كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســم الله الرحمـن الرحيم
أعتذر للجميع بسبب أنقطاعي عن السناب ليومين .. و عدم الردود على أحد أو حتى أنزّل الكابتشر في السناب .. لأني أنظغطت بشكل كبير والله العظيم يادوب ألقى لي وقت الصبح أدخل أقرا الردود بالمنتديات الثلاث وأطلع .. شكرا بحجم السما لكل من كتب رد .. مبدعين متألقين .. وأحبكم .. وهذاني بعد بنزّل البارت من بدري لأني فعلا تعبانه .. بإذن الله باتسر أبفتح السناب وأشوف الردود ..
لا تلهيكم الروايه عن الصلاه ..
(47)
أنتفضت راجعه خطوتين حتى يرفع عيونه للسما ويهز راسه .. يتراجع فجأه وبثلاث خطوات واسعه أنحنى بجسمه حتى يسكر باب المدخل بأقوى ماعنده .. ويتحرك صوب سيارته الجيب حتى يفتح لها الباب إلي ورا السايق .. يحرك يده بملل لداخل
" أدخلي بسرعه "
ظلت عيونها متسعه وماتدري وش جاه عليها .. وش دخلها أصلا حط حرته وماسوته نوير فيها .. وبعدين كيف يتجرأ بهالطريقه يوقف قبالها ويتكلم وكأنها أخته ..!
بلعت ريقها منتفضه من صرخ بأعلى صوت
" دااااااخل "
وعلى طول تحركت ماتشوف الطريق صوب السياره .. ومن أقتربت منه .. وقفت تبيه يوخر .. نطق بدون نفس ..
" يعني على أساس ماهوب مكفيتس المكان تراتس طول يدي "
أتسعت عيونها بقوة حتى بقهر تمسك الباب وتدفعه لورا راكبه .. وأول ماسكر الباب
ظلت تطالعه بحقد .. نطقت
" حقير .. وتسلب "
نوير لفت براسها تطالعها : ................................
وعد حركت عيونها بقوة لأختها حتى تهز راسها : إيه .. إيه ماسمعتي وش قال .. أصلا تسيف يحتسي معي تسذا .. يعرفني هو يعرفني .. وأصلا بعد ليش يصارخ علي .. مالت عليه بس
نوير غصب ضحكت : ترا هو صادز .. طولتس طول أيدينا .. وبعدين لو حتسى معتس عادي زوج أختتس ماهوب أحدن غريب
وعد بعصبيه : ألله أكبر .. زوج أختي .. ( حركت يدها بتهديد ) قولي له لا يحتسي معي خير شر .. أحسن له !
أخذت نفس بقوة وهي كانت تتكلم بسرعه وبنفس واحد .. رفعت أيديها حتى تنطق برهبه
" قسم بالله أخلعني "
أعتدلت نوير حتى ترفع أيديها وتضرب ماقدامها بقوة فجأه
" يارب أستغفر الله مقهوووره .. مقهوووره .. أبي أروح عندهم .. أبي أقولهم من أنتوا أصلا من أنتوا .. من تحسبون أنفسكم بنموت بدونكم .. من أنتم ..؟ ترا عايشين ومرتفعين عن رداكم كلكم .. شفتونا شي أو لا .. مايهمنا ..أبي أقول لجدي كيف يتجرأون عيالك يمدون يدهم على أختي .. "
كانت تصرخ و تصرخ وهي تضرب ماقدامها بقوة لحد ما أنفتح درج صغير فجأه .. لفت للباب تجره بقوة وتضربه بيدها .. وتنادي بتار إلي كان يوقف عند مجلس الرجال ماسك الجوال بيده اليمين .. ويده اليسار أمتدت مستنده على إطار الباب ..
" بتااااااار .. أفتح الباب .. تعال أفتح السياره لا أكسرها لك .. بتااااااار "
وعد : أنتي يا أخت نوير .. لا خلصتي علمي أمي تعطيتس من الدهون إلي بتسويه لعهد .. يعني هه تسويه وتكثره مره وحده بدال الخساير
نوير ثارت : سدي فمتس أحسن
وعد تمسك سيت السايق وتتقدم لها : أولا : ماهوب سامعتس ولا درى عنتس
حركت عيونها للمجلس وبابه الخالي من وجوده
" هه شوفي دخل .. وبعدين بالعربي ترا عندتس ماعند جدتي .. قبل شوي يوم صرخ عليتس ماتسني أشوف غير عيونتس إلي قامت تقولب وبسرعه سمعتي كلامه .."
نوير أعتدلت بصمت وهي تتنفس بصوت مسموع : ......................
وعد بأستهزاء وهي تقلب يدها فالهوا : وين نوير أم لسان وإلي ماتخاف أحد
نوير حركت كتفها بإرتباك : لزوم أحترام الزوج
وعد : نعم !
نوير بقهر طالعتها : يعني ما أنخلعتي أنتي منه ..؟
وعد وهي تميل براسها على السيت : إلا والله .. أصلا زوجتس هذا صوته يخلي القلب ينشلع من مكانه غصب .. والله إني لأول مره أوقف عند أحد وهو يكلمني أحس تسنه مسك قلبي ورماه ببطني !
نوير بطفش : والله من زين التشبيه
وعد بحماس : تراي صادزة .. أنتي تسيف عايشه معه وتجلسين عادي وتسولفين.. أستغفر الله لو أنه زوجي يمكن يوميا لا دخل البيت بلقى قلبي يقربع .. هو يضحك ..؟
نوير تكتفت تطالع لقدام : وش رايتس ..؟
وعد : مع أنه شكله ماهوب من شكل الناس الفرفوشين .. هذا مكانه خيمه .. يقعد فيها وحواليه رجال يقولون له .. ياشيخ عز الله مكانك
نويرمسكت راسها وبعصبيه : وعد والله العظيم أن ماسكتي أبصفقتس كف ترا .. !
وعد وهي تمد أصبعها لأختها وبرجا : سؤال أخير هو تسذا أسمر ولا الشمس لاعبه فيه ..؟
نوير صدت تطالع البيت : أنا وين ربي قلعني وخلاني معتس بمكان واحد .. الله لا يبارك في الساعه إلي خلتني أدربي راسي وأطلع وأنتي وراي
وعد بقهر : لا ياشيخه ..؟ أنا ترا المفروض إلي أتحلطم .. لأني لحقتتس بمسكتتس وأستلمني زوجتتس يصارخ بس هين أنتي وهو .. أوريكم
نوير لفت لها : وش بتسوين يعني ..؟
وعد بقهر رجعت بظهرها لورا جالسه حتى تتكتف وتصد : لا تحتسين معي تفهمين أو لا
وبالغرفه فوق .. تجلس على الأرض متربعه بعد ما حان الوداع وماعاد هالبيت يحمل من أغراضهم إلا ذكريات معدودة .. لابسه عبايتها وشيلتها .. وبحضنها يستقر البرقع .. تطالع جوالها إلي بين أصابعها ورقمه يدق مره ومرتين وثلاث .. ماعاد لأمر حملها أي غطا تقدر فيه تستره والشهور المقبله فالبعد صعبه .. ماراح تشوفه أو حتى بيكون فيه حلقة وصل ..
أخذت جوالها من أمها بالترجي والحلف إنها ماراح تتواصل مع أي أحد غير جلوي محتاجته بأمر بينه وبينها ماله أي علاقه في روحتهم للقصيم ..
" يلا "
حركت عيوني لهيا وهي تلبس عبايتها ومايظهر إلا عيونها من النقاب ..تمسك شنطتها الطويله وهي تأشر لقدام .. أحتواني شعور الحزن .. وماكان يشتغل في الطابق الثاني غير لمبة غرفتي .. رجعت أطالع جوالي .. ليش مايرد .. خلاص .. بقوله أنا حامل .. !
قلت لها " طيب أنزلي وأنا بجي وراتس " وراحت .. تحركت واقفه حتى أرجع أدق على رقمه .. أحطه على طرف السرير وبسرعه عدلت شيلتي ولبست برقعي .. حطيت العباه على راسي
ولا رد .. كانت هذي الفرصه الأخيره إلي تشجعت فيها أقول .. وكانت فعلا أخيره ..
" نوووووق "
تناديني هيا بعجله وبسرعه أخذت الجوال وتحركت صوب مخدته .. هذي هالحين مصبرتني على الوحام بشكل ما أحد يتخيله .. ضميتها لصدري وسحبت شنطتي طالعه من الغرفه .. بعد ماسكرت اللمبات .. وبخطوات متسارعه نزلت من الدرج .. ماكان ينتظرني غير هيا والكل طلع .. الصاله موجوده فيها كل ماجانا من هدايا من عماني وجداني بعد ..
هيا : وراتس ماسكه المخده .. ليش ماحطيتيها مع الأغراض ..؟
نطقت بخرعه " مهبوله أنا " وعبرتها صوب قسم الرجال .. قالت هي بعجله " أنتظريني أسكر لمبة الصاله " ووقفت أنتظرها .. سكرتها حتى تسحب معها باب القسم مسكرته .. رحت أمشي ببطء وأنا اليوم هلكني التعب .. والغثيان .. والأستفراغ .. وطول الوقت يدي على قلبي لا يعرفون بدون ما أقولهم .. صوت سيارة الجيب يتردد على مسامعي .. لحظات ودق جوالي بين أصابعي ومن رفعته إلا جلوي .. وبخرعه لفيت لهيا .. رميت عليها المخده وشنطتي وبربكه قلت لها
" أسبقيني لبرا أنا شويات وبجي "
ورحت داخله المقلط المظلم وماينيره غير لمبات الحوش .. قلبي صار يدق بقوة .. أخاف أقوله ويجي لبيتنا بهالوقت .. بحلفّه بالله لا سمع مابقوله لا يجيني .. أنا والله مدري تسيف بقوله أنا حامل .. كنت أتمنى أقوله هالخبر وجه لوجه وأشوف بعيوني ردة فعله .. أخذت نفس بعمق أعرفه جلوي ماراح يتحمّل .. يمكن يبتسي .. يمكن !
فتحت الخط وقلبي زادت دقاته بقوة .. حطيت يدي على مكان هالنبض .. وأنطق
" ألو"
لكن ماجاني صوته .. صوت فوزيه !
" هلا نوق "
ما أدري يوم سمعت صوتها تسني كنت في قمة جبل وأحد تسذا دفني وما طحت إلا على الأرض بقوة .. أنكتمت أنفاسي جالسه على المركه .. نطقت بأرتباك وأنا ضعت ماتوقعت
هي من ترد
" هلا فوزيه "
" محتاجه شي "
" أممم .. لا بس وينه جلوي "
أخذت نفس بقوة .. زفرته بحيره .. حتى تقرر تنطق
" والله أخوي طلع على وجهه من دقت عليه حسنا وقالت أنها حامل حتى جواله أعوذ بالله نساه عندنا .. لأنها تعبانه مره وراحت للمستشفى "
أنقبض قلبي بقوة .. ظليت ساكته عجزت أحتسي أقول شي ..
" ألووو .. نوق ! "
بلعت ريقي بقوة .. وفجأه أحس بمرارة هالخبر غصه تعلق في حنجرتي مدري ليه ..
" معتس .. بس وش فيتس تقولينها بزعل "
ضحكت
" لا والله فرحت حيل لأني أتمنى تقر عين أخيي في بنيتن تسذا تملى له الكون فرح نفس مايتمنى بس ضاق خاطري لأن شكلها تعبانه .. طولوا بالمستشفى ولا ندري هي تنومت أو لا ..؟ "
" فوزيه من الأخير .. تبين تقهريني وأنتي تجيبين طاري الحمل والبنت لي .. إن تسان في قلبتس شي روحي خليتس فالحه فيه لغيري .. وأتركي عنتس هالحتسي .. وهالأمور إلي ماراح تهز شعره فيني تراي مانيب نوق إلي تخبرينها .. وإن تسان بعد مالتس نفس ترا مانتيب مجبوره تردين على رقم أخوتس لأني دقيت عليه أبيه يرد مابيتس أنتي ..تسمعين! "
أبعدت الجوال عن أذني حتى أسكر الخط بوجها قبل لا ترد .. وأنا أتنفس بصعوبه .. لحد هينا يافوزيه وبس .. عذرتس بكل شي قلتيه قبل ما أطلع من بيت أبوتس .. لكن ترمين بوجهي الخبر وكنتس تقولين ترا أمركم منتهي .. إيه منتهي يابنت منصور ومالك شغل فينا .. !
كانت تقدر تقول جواله نساه وطلع .. أو طلع .. ليش تقولي يعنني فرحانه ومتضايقه ..
ولا بعد حتى من قلة الذوق ماقالت أخباركم من بعد ماصار .. أخبار أمتس .. أخبار أختتس ..
وش فيها ذا العالم لا أقفيتي عنهم ساكته .. أستلموتس بقلة الأدب والأحتقار .. يعني خلاص لازم تردين وتتواقحين عشان يكون لتس قدر ويحسبون حسابتس .. أستغفر الله .. قسم بالله ناس غريبه وزمن أغرب .. !
دق الجوال من جديد وبقهر قلبته وفتحته حتى أشيل الشريحه وأرميها بالغرفه .. مالت عليكم كلكم .. جلوي مع حريمه مع عايلته .. عايله الهم والغم ..
رميت الجوال بالشنطه وفزيت واقفه .. طلعت من المقلط والكل كان ينتظرني .. ولا ع أساس بقوله .. من هو أقوله .. دام حسنا حامل خلها تجيب له البنت .. ويفرح فيها .. أندفعت بجسمي طالعه من باب المدخل حتى أروح للسياره .. وبقوة أفتح الباب وأركب مسكرته ..
ما أحد تحرك نهائي .. الكل أحسهم متفاجئين من شي .. لحظات ويفتح بابه بتار نازل لفت نوير إلي قاعده قدامي
" ورا ماسكرتي باب المدخل ! "
مدري شاقول .. ضربت خدي وأنا أنطق بربكه
" يووووه والله نسيت "
أمي بصوت واطي مقهور
" ليه جايتنا وتاركه عقلتس داخل "
شكرا يمه ع هالحتسي الجميل .. إلي لازم توجهينه لي بقصف بعد ماهوب هواشن عادي ..
يافشلتي صدز من الرجال .. أخذت نفس من سكر الباب حتى يقبل علينا .. ينحني راكب ..
نطقت وأنا بالعافيه أتكلم
" العذر والسموحه .. نسيت أسكر الباب وراي "
" الأمر هوّين مايحتاج تقولين شي "
قالها وهو رامي شماغه لورا وساحبه بحيث ما أقدر أشوف ملامحه نهائي .. هذا أفضل ماسواه أبصراحه .. رجعت أعتدل بظهري وهيا مع عهد ووعد ورا كلهن .. لحظات ويحرك السياره لورا ..
هيا : أمسكي أغراضتس
عهد بصوت واطي : وش عندتس متمسكه بالمخده
يا هالمخده إلي تسنها ذنب .. ألله لو يعرفون سرها تسان المملكه كلها عرفت .. !
صرت أسحبها بدون نفس وأنا ودي أفتح الباب وأرميها بالحوش عشان لا دخل البيت يشوف مخدته صاكتها الشمس صككك .. بس للأسف ما أقدر لأني أحتمال لا أستغنيت عنها آكل هوا
يكفي أنها تصبرني .. وش أسوي بعد مجبوره وغصبن عني أشيل شي منه وين ما أروح .. وقف بسيارته حتى ينزل يفتح الكراج .. وأنا تمسكت بذا المخده .. بين أمي وبيني شيما إلي متمايله براسها على كتف أمي .. لحظات وتجر أمي المخده
" هاتيها خلي أخييتس ترتاح عليها "
أنتفضت بخرعه من أنسحبت من أيديني حتى أسحبها .. أنطق بخوف
" يمه تراي التسبيره .. المفروض أنا من أرتاح ماهوب هي "
شهقت أمي وهي إلا تاخذها
" أنتي وش بلاتس بهالمخده ماغير من جيتي من بيت عمتس وهي معتس .. ماتفكينها إلا إليا دخلتي الحمام .. الحمدالله والشكر "
وعد : ألله لو تسان فيها ريحة المزيونه بس !
صرخوا البنات فجأه .. بقهر ..
عهد : الله يعطيتس الفقر .. أستغفر الله
هيا بدون نفس : زودتيها وأقرفتينا .. خلاص
أمي بعصبيه : قصرن حسكن أِشوف ..
لا حتست وعد من كثر ماتفجع الواحد باللي تقوله .. يصير يتحسف حتى يرد عليها .. يعني مخدتي وش دخل ريحة المزيونه فيها ذا الحين !
ومن زين ريحتها بالله .. يعني وش أرد عليها ووش أقول بس
" يمه المخده أبيها أنا .. شيما لا تسانت تبي ترتاح .. خليها ع كتفي ترتاح "
سحبتها من بين أصابع أمي وأنا أحضنها بقوة لصدري.. يركب بتار بهدوء والكل سكت .. حتى يطلع بالسياره لبرا متقدم فيها لباب الشارع . . ويفتح الباب من جديد .. يتحرك بخطوات واسعه صوب باب الكراج حتى يدخل لحوشنا ويبدا يسكره .. لحظات ويطلع من باب الشارع أشوفه يرمي شي داخل الحوش .. ويسحب الباب الظاهر ماسكره تسذا طرّفه .. !
لفيت لأمي أنطق
" وش رمى ...؟ "
" مفاتيح بيتتس "
قالتها أمي بضيق .. رجعت أطالع بيتي من جديد .. مدري ليش أحس قلبي يوجعني .. ماهوب طبعا من سيره حمل حسنا .. ماهمني إلا أشيل هم هالخبر أو أهتم فيه .. أنا أحسني حزينه من الفراق نفسه .. ماراح نتناوب على فطور جداني كل صبح .. ولا تزورنا جدتي العصريه .. ولا نلقى فجأه جدي جالس في المجلس الخارجي وتسنه يحرسنا .. حسبي الله ونعم الوكيل عليتس يانوره .. حدت أمي على شي
ماكانت تبيه .. أمي إلي ياما أرتفعت بنفسها وفينا .. وإلي سووه والله مصيبه ..وشي فطر قلوبنا ... ركب بتار من جديد .. حتى ينطق
" حياتس الله يام نادر بحمايتي وأعتبريني من هاليوم بمكان نادر رحمة الله عليه ووالله يا شروطتس بتنفذ ومايردتس عنهم إلا صدري وعشيرتي وماعاد لهم من طريقن لتس ولبناتتس "
" ماقصرت يابن جهيمان "
" بسم الله "
نطقها والسياره تتحرك ببطء .. وأنا عيوني تطالع البيت .. لفيت لخواتي إلي كانوا يطالعون البيت نفسي .. أخذت نفس بقوة وأنا أضم المخده لصدري .. الضيق كتمني.. كم لنا بالرياض .. ليش كل ما أقبل الفرح علينا .. غادرنا بدون ماندري .. لحظات وينحني بتار لجهة نوير .. يسكر شي ينطق بهدوء
" هذا وراه مفتوح "
نطقت نوير بربكه
" ضربته بالغلط وأنفتح "
" حددي نوع الضربه "
قالها وهو يعتدل .. ولا ردت .. تسن فيها شي حتى صوتها ماهوب مضبوط ..
" هااااا "
مستمره ساكته .. لفيت أطالع الشباك .. وأرجع آخذ نفس من جديد .. الظاهر ياجلوي فرقانا لابد منه .. لا أنا قادره أستوعب حياتك .. ولا أنت بتقدر تخلينا نرجع من جديد نفس ماكنّا ..
ليت أني قبل ما أرمي الشريحه .. كتبت له يعجّل بأمر طلاقي ويخلي عمي منصور يسلمه
لي .. خلاص .. مستحيل بدخل دوامة حياة جلوي من جديد .. وعن إلي ببطني .. بربيه
لحالي .. وأهتم فيه لحالي ..إذا ربي بإذن الله كتب له يعيش ويكبر داخلي ..
" بتار وش فيك علي "
" أسألتس أنا "
" تعرف نوع الضربه ماتفوت عليك "
" لا تتعودينها "
" تآمر "
أسمع وعد تحتسي للبنات ورا بصوت أسمعه ويوصل لي
" بنات تكفون عطوني كف .. أصفقوني .. خلوني أستوعب نوير عاقل وصوتن رزين وتسمع الحتسي ولا بعد تامر وإن شاء الله "
تضحك عهد بصوت واطي
" مير أبشروا بنشوف ياما وياما أجل هناك "
يندفع صوت هيا بعصبيه
" أسكتوا عن هالموضوع .. مكانه ماهوب هينا "
وسكتوا فعلا رغم أن كركرة وعد لا زالت مستمره .. هي ماخذه راحتها بالحتسي لكن الوعد صدز بالقصيم لا سمعت نوير حتسيها هذا وهي عندنا .. ماراح تخليها .. !
.
.
.
الساعه 7:30
ترفع أيديها له حتى تحضنه بقوة .. وبعبره خنقت أوتارها الصوتيه
" ألف ألف مبروك يمه .. والله يافرحتي هالحين تاسع الرياض بكبرها .. ولو أني زعلانه عليك "
أبتسم وهو يريح بذقنه على كتفها .. يلف أيدينه حوالي جسدها بحب
" يبارك فيتس يمه وعارفن وش مزعلك بس والله أمس أشغلتني بعض الأمور "
تنطق والدموع غصب تسابقت لعيونها
" أجل يتم أمركم ولا أشوفك أمس كله وجاين متأخر للبيت بعد "
يبوس كتفها ويبعد عنها حتى يمسك راسها بكفوف أيديه.. يطالعها بتركيز والأبتسامه تعانق شفاته
" هو حلمتس ماتحقق وللبنت إلي أخترتيها لي "
فضيه : قصدك البنت إلي كنت تبيها أنت ومخبن علي
متعب بإندفاع لها : وش يهم دام بنت أخوتس عبدالله رحمة الله عليه .. صارت زوجة ولدتس
فضيه أبتسمت من كلامه : والله بهذي صادز يمه .. إنها أبرك الساعات عندي
تحركت بتعب مبتعده عن ولدها حتى تنحني جالسه قباله .. ترفع يدها ونبرة صوتها تبدلت للحقد والغضب الظاهر رغم العبرات المختنقه ولا زالت بصوتها
" هذي الحسنه الوحيده إلي سوتها نورة لا بارك الله فيها .. يومنها عجلت بزواجك وفرحتنا فيك "
أبتسم بهدوء وهو يتأمل ملامح أمه الحزينه .. والهالات السودا إلي تحوم حول عيونها بشكل فاضح .. يظهر أي من حزن وإنكسار يتعلق بأطراف روحها .. تدخل جود تركض حتى تمد أيديها بأتساع وتنحني له تحضنه بفرح
" مبرووووك .. مبروووك مبرووووك .. وأخيرا ياربي مانيب مصدقه قسم بالله "
متعب وهو تمايل غصب من حضنها .. رفع يده حتى يحطها على راسها وينفجر يضحك : ذا الحين يقالتس باركتي لي .. لالا .. ماينفع
جود رفعت راسها له : وش يعني
متعب : هديه لي ولها
جود أتسعت عيونها متوهقه : هالحين ذابحني الفقر .. أنتظر يصرف لي البنك إلي فالبيت ثم أبشر
فضيه وهي تضرب أيديها في بعض : أنتي دراهمتس وين تضيع ..؟
جود تسحب أيديها عن متعب معتدله : يمه تروح طلبات.. وش أسوي يعني لا تنسين بتقبل علينا مقاضي الكليه .. مير جهزي نفستس
فضيه تمايل بجسمها رافعه يدها بقهر : هه أستلم
متعب أنحنى يلف يده حول رقبة جود ويشدها لصدره : تراي أمزح يكفيني فرحتكم .. تامرون على شي ..؟
قالها وهو يسحب يده من حول رقبة أخته .. يتحرك صوب الطاولة حتى ياخذ له فنجان وعلى السريع يصب قهوة ..
فضيه : وين بتروح ..؟
متعب : لدوامي .. مدري وش بستفيد والراتب بيروح كله خصميات ع السحبه
فضيه : الله يحفظك ..
لحظات ويوقف معاذ عند الغرفه .. بوجه مكشّر
" وين مفتاح سيارتي "
جود لفت له وبصوت متفاجئ من ملامحه : بالصاله شايفته
فضيه : وش فيه وجهك ..؟
ولا رد عليها .. تحرك بسرعه ساحب نفسه صوب الصاله يدوّر مفاتيحه .. وبسرعه فضيه حركت عيونها لمتعب نطقت بخوف
" شف وش بلاه "
متعب يشرب بسرعه من القهوة رغم حراراتها حتى ينطق وهو ينزل الفنجان : مانيب سائله عن شي .. وأنتم خلو الولد براحته لا تشغلونه بكثرة الأسئله .. ولدتس ماهوب بزر .. لا نوى يحتسي ويستشير ويفضفض ماحدن براده !
قالها بعدم أهتمام حتى يتحرك ببطء قبالهم طالع .. أتسعت عيون فضيه بقوة .. نطقت
" وش إلي نخليه براحته "
جود هزت كتوفها بحيره : مدري يمه .. مدري
فضيه : حتى أبوتس طالع من فجر الله على وجهه ولا قالي وين هو ساري ياحافظ !!
.
.
.
كما النجم الهارب كانت في حياته .. !
تشق طريقها الضوئي وين ماتندفع صوبه .. عمره ما أحتاط من بساطتها .. من الامبادئ في حبها له .. الاوعود .. البدايات فقط معها .. رغم أنه رفع راية الأنسحاب عن حياتها بحجج كثيره .. تدرك سرابها .. ورغم هالشي فكت له القيد حتى يبحث عن مايبي في أنثى غيرها ..
ينحني بجسمه يساعدها تنسدح على ظهرها ببطء .. و بسرعه يجلس بجنبها ولا زالت يده تحضن يدها .. رفعها حتى يميل براسه ويبوسها ببطء
" مبروك علينا ياحسنا "
حسنا بتعب : فرحت !
جلوي أتسعت عيونه بقوة حتى يضحك غصب : وش فرحت .. إلا لو تشوفيني بالمستشفى شلت عبدالله وقمت أدور فيه
حسنا أنفجرت تضحك متفاجئه : أكيد تمزح علي
جلوي : قسم بالله .. أشوا إني طلعتتس من الحكومي وأخذتس لخاص العالم فيه شوي وماحدن يمي .. ولا لو أني بحكومي قالوا عني مهبول
حسنا شدت على يده بقوة : طولوا ياخذون بهالتحاليل .. ماطلعت نتيجتها
جلوي يرجع يبوس يدها : بروح لهم أنا وأشوف بعد شوي .. المفروض منتظرين بس ماقدرت وعبودي نام بجنبي وعلى الكراسي ..
حسنا بصوت ينهار حزن : عبودي مدري وش فيه هالأيام متعلقن فيني بزياده .. لا يبي يروح ولا يجي أنا بالغصب خليته يروح مع عمه ... تركني وهو يبكي
جلوي بصوت كتم فيه الغضب : إيه قالي كل شي يوم جابه لي مشعل
حسنا وهي تتأمل ملامحه : جلوي
جلوي طالعها بصمت : ......................
حسنا : لو ربي تمم لي هالحمل و جتك بنت وش بتسميها
سحب هوا لصدره بقوة ورفع عيونه للسقف.. مخيفه هالنوع من الأسئله بالنسبه له .. بلع ريقه بصعوبه حتى يرجع يطالعها
" كم علي أسكت عشان تعرفين إني ما أدري ياحسنا "
حرك كتوفه حتى ينزل بعيونه ليدها .. يحرك أصبعه الكبير فوق بشرتها ثواني ويحضن يدها بكفوف أيديه .. يجهّز نفسه للرد .. بالكثير والكثير من الوصف لحالته لكنه فالأخير أكتفى بالنفي
" أنا مانيب متخيل أصلا أشوفها .. أنتي شايفه حالتي يوم جى عبدالله ثم منصور"
حسنا بصوت الضعف : قمت تبكي .. أذكر حتى أخواني تأثروا معك دخلوا علي بحاله صعبه والله كنت خايفه لا أحد يكون صار فيه شي
جلوي ضحك : إيه
قالها وعيونه لا زالت تحت .. متجاهل يطالعها .. أبعد كفه عن يدها حتى يرفعها لها من جديد ويبوسها بعمق .. يحرك عيونه لها بنظرة غريبه ماقدرت تفسرها
" أنا ودي أقول لك شي "
يقطع هالكلام .. صوت جوالها إلي أهتز فجأه على الطاولة .. ينزل يدها وبسرعه ينحني ساحب الجوال من على الطاولة .. يفتح الخط وحسنا تعلقت عيونها في ملامحه
جلوي : هلا فوزيه
فوزيه بصوت ضايع : هلا جلوي .. طلعتوا
جلوي هز راسه : إيه من زمان بس يوم رجعنا للبيت وحنا هلكانين من التعب
فوزيه : الحمدالله وأخبارها .. ماقالوا عنها شي
جلوي : أخذوا عليها تحاليل تسثيره وبعد شوي بطلع أشوف النتيجه ..
فوزيه بحزن وبأندفاع غريب : جلوي أنا غلطت مع نوق غلطه تسبيره .. لا تسألني ليش سويتي تسذا
سحب يده عن يد حسنا حتى يفز واقف .. يتحرك ببطء صوب باب الغرفه بثوبه الأبيض وشعره المبعثر
جلوي : إيه
فوزيه : أمس .. دقت عليك واجد يمكن فوق 10 مكالمات .. ويوم رديت عليها
جلوي فجأه حس أنه على أعصابه : إيه
فوزيه وهي تحاول تتكلم : طبعا سألتني عنك وقلت لها إنك ..
سكتت .. حتى يرد بسرعه
" أخلصي علي .. وش قلتي "
فوزيه بحزن : قلت لها إنك رحت لحسنا وهي حامل وأنا أتمنى يجيك بنت ثم ردت علي إني أبي أقهرها بهالسالفه وخانقتني ( وبإنهيار ) والله مدري وش صابني أستغفر الله .. دقيت عليها جوالها مقفل .. وخواتها مايردون نهائي ..
جلوي بصدمه : نعم !!
فوزيه : أنا ...
جلوي صرخ بقوة : مجنونه أنتي فيتس شي .. هي فاضيه أصلا بعد إلي سواه عمي في أختها .. شايله عقلتس بيدتس يافوزيه .. شايلته أنتي .. هو أنا وش ربي معطيني من خوات أخلص من البتول وأطيح فيتس يعني .. لمتى بتفكوني من هالتصرفات .. تبوني أموت ناقص عمر أنا ..
فوزيه بخوف : والله ...
جلوي بغضب وهو يحرك يده وملامحه ثارت : مالتس شغل بحياتي تسولفين فيها عند أي أحد بالعربي .. وش دخلها نوق تقولين لها .. هذا بدال ما تسألينها عن أخبار أمها وأختها .. وتتطمنين عليهم .. ضرب مختس أنتي بعد .. خلاص .. ماعندي شغله إلا تصرفاتكم .. فكوني أنتي وأختتس فكوني خلاص ترا أنا مابقى بيني وبين المرض إلا تصرف منكم واحد ثم أطيح
فوزيه بخرعه : بسم الله عليك
جلوي رفع يده بقوة : روحي وراتس أقول
أبعد الجوال عن أذنه حتى يرميه بقوة على الكنب .. يتحرك بأندفاع وخطوات واسعه راجع للغرفه .. يدخلها .. خطوات متقاربه حتى ينحني يسحب شماغه وعقاله مع الطاقيه يبي يطلع
حسنا بخوف من صراخه : صاير شي ..؟
جلوي وهو يمشي وبدون مايطالع فيها : إن أحتجتي شي دقي على رقمي لأني بروح أخذه من بيت أبوي ..
بدون حتى مايطالعها رفع أيديه يلبس طاقيته .. يطلع من الغرفه مندفع بأنفاس حاره وملامح ثارت قهر وغضب .. يتوجه لمدخل البيت .. يوقف لثواني يرمي الشماغ على راسه .. يحط العقال ويرفع أطراف الشماغ بدون أهتمام راميها لفوق بفوضويه .. ومن أنحني فاتح الباب
حتى تطلع بوجهه الجازي .. تبتسم من شافته ..
الجازي : صباح الخير يابو منصور
جلوي بدون نفس : وخري عن طريقي أحسن لتس
وبطوله أندفع عابرها .. وقفت عند الباب جامده بعيون متسعه وبسرعه تداركت صدمتها حتى تتحرك بخطوة وراه .. تمد يدها تمسك يده وبأقوى ماعنده نفضها .. تتراجع ماسكه ذراعها من الخرعه
" أحسن لتس ما تتعرضيني أو تطلعين بوجهي لين ما يتم أمرتس "
تحرك بخطواته مندفع للشارع حتى يوقف .. يحط يده على مكان الجرح ويغمض عيونه بقوة .. مايدري كيف بأنفعاله نسى هالجرح إلي يحاول يداريه من كل ألم .. ياخذ نفس بعمق ويتحرك صوب سياارته .. يفتح الباب ويركب رامي جسمه على السيت .. يعض شفاته من الألم إلي أزداد فجأه .. ينحني ببطء مسكر الباب حتى يشغل سيارته وينطلق بسرعه صوب
بيتها .. متحرر من كل فرحته ومشاعره وكأنه ماعاد يمتلك غير لغتها .. أتصال يوصل ل 10
مكالمات أكيد الأمر مهم للدرجه إلي تركتها تدق بهالشكل .. بعد ما أطلق قيد خطواتها للرحيل والبعد .. دقت عليه لكنها قطعت هالأتصال وسط معركه مع ذاتها .. تدق أو ما تدق .. يعرف
إنها كانت تعيش الصراع النفسي قبال فاجعة ما وصلها من أتصال .. لكن في كل الأحوال لجأت له .. ولا يقدر يوصف بأي كلام سعادته إلي دفنها في صدره قبال أتصالها عليه .. في لحظة .. كان وده يسألها ليش أتصلت عليه .. لكن الجنون ذاته لو تجرأ يسألها هالسؤال والجرح في صدورهم ينزف .. !
تمر الدقايق .. حتى توقف سيارته قبال بيتهم إلي كان خاوي من أجسادهم .. يصرخ بشعور الوحده .. أطراف هالبيت بارده .. جدرانه مكتئبه والشمس أشرقت عليه حزينه .. الباب يسأل .. من رسم على ملامحنا الحزن .. من غدر !
يفتح باب السياره ببطء و ينزل .. يوقف بطوله يطالع البيت بصمت .. ونسمات الصبح
لا زالت تعلق في كل التفاصيل حوله .. يرفع يده بعبث يمسح على شعره حتى يتحرك .. دافع معه باب السياره .. يسحب هوا لصدره بقوة وخطواته تقترب من باب الشارع .. لكن تجمد خطواته وقلبه يسكنه كما الهم فجأه .. من هبت هوا بقوة حتى يصدر للباب صوت ..
تنزل عيونه لتحت الباب حتى يدرك بلا مجال للتخمين أنه مفتوح .. يتنفس بصعوبه .. يندفع
بجسمه حتى يمد يده الطويله للباب ..يدفعه بكل قوته وينفتح على الأخير .. يظهر له الحوش
خالي .. تدور عيونه فيه والصمت موحش .. تنعقد حواجبه بقوة حتى يدخل والشمس تنشر
شعاعها في الحوش كامل .. مستثنيه ما يعيش في ممرات البيت .. كان البيت ساكن بصوره
أرعبته ... يتقدم ببطء .. يجر الخطوة ورا الخطوة وعيونه لا زالت تدور مابين المساحه الشاسعه فيه .. والأبواب والشبابيك الظاهره قباله .. لحد مادفع برجله مفاتيح البيت بدون قصد حتى تصدر صوت من تحته .. ينزل بعيونه لتحت والفاجعه أدركته بلا شك .. ينحني
يبلع ريقه بصعوبه .. وملامح الصدمه تعلق فيه .. حتى يسحب المفاتيح من بين أصابعه معتدل بوقفته .. يلقى أنفاسه تضيق وتختنق .. يندفع أكثر بخطوات متسعه .. صوب باب المدخل بطوله ونحافته .. يفتح باب المدخل دافعه بقوة .. تتسع عيونه بصدمه والصمت وحده من أثبت له مقدار الكارثه .. تتراجع خطواته فجأه حتى يركض متناسي الألم
لباب الشارع .. يتحرك بخوف صوب سيارته .. يفتح بابها ويركب .. يندفع بسرعه جنونيه صوب بيت أبوه .. ومن وصل فتح باب السياره حتى ينزل مسكره وراه .. يحط يده
على مكان الجرح وهو يدفع خطواته صوب باب الشارع بالإجبار ..أفكار مجنونه تثور في عقله .. تتشابك .. تعجز تلقى أستنتاجات مقبوله .. مرعب كل ما أدركه في عقله .. ومن دخل من باب المدخل وقف يصرخ ..
" يبااااااه .. يباااااااااااااه "
ترتفع كتوفه من قو الألم .. ينحني بلا شعور وهو يتنفس بصعوبه .. تندفع فوزيه داخله عليه بخرعه من قسم الرجال .. وعيونها متسعه برعب .. لحظات ويطلع أبوه يشاركها نفس الخوف .. ومن وقف قباله .. نطق جلوي بصعوبه
" يبه .. ألحق .. أقبلت الكارثه علينا من جديد وتسنها ما أنتهت ! "
منصور حرك أيديه بأندفاع وخوف .. صرخ وشكل ولده أربكه : وش العلم ..؟
جلوي حرك يده إلي ترجف من الألم صوب أبوه وهي تضم مفاتيح بيت نوق : أم نوق تركت بيتها مع بناتها
فوزيه حطت يدها على صدرها : يارب رحمتك
أنحنى أبوه بقوة داخل لغرفة المجلس حتى يطلع يشيل بيده شماغه وعقاله .. خطواته المتسعه تندفع عابرته يركض طالع من البيت .. تحرك جلوي وراه يحاول يجاري خطواته ..
يطلعون صوب السياره ..
منصور : وين روّحوا ..؟
جلوي والصدمه يحسها تشله : مدري يبه .. مدري
منصور يفتح الباب إلي بجنب السايق : يم بيتهم خذني بسرعه
جلوي يسرعه يفتح باب السايق : أبشر
.
.
.
القصيم
تحرك عباتها جامعتها بكف يدها وهي تنزل من درج صغير وباليد الثانيه تتعكز على عصاها .. تنطق بصوت شبه مسموع
" لا إله إلا أنت سبحانك .. أصبحنا وأصبح الملك لله "
أصوات العصافير وأوراق الشجر إلي تدفعها الهوا يمين ويسار يتردد على مسامعها في حوش بيتها الواسع الكبير .. تعانق خطواتها التراب حتى تتحرك صوب دكه على يسارها ..
مفروشه بالسجاد والمساند تحاوط جهاتها الأربع .. تنادي
" يانشميه .. نشمياااااه "
تتحرك بخطواتها البطيئه صوب الدكه إلي تظللها أوراق الشجر فوقها .. لحظات وتطلع خدامتها من وراها والنوم لا زال يعانق ملامحها السمرا
" يس ماما "
توقف أم بتار حتى تلف لها وهي ترفع يدها
" هاتي علاجاتي إلي بغرفة المقلط .. نسيتها هناك ومانيب محرزه أرجع من تالي أجيبها "
تظل الخدامه واقفه متنحه بنحافتها وهي تشبك أصابعها مع بعض .. يلتف حول راسها شيله سودا .. ترجع أم بتار بضيق تنفض يدها بوجه هالخدامه
" علاج علاج .. ماتعرفينه "
تكتفي الخدامه تهز راسها وهي تبتسم بعدم فهم .. صدت أم بتار بعصبيه حتى تنطق بحده
" روحي فارقي عن وجهتس .. والله لا جى بتار لا أقوله يقلعتس عني .. ماعاد لي حاجتن في وحده حتى حتسيي ماتعرفه "
تتحرك والخدامه أكتفت تنحني ببطء براسها وتدخل .. تكمّل أم بتار خطواتها صوب الدكه .. حتى تميل بعصاتها على حافة الدكه تاركتها وتدخل .. تنحني جالسه قبال صينية القهوة والشاي والفطور .. تنطق بعصبيه
" حسبي الله ع عدوتس تسانتس رفعتي ضغطي "
ثواني ويررتفع صوت جوالها إلي بجنبها على المركه .. تسحبه وعلى طول تفتح الخط .. يستقر على أّذنها
" هالو "
تبتسم من أندفع صوته المبحوح
" حي هالصوت .. حي الله بنت الشيوخ .. بنت النشامى أهل الوقفات والفعول والطيب "
" حي صوتك وأنا أمك .. "
" أكيد أنتس هالحين قاعدتن بدكتتس وقبالتس قهوتتس "
تنفجر تضحك وهي تجر برقعها وتتمايل بجسمها
" إي والله إنك صادز .. توي قاعده يمي "
يندفع بعشق لتراب الجنه وريحتها
" ألا ليتني يمه عندتس وأبوس رجولتس وأيديتس ... يافيني شوق لتس يعانق حدود السما إي والله "
" وينك أنت يمي .. عساك مانتب بعيد "
" والله ياميمتي .. حولتس ماحنا ببعيد بس تخبرين على ماقلت لتس .. لزوم أأمن لأم نوق وبنياتها ما يحتاجونه .. وأنا عارفن أنهم ماهم بحاجة شي لكن كود أتطمن بس "
" حياها الله مبعدتن طول بطنها عن الظلم وأهله .. يكفيها يمي أنها معززتن مكرمه في بيتها لا لها مطلبن عند أحد ولا أحد يطلبها بشي .. بس أنت ماعرفت وش له طلبت الجيره "
" الأمر شين تسايد ما توكدت من تفاصيله ولا بي أشغلهم هالحين لا أرتاحوا في بيتهم ورجعت مع النوري باخذ منها العلم كله "
لحظات صمت حتى ينطق
" أخليتس يمه هالحين "
" ربي يحفظك .. ربي يحفظك يمي "
تبعد الجوال عن أذنها حتى تنزله على المركه بجنبها .. تنحني بصمت تسحب ترمس القهوة مع الفنجان مقربتهم منها .. يندفع باب الشارع بقوة حتى تدخل بنتها سعده ووراها ندى إلي وقفت تسكر الباب .. تتحرك بخطوات واسعه وهي ترفع يدها
" يمه .. مادريتي باللي صاير "
تنزّل أم بتار الفنجان بخوف حتى ترفع راسها لبنتها إلي جايه تمشي لها بخطوات واسعه عجله بعبايتها ..
أم بتار : بسم الله وش صاير ..؟
تقترب سعده منها حتى تدخل الدكه وتنحني جالسه قبال أمها
سعده : أم نوير بنت عبدالله .. طالبتن الجيره من ولدتس .. ومرسلن لبيتها عيال عمي كلهم
أم بتار بدون أهتمام ترجع تسحب الفنجان وتصب لها قهوة : ........................
سعده تسحب نقابها وتجر شيلتها منزلتها : يعني بالله وش ذا العايله ومشاكلها أستغفر الله
ندى وهي تقترب منها وترفع أيديها تفسخ نقابها .. نطقت بأستهزاء : زودن ع سواد الوجه في ماضي مسويه أبوها .. كملتها أمها .. يارب لا تفضحنا بس
سعده ترفع يدها وتأشر فيها : إي والله قولي الحمدالله الذي عافانا مما أبتلاهم .. هالحين خل هالنوير ترفع عينها بوجهنا .. وأظني بعد ماعاد لها وجه .. يقولون الجيره من أهلهم بالرياض .. ( ترفع عيونها للسما ) أستغفرك يارب
ندى تنحني جالسه بجنب أختها وبدون نفس : لا وبعد الأخ خلاص بصمنا أنه أخذها يراضيها .. ( طالعت أمها ) مير أنتبهي لولدتس .. ذولا حريم لحالهن وتلقين يبنه لهن سند لا يزحلقون لولدتس ويخلونه مثل الخاتم بأصبعهن .. كيد الحريم مصيبه سودا
سعده تطالع أمها وبأندفاع : ندى صادزة .. من تزوجها ما قعد فالديره إلا شوي .. وهو قبل مايقوى على فرقاتس .. شوفيه على وجهه أخذها وراح فيها حتى ماندري لوين ولا بعد زودن ع تسذا ماهوب راضي يحتسي مع وحدتن فيها قلبت مخه بنت أبليس .. أنتبهي يمه ذي قبل
مخططه ع أبوي هي وأمها
أنتفضت بقوة من رمت أمها الفنجان بقوة بالصينيه .. حتى تندفع ثايره
" قطع لسان أنتي وياه .. هو أنتن بدال مالوحده تعترف بخطاها وتقدّر أخوها .. وتحترمه وتقول عشانه أحاول أراضيه تجي الوحده بقواة عين تسذا وتحتسي علي بذا الحتسي إلي يجيب الهم والغم .. "
ندى تتكتف : والله يمه حنا ماسوينا لها شي .. هي إلي قامت تحسب إننا نبي نهينها .. ومسويه لي المظلومه ..
سعده أنحنت تضرب فخذها : بهذي صدقتي
أم بتار صرخت : أنا وليدي ماراح أخسره أخرة عمري بسبب هالقيل والقال .. وبكون معه وبشوره وين ما أقفى .. وأنتن مخطيات من راسكن لساسكن .. وتستاهلن ماجاكن من حتسي من أهل الديره ..
سعده بضيق : يعني يمه يرضيتس يحتسون فينا بسبة هالنوير
أم بتار : والله توتس توافقين أختتس على ماتقول .. أمشن على مقفاكن لين الوحده لا طاحت ماتلقى حولها أحد ..
رفعت يدها لفوق .. وبتهديد
" ووالله .. وهذاكن تسمعن .. والحتسي توصلينه لخواتتس أنتي وياه ولذريتكن .. إن سمعت بطاري الجيره .. قعدت على لسان وحدتن فيكن بتفاخر وتقليل من أم نوق وبنياتها .. والله ثم والله .. ماراح تعيّن مني خير .. أساسا هو أمر الجيره .. صارت عشان فعول الطيب من وحدتن فيكن .. بتحيين وتموتن ولا درا عنكن أحد .. كله من تحت يد هالولد إلي فعوله وطيبه ومراجله .. زوّجتكن أنتن وحده ورا الثانيه من يوم وهو صغيّر وكلن يذكره بالخير .. "
سعده أتسعت عيونها بقوة : من متى يمه .. من متى ماشاء الله صرتي معهن ..
ندى بعصبيه : ولا بعد .. عشان أم هذيك وفعلتها !
أم بتار تمايلت بجسمها لبناتها : أنتن تحسبن أمر الجيره شين هوين .. ما حد أم نوق على الجيره إلا ظلمن طايلها وطايلن هاليتامى إلي معها .. وما تبعد عن الظلم وتلقاها في بيتي وبين أهلي وربعي .. هذا الموت الحمر يابنت أنتي وياها .. مير لا سمعت هالحتسي إلي قبل شوي
أشرت على باب الشارع
" طلع من برا وتناقلوه الخلق .. والله لا أخلي بتار يتصرف معكن وأقوله فكني من أذاهن .. تبن الردى من تحتي يسري وأسكت وأنا من أهل الفعول الطيبه .. وأبوي شيخن تسان يذود الظلم عن الضعوف بماله وسيفه .. قومن .. قومن فارقن عني ولا أشوف وحدتن فيكن لين تطلع شمس باتسر .. يلاااااا "
رفعت ندى حواجبها بقوه وعيونه أتسعت بصدمه وماتدري أمها وراها بهالشكل قلبت عليها
سعده بهدوء : يمه دقيقه .. بنقولك
أم بتار بعصبيه : قومن فارقن عني يلا
سعده : يايمه وراتس شبيتي فينا
أم بتار صرخت : ماتوحن أنتن ...؟
تحركت ندى بعصبيه وأستنكار لكل ماقالته أمه حتى تتحرك بقوة طالعه من الدكه .. لحظات وتفز سعده بقلة حيله تتبع أختها ..
سعده : وش بلاها أمي ...؟
ندى وهي تتحرك لباب الشارع : قدرت عليها بنت عبدالله مثل ماقدرت على ولدها بالعربي .. حنا الخبول إلي فتحنا لها الطريق تسوي كل شي وأكلناها بالأخير
توقف عنده بقهر حتى تعدل شيلتها وتلبس نقابها
سعده : إذا أمتس تسذا أخوتس لا جى وش بيسوي
ندى بحده نطقت وهي تنحني تفتح باب الشارع:ماهوب مطالع بوجهتس ووجه خواتس كلهم !
سعده بخوف : يارب تستر بس
.
.
.
الخرج
يجلس وحيد قبالها وهو بعبث يفرك كفوف أيديه ... متصالح مع هالصداع إلي تركه مع جده مابين النوم والصحوه قبال ماحدث من هالعمه .. فيما جده كان الأمر أصعب بكثير والأمر ظهر
من بنته .. كم يدرك أن الشي الأكثر رعب بالنسبه لهم كلهم .. إنهم فجأه لقوا أنفسهم مجردين
من كل شي .. مطلعين على شر غريب في نفس تنتمي لهم .. الأسباب مجهوله .. ياخذ نفس بقوة .. ينطق بصوته الهادي ..
" بإذن الله في حال حددت الزواج .. أبكون على أتصال مع عمها .. "
يقرر فجأه يفز واقف منهي هالزياره المفاجئه إلي قرر يتمها في هالصباح وهو تأخر كثير
فيها .. توّرط بمشاكل كبيره دفعته بعيد عن أمر زواجه .. ترفع الجده عيونها له
" أنت جاينا مستعجل ..؟ "
رفع حواجبه بإندهاش .. نطق وهو يمسك جيوب ثوبه بعبث
" لا والله يمه .. أنا قلت أجي أسلمكم المهر عشان ما أتأخر على البنت .. وتارك أبوي تعبان في البيت "
" مايشوف يشر .. بس حتى القهوة ماشربت منها غير فنجان "
أبتسم ببطء وهي تأشر على صينية القهوة والشاي ..
" بإذن الله الجايات أكثر "
قالها حتى ياخذ نفس بقوة عند آخر كلمة .. يحرك عيونه يمين ويسار حتى يتحرك بتردد
" فمان الله "
تحرك بخطواته التايهه صوب باب المجلس .. أبدية حزن تستعمر قلبه من قرر يترك بيت
جده ويجي للخرج .. تحت سطوة هالحزن لقى نفسه يسلمها المهر مع كلمات معدودة ويغادر على عجل .. رغم أن جدته وصته مع التهديد أنه لا يروح لهم دونها .. تقوده خطواته لباب المدخل مندفع لبرا البيت .. يمشي ببطء .. لو فرضا عرفت جدته وش من أمر سئ بتحس فيه وهي تعيش حاله من الخذلان قبال ماسوته بنتها من ظلم فجعهم أجمعين .. !
مايظن أصلا أنها بحاله تسمح تروح للخرج وتقابل البنت وجدتها ..؟
وهو قطعا مايقدر يأخر تسليم المهر أكثر .. يقترب من باب الشارع وعلى طول سحب من جيبه مفتاح سيارته لكن أنتفض فجأه من أندفع الباب بقوة حتى يرتطم ببعض مصدر صوت قوي .. قعد يتحرك بأتجاهات مختلفه من قو الخرعه .. توقف هي قباله مثل جذع شجره
.. تمد له ورقه .. لف يطالعها بعيون متسعه ولايدري من وين طلعت له .. تحرك معطيها ظهره بسرعه ورجوله تهتز بقوة .. ماخذته الهواجيس والتفكير لأبعد مكان وفجأه يرجع
للواقع بضرب باب وخوف .. !
" أمسك "
تقولها هي الواقفه وراه .. رفع عيونه للسما ياخذ نفس بعمق يحاول يشتت شعور الخوف إلي يشله .. وقلبه كأنه يقفز بقوة داخل ضلوعه .. يلبس ثوب أبيض مخصر على جسمه .. والغتره البيضا ترتمي أطرافها على كتوفه بأناقه .. رجع يتنفس بقوة من جديد حتى يعتدل براسه .. عيونه الواسعه متسعه أكثر وهو ماهو مستوعب كيف تطلع بوجهه فجأه بهالشكل
وتوقف ورا الباب المفتوح .. وش جاي في بالها .. لا يكون مخططه على شي .. وبسرعه لف
لها .. تأمل شعرها المرتب ..وإلي لا زال يغطي عيونها .. خشمها .. شفاتها .. لحظات وينزل لتحت .. للتي شيرت الواسع إلي تلبسه ويوصل لحد ركبها .. رجع من جديد يتسلق تفاصيل جسدها لين ما أستقر نظره على عيونها إلي مغطيه بغرتها .. يتبادلون
الصمت .. لحظات وتمد له بقوة وأندفاع الورقه من جديد .. تنطق بحده
" أمسك "
حرك يده ببطء صوب الورقه ومن مسكها .. أندفعت تركض بقوة تاركته .. لف بسرعه
صوبها وهي تجاهلت باب المدخل رايحه تركض للحوش الخلفي .. الشمس فوقهم تغطيها الغيوم .. عقد حواجبه بقوة حتى يفتح الورقه وأنفاسه لا زالت متسارعه .. تجمد عيونه
على مافي الورقه .. !
يقرا أسم أخوها " وليد " مكتوب على راس الورقه والباقي كله كلام أنجليزي ..
حس للحظات أنه ماهو فاهم ليش متخبيه ورا الباب ومتشجعه تواجهه حتى تعطيه هالورقه .. وهي إلي حلفت تنتقم منه .. يقطع هالأفكار صوت جوال وبسرعه دفن يده في جيبه ..
ساحبه وببطء لف براسه لورا مكان ماركضت .. يفتح الخط ويستقر عند أذنه
بادي : هلا
جلوي بخوف ثار في صوته : أنت وينك
بادي : وش فيك
جلوي : جدي طاح علينا فالبيت .. وطلبنا له الأسعاف بس رفض يروح لأي مكان !
بادي صرخ بقوة : ليه وش صار له .. تاركه وأنا متأكد من ضغطه وكل شي
جلوي وصوته أهتز : تعال تسانك قريب .. تعال كود لا شافك يطاوعنا ويروح للمستشفى بسرعه
أبعد الجوال عن أذنه حتى يندفع بكل قوته يركض صوب سيارته !
.
.
.
توقف قبال بيت أبوها المفتوحه أبوابه .. وهوا قويه تهب تحتضنها وترحل .. تتحرك ببطء صوب باب الشارع .. تتسائل ليش تحس أطراف هالبيت بارده .. موحشه على غير عادتها .. رغم أن صوت الضحكات يوصل لمسامعها !
تصعد الدرج وتندفع بجسمها حتى توقف خطواتها إلي بدت ترجف .. تشوف أمها تمد أيديها صوب ولدها عبدالله وتحضنه وهي تجهش فالبكا .. تعلمه وش كثر مشتاقه له .. والكل واقف يسلم عليه بسعاده ... عواد .. جلوي .. منصور .. عبدالعزيز .. و بناته .. بناته الأبتسامه
ماتفارق شفاتهن .. ترفع أم نوق يدها وهي ترحب بالكل .. وبهالجمعه الطيبه .. تحاول تتنفس بصعوبه من لفت لها أمها وبصوت يجهش فالبكا .. تطلب منها تتقدم تسلم على أخوها الراحل وهذا هو رجع .. رجع لهم والكل فرحان فيه .... يدركهم أجمعين .. ماكان يعاني من الزهايمر أو شي .. كأنه بقمة شبابه وعافيته .. ينحني يبوس راس أمه .. يتقدم يحضن أبوه .. وينادي بناته بأسمائهن وحده وحده .. الكل سعيد بشكل ما يوصف ..
غيرها هي .. إلي ظلت جامده من رجوعه .. هل بيعترف بكل شي سوته ..؟
وش رجّعه من جديد لحياتهم وهو رحل بلا عوده ..؟
ليش الكل طاير من الفرح فيه .. ماغير أمه الوحيده إلي تبكي من الفرح والشوق له ..
ترجع أمها ترفع صوتها أكثر ... تطلب منها تتقدم .. وبأنفاس أندفعت متسارعه .. تحركت صوبه .. أقتربت منه أكثر وأكثر وعواد يسولف للبنات ويضحك بصوت عالي .. توقف قباله .. ملامح وجهه الصارمه القاسيه أمتثلت قباله ولا تغيّر .. هو هو أخوها .. لكن وجهه
كان أبيض رغم سمار بشرته .. وشدته إلي تثور في تقاسيم جسمه تغادره .. يبتسم قبالها
لين بانت أسنانه .. ياجمال هالأبتسامه إلي فقدتها ..!
ماتدري ليش أنهارت شوق له .. ومن نوت تنحني تسلم عليه .. حرك يده الضخمه دافع كتفها
بأقوى ماعنده .. تراجعت لورا غصب .. نطق بصوت حاد .. جاف
" حسابتس مقبل والقاضي بيني وبينتس يانوره الله وحده .. ولا مخلوق بيتدخل ! "
أنهارت تبكي بفاجعه من هالكلام .. تصرخ فيه
" وش تقول أنت "
ولا كان مهتم أحد فبكاها بينهم .. تتقدم أمه توقف جنبه .. تحط يدها على ظهره ..
تبتسم .. تطلب منه يروح معهم لداخل البيت .. ويغادرونها ..
تصرخ بقوة حتى تتحرك صاحيه من النوم .. تفتح عيونها بقوة وهي تتلفت يمين ويسار ... تحاول تاخذ نفس ماهي قادره .. تحط يدها على صدرها حتى تنطق من بين أنفاسها
" بس .. بسم .. بسم الله .. بسم الله .. بس .. بسم "
رجعت تبي تنطقها ماقدرت .. أنحنت بقوة وجسمها كلها يرجف .. العرق يغطي وجها وأيديها .. في غرفة النوم المظلمه .. وسط سريرها وحيده .. وش جاب طاري عبدالله هالحين ..
ليش جاها بالحلم .. كابوس .. كابوس مرعب .. رفعت ظهرها حتى ترمي البطانيه عن رجولها بقوة .. نزلت من السرير وهي تحمد الله ألف مره أن هالكابوس أنتهى .. وقفت وهي ترفع أيديها .. تفرك وجها الشاحب بكفوف أيديها .. لا زالت أنفاسها متسارعه .. تتحرك
بخطوات متوسطه طالعه من غرفتها وشعرها من العرق ممسوح للورا .. تتمايل على خفيف
وهي تجر الخطوة ورا الخطوة صوب الدرج .. تنزل منه والصمت قاتل .. توقف بخوف
من سمعت صوت باب المدخل يطق بقوة .. أنقبض قلبها ولو كان زوجها أكيد عنده مفاتيح
البيت .. تتحرك تنزل بخوف يهز جسدها .. تدفع جسمها بالغصب بالصاله صوب قسم الرجال.. تقترب من طق الباب حتى تنطق بصرخه
" مين "
" أنا "
أبتسمت بسرعه ماهيب مصدقه وعلى طول ركضت صوب الباب تفتحه .. تتسع عيونها بقوة من ظهر ولدها قبالها .. عيونه متورمه بشكل يفجع واللون الأخضر يدور حواليها .. ماتدري إذا يشوفها أو لا .. جفونه مطبقه على بعض .. على طرف شفاته المتورمه.. كم غرزة من جرح كبير .. حطت يدها على صدرها شاهقه بقوة ولو تشوف ولدها بغير مكان ماتعرفت عليه .. جروح كبيره في جبهته وكأن أظافير قاسيه ماره على جلده بلا رحمه .. أنهارت تبكي .. تردد
" حسبي الله عليك يامتعب .. حسبي الله عليك "
تحرك ببطء وهو بالعافيه يمشي حتى يدخل الممر .. يعرج بقوة عابر أمه صوب الصاله ..
أزارير ثوبه مفتوحه كلها .. لازالت أثار الدم والغبار تلطّخ بياض الثوب !
تمشي وراه نوره وهي تبكي منهاره
" حسبي الله عليه ..حسبي .. "
ينطق هو بصوت ثقيل .. بالعافيه قادره تسمعه
" تعرفين وين أبوي "
وقف فجأه لف لها .. وهي بخوف تراجعت لورا خطوتين .. شكله يفجعها .. صارت تحرك عيونها الغارقه بالدموع بأتجاهات مختلفه .. كمّل
" أبوي هج عن الرياض وأخذ معه ريان "
طالعته بعيون متسعه .. تحاول تستوعب وش يقول .. نطق والدموع بدت تظهر من عيونه وهي تبلل المنطقه المتورمه رفع يده .. يحاول يمسح هالدموع .. يطبطب عليها بكم ثوبه
عشان ما يتألم ..
" مرني بالمستشفى وتفل بوجهي .. وقال .. قالي لا عمري أشوفك ولا تتصل حتى على أخوك عشان ماتفسده "
أهتزت شفاته .. تغرق بالعبرات .. تتحرك كتوفه من ما يخنقه .. لحظات وينفجر يبكي قبالها .. ينحني براسه وشعره متبعثر يشاهق بقوة .. وهي بفاجعه أتسعت عيونها .. تحركت صوبه .. تمسك كتفه .. تصرخ فيه
" تسيف يعني ..أخذ ولدي معه ..؟ "
هزت كتفه بقوة
" ماتنطق "
صرخ فيها
" يعني أنتس بيدينتس هدمتينا كلنا .. يمه .. أنا ولا شي هالحين .. أنتهيت أنتهيت "
تنحت فيه .. ومن هول ماتسمع هزت راسها
" لا مستحيل أبوك يسويها .. مستحيييل "
رجع يصرخ فيها بأقوى مايقدر عليها
" أبوي طلقتس وهج من الديره ماخذ أخوي معه وقالي أستلم ورقة الطلاق من المحكمه ! "
كان يقولها وهو يشاهق من البكا وعلى طول تحرك معطيها ظهره .. رفعت أيديها تضرب خدودها .. وتصرخ
" ياويلتس يانوره .. ياويلتس .. "
أنهارت تبكي
" وش بسوي ذا الحين .. وش بسوي "
نطق هو من بعيد بحزن وأنهيار
" أنتهينا كلنا .. أنتهينا ! "
.
.
.
يفتح باب سيارته بقوة ويدفعها بأقوى ماعنده وهو يركض صوب باب شارع بيت جده .. يندفع يدخله صوب المجلس الخارجي .. تدور عيونه بكل تفاصيله وصدره يرتفع وينزل بقوة .. وبسرعه أندفع بجسمه يركض وسط هالشمس الحاره صوب البيت .. يدخل المقلط بهلع .. فاضي .. يتحرك صوب الصاله وأطراف شماغه مرميه ورا كتوفه .. ينادي ..
" يمااااااااااااااه .. يبااااااااااااه "
ولا من صوت يرد عليه .. وبسرعه يسحب جواله من جيبه .. يدق على رقم جلوي
وعيونه بقوة متسعه خوف .. ينطق من أنفتح الخط
" وينكم "
صوت بارد .. قاتل .. أدرك فيها حجم شي مهدور
" في بيت أم نوق "
ماكان صوته سعيد إنها مثلا شرّعت لهم أبواب بيتها .. أكيد صاير شي أعظم .. وبسرعه طلع يركض .. يطلع للشارع وخطواته تزيد أتساع .. يقطع الشارع صوب بيت أم نوق .. حتى يشوف سياره جلوي .. وعبدالعزيز واقفه عند الباب المفتوح كله .. تتسارع أنفاسه بقوة وهو
يقترب من بيت أم نوق .. يعبر مابين السيارتين .. حتى يدخل من باب الشارع .. يسمع أصواتهم في مجلس الرجال الخارجي .. يندفع بكل قوته داخل .. تتسع عيونه هلع وخوف على جده المتمدد على الأرض .. يغطي عيونه إلي تفضح أنهياره بذراعه .. وبسرعه تحرك عابرهم .. طاح عند جده والعبره خنقته .. أبعد يد جده حتى تظهر له ملامحه إلي تمكّن منها التعب والشحوب أكثر من أي وقت .. نطق بحزن
" وش فيك يبه .. "
تنفجّر وراه أم عبدالله تبكي وهو ما أستوعب وجودها .. يلف يحاول يبلع العبره .. من هالمآساه إلي أشرقت عليهم وكأنها ما أبتدت !
رفع عيونه لجلوي إلي ملامح وجهه عالم من الصدمه والحزن .. عمه منصور إلي كان يجلس على المركه ماسك راسه وعقاله قباله مرمي .. عمه عبدالعزيز إلي يتربع .. متكتف بوجه يفيض من الضيق .. وكأن الحزن والألم يدوسهم بالأقدام .. نطق بقهر
" وش فيكم .. وش صاير "
يسد نور الشمس مشعل إلي وقف عند إطار الباب بطوله ولبسه السبورت وعيونه بصدمه تنتقل في ملامحهم ..
نطق جلوي ونظراته بعبث تتدحرج على السجاد ..
" أم نوق طلبت .. الجيره من أبن جهيمان وجى أمس نقلها يم بيتها مع بناتها كلهم "
بادي بصدمه : نعم !
مشعل بقوة أتسعت عيونه .. أندفع بعد إستيعاب داخل أكثر : وش قاعد تخربط فيه ياجلوي
أم عبدالله بصوت يغرق فالبكا : جيرتها سواد وجه لنا وقطيعه وبعد عن بنياتنا .. حسبي الله عليتس يانوره .. وماسويتيه رمانا بالردى كلنا
بادي أعتدل بجلسته ماهو مستوعب : من قالكم ..؟
جلوي أشر لأبوه : أبوي دق على أبن جهيمان وعلمه .. وحذره مانلفي على بيت أم نوق لن أبن عمانه يحرسون البيت !
مشعل حرك يده بقوة : من هو يمنعنا عنها ..( رفع صوته ) من هو ...؟
منصور حرك أيديه ماسك راسه : ياسواد وجيهنا عند العرب .. ياكبرها كبررراااه ..
مشعل بعصبيه : هالحين نمشي للقصيم .. وخله يعترض طريقنا ويمنعنا عن زوجة عمي وبناتها تسان يشوف مالا يرضيه .. أشوفه عوّد علينا بشيخته !
جلوي طالع أخوه رافع صوته : مشعل .. الأمر تسبير .. ولا تحسبن كلامك هذا فعلته شين سهل .. أم نوق دخلت بالجيره وعشيرة أبن جهيمان نارن حمرا .. أسأل أبوي وجدي عنهم .. والله لا يقومون بسلاحهم عليك وعلى من يكسر جيرتهم
منصور وبصوت تملاه الفجيعه : والله لا يصير الدم مهدور بيننا وبينهم .. وين أخذتنا أم نوق .. وين أخذتنا !
مشعل ثار : هو على تسيفه أبن جهيمان .. أنا هالأنسان مانيب مرتاحن له .. من هو يجي ياخذ زوجة عمي وبناتها دون مايحسب حسابنا .. وش حنا عنده رخوووم ! هاااا ..؟
رجع بادي يطالع جده إلي عيونه يلوّنها اللون الأحمر ومنكسر بشكل هاد حيله .. أنحنى له وبرجا
" داخلن على الله ثم عليك يبه .. أوديك للمستشفى .. "
حرك بو عبدالله يده نافضها بوجه بادي وكأنه أبكم عن كل بوح .. رجع مغطي عيونه بذراعه
مشعل وهو يحس الدم يفور في عروقه : أنتم بتظلون قاعدين .. هذولا عرضنا وبوجيهنا نحل الأمر بيننا ولا يتدخل أبن جهيمان
عبدالعزيز ثار : حرمة عمك طلبت الجيره بإرادتها .. ماهوب مطلبن عند أبن جهيمان .. تفهم أنت وش مشكلتنا ذا الحين ..؟
منصور لف له حتى يأشر بيده بحقد : كله من تحت يدك .. وحلها عندك .. تشيل حالك معنا وتروح تطلب السموحه وترد للحرمه وبنتها حقهن كامل من أختك .. تفهم أنت !
وكل مايطلبنه موفى .. كله
عبدالعزيز أنكتم فجأه وعيونه علقت بأخوه : ..................................
منصور بتهديد والغضب يمتلك صوته : وإن أعترضت مايردك عنا غير ماحصل لأختك .. يعوّد عليك .. ماهمنا إلا نترك العرب تاكل وجيهنا .. !
فجأه يرتفع صوته المهموم .. ينادي وكأنه لقى الحل
" وليدي متعب .. نادولي متعب "
الكل تحركت عيونهم صوب بو عبدالله وهو يمد يده إلي تهتز صوب بادي .. وعلى طول حرك بادي أيديه متعلق بيد جده بقوة يسحب جسمه حتى يعتدل جالس بهدوء وخوف لا يأذيه بدون قصد ..
أم عبدالله طالعت زوجها وبصوت بالعافيه ظهر : وش تبي بمتعب ..؟
بو عبدالله بصوت يجاهد فيه يرتفع : بسري معه للديره .. مالها إلا هالولد
بادي بخوف : لا ماتروح يبه
بو عبدالله بعصبيه : دق عليه .. دق ..
يتمايل بتعب وبسرعه حرك يده متساند فيها على الأرض .. مايلبس غير طاقيته والشماغ مرمي وراه على الأرض .. كان وجعه الوحيد المتخاذل مع ألمه أنه هالقطيعه والبعد لبنات ولده رجعت دوامه من جديد وهي سقتهم المر والحزن لين ما أكتفوا !
مستعد يصنع ألف باب للرجوع والبنات من دخلن حياته قدرت كل وحده ترسم الغلا على هيئة قلبه .. يحرك عيونه الملطخه باللون الأحمر .. الحزينه صوب زوجته حتى ينطق
" بحول الله وقوته بيرجعن ومانيب مخليهن "
كان صوته صوبها أشبه بقطعة خشب قادره تنقذها من الغرق .. وهي ماعاد لها قدره على الفراق بلا موعد .. وعلى هالخراب إلي يعيث دمار في تفاصيل فرحهم .. أنحنت متمايله .. متسانده بكوع يدها على ركبتها .. حتى تغطي عيونها بشيلتها .. تجهش فالبكا
" تكفى يابوعبدالله .. تكفى تجيبهن يمنا من جديد "
وكأن ذاكرتهم من كثر ماتملاها الثقوب إلي تجاهلوا وجودها .. تسربت ذكريات دون علمهم للقاع !
.
.
.
الساعه 2:30 دقيقه .. تحديدا القصيم
يوقف تحت أشعة الشمس الملتهبه .. وهو ماسك بيده اليسار طرف من ثوبه رافعه .. فيما يده اليمين تحركت بأمر
" تتناوبون على هالبيت لين مايلفون علينا ربع بو عبدالله .. بعدها يسهل الله طريق كل واحدن فيكم .. "
مساعد يتحرك واقف بجنبه : أنت متوقع جيتهم ..؟
بتار حرك عيونه صوب مساعد : أنت تقوله صادز ذولي الليله عندنا
مساعد وهو يحرك سبحته وبثقه : حنا لها يابن جهيمان
يحرك بتار يده .. تنحط على كتف مساعد وبقوة يشد عليها
" هالله هالله عاد بالأتصال .. لا شفتهم لا تتعرض واحدن فيهم بالحتسي أنتبه ترا يمكن يجونك ثايرين .. أنا لزوم علي ألفي على الديره هالحين "
مساعد : برعاية الله
يفك بتار طرف ثوبه وهو يتحرك بخطوات متسعه .. مندفعه بهيبه صوب سيارته الجيب .. يفتح باب السياره حتى يركب ويسكر الباب .. يلف لها
" نمشي ..؟ "
ترفع حاجبها اليسار بقوة وبصوت حاد .. وهي متكتفه
" اليوم والله بعتبر هالسياره سجن .. بدايه فالبيت ثم هينا "
بتار بإبتسامه وهو ينحني صوب يدها حتى يسحبها بالغصب ويبوسها : ماعليه تحمليني
نوير بخرعه فكت أيديها وهي تسحب يدها : بتار ماهوب قبال ربعك
بتار يعتدل وهو يطالعهم قباله .. يتكلمون : ماهم يمك ترا ..
حرك السياره بهدوء وهي لآخر لحظة أنحنت له برجا .. مسكت ذراعه بأيديها الثنتين
نوير : الله يخليك بتار خلني لو بس لليل أقعد عندهم .. أنت نزلتهم ومنعتني أنزل معهم ورحنا نتقضى ورجعنا .. وبعد مانزلت أنت دخّلت الأغراض !
بتار بصوته المبحوح نطق بحزم : أولا.. أبيتس هالحين تقولين لي سبب جيره أمتس لنا .. وأنا والله مابغيت أنشدها وهي تعبانه .. ثانيا .. لا رجعنا الديره في حفلتن تسبيره بتصير في بيتتس ولزوم عليتس تتجهزين لها .. لأن أبي الديره كلها صغيرها وتسبيرها يحضرها وتسان خواتتس يبون يحضرونها مافي مانع نجيبهن من الصبح بدري .. بس أبيها لا تمت جيرة أمتس نفس ماتبي
نوير بصدمه : حفلة وش بالضبط ..؟
بتار وهو يمد يده يرفع التكييف ويوجهه صوب نوير : حفلة تعارف بينتس وبين حريم الديره .. هالله هالله ببياض الوجه .. ترا الكل بيحاسبتس على أدناة الدون .. ويمكن أعزم حريم أخوياي بعد .. وأوسعها شوي.. أنتبهي حاسبي على تصرفاتتس وعلى كلامتتس بين العرب
نوير بتوتر : أنت عشان تسذا شريت الذهب
بتار بهدوء وإبتسامه وهو يحرك أصابعه صوب تيار الهوا يتأكد أنه صوبها : المكيف هالحين يبرّد عليتس ..؟
نوير تطالع أصابعه .. هزت راسها : إيه
بتار أتكى على البوكس إلي بينهم .. نطق بثقه : إيه .. مير ذا الحين أعلمتس .. حقتس يابنت عبدالله بتاخذينه بهالحفله .. لأني أبخلي خواتي يحضرونه .. وهالحين أقولتس لا تراجعتي وقمتي تتلوين ولا ومدري وش ترا أبدق رقبتتس !
نوير طارت عيونها : ...........................
بتار لف لها وبحده : لا تطير عيونتس .. تراني مركي على الربع الصمت وتاركهم نارن كبرا .. وهالحفله ذي رد أعتبار لي .. قبل لا تكون لتس .. لأنهن ماحسبن حسابي أنا إلي فاتحن صدري لهن .. وهن تطاولن دون وجه حق عليتس .. وشوفي بعد خلي هالعلم ياصلتس ويتعداتس .. تبين تاصلين أمي بتظلين بنت أجاويد وتسانتس ماتبين .. لا تطلعين من بيتتس وكلن يقفي عن الثاني بشره
نوير وهي تطالعه بتركيز : بس أنا ما نويت الشر لأحد ..
بتار بدون مايطالعها : أنا ماقلت إن فيتس شر .. ( عقد حواجبه وحرك يده بأنفعال ) تعبيرن بليا نيه ..
نوير أخذت نفس بقوة وماتدري ليش أرتبكت .. وحست إن المقبل عليها شي كبير : أنا مانيب قاطعه أمك وهي حرمتن تسبيره .. ذي شلها من بالك وعمري ما راح أقطعها لو أنها تطردني من بيتها
بتار برضى : إيه ذا العلم الطيب .. ( لف له وهو يأشر عليها بيده وبسعاده ) بيض الله وجهتس
مثل لو أنها أرفعت نفسها بقلبه أكثر وأكثر .. صارت أجمل .. لمنطوقها غرق لذيذ .. يحس فيه .. يمكن لأنها أشعلت الضوء على مخاوفه إلي كانت تحتويه من أخذها من بريده أنها تعاند ماتقابل أحد .. لا أمه ولا خواته .. !
نوير بشك أنطلق صوب الهدف : ما أظن إن نواياك يابتار بتوقف على حفله
بتار أنفجر يضحك غصب عنه : أنتي بالله من وين تصيدينها
نوير وهي تصغّر عيونها متعمده : من عيونك .. عيونك تكشفك
بتار هز راسه : لا بالله عاد ذي ماصدقتي فيها لو أنها تكشفني تسان تناولوني ربعي بالردى !
نوير حركت جسدها صوبه : قسم بالله إني صادزة
بتار وكأنه صمت عن الضحك .. حتى ينطق بشوي جديه : يمكن أنتس تكشفيني .. أنتي بس ياصغّيره .. ( تمايل بشفاته بعدم تأكيد ) يمكن
حرك يده يمسح على البوكس بعبث .. يطالعه لثواني حتى يرفع عيونها بنظرتها الحاده .. الحازمه .. للشارع إلي مختلي عن البشر والناس والحياه .. والبر يحتوي مساحات شاسعه فيه ..
" يلا هاتي ماعندتس وعطيني علم أمتس "
تكلمت .. قالت كل ماحصل .. في اللحظة والمكان إلي يسافر فيهم صوب ديارهم .. قعد يسمع وكأنه يسمع العجب من فم الحياه .. حديث يتعرى ويقفز حواجز العقل والدين .. يقوده فوق بقايا الهلاك .. !
وكأن ماصار أشبه بمآسي وطن .. تتحرك شفاته بصدمه
" أعووووووذ بالله "
نوير وصوتها أختنق ألم وقهر : أخييتي من جيت لحد مارحنا والله ماسمعت صوتها ..
بتار : هذا والله الفساد والردى إلي لزومن يقطع راسه .. أيا ياللي ماتخافين الله ولا تراعينه .. تغير على وحدتن آمنه وتتهمها بشين تسبير .. يقوم عليه الدم والثار والموت !
رفع يده بقوة حتى يرجع يضربها على الدركسون ويفرك كفه فيه بشده .. يزفر هوا بحرقه
تمايل بجسمه للباب من القهر وعيونه تعلقت بالشارع .. رجع يسحب هوا لصدره ويزفره بحرقه أكثر وملامحه أظهرت قساوتها .. ونظرات عيونه ثارت بالحقد .. لقى نفسه يغرق في ما يمتلكه من أسرار .. ماعاد به شك أنها الحيه إلي كانت تنام تحت الرمال .. ولا تظهر إلا راسها تنتظر فريستها .. يجزم مليون فالميه أنها من خلت أبوه يلتفت لنوير دون علمها وعلم أمها .. هي من رمت له الشباك وأحكمت ربطها حول أبوه وعبدالله ..
يحس بصدره يلتهب فجأه والذكريات هذي سوط ألم يجلده .. يبلع ريقه بقوة وشي جثم على صدره فجأه .. يحكم قبضته على رقبته يخنقه .. والذكريات المدفونه .. يملاها السواد ..
تركت في داخله نقطه سودا .. يرفع يده بقوة ويصرخ
" هيييه "
من حطت نوير يدها على ذراعه .. أنتفضت بخرعه حتى ترجع لورا وماتدري وش جاه ..
ليش يصرخ بوجها .. ظلت تطالعه وملامحه أخلعتها أكثر .. تقوّس حواجبه .. هالغضب الثاير فيه .. إلي بلا سبب .. !
نطقت برجفه هزت صوتها
" بسم الله "
وعلى طول مال بالسياره موقفها على طرف الشارع .. يفتح الشباك ويصد عنها يحاول يتنفس بعمق .. مايدري أصلا ليش تذكّر شي صعب من ماضيه في حضرتها ..
" بتار خلاص لا توقف خلنا نمشي "
غمض عيونه بقوة وصوتها المخنوق يوصل له .. حرك راسه لها .. نطق بضياع
" أنا تذكرت شين بطاري هالزفت نوره .. وتسذا أثور غصب عني ماحب أحد يلمسني "
تبلع غصه تكورت في حنجرتها .. تهز راسها بصعوبه ..
" حصل خير .. أمش هالحين "
نطق برجا
" النوري تكفين عاد "
وبسرعه صدت عنه متكتفه .. فتح باب سيارته وهو حط نفسه بموقف بايخ معها .. راح يركض يدور حول سيارته فالبر .. يفتح الباب إلي من جهتها وعلى طول يمد أيديه لها ..
يشدها لصدره بقوة ..
" والله مدري وش جاني تسذا طلعت الصرخه بدون شعور "
حركت يدها بسرعه حتى تحشرها بالغصب مابين صدره وجسدها .. تدفعه عنه وبصوت أنهار
" خلاص وخر عني "
بتار بقوة يلف أيديه حول جسدها : ما أخليتس لين تسامحيني
نوير أنهارت فجأه وبخوف : أخلعتني ..!
بتار وكتوفه العريضه إلي تحتضن صدره الواسع غطا ودفى لراسها : النوري والله العظيم ظهرت بدون قصد
نوير بقهر وصوتها يغرق في الأنهيار : أنا مالي وقت أشكيلك عن ماصار لنا .. ذا الحين من أشتكي له عنك .. ماتقولي
أبتسم بتار وهو يميل براسه يطالع عيونها غصب عنها .. حرك يده حتى يمسك فكها بقوة محركه صوب ملامحه ..
" طالعيني أشوف ياصغيّره .. تبين تشتكين عند أحد عني أنا .. والله مايسمع شكاك غير أذني خلي عنتس بسس "
أنحنى براسه يبوس راسها بعمق حتى ينطق
" أنتي من يوم ماقلتي لي عن أختتس وأنا أشوفتتس ماسكه البكيه .. عاد خليتتس تطلعينها غصب .. عشان ترتاحين ولا تبقى بقلبتس .. وش رايتس فيني بس ..؟ "
ضحكت غصب ..
" يعني جبتها هالحين "
بتار بتحدي : بالله ماجبتها ...؟
نوير حركت أيديها حتى تلفها حول خصره : خلاص سامحتك
ريحة عطره وحراره جسمه تلفها بهاللحظه .. تاخذ نفس بقوة حتى تسحب راسها معتدله بكرسيها وهو رفع راسه واقف بجنب الباب .. رفع أيديه حتى يجر أطراف شماغه .. يحرك عقاله معدّله أكثر ..
" تراالمفروض تمسكتّي فيني أكثر "
نوير لفت له متسعه عيونها بقوة .. صارت تقلده
" وترا شايف نفسك أكثر "
بتار وعيونه تصغر من حرارة الهوا والشمس فوقه.. يتلفت بعبث: كيفتس .. !
قالها حتى يبتعد بكل ثقه مسكّر الباب وراه .. وهي ظلت بمكانها جامده
ماتدري هالرجال يمزح ولا يحتسي من جد
ولاّ معنى كلامه يتعدى ما صار ويقصد شي ثاني .. أو حتى نوع من الكبر
ماتدري !
.
.
.
ورجعنا لبيتنا بعد غياب أمتد لشهور .. طلعنا منه وحنّا نشيل جروحنا ورجعنا بجروح جديده .. ما أتعبنا كثر مايشيله هالبيت من ذكريات أخوي نادر وأبوي .. أوجعتنا كثير هالذكريات إلي ماحسينا بحجم ألمها إلا لما غادرناها ورجعنا لها من جديد .. تعرفون .. هالألم من الذكريات
إلي تبدا من قلبتس .. وتحسينها تنتقل لأطرافتس .. لراستس .. لرجولتس .. ترهقتس حد التعب .. هذا ماحسينا فيه كلنا .. نعرف أن الغايبين ماعاد لهم من رجوع .. وأن أفضل حل لفقدهم .. نسكّر أبوابهم للأبد .. ما نطقها إلا إليا ذكرناهم بدعوة .. بصدقه .. الحزن إلي يحتضنّا له هيبه وندره ماخبرنا إننا نقدر نتجاوزها بالصمت أو بالحياه ونقول الزمن بينسينا !
الساعه 5ونص .. الكل متمدد في مكان في هالبيت .. وعد ترجت أمي تاخذ جوالها تقول لصديقتها إنها بالقصيم بس أمي .. لا لا لا .. هيا بغرفتها .. شيما ماتفارق أمي .. عهد بالحوش تحوس .. أبصراحه رجال أبن جهيمان يوم وصلنا أخلعونا .. حسينا أنفسنا شي ..
ولا واحدن أجودي فتح لي الباب .. الشعور تسذا تحسين نفستس شي فخم ..
" نووووق "
فتحت عيوني بكبرها وأنا قاعده ع طاولة المطبخ أبلع .. هذي أمي .. بحضني مخدتي والشوشه طايره يالله تعافينا مالي خلق أضف شعري يالله .. يالله أني لفيته وثبته ببنس
والباقي على الله .. وش أسوي بعد .. رجعت أمي تصرخ من جديد باسمي .. بسم الله
وش بلاها .. يادافع البلا .. أمي والله متغيره ياناس .. صايره شوي إلا تلبس الحزام الأسود ..
وكل شي حولها لا عصبت قلب طبق طائر .. ماتدرين تمسكينه ولا تهجين سواء صابتس
ولا ماصابتس .. طبعا لا يغركم إلي قلته فالبدايه .. أحاول أصير حزينه تسذا وأتأثر وأنا مع جنبي .. ماقلته محاولات لساعات عشان يطلع .. والحمدالله قلت حتسين مرتب وحزين ..
من صرت حامل وأنا ماعدت أعرف نفسي .. تسن صايبني خبال وهبال ماهوب صاحي .. أنتفضت بقوة من دخلت علي أمي بعصبيه وبيدها عصا
" ماتوحين "
لفيت لها وبخرعه طالعت العصا .. مسرع .. مسرع لقطت عصا هالعايله إلي يتوارثونها ..
ومن زينها .. بعد ما أدري أمي متجوده فيها ليه .. يقال أن جدي سافر مدري وين وجابها معه .. أظن أنها عصا عامله وفرحان فيها .. حركت يدها لقدام
" تعالي للغرفه أبيتس "
سحبت التفاحه إلي على الطاولة حتى أحضن المخده بيدي الثانيه وأتحرك طالعه من المطبخ .. توقف أمي فجأه عند باب غرفة التلفزيون تسنها جنديه في معسكر .. والله الوضع ماهوب طبيعي من جد .. أوقف أطالعها وعلى طول ضربت راسي بقوة وبقهر .. تنطق بحده
" أشوف داخل "
مخي .. أو المخيخ .. فيه شي تحرك دخل راسي من ضربتها .. وعلى طول تحركت لداخل وأنا من قو الضربه نطقت بقهر
" يايمه .. ذا الحين ماتسن عمري 35 وبدخل بالـ 36.. متوليتني ليه وش متحلمه فيني من كابوس .. "
دخلت وبقوة سكرت الباب .. لفت لي بعصبيه
" أنتي حامل "
يوم قالتها ... مسكت راسي .. وقمت أون من خرعة هالسؤال ماهوب من إلي أونسه من ضربتها .. قسم باللي حسيت قلبي بيوقف من الخرعه .. وقمت أتنافض تسن محكوم علي بشي .. حتى التفاحه طاحت بعيد عني .. رفعت يدها إلي ماسكه فيها العصا نطقت
" أن ماوقفتي زين وحتسيتي نفس الخلق .. لا تجي على ظهرتس "
تحركت بسرعه صوبها حتى أجر العصا من يدها وأحط رجلي أركض للشباك .. أفتحه وأحذف العصا .. لفيت لها وهي أنصدمت من حركتي ماتوقعت أسحبها من يدها .. صرت أحرك عيوني بالغرفه لا يصير فيها شي وتحوله أمي العزيزة الغاليه ... لطبق طائره وتحذفه علي !
نطقت أمي بعصبيه
" ردي يابنت "
بلعت ريقي .. وقلبي يطق طبول داخل صدري .. حركت عيوني لها وأنا أرفع أيديني
" يمه .. يايمه .. هدي هدي .. ترا الأمور ماتنوخذ بهالطريقه خليني أشرح لتس "
حركت يدها لي
" أنتي وش محسبتني .. ماعندي خبره .. ولاّ جاهلتن نفستس .. ها ..؟"
نطقت بخرعه
" يمه ماهوب تسذا والله "
قالت بعصبيه وهي تأشر لي براسها والشيله السودا الشفافه تلتف حوله..
" كم لتس "
نزلت عيوني بالأرض وأمي ماعاد تركت لي من ترقيعه للوضع
" يمكن شهرين ونص يمكن ثلاث ما أدري "
رفعت عيوني لها .. ملامح وجها يختلط فيها الحزن مع الفرح ..متسعه بصدمه .. أشرت على نفسها وبصوت الخذلان .. نطقت
" تخبين أمرتس عني أنا .. ياللي أنتظره من سنين .. تخبينه عني وأنتي عارفه أن ماتمنيت بهالدنيا كثر فرحتي بقولة يايمه أنا حامل .. وش ربي عطاتس من قلب تتجاهليني وتخبين عني هالأمر .. ها "
نزلت راسها حتى فجأه تنطق
" أطلعي برا عني "
غرقت عيوني بالدموع .. رحت أركض صوبها أجر يدها بقوة بس هي قامت تتصدد عني ..
وتسحب يدها من يدي .. نطقت بأندفاع
" ورب الكعبه يايمه ماخبيت عنتس من نيتن باطله فيني .. "
بلعت ريقي بقوة حتى أكمل والعبره تخنق صوتي
" أقسم لتس بالله العظيم .. إني ما خفت كثر تموت فرحتتس لا قلت ماتمم له ربي .. "
صارت أمي تدفعني
" روحي وراتس عني "
" يمه أنا تعبانه .. من كلمة مبروك .. ثم بعد وقت يقالي .. يعوضتس الله .. تعبت من نظرات الحزن إلي يطالعوني فيها الحريم لا زاروني .. من أسئلتهم .. من قلة ذوقهم معي .. تعبت يمه .. تعبت من كل شي .. كنت بس أبيه يثبت .. أتأكد يمه أني ماراح أسقّط .. بس هذي نيتي يمه .. والله العظيم هذي نيتي "
قلتها لها والدموع تبلل عيوني .. أنحنيت أبوس رجولها .. وهي تجرني أبعد عنها .. رفعت راسي لها .. أهز راسي لها
" والله ماراح أقوم لين ترضين علي .. قسم بالله ماوراي نيتن باطله يمه إلا أني أبي أحميتس من الحزن وأنتي مانتيب ناقصه أزيدها عليتس "
وقفت صاده عني تداري دموعها وهي تأثرت حيل تحركت واقفه .. حتى أمسك راسها أبوسه
" يمه لو تبين جبت لتس القرآن أحلف لتس عليه .. والله ماكنت أبيتس تفرحين ثم تتضايقين .. مانتيب ناقصه .. لأني أعرف أن الأمر تنتظرينه وتحلمين فيه .. وتتمنينه .."
بكيت غصب
" والله يمه هذا قصدي بس .. "
لفت لي تطالعني حتى تتحرك صوب المركه تجلس عليها ..
" شلون عرفتي "
قلت بأنهيار وأنا مانيب قادره أتمالك نفسي
" يومني رحت لبيت عمي منصور .. وتسان جلوي تعبان من عمليته .. رحت معه للمستشفى وتعبت .. أغمى علي وصحيت حتى تقول لي الدكتوره الخبر .."
أتسعت عيون أمي بقوة
" أنتي كذبتي علي يومنتس داقه تبين علاجات "
رفعت يدي بسرعه أهزها بأتجاه أمي
" لا والله .. هذا تسان قبلها .. جاني نزيف وأنا أحسبه دوره .. وعطتني الدكتوره مثبتتات للحمل .. والحمدالله .. هالحين وقف النزيف بالمره "
شبكت أمي أصابعها بقوة مع بعض وهي تستند عليهم بركبها .. تنطق بشك
" والمخده وش سرها "
لفيت أدوّر المخده .. وبسرعه تحركت ساحبتها حتى أقرّب من أمي أجلس وأنا عارفه أمي ماهيب تاركتني لين تطلّع عصارتي كلها وأقول ماعندي
" يمه أنا يومن عرفت بالحمل جاني بلا على جلوي "
تنحت أمي فيني .. وبعدم فهم
" كرهتيه "
رفعت يدي ألا ليتني كرهته .. نطقت بملل وأنا أسحب هوا لخشمي
" لا يمه .. ماهوب كره .. بس ودي أجلس جنبه وأشم ريحته "
ضربت أمي أيديها في بعض وأنفجرت تضحك بقوة .. ظليت أطالعها والأبتسامه أشرقت بوجها ..
" يمه تراي صادزة .. والدليل "
رفعت مخدته بدون نفس
" هذي له سحبتها من بيته مع ثوب له .. الثوب وقت النوم عند راسي .. المخده سفري .. كل ما أروح معي "
هزت راسها أمي بأسف
" جى من يدق خشمتس غصبن عنتس يابنت عبدالله .. هذا الوحام .. الوحام .. أنتي متوحمتن على زوجتس "
وحام .. عقدت حواجبي .. أثرني أغبى وحده على وجه الأرض وأنا مدري .. تنحت في أمي
إلي رجعت تضحك من جديد علي .. سبحان من غيّر مزاجها ..
" يمه أعجبتس السالفه "
" هزت راسها وهي تطالعني
" إيه بالله .. من يصدق يابنتي .. من يصدق ! "
نطقت بضيق
" والله يمه عاد .. مخدته ريحتني بشين واجد .. يوم تركته ولا تسان أنا رايحه وطي .. "
حركت يدها صوبي
" بالأوله .. لزومن عليتس تروحين تراجعين بالمستشفى والثانيه .. زوجتس لزومن عليتس تعلمينه .."
هزيت راسي بضيق
" لا ما أبي أعلمه "
رفعت صوتها بحده
" بتعلمينه ورجلتس فوق رقبتس .. مالي في الأقاويل حاجه .. باتسر يقولون أقفت مع أمها مخبيه حملها ويحطوننا المخطيين إلي فينا مايخطينا .. عندتس حلن من أمرين .. إما تروحين مع زوجتس للرياض وتقعدين معه عرضتس من عرض حريمه .. ولا تعلمينه بالخبر "
قلت بحده
" أنا وجلوي خلاص يمه .. بنتطلق "
نفضت أمي أيديها بوجهي
" مالت عليتس من بنت .. مير لا تطلقتي أبرك الساعات .. خلاص .. فطرتي تسبدي نعنبوتس .. تبين الطلاق ..؟ "
هزيت راسي بخوف وربكه.. كمّلت أمي
" أعطي خبر لبتار ينهي أمرتس مع ربعتس لا لفوا علينا .. خلاص كلن يفارق الثاني من أرض الله الواسعه .. وإلي في بطنتس رزقه على الله !"
نطقت بأندفاع
" تحسبين جلوي يمي .. حسنا حامل تلقينه ذا الحين مافكّر فيني مع أني متأكده أن فوزيه بتقوله إني دقيت عليها ... تسان تبين تقولين لبتار ينهي أمرنا لا تترددين .. "
تمايلت من أدفعتني أمي بقوة بعيد عنها حتى تفز واقفه .. متوجهه للباب .. نطقت بسرعه
" يمه .. ماتطلعين وماقلتي لي مبروك .. ! "
لفت لي مبتسمه ..
" مبروك يمي .. مبروك علينا كلنا "
وبسرعه تحركت واقفه حتى أركض لها أحضنها بقوة ..
" قسم بالله أني أحبتس يمه .. أحببببببتس "
.
.
.
خيوط الضو بلونها البرتقالي تتسلل بخفه من الشبابيك الزجاجيه الكبيره إلي تطل على الحديقه .... الشمس على وشك المغيب .. رمز نهايه .. بيتبعه بدايتها لا أشرقت.. نظام أزلي .. وكان هو بجنون وعيون متسعه بقوة يركض صوب الفازات الكبيره .. يشيلها ويرميها بقوة على الأرض .. ترتطم بالأرض بقوة .. تتكسر .. تتحول لقطع صغيره متناثره على الأرضيه
يصرخ بصوت عالي
" الله ينتقم منهم كلهم .. الله ينتقم منهم "
ألم يتآكل داخل جوفه .. يتحرك يركض صوب الطاولة الزجاج يرفعها بكل قوته رغم ثقلها ويدفعها على الأرض حتى تصدر صوت قوي .. تتحول لقطع .. فيما الحديد في هالطاولة بقى سليم من أثار هالدمار إلي يسعى له بغضب غريب .. يركض فارس داخل
بخوف عليه .. يلف أيدينه حول خصر عواد ..
" أهدى .. أهدى ياعواد "
يصرخ بقوة
" وين راحوا .. وأخذوها .. وييييييييين .. وين "
فارس وصوته تأثر من الحاله إلي صابت عواد : حنا ندوّرها هالحين .. ممدوح مايرد على أحد .. وأبراهيم مختفي .. أكيد عند ممدوح ياعواد .. بس أنت أهدى
عواد يحرك جسمه بقوة وبصراخ : وخر عني خلاص .. وخرررر
فارس بعصبيه : ماراح أخليك لين تهدى .. ضاع وقتنا منك .. عواد أضبط أعصابك .. كل مارحنا لأحد تهاوشت معه وبعدين يعني .. إذا تبي أختي تضيع بسببك .. من هالحين أقولك ماراح أعتمد عليك بهالشي خلني أشوف طريقي وأعرف ممدوح وين مختفي معها
حس وكأن كلام فارس سكين بارده أنغرزت بصدره .. حرك جسمه بقوة حتى يفك أيدين فارس ... يتحرك بخطوات ثقيله .. يجر فيها روحه المتهالكه .. يدوس برجله الزجاج إلي يملا الأرضيه بشكل مأساوي حتى يزداد أنكساره أكثر وأكثر تحت وطأه أقدامه .. يرمي جسمه على أقرب كرسي .. ينحني بظهره .. يمسك راسه بكف يده .. ينطق بصعوبه
" أنا أموت يافارس أموت من كل شي .. "
فارس بحده : خلاص أترك الأمر لي
عواد وهو يرفع عيونه المتسعه بقوة : تحسبني برتاح
فارس بعصبيه : ماعندنا وقت نضيّعه .. هذولا مخططين للوضع من الألف للياء ووالله ما ألعبوها إلا عارفين إيش قاعدين يسوون
عواد بأنفاس حاره وحقد أسود : لو شفت أبراهيم .. أبذبحه بأيديني الثنتين
فارس : بالأول نعرف وش براس ممدوح الغبي مع أبراهيم ..!
عواد أنتفض فجأه واقف .. صرخ : عند حاتم .. حاتم ابن ربااح ..
فارس بعد فهم : حاتم مين ..
راح يركض بتعب وبقوة طالع من المجلس .. رفع فارس يده بقلة حيله
" هيييه تعال علمني باللي عندك "
يرفع صوته عواد
" ألحقني بسيارتك بس "
.
.
.
يركب بسيارة أبوه بعد ما أتصل عليه بادي طالب منه يجي للبيت لأن جده طالبه وملزم على جيته وبعد وصوله لقى نفسه يسمع للأمر الجيره بصمت .. ببرود يلتحف أدق تفاصيله رغم أن فيه شي غريب داخله أهتز بقوة .. والأمر أبعاده عليهم وعلى البنات وأمهم شي ماهوب سهل .. أم نوق بتصرفها هذا كأنها سلّمت سمعتهم كلهم للعرب أجمعين .. هو يدرك أكثر بقرارة نفسه أن السبب الوحيد كفيل أنها تواجهم مواجهة رجال .. لكن رجولته وحميّته ترفض أنهن يظلن كلهن تحت ظل أبن جهيمان .. في الوقت إلي على مشهد الكل يبقى ظله هو .. وظل جده ماهوب كافي عند العرب والمجالس لستر عرضهم وحماية بنات خاله ... لو أنتظرت شوي كان شافت مايغسل صدرها وصدر زوجته عن كل ماحصل .. لكن أمر الجيره هالحين حتى قلبت الطاولة على كل ماخطط عليه من أيام وأيام بعيده .. !
حس أنه يوقف عاجز قبال جدليه عجيبه .. من جهه أم نوق تفكر تسترد كرامتها بيدها وكرامة كل سنين التعب إلي تشوفها أنهدرت بليله وحده .. ومن جهه ثانيه بتعترض مراجلهم وفعولهم ألسنة المفترين ..ويتناقل الكل خبر ماصار متهمينهم بأشد الأتهامات .. مشككين في تربيه جده وراجعين لأيام مشاكلهم مع ولده عبدالله ..
وش كانت بتخسر أم نوق لو تركت إلي صار بالسر دامه صار زوج لبنتها ..
هل كانت تعتقد أنه بيترك الأمر .. مع أنه قايل لها أنه كشف أمور خطيره .. ليش أنفرط عقد الصبر من حول رقبتها .. ليش ..؟
لو أنها ما لجأت للجيره .. عمر هالسالفه ما راح يدري عنها أحد .. وهو وبتار بيعرفون يتصرفون مع نوره ويردون لها الصاع صاعين .. وسقفهم يغطيهم .. هالحين حتى الكلام ممكن يتجاوزهم صوب بناتها .. !
يلتهب صدره فجأه بقهر وغيره على محارمه .. وعمر بتار مابيكون في مكان كأنه فيه ولد عم لهن أو ولد خال .. حرك أصابعه بقوة محكم قبضته بصمت .. وهو يجلس في سيت السايق متجه للقصيم .. وراه عمانه وعيالهم بعد .. ماتركوا فالرياض غير معاذ .. بجنبه جده إلي لا زال يجهل أصراره الغريب على أنه يركب معهم ولحالهم .. !
يتنفس بأنتظام والظلام يحاوطهم في هالليله الموحشه .. يرفع بو عبدالله يده مقرر يبوح عن كل مايبي يقوله
" أسمعني يابوك "
متعب حرك عيونه لجده : أسلم
بو عبدالله : الجيره .. أمرها تسايد ومالنا من أبوابن بندخل فيها على أبن جهيمان مره .. وأنا عارفن أن أم نوق حددت جيرتها بشهورن تسثيره .. ولاّ لو أنها بشهر ولا شهرين ماتكون أستفادت شي !
صوت جده لأول مره يسمعه حزين ومنكسر بهالشكل المميت .. يجر الأنفاس بالعافيه لصدره .. حتى يقدر يقول الكلمه مسموعه .. يكمّل
" وأنا ماطلبت تخاويني لحالك تاركن عيالي إلا لأمرن واحد "
متعب بأهتمام وتركيز حرك عيونه لجده : .....................
يبلع بو عبدالله ريقه.. يمسك عصاه بقوة ..
" أم نوق ما أختارت مننا كلنا إلا أنت .. وأنت مدخلنا ضد هالجيره "
عقد حواجبه بصدمه ..يكمّل جده وهو يحرك راسه بأهتمام له
" لا قابلنا أبن جهيمان .. وصار الحتسي حامي ورفض معارض مداخلنا على الجيره .. وهذا شين متوقعينه .. خلك أنت الحل الوحيد .. تعيش مع بنات وليدي وأمهن
فالبيت لحالك وتنقل شغلك وتستقر لين تتم جيرتهن "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــت
أستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|