كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بســم الله الرحمن الرحيم
دخول سريع ... هالحين الناس المتأخره بالتعليق .. ليش تسذا تفاجئوني بتعليقات في الوقت الضايع .. أحس ما أستمتعت بقرايتها .. لازم نقراها مره ومرتين وثلاث ..
قراءة ممتعه .. لا تلهيكم الروايه عن الصلاه
(45)
صرخته بأسمها في ظلام هالليل الدامس كما لو أنه خيط من ضوء قادر يخترق هالعتمه ..
يعبر الأشجار .. يصطدم بالجدران الصامته .. يرتمي قدام عيونها من هالشباك المفتوح قبالها .. وهي لا زالت ترجف بقوة .. شهقاتها الجافه تنفجر من شفاتها بشكل مأساوي .. تحاوطها أيدين خواتها إلي متمسكين فيها بقوة وكأنها موعوده بالتلاشي بأي لحظة !.. ترفع أيديها بصعوبه وعيونها المتسعه ترتكز على قطعة كنب قبالها ..
تغطي فيها أذانيها .. ماتدري كيف طلع بطريقها .. منتشلها من كل ماصار لها ولا هيب قادره
تستوعبه .. ولا تدري وش صار أصلا ..؟
ليش كان عمها يشتمها .. وعواد يصرخ فيها طالب منها تتكلم .. وجدها يطالعها بنظرة أشمئزاز وعار .. تميل براسها بقوة .. تدفنه بصدر عهد .. الكل حواليها يشاطرها الحزن
لكن هي أكثرهم .. منكسرين .. لكن هي أكثر كسر .. سيل من الدموع يظهر من عيونها
ولا تقدر تمنع هالدموع لا تسيل على خدودها الناعمه .. لعلها تغسل شي من أثار هالمصيبه .. من هالزواج إلي تم بلا موعد .. وهالخوف إلي كانت تشوفه نار بتحرقها
إن ماقدرت تبعد .. لكن النيران من يقدر على أنه يخمد ثورتها !
تتعالى الأصوات .. والصرخات أكثر وأكثر .. تنطق عمتها فضيه
" يمه وليدي .. وليدي بيذبح فيصل "
تصرخ وراها الجده .. يتبعها صوت نوره .. فيما هم داخلين هالغرفه منعزلين عن هالكارثه .. متكورين بشكل مأساوي على أنفسهم ..
فجأه تفز عهد بسرعه مبتعده عنهم وسط هالظلام .. تركض بعرج واضح .. تنحني لشنطتها ..تمسكها والشنطه بدت تهتز من أيديها المرتجفه
وعد بخوف والصرخات لا زالت تتعالى .. تنطق من بين دموعها بصوت واطي : ع.. عهد .. في أحد .. م .. مات !
ورغم هالرجفه والرعب إلي عايشين فيها .. تندفع عهد بخطوات واسعه صوب الباب حتى تسكره وتقفله .. كان لابد من وحده منهن تظهر قوتها ولا تظل بهالضعف ..تنقذهن من كل ماصار .. تقاتل وتكون أقوى بما فيه الكفايه حتى تطلع هي وخواتها من هالدمار .. تفتح شنطتها وأنفاسها بدت تتصاعد بشكل مجنون .. ومن بين هالدموع .. تضغط رقم نوق .. تحط الجوال على أذنها وشنطتها طاحت بالأرض ماتقدر تمسكها والخوف
يعيش حتى في مفاصلها وعظامها .. تغمض عيونها بقوة والصراخ يدفعها للجنون .. ماتدري وش فيه أكبر من ماصار لكن متأكده إن هالصراخ وراه شي .. قلبها يتسارع وركبها
ماعادت قادره تشيلها وهي منهاره على الأخير .. ومن أنفتح الخط .. وسمعت صوت نوق
أنهارت تبكي بأنفاس بالعافيه تسحبها لصدرها ..
" نو .. نوق .. ألحقي علينا .. ألحقي "
أنحنت جالسه على الأرض .. وبشهقات حاره
" شيما زوجوها .. تكفين .. تكفين ألحقي علينا .. لا تتركوننا "
كانت منسدحه على سرير نوير وبقوة فزت بخرعه وهي تسمع صوت أختها .. تسحب اللحاف راميته من جسمها .. تنزل من السرير وتفز واقفه ..
نوق بالعافيه نطقت : وش قاعده تقولين ياعهد ..؟
عهد أنهارت أكثر : تكفين تعالي .. تكفين نبي نرجع لكم ..
نوق والعبره خنقتها : جايتكم .. جايتكم
أبعدت الجوال عن أذنها ويدها فجأه قامت ترتعش .. جسمها كله .. وعلى طول أنحنت جالسه وألالام بدت تسيطر على أسفل بطنها وظهرها .. شيما تزوجت ..؟
مستحيل بتطلع من عندهم بنت .. وترجع متزوجه بهالشكل ..
حست إن كل شي بدى يدور بفكرها .. وماتقدر تنزل تقول لأمها عن ماقالته عهد ..؟
ماراح تتحمل .. حاولت تقوم من جديد .. تتحرك ببطء وهي تعض على شفاتها من الألم .. تضغط رقمه والعبره لا زالت تخنقها .. ماعندها غيره .. هو من راح ياخذها لخواتها ..
لكن فجأه .. تتراجع عن هالفكره .. تسكره بسرعه وماتدري إذا دق الرقم أو لا ..؟
ليش بتستنجد فيه وهو قد طعن بخاصرة حياتهم رايات الفراق ..؟
مقاومة كل هالبعد والكره إلي كبرت عليه في عمر فراقهم إلي عمر هالتلاقي ..الشعور أشبه ببشاعة تفسير .. تبلع ريقها حتى تنتفض بقوة من دق جوالها .. ترفعه حتى تشوف رقمه .. !وبضياع وقلب يتدفق خوف وهلع على خواتها وحكايا لا زالت تترك الباب شبه مفتوح للتكمله .. تفتح الخط .. يقترب الجوال من أذنها ببطء .. تسمع صوته يهمس
بـ " ألو " وصمت .. صمت طويل تداركته بكلمة " أحتاجك " .. وعبرة غريبه يترك أثرها هالخوف الغريب من مكالمة عهد .. ما كان محتاج لثرثره طويله حتى يفهم ما يحمله صوتها من خوف وأمر أدرك أنه كبير .. نطق بصوته الرجولي المتحفظ على ما أختصرته بكلمه وحده من شفاتها بـــ
" مسافة الطريق وأنا عندتس "
أندفعت بالكلام
" جلوي .. خلك بعيد عن البيت وأنا أبنتظرك برا بالشارع "
نطق بتوتر
" تسيف تنتظريني برا بالشارع .. هو صاير شين في بيت جدي ؟ "
قالت بصوتها إلي على وشك الأنهيار
" صاير .. بس مابي أحد يعرف ياجلوي .. مابي أمي يصير فيها شي "
" هدّي .. هدّي .. الأمور بإذن الله طيبه "
أنهارت والخوف أدرك شعور قلبها
" ماهيب طيبه .. عهد دقت علي تقول أن عماني وجدي زوجوا شيما ! "
صرخ بصدمه
" نعم ! مسافة الطريق وأنا عندتس عشان أفهم .. سكري ولا تطلعين للشارع تنتظرين .. لا وصلت بدق عليتس "
أبعدت الجوال عن أذنها حتى تتحرك بسرعه .. تسحب عبايتها وشنطتها بقوة .. تركض للباب تفتحه وتطلع .. تسمع صوت التلفزيون ولمبة الصاله مطفيه والظلام يتسلل في هالمساحات
النايمه تحت جناحه .. تمشي على أطراف رجولها صوب الدرج .. تنحني لتحت تتأكد أن مافي أحد وبلمح البصر تتسارع خطواتها .. تنزل لتحت حتى تندفع بجسمها لباب المدخل الخلفي .. تطلع تركض بقوة صوب باب الشارع .. ترمي شنطتها وبأيدين ترجف وأنفس تتسارع
خوف وهلع تلبس عبايتها .. تلف الشيله حول راسها .. تغطي وجها بالبرقع وعلى طول تنحني تسحب شنطتها .. تفتح باب الشارع وتطلع مسكرته وراها .. تنزل للشارع أكثر
وهي تتلفت .. تجر عبايتها مثبتتها على راسها حتى أنتصفت الشارع .. أضواء هالأنارات
الشامخه حولها وكأنها تتسلط عليها .. تنزل عيونها لشنطتها حتى تسحب الجوال من جديد ..
تحس بصعوبه وهي تتنفس .. وبسرعه تتحرك صوب الرصيف .. تنحني جالسه عليه بجسمها السمين ... ترفع البرقع شوي عن فمها وخشمها تبي تتنفس .. تسحب هوا بعمق وقلبها ماتقدر تسيطر على دقاته المتسارعه .. شهيق وزفير بمحاولات يائسه لكن الضيق
يخنقها .. وش صاير لخواتها .. تنطق بعبره
" يارب أستودعتك خواتي .. يارب "
تدق على عهد ولا ترد .. على شيما ووعد .. نفس الشي .. تلقى نفسها فجأه تحت سلطة الهواجيس والخوف تبكي ..عمانها موجودين .. جدها وجدتها وعمتها .. تمسح الدموع بكف يدها ويمر الوقت حتى ينتشر الضوء الأبيض الساطع على جسمها من أقتربت منها سيارة جيب .. تفز واقفه وتروح تركض لباب السايق إلي أنفتح ببطء .. تلصق بجسمها
بجسمه وهو جالس بعيون مرتاعه يطالعها .. تنطق بأنهيار
" جلوي تكفى خلنا نروح لخواتي .. بسرعه .. بسرعه "
جلوي يحاول يهديها وهو طول مسافة الطريق يدق على الكل ولا أحد رد نهائي .. يشاركها التوتر والخوف نفسه : وكلّي الله يانوق وش بلاتس .. المفروض تكونين قويه عشانهن .. يلا أركبي .. يلا
هزت راسها بقوة حتى تندفع بجسمها مبتعده وتركض بقوة صوب الباب إلي جنب السايق تفتحه وتركب .. ينحني مسكر بابه وأول ما دفعت الباب بكل قوتها مسكرته .. تحركت السياره
بسرعه .. يحرك راسه لها وهي تفرك كفوف أيديها ببعض .. عيونها إلي لمعة الدمع تحتويها تتحرك يمين ويسار بشكل مرتاع .. صدرها يرتفع وينخفض بشكل غريب .. كل ماتسويه هالحين يخضعه لسلطة الضغط النفسي .. نطق
" وش قالت يوم دقت عليتس "
و بدون ماتطالعه .. بصوتها المنهار
" أنا كنت منسدحه .. "
فكت أيديها عن بعض حتى تحطهم بحضنها وترجع تفركهم من جديد ..
" دقت علي يوم فتحت الخط إلا تحتسي لي منهاره .. تقولي زوجوا شيما بعدين قالت لي تكفين تعالي "
أنعقدت حواجبه بقوة حتى ينطق بأستغراب
" أنتي ناسيه إن الزواج ماهوب نفس قبل .. مافي زواج بدون تحاليل .. تسيف بتتزوج "
رفعت أيديها بحيره وهي تنطق بصوت أرتفع
" مدري .. مدري "
تنحني فجأه حتى تلف أيدينها بقوة حول بطنها .. وتميل براسها لقدام .. حرك السياره بسرعه
راكنها على طرف الشارع وبخوف .. مد يده ماسك كتفها ..
" وش بلاتس "
قالها حتى ترفع ظهرها بإستقامه .. وكأنها تتحامل على الألم .. تنطق بصعوبه
" من الروعه أحس معدتي ماهيب مضبوطه .. الله يخليك أسرع خلنا نتلاحق خواتي .. والله لو صار شي لا تروح فيها أمي .. راس مالها خواتي .. راس مالها "
ظل يطالع فيها لثواني حتى يرجع يحرك السياره .. ينطلق فيها بسرعه صوب الأستراحة ..
يتسائل من جديد
" عماني وجدي هناك كلهم .. متأكده ..؟ "
ردت بألم وهي تتنفس بصوت مسموع
" إيه "
تنهد بحرقه .. الوضع مستحيل يكون طبيعي .. والأكيد أنه أبوه بعد هناك .. يلقى نفسه فجأه يزيد من سرعة سيارته .. هم عظيم يتسرب لمشاعره .. تندفع السياره بجنون صوب المكان .. يطلع من الشارع للتراب .. تتمايل السياره فجأه وصوت الكفرات يتردد كاسر حاجز الصمت
مابينهم .. تتسع عيونه بقوة من شافهم مجتمعين عند باب الأستراحة .. كل ما أقترب
منهم كل ما زادت حدة أصواتهم .. يلف بالسياره حتى يفتح باب السايق .. تضرب نوق
صدرها بقوة حتى تنطق
" يمممه وش صاير .. يارب تستر "
تقولها والرجفة الغريبه تهز جسدها .. ينزل بخرعه وبخطوات متسارعه فيما هي ظلت تطالعهم بصدمة .. تشوف فيصل ولد عمتها نوره مرمي بالأرض في حالة يرثى لها .. يحاول يبتعد عنهم .. يزحف يبي الخلاص .. وصوت جدها الصارخ يرتفع بحرقه ومراره .. قباله وقبال نوره ..
" لا أشوفك يالخسيس في بيتي .. لا أنت ولا أمك .. ليوم الدفنه .. ليوم الدفنه يالتسلاب .. ليوم الدفنه "
ينهار فجأه .. يتمايل فاقد السيطره على نفسه .. يصرخ بادي بخرعه حتى يحضنه بقوة ..
" بسرعه هاتوا السياره لأبوي .. بسرعه تكفون .. والله ماهوب طيب قايل لكم "
يركض منصور بسرعه صوب سيارته .. يلحقه عبدالعزيز وهي تحس الأرض بدت تنهار من تحتها .. تتسع عيونها بقوة ونوره تتحرك منهاره تبكي .. ترمي نفسها عند رجول أبوها .. تجر ثوبه
" يبه تكفى وش قاعد تقول .. وش قاعد تقول .. صدقت حتسي فضيه بسرعه صدقته !! "
تنهار بقوة تترجاه وبادي بقساوة أنحنى يجر يدها يصرخ فيها
" وخري عنه .. وخري جدي ماهوب متحمل شي أكثر "
تحس وكأنها تقذف لعالم كوابيس .. يتوقف عقلها عن كل شي .. مكتفيه بأنفاس بصعوبه تسحبها لصدرها .. عيون متسعه بصدمه .. لحظات وتشوف فضيه تطلع من باب الأستراحه تندفع بقوة صوب نوره .. يعترض طريقها عواد وجلوي إلي كان واقف ماهو مستوعب وش صاير من كارثه .. تأشر عليها بحقد
" حسبي الله عليتس .. حسبي الله ونعم الوكيل فيما قلتيه وأفتريتيه على البنت .. إنتي من أخذتي شيما للي تبينه .. متى بنفتك من مصايبتس .. متى "
أنهارت تبكي بحرقه ..
" متى بنرتاح منتس .. متى "
عواد بصوت يختنق ألم وغضب : أرجعي .. هذي حسابها مابعد جاها .. أرجعي
جلوي يدفع عمته : عمه أدخلي داخل ..أدخلي
فضيه وهي تتمسك بعباتها .. تنحني للتراب وترميه بوجه نوره .. تصرخ : حسبي الله عليتس .. حسبي الله .. إنتي وش أنتي من بشر .. وش أنتي .. توصلين للأعراض .. !
طالعت عواد وهي منهاره تبكي .. تتمسك بثوبه
" والله ياعواد إنها من سحبت شيما قدام عيوننا وأخذتها .. والله شهيدي وملائكته وبنيتي وخواتها .. كلهم شاهدين "
عواد صد عنها بملامح تتصلب وفكه القاسي ظهر أكثر شده وهو يرص على أسنانه بقوة : ...............
وبرجفة تتهاوى في أيديها .. تفقدها السيطره على كل شي .. تلف بجسمها صوب الباب .. تفتحه وتنزل تركض بقوة .. تعبر صرخات نوره .. بكاها .. أنهيار عمتها .. سقوط جدها في فخ التعب والمرض من ما أمطرت عليهم هالليله من مصيبه .. تدخل من باب الأستراحة .. تكمل خطواتها تركض بكل قوتها .. توقف فجأه من شافت جدتها من بين الأشجار عند قسم الحريم تجلس متربعه .. منكسره بشكل لا يوصف .. تنحني براسها وهي تغطي بكفها
عيونها .. بجنبها جود تجلس متكوره على نفسها .. تجهش تبكي .. شهقاتها المفجوعه تظهر بشكل مأساوي .. وين خواتها .. تتحرك تركض وهي ماتدري أي نوع من هالدمار مكتوب على خواتها .. هالدمار بلا ملامح .. بلا تفاصيل واضحه .. تقترب منهم .. حاولت تتكلم .. عجزت .. لقت نفسها تشاطرهم الدموع .. رفعت عيونها جود ومن شافتها .. تحركت واقفه بخرعه وكأنها ماصدقت تشوفها .. تأشر لورا .. تنطق بإنهيار
" حاولت أطق عليهم الباب مايفتحون لي .. شوفيهم يانوق لايكون فيهم شي "
" حسبي الله ونعم والوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل "
ترددها جدتها وهي تتمايل بجسدها من تعاظم هالفاجعه فيهم .. تتحرك بلا شعور من جرتها جود صوب باب القسم .. تحسها أنها تغيب في الاوعي .. يعني فعلا شيما تزوجت ..؟
تتحرك أكثر للقسم .. تدخله وعيونها الغرقانه بالدموع بضياع تتحرك في كل الأثاث .. توقف
من حست أن رجولها ماعادت قادره تشيل حمول جسدها من الرجفه .. والخوف .. ترفع صوتها المفجوع
" عهد .. وعد "
فجأه يفتح قفل باب المجلس .. تطلع وعد تركض بقوة حتى تحضنها .. تنهار تبكي .. تنطق بحرقه
" خذينا لأمي يانوق .. خذينا من هنيا بسرعه .. بروح لها .. أبي أشوف أمي هالحين "
رفعت نوق أيديها حتى تلمها لصدرها بقوة .. وأختها أنهارت بشكل مآساوي.. لحظات وتطلع عهد تعرج ترفع يدها تلامس الجدار وما أظهرته من قوة تلاشى وكأنه من عدم .. عيونها منكسره بشكل غريب .. وجيوش الدمع تسيل بلا توقف على خدودها ..
ساعات مرعبه مروا فيها .. كانوا على حافة الموت ..
عهد ومن بين شهقاتها المره : نوق
تحركت نوق بسرعه وهي لا زالت حاضنها وعد .. تمد يدها لراس عهد .. تسحبه بقوة حتى تغطيه بكتفها .. تنطق بمراره
" جيت .. جيت .. أنا عندكم وهالحين بنمشي والله ماتقعدون دقيقه .. يلا ألبسن عباياتكن "
عهد وهي بقوة تحضنها .. تنطق بحرقه : زوجوا شيما .. زوجوها
نوق وهي تبلغ الغصه بالعافيه .. : كل شي لا وصلنا للبيت بنفهمه .. يلا بسرعه خلونا نطلع
صارت تدفعهن وهي تنهار من داخل بشكل لا يوصف .. تتحرك أكثر للغرفه ومن وقفت عند الباب حتى تشوف شيما جالسه على الأرض بشكل غريب .. تضم رجولها لصدرها .. شعرها المبهذل .. عيونها المتورمه .. العبايه إلي لازالت تحتوي جسدها النحيف .. وببطء تحركت عيون شيما لنوق .. ومن شافتها حركت أيديها بقوة تلفها حول رجولها .. تهز راسها بجنون
تنطق
" والله ماسويت شي والله "
تحركت نوق بسرعه صوبها .. تنحني لها بحنان وتضمها بقوة .. مفجوعه من شكل أختها .. تجلس على رجولها .. تسحب شيما لصدرها .. تنهار تبكي نوق .. غصب عنها .. ماتشوفه
هالحين شي عمرها ماتخيلته .. تنطق بقهر
" وش سووا فيتس حسبي الله عليهم كلهم .. وش سووا "
رفعت شيما يدها .. متمسكه بعباة أختها .. تجرها بخوف يشل جسدها .. حتى تجهش فالبكا بقوة .. بعد ماتحس أنها داسوها بأقدامهم .. أهدموها للأخير .. ودها تبكي حتى تموت ..
وألم رهيب يحتوي راسها .. شعرها إلي أنجر .. جسدها إلي أنرمى بالأرض .. يزداد بكاها المخيف أكثر .. وهي تتخيل ملامح هالفيصل .. يدفع الباب ببطء .. عيونه المتسعه بخوف ..
صوت أنفاسه .. أنحناءه راسه وهو ينوي يدخل عليها .. يقطع أفكارها صوت نوق
وهي تمسح على راسها ..
" شيما بسم الله عليتس .. هدي .. هدي .. أنا موجوده معتس .. خلاص هدي .. هدي "
لفت من حست بجسد أختها يتراخى .. تصرخ بخواتها إلي تيبسوا عند باب المجلس
" بسرعاااااااه هاتوا مويه لها .. بسرعه "
.
.
.
" ياهيا .. هياااااااااا "
ترمي الريموت على الأرض بعد ماكتمت صوت التلفزيون بملل .. تنطق بحيره
" ياربي يا هالبنات لا ناديت الوحده تسنها ماعاد توحي "
تطالع باب الغرفه حتى ترجع تنادي
" نووووق .. نوق ! "
حركت يدها تنفضها بقوة وضيق غريب بدى يمتلك قلبها ولا تدري وش أسبابه .. أخذت نفس بقوة حتى تنعقد حواجبها .. تسند أيديها بالأرض وهي تلبس جلابيه مورده بألوان غامقه .. والشيله الخفيفه السودا .. تلتف حول راسها بإحكام .. تظهر ملامح وجهها إلي يمتلكها الكبر .. توقف .. تتحرك خطواتها صوب باب الغرفه .. لكن تجمد خطواتها بروعه من ظهرت لها هيا .. بملامح خلت كومة من الألم مع الخوف تنزل بمعدتها .. يتدافع نبض قلبها بقوة جنونية
تحرك هيا يدها وهي تظهر الكلام بصعوبه ..
" ي .. يمه .. عماني .. وجدي .. جدي زوجوا شيما "
تحركت تركض بعيون أتسعت حتى تدفع هيا بقوة .. تطلع من الغرفه وهي تتلفت تبي تشوف بنياتها .. تاخذها خطواتها لقسم الرجال حتى تلمحهن واقفات عند باب الشارع ..
زوجوها !
حست قلبها لو أنه على وشك الرحيل إلا مالا نهايه .. دقاته مثل لو أنها تخنقها .. جسدها بخوف ينتفض بقوة .. خطوات ثقيله .. صعبه وهي تجرها لين ما طلعت من باب المدخل .. تنزل وجسدها يتمايل .. تنطق بصوت تحاول فيه يرتفع
" وش بلاكن "
حتى وكأن دوامة الدموع ما أنتهت .. عيونها من فجعة ماتسمع بكل ماصار ظلت متسعه بقوة .. حواجبها تقترب من بعضها بشكل يخفي ما يحتوي ملامحها من قهر وحقد وظلم .. وكأن ماكان للهموم
والحزن تغادرها على مارسم فيها الحياه من تجاعيد الكبر .. ترتطم فجأه بالصدمة .. تتهاوى في بشاعة ماحصل .. تفقد قوتها .. إتزانها المعهود عشان بناتها ..
راس مالها .. وهذي هي كأنها تموت للمره الثانيه .. مثل ما ماتت فالمره الأولى لمّا أنكتب عليها العزله والمنفى بعيد عن من تشوفهم سندها وعزوتها .. ماكفاهم ظلم .. ماكفاهم سنين البعد .. يطول ظلمهم تربيتها لبناتها .. تعبها وهي تربيّ لحالها ست بنات بلا أب ولا سند .. ماكفاهم إنها رضت فالقرب عشان بس فسحة من أمان تحت ظلالهم .. وبالأخير يتهمون بنتها بشرفها وعرضها .. من تحت ألاعيب بنتهم الفاسده .. إلي تاركينها ومتسلطين بقوتهم عليهن هن .. !
ترفع أيديها مستقره على راسها .. من أنتهت الحكايه .. عند حضور نوق إلي أخذتهم للسياره .. ورغم محاولات
عواد إنه هو من ياخذهم .. إلا إن الصرخه
بـــ " فكونا من شركم خلااص " كافيه من شفاة نوق ..
حتى تبيّن له ولهم كلهم إن الحدود تلاشت .. والكرامة إلي تحفظ بني آدم من كل تطاول ..
أستحالت لدم مهدور في مملكتهم .. وتحت حمايتهم .. تنطق والدموع تنزل من عيونها إلي تدور حولها التجاعيد
" يارب سترك علينا يارب .. يارب سترك "
حركت عيونها بغضب صوب شيما المتكوره على أختها حتى تندفع صوبها تضربها بيدها بقوة تصرخ فيها
" مالقيتي إلا تمشين ورا نوره يالخايبه .. ماتعرفينها .. ماتعرفينها "
صارت تجرها من حرارة القهر إلي تكوي جوفها .. وشيما تصرخ
" والله يمه هي من جرتني هي .. هي يمه والله هي "
نوق وهي تحاول تهدي أمها وبأنهيار يتقاسمونه كلهم : يمه كلها من التسلبه نوره .. إلي ماهيب تاركتنا أبد
أم نوق وهي تنهال بالضرب على شيما : حسبي الله عليتس تسان ماجبتي لنا إلا المصيبه إلي بتذبحنا ..
عهد وهي تعرج تتحرك بسرعه تمسك أمها مبعدتها عن أختها : يمه فكيها ( بكت ) يكفيها ماجاها يمه .. يكفيها لا تصيرين أنتي بعد عليها
وعد وهي تضم أيديها بقوة لصدرها : والله مالها شغل كلنا شاهدين إن عمتي هي السبب ..
لفت شيما لأمها حتى تصرخ بلا شعور
" لا تضربيني يمه .. أذبحيني أحسن .. مابي أعيش خلاص .. يارب أموت وأفتك من كل شي يارب يارب "
صارت ترددها وأم نوق بقوة صارت تضربها رغم أن نوق وعهد يحاولون في أمها تبعد عنها .. تنهار تبكي
" سدي فمتس لا أسمع صوتتس .. سديه أشوف .. سديه "
صرخت نوق بهيا إلي واقفه جامده عند باب المدخل ... من هول مايصير ماعادت قادره تتحرك
" تعاااالي خوذي شيما .. تعالي "
تحركت هيا تركض بكل قوتها حتى تسحب أختها بلمح البصر .. تجرها من بين أيدين أمها وتدفعها بالغصب للبيت .. تقترب وعد من أمها .. تمسكها برجا
" أقسم بالله العظيم إنه كله من راس عمتي .. ولولا متعب تسان زوجوها من فيصل الحقير والله يمه ما أقوله صحيح "
أنحنت بقوة طايحه بالأرض من نزلت يد أم نوق عليها حتى تصفعها بأقوى ماعندها تصرخ
" مافيه جوال تدقن علي .. مافيه "
تحركت صوب عهد حتى تنهال عليها بالضرب بعد
" مافيه ياقليلات الحيا والتربيه ماتسن وراكن أحد .. جاياتن لي بعد ماطاح الفاس بالراس "
رفعت عهد أيديها تحاول تحمي نفسها من ضرب أمها وماهي قادره تبعد ورجلها يحتويها ألم فضيع تكتمه بالصبر .. أنهارت عهد من جديد تبكي
" والله يمه أنفجعنا باللي صار ماتسان فينا عقل "
تحركت نوق تدفع عهد بقوة وهي تصرخ فيها
" كلكن لداخل يلا "
تمايلت عهد حتى تطيح بالأرض .. وشيلتها أرتمت على الأرض بقوة .. توقف نوق مقابله لأمها .. يطيح برقعها إلي رافعته على راسها .. مغطي وجها .. تسحبه بقهر وتنطق
" يمه أرفقي بحالتس "
أنتفضت متكوره على نفسه من صرخت أم نوق في وجها
" روحي سكري بيبان الشارع .. وأسحبي الجوالات كلها من خواتتس أشوف ..! "
ظلت واقفه بوجه أمها الثايره تحاول تستوعب هالأوامر الصارمه إلي ظهرت من شفاتها
بحزم .. أنحنت بقوة من دفعتها أم نوق بقلة صبر والصراخ لا زال هو وحده المتحكم فيها
" ماتوحين .. حتى جوالتس أنتي .. وقسم بالله من أشوف معها جوالها لا أكسره كسرتين "
تحركت تجر خطواتها صوب باب الشارع .. تسحب المزلاج محكمته .. تتركه ومن نوت تروح لباب الكراج .. كان صوت أمها يندفع بقوة لها
" بالمفاتيح يتقفل ..وتسلمينه لي ولا عاد يفتح لو من ما تسان يطقه .. "
هزت راسها بخوف وهي تبلع ريقها .. تشوف وعد تمشي تساند أختها بإنكسار ..
كان كل جرح يكسرهم .. يأمنون فيه بالعافيه بأيدينهم إلي أدماها الجرح .. يحاولون يصلحون الخراب .. لكن هالحين وكأن أرواحهم غادرت من بعد ماسرقوا منهم شعرة هالحياه إلي يخافون من قطعها .. !
هذا هم بهاللحظة أجساد ضعيفه .. مفتقدين السند .. والسقف من مات أبوهم كانوا يدركون
أنه صار سما متسعه باتساع فقدهم ..
وش أشد من هالعذاب إلي طالها ثم طال هالحين أختها شيما منهم !
وش أشد منه !
.
.
.
يصرخ وهو يرمي يد البلاستيشن بفرح .. يصفق بقوة
" وفزت .. فزت غصبن عنك .. "
ظل بوضعيته متربع متمسك بقوة بيد البلاستيشن الثانيه .. ووسط صراخ معاذ وضحكه
رمى اليد بقوة ورفع أيديه يمسح على شعره ..
" أنت غشاش "
ينفجر معاذ يضحك من جديد .. تتعالى ضحكاته هالمجلس الواسع .. لكن فجأه .. يقطع ضحكاته جسد أبوه إلي وقف كما الجبل عند الباب .. ملامح وجهه تغيب في دوامة شر وغضب ماله قاع .. ملامحه متصلبه بشكل أفزع معاذ إلي أنحنى بأيديه ينزل يد البلاستيشن ويقوم واقف .. وقبل لا تتحرك شفاته سؤال عن حال أبوه .. كانت أقرب له صرخة تحركت فيها يد بو متعب لبرا ..
" قم أطلع برا .. ولا أشوفك في بيتي مره ثانيه "
أتسعت عيون معاذ صوب ريان إلي كان متوجه له هالطرده .. يتحرك ريان واقف والصدمه أعتلت ملامحه .. صرخ بو متعب من جديد
" برا لا بارك الله في يومن شفناه فيكم .. تفو عليكم من عايله وصخه ! "
ووسط صدمة ريان نطق بإرتباك
" عمي وش صاير .. وش .. "
أنتفض بقوة من تحرك بو متعب صوبه حتى يجره من يده ويدفعه برا
" أطلع من بيتي أشوف "
ركض معاذ بخرعه يلحق أبوه
" يبه وش فيك على ريان .. وش صاير عشان تطرده "
وأول ماطلع من المجلس .. جمدت خطواته على أخوه متعب إلي كان يوقف بصلابه عيونه تتوجه لهم .. أزارير ثوبه كلها مفتوحه .. والدم بشكل غريب ينتشر هينا وهناك على ثوبه .. يصرخ بو متعب وهو يرمي ريان برا
" برا لا بارك الله فيك .. برا عن بيتي .. برا "
مسكر الباب ومقفله بأقوى ماعنده .. راح يركض لأبوه .. يقترب منه ويمسك يده وهويسمع ريان ينادي بقهر
" وش صاير عمي .. ليش تسوي تسذا وش أنا مسوي "
يلف بحده وبملامح ثارت لولده .. حتى يصرخ فيه
" والله إن تواصلت معه بأي شكل لا أنا أبوك ولا تعرفني تفهم أنت أو ماتفهم ..؟ "
معاذ بصدمه : يبه وش صاير .. وش فيه
حرك عيونه لمتعب حتى يروح له .. يمسكه وبصوت خايف
" وش فيك أنت طيب .. وش صاير أحتسوا .. "
ولا رد عليه .. تحرك بألم يجر الخطوة ورا الخطوة بأنفاس لا زالت حاره بعد ما فكوه
بالعافيه من أغمى على فيصل بين أيديه .. وش كان يضر لو أستمر يضربه أكثر وأكثر ..؟
حتى يفارق هالحياه .. !
جمدت خطوات معاذ وهم يبتعدون عنه .. تاركينهم وسط مشاعر متضاربه .. غابره ..
كان عليهم يدفعون ثمن هالقطيعه القادمه لو ماكان يجمعهم فيها ذنب أو قلة فعول ..
يسمع صوت ريان ينادي .. حتى يقترب من الباب .. يرفع راسه للسور ينطق
" رح ياريان للبيت وأنا بحتسي معك بالجوال رح شكل الموضوع تسبير "
نطق ريان بقهر وهو واقف بالشارع
" وش دخلني أنا يطردني أبوك ..؟ "
رفع يده معاذ حتى يضرب الباب بضياع
" رح وبنتواصل مع بعض .. لا تزعل يالعشير .. أمسحها بوجهي "
قالها حتى يتحرك يمسك مخباته بعبث .. تتسع خطواته من دخل من باب المدخل .. يسمع أبوه لا زال يشتم ريان .. وفيصل وخالته .. !
يندفع بخطواته أكثر فالمجلس حتى يوقف بصدمه من شاف أمه تجلس على الكنب .. منحنيه وهي تغطي وجها بأيديها وتبكي .. تبكي بمراره .. يتحرك أكثر جالس عند رجول أمه ..
يجر أيديها وشي يخنقه .. يدفعه للأنهيار .. أول مرة يشوف أمه بهالشكل ..
" يمه وش بلاتس .. "
حرك راسه لأبوه إلي جلس وراه .. لمتعب إلي لا زالت ملامحه المتصلبه .. القاسيه تثور
يشكل غريب .. يرفع صوته أكثر
" وش فيكم .. وش صاير ! "
بو متعب بصوت ثاير : هالريان .. أخوه فيصل بغى يعتدي على بنت خالك بتخطيط من أمه .. لولا إن الله سبحانه لطف فالبنت ..
معاذ بصدمه ظل يطالع أبوه .. نطق بصعوبه : يعتدي !
بو متعب : الخسيس .. ( أشر على معاذ بتهديد ) هذا مافيهم عرقن فاسد .. إلا عرق من الشيطان يجري في دمهم .. نعنبوهم لا مخافه من الله ولا من هالدم إلي يربطهم فيها ..
فضيه نزلت أيديها حتى تنطق من بين شهقاتها : والله إني كنت أستغرب من طلبها لهالحفله .. ومن عنادها إلا يتم .. ومن مجلاسها بالظلام وماهيب معنا من وصلنا
متعب حرك عيونه القاسيه بنظرتها صوب أمه : .............................
فضيه وملامحها تغرق بالأنكسار .. : تسيف فكرت تاخذ البنت لواحدن ماهو محرمن لها وترميها هناك .. تسيف بس تخلي الولد يختلي ...
متعب صرخ : يمه ماتحتسين عنها زوجتي ..!
بو متعب أخذ نفس بقوة .. حرك راسه لولده وهو يأشر بيده : عيّن من الله خير .. فيصل حلف أنه ماقرب للبنت ولا شي
حس بدمه يفور من جديد .. صار يتحرك بضياع .. لازالت فيه طاقه للهدم .. شلون بيفرغها
هالحين .. شلون !
بو متعب بحده : متعب أهجد ترا أمرك مع بنت خالك للحين في ضياع
فضيه ما أستوعبت كلام زوجها : تسيف يعني ..؟
بو متعب وهو يطالعها : عقد هالزواج ماهوب مصدق من المحكمه لأن مافيه تحاليل يعني ورانا مطب وعسى الله يستر ونشوف لنا أحدن يتوسط بالتحاليل لأن الشيخ بعد بيروح بداهيه لو عرفوا أنه رضى يعقد لنا بدون تحاليل !
فضيه ويدها لامست جبينها : يارب رحمتك ..
ثواني حتى تنعقد حواجبها ورغم مايثور في فكرها من ضياع وتشتت نطقت بحيره
" أنتم تسيف جيتوا "
بو متعب : ماتقول لأمك .. هالفيصل وش تسان ناون عليك فيه !
ظل واقف وهو صاد بوجهه عنهم .. رجع أبوه ينطق
" ماتعلمها عشان أخوك بعد ماعاد يكون له طريق لهالعايله الفاسده مره "
بلل شفاته وحلقه الجافه .. أخذ نفس بقوة وبعمق حتى يتحرك خطوتين صوب حافة الكنبه وعيون أمه تلاحقه .. ينحني جالس .. وهو لا زال يحاول ياخذ أنفاس متسارعه بقوة لرئته
إلي يحسها ملتهبه .. والليل أصبح بطيء في منتصف ما أصابهم ..؟
محتار ولا يدري كيف بيبدى والمصايب إلي يحتفظ فيها بصدره أكبر من أنه يقدر يقولها
في هاللحظة ودفعه وحده .. يسند أيديه على ركبه .. تتشابك أصابعه مع بعض .. ترتكز عيونه بنظرتها
القاسيه للزخارف الخشبيه المنحوته بتفاصيل صغيره أسفل الكنب .. يرص على أسنانه بقوة .. يظهر فكه أكثر صلابه .. لحظات وينطق
" شفت يامعاذ يومنك تركتني عند سيارتي "
معاذ وهو لا زال تحت سلطة مايسمعه ولا يقدر يستوعبه بأي شكل : إيه
متعب وصدره يرتفع وينزل بقوة : رحت قاطع المسافه إلا في خويي يدق علي .. قالي أنتبه أنا شايفن لي واحد يتعبث بسيارتك أمس يوم تركتها .. سألته تعرفه ..؟ قالي تسن فيه من دمكم .. عرفته ولا كنت أحتاج أستنتج أكثر من يكون
فضيه وهي تحاول تنطقها : فيصل !
متعب رفع عيونه لأمه .. هز راسه : إيه .. ولمحته يتبعني وين ما أروح راكب سياره ماهيب سيارته .. العالم الله إنه يحسبن السياره بتتعطل فيني بالشارع لأن ماتعبث فيها إلا هو يبيها تخرب .. وخراب السياره لواحدن نفسي بهالمرض كارثه يمه .. قلت أمثل عليه إني طحت وهو يطالعني .. ثم بعدين جوو شباب لحد عندي وقلت لهم إني مريض وأخذوني يم المستشفى لأني فعلا حسيت بشوي تشجنات يمكن من جلستي فالحر والشمس وأنا أنتظر هالفيصل يروح .. يفارقني
تحرك معاذ بصدمه حتى يعتدل بجلسته .. يسند بظهره على خشب الكنب .. يسحب رجوله لبطنه .. والصدمه تكوي ضلوعه .. يستقر كف يده على شعره .. نطق وهو يبلع المراره
" تسان يبي يضرك ليه ..؟ "
بو متعب : هذولي قلوبهم سودا .. متمكن منهم الحقد والبلا إلي ياكافي ..
متعب : وهناك أضطريت آخذ أبرة كورتيزون بعد ماقلت للدكتور عن علاجاتي كلها إلي أنصرفت لي من الأردن .. ولأني قايل لجود تتواصل معي .. لقيتها مرسله لي أن نوره عازمتكم بالأستراحه وبتلتقي في بنات خالي عبدالله رحمة الله عليه .. ما أرتحت ولا قدرت أطلع من المستشفى وأنا تعبان ..
بو متعب وهو يزفر هوا بحرقه : ثم بعدها مادريت إلا بمتعب يدق علي بحالتن ياكافي خلاني أنتفض طالع من مجلس أخوياي .. قام يصارخ في هالجوال .. داخل على الله ثم عليك يبه تلحق على شيما .. بيزوجونها .. بلاه جود مرسلتن على أخوها بالواتس وهي تبتسي وتترجاه
يجي يومنهم سكروا عليكم القسم ولاقين شيما برا .. ورحت مع أخوياي ومعه للشيخ
فضيه : وتسيف عرفت أنهم بيزوجونها
متعب حرك يده بقهر : لأنه قايل لي فيصل من زمان أنه يبي شيما .. وخالتي هي من بتزوجه .. وعلمت عواد بس ضحك علي .. الرجال تسان يحتسي بثقه يمه .. وخالتي ليه تبي شيما وهي من أول ماجت تشوف مستواها بمستوى الخدامه إلي أنطردت بسببها !
فضيه : وأنت وش يدريك عن هالسوالف وأول ماوصلوا بنات أخوي وأنت مبعدن روحك
عن أمور هالعايله ...؟
متعب صد حتى ينطق بعبث : سالفة الخدامه وماسوته عند حرمة جلوي خابرها وإلي قايلها لي عواد
فضيه حركت يده بنفاذ صبر : أنا ماهوب سؤالي عن الخدامه .. سؤالي من متى أنت رابط نفسك ببنات أخوي
متعب رجع يطالعها .. نطق بحده : ومن قالتس إني رابطن عمري فيهن .. أنا أسوي ما يمليه علي ضميري يمه
فضيه بعصبيه وهي ترفع يدها : ضميرك يقولك تصرخ باسم بنت خالك إلي ثرت فيني لأني قررت أخطبها لك
بو متعب بقهر : يابنت الحلال هو تسان مقهور من ما سواه واحدن نجس وخسيس نفس فيصل .. !
فضيه لا زالت تطالع ولدها : ورا ماتحتسي
تحرك واقف بتعب وهو يبعد عيونه لا تطيح على عيون أمه ثم تكشف السر ..
وبصوت رجولي جاف
" فعولي وحتسيي ما تطيح أبد تحت رحمة التبرير لأي أحد .. وهذا ماعندي "
وأندفع بجسمه طالع من الغرفه ..
معاذ طالع أبوه : وريان ..؟
بو متعب بتهديد : منتهي أمره ولا أشوفه في بيتي ولا معك بأي شكل .. وهه سمعت بإذنك ماسواه مسود الوجه أخوه وبغى يضر أخوك فيه .. وزين أن بو فيصل جى يم الأستراحه وضف نجاسته بعيد عننا ولا تسان ماتركناه حي .. !
.
.
.
كان يوقف بنيران غضب عند غرفة المرضى .. وصوت عواد يدق باب الجنون في ذاته
" إن ماخذت هالنجس من أستراحتي والله لا تلقاه في الصحرا مرد التسلاب نفسه تاكله ! "
يتبعه صوت منصور الحاقد وبإشمئزاز غريب .. ينطق قبل لا يركب سيارته
" وخذها معك لا بارك الله فيها وفي ولدها "
يحكم قبضة يده بقوة حتى يفرد كفه بالثانيه .. تتحرك هالقبضه بقوة ولا يصدها إلا كفه ..
مايجيبه لهم إلا هالولد ومصايبه .. يا معتدي عليه أو سيرته السيئه تسبقه .. !
أتصال من هالعواد يخليه يترك كل شغله ويجي له حتى يلقى ولده بين الحياه والموت مرمي وهي .. هي توقف منهاره تبكي وتصارخ برا هالأستراحه .. تطلب منهم يسمعونها ..
تتقدم خطواته بضياع فالممر حراره ونيران تشتب داخل ضلوعه .. يطالع كل ماحاوليه .. الملامح العابره .. المرضى .. أصوات ترتفع .. صرخات أطفال .. حتى يلف بشره صوبها هي إلي جالسه على الكراسي بعد ماسحبها هي بعد معهم وماكان أحد يبيها نهائي .. يتحرك
بخطوات واسعه صوبها .. ينحني بلمح البصر لها حتى يجرها مع يدها .. يصرخ فيها
" وش صاير هناك .. ليش ولدتس تسذا حالته متعاونين عليه خواله ومكفخينه .. وش من ردى مسويه .. غير سواته ببادي .. "
يصرخ
" ماتردين "
تنحني بألم وعيون هالناس تطالعها .. يجرها بقوة تنوي تقوم لكن ماكان لها حيل توقف .. تطيح بالأرض نازله من الكراسي .. يصرخ فيها بقوة
" ماتردين وش مسوي ولدتس من مصيبتن مخليه خواله ييتبرون منه ويرمونه تسذا "
ترفع عيونها لنظرات الشفقه لها ..وبإحراج من نظراتهم تحرك راسها له .. تنوي تتكلم لكن تصرخ
بــ " آآآه " من غرس أظافيره في جلدها .. يجرها بقوة لين وقفت .. والكل يطالعون منظرها بأسف .. تنطق بترجي
" بو فيصل أسمعني "
يوقف وراه الممرض حتى ينطق
" محتاج تنويم و .... "
يلف بو فيصل له حتى يصرخ بوجه هالممرض
" خله يعفن عندكم لا أشوفه هالولد بحياتي "
تجهش فالبكا من جرها بلا رحمة وعيونه تثور غضب .. عيون هالناس تتابعها بفاجعه وصمت .. تسمع بعض الحريم تهمس
" لا حول ولاقوة إلا بالله "
" ياحرام وش بلاه يصارخ عليها ماحد يوقفه "
.. يطلع من المستشفى وهي تحاول تجاري خطواته .. ومن وصل للسياره رماها عند الباب .. سحب عقاله حتى يصرخ
" إن ماحتسيتي الحين والله لايكون يومك أسود قدام الله وخلقه "
رفعت أيديها تحاول تحمي نفسها من أنحنى لها والجنون يعبث بعقله .. يعرف أن أخوانها وأبوها رجال تشهد لهم فعولهم .. وبأي شكل مستحيل بيضربون فيصل لأسباب تافهه ..
أويطردونها بهالشكل ..
أكيد السبب عظيم .. عظيم .. صرخت بقوة من أنهال عليها بالعقال ضرب وهو يصرخ ..
"أحتسي "
رفعت صوتها .. بالغصب .. وهي تبكي من سوط هالعقال على ظهرها
" ولدك لقوه عند .. عند بنت خاله طاحوا فيهم مع بعض "
حس بقلبه ينقبض بقوة .. خطوات متسارعه فجأه تقترب منهم .. ينطق أمن المستشفى
" وش فيه ..؟ "
تتساند بأيديها وسط هالظلام إلي لازال يسدل بستاره عليهم ... ترفع أيديها برجفه تنطق
" مافي شي بيني وبينه "
تقولها وهي تركض بإنحناءه مكسوره لباب السايق تفتحه
قدام عيون هالأمن وتركب خوف من زوجها لا يرميها وتلقى حاله في أنعزال وعدم .. !
من بيستقبلها في بيته .. من ..؟
وبو فيصل ظل في مكانه .. ينحني فجأه جالس على الرصيف .. وكأنه على وشك أنتهاء ..
لاقينه مع بنت خاله .. تتحرك عيونه بصدمه لسيارته .. أي بنت خاله بالضبط ..؟
أي وحده ..؟
يكلمه هالواقف بكلام ماكان يلقي له أي أهتمام .. يتحرك تاركه وهو لازال يتنفس
الصدمه .. يفز واقف فجأه .. يفتح باب السايق ويركب .. حتى يشغل السياره وبملامح
ثايره .. تنحني له ماسكته بفجعه .. تصرخ فيه
" وين بتشغلها وولدك "
وبلا مقدمات تفتح فمها وتتمايل من قبضة يده إلي أستقرت على راسها من ورا .. يجر شيلتها مع شعرها بأقوى ماعنده ..
" أنتي سدي فمتس لين نوصل للبيت .. تحسبين ماصار بعديه .. والله لا تدفعين فيه الثمن أنتي وولدتس إلي جاب لنا سواد الوجه "
تمايل راسها بقوة على الزجاج حتى تضربه من دفعها بعيد عنه .. ترجع برجا له
" تكفى لا تخليه "
تنتفض بقوة من صرخ
" لا تجيبين طاريه عندي التسلب .. وماصار في أستراحة عواد أنا بعرفه كله .. ووالله لايكون حساب المخطي عسير ..والله "
.
.
.
يفتح باب المدخل حتى يندفع بهيئه بائسه للصاله .. يترك الباب مثل ماهو .. تدور نظرات عيونه فالصاله المظلمه وإلي يخترقها أضواء من إنارة الحديقه بلونها الأصفر .. ترتمي على الأرضيه قدام عيونه .. كان محتاج وقت من سكون بعد ما أعترضت هالمصيبه أرضهم ..
تاركه أثرها ومغادره .. وألم غريب .. يتهاوى عليه .. صداع يدق طبوله في راسه كله ..
يجر الخطوة .. ورا الخطوة حتى يرمي جسمه المتهالك على أقرب كنبه .. ينسدح على ظهره
رافع رجوله بصعوبه .. تغطي ذراعه عيونه الباكيه من هالأنكسار المفجع إلي شافه بعيونه
يظهر على ملامح أبوه .. على أمه وهي ماقدرت تتمالك نفسها قبال ماصار ..
ليش في كل مره .. يظهر هو بمظهر الطرف الثاني إلي دايما يرتخي ..
تخونه فعوله .. وتتحكم فيه أنفعالاته بشكل يثير بنفسه الشفقه على حاله .. يحرك أصابعه البارده رغم أن قلبه يحترق .. يحترق في دوامة ماصار .. كيف قدر وسط حلف أخته فضيه أن ماصار كله من تحت نوره .. أنه يتركها .. تروح وأكتفى بطرد أبوه لها .. كيف
ماقدر ياخذ كلام متعب كله على محمل الجد ويحمي بنات أخوه ..؟
هل معقوله كان مايقدر يستوعب مافي نوره من شر تركها تنوي تدنس شرف شيما حتى تزوّج ولدها ..!
ليش .. ليش كل هذا تسويه .. ماهو معقوله بلا سبب ..؟ يسحب ذراعه حتى يمسح ملامح وجهه البائسه بكفوف أيديه ..
" عواد " !
كان صوتها الناعم يندفع بقوة صوبه متسلل لجراحه الثايره بهاللحظة .. لجلد الذات إلي يعاني منه وسط ما تركه في كل مره من خيبه لكل من كان ينتظر منه أكثر .. يسمع صوت خطواتها
هي ...هي الوحيده إلي حبها تملكه لحد ماسرقت منه كل شعور .. تقترب منه حتى ينتشر عطرها بريحة الورد .. يفوح منها بهاللحظة .. تنحني ببطء جالسه عند راسه .. عيونها تتأمل ذراعه
إلي غطى فيه عيونه من سمع صوتها .. متمدد قبالها بدون أي حركه .. لحظات ويحس بأيديها تلامس جبينه .. تلعب بشعره بأصابعها ..
" أعتقد إننا واصلين لمرحله صعبه "
تحركت شفاته بصوته الرجولي الممزوج بالتعب والألم
" تعدينا مرحلة الأعتقاد ! "
ضمت شفاتها بقوة حتى تسحب أصابعها من على راسه .. تنزل أيديها لتحت راسه رافعته وبسرعه تزحف .. حتى يرتاح راسه بحضنها ..
" ممكن أسألك "
نطق
" إيه "
أنحنت براسها تطالع ملامحه الرجوليه الماثله حاليا قدام عيونها ... عوارضه .. شاربه الكثيف .. وذراع تغطي عيونه عنها .. تدرك دايما إن عواد مايرسى معها إلا على شاطئ المفاجئه .. ملغمّين بالكلام إلي يختزن بدواخلهم لساعات طويله حتى بلحظة ما مفاجئه كما
العاده .. وبنفس هاللقا .. يتقابلون على طاولة البوح .. أنحنت براسها حتى تبوس جبينه ..
تبعد شفاتها ببطء وملمس بلوزتها الناعمه يلامس بشرته .. يحاوطه لا زال ريحة عطرها
الهادي .. دايما تختار ماينسجم بشكل تلقائي مع عنفوانها .. وشخصيتها .. نطق
ببطء
" عيديها "
أبتسمت بخجل ..
" إلي هي ..؟ "
تقولها ويدها اليسار تستقر على صدره ..فيما يدها اليمين صارت تسحب ذراعه بس هو بقوة ثبتها .. تندفع شفاته بقهر
" إلا ذي "
ماكان يبيها تشوف عيونه وتدرك حجم أنهياره وخذلانه من نفسه .. تأبى رجولته هالشي ...
ظلت تتأمل مايظهر من ملامحه .. وقلبها تحس أنه ينقبض بعنف .. غارقين في صمت طويل
حتى يقرر فجأه تحت وطأه هالأنهيار .. يسحب يده .. يلف بجسمه كله صوبها أكثر .. يدفن ملامحه وجهه على بطنها .. ويده أستقرت وراها .. عيونها ماغادرت مايظهر
من ملامحه .. وهو أجمل لو أن هالحزن يغطي ملامحه .. أضعف لو أنه أظهر كل مايكفي هالكون قوة .. !
وتكتفي تحرك أيدينها حول راسه وكتوفه .. تحضنه بحنان ودفى .. تنطق بهدوء
" أنا مابيك تحتسي هالحين .. ولا تشرح ولا حتى توضّح لي مافيك .. لكن سذا "
وبصوت ملغّم بأنهياره ,, نطق مقاطعها
" تسذا "
ضحكت وهي تتألم من داخل على مايحمله صوته من أسى وحزن وأنهيار ..
" إيه تسذا .. تسذا "
وسكتت .. ومن حس بصمتها بيطول .. نطق وهو يحرك جسمه ويدفن ملامحه أكثر
على بلوزتها ينطق
" كملي ياناديه .. كملي لا توقفيّن أبد "
بلع ريقه بقوة من أختنق صوته
" أبي أسمع سالفه .. أي سالفه "
رفعت حواجبها لفوق وودها تقول " إيش فيك " ماعمرها ذكرته بهالشكل عاجز لا يتكلم ..
وكأنه مايقيّده شي أكبر من الكلام .. يندفع قلبها بقوة خوف من مايخفيه .. تنطق بعبره تخنق
صوتها غصب عنها
" تعرف إني أحبك "
هز راسه بسرعه .. كمّلت
" أحبك .. محبتي لأمي الله يرحمها "
يرص على أسنانه بقوة .. تشوف فكه يتصلب .. ينتفخ صدره بقوة .. ويزفر الهوا .. تحس بحراره أنفاسه الحاره .. ينطق
" ليش تحبيني .. ماهوب يمكن أخيّب ظنتس مثل ماخابت ظنونهم "
حست بعضلة قلبها تنكمش فجأه .. تنعقد حواجبها وهي تحاوط راسه وكتوفه بأيديها بقوة أكثر .. تنطق بأندفاع
" دروبنا بتتلاقى .. مانفترق أبد .. مانفترق "
حست بقبضة يده تستقر بقوة وبإحكام على بلوزتها يجرها وكأنها تتكسر على حدود رجولته .. تنحني بسرعه صوب شعره .. تبوس راسه بقوة .. فيما هو أكتفى بالصمت
لضيق وهم يكتمه !
.
.
.
صمت موحش يجثم على صدرها المثقل بالهموم حتى ماكان للي صار مكان غير أنه
يكسرهم متربع على عرش حياتهم .. والنوم جافى عيونها فيما بناتها الثلاث بصعوبه خلدوا للنوم .. مثل ماقالت لها هيا وهي تترجاها لا تحمّل نفسها ما لا طاقه له فيه .. لكنها طردتها ..
طالبه منهم يتركونها تجلس لحالها .. الساعه تقترب من 3 الفجر وعيون الخلق نامت إلا عيونها.. فجأه تنزل الدموع بحراره وقبالها بكيس جوالات بناتها بعد ماجمعتهم .. كيف يتجرأون ينحرون مابقى فيها باسم الشرف والعار .. هي إلي ربت وتحملت
وتحاملت على فعولهم وأقفت عن الردى عشان يبقون لبنياتها سند .. على يسارها سجادتها ..
وعبايتها السودا الواسعه تغطي جسدها .. صلت الركعتين والأربع .. ركعه تتبعها ركعات
.. إستخاره لأمر مقدمه عليه وبيحط لفعلهم هذا حدود .. إن تناسوها فهي قادره تظهرها لهم
ولا تهاب أحد منهم .. بتوقف قبال ظلمهم لبنتهم وقفة رجال إن كانوا يحسبون إنها
بلا عزوة وظهر .. !
تتحرك واقفه .. تمشي صوب باب غرفة التلفزيون حتى تسكره ببطء وتقفل الباب بإحكام ..
ترجع بخطوات ينهكها التعب حتى تنحني جالسه بجنب سجادة الصلاه .. تفرك بكف يدها عيونها بسرعه .. تسحب جوالها وبدون أدنى تردد وهي حزمت أمرها .. تضغط على الرقم إلي وصت هيا تخليه أول الأرقام
في جوالها .. تحط الجوال عند أذنها .. تسمع صوت رقمه يدق ويدق .. لين ما أقفل من حاله بدون أي رد .. تبعد الجوال عن أذنها بحواجب أنعقدت والهم يسيطر بشكل مخيف
على ملامح وجها .. تضغط رقمه من جديد ... يستقر الجوال عند أذنها .. يرجع رقمه يأن بنغمه ثابته .. لكن فجأه يفتح الخط .. يندفع صوته الرجولي الناعس .. المتضخم
من النوم بـ " ألو "
تنطق هي بحرقه
" أنا داخله على الله ثم عليك يابن جهيمان من ظلمن طالي وطال بنياتي .. ومطلبي تجيرني عن من آذاني حتى في عرضي ! "
يندفع بفزع
" أنا أخو غزوى .. شانتس شاني يام نادر ..و هدمتس هدمي .. لتس من يذود الشر بصدره وماله وأهله عنتس وعن بنياتتس"
أختنق صوتها والقهر يفتت ماتحاول تظهره من قوة
" والله مالفيت يمك إلا لني عارفه ماغيرك بيرفعنا عن ماحنا فيه "
نطق بصوته الرجولي إلي نهض من سبات النوم .. مندفع بعمق
" أحسبي مايفصلني عنكم من ساعات وبتلقيني عندتس "
تحركت شفاتها بحزم
" شف يابن جهيمان .. تعاهدني معاهده يشهد عليها الله إنك تلبي مطالبي دون رجعه "
نطق بصوت واثق ظهر أكثر منها حزم
" أعاهدتس يام نادر "
" أجل مطالبي بجيرتك وجيرة عشيرتك ردّية الشان .. أتمم مابقى من عده على زوجي رحمة الله عليه وأزود عليه .. ثلاث شهور وثلاث أسابيع أبيهن بالتمام يابن جهيمان .. ولا يعترضنا حدن منهم بأي شكل ولا يطالنا مالن منهم ولا زاد وإن تسان بيتعللون في دراسة البنيات فكلهن بيأجلنها ومالنا حاجتن في مكانن ماعاد يصون عرضنا ولا مالنا عن مافيهم من رداة "
بتار بصوته المبحوح : لتس ماطلبتيه ..
أم نوق : أجل لا أقبل الليل أدق عليك تجي يم بيتنا أبي أتركه دون ماحدن يدري
بتار وبدون حتى مايسألها عن شي : كل ماتطلبينه يام نادر مجاب بليا عهود وشروط .. وأنتي من هالمكالمه تحت جيرتي مايقابلتس واحدن فيهم ولا حتى يلفي يم بيتتس ولا له سلطه عليتس وعلى بنياتتس لين تتم هالشهور الثلاث ..
أم نوق تهز راسها : إيه بالله .. لكن
أخذت نفس بقوة حتى ترفع يدها تنطق
" فيه واحدن منهم تسان طلب شين منك توصله لي "
بتار : مين
أم نوق : وليدي متعب
بتار برضى : رجالن قول وفعل
أم نوق : وغيره .. مالي حاجتن فيهم من أولهم لآخرهم
بتار : لتس ماتبين
يقولها وهو يوقف فالصاله .. لمبه خفيفه من المطبخ تبعد عنه بشكل خفيف شوي من العتمه .. يهز راسه بإهتمام .. ينطق " طيب .. فمان الله "
يبعد الجوال عن أذنه ويندفع بخطوات متسارعه صوب غرفة النوم وهو يلبس سروال السنه
وفانيله لا زالت بشكلها المبهذل من النوم .. يوقف مشغّل لمبات الغرفه كلها .. يتحرك بطوله
وهو يمسك الجوال بيده .. يقترب منها النايمه في سابع نومه ولا تدري عن مايصير ..
يمد يده .. يهزها
" نوير قومي يلا بنسري يم الرياض بسرعه "
يشوفها تتحرك بصعوبه وعلى طول يوقف متوجه لثوبه المعلّق عند الكمودينه .. ينحني دافن الجوال بجيب الثوب .. ثواني ويسحبه يلبسه على السريع .. يرجع يطالعها
" نوير .. نوير قومي "
" همممم "
يتحرك راجع لها وبقوة يرمي اللحاف .. يرفع صوته
" قومي رتبي أغراضتس يلا .. قومي نبي نروح لأهلتس "
رفعت راسها من أستوعبت آخر كلامه ..
" أهلتس " !!
تحركت بخوف حتى ترفع ظهرها تطالعه بعيون بالعافيه تفتحهم من النوم .. نطقت بخرعه
" وش قلت !"
بتار وهو يدور حول السرير .. يوقف عند الطاولة الصغيره يجمع أغراضه : أقولتس نبي نروح للرياض
نوير بخرعه : ليه
بتار : قومي صحصحي ذا الحين ورتبي أغراضتس ثم بعلمتس .. أنا بنزل شويات بشوف سيارتي وراجع لتس يلا قومي بسرعه ..
ومن دفن آخر مابقى بمخباته .. رفع أيديه يسكر أزارير ثوبه .. شعره تاركه مبعثر .. يلف بجسمه يبي يطلع من الغرفه لكن خطواتها المتسارعه .. الغير متزنه تلحقه .. تسحب يده
وبعيون خايفه
" أهلي فيهم شي "
أبتسم ببطء .. حتى يحضن خدها
" لو أن فيهم شي أقرب وحده بتعرفين أنتي ماهوب أنا .. تعوذي من أبليس وأبي أطلع وأرجع لاقيتس جاهزه "
تحرك لكن يدها لا زالت متمسكه بطرف ثوبه .. يوقف غصب حتى تنطق هي
" وش عندك بالرياض "
يجر يده وهو يبتعد عنها .. ينطق
" مشوار .. "
يطلع من الغرفه لدقايق وهي جامده في مكانها .. وش من أمر طرى عليه فجأه حتى يقرر
يروحون للرياض !
تشوفه يوقف عند إطار الباب .. ينطق بملل
" حذياني وينهم "
أخذت نفس بعمق حتى ترفع أيديها متكتفه .. تنطق بصوت لا زال يحتويه النوم
" ماتتذكر "
عقد حواجبه ونطق بإستغراب
" أتذكر عن الحذيان ! "
هزت راسها بإيجاب حتى يصد بقوة فجأه من تذكر عنادهم الغبي على نعاله وعلى طول تحرك بخطوات واسعه .. مجبور على أنه يتحمل تبعات العهد إلي قطعوه على بعض ..
يعبرها ونظرة عيونه أمتلت ضيق وقهر .. ينحني لتحت السرير يسحب مايسميه
" حذيان " .. ترفع نوير أصبعها وهي تندفع بتحدي وإبتسامة إنتصار ..
" هه .. هه .. تراك قايلن لي لا أخذتها من تحت السرير ما أقول كلمة حذيان لأسبوع كامل "
يسحب جسمه من تحت السرير واقف .. يتحرك لها وهو كأنه يبي يضربها بقهر بالنعال .. أنحنت منفجره تضحك غصب عنها .. نطق
" ماعليه .. بيني وبينتس الأيام يابنت عبدالله "
رمى نعاله بالأرض حتى يلبسهم .. ويتحرك صوب باب الغرفه بيطلع .. حركت راسها نوير له حتى تنطق تبي تقهره
" لا تنسى مافي شي أسمه حذيان "
ولا رد عليها كمّل خطواته الواسعه طالع من الشقه بكبرها .. ومن تأكد إن الباب مابينه وبينها أتسكّر .. تبدلت ملامح وجهه الصلبه لضيق أسود .. أتسعت خطواته وأتصال أم نادر وطلبها للجيره من طرف قبيلتهم شي كبير .. الحرمه ماطلبت الجيره إلا إن الأمر ضرب عروقه في أمرن ماوراه إلا الدم .. !
متأكد من هالشي .. يمشي بالممر بخطوات قاسيه حتى يوقف بطوله في آخر الممر .. يسحب
جواله من جيبه .. ويضغط على رقم مساعد متمني أنه يرد بهالوقت .. يقترب الجوال من أذنه .. لحظات وينفتح الخط .. يفتح جلوي المصعد ويدخل مندفع بطوله .. ينطق بصوت حاد ثاير
" ألووو "
مساعد بإرتباك : هلا
جلوي : خذ خمس سيارات يامساعد هالحين من سيارات عيال عمي وخلهم يلفون يم ديرة بو نادر .. ويحاوطون فيها مداخل البيت ويقعدون هناك لين أدق عليهم ..
مساعد زادت إرتباكة صوته : أبشر
جلوي يكمّل بصوته إلي لا زال متضخم بشكل كبير من النوم : ثم بعدها تجهز سيارتك وتروح للرياض لأني بمشي هالحين
مساعد بإندفاع : علمنّي وش من أمرن مقبلن علينا مع نسايبك .. !
جلوي : أم نادر دقت تطلب الجيره مننا ضد بو عبدالله وربعه .. وعطيتها الجيره يامساعد بشروطها .. وماعاد للشايب من طريقن يمها هو وعياله
مساعد بإندفاع : لها مالأهلنا من عز وكرامه ياجلوي ..
جلوي وهو يتحرك بخطوات واسعه .. طالع من المصعد : ماهوب شين مستبعد عنك يابن
مسفر .. خل عيال عمي يتحركون بسرعه .. اليوم وهي فالقصيم معززة مكرمه في بيتها
.
.
.
وأشرقت شمس الصبح .. مزدحمه بالتفاصيل والأوجاع الراحله .. الكل موجود عند باب بيتها .. يطقه بو متعب بقوة .. ينادي بصوت عالي
" داخلين على الله ثم عليتس يام نادر تفتحين الباب .. تسمعيننا "
يتحرك جلوي واقف عند بو متعب .. يطق الباب بقوة وهو ما أنفك أتصالات أمس على نوق .. أخته دقت بعد على كل أرقام البنات .. لا رد وهذا هم يوصلون لحد بيتها ويلقونها مقفله
الأبواب قبالهم .. يتمايل بو عبدالله بتعب وأنهيار وهو يجلس على كرسي أبيض .. حالف ما يروح لين تفتح أم نوق الباب .. وتسمع ماصار كله أمس وكيف أخذهم الغضب والنار لأبعد من مايتخيلونه ..!
يتحرك بادي بهدوء مقترب منه .. ينحني جالس عند رجوله .. ينطق وهو يمسك كف جده بقوة
" وش تونس ياجدي "
" بالنار يابوك .. النار في جوفي ماهيب مخليتني "
بادي بحزن : مانمت من أمس
فجأه يصرخ مشعل إلي حس بالجنون يمتلكه من ماسمعه في البيت من أبوه
" إن ما تصرفتم مع هالعمه وعلومها الرديه على ماسوته مع التسلب ولدها لا أروح أذبحه ونرتاح "
يرتفع صوت أبوه الواقف بتعب عند سيارته
" مشعل .. ! "
جلوي حرك يده بتهديد لأخوه : حنا عندنا ذا الحين شين أكبر .. عمتي الطرده لها ولولدها مؤقته لين نعرف نلم ماصار .. لا تقعد تثوّر الأمر من جهتك .. تفهم ..
مشعل أنحنى جالس وأطراف شماغه ترتمي لورا كتوفه : أنا منتظر هاللي تقول عنه مؤقت ويزول .. بس خلك شاهد إني مانيب مخليه .. ( رفع يده بقوة يصرخ ) والله ما أخليه
سياراتهم تزدحم بشكل مهيب في شارع وكأنه يضيق فيهم .. يتكتف حمد بصمت وحزن وفاجعه من ماصار .. يتكي على طرف سيارته وعيونه تغطيها نظاره شمسيه كبيره .. فيما معاذ يجلس متربع بحزن عند مقدمه سيارته .. يتحرك عواد راجع لورا وهو يرفع عيونه للبيت يطالع النوافذ
إلي وكأنها تطل عليهم بكآبه .. تسألهم كم هو قدر هالوجع إلي تركهم بيوم وليله يظهرون كالغريبين في قلوب وأماكن كانت أسعد بلقاهم .. !
كم خسروا ..؟
ومن بين مناداتهم .. إلي ما توقفت كان يجلس هو بتصلب تحت شجره تتمايل بضخامه فوقه
.. تنشر ظلالها عليه .. تحميه من شعاع الشمس رغم أنها لا زالت بارده عليهم .. الليله بالأمس مرت عليه صعبه .. ثقيله فوق مايتخيله .. قبضته القاسيه لا زالت محكمه
على غصن شجره قطعها من طال أنتظارهم لرد أم نوق .. متربع ويملى حضنه أوراق الشجر من هالغصن .. منعزل بنفسه عنهم .. الكل يعيش على يمينه .. سياراتهم .. أجسادهم ..
أنتظارهم .. فيما هو فضّل يبعد عنهم حتى يجلس عند باب الكراج ..
رفع عيونه للشارع المتفرع قبالها بثلاث أتجاهات .. يشوف بإستقامه ومن بعيد .. جدته تتحرك بتعب فالشارع الخالي من السيارات .. تتمايل تطالعهم وترجع داخله البيت .. الشمس بشعاعها مسيطره على جسدها .. تضيق عيونه وهوا بارده تهب بأندفاع عابرته .. تحرك فوقه أغصان الشجر وترحل .. ياترى .. هل هالباب المقفل في وجيههم رفض لفكرة الزواج
أو للي صار من خالته .. ! يخنقه هالتفكير .. يشتته أكثر وبعبث
راح يعبي صدره بالهوا بقوة وريحة هالسيارات العابره والواقفه تكتظ بأنفاسه .. لحظات
ويتقدم له عواد .. ينطق بقهر
" ورا ماتقوم تطق الباب وتحتسي مع أم نوق ..؟ ! "
ضم شفاته ببرود حتى يصد عنه وهو يرفع حجابه اليسار بحده .. أطراف شماغه تستقر على راسه بهيئه فوضويه ..
يحرك راسه بو متعب بعصبيه لولده
" من جينا وأنت ماغير منعزلن في ذا المكان .. قم فز وطق الباب إن ماسوينا التحاليل اليوم بنطيح في كارثه وماهوب مصدق من المحكمه .. غير إن الشيخ إلي فزع لنا بيروح
في داهيه .. قم أشوف .. قم .."
الكل فجأه تحركت عيونهم صوبهم .. وهم جايين عشان ينقذون كارثة زواجه المخالف للأنظمة .. لولا فزعة الشيخ كان حالهم أسوأ من ما يتصورون .. لحظات وتوقف سيارة
عبدالعزيز .. آخر الحاضرين .. ينزل من سيارته على عجل .. يتقدم لأبوه
" ها وش صار "
حرك عيونه بو عبدالله له فجأه بنظرات غاضبه .. حتى يرفع يده يصرخ فيه
" وجاين تسأل وش صار .. جاين ياقليل المروه .. يالخسيس تسأل بعد ماخليتنا كلنا نطيح بالردى معك .. "
عبدالعزيز بضياع : يبه .. توي جاي من فضيه وسامعن
بو عبدالله صرخ : ورايح تنشد بعد .. فارق عن وجهي لا أخلي ممشاك نفس ممشى أختك يالفاسد أنت وياه .. !
عبدالعزيز وهو يحرك أيديه بألم وإنكسار : أنا ..
تحرك منصور بخطوات واسعه حتى يعترض أخوه بصدره ويدفعه بعيد
" الحتسي هالحين ماله فايده .. وأبوي رجالن مريض مقضي ليلته أمس كلها بالمستشفى .. يا تقعد بسكات وعيونك لا ترفعها ولاّ فارق مفارق الهم والوجه من الوجه أبيض "
يرفع بو متعب كفه حتى يفرك وجهه .. تقترب الساعه من 8 الصبح ولهم ساعه مقابلين بيتها .. ولا رد نهائي ويعرف أتم المعرفه أنهم مستحيل بينامون براحة بعد ماصار من كارثه أمس .. يرجع يطق الباب
" يام نوق داخلن على الله ثم عليتس تردين علينا .. حنا عارفين إنتس تسمعيننا ذا الحين يابنت الأجاويد .. جايين كلنا عشان تسمعين وتقررين .. "
ينتفخ صدر جلوي بقوة وهو يتحرك يطالعهم .. بحيره وهم .. يزفر الهوا ووقفته متعبته حيل ..
مشعل بضيق : ذا الحين لزومن على بنت عمي تروح تحلل ..؟
حمد حرك يده بقهر : ياخي وش جايين عشانه حنا .. لنا ساعه واقفين ننتظر وآخرتها تسأل هالسؤال
مشعل صد حتى يرجع يطالع حمد بإستفهام : أنتم تسذا ولا تسذا في مطبن تسبير .. مافي تحاليل بيوم وليله
عواد تحرك يطالع مشعل وبعصبيه : أنت ورا ماتسكت هالحين ..؟
مشعل رفع أيديه مقرر مايتكلم والكل مضغوط بشكل : هه سكتنا
يتحرك حمد بخطوات واسعه مقترب من كرسي جده ..
حمد : الشمس بتجي يمه .. قدمه شوي
بو عبدالله بدون نفس وهو ينفض يده : فارق عني أنت هالحين
حمد طالع بادي : أحتس معه ..!
بادي وبنظره هاديه لحمد وهو يهز راسه : معه أنا مانيب مخليه ..
يتتابع طق الباب .. يخافون الوقت يسرقهم .. مايتداركون أمر هالزواج وبعدها يدخلون في ممرات ضيقه أكثر ظلمه .. الكل يجلس بصمت في الصاله .. هيا بيأس تتساند بيدها على المركه و عهد تمد رجلها المجروحه بوجه شاحب .. وعد تكتفي إنها تضم رجولها لصدرها وتميل بفكها على ركبها .. يجهلون مصيرهم .. في هاللحظات الصعبه .. فيما كانت شيما فوق
تعتزل هالحيا بإنكسار مزّق كل لحظة كانت تشوفها سعيده .. أستحالت حياتها فجأه لجحيم
وظلام وكوابيس غريبه .. لحظات حتى تدخل عليهم أم نوق الصاله وهي كل وقتها جالسه في مجلس الرجال .. تصرخ فيهم
" قوموا لموا أغراضكم كلها .. الليله راجعين للقصيم "
أنخطفت ملامحهم فجأه .. عيون أتسعت جزع من هالخبر .. رفعت هيا يدها وبصوت متعب نطقت
" تسيف بنروح للقصيم .. أنتي بعده يمه .! "
أم نوق بملامح غاضبه .. جفاها النوم : الله وحده يعلم إني قايمه بشرعه .. مومنه بأحكامه لكن ننرمى بالردى وبأعراضنا وبسكت .. لا بالله ماصار مايرضي الله ورسوله
عهد وهي تخنقها العبره من جديد : يعني بنرجع !
أم نوق ثارت : ماعاد لنا من مكانن هنيا لين ما أقطع عرق نوره ولا عاد أنا وياها نجتمع في ديرتن وحده
عهد بصدمه : يمه طيب مابقى شي عن دراستنا .. شهر و ...
أم نوق حركت يدها بأمر : كلكن بتعتذرن عن هالسنه
هيا بخرعه وهي تأشر على نفسها : آخر سنه يمه لي .. آخر سنه تسيف بعتذر
وعد وعيونها غرقت بالدموع : ....................
أم نوق صرخت بعصبيه : قومن يالله ولا أبي مرادد بالحتسي .. لا تتركن شين أبد إلا كل غرض جى من صوبهم .. تخلونه بالصاله .. توحن ( تسمعن ) أنتن أو لا
وعد رفعت أيديها منهاره تبكي غصب : ....................
تدخل فجأه من وراها نوق من قسم الرجال وملامح وجها شاحبه .. غريبه على هالحزن إلي يعيش في تفاصيلهم .. بأصواتهم ..
ضيق يكتنف بصدورهم ..
ماكفاهم من حزن أقبل عليهم مثل العاصفه .. تطالع ملامح أمها الثايره .. المتصلبه بحزم
وأمر تعرف إن ماعاد فيه رجعه .. تحرك أم نوق يدها تصرخ فيهن
" وروحن لرفيقتكن فوق .. خلنها تشد حالها لا أجي أعلمها كيف تشيل الضعّفه من قلبها .. يلا قومن بسرعه "
تحركت بجسدها صوب نوق حتى تنطق بشفاه صارمه
" أمشي معي يم الحوش .. ربعتس الظاهر يبوني أنطلق عليهم "
تقترب منها .. تعبرها ونوق بخوف راحت تتبعها .. تمشي فالممر حتى تنطق
" يمه والله شكلتس تعبان "
صرخت
" بس .. مانيب تعبانه ولا شي أشغلتيني أنتي ! "
تسكت مجبوره وملامح وجه أمها ماتبشّر بخير .. تتبعها طالعين من مدخل البيت للحوش .. يزداد طق الباب بقوة .. صوت بو متعب يوصلهم وأصوات العيال .. والشمس تنثر نورها
على هالحوش كامل .. ترفع أم نوق أيديها تعدل شيلتها حتى تسحب برقعها إلي رافعته لفوق تغطي وجهها .. ووراها نوق تلبس جلابيه خفيفه ... وشعرها الطويل تجدله وتتركه بطوله يتحرك يمين ويسار بخفه من خطواتها الثقيله ..تتوقف فجأه خطوات أم نواق ثابته بالأرض.. وماصار يفصل بينهم وبين أهل عبدالله غير جدار وباب !
ترفع أم نوق صوتها بحده
" وش تبون جايين عندي بعد الردى إلي سويتوه في بنتي أمس "
يهدون فجأه .. تسكن أصواتهم وكأن صوتها الثاير .. الغاضب أظهر للجميع حجم المصيبه وتقديرها بالتمام .. تكمّل أم نوق
" بنتي مستامنه عندكم .. راحت ولا تسان عندي أدنى شك إنكم بتحافظون عليها محافظتكم لأنفسكم وأعراضكم .. ثم فجأه تلفي علي مضروبه ومتزوجه .. هذي عزوتكم .. هذي رجولتكم كلكم .. تتركون الفاسده وتتهموني بتربيتي لبنياتي .. هااا .. "
الكل ظل يلتزم الصمت .. وكأنه كلامها كما الرصاص ينطلق ولا يصيب إلا
صدورهم للممات !
ينوي عواد يكسر حاجز هالصمت ينطق بضياع وصوته يختنق
" ماصار يام نوق شين مالنا حيلتن فيه .. ووالله العظيم ياحقتس وحق بنتتس بيوصلتس كامل .. حنا تسنا في صدمه "
تقاطعه بحده
" ياعواد "
يسكت .. وتكمّل هي
" ماعاد بيني وبينك لا عهد ولا ميثاق .. وماسويته لك وأنت قطعتن صغيّره لين ما نما عودك .. عوضه أطلبه من رب العالمين ولا بي منك فيه جزا .. أبعد عننا وعويذ الله من شرك .. عويذ الله من شركم كلكم .. كلكم .. أنا لا سكت وجيت يمكم مانيب أعاني النقص في تربيتي لبنياتي .. وكل مابغيته العزوه والسند .. لكن من بعد سواتكم أمس .. لا بالله .. مانيب بحاجتها .. مانيب بحاجة رجالن تتهم بنتي في شرفها وتربيتها وتوقفون موقفن ضعيف وماصار .. دونه يوقف الدم والثار.. فارقوني بشركم كلكم .. فارقوني أشوف .. دام أن الفسااد إلي بيّنن وواضح عجزانين كلكم تشوفونه .. ومتوليني أنا وبنياتي الضعوف .. وكلتكم لله .."
أهتز صوتها بقوة وهي ترفعه بأقوى ماعندها
" وكلتكم لله سبحانه ... يتولاني ويتولاكم .. ويحكم مابيني وبينكم "
سوط الألم والوجع ينهال يضرب رجولتهم كلهم .. الصامتين .. العابرين بمدى أحزانهم
وراحلين .. يرفع بو متعب صوته ..
" بنتتس مايدنّس سمعتها واحدن خسيس نفس فيصل .. أنتي أجوديه من عرب أجاويد صيتتس وسمعتتس وسمعة بناتتس كلن يذكرها بالخير .. "
تقاطعه بصوت يجاهد مايضعف .. يقاوم هالأنكسار
" يشوفونه الغريبين .. البعيدين عني .. لكن أهلي وجماعتي وش عيّنت منهم .. وش عينت "
بو متعب وهو يقترب من الباب .. يحط يده على الجدار .. وهو يصعد الدرج ..
والكل في صمت وراه .. يغيب صوتهم في الظلام .. ولا عذر يغسل فاجعة ماصار أمس ..
" المومن يام نادر دايما يختبره الله سبحانه .. وماصار أمس كشف لنا شين ياكافي الشر لا هو على البال ولا على الخاطر .. وبنتتس شريفه وعرضها مادنسه هالنذل .. بريه من هالظلم
وكلنا نعرف .. لكن أنشدتس بالعقل وعلميني "
بلع ريقه وهو يتنفس بعمق .. يكمّل وعلى يساره ولده يسحب رجولها لصدره بإستقامه .. صاد بملامحه عنهم كلهم .. يكتم الغيض في صدره ..
" أمس .. أنا وولدي يومننا عرفنا بنوايا الخسيس .. تركنا كل شي ورحنا داخلين على شيخن نعرفه مع أخوياي .. وطلبناه يعقد للبنت بشرط أن تحاليلهم توصل لهالشيخ الصبح ..
ووافق معرضن وظيفته للخطر ... وهذا هم متزوجين لكن زواجهم ماراح يتصدّق بالمحكمه وبيرفض .. ويعرضنا ويعرض الشيخ لمصايب سودا .. وأنا جاي أطلبتس ناخذ البنت تحلل .."
أرتفع صوتها بأندفاع
" لا لا بنيتي ماتطلع "
نطق وهو يحرك يده لورا ... مقدّر خوفها ولا يلومها
" والله مايعترضها أحد .. آخذها أنا بنفسي مع زوجتي يم المستشفى تحلل وترجع .. يام نادر الضرر للبنت أكبر .. وللولد ولنا كلنا وتراتس معذوره باللي تقولينه لكن لازم لوضع زواجهم حل .. والحل بنتتس لزوم تروح تحلل يام نادر "
تكتف جلوي بقوة وهو يحرك عيونه صوب أبوه إلي ظل واقف بحزن .. لمشعل وهو يتصدد يمين ويسار يحاول يفرغ طاقة هالغضب فيه بأي شكل .. تنتقل عيونه للجد إلي أكتفى يمسك راسه بصمت .. والكلام قاتل ..
" وين وليدي متعب "
أتسعت عيون بو متعب من طلبها .. لف يطالع ولده وهو لا زال صاد .. وكفوف أيديه تشد بعض بقوة .. نطق
" هذا هو عندي "
نطقت بأمر
" ماغيره ياخذها لحاله .. بسيارته ولا يعترضهم أحد يوديها للمستشفى ويرجع .. ما آمن أحدن غيره لبنيتي .. "
بقوة لف براسه يطالع أبوه بصدمه .. وأرتباك غريب هز جسده بعنف .. تتسع عيونه
ماهو مستوعب الطلب .. يروح معها لحاله ..!
بسياره مهتريه قديمه ..!
لف مشعل بعدم إستيعاب بطالع حمد إلي أكتفى بحواجبه ترتفع .. شفاته تميل من كثر ماحس إن ماوصل له ثقيل على قلبه وسمعه .. كيف بمتعب .. أرتفع صوت عبدالعزيز
" تبين الولد يروح مع البنت لحالهم تسذا .. هذي لا هيب من عوايدنا ولا هيب من سلومنا "
أندفعت أم نوق بالكلام كما لو أنها لغم وأنفجر
" لكن من عوايدك وسلومك تتهم بنت أخوك بعرضها دون دليل .. هاااا "
أنلجم وكأنها صفعته بقوة ..
بو متعب ولا همه إلا تتم هالتحاليل : لتس ماتبين .. ياخذها متعب هالحين وحنا كلن بيروح لطريقه ..
طعنت كرامتهم ورجولتهم أجمعين .. هادرتها على رصيف الحياه حتى تعبر خطواتها الواثقه ولا تسلم مفتاح أمانها إلا له .. هو إلي ظل بجمود يطالع أبوه .. جسمه كما لو أنه يتصلب بقوة .. كيف بياخذها .. لحالها .. في صندوق قديم .. يملاه الغبار .. مافكّر يغسل
سيارته من شراها تاركها على حالها بدون أهتمام .. هالحين أدرك حجم نسيانه وأهماله ..
أفكار تتراكم براسه .. وقلبه ينقبض بقوة .. بملامح بارده .. قاتله .. تتحرك نظراته بعبث
في كل أتجاه .. رغم أن في مشاعر تغلي تدفعه للجنون .. للرفض .. بس ماقدر ظل
بصمته .. يجلس .. يحس بمعدته بدت تتقلص .. تلتهب فجأه .. والهوا كما لو أنه يقدر بسهوله يدخل من مسامات جلده .. لف أبوه للكل
" كلن يشوف طريقه .. والأمور محلوله بإذن الله .. أهم مافي الأمر إن هالتحاليل تتم وناخذها
للشيخ بسرعه ! "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|