كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســـم الله الرحمن الرحيم
تسجيل دخول صاروخي كما عادتي لا قمت الصبح متأخر ولقيت إني متأخره عن الدوام .. لكل من كتب تعليق أحبكم ثم أحبكم .. ها .. هالبارت هالله هالله بالتعليقات .. فيه نجوم ..
قولوا وين هالنجوم وحنا نطالب فيها من زمان .. ههههه ..
قراءة ممتعه
لا تلهيكم الروايه عن الصلاه
البارت (50)
" والله محتاج أكتبها بورقه وأعلقها بالغرفه "
قالها بصوت ثار أكثر وعيونه تضيق غضب .. حرك يده بأنفعال وطلعتهم من البيت دون مايدري وأنتظاره لهم تركه في حالة توتر غير طبيعي .. صرخ بقوة
" أخلصي علي من أنتي ..؟ "
تراجعت لورا خطوتين بخوف .. حتى تنطق بحده وكأنها تعاند خوفها قبل لا تعانده
" أنا وعد .." حركت يدها لورا " وهذي عهد " وبقوة أكثر حركت يدها للبقيه
" وهذي نوق وإلي ورا أختنا شيما أرتحت ! "
" جاوبي على قد سؤالي يابنت "
قالها وهو يشدد على كلامه بنبرة تهديد.. أنحنت منزله الحافظه حتى توقف متكتفه وتصد عنه
" أسمعي أنتي وياه .. أنا هنيا ولي أمر ووصي .. ومسؤول عنكن مثل مانيب مسؤوله عن زوجتي .. أقسم بالله العلي العظيم .. "
حرك يده حتى يضرب العصا فالباب
" إن طبت رجل وحده منكن برا هالباب دون مايكون عندي خبر لا تشوف الوحده منكن شين ماعمرها بحياتها شافته .. وبعدين "
صرخ بقوة
" وش لابسات .. وين العباه ..؟ "
صار يحرك يده لفوق وتحت
" في وحده عاقله تطلع تسذا لو أحد شافكن وش بينقال عني أنا ! "
تتسع عيونه بقوة وهو ينطق هالكلام بأنفاس حاره ... وقباله ألتزمن الصمت .. أكتفت كل وحده تلتصق بالثانيه ..
تحرك خطوة مقترب منهن وهو ينحني بظهره لقدام بخفه .. يسحب العصا حتى يمسكها من المنتصف ويأشر فيها عليهن وعيونه تنتقل مابينهن
" معزومه .. بتروحين لأي مكان .. طالعه من هالبيت .. تحطين عندي خبر .. ولآخر مره أشوفكن بهالشكل .. يا تلبسين عباتتس الساتره أنتي وياه ولا أقعدي في بيتتس يسترتس أحسن ! "
صرخ
" مفهووووم "
هزت نوق راسها بسرعه .. تتحرك ماصدقت خبر من تراجع لورا مأشر لهن يتحركن ...
أنحنت وعد و " أففف " وصلت لمسامعه تقولها بدون نفس ..
" محتاج أسمع أعتراض والله "
رفعت حواجبها من كلامه إلي يوجهه لها .. وبسرعه راحت تتبع نوق وهي تمشي بقهر.. وراها هيا .. عهد .. عيونه علقت في شيما إلي بسرعه فزت متخرعه من راحوا وتركوها مكشوفه له .. تتحرك بخطوات عجله .. لكن فجأه .. تشهق وتكتم شهقتها بقوة من مد يده ماسك معصمها بقبضة يده .. شادها لورا .. تتراجع بخطوات مبعثره وهو تقدم بخطوة واسعه واقف قبالها .. رمى العصا بجنبه حتى ينطق
" أمس قدام الخلق مذبوحه الذبايح لنا واليوم أنتي طالعه تزورين جارتتس ماشاء الله
عروس 2017.. خووش عروس "
ترتفع كتوفها متكوره على روحها .. رعشه سرت بجسدها وهي تحاول تشد يدها لصدرها لكن قبضته أقوى من أنها تقدر تفلتها بسهوله .. يقترب منها أكثر وكل شي قبالها سواد من غطا الجلال .. يتحوّل لأشياء من سراب .. و هو ما كان يقدر يتأمل ملامحها وجلال الصلاه حاجز مابينه وبينها .. غمضت عيونها بقوة ساحبه راسها لتحت من تجرأ بيده الثانيه يجر الجلال مبعده عن وجها وشعرها
" لا تتغطين عني .. ! "
تزيد دقات قلبها تندفع بجنون وهي تشوف جزماته بالأرض ثابته .. تحس بأنفاسه .. بعيونه .. بجسمه إلي يدفعه مقترب منها أكثر وأكثر .. ماقدرت ترفع عيونها .. لو سوت هالشي بتنهار قباله .. بيدرك مبلغ ضعفها وهشاشتها .. ينحني لها .. يميل براسه على راسها ..
شفاته أقتربت من أذنها ..
" إن طلعت وحده من خواتتس تراتس أول المذنبين لأنتس ماعلمتيني .. وهالحين عطيني رقمتس يلا "
بلعت ريقها بصعوبه .. أنفاسه حاره للدرجه إلي حست أنها وكأنها كوت بشرتها !
وعيونها أتسعت بصدمه .. من إلي قاله وطلبه وهي تتلاشى من العدم قباله .. تحس أنفاسها تختنق وماكان في أي نسمة هوا قادره تبعد هالعرق إلي يندفع بقوة
من مسامات جلدها .. يتحد مع نبض قلبها .. حركت يدها يمين ويسار وهي تجرها من بين قبضة يده لكن بعناد ثبتها هو لتحت متراجع لورا بخطواته .. وباليد الثانيه دفن يده في جيبه .. يسحب جواله .. يمسكه بكف يده ينطق وعيونه تعلقت فالجوال
" يلا قوليه أسمعتتس "
الصوت يخونها .. يخونها ماهي قادره تتجرأ تقول رقمها .. عقلها عاجز .. حرك عيونه لها .. نطق بصوته الرجولي المتحفظ لكل مايشوفه من أنهيار فيها
" ماتحفظينه ...؟ "
بلعت ريقها بقوة وعيونها تبللت فالدموع .. رفعت يدها إلي ترجف حتى تقربها من خشمها .. عيونها لا زالت ترتكز ع جزماته .. وبالعافيه سحبت هوا لصدرها ..
" صصص .. صففففف .. صفر .. صفر .. خخ .. خمممسه "
عقد حواجبه بضيق تسلل لقلبه من نبره صوتها ودموعها .. يدرك سبب ضعفها الأخير لا الأول .. نقطه البدايه إلي تركتها بهالشكل رماد وأشياء مبعثره في وجه برئ .. يدرك مامزقها من سواة عمتها .. يدرك ماهشّم الباقي من برواز عنفوانها .. لكن الحكايه ماتقدر تكتمل وهو يجهل الكثير فيها .. يجهل هالخوف الغريب إلي يحسسه أنه أحيان وحش كاسر في ذاتها ويتمنى أنه يكون غلط والصوره أفضل من أنه يكون المعتقد الخطأ في أفكارها .. نطق
" صفر خمسه وبعد "
ظل يطالعها والدموع رجعت تنزل كما لو أنها نهر على خدها ..تنزل براسها لتحت أكثر .. تفرك خشمها بقوة .. تشهق وهي تتنفس بصوت مسموع .. تسحب هوا لداخل صدرها فجأه وتزفره فجأه .. تنطق
" صففففر "
ظل ثابت قبالها ويده لا زالت تمسك يدها .. صوته لا زال قوي وحازم قبال أنهيارها
" حلو صفر "
" سسسسس .. سبعييين .."
" ياسسلام عليتس .. سبعين .. وبعد "
ومن وراه ..مجتمعات عند الباب .. تمسك هيا الباب وتميل براسها لجهة اليسار .. تشوفه واقف بطوله مغطي أختها بجسمه ..
هيا بصوت واطي حيل .. متوتر : تسني أسمعها تبتسي ..؟
عهد تتمايل على الجدار وبقلة صبر : وش فيه تسذا هو.. أففف .. لايكون يهزئها بسببنا .. الضعيفه
هيا توقف متكتفه : قسم بالله ياصراخه خرشني .. توبه أطلع بدون مايدري
تاخذ عهد نفس بقوة حتى تتحرك بقهر وهي تفسخ الجلال عن جسدها .. تطلع للصاله وتتحرك بخطوات متسعه لغرفة التلفزيون .. توقف عند الباب بعيون أتسعت أستغراب من أمها إلي تجلس بإرتياح قبال التلفزيون .. بجنبها صينية القهوة.. تنطق بكل راحه
" هو أنتي زودن على أنتس مغلطه .. جايتن يمي تتشكين ! "
تحرك عيونها صوب وعد إلي تتمايل على الجدار بعصبيه .. تهز رجلها بقوة فيما جنبها نوق جالسه .. تمدد رجولها قدامها ويدها على بطنها ..
نوق ترفع يدها : يمه أنا بغيت شوي وأقول إني سقطت بسبته .. وجهي إن طلعت مرتن ثانيه من هالبيت .. فكنا الله منه
وعد أنحنت لها وهي منفعله ووجها أقترب من راس نوق : ماهوب هذا إلي طول يدتس .. ومدري وش .. طلعت العلوم .. طلعت .. يومنتس شفتيه .. !
نوق حركت راسها لها بعيون متسعه : لا تكفين لا تبوسين راسي .. مايحتاج
وعد : وششش
نوق رفعت صوتها : أقول لا تتمايلين وتتخصرين .. ترا راستس شوي يضرب راسي
وعد ضربت رجلها بالأرض : الحيوان .. صرخ علينا تسننا عبيد عنه ولا بعد يمه أنتي تسمعين هواشه وعادي عندتس .. عاااادي
أم نوق تسحب ترمس القهوة تصب لها وبهدوء: والله الرجال يومنه جى صوّت ع زوجته طلعت له قلت ماحولك أحد .. البنيات شالن حالهن وراحن يم أم مشاري وأنا معلمتهن بالعلم .. قايله لا تطلعن بليا شور متعب .. ثمن يوم هاوش قلت له أبدن كلن يتحمل خطاه وأنت في مكان أبوهن سوا إلي تبيه .. مسلمتك أمرهن .. ولا تشاورني بشي
عهد طارت عيونها بقوة : يمه .. ترا هذا غريب علينا .. مايجي بيوم وليله يتأمر ويهدد ..
وعد : شايف نفسه على أساس إني يعنني .. هو ما يتجرأ يتأمر على أخته تسذا بس حنا لأن لا عندنا أبو ولا أخو نفس العالم .. جى يزيدها علينا ويصارخ .. وأنتي يمه ماصدقتي
أم نوق تنزل ترمس القهوه وتسحب ريموت التلفزيون : أقول هه عني أنتي وياه .. في مسلسلن بيطلع ذا الحين على قناة البدويه وأبي أتابعه بليا حتسين ماله فايده .. تسان عندتس هرج روحي يمه وقوليه !
وعد بصدمه : أروح له .. ليه يمه لهدرجه خلاص .. ماعاد تبينا
نوق وهي تطالع أمها بتركيز : يمه .. أعترفي وش من سرن مسويه لتس هالمتيعب .. ها
أم نوق : رجالن صاحب بيت .. وهو وصي وآمر .. وأنتن متعدياته وفيكن قلة حيا وقواة عين .. وأنا خلاص تعبت وأنا كل شوي أنصح وأعدّل .. لزومن علي أرتاح شوي
نوق : أستراحة محارب يعني
وعد حركت يدها صوب أمها وبقهر : إن سلمتيني عطيه لواحدن نفس هالمتعب ولاّ زوج بنتتس شيخ زمانه .. يمكن أرمي نفسي من فوق الصدح ..
نوق رفعت أيديها : ياماشاء الله يالثقه .. أبد يا أخت وعد .. طوابير الرجال عند الباب كلن يقول أبيها عطيه .. وبعدين ..
سحبت رجولها ولفت بجسدها لأختها
" أنتي خبله يومنتس تقولين سلميني عطيه .. لا قسم بالله محتاجه فحص بعقلتس "
وعد بقهر : ليه إن شاء الله .. تبيني أقعد وأقابلكم .. أروح عطيه كيفي راضيه أنا
نوق تطالعها من فوق لتحت : دزليلة أدب
وعد وهي تهز راسها متخصره .. تتمايل لنوق بعناد : والله كيفي .. كيفي
" شلت هم هالشيما ! "
يرتفع صوت هيا وهي ترمي نفسها جالسه عند أمها ..
أم نوق وهي ترفع صوت التلفزيون : شيلي هم نفستس .. وأتركي شيما عنتس !
هيا هزت راسها بأدب : تامرين يمه
نوق وهي تطالع أمها : ترا يمه ذا الشيما طلعت ذيبه .. أجل قعدت أمس عنده وحنّا إلي قلنا بنشوفها رايحه فيها ومغمي عليها وحالتها حاله .. وشوفيها ذا الحين يوم مسكها ماسمعنا طيحتها .. لا لا .. فيه سر
أم نوق : تبينها تنكسر ولاّ تضعف وأنا وراها .. ؟
وعد : يمه لو أنتس تفتحين مكتب أستشاره .. تسان عشنا بقصور وكسبنا ذهب
أم نوق من قلب : أشوف ماكسبت ذهب بتربيتكن ..ولا وحدتن طلعت علي
وعد بصدمه وهي تحرك أيديها : يمه لهدرجه طايحين من عينتس !
عهد : يمه هذا يمكن يهزأها عشاننا .. ليش مسكها وما خلاها تدخل معنا
نوق بسعاده وكأنها جابت الفكره : نروح نشوف ..
أم نوق بحده أشرت عليها: شوفي أنتي .. والله ثم والله لا شفتتس تهابدين وأدربين راستس مع خواتتس وين ما راحوا .. لا أدق على جلوي وأقول تعال خذ حرمتك وأمسكها عندك .. أركدي ياحرمه أركدي .. الوحده ماتركض وهي حامل .. وتصير لي مخفه .. ماهوب زين .. ( ضربت أيديها في بعض وأنفضتهم صوب نوق ) أنا هالحين مستحيتن أنصحتس وأنتي بهالعمر .. وش جاتس .. هو أنتي يوم إن الله سبحانه مسك لتس حملتتس .. قمتي وسقطتي بداله عقلتس هااااا
نوق تميل بظهرها وتسند بكوع يدها على ركبتها وهي تحرك يدها يمين ويسار : يايمه .. يايمه أنتي وش بلاتس علي .. والله لو إني مسويتن شين تسايد وتسبير .. خليني أركض كود ذا الشحوم تنزل ..
أم نوق رفعت صوتها وهي تأشر للباب : قومي أطلعي عني برا .. قومي
نوق : يادافع البلا يمه .. تراي أمزح أمزح عليتس .. أبشري والله لا تشوفيني أركد وأعقل وحده من بناتتس .. بس أصبري علي .. والله وبإذن الله .. بيمر عليتس يومن لا شفتيني فيه من العقل بتقولين من أنتي من بناتي !
هيا تتكتف : ترا من جد .. تغيرتي يا أخييتي من هالحمل .. ماعاد الواحد يعرف لتس .. والأبتسامه من تصبحين لين تمسين وهي على وجهتس
نوق أبتسمت ونزلت عيونها بالأرض : أستحيت
أم نوق : يااااشيب قلبي شيباه !
عهد بعدم أرتياح : بنات طولت شيما برا ..
أم نوق بعصبيه : أنتن وش تبن فيها مع رفيقها .. خلنها
عهد بضيق : والله مانيب مطمنه .. بروح أشوف وين هي ..
تحركت بخطوات مسرعه صوب الباب الخلفي وهي تسمع أمها تناديها وتهدد .. تميل براسها وبحذر من الباب حتى تشوف مكانهم فاضي .. أتسعت عيونها بأستغراب حتى تطلع .. ترفع قميصها وخطوة تتبعها خطوة متسعه ماره من الباب إلي مهزأهم قبل شوي قباله .. تشوف عصاته مرميه .. تتحرك لاصقه في جدار البيت بكل خوف وهي تتسحب عليه لين وصلت لنهايته ..
مالت براسها للحوش الواسع حتى تتسع عيونها بقوة من شافت السياره الكشخه تنتصف الحوش .. وأختها لا زالت بجلالها واقفه قباله واضح بوقفتها أنها رايحه فيها وهو يتمايل على السياره بجسمه .. خطوة رجله ثابته بأستقامه على الأرض فيما الثانيه تتمايل على الأولى .. ويادوب طرف جزمته يلامس الأرض .. شعره الأسود مبعثر يمين ويسار .. واضحه خشونته .. صغرت عيونها وهي تحركهم صوب ملامحه .. حواجبه المرسومه .. عيونه إلي ..تشابه رسمة حواجب وعيون أمه .. عوارضه مخففها .. اللمبه الوحيده بالحوش .. كاشفه عن ملامحه الرجوليه بشكل كبير .. تنطق بصوت واطي " سبحان الله " فجأه يقطع أفكارها صوت خطوات متسارعه ..
" أوريه ! "
تلف بخرعه من كلمة أختها وعد .. حتى تصرخ بصوت واطي وبخرعه ...
" لااااااااا ياتسلبه .. لااااااا "
تنحني تركض صوبها لكن وعد وبكل قهر رمت عصاه ورا سور البيت .. حرك عيونه هو فجأه قاطع كلامه من حس بحركه فالحوش الخلفي .. أنعقدت حواجبه ولا يدري من إلي راح يتجرأ يرجع للمكان بعد كل ماقاله .. رجع يطالعها هي الواقفه قباله وعيونها لا زالت بالأرض .. تشبك أصابعها بقوة في بعض .. من سحبها من ورا وجابها لهالمكان ماتجرأت ترفع عيونها .. نطق بصوته الهادي وهو يسحب هوا لصدره ..
" الظاهر أبتعب مع خواتتس "
حركت عيونها ببطء لجهة ماتسمع الصوت .. وكأن في مضاربه ورا .. الصوت يزيد ما ينقص ويختفي .. أعتدل هو بوقفته حتى يلف معطيها ظهره ..
" أنا جايب أغراض للبيت ترا .. ونزلتها عند المقلط .. تسثيره عليتس تشيلينها لحالتس .. فخلي خواتتس يعاونونتس ويدخلونها معتس "
بلعت ريقها بقوة ووجها تحسه جاف من كثر الدموع إلي نزلت وجفت وراحت من عدم عنده .. ولا حتى أهتم أو سألها ليش هالدموع .. وكأنها مابكت .. يتكلم عادي معها .. تنفست بعمق .. ورجولها لا زالت تجهل كيف متحمله ثقل جسمها .. ليش خوفها تكون واعيه فيه قباله ..
كم مره تمنت يغمى عليها ولا صار شي ..
" قالت لي خالتي عن عزومة أختتس باتسر .. ما أدري متى تبون تروحون للمشغل .. بلغيني من بدري .. أنا ذا الحين دقيت على رقمتتس .. لا رحتي داخل أرسلي لي رساله .. طيب "
لف لها حتى تهز راسها بسرعه .. يتحرك صوب باب السياره فاتحه .. ينحني بجسمه لداخل .. ماخذ له أوراق .. يتقدم لها حتى فجأه يمد لها الأوراق
" هذي الحميه إلي أمشي عليها .. أحتاج بس الأكل الموجود .. غيره ما آكل .. لا تخلين خالتي تكلّف على نفسها بشي نهائي .. ولا أنتي .. حتى الفطور الصبح بس جيبي لي المطلوب بالورقه .. "
رفعت يدها .. برجفه شاده الأوراق من الطرف .. حتى تنزل بأيديها لتحت .. ينحني مسكر باب السياره حتى يعبرها ببطء .. رفعت عيونها بسرعه حتى تحرك راسها تشوفه يبتعد عنها .. بخطوات واسعه .. تاركه واقفه عند السياره بعيون مبتله دموع .. غير مبالي فيها .. أنحنت جالسه على الأرض بسرعه وألم غريب يسكن جسدها من كثر هالرجفات والدوخه .. تركها تقطع المسافات راجعه للبيت لحالها .. مسافات تحس بالعجز أنها تقطعها لوحدها .. !
.
.
.
صوت غليان المويه في أبريق الشاهي .. يتردد قبالهم .. هم الجالسين فالمزرعه .. على سجاده كبيره .. في أحد أطرافها تستقر فرشهم وبطانياتهم .. ينحني بو متعب ياخذ علبه السكر من عزبته .. حتى يفتحها وياخذ بالفنجان سكر .. على يمينه .. يتراكى بو عبدالله على
المركه والسبحه بين أصابعه .. يحرك حباتها بأصابعه مستغفر ..
" تقهو يابو عبدالله "
بو عبدالله وعيونه تطالع النخل بإستقامه : والله إن قهوتك طيبه ماشاء الله ..
بو متعب وهو يرفع أبريق الشاي عن الدافور : القهوة بالدلال دايما غير .. مير أذبحتنا ذا الترامس يابو عبدالله ..
بو عبدالله : إي بالله صادز ..
يحرك بو عبدالله عيونه صوب بو متعب إلي يجلس متربع قبال أغراض عزبته ... يلبس قميص نوم وعلى راسه بس طاقيه .. ينطق بهدوء
" ولدك راح بالسياره وهو ضايق "
بو متعب وهو يفتح علبة ليبتون وياخذ حبتين منه : شوف يابو عبدالله .. أبكون صادز معك في هالولد .. ترا إن ظل تسذا .. الظاهر بيدق عليك يومن من الأيام ويقول خل غيري يجي مكاني !
بو عبدالله بأندفاع خالطه الخوف : وش تقول ..؟
يسحب بو متعب أبريق الشاي مرجعه على الدافور .. يميل براسه وهو يمسك مفتاح الغاز موطي على النار .. ينطق بهدوء
" تبي مع هالشاي نعناع ولاّ بدون "
بو عبدالله : نعناع خل روسنا تهجد شوي
يرمي بو متعب قطعة القماش بجنب الدافور .. حتى ينحني بظهره ساحب الكيسه .. يفتحها ببطء منتشره ريحة النعناع .. ينطق وهو يسحب ورق النعناع ويرميه بوسط الأبريق
" شف يابو عبدالله .. ولدي متعب مانتب جاهلن طبعه .. من يومه وهو يحب أي شغله يكسبها من عرق جبينه .. "
رجع يربط الكيس ويرميه بعيد عنه حتى يزحف شوي جالسن بجنب بو عبدالله .. يكمل
" ويومن الله أراد يمتحنه ويبتليه .. عاش أنتكاسه والله يابو عبدالله إني ما أدري كيف تجاوزها .. أعتزل أخوياه وكل من يعرف .. وماعاد يحب يحتسي واجد وبس بغرفته .. وهي صعبه .. صعبه على واحدن نفسه طول عمره عاش متفوق وحاصدن المراكز الأولى .. "
يتنفس بعمق وهو ينطق بحرقه
" تعبت معه وأمه حتى عواد .. طق له الصدر .. وعطاه وظيفتن ماتنعطى لأي أحد وشف آخرتها .. تركها ولا قال لي ولا حتى لأمه ليش .. ويومنه عرف إن عواد مخليه يوقع على مبلغ يسدده لا ترك الوظيفه .. راح وباع سيارته من ورانا .. ووالله ماعرفت إلا يومني أستغربت إنه يطلب سيارة أخوه معاذ أحيان .. وماهوب نقص وقل حال فينا .. حالتنا متيسره وأنا مالي وحلالي له ولأخوانه .. بس هو تسذا .. وأخاف مايتحمل أنه يصرف على نفسه وعلى زوجته من هالفلوس إلي تنعطى له .. وأنا عارفن أنه يفكّر تسيف يدبّر له وظيفه مؤقته هنيا .. ! "
بو عبدالله : هات الحل يابو متعب ..؟
بو متعب : أنا هالحين أبيه يمسك أي وظيفه .. ووالله إن فرحتي بحاله هالحين ماتوصف .. مير سبحان الله .. صارت عايلة عبدالله رحمة الله عليه .. خيرتن له .. الولد صار يروح ويجي ورجع يدخل بالمجتمع من جديد .. لا قعد هنيا .. مجلسه بيصير عامرن بالرجال .. وهذا شين يحسب له ولحالته
بو عبدالله بضيق : هو يومنكم سافرتوا لبرا وش قالوا عنه
بو متعب : كلامهم يبشر بالخير لأنهم يقولون لي إلي في حالته العمليه بتخفف الأعراض مع حميه وعلاجات يستمر عليها وأن شاء الله يخف عنه شين واجد ..
بو عبدالله : يعني يتشافى
بو متعب يسحب الدله ويصب له قهوة : هالمرض يابو عبدالله ماله علاج نهائي .. وفي بعض الحالات حتى العمليات والعلاج ماينفع معها .. يقوله دكتورن مقابله بالأردن .. يقول قلنا لبعضهم حتى العمليه في حالتك ماتنفع .. لكن شف متعب .. حتى مشيته من بعد العمليه أختلفت ويقول لي .. في أشياء واجد خفت .. ولو أنه بعض الأحيان يحس بثقل وعظامه توجعه ..
بو عبدالله : سبحان الله
بو متعب : وسمعت حتسين واجد عنه .. ناسن تقول عين وناسن تقول ماله سبب وبعض أخوياي الله سبحانه أخذ أمانته للي تسان فيه هالمرض .. وحنا راضين بأمر الله
بو عبدالله : أمر وظيفته .. أمرن هيّن ..كل شي من بعد أمر هالجيره .. هين بحول الله وقوته صح يبي لها وقت لكن تجي يابو متعب .. تجي ..
يدق جواله قاطع هالحديث بينهم .. يميل بو متعب براسه للجواله ومن شاف الرقم .. أخذ الجوال رافعه وهو يضحك .. ينطق
" هذا وليدك .. جبنا طاريه ودق "
بو عبدالله يبتسم : الطيب عند طاريه
يفتح بو متعب الجوال حتى يستقر عند أذنه وهو يسحب أبريق الشاي عن النار منزله على قطعة قماش ..
" هلا .. إيه من قبل شوي واصلين يابوك .. طيب طيب .. كثر الله خيركم .. "
يبعد الجوال عند أذنه .. ينطق
" يقول أم نادر مجهزتن عشا لنا وبيجيبه هالحين .. "
بو عبدالله : ماشاء الله .. من يومها راعية واجب وطيب
بو متعب : ملاحظن عليك ما تناديها إلا أم نوق .. وأظني بعد سمعت متعب وفضيه نفس الشي , عمري ماسمعت قولية أم نادر
بو عبدالله ضحك : هذا له سالفتن قديمه .. وعهدن مسكناه مابيننا .. ومر الزمن عليه لين صار يقولونه متعودين عليه وجاهلين السبب
بو متعب حرك راسه صوبه : هذا شين جديد علي .. أسلم يابو عبدالله قلي هالسالفه
بو عبدالله أعتدل بجلسته وهو يسحب عصاه : هذا ياطويل العمر .. من سنينن فاتت .. تسان عبدالله متشددن على حرمته .. ويهددها يبي الولد ومايبي ذريته بنات ..
بو متعب ضاقت ملامحه: عطية الله سبحانه .. من يردها !
بو عبدالله : ويومنها حملت وولدت في هكا البنت .. ثار أعوذ بالله ورماها عندنا .. وهجرها يمكن لشهر وزود .. وماشاف البنت ولا سلّم عليها ولا سمّاها .. وراح يدوّر له حرمتن بدالها .. وحالة حرمته راحت أعوذ بالله .. وطلبتني أسمي هالبنت وأدخل على عبدالله يتمم أمورها لا تقعد البنت تسذا لا لها أوراق رسميه ولا شي ..
بو متعب بأهتمام : إلي هي نوق
بو عبدالله : هالله هالله .. وسميتها أنا نوق .. ورحت لعبدالله مع أخوانه مهدده إن ماسمى البنت ولا ما سجل أسمها إلي أنا مختاره ماراح يشوف خير .. وتم الأمر ومن فرحتها هكا السنين .. قالت ما أتسمى إلا بسم بنيتي نوق .. حتى لو جاني ولد .. وأنت تسمع صار دارج فينا قول أم نوق .. وإلي من برا أو مايعرف بهالسالفه يقولها أم نادر وهذا الصحيح ياولدي .. بالعاده لو أن الرجال جاه ذرية بنات وولد .. أتسمى باسم الولد ..
بو متعب : أثر السالفه تسذا .. والله عاد إني مافكرت أسأل فضيه .. كل مانويت أنشغلت ونسيت أمرها
بو عبدالله : هالحرمه عانت تسثير .. مير عز الله إنها عن مية رجال
بو متعب : صادز يابو عبدالله .. صادز
.
.
.
الساعه 7:30
الرياض
منسدحه على سريرها وهي تكتب منسجمه .. ضوء الشمس الدافي يتسلل لغرفتها من شباك وحيد فوق سريرها .. شعرها رافعته لفوق بربطه ورديه .. يطق الباب بخفه .. حتى يفتح عليها بهدوء .. تميل فوزيه براسها وبأستغراب
" أميره .. وش عندتس صاحيه بدري .. أستغربت يوم قالي مشعل ! "
أميره بسرعه تسحب جسمها متربعه : صباح الخير ماما
تدفع فوزيه الباب حتى تدخل عليها .. تتقدم منها وببطء تنحني جالسه وعيونها تتأمل الدفاتر المفتوحه ومكتوب فيها كلام كثير وأستيكرات .. تمد أميره أيديها حتى تحضن أمها تنطق بسعاده
" أنا أحبتس ماما "
فوزيه أبتسمت وبسرعه حضنت بنتها .. : وأنا أحبتس يمه .. وش عندتس صاحيه
أميره ترفع راسها : يمه تذكرين إلي خططنا عليه أنا ونوق
فوزيه بملل وهي تصد عنها : ياماما وين نوق ووينتس ذا الحين .. غير إن أمتس جابت العيد معها .. والعالم الله إنها زعلانه مني زعل تسبير
أميره أبعدت عنها وهي تحرك جسدها مقابلتها : نوق أوعدتني إنها بتسوي المشروع وقالت لي ضبطيه وعلميني .. وأنا للحين أكتب وأقرا وأسأل عنه .. وبعدين نوق ماتزعل مننا كلنا .. إذا زعلانه عليتس ليش تزعل علي
فوزيه مدت يدها تمسح على شعر بنتها : يمه أفهمي نوق خلاص سكنت القصيم .. صعبه أصلا تتشاركين معها بشي وهي بمكان وأنتي بمكان .. هذا أولا .. ثانيا
أخذت نفس بقوة .. حتى تقولها بضيق
" ياماما .. نوق وخالتس ماعاد لهم حياه مع بعض "
أميره أنحنت تجر يد أمها وتبوسها : تكفين تخليني أسوي إلي أبيه .. تكفين
فوزيه بأستغراب : أنا أشرح لتس الوضع وأنتي مصره إلا تشاركينها
أميره : لو أبي أروح لنوق بالقصيم .. بترفضين ..؟
فوزيه بصدمه : أميره وش ذا الحتسي .. تسيف تروحين عندها هناك ومن بياخذتس ..؟
أميره : خالي مشعل أو خالي جلوي ..
فوزيه : لا طبعا هالأمر مرفوض .. شيليه من بالتس نهائي مجنونه أنا أخليتس تسافرين القصيم .. ماراح أرتاح وبعدين يمه وين تروحين هناك .. تضايقين على العالم .. ومشعل ياخذتس هناك وين بيروح لا نزلتتس عندهم .. وجلوي الله يعينه على إلي بيعرفه .. عنده من الأمور ما ربتس بها أعلم .. لا تقعدين تثقلين على خوالتس يمه
أميره تجر يدها : إن ثقّلت على أحد وشفتيه بعينتس والله يمه ما أروح لا قلتي لا تروحين ..أوعدتس يمه .. وعد .. والله أبي أسوي هالشي .. وأنا بالرياض ونوق بالقصيم .. عادي بيننا أتصال وواتس ..
فوزيه بحده : صعب إلي تقولينه .. صعب
أميره بقهر : يمه ليش كل ماطلبتتس بشي قلتي لا لا لا .. وخواتي الصغار كل شي يطلبونه توفرينه لهم .. سوق .. ألعاب .. فلوس .. كل شي .. كل شي .. ( أهتز صوتها وعيونها تبللت بالدموع ) إنتي ماتبيني أسوي شي .. كل شي أفكر فيه تعارضينه .. ليش يمه تكرهين كل شي أسويه .. لو بابا موجود شجعني .. إنتي حتى ماعدتي تسألين عن الأشياء إلي أسويها ..
فوزيه بعصبيه : هو أنتي كل ما عارضتتس بشي .. فتحتي هالموال .. !
أميره حركت أيديها بأنفعال وهي تبكي : لأنتس منشغله بغيري .. معصبه مو منّا من غيرنا .. متضايقه مو منا .. من خالي .. من نوق .. من جدتي .. من فلان وفلان .. وأنا ماما .. أنا .. حتى يوم تركت الروحه مع صديقاتي ماهمتتس .. مع أني كنت أحسب إنتس بتفرحين لأنتس كنت تعصبين منها ..
فوزيه : إنتي ذا الحين وش يبكيتس !
لفت أميره بقهر تجمع دفاترها وأوراقها مع الأقلام .. تنزل من السرير وهي منهاره تبكي حتى تروح للزباله .. ترمي كل أغراضها فالزباله ..
" هالحين أرتاحي ياماما .. ما راح أروح ولا أجي ولا شي .. أصلا وش بيفرق معتس .. روحي أسألي عن خوالي وعن خالتي وجدتي وخواتي أكلوا .. ناموا .. عن أخوي وش ضايقه .. وليش يقول تسذا .. وأنا بستين داهيه .. أنا مين .. مين "
أهتز صوتها من العبره وهي ترفع أيديها بأنفعال ومراره .. تنحني براسها من أنفجرت شهقتها .. تتحرك من قبالها تركض صوب الباب فاتحته .. فزت فوزيه بصدمه تناديها
" أميره .. أميرااااااااااه .."
تنزل من الدرج .. عابره البتول إلي وقفت بصدمه من شكل أميره .. تنطق
" بسم الله .. وش فيتس .. ؟ "
ولا ردت عليها .. راحت تركض صوب باب المدخل طالعه منه .. وقفت من شافت جدها يمشي ببطء بالحوش .. لحيته إلي يملاها الشيب متبلله بالمويه وهو متوضي لصلاة الضحى .. رفع عيونه بأتساع من شافها واقفه تتنفس بقوة ومنهاره على الأخير ..
منصور : أموره .. تعالي يابوتس .. تعالي عندي
رفع أيديه لها وهي على طول ركضت له .. حتى تحضنه بقوة تنطق بأنهيار
" الله يخليك ياجدي .. الله يخليك أتصل على بابا خله يجي .. تعبت وأنا أقوله تعال ويقول أبجي .. ومايجي .. الله يخليك "
لف أيديه حوالي كتوفها وهو يشدها له بقوة
" أبوتس رايحن لعلاج .. وبإذن الله ماهوب مطوّل "
أميره أنهارت أكثر .. نطقت بحرقه : بتنتهي الإجازه ولا رجع ياجدي .. طوّل هناك .. طوّل وأنا أبي أشوفه .. خلنا نسافر له طيب .. ليش ماياخذنا أحد له .. ليش
منصور بصوت يهمس فيه لها : من مزعلتس يبه .. علميني ؟
أميره صارت تدفن وجها بثوبه وتبكي : ....................
منصور بحنان : تعالي .. تعالي معي وعلميني
تحرك يمشي وهو لازال يحضنها بيده .. مبتعد عن الحوش الأمامي .. متوجه للحوش الخلفي حتى ينعزل فيها شوي عن الكل .. أنحنى جالس على الكرسي وهي جلست .. رفعت أيديها تمسح دموعها وهي تشاهق بقوة .. ووجها راح أحمر ..
منصور : يلا أسمع أنا
أميره من بين شهقاتها : أنا متضايقه ياجدي .. أحس ماحد يسمعني ولا أحد داري عني .. نوق كانت الوحيده إلي تفهمني وراحت ياجدي ( بكت ) راحت
منصور بصوت الدافي .. أبتسم : وش هالحتسي
ضم أيديه لبعض والأبتسامه مافارقت شفاته ..
أميره وهي تفرك خشمها ببطء ..: جدي كلامي صح ..؟
منصور برفض : لا بالله ماهوب صحيح .. إلا كلنا نسمعتس وكلنا نسأل عنتس .. لا أنشغلنا كم يوم ماهوب معناته ماندري عنتس أبد .. أحيان أتصل على أمتس أسأل
أميره تصد عنه وهي تهز رجلها والدموع لا زالت تنزل من عيونها : ..................
منصور : ماعلمتيني بالعلم الصحيح
أميره تلف تطالعه : أنا بعلمك هالحين
منصور بأهتمام هز راسه : إيه ذي بنيتي .. إلي تحتسي لجدها كل شي
أميره : أنا ياجدي ( رفعت عيونها للسما وهي تجاهد تمسك الشهقات ) قررت أنا ونوق نسوي مشروع ( نزلت بعيونها تطالعه ) مشروع ياجدي تسوي حلى وأكل نبيع يعني أنا أخطط وأجهز للمشروع كامل ونوق بس عليها تطبخ .. بس بعدين هي سافرت القصيم وكلمت ماما عنه قالت أنه مرة خالي خلاص راحت القصيم وزعلانه عليها وبعد ..
بلعت ريقها بقوة حتى تأشر لقدام بعبث .. تكمّل
" أنه خلاص بيتطلقون "
ظل منصور يطالع أميره بصدمه وعيونه أتسعت من الكلام إلي يسمعه ..
" بس أنا قلت عادي يصير نوق تشتغل هناك وأنا أساعدها بيننا جوال .. وقلت إني أبي أروح للقصيم عندها بس أحتسي معها وعيّت قالت لا بتثقلين عليهم .. وأنه خالي مشعل يروح هناك وين يروح وخالي جلوي عنده إلي يكفيه .. "
منصور بضيق من دموعها : متى تبين تروحين
أميره برفض : خلاص ماعاد أبي أروح ياجدي
منصور : أخذتي من أبوتس الموافقه
أميره : أصلا كل شي أقوله لبابا .. كل شي .. حتى قال أنه بيعطيني فلوس وأصير أشارك نوق بس رفضت هي ..
منصور : شوفي يابوتس .. خلي أمتس على جنب وأزهليها مني أنا لو نروح يوم ونرجع
حرك يده حتى يمسك يدها ويشدها ..
" قومي .. قومي أغسلي وجهتس .. وأرواح معي يم مشوار خاص بيفاجئ الكل "
أمير رفعت يدها تفرك عينها : وين يعني ..؟
منصور بصوت واطي : مابي أحدن يدري لين يتم .. قومي
تفتح فوزيه الباب الخلفي للمطبخ حتى تطلع وهي شايله دفاتر بنتها إلي رمتهم بالزباله مع الأقلام ..
منصور بصوت حاد صوب بنته : جلوي مقررن يطلّق نوق
فوزيه أرتبكت بشكل واضح : يبه .. الأمر بينهم و .....
منصور لف لأميره وبأمر : قومي أغسلي وجهتس يبه .. وألبسي عباتتس ثم أركبي سيارتي تلقينها مفتوحه .. يلا
أميره فزت متحركه : طيب
فوزيه بأستغراب : وين بتاخذها
عبرت أميره أمها حتى تندفع داخله من باب المطبخ .. والهوا البارده تهب على خفيف .. صوب أجسادهم ..
منصور : متى مقرر هالأمر ..؟
فوزيه تلعثمت : يبه ..
منصور رفع صوته : أحتسي !
فوزيه نطقت مجبوره : أصلا مشعل يوم جبت نوق للبيت .. خيّرها بين أنها تقعد برضاها أو تروح .. حتى قالها لا طلعتي من هالبيت برضاتس .. بيوصلني أنه أنتي ماتبين جلوي والحياه بينكم واصله لطريق مسدود .. وهي أختارت هالشي يومنها راحت .. كلنا عرفنا إنها ماعاد تبي جلوي .. حتى هو يبه .. متراضين بهالشي
منصور صد بضيق : لا حول ولاقوة إلا بالله
فوزيه : نوق طلعت من بيتنا وهي مقتنعه بالطلاق وتبيه بإرادتها .. خلاص يبه مامليت منهم .. الشي إلي يبدى بحيله وهدم وأمور صارت وأندفنت بليا تبرير شلون تبيها تتصلح .. !
فز منصور ببطء وصمت حتى يتحرك من قبالها يمشي فالممر مقرر الأنسحاب بدون أي ردة فعل .. وقفت فوزيه تطالعه ولأول مره يقرر يغادر ويقطع هالأمر بدون مايثور .. ويعصّب أو حتى يهاوش .. يمكن حتى أبوها وصل للأمر إلي يشوف فيها إن طلاقهم خيره .. ونهايه للتعب النفسي إلي يسببونه لغيرهم .. !
.
.
.
يوقف قبال المرايه إلي بوسط الحمام وهو يعدل غترته ألي ترتفع أطرافها على راسها .. ينزل أيديه حتى يفتح الحنفيه .. يغسل أيديه ببطء .. يسكّر الحنفيه وهو يسحب من علبة المنديل كم منديل ويتحرك طالع من الحمام .. يوقف عند باب الصاله المسكّر .. يرفع صوته ..
" تراي طالع لأبوي وجدي فالمزرعه ولا رجعت أبي البنات يجهزن "
يرتفع صوت أم نوق وهي تجلس فالصاله
" أبشر ياوليدي "
يتحرك بخطواته الخفيفه وهو يجفف أيديه من المويه .. وملامح وجهه لا زال يمتلكها النوم .. يطلع من باب المدخل للحوش حتى يحتضنه شعاع الشمس بدفى والهوا البارده تهب بقوة صوبه .. حرك يده لقدام حتى يضغط زر في مفتاح السياره .. مصدره صوت قوي وضوء ظهر من مقدمتها ونهايتها .. مختفي .. صغرت عيونه من وقف حتى يحرك يده دافنها بجيبه .. يسحب الجوال يتأكد من الساعه .. يتحرك بخطوات متسعه أكثر صوب السياره لحظات و ينحني فاتح باب السايق .. يجلس على السيت والصمت لازال يحتويه .. عيونه الناعسه لا زالت تعانق شاشه الجوال .. يحط الجوال عند أذنه و يمسك بيده اليسرى الدركسون .. الكبك الفضي يعانق طرف كمه بأناقه تتكامل مع الساعه الرصاصيه إلي تلتف حول معصمه .. يتمايل مشغل السياره .. ينطق بأبتسامه أول ما أنفتح الخط
" ألو "
جلوي : هلا وغلا .. حي الله متعب
متعب : الله يسلمك .. أخبارك
جلوي : على ماتحب .. بشرني عنك ؟
متعب هز راسه : الحمدالله .. داقن عليك أبيك بأمر
جلوي بصوته الرجولي إلي يرتفع في زحمه حواليه : إيه
متعب يرفع يده عن الدركسون حتى يحك فكه بعبث : شكلك مشغول أنت
جلوي ضحك : لا والله .. مامن شغل
متعب : شف ياجلوي أنا داق عليك أبيك تجي للقصيم ضروري ..
جلوي بأندفاع وخوف : نوق فيها شي !
متعب : فيها ومافيها .. يعني ماهوب شين يخليك تخاف تسذا
جلوي بعدم فهم : هذا لغز
متعب أنفجر يضحك : إيه لغز ولا راح تحله إلا إليا وجيت سمعته بأذانيك .. وأنت قلت لي قبل تروح للرياض إنك تبي تطلّقها .. إن تسان قاعد بينك وبينها أمر من طرفك .. ترا هي عندها أمرن بعد من طرفها مخفيته عنك .. ولا تفكّر ياجلوي بالطلاق وأنت ماجيت للقصيم .. عندك من هالمكالمه لين ماتتم أمور الجيره .. تعال متى ما سمح لك وقتك
جلوي بخوف : متعب .. نوق تعبانه .. تونس شي ياولد أشغلتني .. أنا تاركها والله مافيها إلا العافيه ..
متعب : تسان مانت متحمل .. حرّك سيارتك وتعال !
جلوي وصوته تغيّر : علمني .. تراي والله ماعاد لي حيل للأخبار إلي تهد الحيل .. وقسم بالله لو عندي رقمن غير رقمها الأولي دقيت عليها بس الظاهر إنها مغيّره رقمها من قررت تترك الرياض وقاطعه الطريق من ناحيتي ..
متعب : الأمر لزومن قبل ما تتم الطلاق تعرفه .. وعطيتك فيه من وقت هالمكالمه لخمس شهور قدام .. متى مانويت تجي حياك الله
جلوي بأنفعال : بهالعلم وهالأتصال مانيب مطمّن لين أجي
متعب أبتسم : وأنا مانيب قايلن لك لا تجي بسرعه.. أنا أبيك تجي وتسمع الأمر
جلوي رفع صوته بقهر : وش هالأمر إلي أنقال لك بهالسرعه ويخص نوق !
متعب : تعال وتعرف
جلوي : مانت حاتسي شكلك .. أجل بضبط أموري وأرد لك خبر
متعب هز راسه : هذا هو الحتسي الصحيح .. فمان الله
جلوي : ياهلا
أبعد الجوال عن أذنه وهو واقف قبال محل فلافل وبيده طلبيته .. أصوات الناس مع أصوات عمليات البنا والترميم على مسافه منه يتردد بقوة .. ظل واقف والشكوك تثور في عقله .. يتحرك بطوله ونحافته صوب سيارته بخطوات متسعه وملامحه تضيق تفكير بهالأمر إلي متصل عشانه متعب وطالب منه يرجع للقصيم .. !
يفتح باب سيارته ويركب .. يتحرك بسرعه والأفكار تاخذه لأبعد مما يقدر يتخيل ..
وش من أمر بيدفع متعب يتصل ويطلب منه مايتم أمر الطلاق إلا إذا سمعه .. يهدي من سرعه سيارته أو ماوصل لبيته .. حتى تتوقف عند باب الشارع .. ينزل بعجله وخطواته تقوده صوب الباب .. وأول مادفعه بيده أبتسم بقوة من جاه عبدالله يركض بكل قوته حتى يحضنه ..
جلوي : متى صحيت من النوم يبه ..؟
عبدالله بإبتسامته الطفوليه : يوم رحت عني
ينحني جلوي جالس على ركبه حتى يمسح بحب على شعر عبدالله مرجعه لورا
جلوي وهو يتأمل ملامح ولده : تونس شي اليوم ..؟
تراجع جلوي بظهره لورا أول ما أنحنى عليه عبدالله يضمه بقوة
عبدالله : أحبك بابا
جلوي على طول حرك أيديه يحضنه : وأنا أحبك .. ماقلت لي تونس شي
عبدالله هز راسه برفض : لا
أبعد عنه وهو يرفع أيديه .. يغمض عيونه وينطق بتقليل للأمر
" بس شوووووويه .. "
جلوي يسحب كيسة الفطور : أجل خذ هالفطور رح وده للمطبخ .. وشغل البلاستيشن أبلعب معك .. ماما صحت من النوم ..؟
عبدالله : من زماااااااان
جلوي ضحك من نبرته في نطق هالكلمه : طيب ..
أرتفع صوت نغمة جواله حتى بسرعه يفز واقف ويسحب الجوال من جيبه .. تضيق عيونه من شاف المتصل " البتول " .. يفتح الخط بسرعه مستقر الجوال عند أذنه .. تنطق بصوتها الغرقان بالفرح والسعاده
" جلوي أبوي رجّع أمي للبيت ..رجعت أمي للبيت "
جلوي ببرود : ماشاء الله .. متى ..؟
البتول : تخيّل لقينا أبوي مع أميره داخلين علينا وهي معهم .. قسم بالله أحس إني في حلم .. تعال بسرعه أمي تسأل عنك وعن مشعل ..
جلوي بعد صمت : طيب
أبعد الجوال عن أذنه حتى يرجع يدفنه بكل برود في جيبه .. ماحس بالفرح يتسلل لو بشي بسيط لقلبه .. أشياء من العتب والألم لحقايق رغم أنه مايعرف شكلها بالتمام وهيئتها
وكيف شقت طريقها الغابر في أيام مضت .. لكن اليقين أدركه في وجودها .. والآن .. وقبال قرار أبوه المفاجئ .. الغريب أنه يعيد العلاقه مابينه وبين أمه وهو نفسه إلي ثار غضب من فكرة هالرجوع عشانهم .. يحس أنه الأمر ببساطه .. أصبح أكثر ألم .. !
يتحرك ببطء صوب المدخل حتى يدفع جسمه للصاله أكثر .. يشوفها جالسه على الكنبه
قبال صينية القهوة والشاي .. تنعقد حواجبه أكثر من أرتمى نظره على صينية الفطور ..
نطق بحيره
" حسنا ماقلت لتس إني بجيب فطور ! "
رفعت عيونها المرهقه صوبه ..
" بس عبدالله صحى وبالعاده لازم يفطر .. وأنت تأخرت "
يسكّر الباب وراه .. حتى يتقدم لها أكثر وهو يزفر هوا بقوة .. يرمي جسمه بجنبها ويده أستقرت على كتوفها .. يسحبها لصدره
" بشريني عنتس اليوم "
حسنا بصوت هادي : بخير
جلوي : عمتي فضيه دقت علي أمس توصيني عليتس .. وقالت لي لازم آخذتس فالمستشفى .. حتى سألتني إذا قلتي لي شي !
حسنا بإرتباك غريب : إيه .. أم متعب دايما صاحبه واجب .. ماقصرت والله وأنت فالقصيم .. لاهي ولا أختك بعد .. الله يحفظهم
جلوي سحب جسمه لقدام وهو يتمايل براسه يتأمل ملامحها : حسنا .. فيه شي أنا متأكد .. قالوا إنه فيه مشاكل بحملتس مثلا .. ؟
حسنا : جلوي .. قسم بالله حملي مافي شي .. وبإذن ربي الله بيتمم هالحمل
( أختنق صوتها ) ويقر عينك بشوفته
جلوي بشك وأندفاع وهو يشد على كتوفها ويسحبها لصدره .. يأكد لها : ويقر عينتس أنتي قبلي .. لا أفطرنا أباخذتس للمستشفى
حسنا بضيق : وش له ..؟
جلوي : عشان أتطمن
حسنا وهي تبعد عنه بالغصب .. تزحف : أنا بخير .. والمستشفيات الروحه لها كل شوي والثاني تضايقني .. وتتعبني
جلوي : طيب لا تعصبين ..
حسنا رفعت صوتها وهي تحرك يده .. تتجاهل النظر فيه : ماعصبت !
جلوي والشك أمتلكه : حسنا وين تحاليلتس وأوراقتس يوم رحتي مع عمتي وأم محمـد ..؟
حسنا لفت له بحده : مشغلني تسألني عن تحاليلي وأوراقي .. هذا إلي يهمك ياجلوي .. ماسألت عني ولاّ عن ولدك ماشاء الله أشوف ..
جلوي أتسعت عيونه : وأنا أسأل عن تحاليلتس ليش .. ماهوب عشانتس
حسنا هزت راسها بسخريه : صح .. عشاني
يرتفع صوت ولده بغرفة التلفزيون
" بابا .. شغلتها .. يلا نلعب "
جلوي حرك راسه لغرفة التلفزيون : ألعب .. ألعب لين أجيك .. ( رجع يطالعها ) قسم بالله إن عندتس شي مخبيته .. أحتسي ياحرمه لأني ببساطه أقدر أروح للمستشفى سواء الخاص أو الحكومي وأعرف .. أو هالحين أدق على عمتي وأسألها
حسنا رفعت عيونها لسقف بعصبيه : يارب الصبر ..!
جلوي أندفع بالكلام بضيق : حسنا .. وش فيتس .. تصرفاتتس ذي أكبر دليل إن عندتس شي تخبينه عني ..
حسنا مسحت على رقبتها بعبث .. لحظات وتنحني تسحب ترمس القهوة : أقولتس كل شي .. لكن بالأول .. وش له طلقت الجازي ..؟
وكأنها قررت فجأه .. تستسلم لهدنه مؤقته ترتب فيها أفكارها .. لكنها تركت جلوي في النقيض يتخبّط في سؤال كما ثقل الحجر على صدره .. صد عنها وهو يرفع يده ويضربها على فخذه
"أستغفر الله .. وش جاب الطاري هالحين "
حسنا : لأنك ما تكلمت عني بهالأمر .. عبدالله هو إلي قالي إن منصور راح مع خاله
وأم متعب من قالت لي إنك طلقتها بالثلاث خلاص .. لكن أنت تدخل علي ولا تسن شي صار ومبتسم وأمورك عاديه جدا
جلوي رجع يطالعها وبصوت ثاير : لأني أرتحت .. هم وأنزاح عن صدري .. أرتحتي !
حسنا بصدمه : هم وأنزاح .. وولدك منصور ..؟
جلوي : ماعليه .. لا بغيته رحت يمه ولا تسان يبي يشوفه أحد جبته لهم .. وفلوسه بتوصل وماراح ينقصه شي نهائي ..
تصب لها فنجان .. لحظات وتصب له .. تمد له الفنجان حتى تنطق بحيره
" ونوق "
وكأنها تحاول تبحث بشكل فوضوي عن أمور السؤال الصريح أولى من عبثها هذا !
جلوي بضيق : حسنا .. أنتي مالتس شغل لا بالجازي ولا بحسنا .. خلي همتس أمورتس وبيتتس وهاللي في بطنتتس وبس
سحب منها الفنجان حتى يحطه على طرف الطاولة .. ينوي يقوم بس جمد في مكانه من مدت يدها صوب كم ثوبه .. متمسكه فيه بقوة .. تنطق
" بس أبيك ترجّع نوق للرياض .. وإن تسان قدرت .. أبيها تسكن فوق "
من هول ماسمع .. لقى نفسه يضحك غصب عنه .. قبال ماتقوله .. في وقت أنتهت الحكايه ومابقى غير ورقة أخيره تعلن أنفصالهم ..
" الله يقطع أبليستتس ياحسنا .. ضحكتيني غصب عني "
صد عنها وهو مستمر يضحك .. لمعت عيونها بحده وهي تطالعه .. نطقت بصوت واثق
" أنا ماقلت شي يضّحك .. "
جلوي رجع يطالعها وبدون نفس : كل ماتسوينه ياحسنا وتقولينه هالحين .. يضّحك
حسنا بعناد : بترجعها
جلوي وملامح وجهه .. أتصلبت قوة وحزم : خلاص ياحسنا .. لحد هينا وكلن يقول مابخاطره وبنيته وينهي لي هالمهزله إلي مرت عليها أيام وشهور .. لا أنتي طايقه نوق ولا نوق عمرها بتتقبلتس .. تحسبيني جاهل في ما كنتي تسوينه قبل وتقولينه .. ما أعرف إن موتتس نوق وإنتس تغارين منها .. ماهوب نوق هذي إلي طالبتيني بالمستشفى أطلقها .. وخيرتيني مابينتس وبينها قدام الجازي .. ها .. ماهوب نوق هذي إلي من وراي تحاولون أنتي والجازي تبعدونها عني .. ( رفع يده يضرب راسها ) أنا مانيب جاهل وفيني عماة عين .. أعرف .. لكن بعضن من حكمتي تقول تغافل وخل السفينه تمشي
كان ردها فوري
" كل شي يتغيّر ياجلوي .. ونوق لازم ترجع لحياتك ولا تخسرها .. يمكن ماهوب عشاني .. عشان ولدي عبود .. هالفتره أنا أبتعب كثير .. وما أقدر أرجع لأهلي عشان دراسته "
نطق بأستهزاء
" وش على بالتس .. أبرضى في نوق تكون خدامه لعيالي ! "
جمدت عيونها متسعه وهي تطالعه .. والألم وحده يتسلل مع عبره تخنقها في حنجرتها
وتدفعها فالغصب تتلاشى داخلها .. الشعور أشبه بالعجز قبال تضحيه أدركت حياتها ..
ونهايتها .. جسر عبور للآخره .. !
والحزن .. والكلام .. سافر .. على متن الرحيل .. تغافلها صمت العالمين .. والبوح
يمتلي داخلها .. نزلت بعيونها لقهوتها .. حتى تبتسم ببطء .. وودها لو تقول الحقيقه ..
نوق وحدها من تقدر تسلمها مفتاح هالحياه أجمع مع جلوي .. هي وحدها من عليها ترجع لمكانها الطبيعي .. نطقت بصوت مهتز
" نوق لو رجعت .. بترجع مثل ماكانت .. "
حرك يده رافع صوتها بقوة
" حسنا وش بلاتس .. أحتسي أخلصي علي "
أخذت نفس بقوة وهي مستمره تطالع فنجان القهوة .. مقرره تقول الحقيقه ولا تدخل في متاهات ظنونه ..
" أنا .. يوم تعبت "
تمايلت بظهرها حتى تلمس طرف الطاولة بعبث .. تمسح عليه يمين ويسار
يصرخ عبود بغرفة التلفزيون
" هييييييييييييييه .. فزت .. فزت .. فزت "
تسمع صوت خطواته وهو يقفز من مكان لمكان لحظات ويرتفع صوت التلفزيون .. يرفع جلوي صوته بعصبيه
" عبدالله قصّر الصوت يلا .. " وجه لها الكلام " كمّلي "
تعض شفتها العلويه بقوة .. تكمّل
" وبعد الكشف .. قالوا " أختنق صوتها بقوة " إن عندي ورم بالدماغ ولازم علي أجهض ولدي .. عشان أعيش وعشان هم بعد يكمّلون الباقي من الأمور مثل ياخذون عينه من الورم ويتأكدون أكثر إنه ماهو سرطاني .. و "
نزلت دموعها بقوة
" وأنا .. رفضت .. مستحيل أبضحّي في ولدي عشان نفسي "
أهتزت كتوفها بقوة من أختنق صوتها أكثر .. وأكثر .. مختصره كل ما حاولت الهروب منه .. دون ما تخسر هالصرخه إلي قعدت ساعات وساعات .. تحاول تظهر من قاع روحها للأتساع
" ماطلبت نوق عشان تصير خدامه .. طلبتها عشان أرتاح فالأيام المقبله "
وصمت .. صمت طويل .. يبدده صرخة ولدهم مابين دقيقه والثانيه .. صوت التلفزيون .. موسيقى اللعبه إلي يرتفع وينخفض .. وهي ماتجرأت ترفع عيونها له .. هو إلي لبس وشاح السكون قبالها .. يشل جسمه وصوته ماسمع .. يجاهد يغلب هالصدمه إلي أرتمت على كتوفها
بثقله .. مجبرته يركع للألم والفراق .. كل أحساس يغادره .. إلا أحساس الموت .. !
نطق بصوت يختصر فيه كل مايتركه عاجز قبال ماسمعه
" بيوم عرفوا ! "
سكتت ماردت عليه .. رجع يسألها بصوت أعلى
" بيوم عرفوا ! "
ولا ردت .. لفت أيدينها حوالي ركبها حتى تميل براسها منهاره أكثر .. بس فجأه أنتفض مستقره قبضة يده على ذراعها .. ساحبها بأقوى ماعنده لفوق .. وقف حتى يتحرك يجرها لباب المدخل ..
" وساكته عن هالحتسي ساكته .. خليتس هنيا أبجيب لتس عبايتتس "
نطقت
" جلوي "
صرخ فيها بجنون
" لو طلع حتسيهم صح .. والله لا تسقطينه "
أنفجرت تبكي أكثر
" ما أسقّط ولدي والروح فيه منفوخه .. مستحيل أضحي فيه عشان أعيش .."
أقترب منها وملامحه تثور غضب .. يرفع يده يضربها بأقوى ماعنده على الجدار
" بتسقطينه ياحسنا .. بتسقطينه وإن تسان أنتي ماتبين تضحيّن فيه .. أنا مانيب مهبول أضحي فيتس .. عشان نعيش بدونتس .. فكرتي في ولدتس .. فكرتي فيه .. ها "
رفعت أيديها إلي ترجف من الشهقات والبكا حتى تغطي وجها قباله .. وبسرعه حضنها لصدره.. حضنها بكل قوته والألم يخترق صدره بلا رحمه .. هو إلي سرق وقت طويل في البعد عنها صوب ماضيه وأوهامه .. معها هي وحدها .. حاول النهوض ولا قدر ..
شرّعت له كل ماتملك .. قلبها وعقلها وراحتها .. حتى أنها فتحت أبواب سمعها
في حديثه عن وحده غيرها .. كيف تروح وتتركه .. لا ماتروح .. ماتروح .. وهو ماقالها بالشكل المطلوب إلي تستحقه .. إنها باقيه .. ثابته في قلبه .. وإنه أنهزم من كل معاركه
مقرر الرجوع لها .. لها هي وحدها .. إنه رجع لها حتى يشيل حموله وحمولها ... نطق بصوت ضعيف
" أمشي معي تكفين .. خليني أتأكد بنفسي .. يمكن مخطيين .. يمكن "
حركت أيديها حتى تحضنه .. تستقر أيديها على ظهره .. تشد على ثوبه بقوة
" والله ما أقدر أجهض .. والله ياجلوي .. والله العظيم ما أقدر .. ما أقدر .. حاولت أفكر بس عجزت ... عجزت "
" هششش .. "
رفع كف يده حتى يحضن راسها أكثر .. ويدفنه على كتفه .. لعل الكلام يوقف ..
يستحيل حرف صامت تنتهي بعده سطور ..
أو جذع نخله
أو حتى وردة !
.
.
.
البيت من بعد العاصفه .. أستحال لمقابر .. تجلس على الكنبه وهي تطالع التلفزيون بصمت غريب .. تتأمله بتركيز .. لكن الأفكار تاخذها من عالمها لبعيد .. ملامح وجها تغرق في التعب وهالات سودا غريبه .. تلتف بقوة حول عيونها من قل النوم والكوابيس الغريبه إلي تراودها بالنهار أو بالليل .. مستحيل بترضى بالهزيمه والطرد من عايلتها .. مستحيل
لابد في حل .. قاعده تموت .. تموت لحالها في هالمنفى .. جوالها يشارك الأثاث والجدران والشبابيك الجمود.. أصبح قطعه حديد ماعاد لها أي نفع .. وهو إلي كان قبل مايسكت أتصالات وسؤال ..طلقها زوجها ولا أحد سأل أو عرف بالموضوع .. حتى هالولد إلي بقى عندها ماعاد منه فايده .. يصحى وينام وكأنه في غيبوبه .. حست بالقهر ينتفخ بقلبها .. كله من هالمتعب .. هو السبب .. هو .. رفعت أيديها تفرك عيونها من تبللت بالدموع .. موب هي إلي بتنهزم وتضعف بهالشكل .. بترد للكل الصاع صاعين .. أكيد هالحين أم نوق وبناتها أميرات ومدللات.. وهي محبوسه في بيتها .. منبوذه ماحد يبيها .. أكيد هالوضع بيسمح للشامتين يتكلمون عنها .. والحاسدين .. يضحكون .. هذا ماتبيه أم نوق من يومها ..
تعيش ملكه والكل تحت أمرها .. وتحقق مبتغاها .. تحقق هالحين .. لكن لا ماراح تسمح لها
تتهنى .. نست هي بنتها إلي ضاحكين عليها ومخبين عنها أمور زواجها بالحيله .. نست !
هذا الكرت إلي بيهدم السقف على أم نوق .. لا عرفت بنتها إنها مبيوعه راسها براس ناقه ..
وإن هالشيخ إلي قامت أم نوق تزايد وتتفاخر فيه .. هو بعد سعى يخفي الأمر عنها .. لأن قدرها ذليله عند آل جهيمان .. وعبدالله كان زمان ناوي يزوجها جهيمان بذات نفسه ..
وضحى الولد وأخذها .. عشان لا تكون ضره على أمه .. لمعت عيونها بالشر حتى تفز واقفه .. تتحرك لزاويه الغرفه .. تنحني ماخذه جوالها .. وهي تتنفس قهر .. تفتح جوالها متوجه للرسايل .. تكتب
" يمكن ماتردين علي بعد إلي صار لأختتس .. لكن .. إن كنتي تبين تعرفين حقيقه أبن جهيمان وسر زواجكم الحقيقي إلي يخفيه الكل عنتس أولهم أمتس وخواتتس .. دقي علي ! "
وأختارت أسمها .. حتى ترسل هالرساله .. فجأه يطلع على شاشة جوالها
" أم بندر تتصل بك "
عقدت حواجبها بقوة من هالأتصال الغريب لوحده من زمان مافكرت حتى تسأل عنها برسالة واتس .. تفتح الخط .. يستقر الجوال عند أذنها ..
" ألو "
أم بندر : حي الله أم فيصل .. أخبارتس
نوره بدون نفس : والله إني قلت بنفسي وأنا أشوف رقمتس وش عند أم بندر جايين على بالها ماشاء الله وداقه
أم بندر ضحكت : الله يقطع أبليستتس يانوره ماتخلين سواليفتتس ذي
نوره قامت تضحك معها بدون نفس : إي والله على قولتتس .. الله يقطع أبليسي .. أنا بخير أخبارتس أنتي ..؟
أم بندر : الحمدالله ..وأخبار عيالتس وزوجتتس
نوره بأندفاع : ماعليهم
أم بندر : ماشاء الله .. سمعنا إن أخوتتس رجّع زوجته يعلمني ولد أخوي .. قلت أتأكد عشان نروح أنا وأنتي ومعنا كم حرمه نبارك لها برجعتها ونقهويها في بيتها
نوره بصدمه : منصور أخوي
أم بندر بإستغراب : إيه منصور .. أجل ماتدرين ياحظي وأنا إلي قلت أباخذ العلوم مننتس .. اليوم مرجعها بس ماشاء الله رجعتها كلن درى فيها .. تعرفين حرمه وبهالعمر تتطّلق مشكله
نوره أنحنت جالسه بذهول نطقت بصعوبه : إيه .. صح صادقه
أم بندر : كيف ماتعرفين .. وخبري فيتس كل شي عندتس أول بأول ماشاء الله .. ( ضحكت ) من صكتتس عين
نوره ثارت : للحين نوره على خبرتتس .. بس أنا هالأيام طرحتني السخنه والتعب .. وأنشغلت .. لا تحسبين أني خلاص .. لا لا يام بندر .. ماهيب ذي نوره .. !
أم بندر بإرتباك : عزيزه وغاليه .. أجل لا عرفتي شي .. أو تسان ودتس نجتمع ونزورها فالبيت .. دقي علي
نوره بعصبيه : يصير خير
أبعدت الجوال عن أذنها بعصبيه حتى ترميه بقوة جنبها .. حتى أم جلوي إلي مسويه البلاوي .. رجعت لبيتها معززه مكرمه .. وهي .. كلن نبذها وأعتزلها ..
تحسب أنها مثلا بتصعد على كتوفها وتعيش مع عيالها بأمان .. بعيد عنها هالشي .. بعيد !
تحركت واقفه حتى تمشي بخطوات متسعه .. مندفعه طالعه من الغرفه .. تتحرك فالصاله صوب قسم الرجال وأنفاسها تزيد قهر وحرقه .. منصور يرجّعها وهو إلي طردهم سوا وحلف
ماعاد لها رجعه .. وش صاير عشان يقرر فجأه هالقرار .. ولاّ هي وحدها إلي تستاهل الطرد لمره ومرتين وثلاث .. وغيرها لو يسوي البلاوي على راسه ريشه مثلا .. تدفع باب المجلس بأقوى ماعندها .. صارخه
" قم أشوف .. قم .. "
ينتفض فيصل رامي البطانيه وجالس بخرعه .. تعبره صوب المكيف حتى تسكره .. وتلف بجسمها صوبها .. تحط يدها على خصرها
" تدري إن خالك مرجعن زوجته المصونه لبيته ماشاء الله ! "
" لا حول ولاقوة إلا بالله "
يقولها بحده وهو يصد بملامحه إلي لا زالت متورمه .. شعره الفوضوي .. يسحب البطانيه بعصبيه .. ينطق
" شغلي المكيف يمه وأطلعي عني بنام "
نوره بقهر : الظهر حنا وأنت من أمس منبطح لا شغل ولا مشغله ..
فيصل يتمايل نايم على الكنب : ........................
تحركت نوره بقوة حتى تسحب بطانيته وتضربه .. تصرخ فيه
" قم جانا الفرج .. جانا ومن ورا رجعة أم جلوي بنصّلح إلي صار كله .. "
فيصل بعصبيه : أي فرج بيجي لنا من رجعة أم جلوي
نوره سحبته بالغصب لين ماجلس : لأنك ماتعرف وش أنا ماسكه عليها من بلاوي .. والله ثم والله لا أخليها تجيب أهلي كلهم لبيتي من جديد ..
فيصل رفع عيوونه المتورمه يطالع بأمه بصدمه : بعد كل ماسويناه .. للحين عندتس أمل ..
( ثار في وجهها ) حنا خلاص ماعاد لنا من دخله على جدي وخوالي .. أنتهى مابيننا بعد شورتس .. يومنتس بغيتي تسوّدين عيشة بنت خالي .. وترمينها في عرضها .. مانشوفه ذا جزانا يمه .. جزانا !
نوره حطت يدها على خصرها : وليش أم جلوي إن شاء الله تعيش متهنيه وهي بيدها وبسببها ولدها طلّق نوق قبل .. ومن تحت يدها عبدالله قدر يواجه أبوي وسلمته أوراق وأوراق .. وشحنته ضدهم .. ماتقول لي
فيصل أتسعت عيونه : وش !
نوره تنطق بحقد : وليش بنت خالك نوير يخبون أهلها عنها سر زواجها .. وتحسب أنها عايشه ملكه وأهلها أحسن أهل .. وهي راسها براس ناقه .. وأبن جهيمان وشهو له ساكتن عن هالأمر .. وإن عبدالله تسان يبي أبوه للبنت .. هااا .. ليش ما جاهم جزاهم ذولا كلهم .. ولا أمك الضعيفه إلي كلن تناولها .. لزوم عليها تاخذ جزاها .. سبحانك يارب
قم .. قم أشوف .. الأمور جاتنا على البارد .. على البارد
تحركت من قباله طالعه .. وهو ظل جالس يطالع الباب بعدم فهم ..
أي فرج بالضبط بيكون مدخله أم جلوي برجعتها لخاله .. !
.
.
.
متمدد بطوله وجسمه على كنبه طويله .. رافع ذراعه يإستقامه وكف يده مستقره على ملامحه إلي لا زالت تحمل الهم بحمل الجبال في تفاصيله .. تزحف الهموم على كتوفه .. ترميه للموت .. تمدد يده الثانيه متدليه من على
الكنبه .. وفارس يجلس على طرف الطاولة يلف جهاز الضغط حول ذراعه .. يقيسه
" أنت بحالتك هذي يالخوي .. إما تتنوم فالمستشفى تحت الملاحظة لكم يوم .. أو تطلب لك ممرض في فلتك يقيس لك ضغطك ويتابع صحتك هذي ثالث مره أقيس الضغط وألقاه مرتفع "
يقولها فارس وهو يتأكد من ضغط عواد إلي لا زال يغطي بكفه .. ملامح وجهه .. تتخشّب أحاسيسه .. تستحيل الجمر لرماد ..
معقوله في أحد تجرأ ودنّس شرفها حتى يرميها بأي شارع ..؟
أو مخطوفه من ناس مايخافون الله ..؟
أو جثه هامده مرميه في مكان ما ..
ماعاد يقدّر يتحمل غيابها .. فكرة أختفائها .. يخنقه .. مايقدر يتجاوز كل مايصير له .. مايقدر
" water "
يقولها سيد إلي دخل يركض حتى يوقف ورا فارس بخوف .. يمد الكوب وفارس حرك راسه للعامل ملقي عليه نظره سريعه من فوق لتحت .. نطق بهدوء
" نزلها على الطاولة ياسيد "
رجع يطالع عواد ..
" ناديه.. أنا متأكده إنها الغبيه متخبيه بمكان لكن السؤال كيف قدرت تطلع من الشقه ..؟ "
" هالبرود الغريب ما أخبره إلا في ولد أختي الله يذكره بالخير متعب .. وجاي أنت تتكلم عن ناديه بكل برود قدامي وتسن أمرها هيّن .. ! "
قال هالكلام بصوت رجولي يتضخّم بالتعب والإرهاق .. يدفع الكلمه ورا الكلمه بأنفاس معدودة .. يرجع يتنفس بعمق ويكمّل .. يقاطعه فارس بأرتياح
" الحمدالله .. ضغطك هالحين كويس .. إذا بظل بهالشكل وراك .. أصرف لي راتب "
ينحني يسحب جهاز قياس الضغط من ذراع عواد حتى يجمعه ويلف بجسمه رافعه لسيد ..
" خذ ياسيد .. ومحتاج قهوة تركيه على السريع "
سيد يهز راسه : أوكي
يعتدل بجلسته مقابل عواد من جديد وهو يلبس ثوب أبيض واسع على جسمه الرياضي .. يطوي أكمام ثوبه لنص ذراعه .. فيما شعره الكثيف يتمايل لجهة اليسار .. يميل بظهره حتى يسند بأيديه على ركبه ..
" مو برود .. لكن مقتنع إني لا ضغطت على نفسي أبتعب .. وأختي ناديه مالها غيري .. إيه خايف وفيني أفكار لو أستسلمت لها .. ممكن تكون حالتي أسوأ من حالتك .. بس متماسك "
" لا تحتسي قدامي بهالحتسي وأنا واطن على الجمر "
يقولها عواد بصوت حاد وهو يحاول يتساند بأيديه على الكنبه .. يسحب جسمه بصعوبه حتى يعتدل جالس فيما فارس وقف مبتعد خطوتين عن الطاوله .. يجلس على الكنبه الوحيده على يسار عواد وهو يتنفس بصوت مسموع .. ينحني عواد لقدام والصداع مع الغثيان لا زال يمنعه يتحرك .. ينطق بحرقه
" أنا قاعد أنتهي .. لا ليلي ليل ولا نهاري نهار .. أفكار سودا تلفني ولا أعرف نفسي فيها "
رص على أسنانه بقوة وهو يصد عن فارس بحده ..
" أنا وين صرت وكنت وين ..! "
فارس : لا تخاف على ناديه
صرخ بقوة وهو يلف له .. ثاير
" تسيف ما أخاف .. مهبول أنت .. حرمه لحالها ماندري بأي مكان .. لو أحد أعترضها أو خطفها .. أو حتى أخذها لنفسه "
فارس وعيونه أشتعلت غضب : عواد .. أختي قويه وأعرفها تقدر تتجاوز أصعب الأمور
عواد : أصعب الأمور وهي مختفيه .. وين هي ماتطلع .. ( رفع صوته أكثر ) وين أختك يافارس وين طست .. ويييييييين !
فارس بضياع : لو أعرف وين هي .. بتشوفني مقابلك
عواد وعيونه تضيق من الغضب إلي يشتعل بصدره وحركات أيديه : لو طلعت أختك بخير .. وعافيه وتاركتنا طول هالوقت نضرب أسداس بأخماس .. قسم بالله ما أدري وش بسوي فيها .. عظم فيها صاحي مانيب مخليها
فارس يحرك أيديه : هد أنت هالحين .. هد ..
تضئ شاشه جواله فجأه وهي تصدر صوت جرس خفيف .. حتى يميل فارس براسه بسرعه .. تتسع عيونه بقوة .. ينطق
" شافوا أبراهيم زوج أمك "
عواد فز واقف : وين هو هالتسلب ..؟
فارس يمد يده ملتقط جواله : عند صديقه .. بو فراس في الباحه
عواد بصدمه : كيف عرفت ..؟
فارس يفز واقف : أرسلت من يراقب لنا بيت أبو فراس وشركته ..
ينوي عواد يتحرك لكن خطواته الضعيف تتهاوى على الكنبه .. يرتمي عليها جالس بالإجبار .. ولا أنتظره فارس .. تحرك مبتعد عنه وهو يأشر بيده ..
" أنتبه على نفسك .. أنا ماشي لهالحقير وعساه ما يشرد نفس ماترك الرياض الجبان .. خلك بهالفله وأبوصي عليك عاملك "
راح مبتعد يركض بخطوات متسعه وعواد يرفع يده يناديه ولا وقف يسمعه .. !
.
.
.
الساعه 5:30
.. توقف قبال المرايه بطولها ونحافتها .. عروس بأناقتها .. تلبس فستان دانتيل وردي .. طويل .. يضيق حول خصرها النحيف .. يتسع من تحت .. شعرها الناعم
يغطي ظهرها كله وهو رفض رفض تام تسوي أي تسريحه أو حتى تجمعه لفوق .. يغطي ملامحها مكياج سهره طلبت يكون خفيف .. تحرك أيدينه المرتعشه .. تمسح على فستانها
ببطء وعيونها تتعلق في صورتها المعكوسه على مرايه .. ليش متوتره بهالشكل وقلبها كل ماتقدم الوقت أشتد خفقانه بقوة ... هل لأنها بتقابل خوات بتار بعد المحاولات الغريبه لهدر كرامتها وهي تجهل الأسباب .. أو لأنها بتقابل أمه .. إلي طلبت منها قبال الملأ تتوقف
عن التمثيل .. !
تبلع ريقها بقوها وعيونها تضيق خوف وذعر من شعور يخنقها .. فجأه يتصلب جسمها من وقف بطوله وراها .. ملتصق فيها .. يضمها بيد وحده وهو يلبس غترته وكأنه على وشك
يغادر..تستقر على أصابعه .. سبحه بلون أسود .. والكبك .. يشد من هالكم حول معصمه .. ينطق بشوق تعمّد يوصلها .. وهو يتأمل صورتها على المرايه ..
" تعرفين إني لولا هالعزيمه .. ماتركتتس دقيقه "
مال براسه ..حتى تلتصق عوارضه في بشرة خدها الناعم .. يتمايل راسها وقربه .. أشعل الأنفاس .. مابينهم .. يستلذ بأرتباكها .. وأحمرار وجها .. ينطق بصوته الخشن ..
" شوفي يالنوري أبيتس تعرفين إن كرامتتس .. محفوظة مايطولها أحد وأنتي تجلسين في ظلالي .. أنا هو أنتي .. وأنتي أنا "
سحب بكفه .. كتفها .. أستدارت له .. يتقاربون فالطول .. تعلق عيونها في ملامحه الرجوليه .. أسمرار بشرته .. خشمه المستقيم.. عيونه إلي تحس أنها تاخذها لصحاري وبر وأتساع كانت تحلم فيه .. يمسك كفوفها بأصابعه إلي حست أن حجم كفها يتلاشى بثقل
كفه .. ينطق بإبتسامه
" لا تنسين على الساعه 9 .. الذبايح بتوصل وبتدخل من قسم الرجال .. ماراح تشتغلين بشي .. نهائي حتى خواتتس لا يقهوون أحد .. نبهي عليهن .. القهوجيات بيوصلن موفرهن إلي حجزت عنده كل هالزينه والطاولات .. "
سكت وهي لا زالت جامده قباله .. ماقدر يمنع نفسه أكثر عنها .. رفع أيديه حتى يحضن خدودها .. يجتاحها بالقبّل .. ملغيها في حضرة وجوده .. رجع يتأمل عيونها .. مشتته قباله .. خايفه .. لأول مره يتضح هالخوف في عيونها قباله .. يطق الباب .. تنط من بين أيديه مبتعده بسرعه ..
" خواتي وصلوا مع متعب "
تركض طالعه من غرفة النوم متوجه بسعاده صوب باب المدخل .. ومن فتحته .. رفعت أيديها بقوة تحضن نوق ..
" هلا هلا هلا .. وأخيييييييييييييرا .. ياربي مانيب مصدقه أنكم جيتم بيتي .. "
أختنق صوتها فجأه
" والله العظيم أحس أني بحلم .. "
نوق نطقت : أقول خلي عنتس الحساسيه الزايده .. ترا تو مستلمين تهزئ من الأخ بسبة الأخت وعد .. تلاسنت معه بالحتسي
وعد تضرب ظهر نوق : هو إلي قهرني .. ليش يمنع شيما فجأه من أنها تنزل معنا للمشغل ولا تجي للبيت
نوير غابت أبتسامتها وعيونها أتسعت : شيما رجعت !
أبعدت نوق عنها .. حتى تنحني نوير لوعد تحضنها .. فيما وعد مستمره تسولف
" والله تسذا فجأه قال لا .. ماتنزل .. قلبناه من هينا وهينا .. وكل شي .. لا لا لا "
نوق : أحمدي ربتس مارماتس بالشارع
تبعد وعد عن نوير حتى تتقدم هيا.. إلي رفعت أيديها تحضن أختها ..
" وش هالزين برا ماشاء الله تبارك الله .. ورد ومظلات وحركااات "
نوير ضحكت .. نطقت بصوت واطي : ترا حوشي ماغير تراب .. عشان العزيمه بتار قام فرشه كله وجاب مظلات تركيب مؤقته ومكيفات ..
هيا بإعجاب : والله التزيين ملكي .. أبصراحه
عهد تدف هيا : وخري خليني أسلم على أخييتي بس
نوير بسعاده : هلا بعهودتي ..
عهد تحضن نوير بقوة : أشتقناااا .. أشتقنا لتس
نوير : وربي أنا أكثر ..
أبعدت عنها .. حتى تأشر لداخل ..
" حياكن .. بس أبشوف زوجي وأرجع "
نوق أنحنت تضرب خدها : هو هينا بعد !! وحنا نسولف عن هالمتيعب
وعد بملل تتقدم : أنا بروح أجلس لا يرتفع ضغطي من ذا الآدميه
نوير ضحكت : مجهزه القهوة والشاي وكل شي داخل ..عاد مايحتاج أقول بيتي هو بيتكم
عهد تدف نوير : روحي الله يصلحتتس لزوجتتس .. روحي .. واتركي عنتس ذا الحتسي ..
نوير وهي تبتعد عنهم : شوفوا المويه بالمطبخ بعد .. هيا روحي جيبيها بسرعه .. والمبخره حاطه فيها الجمر .. وبجنبها البخور ..
أندفعت بجسدها تركض بفستانها صوب غرفة النوم .. تدفع الباب حتى تدخل الغرفه.. تنحني فجأه من قبضة يده إلي مسكتها .. تتمايل غصب عليه .. من سحبها لورا
نوير : بتار وش موقفك ورا الباب
بتار وهو يلف أيدينه حوالي كتوفها : أتسمّع لصوت فرحتتس
نوير بسعاده وهي تطالعه : يالله .. والله فرحانه .. فرحانه .. فرحانه مدري
حركت أيديها لفوق وتحت وأنفاسها تضطرب قباله من هالشعور إلي ودها تلقى له وصف يفهمه .. ويدركه
" مدري تسيف "
بتار أبتسم : على هونتس .. هالحين كل الفرح عشان خواتتس هنيا لو أني داري تسان سعيت أجيبهم لتس
نوير بسرعه رفعت أيديها وحضنته : شكرا لكل شي سويته عشاني ..
بتار وفرحتها أنقسمت مابينه وبينها .. يحس بالفرح هو بعد عشانها : خلصنا من كلمة لو سمحت .. دخلنا على كلمة شكرا ..
نوير أبعدت عنه .. منزله أيديها صوب أيديه .. تتمسك فيها بقوة : والله مدري وش الشي إلي بسويه لك وبيفرحك كثر فرحتي هالحين ..!
أنحنى بسرعه لها وهي بخرعه تمايلت بظهرها لورا .. نطقت
" وش "
بتار مأشر على شفاته : هذي تفرحني لا تسان أنتي ناويتها لي
أنتفضت بسرعه متحركه للباب حتى تدفع جسمها بالغصب طالعه للصاله وهو تمايل يبي يمسكها .. رفعت يدها بربكه ..
" بروح أحتسي لأمي وأقولها إن خواتي وصلوا .. ومابقى شي والضيوف يجون !"
لفت بجسمها وشعرها الناعم تحرك من أستدارتها القويه وأندفاعها صوب الصاله قبل لا تسمع منه أي كلمه تجبرها تدخل الغرفه من جديد .. تحركت بسرعه وهي تعبر الغرف ماخذه جوالها من على طاوله صغيره .. ضغطت زر الهوم .. لكن لفت صوب المجلس من شافت وعد ترفع يدها وبصوت واطي
" نوير .. تعالي بسسسرعه "
نزلت الجوال بدون أهتمام تاركته على الطاولة .. وعلى شاشته إشعار بوصول رساله من عمتها .. !
تتحرك بأهتمام للمجلس
نوير : هلا
وعد : جايبين أغراضنا .. وين نلبس ونضبّط أمورنا
حركت راسها وهي تلمح بتار يتحرك طالع من البيت وعيونه بالأرض .. رجعت تطالع وعد وبصوت أرتفع
" كل الغرف لكم .. تعالوا أطلعوا "
وعد : نفرفر فالبيت عادي
نوير أنحنت تجر يدها وهي تطالع خواتها : تعالوا بسرعه أوريكم بيتي .. ترا الوقت بيسرقنا ياجماعه وأنا حالتي حاله .. بهالضيوف .. خايفه متوتره .. مدري صايره خليطي
وعد تضرب صدرها : ماعليتس دامنا موجودات
يمر الوقت .. والخفايا .. معلقه على جسور ذاكره أرهقها الظلام والأنتظار .. عند باب الشارع المخصص لأستقبال الحريم .. طاولات الأستقبال تستقر عند الباب .. على شكل طبقات .. الطبقه الأولى .. صواني كبيره بنقش تركي فخم تتراقص عليها الأضواء الممتدده على طول السور .. مرتبه بشكل أنيق بجنب بعض .. يستقر تحتها صواني الحلى والمعجنات .. يتدلى من هالسور ورد البنفسج .. يتمزاج بفخامه مع الإضاءه بلونها الأًصفر .. ريحة البخور والعود تنتشر تحت هالمظلات إلي تغطي الحوش بأكمله ومفروش بسجاد .. على أماكن متفرقه المكيفات الصحراويه .. تزيد هالمكان برودة .. كنبات كلاسيكيه تستقر على الجدران قبال كل كنبه .. طاولة مزينه بالورد .. مجهزه بالضيافه من ترامس قهوة وشاي وكاسات .. وفي آخر الحوش عدد من الكراسي المتفرقه تشارك الكنبات ذات التصميم والشكل .. تتحرك هيا بفستانها الجينز المكسي بتطريزات تستقر على كتوفها وحزام يلتف حول خصرها واقفه عند الأستقبال .. لحظات وتطلع عهد من باب المدخل بخطوات متسارعه وهي تلبس فستان أسود مخصر على جسدها بياقه مرتفعه .. مظهره بشكل فاتن بياضها أكثر .. تركض صوب هيا حتى توقف جنبها
عهد وعيونها تدور فالمكان : يمه يالجمال .. أبصراحه .. زوج النوري فنان بالتنسيق .. تحسين كل شي فخم وملكي
هيا تاخذ نفس بقوة : أحس إلي بيجون حريم لهم مكانتهم على ذا التزيين .. وشكله متخسّر شين واجد ..
عهد ترفع عيونها للمظلات : شوفي تسيف الورد نازل منها
هيا : ماشاء الله .. توترت بزياده يابنت كل ماوقفت بهالحوش ... وين وعد
عهد بدون نفس : طلع الأخت يوم وافقت تجي .. بتار معلمن نوير أنه بيراضي وعد بهديه بعد العشا
هيا تتكتف : أهاااا .. وأنا أقووووول
تنزل وعد تركض لهن وهي لابسه فستان كاروهات رصاصي .. بحزام عريض على الخصر .. لحظات وتندفع النوري بجسدها من الباب وهي بأهتمام منسجمه بالحديث مع نوق بجنبها .. ماسكه فستانها الدانتيل من تحت رافعته عن مستوى الأرض .. يستقر على شعرها هامه من الذهب .. والعقد الفخم يستقر على رقبتها .. تنزل من الدرج ببطء ولا زالت تهمس بصوت واطي لنوق .. حاجز من الخشب بينهم وبين باب الشارع الرئيسي .. الظلام بدى يغطي السما فوقهم باتساعها .. والأنوار حول السور وعلى صدح البيت تضئ هالعتمه بأندفاع
نوير توقف : القهوجيات وينهن ..؟
نوق : وراتس بالبيت مدهرات بالمطبخ
نوير بخوف تلف براسها لورا : أنا مانيب مرتاحه وحنا كلنا بنظل برا وهن داخل .. ما أدري وش له هالبتار إلا يجيب قهوجيات وبهرجه مالها لزوم .. وش حلاة القهوة لا كانت بضيافتنا!
نوق تحرك يدها تحطها على كتف أختها : ماعليتس .. أصلا قلت لوعد تقفل كل الغرف والمفاتيح معي .. وأنا كل شوي والثاني أبدخل أشوفهن ..
يطق الباب فجأه حتى تنطق نوير بتوتر
" وصلوا ! "
نوق بإبتسامه : هالله هالله بالترحيب .. يلا أنا بروح أشوفهن وراجعه أستقبل معكم
هزت راسها النوري حتى تاخذ نفس بقوة ... تتحرك بخطواتها تدفعها دفع وعيونها تعلقت فالباب إلي فتحته عهد حتى تتراجع لورا .. تشوف عصا خشبيه ظهرت من ورا الباب وعلى طول أبتسمت .. راحت تركض بقوة وهي عرفت من أول ماوصل .. يتحرك شعرها من خطواتها المندفعه .. توصل للباب واقفه حتى تدخل جده بتار .. عبااتها على راسها ..
وبرقعها يغطي ملامح وجها .. تلبس هالمره نظارات كبيره فوق هالبرقع ..
" هلا هلا ببنيتي .. هلا بخلف جداني .. هلا هلا "
صارت ترفع أيديها وهي تتقدم لنوير وعلى طول أنحنت لها نوير تحضنها .. وتضحك من ترحيبها الحار .. المشتاق .. تنطق
" أشتقت لتس ياجده .. "
" ياعمري أنتي .. تشتاق لتس العافيه "
تبعد نوير عنها وهي تتحرك واقفه جنبها .. تأشر على خواتها
" شوفي من جبت معي ياجده .. هذي عهد أختي .. وهذي وعد .. وهذي هيا .. "
تقدموا لها البنات يسلمون عليها .. وهي بسعاده تسلم بيد وحده فيما يدها الثانيه .. متمسكه بالعصا ..
" ماشاء الله .. ماشاء الله .. إيييه .. هذلن ريحة أهلي .. إي والله إنهن هن .. يارب تحفظهن .. وتخليهن لأميمتهن .. يارب تستر عليهن بولد الحلال إلي يحافظ عليهن "
تنحني نوير براسها مقتربه من راس الجده .. حتى تمد يدها لنوق
" وهذييييك أختي نوق ياجده .. أكبرنا " ترفع راسها الجده وتحرك نظارتها ونوق تقترب منهم .. تسلم عليها
الجده بأستغراب وذهول : هو أنتي نوق .. ماتذكريني يمي !
نوق أبتسمت وشعرها الكثيف يغطي ظهرها كله : لا والله
الجده : ماتذكرين عرس أم خليل .. إي والله إني شايفتتس مع عمّاتتس كلهن وأم زوجتتس .. ياسبحان الله ماتغيّر شين فيتس غير أنتس غديتي بأحسن حال وأنتي هكا السنين عودن يرحمتتس من يشوفتس .. وأذكر يومنتس تعبتي في ذيك الليله وأغمى عليتس .. إلا بالله إني أذكره تسنه صايرن أمس .. ياسبحان الله !
نوق أتسعت عيونها تطالع نوير .. لحظات وتطالع الجده : ماشاء الله عليتس ياجده .. تذكرين ذاك العرس
الجده تتمسك بيد نوق .. تقترب منها وهي تشد على يدها : أنتي كيفتس من بعد هالعرس .؟
يطق الباب فجأه حتى يرتفع صوت شاب
" الله يعافيكن .. الكرسي عند الباب .. درب عشان أدخله "
تمد نوق يدها للكنب .. وخواتها تحركن مبتعدات عن الباب
" تعالي أرتاحي ياجده .. تعالي "
الجده لا زالت متمسكه بيدها .. تسأل : هو أنتي أونستي شين من بعد هكا العرس .. شين ماتدرين وش هو
نوق تنحّت من سؤالها : ياجده هكا الأيام يومني تعبت .. تراي كنت بفترة علاج .. وماتحملتها .. وبعدين ..
سحبت يد الجده من دفع الشاب الكرسي ويتراجع فالباب مسكره
" وش طرى هالعرس بالذات لتس هالحين ! "
الجده : لأني أذكر إني شفت أم خيال بالعرس وهذي حرمتن عينها قشرا غبرا .. من كثر ما آذت بنات .. عيالها بنوا لها بيتن مستقل وسكنوها فيه ومنعوها لا تطلع للناس .. وهي بعد ماعاد تطلع لنها تعرف إن ربي مبتليها بهالعين إلي ما صابت ناس إلا ومرضت .. حتى وليدن يذكرونه لي أعوذ بالله صابه هالمرض إلي كلن يتعوّذ منه .. وأنا مع الحريم يوم شفناتس طحتي خفنا لا تكون هي السبب .. بس عجزنا نوصل لتس مدري وين غديتوا وحنا رجعنا لديارنا
نوق : ياخاله .. أنا والله بخير ولافيني إلا العافيه .. والحمدالله .. ( ضحكت ) أنا مدري وش جاب هالعرس لبالتس .. يمكن لأنه العرس الوحيد إلي شفتينيه فيه .. وذكرتيني ..
أنحنت تبوس راسها
" مير من طيبتس تذكرتيني وأنا ما أعرفتتس .. "
أنطق الباب .. من جديد .. تتقدم نوير فاتحه الباب حتى تعلق عيونها على أم بتار إلي دخلت قبالها ووراها عذيه تشيل أكياس .. لحظات وتشوف سعده .. شيخه .. روان .. ندى وبزارين فجأه أندفعوا يركضون تحت هالمظلات ويدورون حولها ..مع بناتهم .. رعشه غريبه .. كتمتها داخل نفسها وماتدري ليش قلبها أندفع يخفق بقوة .. تبتسم متقدمه لأم بتار .. حتى تسلم عليها وتبوس راسها ..
نوير : أخبارتس ياخاله
أم بتار وهي تطالع حوش ولدها بإندهاش : ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله .. أنا بخير
نوير تأشر بيدها لقدام : حياتس ياخاله ..
تتقدم عذبه مبتسمه لها وهي تشيل أكياس : وش هالزين .. وش هالجمال يابنت ماعرفتتس والله
نوير وهي تسحب هوا بقوة لصدرها : عيونتتس الحلوة
عذبه : بالله هذا حوشكم ولا حوش بيت ثاني .. ماشاء الله .. يجنن ..
نوير ترفع أيديها : هاتي عنتس ياقلبي .. في طاولة تقديمات وراي أبرتب أغراضك عليها
عذبه براحه : تعبت وأنا أشيل .. وعاد بتار موصينا ندهّر بالحلا والشغل السنع .. لعيون أخيي من الصبح وأنا أشتغل
تلف نوير لهيا .. حتى تسلمها الأكياس تنطق بسرعه
" رتبيها بجنب صواني الحلا .. الطاولات الأولى .. فهمتي "
هيا : أبشري
يتسكر الباب وخوات بتار مع بناتهم أزدحموا عند الباب بشكل كبير .. واقفه سعده بصدمه تدور عيونها على سور البيت إلي يتدلى منه الورد .. ترفع عيونها المتسعه بأندهاش للمظلات .. تنزل بعيونها تطالع أناقه الطاولات والتقديم إلي عليها .. فخامه الكنب إلي يتراص بجنب بعضه .. السجاد المفروش فيه الحوش .. لحظات وتميل براسها لورا نوير وخواتها تطالع الطاولات الممتدده وراهن على طول السور وتمتلي بصواني الحلى والتقديمات .. تحتها بعد طاولات وعلى الأرض طاولات صغيره .. تلف بقوة صوب ندى
سعده وهي تشيل صواني حلاها : شايفه إلي أشوفه
ندى وهي تدفع بناتها وبنات خواتها لقدام وتتراجع لورا .. تمسك بيد صينية حلى : شفت .. إلا شوفي أنتي شوفي وش من ذهب تلبسه من راسها لساسها .. بنت عبدالله آخر زمانها يخليها أخوي فوق روسنا .. !
شيخه وهي تضرب صدرها : يمه يالعقد إلي لابسته .. يجنن يجنن .. يشلع القلب .. بنت اللذينا من وين جايبته ذي .. ولا الهامه .. ولا الأساور إلي توصل لنص ذراعها ..!
روان تتحرك راجعه عند خواتها .. تنطق بحقد : حنّا جايين هنيا للأسف عشان نندب حظنا ونتفرج على اللبس والطقوم والفخامه إلي قلب فيها حوشه .. ياناس الكنب .. الكنب هذا القطعه الوحده تدرون إني طايحه فيه بمحل بالرس .. خمس ألالاف الطقم بس
ندى أنعقدت حواجبها بقوة : راسي أوجعني .. ماراح أتحمّل لزوم أرجع للبيت .. ولا مت بحسرتي .. أجل هذي يعيّشها أخوي بمكانه ماهيب مكانتها ولا بعد .. عازمن كل حريم الديره
شيخه أشرت للباب : طالعي يابنتي .. قهوجيات بعد .. سلموني على مكانتكم عند أهل الديره بعد هالعزومه ..
سعده تدف ندى بقهر : تقدمي .. تقدمي بس خلينا نسلم .. ونسلم من زعل أخوتس وقطاعته .. هو ما أرسل علينا واتس وأمر بحضور هالعزيمه من عبث .. بس خلوا كل شي يمر بسلام
ترص ندى على أسنانها بقوة وهي كاشفه عن وجها وشيلتها لا زالت تلتف حول راسها .. تحرك عيونها لقدام والكل أبتعد عن مكان الأستقبال متوجهين لداخل الحوش أكثر .. تتقدم من نوير حتى تسلم عليها بالخد بس وبدون نفس تدفع الصينيه على صدر نوير بالقوة
تنطق .. بدون حتى ماتسأل عن أخبارها .. وكأنها تتأمر
" أمسكي ! "
ترفع نوير حاجبها بحده وبملامح تصلبت .. لفت قبال ندى حتى تتحرك قدام عيونها وتنحني تحط كيستها تحت الطاولات .. وتدفعها لتحت .. تفز واقفه وعيون خواتها تتابعها بذهول ..
تتقدم من سعده .. تنحني تسلم عليها .. وبإبتسامه باهته .. تسحب الصينيه من أيدينها تنطق
" عنتس ياقلبي "
.. تتحرك صوب روان .. وشيخه .. تحط الكيسه فوق الكيسه .. والثقل أهلك أيديها .. حتى تنادي وعد .. تنطق ..
" ساعديني بالله "
وعد بإرتباك وعيونها تتحرك للحريم إلي ورا نوير : إيه أبشري
تنحني من خف الثقل حتى ترمي الأكياس تحت الطاولات .. تاخذها من يد وعد الباقي وترميه لتحت .. تفز واقفه وهي تنفض أكمام فستانها بهدوء .. هذا هو الكاس إلي ذاقت منه طعم الذل وهي تشوف حافظتها تحت مرميه .. يذوقن منها شوي .. تلف لهن .. وبإعتذار مصطنع
" ماعليه مثل ماتشوفون .. الطاولات مليانه بالحلى إلي يليق بعزومتي .. نحط شغلكن تحت لا أحتجناه بنطلعه "
ندى ماتحملت .. رفعت يدها بحده : هيه أنتي !
سعده بقوة سحبت أختها : أمشي .. أمشي ذي ماهيب كفو تحتسين معها .. الحشيمه لأخوي لأننا في بيته
نوير تكتفت مبتسمه .. رفعت صوتها : أوامر أخوتس ياسعده .. عندتس أعتراض روحي له
سعده وقفت حتى تلف تطالعها من فوق لتحت : ...........................
شيخه حركت يدها بكبر : عمر هالمكان ماراح يكون لتس لأنتس دخيله علينا حتى لو خلاتس بتار تعيشين بقصر ماهوب بهالمكان
هيا تقدمت لهن : هذا مكان أستقبال ماهوب مكان خناق .. رجاء تفضلوا لقدام
شيخه لفت تطالع هيا من فوق لتحت : هه هذا إلي تسان ناقصنا .. والله !
رفعت نوير يده حتى تمسح على شعرها بفخر وجبل لا يهزك ريح حتى تتحرك من قبالهن ... تمشي بإتزان ولا عليها من أحد عابرتهن صوب جدتها وأم بتار .. تنحني للطاوله إلي مقابله لهن .. حتى تسحب ترمس القهوة .. تاخذ فنجان أثنين وتصب لهن من القهوه .. تنزل الترمس وتوقف بإستقامه .. تشوف نوق تتحرك داخله من مدخل البيت وهي متكفله بمراقبة هالقهوجيات .. تلف براسها لخواتها إلي ظلن جامدات في مكانهن بعد إلي صار .. تنطق بصوت أرتفع
" بروح لداخل .. شوي بس .. أوقفوا هنيا "
تهز عهد راسها .. ونوير بخطوات متزنه .. توجهت للبيت .. تدخل وهي تسمع صوت نوق
تتكلم بالمطبخ وتطلب منهن يبدن بالضيافه .. تتحرك صوب جوالها حتى تفتحه .. تنعقد حواجبها بقوة من شافت رساله من عمتها ..بعيون أشتعلت غضب فتحت رسالتها وماتدري بأي وجه تتجرأ أنها ترسل عليها .... تتحرك صوب المجلس حتى توقف بصدمه .. تجمد عيونها على الشاشه .. تعيد ماكتبته هالعمه يمكن أنها مغلطه بشي .. أو يمكن ناويه تتبلى
مثل ماسوت بشيما .. وش يفرق عند أنسانه خلاص .. ماعادت مخافة الله لها حدود في قلبها .. حست بأصابعها ترجف .. وقلبها يندفع بقوة يخفق داخل ضلووعها .. لفت براسها لورا ناويه تنادي أختها تقولها عن وقاحة هالحرمه لكن فجأه تتراجع .. تدفع خطواتها بالغصب
للغرفه .. وبرعشات تتجرأ والأفكار المجنونه تعلق بعقلها .. تضغط رقم عمتها .. راح تشتمها .. وتفرغ كل ما بقلبها لها وبتسمع .. غصب عنها .. لكل الكلام إلي دفنته بصدرها سنين وسنين .. أصلا كيف ترسل مثل هالرساله لها متكلمه عن أمها وخواتها
وزوجها .. كيف .. !
لأي حد وصلت فيها الوقاحه .. خلاص آن الآوان تعرف هالعمه أن كرتها محروق .. وخبثها مكشوف .. يفتح الخط ومن نوت تتكلم .. تنفجر ضحكة العمه الغريبه .. تنطق بسرعه
" ودقيتي يانوير .. الحمدالله إن الله أراد لتس تعرفين إن راستس براس ناقه لجهيمان
وزواجتس من ولده .. بيعه لتس عشان بس ماتتزوجين أبوه ! "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|