كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسـم الله الرحمن الرحيم
لا تلهيكم الروايه عن الصلاة
(52)
من كبر إلي قاله وقفت متنحه .. وقسم بالله تسن أنكب علي مويه بارده .. ثلج .. قاعد الأخ بهالفرشه والهوا إلي تهفهف عليه يمين ويسار وبارده .. وشكله من كثر ماهوب فاضي سيّر عليه هاجوس جلوي.. بس من جد وش جاب الطاري أصلا ووش دخله هذا بأمرنا .. طالت وشمّخت .. إيه بالله .. يحترمني ويقدرني شوي .. وهو تسنه ملك وفرشته .. عرشه !
تطلع شيما وهي تلبس تنوره رصاصيه على بلوزه ورديه خفيفه .. وسيعه .. تشيل صينية أكل .. فاكه الشعر .. إيه وش عليتس .. ماهوب حركاتتس وخرشاتتس لنا .. ولا ذا الحين سردادي مردادي عليه .. ما يتزوجون زواجن كامل ويفكونا ..
تتحرك بخطواتها البطيئه ومن أقتربت منه رفع راسه حتى يعتدل بجلسته .. ينطق بهدوء
" تعالي أجلسي قبالي "
ياشيبي شيباااه .. صرت أطالع البلك المرصوص على يساري بملل .. والحوش شبه مظلم ماغير لمبات السيب وراي .. وبمسافه بعيده عنه لمبه شوي إلا تقول ..
ياجماعه طفوني وأرتاحوا وخلوني أموت موتة طبيعيه ولا كل شوي طافيه ومشتغله ..!
" سمعتي "
قالها بصوت أرتفع وأنا أنتفضت معتدله .. خرشني وأنا عيني ع اللمبه إلي وراه.. حركت يدي وشيما جالسه قباله بأدب وعيونها علي ..قلت
" من قالك إني أبي أروح مع جلوي "
رد بصوته وهو ينحني لقدام يسحب الصينيه ..
" ماهوب زوجك ! "
" زوجي والله متفاهمين على مابيننا وخالصين "
نطق بنص إبتسامه
" متفاهمه تقولين ماتبين يابنت الخال .. وتخبين ماتبين .. يومنتس معه خالصين ! زوجتتس ليش مايعرف للحين أنتس حامل "
أنقبض قلبي بقوة .. وفجأه أندفع يدق بنفس القوة .. وأنا بخرعه وعيون متسعه ظليت أطالع كتوفه .. طرف ذقنه إلي بان شوي لي وهو يطالع الأكل .. يسحب قطعة خبر أسمر وياكل منها على خفيف تسنه ينتظرني أحتسي ..
" تاكلين معي ..؟ "
يقولها لشيما ويبتسم لها بعد .. هذا معي ولاّ معها .. وهي قامت تومي براسها .. وعيونها مارفعتها له .. نطقت بقهر
" أنت وش دخلك ذا الحين بأمرنا .. لا تحسبنك وصي علي أنا بعد "
" عليتس نور .. مانيب وصي عليتس .. يعني وصيتس هو ولي أمرتس إلي هو زوجتتس .. وش مقعدتتس هنيا مع خواتتس .. هاا ..؟ جاوبي "
تسلب والله تسنه صفقني كف بحتسيه هذا .. تكتفت حتى أرد بإرتباك
" متفقين ع الطلاق ! "
" ولا يحل لهن أن يكتمن ماخلق الله في أرحامهن .. قول الله سبحانه لأمثالتس وأنتي رايحتن تتفقين ع الطلاق مع واحد مخبيه عنه أنتس حامل .. هذا ماهوب خداع له لو طلقتس ثم عرف أنتس حامل .. وش بيكون موقفه !"
" ماعلي من موقفه "
" نوق .. أنا مانيب جاين وأنتي بهالعمر أنوّر بصيرتتس لأمور المفروض تعرفينها بليا ماتنقال لتس .. كل ماصار لتس عندي علمن فيه .. وكل ظلمن تعرضتي له .. أعرفه .. "
حرك يده وهو تسن عيونه متوجه لجهتي بس بدون مايلتفت
" ورافضه من البدايه لأنه هدم وخراب .. لكن مانتيب بعمر شيما ولا بعمر خواتتس محتاجه التوجيه والنصيحه .. أنتي بعمر ماتحتاجين فيه .. إلا لشغلتين أهم ماراح تملكينهم .. الأستقرار النفسي إلي يعوضتس تبنين فيه أحلامتس وتعوضين فيه مافاتس يابنت الناس وتتركين المراكض ورا شين مات وأنتهى وكلن على فعوله جايه حسابه عسير والعيال .. غير هذا مالتس حاجه فيه .. ! "
قاطعته بأندفاع
" أنت وش إلي مخليك تحتسي بهالموضوع معي .. أنا وجلوي قرارنا متفقين عليه .. وحتى لو عرف .. الطلاق بيتم .. ! "
سكت فجأه حتى ينطق
" شيما صبي لي عصير وراتس "
" أبشر "
لاحول ولاقوة إلا بالله أنا وش أحتسي فيه وذولا قاعدين صبي عصير وأبشر .. أصلا وش له مقابلها ومناديني .. ما أدخل ويقعد يقابلها إن شاء الله للفجر !
أنحنيت فاتحه عيوني من شفت شيما تبتسم على خفيف .. مافتحت خشتها .. لالا .. يادوب تسذا أبتسامه طلعت مع أن وجها قالب من الخوف .. تحرك يدها تسنها رجل آلي .. واضح المغصوبه .. لا لا لا .. ذولي المفروض مايقعدون مقابلين بعض .. والله لو أحدن بيقول لي هذي شيما تسان تسذبته .. وش هالتطور .. وش هالحركات .. الله يستر .. العلم عند الله ماهوب مخلصه شهور الجيره إلا تامين زواجهم .. ياحظي .. هذا والكل يعرف إن الذبايح ذيك
شكليه بس والزواج بعد الجيره .. يمه .. لا وضعهم خطير لزوم أنبه أمي !
" أختتس واقفه .."
" إيه وراك "
لف لي يطالعني تسذا بطرف عينه وهو رافع حاجبه .. قسم بالله حسيت نفسي مالي داعي .. يستهبل هذا .. أو هو خلقه بارد تسذا ويبط التسبد .. وش فيه الحمدالله والشكر .. ؟
أنا .. أنا ودي أقوم وأنفض الفرشه فوقهم وأروح .. قلبي تسذا أشتب ماهوب من سالفة تأمره .. إلا من نظراته وحتسيه البارد وتصرفاته الغريبه .. حتى ماهتميت لسالفة جلوي والحمل !
رفعت صوتي .. قهرني التسلب
" سألت "
وبهدوء
" وأنا قلت لتس إلي عندي عوض الله لفاتس من بعد الصبر.. لا جى الرجال ..
معه الله يوفقكم "
رديت
" مانيب رايحه "
هز راسه بتأكيد
" بتركبين سيارته وبتروحين "
بتحدي
" مالك أمر علي يامتعب "
قال والضحكه تعلق بكلامه
" أمري على أهل بيتي ومسؤوليتي "
حركت أيديني بحده
" علمته .؟ "
" بيوصله العلم "
" علمته هالحين أو لا "
" لا "
أندفعت بقوة
" أجل حتى هذي مالك دخل فيها يامتعب .. "
فترة صمت غريبه
" إلا إذا واجهتيه وقلتي له "
أستفزني هالمتيعب .. الله يسلط عليه شيما تنشب له وتشغله عني .. أبتصدق وأدعي إن الله يحقق لي هالأمنيه .. حدني التسلب على أقصاي
" يصير خير بس أنت أبعد عن أمرنا ! "
رجع يعيد السؤال بحده علقت بصوته فجأه
" بتقولين له ..؟ "
" قلت لك أبعد عن أمرنا "
أندفع بقوة وحزم
" نوووق .. تراي مطوّل بالي .. ! "
هالله هالله .. مطوّل باله !!!! .. قمت أتلفت وهو يحط كف يده على المركه .. رافع ذراعه بإستقامه ولا أدري عيونه متحركه لجهتي أو لا .. شيما تنحت فيه أنخرشت الضعيفه ..
.. هينا أشتبت تسبدي منه ..قهرني .. وخفت المجنون هذا يروح لجلوي يقوله .. عاد هينا تجيني الجلطه .. حركت يدي بأنفعال وعصبيه وأنا أأشر فيها صوبه
" أنت وش فيك تحتسي معي مانت محترم من أكون .. تراي أذكرك وأنت طول يدي .. ماهوب معناته أكلمك بأحترام تقوم ترفع صوتك علي يامتعب .. وصاتك على خواتي قلنا مايخالف .. تبيها علي أنا بعد .. أصلا من بيقعد عندك بعد كلامك هذا .. ؟ "
نطق بأستغراب متفاجأ مدري من خناقي له .. أو من سؤالي الغبي .. والله إن عندي ماعند جدتي .. صابتني النفضه ( الرجفه ) من قلت هالحتسي ..
" يعني بتروحين ..؟ "
هزيت راسي بعصبيه بقهره
" إيه بروح معه وخلك تحتسي له عن حملي .. والله لا أدق لعمتي أخليها تهاوشك .. عيال آخر زمن ! "
أرتفعت كتوفي وأنا أضفضف عبايتي وأتنفس بقوة .. صدري يرتفع وينزل .. وعيوني متعلقه عليه .. وبسرعه لفيت ودخلت من المدخل وأنا تسن فيني دوخه .. رجولي ترجف من الخرعه .. ومن تأكدت إني دخلت .. وقفت أحرك يدي لفوق وتحت .. وش قلت ووش سويت .. ياشين إلي بيحط فيها أنه يعنني .. وهو مع جنبه .. تتحرك لي وعد حتى تضرب كتفي .. وعهد وهيا واقفاات بعيون متسعه ..
وعد : يا قووووويه .. وش قلتي له
عهد بصدمه وهي تغلض صوتها : يمممه .. وش هالحتسي إلي قلتيه له ياخطططيره ..
هيا : ياويلتس وسواد ليلتس من أمي .. عز الله رحتي وطططططي !
نطقت ووأنا رايحه فيها
" شب تسبدي .. لو شفتوه تسيف يحتسي .. بارد .. باااارد .. بااااااااارد "
وعد وهي تقلدها وتهز راسها : ووش دخلتس فيه إذا باااااااارد ..؟
عهد : تسان وافقتي وهزيتي راستتس وش له المرادد والمناطح وأنتي ومع أحترامي لتس يعني خرطي مردتس بليا شمشمة ذا المخده والثوب .. تلصقين في جلوي وتتبطحين عنده وبس شم
ضربتها بقوة
" يادزليله الأدب .. قطع إي والله .. "
.
.
.
وعلى الفرشه .. تجلس هي تطالعه بخوف .. والهوا البارده تهب مندفعه تعبث بخصلات شعرها .. يجلس بصمت غريب وعيونه بالأرض .. لحظات ويرفعها .. ينحني بظهره لها وهو يأشر بيده للباب إلي وراه
" بالله أختتس ذي البكر ! "
شيما هزت راسها برضا وتأكيد : ......................
متعب ماعاد يقدر يمسك نفسه .. أبتسم حتى يهتز يضحك غصب عنه : أجل بتشتكيني عند أمي ..من جدها تحتسي !
أخذت نفس لين أرتفعت كتوفها وعيونه تتأملها .. تعض شفاتها السفليه وهي تشيح بنظرها للبلك إلي على يسارها .. تنطق وهو لا زال ينحني لها ويضحك
" هي تقول أنها تتذكرك وأنت صغير .. "
نطق والضحكه تزيد
" طول يدها ! "
رجعت تطالعه والأبتسامه الخفيفه أشرقت على شفاتها ... رفع يده مأشر فيها
" وهالحين هي طول يدي فاتني أقوله لها ! "
أنحنت براسها وهي تفرك أيديها بإحراج غريب ..لحظات وتسحب يدها مستقره أصابعها على شفاتها إلي تضمهم وتحاول تكتم فيها ضحكتها .. تنفجر هالضحكه الخفيفه وجسدها يتمايل ..
فيما هو علقت عيونه على هالأبتسامه الفاتنه .. وهالمسا إلي تولّع فيها .. في عتمة حواسه الداخليه .. تتقاسم دقات قلبه مع نغمة هالضحكه .. متعلق بهاجس تفاصيلها .. خلي هالضحكة مستمره .. ياهاجسه .. يامنزله .. يا أمنياته ..
" والله لو سمعتك تقول تسذا .. تسان راحت فيها .. مانيب قادره أتخيل شكلها "
قالتها والضحكه لا زالت عالقه في أحبالها الصوتيه .. أطبق على شفاته المبتسمه .. أخذ نفس وشعور الجنون في ضحكتها يحتويه .. يحرك صينية الأكل بعبث .. يتنفس بعمق وريحة
عطرها تخترق أنفاسه .. لا غادرت يحاول يقاوم ما يصيبه في حضرتها لساعات وساعات وإن حضرت من جديد .. يكتشف إنه معها خارج حدود المقاومه .. !
.
.
.
مستمره تتخبط في شعور العدم .. وصرخات ألم تمزّق روحها إلي كانت تعانق شعور السعاده .. حقيقه أنجلت خلف أستارهم ظاهره لها بوجها القبيح ..عايثه بروحها فساد .. تظهر أنتمائها الغريب لها .. تجلس على الكنب .. يدها تشد بقوة على قميصها .. فيما اليد الثاني تستقر على بطنها إلي يعتصر ألم .. .. طوفان جارف وصرخات تتمنى تظهر مسموعه .. في وجه كل من سعى يتركها تبني بيوت عنكبوت لأغلى ماتملكه .. جسمها تهزه رعشات خفيفه وكأنه كرة لهب .. ورغم كل ماتحس تكابر .. تظهر عيونها وهي أكثر حده .. تنعقد حواجبها بطريقه صارمه .. معانده ماتسمع قبال أمها إلي ثارت رافعه يدها
" ورا ماتحتسين يابنت .. نشف ريقي حسبي الله على عدوتس ! "
رفعت عيونها تطالع أمها .. وشعور بنهاية الأشياء يراودها .. ذاك الشعور إلي يترك الكلام بلا نفع .. والأفعال مجرد ردة فعل بلا عيون تشوفها .. وش الفايده من كلامها والكف على الكف أرتفعت بأيديهم عليها .. ليش تطالع أمها هالحين وتحس أنها بلا مأوى ..
ولا أمان .. ولا سند .. مكشوفة .. مكشوفه للكل بجروحها .. ليش مافهمت أمها من عيونها أنها عرفت .. عرفت بكل شي .. وأن حبها أنكسر .. أستحال للعدم فجأه .. صعب عليهم يعرفون أنها عشان تتجرأ تحب .. تجاوزت حواجز قايمه في ذاتها .. كم تشجعت وجاهدت .. تشعل النور .. تضئ هالعتمه بداخلها .. وقدرت .. لكن هي محاوله .. وحده .. أشعلت فيها شمعة حبه بالخفا حتى فجأه تنطفي .. ويرجع الظلام سيد بداخلها.. يرفض نصيبها من الفرح والحب والحلم ..
تتعثر بالعبره المجتمعه في حلقها .. تمتلي عيونها بالدموع .. تشد على فستانها بقوة .. وهي تنزل بعيونها لتحت .. أرتفع صوت أمها بغضب
" أنتي بتحتسين بهالمصيبه إلي سويتيها .. ولا تسيف .. علميني يابنت وش إلي خلاتس تهجمين على بنت الناس وهي ضيفتتس وفي بيتتس .. ولا ّ والله لا أخذتس ذا الحين يم بيتهم تعتذرين "
أعتذار .. !
لمين .. لغاده إلي جت لبيتها تتباهى بأصلها ونسبها وأنها بنت شيوخ ..
غاده إلي تجلس أنتظار لحلم أرتباطها من بتار !
تعتذر للي .. أظهرت سكين الحقيقه .. وطعنتها فيها مره ومرتين وثلاث ..
غمضت عيونها قوة .. وهي تشد على بطنها وتحرك يده بقهر .. تتنفس بحراره .. تتشجع تنطق من بين هالألم إلي يرميها للنسيان .. بحقد ظاهر
" بنت أبوي .. بنت أبوي أنا .. ما أعتذر لهالأشكال "
صرخت أم نوق
" أحتسي زين لا والله مايردني ذا الحين عنتس شي "
وبسرعه صدت عن أمها ..ثواني الصمت تهلكها .. تعيدها لنقطة الصفر .. ترفع رجولها الطويله والبارده من المكيف .. تضمهم لصدرها وتميل براسها على ركبها .. تنطق .. بصوت بالعافيه تظهره تحاول ترفعه حتى يكون مسموع
" إلي سويته .. تستاهله .. تستاهله .. وماراح أعتذر ولا أطب بيتها لو أن الموت ترسلونه لي يمه .. أنتي جايتن تتهميني بالخطا ما تسأليني .. "
رفعت راسها بضحكة عابثه أنطلقت من شفاتها بأستخفاف
" وش بيفرق عندتس يمه إذا أنا مخطيه أو لا .. وش بيفرق عند رفيقتس إلي شال حاله وحموله وراح يمك .. جايبتس بعد ما ضرب ولعن وجرح .. وأهان .. أنا بعرف وإن قلت لكم"
أختنق صوتها وعيونها ضاقت من العبره إلي تندفع لشفاتها .. تطالع السقف بعبث لعل هوا المكيف يجفف مجرى هالدمع ..
" السبب يعني .. بعد كل ماسويتوه .. وطلعت أنا الصح وبنت أبليس خطا .. وش بتسوون .. تعتذرون .. ولو طلعت أنا خطا بتخلوني أعتذر يعني والله ماينزل راسي لبقايا تربيتهم هذي !"
أتسعت عيون أم نوق بصدمه من ماتشوفه وتسمعه .. نطقت بصوت مندفع .. غاضب
" أنتي تبين تنهيني بهالعلوم إلي أسمعها منتس .. سألتتس أنا .. وزوجتس قبلي سائلتس .. مابقى إلا أترجاتس .. وش من أمرن صار بينتس وبينها .. وساكته جعلتس للي مانيب قايله .. أستغفر الله ! "
رفعت يدها لفوق وهي منفعله بشكل كبير .. وصوتها يرتفع
" وتاركتن الحريم يتهمونتس بالردى .. ويقولون أنتس من هجمتي على البنت من غيره وعلومن تافهه .. وأنتس بالحفله أمس ماغير منزويه على نفستس .. ما أستقبلتي الحريم .. ومخليتن الحريم يدورونتس .. ولا يلقونتس .. حتى فضل خواتتس أجحدنه .. وأنهن ماغير مشغولات بالتوافه .. تحسبين أنتس ماسويتيه بيوقف عندتس .. أنتي ضريتيني وضريتي خواتتس إلا مقبلات على وجه زواج .. وسمعتنا من فعايل زمان ماهيب ناقصه ! "
أنقبض قلبها من آخر ماقالته أمها .. سمعتهم ماهيب ناقصه .. !
قاطعت أمها بأندفاع
" إيه سمعتنا من أي ناحية بالضبط ..؟ "
أم نوق وبعصبيه : من نواحي تسثيره
نوير حركت يدها إلي ترجف من الألم : زواج خواتي لا تخافين منه .. خلاص يمه .. حنا ضحايا الظروف إلي كانت بفعايل زمان .. !
أم نوق أشرت بيدها : يابنت لا تجحدين نعمه الله عليتس وهو رزقتس برجالن يخاف الله .. كريم ولا تنقصه رجوله ولا شهامه .. نسبه نسب الشيوخ إلي فعولهم كلن يذكرها
نوير رفعت صوتها بقهر وحرقه من ما تسمع : رجوله وشهامه يأذيني
حركت يدها صوب شعرها إلي متعمده ترميه على كتوفها ويغطي أطراف وجها بكثافه .. ترفعه قبال أمها ووجها تلوّن باللون الأحمر .. والشهقات الحارقه أنفجرت من شفاتها بقوة ..
" شوفي بعيونتس وش سوا بوجهي .. شوفي المراجل ونسب الشيوخ والشهامه .. شوفي "
ظلت أم نوق جامده في مكانها من الجرح الكبير إلي تشوفه يمتدد من طرف جبينها ونازل على حاجبها .. يغطيه اللون الأسود .. ورغم هالخوف إلي هز جسدها من ماتشوفه .. نطقت وهي بصوت ضعف .. نافضه يدها
" أنتي وش تعرفين عن آل غشيمان ورجالهم .. ذولا رجالن دمهم حار من يومهم .. وعاداتهم مال راسهم ومن يكسرها مايتركونه .. يمكنهم أفنع ( أسوأ ) من طبوع عمتس عواد لا عصبوا أو أحدن أعترضهم بالردى .. لكن دون هالشي ينحطون ع الجرح يبرا ومحترمين من يحترمهم ويقدرهم .. .. ولتس مثال في زوجتس إلي من أخذتيه ما شفتي منه كلمتن سيئه على رداة طبوعتتس يابنيتي .. وأنا عارفتتس .. وأتركي عني اللف والمكابر .. لا تخسرين زوجتس والله يستر من تالية ماسويتيه .. الله يستر "
أتسعت عيونها بقوة وهي تلتهب قهر .. وكأنها هوت أكثر للقاع .. كان ع الأقل توقف بصفها لأنه رفع يده وأستباح كرامتها بالضرب ..ع الأقل تنصفها والكلام إلي قالته أمها ما أثبت لها إلا أنها مهما سوت وفعلت وقالت .. هي غلطانه قبال ميزان الزوج صاحب المكانه والنسب والأخلاق .. مايهم إذا راسها براس ناقه .. مايهم كرامتها إلي أنهانت .. مايهم أي مكانه غصبتها فعول أبوها فيها تظل واقفه .. يهم تتمسك بهالزواج بأقوى ماتقدر عليه .. سحبت يدها ببطءحتى يرجع شعرها مغطي حاجبها .. وعيونها المصدومه لا زالت تتأمل أمها ..خذلان يحتوي ملامح وجهها بشكل غريب ..
تكمّل
" وأسمعي العلم وأمسكيه أنا ماجيت يمتس هنيا إلا أني عارفتن بكل ماصار .. وزوجتتس يقول أنا مخطي وأعترف .. لكن يبيتس تحتسين .. سمع من ربعه ماكفاه .. دورتس ذا الحين تحتسين .. وتعلمينه وتعلميني باللي صار .. الولد راسه أنتفخ من علوم الحريم والحرب إلي أعلنها عليه عمه بسببتس .. هو أخطى يومنه مد يده عليتس وقلت له هالشي وهاوشته
لكن خطاتس له يمي ماوقف على جرحن وبيبرى .. الرجال مكانته وشيخته مهددينه فيها ..
وعلاقته في عمانه بتهتز وخوذيها مني مافي أمرن تكثر فيه بلبله الحريم وهروجهن ولا يفسد .. لا تخلين حياتتس يفسدنها رداة الحريم .. وتفتحين الباب لهن .. "
بصوت بارد أنفجر من شفاتها رغم ما تمتلكه ملامحها من أنهيار وتعب .. نطقت
" ماعندي شي أقوله "
أم نوق ورد بنتها أشعلها من جديد بالغضب : أنتي توحين ماقلت لتس كله
نوير : أنا عمري ما كان همي شيخه ونسب وفلوس وذهب .. ولا راح أتعلق بأحد عشان هالشغلات .. وأنتي كنتي تعرفين أن أبسط أمنيه تمنيتها في زوجي يكون بسيط الحال .. فلا تجين يمه تزايديني على نسب بتار وفعوله وشيخته .. لأن عمري ماتمنيتها .. ويوم جت ماقلت الحمدالله تحققت أحلامي .. كنت أستغرب وأسأل لأني أحس أن هالمكان ماهوب مكاني .. ولا هالرجال يناسبني ولا أنا أناسبه ... هذا شعوري الحقيقي من البدايه .. من البدايه وكلكم سمعتوه .. ( نطقت بنبره ثايره ) كلكم ماخبيت عن أحد إللي بصدري .. ولا تسذبت وأخفيت .. إن تسان جايه عشان صورتنا بين العرب .. ومستقبل خواتي .. وزواجهم .. أبقولتس يمه أبوي ماهوب موجود عشان يدمّر وحده فيهن .. ولا نادر أخوي موجود عشان يكون الساكت .. تطمني يمه .. بناتتس بيتزوجون أحلى زواج .. وبيعيشون أحلى عيشه !
أهتز صوتها وهي تشوف الصدمه تتعلق بعيون أمها وعيونها تضيق أكثر
" وإن قلتي بتار تحمّلني " هزت راسها وهي تنزل رجولها بأستسلام غريب
" إيه تحملني .. أقسم بالله مانيب جاحده صبره علي وعلى طبوعي وعلى نفسيتي الزفت وأفكاري الغبيه .. تحملني وأنا المليانه عيوب .. تحملني لأني بنت عبدالله .. وبظل وين ما ألتفت .. ومتى ما أغلطت تقولون أغلطت بنت عبدالله .. هه هذي فعول أبوها .. توارثتها .. وتدرين وش المشكله .. إني أرتبطت بواحد يعرف أبوي وماضيه وكل شي .. يعني أنه ينسى هالشي من باله مستحيل .. أنتي يمه وأنتي زوجته مانسيتي وأنتي مربيتنا على يدتس وتقولين لي " مثل أبوتس" .. تسيف باللي تسان أبوي يعرفه ! "
تتكلم بسرعه .. بمرارة تتفجر الكلمات من شفاتها وهي تتحامل على هالألم إلي يعتصر بطنها ويدفعها ترفع صوتها أكثر وأكثر .. فيما وجع غريب هدر قلبها .. وهي تتوارى عن أنها تتفوه بكلمه عن الحقيقه ..
كل شي تقوله هالحين تحس فيه أنها تموت ألف ألف مره ..
كيف لا قالت أن راسها براس ناقه .. بصوت مسموع .. هذا الهلاك بعينه إلي ماعاد بتلقى من وراه حياه .. أخذت الدموع مجراها على خدها حتى تنطق بحرقه
" قولي لي يمه تسان عندتس حل .. تسيف أرد لبتار دينه يومنه رفعني وأكرمني بالأيام إلي فاتت .. يلا قولي لي "
" تسانت مانتيب مخطيه .. ردي معروفه بالحتسي عن ماصار .. وإن تسان تعرفين نفستس أخطيتي .. أعتذري "
رفعت نوير أيديها لفوق حتى تصد بأنفعال وتضرب أيديها على فخوذها بقوة .. نطقت أم نوق وتصرفات بنتها لحد هاللحظة .. قطعت الشك باليقين
" أنتي عندتس شي غير ماصار البارح ..؟ "
تنفست نوير بعمق وهي تبلع العبرات والأنهيار إلي يحتوي ملامح ووجها .. وصل هالسؤال متأخر .. متأخر ..
نوير بقهر وأنفعال حاد رافضه الكلام عن أي شي : تعبت وأنا أقول ماعندي شي .. ماعندي شي بقوله عن ماصار .. ماعندي يمه ماعندي
أنهارت تبكي من جديد وأم نوق نفذ صبرها والبنت قبالها ماغير تبكي وتقول كلام يثبت أنها مخطيه .. فزت واقفه حتى تروح لها وتجرها مع يدها بقوة .. تصرخ فيها
" خلي عني هالحتسي .. شوفي عاد .. أنا ماتركت شين إلا وقلته لتس .. وماعاد به وقت تزايدين عليه قبال هالمصيبه إلي صارت في بيتتس .. إن مارحتي وأعتذرتي من البنت
وخمدتي هالنار إلي تبي تاكلتتس وتاكل زوجتتس .. عيني لا تشوفتس تسمعين "
نوير بعناد وهي تجهش فالبكا صرخت بحرقه : تبين تحطين نفستس قبال غاده يمه .. ماراح أعتذر ماراح أعتذر لها
أم نوق ثارت .. ضربت كتفها : بتعتذرين .. وإن تسان مامنتس خطا .. الليله تحتسين لزوجتتس ..
دفعتها وأعصابها أنفلتت قبال عناد هالبنت ولسانها .. ماعاد الكلام بهالطريقه بجيب نتيجه معها .. عندها خيارين مالهم ثالث .. إما تتكلم وتبرر ماسوته .. أو تعتذر !
تحركت تاركتها والأختيار لها ..
راحت تنفجر بكا .. وتبكي حرقه للذل إلي تحس بطعمه .. للفعول إلي ظهرت مجرد معروف ودين فيما كانت من أيام تشوفها حب وحنان لها .. تبكي أنكسارها والمصيبه أكبر من أنها تقدر تتجاوزها وتكون في ذيك اللحظة متماسكه .. قويه .. ثابته في وجه غاده .. ماتقدر ومن رماها للذل
أنسان يكون أبوها وأخ كانت تتمنى لو أنها تقدر تعبر عن أمتنانها له .. للحب إلي أشرق
في حياتها باسم بتار .. لكن كل شي بمكالمه أنتهى .. وبتجريح في ذاتها وتباهي مات !
.
.
.
صرخت بخرعه
" جااااااااااااي ! "
تتراجع شيما بخوف لورا حتى تجلس على السرير مابين هيا وعهد .. وعيونها المتسعه علقت بأختها ولا تدري وش سبب صرختها مع أن المفروض يكون عندها خبر
عهد رفعت يدها تحركها بالهوا : جاك الموت ياتارك الصلاه !
نوق بعصبيه : أنتي تتكلمين من جد
شيما تبلع ريقها وتنحني لهيا جالسه بجنبها : والله .. قبل أقوم من عنده تسان داق عليه وقاله بعد حي الله بو عبدالله
هيا بعدم فهم : هماتس تبين تروحين معه
نوق من قلب : راحت روح أبليس إن شاء الله .. أنتي تستهبلين أروح معه .. ياعالم يابشر يا أوادم خلاااااااااص .. متفقين ع كل شي
هيا تنحت فيها أكثروهي تحرك أيديها لتحت : طيب أنتي قايله له
نوق قاطعتها : قلت له بروح أبي أقهره بسسسسس
شيما بهدوء وهي تهز راسها : بس ما أنقهر .. أصلا تسان يضحك عليتس !
نوق تخصرت : نعم .. وليه أن شاء الله .. كنت قباله حرم بباي يا عصفورة الحب أنتي
عهد : نوق هدي يمي هدي .. وش بلاتس ذا الحين تراتس سببتي لنا أنفصام شخصيه .. طالعتن للرجال ويعنني وأبروح ومن قالك أبقعد ويوم دخلتي البيت أنقلبتي ..( لفت لخواتها )
مانيب قايله لكم إنها خرطي
نوق تحركت ماسكه عهد تجرها على خفيف : أنتي من مسلطتتس علي .. هاااا
دست شيما راسها بخصر هيا إلي رفعت أيديها تبي تفكهن
هيا : هيييه .. وش جاتس .. روحي يم متعب إلي حطك براسه
نوق من سمعت طاري متعب أنحنت تجر شيما : كله من زوجتتس التسلب .. الله يسلطتس عليه .. يارب تنشبين له نشبه مايفكونكم عن بعض .. وتفكونا أنتي وياه .. مالقيتوا إلا أنا تخربون علي .. هاااا ... غاثه إني أنبطح وأنسدح على كيفي
دخلت وعد تركض حتى تلصق بنوق .. تجر قميصها برجا
" تكفين أنا بعد أدعي إن الله يخليني نشبه للي أمي بتخليني عطيه له ! "
صرخت نوق والأخلاق قفلت : لاااااا .. لحد هينا وبسسس .. هذي يبي لها مسط بخيزرانه ماتحتسي لشهر .. فاحت تسبودنا طفحت .. لا عادها من سيرة عطيه .. خلاااص .. خلاااااااااص
عهد بأندفاع وهي تحرك يدها لوعد : حطي رجلتس .. جاتس الإعصار ماحدن يعيقه
هيا بتهويل : هججججي .. تراتس جيتي بوقت الأخت متحوله فيه
قامت تتلفت نوق بقوة ووعد بخرعه تطالع فيها .. وبسرعه أنحنت ساحبه المشط المرمي عند رجلين عهد .. وترميه بأقوى ماعندها لوعد إلي ماعاد يشوفون غير غبرتها طالعه من الباب .. صرخت من ضرب المشط إطار الباب مصدر صوت
نوق بتهديد : إن سمعت طاري عطيه ياوعدووه .. لايكون يومتس كله أسود
شيما بصوت يرجف خوف متمايله بحضن هيا ورافعه راسها لنوق : يمكن تروحين الرياض
نوق أتسعت عيونه وقامت تتلفت : لااااااااااااااا .. أنا اليوم مانيب تاركتتس .. قاهرتني وأنتي معه تتميلحون قدامي وأنا تسني عصا خشب عند الباب .. ما أدري يومنه يبيتس تقابلينه مناديني ليه !
جرت هيا شيما بأقوى ماعندها حتى تصرخ
" الهججججه .. "
طاحت شيما بالأرض وبسرعه سحبتها هيا وطلعوا يركضون من الغرفه مع عهد .. عابرين الصاله .. للدرج .. ومن نزلوا
عهد وهي تحاول تتنفس : وش جاها ذي .. الحمدالله والشكر
شيما وهي تنفض أيديها وبصوت ضعيف : معصصصبه !
هيا : أحشروها بغرفه .. لا تجيب العيد بنفسها .. والله الحمل ضرب مخها .. تخبرون بعايلتنا تسذا وحده حملت وأنقلبت ماعاد أحد يعرفها ..؟
عهد تأشر بيدها : شوفي ياهيا .. طبعا على حسب ما أشوف حالة نوق ونوير .. مستعصيه
في العالم ... كله .. شفتي كله .. بس خواتتس ذلن .. للأسف
تلف شيما من حست بأحد كأنه واقف وراها .. تتسع عيونها بقوة وهي لابسه قميص روز وشعرها جامعته لفوق ومثبته ببنس .. تبتسم وهي تشوف ولد لاصق بطرف الباب ولايظهر لها غير نص جسمه .. شعره البني بكثافه يغطي جبينه .. يعبث الخجل بنظرة عيونه وأبتسامته .. تنطق بصوت يتعرى منه الخوف
" بنات هذا ماهوب ولد جلوي !!! "
تميل عهد براسها للباب حتى تبتسم ..
" إي والله "
هيا تلف لورا تطالعه : بنات خن ندق ع أمي .. تجي لا تسوي ذا النوق مصيبه ..!
تتحرك شيما له .. حتى تنحني له بهدوء .. تبتسم
شيما : أنت عبدالله ...؟
عبدالله هز راسه بخجل : ..............
شيما تحرك يدها حتى تفرد كفها له : تجي معي ..؟
وبتردد حرك يده لورا وقدام .. لحظات ويحط يدها بوسط كفها .. تسحبه لها حتى يظهر جسمه كله .. تعتدل واقفه وتلف لخواتها .. تحضن عبدالله لها وباليد الثانيه تمسح على شعره
" صديقي الجديد "
هيا وهي تطالعه : بابا برا ..؟
عبدالله حرك يده لورا : بالحوش
عهد قامت تلوي فمها يمين ويسار : الله يسسسستر .. الله يستر
هيا : طيب نسوي قهوه جديده
عبدالله هز راسه بالرفض : متعب قالي .. ( أخذ نفس بقوة حتى يكمل ) قالي روح قلهم لايسون قهوة
عهد وهي تميل لهيا : ماشاء الله .. ما أخذ من أبوه أي شي .. فكه ربي
هيا تضرب بطنها وبصوت واطي : أسكتي ! ..
تقدمت من شيما حتى تهمس بأذنها
" إذا تبين شوري خوذيه بعيد لين تهدى أختتس .. "
عقدت شيما حواجبها .. لحظات وتطالع عبدالله ..
" تروح معي شوي برا ..؟ "
هز عبدالله راسه وعيونه قامت تحوم فالمكان وبملامح البنات إلي قباله .. يبحث عن إلي متعلق أسمها بباله .. كأم ثانيه .. وقبال البيت .. يسحب المركه بتعب مقربها من خصره حتى يتمايل عليها .. تنطلق من شفاته تنهيده عميقه .. شماغه مرمي لورا كتوفه مظهر كم من التعب والإجهاد محتويه .. يسحب متعب ترمس القهوة .. ماخذ فنجان حتى يصب له ..
متعب : حياك ..
جلوي وهو يمد يده له : تسلم
متعب بإبتسامه : ماتوقعتك والله تجي بهالسرعه !
جلوي يعتدل مسند كوع يده على المركه .. يشرب من القهوه ينطق : هذا وأنت ملزمن على جيتي
متعب أنفجر يضحك : والله لزمت لكن أبصراحه تسنت من داخل أقول الرجال مانت شايفه إلا بعد شهر
جلوي بصوت أنفجر هم : قامت ياخوك الدنيا تاخذني شرق وغرب
غابت أبتسامه متعب من هالصوت إلي ظهر منه كاشف عن حمول من الجبال يقدر يقدّر حجمها الضخم في ملامحه .. لحظات ويحرك جلوي يده إلي ماسك فيها الفنجان مأشر فيها ع البلك
جلوي : الظاهر وراك بنا
متعب : إيه .. أببني مجلس وغرفة
جلوي بتأييد : ماشاء الله .. أفضل لك والله .. كيف تحس وأنت هنيا مرتاح ..؟
ينزل فنجانه حتى يفتح علبة التمر .. ياخذ له حبه .. رافع عيونه لمتعب إلي نطق بصوت أهتز وهو يسحب هوا لصدره
" والله من ناحية مرتاح .. مرتاح بس تعرف وضع إلي تصير مسؤوول فجأه عن بنات يتامى وأمهن .. وتخاف من التقصير أو يشغلك شين عنهن .. شين تسبير ياخوك .. تسبير .. أعرف إني أشد عليهن أحيان وأرفع صوتي .. بس خوفي يدفعني لهالشي .. خوفن عليهن بس .. "
جلوي : شف شيما تحت يدك ذا الحين .. وأنت بتعرف تسيف تمسك الأمور بليا تفريط .. وبإذن الله مهنا تقصير منك ..
متعب وهو متربع ..: صادز .. إلا أخبار أهل الرياض
جلوي هز راسه : ماعليهم .. مشعل اليوم أفتتاح محله ماشاء الله .. لقيته داقن علي يخانقني عشاني ماحضرت .. والعيال كلهم حتى أبوي وعمي .. حضروه
متعب : ماشاء الله .. محله وش بالضبط
جلوي : محل حلويات .. ويدعم فيه الأسر المنتجه
متعب : هالسوق ماشي
جلوي : هالله هالله .. إلا عطني ماعندك
متعب بدون أي مقدمات .. وبصوت واطي : نوق حامل وهالشهر بداية شهرها الثالث
وأنهدر الدم في عروقه مندفع بقوة من نبض قلبه الثقيل ..المجنون .. تتوقف التمره بين أسنانه وعيونه بصدمه تطالع متعب .. رعشة غريبه هوت من مقدمة رقبته تسري على طول ظهره .. يكمّل متعب بنفس نبرة الصوت وهو يشوف صدمته
" حامل وهي عندك .. عرفت بحملها يوم راحت معك للمستشفى أيام جرحك .. وطلبت الطلاق وأنت وافقت لكن هالخبر هو إلي بيحدد إذا لا زلت تبي الطلاق أو لا .. ياجلوي لزوم
تفكر بهالطفل إلي بيجي بعد 20 سنه صبر وأنتظار .. منها .. ومنك أنت إلي قدّر لك رب العالمين ترجع لها حتى يتحقق حلمكم مع بعض .. بعض الأمور مهما شفنا إنها صعبة النسيان .. يقدّر لها ربي ماهو على قد شفاها ونسيانها .. تقول لي شيما إن نوق تغيرت
تغيرت من بعد هالحمل .. لا طبوعها ولا نفسيتها ولا تفكيرها .. وأنا والله أفكر بذا البزر إلي بيجي على هالدنيا ماهوب حول أمه وأبوه .. "
أنتفض جلوي فجأه من حست أنه يتهاوى تحت ماسمعه ولقاه يعجز في أستيعابه .. يتحرك بخطوات غير متزنه صوب باب الشارع .. يفتحه ويطلع مسكره وراه .. يوقف قبال سيارته وسيارة متعب يتلفت يمين ويسار .. يدفع جسمه متحرك
وقلبه يندفع بجنون حس فيه أنه بيهلكه .. بيتحرك لا محاله كما لو أنه بيندفع لحلقه .. يسد مجرى الهوا .. يتصلب جسمه وعيونه تدور فالظلام .. يقطع الشارع حتى يستقبل البر
بصدره و بيت أم نوق ظل وراه .. بإضائته الخفيفه وتصميمه المتهالك .. يرتفع جسمه وينزل من الأرض إلي يملاها الرمل ولا هي بمستويه قاطع المسافات .. والرعشات لا زالت تنتشر على طول جسمه .. نوق حامل .. حامل .. وقف والمشاعر تتفجّر في صدره .. وعيونه بلا إراده تغرق بالدموع من حس بإرادته الصلبه .. ومشاعره الرجوليه تنهار .. تنهار
تحت وطأه هالمشاعر إلي تجتاحه مثل موج البحر .. راح الوصل يدفع أفكاره للزمن
الماضي معها .. يتذكرها .. وكأن حديثهم بالأمس .. تنزل دمعته وصوتها المنهار يتردد على مسامعه
" تعبت ياجلوي .. تعبت من ذا الحتسي إلي كل شوي أسمعه ينحذف علي .. ليش ماحملتي ..؟ زوجتس عادي عنده .. ورا ماتتعالجون .. روحوا للحرمه الفلانيه .."
" وش يهمتس وأنا معتس "
" إيه بس أخاف .... "
" ولا تسلمه .. معتس للممات أنا.. بيرزقنا الله بالولد وبيكبر ولا بغيت أزوجه بقول أبعد عن الحرمه إلي تشوفها عصلا .. تبتلش فيها ماغير تشيلها من مكان لمكان .. "
" ليه إن شاء الله ياحبيبي بتقول لولدي تسذا .. أنا لو رزقنا الله ببنت بعد بقولها لا توافقين على الرجال الدب إلي يالله يشيل عمره .. بس تبتلشين أدهنين رجوله من الوجع "
رفع أيديه حتى يغطي وجهه .. وتحقق الحلم معها .. كم من السنين مرت على هالغياب ..
كم من سنين مرت على هالحلم .. هذي هي حبال الوصل تمدد .. تتوثق حتى لو كان الأنفصال
طريقهم .. بيرزقه الله بطفل منها .. يحمل صفاته وصفاتها .. ورغم أن عنده منصور
وعبدالله .. لكن الفراغ ظل داخل قلبه يتسع مكان الحلم إلي غادره بأنفصاله منها فالبدايه .. فراغ وحزن مستتر فيه .. تهتز كتوفه .. يبكي هالأنسان فيه وطق باب الأربعين .. لكن داخله
شاب العشرين بأحلامه .. وحبه وأمنياته .. لازال مرتبط في هالنوق ..
" الحمدالله .. يارب .. الحمدالله "
يقولها بصوت مختنق من هالعبرات وهالمشاعر إلي راح تفجّر رئته .. ينحني بسرعه ساجد سجود الشكر .. يطيح عقاله على الرمل وهو يحمد ربه .. يحس كما لو أن روحه المتعبه من حسنا .. تنهض مستعيده عافيتها بهالخبر .. ومن خلص أعتدل جالس حتى يتربع وكل جسمه لا زال يرتعش .. بين الرمل والظلام والفضا المتسع قباله .. يحرك عيونه للبيت إلي تسكنه ويشوفه بعيد .. يلوّح له بالفرح .. يرفع عيونه للسما والنجوم كأنها حبات لولو متناثره على صفحة هالسما .. يبلع ريقه .. وينحني بظهره لقدام وهو يفرك وجهه المبلل بالدمع .. يردد ..
" اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. "
ياخذ نفس بعمق مبتسم .. هز راسه بضحكه خفيفه .. أجل يوم كان تعبان وأستغرب تصرفاتها .. ونفسيتها الحلوه معه .. هي كانت حامل ..كان في حاله ما أستوعب تصرفاتها وكلامها وضحكتها .. لها حق تفرح .. وتشرّع أبواب الفرح لها الخبر .. عقد حواجبه على خفيف .. وهو يتذكّر تصرفاتها كلها .. الغبي كيف ماجى على باله إنها ممكن تكون حامل .. رجع ياخذ نفس بقوة يحاول يهدّي من ثورة هالمشاعر بداخله .. طيب ليش كانت تلصق فيه وراضيه تنام وكل ماقال شي وافقته .. ليش .. أزدادت أبتسامته فجأه .. من هالأستنتاج إلي قفز
لعقله فجأه
.
.
.
تنزل من الدرج بسرعه وهي لابسه عبايتها والبرقع يغطي ملامح وجها .. تعانق خطواتها أرضية الصاله .. لحظات وتطلع هيا من المطبخ وهي تنفض أيديها من المويه بعد ماخلصت تنظيف للأواني .. وقفت تطالع فيها
نوق بصوت متوتر : هيا .. أنا قاعده أشم ريحة جلوي ..
هيا بأندفاع وعيونها أتسعت : خير إن شاءالله .. والله لو أنتس وش .. عشان تمشين ريحته
نوق حركت يده : قسم بالله العظيم .. قلبي .. قلبي فز بالريحه .. تعرفين وش معنى فز
هيا بعدم فهم : وش معناته يعني ..؟
نوق بطفش : أوووووووه .. أقول أندزلعي عن وجهي
قالتها وهي ترفع يدها وتتحرك مندفعه بجسمها من باب قسم الرجال .. تفرك كفوف أيديها في بعض .. تخفف من سرعة خطواتها حتى تميل براسها للمقلط .. تشوف أوراق مرتبه على بعض .. بجنب بطانيته .. على سلك المكيف معلقه ثيابه وشمغه .. تاخذ نفس من تأكدت إن المقلط فاضي .. تتقدم أكثر للمجلس .. تتوجه بجسمها لباب المدخل حتى تطلع منه .. توقف بصدمه من شافت على الفرشه مركتين مقابلات بعض وبينهن صينية القهوة والشاي ..
معقوله قاله .. معقوله .. تحس بالقهر يحتوي صدرها .. لو قاله ماتدري وش ممكن تسوي فيه .. والله ماتخليه بتهزأه وتهاوشه .. يفتح باب الشارع حتى تجمد عيونها أول مادفع جلوي
بجسمه داخل .. تنزل أيديها ورجفات غريبه بشوفته تحتضنها .. وكل شي رجع يحتويها بشوفته ..
الوحام .. الإرتباك .. رغبة الهروب ..ممكن تختفي .. تركض .. تبتعد عنه وإحساسها القوي يدفعها تصدق إن متعب الحشري بيقوله .. ماراح يسكت .. هي ماهي متهيأه تبلغه هالخبر ..
ماهي متهيأه بأي شكل ولا تبي حق الرجوع أو خط النهايه يكون عشان هالحمل .. تخاف تمدد حبال الوصل عشان إلي ببطنها فيما كل ذكرياتهم وجروحهم مكشوفه .. لاهي بتنساها
ولا هو بيقدر يتجاوز فكره إن العمر أنفلت وكبروا على كل شي .. كل شي !
تتأمل ملامح وجهه النحيفه وحزن غريب يعلق فيها .. حزن عظيم .. ينقبض قلبها فجأه وبلا شعور ترفع يدها تلامس مكان قلبها ترص على هالمكان بقبضة يدها .. عوارضه الخشنه .. عيونه الدائريه .. حواجبه المعقوده بشكل حاد .. لا مستحيل جلوي بيتلقى هالخبر وبيجيها بهالوجه .. تعرفه بيبكي .. والله ما راح يكون الخبر عنده عادي .. إيه .. بينهار .. وبيسجد
سجود الشكر .. يتقدم لها بثوبه إلي يظهر تفاصيل جسمه النحيفه بشكل كبير وهو يجر أطراف شماغه .. يعدل عقاله لحظات ويرمي هالأطراف على راسه .. خطوات بطيئهيمشيها صوبها .. يوقف قبالها وهي رفعت راسها لفوق .. عيونها المتسعه عالقه فيه .. ماقدرت
تبعد عنها ..
" أخبارتس نوق "
قالها ببرود لا يطاق .. وعيونه تتصدد عنها .. يحك خشمه بعبث .. ردت بصدمه
" الحمدالله .. وش فيه ! "
حرك عيونه لها .. نطق ولا عنده شك إنها بتحس فيه
" تعبان والله"
ردت وهي تشد على الكلام
" هذا ماهوب تعب .. وجهتس تسن الهم ماكله "
" تعالي "
جرها بلا مقدمات له .. وأنحني يلف أيديه الطويله حوالي ظهرها بقوة .. يدفعها لصدره ووده يسألها من أنا .. يطلق هالتنهيده فيه .. ويرجع يسألها .. هو للحين أنتي أنا ..؟
يتصلب جسمها ويدها لا زالت بقوة عالقه على مكان قلبها .. يضغط بصدره يدها ..
يميل بذقنه على كتفها .. ينطق بصوت أختنق
" إي والله هم وتعب "
وبداخله يصرخ .. " الفرح أقبل يانوق .. أقبل علي وعليتس "
تبلع ريقها مغمضه عيونها .. وريحته .. ريحته عالم ودها ترفع أيديها وتضمه بقوة .. متجاهله كل شي .. متناسيه .. تشمه لين مايطيح شي براسها مشغلها .. لكن فجأه تتراجع بخطواتها غصب دافعته يفك أيديه عنها .. تضرب باب المدخل الحديد بقوة مصدر صوت .. تنطق
" شفت متعب ..؟ "
رد ببرود وهو يرفع أيديه بأستفهام
" قابلته ع الفرشه وجتني مكالمه وطلعت "
أندفعت بخوف
" قالك شي "
رفع حاجبه وهو يميل براسه لها .. متعمد
" شي .. مثل وش يعني "
مستحيل جلوي عنده خبر بالحمل .. لا شكله ولا تصرفاته .. حتى لو زعلان أو كاره .. عمر خبر الحمل مابيتركه بهالشكل .. تشجعت تنطق مغصوبه ..
" أنا ... "
قاطعها وهو بخطوة يقترب منها وكأنه بيلتصق فيها
" جيت لأنتس وعدتيني لا جيتس وطلبتتس لأمر أخير توافقين .. عشان تسذا جيت أباخذتس للرياض "
صارت تتنفس من فمها وهي تسحب هوا بقوة وظهرها يحاول يدفع الباب الثابت لورا أكثر ..
" للرياض "
بدت هالفكره الوحيده الصحيحه وسط تهديد متعب .. ع الأقل تكسب وقت في إعلان خبر الحمل للكل .. له ولجدانها وعمانها .. هالحين مجرد ماتفكر تنطق الكلمه تحس أنها تتشنج
ولسانها يتعلثم .. فكرة أنها تجبر على قول خبر الحمل في آخر مطافها معه .. مثل إلي تعلن
له أنهزامها وتجبره على التراجع .. لقت نفسها تهز راسها بقوة وبتأييد مجبره .. نطق
" يلا "
أتسعت عيونها بقوة
" لا ياحبيبي مانيب رايحه معك لين تنام ونومه نفس الخلق .. لا تحسبني نفس قبل بايعه عمري وتقلب لي وحش ماسك الخطوط وأنت تعبان .. الرياض ماراح تطير "
حركت يدها متشجعه حتى تمدها لكتفه .. تضربه بضربات خفيفه .. وتصد عنه حتى تدخل من باب المدخل ..
ومن قال أنه ماراح ينام نومه نفس الخلق ..
أرتسمت على شفاته أبتسامه تتسع تدريجيا وهو يلف بجسمه للحوش .. أخذ نفس بقوة وبسعاده .. ولا تدري عن مايخطط عليه ..
الوعد بالرياض يانوق .. جاي دوره هو بعد ما أنتهى دورك ..!
.
.
.
الساعه 8:30
تتعالى ضحكة ندى وهي تجلس حاطة رجل على رجل .. تنطق
" والله طاحت بيد عمي هذا إلي من جد لا جى شي عند بناته .. قلب الدنيا فوق تحت .. وزاده ذا الحين خالي جاسر إلي شبك معه بيرد لبتار سواته فيه يومنه يوقف بوجهه ضد ناديه بنت عالي .. يحسب أنا مافهمنا فعوله ! "
تدخل سعده وهي تشيل صينية الفطور .. تنحني تحط الصينية على الطاولة .. تنطق لبنتها
" أسيل .. روحي يمي خوذي الفطور وطقي الباب عشان تعطينه خالتس "
اسيل بملل : ليش يمه أنا .. خلي رؤى بالمطبخ
سعده بضيق حركت يدها : قووومي يلا .. مافي أحد البنات طلعوا للمزرعه
أسيل بخرعه فزت : ياسلام ومايقولن لأحد
تركض حتى تلف سعده رافعه يدها بضيق
" فيه من بنات خالاتتس ماراحن !! خوذي الفطور "
شيخه تفز واقفه وبثقه تروح للطاولة : قلت لها ماهيب من مستوانا بس مافهمت وكابرت .. وهذي النتيجه .. كلن على أصله يبان .. !
سعده تطالعهم : شفتوا أمس عمي تسيف ثار بوجه بتار .. والله خفت إنها تخرب
روان وهي متمدده على الكنب وبصوت يمتلكه النوم : بالله .. جايبيني من بيتي عشان أسمع سيرة هالنوير .. أفف منكن .. ترا كلها نص ساعه وبرجع
ندى وهي ترفع يدها : نبي نبرد تسبودنا شوي .. طلعت على حقيقتها بنت الشوارع ..
( طالعت سعده ) شفتي تسيف شفناها فالصاله .. وش تحسب نفسها بيخليها أخوي بتصرفاتها الهمجيه .. إن تسان ماتربت .. بيربيها أخوي .. مسكينه ماتدري إنه عند هالسوالف يشتهي الموت ولا تصير قباله ..
سعده بصوت واطي : الله العالم .. هي خربانه مابينهم .. لأن أمس أمي تسأل بتار وش قالت وهو مكتّم .. وعمي شابتن ناره !
شيخه بعد ماصبت لها قهوة تحركت راجعه لمكانه : أنتي متوقعه أصلا إن عندها عذر .. ماشفتي شكل بتار يوم قلنا له أنه أصلا ما أستقبلت أحد بس واقفه تسني يعنني ماحدن قدي .. هذي هي الأشكال إلي يرفعها للسما .. تتبجح على الخلق .. ولاّ لو أن هي صاحيه ومتعوده على ذا النوع من الحفلات .. ماتركت ضيوفها وراحت مندعسه في بيتها الحمدالله والشكر .. أنا لو زوجي يسوي لي تسذا .. يمكن أقول به هه !( صارت تحرك أيديها يمين ويسار .. ) يمكن بعد أحصنه من العين
روان : يممممه من قواة عينها .. وتصارخ على أخوي بعده
سعده تهز راسها : إيه بالله ..
شيخه : تدرون .. مستحيل أخوي يعدي سواتها هذي .. إن ماطلقها وأرتحنا
سعده تنفض يدها : فكونا لا تجي أمي ذا الحين
ندى : ليه وين هي ..
سعده : راحت مع عذيه لبيت عمي .. كود تحل المسأله هناك بين الحريم
ندى بعصبيه : وست الحسن والجمال وين هي .. خيييير إن شاء الله .. لا بالله طالت وشمخّت ..أجل تسود الوجه ثم تخلي أمي تروح ..
تحركت بقهر صوب جوالها .. ماخذته
روان تطالعها : وش بتسوين !
ندى بعصبيه : أبرسل لهالبتار .. خير يعني .. يترك أمي تقابل الهواش وزوجته المصون في بيتها مرتاحه .. وش قلة الأدب ذي
شيخه هزت راسها بتأييد : أرسلي له بس .. أرسلي
.
.
.
وفي مجلس الرجال .. هذا هو بيشهد أنكسار هالأنسان المتعجرف .. أبتسامه خبيثه ترتسم على شفاة هالخال .. مستلذ بمنظر هالبتار وهو ينزل براسه لتحت .. شعور من الشماته تتضخم في نفسه وهو إلي تجرأ بالرياض يوقف بصدره مابينه وبين ناديه بنت عالي ..
بمبدأ إن هالزمن .. زمن جيله .. وكأنه يقول إن هالعادات إلي تربوا عليها هم الكبار .. أصبحت عادات باليه .. لازم تقطع .. من جذورها وتموت .. وهذا هو يتعثر بعادات وتقاليد تحرّم التعرض للضيف بأي شكل .. ومن يدفعه عشان يطيح .. زوجته .. إلي مايدري بعد لأي سبب .. تمسّك فيها لست سنين ..لوحده أبوها عبدالله أنطرد من عايلته لرداه وفعايله السودا .. مثل ما أنطردت أختهم إلي تجرأت تقلب الطاولة على عاداتهم وتتزوج واحد من خارج قبيلتهم حتى أستباحوا دمها .. هو تجرأ يمد يده على خاله .. ويدفعه بعيد .. ويهينه .. يرفع يده يهدد بإسم الشيخه .. والمكانه .. لا أحترم كبير ولا قدّر صلة رحمه .. !
هل هذا هو الوقت إلي بيرد فيها لهالبتار الصاع صاعين .. فعلا هذا هو وقته .. وقت السقوط .. مع درس يرد فيه شوي من الغيظ إلي يشيله على ولد أخته .. أجل توصل أنه
يدافع عن ناديه .. ويتمم زواجها ويحضره ماخذ معه كل أعيان وشيوخ قبيلته وشيوخ العرب الثانيه .. عازمهم لهالزواج .. !
مانسى هالأمر أبد مانساه .. يرفع يده بو غاده ملوّح فيها بغضب
" بنتي أنهانت في بيتك .. وكل حريم الديره سمعوا ماحصل .. جاين تقولي أمرن بيهون .. بنتي ماتنهان وأسكت يابن جهيمان تسمع ولا لا ..؟"
جاسر : وهو صادز .. ماحصل ترا أمرن خارج المعقول .. ولاّ هذا تصرف تتصرفه بنت عبدالله .. هااا .. والله لو العلوم ذي تطلع من بنتي تسان أذبحها
بو غاده بتهديد : أنا سويت فيك سوايا ماحدن يجحدها .. سلمّتك الشيخه والمفروض أنها تروح للي من صلبي .. وعطيتك الأماره تقود هالديره بشورك ونفوذك وديرتك .. مافي أميرن مايمر هالديره إلا أنت أول المتقدمين وأول المدعوين .. والحفلات لا صارت .. تتقدم بحضورك شيخن لآل غشيمان كلهم .. تجي في آخر زماني .. تطعن وتهان بنتي في بيتك .. ( صرخ ) ومن يهينها .. بنت عبدالله .. هو أنا ما أعرف من هي بنت عبدالله ومن أبوها ووش فعوله ..هذي تتقاوى وترفع عينها على أنها تهين بنت الشيخ ناجي ..
ظل يجلس بصمت موطي راسه.. وحواجبه تنعقد بحده .. فيما جبينه تملاه التعرجات وعيونه الحاده تتعلق بالأرض .. يريح بأيديه على ركبه .. والغضب لا زال يشتعل بصدره ..
من صمتها ورفضها للكلام حتى مع حضور أمها إلي جت وراحت مخلفه وراها ألف علامة أستفهام .. ماتدري أنه كل ماقعد في مكان لقى كل ماحوله يثور بسببها .. دافعينه
لممرات مظلمه معها .. ملامحه السمرا تضيق أكثر وأكثر وهو لأول مره .. يجلس
عيونه بالأرض .. لأي أهانه دفعته الغبيه .. لأي من ذل قامت تسقيه .. ضغط على أسنانه بقوة لين تصلب فكه.. وأحتدت ملامحه أكثر .. خلعت قلبه بالإجبار .. والأمر ماعاد
يوقف على إهانة ضيف .. وصل الأمر أن كل ماكان يحافظ عليه .. مهدد بالحرب ولعنة
جحيم بتحوم حوله من إلي دايما حريص على تقديرهم وأحترامهم حتى يكونون له الظهر .. والسند .. وتظل هالعايله متماسكه ..
" شف عاد يابن جهيمان .. علمن يوصلك ويتعداك .. والله ثم والله إن مارجعت لبنتي كرامتها بين العرب مثل مازوجتك خلت القاصي والداني يحتسون عن ماصار .. لا أخليك تندم ندم تعض فيه أصابعك قهر .."
رفع عيونه الحاده صوب عمه إلي تغطي صدره لحية يملاها الشيب .. فيما وجهه أمتلى بالتجاعيد .. لحظات ويحرك عيونه صوب خاله جاسر إلي لاحظ وجوده بالأمر من صار .. رفع حاجبه اليسار بحده فيما خاله ظل يطالعه بقوة وهو يستقيم بظهره وينفخ صدره
بكبرياء .. يعرف معنى هالجلسه وهالنظرة .. يعرف معناه بالتمام .. نطق وهو يعيد نظره لعمه
" لك من يعيد لبنتك كرامتها ياعمي .. أنا دون الحق ما أميل .. وعرض أهلك من عرضي .. وكلامك "
حرك قبضة يده حتى يضرب صدره .. وبصوت رجولي حازم
" حد سيف على رقبتي .. أنفذه لو تطلبني أرمي نفسي بالنار .. أنا مانيب جاحد .. ولا نيب ناكر جميل .. وفي كل مجلسن أطلب أسمك ينذكر قبل أسمي .. وماتشوفه فيني .. هذي تربيتك
ووالله .. كل ماتطلبه لرد كرامة بنتك ملبى مني .. ! "
جاسر نطق : ياولدي .. هالحتسي ماينفعنا بعد سواة حرمتك مسودة الوجه !
أبعد نظره عنه وهو يضغط على أسنانه بقوة حتى وكأنه على وشك يكسرها والغضب نار
يزيد من ماقاله خاله ..
بو غاده : وأنت صادز .. سواتها سواتن يادافع البلا
جاسر بنبره خبيثه .. تفجرت من شفاته كما الصاعقه : لو تبي ترد كرامة بنت عمك تزوجها .. هذا مطلب عمك ومتردد بقولها وأنت قلت كل ما يطلبه لرد الكرامه ملبى .. وماهوب مقللن من قدر بنت عبدالله .. تقعد في بيتها معززتن مكرمه وتحمد ربها يومنها أخذت ولد شيوخ.. ولو ملكت على بنت عمك يازين من أخترت .. هو قد عرض عليك تتزوجها .. ولا يسويها إلا من شاريك شرا ياولد جهيمان .. ورفضت متعذرن في بنت عبدالله .. وهذا وقت ترد كرامة بنت عمك باللي عليه قدرها وقدر أبوها .. وأنت مارفضتها إلا عشان بنت عبدالله وشف وش سوت .. وترا رفضك معناته إنك موافقن سوايا مسودة الوجه .. مير قلت لك مايبي عمك يقوله !
حرك يده بسرعه حتى يشد على يد بو غاده إلي نوى يتكلم .. هز راسه بمعنى خل الأمر لي نفس ماطلبت منك .. حتى يكتفي بو غاده بالصمت وعيونه توجهت لبتار
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|