والله .. مـــ .. ماحد قالي .. والله .. مادريت ياجده .. والله العظيم .. والله العظيم ماحد.. ماحدن قالي .. عرفته .. عرفته بيوم الحفــ .. الحفله .. والله .. "
وغاب الكلام من شفاة الجده وعيونها تتسع بقوة من صدمة ماتسمعه .. ترفع نوير راسها وهي تجلس على رجولها .. تضم أيديها إلي ترجف لصدرها بقوة .. وملامح وجها تغرق
بالدموع وهالأنهيار المؤلم إلي يحتويها .. تجهش فالبكا بلا توقف
" لا تخلينه يجيني ياجده ولا أشوفه .. ماعاد عندي .. ماعاد .. عندي أحد غيرتس .. يرده عني .. كلن يشوفني مخطيه .. لكن يومن.. يومنهم خبوا عني هالأمر ماهم مخطيين .. كل الأبواب تقفلت بوجهي .. كلها .. كلها ياجده .. كلها .. أحسني أموت .. أموت ولحدن يشوف ويحس "
تمد الجده يدها .. تحضن بكفها خد نوير تنطق بحزن على ماتشوفه من أنهيار لبنت تعرف أنها مابقى من أهلها البعيدين .. الذكرى القديمه لهم .. الساكنه بروح هالبنت ..
ملامحهم .. دمهم .. تقاسيم أجسادهم ..
" والله يمي أنتس مخطيه .. أنا حسيت .. "
تغطي بكفوف أيديها وجها وهي تنحني براسها على ركبها .. والحزن فتتها .. أعدمها للأخير
" ليش أبوي ذلني .. ليش أخوي يسوي فيني تسذا .. ليش كلهم يسكتون عن هالأمر ومايعلموني .. والله كرامتي أهم ماعندي .. كرامتي ياجده .. كرامتي داسوها إلي أعتبرهم كل حيلتي "
يهتز جسدها والشهقات المره تتفجر من شفاته بصوت مسموع .. توقف الخدامه بخرعه عند إطار الباب وهي مفجوعه من هالبكا إلي سمعته أول مادخلت من باب المدخل .. وبنظرات حزن تعلقت عيونها بظهر نوير إلي يرتفع وينزل .. ترفع الجده يدها بخوف
" روحي هاتي مويه .. بسسسرعه ! "
تهز راسها الخدامه وتتحرك بسرعه .. فيما الكلام ما أنقطع داخل نوير .. تنطق بحرقه
"والله العظيم ياجده .. ماكنت أعرف باللي سواه أبوي .. خواته يكرهوني .. يحس.. يحسبوني مخططه وأعرف .. والله العظيم ماعرف .. والله العظيم ياجده .. والله العظيم "
تلف الجده أيدينها بقوة فوق ظهر نوير وهي تضغط عليها
" وأنتي وش عليتس منهن .. كلهن متروسات عيوب .. شدي حالتس يمي .. شديها عشان تسمعين حتسيي وتوحينه زين مازين .."
ترفع راسها نوير وماكانت محتاجه تسمع نصيحه .. جاهزه هي للتنفيذ ... جاهزه بشكل غريب ومفرط ... تنطق بضعف
" أنا ماجيت عندتس إلا أبيتس تحميني .. مابي أشوفه .. خلاص ياجده .. ذل وأنذليت "
تحرك أيديها إلي تهتز والخدامه وراها دخلت تركض بكوب مويه معطيته الجده
" سمعت شين ما أتحمله من القريب والبعيد .. شين فوق طاقتي .. "
رصت يدها بقوة لصدرها .. وهي تغمض عيونها بحرقه .. تنزل براسها لتحت
" أنا مانيب رخيصه تسذا .. تكفين ياجده تقولين لأم بتار أني .. أنــ .. أني ما أدري عن كل ماصار وسواه أبوي وأبو بتار .. ونادر .. والله العظيم "
تنحني الجده تضم راسها بعطف وحنان وتعاطف مع ماتسمعه ..
" يمي أرفقي بحالتس .. أرفقي فيه والله مايصير هاللي تسوينه .. أنا والله مدري وش منعهم يقولون لتس .. وأحسبن الأمر موكدن عندتس بعلومه كلها .. تسان أنهم سكتوا عنه ... مالهم حق يخبونه عنتس .. مالهم حق كلهم "
" ماما "
تقولها الخدامه وهي تأشر بكوب المويه إلي ظلت ماسكته ووتمده لها .. سحبته منزلته بالأرض .. وبسرعه أنطقت
" روحي .. روحي يم البيبان إلي برا سكريها كلها وقفليها "
الخدامه بصدمة وشهقات نوير لا زالت تتردد بقوة : فيه يجي بابا سالم وبجا صغير .. وشيخ كابير باتااار ماما .. كيف يسكّر باب !!
الجده رفعت صوتها بحده : علني ماشوفهم .. روحي سكري البيبان أشوف يلا
هزت راسها الخدامه بأستغراب حتى تتحرك طالعه من الغرفه .. ونوير لا زالت تتمدد على الأرض .. راسها يرتاح بحضن الجده .. تأن بشكل غريب مختلط مع هالشهقات
إلي تهز جسدها بقوة .. ماعاد تحس إلا بصوت الوجع فيها .. إلي قابلها شامخ وجه بوجه ..
.
.
.
الساعه 3:30
منحني جالس عند عتبة باب المدخل والغيوم تغطي سما هالديره .. يلبس ثوب أبيض وبهدوء يلبس جزماته .. تنعقد حواجبه بضيق والعمّال أعتذروا عن جيتهم في هاليوم .. تهب الهوا بقوة تحرك أطراف ثوبه وتغادره .. ياخذ نفس بقوة ويسند أيديه على ركبه من خلص لابس جزماته بلونها الأسود الامع ... يرفع عيونه للسما يتأمل هالغيوم وعيونه تضيق مع ملامح وجهه إلي أنكمشت فجأه ..
اليوم كله ماشافها .. مايدري وش فيها ومقهور منها .. !
أول يوم تقرر فجأه ماتظهر له ولا يقدر يرسل يسألها وش فيها .. يحس أنه بيفضح مشاعره بشكل غبي .. دفن ملامح وجهه بكفه وهو يفركها بحيره .. يبعد يده بقوة من سمع صوت باب يفتح وراه .. وهمسات خفيفه توصله من حديث عميق .. وبخرعه فز واقف .. يدفع خطواته إلي تترك أثرها على التراب للحوش الخلفي .. يعبر مابين البلك وأكياس الأسمنت حتى تتوقف خطواته من شاف الباب مفتوح تحركه الهوا يمين ويسار .. والمساحه
الخلفيه للبيت .. مكشوفه له كامله .. أنقبض قلبه بقوة ولا يدري من تجرأ يفك الحديد إلي ربط فيه المزلاج بحيث مايقدر أحد يفتحه نهائي .. تنفجر الضحكه ولا خفى عليه صاحبة هالضحكه .. وعدوووه أكيد ..
" وخري عني ياحماره "
" بسرعه طشي الزباله وتعالي "
" أففففف منتس .. أفففف "
" يارب يارب تستر علينا "
" خلاص خلاص هه رجعنا ! "
لحظات ومن وصلن للباب وأصطدمت عيونهم في طوله ونظرته إلي بدت تضيق عليهن بقوة .. رفعت وعد سطل الزباله حتى تحطها ورا ظهرها وهن يلبسن عباياتهن الساتره ..
وعد أشرت على نفسها وعلى عهد : شف ..ترا طالعين متسترين !
متعب بصوته الرجولي الحاد : من إلي شال السيم إلي رابط فيه الباب
عهد بخرعه وعلى طول حركت أصبعها صوب وعد : هي والله
متعب أتسعت عيونه : متى ..؟
وعد بقهر : أول ما ربطته شلته أنا .. ماهوب بعد محكوم علينا بسجن حتى الزبايل ماتطلع
متعب وهو يرص على أسنانه بقوة .. ينطق يغيظ : وعد أحتسي زين وبأدب ..أنا مانيب حمار ما أشوف فتحة الزباله وراتس !
حركت عهد يده بقوة حتى تضرب خصر وعد إلي أنحنت بألم وكأنها طاحت قباله بمطب .. حركت راسها لورا حتى تنطق بصدمه
" يااااسبحان الله .. ناسيه "
رجعت تطالعه
" تخبر كم لنا ماجينا البيت .. "
" سدي فمتس والباب هذا ماعدت أبيه يفتح نهائي .. تبون تطلعون عندكم باب الحريم إلي قدام "
أندفعت تتكلم بقهر وهي كانت تبي أحد تنفجّر بوجهه حتى تفرّغ الطاقه الغريبه إلي فيها
" وين نطلع وين وأنت مانعنا .. " رفعت يدها للسما " شف الجو غيم من الصبح ومافي أحدن بالديره الكل طالع يكشت وحنا محكورين بذا البيت تسننا فيران حتى طلعه بالحوش أنحرمنا منها .. وتقولي سدي فمتس .. مانيب سادته عندك ماهوب أنت وصينا وبمكانة أبوي وأخوي لزوم عليك تسمعنا وماهوب تتأمر بس .. نبي نطلع ونستانس نفس العالم ونروح ونجي ماهوب مقابلين الجدران .. ترا باتسر بيصك زوجتك التوحد علمتك ! "
كان يسمع كلامها المندفع الكبير على وحده بهالعمر وبالقصر ولأنسان ما تربطه فيها
غير وصاة ظهرت جامعتهم تحت سقف واحد .. أنذهل وضاع الكلام عند آخر ماقالته
ولا يدري وش جاب طاري زوجته بالأخير في أعتراضها وتذمرها على سلوكه وتصرفاته
معهن .. لفت بقوة وراحت تمشي وجسمها يتحرك صعود ونزول من حماسها بالمشيه .. صد بسرعه وهو يحط يده على فمه بقوة كاتم الضحكه إلي بتنفجر ويحاول يجاهد يكتمها برص أسنانه على بعض .. جمدت عهد تطالع فيه .. جسمه يهتز بخفه وأسنانه البيضا بانت
من خلف أصابعه .. يضحك عليها ...!
لفت تطالع أختها وعلى طول راحت تركض تلحقها .. وأول مادخلت
عهد ضربت راسها : يضحك عليتس الله يخلف بس
وعد بسرعه وقفت ولفت لها وبحماس ونظرة خبث : تهقين بس هزه حتسيي ..
عهد وهي تشهق مصدومه وبصوت واطي : حيوانه .. تسذبتي عليه .. وأنا إلي قلت وش جاها وتأثرت معتس
وعد تلوي فمها بعدم أهتمام : أصلا تسان فيني حره وأبي أطلعها قلت أثنين في واحد .. بس يارب يارب يقول أمشوا بنكشت تسان ..
أخذت نفس بقوة وهي تشد عبايتها من الصدر
" ياربي أروح أركض فالبر لين ما أتعب تعب ! "
عهد بسرعه سكرت الباب وأقتربت منها تضربها بقهر : أنتبهي لايقول عنتس ماتستحين .. عيب ترا وأمي والله لو عرفت تسان تطلع من عينتس كل التعب إلي تحس فيه هاليومين ..
وعد بحده : هذا خلاص وصينا .. يعني أخونا إلي ماجابته أمي وماهوب بالرضاعه .. صح ماهوب محرمن لنا بس راعي أمرنا .. وهو إلي قايمن بمقاضينا .. كم شهر بنقعد فالبيت مقابلين بعض .. لزوم يفسحنا ..
عهد بتوتر أحتوى صوتها : أنتي خبله .. ولاّ فيتس وشره من جد .. فكي الرجال من شرتس وأتركيه
وعد : ترا عادي وش بلاتس أنخرشتي .. ماتسنتس إلا نوق الحمدالله والشكر !
" بناااات .. بنات "
صوت خطواتها المتسارعه وهي تنزل من الدرج .. تنحني براسها
" تخيلوا متعب راسلني ذا الحين يقول نكشت ..؟ "
رفعت وعد أيديها وهي تصرخ
" الله أكبببببر .. الله أكبببببر .. الله أكبر "
شيما : خير كل هذا فرح ..!
شالت وعد سطل الزباله وبسرعه راحت تركض للمطبخ وبصوت عالي
" بروح أتجهز ! "
تدخل ثواني وتطلع طايره .. تصعد الدرج
شيما رفعت أيديها : طيب هو يشاور ..؟
ولا أحد سمعها .. لحقتها عهد تركض وراها .. تسمع وعد تنادي هيا بحماس
" قومي بنطلق رجولنا فالبر ونتمشى في الجو الزين .. قوووومي ! "
.
.
.
يوقف بالحوش والشمس تغيب مابين الغيوم المتفرقه فوقه .. ينطق مابين أسنانه وهو يكبح شعور القهر والغيظ إلي يحس فيها
" جده .. أقطعي عرق الشر فيني وخليها تطلع .. أبيها هالحين "
لكن كلماته المكبوته بغضب أسود .. وقفته الشامخه بطوله وصلابته ماكانت تهزها .. ظلت واقفها بجسدها إلي هد قوته الكبر .. تستقر عبايتها الساده حول كتوفها .. فيما عصاتها توقف بإستقامه .. ملامح وجها إلي تحتويها التجاعيد يغطيه برقع خفيف .. تحرك الهوا أطرافه
" جاين يمي وش تبي .. مانيب قلت لك روّح لين البنت تهدا أمورها "
بتار بصوت أحتقن وصبره نفذ : هذي ثالث مره أجي يم بيتتس وأطلبتس تتطلعينها لي .. أبيها أنا .. أبيها
الجده بصوت أرتفع حده : بعد ما مديت يدك عليها يابن جهيمان .. هذي وصاتي لك وأنا أنشدك بالله ما تأذيها بشين يعوّرها .. ولا يمسها سوء
بتار حرك أيديه رافعهم لفوق بألم من هالأمر : أنا طلعت من طوري ذيتس الليله .. والله ماعرفت باللي سويته لولا أنها ورتنيه بنفسها .. مادريت
الجده بقوة رفعت عصاها حتى تدفه فيها مع صدره الواسع متراجع لورا : أدحر وراك ولا توريني وجهك لين أنها تدق عليها بنفسها
بتار بعصبيه وعيونها ضاقت : تصديني عنها !!
الجده : تسانت الشيخه برفع الصوت واليد .. تغدي رماد أحسن لها . يومن حمّيتك ثارت لجل بنت عمك .. ورا ماثارت لجل زوجتك ناشدها عن ماخلاها تسوي تسذا .. ليش مانشدتها للحين عن تعبها إلي علمتك فيه وأنت في مجلس أبوك .. هاا .. ولاّ حتسي خواتك نزلوك للردى
بتار صرخ بقوة : ماينزلني للردى فعول حريم يام جهيمان
الجده أنتفضت قهر وهي ترفع عصاها وتضربها فالتراب : وترفع صوتك علي بعد ..
رفع أيديه يغطي وجهه الثاير وهو يتحرك معطي الجده ظهره .. أطراف غترته ترتمي على
راسه .. وخيوط الشمس ظهرت من ورا الغيوم حتى تغطي جسمه بالكامل .. ثواني صمت حاول فيها تنتظم أنفاسه وكآن آخر ما تفاجأ فيه روحتها للجده وطلبها ماتشوفه !
نطق بأسى وهو يبعد أيديه عن وجهه .. تستقر على خصره بعبث وبدون مايلتفت يطالعها
" داخل على الله ثم عليتس ياجده تخلينها تطلع لي .. بس أشوفها وأعلمها بشين في صدري لزوم تعرفه وتسمعه .. "
" تبي تقولها سر أبوك إلي دفنته من سنين وخبيته وأنت متفقن
مع أهلها ياللي ماتخافون الله ! "
تحرك بصدمه وعيونه أتسعت من إلي قالته .. وأنفاسه مثل لو أنها تختنق بصدره ..
آن أوان الشك يظهر باليقين قبال ماعرفته !
توقف هي خلف الشباك .. عيونها إلي تظهرها بحذر تتفجّر كره وهي تتأمل وقفته وصدمته باللي سمعه .. والأشياء إلي كانت تساورها الشكوك بنقصها .. هذي هي تجتمع مكتمله ..
عمرك يابتار ماراح تتصور الخيبه العظيمه والقاع إلي حست فيه أنها تتوسخ بالذل والإهانه فيه .. عمرك ماراح تتجرع خيبة الظنون إلي حست فيها بسببك .. حسبتك في يوم ذاك الطرف إلي يهتم ويعشق ويسعى بالأمان لها .. وكل ماحصل أنك جيت مقفي .. تبلع ريقها وعيونها لا زالت متورمه من الدموع .. مبلله بالحزن .. يلتف حولها لون أحمر واضح ..تسحب يدها عن الستاره إلي كانت ماسكتها حتى يختفي قبالها بتار .. وعلى طول لفت بجسدها وهي لابسه عبايتها والشيله ترفعها وتلفها حول راسها .. تلبس نقابها وتتحرك بهدوء طالعه من الغرفه ..شعورها مبهم .. رجولها مستلمه للقرار الأخير .. وقلبها كما لو أنه للمره الألف يتعثر .. ورغم أنها ماتقدر تشوف النهايه البائسه بكامل تفاصيلها إلا أن ماتدركه
أعتذار لغاده .. ولقى الوداع لأم بتار ثم بعدها رحيل عن هالمكان بلا عوده ..
تتجاهل الباب الأمامي .. تتوجه متسلله بخفه للباب الخلفي الصغير حتى تطلع للحوش .. تتحرك ببطء للباب فاتحته .. طالعه من هالمكان بلا رجعه .. !
.
.
.
تجلس بخوف في الصاله وهي تفرك أصابعها في بعض بقوة .. تلبس ليقنز أبيض على تي شيرت أصفر بألوان مختلفه تحتويه .. يوصل لركبها .. شي في داخلها كما لو أنه يمشي على الشوك .. يدمي رجولها بقسوة وهي تتذكر تهديده المقيت لها .. الكره الفاضح في نبرته ونظراته لها وكأنها نكره .. ناسف ببساطه كل مابينهم بلمح البصر ..
يرتفع صوت من بطنها وكأنه يصرخ جوع .. من صحت ما أكلت شي نهائي .. وبألم وهي تتلوى من هالجوع .. لفت أيديها حول بطنها حتى تميل ببطنها على ركبها .. يتمايل شعرها كله لتحت نازل .. وبخرعه رفعت ظهرها من فتح باب المدخل .. حتى يدخل برسميته وأناقته وأبتسامه خبيثه مافهمتها يوجها لها ..
" حبيبتي أكلتي ! "
أتسعت عيونها بقوة وما أستوعبت ماقاله .. يتحرك بخطوات بطيئه قاطع المسافات لها .. أقترب منها حتى ينحني جالس بجنبها .. ونبضات قلبها بجنون راحت تهدر الدم في عروقها .. يحرك راسه لها .. وبصوت حنون .. دافي
".. ماقلتي لي أكلتي شي ؟"
راحت عيونها تتحرك في كل الأتجاهات بعيد عنه وعن قربه .. ترفع يدها .. تمسح على شعرها مرجعته لورا وقشعريره غريبه سرت فيها من نظراته الحاره لها .. معقوله ..
معقوله حس بتأنيب الضمير من ماسواه معها .. معقوله راجع نفسه وعذرها هي المنهزمه
من كل حرب ومواجهه ..عيونه كانت تحوم بصمت وتأمّل في ملامحها الجميله .. البريئه .. يتمعّن بالنظر لها .. أخذت نفس بتوتر حتى تنطق
" الحمدالله "
قالتها وأهتزازه من شفاتها بسيطه ماكانت مخفيه عنه .. أرتعاشها الغريب وهي جنبه ..
الغبيه .. !
صد عنها بدون نفس حتى يرفع عيونه للسقف .. يرص على أسنانه وشعور كريه يتعاظم داخله يحس أنه يكتمه ويبي يفارقها بأي طريقه .. لحظات متجاهل هالشعور .. يرجع
يطالعها .. ينطق بصوت متوازن
" أهم شي ! "
عقدت حواجبها .. مافهمت .. حرك يده حتى يلامس بأصابعه ذقنها .. يحرك راسها له وهي بضياع حركت يدها ماسكه ركبته بقوة .. يقترب براسه من ملامحها .. حس بالدم ينهدر في وجها وهي تكتم نفسها وتبعد عيونها عنه بخجل .. وحدها من نوت تدق مسمار الألم في قلبه وترحل .. هو إلي كان يحسب أنها من ملكت قلبه .. من يعرفها .. أحساس بشع يتدفق لقلبه .. تتحوّل ملامح وجهه فجأه لكره يمتلك صوته
" وش فيتس أستحيتي .. على بالتس لا طالعت بوجهتس ذا الحين وبعد كل ماقلتيه أمس أبحن عليتس .. أو أبرجع أحبتس .. تراتس ذا الحين حدتس دخيله علي في بيتي ..
ماسكتس بالغصب وبأمري وسلطتي عليتس .. ولاّ لو أني أتركتس تسان أقرب ماينقال عنتس
فاسده تاركه زوجها وهايته لبرا .. يعني لو أني تاركتس تسافرين .. بيشاورون عليتس هالناس ويقولون وش مستغربن منها وعايلتها سوابق .. يعني تذكري أني صاحب فضل عليتس أو بالأصح .. ماهوب عليتس ماتستاهلين الفضل أنتي .. لأخوتس إلي برا ومتقطعن شوق لأخته إلي مايدري وش تسان ناويه عليه مع أخوها عبد الدراهم .. ! "
حركت عيونها إلي أنهارت تحت وطأه كلامه القاسي .. حتى تتعلق بعيونه .. بشاربه الكثيف وعوارضه الخفيفه .. شفاته إلي تجرأت تقذف هالسم كله بلحظة .. تفرغه فيها .. بنظره شيطانيه حاقده .. يدفعها بعيد عنه ..
" أخوتس برا .. تذكري .. كلمة وحده منتس له .. والله لا يكون عواقب كلمتتس شين بتدفعين ثمنه غالي ! "
كتمت كل شي كان بينفجر من شفاتها حتى تزحف واقفه .. تتحرك ببطء مجبوره وهي تدفع نفسها بالغصب للباب ..تردد بنفسها
" عشان فارس بتماسك .. ما كأني سمعت شي منه .. عشان فارس حبيبي .. عشانه "
راح يمشي وراها وهو يتأمل صمتها وبرودها ولا كأنه جرحها ..أول قال شي .. أنصاعت بشكل غريب للي قاله .. ألتوت شفاته حتى ينطق حروفه بثقل
" أيوه برافو عليتس .. قاعده تستوعبين الأمر زين " !
.
.
.
ينحني بجسمه جالس فالسيت وهو يلف أطراف الشماغ حول رقبته .. والغيم أزداد بشكل كبير .. صوت الرعد من بعيد يرتفع على مسامعه .. والهوا ببرودة خفيفه تهب مندفعه صوب جسمه .. يشغّل السياره وهو مايدري كيف طاوع هاللي أسمها وعد .. !
رحمة غريبه أحتوته من بعد كل ماقالته .. فعلا هم لهم فتره ماطلعوا من البيت وفيه تقصير حاصل من ناحيته هو بهالنقطه بالذات .. إذا أخته جود لو تقعد فالبيت أسبوع .. بدون ماتطلع
تقلب البيت عليهم مناحه .. فكيف هم .. يحرك عيونه للباب المفتوح نصه .. كم له وهو ينتظرهم .. حرك الساعه المستقره على معصمه .. تقترب من أربع تمام .. لحظات وتتعلق عيونه عليها وهي تطلع بهدوء دافعه الباب لورا .. بطولها وعبايتها الساتره .. حس بقلبه
يدق بقوة وبسرعه صد بعيد عنها .. تفتح الباب إلي بجنبه .. تنطق بصوت مهتز
" متعب .. تجيب فرشه أو ناخذ معنا "
يسكن شي بروحه من سمع صوتها .. أنحنى مسكر الباب حتى يلف لها
" لا أبشري فرشتين ..بس هاتوا مراكي تكفيكم "
رفعت الشنطه حتى تحطها على السيت .. وتمسك جوالها .. تطالعه بأهتمام وواضح أنها تكتب .. لحظات وتركب مسكره الباب .. جالسه بجنبه .. ماقدر مايسألها ..
" فيتس شي أنتي"
تتشابك أصابعها بقوة مع بعض .. تكتفي أنها تهز راسها وعيونه تتعلق بعيونها إلي يادوب قادر يشوفها .. صغرت عيونه قبال هالضعف إلي نهض فيها عنده .. وحنان يتدفق بعروقه عشانها .. تستقر كف يده فوق أصابعها المتشابكه .. المره الأولى إلي يقرر يفصح عن مشاعره دون مايتكلم ويقول .. يشد عليها بقوة
" تسثير ولاّ قليل .. جنبتس أنا "
حركت راسها له .. ودموع تلمع بعيونها .. محتاجه تتكلم لأحد تقوله عن ماصار لنوير .. محتاجه أذن تسمع لهالخوف من فجوة تتسع مابين خواتها .. وهم لأول مره .. لأول مره يجرحون نوير بهالطريقه .. لأول مره تهرب من بيتهم منهزمه .. منهاره تبكي .. أمها تعبانه بسبب ماصار.. ونوق رغم أنها حاولت بجلوي يقعد بس رفض .. وسافرت تاركتها هي ضايعه بصمت .. دور الأخت الكبيره إلي كان عليها تشيله ماعادت قادره عليه .. ماتدري وش تسوي .. ماتدري ..
يفتح الباب الخلفي يتبعه الباب الثاني
" الله يعافيك الأغراض تسيف نشيلها ! "
تقولها هيا بنبره متزنه .. منخفظة بأدب وبسرعه أنحنى بجسمه فاتح باب السياره نازل .. راح لخلف السياره حتى يفتح الباب الخلفي ويشيل سلة القهوة والمراكي وأكياس كثيره .. ثقيله .. دافور .. دلال قهوة ثنتين .. ومن خلص سكر الباب .. ورجع راكب .. حرك السياره من الكل ركب .. مسافة الطريق والصمت يحتويهم حتى يوقف عند محطه .. ينطق بصوت منخفض
" تبين شي محدد من البقاله "
حرك راسه لشيما إلي ظلت ساكته لثواني كأنها تفكر .. ومن نوت تتكلم .. كان صوت أختها المندفع كفيل يقطع صوتها المرتبك
" شيما قولي له نبي تشكيلة ببسيات .. وشيبسات .. وفناجين قهوة بلاستيك .. وعلبة موية تسبير .. وتمر هذا إلي بعلبه أبو 10 ريال ..ومعمول تمر .. وأهم شي فصفص باجه هذا لازم ريحته تعجوّل " تنتشر " بالكشته وتذكرين ذاك البسكوت الأحمر إلي عليه حتسي عنقليزي .. لا تقولين أنتس ناسيته بعد .. أنا ناسيه أسمه .. "
سكتت تفكّر
" والله مشتهيته .. بنات تتذكرون أسمه .. بسرعه علموها ! "
قامت تتلفت لخواتها إلي جلسن بصدمه يطالعنها .. رفعت شيما يدها بإحراج لمتعب حتى تنطق بصوت بالعافيه ظهر
" سمعت "
هز راسه بدون مايعلّق بكلمه .. يفتح الباب نازل ومن سكّر الباب .. تمايلت وعد على عهد من صرخت بوجها هيا ثايره
" ماتستحين .. خلااااص .. طاح الحيا "
وعد بخرعه : قسم بالله أخذني الحماس وش أسوي
هيا بتهديد : والله العظيم نسكت عن خبالتس كله إلا قلة الأدب عاد .. أصطلبي قدام الرجال وأحتسي زين .. ترا هذا ماهوب أحدن تعرفينه تطقين معه الحنك
وعد وهي تأشر على شيما : طيب أنا قلت لها تقوله .. ماحتسيت معه
عهد تدفها : لا ماشاء الله فلاحه وذكا .. يحسدونا العالم عليتس !
وعد وهي تتعدل جالسه بأدب : هذا جزاتي يومني سردت أغراضكم كلها وهو راح بيجيبها
هيا بعصبيه : حنّا يالله متقبلين نروح معه لأننا فعلا محتاجين نطلع .. وأنتي على طول نزعتي الحيا .. بس نرجع للبيت .. والله مايسنعتس إلا أمي ياقليلة الأدب
وعد تميل لها : تكفين عاد .. آخر مره .. والله ما أحتسي
شيما تلف براسها لهم : أمي تأكدتوا أنها ماهيب محتاجه شي
عهد : قالت روحوا وسعوا صدوركم مانيب محتاجه أحد .. ( لفت فجأه تطالع هيا ) إلا وش صار على إللي بتجي
هيا بدون نفس وهي تصد للشباك : دقت وأعتذرت .. أمها فيها سكر وأرتفع عليها عاد قلت حياكم الله بأي وقت
وعد : تتوقعين ليه جايه
هيا وهي تغمض عيونها وبتهديد : صوتتس لا أسمعه .. تفهمين
وعد هزت راسها : أبشري ..
.
.
.
تاخذ نفس بقوة وهي توقف عند باب عريض بلون بني .. سألت بنات صغار لقتهم يلعبون عند بيت أم بتار ودلوها على هالبيت .. ماتدري ليش خطواتها خذلتها لا تدخل عند خالتها !
وقررت تختصر الطريق وتحقق مطلب بتار وأمها .. تحس كما لو أن قلبها يتمدد ويتسع .. تدفع الباب داخله حتى تستقبل حديقه صغيره من بين الأشجار تشوف باب المدخل من بعيد.. تبلع ريقها بقوة وشي يهوي في قلبها كما الحجر .. تهتز بقوة ترتعش .. تناديها كرامتها لا .. وتتجاهل الصوت .. هذي الخطوة إلي بتقدر فيها تقطع الطريق لبتار وأمها وخواتها وللكل أنه يتجرأ مره ثانيه يصرخ فيها بشيخة بتار وشهامته وفعوله إلي أرفعتها ..
تدفع خطواتها بالعافيه .. والبيت هدوء غريب .. تمشي في ممر يشق طريقه بالأرض
للباب .. تقطع المسافات لين ما وقفت بطولها عند الباب .. وشعور رهيب يمزقها .. مهما كانت بتتخاذل .. ماراح تنسى أنهم دفعوها تذل نفسها بهالطريقه .. !
ترفع يدها تطق الباب .. دقايق ويفتح .. تظهر قبالها حرمه كبيره فالعمر .. تلبس برقع وشيله شفافه مظهره شعرها .. تطالعها بأستغراب
من فوق لتحت .. رفعت نوير أيديها حتى تشيل نقابها ومن ميزّت ملامحها .. ضاقت عيونها
بقوة ..
" وش جابتس أنتي .. وش جايه تدورين عندنا بعد إلي سويتيه ببنتي .. هااا "
وبملامح بارده .. كما الثلج تنطق
" جايه أعتذر ياخاله عن إلي صار "
حطت الحرمه يدها على خصرها حتى تميل بجسمها لها بأستهزاء وترفع يدها المليانه بناجر ذهب بكبر وفخر بنفسها وببناتها ومكانتها
" تعتذرين .. يابنت عبدالله .. ياللي أبوتس باعتس بيعة الذل .. تمدين يدتس على بنتي أنا بنت الشيخ إللي كلن يحترمها ولا عمره أخطى بحقها أحد "
نوير وهي تبلع كاس الذل بصمت : آعتذر
" من يمه ..؟ "
تقولها غاده إلي أول ماوقفت وشافت نوير ..
" خير "
نوير بالغصب تنطق : جايه أعتذر منتس على إلي صار في بيتي
أندفعت غاده بقوة وبحقد عليها .. تدفها مع كتفها
" جايتن لبيتنا ولتس عين .. لتس عين بعد ماسويتيه "
تراجعت نوير بخرعه حتى تطيح بالأرض بقوة .. من حجر مغروس بالأرض وراها وماأنتبهت له .. تنحني تمسكها غاده تجرها مع عباتها
" والله لا أرد لتس ماسويتيه "
صرخت بقوة من هجمت عليها غاده وأمها بخرعه قامت تسحب بنتها
" وخري عن البنت لا تفضحينها في زوجها وأبوتس يامهبوله .. وخري عنها .. طاح حظتس .. وخري عنها يامهبوله .. يافضحيتنا بين العرب .. يافضحيتناااااا "
صارت تدفع بنتها بقوة إلي تجرأت تمرر أظافيرها في وجه نوير .. أنحنت نوير مفجوعه حتى تغطي وجها بأيديها ولا تدري وش إلي جاها .. حراره وألم فضيع وذهول .. زحفت تتنفس بصعوبه .. ووجها تلوّن باللون الأحمر .. عيونها تتسع بروعه وصدمه .. توقف أم غاده مابين نوير وبنتها .. تصرخ بقوة
" حسبي الله على عدوتس أنقلعي لا بارك الله فيتس .. ياسواد وجهينا .. وش سويتي فالبنت .. حسبي الله عليتس .. فارقي أشوف .. فارقي عني .. فاااارقي ! "
تدفعها بقوة وغاده ثايره
" الحيوانه .. وش جايبها لبيتنا .. وش جايبها .. خليها تفارق .. أكرها هالحثاله .. "
أم غاده بروعه قامت تضرب خدودها : قصري حستس .. قصريه لا بارك الله فيتس .. ياحظنا الأقشر أنفضحنا .. أنفضحنا
غاده ولا همها إلا تكسر نوير للنهايه من بعد ماوقفت جدتها معها : خليها تعرف إن بتار تسان بيتزوجني لولا أن جدتي رفضت عشانها هي .. إلي فرضت نفسها علينا .. وش تبي جايه .. وش تبي !!
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|